المصادر:  


نهم (لسان العرب) [215]


النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء. ابن سيده: النَّهَمُ، بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ.
ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم.
والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء.
وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله.
ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به.
وفي الحديث: مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ . . . أكمل المادة وأَنشد: ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلاَّحُ؟ إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني.
ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ.
والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ.
ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه.
والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً. الصارخُ. مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري: إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما، أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما الإباءُ: الفِرارُ.
والنَّهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي: يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ أي أَزْجرهُ.
وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي.
وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ.
ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛ الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ.
والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ؛ قال: أَلا انْهِماها، إنها مَناهِيمْ، وإنما يَنْهِمُها القومُ الهيمْ، وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ والنَّهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَهَمَ الإبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.
والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ (* قوله «لانه ينهم» ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما) أي يدعو.
والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد: نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب وأَنشد ابن بري للأعشى: سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم لِساناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا وقال الأسود بن يعفر: وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا سِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل: النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلك (* قوله «والفتح في كل ذلك إلخ» الذي في القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر والضم) لغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً.
والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر.
وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ.
والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.
ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة: والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى؟؟ المَهْجوما، يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم.
والنُّهامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في بُومة تَصِيح: تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ.
وقال أَبو سعيد: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام ذكرِ البوم لعديّ بن زيد: يُؤْنِسُ فيها صَوْتُ النُّهامِ، إذا جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح: فتَلاقَتْه فلاثَتْ به لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ والجمع نُهُمٌ.
ونُهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ.
ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منهم.
ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شيطان، أنتم بنو عبدالله.
ونِهْمٌ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ.

النَّهَمُ (القاموس المحيط) [209]


النَّهَمُ، محرَّكةً،
والنَّهامَةُ، كسَحابَةٍ: إفْراطُ الشَّهْوَةِ في الطعامِ، وأن لا تَمْتَلِئ عَيْنُ الآكِلِ ولا يَشْبَعَ، نَهِمَ، كفَرِحَ، وعُنِيَ، فَهو نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهُومٌ.
والنَّهْمَةُ: الحاجةُ، وبُلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء.
وهو منْهومٌ، بكذا: مُولَعٌ به،
وقد نَهِمَ، كفَرِحَ.
ونَهَمَ، كضَرَبَ: نَحَمَ.
والنَّهْمُ والنَّهِيمُ: صَوْتٌ، وتَوَعُّدٌ، وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ.
ونَهْمَةُ الأَسَدِ والرجلِ: نَأْمَتُهُ.
ونَهَمَ إبلَهُ، كَمَنَعَ وضَرَبَ، نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً: زَجَرَها بصَوْتٍ.
وناقَةٌ مِنْهامٌ: تُطيعُ على الزَّجْرِ
ج: مَناهيمُ.
والنَّهامُ والنَّهامِيُّ، منْسوباً مُثَلَّثَيْنِ: الحَدَّادُ، والنَّجَّارُ.
والمَنْهَمَةُ: موضِعُ النَّجْرِ.
أو النِّهامِيُّ، بالكسر: صاحِبُ الدَّيْرِ، ويُضَمُّ، والطريقُ السَّهْلُ.
ونِهْمٌ، بالكسر: ابنُ ربيعةَ، أبو بَطْنٍ، وبالضم: شَيْطَانٌ، أو صَنَمٌ . . . أكمل المادة لمُزَيْنَةَ،
وبه سَمَّوْا عَبدَ نُهْمٍ.
وكزُفَرَ: ابنُ عبدِ اللهِ بنِ كعبِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بن صَعْصَعَةَ.
وكغُرابٍ: طائِرٌ، أو البومُ، والراهِبُ في الدَّيْرِ.
وكشدَّادٍ: الأَسَدُ،
كالنَّهَّامَةِ، واللَّقَمُ الواضِحُ.
والنَّهْمُ: الحَذْفُ بالحَصا وغيره.
وناهَمَه: أخذَ معه في النَّهيمِ.

نهم (المعجم الوسيط) [207]


 الاسد والفيل نهيما صَوت وَيُقَال نهمت الْقدر غلى مَاؤُهَا فصوتت وَفُلَان زحر وَالدَّابَّة نهما ونهيما زجرها بِصَوْت لتجد فِي سَيرهَا نهم:  فِي الشَّيْء نهما ونهامة أفرط الشَّهْوَة أَو الرَّغْبَة فِيهِ يُقَال نهم فِي الطَّعَام ونهم فِي الْعلم فَهُوَ نهم ونهيم نهم:  بالشَّيْء أولع بِهِ فَهُوَ منهوم 

نهم (الصّحّاح في اللغة) [207]


النَهْمَةُ: بلوغ الهمَّة في الشيء.
وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهومٌ، أي مولعٌ به.
وفي الحديث: "مَنْهومانِ لا يشبعانِ: مَنْهومٌ بالمال ومَنْهومٌ بالعلم".
ونَهَمَ يَنْهِمُ بالكسر نَهيماً: لغةٌ في نَحَمَ يَنْحِمُ. أي زَحَرَ.
والنَهَمُ بالتحريك: إفراطُ الشهوة في الطعام.
وقد نَهِمَ بالكسر يَنْهَمُ نَهَماً.
والنَهْمُ بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبل أَنْهَمُها بالفتح فيهما نَهْماً ونَهيماً، إذا زجرتها وصِحْت بها لتجدَّ في سيرها.
والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيعُ على النَهْمِ، وهو الزَجْرُ.
والنَهْمُ أيضاً: الحَذْف بالحصى ونحوِه، لأنَّ السائق قد يفعل ذلك. مثل النَحيمِ ومثل النَئيمِ، وهو صوت الأسد والفيل. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً، ونهيماً. الحدَّادُ.
والنُهامُ بالضم: ضربٌ من الطير.

نهم (مقاييس اللغة) [57]



النون والهاء والميم أصلانِ صحيحان، أحدُهما صوتٌ من الأصوات والآخر ولُوع بشيء.فالأوَّل النَّهيم: صوت الأسد. زَجْرُك الإبل إذا صِحْتَ بها. تقول: نَهَمْتُها، إذا صِحْتَ بها لتَمضي. قال:
ألاَ انهِمَاها إنَّهَا مَناهيمْ      وإنما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ

ويقال للحَذْف بالعَصَا والحذف بالحَصَى نَهْمٌ؛ ولا بدَّ من أن يكون لِمَا يُحْذَف به أدنى صوت. قال:فأمّا الآخر فالنَّهْمة: بلوغ الهِمّة في الشَّيء.
وهو منهومٌ بكذا: مُولَعٌ به.
ويقال منه نُهِمَ يُنْهَمُ.ومما شذَّ عن البابين النِّهَامِيّ: الحَدَّاد.

م - ن - ه (جمهرة اللغة) [52]


المُنّة: القوة، وهي عند بعضهم من الأضداد. يقولون: رجل ذو مُنّة، إذا كان قوياً؛ وحبل مَنين، إذا كان ضعيفاً. قال الراجز: يا رِيَّها إن سَلِمَتْ يميني وسلِمَ الساقي الذي يَليني ولم تَخُنّي عُقَدُ المنينِ ويقال: مَنّه السيرُ يمُنّه مَنّاً، إذا أتعبه وأضعفه. والمَهْن من قولهم: امتهنتُ الرجلُ أمتهنه امتهاناً، إذا ابتذلته. وأصل المِهنة العمل باليد؛ ورجل ماهِن من قوم مَهَنة؛ وفلان يقوم بمِهنة ماله، أي بإصلاحه، والمرأة تقوم بمهنة بيتها، إذا قامت بإصلاحه. والنَّهَم، رجل نَهِمٌ بيّن النَّهَم، وهو الشَّرِه الرَّغيب. ونُهْم: اسم صنم كان يُعبد في الجاهلية. وبه سُمّي عبد نُهْم. ونِهْم: اسم رجل، وهو أبو بطن من العرب. قال الراجز: أقْدِمْ أخا . . . أكمل المادة نِهْمٍ على الأساورَهْ ولا تِهالَنَّكَ رِجْلٌ نادرَهْ ويروى: ولا تِهالَنّ لرجل نادرهْ. ووفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حيٌّ من العرب فقال: بنو من أنتم؟ فقالوا: بنو نِهْم، فقال: نِهْم شيطان، أنتم بنو عبد الله. والنَّهيم: الصوت، مثل النئيم سواء. ويقال: سمعت نَهَمَة الرجل، بفتح الهاء، إذا سمعت حِسّه وكلامه؛ وسمعت نأْمَةَ الأسد ونَهْمَتَه. ورجل نَهِمٌ. ولي في هذا الأمر نَهْمَة، أي شهوة وحاجة. والرجل منهوم بكذا وكذا، إذا كان مُغْرًى به. والنُّهام: طائر. والنُّهاميّ: الحدّاد. قال الأعشى: وأدفعُ عن أعراضكم وأُعِيرُكم ... لساناً كمِفراص النُّهاميّ مِلْحَبا ويُروى: كمِفراص الخَفاجيّ، من بني خَفاجة، حيّ من العرب. والنِّهام، زعموا: اسم. والنَّمَه من قولهم: نَمِهَ ينمَه نَمَهاً، وهو نامِه، وهو شبيه بالحَيرة؛ لغة يمانية. والهَيْنَمَة، زعموا: أرض سهلة، وليس بثَبْت. والهَنَم: ضرب من التّمر بعينه؛ وأنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد: ما لكَ لا تُطْعِمُنا من الهَنَمْ وقد أتَتكَ العيرُ في الشهر الأصَمّْ والهَيْنَمَة: كلام لا يُفهم، وهو الهَيْنام والهَيْنوم. وفي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أخته قبل أن يُسلم فسمعها تقرأ فقال: ما هذه الهَيْنَمَة؟ وبنو هَنّام: حيّ من الجنّ، زعموا، وقد جاء في الشعر الفصيح.

ن هـ م (المصباح المنير) [5]


 نَهَمَ: في الشيء "يَنْهَمُ" بفتحتين "نَهْمَةً" : بلغ همَّته فيه فهو "نَهِيمٌ" ، و "النَّهَمُ" بفتحتين: إفراط الشّهوة وهو مصدر من باب تعب، و "نَهِمَ" "نَهَمًا" أيضًا: زادت رغبته في العلم، و "نَهَمَ" "يَنْهِمُ" من باب ضرب: كثر أكله، و "نُهِمَ" بالشيء بالبناء للمفعول إذا أولع به فهو "مَنْهُومٌ" . 

اللِّجامُ (القاموس المحيط) [4]


اللِّجامُ، ككتابٍ: للدابَّةِ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وفَرَسُ بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ الذي أخَذَهُ من بني النُّهَيْمِ، وما تَشُدُّهُ الحائضُ، وقد تَلَجَّمَتْ، وسِمَةٌ للإِبِلِ
ج: ككتبٍ وأسْنِمَةٍ.
وَلَفَظَ لِجامَهُ: انْصَرَفَ من حاجتِهِ مَجْهوداً من الإِعْياءِ والعَطَشِ.
وألْجَمَ الدابَّةَ: ألْبَسَها اللجامَ، أو وَسَمَها بِهِ.
وكصُرَدٍ: دابَّةٌ، أو سامُّ أبْرَصَ، أو الضَّفادِعُ،
كاللُّجْمِ، بالضم.
وبالتحريكِ وكغُرابٍ: ما يُتَطَيَّرُ منه، وبالضم: الهواءُ.
واللُّجْمَةُ، بالضم: الجَبَلُ المُسَطَّحُ، وناحِيَةُ الوادِي، وبالتحريكِ: مَوْضِعُ اللِّجامِ من وجهِ الدابَّةِ.
ولَجَمَ الثَّوْبَ: خاطَه.
ولجَّمَهُ الماءُ تَلْجِيماً: بَلَغَ فاهُ،
كأَلْجَمَهُ.
ورَوْضَةُ ألْجامٍ أو آجامٍ: قُرْبَ المدينةِ.
وكمكرَمٍ: اسمٌ.

أدد (لسان العرب) [2]


الإِدُّ والإِدَّةُ: العَجبُ والأَمر الفظيع العظيم والداهية، وكذلك الآدّ مثل الفاعل، وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ وأَمر إِدٌّ وصف به؛ هذه عن اللحياني.
وفي التزيل العزيز: لقد جئتم شيئاً إِدّاً؛ قراءة القراء إِدّاً، بكَسر الأَلف، إِلا ما روي عن أَبي عمر وأَنه قرأَ: أَدّاً. قال: ومن العرب من يقول لَقد جئت بشيء آدّ مثل مادّ، قال: وهو في الوجوه كلها بشيء عظيم؛ وأَنشد ابن دريد: يا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا، رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا، فنِلتُ منه رَشْفَاً وبَرْدا والإِدّ: الداهية تئدّ وتؤدّ أَدّاً. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني حكى تأَدُّ، فإِما أَن يكون بني ماضيه على فعل، وإِما أَن يكون من . . . أكمل المادة باب أَبى يأْبى.
وأَدّه الأَمر يؤُدّه ويئدّه إِذا دهاه. الليث: يقال أَدّت فلاناً داهية تؤده أَدّاً، بالفتح؛ قال رؤبة: والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا والإِدّ، بكسر الهمزة: الشدَّة.
وفي حديث عليّ، رضى الله تعالى عنه، قال: رأَيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام فقلت: ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ؛ الإِدد، بكسر الهمزة: الدواهي العظام، واحدتها إِدّة، بالكسر والتشديد، والأَوَدُ: العوج.
والأَدُّ: الغلبةُ والقوّةُ؛ قال: نَضَوْنَ عنّي شدّةً وأَدّا، من بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا وأَدّت الناقة: والإِبل تؤدّ أَدّاً: رجَّعت الحنين في أَجوافها.
وأَدُّ الناقة: حنينها ومدّها لصوتها؛ عن كراع.
وأَدّ البعيرُ يؤدّ أَدّاً: هَدَرَ.
وأَدّ الشيءَ والحبل يؤدّه أَدّاً: مدّه.
وأَدّ في الأَرض يؤدّ أَدّاً: ذهب.
وأَدَدُ الطريق: دَررُه.
والأَدُّ: صوتَ الوطء؛ قال الشاعر:يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ، أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ والأَديد: الجبلة.
وشديدٌ أَديدٌ: إِتباع له.
وأُدُد وأُدَد: أَبو عدنان وهو أُدّ بن طابخة (* قوله «وهو أدّ بن طابخة إلى قوله بمنزلة عمر» كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد، بضمتين، لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وهو أدد، بن زيد بن كلان بن سبأ بن حمير وأدّ، بالضم، ابن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى.) بن الياس ابن مضر؛ قال الشاعر: أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا قال ابن دريد: أَحسب أَنّ الهمزة في أُدّ واو لأَنه من الودّ أَي الحب، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا اقتت وأَرخ الكتاب.
وأُدَد: أَبو قبيلة من اليمن وهو أُدَدُ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير؛ والعرب تقول أُدَداً، جعلوه بمنزلة ثُقَب ولم يجعلوه بمنزلة عمر؛ الأَزهري: وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُد .

ثبج (لسان العرب) [2]


ثَبَجُ كلِّ شيء: مُعْظَمُهُ ووَسَطُهُ وأَعلاه، والجمع أَثْباجٌ وثُبُوجٌ.
وفي الحديث: خيارُ أُمتي أَوَّلُها وآخرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منك ولستَ منه. الثَّبَجُ: الوسط ما بين الكاهل إِلى الظهر؛ ومنه كتاب لوائل: وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَي أَعطوا الوَسَطَ في الصدقة لا من خيار المال ولا من رُذالته، وأَلحقها هاء التأْنيث لانتقالها من الاسمية إِلى الوصف؛ ومنه حديث عبادة: يوشك أَن يُرى الرجلُ من ثَبَجِ المسلمين أَي من وَسَطِهم؛ وقيل: مِن سَراتهم وعِلْيَتِهم؛ وفي حديث علي، رضي الله عنه: وعليكم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإِن الشيطانَ راكِدٌ في ِكِسْرِه.
وثَبَجُ الرَّمْلِ: مُعْظَمُه، وما غَلُظَ من وَسَطه، وثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه وما فيه . . . أكمل المادة مَحاني الضُّلوع؛ وقيل: هو ما بين العَجُزِ إِلى المَحْرَكِ، والجمع أَثْباجٌ.
وقال أَبو عبيدة: الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه؛ وقالت بنت القتال الكلابي ترثي أَخاها: كأَنَّ نَشَيجَها، بذَواتِ غِسْلٍ، نَهيمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحالِ أَي توضع الرحال على أَثباجها.
وقال أَبو مالك: الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ على الكاهل إِلى الصدر. قال: والدليل على أَن الثَّبَجَ من الصدر أَيضاً قولهم: أَثْباجُ القَطا؛ وقال أَبو عمرو: الثَّبَجُ نُتُوءُ الظهر.
والثَّبَجُ: عُلُوُّ وسط البحر إِذا تلاقت أَمواجه.
وفي حديث أُمِّ حَرامٍ: يَرْكَبُون ثَبَجَ هذا البحر أَي وسَطَه ومُعْظَمَه؛ ومنه حديث الزهري: كنتُ إِذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ ابن الزُّبير فَتَقْتُ به ثَبَجَ بحرٍ.
وثَبَجُ البحرُ والليل: مُعْظَمُه.
ورجلٌ أَثْبَجُ: أَحدَبُ.
والأَثْبَجُ أَيضاً: الناتئُ الصَّدْر؛ وفيه ثَبَجٌ وثَبَجَةٌ.
والأَثْبَجُ: العظيم الجوف.
والأَثْبَجُ: العريضُ الثَّبَجِ؛ ويقال: الناتئُ الثَّبَجِ، وهو الذي صُغِّر في حديث اللِّعان: إِن جاءت به أُثَيْبِجَ، فهو لهِلالٍ؛ تصغيرُ الأَثْبَجِ الناتئ الثَّبَجِ أَي ما بين الكتفين والكاهل؛ وقول النمري: دَعاني الأَثْبَجان بِيا بَغِيض وأَهْلِي بالعراقِ، فَمَنَّيَاني فسر بهذا كله.
ورجلٌ مُثَبَّجٌ: مضطرِبُ الخَلْقِ مع طول.
وثَبَّجَ الراعي بالعصا تَثْبيجاً أَي جعلها على ظهره، وجعل يديه من ورائها، وذلك إِذا أَعيا.
وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً: أَقعى على أَطراف قدميه كأَنه يستنجي؛ قال: إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَب، ثَبَجْتَ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِب وقول الشماخ: أَعائِشُ ما لأهْلِكِ لا أَراهُمْ يُضِيعُونَ الهِجانَ مع المُضِيعِ؟ وكَيْفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ؟ قال: هِجان الإِبل كرائمها أَي أَن على أَوساطها وبراً كثيراً يقيها البرد، قد أُدفئت به.
وثَبَّجَ الكتابَ والكلامَ تَثْبيجاً: لم يبينه؛ وقيل: لم يأْت به على وجهه.
والثَّبَجُ: اضطرابُ الكلام وتَفَنُّنُه.
والثَّبَجُ: تَعْمِيَةُ الخَط وتَرْكُ بيانه. الليث: التَّثْبيجُ التخليط.
وكتابٌ مُثَبَّجٌ، وقد ثُبِّجَ تَثْبيجاً.
والثَّبَجُ: طائر يصيح الليلَ أَجمعَ كأَنه يَئِنُّ، والجمع ثِبْجانٌ؛ وأَما قولُ الكُمَيتِ يَمْدَحُ زِيادَ من مَعْقِلٍ: ولم يُوايِمْ لَهُمْ في ذَبِّها ثَبَجاً، ولمْ يَكُنْ لهُمْ فيها أَبا كَرِبِ ثَبَجٌ هذا: رجلٌ من أَهل اليمن، غزاه ملك من الملوك فصالحه عن نفسه وأَهله وولده، وترك قومه فلم يدخلهم في الصلح، فغزا الملك قومه، فصار ثَبَجٌ مثلاً لمن لا يَذُبُّ عن قومه، فأَراد الكميت: أَنه لم يفعل فِعْلَ ثَبَجٍ، ولا فِعْلَ أَبي كَرِبٍ، ولكنه ذَبَّ عن قومه.

خوف (العباب الزاخر) [2]


خاف الرجل يخاف خوفاً وخيفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل؛ وخيف على اللفظ، ومنه قراءة أبن مسعود- رضي الله عنه-: (أنء يَدْخُلُوها إلاّ خُيَّفاً).
وقال الكسائي: ما كان من نبات الواو من ذوات الثلاثة فأنه يجمع على فعل، وفيه ثلاثة أوجه: يقال خائف وخيف وخيف وخوف، ونحو ذلك كذلك. وقوله تعالى: (خَوْفاً وطَمَعاً) أي اعْبُدُوْه خائفين عذابه وطامعين ثوابه. وقوله جل وعز: (يُرِيْكُم البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً) قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، وقيل: خوفاً لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر وطمعاً لمن ينتفع به. وربما قالوا رجل خاف: أي شديد الخوف، جاءوا به على فعل -مثال . . . أكمل المادة فرق وفزع-، كما قالوا رجل صات: أي شديد الصوت. وجمع الخيفة: خيف؛ وأصله خوف، كما أن أصل الخيفة خوفة، صارت الواو ياء لا نكسار ما قبلها، قال صخر الغي الهذلي:
فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخَّةٍ      وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيْفا

وروى أبن حبيب: "على زكة" أي على غم، ويروى: "غَيْظاً وخِيْفا"، وقيل: الخيف في البيت: مصدر وليس بجمع. والخافة: خريطة من أدم يشتار فيها العسل، قال أبو ذؤيب الهذلي:
تَأبَّطَ خافَةً فيهـا مِـسَـابٌ      فأضْحى يَقْتَري مَسَداً بشِيْقِ

وقال السكري: الخافة: سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل، قال: وقال أبو عبد الله: الخافة: جبة من أدم، ويروى: "فيها مساد"، قال: وحكي عن عمر -رضي الله عنه-: اليوم اجتمع الإسلام في خافته. وخواف: قصبة من أعمال نيسابور. وسمعت خواف القوم: أي ضجتهم. وخفته أخوفه: أي غلبته بالخوف. ويقال: هذا الطريق مخوف وهذا وجع مخيف، لأن الطريق لا يخيف وغنما يخيف فيه قاطع الطريق، والوجع المخيف: هو الذي إذا رأى صاحبه أحد أخافه وجعه.
وروى أبو سهلة السائب بن خلاد الجهني -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أخاف أهل المدينة أخافه الله. والمخيف: الأسد الذي يخيف من يراه أي يفزعه، قال طريح الثقفي:
وُقْصٌ تُخِيْفُ ولا تَخَـافُ      هَزابِرٌ لِصُدُوْرِهنَّ حَطِيْمُ

ويروى: "يخفن ولا يخفن"، ويروى: "نحيم" و"نهيم"، وحطيم: أي تحطم من الغيظ. والتخويف: الإخافة. وخوفته -أيضاً-: صيرته بحالٍ يخافه الناس، ومنه قوله تعالى: (إنَّما ذلكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلياءه) أي يُخَوِّفُكم فلا تَخَافُوه. وتخوفت عليه الشيء: أي خفته. وتخوفة: أي تنقصه، ومنه قوله تعالى: (أوْ يَأخُذَهُم على تَخَوُّفٍ)، وقال الأزهري: معنى التنقص أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال أبن فارس: إنه من باب الإبدال؛ وأصله النون، وأنشد:
تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً      كما تَخَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ

أنشد البيت الأزهري لابن مقبل، وليس له.
ورواه بعضهم لذي الرمة، وليس له.
وروى صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية [أنه] لأبن مزاحم الثمالي.
ويروى لعبد الله بن عجلان النهدي. والتركيب يدل على الذعر والفزع.

حضر (لسان العرب) [1]


الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَهوحَضِرَه (* قوله: «فيقال حضرهوحضره إلخ» أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس). يَحْضُرُه، وهو شاذ، والمصدر كالمصدر.
وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان، بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ وفِناؤّ.
وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة (* قوله: «عمرو بن سلمة» كان يؤمّ قومه وهو صغير، وكان أبوه فقيراً، وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا أست قارئكم، فكسوه جبة.
وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن . . . أكمل المادة فكان أكثر قومه قرآناً، وأَمَّ بقومه في عهد، النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت له منه سماع، وأبوهسلمة بكسر اللام، وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، كذا بهامش النهاية). الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ.
وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا حَضَرَ بخير.
وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير.
وأَبو زيد: هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخير.
ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه. الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛ وأَنشد الليث: فَشَلَّتْ يداه يومَ يَحْمِلُ رايَةً إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر: يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ: ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ، كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ.
والحاضِرُ: خلاف البادي.
وفي الحديث: لا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي: المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إِذا جرى مع المغالاة منعقد، وهذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة.
وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.
والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد.
وكان الأَصمعي يقول: الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي: فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه، فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر.
وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل مصدر.
والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ.
والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال: في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ، فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إِذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ.
وفلان حاضِرٌ بموضع كذا أَي مقيم به.
ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد: فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ، وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو: أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ، من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ وبعده: عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ، وفيهمُ، قبلَ التَّفَرُّقِ، مَيْسِرٌ ونِدامُ وهذه كلها أَسماء مواضع.
وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع ندمان كغرثان وغراث. قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ.
وفي حديث آكل الضب: أَنَّى تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه.
وحاضِرَةٌ: صفة طائفة أَو جماعة.
وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي يحضرها ملائكة الليل والنهار.
وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً.
والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه، والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدًى، وجمع المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.
والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.
وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر، سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ.
وأَما الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ.
وفي حديث عَمْرِو بن سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه.
ويقال للمَناهِل: المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً للمكان المحضور. يقال: نزلنا حاضِرَ بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول.
وفي الحديث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَي المكان المحضور.
ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض، والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ.
وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي يحضُرها الجنّ والشياطين.
وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛ أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.
وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛ ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.
وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ (* قوله: «قولوا ما يحضركم» الذي في النهاية قولوا ما بحضرتكم)؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره.
والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ (* قوله: «وأهل الفلح» بالحاء المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة). يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ.
والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل: الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب ابنه:رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ من الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً، وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية. قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ: الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ.
وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي: الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛ قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف.
والتُّبَّعُ: الظل.
واسْمَأَلَّ: قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله: سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً، هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال أَبو شهاب الهذلي: رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ من الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو: فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به.
والحَلْقَةُ: الجماعة.
وقوله: لا تمضي عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم.
والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة من وِلادِها.
وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة.
والحَضِيرَةُ: انقطاع دمها.
والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى.
والحَضِيرُ: ما اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ والقَذَى.
وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وهي لفافة الولد.
ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول الراجز: وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ، فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة (* قوله: «الحفاصة» كذا بالأصل بدون نقط وكتب بهامشه بدلها العاصة).
وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.
والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ.
والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ.
والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة.
وحاضَرْتُه: جاثيته عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة.
ورجل حَضْرٌ: ذو بيان.
وتقول: حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل للشبه، وكذلك الوزن إِذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إِذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛ وأَنشد:أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها حَضَارِ، إِذا ما أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد، فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء، قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.
والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء.
وفي الصحاح: الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر: فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ، سِباؤُها بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما بمعنًى، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إِذا كان المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إِذا كان جمعاً، كقوله تعالى: في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر: فهي بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون جمعاً، وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد. الأَزهري: والحِضارُ من الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ؛ وقال الأُمَوِيُّ: ناقة حِضارٌ إِذا جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي؛ وقال شمر: لم أَسمع الحِضارَ بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها وحِضارُها أَي سودها وبيضها.
والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب.
وحَضارٌ: اسم للثور الأَبيض.
والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها.
والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر. الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ.
وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ.
واحْتَضَرَ الفرسُ إِذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.
وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إِذا كان شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ.
وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتُ معه.
وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً ومُحاضِراً وحُضَيْراً.
والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً بين دِجْلَةَ والفُراتِ.
والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ.
وحَضْرَمَوْتُ: اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت: هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ.
وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة بها.
وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد: تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِي، فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن.
وفي الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ النَّقِيع، بالنون.