المصادر:  


نطف (لسان العرب) [313]


النطَفُ والوحَرُ: العَيْب. يقال: هم أَهل الرَّيْب والنطَف. ابن سيده: نطَفَه نَطْفاً ونطَّفه لطَّخه بعيب وقَذَفَه به.
وقد نَطِف، بالكسر، نَطَفاً ونَطافةً ونُطوفة، فهو نطِف: عابَ وأَرابَ.
ويقال: مرَّ بنا قوم نَطِفُون نَضِفون وحَرُون نَجِسُون كفَّار. التَّلَطُّخ بالعيب؛ قال الكميت: فَدَعْ ما ليس منك ولستَ منه، هما رِدْفَين من نَطَفٍ قَرِيبُ قال رِدْفين على أَنهما اجتمعا عليه مترادفين فنصبهما على الحال.
وفلان يُنْطَف بسُوء أَي يُلَطَّخ.
وفلان يُنْطَف بفُجور أَي يُقْذَف به.
وما تنَطَّفْت به أَي ما تلطَّخْت.
وقد نَطِف الرجل، بالكسر، إذا اتُّهم بريبة، وأَنطفه غيره. . . . أكمل المادة الرجل المُرِيب.
وإنه لَنطِف بهذا الأَمر أَي متَّهَم، وقد نطِف ونُطِف نطَفاً فيهما.
ووقع في نطَف أَي شرّ وفساد. الشيءُ أَي فسد. البعير نطَفاً، فهو نطِف: أَشرفت دَبَرَتُه على جوفه ونَقَّبت عن فُؤاده، وقيل: هو الذي أَصابته الغُدّة في بطنه، والأُنثى نطَفة. إشراف الشجَّة على الدماغ والدبَرة على الجوف، وقد نطِف البعير؛ قال الراجز: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجوزِ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: شدّاً عليّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ ورجل نطِف: أَشرفت شَجَّته على دِماغه. من الطعام يَنطَف نطَفاً: بَشِم. علة يُكوى منها الرجل، ورجُل نطِف: به ذلك الداء؛ أَنشد ثعلب: واسْتَمَعُوا قَوْلاً به يُكْوى النَّطِفْ، يَكادُ مَنْ يُتْلَى عليه يُجْتأَفْ (* ورد هذا البيت في مادة جأف وفيه يجتئف بدل يجتأف.) والنَّطْفُ: عَقْر الجُرح. الجرحَ والخُراجَ نَطْفاً: عقره. والنُّطَف: اللؤلؤ الصافي اللون، وقيل: الصغار منها، وقيل: هي القِرَطةُ، والواحدة من كل ذلك نَطَفة ونُطَفة، شبهت بقَطْرة الماء. بالتحريك: القُرط.
وغلام مُنَطَّف: مُقَرَّط.
ووصيفة مُنطَّفة ومُتَنطِّفة أَي مُقَرَّطة بتُومَتَيْ قُرْط؛ قال: كأَنَّ ذا فَدّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّف من أَعْنابه ما قَطَّفا وقال الأَعشى: يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ، مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّربالِ مُعْتَمِلُ وتَنَطَّفَتِ المرأَة أَي تَقَرَّطت. والنُّطافة: القليل من الماء، وقيل: الماء القليل يَبقى في القِربة، وقيل: هي كالجُرْعة ولا فِعل للنُّطفة. الماء القليل يبقى في الدَّلْو؛ عن اللحياني أَيضاً، وقيل: هي الماء الصافي، قلَّ أَو كثر، والجمع نُطَف ونِطاف، وقد فرق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع فقال: النُّطفة الماء الصافي، والجمع النِّطاف، والنُّطفة ماء الرجل، والجمع نُطَف. قال أَبو منصور: والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة، وللماء الكثير نُطفة، وهو بالقليل أَخص، قال: ورأَيت أَعرابيّاً شرب من رَكِيّة يقال لها شَفِيَّة وكانت غزيرة الماء فقال: واللّه إنها لنطفة باردة؛ وقال ذو الرمة فجعل الخمر نُطفة: تَقَطُّعَ ماء المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ وفي الحديث: قال لأَصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة؛ أَراد بها ههنا الماء القليل، وبه سمي المنيُّ نُطفة لقلته.
وفي التنزيل العزيز: أَلم يك نُطفة من منيّ يُمْنى.
وفي الحديث: تخيروا لِنُطَفِكم، وفي رواية: لا تجعلوا نُطَفكم إلا في طَهارة، وهو حث على استخارة أُم الولد وأَن تكون صالحة، وعن نكاح صحيح أَو ملك يمين.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: لا يزالُ الإسلامُ يزيد وأَهله ويَنْقُصُ الشِّرك وأَهله حتى يسير الراكب بين النُّطْفتين لا يخشى إلا جوراً؛ أَراد بالنطفتين بحر المشرق وبحر المغرب، فأَما بحر المشرق فإنه ينقطع عند نواحي البصرة، وأَما بحر المغرب فمُنْقَطَعُه عند القُلْزم؛ وقال بعضهم: أَراد بالنطفتين ماء الفُرات وماء البحر الذي يلي جُدّة وما والاها فكأَنه، صلى اللّه عليه وسلم، أَراد أَن الرجل يسير في أَرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في طريقه غير الضَّلال والجَوْر عن الطريق، وقيل: أَراد بالنطفتين بحر الروم وبحر الصين لأَن كل نطفة غير الأُخرى، واللّه أعلم بما أَراد؛ وفي رواية: لا يخشى جوراً أَي لا يخاف في طريقه أَحداً يجور عليه ويظلمه.
وفي الحديث: قطَعْنا إليهم هذه النُّطفةَ أَي البحر وماءه.
وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: وليُمْهِلْها عند النِّطاف والأَعْشاب، يعني الإبل والماشية، النطاف: جمع نُطفة، يريد أَنها إذا وردت على المياه والعُشب يدَعُها لتَرِد وترعى. التي يكون منها الولد. الصبُّ. القَطْر. الماءُ ونطَف الحُبُّ والكوز وغيرهما يَنْطِفُ ويَنْطُف نَطْفاً ونُطوفاً ونِطافاً ونَطَفاناً: قَطَر.
والقِرْبة تَنْطف أَي تقْطُر من وَهْيٍ أَو سَرْبٍ أَو سُخْف. الماء: سَيَلانُه. الماءُ ينطُف وينطِف إذا قطر قليلاً قليلاً.
وفي صفة السيد المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ينْطِفُ رأْسه ماء.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: دخلت على حفصة ونَوْساتُها تنطف. الحديث: أَن رجلاً أَتاه فقال: يا رسول اللّه رأَيتُ ظُلَّة تنطف سمناً وعسلاً أَي تقطُر.
والنُّطافةُ: القُطارة.
والنَّطُوف: القَطُور.
وليلة نطُوف: قاطرة تمطر حتى الصباح. آذان الماشية وتَنطَّفت: ابتلَّت بالماء فقطَرت؛ ومنه قول بعض الأَعراب ووصف ليلة ذات مطر: تَنْطف آذان ضأْنها حتى الصباح.
والناطِفُ: القُبَّيط لأَنه يتَنَطَّف قبل استِضْرابه أَي يقْطُر قبل خُثورته؛ وجعل الجعدي الخمر ناطفاً فقال: وبات فَريق يَنْضَحُون كأَنما سُقُوا ناطِفاً، من أَذْرِعاتٍ، مُفَلْفَلا والتَّنَطُّف: التَّقَزُّزُ.
وأَصاب كَنْزَ النَّطِف، وله حديث، قال الجوهري: قولهم لو كان عنده كَنْزُ النَّطِف ما عدا؛ قال: هو اسم رجل من بني يَرْبوعٍ كان فقيراً فأَغار على مال بعث به باذانُ إلى كِسرى من اليمن، فأَعطى منه يوماً حتى غابت الشمس فضربت به العرب المثل؛ قال ابن بري: هذا الرجل هو النَّطِفُ بن الخَيْبَري أَحد بني سَلِيط بن الحرث بن يَرْبُوعٍ، وكان أَصاب عَيْبَتَيْ جوهر من اللَّطِيمة التي كان باذانُ أَرسَل بها إلى كسرى بن هُرْمُزَ، فانتهبها بنو حَنظلةَ فقُتِلت بها تمِيم يوم صَفْقة المُشَقَّر، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه اللّه، قال: قال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: النَّطِف اسمه حِطَّانُ، قال ابن بري: ويقال النطف رجل من بني يربوع كان فقيراً يحمل الماء على ظهره فينطف أَي يقطر، وكان أغار على مال بعث به باذان إلى كسرى.

نطف (العباب الزاخر) [265]


النُّطفة: الماء الصافي؛ قليلاً كان أو كثيراً. فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: أنه كان في غزوة هَوَزِانَ فقال لأصحابه يوما: هل من وضوء؛ فجاء رجل بنُطْفَةٍ في ادَاوَةٍ فافتَضَّها، فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم- فصُبَّت في قدح، فتوضَّأنا كلنا ونحن أربع عئرة مئةً نُدغْفِقُها دَغْفَقَة. يريد الماء القليل.
وقال أبو ذؤيب الهُذلي يصف عسلاً:
فَشَرَّجَها من نُطْـفَةٍ رَجَـبِـيَّةٍ      سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ

أي خَلَطها ومَزَجَها بماء سماء أصابهم في رَجَب. وشَرِب أعرابي شرْبَة من رَكِيَّة يقال لها شَفِيَّة فقال: والله إنها نُطْفَةٌ باردة عذبة. وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة . . . أكمل المادة فجعل الخمر نُطْفَةً. وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمْر نُطْفَةً. تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ     

قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرِّواية: "في نُزَفِ الخمر"، والنُّزْفة: القِطعة من الماء، وصَدرُه:
يُقَطَّعُ مَوْضُوْعَ الحديث ابْتِسَامُها     

وأما النابغة الجعدي رضي الله عنه- فقد جعل الناّطِفَ الخمر في قوله:
وباتَ فَرِيْقٌ يَنْضِحُوْنَ كـأنَّـمـا      سُقُوا ناطِفاً من أذْرِعات مُفَلْفَلا

وقيل: أراد شيئا نَطَفَ من الخمر: أي سال؛ أي ينضِحون الدم. ومن الكثير قوله صلى الله عليه وسلم-: لا يزال الإسلام يزيد وأهله؛ ويَنْقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النُّطْفَتين لا يخشى إلاّ جَوراً. يريد البحرين بحر المشرق وبحر المغرب، فأما بحر المشرق فإنه ينقطع عند البصرة، وأما بحر المغرب فمُقطعه عند القُلْزم.
وقيل: أراد بالنُّطفتين ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جُدَّة وما والاها، فكأنه أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في مسيره شيئا غير الضلال والجَور عن الطريق. وفي حديث آخر: إنا نقطع إليكم هذه النُّطفة: أي هذا البحر. قال مَعْقِلُ بن خويلد الهُذلي:
وأنَّهما لَـجَـوّابـا خُـرُوْقٍ      وشَرّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي


الرَّجْلى: الرَّجّالَةُ، ويروى: "رَجُلَيْ" فيهما. والجَمْع: نُطَفٌ ونِطافٌ، وفرق بعضهم فجَمَع نُطفة الرجل نُطَفاً؛ ونُطْفَةَ الماء نِطافاً، وشعر معقل حجة عليه. ونَطَفَان الماء ونَطْفُه: سَيلانه. وقال الليث: ليلة نَطُوْفٌ: تمطر حتى الصباح. والنّاطِفُ: القبيطي؛ لأنه يَنْطُفُ قبل استضرابه، يقال: نَطَفَ الماء يَنْطُفُ ويَنْطِفُ نَطْفاً ونَطَفاناً وتَنْطافاً ونِطافَةً، قال:
ألَمْ يَأْتِها أنَّ الدُّمُوْعَ نِـطَـافَةٌ      لِعَيْنٍ يُوَافي في المَنامِ حَبِيْبُها

والنَّطفُ:
غَفْر الجُرح. وفلان يُنْطَفُ بسوء: أي يُلَطَّخ به.
وفلان يُنْطَفُ بفجور: أي يُقْذَفُ به. والنَّطْفُ الصَّبُّ. ونَصْلٌ نَطّاف: لَطيف العَيْرِ. وقال الفرّاء: النَّطَفُ والوَحَر: العيب.
وقال ابن الأعرابي: يقال مر بنا قوم نَطِفُوْنَ وحِرُوْنَ نجسون: أي كُفار.
وقال الليث: النَّطَفُ: التَّلَطُّخ بالعيب، قال الكُميت:
فَدَعْ ما ليس منكَ ولَسْتَ منه      هُما رِدْفَيْنِ من نَطَفٍ قَرِيْبُ

هما: يريد الصِّبى والشيب، أي هما في هذه الحجال من نَطَفٍ قريب. والنَّطَفُ الدَّبرة تُصيب البعير في كاهله أو سنامه فتصل إلى جوفه فتقتله، فيقول: ما أقربهما تمن هلاكِ الإنسان إذا ارتَدَفاه، قال:
كَوْسَ الهبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوْرِ     

وأنشد ابن دريد:
شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تَنْقَـعِـفْ      إذا مشَيتُ مشْيَةَ العَوْد النَّطِفْ

ويروى "شِكتي".
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمَة يمدح عبد الواحد بن سليمان ويخاطب ناقته:
أهْوَنُ شَيءٍ عَلَيَّ أنْ تَقَعي      مَقْلُوْبَةً عند بابِهِ نَطِفَـهْ

وقال الصمعي: النَّطِفُ: الذي أشْرَفَتْ شَجَّتُه على الدماغ. وقال أبو زيد: النَّطِفُ: الرجل المُرِيبُ، يقال: هم أهل الرِّيب والنَّطَفِ. ونَطِفَ الشيء: فسد. ونَطِفَ الرجل: أي بَشِمَ.  والنَّطَفَةُ بالتحريك-: القُرْطُ، والجمْعُ: نَطَفٌ، قال الأعشى يَصِف الخمر:
يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ      مُقَلِّصٌ أسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ

وهو نَطَفٌ لهذا الأمر: أي صاحبه. وقال الليث: النَّطَفُ: اللؤلؤ، الواحدة: نَطَفَةٌ؛ وهي الصّافِيَةُ الماء. وقال ابن عبّاد: المَنَاطِفُ: المالع. لي كذا: أي طلع عَليَّ. وقولهم: لو كان عنده كنزُ النَّطِفِ بكسر الطاء- ما عدا: هو اسم رجل من بني يربوع كان فقيراً فأغار على مالٍ بعث به بأذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس، فضَرَبت به العرب المثل. ونَطِفَ الرجل: إذا اتُّهِم برِيْبة، وأنْطَفَه غيره. والتنظيف: التَّقْريط، يقال: وصيفة مُنَطَّفَةٌ: أي مُقَرَّطة، وقال العجّاج:
كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَـطَّـفـا      قَطَّفَ من أعْنَابِهِ ما قَطَّفا

وتنظَّفِت المرأة: أ تقرَّطتْ، قال حّان بن ثابت رضي الله عنه:
يَسْعى عَلَيَّ بكَأْسِها مُتَنَظِّـفٌ      فَيَعُلُّني منها ولو لم أنْـهَـلِ


ويروى: "مُتَنَطِّقٌ" أي عليه منطقة، يقول: يسقينيها على كل حال عَطِشْت أو لم أعطَشْ. ويقال: ما تَنَطَّفْتُ به. أي ما تَلَطّخْت. وتَنَطَّفْت الخبر: أي تَطلَّعْته. والتَّنَطُّف مثل التَّقَزُّزِ. والتركيب يدل على جن من الحُلي؛ وعلى نُدُوَّةٍ وبَلَل، ثم يُستعار ويُتوسَّع فيه.

نطف (الصّحّاح في اللغة) [228]


 النُطْفَةُ: الماء الصافي، قلَّ أو كثُر.
والجمع النِطافُ. ماء الرجل، والجمع نُطَفٌ. القُبَّيْطى. الماء: سَيَلانه.
وقد نَطَفَ يَنْطُفُ ويَنْطِفُ. نَطوفُ: تُمْطِرُ إلى الصباح. بالتحريك: القُرْطُ؛ والجمع نُطَفٌ. المرأةُ، أي تَقَرَّطَتْ.
ووصيفةٌ مُنَطَّفَةٌ، أي مقرَّطةٌ. أيضاً: التلطَّخُ بالعيب، يقال: هم أهلُ الرِيَبِ والنَطَفِ. نَطِفَ الرجل بالكسر، إذا اتُّهِمَ بريبةٍ. غيره. الشيء أيضاً، أي فسد.
ويقال: النَطَفُ: إشْرافُ الشَجَّةِ على الدماغ والدَبَرَةِ على الجوف.
وقد نَطِفَ البعيرُ.

نطف (المعجم الوسيط) [223]


 نطفا ونطوفا ونطافا ونطفانا قطر يُقَال نطفت الْقرْبَة ونطف السَّحَاب وَجهد حَتَّى نطف عرقه وَجَاء سَيْفه ينطف دَمًا وَيُقَال فلَان ينطف بِسوء يندى بِهِ وَالْمَاء صبه وَالْجرْح وَالْخَرَاج نطفا شقَّه وَيُقَال نطفه بِعَيْب قذفه بِهِ ولطخه نطف:  الشَّيْء نطفا فسد وَالْحَيَوَان أَصَابَته غُدَّة فِي بَطْنه تنطف وَالرجل أشرفت شجته على الدِّمَاغ وبشم من أكل وَنَحْوه واتهم بريبة فَهُوَ نطف وَهِي نُطْفَة 

ن ط ف (المصباح المنير) [220]


 نَطَفَ: الماء "يَنْطُفُ" من باب قتل: سال، وقال أبو زيد: "نَطَفَتِ" القربة "تَنْطُفُ" ، و "تَنْطِفُ" "نَطَفَانًا" إذا قطرت من وهي أو سَرْب أو سُخْف، و "النُّطْفَةُ" ماء الرجل والمرأة وجمعها "نُطَفٌ" ، و "نِطَافٌ" مثل برمة وبرم وبرام، و "النُّطْفَةُ" أيضا الماء الصافي قل أو كثر ولا فعل "للنُّطْفَةِ" أي لا يستعمل لها فعل من لفظها، و "النَّاطِفُ" : نوع من الحلوى يسمى القبيطي سمي بذلك؛ لأنه "يَنْطُفُ" قبل استضرابه أي يقطر. 

نطف (مقاييس اللغة) [216]



النون والطاء والفاء أصلان* أحدهما جنسٌ من الحَلْي، والآخَر نُدُوَّة وبَلَل، ثم يستعار ويُتوسَّع فيه.فالأوَّل: النَّطَف. يقال هو اللُّؤلؤ، الواحدة نَطَفة. بل النَّطَفَ: القِرَطَة.والأصل الآخر النُّطْفة: الماء الصافي.
وليلةٌ نَطوفٌ: مَطَرَتْ حتَّى الصَّباح.
والنِّطَاف: العرَق. ثم يستعار هذا فيقال النَّطَف: التّلطُّخ.
ولا يكاد يُقال إلا في القبيح والعَيب.
ويقال نَطِفٌ، أي مَعِيب. الشَّيء: فَسَد.

ط - ف - ن (جمهرة اللغة) [216]


الطُّنُف: القطعة النادرة من أعلى الجبل تُشرف على ما تحتها، والجمع أطناف وطُنوف. وطَنّفَ الرجلُ حائطَه، إذا جعل له البِرْزِين، وهو الإفريز. ومنه قولهم: ما تطَنّفُ نفسي الى هذا، أي ما أشْفَتْ عليه. وقال أيضاً: قولهم طنّفَ نفسه الى كذا وكذا كأنه أدناها الى الطمع، وهو يرجع الى الطُّنُف. ورجل فَطِنٌ وفَطُنٌ بيّن الفَطانة والفُطونة، زعموا، وقد فَطَنَ وفَطُنَ فطانةً، والاسم الفِطْنَة، وقالوا الفَطَن ولا أدري ما صحّته. فأما تسميتهم الفِطْيون فاسم أعجميّ. والنَّطَف: القُرْط؛ صبيّ منطّف، والجمع نِطاف، وقال مرة أخرى: أنطاف. ورجل نَطِفٌ بيّن النّطافة والنُّطوفة. إذا كان ملطَّخاً بالشرّ فاسدَ الدِّخْلَة؛ وأصل ذلك . . . أكمل المادة من البعير النَّطِف، وهو الذي قد بلغت الغُدّةُ قلبه أو كادت. قال الراجز: شُدّا عليّ سُرّتي لا تنقعِفْ إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ ويروى: شِكّتي. يقال: انقعف الشيء، إذا زال عن موضعه خارجاً. ويقال: ماذا بفلان من النَّطافة والنُّطوفة، أي الفساد. والنُّطفَة: معروفة؛ وكل ماء مجتمع نُطْفَة، ولا يكون إلا قليلاً؛ يقال: مررنا بنُطْفَةٍ سجراءَ، أي قريبة العهد بالسحاب، ونُطفة زرقاء، إذا صَفَتْ واخضرّ ماؤها. وكل سائلٍ أو قاطرٍ من إناء وغيره فهو ناطف، وأحسب أن اشتقاق هذا الناطف المأكول من هذا لسيلانه. ويقال: أصاب فلانٌ كَنْزَ النَّطِف، وخُلْدَ النَّطِف، والنَّطِف: رجل من بني تميم له حديث. والنِّفْط: معروف عربيّ صحيح، بكسر النون، وفتحُها خطأ عند الأصمعي. وأنشد الأصمعي: كأنّ بين إبْطها والإبْطِ ثوباً من الثوم ثَوَى في نِفْطِ وتنفّطتْ يدُ الرجل، إذا رَقّ جلدُها من العمل فصار فيها كالماء، والواحدة نَفْطَة، والكفّ نَفيطة ومنفوطة، وقالوا نافطة أيضاً، في لغة من قال نَفِطَتْ؛ فإذا كان الفعل لها فهي نافطة ومتنفِّطة، وإذا فُعل بها فهي نَفيط ومنفوطة. ويقال: سَيْرٌ ما فيه طَفَأنَنٌ، أي ما فيه تُؤَدة.

نطف (المعجم الوسيط) [59]


 فلَانا أنطفه وَالْمَرْأَة علق القرط فِي أذنها 

طنف (مقاييس اللغة) [54]



الطاء والنون والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَوْرِ شيءٍ على شيء. يقولون الطُّنُف: حَيد في الجبَل يطنّف به.
ويقولون الطُّنُف: إفريز الحائط.والطنف: السُّيور. فأمَّا الطَّنَف في التُّهَمَة فهو من المقلوب، كأنَّه من النَّطَف، وقد ذكرناه في بابه.ومما شذَّ عن الباب شيءٌ حُكيَ عن الشيباني، أن الطنف الذي يأكل القليل. يقال ما أَطْنَفه.

النُّطْفَةُ (القاموس المحيط) [25]


النُّطْفَةُ، بالضم: الماءُ الصافي، قَلَّ أو كثُرَ، أو قَليلُ ماءٍ يَبْقَى في دَلْوٍ أو قِرْبَةٍ،
كالنُّطافَةٍ، كثُمامَةٍ،
ج: نِطافٌ ونُطَفٌ، والبَحْرُ، وماءُ الرَّجُلِ،
ج: نُطَفٌ. والنُّطْفَتانِ في الحَديثِ: بَحْرُ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، أو ماءُ الفُراتِ وماءُ بَحْرِ جُدَّةَ، أو بَحْرُ الرومِ وبَحْرُ الصينِ، وبالتحريكِ، وكهُمَزَةٍ: القُرْطُ، أو اللُّؤْلُؤَةُ الصافِيَة، أو الصَّغيرَةُ،
ج: نُطَفٌ. وتَنَطَّفَتْ: تَقَرَّطَتْ.
ووَصيفَةٌ مُنَطَّفَةٌ: مُقَرَّطَةٌ.
ونَطِفَ، كَفَرِحَ وعُنِيَ، نَطَفاً ونَطافَةً ونُطُوفَةً: اتُّهِمَ بِريبَةٍ، وتَلَطَّخَ بِعَيْبٍ، وفَسَدَ، وبَشِمَ من أكْلٍ ونَحْوِهِ،
و~ البَعيرُ: دَبِرَ، أَو أغَدَّ في بَطْنِهِ، أو . . . أكمل المادة أشْرَفَتْ دَبَرَتُهُ على جَوْفِهِ فَنَقِبَتْ عن فُؤادِهِ، وبَعيرٌ نَطِفٌ، ككَتِفٍ، وهي بهاءٍ.
ونَطَفَ الماءُ، كَنَصَرَ وضَرَبَ، نَطْفاً وتَنْطافاً، بفتحِهِما، ونَطَفاناً ونِطافَةً، بالكسرِ: سالَ،
و~ فلاناً: قَذَفَهُ بِفُجورٍ، أو لَطَّخَه بِعَيْبٍ،
كَنطَّفَه تَنْطيفاً،
و~ الماءَ: صَبَّه.
وككَتِفٍ: النَّجَسُ، وهُمْ نَطِفونَ، والرجُلُ المُريبُ، ومن أشْرَفَتْ شَجَّتُه على الدِماغِ، وبالتحريكِ: العَيْبُ، والشَّرُّ والفَسادُ، والدَّبَرَة، وعِلَّةٌ يُكْوَى منها الإِنْسانُ.
وتَنَطَّفَ: تَلَطَّخَ،
و~ خَبَراً: تَطَلَّعَه،
و~ منه: تَقَزَّزَ.
وكصَبورٍ: ع.

النُّطْفَة (المعجم الوسيط) [13]


 المَاء الصافي (ج) نطاف يُقَال سقاني نُطْفَة عذبة ونطافا عذَابا والقطرة يُقَال جَاءَ وعَلى جَبينه نطاف من عرق قطرات والمني (ج) نطف النُّطْفَة:  اللؤلؤة الصَّغِيرَة الصافية والقرط (ج) نطف 

النطف (المعجم الوسيط) [11]


 يُقَال مَا بِهِ نطف عيب أَو فَسَاد وَوَقع فِي النطف فِي الشَّرّ 

مشج (لسان العرب) [11]


المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ: كل لَوْنينِ اخْتلَطا، وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع أَمْشاجٌ مثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ؛ ومنه قول الهذلي: سيطَ به مَشِيجُ.
ومَشَجْتُ بَيْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ والشيءُ مَشيجٌ؛ ابن سيده: والمَشِيجُ اخْتِلاطُ ماء الرجل والمرأَة؛ هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقويّ؛ قال: والصحيحُ أَن يقال: المَشِيج ماء الرجل يختلط بماءِ المرأَة.
وفي التنزيل العزيز: إِنا خلقنا الإِنسان من نطفة أَمشاج نبتليه؛ قال الفراء: الأَمْشاجُ هي الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ وماء المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة، ويقال للشيء من هذا: خِلْطٌ مَشِيجٌ كقولك خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ، كقولك مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ، وذلك الدمُ دمُ الحيضِ.
وقال ابن السكيت: . . . أكمل المادة الأَمشاجُ الأَخلاطُ؛ يريد الأَخْلاطَ النطفةَ (* قوله «يريد الأخلاط النطفة» عبارة شرح القاموس: يريد النطفة.) لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ، ولذلك يولد الإِنسان ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ وقال الشَّمَّاخُ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ على مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِينُ وقال الأخر: فَهُنَّ يَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ، مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ (* قوله «مثل إلخ» كذا بالأصل.) وقال أَبو اسحق: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منيّ ودم، ثم يُنْقَلُ من حالٍ إِلى حالٍ.
ويقال: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل يختلط بماء المرأَةِ ودَمِها.
وفي الحديث في صفة المولود: ثم يكون مَشِيجاً أَربعين ليلة؛ المَشِيجُ: المختلِطُ من كل شيء مَخْلوطٍ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: ومَحَطَ الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ؛ يريد المنيَّ الذي يَتولَّدُ منه الجَنِينُ.
والأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ، وهي: المِرارُ الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ والمنيّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بالنطفة، هذا أَصله؛ وعن الحسن في قوله تعالى: أَمْشاجٍ؛ قال: نعم والله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة. ابن سيده: وأَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ، واحدها مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ؛ عن أَبي عبيدة.
وعليه أَمْشاجُ غُزولٍ أَي داخِلةٌ بعضُها في بعض؛ يعني البُرود فيها أَلوانُ الغُزُولِ. الأَصمعي: أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها في بعض؛ وقولُ زهَير بن حَرام الهذلي: كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ الرِّيشِ، سِيطَ به مَشِيجُ ورواه المبرد: كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ منه، خِلافَ النصْلِ، سِيطَ به مَشيجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ.
والشَّرْجَينِ: حَرْفَيِ الفُوقِ، وهو في الصحاح: سيطَ به المَشِيجُ؛ ورواه أَبو عبيدة: كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ النصْلِ، سِيطَ به المَشيجُ

أمنى (المعجم الوسيط) [7]


 الْحَاج أَتَى منى وَالرجل أنزل المنى والنطفة أنزلهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {من نُطْفَة إِذا تمنى} والدماء أراقها 

الزكبة (المعجم الوسيط) [5]


 النُّطْفَة وَالْولد 

زكب (لسان العرب) [6]


ابن الأَعرابي: الزَّكْبُ إِلقاءُ المرأَةِ وَلدَها بِزَحْرةٍ واحدة. يقال: زَكَبَتْ به وأَزْلَخَتْ وأَمْصَعَتْ به وحَطَـأَتْ به؛ الجوهري: زَكَبَتِ المرأَةُ ولدها: رَمَتْ به عند الوِلادةِ، والإِناءَ: مَلأَتْه، وزكب المرأَةَ: نَكَحَها.
وزَكَبَتْ به أُمـُّه زَكْباً: رَمَتْه.
وزَكَبَ بنُطْفَتِه زَكْباً، وزَكَمَ بها: رَمَى بها وأَنْفَصَ بها.
والزُّكْبةُ: النُّطْفةُ. الوَلد، لأَنه عن النُّطْفةِ يكون، وهو أَلأَمُ زُكْبةٍ في الأَرض وزُكْمَةٍ أَي أَلأَمُ شيءٍ لَفَظَه شيءٌ؛ وزعم يعقوب أَن الباءَ هنا بدل من ميم زُكْمةٍ.
والزَّكْبُ: النِّكاحُ.
وانْزَكَب البحرُ: اقْتَحَم في وَهْدةٍ أَو سَرَب.
والزَّكْبُ: الـمَلْءُ.
وزَكَبَ إِناءَه يَزْكُبُه زَكْباً وزُكُوباً: مَلأَه.
والـمَزْكُوبةُ: الـمَلْقُوطةُ من النساءِ.
والـمَزْكُوبةُ من الجَواري(2) (2 قوله «والمزكوبة من الجواري» هذه العبارة أوردها في التهذيب . . . أكمل المادة في مقلوب المزكوبة بلفظ المكزوبة بتقديم الكاف على الزاي فليست من هذا الفصل فزل القلم فأوردها هنا كما ترى. نعم في نسخة من التهذيب كما ذكر المؤلف لكن لم يوردها أحد إلا في فصل الكاف.): الخِلاسِـيَّةُ في لونِها.

مشج (الصّحّاح في اللغة) [5]


مَشَجْتُ بينهما مَشْجاً: خَلَطْتُ.
والشيء مَشيجٌ، والجمع أَمْشاجٌ.
ويقال: نُطْفَةٌ أمْشاجٌ، لماء الرجل يختلط بماء المرأة ودَمِها.

مَشَجَ (القاموس المحيط) [5]


مَشَجَ: خَلَطَ.
وشيءٌ مَشِيجٌ، كقَتيلٍ وسببٍ وكَتِفٍ، في لُغَتَيْه،
ج: أمْشاجٌ.
و{نُطْفَة أمْشاج}: مُخْتَلِطَةٌ بماءِ المرْأةِ ودَمِها.
والأَمْشاجُ: التي تَجْتَمِعُ في السُّرَّةِ.

السلالة (المعجم الوسيط) [5]


 مَا استل من الشَّيْء وانتزع والنطفة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ جعل نَسْله من سلالة من مَاء مهين} وَجَمَاعَة من الكائنات الْحَيَّة تتفق فِي صفاتها الْعُرْفِيَّة الموروثة (مج) 

فرصد (الصّحّاح في اللغة) [5]


الفِرْصادُ: التوتُ، وهو الأحمر منه. قال الشاعر الأسود بن يَعفر:
قَنَأتْ أنامِلُهُ من الفِـرْصـادِ      من خَمْرٍ ذي نَطَفٍ أغَنَّ كأنَّما

المَوْزُ (القاموس المحيط) [4]


المَوْزُ: ثَمَرٌ م، ملَيِّنٌ، مُدِرٌّ مُحَرِّكٌ للباءةِ، يَزيدُ في النُّطْفَةِ والبَلْغَمِ والصّضفْرَاء، وإكْثَارُهُ مثَقِّلٌ جدّاً، وقِنْوُهُ يَحْمِلُ من الثلاثينَ إلى خَمْسِ مِئةِ مَوْزَةٍ،
وبائِعُهُ: موَّازٌ.
والمَوَّازُ بنُ حَمُّويَةَ: محدِّثٌ.

الْمَنِيّ (المعجم الوسيط) [4]


 النُّطْفَة وَهِي سَائل مبيض غليظ تسبح فِيهِ الْحَيَوَانَات المنوية يخرج من الْقَضِيب إِثْر جماع أَو نَحوه ومنشؤه إفرازات الخصيتين ويختلط بِهِ إِفْرَاز الحوصلتين المنويتين والبروستاتة وغدد المبال مجْرى الْبَوْل (ج) منى (مج) 

الزَّكْبُ (القاموس المحيط) [4]


الزَّكْبُ: إلْقاءُ المَرْأَةِ وَلَدَها بِدَفْعَةٍ واحِدَةٍ، والنِّكاحُ، والمَلْءُ.
والزُّكْبَةُ، بالضم: النُّطْفَةُ، والوَلَدُ.
والزَّكِيبَةُ: شِبْهُ الجُوالِقِ، مِصْرِيَّةٌ.
والمَزْكُوبَةُ: المَرْأةُ المَلْقُوطَةُ،
وهي أَلأَمُ زَكْبَةٍ: أَلأَمُ شَيْءٍ لَقَطَهُ شَيْءٌ.
وانْزَكَبَ: انْقَحَمَ في وَهْدَةٍ أو سَرَبٍ.

مشج (مقاييس اللغة) [4]



الميم والشين والجيم أصلٌ صحيح، وهو الخَلْط. أمشاجٌ، وذلك اختلاط الماء والدّم.
ويقال إن الواحد مَشْجٌ ومَشَِج ومَشيج. قال الشاعر:
كأنَّ النَّصلَ والفُوقَينِ منه      خلافَ الصَّدر سِيطَ به مشيجُ

المشج والمشيج (المعجم الوسيط) [4]


 كل شَيْئَيْنِ مختلطين أَو كل لونين اختلطا (ج) أمشاج وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّا خلقنَا الْإِنْسَان من نُطْفَة أمشاج} والأمشاج الأوساخ الَّتِي تَجْتَمِع فِي السُّرَّة و (فِي علم الْأَحْيَاء) تطلق الأمشاج على الخلايا الذكرية كالحيوان الْمَنوِي والخلايا الأنثوية كالبيضة قبل أَن تندمجا لتكوين اللاقحة 

خقم (لسان العرب) [4]


خَيْقَم: حكاية صوت؛ ومنه قوله: يدعو خَيْقَماً وخَيْقَما (* قوله «يدعو خيقماً إلخ» أوله كما في التكملة: ولم يزل عز تميم مدعما * للناس يدعو خَيقماً وخيقما). قال أَبو منصور: ورأيت في ديار بني تميم رَكِيَّةً عادِيَّةً تسمى خَيْقَمانَةَ؛ قال: وأَنشدني بعضهم ونحن نستقي منها: كأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَمانِ صَبيبُ حِنَّاءٍ وزَعْفَرانِ وكان ماء هذه الركية أَصفر شديد الصفرة.

مذي (مقاييس اللغة) [4]



الميم والذال والحرف المعتلّ يدلُّ على سهولةٍ في جريانِ شيءٍ مائع. منه المَذْي، وهو أرَقُّ ما يكون من النُّطفة، والفِعل منه مَذَيْتُ وَأمْذَيْتُ، [و] فيه الوضوء.ومن هذا القياس المِذَاء: أن يجمع الرّجلُ بين نساءٍ ورجال يُخَلِّيهم يُماذي بعضُهم بعضاً.
وفي الحديث: "الغَيْرَة من الإيمان، والمِذَاء من النِّفاق".
ويقولون: إنَّ ماذِيَّ العسل أبيَضُهُ.
وقياس الباب أنَّ الماذِيَّ السَّهلُ الجِرية اللَّيِّن.
وكذا الدُّروعُ الماذِيَّة: السَّلِسَة.
والخَمْر ماذِيَّة، إذا سُهلت في حَلْقِ شارِبِها.

ح ر ث (المصباح المنير) [3]


 حَرَثَ: الرجل المال "حَرْثًا" من باب قتل جمعه فهو "حَارِثٌ" وبه سمي الرجل و "حَرَثَ" الأرض "حَرْثًا" أثارها للزراعة فهو "حَرَّاثٌ" ثم استعمل المصدر اسما وجمع على "حُرُوثٌ" مثل فلس وفلوس واسم الموضع "مَحْرَثٌ" وزان جعفر والجمع "المَحَارِثُ" وقوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} مجاز على التشبيه بالمحارث، فشبهت النطفة التي تلقى في أرحامهن للاستيلاد بالبذور التي تلقى في المحارث للاستنبات، وقوله: {أَنَّى شِئْتُمْ} أي من أي جهة أردتم بعد أن يكون المأتى واحدا ولهذا قيل الْحَرْثُ موضع النبت. 

فضض (الصّحّاح في اللغة) [3]


الفَضُّ: الكسرُ بالتفرقة.
وقد فَضَّهُ يَفُضُّهُ، وفَضَضْتُ ختمَ الكتابِ.
وفي الحديث: "لا يَفْضُضِ الله فاكَ"، ولا تقل بكسر: لا يُفْضِضْ.
والمِفَضَّةُ: ما يُفَضُّ به المدرُ.
وفُضاضُ الشيء: ما تفرَّق منه عند كسرك إيَّاه.
وانْفَضَّ الشيءُ، أي انكسر.
وفَضَضْتُ القومَ فانْفَضُّوا، أي فرَّقتهم فتفرَّقوا.
وكلُّ شيءٍ تفرَّق فهو فَضَضٌ.
وفي الحديث: "أنت فَضَضٌ من لعنة الله" يعني ما انْفَضَّ من نطفة الرجل وتردَّد في صلبه.
والفاضَّةُ: الداهية.
وتَفَضَّضَ الشيءُ، أي تفرَّقَ.
والفَضيضُ: الماء العذب.
وقد افْتَضَضْتُ الماءَ، إذا أصبتَه ساعةَ يخرج.
والفَضيضُ الماء السائل.
والفِضَّةُ معروفةٌ، ولجامٌ مُفَضَّضٌ، أي مرصَّعٌ بالفضة.

العلق (المعجم الوسيط) [3]


 شجر للدباغ العلق:  النفيس من كل شَيْء يتَعَلَّق بِهِ الْقلب (ج) أعلاق وعلوق وَيُقَال هُوَ علق علم وَهُوَ علق الشَّرّ يُحِبهُ ويميل إِلَيْهِ العلق:  كل مَا علق والطين الَّذِي يعلق بِالْيَدِ وَمَا تتبلغ بِهِ الْمَاشِيَة من الشّجر وخرق فِي الثَّوْب من شَيْء علق بِهِ وَمَا علق بِالثَّوْبِ وسير تعلق بِهِ الْقرْبَة وَنَحْوهَا ومعظم الطَّرِيق ودود أسود يمتص الدَّم يكون فِي المَاء الآسن إِذا شربته الدَّابَّة علق بحلقها واحدته علقَة وَالدَّم الغليظ أَو الجامد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {خلق الْإِنْسَان من علق} والقطعة مِنْهُ علقَة والعلقة طور من أطوار الْجَنِين وَهِي قِطْعَة الدَّم الَّتِي يتكون مِنْهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {هُوَ الَّذِي خَلقكُم من تُرَاب ثمَّ من نُطْفَة . . . أكمل المادة ثمَّ من علقَة} 

جأف (لسان العرب) [3]


جَأَفَه جَأْفاً واجتَأَفَه: صَرَعَه لغة في جَعَفَه؛ قال: وَلَّوْا تَكُبُّهُمُ الرِّماحُ، كأَنهم نَحْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَه، أَو أَثْأَبُ وأَنشد ثعلب: واسْتَمَعُوا قَوْلاً به يُكْوَى النَّطِفْ، يَكادُ مَنْ يُتْلَى عليه يَجْتَئِفْ الليث: الجأْف ضَرب من الفزَع والخوْفِ؛ قال العجاج: كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأْفا وجأَفَه: بمعنى ذَعَرَه.
وانْجَأَفَتِ النخلةُ وانْجأَثَت كانْجَعَفَتْ إذا انْقَعَرَتْ وسَقَطَتْ.
وجُئِفَ الرجلُ جَأْفاً، بسكون الهمزة في المصدر: فَزِع وذُعِرَ، فهو مَجْؤُوفٌ، ومثله جُئِثَ، فهو مَجْؤُوثٌ، وفي الصحاح: وقد جُئِفَ أَشدَّ الجَأْفِ فهو مَجْؤُوفٌ مثل مَجْعُوفٍ أَي خائف، والاسم الجُؤَافُ.
ورجل مُجَأّفٌ: لا فؤادَ له.
ورجل مَجْؤُوف مثل مَجْعُوف: جائع، وقد جُئِفَ.
وجأْآفٌ: صَيّاحٌ.

فرغ (الصّحّاح في اللغة) [3]


فَرَغْتُ من الشغل أفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لكذا.
واسْتَفْرَغْتُ مجهودي في كذا، أي بذلته.
وفَرِغَ الماءُ بالكسر يَفْرَغُ فَراغاً، أي انصبّ.
وأفْرَغْتُهُ أنا.
وحلقةٌ مُفْرَغَةٌ، أي مصمَتَةُ الجوانب.
وأفْرَغْتُ الدلاءَ: أرقْتُها.
وفَرَّغْتُهُ تفريغاً، أي صببته.
وافْتَرَغْتُ، أي صببت الماء على نفسي.
وتفريغُ الظروف: إخلاؤها.
والفَرْغُ: مخرَجُ الماء من الدلو من بين العراقيّ، ومنه سمَّي الفَرْغاني: فَرْغُ الدلو المقدَّم، وفرغ الدلو المؤخَّر، وهما من منازل القمر.
وكلُّ واحدٍ منهما كوكبان، بين كل كوبين قدرُ خمسِ أذرعٍ في رأي العين.
والفُراغَةُ: ماء الرجل، وهو النطفة. فَريغٌ: واسع المشي.
وضربةٌ فَريغَةٌ: واسعةٌ.
والطعنةُ الفَرْغاءُ: ذاتُ الفَرْغِ، وهو السَعَةُ.
وذهب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً، أي هدراً لم يُطلب به.

الْفَاء (المعجم الوسيط) [3]


 هِيَ الْحَرْف الْعشْرُونَ من حُرُوف الهجاء مهموس رخو ومخرجه من بَين الشّفة الْعليا وأطراف الثنايا الْعليا وَالْفَاء حرف مهمل لَا عمل لَهُ وَترد على أوجه ١ تكون عاطفة وتفيد ثَلَاثَة أُمُور (أ) التَّرْتِيب وَهُوَ نَوْعَانِ تَرْتِيب فِي الْمَعْنى بِأَن يكون الْمَعْطُوف بهَا لاحقا مُتَّصِلا بِلَا مهلة كَقَوْلِه تَعَالَى {خلقك فسواك فعدلك} وترتيب فِي الذّكر وَهُوَ عطف مفصل على مُجمل كَقَوْلِه تَعَالَى {ونادى نوح ربه فَقَالَ رب إِن ابْني من أَهلِي} الْآيَة (ب) التعقيب وَهُوَ فِي كل شَيْء بِحَسبِهِ نَحْو تزوج زيد فولد لَهُ وَتَكون بِمَعْنى ثمَّ كَقَوْلِه تَعَالَى {ثمَّ خلقنَا النُّطْفَة علقَة فخلقنا الْعلقَة مُضْغَة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا الْعِظَام لَحْمًا} وَبِمَعْنى الْوَاو كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس (بسقط اللوى بَين الدُّخُول فحومل ... ) 

د - ص - ف (جمهرة اللغة) [4]


الدَّفْص: فعل مُمات، وهو الملوسة، ومنه اشتقاق الدَّوْفَص، وهو البصل الأبيض الأملس، الواو فيه زائدة. وصَدَفَ الرجلُ يصدِف ويصدُف، والكسر أعلى، صُدوفاً، إذا مال عن الشيء فهو صادِف، وأصدفتُه أنا إصدافاً. وصَدوف: اسم امرأة. والصَّدَف: مَيَل في القدم. قال الأصمعي: لا أدري عن يمين أو عن شمال؛ قال أبو حاتم: الصَّدَف إقبال إحدى الركبتين على الأخرى؛ ورجل أصْدَفُ. والفرس الأصْدَف: الذي يميل أحد حافري يديه الى وحشيّه؛ صَدِفَ يصدَف صَدَفاً. وصَدَفَة الأذن: محارتها الداخل المدوَّر. والصَّدَف: مَحار اللؤلؤ، والجمع أصداف. والصُّدُفان: جانبا الشِّعب في الجبل؛ وكذلك فُسِّر في التنزيل. والصَّدِف: بطن من كِندة يُنسبون اليوم الى حضرموت، فإذا نسبتَ . . . أكمل المادة قلتَ: صَدَفيّ كراهةَ الكسرة قبل ياء النسب. قال الراجز: شُدّا عليَّ صُرَّتي لا تنقعِفْ إذا مَشَيْتَ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ يومٌ لهمدانَ ويومٌ للصَّدِفْ ولتميم مثلُها أو تعترفْ تنقعف وتندلق واحد، أي تخرج؛ والنَّطِف: الذي قد غُدَّ في بطنه. والصَّفَد: العطاء؛ أصفدت الرجل أُصفِده إصفاداً، إذا أعطيته. قال القطامي: لئن هجوتُك ما تمّت مكارمتي ... وإن مَدحتُ لقد أحسنتَ إصفادي والصَّفَد: القيد نفسه، والجمع أصفاد، والمصدر الصَّفَد؛ صَفَدَه يصفِده صَفْداً، إذا قيّده، فكأن الاسم من التقييد الصَّفْد ومن العطية الصَّفَد. قال النابغة: هذا الثناءُ فإن تسمعْ لقائله ... ولم أُعَرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ وصفدتُه تصفيداً، إذا قيّدته أيضاً. والصِّفاد أيضاً: القيد بعينه، وقد جاء في الشعر الفصيح. والفَصْد: فَصْد العِرْق؛ فَصَدَ يفصِد فَصْداً وفِصاداً، وكذلك فَصْدُ الناقةِ، إذا قُطِع عِرق منها فاستُخرج دمه ليُشرب، وذلك الدم يسمّى المجدوح. والفصيد المفصود واحد. والمِفْصَد: الحديدة التي يُفصد بها، وربما سُمّي الدم فَصيداً.

قذل (لسان العرب) [3]


القَذَال: جِماع مُؤَخَّر الرأْس من الإِنسان والفرسِ فوق فَأْس القَفا، والجمع أَقْذِلة وقُذُل. ابن الأَعرابي: والقَذال ما دون القَمَحْدُوَة إِلى قُِصاص الشعر؛ الأَزهري: القَمَحْدُوة ما أَشرف على القَفا من عظم الرأْس والهامة فوقها، والقَذال دونها مما يلي المَقَذَّ.
والمَقْذولُ: المَشْجوج في قَذاله.
ويقال: القَذال مَعْقد العِذار من رأْس الفرس خلْف الناصية.
ويقال: القَذالان ما اكتنف فَأْس القَفا من عن يمين وشمال.
وقَذال الفرس: موضع ملتَقى العذار من فوق القَوْنَسِ؛ قال زهير: ومَلْجَمُنا، ما إِنْ يُنال قَذالُه ولا قَدَماه الأَرض، إِلا أَنامِلُه وقَذَلْت فلاناً أَقْذُله قَذْلاً إِذا تَبِعْته. الفراء: القَذَل والوَكَف والنَّطَف والوَحَرُ العيبُ. يقال: قَذَله يَقْذُله قَذْلاً إِذا عابه، وقَذَله أَصاب . . . أكمل المادة قَذاله، وهو مؤخَّر رأْسه.
والقاذِل: الحجَّام لأَنه يَشْرِط ما تحت القَذال.
وجاء فلان يَقْذُل فلاناً أَي يَتْبعه.
والقَذْل: المَيْل والجَوْر.

سجد (مقاييس اللغة) [3]



السين والجيم والدال أصلٌ واحدٌ مطّرد يدلّ على تطامُن وذلّ. يقال سجد، إذا تطَامَنَ.
وكلُّ ما ذلَّ فقد سجد. قال أبو عمرو: أسْجَدَ الرَّجُل، إذا طأطأَ رأسَهُ وانحنى. قال حُميد:
فُضُولَ أزِمّتِها أسْجَدَتْ      سُجودَ النَّصارى لأربابِها

وقال أبو عبيدة مثلَه، وقال: أنشدَني أعرابيٌّ أسديّ:يعني البعيرَ إذا طأطأَ رأسه.
وأما قولهم: أسجَدَ إِسجاداً، إذا أدام النَّظر،فهذا صحيحٌ، إلاَّ أن القياسَ يقتضي ذلك في خَفض، ولا يكون *النّظرَ الشّاخصَ ولا الشزْر. يدلُّ على ذلك قولُهُ:
      وإِسجادَ عينيكِ الصَّيُودَينِ رابحُ

ودراهم الإسجاد: درَاهمُ كانت عليها صورٌ، فيها صورُ ملوكهم، وكانوا إذا رأوها سَجَدُوا لها.
وهذا في الفُرس.
وهو الذي يقول فيه الأسود:
مِنْ خَمرِ ذِي . . . أكمل المادة class="baheth_marked">نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطّقٍ      وافَى بها لِدراهم الإِسجادِ

مسا (الصّحّاح في اللغة) [3]


المساءُ: خلاف الصباح.
والإمْساءُ: نقيض الإصباحِ.
وأمْسى مُمْساً.
وقال:
بالخير صبَّحَنا رَبِّي ومَسَّانا      الحمدُ لله مُمْسانا ومُصْبَحَنا

قال امرؤ القيس يصف جاريةً:
مَنارَةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ      تَضيءُ الظَلامَ بالعِشاءِ كأنَّها

يريد صومعته حيثُ يُمْسي فيها.
والاسم المُسْيُ والصُبْحُ.
وقال:
      والمسْيُ والصُبْحُ لا بَقاءَ مَعَهْ

ويقال: أتيته لِمُسْي خامسةٍ بالضم، والكسر لغة.
وأتيته مُسَيَّاناً، وهو تصغير مَساءٍ.
وأتيته أُصْبوحَةَ كلِّ يوم، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم.
وأتيته مُسْيَ أَمْسِ ومِسْيَ أمْسِ، أي أَمْسِ عند المَساءِ.
والمَسْيُ: إخراج النُطفة من الرحم، على ما فسَّرناه في المَسْطِ. يقال: مَساهُ يَمْسيهِ.
وقال:
      يَسْطو على أُمِّكَ سَطْوَ الماسي

ومَسَيْتُ الناقة، إذا سطوتَ عليها وأخرجت ولدها.

سَجَدَ (القاموس المحيط) [3]


سَجَدَ: خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ.
وأسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ.
والمَسْجَدُ، كمَسْكَنٍ: الجَبْهَةُ، والآرابُ السَّبْعَةُ مَساجِدُ.
والمَسْجِدُ، المَسْجَدُ: م، ويُفْتَحُ جيمُهُ، والمَفْعَلُ من بابِ نَصَرَ بفتح العين، اسْماً كان أو مَصْدراً إلاَّ أحْرُفاً، كمَسْجِدٍ، ومَطْلِعٍ، ومَشْرِقٍ، ومَسْقِطٍ، ومَفْرِقٍ، ومجْزِرٍ، ومَسْكِنٍ، ومَرْفِقٍ، ومَنْبِتٍ، ومَنْسِكٍ، ألْزَموها كسرَ العينِ، والفتحُ جائزٌ وإن لم نَسْمَعْه، وما كان من باب جَلَسَ فالمَوْضِعُ بالكسر، والمَصْدَرُ بالفتح، نَزَلَ مَنْزَلاً، أي: نُزُولاً، وهذا مَنْزِلُهُ، بالكسر، لأِنَّه بمعنَى الدارِ.
وسَجِدَتْ رِجْلُهُ، كفَرِحَ: انْتَفَخَتْ، فهو أسْجَدُ.
والأَسْجادُ في قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
من خَمْرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَّقٍ **** وافى بها كدراهِمِ الأَسْجادِ
اليَهودُ . . . أكمل المادة والنَّصارَى، أو مَعْناهُ: الجِزْيَةُ،
أو دَراهِمُ الأَسْجادِ: كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسْجُدونَ لها، ورُوِيَ بكسر الهَمْزَةِ، وفُسِّرَ باليَهودِ.
وعَيْنٌ ساجِدَةٌ: فاتِرَةٌ.
ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ: أمالَها حَمْلُها، وقولُه تعالى:{وادْخُلوا البابَ
سُجَّداً}، أي: رُكَّعاً.

نَشَفَ (القاموس المحيط) [3]


نَشَفَ الثوبُ العَرَقَ، كسَمِعَ ونَصَرَ: شَرِبَهُ،
و~ الحَوْضُ الماءَ: شَرِبَهُ،
كتَنَشَّفَهُ،
و~ الماءُ في الأرضِ: ذَهَبَ، والاسمُ: النَّشَفُ، محرَّكةً.
وأرضٌ نَشِفَةٌ، كفرِحةٍ: تَنْشَفُ الماءَ.
والنَّشْفَةُ: خِرْقَةٌ يُنْشَفُ بها ماءُ المَطَرِ، وتُعْصَرُ في الأَوْعِيَةِ، وبالضم والكسر: الشيءُ القليلُ يَبْقَى في الإِناءِ، وما أُخِذَ من القِدْرِ بِمِغْرَفَةٍ حارّاً فَحُسِيَ، وبالتَّثْليثِ ويُحَرَّكُ: النَّسْفَةُ،
ج: كتَمْرٍ وتِبْنٍ وكِسَرٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ.
وككُناسةٍ: الرَّغْوَةُ تَعْلُو اللَّبنَ إذا حُلِبَ،
كالنُّشْفَةِ، بالضم،
وانْتَشَفَ: شَرِبَها.
وأنْشِفْنِي إنْشَافاً: إسْقِنيها.
والنَّشوفُ: ناقةٌ تَدُِرُّ قَبْلَ نِتَاجِهَا، ثم تَذْهَبُ دِرَّتُها.
والنَّشَّافُ، كشَدَّادٍ: مَن يأخُذُ حَرْفَ الجَرْدَقَةِ، فَيَغْمِسُهُ في رأسِ القِدْرِ، . . . أكمل المادة ويأكُلهُ دونَ أصحابهِ، وبهاءٍ: مِنْديلٌ يُتَمَسَّحُ به.
وناقةٌ مِنْشَافٌ: إذا كانتْ تُرَى مَرَّةً حافِلاً ومَرَّةً ما في ضَرْعِها لَبَنٌ.
وكنَصَرَ: ذَهَبَ وهَلَكَ.
وأنْشَفَتِ الناقةُ: ولَدَتْ ذَكَراً بعد أُنْثَى.
ونَشَّفَ الماءَ تَنْشِيفاً: أخَذَهُ بِخِرْقَةٍ ونحوِها.
وانْتُشِفَ لَونُهُ، للمفعولِ: تَغَيَّرَ.

مها (الصّحّاح في اللغة) [3]


المَها بالفتح: جمع مَهاةٍ، وهي البقرة الوحشية، والجمع مَهَواتٌ.
وقد مَهَتْ تَمْهو مَهًا في بياضها.
والمُهاةُ بضم الميم: ماء الفحل في رحم الناقة، وهو من الياء، والجمع مُهًى.
والمَهاةُ بالفتح أيضاً: البِلّورة. قال الأعشى:
إذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ      وتَبْسِمُ عن مَهًا شَبِمٍ غَرِيٍّ

ويُجمع على مَهَياتٍ ومَهَواتٍ.
والمَهْوُ: اللبن الرقيق الكثير الماء، يقال منه: مَهْوَ اللبنُ بالضم يَمْهو مَهاوَةً، وأمْهَيْتُهُ أنا.
وناقةٌ مِمْهاةٌ: رقيقة اللبن. مَهْوَةٌ: رقيقةٌ. قال الخليل: المَهاءُ ممدودٌ: عيبٌ وأوْدٌ يكون في القِدْحِ.
والمَهْوُ: السيف الرقيق. قال صخر الغي:
      أبيضُ مَهْو في مَتْنِهِ رُبَد

وحفر البئر حتَّى أمْهى: لغة في أماهَ على القلب.
وأمْهَيْتُ الحديدة، إذا أحْدَدْتَها.
وقال:
ثم أمْهاهُ على . . . أكمل المادة حَجَـرِهْ      راشَهُ من ريش ناهِضةٍ

وقال أبو زيد: أمْهَيْتُ الحديدة، أي سقيتها ماء.
وأمْهَيْتُ الفرس، إذا أجريتَه وأحميته.

صرى (الصّحّاح في اللغة) [3]


الفراء: يقال هو الصَرى والصَري، للماء يطول استنقاعه.
وقال أبو عمرو: إذا طال مكثه وتغيّر.
وقد صَرِيَ الماء، وهذه نطفة صَراةٌ.
وصَرى الماءَ في ظهرهِ، زماناً أي احتبَسه.
وصَرى بَوْلَهُ صَرْياً، إذا قطعه.
وصَرى الله عنه شرَّه، أي دفَع.
وصَرَيْتُهُ، أي منعته. قال ذو الرمة:
هَواهُنَّ إنْ لم يَصْرِهِ اللهُ قاتِلُهْ      وَوَدَّعْنَ مشتاقاً أَصَبْنَ فُـؤادَهُ

وصَرَيْتُ الماء، إذا استقيته ثم قطعته.
وقال:
غَدا والعَواصي من دَمِ الجوفِ تَنعرُ      صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ

وصَرَّيْتُ الشاة تَصْرِيَةً، إذا لم تحلبْها أياماً حتَّى يجتمع اللبن في ضَرْعها، والشاةُ مُصَرَّاةٌ.
وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً، أي فصلت. يقال: اختصمْنا إلى الحاكم فصَرى ما بيننا، أي قطع ما بيننا وفَصَل.
وصَرِيَ . . . أكمل المادة فلانٌ في يدِ فلان، إذا بقي في يده رهناً محبوساً.
والصَراءُ ممدودٌ: الحنظل إذا اصفرّ، الوادة صَرايَةٌ.
ويروى قول امرئ القيس:
      مَداكَ عَروسٍ أو صَرَايَةَ حَنْظَلٍ

والصاري: الملاّح، والجمع صُرَّاءٌ.

قعف (العباب الزاخر) [3]


قَعَفْتُ النخلة: قَلَعْتُها من اصلها. والقَعْفُ: لغة في القَحْفِ وهو اشتفافك ما في الإناء أجمع. وقال الليث: القَعْفُ: شدة الوَطء واجتِرافُ التراب بالقوائم، وأنشد:
يَقْعَفْنَ باعاً كَفَرَاشِ الغِضْرِمِ      مَظْلُوْمَةً وضاحِياً لم يُظْلَمِ

الغِضْرِمْ: المكان الكثير اللين اللزج. والقاعِفُ من المطر: الشديد يَقْعَفُ الحجارة أي يجرفها عن وجه الأرض. وقال ابن الأعرابي: القَعَفُ -بالتحريك-: السقوط في كل شيء، وقال في موضع آخر: القَعَفُ: سقوط الحائط. قال: والقَعَفُ: الجبال الصغار بعضها على بعض. وانْقَعَفَ الجُرُف: إذا انهار وانقَعر. وانْقَعَفَ الحائط: أي انقلع من اصله.
وقال ابن دريد: انْقَعَفَ الشيء: إذا زال عن موضعه خارجاً، وأنشد:
شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تُنْقَـعِـفْ      إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ

ويُروى "شِكَّتي". والاقْتِعَافُ: الاقتلاع. والاقْتِعَافُ . . . أكمل المادة -أيضاً: أخْذٌ رغيب، وأنشد الأصمعي:
واقْتَعِفِ الجَلْمَةَ منها واقْتَثِثْ      فإنَّما تَكْدَحُها لِمَـنْ يَرِثْ

يُقال: اخذ الشيء بجملته: أي كله.
والتَّقَعُّفُ: الانقِعَافُ. والتركيب يدُل على اجْتِرَافِ شيء وأخذه أجمع.

دهق (لسان العرب) [3]


الدَّهْقُ: شدّة الضَّغْط.
والدهْق أيضاً: مُتابعة الشدّ.
ودَهَق الماءَ وأدْهَقه: أفْرَغه إفراغاً شديداً.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: نُطْفةً دِهاقاً وعَلَقةً مُحاقاً أي نطفة قد أفْرغت إفراغاً شديداً، من قولهم أدْهَقْت الماء أفْرَغته إفراغاً شديداً، فهو إذاً من الأَضداد.
وأدهق الكأسَ: شدَّ ملأَها.
وكأسٌ دِهاق: مُتْرعة ممتلئة.
وفي التنزيل: وكأساً دِهاقاً، قيل: مَلأَى؛ وقال خِداش بن زُهير: أتانا عامرٌ يَرْجُو قِرانا، ويقال: أدْهَقْتُ الكأْسَ إلى أصْبارها أي ملأْتها إلى أعالِيها.
وفي التهذيب: دهقْت الكأْس أي ملأْتها، وقيل: معنى قوله دِهاقاً مُتتابعة على شارِبِيها من الدهْق الذي هو متابعة الشدّ، والأَوّل أعرف، وقيل: دِهاقاً صافيةً؛ وأنشد: يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق قال ابن سيده: وأمّا . . . أكمل المادة صِفَتُهم الكأْسَ وهي أنثى بالدِّهاق ولفظه لفظ التذكير فمن باب عَدْل ورِضا. أعني أنه مصدر وصف به وهو موضوع موضع إدهاق، وقد كان يجوز أن يكون من باب هِجانٍ ودِلاصٍ إلا أَنا لم نسمع كأْسان دِهاقانِ؛ قال: وإنما حمل سيبويه أن يجعل دِلاصاً وهجاناً في حد الجمع تكسيراً لهِجانٍ ودِلاص في حدّ الإفراد قولُهم هِجانانِ ودِلاصانِ، ولولا ذلك لحمله على باب رِضاً لأنه أكثر، فافهمه.
ودَهَقَ لي من المال دَهْقةً: أعطاني منه صَدْراً.
والدَّهَقُ: خشبتان يُغْمَزُ بهما السّاق.
وادَّهَقَتِ الحجارة: اشتدّ تَلازُبها ودخل بعضُها في بعض مع كثرة؛ وأنشد الأَزهري: يَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ والدِّهْقانُ والدُّهقان: التاجر، فارسي معرّب. قال سيبويه: إن جعلت دِهقان من الدَّهْق لم تصرفه. هكذا قال من الدهق، قال: فلا أدري أقاله على أنه مقول أم هو تمثيل منه لا لفظ معقول، قال: والأَغلب على ظني أنه مقول وهم الدَّهاقِنةُ والدَّهاقِين؛ قال: إذا شِئتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ، وصَنَّاجةٌ تَحْدُو على كل مَنْسِم وقبله: ألا أبْلِغا الحَسْناء أن حَلِيلَها، بِمَيْسانٍ، يُسْقى من زُجاجٍ وحَنْتَمِ وبعده: لعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوءُه تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ إذا كنتَ ندْماني فبالأَكبَرِ اسْقِني، ولا تَسْقِني بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ يعني بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لأنه هو الذي ولاّه.
والدَّهَقُ، بالتحريك: ضرب من العذاب، وهو بالفارسية «أَشْكَنْجَه».
ودَهَقْت الشيءَ: كسَرْته وقطَعْته، وكذلك دَهْدَقْتَه؛ وأنشد الحُجْر بن خالد أحد بني قيس بن ثَعْلبةَ: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ والنَّدى، وبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُهْ ونحلب ضِرْسَ الضَّيْفِ فينا، إذا شَتا، سَدِيفَ السَّنامِ تَشْتَرِيهِ أصابِعُهْ المَناقِعُ: القُدور الصغار، واحدها مَنْقَع، ومَنْقَعة؛ وأنشد ابن بري لأَبي النجم: قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ وادْهَقِ والدَّهْدَقة: دَوَرانُ البِضَعِ الكثير في القِدر إذا غلت تراها تَعلُو مرَّة وتَسْفُل أخرى؛ وأنشد: تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِيعِ، كأنَّه رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر

وقس (لسان العرب) [2]


الليث: الوَقْسُ الفاحشة وذِكْرُها؛ قال العجاج: وحاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ عَن الأَذى، وعَنْ قِرافِ الوَقْسِ ضرب الجَرَبَ مثلاً للفاحشة قال: والوَقْسُ الصوت، قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسير الوَقْس فجعله فاحشة وأَخطأَ في لفظ الوَقْس بمعنى الصوت، وصوابه الوَقْشُ. الجوهري: وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه.
وإِنَّ بالبعير لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب، وهو بعير مَوْقُوس.
والوَقْس: الجرب، وقيل: هو أَول الجَرَب قبل انتشاره في البدن؛ قال: الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا الأَزهري: سمعت أَعرابية من بني نُمَيْر كانت اسْتُرْعِيت إِبلاً جُرْباً، فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت: أَين آوي هذه المُوَقَّسَة؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب؛ ومن أَمثالهم: الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا، مَنْ . . . أكمل المادة يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا الوَقْس: الجَرَب.
والتَّعْس: الهلاك؛ يضرب مثلاً لتَجَّنُّب من تكره صحبته.
ويقال: إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب؛ وأَنشد الأَصمعي للعجاج: يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ، من الأَذى ومن قِراف الوَقْسِ وقوم أَوْقاسٌ: نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء. تقول العرب: لا مِساسَ لا مِساس، لا خير في الأَوْقاس.
ورأَيت أَوْقاساً من الناس أَي أَخْلاطاً، ولا واحد لها.
والوَقْس: السقاط والعبيد؛ عن كراع.

سلل (الصّحّاح في اللغة) [2]


سَلَلْتُ الشيء أَسُلُّهُ سَلاًّ. يقال: سَلَلْتُ السيف واسْتَلَلْتُهُ بمعنىً.
وأتيناهم عند السَلَّةِ: أي عند اسْتِلالِ السيوف.
والسَلّةُ: السَرِقَةُ. يقال: لي في بني فلان سَلَّةٌ.
وفرسٌ شديدُ السَلَّةِ، وهي دَفْعَتُهُ في سِباقه. يقال: خرجَتْ سَلَّتَهُ على الخيل.
والسالُّ: المَسيلُ الضيِّقُ في الوادي، وجمعه سُلاَّنٌ.
والمَسِلَّةُ بالكسر: واحدة المَسَالِّ، وهي الإبر العِظام.
والسَليلُ: الولد؛ والأنثى سَليلَةٌ.
وقال:
      سَليلَةُ أفراس تَخَلَّلَها نغلُ

والسَليلُ: الوادي الواسعُ يُنْبِت السَلَمَ والسَمُرَ. يقال سَليلٌ من سَمُرٍ، كما يقال: غالٌّ من سَلَمٍ. قال زهير:
وجيرَةٌ ما هُمُ لو أنَّهـم أمَـمُ      كَأَنَّ عَيْني وقد سالَ السَليلُ بهم

ويقال: سَليلَةٌ من شَعَرٍ، لِما اسْتُلَّ من ضريبته، وهو شيء يُنْفَشُ منه ثم يُطْوى، ويُدْمَجُ طِوالاً، طولُ . . . أكمل المادة كلِّ واحدة نحوٌ من ذراع، في غلط أَسَلَةِ الذراع، ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأة الشيءَ بعد الشيءِ فتغزِله.
والسُلالُ، بالضم: السِلُّ. يقال: أَسَلَّه الله، فهو مَسْلولٌ؛ وهو من الشواذّ.
وسُلالَةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه. سُلالَةُ الإنسان.
وأسَلَّ يُسِلُّ إسْلالاً، أي سرق.
والإسْلالُ: الرِشْوَةُ والسرقةُ.
وفي الحديث: "لا إغْلالَ ولا إسْلالَ" وهذا يحتمل الرشوة والسرقة جميعاً.
وانْسَلَّ من بينهم، أي خرج.
وفي المثل: رَمتْني بدائها وانْسَلّتْ.
وتَسَلَّلَ مثله.

الفاءُ (القاموس المحيط) [2]


الفاءُ المُفْرَدَةُ: حَرْفٌ مُهْمَلٌ، أو تَنْصِبُ، نحوُ: ما تأتينا فَتُحَدِّثنا، أو تَخْفِضُ، نحوُ:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
بِجَرِّ مثلِ، وتَرِدُ الفاءُ عاطِفَةً، وتُفيدُ التَّرْتِيبَ، وهو نَوْعانِ: مَعْنَوِيٌّ: كقامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وذِكْرِيٌّ: وهو عَطْفُ مُفَصَّلٍ على مُجْمَلٍ: نحوُ: {فأزَلَّهما الشيطانُ عنها فأخْرَجَهُما ممَّا كانا فيه}، والتَّعْقِيبَ: وهو في كلِّ شيءٍ بِحَسَبِه: كَتَزَوَّجَ فوُلِدَ له وَلَدٌ، وبينهما مُدَّةُ الحَمْل، وبمعنى ثم، نحو{ثم خَلَقْنا النُطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنا العِظامَ لَحْماً}، وبمعنى الواو:
بين الدَّخولِ فَحَوْمَلِ، وتَجِيءُ للسَّبَبِيَّةِ: وذلك غالِبٌ في العاطِفةِ جُمْلَةً: {فَوَكَزَهُ مُوسى، فَقَضى عليه}، أو صِفَةً: {لآَكِلُونَ من شَجَرٍ من زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ منها البُطونَ، . . . أكمل المادة فَشارِبُونَ عليه من الحَميمِ}، وتكونُ رابِطَةً للجوابِ، والجوابُ جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ، نحوُ:
{وإن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ، فهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ}، و{إنْ تُعَذِّبْهُمْ، فإنَّهُمْ عِبادُكَ، وإن تَغْفِرْ لهم، فإنَّكَ أنْتَ العزيزُ الحكيمُ}، أو تكونُ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً كالاسْمِيَّةِ، وهي التي فِعْلُها جامِدٌ، نحوُ: {إنْ تَرَنِي أنا أقَلَّ مِنْكَ مالاً ووَلَداً فَعَسَى رَبِّي أنْ يُؤْتِيَنِي}، و{إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هي}، أو يكونُ فِعْلُها إنْشائِيًّا: {إن كُنْتُم تُحِبُّونَ اللّهَ، فاتَّبِعونِي}، أو يكونُ فِعْلاً ماضياً لَفْظاً ومعنًى، إمَّا حقيقةً: {إن يَسْرِقْ، فقد سَرَقَ أخٌ له من قبلُ}، أو مَجازاً: {ومَنْ جَاءَ بالسَّيِّئَة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ في النارِ} نُزِّلَ الفِعْلُ لِتَحَقُّقهِ مَنْزِلَةَ الواقِعِ، وقد تُحْذَفُ ضَرورةً، نحوُ:
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللّهُ يَشْكُرُها.
أي: فاللّهُ، أو لا يجوزُ مُطْلَقاً، والروايَةُ: مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ فالرَّحْمنُ يَشْكُرُهُ، أو لُغَةٌ فَصِيحَةٌ، ومنه: {إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَيْنِ والأقْربِينَ}، وحديثُ اللُّقَطَةِ: "فإِن جاءَ صاحِبُها، وإلاَّ اسْتَمْتِعْ بها"

خ - د - ل (جمهرة اللغة) [2]


وأخلد إلى الأرض إخلاداً، إذا ألصق بها نفسه هكذا فسَّر أبو عبيدة قوله تبارك وتعالى: " أخلدَ إلى الأرض " ، إذا لصِق بها. وقد سمَّت العرب خالداً وخُويلداً ومَخْلَداً وخُلَيْداً ويَخْلُدَ وخَلاّداً. وخَلْدَة: اسم من أسماء النّساء. ودار الخُلود والخُلْد: الآخرة والجَنَّة. والخُلْد: دُوَيْبة تشبه الفأرة. ومثل من أمثالهم: " أصابَ خُلْدَ النَّطِف " ، إذا أصاب مالاً، وله حديث. ووقع ذلك في خَلَدي، أي في قلبي. وقوله عزّ وجلّ: " وِلْدان مخلَّدون " . قال أبو عبيدة: مسوَّرون، لغة يمانية، وأنشد: ومخلَّداتٍ باللُّجن كأنّما ... أعجازُهنّ أقاوِزُ الكُثبانِ ويقال: في أمره دَخَل، أي فساد دخِل أمره يدخَل دَخَلاً، إذا . . . أكمل المادة فسد. ودخلتُ الدارَ وغيرَها أدخُل دُخولاً، وأدخلتُ غيري إدخالاً. وأَورَدَ الرجل إبلَه دِخالاً، إذا علَّها ثم أدخل بين كل بعيرين بعيراً ضعيفاً بعد ما تتغمّر، أي تشرب دون ريَّها. وفلان دخيل في بني فلان، إذا كان من غيرهم. وأَطْلعتُ فلاناً على دُخْلُلِ أمري ودُخْلَل أمري، إذا بثثته مكتومَك. والدُّخَّل: طائر صغير. قال: كالصَّقْرِ يجفو عن طِرادِ الدُّخَّلِ وجمع دُخَل: دَخاخيل. وفلان حسن المَدْخَل وقبيح المَدْخَل، أي المذهب في أموره. وكل لحمة مجتمعة على عَصَب فهي دُخَّلَة. والدَّلَخ: السِّمَن، إبل دُلَّخ ودَوالخ، إذا سمنت، دلْخِت تدلَخ دَلَخاً ودَلَخاً ودَلَخاناً.

فضض (لسان العرب) [3]


فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً، فهو مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ: كسرتُه وفَرَّقْتُه، وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه: ما تكسَّر منه؛ قال النابغة:تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ، ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه، وكل شيء كسرْتَه، فقد فضَضْتَه.
وفي حديث ذي الكِفْلِ: إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم؛ هو كناية عن الوطْءِ.
وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه.
وفُضاضُ وفِضاضُ الشيء: ما تفرق منه عند كسرك إِياه.
وانْفَضَّ الشيءُ: انكسر.
وفي حديث الحديبية: ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها؛ ومنه حديث معاذ في عذاب القبر: حتى يفض كل شيءٍ.
وفي الدعاء: لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك، والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال: . . . أكمل المادة سقَط فوه، يعنون الأَسنان، وبعضهم يقول: لا يُفْضِ اللّهُ فاك أَي لا يجعله فَضاء لا أَسنان فيه. قال الجوهري: ولا تقل لا يُفْضِضِ اللّه فاكَ، أَو تقديره لا يكسر اللّه أَسنانَ فِيكَ، فحذف المضاف. يقال: فَضَّه إِذا كسره؛ ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال: لا يَفْضُضِ اللّه فاك، قال: فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ.
وللإِفْضاءُ: سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل، والقولُ الأَول أَكثر.
وفي حديث العباس بن عبد المطلب أَنه قال: يا رسول اللّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك، فقال: قل لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ، ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة، ومعناه لا يُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ، والفم يقوم مقام الأَسنان.
وهذا من فَضِّ الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها.
والمِفَضُّ (* قوله «والمفض إلخ» كذا هو بالنسخ التي بأيدينا.) والمِفْضاضُ: ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ.
والمِفَضَّةُ: ما يُفَضُّ به المَدَرُ.
ويقال: افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها.
والفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض، وجمعه فِضاضٌ.
وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا.
وفي التنزيل: لانْفَضُّوا من حوْلِك، أَي تفرَّقوا، والاسم الفَضَضُ.
وتَفَضَّضَ الشيء: تفرَّقَ.
والفَضُّ: تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم، يقال: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي فرَّقْتهم؛ قال الشاعر: إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ، ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ، فهو فَضَضٌ.
ويقال: بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر متفرِّقُون.
وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس: أَما بعد فالحمد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم؛ قال أَبو عبيد: معناه كسَر وفرَّق جمعكم.
وكل مُنكسر متفرِّق، فهو مُنْفَضٌّ.
وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ وجمعها خدامٌ، وقال شمر في قوله: أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم، يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم.
وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته، فقد فضَضْتَه.
وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب، وقال المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر: فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً، ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ يقول: يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ.
وتَمْر فَضٌّ: متفرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابي.
وفَضَضْتُ ما بينهما: قَطَعْتُ.
وقال تعالى: قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً؛ يسأَل السائلُ فيقول: كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها؟ قال الزجاج: معنى قوله قوارير من فضة أَصلُ القَوارِيرِ التي في الدنيا من الرمل، فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِيرِ أَن أَصلها من فِضَّة يُرى من خارجها ما في داخلها؛ قال أَبو منصور: أَي تكون مع صَفاء قواريرها آمِنة من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة، قال: وهذا من أَحسن ما قيل فيه.
وفي حديث المسيب: فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فيها من شعر، وفي رواية: من فضة أَو قُصَّة، والمراد بالفضة شيء مَصُوغٌ منها قد ترك فيه الشعر، فأَمّا بالقاف والصاد المهملة في الخُصْلةُ من الشعر.
وكلُّ ما انْقَطع مع شيءٍ أَو تفرَّق: فَضَضٌ.
وفي الحديث عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت لمروان: إِنَّ رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ في صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه؛ قال ثعلب: معناه أَي خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً، يعني ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل وتَرَدَّدَ في صُلْبه، وقيل في قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه: أَرادت إِنكَ قِطْعة منها وطائفة منها.
وقال شمر: الفُضُضُ اسم ما انْفَضَ أَي تفرَّق، والفُضاضُ نحوه.
وروى بعضهم هذا الحديث فُظاظةٌ، بظاءين، من الفَظِيظِ وهو ماءُ الكَرِشِ، وأَنكره الخطابي.
وقال الزمخشري: افْتَظَظْتُ الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها، كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ من الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ.
والفَضِيضُ من النَّوَى: الذي يُقْذَفُ من الفم.
والفَضِيضُ: الماءُ العَذْبُ، وقيل: الماءُ السائل، وقد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يخرج.
ومكان فَضِيض: كثير الماء.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: أَنه سئل عن رجل قال عن امرأَة خطبها: هي طالق إِن نكَحْتُها حتى آكلَ الفَضِيضَ؛ هو الطَّلْع أَولَ ما يظهر.
والفَضِيضُ أَيضاً في غير هذا: الماء يخرج من العين أَو ينزل من السحاب، وفَضَضُ الماء: ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به.
وفي حديث غَزاةِ هَوازِنَ: فجاء رجل بنُطْفةٍ في إِداوَةٍ فافْتَضَّها أَي صَبَّها، وهو افْتِعالٌ من الفَضِّ، ويروى بالقاف، أَي فتح رأْسها.
ويقال: فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه، وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ.
ورجل فَضْفاضٌ: كثير العطاء، شُبِّه بالماء الفَضْفاض.
وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر على فخذيها.
والفَضَضُ: المتفرِّق من الماء والعَرَق؛ وقول ابن مَيّادةَ: تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ، حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ قال: الفَضِيضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ والبَرَدِ.
وفي حديث عمر: أَنه رَمى الجَمْرَةَ بسبع حَصَياتٍ ثم مضَى فلما خرج من فَضَضِ الحَصى أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه؛ قال أَبو عبيد: يعني ما تفرَّق منه، فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول، وكذلك الفَضِيضُ.
وناقة كثيرةُ فَضِيضِ اللبن: يَصِفُونها بالغَزارةِ، ورجل كثير فَضِيض الكلام: يصفونه بالكَثارة.
وأَفَضَّ العَطاءَ: أَجْزَلَه.
والفِضَّةُ من الجواهر: معروفة، والجمع فِضَضٌ.
وشيءٌ مُفَضَّضٌ: مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة.
وحكى سيبويه: تَفَضَّيْتُ من الفضة، أَراد تَفَضَّضْت؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنَى به أَتخذْتُها أَم استعملتُها، وهو من تحويل التضعيف.
وفي حديث سعيد بن زيد: لو أَنَّ أَحدَكم انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَ له أَن يَنْفَضّ؛ قال شمر: أَي يَنْقَطِعَ ويتفرّق، ويروى يَنْقَضّ، بالقاف، وقد انْفَضَّتْ أَوصالُه إِذا تفرَّقت؛ قال ذو الرمة: تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ وفَضّاضٌ: اسم رجل، وهو من أسماء العرب.
وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت امرأَة إِلى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: إِن ابْنتي توُفِّيَ عنها زوجُها وقد اشْتَكَتْ عَيْنَها، أَفَتَكْحُلُها؟ فقال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: لا مرتين أَو ثلاثاً إِنما هي أَربعةَ أَشهر وعَشْراً وقد كانت إِحْداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعَرة على رأْس الحول؛ قالت زينبُ بنتُ أُم سلَمَة: ومعنى الرمي بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت إِذا توُفِّيَ عنها زوجها حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها ولم تَمَسَّ طِيباً حتى تَمُرَّ بها سنةٌ، ثم تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَى بعرةً فَتَرْمي بها؛ وقال ابن مسلم: سأَلت الحجازيين عن الافْتِضاضِ فذكروا أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل ولا تَمَسُّ ماء ولا تَقْلِمُ ظُفْراً ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً، ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ، ثم تَفْتَضُّ بطائر وتَمْسَحُ به قُبُلَها وتَنْبِذُه فلا يكاد يَعِيشُ أَي تكسِرُ ما هي فيه من العِدَّة بذلك؛ قال: وهو من فَضَضْتُ الشيءَ إِذا كسَرْتَه كأَنها تكون في عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فيه وتخرج منه بالدابة؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالقاف والباء الموحدة، قال أَبو منصور: وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أَنه روى هذا الحرف فَتَقْبِضُ، بالقاف والباء المعجمة بواحدة والصاد المهملة، وهو مذكور في موضعه.
وأَمرهم فَيْضُوضَى بينهم وفَيْضُوضاء بينهم وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بينهم؛ كلها عن اللحياني.
والفَضْفَضَةُ: سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ.
ودِرْعٌ فَضْفاضٌ وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ: واسِعةٌ، وكذلك الثوبُ؛ قال عمرو بن مَعْدِ يكَرِب:وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً، كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ؛ وفي حديث سطيح: أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ أَراد واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن، وقيل: أَراد كثرة العطاء.
ومنه حديث ابن سيرين قال: كنت مع أَنَس في يوم مطر والأَرض فَضْفاضٌ أَي قد عَلاها الماء من كثرة المطر.
وقد فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ: وَسَّعَهما؛ قال كثيِّر: فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً، فأَعادَها غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ والفَضْفاضُ: الكثيرُ الواسعُ؛ قال رؤبة: يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وعَيْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ.
وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كثيرة الماء.
وجارِيةٌ فَضْفاضة: كثيرة اللحم مع الطُّولِ والجسم؛ قال رؤبة: رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ الليث: فلان فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم؛ قال أَبو منصور: والمعروف فلان نُضاضةُ ولدِ أَبيه، بالنون، بهذا المعنى. الفراء: الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ.

ترق (لسان العرب) [2]


التِّرَقُ: شَبِيه بالدُّرْج؛ قال الأَعشى: ومارِد من غُواةِ الجنّ، يَحْرُسها ذُو نِيقةٍ مُسْتَعِدٌّ دونها تَرَقا دونها: يعني دون الدُّرَّة.
والتَّرْقُوَتانِ: العظمان المُشْرِفان بين ثُغْرة النحْر والعاتِق تكون للناس وغيرهم؛ أَنشد ثعلب في صفة قطاة: قَرَتْ نُطْفةً بين التَّراقي، كأنَّها لدَى سَفَط بين الجَوانِح مُقْفَلِ وهي التَّرْقُوَةُ، فَعْلُوَةٌ، ولا تقل تُرقوة، بالضم، وقيل: هي عظم وصل بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين، وجمعها التراقي؛ وقوله أَنشده يعقوب: همُ أَوْرَدُوكَ الموتَ حينَ أَتيتَهم، وجاشَتْ إليكَ النفْسُ بين التَّرائقِ إنما أَراد بين التراقي فقَلَب.
وتَرْقاهُ: أَصابَ تَرْقُوتَه، وتَرْقَيْتُه أَيضاً تَرْقاةً: أَصبْتُ تَرْقُوته.
وفي حديث الخوارج: يقرأُون القرآن لا يُجاوز حَناجِرهم وتَراقِيَهم؛ والمعنى أَن . . . أكمل المادة قراءَتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها فكأنها لم تُجاوز حُلوقهم، وقيل: المعنى لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته ولا يحصل لهم غير القراءة.
والتِّرياق، بكسر التاء: معروف، فارسي معرّب، هو دَواء السُّموم لغة في الدِّرْياق، والعرب تسمي الخمر تِرياقاً وتِرْياقة لأَنها تذهَب بالهَمَّ؛ ومنه قول الأَعشى، وقيل البيت لابن مُقبل: سَقَتْني بصَهْباءَ تِرْياقةٍ، متى ما تُلَيِّنْ عِظامي تَلِنْ وفي الحديث: إنَّ في عَجْوةِ العاليةِ تِرْياقاً؛ الترياقُ: ما يُستعمل لدَفع السَّمّ من الأَدْوية والمَعاجِين، ويقال دِرْياق، بالدال أَيضاً.
وفي حديث ابن عُمر: ما أُبالي ما أَتيتُ إن شربت ترياقاً؛ إنما كرهه من أَجل ما يقَع فيه من لُحوم الأَفاعي والخَمْر وهي حرام نَجِسة، قال: والترياق أَنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأْس به، وقيل: الحديث مطلق فالأَولى اجتنابه كلُّه.

مهي (مقاييس اللغة) [2]



الميم والهاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على إمهال وإرخاءٍ وسُهولةٍ في الشَّيء. منه أمْهَيْتُ الحَبلَ: أرخيتُهُ، وناسٌ يروُون بيت طرَفة:
      لَكالطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْيَاهُ باليدِ

وأمْهَيْتُ الفَرسَ إمهاءً: أرخيتُ من عِنانه.
وكلُّ شيءٍ جَرَى بسهولةٍ فهو مَهْوٌ.
ولبنٌ مَهْوٌ: رقيق.
وناقةٌ مِمْهاءٌ: رقيقة اللَّبَن. مَهْوة: رقيقة.
وسيفٌ مَهوٌ: رقيقُ الحدِّ، كأنه يمرُّ في الضَّريبة مَرَّ الماء. قال:
وصارمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبتُه      أبيضُ مَهْوٌ في مَتْنِهِ رُبَدُ

ومن الباب أمهيت الحديدة: سقيتها. يريد به رقّة الماء، والمَهَا: جمع المهاة، وهي البِلَّوْرة؛ سمِّيت بذلك لصفائها كأنَّها ماء. قال الأعشَى:
وتَبْسِمُ عن مَهَاً شَبِمٍ غَرِيٍّ      إذا يعطى المقبِّلَ يستزيدُ

والجمع مَهَوات ومَهَيات. أمّا البقرة فتسمَّى مَهاةً، . . . أكمل المادة وأظنُّها تشبيهاً بالبِلَّورة.ومما شذَّ عن الباب شيءٌ ذَكره الخليل، أنَّ المَهَاءَ ممدود: عيبٌ وَأوَدٌ يكون في القِدْح ويحتمل أنَّه من الباب أيضاً؛ فإنَّ ذلك يقرب من الإرخاء ونحوِه.
والثَّغر إذا ابيضَّ وكُثر ماءه مَهاً. قال الأعشى:
وَمَهَاً ترِِفُّ غُروبُهُ      يَشفي المتيَّم ذا الحرارهْ

وفي الحديث: "جَسَدَ رجل مُمَهَّى" أي مُصَفَّىً، يشبِه المها البلّور. *وفي حديث ابن عباس لعُتْبَة بن أبي سفيان، وكان قد أثْنَى عليه وأحسَنَ: "أمْهَيْت أبا الوليد"، أي بالغتَ في الثَّناء واستقصيت.
ويقال: أمهَى الحافِرُ وأماهَ، أي حَفَر وأنْبَط.
ولعلَّ هذا من باب القلب، وكذلك أخواتها من الباب وربَّما سميت النُّجوم مَهاً تشبيهاً.

منا (الصّحّاح في اللغة) [2]


المنا مقصور: الذي يوزن به، والتثنية مَنَوانِ، والجمع أمْناءٌ، وهو أفصح من المَنِّ.
والمَنى أيضاً: القدَر.
وقال:
      دَرَيْتُ ولا أدْري مَنا الحَدَثانِ

ويقال: مُنيَ له، أي قُدِّر.
وقال:
      حتَّى تُلاقِيَ ما يَمْني لك الماني

أي يقدِّر لك القادر.
ويقال أيضاً: داري مَنا دارِ فلانٍ، أي مقابلتها.
وفي حديث مجاهد: إنَّ الحَرَمَ حَرَمٌ مَناهُ من السموات السبع والأرَضينَ السبع، أي قصده وحذؤاه.
والمَنِيُّ: ماء الرجل، وهو مشدَّد.
والمَذْيُ والوَدْيُ مخفَّفان.
وقد مَنى الرجل وأَمْنى بمعنًى.
وقوله تعالى: "من مَنِيٍّ يُمْنى"، قرئ بالتاء على النطفة، وبالياء على المَنِيِّ.
واسْتَمْنَى، أي استدعى خروج المَنِيِّ.
والمَنِيَّةُ: الموت، لأنَّها مقدَّرة؛ والجمع المَنايا.
والمُنْيَةُ: واحدة المُنى.
ومُنْيَةُ الناقة أيضاً: الأيام التي يتعرَّفُ فيها ألاقِحٌ هي . . . أكمل المادة أم لا. يقال: هي في مُنْيَتِها، وقد امْتُنِيَ للفحل. قال ذو الرمّة يصف بيضةً:
إذا نُتِجَتْ ماتتْ وحَيَّ سَليلُها      نَتوجٍ ولم تُقْرَفْ بما يُمْتَنى له

 يقول: هي حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحلٌ.
ومِنًى مقصورٌ: موضعٌ بمكَّة، وهو مذكَّر يصرف.
وقد امْتَنَى القومُ، إذا أتوْا منًى. عن يونس.
وقال ابن الأعرابي: أمْنى القوم.
والأمنِيَّةُ: واحدة الأمانيَ. تقول منه: تَمَنَّيْتُ الشيء، ومَنَّيْتُ غيري تَمْنيةً.
وتَمَنَّيْتُ الكتاب: قرأته. قال تعالى: "ومنهم أُمِيُّونَ لا يعلمونَ الكتابَ إلاّ أمانِيَّ".
ويقال: هذا شيءٌ رويته أم شيء تَمَنَّيْتَهُ.
وفلانٌ يتَمَنَّى الأحاديثَ، أي يفتعِلُها، وهو مقلون من المَيْن، وهو الكذب.
ومَنَوْتُهُ ومَنَيْتُهُ، إذا ابتليتَه.
ويقال: لأُمَنِّيَنَّكَ مَناوَتَكَ، أي لأجزينَّك جزاءك.
والمُماناةُ: المطاولة.
والمُماناة أيضاً: الانتظار.
ومانَيْتُكَ غير مهموز: أي كافأتك.

فَرَغَ (القاموس المحيط) [2]


فَرَغَ منه، كمَنَعَ وسَمِعَ وَنَصَرَ، فُرُوغاً وفَراغاً، فهو فَرغٌ وفارِغٌ: خَلا ذَرْعُه،
و~ له،
و~ إليه: قَصَدَ،
و~ فُروغاً: مات.
والفَرْغُ: مخْرَجُ الماءِ من الدَّلْوِ بينَ العَراقِي،
كالفِراغِ، ككِتابٍ،
و~ : الإِناءُ فيه الدِبْسُ.
وفَرْغُ الدَّلْوِ المُقَدَّمُ والمُؤَخَّرُ: مَنْزِلاَنِ للقَمَرِ، كُلُّ واحِدٍ كَوْكَبَانِ، بين كلِّ كَوْكَبَيْنِ في المَرْأَى قدرُ رُمْحٍ.
والفُرُوغُ: الجَوْزَاءُ.
وفَرْغُ القِبَةِ،
وفَرْغُ الحَفَرِ: بَلَدَانِ لتَمِيمٍ.
وفَرْغَانَةُ: ناحيَةٌ بالمَشْرِقِ.
وفَرْغانُ: ة بفارِسَ،
ود باليمَنِ، وجَدٌّ لأَبي الحَسَنِ المَوْصِلِيِّ المُحَدِّثِ.
والأَفراغُ: مَواضِعُ حولَ مكةَ.
وأفراغَةُ: د بالأَنْدَلُسِ.
وفَرُغَتِ الضَّرْبَةُ، ككَرُمَ: اتَّسَعَتْ، . . . أكمل المادة فهي فَرِيغَةٌ.
والفَرِيغُ: مُسْتَوًى من الأَرْضِ كأَنَّهُ طَريقٌ،
و~ من الخَيْلِ: الهِمْلاجُ الواسِعُ المَشْيِ،
كالفِرَاغِ، ككِتَابٍ.
والفَريغَةُ: المَزَادَةُ الكَثِيرَةُ الأَخْذِ للماءِ.
وككِتابٍ: العِدْلُ من الأَحْمالِ، وحَوْضٌ واسِعٌ ضَخْمٌ مِن أدَمٍ، والإِناءُ، والغَزيرَةُ من النُّوقِ الواسِعَةُ جِرابِ الضَّرْعِ، والقَوْسُ الواسِعَةُ جُرْحِ النَّصْلِ أو البَعيدَةُ السَّهْمِ، والقَدَحُ الضَّخْمُ لا يُطاقُ حَمْلُهُ،
ج: أفْرِغَة، والنِصالُ العَريضَةُ.
وفَرِغَ الماءُ، كفرِحَ: انْصَبَّ.
والفراغَةُ: الجَزَعُ والقَلَقُ، وبالضم: نُطْفَةُ الرجُلِ.
والفِرْغُ، بالكسر: الفَراغُ.
وذَهَبَ دَمُهُ فِرْغاً، ويُفْتَحُ: هَدَراً.
والأَفْرَعُ: الفارِغُ.
والطَّعْنَةُ الفَرْغَاءُ: الواسِعَةُ.
وأفْرَغَهُ: صَبَّهُ،
كفَرَّغَهُ،
و~ الدِماءَ: أراقَها.
وحَلْقَةٌ مُفْرَغَةٌ: مُصْمَتَةٌ.
وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ: إخْلاؤُهَا، ويَزيدُ بنُ رَبيعَةَ بنِ مُفَرِّغٍ، كمُحدِّثٍ: شاعِرٌ، جَدُّهُ راهَنَ على أن يَشْرَبَ عُسّاً من لَبَنٍ، فَفَرَّغَهُ شُرْبَاً.
والمُسْتَفْرِغَةُ من الإِبِلِ: الغَزِيرَةُ، والخَيْلُ لا تَدَّخِرُ من حُضْرِها شيئاً.
واسْتَفْرَغَ: تَقَيَّأَ،
و~ مَجْهُودَهُ: بَذَلَ طَاقَتَهُ.
وتَفَرَّغَ: تَخَلَّى من الشُّغْلِ.
وافْتَرَغْتُ لنفسِي ماءً: صَبَبْتُهُ.

صفق (الصّحّاح في اللغة) [2]


الصَفْقُ: الضربُ الذي يُسْمَعُ له صوت، وكذلك التَصْفيقُ. يقال: صَفَقَتْهُ الريح وصَفَّقَتْهُ.
والتَصْفيقُ باليد: التَصويتُ بها، وَصَفَقْتُ له بالبيع والبَيعةِ صَفْقاً، أي ضربت يدي على يده.
ويقال: ربحتْ صَفْقَتُكَ للشراء، وصَفْقَةٌ رابحةٌ وصَفْقَةٌ خاسرةٌ.
وتَصافَقَ القومُ عند البَيْعَةِ.
والصَفْقُ: الردُّ والصرفُ، وقد صَفَقْتُهُ فانْصَفَقَ.
وصَفَقَ عينَه، أي ردّها وغمّضها.
وصَفَقْتُ الباب: رددته. قال الشاعر:
يسعى عليه العبدُ بالكوبِ      مُتَّكِئاً تُصْفَـقُ أبـوابُـه

وكذلك أَصْفَقْتُ الباب.
وأَصْفَقوا على كذا، أي أطبَقوا عليه.
وصَفَقْتُ العود، إذا حرّكت أوةتاره، فاصْطَفَقَ. قال ابن الطثرية:
دَمُ الزِقِّ عنا واصْطِفاقُ المَزاهِرِ      ويوم كظِلِّ الرمحِ قَصَّر طولَـهُ

والريحُ تَصْفِقُ الأشجار فتَصْطَفِقُ، أي تضطرب.
وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا، أي صادفَتْه ووافقَتْه. قال النَمْر بن تَولَب:
يَدُهُ بِجلْدَةِ . . . أكمل المادة ضَرْعِها وحُـوارِهـا      حتّى إذا طُرِحَ النَصيبُ وأَصْفَقَتْ

وأَصْفَقْتُ الغنمَ، إذا لم تحلُبها في اليوم إلا مرَّةً.
وثوبٌ صَفيقٌ ووجهٌ صَفيقٌ: بيِّن الصَفاقَةِ. قال الأصمعيّ في كتاب الفرسِ: الصِفاقُ: الجِلدُ الذي عليه الشَعَر.
وأنشد للجعديّ:
قِ من خشبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ      لُطِمْنَ بتُرْسٍ شديدِ الصِـفـا

قال: يقول ذلك الموضع منه كأنه تُرْسٌ، وهو شديد الصِفاقِ. قال: والصُفْقُ والصَفْقُ: الناحيةُ.
وصُفْقُ الجبلِ: صَفْحُهُ وناحيته. قال الشاعر:  
بعَنقاءَ من صَعْبٍ حَمَتْها صُفوفُها      وما نُطْفَةٌ في رأسِ نِيقٍ تَمَنَّعَـتْ

والصَفَقُ بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيُحَرَّكُ فيها فيصفرُّ، يقال: ورَدْنا ماءً كأنَّه صَفَقٌ.
وتَصْفيقُ الشراب: أن تحوِّله من إناء إلى إناء.
وتَصْفيقُ الإبل: أ، تحوّلها من مرعىً قد رعَتْه إلى مكان فيه مرعىً.

خ - ز - م (جمهرة اللغة) [3]


خَزَمْتُ البعيرَ أخزِمه خَزْماً، إذا خرقت وَتَرَةَ أنفه وجعلت فيها عِراناً أو خِزامة من شَعَر، فالبعير مخزوم. والعِران: الخشبة التي تكون في أنف البعير. وكل شيء ثقبته فقد خزمته، والطير كلّها مخزومة ومخرَّمة لأن وَتَراتِ أنوفها مخزومة، أي مثقوبة. والنعام مخزَّم كذلك. قال الشاعر: سينهَى ذوي الأحلام عنّي حُلومُهم ... وأرفعُ صوتى للنَّعام المخزَّمِ وقال الآخر: إذا ما شَدَدْنا شَدَّةً نصبوا لنا ... قِسِيّاً كأعناق المَطِيِّ المخزَّمِ يصيحون في أدبارها ونَرُدُّها ... بجَأْواءَ تَرْدي بالوَشيج المقوَّمِ الجَأْواء: الكتيبة والوَشيج: الرِّماح، واحدها وشيجة. وخَزَمْتُ الجرادَ في العود، إذا نظمته فيه. وقد سمّت العرب خازماً وخُزَيْماً وخزّاماً ومخزوماً وأخْزَمَ، وكلّه من الخَزْم. فأما خُزَيْمَة فهو تصغير . . . أكمل المادة خزَمَة، وهي شجرة لها لِحاء تُفتل منه الحبال. قال: دونكمُ بني هِلال بن قَدَمْ فآسِروهم واربطوهم بالخَزَمْ أي بلِحاء الخَزَم. ومثل من أمثالهم: " شِنْشِنَةٌ أعرفها من أخْزَم " . قال ابن الكلبي: هو جدّ حاتم طيّىء، وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أخزم بن أبي أخزم. والشِّنشنة: الطبيعة والخليقة، أي خليقة أعرفها من أخزم. وقال قوم: بل شِنشنة، أي ما شنشنها أخزم من نُطفته وأصل هذا المَثَل أن أخزم كان جواداً فلمّا نشأ حاتم ورأى الناس جوده قالوا: شِنشنة من أخزم، أي نُطفة من أخزم. وغَطَفان تروي هذا البيت لعَقيل ابن عُلَّفَة وذلك أنه اجتلبه في قوله: إن بَنيَّ ضَرَّجوني بالدمَّ شِنْشِنَةٌ أعرفها من أخْزَمِ من يَلْقَ أبطالَ الرّجال يُكْلَمِ وروَوا: نِشْنِشَة. والخَزُومة: البقرة، والجمع خَزُوم، لغة لهذيل ومن والاهم من أزد السَّراة. قال: أربابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ والخِزامة: حلقة من شعر تكون في أنف البعير. والزَّخْم: الدَّفْع الشديد زَخَمَه يزخَمه زَخْماً. والزُّخْم: موضع.

لصا (لسان العرب) [2]


لَصاه يَلْصوه ويَلْصاه؛ الأَخيرة نادرة، لَصْواً: عابه، والاسم اللَّصاةُ، وقيل:اللَّصاةُ أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، وخص بعضهم به قَذْفَ المرأَة برجل بعينه.
وإِنه لَيَلْصُو إِلى رِيبة أَي يَميل.
وقال ابن سيده في معتل الياء: لَصاه لَصْياً عابَه وقَذَفه، وشاهد لَصَيْت بمعنى قَذَفْتُ وشَتَمْت قول العجاج: إِني امْرُؤٌ، عن جارتي، كَفِيُّ عَفٌّ، فَلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ أَي لا يُلْصى إِليه، يقول: لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوف، والاسم اللِّصاة.
ولَصا فلان فلاناً يَلْصُوهُ ويَلْصُو إِليه إِذا انْضَمَّ إِليه لريبة، ويَلْصِي أَعربهما.
وفي الحديث: مَن لَصا مسلماً أَي قَذَفه.
واللاَّصِي: القاذفُ، وقيل: اللَّصْوُ والقَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِيبة يَنسُبه إِليها، يقال: لَصاه يَلْصُوه ويَلْصِيه إِذا قذفَه، . . . أكمل المادة قال أَبو عبيد: يروى عن امرأَة من العرب أَنها قيل لها إِن فلاناً قد هجاك، فقالت: ما قَفا ولا لَصا، تقول: لم يَقْذِفْني، قال: وقولها لَصا مثل قَفا، يقال مه: قافٍ لاصٍ.
ولَصَى أَيضاً: أَتَى مستتر الرِّيبة.
ولَصي أَيضاً: أَثِمَ؛ وأَنشد أَبو عمرو شاهداً على لَصَيْت بمعنى أَثِمْت قول الراجز القشيري: تُوبي مِنَ الخِطْء فَقد لَصِيتِ، ثم اذْكُري اللهَ إذا نَسِيتِ (* قوله« فقد لصيت» كذا ضبط في الأصل بكسر الصاد مع ضبطه السابق بما ترى، ولعل الشاعر نطق به هكذا لمشاكلة نسيت.) وفي رواية: إِذا لَبَّيْتِ.
واللاَّصي: العَسَلُ، وجمعه لَواصٍ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: أَيّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ، ووَعْدُها كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَواصِي قال ابن جني: لام اللاَّصي ياء لقولهم لَصاه إِذا عابه، وكأَنهم سموه به لتعلقه بالشيء وتَدْنيسه له كما قالوا فيه نَطَفٌ، وهو فَعَلٌ من الناطِف، لِسَيلانه وتَدَبُّقه، وقال مخلوطاً ذهب به إِلى الشراب، وقيل: اللَّصى واللَّصاة أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، والله أَعلم.

ر - ط - و (جمهرة اللغة) [2]


استُعمل من وجوهها الرطْو يُكنى به عن الجِماع، رَطاها يرطوها رَطْواً، وربما هُمز فقيل: رَطَأها يَرْطَؤها رَطْأً. والرًّواطي: مواضع معروفة. والرَّوط: مصدر راط يروط رَوْطاً، وهو تعفُّق الوَحْشيّ بالأكَمَة وغيرها، إذا لاذ بها. والطَّوْر: الحدّ بين الشيئين، والجمع أطوار، وهو الطَّوار أيضاً، من قولهم: تعدّى فلانٌ طورَه، أي مبلغَ قدره، وملكتُ الأرضَ بطَوارها، أي بمنتهى حدودها. وطور الدار وطَوارها: ناحيتها. والطَّوْر أيضاً: فعلك الشيءَ بعد الشيء، فعلتُ الشيءَ طوراً بعد طَوْر، أي مرة بعد مرّة، وفي التنزيل: " خلقّكّم أطواراً " ، فُسِّر نُطفةً ثم عَلَقَةً ثم مضغةً، فهذا طَور بعد طَور، والله أعلم بكتابه. والطُّور: جبل معروف، قال قوم: هو . . . أكمل المادة اسم لجبل بعينه، وقال آخرون: بل كل جبل طُور بالسريانية كذلك، والله أعلم. والطُّورة، في بعض اللغات، مثل الطِّيَرَة. والطَّرْو: مصدر طَرا علينا فلانٌ يَطرو طَرْواً وطُرُوّاً، في لغة من لم يهمز، ومن همز قال: طرأ علينا طروءاً، إذا قدَمَ عليهم من بلد أو طَلعَ عليهم وهم لا يشعرون، وهذا تراه في باب الهمز إن شاء الله تعالى. والوَرْط من قولهم: تورَّطَ فلان في كذا وكذا، إذا نَشِبَ فيه ولم يتخلّص منه، وهي الوَرْطَة، والجمع الوِراط. وكل غامض ورْطة. قال الهُذَلي: وأكسو الحِلَّة الشَّوكاءَ خِدْني ... وبعضُ الخيرِ في خزنٍ وِراطِ وأورطت فلاناً شرُ مَورِطٍ، إذا أوقعته فيما لا خلاص له منه، والمصدر الإيراط، والفعل التورط وورطته توريطاً وتورط هو تورُّطاً. قال الشاعر: إنّ بين التفريط والإفراطِ ... مَسْلَكاً منْجِياً من الإيراطِ وفي الحديث: " لاوراطَ " ، وأحسبه راجعاً إلى أن يتمكّن الرجلُ من الرجل فيورّطه مَوْرِطَ سَوء. والوَطَر: النَّهْمَة، يقال: قضى فلان من كذا وكذا وَطَراً، إذا قضى نَهمتَه، وليس له فعل يتصرّف.

مطط (العباب الزاخر) [2]


ابن دريدٍ: مط الشيء يمطهُ مَطَاً: إذا مده، ومنه قولهم: مَط الرجلُ حاجبيهِ وخده: إذا تكبر، وكذلك مَط أصابعه: إذا مدها وخاطبَ بها. والمَطِيْطَةُ: الماءُ الخاثرُ في أسفلِ الحوضِ، قال حُميدٌ الأرقطُ:
في مُجْلِباتِ الفِتَنِ الخَوَابِـط      خَبْطَ النهالِ سَمَلَ المَطَائطِ

وقال الليثُ: المَطَائطُ: مواضعُ حُفرِ قوائمِ الدواب في الأرض والرداغِ، وأنشد:
فلم يبقَ إلا نُطْفَةٌ فـي مَـطِـيْطَةٍ      من الأرضِ فاستقصينها بالجحافلِ

وقال ابن الأعرابي: المُطُطُ -بضمتين-: الطوالُ من جميع الحيوانِ. ومُطَيْطةُ -مصغرةً- موضعٌ، قال عدي بن زيد بن مالكِ بن عدي بن الرقاع:
وكان نخلاً في مُطَيْطَةَ نابتـاً      بالكِمْعِ بينَ قرارها وحجاها

وقال ابنُ عباد: المطاطُ من ألبانِ الإبلِ الشديدُ . . . أكمل المادة الخثورةِ الحامضُ. والمُطَيْطَاءُ -مثالُ المريراءِ-: التبخترُ ومدٌ اليدينِ في المشي، وقال ابن دريدٍ: المطيطاءُ ممدودٌ غير مهموزٍ؛ هكذا يقولُ الأصمعي: وهي مشيةٌ باسترخاءٍ، قال ابن السيرافي؛ أراد أن الهمزةَ بعد الألفِ وهي غير أصليةٍ، وقال أبو سعيدٍ: كأنه يريدُ أن هذه الهمزة للتأنيثِ وليست بهمزةِ أصليةٍ.
ومنه حديثُ النبي -صلى اللّه عليه وسلم-: إذا مشت أمتي المُطيطاءَ وخدمتهم فارسُ والرومُ كان بأسهم بينهم.
وهذه روايةُ أبي عبيدٍ، وروايةُ الليثِ في كتاب العين: سَلطَ اللّه شرارها على خيارها.
والتمْطِيْطُ: الشتمُ. وتمَطّطَ: تمدد.
وقال ابن دريدٍ: ثم قال أبو عبيدة في قولهِ عز وجل: (ثم ذهب إلى أهلهِ يتمطى): إنه من هذا؛ أراد: أن أصله يتمططُ.
وأنشد الأصمعي يصفُ منهلا:
أخضرَ مثلَ. سلِ من تمططِه     

وتمطط في الكلام: لونَ فيه. وقال ابن دريدٍ: مَطمطَ في كلامهِ: إذا مده وطولهَ. وقال ابن الأعرابي: مَطَمَطَ الرجلُ: إذا توتنى في خطه وكلامهِ. وتمطمَطَ الماءُ: إذا خثرُ. والتركيبُ يدلُ على مد الشيءِ.

مذي (لسان العرب) [3]


المَذْيُ، بالتسكين: ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل، وفيه الوضوء. مَذَى الرجلُ والفَحْلُ، بالفتح، مَذْياً وأَمْذَى، بالأَلف، مثله وهو أَرَقُّ ما يكون من النطفة، والاسم المَذْيُ والمَذِيُّ، والتخفيف أَعلى. التهذيب: وهو المذا والمذي مثل العمى (* قوله« وهو المذا والمذي مثل العمى» كذا في الأصل بلا ضبط.) .
ويقال: مَذَى وأَمْذَى ومَذَّى، قال: والأَول أَفصحها.
وفي حديث علي، عليه السلام: كنتُ رجلاً مَذَّاءً فاستحيتُ أَن أَسأَل النبي،صلى الله عليه وسلم، فأَمرتُ المِقْداد فسأَله فقال فيه الوضوء؛ مَذَّاء أَي كثير المَذْي. قال ابن الأَثير: المَذْيُ، بسكون الذال مخفف الياء، البلل اللَّزِج الذي يخرج من الذكر عند مُلاعبة النساءِ ولا يجب فيه . . . أكمل المادة الغُسْل، وهو نجس يجب غَسْله وينقض الوضوء، والمَذَّاءُ فَعَّالٌ للمبالغة في كثرة المَذْي، من مَذى يَمْذي لا مِنْ أَمْذى، وهو الذي يكثر مَذْيُه. الأُمَوِيّ: هو المَذِيُّ، مشدد، وبعضٌ يُخَفَّف.
وحكى الجوهري عن الأَصمعي: المَذِيُّ والوَدِيُّ والمَنِيُّ مشددات.
وقال أَبو عبيدة: المَنِيُّ وحده مشدد، والمَذْيُ والوَدْيُ مخففان، والمَذْيُ أَرق ما يكون من النطفة. علي بن حمزة: المَذِيُّ، مشدد، اسم الماءِ، والتخفيف مصدر مَذَى.يقال: كلُّ ذَكَرٍ يَمْذي وكل أُنثى تَقْذي؛ وأَنشد ابن بري للأَخطل: تَمْذِي إِذا سَخَنَتْ في قُبْلِ أَذرُعِها، وتَدْرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ والمَذْيُ: الماءُ الذي يخرج من صُنْبُور الحوض. ابن بري: المَذِيُّ أَيضاً مَسِيل الماء من الحوض؛ قال الراجز لَمَّا رآها تَرْشُفُ المَذِيَّا، ضَجَّ العَسِيفُ واشْتَكى الْوُنِيّا والمَذِيَّةُ: أُم بعض شعراء العرب يُعَيَّرُ بها.
وأَمْذى شرابه: زاد في مِزاجه حتى رَقَّ جدّاً.
ومَذَيْتُ فرسي وأَمْذَيْته ومَذَّيْته: أَرسلته يرعى.
والمِذاء: أَن تَجْمع بين رجال ونساء وتتركهم يلاعب بعضهم بعضاً.
والمِذاء: المماذاة.
وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: الغَيْرَةُ من الإِيمان والمِذاءُ من النفاق (* قوله« والمذاء من النفاق إلخ» كذا هو في الأصل مضبوطاً بالكسر كالصحاح، وفي القاموس: والمذاء كسماء، وكذلك ضبط في التكملة مصرحاً بالفتح، وقد روي بالوجهين في الحديث.) ؛ وهو الجمع بين الرجال والنساء للزنا، سمي مِذاءً لأَنَّ بعضهم يُماذِي بعضاً مِذاءً. قال أَبو عبيد: المِذاءُ أَن يُدخِل الرجلُ الرجالَ على أَهله ثم يُخَلِّيَهم يُماذِي بعضُهم بعضاً، وهو مأْخوذ من المَذْي، يعني يجمع بين الرجال والنساء ثم يخليهم يُماذِي بعضهم بعضاً مِذاءً. ابن الأَعرابي: أَمْذَى الرجلُ وماذَى إِذا قاد على أَهله، مأْخوذ من المَذْي، وقيل: هو من أَمْذَيْت فرسي ومَذَيته إِذا أَرسلته يرعى، وأَمْذَى إِذا أَشهد. قال أَبو سعيد فيما جاءَ في الحديث: هو المَذاءُ، بفتح الميم، كأَنه من اللِّين والرخاوة، من أَمْذَيْت الشرابَ إِذا أَكثرت مِزاجَه فذهبتْ شِدَّتُه وحِدَّتُه، ويروى المِذال، باللام، وهومذكور في موضعه.
والمَذاء: الدِّياثة، والدَّيُّوث: الذي يُدَيِّث نفسَه على أَهله فلا يبالي ما يُنال منهم، يقال: داث يَدِيث إِذا فعل ذلك، يقال: إِنه لَدَيُّوثٌ بَيِّن المَذاءِ، قال: وليس من المَذْي الذي يخرج من الذكر عند الشهوة. قال أَبو منصور: كأَنه من مَذَيْت فرسي. ابن الأَنباري: الوَدْي الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نظر، يقال: وَدَى يَدِي وأَوْدَى يُودِي، والأَول أَجود.
والمَذْي: ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر. يقل: مَذَى يَمْذِي وأَمْذَى يُمْذِي، والأَول أَجود.
والماذِيُّ: العسَل الأَبيض.
والماذِيَّةُ: الخَمْرة السهلة السَّلِسة، شبهت بالعسل، ويقال: سُمِّيت ماذِيَّةً لِلِينِها. يقال: عسل ماذِيٌّ إِذا كان لَيِّناً، وسميت الخمر سُخامِيَّةً لِلينها أَيضاً.
ويقال: شعر سُخامٌ إِذا كان ليِّناً. الأَصمعي: الماذِيَّةُ السهلة اللَّيِّنة، وتسمى الخمر ماذِيَّةً لسهولتها في الحلق.
والمِذَى: المَرايا، واحدتها مَذْيَةٌ، وتجمع مَذْياً ومَذَيات ومِذًى ومِذاء؛ وقال أَبو كبير الهذلي في المَذِيَّة فجعلها على فَعِيلة: وبَياضُ وجْهكَ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه مِثْلُ المَذِيَّةِ، أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ قال في تفسير المَذِيَّة: المِرآة، ويروى: مثل الوَذِيلة.
وأَمْذَى الرجلُ إِذ تَجَرَ في المِذاء، وهي المَرائي.
والمَذِيَّةُ: المِرآةُ المَجْلُوَّة.
والماذِيَّةُ من الدروع: البيضاء.
ودِرْعٌ ماذِيَّة: سهلة ليِّنة، وقيل: بيضاء.
والماذِيُّ: السلاح كله من الحديد. قال ابن شميل وأَبو خيرة: الماذيُّ الحديد كله الدِّرْع والمِغْفَر والسلاح أَجمع، ما كان من حديد فهو ماذيٌّ؛ قال عنترة: يَمْشُونَ، والماذِيُّ فوقَ رؤوسهِمْ، يَتَوَقَّدُونَ تَوَقُّدَ النَّجْم ويقال: الماذِيُّ خالص الحديد وجَيِّدُه. قال ابن سيده: وقَضَيْنا على ما لم تظهر ياؤُه من هذا الباب بالياء لكونها لاماً مع عدم م د و، والله أَعلم.

مسا (لسان العرب) [3]


مَسَوْتُ على الناقة ومَسَوْتُ رَحِمَها أَمْسُوها مَسْواً كلاهما إِذا أَدخَلْتَ يدك في حيائها فَنَقَّيْته. الجوهري: المَسْيُ إِخْراج النُّطْفة من الرَّحِم على ما ذكرناه في مَسَط، يقال: يَمْسِيه؛ قال رؤبة:يَسطُو على أُمِّك سَطْوَ الماسِي قال ابن بري: صوابه فاسْطُ على أُمك لأَن قبله: إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك في مَسْماسِ (* قوله« في مسماس» ضبط في الأصل والصحاح هنا وفي مادة م س س بفتح الميم كما ترى، ونقله الصاغاني هناك عن الجوهري مضبوطاً بالفتح وأنشده هنا بكسر الميم.
وعبارة القاموس هناك: والمسماس، بالكسر، والمسمسة اختلاط إلخ ولم يتعرض الشارح له.) والمسْماسُ: اخْتِلاطُ الأَمْر والتِباسُه؛ قال ذو الرمة: مَسَتْهُنَّ أَيامُ . . . أكمل المادة العُبورِ، وطُولُ ما خَبَطْن الصُّوَى، بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ ابن الأَعرابي: يقال مَسَى يَمْسِي مَسْياً إِذا ساءَ خُلْقُه بعد حُسْن.
ومَسا وأَمْسى ومَسَّى كله إِذا وعَدَك بأَمر ثم أَبْطَأَ عنك.
ومَسَيْتُ الناقةَ إِذا سطوت عليها وأَخرجت ولدها.
والمَسْيُ: لغة في المَسْو إِذا مَسَطَ الناقة، يقال: مَسَيْتُها ومَسَوْتُها.
ومَسَيْتُ الناقَة والفَرس ومَسَيْتُ عليهما مَسْياً فيهما إِذا سَطَوْت عليهما، وهو إِذا أَدْخَلْت يدك في رحمها فاستخرجت ماء الفحل والولد، وفي موضع آخر: اسْتِلآماً للفحل كَراهةَ أَن تَحْمِل له؛ وقال اللحياني: هو إِذا أَدخلت يدك في رحمها فنقَّيْتَها لا أَدري أَمن نُطفة أَم من غير ذلك.
وكل اسْتِلالٍ مَسْيٌ.
والمَساء: ضد الصَّباح.
والإِمْساء: نَقِيض الإِصْباح. قال سيبويه: قالوا الصَّباح والمَساء كما قالوا البياض والسواد.
ولقيته صباحَ مَساءَ: مبني، وصَباحَ مَساءٍ: مضاف؛ حكاه سيبويه، والجمع أَمْسِية؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال اللحياني: يقولون إِذا تَطَيَّروا من الإِنسان وغيره مَساءُ الله لا مساؤك، وإن شئت نصبت.
والمُسْيُ والمِسْيُ: كالمَساء.
والمُسْيُ: من المَساء كالصُّبْح من الصَّباحِ.
والمُمْسى: كالمُصْبَح، وأَمْسَينا مُمْسًى؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: الحمدُ لله مُمْسانا ومُصْبَحَنا، بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي ومَسَّانا وهما مصدران وموضعان أَيضاً؛ قال امرؤ القيس يصف جارية: تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ، كأَنها مَنارةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ يريد صومعته حيث يُمسي فيها، والاسم المُسْيُ والصُّبْح؛ قال الأَضبط بن قريع السعدي: لكلّ هَمٍّ من الأُمُورِ سَعَهْ، والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ ويقال: أَتيته لِمُسْيِ خامسةٍ، بالضم، والكسر لغة.
وأَتَيته مُسَيّاناً، وهو تصغير مَساء، وأَتيته أُصْبوحة كل يوم وأُمْسِيَّةَ كل يوم.
وأَتيته مُسِيَّ أَمْسِ (* قوله« أتيته مسي أمس» كذا ضبط في الأصل.) أَي أَمْسِ عند المَساء. ابن سيده: أَتيتُه مَساء أَمْسِ ومُسْيَه ومِسْيَه وأَمْسِيَّتَه، وجئته مُسَيَّاناتٍ كقولك مُغَيْرِباناتٍ نادر، ولا يستعمل إِلا ظرفاً.
والمَساء: بعذ الظهر إِلى صلاة المغرب، وقال بعضهم إِلى نصف الليل.
وقول الناس كيف أَمْسَيتَ أَي كيف أَنت في وقت المَساء.
ومَسَّيْتُ فلاناً: قلت له كيف أَمْسَيْتَ.
وأَمْسَيْنا نحن: صِرْنا في وقت المَساءِ؛ وقوله: حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا إِنما أَراد حتى إِذا أَمْسَتْ وأَمْسى، فأَبدل مكان الياء حرفاً جَلْداً شبيهاً بها لتصح له القافية والوزن؛ قال ابن جني: وهذا أَحد ما يدلُّ على أَن ما يُدَّعى من أَن أَصل رَمَت وغَزَت رَمَيَت وغَزَوَتْ وأَعْطَتْ أَعْطَيَتْ واسْتَقْصَت اسْتَقْصَيَت وأَمْسَتْ أَمْسَيَتْ، أَلا ترى أَنه لما أَبدل الياء من أَمْسَيَتْ جيماً، والجيم حرف صحيح يحتمل الحركات ولا يلحقه الانقلاب الذي يلحق الياءَ والواو، صحَّحها كما يجب في الجيم، ولذلك قال أَمْسَجا فدل على أَن أَصل غَزا غَزَوَ.
وقال أَبو عمرو: لقيت من فلان التَّماسِي أَي الدَّواهي، لا يعرف واحده وأَنشد لمرداس: أُداوِرُها كيْما تَلِينَ، وإِنَّني لأَلْقى، على العِلاَّتِ منها، التَّماسِيا ويقال: مَسَيْتُ الشيءَ مَسْياً إِذا انتزعته؛ قال ذو الرمة: يَكادُ المِراحُ العَرْبُ يَمْسِي غُروضَها، وقد جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وقال ابن الأَعرابي: أَمْسى فلانٌ فلاناً إِذا أَعانَه بشيء.
وقال أَبو زيد: رَكِبَ فلان مَساء الطريق إِذا ركب وسَط الطريق.
وماسى فلان فلاناً إِذا سَخِرَ منه، وساماهُ إِذا فاخَره.
ورجل ماسٍ، على مثال ماشٍ: لا يَلْتَفِتُ إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قوله.
وقال أَبو عبيد: رجل ماسٌ على مثال مالٍ، وهو خطأٌ.
ويقال: ما أَمْساهُ، قال الأَزهري: كأَنه مقلوب كما قالوا هارٍ وهارٌ وهائرٌ، ومثله رجل شاكي السِّلاحِ وشاكٌ، قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون الماسُ في الأَصل ماسِياً، وهو مهموز في الأَصل.
ويقال: رجل ماسٌ أَي خفيفٌ، وما أَمْساه أَي ما أَخَفَّه، والله أَعلم.

ركا (لسان العرب) [3]


الرَّكْوَةُ والرِّكْوة (* قوله «الركوة إلخ» هي مثلثة الراء كما في القاموس). شِبْه تَوْرٍ من أَدمٍ، وفي الصحاح: الرِّكْوةُ التي للماء.
وفي حديث جابر: أُتِيَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، بِرَكْوةٍ فيها ماءٌ؛ قال: الرَّكْوة إناءٌ صغير من جِلْدٍ يُشْرَب فيه الماءُ، والجمع رَكَوات، بالتحريك، ورِكاءٌ.
والرَّكْوة أَيضاً: زَوْرَقٌ صغير.
والرَّكْوةُ: رقْعَة تحت العَواصِرِ، والعَواصِرُ حجارة ثلاثٌ بعضها فوق بعض.
ورَكا الأَرضَ رَكْواً: حفرها.
ورَكا رَكْواً: حَفَرَ حَوْضاً مُسْتَطيلاً.
والمَرْكُوُّ من الحِياضِ: الكبير، وقيل الصغير، وهو من الاحْتِفار. ابن الأَعرابي: رَكَوْتُ الحَوْضَ سوَّيته. أَبو عمرو: المَرْكُوُّ الحَوْض الكبير؛ قال أَبو منصور: والذي سمعته من العرب في المَرْكُوِّ أَنه الحُوَيْضُ الصغير يُسَوِّيه الرجل بيديه . . . أكمل المادة على رأْس البئر إذا أَعْوَزه إناءٌ يَسْقي فيه بَعيراً أَو بَعيريَن. يقال: ارْكُ مَركُوّاً تَسْقِي فيه بَعيرَك، وأَما الحوض الكبير فلا يسمى مَرْكُوّاً. الليث: الرَّكْوُ أَن تَحْفِرَ حَوْضاً مستطيلاً وهو المَرْكُوُّ.
وفي حديث البرَاء: فأَتَيْنا على رَكِيٍّ ذَمَّةٍ؛ الرَّكِيُّ: جِنْسٌ للرَّكِيَّة وهي البئر، والذَّمَّة القليلة الماءِ.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجه: فإذا هو في رَكِيٍّ يَتَبَرَّد. الجوهري: والمَرْكُوُّ الحَوْضُ الكبير والجُرْمُوزُ الصغير؛ قال الراجز: السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ، حتى تَرىَ مَرْكُوَّها يَثُوبُ يقول: اسْتَقَى تارَةً ذَنُوباً، وتارة نُطْفَةً حتى رجَعَ الحَوضُ مَلآنَ كما كان قَبْلَ أَن يُشْرَبَ.
والرَّكِيْة: البئرُ تُحْفَرُ، والجمع رَكِيٌّ (* قوله «والجمع ركي» كذا بضبط الأصل والتهذيب بفتح الراء، فلا تغتر بضبطها في نسخ القاموس الطبع بضمها).
ورَكايا؛ قال ابن سيده: وقضينا عليها بالواو لأَنه من رَكَوْت أَي حَفَرْت.
ورَكا الأَمْرَ رَكْواً: أَصْلَحَه؛ قال سُوَيْد: فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْك شُؤُونَهُم، وشَأْنُكَ إنْ لا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ معناه إن لا تُصْلِحْه. قال ابن الأَعرابي: رَكَوْتُ الشيءَ أَرْكُوهُ إذا شَدَدْتَه وأَصْلَحْته.
ورَكا على الرجلُ رَكْواً وأَرْكَى: أَثْنَى عليه ثَناءً قبيحاً.
ورَكَوْتُ عليها الحِمْلَ وأَرْكَيْتُه: ضاعَفْته عليه وأثْقَلْتُه به، ورَكَوْت عليه الأَمْرَ ورَكَّيْته.
ويقال: أَرْكَى عليه كذا وكذا كأَنه رَكَّهُ في عُنقهِ أَي جَعَلَه.
وأَرْكَيْت في الأَمْر: تأَخَّرْت. ابن الأَعرابي: رَكاه إذا أَخَّرَه.
وفي الحديث: يَغْفِرُ اللهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِم إلاَّ لِلْمُتَشاحِنَيْنِ فيقال ارْكُوهُما حتى يَصْطَلِحا؛ هكذا رُويَ بضم الأَلف.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: أَنه قال تُعْرَضُ أَعمالُ الناسِ في كلِّ جُمْعةٍ مَرَّتَين يومَ الاثَنيْنِ ويومَ الخَميس فيُغْفَر لكل عبدٍ مُؤْمن إلا عَبْداً كانتْ بينَه وبينَ أَخيهِ شَحْناءُ فيقال ارْكُوا هذَيْنِ حتى يَفِيئَا؛ قال الأَزهري: وهذا خَبَرٌ صحيح، قال: ومعنى قوله ارْكُوا هَذَيْنِ أَي أَخِّرُوا، قال: وفيه لغة أُخرى. روي عن الفراء أَنه قال أَرْكَيْت الدَّيْنَ أَي أَخَّرْته، وأَرْكَيْتُ عليَّ دَيْناً ورَكَوْتُه.
وفي رواية في الحديث: اتْرُكُوا هَذَيْنِ، من التَّرْكِ.
ويروى: ارْهَكُوا، بالهاءُ، أَي كَلَّفُوهُما وأَلْزِمُوهُما، من رَهَكْت الدابَّة إذا حمَلْت عليها في السَّيْر وأَجْهَدْتها. قال أَبو عمرو: يقال للغَريم اركني إلى كذا أَي أَخَّرْني. الأَصمعي: رَكَوْت عليّ الأَمرَ أَي وَرَّكْتَه.
ورَكَوْتُ على فلانٍ الذَّنْبَ أَي وَرَّكْتُه.
ورَكَوْتُ بَقِيَّةَ يَوْمي أَي أَقَمْتُ. ابن الأَعرابي: أَرْكَيْتُ لِبَني فلان جُنْداً أي هَيَّأْتُه لهم.
وأَرْكَيْتَ عليَّ ذَنْباً لم أَجْنهِ.
وقولهم في المثل: صارَتِ القوْسُ رَكْوَةً؛ يُضْرَبُ في الإدْبارِ وانْقِلابِ الأُمور.
وأَرْكَيْتُ إلى فلان: مِلْتُ إليه واعْتَزَيْت.
وأَرْكَيْت إليه: لَجَأْت.
وأَنا مُرْتَكٍ على كذا أَي مُعَوِّلٌ عليه، وما لي مُرتَكىً إلا عليكَ. عليُّ بن حمزة: رَكَوْتُ إلى فلان اعتَزَيْتُ إليه ومِلْتُ إليه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إلى أَيِّما الحَيَّيْنِ تُرْكَوا، فإنَّكُمْ ثِفالُ الرَّحَى مَنْ تَحْتَها لا يَرِيمُها فسر تُرْكَوْا تُنْسَبوا وتُعْزَوْا؛ قال ابن سيده: وعندي أَنّ الرواية إنما هي تُرْكُوا أَو تَرْكُوا أَي تَنْتَسِبوا وتَعْتَزُوا.
والرَّكاءُ: اسم موضع، وفي المُحْكم: وادٍ معروف؛ قال لبيد: فدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما دَعْدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا قال: وفي بعض النسخ الموثوق بها من كتاب الجمهرة الرِّكاءِ، بالكسر، ويروى بفتح الراء وكسرها، والفتح أَصح، وهو موضع؛ وصفَ ماءَيْن التَقَيا من السَّيْل فمَلآ سُرَّة الرِّكاء كما ملأَ ساقي الأَعاجِم قَدَح الغَرَبِ خمراً. قال ابن بري: الرَّكاء، بالفتح، وادٍ بجانِب نَجْدٍ بينَ البَدِيِّ والكُلابِ، قال: ذكره ابن وَلاَّدٍ في باب المَمْدود والمَفْتوح أَوَّلُه. غيره: ورِكاءٌ، ممدود، موضع؛ قال: إذ بالرِّكاء مَجالِسٌ فُسُحُ قال ابن سيده: وقضيت على هذه الكلمات بالواو لأَنه ليس في الكلام ر ك ي، وقد ترى سعة باب رَكَوْت. ابن الأَعرابي: رَكاهُ إذا جاوَبَ رَوْكَه، وهو صوتُ الصَّدَى من الجَبل والحَمَّام.
والرَّكِيُّ: الضَّعِيف مثلُ الرَّكِيكِ، وقيل: ياؤُه بدل من كاف الرَّكِيكِ، قال: فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب.
وهذا الأَمرُ أَرْكَى من هذا أَي أَهْوَنُ منه وأَضْعَف؛ قال القُطامي: وغيرُ حَرْبيَ أَرْكَى مِن تَجَشمِها، إجَّانَةٌ مِن مُدامٍ شَدَّ ما احْتَدَما

نشف (العباب الزاخر) [3]


الليث: النَّشْفُ: دخول الماء في الثوب والأرض وغير ذلك، يقال: نشِفَتِ الأرض الماء ونَشِفَ الماء في الأرض، كرهما سواء.
وفي حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهير النهدي رضي الله عنه-: قد نَشِفَ المُدْهُنُ.
وقد كُتِب الحديث بِتمامه في تركيب وطء.
وفي حديث طَلْقِ بن علي رضي الله عنه- أنه قال: وفَدْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- فدعا بوضوء فَتوضّأ وتمضمض ثم صبّه في أداوةٍ فقال: اكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها واتخذوه مسجداً، قلنا: البلد بعيد والماء يَنشَفُ، قال فمدّوه من الماء فإنه لا يزيدُه إلاّ طِيباً. وأرض نَشِفة بيِّنة النّشفِ بالتحريك-: إذا كانت تَنْشَف الماء. ونَشف الحوض ما فيه يَنْشُفُه مثال كتبه يكتُبه-: لغة . . . أكمل المادة في نَشِفَه مثال سَمِعه-. والحجر الذي تُدْلك به الرِّجل فيه أربع لغات: نَشْفَةٌ-كَرضْفَةٍ-ونَشَفَةٌ-كَنَجَفَةٍ-ونُشْفَةٌ-كنُطْفَةٍ؛ وهذه عن أبي عمرو ونِشْفَةٌ- ككِسرة؛ وهذه عن الأموي-.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما-: أن عمّارا رضي الله عنه- أتى النبي صلى الله عليه وسلم- فرأى به صُفْرَة فقال: اغسِلْها، قال: فذهبْت فأخذتُ نَشْفَة لنا فدَلكْت بها عنّي تلك الصُّفْرة حتى ذهبت عني.
وهي حجر أسود مُنَخْرِبٌ كأنه أُحرق بالنار، قال:
أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ      ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّـهْ

وفي حديث حُذيفة رضي الله عنه-: أتتكم الدَّهيماء ترمي أن نخرج منها كما دَخلنا فيها. أي ليس الرَّأي إلاّ ن تنجلي عنّا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخَلْنا فيها. وقال الليث: سُمِّيَت النَّشْفَةُ نَشْفَةً لانْتِشَافِها الوسَخ عن مواقعِه، وقيل: لِنَشْفِها الماء.
وجمْع النَّشْفَةِ نَشْفٌ كتمرة وتمر-، وجمْع النَّشَفَةِ نَشَفٌ كثمرة وثمر-، وجمْع النَّشْفَةِ ونُشَفٌ ونِشَافٌ كنُطْفَةٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ-، وجمْع النِّشْفةِ ونِشْفٌ ونِشَفٌ كِتبْنَةٍ وتِبْنٍ وكِسْرَةٍ وكِسَرٍ-. ويقال للناقة التي تدُر قبل نِتاجها ثم تذهب دِرَّتُها: نَشُوْف. والنَّشّافَةُ بالفتح والتشديد-: منْدِيل يُتمَسّح به.
وفي الحديث: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم- نَشّافَةٌ يَنْشَفُ بها غُسالة وجهه. أي منديل يمْسح به وضُوءه. وقال ابن فارس: النَّشَفُ في الحِياض: كالنَّزَح في الرَّكايا. والنُّشْفَةُ والنَّشَافَةُ الرُّغوة التي تعلو اللبن إذا حَلب.
وقال اللَّحياني: هما ما أخذْته بالمِغْرَفة من القدر وهو حار فتَحسَّيتَه. وقال ابن عبّاد: يقولون لا يكون الفتى نشّافاً: وهو بمنزلة النَّشّال وهو الذي يأخذ حَرْف الجَرَقة فيغْمسُه في رأس القِدْرِ ويأكله دون أصحابه. قال: وناقةٌ مِنْشافٌ: وهي أن تراها حافلاً مرة ومرة ليس في ضرعِها لبن. قال: ونَشف المال: ذهب وهَلك. قال: وأنشَفَتِ الناقة: إذا ولدت ذكراً بعد أنثى. وقال غيره: يقول الصبي: أنْشِفْني: أي أعطني النُّشافة أشربْها. ويقال: نَشَّفْتُ الماء تَنْشيفا: أي أخذته بِخرْقة أو ثوب.
ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه- أنه قال: انكسر حبّ لنا فقُمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها نُنَشِّف بها الماء تخوُّفا أن يقطُر على رسول الله صلى الله عليه وسلم-.
ويقال: أمْسَت إبلُكم تُنَشِّف وتُرَغِّي: أي لها نُشَافةٌ ورٌغْوَة. وتَنَشُّفَ الثوب العَرق: مثلُ نَشِفَه. وقال ابن السكِّيت: انتَشَفْتُ النُّشافة: إذا شربْتها. وقال اللحياني : انْتُشِفَ لونه وانْتُسِفَ على ما لم يُسمَّ فاعلُه-: أي تغير. والتركيب يدل على وُلوج ندى في شيء يأخذه.د

خرق (لسان العرب) [3]


الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره. التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في الأَصل مصدر.
والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه.
وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه.
ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق السِّرْبال.
وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس . . . أكمل المادة والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله: إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ، بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها، فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.
وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة.
وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل: ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ، يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن بري: والذي في شعره: كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور: بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ وأَنشد أَيضاً لزهير: مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها المواضعَ.
والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً.
والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ، وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة.
والخَرْقُ: البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.
وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.
والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم: اتَّسع.
والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ.
ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي: فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى، وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ: خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه، مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.
والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً صَحِبَه رجل كريم: أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر عند سيبويه.
والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.
وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ.
وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.
والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض عَرْضاً على غير طريق.
واختِراقُ الرِّياح: مُرورها.
ومنْخَرَقُ الرياح: مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض.
وريح خَرقاء: شديدة.
واخترَقَ الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته.
واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة: يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها.
وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً.
وفي التنزيل إنك لن تَخرِق الأَرض.
والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ البعيدة؛ ومنه قول عديّ: كالنَّابِئِ المِخْراقِ والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب.
وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه، وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.
ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً، وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.
والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه أَخْرَقُ.
وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله.
وبعير أَخْرَقُ: يقع مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة.
وناقة خَرْقاء: لا تَتَعَهَّد مواضع قوائمها.
وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛ وقال ذو الرمة: بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق، فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً.
وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق.
وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة يكتسِب بها.
وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق.
ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.
والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس.
والخُرْق: الحُمق؛ خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان، فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة أَحرف (* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء.
وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، وكذلك أَخواته.
والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء.
وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته.
وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش.
وخَرِق الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً: وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه، كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ توائمُه في جانِبَيه كأنها شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد، وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق.
وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.
وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض.
وقال الليث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ.
والخَرَقِ مصدر الأَخْدق، وهو الرفيق.
وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد خَرِق: لازِقٌ بالأرض.
ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم: كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال: أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً، كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب وهو عربي صحيح.
وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.
وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم.
والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله: وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف: عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً: أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع.
والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛ قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال: والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.
وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون ويتصرَّفون في وجُوه الخير.
والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى.
وخَرَق في البيت خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح.
والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛ قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ، خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ وجمعها خِرَق.
والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل: الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.
والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي: غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو، وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان.
وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله: لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها، جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن.
والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.
والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء لأَبي محمد الفَقْعَسِي: تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها، في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها (* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح الميم).
وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر يمدح قوماً: لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ، تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً، وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ، يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.
والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد: خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً، لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك. خربق: الخَرْبَقُ (* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر.
وقوله «ولا يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على آكله ولا يقتله.
وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ.
وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب وجَبَذَ.
وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته.
وخَرْبَق عَمَله: أَفسده.
وجدَّ في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ.
ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط.
وخَرْبَق النبتُ: اتصل بعضه ببعض.
والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.
والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ.
وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا كُلِّم.
ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد: صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.
واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع.
واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.
والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.
والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

العَسَلُ (القاموس المحيط) [2]


العَسَلُ، محرَّكةً: حَبابُ الماءِ إذا جَرَى، ولُعابُ النَّحْل، أو طَلٌّ خَفِيٌّ يَقَعُ على الزَّهْرِ وغيرِه، فَيَلْقُطُه النَّحْلُ.
وهو بُخارٌ يَصْعَدُ فَيَنْضَجُ في الجَوِّ، فَيَسْتَحيلُ فَيَغْلُظُ في الليل، فَيَقَعُ عَسَلاً، وقد يَقَعُ العَسَلُ ظاهراً فَيَلْقُطُه الناسُ، وأفْرَدْتُ لمَنافِعِه وأسمائِهِ كتاباً، ويُؤَنَّث
ج: أعْسالٌ وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسولٌ وعُسْلانٌ.
والعَسَّالُ، والعاسِلُ: مُشْتارُهُ من مَوْضِعِه.
والعَسَّالَةُ، كجَبّانةٍ: شُورَةُ النَّحْلِ، والنَّحْلُ نَفْسُها.
وعَسَلَ الطعامَ يَعْسِلُه ويَعْسُلُه وعَسَّلَهُ: خَلَطَهُ به.
واسْتَعْسَلوا: اسْتَوْهبوه.
فَعَسَلْتُهُم وعَسَّلْتُهم: زَوَّدْتُهم إياهُ.
والعَسَلُ أيضاً: صَقْرُ الرُّطَبِ، وصَمْغُ العُرْفُطِ.
وعَسَلِيُّ اليَهودِ: عَلامَتُهم.
وعَسَلُ اللُّبْنى: طِيبٌ يَنْضَحُ من شجرةٍ، ويُتَبَخَّرُ به.
والعامَّةُ تَقولُ: حَصَى لُبانٍ.
. . . أكمل المادة وعَسَلُ الرِّمْثِ: أبْيَضُ كالجُمان.
وبَنو عَسَلٍ: قَبيلَةٌ.
وعَسَلُ بنُ ذَكْوانَ: م
وعَسَلَ فُلاناً: طَيِّبَ الثَّناءَ عليه.
و~ المَرْأةَ يَعْسِلُها: نَكَحها،
و~ من طعامِه عَسَلاً، بالتحريك: ذاقَهُ، كحَلَبَ حَلَباً،
و~ الله فلاناً: حَبَّبَهُ إلى الناسِ.
و~ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسولاً وعَسَلاناً: اشْتَدَّ اهْتِزازهُ، فهو عاسلٌ وعَسَّالٌ وعَسولٌ.
و~ الذئبُ أو الفرسُ يَعْسِلُ عَسَلاً وعَسَلاناً: اضْطَرَبَ في عَدْوِه، وهَزَّ رأسَه،
و~ الماءُ عَسَلاً وعَسَلاناً: حَرَّكَتْهُ الريحُ فاضْطَرَبَ،
و~ الدليلُ بالمفازةِ: أسْرَعَ.
والعَسْلُ: الناقةُ السريعةُ،
كالعَنْسَلِ،
وع.
وبالكسر: قَبيلٌ من الجِنِّ.
وبنُو عِسْلٍ: قبيلةٌ من بني عَمْرِو بنِ يَرْبُوع، ويَزْعُمونَ أن أُمَّهُمُ السِّعْلاةُ.
والمَعْسَلَةُ، كمَرْحَلَةٍ: الخَلِيَّةُ.
وما أعْرِفُ له مَضْرَبَ عَسَلَةٍ، أي: أعْراقَهُ.
وكأميرٍ: الرجُلُ الشديدُ الضَّرْب، السريعُ رَجْعِ اليَدِ.
وكمكْنَسَةٍ: العَطَّارُ، أو الريشةُ يُقْلَعُ بها الغالِيَةُ، وقَضيبُ الفيلِ، والبعيرِ،
ج: ككُتبٍ.
وهو عِسْلُ مالٍ، بالكسر: إزاؤُه.
وقَصْرُ عِسْلٍ: بالبَصْرَةِ قُرْبَ خُطَّةِ بني ضَبَّةَ، نُسِبَ إلى عِسْلٍ أبي صَبيغٍ.
وذو عِسْلٍ: ع وابنُ عَسَلَةَ، محرَّكةً: شاعرٌ.
وأبو عِسْلَةَ، بالكسر: الذئبُ.
والعُسَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ماءٌ شَرْقيَّ سَميراءَ، والنُّطْفَةُ، أو ماءُ الرجُلِ، أو حَلاوةُ الجماعِ، تَشْبيهٌ بالعَسَلِ لِلَذَّتِهِ.
والعُسُلُ، بضمتينِ: الرجالُ الصالحونَ،
الواحدُ: عاسِلٌ وعَسولٌ.
وصَفْوانُ بنُ عسَّالٍ، كشَدَّادٍ: صحابيٌ.
وعَسْلاً، أي: تَعْساً.
وفي الحديثِ: "كذَبَ عليكَ العَسَلَ" بنصبِ العَسَل ورفعِهِ، أي: عليكَ بسُرْعَةِ المَشْيِ، وشَرْحُه في ك ذ ب.
والعاسِلُ: الذئبُ
ج: كرُكَّعٍ وفَوارِسَ، وذو العَمَلِ الصالِحِ يُسْتَحْلَى الثناءُ عليه به كالعَسَلِ.
وكفرِحةٍ: ة باليمنِ من عَمَلِ البَعْدانيَّةِ.
وهو على أعْسالٍ من أبيهِ: على آسانٍ.

مطط (لسان العرب) [2]


مَطَّ بالدلو مَطّاً: جذب؛ عن اللحياني.
ومَطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً: مدّه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، وذِكْر الطَّلاء: فأَدخل فيه إِصبعه ثم رفعها فتَبِعَها يَتَمَطَّطُ أَي يتمدّد، أَراد أَنه كان ثخيناً.
وفي حديث سعد: ولا تَمُطُّوا بآمين أَي لا تَمُدُّوا.
ومَطَّ أَنامله: مدّها كأَنه يخاطب بها.
ومَطَّ حاجبه مطّاً: مده في تكلمه.
ومطَّ حاجبيه أَي مدّهما وتكبَّر.
والمَطُّ: سعة الخَطْوِ، وقد مَطَّ يَمُطُّ ومَطَّ خَطَّه وخَطْوه: مدّه ووسّعه.
ومَطَّ الطائرُ جناحيه: مَدّهما.
وتكلم فمطّ حاجبيه أَي مدّهما.
والمَطْمَطةُ: مدّ الكلام وتطويله.
ومَطَّ شِدقَه: مدّ في كلامه، وهو المطَطُ. التهذيب: ومَطْمَطَ إِذا تَوانَى في خَطِّه وكلامه.
والمَطِيطةُ: الماء الكَدِرُ الخاثر يَبقى في الحَوْضِ، فهو يَتَمَطَّطُ أَي يتَلزَّج ويمْتَدُّ، وقيل: هي . . . أكمل المادة الرَّدْغةُ، وجمعه مطائط؛ قال حميد الأَرقط: خبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائطِ وقال الأَصمعي: المَطِيطة الماء فيه الطين يتمطَّطُ أَي يتلَزّج ويمتدّ.
وفي حديث أَبي ذر: إِنا نأْكل الخَطائط ونَرِد المَطائط؛ هي الماء المختلط بالطين، واحدته مَطيطة، وقيل: هي البقيّة من الماء الكَدِر يبقى في أَسفل الحوض.
وصَلاً مُطاطٌ ومِطاطٌ ومُطائطٌ: مُمتدّ؛ وأَنشد ثعلب: أَعْدَدْتُ لِلحَوْضِ، إِذا ما نَضَبا،، بَكْرَةَ شِيزَى ومُطاطاً سَلْهَبا يجوز أَن يُعنى بها صَلا البعير وأَن يعنى بها البعير.
والمَطائطُ: مواضعُ حَفْرِ قَوائمِ الدّوابِّ في الأَرض تجتمع فيها الرِّداغُ؛ وأَنشد:فلم يَبْقَ إِلاَّ نُطفةٌ من مَطِيطةٍ، مِن الأَرض، فاسْتَصْفَيْنَها بالجَحافِل ابن الأَعرابي: المُططُ الطّوالُ من جميع الحيوان.
وتَمطَّطَ أَي تمدَّد.
والتمطِّي: التَّمدُّد وهو من محوّل التضعيف، وأَصله التمطط، وقيل: هو من المُطَواء، فإِن كان ذلك فليس هذا بابَه.
والمُطَيطى، مقصور؛ عن كراع، والمُطَيْطاء، كل ذلك: مِشْيةُ التبختر.
وفي التنزيل العزيز: ثم ذهب إِلى أَهله يتَمَطَّى؛ هو التبختر، قال الفرَّاء: أَي يتبختر لأَن الظهر هو المَطا فيلْوي ظهره تبَخْتُراً، قال: ونزلت في أَبي جهل.
وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِذا مشت أُمتي المُطَيْطاء وخدمَتْهم فارِسُ والرُّومُ كان بأْسُهم بينهم. قال الأَصمعي وغيره: المُطيطى، بالمَدِّ والقصر، التبختر ومدُّ اليدين في المشي.
وقال أَبو عبيد: من ذهب بالتمطِّي إِلى المَطِيطِ فإِنه يذهب به مذهب تَظَنَّيْت من الظَّنِّ وتَقَضَّيْت من التقَضُّض، وكذلك التَّمَطِّي يريد التمطط. قال أَبو منصور: والمَطُّ والمطْوُ والمدُّ واحد. الصحاح: المُطَيْطاء، بضم الميم ممدود، التبختر ومدّ اليدين في المشي.
ويقال: مَطَوْت ومَطَطْت بمعنى مدَدْت وهي من المُصَغّرات التي لم يستعمل لها مُكَبّر.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَنه مرَّ على بلال وقد مُطِي به في الشمس يُعذَّب أَي مُدَّ وبُطِح في الشمس.
وفي حديث خُزَيمةَ: وتَرَكَتِ المَطِيّ هاراً؛ المَطِيُّ جمع مَطِيّة وهي الناقة التي يُركب مَطاها أَي ظهرها، ويقال يُمطى بها في السير أَي يُمدُّ، واللّه أَعلم.

ج - ر - س (جمهرة اللغة) [2]


والرِّجْس: العذاب، زعموا. وقد قيل في القنوت: " رِجْسَك وعذابَك " ، مثل الرِّجْز سواء. وقالوا: رجل رِجْسٌ نِجْسٌ، ورَجِسٌ نَجِسٌ، وأحسبهم أجازوا: رَجَسٌ نَجَسٌ. وفي التنزيل: " إنّما المُشركون نَجَسٌ " . ويقول الرجل: أنا في مرجوسة من أمري، أي في أمر مختلِط. وربما قيل: ما به من الرَّجاسة والنَّجاسة. وسمعتُ رَجْسَة الرَّعدِ، أي صوته. ورعد مرتجِس ومرتَجِز ورجّاس، إذا سمعت له صوتاً. ويسمَّى البحر رجّاساً لصوت موجه. والسَّجْر من قولهم: سَجَرْتُ التنّور وغيرَه، إذا ملأته حطباً وناراً. وكل شيء ملأته من شيء فقد سَجَرْتَه به وفي التنزيل: " والبَحْرِ المَسجورِ " ، المملوء، واللهّ أعلم، وزعم قومٌ أنه الفارغ. . . . أكمل المادة قال الشاعر: إذا شاء طالَعَ مسجورةً ... تَرى حولَها النَّبْعَ والسّاسَما قال أبو بكر: ساسَم ضربٌ من الشجر بالفتح، ولا يجوز ساسِم، بالكسر، يريد عيناً في قُلَّةِ جبل مملوءة ماءً حولها النَّبع والساسَم، وهو خشب أسود. ويزعم قوم أنه الآبَنُوس، والنَّبع والسّاسَم ضربان من الشجر لا يكّونان إلا في الجبل، والآبَنوس لا ينبتّ في بلاد العرب ولكنه خشب يشِّبه به. وقال آخر: فرَمَى بها عُرْضَ السَّرِيِّ وصدَّعا ... مسجورةَ متجاوِراً قُلامُها فهذا يعني عيناً في سفح أو فضاء حولها قلاّم، وهو ضرب من الحَمْض. والسَّجير: الخليل المُصافي. قال الشاعر: سُجَراءَ نفسي غيرَ جَمْع أشابةٍ ... حُشُدٍ ولا هُلكِ المَفارش عُزّلِ وأما قوله تعالى: " وإذا البِحارُ سُجِّرَتْ " ، أي خَلَتْ من الماء، وزعموا أنه من الأضداد، ولا أُحب أن أَتكلّم فيه. وسَجَرَتِ الناقةُ تسجُر سَجْراً، إذا مدَّت حنينَها. والسَّجْر أيضاً: ضرب من سير الإبل بين الخَبَب والهَمْلَجَة. والسُّجرَة: حُمرة تعلوها غُبرة. يقال: غَدير أسجَرُ ونُطفة سَجْراءُ، إذا امتلأ لليلته أو يومه، فإذا صفا فهو أخضر وأزرق. وعين سَجْراءُ، إذا عَلَت بياضَها حُمرة. والسُّجْرَة أغلظ من الشُّكْلَة، فأما الشُّكْلَة فحُمرة يسيرة في بياض العين. وكانت في عينه صلّى الله عليه وسلَّم شُكْلَة، والشُّكلة تُستحسن. ويقال للأسد أَسْجَرُ إما لحُمرة عينه وإما للونه. والسَّرج: معروف. والسِّراج: معروف. وأنف مسرَّج: دقيق. قال الأصمعي: ما كنتُ أعرف المسرَّج ولم أسمعه إلاّ في بيتّ للعجّاج: ومُقْلَةً وحاجباً مزجَّجا وفاحِما ومَرْسِناً مسرَّجا فسألت أعرابياً عنها فقال: أتعرف السُّرَيجيّات. يعني السيوف، فقلت: نعم، فقال: ذاك. أراد: يعني أن الأنف دقيق كالسَّيف السُّريجي. وهو منسوب إلى قَيْنٍ يسمَّى سُرَيْجاً. وقال آخرون: مُسَرَّجاً، أراد منيراً كلون السِّراج.

فظظ (لسان العرب) [1]


الفظُّ: الخَشِنُ الكلام، وقيل: الفظ الغليظ؛ قال الشاعر رؤبة: لما رأَينا منهمُ مُغتاظا، تَعْرِف منه اللُّؤْمَ والفِظاظا والفَظَظُ: خشونة في الكلام.
ورجل فَظٌّ: ذو فَظاظةٍ جافٍ غليظٌ، في مَنطقِه غِلَظٌ وخشونةٌ.
وإِنه لَفَظٌّ بَظٌّ: إِتباع؛ حكاه ثعلب ولم يشرح بَظّاً؛ قال ابن سيده: فوجهناه على الإِتباع، والجمع أَفظاظ؛ قال الراجز أَنشده ابن جني: حتى تَرى الجَوَّاظَ من فِظاظِها مُذْلَوْلِياً، بعد شَذا أَفظاظِها وقد فَظِظْتَ، بالكسر، تَفَظُّ فَظاظةً وفَظَظاً، والأَول أَكثر لثقل التضعيف، والاسم الفَظاظةُ والفِظاظ؛ قال: حتى ترى الجَوّاظ من فِظاظِها ويقال: رجل فَظٌّ بَيِّنُ الفَظاظةِ والفِظاظِ والفَظَظِ؛ قال رؤبة: تَعْرِفُ منه اللُّؤْمَ والفِظاظا وأَفْظَظْت الرجلَ وغيرَه: ردَدته عما يريد.
وإِذا . . . أكمل المادة أَدْخَلْتَ الخيطَ في الخَرْتِ، فقد أَفْظَظْتَه؛ عن أَبي عمرو.
والفَظُّ: ماء الكرش يُعتصر فيُشرب منه عند عَوَزِ الماء في الفلوات، وبه شبه الرجل الفظ الغليظ لغِلَظِه.
وقال الشافعي: إِن افتظَّ رجل كرش بعير نحره فاعتصر ماءه وصَفَّاه لم يجز أَن يتطهر به، وقيل: الفَظُّ الماءُ يخرج من الكرش لغلظ مَشْرَبِه، والجمع فُظوظ؛ قال: كأَنهُمُ، إِذْ يَعْصِرون فُظوظَها، بدَجْلةَ، أَو ماءُ الخُرَيبةِ مَوْرِدُ أَراد أَو ماء الخُرَيْبةِ مَوْرِدٌ لهم؛ يقول: يستبيلون خيلَهم ليشربوا أَبوالها من العطش، فإِذاً الفُظوظُ هي تلك الأَبوال بعينها.
وفظَّه وافْتَظَّه: شقَّ عنه الكرش أَو عصره منها، وذلك في المفاوز عند الحاجة إِلى الماء؛ قال الراجز: بَجَّك كِرْشَ النابِ لافتظاظها الصحاح: الفَظُّ ماء الكرش؛ قال حسان بن نُشْبة: فكونوا كأَنْفِ اللَّيثِ، لا شَمَّ مَرْغَماً، ولا نال فَظَّ الصيدِ حتى يُعَفِّرا يقول: لا يَشُمُّ ذِلَّةً فتُرْغِمَه ولا يَنال من صيده لحماً حتى يصرعه ويُعَفِّره لأَنه ليس بذي اختلاس كغيره من السباع.
ومنه قولهم: افتظَّ الرجلُ، وهو أَن يسقي بَعيرَه ثم يَشُدَّ فمه لئلا يجتَرَّ، فإِذا أَصابه عطش شق بطنه فقطر فَرْثَه فشربه.
والفَظِيظُ: ماء المرأَة أَو الفحل زعموا، وليس بثَبَتٍ؛ وأَما كراع فقال: الفظيظ ماء الفحل في رحم الناقة، وفي المحكم: ماء الفحل؛ قال الشاعر يصف القطا وأَنهن يحملن الماء لفراخهن في حواصلهن: حَمَلْنَ لها مِياهاً في الأَداوَى، كما يَحْمِلْنَ في البَيْظ الفَظِيظا والبَيْظُ: الرحم.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنتَ أَفَظُّ وأَغلظ من رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ رجل فظٌّ أَي سيِّء الخُلق.
وفلان أَفظٌّ من فلان أَي أَصعب خلُقاً وأَشرس.
والمراد ههنا شدة الخُلُقِ وخشونةُ الجانب، ولم يُرَدْ بهما المفاضلةُ في الفَظاظةِ والغِلْظةِ بينهما، ويجوز أَن يكون للمفاضلة ولكن فيما يجب من الإِنكار والغلظة على أَهل الباطل، فإِن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، كان رؤوفاً رحيماً، كما وصفه اللّه تعالى، رَفيقاً بأُمته في التبليغ غيرَ فَظٍّ ولا غليظٍ؛ ومنه أَن صفته في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت لمروان: إِن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، لعن أَباك وأَنت فُظاظةٌ من لعنةِ اللّه، بظاءين، من الفَظِيظ وهو ماء الكرش؛ قال ابن الأَثير: وأَنكره الخطابي.
وقال الزمخشري: أَفْظَظْتُ الكرشَ اعتصرتُ ماءها، كأَنه عُصارةٌ من اللعنة أَو فُعالة من الفَظيظِ ماء الفحل أَي نُطفةٌ من اللعنة، وقد روي فضض من لعنة اللّه، بالضاد، وقد تقدم.

سوع (لسان العرب) [1]


الساعة: جزء من أَجزاء الليل والنهار، والجمع ساعاتٌ وساعٌ؛ قال القطامي: وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح، فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري: المشهور في صدر هذا البيت: وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة.
والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة، وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة، وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة.
والساعةُ: الوقت الحاضر.
وقوله تعالى: ويوم تقوم الساعة يُقْسِمُ المجرمون؛ يعني بالساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة فلذلك تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هي، فإِن سميت القيامة ساعة فعَلى هذا، والساعة: القيامة.
وقال الزجاج: الساعة اسم للوقت الذي تَصْعَقُ فيه العِبادُ . . . أكمل المادة والوقتِ الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة، سميت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأُولى التي ذكرها الله عز وجل فقال: إِن كانت إِلا صيحة واحدة فإِذا هم خادمون.
وفي الحديث ذكر الساعة (* قوله «ذكر الساعة» هي يوم القيامة.)، وشرحت أَنها الساعة، وتكرر ذكرها في القرآن والحديث.
والساعة في الأَصل تطلق بمعنيين: أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة، والثاني أَن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أَو الليل. يقال: جلست عندك ساعة من النهار أَي وقتاً قليلاً منه ثم استعير لاسم يوم القيامة. قال الزجاج: معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة، يريد أَنها ساعة خفيفة يحدث فيها أَمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة.
وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كما يقال لَيْلةٌ لَيْلاءُ.
وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً: استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها.
وعامَلَه مُساوَعة أَي بالساعة او بالساعات كما يقال عامله مُياوَمةً من اليَوْمِ لا يستعمل منهما إِلا هذا.
والسّاعُ والسّاعةُ: المَشَقَّةُ.
والساعة: البُعْدُ؛ وقال رجل لأَعرابية: أَين مَنْزِلُكِ؟ فقالت: أَمَّا على كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ، وأَمَّا على ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: السُّواعِيُّ مأْخوذ من السُّواعِ وهو المذْيُ وهو السُّوَعاءُ، قال: ويقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه.
وقال أَبو عبيدة لرؤبة: ما الوَدْيُ؟ فقال: يسمى عندنا السُّوَعاءَ.
وحكي عن شمر: السُّوَعاءُ ممدود المذْي الذي يخرج قبل النطفة، وقد أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فعل ذلك.
والسُّوَعاءُ، بالمد والقصر: المَذْي، وقيل: الوَدْيُ، وقيل القَيْءُ.
وفي الحديث: في السُّوَعاءِ الوُضوءُ؛ فسره بالمذي وقال: هو بضم: السين وفتح الواو والمدّ.وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً: ذهبت في المَرْعَى وانهملت، وأَسَعْتُها أَنا.
وناقة مِسْياعٌ: ذاهبة في المرعى، قلبوا الواو ياء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتى كأَنهم توهَّموها على السين.
وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هي تَسُوعُ سَوْعاً، وساعً الشيءُ سَوْعاً: ضاعَ، وهو ضائِعٌ سائِعٌ، وأَساعَه أَضاعَه؛ ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال، وأَنشد ابن بري للشاعر: وَيْلُ مّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ، قَلِيلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ أُم أَجياد: اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن.
وشاةً منصوب على التمييز، وقال ابن الأَعرابي: الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ.
وسُواعٌ: اسم صَنَم كان لهَمْدان، وقيل: كان لقوم نوح، عليه السلام، ثم صار لهُذَيْل وكان بِرُهاط يَحُجُّون إِليه؛ قال الأَزهري: سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح، عليه السلام، فَغَرَّقَه الله أَيام الطُّوفان ودفنه، فاستثاره إِبليس لأَهل الجاهلية فعبدوه.
ويَسُوعُ: اسم من أَسماء الجاهلية.

صدف (العباب الزاخر) [1]


صَدَفُ الدرة: غشاؤها: الواحدة: صَدَفَةٌ، قالت أُم حكيم بنت قارظ بن خالد الكنانية لما قتل بُسْرُ بن أرطاة -رضي الله عنه!-أبنيها:
ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هـمـا      كالدرتين تَشَظّى عنهما الصَّدَفُ

ويجمع الصَّدَفُ أصْدَفاً. وصَدَفَةُ الأذن: محارتها. وقال الأصمعي: الصَّدَفُ: كل شيء مرتفع مثل الهدف، ومنه الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا مر بهدفٍ مائل أو صَدَفٍ مائل أسرع المشي.
ومنه حديث مطرفٍ: من نام تحت صَدَفٍ مائل وهو ينوي التوكل فليرم نفسه من طَمَار وهو ينوي التوكل. والصَّدَفُ: موضع الوابلة من الكتف. ونوح بن عبد الله بن سيف البخاري: من أصحاب الحديث، ولقب أبيه عبد الله: صَدَفٌ. وصَدَفُ: قرية على خمسة . . . أكمل المادة فراسخ من القيروان. والصَّدَفُ: لحم ينبت في الشَّجَّةِ عند الجمجمة تشبه الغضاريف. والصَّدَفُ -أيضاً-: مصر الفرس الأصْدَفِ إذا كان متداني الفخذين متباعد الحافرين في التواء من الرسغين.
وقال الأصمعي: الصَّدَفُ أن يميل خُفُّ البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الوحشي، قال: فإن مال إلى الإنسي فهو أقفد. والصَّدَفُ -أيضاً- والصُّدُف -بضمتين- والصُّدَفُ -مثال نُغَرٍ- والصَّدُفُ -مثال عَضُدٍ-: منقطع الجبل المرتفع.
وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالأُوْلى قوله تعالى: (حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْنِ)، وقرأ ابن كَثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وسهل بالثانية، وقرأ قتادة والأعمش والخليل بالثالثة، وقرأ يعقوب بن الماجشون بالرابعة. والصُّدَفُ -مثال صُرَدٍ-: ضرب من السباع، وقيل: طائر. وصَدَفَ عني: أي أعرض، قال الله تعالى: (وصَدَفَ عنها، سنجزي الذين يَصْدِفُوْنَ).
ويقال: امرأة صَدُوْفٌ للتي تعرض وجهها عليك ثم تَصْدِفُ. وصَدُوْفُ أيضاً: من أعلام النساء، قال رؤبة:
وقد ترى يوماً بـهـا صَـدُوْفُ      كالشمس لاقى ضوءها النَّصِيْفُ

وقال ابن عباد: الصَّدُوْفُ: الأبْخَرُ. وصادِفٌ: فرس الجشمي، قال أبو جرول الجشمي:
يكلفني زيد ابـن فـارس صـادِفٍ      وزيد كنصل السيف عاري الأشاجع

وصادِفٌ -أيضاً-: فرس عبد الله بن الحجاج الثعلبي. والصَّوَادِفُ: الإبل التي تأتي الإبل على الحوض فتقف عند إعجازها تنتظر انصراف الشّاربة لتدخل هي، قال:
لا ريَّ حتى تنهل الـرَّوادِفُ      النّاظرات العقب الصَّوَادِفُ

وصَدَفْتُه عن الشيء صَدْفاُ: صَرَفْتُه؛ فَصَدَفَ؛ لازم ومتعد، إلا أن مصدر اللازم الصَّدْفُ والصُّدُوفُ؛ ومصدر المتعدي الصَّدْفُ لا غير. وقال ابن دريد: الصَّدِفُ بكسر الدّال- بطن من كندة يُنْسَبُون اليوم إلى حضرموت، فإذا نَسَبْتَ إليهم قلت صَدَفيٌّ؛ كراهة الكسرة قبل ياء النسب، وأنشد:
يوم لهمدان ويوم لـلـصَّـدِفْ      ولتميم مثلها أو تـعـتـرف


قال: تَنْعَقِفُ وتَنْدَلِقُ: واحد أي تخرج، والنطف: الذي قد غُدَّ في بطنه.  وقال غيره: صَدِفُ بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بمن سَبَأ. ينسب إلى صَدِفٍ كهذا جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- وغيرهم. وأصْدَفَني عنه كذا: أي أمالني؛ مثل صَدَفَني. وصادَفَ فلاناً: وجده ولقيه. وتَصَدَّفَ: عدل، قال العجاج يصف ثوراً:
فانصاع مذعوراً وما تَصَدَّفا      كالبرق يجتاز أميلا أعْرَفا

والتركيب يدل على ميلٍ عن الشيء؛ وعلى عرض من الأعراض.

زرق (لسان العرب) [1]


التهذيب: الزُّرْقةُ في العين، تقول: زَرِقَتْ عينه، بالكسر، تَزْرَقُ زَرَقاً. ابن سيده: الزُّرْقة البياض حيثما كان، والزُّرْقة: خضرة في سواد العين، وقيل: هو أَن يتغشَّى سوادَها بياضٌ، زَرِقَ زَرَقاً فهو أَزْرَقُ وأَزْرَقِيٌّ؛ قال الأَعشى: تتبَّعَه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ وقد زَرِقَت عينُه، بالكسر؛ قال الشاعر: لقد زَرِقَتْ عَيْناكَ يا ابن مُكَعْبَرٍ، كما كلُّ ضَبِّيٍّ من اللُّؤْمِ أَزْرَقُ وازْرَقَّت عينُه ازْرِقاقاً وازْراقَّت عينه ازْرِيقاقاً، وهو أَزْرَقُ العين.
ونَصْلٌ أَزْرَقُ بيِّنُ الزَّرَق: شديد الصَّفاء؛ قال رؤبة: حتى إِذا تَوَقَّدت من الزَّرَقْ حَجْرِيّةٌ كالجَمْر من سَنِّ الذَّلَقْ وتسمى الأَسِنَّةُ زُرْقاً للونها. أَبو عبيدة: الزَّرَقُ تَحْجيل يكون دُون الأَشاعِر، وقيل: الزَّرَقُ بياض لا يُطِيفُ بالعَظْم . . . أكمل المادة كلّه ولكنه وضَحٌ في بعضه. أَبو عمرو: الزَّرْقاءُ الخَمْرُ.
وماءٌ أَزْرَقُ: صافٍ؛ رواه ابن الأَعرابي. زَرْقاء.
والزُّرْقُم: الأَزْرَقُ الشديد الزَّرَق، والمرأَة زُرقُم أَيضاً، والذكر والأُنثى في ذلك سواء؛ قال الراجز: ليسَتْ بِكَحْلاءَ، ولكن زُرْقُمُ، ولا بِرَسْحاءَ، ولكن سُتْهُمُ وقال اللحياني: رجل أزْرَقُ ورُزْقُم وامرأَة زَرْقاء بيِّنة الزَّرَقِ وزُرْقُمَةٌ.
والأَزارِقهُ من الحَرُوريّة: صِنْف من الخوارج، واحدهم أَزْرَقِيّ، ينسبون إِلى نافع بن الأَزْرَق وهو من الدُّول بن حنيفة.
وقوله تعالى: ونَحْشُر المُجْرِمين يومئذٍ زُرْقاً؛ فسره ثعلب فقال: معناه عِطاش؛ قال ابن سيده: وعندي أَن هذا ليس على القصد الأَول، إِنما معناه ازْرَقَّت أَعينُهم من شدة العطش، وقيل: عُمْياً يخرجون من قبورهم بُصَراء كما خُلِقوا أَوَّلَ مرة ويَعْمَوْن في المحشر، وإِنما قيل زُرْقاً لأَن السواد يَزْرَقُّ إِذا ذهبت نواظِرُهم، ويقال: زُرْقاً طامِعينَ فيما لا ينالونه، وقال غيره: الزُّرْقُ المِياهُ الصافية؛ ومنه قول زهير: فلمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه، وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المُتَخَيِّم والماء يكون أَزْرَقَ ويكون أَسْجَرَ ويكون أَخضرَ ويكون أَبيضَ.
والزُّرْقُ: أَكْثِبَةٌ بالدَّهْناء؛ قال ذو الرمة: وقَرَّبْن بالزُّرْقِ الحَمائِلَ، بعدما تَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْراكِها الخَطْرُ والزُّرَيْقاءُ: ثَرِيدةٌ تُدَسَّمُ بلبن وزَيْت.
والمِزْراقُ من الرِّماح: رُمْحٌ قصير وهو أَخف من العَنَزَة.
وقد زَرَقَه بالمِزْراقِ زَرْقاً إِذا طعنَه أَو رماه به.
والبازِي يكون أَزرق وهي الزُّرْقُ؛ وقال ذو الرمة: من الزُّرْق أَو صُقْع كأَن رُؤُوسها وزَرَقَه بعينه وببصره زَرْقاً: أَحَدَّهُ نحوَه ورماه به.
وزَرَقَتْ عينُه نَحْوِي إِذا انْقَلَبَت وظهرَ بياضُها.
وزَرَقَت الناقةُ الرَّحْلَ أَي أَخَّرته إِلى وراء فانْزَرَق؛ قال الراجز: يزعم زيدٌ أَنَّ رَحْلي مُنْزَرقْ، يَكْفِيكَه الله، وحَبْلٌ في العُنُقْ يعني اللبَبَ.
والمُنْزَرِقُ: المُسْتَلْقِي وراءه.
وانْزَرَقَ الرجُل انْزِراقاً إِذا استلقى على ظهره. قال أَبو منصور: وسمعت بعض العرب يقول للبعير الذي يؤخر حمله إلى مؤخَّره مِزْراقٌ، ورأَيت جَمَلاً عندهم يسمى مِزْراقاً لتأْخيره أَداته وما حمل عليه.
ورجل زَرّاقٌ: خَدَّعٌ.
والزَّرْفة: خَرزة يؤَخَّذُ بها الرجال.
وزَرَقَ الطائرُ وغَيْرُه وذَرَقَ إِذا حَذَفَ به حَذْفاً.
والزُّرَّقُ: طائر بين البازي والباشَق يُصادُ به؛ وقال الفراء: هو البازي الأَبيض، والجمع الزَّرارِيقُ.
والزُّرَّقُ: شعرات بيض تكون في يد الفرس أََو رجله.
والزُّرَّقُ: بياض في ناصية الفرس أَو قَذالِه.
والزُّرَّقُ: الحَديد النظر، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.
والزَّوْرَقُ من السُّفُن دون الخُلُج، وقيل: هو القارب الصغير؛ قال ذو الرمة: أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة، دَعائمَ الزَّورِ نِعْمَت زَورَق البَلدِ يعني نِعْمَت سَفِينةُ المفازة؛ وقول جرير أَنشده محمد بن حبيب: تَزَوْرَقتَ، يا ابن القَيْنِ، من أَكل فِيرةٍ وأَكْلِ عُوَيثٍ، حين أَسْهَلَك البَطْنُ ويقال: تَزَوْرَقَ الرجلُ إِذا رمى ما في بطنه.
والزَّوْرَقُ مأْخوذ منه، وقد سمت زَرَقاناً.
وزُرَيْقٌ وزُرْقان: اسمان.
والزَّرْقاء: فرس نافع ابن عبد العُزَّى.
والزَّرْنُوقانِ، بفتح الزاي: مَنارتان تُبْنَيانِ على رأْس البئْر؛ قال ابن جني: هو فَعْنُول وهو غريب، فأَما الزُّرْنُوق، بضم الزاي، فرُباعيّ، وسيذكر.

خذف (لسان العرب) [1]


الخَذْفُ: رَمْيُكَ بحَصاة أَو نواة تأْخُذها بين سَبّابَتَيْك أَو تَجْعَلُ مِخْذَفةً من خشب ترمي بها بين الإبهام والسبابة. خَذَفَ بالشيء يَخْذِفُ خَذْفاً: رَمى، وخَصَّ بعضهم به الحَصى. الأَزهري في ترجمة حَذَفَ قال: وأَما الخَذْف، بالخاء، فإنه الرَّمْيُ بالحصى الصغار بأَطْراف الأَصابع. يقال: خَذَفَه بالحصى خذفاً.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه نَهَى عن الخَذْفِ بالحصى وقال: إنه يفقأُ العينَ ولا يَنْكِي العَدُوّ ولا يُحْرِزُ صَيداً.
ورمْيُ الجِمارِ يكون بمثْلِ حَصى الخَذْفِ وهي صغار.
وفي حديث رَمْيِ الجِمار: عليكم بمثل حصى الخذْف أَي صغاراً. الجوري: الخَذْفُ بالحصى الرَّمْيُ به بالأَصابع؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَنّ الحصى من خَلْفِها وأَمامِها، إذا . . . أكمل المادة نَجَلَتْهُ رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرا وفي الحديث: نَهَى عن الخَذْفِ، وهو رَمْيُكَ حَصاةً أَو نواةً تأْخذها بين سبابتيك فترمي بها، أَو تَتَّخِذُ مِخْذَفةً من خشب فترمي بها الحصاة بين إبْهامك والسبابة.
والمِخْذَفةُ: المِقْلاعُ وشيء يُرْمَى به. ابن سيده: والمِخْذفة التي يوضع فيها الحجر ويُرْمى بها الطير وغيرها مثل المِقلاع وغيره.
وفي الحديث: لم يترك عيسى بن مريم، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، إلا مِدْرَعةَ صُوفٍ ومِخْذَفةً؛ أَراد بالمخذفة المقلاع.
وخَذْفُه النُّطْفَةَ: إلقاؤها في وسَط الرَّحِم.
وخَذَفَ بها يَخْذِفُ خَذْفاً: ضَرطَ.
والخَذَّافة والمِخْذفةُ: الاسْتُ.
وخذفَ ببوله: رَمى به فَقَطَّعَه.
والخَذْفُ: القَطعُ كالخَدْبِ؛ عن كراع.
والخَذْفُ والخَذَفانُ: سُرْعةُ سير الإبل.
والخَذُوفُ من الدَّوابّ: السَّريعةُ والسَّمِينَةُ؛ قال عَديّ: لا تَنْسَيَا ذِكْرِي على لذَّةِ الـ ـكأْسِ، وطَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوصْ يقول: لا تَنْسَيا ذِكْرِي عند الشُّرْبِ والصَّيْدِ. الجوهري: والخَذُوفُ الأَتان تَخْذِفُ من سرعتها الحَصى أَي تَرْميه؛ قال النابغة:كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوفٌ، من الجَوْناتِ، هادِيةٌ عَنُونُ وقيل: الخَذُوفُ التي تَدْنو من الأَرض سِمَناً، وقيل: الخَذُوف التي ترفع رجليها إلى شِقِّ بَطْنِها. قال الأَصمعي: أَتانٌ خَذُوفٌ، وهي التي تدنو من الأَرض من السِّمَنِ؛ قال الراعي يصف عَيْراً وأُتُنَه: نَفَى بالعِرَاكِ حَوالِيَّها، فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ والخَذُوفُ من الإبل: التي لا يَثْبُت صِرارُها. التهذيب: الخَذَفانُ ضَرْبٌ من سير الإبل. خذرف: خذْرَفَ: زَجَّ بقوائمِه، وقيل: الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ القوائِمِ.والخُذْرُوفُ: السريعُ المشي، وقيل: السَّريعُ في جَرْيِه، والخُذْرُوفُ: عُوَيْدٌ مَشْقُوقٌ في وسطه يُشَدُّ بخيط ويُمَدّ فَيُسْمع له حَنِينٌ، وهو الذي يسمى الخَرَّارة، وقيل: الخُذْروف شيءٌ يُدوِّرُه الصبي بخيط في يده فيُسْمَع له دَويّ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً: دَرِيرٍ، كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ والجمع الخَذاريف.
وفي ترجمة رمع: اليَرْمَعُ الخَرَّارةُ التي يَلْعَبُ بها الصّبيان وهي الخُذْروف. التهذيب: والخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة مَشْقوقة يُفْرَض في وسَطه ثم يُشَدُّ بخيط، فإذا أُمِرَّ دارَ وسمعت له حفيفاً، يلعب به الصبيان ويُوصَفُ به الفرس لسُرْعَتِه، تقول: هو يُخَذْرِفُ بقوائمه؛ وقول ذي الرمة: وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع قال بعضهم: الخَذْرَفَةُ ما تَرْمِي الإبلُ بأَخْفافِها من الحصى إذا أَسرعت.
وكلُّ شيء منتشر من شيء، فهو خُذْروفٌ؛ وأَنشد: خَذارِيفُ مِن قَيْضِ النَّعامِ التَّرائكِ وقال مُدْرِكٌ القَيْسِيُّ: تَخَذْرَفَتِ النَّوى فُلاناً وتَخَذْرَمَتْه إذا قَذَفَتْه ورحَلَتْ به.
والخُذروف: العُود الذي يوضع في خَرْقِ الرَّحى العُليا، وقد خَذْرَف الرَّحى.
والخُذْرُوفُ: طِين شَبِيهٌ بالسُّكَّرِ يُلْعَبُ به.
والخِذْرافُ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، الواحدةُ خِذْرافةٌ، وقيل: هو نَبْت رَبيعيّ إذا أَحَسَّ الصَّيْفَ يَبِسَ.
وقال أَبو حنيفة: الخِذْرافُ من الحَمْض له وُرَيقة صَغيرةٌ تَرْتَفِعُ قدر الذِّراعِ، فإذا جَفَّ شاكَهَ البَياضَ؛ قال الشاعر: تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ، يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ قال أَبو منصور: الصحيح أَن الخِذْرافَ من الحَمْض وليس من بُقول الرّبيع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مِياهِها، ومَنابتَ الحَمَصِيض والخِذْرافِ ورجُل مُتَخَذْرِفٌ: طَيِّبُ الخُلُقِ.
وخَذْرَفَ الإناءَ: مَلأَه.
والخَذْرَفَةُ: القِطْعة من الثوب.
وتَخَذْرَفَ الثوب: تَخَرَّقَ، واللّه أَعلم.

طور (لسان العرب) [1]


الطَّوْرُ: التارَةُ، تقول: طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعد تارة؛ وقال الشاعر في وصف السَّلِيم: تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ قال ابن بري: صوابه: تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ والبيت للنابغة الذبياني، وهو بكماله: تَناذَرها الراقُونَ من سُوءِ سَمِّها، نُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وقبله: فبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ من الرُّقْشِ، في أَنيابِها السُّمُّ ناقعُ يريد: أَنه بات من تَوَعُّدِ النعمان على مثل هذه الحالة وكان حَلَف للنُّعْمان أَنه لم يتعرض له بهِجاءٍ؛ ولهذا قال بعد هذا: فإِن كنتُ، لا ذو الضِّغْنِ عَنِّي مُكَذَّبٌ، ولا حَلِفي على البراءةِ نافعُ ولا أَنا مأْمونٌ بشيء أَقُولُه، وأَنْتَ بأَمْرٍ لا محالَة واقعُ فإِنكَ كالليلِ . . . أكمل المادة الذي هو مُدْرِكي، وإِن خِلْتُ أَن المُنْتأَى عنكَ واسِعُ وجمع الطَّوْرِ أَطْوارٌ.
والناسُ أَطْوَارٌ أَي أَخْيافٌ على حالات شتَّى.
والطِّوْر: الحالُ، وجمعه أَطْوارٌ. قال الله تعالى: وقد خَلَقكُم أَطْوَاراً؛ معناه ضُرُوباً وأَحوالاً مختلفةً؛ وقال ثعلب: أَطْواراً أَي خِلَقاً مختلفة كلُّ واحد على حدة؛ وقال الفراء: خلقكم أَطْواراً، قال: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظْماً؛ وقال الأَخفش: طَوْراً علقة وطَوْراً مضغة، وقال غيره: أَراد اختلافَ المَناظِر والأَخْلاقِ؛ قال الشاعر: والمرْءُ يَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ وفي حديث سطيح: فإِنّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاريرُ الأَطْوارُ: الحالاتُ المختلفةُ والتاراتُ والحدودُ، واحدُها طَوْرٌ، أَي مَرّةً مُلْكٌ ومَرَّةً هُلْكٌ ومَرّةً بُؤْسٌ ومَرّةً نُعْم.
والطَّوْرُ والطَّوارُ (* قوله: «والطور والطوار» بالفتح والضم): ما كان على حَذْوِ الشيء أَو بِحِذائِه.
ورأَيت حَبْلاً بطَوارِ هذا الحائط أَي بِطُوله.
ويقال: هذه الدار على طَوَارِ هذه الدار أَي حائطُها متصلٌ بحائطها على نَسق واحدٍ. قال أَبو بكر: وكل شيء ساوَى شيئاً، فهو طَوْرُه وطُوَارُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الطَّوَارِ بمعنى الحَدِّ أَو الطُّولِ:وطَعْنَة خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّة كعطِّ الرداءِ، ما يُشَكُّ طَوَارُها قال: طَوارُها طُولُها.
ويقال: جانبا فَمِها.
وطَوَارُ الدارِ وطِوَارُها: ما كان مُمْتدّاً معَها من الفِنَاء.
والطَّوْرةُ: فِنَاءُ الدار.
والطَّوْرةُ: الأَبْنِيةُ.
وفلان لا يَطُورُني أَي لا يَقْرَبُ طَوَارِي.
ويقال: لا تَطُر حَرَانا أَي لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنا.
وفلان يَطُورُ بفلان أَي كأَنه يَحُوم حَوالَيْه ويَدْنُو منه.
ويقال: لا أَطُورُ به أَي لا أَقْرَبُه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: والله لا أَطُورُ به ما سَمَر سَمِيرٌ أَي لا أَقْرَبُه أَبداً.
والطَّوْرُ: الحدُّ بين الشيئين.
وعدا طَوْرَه أَي جاوَزَ حَدَّه وقَدْرَه.
وبلغ أَطْوَرَيْهِ أَي غايةَ ما يُحاوِلُه. أَبو زيد: من أَمثالهم في بلوغ الرجل النهايةَ في العِلْم: بَلَغَ فلانٌ أَطْوَرِيه، بكسر الراء، أَي أَقْصاه.
وبلغ فلان في العلم أَطْوَرَيْهِ أَي حدَّيْه: أَولَه وآخرَه.
وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: بلغ فلان أَطورِيه، بخفض الراء، غايتَه وهِمَّتَه. ابن السكيت: بلغت من فلان أَطْوَرَيْه أَي الجَهْدَ والغَايةَ في أَمْرِه.
وقال الأَصمعي: لقيت منه الأَمَرِّينَ والأَطْوَرِينَ والأَقْوَرِينَ بمعنى واحد.
ويقال: ركب فلان الدهر وأَطْوَرَيه أَي طَرَفَيْه.
وفي حديث النَّبِيذ: تعَدَّى طَوْرَه أَي حَدَّه وحالَه الذي يَخُصُّه ويَحِلُّ فيه شُرْبُه.
وطارَ حَوْلَ الشيء طَوْراً وطَوَرَاناً: حام، والطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ يَطُورُ.
والعرب تقول: ما بالدارِ طُورِيٌّ ولا دُورِيٌّ أَي أَحدٌ، ولا طُورَانِيٌّ مِثلُه؛ قال العجاج: وبَلْدة ليس بها طُورِيٌّ والطُّورُ: الجبَلُ.
وطُورُ سِينَاءَ: جَبل بالشام، وهو بالسُّرْيانية طُورَى، والنسبُ إِليه طُورِيٌّ وطُورانِيٌّ.
وفي التنزيل العزيز: وشجرةٍ تَخْرُجُ من طُورِ سَيْناءَ؛ الطُّورُ في كلام العرب الجَبلُ، وقيل: إِن سَيناء حجارة، وقيل: إِنه اسم المكان، وحَمَامٌ طُورانِيٌّ وطُورِيٌّ منسوب إِليه، وقيل: هو منسوب إِلى جبل يقال له طُرْآن نسب شاذ، ويقال: جاء من بلد بعيد.
وقال الفراء في قوله تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطورٍ؛ أَقْسَم الله تعالى به، قال: وهو الجبل الذي بِمَدْيَنَ الذي كَلّم اللهُ تعالى موسى، عليه السلام، عليه تكليماً.
والطُّورِيُّ: الوَحْشِيُّ: من الطَّيرِ والناسِ؛ وقال بعض أَهل اللغة في قول ذي الرمة: أَعارِيبُ طُورِيّون، عن كلّ قَريةٍ، حِذارَ المنايا أَبو حِذَارَ المقَادِرِ قال: طُورِيّون أَي وَحْشِيّون يَحِيدُون عن القُرَى حِذارَ الوباء والتَّلَفِ كأَنهم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ، وهو جبل بالشام.
ورجل طُورِي أَي غَرِيبٌ.

كدر (لسان العرب) [1]


الكَدَرُ: نقيض الصفاء، وفي الصحاح: خلاف الصَّفْوِ؛ كَدَرَ وكَدُرَ، بالضم، كَدارَةً وكَدِرَ، بالكسر، كَدَراً وكُدُوراً وكُدْرَةً وكُدُورَةً وكَدارَةً واكْدَرَّ؛ قال ابن مَطِيرٍ الأَسَدِيُّ: وكائنْ تَرى من حال دُنْيا تَغَيَّرتْ، وحالٍ صَفا، بعد اكدِرارٍ، غَديرُها وهو أَكْدَرُ وكَدِرٌ وكَدِيرٌ؛ يقال: عَيْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، وماءٌ أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الجوهري: كَدِرَ الماءُ بالكسر، يَكْدَرُ كَدَراً، فهو كَدِرٌ وكَدْرٌ، مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لو كنتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدرِ وكذلك تَكَدَّر وكَدَّره غيرُه تَكْديراً: جعله كَدِراً، والاسم الكُدْرة والكُدُورَة.
والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش، والكَدَرُ في كلٍّ.
وكَدِرَ لونُ الرجل، . . . أكمل المادة بالكسر؛ عن اللحياني.
ويقال: كَدُرَ عيش فلان وتَكَدَّرَتْ معيشته، ويقال: كَدِرَ الماء وكَدُرَ ولا يقال كَدَرَ إِلا في الصبِّ. يقال: كَدَرَ الشيءَ يَكْدُرُه كَدْراً إِذا صبه؛ قال العجاج يصف جيشاً: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ، سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّ والكَدَرُ: جمع الكَدَرَة، وهي المَدَرَةُ التي يُثيرها السَّنُّ، وهي ههنا ثُثيرُ سَنابِكُ الخيل. كَدْراء: حديثة العهد بالسماء، فإِن أُخِذَ لبن حليب فأُنْقِعَ فيه تمر بَرْنِيٌّ، فهو كُدَيْراء.
وكَدَرَةُ الحوض، بفتح الدال: طينه وكدَرُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال مرة: كَدَرَتُه ما علاه من طُحْلُبٍ وعَرْمَضٍ ونحوهما؛ وقال أَبو حنيفة: إِذا كان السحاب رقيقاً لا يواري السماء فهو الكَدَرة، بفتح الدال. ابن الأَعرابي: يقال خُذْ ما صفا ودَعْ ما كَدَرَ وكدُرَ وكَدِرَ، ثلاث لغات. ابن السكيت: القَطا ضربان: فضرب جُونِيَّة، وضرب منها الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ ما كان أَكْدَرَ الظهر أَسود باطن الجناح مُصْفَرَّ الخلق قصير الرجلين، في ذنبه ريشتان أَطول من سائر الذنب. ابن سيده: الكُدْرِيُّ والكُدارِيّ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: ضرب من القَطا قِصارُ الأَذناب فصيحة تُنادي باسمها وهي أَلطف من الجُونيّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَلْقى به بَيْضَ القَطا الكُدارِي تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ واحدته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّة، وقيل: إِنما أَراد الكُدْرِيّ فحرّك وزاد أَلفاً للضرورة، ورواه غيره الكَدَارِيّ، وفسره بأَنه جمع كُدْرِيّة. قال بعضهم: الكُدْرِيّ منسوبٌ إِلى طير كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ منسوب إِلى طير دُبْسٍ. الجوهري: القَطا ثلاثة أَضرب: كُدْرِيٌّ وجُونيّ وغَطاطٌ، فالكُدْرِيّ ما وصفناه وهو أَلطف من الجُونيِّ، كأَنه نسب إِلى معظم القطا وهي كُدْرٌ، والضربان الآخران مذكوران في موضعيهما.
والكَدَرُ: مصدر الأَكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَة؛ قال رؤبة: أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع والكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة من مَدَر الأَرض.
والكَدَرُ: القَبضات المحصودة المتفرّقة من الزرع ونحوه، واحدته كَدَرَة؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو حنيفة.
وانْكَدَرَ يَعْدُو: أَسرع بعض الإِسراع، وفي الصحاح: أَسرع وانْقَضّ.
وانكَدَر عليهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالاً حتى يَنْصَبُّوا عليهم.
وانْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ.
وفي التنزيل: وإِذا النجومُ انْكَدَرَتْ.والكُدَيْراءُ: حليب يُنْقَع فيه تمر بَرْنيٌّ، وقيل: هو لبن يُمْرَسُ بالتمر ثم تسقاه النساء ليَسْمَنَّ، وقال كراع: هو صنف من الطعام، ولم يُحَلِّهِ.
وحمار كُدُرٌّ وكُنْدُر وكُنادِرٌ: غليظ؛ وأَنشد: نَجاءُ كُدُرٍّ من حَمِيرِ أَتِيدَةٍ، بفائله والصَّفْحَتَيْن نُدُوبُ ويقال: أَتان كُدُرَّة.
ويقال للرجل الشاب الحادر القوي المكتنز: كُدُرٌّ، بتشديد الراء؛ وأَنشد: خُوص يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا، لا يَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا وروى أَبو تراب عن شُجاع: غلام قُدُرٌ وكُدُرٌ، وهو التام دون المنخزل؛ وأَنشد: خوص يدعن العزب الكدرا ورجل كُنْدُر وكُنادِرٌ: قصير غليظ شديد. قال ابن سيده: وذهب سيبويه إِلى أَن كُنْدُراً رباعي، وسنذكره في الرباعي أَيضاً.
وبناتُ الأَكْدَرِ: حَميرُ وَحْشٍ منسوبة إِلى فحل منها.
وأُكَيْدِرُ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ.
والكَدْراء، ممدود: موضع.
وأَكْدَرُ: اسم.
وكَوْدَرُ: ملك من ملوك حِمْيَر؛ عن الأَصمعي؛ قال النابغة الجعدي: ويومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ، فَخَالُوا لدى الدَّاعي ثَرِيداً مُفلْفَلا وتَكادَرت العين في الشيء إِذا أَدامت النظر إِليه. الجوهري: والأَكْدَرِيّة مسأَلة في الفرائض، وهي زوج وأُم وجَدّ وأُخت لأَب وأُم.

مضغ (لسان العرب) [1]


مَضَغَ يَمْضَغُ ويَمْضُغُ مَضْغاً: لاكَ.
وأَمْضَغَه الشيءَ ومَضَّغَه: أَلاكَه إِياه؛ قال: أُمْضِغُ مَن شاحَنَ عُوداً مُرّا شاحَن: عادَى؛ وقال: هاعٍ يُمَضِّغُني ، ويُصْبِحُ سادِراً ، سلكاً بِلَحْمِي ، ذِئْبُه لا يَشْبَعُ ومَضَغَ الطعامَ يَمْضَغه مَضْغاً.
والمَضاغ، بالفتح: ما يُمْضَغُ، وفي التهذيب: كلُّ طعام يُمْضَغ.
وما ذُقْتُ مَضاغاً ولا لَواكاً أَي ما ذُقتُ ما يُمْضَغ.
ويقال:ما عندنا مَضاغٌ، وهذه كِسرة لَيِّنة المَضاغِ.
وفي حديث أَبي هريرة: أَكلَ حَشَفةً من تمراتٍ قال: فكانت أَعْجَبَهُنّ إِليَّ لأَنها شَدَّتْ في مَضاغي؛ المضاغ، بالفتح: الطعام يُمْضَغُ، وقيل: هو المَضْغُ نفسُه. يقال: لُقمةٌ ليِّنةُ المضاغ وشديدة المَضاغِ، أَراد أَنها كان فيها فوِّة عند مَضْغِها.وكَلأٌ مَضِغٌ: بَلَغ أَن تمَضَغَه الرّاعِيةُ؛ . . . أكمل المادة ومنه قول أَبي فَقْعَسٍ في صفة الكلإِ: خَضِعٌ مَضِع ضافٍ رَتِع؛ أَراد مَضِغ فحوَّل الغين عيناً لِما قبله من خَضِع ولما بعده من رَتِع.
والمُضاغةُ، بالضم: ما مُضِغَ.
والمُضاغةُ: ما يَبْقى في الفَم من آخر ما مَضَغْتَه.
والمَواضِغُ: الأَضْراسُ لمَضْغِها، صفة غالبة.
والماضِغانِ والماضِغتانِ والمَضِيغتان: الحَنَكانِ لمضْغِهما المأْكولَ، وقيل: هما رُوذا الحَنَكَيْن (* قوله «روذا الحنكين» كذا بالأصل، ولعلهما رؤدا اللحيين بالهمز، ففي مادة رأد من اللسان: والرأد والرؤد أيضاَ رأد اللحي وهو اصل اللحي التاتئ تحت الاذن، وقيل أَصل الاضراس في اللحي، وقيل الرأدان طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في اعلاهما.) لذلك، وقيل: هما عِرْقان في اللِّحْيَين، وقيل: هما أَصْلا اللَّحْيَين عند مَنْبِت الأَضراس بِحياله، وقيل:هما ما شَخَصَ عند المَضْغِ.
والمَضِيغةُ: كل عَصبةٍ ذاتِ لحْم، فإِما أَن تكون مما يُمْضَغُ، وإِما أَن تشبه بذلك إن كان مما لا يؤكل.
والمَضِيغَةُ: لحم باطِن العَضُد، لذلك أَيضاً.
وقال ابن شميل: كل لحم على عظم مَضِيغةٌ، والجمع مَضِيغٌ ومَضائِغُ.
وقال الليث: كل لحمَة يَفْصِلُ بينها وبين غيرها عِرْقٌ فهي مَضِيغةٌ، قال: واللِّهْزِمةُ مَضِيغةٌ والعَضَلةُ مَضِيغة.
والمَضائِغ من وَظيفَي الفرس: رؤوسُ الشّظايتين (* قوله «الشظايتي» كذا بالأصل، والذي في القاموس: الشظئ عظيم لازق بالركبة أَو بالذراع أو بالوظيف أو عصب صفار فيه.) لأَن آكِلَها من الوحش يَمْضَغُها، وقد تكون على التشبيه كما تقدم لمَكان المضغ أَيضاً.
والمَضِغة: ما بُلَّ وشُدَّ على طرَف سِيةِ القَوْسِ من العَقَب لأَنه يُمْضَغُ، وقيل: هي العَقَبةُ التي على طرَف السِّيةِ. الأَصمعي: المَضائِغُ العَقَباتُ اللَّواتي على طرَفِ السِّيَتَيْن.
والمُضْغةُ: القِطْعةُ من اللَّحم لمكان المضغ أَيضاً. التهذيب: المُضْغة قِطعة لحم، وقيل: تكون المُضغة غيرَ اللحم. يقال: أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَيْحانِيّةٌ مَصْلِيَّةٌ.
وقال خالد بن جَنْبةَ: المُضْغةُ من اللحمَ قدْرُ ما يُلْقي الإِنسانُ في فيه، ومنه قيل: في الإِنسان مُضغتانِ إِذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ: القلْبُ واللِّسانُ، والجمع مُضَغٌ، وقلْب الإِنسان مُضْغة من جسَده. التهذيب: إِذا صارت العَلَقة التي خُلِقَ منها الإِنسان لَحْمة فهي مُضغة.
وفي الحديث: إن خلق أَحدكم يجمع في بطن أُمه أَربعين يوماً نطفة ثم أَربعين يوماً عَلَقَة ثم أَربعين يوماً مضغة ثم يبعث الله إليه الملَك.
وفي الحديث: إن في ابن آدم مُضْغةً إِذا صَلَحَت صلَحَ الجسدُ كله، يعني القَلْبَ لأَنه قِطْعةُ لحم من الجسد.
والمَضَّاغةُ: الأَحْمَقُ.
والمُضَغُ من الجِراحِ: صِغارُها، وقول عمر، رضي الله عنه: إنّا لا نتَعاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنا، أَراد الجراحات، والمُضَغُ جمع مُضْغةٍ، وهي القطْعة من اللحم قدر ما يُمْضَغُ وسمّاها مُضَغاً على التشبيه بمُضْغةِ الإِنسان في خلْقه، يَذْهبُ بذلك إلى تَصْغيرها وتَقْليلها.
والمُضَغُ: ما ليس له أَرْشٌ مُقَدَّرٌ معلوم من الجِراحِ والشِّجاج، شُبِّهَت بمُضْغةِ الخَلْقِ قبل نَفْث الرُّوحِ، وبالمُضْغةِ الواحدة شُبِّهت اللُّقْمة تُمْضَغُ، وقيل: شبهها بالمضغة من اللحم لقلتها في جنب ما عَظُمَ من الجِناياتِ.
وقال أَحمد لإِسحق: ما الذي لا تَعْقِلُ العاقِلةُ؟ قال: ما دون الثلُث؛ وقال ابن راهويه: لا تَعْقِلُ العاقلةُ ما دُونَ المُوضِحةِ إنما فيها حُكومةٌ، وتَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فما فوقَها، وقالا معاً: لا تعقل المرأَة والصبي مع العاقلة.
وأَمْضَغَ التمرُ: حان أَن يُمْضَغَ.
وتْمرٌ ذُو مَضْغةٍ: صُلْبٌ متِين يُمْضَغُ كثيراً.
وهَجاه هِجاءً ذا مَمْضَغةٍ: يصفه بالجَوْدةِ والصَّلابة كالتمر ذي المَمْضَغةِ.
وإِنه لذو مُضْغةٍ إذا كان من سُوسِهِ اللحمُ.
ومُضَغُ الأُمورِ: صِغارُها، وكلاهما من المَضْغِ.
وماضَغَه القِتالَ والخُصومةَ: طاوَلَه إيّاهُما.

نسر (لسان العرب) [1]


نَسَرَ الشيءَ: كشَطَه.
والنَِّسْر: طائر (* قوله« والنسر طائر» هو مثلث الاول كما في شرح القاموس نقلاً عن شيخ الاسلام) معروف، وجمعه أَنْسُر في العدد القليل، ونُسُور في الكثير، زعم أَبو حنيفة أَنه من العتاق؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك. ابن الأَعرابي: من أَسماء العُقاب النُّسارِيَّة شبهت بالنَّسْر؛ الجوهري: يقال النَّسْر لا مِخْلَب له، وإِنما له الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجة والغُراب والرَّخَمَة.
وفي النجوم: النَّسْر الطائر، والنَّسْر الواقع. ابن سيده: والنَّسْران كوكبان في السماء معروفان على التشبيه بالنَّسْر الطائر، يقال لكل واحد منهما نَسْر أَو النَّسْر، ويَصِفونهما فيقولون: النَّسْر الواقع والنَّسْر الطائر.
واستنسر البُغاث: صار نَسْراً، وفي الصحاح: صار . . . أكمل المادة كالنَّسْر.
وفي المثل: إِنّ البُِغاث بأَرضنا يسْتنسِر أَي أَن الضعيف يصير قوِيّاً.
والنَّسْر: نتف اللحم بالمِنْقار.
والنَّسْر: نَتْف البازي اللحمَ بِمَنْسِره.
ونسَر الطائر اللحم يَنْسِرُه نَسْراً: نتفه.
والمَنْسِر والمِنْسَر: مِنْقاره الذي يَسنتسِر به.
ومِنقار البازي ونحوِه: مَنْسِره. أَبو زيد: مِنْسَر الطائر مِنْقاره، بكسر الميم لا غير. يقال: نَسَره بِمِنْسَره نَسْراً. الجوهري: والمِنْسَر، بكسر الميم، لسِباع الطير بمنزلة المِنقار لغيرها.
والمِنْسَر أَيضاً: قطعة من الجيش تمرّ قدام الجيش الكبير، والميم زائدة؛ قال لبيد يَرْثي قتلى هوازن: سَمَا لهمُ ابنُ الجَعْد حتى أَصابهمْ بذي لَجَبٍ، كالطَّودِ، ليس بِمِنْسَرِ والمَنْسِر، مثال المجلس: لغة فيه.
وفي حدث عليّ، كرم الله وجهه: كلما أَظلَّ عليكم مَنْسِر من مَناسِر أَهل الشأْم أَغلق كلُّ رجل منكم بابه. ابن سيده: والمَنْسِر والمِنْسَر من الخيل ما بين الثلاثة إِلى العشرة، وقيل: ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين، وقيل: ما بين الأَربعين إِلى الخمسين، وقيل: ما بين الأَربعين إِلى الستين، وقيل: ما بين المائة إِلى المائتين.
والنَّسْر: لَحْمَة صُلْبة في باطن الحافِرِ كأَنها حَصاة أَو نَواة، وقيل: هو ما ارتفع في باطن حافر الفرَس من أَعلاه، وقيل: هو باطن الحافر، والجمع نُسُور؛ قال الأَعشى: سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلا مِ، قد أَقرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا ويروى: قد أَقْرَحَ منها القِيادُ النُّسُورا التهذيب: ونَسْرُ الحافر لحمُه تشبّه الشعراء بالنوى قد أَقْتَمَها الحافِر، وجمعه النُّسُور؛ قال سلمة بن الخُرشُب: عَدَوْتُ بها تُدافِعُنِي سَبُوحٌ، فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ قال أَبو سعيد: أَراد بفَراش نُسُورِها حَدّها، وفَراشة كل شيء: حدّه؛ فأَراد أَن ما تَقَشَّر من نُسُورها مثل العَجَم وهو النَّوى. قال: والنُّسُور الشَّواخِص اللَّواتي في بطن الحافر، شُبهت بالنوى لصلابتها وأَنها لا تَمَسُّ الأَرض.
وتَنَسَّر الحبلُ وانتَسَر طرَفُه ونَسَره هو نَسْراً ونَسَّره: نَشَره.
وتَنَسَّر الجُرْحُ: تَنَقَّض وانتشرت مِدّتُه؛ قال الأَخطل: يَخْتَلُّهُنَّ بِحدِّ أَسمَرَ ناهِل، مثلِ السِّنانِ جِراحُهُ تَتَنَسَّرُ والنَّاسُور: الغاذُّ. التهذيب: النَّاسُور، بالسين والصاد، عِرْق غَبِرٌ، وهو عرق في باطنه فَساد فكلما بدا أَعلاه رجَع غَبِراً فاسداً.
ويقال: أَصابه غَبَرٌ في عِرْقه؛ وأَنشد: فهو لا يَبْرَأُ ما في صَدرِه، مِثْل ما لا يَبرأُ العِرْق الغَبِرْ وقيل: النَّاسُور العِرْق الغَبِر الذي لا يَنقطع. الصحاح: الناسُور، بالسين والصاد، جميعاً عِلة تحدث في مآقي العين يَسقِي فلا يَنقطع؛ قال: وقد يحدث أَيضاً في حَوَالَيِ المَقعدة وفي اللِّثة، وهو مُعَرَّب.
والنِّسْرِين: ضرْب من الرَّياحين، قال الأَزهري: لا أَدري أَعربيّ أَم لا.والنِّسار: موضع، وهو بكسر النون، قيل: هو ماء لبني عامر، ومنه يوم النِّسار لِبَني أَسد وذُبْيان على جُشَم بن معاوية؛ قال بشر بن أَبي خازم: فلمَّا رأَوْنا بالنِّسار، كأَنَّنا نَشاصُ الثُّرَيَّا هَيّجَتْه جَنُوبُها ونَسْرٌ وناسِر: اسمان.
ونَسْر والنَّسْر، كلاهما: اسم لِصَنم.
وفي التنزيل العزيز: ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً؛ وقال عبد الحق: أَما ودِماءٍ لا تزالُ كأَنها على قُنَّة العُزَّى، وبالنَّسْر عَنْدَمَا الصحاح: نَسْر صنم كان لذي الكَلاع بأَرض حِمْير وكان يَغُوثُ لِمذْحِج ويَعُوقُ لهَمْدان من أَصنام قوم نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ وفي شعر العباس يمدح سيدَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: بل نُطْفة تَرْكبُ السَّفِين، وقدْ أَلْجَمَ نَسْراً وأَهلَه الغرَقُ قال ابن الأَثير: يريد الصنم الذي كان يعبده قوم نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

عطف (لسان العرب) [2]


عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: انصرفَ.
ورجل عَطوف وعَطَّاف: يَحْمِي المُنْهَزِمين.
وعطَف عليه يَعْطِفُ عَطفاً: رجع عليه بما يكره أَو له بما يريد.
وتعطَّف عليه: وصَلَه وبرَّه.
وتعطَّف على رَحِمه: رَقَّ لها.
والعاطِفةُ: الرَّحِم، صفة غالبة.
ورجل عاطِف وعَطُوف: عائد بفضله حَسَنُ الخُلُق. قال الليث: العطَّاف الرجل الحسَن الخُلُق العطوف على الناس بفضله؛ وقول مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابن الأَعرابي: وجْدِي به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه بنَخَلةَ، لم تَعْطِفْ عليه العواطِفُ لم يفسر العواطف، وعندي أَنه يريد الأَقْدار العَواطِفَ على الإنسان بما يُحِبُّ.
وعَطَفْت عليه: أَشْفَقْت. يقال: ما يَثْنيني عليك عاطِفةٌ من رَحِم ولا قَرابة.
وتعطَّف عليه: أَشْفَقَ.
وتعاطَفُوا أَي عطَف بعضهم على بعض.
واسْتَعطَفَه فعطَف.
وعَطف الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً وعُطُوفاً فانعطَفَ وعطَّفه . . . أكمل المادة فتعطَّف: حَناه وأَمالَه، شدِّد للكثرة.
ويقال: عطفْت رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَي حَنَيْتُه فانْحنى.
وعطفْت أَي مِلْت.
والعَطائف: القِسِيُّ، واحدتها عَطِيفةٌ كما سَمَّوْها حَنِيّة.
وجمعها حَنيٌّ.
وقوس عَطوفٌ ومُعطَّفةٌ: مَعْطوفةُ إحدى السِّيَتَين على الأُخرى.
والعطيفةُ والعِطافةُ: القوس؛ قال ذو الرمة في العَطائف: وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه، على البِيضِ في أَغمادِها والعَطائِفِ يعني بُرْداً يُظَلَّل به، والبيضُ: السُّيوف، وقد عَطَفَها يَعْطِفُها.
وقوس عَطْفَى: مَعْطوفة؛ قال أُسامةُ الهذلي: فَمَدَّ ذِراعَيْه وأَجْنَأَ صُلْبَه، وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِمدُ (* قوله «مرير إلخ» أنشده المؤلف في مادة لكد ممرّ وضبطناه وما بعده هناك بالجر والصواب رفعهما.) وكل ذلك لتَعَطُّفِها وانحِنائها، وقِسِيٌّ مُعطَّفة ولفاح مُعطَّفة، وربما عَطَفُوا عِدَّة ذود على فصيل واحد فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن على ذلك ليَدْرِرْن. قال الجوهري: والقوس المعْطوفة هي هذه العربية.
ومُنْعَطَفُ الوادي: مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه؛ وقول ساعدة بن جؤية: من كلِّ مُعْنِقةٍ وكلِّ عِطافةٍ مِنها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب يعني بعِطافة هنا مُنْحَنًى، يصف صخرة طويلة فيها نحْل.
وشاة عاطفة بيِّنةُ العُطوف والعَطْف: تَثني عُنقها لغير علة.
وفي حديث الزكاة: ليس فيها عَطْفاء أَي مُلْتَوِيةُ القرن وهي نحو العَقْصاء.
وظَبْية عاطِفٌ: تَعْطِفُ عنقها إذا رَبَضَت، وكذلك الحاقِفُ من الظِّباء.
وتعاطَف في مَشْيه: تَثنَّى. يقال: فلان يتَعاطفُ في مِشْيته بمنزلة يتَهادى ويَتمايلُ من الخُيلاء والتبَخْتُر.
والعَطَفُ: انثِناء الأَشْفار؛ عن كراع، والغين المعجمة أَعلى.
وفي حديث أُمّ مَعْبَد: وفي أَشفاره عَطَفٌ أَي طول كأَنه طال وانعطَف، وروي الحديث أَيضاً بالغين المعجمة.
وعطَف الناقةَ على الحُوار والبوّ: ظأَرَها.
وناقة عطوفٌ: عاطِفةٌ، والجمع عُطُفٌ. قال الأَزهري: ناقة عَطُوف إذا عُطِفَت على بَوٍّ فرَئمَتْه.
والعَطُوف: المُحِبَّة لزوجها.
وامرأَة عَطِيفٌ: هَيِّنة ليّنة ذَلول مِطْواع لا كِبر لها، وإذا قلت امرأَة عَطُوف، فهي الحانيةُ على ولدها، وكذلك رجل عَطوف.
ويقال: عَطَفَ فلان إلى ناحية كذا يَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إليه وانعطف نحوه.
وعَطف رأْسَ بعيره إليه إذا عاجَه عَطْفاً.
وعَطفَ اللّه تعالى بقلب السلطان على رَعِيّته إذا جعله عاطفاً رَحِيماً.
وعطَف الرجل وِساده إذا ثناه ليرْتَفِقَ عليه ويَتّكِئ؛ قال لبيد: ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى، عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ والعَطُوفُ والعاطُوفُ وبعض يقول العأْطُوف: مِصْيَدةٌ فيها خشبة مَعطوفة الرأْس، سميت بذلك لانعطاف خشبتها.
والعَطْفةُ: خَرَزَة يُعَطِّفُ بها النساء الرجالَ، وأَرى اللحياني حكى العِطْفة، بالكسر.
والعِطْفُ: المَنْكِب. قال الأَزهري: مَنكِب الرجل عِطْفه، وإبْطُه عِطْفُه.
والعُطوف: الآباطُ.
وعِطْفا الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف.
وعِطْفا كل شيء: جانباه.
وعطَف عليه أَي كَرَّ؛ وأَنشد الجوهري لأَبي وجزة: العاطِفُون، تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُطْعِمُون، زَمان أََيْنَ المُطْعِمُ؟ قال ابن بري: ترتيب إنشاد هذا الشعر: العاطفون، تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُنْعِمُون يداً، إذا ما أَنْعَمُوا واللاَّحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَى، والمُطْعِمُون، زمان أَينَ المُطعِمُ؟ وثنَى عِطْفَه: أَعْرض.
ومرَّ ثاني عِطْفِه أَي رَخيَّ البالِ.
وفي التنزيل: ثاني عِطْفِه ليُضِلَّ عن سبيل اللّه؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير أَن معناه لاوِياً عُنقَه، وهذا يوصف به المتكبِّر، فالمعنى ومِن الناس من يُجادِل في اللّه بغير علم ثانياً عِطفَه أَي متكبراً، ونَصْبُ ثانيَ عطفه على الحال، ومعناه التنوين كقوله تعالى: هَدْياً بالِغَ الكعْبةِ؛ أَي بالِغاً الكعبةَ؛ وقال أَبو سهم الهذلي يصف حِماراً: يُعالِج بالعِطْفَينِ شَأْواً كأَنه حَريقٌ، أُّشِيعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ أَراد أُشِيعَ في الأَباءة فحذف الحرف وقلَب.
وحاصِدٌ أَي يَحْصُِدُ الأَباءة بإِحْراقه إياها.
ومرَّ ينظُر في عِطفَيْه إذا مرَّ مُعجَباً.
والعِطافُ: الإزار.
والعِطافُ: الرِّداء، والجمع عُطُفٌ وأَعْطِفة، وكذلك المِعْطَفُ وهو مثل مئْزر وإزار وملِحَف ولِحاف ومِسْرَد وسِرادٍ، وكذلك مِعْطف وعِطافٌ، وقيل: المَعاطِفُ الأَرْدِيةُ لا واحد لها، واعْتَطَفَ بها وتعطَّف: ارْتدى.
وسمي الرِّداء عِطافاً لوقُوعه على عِطْفَي الرّجل، وهما ناحيتا عنقه.
وفي الحديث: سُبحان مَن تعطَّف بالعِزِّ وقال به، ومعناه سبحان من تَرَدَّى بالعز؛ والتعطُّف في حقِّ اللّه مَجازٌ يُراد به الاتّصاف كأَنَّ العز شَمِله شُمولَ الرِّداء؛ هذا قول ابن الأَثير، ولا يعجبني قوله كأَنّ العز شَمله شمولَ الرِّداء، واللّه تعالى يشمل كل شيء؛ وقال الأَزهري: المراد به عز اللّه وجَماله وجَلاله، والعرب تضع الرِّداء موضع البَهْجة والحُسن وتَضَعُه موضع النَّعْمة والبهاء.
والعُطوفُ: الأَرْدِيةُ.
وفي حديث الاستسقاء: حَوَّل رِداءه وجعل عِطافَه الأَيمنَ على عاتقه الأَيسر؛ قال ابن الأَثير: إنما أَضاف العِطاف إلى الرِّداء لأنه أَراد أَحد شِقّي العِطاف، فالهاء ضمير الرداء، ويجوز أَن يكون للرجل، ويريد بالعِطافِ جانبَ ردائه الأَيمن؛ ومنه حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: خرج مُتَلَفِّعاً بعِطاف.
وفي حديث عائشة: فناولتها عِطافاً كان عليَّ فرأَت فيه تَصْلِيباً فقالت: نَحِّيه عنّي.
والعِطاف: السيف لأَن العرب تسميه رداء؛ قال: ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِدْرَعٌ، لكم طَرَفٌ منه حَديدٌ، ولي طَرَفْ الطَّرَفْ الأَوَّلُ: حَدُّه الذي يُضرب به، والطرَف الثاني: مَقْبِضُه؛ وقال آخر: لا مالَ إلا العِطافُ، تُؤْزِرهُ أُمُّ ثلاثين وابنةُ الجَبَلِ لا يَرْتَقي النَّزُّ في ذَلاذِلِه، ولا يُعَدِّي نَعْلَيْه مِنْ بَلَلِ عُصْرَتُه نُطْفةٌ، تَضَمَّنَها لِصْبٌ تَلَقَّى مَواقِعَ السَّبَلِ أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ، إن لم يُرِعْها بالماء لم تُنَلِ قال ثعلب: هذا وصَف صُعْلوكاً فقال لا مالَ له إلا العِطافُ، وهو السيف، وأُم ثلاثين: كنانة فيها ثلاثون سهماً، وابنةُ الجبل: قَوسُ نَبْعةٍ في جبل وهو أَصْلَبُ لعُودها ولا يناله نزٌّ لأَنه يأْوي الجبال، والعُصرة: المَلْجأُ، والنُّطفة: الماء، واللِّصْب: شَقُّ الجبل، والوَجْبة: الأَكْلة في اليوم، والأَشْكَلة: شجرة.
واعْتَطَفَ الرِّداءَ والسيفَ والقوس؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومَن يَعْتَطِفْه على مِئْزرِ، فنِعْم الرِّداء على المئْزرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: لَبِسْتَ عليكَ عِطافَ الحَياء، وجَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْيَ العَلاء إنما عنى به رداء الحَياء أَو حُلَّته استِعارةً. ابن شميل: العِطاف تَرَدِّيك بالثوب على مَنكِبيك كالذي يفعل الناس في الحرِّ، وقد تعطَّف بردائه.
والعِطافُ: الرِّداء والطَّيْلَسان؛ وكل ثوب تعَطَّفَه أَي تَردَّى به، فهو عِطاف.
والعَطْفُ: عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة.
والعَطَّاف: في صفة قِداح المَيْسِر، ويقال العَطوف، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً؛ قال الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا وقال القُتيبي في كتاب المَيْسِر: العَطوف القِدْح الذي لا غُرْم فيه ولا غُنْم له، وهو واحد الأَغْفال الثلاثة في قِداح الميسر، سمي عَطُوفاً لأنه في كل رِبابة يُضرب بها، قال: وقوله قِدحاً واحد في معنى جميع؛ ومنه قَوله: حتى تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبيخ، كما خاضَ القِداحَ قَمِيرٌ طامِع خَصِلُ السَّبِيخُ: ما نَسَل من ريش الطير التي ترد الماء، والقَمِيرُ: المَقْمُور، والطامِعُ: الذي يطمع أَن يَعُود إليه ما قُمِر.
ويقال: إنه ليس يكون أَحد أَطمع من مَقْمُور، وخَصِلٌ: كثر خِصال قَمْرِه؛ وأَما قول ابن مقبل: وأَصْفَرَ عطَّافٍ إذا راحَ رَبُّه، غدا ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ فإنه أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً يَعْطِف عن مآخِذِ القِداح وينفرد، وروي عن المؤرّج أَنه قال في حَلْبة الخيل إذا سُوبق بينها، وفي أَساميها: هو السابِقُ والمُصَلِّي والمُسَلِّي والمُجَلِّي والتالي والعاطِفُ والحَظِيُّ والمؤَمَّلُّ واللَّطِيمُ والسِّكِّيتُ. قال أَبو عبيد: لا يُعرف منها إلا السابق والمصلِّي ثم الثالث والرابع إلى العاشر، وآخرها السكِّيت والفُِسْكل؛ قال الأَزهري: ولم أَجد الرواية ثابتة عن المؤرّج من جهة من يوثق به، قال: فإن صحت الرواية عنه فهو ثقة.
والعِطْفة: شجرة يقال لها العَصْبةُ وقد ذكرت؛ قال الشاعر: تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمِي، تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ وقال مرة: العَطَف، بفتح العين والطاء، نبت يَتَلَوَّى على الشجر لا ورق له ولا أَفنان، ترعاه البقر خاصة، وهو مُضِرّ بها، ويزعمون أَن بعض عروقه يؤخذ ويُلْوى ويُرْقى ويُطْرَح على المرأَة الفارك فتُِحب زوجها. قال ابن بري: العَطَفةُ اللبلاب، سمي بذلك لتلويه على الشجر. قال الأَزهري: العِطْفَةُ والعَطْفَة هي التي تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأَنشد البيت المذكور وقال: قال النضر إنما هي عَطَفةٌ فخففها ليستقيم له الشعر. أَبو عمرو: من غريب شجر البر العَطَف، واحدتها عَطَفة. ابن الأَعرابي: يقال تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّريق وعَطْفِه وعَلْبِه ودَعْسِه وقَرْيِه وقارِعَتِه: وعَطَّافٌ وعُطَيْفٌ: اسمان، والأَعرف غُطَيْف، بالغين المعجمة؛ عن ابن سيده.

سلسل (لسان العرب) [1]


السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل في الحَلْقِ، وقيل: هو البارد أَيضاً.
وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ: سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه، والسُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال ابن بري: شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير: أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ قال: وشاهد السُّلاسِل قول لبيد: حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ، ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَبو ذؤيب: من ماء لِصْبٍ سُلاسِل (* قوله «من ماء لصب» هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج: فشرّجها من نطفة رحيبة * سلاسلة من ماء لصب سلاسل) وقيل: معنى يَتَسَلْسَل (* قوله «وقيل معنى يتسلسل» هكذا في الأصل، . . . أكمل المادة ولعل يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد). أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس: وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان: بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق.
وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا: صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ، يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق، ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره: سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره السيرافي.
وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛ يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس: سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي، عليه السلام: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز.
ويقال: عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل: جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات.
وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل: إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً، أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء.
وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه. اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ.
والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه.
وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ (* قوله «وثوب ملسلس» وقوله «وبعض يقول مسلسل» هكذا في الأصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي: لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً، وأَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد.
والسَّلْسَلة: اتصالُ الشيء بالشيء.
والسَّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حديد ونحوه من الجواهر، مشتق من ذلك.
وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل؛ قيل: هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من أَعمال الخير.
وسَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه في السحاب، واحدته سِلْسِلة، وكذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قال الشاعر:خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا وقيل: السِّلْسِلان هنا موضعان.
وبَرْقٌ ذو سَلاسِل، ورمل ذو سَلاسِل: وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه.
والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه على بعض وينقاد.
وفي حديث ابن عمرو: في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل؛ هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا. ابن الأَعرابي: البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف.
وشيء مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، ومنه سِلْسِلة الحديد.
وسِلْسِلة البرق: ما استطال منه في عَرْض السحاب.
وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه شبهها.
وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل، وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية، ماء بأَرض جُذام، وبه سميت الغَزاة، وهو في اللغة الماء السَّلْسال، وقيل هو بمعنى السَّلْسَل.
ويقال للغلام الخفيف الروح: لُسْلُسٌ وسُلْسُل.
والسِّلْسِلانُ: ببلاد بني أَسَد.
وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

صري (لسان العرب) [2]


صَرَى الشيءَ صَرْياً: قَطَعَه ودَفَعه؛ قال ذو الرُّمة: فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ، هَواهُنَّ، إن لم يَصْرِهِ اللهُ، قاتِلُهْ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال إنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ يمشي على الصراط فيَنْكَبُّ مرة ويمشي مرة وتَسْفَعُه النارُ، فإذا جاوز الصراطَ تُرْفَع له شَجرةٌ فيقول يا ربِّ أَدْنِني منها؛ فيقول اللهُ عز وجل أَي عبدي ما يَصْرِيك مني؟ قال أَبو عبيد: قوله ما يَصْرِيكَ ما يَقطَعُ مَسْأَلتَك عني ويَمْنَعُك من سؤالي. يقال: صَرَيْتُ الشيءَ إذا قطَعْته ومنَعْته.
ويقال: صَرَى اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَي دَفَعه؛ وأَنشد ابن بري للطرماح: ولو أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ يوماً . . . أكمل المادة عليَّ ببَطْنِ ذي نَفْرٍ، صَراني (* قوله «ذي نفر» هكذا في الأصل بهذا الضبط، ولعله ذي بقر). أَي دَفعَ عني ووقاني.
وصَرَيْتهُ: منَعْتُه؛ قال ابن مقبل: ليس الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً، وليس صارِيَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً أَي فَصَلْتُ. يقال: اخْتَصَمنا إلى الحاكم فصَرَى ما بينَنا أَي قَطَعَ ما بينَنا وفَصَلَ.
وصَرَيْتُ الماءَ إذا اسْتَقَيْتَ ثم قَطَعْتَ.
والصاري: الحافِظُ.
وصَراةُ الله: وقاه، وقيل: حَفِظَه، وقيل: نَجَّاه وكَفاهُ، وكلُّ ذلك قريبٌ بعضهُ من بعضٍ.
وصَرَى أَيضاً: نَجَّى؛ قال الشاعر: صَرَى الفَحْلَ مِنِّي أَنْ ضَئِيلٌ سَنامُه، ولم يَصْرِ ذاتَ النَّيِّ منها بُرُوعُها وصَرَى ما بينَنا يَصْري صَرْياً: أَصْلَحَ.
والصَّرَى والصِّرَى: الماءُ الذي طالَ اسْتِنقاعه؛ وقال أَبو عمرو: إذا طال مُكْثُه وتغَيَّر، وقد صَرِي الماءُ بالكسر؛ قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة: صَرىً آجِنٌ يَزْوي له المَرْءُ وجْهَه، إذا ذاقَه ظَمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ وأَنشد لذي الرمة أَيضاً: وماء صَرىً عافي الثَّنايا كأَنه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ ونُطْفةٌ صَراةٌ: مُتَغيِّرَة.
وصَرَى فُلانٌ الماءَ في ظَهْرِه زَماناً صَرْياً: حَبَسه بامْتِساكه عن النكاح، وقيل جَمَعه. صَراةٌ: صَرَاها صاحِبُها في ظَهْرهِ زماناً؛ قال الأَغلب العجلي: رُبَّ غُلامٍ قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ، عُنْقُوانَ سَنْبَتِهْ، أَنْعَظَ حتى اشتَدَّ سََمُّ سُمَّتِهْ ويروى: رأَتْ غلاماً، وقيل: صَرَى أَي اجْتَمع، والأَصل صَرِيَ، فقلبت الياءُ أَلفاً كما يقال بَقَى في بَقِيَ. المُنْتَجع: الصَّرْيانُ من الرجال والدوابِّ الذي قد اجْتَمع الماءُ في ظَهْرهِ؛ وأَنشد: فهو مِصَكُّ صَمَىان صَرْيان أَبو عمرو: ماءٌ صَرىً وصِرىً، وقد صَرِي يَصْرى.
والصَّرَى: اللبن الذي قد بَقِيَ فتَغَيَّرَ طَعْمهُ، وقيل: هو بقيَّةُ اللَّبَنِ، وقد صَرِيَ صَرىً، فهو صَرٍ، كالماء.
وصَرِيَتِ الناقةُ صَرىً وأَصْرَتْ: تَحَفَّل لبَنُها في ضَرْعِها؛ وأَنشد: مَنْ للجَعافِرِ يا قوْمي، فقد صَرِيَتْ، وقد يُساقُ لذاتِ الصَّرْيةِ الحَلَبُ الليث: صَرِيَ اللَّبَنُ يَصْرى في الضَّرْعِ إذا لم يُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ، وهو لَبَنٌ صَرىً.
وفي حديث أَبي موسى: أَنَّ رجلاً اسْتَفْتاه فقال: امرأَتي صَرِيَ لبَنُها في ثَدْيها فدَعَتْ جارِيةً لها فمَصَّته، فقال: حَرُمَت عليكَ، أَي اجْتَمَع في ثدْيِها حتى فسَدَ طَعْمُه، وتحْريمُها على رأْيِ من يَرَى أَنَّ إرْضاع الكبير يُحَرِّم.
وصَرَيْتُ الناقةَ وغيرَها من ذواتِ اللَّبنِ وصَرَّيْتُها وأَصْرَيتها: حفَّلْتها.
وناقةٌ صَرْياءُ: مُحَفَّلة، وجمعُها صَرايا على غير قياس.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من اشترى مُصَرَّاة فهو بخير النَّظَرَينِ، إن شاءَ رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من تمرٍ؛ قال أَبو عبيد: المُصَرّاة هي الناقةُ أَو البَقرة أَو الشاة يُصَرَّى اللبنُ في ضَرْعِها أَي يُجْمَعُ ويُحْبَسُ، يقال منه: صَرَيْتُ الماءَ وصَرَّيْتُه.
وقال ابن بزرج: صَرَتِ الناقةُ تَصْرِي من الصَّرْيِ، وهو جمع اللبنِ في الضَّرْعِ: وصَرَّيْت الشاة تَصْرِيةً إذا لم تَحْلُبْها أَياماً حتى يجتمعَ اللَّبَنُ في ضَرْعِها، والشاةُ مُصَرَّاة. قال ابن بري: ويقال ناقةٌ صَرْياءُ وصَرِيَّة؛ وأَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِيِّ: لَيَاليَ لم تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِيَّةً، تُسَوِّقُ صَرْىَا في مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ (* قوله «ليالي إلخ» هذا البيت هو هكذا بهذا الضبط في الأصل). قال: وقال ابن خالَويَه الصَّرْية اجتماعُ اللبنِ، وقد تُكْسَر الصادُ، والفتح أَجْوَدُ.
وروى ابن بري قال: ذكر الشافعي، رضي الله عنه، المُصَرَّاةَ وفسرها أَنها التي تُصَرُّ أَخلافُها ولا تحْلَبُ أَياماً حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها، فإذا حَلَبَها المشتري اسْتغْزرَها. قال: وقال الأَزهري جائزٌ أَن تكونَ سُمِّيَتْ مُصَرَّاةً من صَرِّ أَخلافِها كما ذكر، إلاَّ أَنهم لما اجتَمع في لهم الكلمة ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إحداها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تَظنَّنْتُ، ومثلهُ تَقَضَّى البازِي في تَقَضَّضَ، والتَّصَدِّي في تَصَدَّدَ، وكثيرٌ من أَمثالِ ذلك أَبْدلوا من أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ ياءً كراهيةً لاجتماعِ الأَمثالِ، قال: وجائز أَن تكون سمِّيتْ مُصَرَّاةً من الصَّرْيِ، وهو الجمع كما سَبق، قال: وإليه ذهب الأَكثرون، وقد تكررت هذه اللفظةُ في أَحاديث منها قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَصُرُّوا الإبِلَ والغَنَم، فإن كان من الصَّرِّ فهو بفتح التاء وضم الصاد، وإن كان من الصَّرْيِ فيكون بضم التاء وفتح الصاد، وإنما نَهَى عنه لأَنه خِداعٌ وغِشٌّ. ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الطعَامِ أَثْقَلُ؟ فقالت: بَيْضُ نَعامْ وصَرَى عامٍ بعدَ عامْ أَي ناقة تُعَزِّزُها عاماً بعدَ عامٍ؛ الصَّرَى اللَّبَنُ يُتْرَكُ في ضَرْعِ النَّاقَةِ فلا يُحتَلَبُ فَيصِيرُ مِلْحاً ذا رِياحٍ.
وردَّ أَبو الهيثم على ابن الأَعرابي قوله صَرَى عامٍ بعدَ عامٍ، وقال: كيف يكونُ هذا والناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ في كلامٍ طَويلٍ قَدْ وَهِمَ في أَكْثَرِه؛ قال الأَزهري: والذي قاله ابن الأَعرابي صحيحٌ، قال: ورأَيتُ العَرَب يَحْلُبْونَ النَّاقَةَ من يومِ تُنْتَجُ سَنَةً إذا لم يَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَيْها كِشافاً، ثم يُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ ليَبْقَى طِرْقُها، وإذا غَرَّزُوها ولم يَحْتَلِبُوها وكانت السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ في ضَرْعِها فَخَثُرَ وخَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح، قال: ولقد حَلَبْتُ لَيلَةً من اللَّيالي ناقةً مُغَرَّزَة فلم يَتَهيأْ لي شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ ودَفَقْتُه، وإنما أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَى عامٍ بعد عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بعد انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فيه، ولم يَعْرِف أَبو الهيثم مُرادَها ولم يَفْهم منه ما فَهِمَه ابن الأَعرابي، فطِفِقَ يَرُدُّ على من عَرَفَه بتَطْويلٍ لا معنى فيه.
وصَرَى بَوْله صَرْياً إذا قَطَعَه.
وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلانٍ إذا بَقِيَ في يَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً؛ قال رؤْبة: رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَريتُ والصَّرى: ما اجْتَمع من الدَّمْعِ، واحدته صَراةٌ.
وصَرِيَ الدَّمْعُ إذا اجْتَمع فَلَمْ يَجْرِ؛ وقالت خَنْساء: فلم أَمْلِكْ، غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ، سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابن الأَعرابي: صَرَى يَصْرِي إذا قَطَع، وصَرَى يَصْرِي إذا عَطَفَ، وصَرَى يَصْرِي إذا تقدَّم، وصَرَى يَصْري إذا تأَخَّرَ، وصَرَى يَصْري إذا عَلا، وصَرَى يَصْرِي إذا سَفَلَ، وصَرَى يَصْرِي إذا أَنْجَى إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ وأَغاثَهُ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً بَيْنَ الفَراعِلِ، إنْ لَمْ يَصْرِني الصاري وقال آخر في صَرَى إذا سَفَل: والناشِياتِ الماشياتِ الخَيْزَرَى وفي الحديث: أَنه مَسَحَ بيدهِ النَّصْلَ الذي بَقِيَ في لَبَّةِ رافِعِ بن خَدِيجٍ وتَفَلَ عليه فلم يَصْرِ أي لم يَجْمَع المِدَّةَ.
وفي حديث عَرْضِ نَفْسِه على القبائل: وإنما نزلنا الصَّرَيَيْنِ اليَمامةَ والسَّمامة؛ هما تثنيةُ صَرى، ويروى الصِّيرَيْن، وهو مذكور في موضعه.
وكلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَرىً، ومنه الصراة؛ وقال: كعُنُق الآرام أَوْفى أَو صرى (* قوله «كعنق الآرام إلى قوله وصرى سفل» هكذا في الأصل.
ومحل هذه العبارة بعد قوله: والناشيات الماشيات الخيزرى). قال: أَوْفى عَلا، وصَرَى سَفَلَ؛ وأَنشد في عَطَفَ: وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ في مَجْدُولةٍ، وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِيدَا قال ابن بزرج: صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إذا رَفَعَتْه من ثِقَلِ الوِقْرِ؛ وأَنشد: والعِيسُ بيْنَ خاضِعٍ وصارِي والصَّراة: نهرٌ معروف، وقيل: هو نهر بالعراق، وهي العظمى والصغرى.
والصَّرَاية: نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ. الأَصمعي: إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ، ممدودٌ؛ وروي قول امرئِ القيس: كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ، أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ (* صدر البيت مختلّ الوزن، ورواية المعلقة: كأنَّ على المتنين منه، إذا انتحى، * مداكَ عروسٍ أو صَلايةَ حَنظلِ).
والصَّرَاية: الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ، وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا. قال ابن الأَعرابي: أَنشد أَبو مَحْضَة أَبياتاً ثم قال هذه بِصَراهُنَّ وبِطَراهُنَّ؛ قال أَبو تراب: وسأَلت الحُصَيْنيَّ عن ذلك فقال: هذه الأَبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَواتَهِنَّ أَي بِجِدَّتِهِنَّ وغَضاضَتِهِنَّ؛ قال العجاج: قُرْقُورُ ساجٍ، ساجُه مَصْليُّ بالقَيْرِ والضَّباب زَنْبَرِيُّ رَفَّعَ من جِلالِهِ الدَّارِيُّ، ومَدَّهُ، إذْ عَدلَ الخَليُّ، جَلٌّ وأَشْطانٌ وصرَّارِيُّ، ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِيُّ وقال سُلَيْك بنُ السُّلَكة: كأْنَّ مفالِق الهامات مِنهُمْ صَراياتٌ نهادَتْها الجواري قال بعضهم: الصِّرايَةُ نقِيعُ الحَنظل.
وفي نوادر الأَعراب: الناقةُ في فِخاذِها، وقد أَفْخَذتْ، يعني في إلْبائِها، وكذلك هي في إحْدائها وصَراها.
والصَّرى: أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَي عشر شهراً فتُلْبئَ فذلك الصَّرى، وهذا الصَّرى غير ما قاله ابن الأَعرابي، فالصَّرى وجهان.
والصَّاريَةُ من الرَّكايا: البَعِيدَة العَهْد بالماء فقد أَجَنَت وعَرْمَضَتْ.
والصَّاري: الملاّحُ، وجمعه صُرٌّ على غير قياس، وفي المحكم: والجمع صُرَّاءٌ، وصَرارِيُّ وصَرارِيُّون كلاهما جمع الجمع؛ قال: جذْبُ الصَّراريِّين بالكُرُور وقد تقدم أَنّ الصَّرارِيَّ واحد في تَرْجمة صَرر؛ قال الشاعر: خَشِي الصَّرارِي صَوْلةً منهُ، فعاذوا بالكلاكِلْ وصاري السَّفِينة: الخَشَبة المُعترضةُ في وَسَطِها.
وفي حديث ابن الزُّبَيْر وبناء البيت: فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة؛ هي جمع الصَّاري وهُو ذَقَلُ السفينة الذي يُنصَبُ في وَسَطِها قائماً ويكُون عليه الشِّراعُ.
وفي حديث الإسراء في فَرْض الصلاة: علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ الله صِرَّى أََي حَتْمٌ واجبٌ، وقيل: هي مُشتَقَّة من صَرَى إذا قَطَع، وقيل: من أَصْرَرْت على الشيء إذا لزمنه، فإن كان هذا فهو من الصَّاد والرَّاءِ المُشَدَّدة.
وقال أَبو موسى: هوصِرِّيٌّ بوزن جِنِّيٍّ، وصِرِّيُّ العَزْم ثابتُه ومُستَقِرُّه، قال: ومن الأَول حديث أَبي سَمَّال الأَسَدي وقد ضَلَّت ناقَتُه فقال: أَيْمُنكَ لئِنْ لم ترُدَّها عليَّ لا عَبَدْتُك فأَصابها وقد تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها وقال: علِمَ ربَّي أَنَّها مني صِرَّى أَي عزيمة قاطعةٌ ويمينٌ لازمَة. التهذيب في قوله تعالى: فصُرْهُنَّ إليكَ، قال: فسروه كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلَّهُنَّ، قال: وأَما فصِرْهُنَّ، بالكسر، فإنه فُسِّر بمعنى قَطِّعْهُنَّ، قال: ولم نجد قَطِّعْهُنَّ معروفة، قال: وأُراها إن كانت كذلك من صَرَيْتُ أَصْري أَي قطَعْت، فقُدِّمَتْ ياؤُها وقلب، وقيل: صِرْتُ أَصِير كما قالوا عَثَيْت أَعْثي وعِثْت أَعيثُ بالعين، من قولك عِثْتُ في الأَرض أَي أَفسَدْت.

فرغ (لسان العرب) [1]


الفَراغُ: الخَلاءُ، فَرَغَ يَفْرَغُ ويَفْرُغُ فَراغاً وفُروغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ.
وفي التنزيل: وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ موسى فارِغاً، أَي خالياً من الصبر، وقرئ فُرُغاً أَي مُفَرَّغاً.
وفَرَّغَ المكانَ: أَخلاه، وقد قرئ: حتى إِذا فُرِّغَ عن قلوبِهم، وفسر: فَرَّغَ قلوبَهم من الفَزَعِ.
وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ: إِخْلاؤها.
وفَرَغْتُ من الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لكذا واستَفْرَغْتُ مَجْهُودِي في كذا أَي بذلتُه. يقال: اسْتَفْرَغَ فلان مَجْهُودَه إِذا لم يُبْق من جُهْدِه وطاقتِه شيئاً.
وفَرَغَ الرجلُ: ماتَ مثل قَضَى، على المثَل، لأَن جسمه خَلا من رُوحِه.
وإِناءٌ فُرُغٌ: مُفَرَّغٌ. قال ابن الأَعرابي: قال أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ، فإِنه يَصُوكُ على شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ على فَرْغِ صَقْرٍ؛ يَصُوك أَي يَلْزَمُ، والمَصادُ الجبل، . . . أكمل المادة والقِرْشامُ القُرادُ، والفَرْغُ الإِناء الذي يكون فيه الصَّقْرُ، وهو الدُّوشابُ.
وقَوْسٌ فُرُغٌ وفِراغٌ: بغير وَتَرٍ، وقيل: بغير سَهْمٍ.
وناقة فِراغٌ: بغير سِمةٍ.
والفِراغُ من الإِبل: الصَّفِيُّ الغَزِيرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ.
والفَرْغُ: السَّعةُ والسَّيَلانُ. الأَصمعي: الفِراغُ حَوْضٌ من أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ؛ قال أَبو النجم: طافَ به جَنْبَيْ فِراغٍ عَثْجَل ويقال: عنى بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قد جَفَّ ما فيه من اللَّبَن فَتَغَضَّنَ؛ وقال امرؤُ القيس: ونَحَتْ له عن أَرزِ تالئة فِلْقٍ فِراغٍ مَعابِلٍ طُحْل أَراد بالفِراغِ ههنا نِصالاً عَرِضةً، وأَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها، شبَّهها بالشجرة التي يقال لها الأَرْزةُ، والمِعْبَلةُ: العَرِيضُ من النِّصالِ.
وطَعْنةٌ فَرْغاءُ وذاتُ فَرْغٍ: واسِعةٌ يَسِيلُ دَمُها، وكذلك ضَرْبة فرِيغةٌ وفَرِيغٌ.
والطعنةُ الفَرْغاءُ: ذات الفَرْغ وهو السَّعةُ.
وطرِيقٌ فرِيغٌ: واسِعٌ، وقيل: هو الذي قد أُثِّرَ فيه لكثرة ما وُطِئَ؛ قال أَبو كبير: فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً ، أَبانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ والفَرِيغُ: العرِيضُ؛ قال الطرمّاح يصف سِهاماً: فِراغٌ عَوارِي اللِّيطِ ، تُكْسَى ظُباتُها سَبائِبَ ، منها جاسِدٌ ونَجِيعُ وقوله تعالى: سَنَفْرُغُ لكم أَيُّها الثَّقَلانِ؛ قال ابن الأَعرابي: أَي سَنَعْمِد، واحتج بقول جرير: ولَمَّا اتَّقَى القَيْنُ العَراقيَ بِاسْتِه، فَرَغْتُ إلى العَبْدِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ قال: معنى فَرَغْتُ أَي عَمَدْتُ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: افْرُغْ إلى أَضْيافِك أَي اعْمِدْ واقْصِدْ، ويجوز أَن يكون بمعنى التخَلّي والفَراغِ لتَتَوَفَّرَ على قِراهم والاشتِغالِ بهم.
وسَهْمٌ فَرِيغٌ: حَدِيدٌ؛ قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ: فَرِيغَ الغِرارِ على قدره ، فَشَكَّ نَواهِقَه والفَما وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كذلك، وكذلك رجل فَرِيغٌ: حديد اللِّسانِ.
وفرس فَرِيغٌ: واسِعُ المَشْي، وقيل: جَوادٌ بِعِيدٌ الشَّحْوةِ؛ قال: ويَكادُ يَهْلِكُ في تَنُوفَتِه شأْوُ الفَرِيغِ، وعَقْبُ ذي العَقْبِ وقد فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً.
وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ: سريع أَيضاً؛ عن كراع، والمَعْنَيانِ مُقْتَرِبانِ.
وفرس فَرِيغُ المَشْي: هِمْلاجٌ وَساعٌ.
وفرس مُسْتَفْرِغٌ: لا يَدَّخِرُ من حُضْرِه شيئاً.
ورجل فِراغٌ: سريع المشي واسعُ الخِطاءِ، ودابّة فِراغُ السَّيْرِ كذلك.
وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار قال: حَمَلْنا رسولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، على حِمارٍ لنا قَطُوفٍ فنزل عنه فإِذا هو فِراغٌ لا يُسايَرُ أَي سَرِيعُ المَشْي واسعُ الخَطْوةِ (* قوله «الخطوة» كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: سريع الخطو.).
والإِفراغُ: الصَّبُّ.
وفَرَغَ عليه الماءَ وأَفْرَغَه: صَبَّه؛ حكى الأَوَّل ثعلب؛ وأَنشد: فَرَغْنَ الهَوى في القَلْبِ ، ثم سَقَيْنَه صُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ وفي التنزيل: رَبَّنا أَفْرِغْ علينا صَبْراً؛ أَي اصْبُبْ، وقيل: أَي أَنْزِلْ علينا صبراً يشتمل علينا، وهو على المثل.
وافْتَرَغَ: أَفْرَغَ على نفسه الماء وصَبَّه عليه.
وفَرِغَ الماءُ، بالكسر، يَفْرَغُ فَراغاً مثال سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً أَي انْصَبَّ، وأَفرغته أَنا.
وفي حديث الغسل: كان يُفْرِغُ على رأْسِه ثلاث إفراغاتٍ، وهي المرة الواحدة من الإِفراغِ. يقال: أَفْرَغْتُ الإِناءَ إِفرْاغاً وفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً إِذا قَلَبْتَ ما فيه.
وأَفْرَغْتُ الدِّماءَ: أَرَقتُها.
وُفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً أَي صببته.
ويقال: ذَهَب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً أَي باطِلاً هَدَراً لم يُطْلَبْ به؛ وأَنشد: فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْوةٌ ، فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ والفُراغة: ماء الرجل وهو النُّطْفةُ. عند الجماع: صَبَّ ماءَه.
وأَفْرَغَ الذهبَ والفِضَّةَ وغيرهما من الجواهر الذائبة: صَبَّها في قالَبٍ.
وحَلْقة مُفْرَغةٌ: مُصْمَتةُ الجَوانِب غيرُ مَقْطُوعةٍ.
ودِرْهم مُفْرَغٌ: مَصْبُوب في قالب ليس بمضروب.
والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلْو وهو خَرْقُه الذي يأْخذ الماء.
ومَفْرَغُ الدلوِ: ما يلي مُقَدَّم الحَوْضِ.
والمَفْرَغُ والفَرْغُ والثَّرْغُ: مَخْرَجُ الماء من بين عَراقي الدلو، والجمع فُرُوغٌ وثُرُوغٌ.
وفِراغُ الدلو: ناحِيَتها التي يُصَبُّ منها الماء؛ وأَنشد: تسْقي به ذات فِراغٍ عَثْجَلا وقال: كأَنَّ شِدْقَيْه ، إذا تَهَكَّما، فَرْغانِ مِنْ غَرْبَيْن قَدْ تخَرَّما قال: وفَرْغُه سَعةُ خَرْقِه، ومن ذلك سمي الفَرْغانِ.
والفَرْغُ: نجم من مَنازِلِ القمر، وهما فَرْغانِ مَنزِلان في بُرْج الدلو: فَرْغُ الدلو المُقَدَّمُ، وفرغ الدلو المُؤَخَّرُ، وكل واحد منهما كَوْكَبانِ نَيّرانِ، بين كل كوكبين قدر خمس أَذرع في رأْي العين.
والفِراغُ: الإِناء بعينه؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: وأَما الفِراغُ فكل إناءِ عند العرب فِراغٌ.
والفَرْغانُ: الإِناءُ الواسِعُ.
والفِراغُ: الأَوْدِية؛ عن ابن الأَعرابي ولم يذكر لها واحداً ولا اشْتَقَّها. قال ابن بري: الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ؛ قال مالك العليمي: أُنْجُ نجاءً من غَرِيمٍ مَكْبُولْ، يُلْقى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ واتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ ويَزِيدُ بن مُفَرِّغ، بكسر الراء: شاعرٌ من حِمْيَر.

مها (لسان العرب) [1]


المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق؛ قال صخر الغي: وصارِم أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، أَبْيَض مَهْو في مَتْنِهِ رُبَدُ وقيل: هو الكثير الفِرِنْد، وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه؛ قال ابن جني: وذلك لأَنه أُرِقَّ حتى صار كالماء.
وثوب مَهْوٌ: رَقِيق، شبّه بالماء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عطاء: قَمِيصٌ من القُوهِيِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ ويروى: زَهْوٌ ورَخْفٌ، وكل ذلك سواء. الفراء: الأَمْهاء السُّيوف الحادة.
ومَهْوُ الذهَب: ماؤه والمَهْوُ: اللبن الرقيق الكثير الماء، وقد مَهُوَ يَمْهُو مَهاوَةً وأَمْهَيْتُه أَنا.
والمُهاة، بضم الميم: ماء الفحل في رحم الناقة، مقلوب أَيضاً، والجمع مُهْيٌ؛ حكاه سيبويه في باب ما لا يُفارق واحدَه إِلا بالهاء وليس عنده بتكسير؛ قال ابن . . . أكمل المادة سيده: وإِنما حمله على ذلك أَنه سمع العرب تقول في جمعه هو المُها، فلو كان مكسراً لم يَسُغْ فيه التذكير، ولا نظير له إِلا حُكاةٌ وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى، فإِنهم قالوا هو الحُكَى وهو الطُّلَى، ونظيره من الصحيح رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ. أَبو زيد: المُهَى ماء الفحل، وهو المُهْيةُ.
وقد أَمْهَى إِذا أَنزل الماء عند الضِّراب.
وأَمْهَى السمْنَ: أَكثر ماءه، وأَمْهَى قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها، وأَمْهَى الشَّرابَ: أَكثر ماءه، وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً فهو مَهْوٌ، وأَمْهَى الحَدِيدة: سَقاها الماء وأَحَدَّها؛ قال امرؤ القَيس: راشَه مِنْ رِيش ناهِضَةٍ، ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ وأَمْهَى النَّصْلَ على السِّنان إِذا أَحدَّه ورقَّقه.
والمَهْيُ: تَرْقيق الشَّفْرة، وقد مَهاها يَمْهِيها.
وأَمْهَى الفَرَس: طَوَّلَ رَسَنَه، والاسمُ المَهْيُ على المعاقبة.
ومَها الشيءَ يَمْهاهُ ويَمْهِيه مَهْياً معاقبة أَيضاً: مَوَّهَه.
وحَفَر البئر حتى أَمْهَى أَي بلغ الماء، لغة في أَماه على القلب، وحَفَرْنا حتى أَمْهَيْنا. أَبو عبيد: حَفَرْتُ البئر حتى أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ، وإِن شئت حتى أَمْهَيتُ، وهي أَبعد اللغات، كلها إِذا انتهيت إِلى الماء؛ قال ابن هرمة: فإِنَّكَ كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى، شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا ابن بُزُرْج في حَفْرِ البِئرِ: أَمْهَى وأَماهَ، ومَهَتِ العَيْنُ تَمْهُو؛ وأَنشد: تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِرا قِ، والعَيْنُ تَمْهُو على المَحْجَرِ قال: وأَمْهَيْتها أَسَلْت دَمْعَها. ابن الأَعرابي: أَمْهى إِذا بَلَغ من حاجَته ما أَراد، وأَصله أَن يبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال لعُتْبة بن أَبي سفيان وقد أَثنى عليه فأَحْسَن: أَمْهَيْتَ يا أَبا الوليدِ أَمْهَيْت أَي بالغْتَ في الثناء واسْتَقْصَيْت، من أَمْهَى حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَى في الحَفْرِ وبَلَغَ الماءَ.
وأَمْهَى الفَرسَ إِمهاءً: أَجْراه ليَعْرَقَ. أَبو زيد: أَمْهَيْتُ الفَرَس أَرْخَيت له من عنانه، ومثله أَمَلْت به يَدِي إِمالَةً إِذا أَرْخَى له من عِنانه.
واسْتَمْهَيت الفَرَس إِذا اسْتَخْرَجْت ما عِنْدَه من الجَرْيِ؛ قال عَدِيّ: هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهمْ حَدُّ الخَمِيس، ويَسْتَمْهُونَ في البُهَمِ والمَهْوُ: شدَّةُ الجَرْيِ.
وأَمْهَى الحَبْلَ: أَرْخاه.
وأَمْهَى في الأَمرِ حَبْلاً طَويلاً على المثل. الليث: المَهْيُ إِرْخاءُ (* قوله« المهى إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب.)الحَبل ونحوِه؛ وأَنشد لطرفَة. لَكا لطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياهُ في اليَدِ الأُموي: أَمْهَيْت إِذا عَدَوْتَ، وأَمْهَيْت الفرسَ إِذا أَجْرَيْته وأَحْمَيْته.
وأَمْهَيت السَّيفَ: أَحْدَدْته.
والمَهاةُ: الشمسُ؛ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلْب: ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبُّ رَحِيمٌ بمَهاةٍ، شُعاعُها مَنْشُور واستشهد ابن بري في هذا المكان ببيت نسبه إِلى أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِي: ثمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌ قَديرُ بمَهاةٍ ، لهَا صَفاءٌ ونُورُ ويقال للكَواكب: مَهاً؛ قال أُمية: رَسَخَ المَها فيها، فأَصْبَحَ لَوْنُها في الوارِساتِ، كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ وفي النوادر: المَهْوُ البَرَدُ.
والمَهْو: حصًى أَبيض يقال له بُصاقُ القَمَر.
والمَهْوُ: اللُّؤْلُؤُ.ويقال للثغر النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وكثر ماؤه: مَهاً؛ قال الأَعشى: ومَهاً تَرِفُّ غُروبُه، يَشْفِي المُتَيَّمَ ذا الحَرارهْ والمَهاة: الحِجارة (* قوله« والمهاة الحجارة» هي عبارة التهذيب.) البيض التي تَبْرُق، وهي البلَّوْرُ.
والمَهاةُ: البلَّوْرة التي تَبِصُّ لشدَّة بياضها، وقيل: هي الدُّرَّةُ، والجمع مَهاً ومَهَواتٌ ومَهَياتٌ؛ وأَنشد الجوهري للأَعشى: وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ، إِذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ وفي حديث ابن عبد العزيز: أَن رجلاً سأَل ربُه أَن يُرِيَه مَوْقِع الشيطان من قَلْب ابنِ آدمَ فرأَى فيما يَرى النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّى يُرى داخِلُه من خارجه؛ المَها: البِلَّوْرُ، ورَأَى الشيطانَ في صورة ضِفْدع له خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قد أَدْخَله في مَنْكِبه الأَيسر، فإِذا ذكَر اللهَ عز وجل خَنَسَ.
وكلُّ شيءٍ صُفِّيَ فأَشبه المها فهو مَمَهًّى.
والمَهاةُ: بَقرةُ الوحش، سُمِّيت بذلك لبياضها على التشبيه بالبِلَّورْة والدُّرَّة، فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ في البَياض فإِنما يُعنى بها البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة، فإِذا شُبهت بها في العينين فإِنما يُعنى بها البقرة، والجمع مَهاً ومَهَوات، وقد مَهَتْ تَمْهُو مَهاً في بياضها.
وناقةٌ مِمْهاء: رَقِيقة اللَّبن. مَهْوةٌ: رَقِيقة.
وسَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَي رقِيقاً.
والمَهاء، بالمدّ: عيب أَو أَوَدٌ يكون في القِدْحِ؛ قال: يقِيمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ ومَهَوْت الشيءَ مَهْواً: مثل مَهَيْتُه مَهْياً.
والمَهْوَةُ من التمر: كالمَعْوةِ؛ عن السيرافي، والجمع مَهْوٌ.
وبنو مَهْوٍ: بَطْن من عبد القيس. أَبو عبيد: من أَمثالهم في باب أَفْعَل: إِنه لأَخْيَبُ مِن شيخ مَهْوٍ صَفْقةً؛ قال: وهم حيّ مِن عبد القَيْس كانت لهم في المَثَل قصة يَسْمُج ذِكرها.
والمِمْهى: اسم موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم: وباتَتْ لَيلةً وأَدِيمَ لَيْل، على المِمْهى، يُجَزُّ لها الثَّغامُ

العَرَقُ (القاموس المحيط) [1]


العَرَقُ، مُحَرَّكةً: رَشْحُ جِلْدِ الحَيَوانِ، ويُسْتَعارُ لغَيْرِهِ.
ورَجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ، وأما عُرَقَةٌ، كهُمَزَةٍ: فَبناءٌ مُطَّرِدٌ في كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثِيٍّ، كضُحَكَةٍ،
و= : نَدَى الحائِطِ، والثَّوابُ أو قَليلُهُ، واللبَنُ لأَِنَّهُ يَتَحَلَّبُ في العُروقِ حتى يَنْتَهِي إلى الضَّرْعِ، وكُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ والآجُرِّ في الحائِطِ، وقد بَنَى الباني عَرَقاً وعَرَقَيْنِ وعَرَقَةً وعَرَقَتَيْنِ،
و= : الطُّرُقُ في الجِبالِ،
كالعَرْقَةِ،
و= : آثارُ اتِّبَاعِ الإِبِلِ بعضِها بعضاً.
وعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسُهُ،
و= : الزَّبيبُ، ونِتاجُ الإِبِلِ، والنَّقْعُ، والسَّطْرُ من الخَيْلِ ومن الطَّيْرِ، وكُلُّ مُصْطَفٍّ، والسَّفيفَةُ المَنْسوجَةُ من الخوصِ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ منه الزِّنْبيلُ أو الزِّنْبيلُ . . . أكمل المادة نَفْسُه، ويُسَكَّنُ،
و= : الشَّوْطُ والطَّلَقُ.
و"عَرَقُ القِرْبَةِ" : كنايَةٌ عن الشِدَّةِ والمَجْهودِ والمَشَقَّةِ، لأنّ القِرْبَةَ إذا عَرِقتْ خَبُثَ رِيحُها، أَو لأنَّ القِرْبَةَ مالَها عَرَقٌ، فكأنه تَجَشَّمَ مُحالاً، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: مَنْقَعَتُها، كأنه تَجَشَّمَ حتى احْتاجَ إلى عَرَقِ القِرْبَةِ، وهو ماؤُها يَعْني السَّفَرَ إليها، أو عَرَقُ القِرْبَةِ: سَفيفَةٌ يَجْعَلُها حامِلُ القِرْبَةِ على صَدْرِهِ، أو مَعْناهُ: تَكَلَّفَ مَشَقَّةً كمَشَقَّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ، يَعْرَقُ تحتَها من ثِقَلِها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، ككتِفٍ: فَسَدَ طَعْمُهُ، عن عَرَقِ البعيرِ المُحَمَّلِ عليه.
وكفرِح: كسِلَ.
وحِبَّانُ ابنُ العَرِقَةِ، وقد تُفْتَحُ الراءُ، وهي أُمُّه قِلابَةُ، لُقِّبَتْ به لِطيبِ رِيحِها، وهو الذي رَمَى سعدَ بنَ مُعاذٍ، رضي الله تعالى عنه، يومَ الخَنْدَقِ.
والعَرَقَةُ، (محرَّكةً): الخَشَبَةُ تَعْتَرِضُ بين ساقَيِ الحائِطِ، والدِّرَّةُ يُضْرَبُ بها، والنِسْعَةُ يُشَدُّ بها الأسيرُ،
ج: عَرَقٌ وعَرَقاتٌ.
وعَرَقَ العَظْمَ عَرْقاً ومَعْرَقاً، كمَقْعَدٍ: أكَلَ ما عليه من اللَّحْمِ،
كتَعَرَّقَهُ،
و~ في الأرضِ: ذهَبَ،
و~ المَزادَةَ: جَعَلَ لها عِراقاً.
والعَرْقُ، وكغُرابٍ: العَظْمُ أُكِلَ لَحْمُه،
ج: ككِتابٍ، وغُرابٍ نادرٌ، أو العَرْقُ: العَظْمُ بلَحْمِهِ، فإذا أُكِلَ لَحْمُهُ،
فَعُراقٌ، أو كِلاهُما لِكِلَيْهِما.
وكغُرابٍ وغُرابةٍ: النُّطْفَةُ من الماءِ،
كالعَرْقاةِ، والمَطَرَةُ الغَزَيرَةُ.
وعُراقُ الغَيْثِ: نباتُهُ في أثَرِهِ.
ورجُلٌ مُعَرَّقُ العِظامِ، كمُعَظَّمٍ،
ومَعْروقُها: قليلُ اللَّحْمِ، وقد عُرِقَ، كعُنيَ، عَرْقاً.
والعَرْقُ: الطريقُ يَعْرُقُه الناسُ حتى يَسْتَوْضِحَ، وبالكسر: للشجرِ والبَدَنِ: م،
ج: عُروقٌ وأعراقٌ وعِراقٌ، وأصْلُ كلِّ شيءٍ، والأرضُ المِلْحُ لا تُنْبِتُ، والجَبَلُ الغليظُ المُنْقادُ لا يُرْتَقَى لصُعوبَتِهِ، والجَبَلُ الصغيرُ، ضدٌّ، والجَسَدُ،
وع، واللَّبَنُ، والنِتاجُ الكثيرُ، ولَقَبُ الحُسينِ بنِ عبدِ الجَّبَّارِ، والسَّبَخَةُ تُنْبِتُ الطَّرْفاءَ، والحَبْلُ الرَّقيقُ من الرَّمْلِ المُسْتَطيلِ مع الأرضِ، أو المكانُ المُرْتَفِعُ،
ج: عُروقٌ.
وذاتُ عِرْقٍ: بالباديَةِ، مِيقاتُ العِراقِيِّينَ.
وعِرْقٌ: وادٍ لبني حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ، ومَوْضِعانِ بالبَصْرَةِ.
وعِرْقَةُ، بهاءٍ: د بالشامِ.
والعُروقُ الصُّفْرُ: نباتٌ للصَّبَّاغِينَ، فارِسيَّتُه: زَرْدُجُوبَه، أو هو الهُرْدُ، أو المامِيرانُ، أو الكُرْكُمُ الصغيرُ.
والعُروقُ البِيضُ: نباتٌ مُسَمّنَةٌ للنساءِ، وتُسَمَّى: المُسْتَعْجِلَةَ.
والعُروقُ الحُمْرُ: الفُوَّةُ.
والعُرُقُ، بضمتينِ:
جمعُ عِراقٍ: لشاطِئِ البَحْرِ.
والعُروقُ: تِلالٌ حُمْرٌ قُرْبَ سَجا.
وككِتابٍ: جَوْفُ الرِيشِ، ومِياهٌ لبني سعدٍ، وشاطِئُ الماءِ، أو شاطئُ البَحْرِ طولاً، والخَرْزُ المَثْنِيُّ في أسْفَلِ المَزادَةِ، والراوِيَةُ، والطِبابَةُ، وقُطْرُ الجَبَلِ وحْدَه، وبَقايا الحَمْضِ،
كالعِرْقِ، بالكسر فيهما، ومنه: إبِلٌ عِراقِيَّةٌ،
و~ من الظُّفْرِ: ما أحاطَ به،
و~ من الأذُنِ: كِفافُها،
و~ من الدارِ: فِناؤُها،
و~ من السُّفْرَةِ: خَرْزُها المُحيطُ بها،
و~ من النَّهرِ: حاشِيَتُهُ من أدْناهُ إلى مُنْتَهاهُ،
و~ من الحَشا: فوقَ السُّرَّةِ مُعْتَرِضاً بالبَطْنِ، جمعُ الكلِّ: أعْرِقةٌ وعُرْقٌ،
وبِلادٌ م من عَبَّادَانَ إلى المَوْصِلِ طولاً، ومن القادِسِيَّةِ إلى حُلْوانَ عَرْضاً، ويُذَكَّرُ، سُمِّيَتْ بها لتَواشُجِ عِراقِ النَّخْلِ والشجر فيها، أو ط لأَنَّه اسْتَكَفَّ أرضَ العَرَب ط،
أو سُمِّيَ بِعِراقِ المَزَادَةِ: لجِلْدَةٍ تُجْعَلُ على مُلْتَقَى طَرَفَيِ الجِلْدِ إذا خُرِزَ في أسْفَلِها، لأنَّ العِراق بين الرِيفِ والبَرِّ، أو لأنه على عِراقِ دِجْلَةَ والفُراتِ، أي: شاطِئِهِما، أو مُعَرَّبَةُ إيرانْ شَهْر، ومَعْناه: كثيرةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ.
والعِراقانِ: الكوفَةُ والبَصْرَةُ.
وعَرْقُوَةُ الدَّلْو، كَتَرْقُوَةٍ، ولا يُضَمُّ: أوَّلُها.
وعَرْقاتُها: بِمَعْنى.
والعَرْقُوتَانِ: خَشَبَتَانِ يُعْرَضانِ عليها كالصَّليبِ، وخَشَبَتَانِ تَضُمَّانِ ما بينَ واسِطِ الرَّحْلِ والمؤخِرَةِ،
ج: العَراقِي.
وذاتُ العَرَاقي: الداهِيَةُ.
والعَرْقُوَةُ: كُلُّ أكَمَةٍ مُنْقادَةٍ في الأرْضِ، كأنَّها جَثْوَةُ قَبْرٍ.
والعَرْقاةُ، ويُكسَرُ،
والعِرْقَةُ، بالكسْرِ: الأصْلُ، أو أصْلُ المالِ، أو أرومَةُ الشَّجَرِ التي تَتَشَعَّبُ منها العُروقُ.
وقَوْلُهُم اسْتَأصَلَ الله عَرْقَاتَهُم، إنْ فَتَحْتَ أوَّلَهُ فَتَحْتَ آخِرَهُ، وهو الأكثَرُ، وإن كسَرْتَهُ كَسَرْتَهُ، على أَنَّهُ جَمْعُ عِرْقَةٍ، بالكسْرِ.
وكزُبَيرٍ: ع بين البَصْرَةِ والبَحْرَيْنِ.
وعِرْقَةُ، بالكسْرِ: د بالشامِ، منه: عُرْوَةُ بنُ مَرْوانَ المُسْنِدُ، وواثِلَةُ بنُ الحَسَنِ العِرْقيَّانِ.
وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عِرْقٍ، بالكسرِ، وابنُهُ محمد: تابِعِيانِ.
وإبراهيمُ بنُ محمدِ ابنِ عِرْقٍ الحِمْصِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ يَعْقوبَ المُقْرِئُ البَغْدَادِيُّ: عُرِفَ بابنِ أخي العِرْقِ.
وكَجُهَيْنَةَ: ع، وله يَوْمٌ.
وأَعْرَقَ: أتى العِراقَ، وصارَ عَريقاً في اللُّؤْمِ وفي الكَرَمِ،
و~ الشَّجَرُ: اشْتَدَّتْ عُروقُهُ في الأرْضِ،
و~ الشَّرابَ: جَعَلَ فيه عِرْقاً من الماءِ، بالكسرِ، أي: قَليلاً، فهو مُعْرَقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، ومَعْرُوقٌ،
و~ في الدَّلْوِ: جَعَلَ الماءَ فيها دونَ المَلْءِ،
كَعَرَّقَ فيهما تَعْريقاً.
والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ ومُحَدِّثَةٍ: طريقٌ إلى الشامِ، كانَتْ قُرَيْشٌ تَسْلُكُها.
ورَجُلٌ مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّقٌ، كمُعَظَّم: قَلِيلُ اللَّحْمِ.
واسْتَعْرَقَ: تَعَرَّضَ للحَرِّ كَيْ يَعْرَقَ.
والعَوارِقُ: الأضْرَاسُ والسِنونَ، لأنَّها تَعْرُقُ الإِنْسانَ.
وصارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ: أخَذَ رَأسَهُ تَحْتَ إبْطِهِ فَصَرَعَهُ.
وابنُ عِرْقانَ، بالكسرِ: رَجُلٌ.
والعِرْقانُ: ع.
وعارِقٌ: لَقَبُ قَيْسِ بنِ جِرْوَةَ الطائِيِّ لِقَوْلِهِ:
فإنْ لَمْ نُغَيِّر بَعْضَ ما قَدْ صَنَعْتُمُ **** لأَنْتَحِيَنَّ العَظْمَ ذو أنا عارِقُهْ
والأعْراقُ: ع.

نكس (لسان العرب) [1]


النَّكْسُ: قلب الشيء على رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ.
ونَكَسَ رأَسَه: أَماله، ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً.
وفي التنزيل: ناكِسو رؤوسِهم عند ربهم.
والناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه.
ونَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ وجمع في الشعر على نواكِس وهو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس؛ وأَنشد الفرزدق: وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار قال سيبويه: إِذا كان لفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو والنون في الاسم والفعل فضارع المؤنث، يقال: جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ؛ وقد اضطرَّ الفرزدق فقال: خضع الرقاب نواكس الأَبصار لأنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال. قال أَبو منصور: وروى أَحمد بن . . . أكمل المادة يحيى هذا البيت نَواكِسي الأَبصار، وقال: أَدخل الياء لأَن رد النواكس (* قوله «لان رد النواكس إلخ» هكذا بالأَصل ولعل الأحسن لأنه رد النواكس إِلى الرجال وإِنما كان إلخ.) إِلى الرجال، إِنما كان: وإِذا الرجال رأَيتهم نواكس أَبصارُهم، فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال، فلذلك دخلت الياء، وإِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه وحِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرجال جئت بالياء، وإِن شئت لم تأْتِ بها، قال: وأَما الفراء والكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار، بالفتح، أَقرَّا نواكس على لفظ الأَبصار، قال: والتذكير ناكسي الأَبصارِ.
وقال الأَخفش: يجوز نَواكِسِ الأَبصارِ، بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ. شمر: النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشيء ورده وجعل أَعلاه أَسفله ومقدمه مؤخره.
وقال الفراء في قوله عز وجل: ثم نُكِسُوا على رؤوسهم، يقول: رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم، على نبينا محمد وعليه الصلاة والتسليم.
وفي حديث أَبي هريرة: تعس عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انقلب على رأْسه وهو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب وخسر.
وفي حديث الشعبي: قال في السقط إِذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع وكان مخلقاً أَي تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة وانقضت به عدة الحُرَّة، أَي إِذا قُلِبَ ورُدَّ في الخلق الرابع، وهو المُضغة، لأَنه أَوّلاً تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة.
وقوله تعالى: ومن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ؛ قال أَبو إِسحق: معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً.
وقال الفراء: قرأَ عاصم وحمزة: نُنَكِّسْه في الخلق، وقرأَ أَهل المدينة: نَنْكُسه في الخلق، بالتخفيف، وقال قتادة: هو الهَرَم، وقال شمر: يقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف وعجز؛ قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في الانتكاس: ولم يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه، لِيَمْرَضَ عَجْزاً، أَو يُضارِعَ مَأْتَما أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه.
والنَّكْس: السهم الذي يُنَكِّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله، وقيل: هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلاً ونَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان ولا يكون فيه خير، والجمع أَنْكاس؛ قال الأَزهري: أَنشدني المنذري للحطيئة، قال: وأَنشده أَبو الهيثم: قد ناضَلُونا، فَسَلُّوا من كِنانَتِهم مَجْداً تلِيداً، وعِزّاً غيرَ أَنْكاس قال: الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام وهو أَضعفها، قال: ومعنى البيت أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية وجَزِّ الناصية والأَسر، فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها وخلوا سبيله ثم جعلوا ذلك الشعر في كنانتهم، فإِذا افتخروا أَخرجوه وأَرَوْهُم مفاخرهم. ابن الأَعرابي: الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش وهي مأْواها والنُّكْس: المُدْرَهِمُون من الشيوخ بعد الهَرَم.
والمُنَكِّسُ من الخيل: الذي لا يَسمو برأْسه، وقال أَبو حنيفة: النَكْس القصير، والنَّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة والكرم، والجمع الأَنْكاس.
والنِّكْسُ أَيضاً: الرجل الضعيف؛ وفي حديث كعب: زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُف الأَنكاس: جمع نِكْس، بالكسر، وهو الرجل الضعيف.
والمُنَكِّس من الخيل: المتأَخر الذي لا يلحق بها، وقد نَكَّس إِذا لم يلحقها؛ قال الشاعر: إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ وأَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام.
والوِلادُ المَنْكوس: أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه، وهو اليَتْن، والولد المَنْكوس كذلك.
والنِّكْس: اليَتْنُ.
وقراءة القرآن مَنْكوساً: أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة، والسنَّة خلاف ذلك.
وفي الحديث أَنه قيل لابن مسعود: إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً، قال: ذلك مَنْكوسُ القلبِ؛ قال أَبو عبيد: يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قال: وهذا شيء ما أَحسب أَحداً يطيقه ولا كان هذا في زمن عبد اللَّه، قال: ولا أَعرفه، قال: ولكن وجهه عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا، يُعلم ذلك بالحديث الذي يحدّثه عثمان عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كان إِذا أُنزلت عليه السورة أَو الآية قال: ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا كذا، أَلا ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ثم كتبت المصاحف على هذا؟ قال: وإِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلُّمِ الصبي والعجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم، فأَما من قرأَ القرآن وحفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي عنه، وإِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك يكون.
والنُّكْسُ والنَّكْسُ، والنُّكاسُ كله: العَوْد في المرض، وقيل: عَوْد المريض في مرضه بعد مَثَالته؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: خَيالٌ لزَينبَ قد هاج لي نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال وقد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً.
ونُكِس المريض: معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه. يقال: تَعْساً له ونُكْساً وقد يفتح ههنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة؛ قال ابن سيده وقوله: إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا قال: لم يفسره ثعلب وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس.
ونَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة؛ وأَنشد: كالوشْمِ رَجَّعَ في اليَدِ المنكوس ابن شميل: نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعدما خرج منه.

طمم (لسان العرب) [1]


طَمَّ الماءُ يَطِمُّ طَمّاً وطُمُوماً: عَلا وغَمَر.
وكلُّ ما كَثُرَ وعَلا حتى غَلَب فقد طَمَّ يطِمُّ.
وطَمَّ الشيءَ يَطُمُّه طَمّاً: غَمَره.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تُطَمُّ امْرأَةٌ أو صبيٌّ تَسْمَعُ كلامَكم أي لا تُراعُ ولا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها من الرَّفَثِ، وأَصله من طَمَّ الشيُ إذا عَظُمَ.
وطَمَّ الماءُ إذا كَثُرَ، وهو طامٌّ.
والطامَّةُ: الداهية تَغْلِب ما سِواها.
وطَمَّ الإناءَ طَمّاً: مَلأَه حتى عَلا الكيلُ أصبارَه.
وجاء السيلُ فطَمَّ رَكيّة آل فلان إذا دفَنها وسوّاها؛ وأنشد ابن بري للراجز: فصَبَّحَتْ، والطيرُ لم تَكَلَّمِ، خابِيةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ ويقال للشيء الذي يَكثُر حتى يَعْلو: قد طَمَّ وهو يَطِمُّ طَمّاً.
وجاء السيلُ فطَمَّ كلَّ شيء أي . . . أكمل المادة علاه، ومن ثمَّ قيل: فوق كلِّ شيء طامَّةٌ، ومنه سُمِّيت القيامة طامّة.
وقال الفراء في قوله عز وجل: فإذا جاءت الطامّةُ؛ قال: هي القيامةُ تَطُمُّ على كل شيء، ويقال تَطِمُّ؛ وقال الزجاج: الطامّةُ هي الصَّيْحةُ التي تَطِمُّ على كل شيء.
وفي حديث أبي بَكْرٍ والنَّسَّابة: ما مِنْ طامّةٍ إلا وفوقها طامَّةٌ أي ما مِنْ أمرٍ عظيمٍ إلاَّ وفوْقه ما هو أعظم منه، وما مِن داهيةٍ إلا وفَوْقها داهيةٌ.
وجاء بالطِّمِّ والرِّمِّ: الطِّمُّ الماء، وقيل: ما على وجْهِ من الغُثاء ونحوه، وقيل: الطِّمُّ والرِّمُّ ورق الشجر وما تَحاتَّ منه، وقيل: هو الثرى، وقيل: بالطِّمِّ والرِّمِّ أي الرَّطْبِ واليابس.
والطَّمُّ: طَمُّ البئر بالتراب، وهو الكَبْس وطَمَّ الشيء بالتراب طَمّاً: كَبَسه.
وطَمَّ البئرَ يَطِمُّها ويَطُمُّها؛ عن ابن الأعرابي: يعني كبَسَها.
وطَمَّ رأْسَه يَطُمُّه طَمّاً: جَزَّه أو غَضَّ منه. الجوهري: طَمَّ شَعَره أي جَزَّه، وطَمَّ شعَره أَيضاً طُموماً إذا عَقَصَه، فهو شَعَرٌ مَطمومٌ.
وأَطَمَّ شَعَرُه أي حان له أن يُطَمَّ أي يُجَزَّ، واسْتَطَمَّ مثله.
وفي حديث حُذَيفة: خَرَج وقد طَمَّ شعَرَه أي جَزَّه واستأْصَله.
وفي حديث سلمان: أنه رُؤي مَطموم الرأْس.
وفي الحديث الآخر: وعنده رجلٌ مَطموم الشعَر. قال أَبو نصر: يقال للطائر إذا وقَعَ على غُصْن قد طَمَّمَ تَطمِيماً، وقيل: الطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثرى.
والطِّمُّ، بالفتح: هو البحر فكُسِرت الطاء ليزدَوج مع الرِّمّ.
ويقال: جاء بالطِّمّ والرِّمّ أي بالمال الكثير، وإنما كَسَرُوا الطِّمَّ إتباعاً للرِّمّ، فإذا أفرَدوا الطَّمَّ فتحوه. الأصمعي: جاءهم الطِّمُّ والرِّمُّ إذا أتاهم الأمر الكثير، قال: ولم نعرف أصلهما، قال: وكذلك جاء بالضِّحّ والرِّيح مثله.
وروى ابن الكلبي عن أبيه قال: إنما سُمِّي البحرُ الطِّمَّ لأنه طَمَّ على ما فيه، والرِّمُّ ما على ظهر الأرض من فُتاتِها، أرادوا الكثرة من كل شيء.
وقال أبو طالب: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ معناه جاء بالكثير والقليل.
والطِّمُّ: الماء الكثير، والرِّمُّ: ما كان بالِياً مثل العَظم وما يُتَقمَّمُ.
وقال ابن الكلبي: سُمِّيت الأرضُ رِمّاًً لاَنها تَرِمُّ.
والطُّمّة: الشيء من الكَلإ، وأَكثر ما يُوصَف به اليَبيسُ.
والطِّمُّ: الكِبْسُ (* قوله «والطم الكبس» بكسر أولهما والباء موحدة ساكنة أي التراب الذي يطم ويكبس به نحو البئر.
وفي القاموس: الكيس أي بالمثناة التحتية بوزن سيد).
وطُمَّةُ الناسِ: جماعَتُهم ووَسَطهم.
ويقال: لقيته في طُمّة القوم أي في مُجْتَمعهم.
والطَّمَّةُ: الضَّلالُ والحَيرةُ.
والطُّمَّةُ: القَذَرُ.
وطَمَّ الفرَسُ والإنسانُ يَطُمُّ ويَطِمُّ طَمِيماً: خَفَّ وأَسرعَ، وقيل: ذهب على وجه الأرض، وقيل: ذهب أَيّاً كان. الأصمعي: طَمَّ البعيرُ يَطُمُّ طُموماً إذا مرَّ يَعْدو عَدْواً سَهْلاً؛ وقال عمر بن لجإ: حَوَّزَها، من بُرَقِ الغَمِيمِ، أهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّليمِ بالحَوْزِ والرِّفْقِ وبالطَّمِيمِ قال: حَوَّزَ إبله وجَّهَها نحو الماء في أوّل ليلة.
والرجلُ يَطُمُّ ويَطِمُّ في سَيره طَمِيماً: وهو مَضاؤُه وخِفّتُه، ويَطِمُّ رأْسُه طَمّاً.
والطَّمِيمُ: الفرسُ المُسْرع.
ومَرَّ بَطِيمُّ، بالكسر، طَميماً أي يَعدو عَدْواً سَهْلاً.
وفرس طَمومٌ: سريعة.
ويقال للفرس الجواد طِمٌّ؛ قال أبو النجم يصف فرساً: أَلصَقَ من رِيشٍ على غِرائِه، والطِّمُّ كالسَّامي إلى ارْتِقائه، يَقْرَعُه بالزَّجْرِ أو إشْلائِه قالوا: يجوز أن يكون سماه طِمّاً لِطَميم عَدْوِه، ويجوز أن يكون شَبَّهه بالبحر كما يقال للفرس بَحْرٌ وغَرْبٌ وسَكْبٌ.
والطِّمُّ: العَدَد الكثير.
وطَمِيمُ الناس: أخْلاطُهم وكثرتهم.
وطَمِمٌ صُلْبٌ: كذا جاء في شعْر عديّ بن زيد، بفكّ التضعيف؛ قال ابن سيده: لا أدري أللشِّعْر أم هو من باب لَحِحَتْ عَينُه وأَلِلَ السِّقاءُ؛ قال: تَعْدو على الجَهْدِ مَغْلولاً مَناسِمُها، بعد الكَلالِ، كَعَدْو القارِح الطَّمِمِ والطَّمْطَمةُ: العُجْمة.
والطِّمْطِمُ والطِّمْطِميُّ والطُّماطِم والطُّمْطُمانيُّ: هو الأعجَم الذي لا يُفْصِح.
ورجلٌ طِمطِمٌ، بالكسر، أي في لسانه عُجْمة لا يُفْصِح؛ ومنه قول الشاعر: حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ وفي لسانه طُمْطُمانِيَّةٌ، والأُنثى طِمْطِمِيَّةٌ وطُمْطُمانِيَّةٌ، وهي الطَّمْطَمةُ أيضاً.
وفي صفة قريش: ليس فيهم طُمطُمانِيَّةُ حِمْيرَ؛ شَبَّه كلام حِمْير لما فيه من الألفاظ المُنْكَرة بكلام العُجْم. يقال: أَعْجَم طِمْطِميٌّ، وقد طَمْطَم في كلامه.
والطِّمْطِمُ: ضرْب من الضأْن لها آذانٌ صِغارٌ وأغباب كأَغباب البقر تكون بناحية اليمن.
والطِّمطام: النارُ الكبيرة. ابن الأعرابي: طَمْطَمَ إذا سَبَحَ في الطَّمْطام، وهو وَسَطُ البحر.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قيل له: هل نفَعَ أبا طالب قرابَتُه منكَ؟ قال: بلى وإنه لَفي ضَحضاحٍ من نارٍ، ولوْلايَ لكان في الطَّمْطامِ أي في وَسَط النار.
وطَمْطامُ البحر: وسَطه؛ استعارَه ههنا لمُعْظَم النار حيث استعار ليَسيرها الضَّحْضاح، وهو الماء القليل الذي يَبْلغ الكعبين. أبو زيد: يقال إذا نصَحْتَ الرجلَ فأَبى إلا اسْتِبْداداً برأْيه: دَعْه يترمَّع في طُمَّتِه ويُبْدِع في خُرْئِه. التهذيب في الرباعي: أبو تراب الطَّماطِمُ العُجْم؛ وأنشد للأَفوه الأَوْدِيّ:كالأَسْودِ الحَبَشِيِّ الحَمْسِ يَتْبَعُه سُودٌ طَماطِمُ، في آذانِها النُّطَفُ قال الفراء: سمعت المفضَّل يقول: سأَلت رجلاً من أَعلم الناس عن قول عنترة: تَأْوي له قُلُصُ النَّعامِ، كما أَوَتْ حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ فقال: يكون باليمن من السحاب ما لا يكون لغيره من البُلدان في السماء، قال: وربما نشأَت سَحابةٌ في وسَط السماء فيُسْمَع صَوْتُ الرعْدِ فيها كأَنه من جميع السماء فيجتمع إليه السَّحابُ من كل جانب، فالحِزَقُ اليَمانِيةُ تلك السَّحائبُ.
والأَعْجَمُ الطِّمْطِمُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ وقال أبو عمرو في قول ابن مقبل يصف ناقة: باتَتْ على ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه، جافى به مُسْتَعِدَّاتٌ أطامِيمُ ثَفِنٍ لأْمٍ: مُسْتَوِيات، مَراكِزهُ: مفاصله، وأَراد بالمُستَعِدّاتِ القوائِمَ، وقال: أَطاميمُ نَشِيطةٌ لا واحدَ لها، وقال غيره: أطاميم تَطِمُّ في السير أَي تُسرِع.

رجب (لسان العرب) [1]


رَجِبَ الرجلُ رَجَباً: فَزِعَ.
ورَجِبَ رَجَباً، ورَجَبَ يَرْجُبُ: اسْتَحْيا؛ قال: فَغَيْرُكَ يَسْتَحيِـي، وغيرُكَ يَرْجُبُ ورَجِبَ الرجلَ رَجَباً، ورَجَبَه يرجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبه، وتَرَجَّبَه، وأَرْجَبَه، كلُّه: هابَه وعَظَّمه، فهو مَرْجُوبٌ؛ وأَنشد شمر: أَحْمَدُ رَبّـي فَرَقاً وأَرْجَبُهْ أَي أُعَظِّمُه، ومنه سمي رَجَبٌ؛ ورَجِبَ، بالكسر، أَكثر؛ قال: إِذا العَجوزُ اسْتَنْخَبَتْ، فانْخَبْها، * ولا تَهَيَّبْها، ولا تَرْجَبْها وهكذا أَنشده ثعلب؛ ورواية يعقوب في الأَلفاظ: ولا تَرَجَّبْها ولا تَهَبْها شمر: رَجِبْتُ الشيءَ: هِبْتُه، ورَجَّبْتُه: عَظَّمْتُه.
ورَجَبٌ: شهر سموه بذلك لتعظيمهم إِيَّاه في الجاهلية عن القتالِ فيه، ولا يَسْتَحِلُّون القتالَ فيه؛ وفي الحديث: رَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبانَ؛ قوله: بين جُمادَى وشعبانَ، تأْكيد للبَيانِ . . . أكمل المادة وإِيضاحٌ له، لأَنهم كانوا يؤَخرونه من شهر إِلى شهر، فيَتَحَوَّل عن موضعه الذي يَخْتَصُّ به، فبين لهم أَنه الشهر الذي بين جُمادَى وشعبانَ، لا ما كانوا يسمونه على حِساب النَّسِـيءِ، وإِنما قيل: رَجَبُ مُضَرَ، إِضافة إِليهم، لأَنهم كانوا أَشدّ تعظيماً له من غيرهم، فكأَنهم اخْتَصُّوا به، والجمع: أَرْجابٌ. تقول: هذا رجب، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبانَ، قالوا: رَجَبانِ.
والتَّرْجِـيبُ: التعظيمُ، وإِن فلاناً لَـمُرَجَّبٌ، ومنه تَرْجِـيبُ العَتِـيرةِ، وهو ذَبحُها في رَجَبٍ.
وفي الحديث: هل تَدْرُون ما العَتِـيرةُ؟ هي التي يسمونها الرَّجَبِـيَّةَ، كانوا يَذْبحون في شهر رَجَبٍ ذَبيحَـةً، ويَنْسُبونَها إِليه.
والتَّرْجِـيبُ: ذَبْحُ النَّسائكِ في رَجَبٍ؛ يقال: هذه أَيـَّامُ تَرْجِـيبٍ وتَعْتارٍ.
وكانت العربُ تُرَجِّبُ، وكان ذلك لهم نُسُكاً، أَو ذَبائحَ في رَجَبٍ. أَبو عمرو: الرَّاجِبُ الـمُعَظِّم لسيده؛ ومنه رَجِـبَهُ يَرْجَبُه رَجَباً، ورَجَبَهُ يَرْجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَه تَرْجيباً، وأَرْجَبَه؛ ومنه قول الـحُباب: عُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ. قال الأَزهري: أَما أَبو عبيدة والأَصمعي، فإِنهما جَعلاه من الرُّجْبةِ، لا مِن التَّرْجِـيبِ الذي هو بمعنى التعظيم؛ وقول أَبي ذُؤَيب: فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفةٍ رَجَبِـيَّةٍ، * سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ يقول: مَزَجَ العَسَلَ بماءِ قَلْتٍ، قد أَبْقاها مَطَرُ رَجَبٍ هُنالك؛ والجمع: أَرْجابٌ ورُجُوبٌ، ورِجابٌ ورَجَباتٌ.
والتَّرْجِـيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشجرةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تَتَكسَّرَ أَغْصانُها.
ورَجَّبَ النخلةَ: كانت كريمةً عليه فمالَتْ، فبَنَى تحتَها دُكَّاناً تَعْتَمِد عليه لضَعْفِها؛ والرُّجْبةُ: اسم ذلك الدُّكَّان، والجمع رُجَبٌ، مثل رُكْبةٍ ورُكَبٍ.
والرُّجَبِـيَّةُ من النخل منسوبة إِليه.
ونَخْلَةٌ رُجَبِـيَّةٌ ورُجَّبِـيَّةٌ: بُنِـيَ تحتها رُجْبةٌ، كِلاهُما نَسَبٌ نادِرٌ، والتثقيل أَذهَبُ في الشُّذُوذ. التهذيب: والرُّجْبَةُ والرُّجْمةُ أَن تُعْمَدَ النخلةُ الكريمةُ إِذا خِـيفَ عليها أَن تَقَعَ لطُولها وكثرة حَمْلِها، بِـبِناء من حِجارة تُرَجَّبُ بها أَي تُعْمَدُ به، ويكون تَرْجِـيبُها أَن يُجْعَلَ حَوْلَ النخلة شَوْكٌ، لئلا يَرْقَى فيها راقٍ، فيَجْنِـي ثمرها. الأَصمعي: الرُّجْمةُ، بالميم، البناء من الصخر تُعْمَدُ به النخلةُ؛ والرُّجْبةُ أَن تُعمد النخلة بخَشبةٍ ذاتِ شُعْبَتَيْنِ؛ وقد روي بيت سُوَيْدِ بن صامِتٍ بالوجهين جميعاً: ليست بِسَنْهاءٍ، ولا رُجَّبِـيَّةٍ، * ولكِنْ عَرايا في السِّنينَ الجَوائِـح يَصِفُ نَخْلة بالجَوْدةِ، وأَنها ليس فيها سَنْهاءُ؛ والسنهاءُ: التي أَصابتها السَّنةُ، يعني أَضَرَّ بها الجَدْبُ؛ وقيل: هي التي تحمل سنة وتَترك أُخرى؛ والعَرايا: جمع عَرِيَّةٍ، وهي التي يُوهَبُ ثَمَرُها.
والجَوائحُ: السِّنونُ الشِّدادُ التي تُجِـيحُ المالَ؛ وقبل هذا البيت: أَدِينُ، وما دَيْنِـي عَلَيْكُم بِمَغْرَمٍ، * ولكِنْ عَلى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ أَي إِنما آخُذُ بدَيْنٍ، على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ اللّه من ثَمَرة نَخْلي، ولا أُكلِّفُكم قَضاءَ دَيْني عني.
والشُّمُّ: الطِّوالُ.
والجِلادُ: الصَّابِراتُ على العَطَشِ والـحَرِّ والبَرْدِ.
والقَراوِحُ: التي انْجَرَدَ كَرَبُها، واحِدها قِرْواحٌ، وكان الأَصل قَراويحَ، فحَذَفَ الياءَ للضرورة.
وقيل: تَرْجِـيبُها أَن تُضَمَّ أَعْذاقُها إِلى سَعَفاتِها، ثم تُشَدُّ بالخُوصِ لئلا يَنْفُضَها الرِّيحُ، وقيل: هو أَن يُوضَعَ الشَّوْكُ حَوالي الأَعْذاقِ لئلا يَصِلَ إِليها آكلٌ فلا تُسْرَق، وذلك إِذا كانت غَريبةً طَريفةً، تقول: رَجَّبْتُها تَرْجِـيباً.
وقال الـحُبابُ ابن الـمُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها الـمُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ؛ قال يعقوب: التَّرْجِـيبُ هنا إِرفادُ النَّخلةِ من جانب، لِـيَمْنَعَها من السُّقوط، أَي إِن لي عَشِـيرةً تُعَضِّدُني، وتَمْنَعُني، وتُرْفِدُني.
والعُذَيْقُ: تصغير عَذْقٍ، بالفتح، وهي النخلة؛ وقد وَرَدَ في حَديث السَّقِـيفَةِ: أَنا جُذَيْلُها الـمُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ؛ وهو تصغير تعظيم، وقيل: أَراد بالتَّرْجِـيبِ التَّعْظِـيمَ. ورَجِبَ فلانٌ مولاه أَي عَظَّمَه، ومِنه سمي رَجَبٌ لأَنه كان يُعَظَّم؛ فأَما قول سَلامةَ بن جَنْدَلٍ: والعادِياتُ أَسابِـيُّ الدِّماءِ بِها، * كأَنَّ أَعْناقَها أَنْصابُ تَرْجِـيبِ فإِنه شَبَّهَ أَعْناقَ الخيل بالنخل الـمُرَجَّبِ؛ وقيل: شبَّه أَعْناقَها بالحجارة التي تُذْبَح عليها النَّسائِكُ. قال: وهذا يدل على صِحَّةِ قولِ مَن جَعل التَّرجِـيبَ دَعْماً للنخلة؛ وقال أَبو عبيد: ُيفَسِّر هذا البيتَ تَفْسيرانِ: أَحدهما أَنت يكون شبَّه انْتِصابَ أَعْناقِها بِجِدارِ تَرْجِـيبِ النخل، والآخَرُ أَن يكون أَراد الدِّماءَ التي تُراقُ في رجب.
وقال أَبو حنيفة: رُجِّبَ الكَرْمُ: سُوِّيت سُرُوغُه، ووُضِعَ مَواضِعَه مِنَ الدِّعَمِ والقِلالِ.
ورَجَبَ العُودُ: خَرج مُنْفَرداً.
والرُّجْبُ: ما بين الضِّلَعِ والقَصِّ.
والأَرْجابُ: الأَمْعاءُ، وليس لها واحد عند أَبي عبيد، وقال كراع: واحدها رَجَبٌ، بفتح الراءِ والجيم.
وقال ابن حمدويه: واحدها رِجْبٌ، بكسر الراءِ وسكون الجيم.
والرَّواجِبُ: مَفاصِلُ أُصولِ الأَصابع التي تلي الأَنامل؛ وقيل: هي بَواطِنُ مَفاصِلِ أُصولِ الأَصابِـع؛ وقيل: هي قَصَبُ الأَصابع؛ وقيل: هي ظُهُورُ السُّلاميَّات؛ وقيل: هي ما بين البَراجِم من السُّلاميَّات؛ وقيل: هي مَفاصِلُ الأَصابع، واحدتها راجِـبةٌ، ثم البَراجِمُ، ثم الأَشاجِـعُ اللاتي تلي الكَفَّ. ابن الأَعرابي: الرَّاجِـبةُ البُقْعَةُ الـمَلْساء بينَ البراجِمِ؛ قال: والبراجِمُ الـمُشَنَّجاتُ في مَفاصِل الأَصابع، في كل إِصْبَعٍ ثَلاثُ بُرْجُماتٍ، إِلاَّ الإِبهامَ.
وفي الحديث: أَلا تُنَقُّونَ رواجِـبَكم؟ هي ما بين عُقد الأَصابع من داخل، واحدها راجِـبةٌ.
والبراجِمُ: العُقَد الـمُتَشَنِّجَةُ في ظاهِر الأَصابعِ. الليث: راجِـبةُ الطائِر الإِصْبَعُ التي تلي الدَّائِرةَ مِن الجانبين الوَحْشِـيَّـيْن مِن الرِّجْلَيْن؛ وقول صخر الغي: تَمَلَّى بها طُولَ الحياةِ، فَقَرْنُه * له حَيَدٌ، أَشْرافُها كالرَّواجِبِ شَبَّه ما نتأَ مِنْ قَرْنِه، بما نَـتَأَ من أُصُولِ الأَصابع إِذا ضُمَّت الكَفُّ؛ وقال كراع: واحدتها رُجْبةٌ؛ قال: ولا أَدري كيف ذلك، لأَنَّ فُعْلة لا تكسر على فَواعِلَ. أَبو العميثل: رَجَبْتُ فلاناً بقَوْلِ سَـيِّـئٍ ورَجَمْتُه بمعنى صكَكْتُه.
والرَّواجِبُ من الـحِمار: عُروقُ مَخارج صَوْتِه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: طَوَى بَطنَه طُولُ الطِّراد، فأَصْبَحَتْ * تَقَلْقَلُ، مِنْ طُولِ الطِّرادِ، رَواجِـبُهْ والرُّجْبةُ: بناءٌ يُبْنى، يُصَادُ به الذئب وغيره، يوضع فيه لحم، ويُشَدُّ بخَيْط، فإِذا جَذَبه سَقَط عليه الرُّجْبةُ.

سجر (لسان العرب) [1]


سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه: ملأَه.
وسَجَرْتُ النهَرَ: ملأْتُه.
وقوله تعالى: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ فسره ثعلب فقال: مُلِئَتْ، قال ابن سيده: ولا وجه له إِلا أَن تكون مُلِئَت ناراً.
وقوله تعالى: والبحرِ المَسْجُورِ؛ جاء في التفسير: أَن البحر يُسْجَر فيكون نارَ جهنم.
وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ: امتلأَ.
وكان علي بن أَبي طالب، عليه السلام، يقول: المسجورُ بالنار أَي مملوء. قال: والمسجور في كلام العرب المملوء.
وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته؛ قال لبيد: مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلاَّمُها وقال في قوله: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ أَفضى بعضها إِلى بعض فصارت بحراً واحداً.
وقال الربيع: سُجِّرَتْ أَي فاضت، وقال قتادة: ذَهَب ماؤها، وقال كعب: البحر جَهنم يُسْجَر، وقال الزجاج: قرئ . . . أكمل المادة سُجِّرت وسُجِرَت، ومعنى سُجِّرَت فُجِّرَت، وسُجِرَت مُلِئَتْ؛ وقيل: جُعِلَت مَبانِيها نِيرانَها بها أَهْلُ النار. أَبو سعيد: بحر مسجورٌ ومفجورٌ.
ويقال: سَجَّرْ هذا الماءَ أَي فَجّرْه حيث تُرِيدُ.
وسُجِرَت الثِّماد (* قوله: «وسجرت الثماد» كذا بالأَصل المعوّل عليه ونسخة خط من الصحاح أَيضاً، وفي المطبوع منه الثمار بالراء وحرر، وقوله وكذلك الماء إلخ كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح وذلك وهو الأولى). سَجْراً: مُلِئت من المطر وكذلك الماءُ سُجْرَة، والجمع سُجَر، ومنه البحر المسجور.
والساجر: الموضع الذي يمرّ به السيل فيملؤه، على النسب، أَو يكون فاعلاً في معنى مفعول، والساجر: السيل الذي يملأ كل شيء.
وسَجَرْت الماء في حلقه: صببته؛ قال مزاحم: كما سَجَرَتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ، بِيُمْنَى يَدَيْها، مِنْ قَدِيٍّ مُعَسَّلِ القَدِيُّ: الطَّيِّبُ الطَّعْمِ من الشراب والطعام.
ويقال: (* قوله: «ويقال إلخ» عبارة الأساس ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مر به السيل فملأه).
وَرَدْنا ماءً ساجِراً إذا ملأَ السيْلُ.
والساجر: الموضع الذي يأْتي عليه السيل فيملؤه؛ قال الشماخ: وأَحْمَى عليها ابْنَا يَزِيدَ بنِ مُسْهِرٍ، بِبَطْنِ المَراضِ، كلَّ حِسْيٍ وساجِرِ وبئر سَجْرٌ: ممتلئة والمَسْجُورُ: الفارغ من كل ما تقدم، ضِدٌّ؛ عن أَبي علي. أَبو زيد: المسجور يكون المَمْلُوءَ ويكون الذي ليس فيه شيء. الفراء: المَسْجُورُ اللبنُ الذي ماؤه أَكثر من لبنه.
والمُسَجَّرُ: الذي غاض ماؤه.
والسَّجْرُ: إيقادك في التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً.
والسَّجُورُ: اسم الحَطَب.
وسَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده وأَحماه، وقيل: أَشبع وَقُودَه.
والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به.
والمِسْجَرَةُ: الخَشَبة التي تَسُوطُ بها فيه السَّجُورَ.
وفي حديث عمرو بن العاص: فَصَلِّ حتى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظَلُّه ثم اقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ وتُفتح أَبوابُها أَي توقد؛ كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر لقوله، صلى الله عليه وسلم: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شِدَّةَ الحرّ من فَيْحِ جهنم، وقيل: أَراد به ما جاء في الحديث الآخر: إِنّ الشمس إِذا استوتْ قارَنَها الشيطانُ فإِذا زالت فارَقَها؛ فلعل سَجْرَ جهنم حينئذٍ لمقارنة الشيطانِ الشمسَ وتَهْيِئَتِه لأَن يَسْجد له عُبَّادُ الشمس، فلذلك نهى عن ذلك في ذلك الوقت؛ قال الخطابي، رحمه الله تعالى: قوله تُسْجَرُ جهنم وبين قرني الشيطان وأَمثالها من الأَلفاظ الشرعية التي ينفرد الشارع بمعانيها ويجب علينا التصديقُ بها والوُقوفُ عند الإِقرار بصحتها والعملُ بِمُوجَبِها.
وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَمَسْجُورٌ (* قوله: «ومسجور» في القاموس مسوجر، وزاد شارحه ما في الأصل): مسترسل؛ قال الشاعر: إِذا ما انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ وكذلك اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انتثر من نظامه. الجوهري: اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ المسترسل؛ قال المخبل السعدي واسمه ربيعة بن مالك: وإِذ أَلَمَّ خَيَالُها طَرَفَتْ عَيْني، فماءُ شُؤُونها سَجْمُ كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ في سِلْكِ النِّظامِ، فخانه النَّظْمُ أَي كأَنَّ عيني أَصابتها طَرْفَةٌ فسالت دموعها منحدرة، كَدُرٍّ في سِلْكٍ انقطع فَتَحَدَّرَ دُرُّه؛ والشُّؤُونُ: جمعُ شَأْنٍ، وهو مَجْرَى الدمع إِلى العين.
وشعر مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ.
وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرسله، والمُسَجَّرُ: الشعَر المُرْسَل؛ وأَنشد: إِذا ثُني فَرْعُها المُسَجَّر ولؤلؤة مَسْجُورَةٌ: كثيرة الماء. الأَصمعي: إِذا حنَّت الناقة فَطَرِبَتْ في إِثر ولدها قيل: سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً ومَدَّتْ حنينها؛ قال أَبو زُبَيْد الطائي في الوليد بن عثمان بن عفان، ويروى أَيضاً للحزين الكناني: فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ ناقتي، تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ حَنَّتْ إِلى بَرْقٍ فَقُلْتُ لها: قُرِي بَعْضَ الحَنِينِ، فإِنَّ سَجْرَكِ شائقي (* قوله: «إلى برق» كذا في الأَصل بالقاف، وفي الصحاح أَيضاً.
والذي في الأَساس إلى برك، واستصوبه السيد مرتضى بهامش الأصل). كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ وسَماحَةٍ، وشَمائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائق قُرِي: هو من الوَقارِ والسكون، ونصب به بعض الحنين على معنى كُفِّي عن بعض الحنين فإِنَّ حنينك إِلى وطنك شائقي لأَنه مُذَكِّر لي أَهلي ووطني.
والسَّمالِقُ: جمعُ سَمْلَق، وهي الأَرض التي لا نبات بها.
ويروى: قِرِي، من وَقَرَ.
وقد يستعمل السَّجْرُ في صَوْتِ الرَّعْدِ.
والساجِرُ والمَسْجُورُ: الساكن. أَبو عبيد: المَسْجُورُ الساكن والمُمْتَلِئُ معاً.والساجُورُ: القِلادةُ أَو الخشبة التي توضع في عنق الكلب.
وسَجَرَ الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً: وضع الساجُورَ في عنقه؛ وحكى ابن جني: كلبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صح ذلك فشاذٌّ نادر. أَبو زيد: كتب الحجاج إِلى عامل له أَنِ ابْعَثْ إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً مغلولاً.
وكلب مَسْجُورٌ: في عنقه ساجورٌ.
وعين سَجْراءُ: بَيِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خالط بياضها حمرة. التهذيب: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ حُمْرَةٌ في العين في بياضها، وبعضهم يقول: إِذا خالطت الحمرة الزرقة فهي أَيضاً سَجْراءُ؛ قال أَبو العباس: اختلفوا في السَّجَرِ في العين فقال بعضهم: هي الحمرة في سواد العين، وقيل: البياض الخفيف في سواد العين، وقيل: هي كُدْرَة في باطن العين من ترك الكحل.
وفي صفة علي، عليه السلام: كان أَسْجَرَ العين؛ وأَصل السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدْرَةُ. ابن سيده: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ أَن يُشْرَبَ سوادُ العين حُمْرَةً، وقيل: أَن يضرب سوادها إِلى الحمرة، وقيل: هي حمرة في بياض، وقيل: حمرة في زرقة، وقيل: حمرةٌ يسيرة تُمازج السوادَ؛ رجل أَسْجَرُ وامرأَة سَجْراءُ وكذلك العين.
والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ؛ قال الشاعر: بِغَرِيضِ ساريةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا، من ماء أَسْجَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ وغَدِيرٌ أَسْجَرُ: يضرب ماؤه إِلى الحمرة، وذلك إِذا كان حديث عهد بالسماء قبل أَن يصفو؛ ونُطْفَةٌ سَجْراءُ، وكذلك القَطْرَةُ؛ وقيل: سُجْرَةُ الماء كُدْرَتُه، وهو من ذلك.
وأَسَدٌ أَسْجَرُ: إِمَّا للونه، وإِما لحمرة عينيه.
وسَجِيرُ الرجل: خَلِيلُه وصَفِيُّه، والجمع سُجَرَاءٌ.
وسَاجَرَه: صاحَبَهُ وصافاه؛ قال أَبو خراش: وكُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ منهم مُساجِراً، صَبَحْتُ بِفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْم والسَّجِيرُ: الصَّدِيقُ، وجمعُه سُجَراء.
وانْسَجَرَتِ الإِبلُ في السير: تتابعت.
والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل بين الخَبَب والهَمْلَجَةِ.
والانْسِجارُ: التقدّمُ في السير والنَّجاءُ، وهو بالشين معجمة، وسيأْتي ذكره.
والسَّجْوَرِيُّ: الأَحْمَقُ.
والسَّجْوَرِيُّ: الخفيف من الرجال؛ حكاه يعقوب، وأَنشد: جاء يَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيمَا وصادَفَ الغَضْنْفَرَ الشَّتِيمَا والسَّوْجَرُ: ضرب من الشجر، قيل: هو الخِلافُ؛ يمانية.
والمُسْجَئِرُّ: الصُّلْبُ.
وساجِرٌ: اسم موضع؛ قال الراعي: ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً، جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ والسَّاجُورُ: اسم موضع.
وسِنْجارٌ: موضع؛ وقول السفاح بن خالد التغلبي: إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، وساجِراً واللهِ لَنْ تَحُلّوهْ قال ابن بري: ساجراً اسم ماء يجتمع من السيل.

سجل (لسان العرب) [1]


السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل: هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر: السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب، حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب قال: وأَنشد ابن الأَعرابي: أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ، له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء.
والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى، والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري: السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها . . . أكمل المادة مِثْلُ نصفها ماءً.
وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال لبيد: يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.
وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء.
وفي حديث ابن مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً.
ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال: خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله، إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.
والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل.
وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.
وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.
والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب: مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً، يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ، فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.
وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ.
وانسَجل الماءُ انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة: وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ.
وأَسْجلْت الحوض: مَلأْته؛ قال: وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
وأَسْجَل الرجلُ: كثُر خيرُه.
وسَجَّل: أَنْعَظَ.
وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط فيها بَرٌّ دون فاجر.
والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ: أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها، لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل المنزل.
وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا تُطْلِقوها في زُروع الناس.
وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته.
وفَعَلْنا ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.
والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ، وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له.
وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين.
وقيل السِّجِلُّ مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب.
وفي حديث الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ، بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.
والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني.
والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً.
والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.
والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر.
وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل (* قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة.
وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين، وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛ قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال: لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل.
ومن كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج، فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل، تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل: ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ، ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم حجارة من طين.
وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.
والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.
والسَّجَنْجَلُ: المرآة.
والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب، وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ، تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

سلل (لسان العرب) [2]


السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ.
والسَّلُّ: سَلُّك الشعرَ من العجين ونحوه.
والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق: غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من السَّلِّ.
وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول.
وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً.
وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد الكناني: هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ، وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في . . . أكمل المادة استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم أَي خرج.
وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه.
وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ وتدريج.
وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من العجين.
وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي.
وفي الحديث الآخر: مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس.
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره، والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف.
والسُّلالةُ: ما انْسَلَّ من الشيء.
ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ.
وانْسَلَّ فلان من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو.
وفي التنزيل العزيز: يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ.
والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله.
ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله.
وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول الشماخ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ، على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ وقال حسان بن ثابت: فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً، سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ.
والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة.
والسَّلِيلُ: الولد حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله: على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . . (* كذا بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو: السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان: وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ، سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ.
والسَّلِيل والسليلة: المُهْر والمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً، فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب: أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ، وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً.
والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث: كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة، فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ (* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في القمحدوة).
والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى.
وسَلائِلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه.
وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه.
وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل.
وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب.
وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام، وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال سَلْسَلة.
ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل والناس: قاله شمر.
والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا: وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه، أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره: وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض.
وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه.
والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال الأَعشى: ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في الأَنف.
والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء.
وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية: اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد، وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى سَلْسال وسَلْسَبيل.
والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري: والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ، وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير: كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ ويروى: وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ، وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ محذوف.
والسَّالُّ: موضع فيه شجر.
والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية.
وفي حديث زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ منه.
والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر: أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ، كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني، فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا ومثله قول ابن أَحمر: بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها، وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً: إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ، عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي: أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي (* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو.
ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن). قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ.
والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ.
وقد أَسَلَّ يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق السَّلاَّل.
ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة.
وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ.
وفي الكتاب الذي كَتَبه سَيِّدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛ قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً.
وسَلَّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة.
وأَسَلَّ إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه.
ويقال: الإِسْلال الغارَةُ الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف.
ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا يَسْرِقون.
والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق، والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ. التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور: رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال: وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ وسَفِين.
ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة.
وسَلَّتْ تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة: كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال، ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره سيبويه أَيضاً في كتابه.
والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال.
والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم يَبْقَ لها سِنٌّ.
والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه.
وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في سِباقه.
ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل.
والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم: مِخْيَطٌ ضَخْم.
والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو فرساً: سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة.
والسَّلَّة: العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛ وأَنشد: أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء.
وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول: اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر.
وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر: لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟ وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال: كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب: بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن بَشِير بن الماحُوز (* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال الشاعر: وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً، ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر: وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً، إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول (* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام: وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ) يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.

حجز (لسان العرب) [1]


الحَجْز: الفصل بين الشيئين، حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز؛ واسم ما فصل بينهما: الحاجِزُ. الأَزهري: الحَجْز أَن يَحْجِز بين مقاتلين، والحِجَاز الاسم، وكذلك الحاجِزُ. قال الله تعالى: وجَعَل بين البحرين حاجِزاً؛ أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة الله.
وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً: منعه.
وفي الحديث: ولأَهْل القتيل أَن يَنْحَجِزوا الأَدْنى فالأَدنى أَي يَكُفوا عن القَوَد؛ وكل من ترك شيئاً، فقد انْحَجزَ عنه.
والانْحِجاز: مُطاوِع حَجَزَه إِذا منعه، والمعنى أَن لورثة القتيل أَن يعفوا عن دمه رجالهم ونساؤهم أَيهم عفا، وإِن كانت امرأَة، سقط القود واستحقوا الدية؛ وقوله الأَدنى فالأَدنى أَي الأَقرب فالأَقرب؛ وبعض الفقهاء يقول: . . . أكمل المادة إِنما العفو والقَوَد إِلى الأَولياء من الورثة لا إِلى جميع الورثة ممن ليسوا بأَولياء.والمُحاجَزَة: المُمانعة.
وفي المثل: إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل المُناجَزَة؛ المُحاجَزَة: المسالمة، والمُناجَزَة: القتال.
وتحاجَزَ الفريقان.
وفي المثل: كانت بين القوم رِمِّيَّا ثم صارت إِلى حِجِّيزَى أَي تراموا ثم تَحاجَزُوا، وهما على مثال خِصِّيصَى.
والحِجِّيزَى: من الحَجْز بين اثنين.
والحَجَزَة، بالتحريك: الظَّلَمَةُ.
وفي حديث قَيْلة: أَيُلام ابْنُ ذِهِ أَن يَفْصِل الخُطَّة ويَنْتَصر من وراء الحَجَزَة؟ الحَجَزَة: هم الذين تَحْجزونه عن حقه، وقال الأَزهري: هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض ويفصلون بينهم بالحق، الواحد حاجِزٌ؛ وأَراد بابنِ ذِهِ ولدها؛ يقول: إِذا أَصابه خُطّة ضَيم فاحْتَجّ عن نفسه وعَبَّر بلسانه ما يدفع به الظلم عنه لم يكن مَلُوماً.
والحِجاز: البلد المعروف، سميت بذلك من الحَجْز الفصل بين الشيئين لأنه فصل بين الغَوْر والشام والبادية، وقيل: لأَنه حَجَز بين نَجْدٍ والسَّراة، وقيل: لأَنه حَجَز بين تِهامة ونجد، وقيل: سميت بذلك لأَنها حَجَزَتْ بين نَجْد والغَوْر، وقال الأَصمعي: لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الخمس منها حَرَّة بني سُلَيْم وحَرَّة واقِمٍ، قال الأَزهري: سمي حِجازاً لأَن الحرَارَ حَجَزَتْ بينه وبين عالية نجد، قال: وقال ابن السكيت ما ارتفع عن بطن الرُّمَّة فهو نَجْدٌ، قال: والرُّمَّة وادٍ معلوم، قال: وهو نَجْد إِلى ثنايا ذات عِرْقٍ، قال: وما احْتَزَمَتْ به الحِرار (* قوله «وما احتزمت به الحرار إلخ» نقل ياقوت هذه العبارة عن الأصمعي ونصه قال الأصمعي: ما احتزمت به الحرار حرة شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى آخر ما هنا) حَرَّةَ شَوْران وعمة منازل بني سليم إِلى المدينة فما احْتَاز في ذلك الشق كله حِجاز، قال: وطَرَف تِهامة من قِبَل الحجاز مَدارِج العَرْج، وأَوّلها من قِبَل نجد مَدَارج ذات العِرْق. الأَصمعي: إِذا عرضت لك الحِرارُ بنجد فذلك الحِجاز؛ وأَنشد: وفَرُّا بالحِجاز ليُعْجِزوني أَراد بالحِجاز الحِرارَ.
وفي حديث حُرَيْثِ بن حسان: يا رسول الله، إِن رأَيْتَ أَن تجعل الدِّهْناء حِجازاً بيننا وبين بني تميم أَي حدًّا فاصلاً يَحْجِزُ بيننا وبينهم، قال: وبه سمي الحِجازُ الصُّقْعُ المعروف من الأَرض، ويقال للجبال أَيضاً: حِجاز؛ ومنه قوله: ونحن أُناس لا حِجازَ بأَرْضِنا وأَحْجَزَ القومُ واحْتَجَزُوا وانْحَجَزُوا: أَتَوا الحِجازَ، وتَحاجَزُوا وانْحَجَزُوا واحْتَجَزُوا: تَزايَلُوا، وحَجَزَه عن الأَمر يَحْجُزه حِجازَةً وحِجِّيزَى: صرفه.
وحَجازَيْكُ كحَنانَيْك أَي احْجُزْ بينهم حَجْزاً بعد حَجْزٍ، كأَنه يقول: لا تقطع ذلك وَلْيَكُ بعضُه موصولاً ببعض.
وحُجْزة الإِزار: جَنَبته.
وحُجْزة السراويل: موضع التِّكَّة، وقيل: حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السراويل والإِزار. الليث: الحُجْزة حيث يُثْنى طرف الإِزار في لَوْث الإِزار، وجمعه حُجُزات؛ وأَما قول النابغة: رِقاق النِّعالِ طَيِّب حُجُزاتهم، يُحَيَّوْن بالرَّيْحان يومَ السَّباسِب فإِنما كنى به عن الفروج؛ يريد أَنهم أَعِفَّاء عن الفجور.
وفي الحديث: إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرحمن؛ قال ابن الأَثير: أَي اعتصمت به والتجأَت إِليه مستجيرة، ويدل عليه قوله في الحديث: هذا مقام العائِذِ بك من القَطِيعة، قال: وقيل معناه أَن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن فكأَنه متعلق بالاسم آخِذٌ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الرحمن. قال: وأَصل الحُجْزة موضع شدّ الإِزار، قال: ثم قيل للإِزار حُجْزة للمجاورة.
واحْتَجز بالإِزار إِذا شدّه على وسطه فاستعاره للالتجاء والاعتصام والتمسُّك بالشيء والتعلق به؛ ومنه الحديث الآخر: والنبي، صلى الله عليه وسلم، آخذ بحُجْزة الله تعالى أَي بسبب منه، ومنه الحديث الآخر: منهم من تأْخذه النار إِلى حُجْزَته أَي إِلى مَشَدّ إِزاره، ويجمع على حُجَز؛ ومنه الحديث: فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم، والحُجْزَة: مَرْكَبُ مُؤَخَّر الصِّفاق في الحِقْو، والمُتَحَجِّز: الذي قد شَدَّ وسطه، واحْتَجَز بإِزاره: شدّه على وسطه، من ذلك، وفي حديث ميمونة، رضي الله عنها: كان يباشر المرأَة من نسائه وهي حائض إِذا كانت مُحْتَجِزَةً أَي شادَّةً مِئْزرها على العورة وما لا تحل مباشرته.
والحاجِزُ: الحائل بين الشيئين.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: لما نزلت سورة النور عَمَدْن إِلى حُجَز مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً؛ أَرادت بالحُجَز المآزر. قال ابن الأَثير: وجاء في سنن أَبي داود حُجُوز أَو حُجُور بالشك، وقال الخطابي: الحُجُور، بالراء، لا معنى لها ههنا وإِنما هو بالزاي جمع حُجَز فكأَنه جمع الجمع، وأَما الحُجُور، بالراء، فهو جمع حَجْر الإِنسان، وقال الزمخشري: واحد الحُجوز حِجْز، بكسر الحاء، وهي الحُجْزة، ويجوز أَن يكون واحدها حُجْزَةً.
وفي الحديث: رأَى رجلاً مُحْتَجِزاً بحبل وهو مُحْرم أَي مشدود الوسط. أَبو مالك: يقال لكل شيء يَشُدُّ به الرجل وسطه ليشمر به ثيابه حجاز، وقال: الاحْتِجاز بالثوب أَن يُدْرجه الإِنسان فيشد به وسطه، ومنه أُخِذَت الحُجْزَة.
وقالت أُم الرَّحَّال: إِن الكلام لا يُحْجَز في العِكْم كما يُحْجَز العَبَاء. العِكْم: العِدْل.
والحَجْز: أَن يُدْرج الحبل عليه ثم يشد. أَبو حنيفة: الحِجاز حبل يشد به العِكْم.
وتحاجز القوم: أَخذ بعضهم بحُجَز بعض. رجل شديد الحجْزة: صَبُور على الشدّة والجَهْد؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه، وسئل عن بني أُمية فقال: هم أَشدُّنا حُجَزاً، وفي رواية: حُجْزَة، وأَطْلَبُنا للأَمر لا يُنال فيَنالونَه.
وحُجْز الرجل: أَصله ومَنْبِته.
وحُجْزُه أَيضاً: فصل ما بين فخذه والفخذ الأُخرى من عشيرته؛ قال: فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ وفي الحديث: تزوجوا في الحُجْزِ الصالح فإِن العِرْق دَسَّاس؛ الحجز، بالضم والكسر: الأَصل والمَنْبت، وبالكسر هو بمعنى الحِجْزة.
وهي هيئة المُحْتَجِز، كناية عن العِفَّة وطِيبِ الإِزار.
والحُِجْز: الناحية.
وقال: الحُِجْز العَشِيرة تَحْتَجِز بهم أَي تمتنع.
وروى ابن الأَعرابي قوله: كريم المنتمى والحجز، إِنه عفيف طاهر كقول النابغة: طَيِّب حُجُزاتُهم، وقد تقدّم.
والحِجْز: العفيف الطاهر.
والحِجاز: حبل يلقى للبعير من قِبَل رجليه ثم يناخ عليه ثم يشدّ به رُسْغا رجليه إِلى حِقْوَيْه وعَجُزُه؛ تقول منه: حَجَزْت البعير أَحْجِزه حَجْزاً، فهو مَحْجوز؛ قال ذو الرمة: فَهُنَّ من بين مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ، وقائِظٍ وكلا رَوْقَيْه مُخْتَضِب وقال الجوهري: هو أَن تُنِيخ البعير ثم تشدّ حبلاً في أَصل خُفَّيْه جميعاً من رجليه ثم ترفع الحبل من تحته حتى تشدّه على حِقْوَيْه، وذلك إِذا أَراد أَن يرتفع خفه؛ وقيل: الحِجاز حبل يشد بوسط يَدَي البعير ثم يخالَف فتُعْقد به رجلاه ثم يُشَدّ طرفاه إِلى حِقْويه ثم يلقى على جنبه شبه المَقْمُوط ثم تُداوَى دَبَرته فلا يستطيع أَن يمتنع إِلا أَن يجر جنبه على الأَرض؛ وأَنشد: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز وحاجِزٌ: اسم. ابن بُزُرج: الحَجَزُ والزَّنَجُ واحد. حَجِزَ وزَنِجَ: وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومَصَارينه من الظمإِ فلا يستطيع أَن يكثر الشرب ولا الطُّعْم، والله تعالى أَعلم.

ربا (لسان العرب) [1]


رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً: زاد ونما.
وأَرْبَيْته: نَمَّيته.
وفي التنزيل العزيز: ويُرْبي الصدَقات؛ ومنه أُخِذَ الرِّبا الحَرام؛ قال الله تعالى: وما آتَيْتُم من رباً ليَرْبُوَ في أَموالِ الناسِفلا يَرْبُو عند الله؛ قال أَبو إِسحق: يَعني به دَفْعَ الإِنسان الشيءَ ليُعَوَّضَ ما هو أَكثرُ منه، وذلك في أَكثر التفسير ليس بِحَرامٍ، ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أَخذ، قال: والرِّبا رِبَوانِ: فالحَرام كلُّ قَرْض يُؤْخَذُ به أَكثرُ منه أَو تُجَرُّ به مَنْفَعة فحرام، والذي ليس بحرام أَن يَهَبَه الإِنسان يَسْتَدْعي به ما هو أَكْثَر أَو يُهْديَ الهَدِيَّة ليُهْدى له ما هو أَكثرُ منها؛ قال الفراء: قرئ هذا الحرف ليَرْبُوَ . . . أكمل المادة بالياء ونصب الواو، قرأَها عاصم والأَعمش، وقرأَها أَهل الحجاز لتَرْبُو، بالتاء مرفوعة، قال: وكلٌّ صوابٌ، فمن قرأَ لتربو فالفعل للقوم الذين خوطبوا دل على نصبها سقوط النون، ومن قرأَها ليَرْبُوَ فمعناه ليَرْبُوَ ما أَعطيتم من شيء لتأْخذوا أَكثر، منه، فذلك رُبُوّه وليس ذلك زاكياً عند الله، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فتلك تَرْبُو بالتضعيف.
وأَرْبى الرجل في الرِّبا يُرْبي.
والرُّبْيَةُ: من الرِّبا، مخففة.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلح أَهل نجران: أَن ليس عليهم رُبِّيَّةٌ ولا دَمٌ؛ قال أَبو عبيد: هكذا روي بتشديد الباء والياء، وقال الفراء: إِنما هو رُبْيَة، مخفف، أَراد بها الرِّبا الذي كان عليهم في الجاهلية والدماءَ التي كانوا يُطْلَبون بها. قال الفراء: ومثل الرُّبْيَة من الرِّبا حُبْيَة من الاحْتِباء، سماعٌ من العرب يعني أَنهم تكلموا بهما بالياء رُبْيَة وحُبْيَة ولم يقولوا رُبْوَة وحُبْوة، وأَصلهما الواو، والمعنى أَنه أُسقط عنهم ما اسْتَسْلَفُوه في الجاهلية من سَلَفٍ أَو جَنَوه من جناية، أُسقط عنهم كلُّ دمِ كانوا يُطْلبون به وكلُّ رِباً كان عليهم إِلاَّ رؤوسَ أَموالهم فإِنهم يردّونها، وقد تكرر ذكره في الحديث، والأَصل فيه الزيادة من رَبا المالُ إِذا زاد وارْتَفَع، والاسم الرِّبا مقصور، وهو في الشرع الزيادة على أَصل المال من غير عَقْدِ تبايُعٍ ، وله أَحكام كثيرة في الفقه، والذي جاء في الحديث رُبِّيَّة، بالتشديد؛ قال ابن الأَثير: ولم يعرف في اللغة؛ قال الزمخشري: سبيلها أَن تكون فُعُّولة من الرِّبا كما جعل بعضهم السُّرِّيَّة فُعُّولة من السَّرْوِ لأَنها أَسْرى جواري الرجل.
وفي حديث طَهْفةَ: من أَبى فعليه الرِّبْوَةُ أَي من تَقاعَدَ عن أَداءٍ الزكاةِ فعليه الزيادةُ في الفريضة الواجبة عليه كالعُقُوبة له، ويروى: من أَقَرَّ بالجِزْية فعليه الرَّبْْوَةُ أَي من امتنع عن الإِسلام لأَجْل الزكاة كان عليه من الجِزْية أَكثرُ مما يجب عليه بالزكاة.وأَرْبى على الخمسين ونحوها: زاد.
وفي حديث الأَنصار يوم أُحُدٍ: لئِنْ أَصَبْنا منهم يَوْماً مثلَ هذا لَنُرْبِيَنَّ عليهم في التمثيل أَي لَنَزِيدَنَّ ولَنُضاعِفَنَّ. الجوهري: الرِّبا في البيع وقد أَرْبى الرجلُ.
وفي الحديث: من أَجْبى فقد أَرْبى.
وفي حديث الصدقة: وتَرْبُو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أَعْظَمَ من الجبل.
ورَبا السويقُ ونحوه رُبُوّاً: صُبَّ عليه الماءُ فانْتَفَخ.
وقوله عز وجل في صفةِ الأَرضِ: اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ قيل: معناه عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ، وقرئ ورَبأَتْ، فمن قرأَ ورَبَتْ فهو رَبا يَرْبُو إِذا زاد على أَيِّ الجهاتِ زاد، ومن قرأَ ورَبأَتْ بالهمز فمعناه ارْتَفَعَتْ.
وسابَّ فلان فلاناً فأَرْبى عليه في السِّباب إِذا زاد عليه.
وقوله عز وجل: فأَخَذَهم أَخْذَةً رابِيَة أَي أَخْذَةً تَزِيدُ على الأَخَذات؛ قال الجوهري: أَي زائِدَةً كقولك أَرْبَيْت إِذا أَخَذْتَ أَكثرَ مما أَعْطَيْتَ.
والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ: البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ودُونَ جُذُوٍّ وابْتِهارٍ ورَبْوةٍ، كأَنَّكُما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ أَي لسْتَ تقدر عليها إِلاَّ بَعْدَ جُذُوٍّ على أَطْراف الأَصابِعِ وبَعْدَ رَبْوٍ يأْخُذُكَ.
والرَّبْوُ: النَّفَسُ العالي.
ورَبا يَرْبُو رَبْواً: أَخَذَه الرَّبْوُ.
وطَلَبْنا الصَّيْدَ حتى تَرَبَّيْنا أَي بُهِرْنا (* قوله «حتى تربينا أي بهرنا» هكذا في الأصل).
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لها ما لي أَراكِ حَشْيَا رابيَةً؛ أَراد بالرابية التي أَخَذَها الرَّبْوُ وهو البُهْرُ، وهو النَّهِيجُ وتَواتُرُ النَّفَسِ الذي يَعْرِضُ للمُسْرِعِ في مَشْيِه وحَرَكَتِه وكذلك الحَشْيا.
ورَبا الفَرَس إِذا انَتَفَخَ من عَدْوٍ أَو فَزَعٍ؛ قال بِشْر بن أَبي خازم: كأَنَّ حَفِيفَ مُنْخُرِه، إِذَا مَا كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ والرِّبَا: العِينَة.
وهو الرِّمَا أَيضاً على البَدَل؛ عن اللحياني، وتثنيته رِبَوانِ ورِبَيان، وأَصله من الواو وإِنما ثُنِّيَ بالياء للإِمالة السائغة فيه من أَجل الكسرة.
ورَبَا المالُ: زادَ بالرِّبَا.
والمُرْبِي: الذي يَأْتي الرِّبَا.
والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ والرُّبْوَةُ والرِّبْوة والرَّباوة والرُّباوة والرِّباوَة والرَّابِيَة والرَّباةُ: كلُّ ما ارْتَفَعَ من الأَرض ورَبا؛ قال المُثَقِّب العَبْدي: عَلَوْنَ رَباوَةً وهَبَطْنَ غَيْباً، فَلَمْ يَرْجِعْنَ قَائِمَةً لِحِينِ وأَنشد ابن الأَعرابي: يَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُهَا، وإِنْ هُوَ وَافَى الرَّبَاةَ المَدِيدَا المديدَ: صفة للعَشَنَّقِ، وقد يجوز أَن يكون صفة للرَّبَاةِ على أَن يكون فَعِيلاً في معنى مَفْعولةٍ، وقد يجوز أَن يكونَ على المعنى كأَنَه قال الرَّبْوَ المَدِيدَ، فيكون حينئذ فَاعِلاً ومَفْعولاً.
وأَرْبَى الرجلُ إِذا قام على رابِيَة؛ قال ابن أَحمر يصف بقرة يَخْتَلِف الذِّئْبُ إِلى ولَدها: تُرْبِي له، فَهْوَ مَسْرورٌ بطَلْعَتِها طَوْراً، وطَوْراً تَناسَاهُ فتَعْتَكِرُ وفي الحديث: الفِرْدَوْسُ رَبْوَة الجَنَّةِ أَي أَرْفَعُها. ابن دُرَيْدٍ: لفُلان على فلان رَباءٌ بالفتح والمَدِّ، أَي طَوْلٌ.
وفي التنزيل العزيز: كمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ؛ والاختيار من اللغات رُبْوةٌ لأَنها أَكثر اللغات، والفتحُ لُغة تَمِيمٍ، وجَمْعُ الرَّبْوة رُبىً ورُبِيُّ؛ وأَنشد: ولاحَ إِذْ زَوْزَى به الرُّبِيُّ وزَوْزَى به أَي انْتَصَب به. قال ابنُ شُمَيْلٍ: الرَّوابِي ما أَشْرَف من الرَّمْلِ مثلُ الدَّكْدَاكَةِ غيرَ أَنها أَشَدُّ منها إِشْرافاً، وهي أَسْهَلُ من الدَّكْداكةِ، والدَّكْدَاكَةُ أَشَدُّ اكْتِنازاً منها وأَغْلَظُ، والرَّابِيَة فيها خُؤُورَةٌ وإشْرافٌ تُنْبِتُ أَجْوَدَ البَقْلِ الذي في الرّمال وأَكثرَه يَنْزِلُها الناسُ.
ويقال جَمَل صَعْبُ الرُّبَةِ أَي لَطيف الجُفْرةِ؛ قاله ابن شميل، قال أَبو منصور: وأَصله رُبْوَةٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: هَلْ لَكِ، يا خَدْلَةُ، في صَعْبِ الرُّبَهْ مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبَهْ؟ ورَبَوْت الرَّابِية: عَلَوْتها.
وأَرضٌ مُرْبِية: طَيّبة.
وقد رَبَوْت في حِجْرِهِ رُبُوّاً ورَبْواً؛ الأَخيرة عن اللحياني، ورَبِيْتُ رِباءً ورُبِيّاً، كِلاهما: نَشَأْتُ فيهم؛ أَنشد اللحياني لمسكين الدارمي: ثَلاثَة أَمْلاكٍ رَبَوْا في حُجُورِنَا، فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ؟ هكذا رواه رَبَوْا على مِثال غَزَوْا؛ وأَنشد في الكسر للسَّمَوْأَل بنِ عَادِياءَ: نُطْفَةً مَّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ أَمِرَتْ أَمْرَها، وفيها رَبِيتُ كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيٍّ، فتَجافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ ولكُلٍّ من رِزْقِه ما قَضَى الْـ ـلَهُ، وإِن حكّ أَنْفَه المسْتَمِيتُ ابن الأَعرابي: رَبِيت في حجرِه ورَبَوْتُ ورَبِيتُ أَرْبَى رَباً ورُبُوّاً: وأَنشد: فَمَنْ يكُ سائلاً عَنِّي فإِنِّي بمَكَّة مَنْزِلي، وبِها رَبِيتُ الأَصمعي: رَبَوْتُ في بَني فلان أَرْبُو نَشَأْتُ فيهِم، ورَبَّيْتُ فلاناً أُرَبِّيه تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُه ورَبَبْتُه ورَبَّبْته بمعنى واحد. الجوهري: رَبَّيْته تَرْبِية وتَرَبَّيْته أَي غَذَوْتُه، قال: هَذا لكل ما يَنْمِي كالوَلَد والزَّرْع ونحوه.
وتقول: زَنْجَبيل مُرَبّىً ومُرَبَّبٌ أَيضاً أَي معمول بالرُّبِّ.
والأُرْبيَّة، بالضم والتشديد: أَصل الفَخِذِ، وأَصله أُرْبُوَّة فاستثقلوا التشديد على الواو، وهما أُرْبِيَّتان، وقيل: الأُرْبِيَّة ما بَيْنَ أَعْلى الفَخِذ وأَسْفَل البَطْنِ، وقال اللحياني: هي أَصل الفخذ مما يلي البطنَ وهي فُعْلِيَّة، وقيل: الأُرْبِيّة قَرِيبَة من العانَة، قال: وللإِنسان أُرْبِيَّتان وهما العانَة والرُّفْعُ تَحْتَها.
وأُرْبِيَّة الرجل: أَهلُ بَيْتِه وبنُو عَمِّه لا تكون الأُرْبِيَّة من غيرهم؛ قال الشاعر: وإِنِّي وَسْطَ ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ بِلا أُرْبِيَّة نَبَتَتْ فُروعا ويقال: جاء في أُرْبِيَّةٍ من قومه أَي في أَهل بيته وبَنِي عمّه ونحوهم.والرَّبْوُ: الجَماعة هم عشرة آلاف كالرُّبَّة. أَبو سعيد: الرُّبْوة، بضم الراء، عشرة آلاف من الرجال، والجمع الرُّبي؛ قال العجاج: بَيْنَا هُمُو يَنْتَظِرون المُنْقَضَى مِنَّا، إِذا هُنَّ أَراعِيلٌ رُبَى وأَنشد: أَكَلْنا الرُّبَى يا أُمَّ عَمْروٍ، ومَنْ يَكُنْ غَرِيباً بأَرْضٍ يأْكُلِ الحَشَراتِ والأَرْباء: الجماعات من الناس، واحدهم رَبْوٌ غير مهموز. أَبو حاتم: الرُّبْية ضَرْب من الحَشَرات، وجمعه رُبىً. قال الجوهري: الإِرْبيانُ، بكسر الهمزة، ضرب من السمك، وقيل: ضَرب من السمكِ بيضٌ كالدُّود يكون بالبصرة، وقيل: هو نَبْتٌ؛ عن السيرافي.
والرُّبْية: دُوَيْبَّة بين الفَأْرة وأُمِّ حُبَيْنٍ.
والرَّبْوُ: موضع؛ قال ابن سيده: قَضَيْنا عليه بالواو لوجودنا رَبَوْت وعدمنا رَبَيت على مثال رَمَيت.

تلا (لسان العرب) [1]


تَلَوْتُه أَتلُوه وتَلَوْتُ عنه تُلُوّاً، كلاهما: خَذَلته وتركته.
وتَلا عَنِّي يَتْلُو تُلُوّاً إذا تركك وتخلَّف عنك، وكذلك خَذَل يَخْذُل خُذُولاً.
وتَلَوْته تُلُوّاً: تبعته. يقال: ما زلت أَتْلُوه حتى أَتْلَيْته أَي تَقَدَّمْته وصار خلفي.
وأَتْلَيْته أَي سبقته. فأَما قراءة الكسائي تَلَيها فأَمالَ، وإن كان من ذوات الواو، فإنما قرأَ به لأَنها جاءَت مع ما يجوز أَن يمال، وهو يَغْشَيها وبَنَيها، وقيل: معنى تلاها حين استدار فتلا الشمسَ الضياءُ والنورُ.
وتَتَالَت الأُمورُ: تلا بعضُها بعضاً.
وأَتْلَيْتُه إيّاه: أَتبَعْتُه.
واسْتَتْلاك الشيءَ: دعاك إلى تُلُوِّه؛ وقال: قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِيَ تَسْتَتْلِيني، ولا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ ابن الأَعرابي: استَتْلَيْت فلاناً أَي انتظرته، واسْتَتْلَيْته جعلته يَتْلوني.
والعرب تسمي المُراسِلَ في الغناء والعمل . . . أكمل المادة المُتالي، والمُتالي الذي يراسل المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قال الأَخطل: صَلْت الجَبينِ،كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ قال: والتَّلِيُّ الكثير الأَيْمان.
والتَّلِيُّ: الكثيرُ المالِ.
وجاءت الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة.
ورجلٌ تَلُوٌّ، على مثال عَدُوّ: لا يزال مُتَّبِعاً؛ حكاه ابن الأَعرابي، ولم يذكر يعقوب ذلك في الأَشياء التي حصرها كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ.
وتَلا إذا اتَّبع، فهو تالٍ أَي تابعٌ. ابن الأَعرابي: تَلا اتَّبَع، وتَلا إذا تخلَّف، وتَلا إذا اشْتَرى تِلْواً، وهو وَلد البَغْل.
ويقال لولد البغل تِلْو؛ وقال الأَصمعي في قول ذي الرمة: لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، وإنَّما تَتَلَّى دباب الوادِعات المَراجع (* قوله «تتلى دباب إلخ» هو هكذا في الأصل). قال: تَتَلّى تَتَبَّع.
وتِلْوُ الشيء: الذي يَتلُوه.
وهذا تِلْوُ هذا أَي تَبَعُه.
ووَقَع كذا تَلِيَّةَ كذا أَي عَقِبَه.
وناقة مُتْلٍ ومُتْلِية: يَتْلوها وَلدُها أَي يتبعها.
والمُتْلية والمُتْلي: التي تُنْتَج في آخر النتاج لأَنها تبع للمُبَكِّرة، وقيل: المُتْلِية المؤخَّرة للإنتاج، وهو من ذلك.
والمُتْلي: التي يَتْلوها ولدُها، وقد يستعار الإتلاء في الوحش؛ قال الراعي أَنشده سيبويه: لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ، تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ به ومَتالِيَا والمَتالي: الأُمَّهات إِذا تلاها الأَولاد، الواحدة مُتْلٍ ومُتْلِية.
وقال البَاهلي: المَتالي الإِبل التي قد نُتج بعضها وبعضها لم ينتج؛ وأَنشد: وكلُّ شَماليٍّ، كأَنَّ رَبابَه مَتالي مهيب، مِنْ بَني السيِّدِ، أَوْرَدا قال: نَعَمُ بَني السيِّدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها وشبه صوت الرعد بحَنِين هذه المَتالي؛ ومثله قول أَبي ذؤيب: فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا أَي اخْتُلِجَتْ عنها أَولادُها فهي تَحِنُّ إِليها. ابن جني: وقيل المُتْلِية التي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جنينها إِلى ناحية الذنب والحَياء، وهذا لا يوافق الاشتقاق.
والتِّلْوُ: ولد الشاة حين يُفطم من أُمّه ويتلوها، والجمع أَتْلاءٌ.
والأُنثى تِلْوَةٌ، وقيل: إِذا خرجت العَناق من حدِّ الإِجْفار فهي تِلوة حتى تتم لها سنة فتُجْذِع، وذلك لأَنها تتبع أُمّها.
والتِّلْوُ: ولدُ الحمار لاتباعه أُمّه. النضر: التِّلْوة من أَولاد المِعْزَى والضأْن التي قد استكرشت وشَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ.
وتِلْو الناقة: ولدها الذي يتلوها.
والتِّلو من الغنم: التي تُنتَج قبل الصَّفَرِيَّة.
وأَتْلاه الله أَطفالاً أَي أَتْبَعَه أَولاداً.
وأَتْلت الناقةُ إِذا تلاها ولدها؛ ومنه قولهم: لا دَرَيْتَ ولا أَتْلَيْتَ، يدعو عليه بأَن لا تُتْلِيَ إِبله أَي لا يكون لها أَولاد؛ عن يونس.
وتَلَّى الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ.
ويقال: تَلَّى فلان صلاته المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وقال البَعِيثُ على ظَهْرِ عادِيٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ رجالٌ، يُتَلُّون الصلاةَ، قيامُ وهذا البيت استشهد به على رجل مُتَلٍّ منتصب في الصلاة، وخطَّأَ أَبو منصور من استشهد به هناك وقال: إِنما هو من تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قال: ويكون تلا وتلَّى بمعنى تبع. يقال: تَلَّى الفَريضة إِذا أَتبعها النفلَ.
وفي حديث ابن عباس: أَفْتِنا في دابَّة تَرْعى الشجَر وتشربُ الماءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر، قال تلك عندنا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعَةُ؛ قال الخطابي: هكذا روي، قال: وإِنما هو التِّلْوَةُ. يقال للجَدْي إِذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوةٌ، والأُمّهات حينئذ المَتالي، فتكون هذه الكلمات من هذا الباب لا من باب تول.والتَّوالي: الأَعْجاز لاتّباعها الصدورَ.
وتوالي الخيلِ: مآخيرُها من ذلك، وقيل: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يقال: إِنه لَخَبيثُ التَّوالي وسريعُ التَّوالي وكله من ذلك.
والعرب تقول: ليسَ هَوادِي الخَيْل كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وتواليها مآخرها.
وتَوالي كلِّ شيء: آخره.
وتالياتُ النجوم: أُخراها.
ويقال: ليس تَوالي الخيلِ كالهَوادِي ولا عُفْرُ الليالي كالدَّآدِي؛ وعفرها: بيضها.
وتَوالي الظُّعُنِ: أَواخرها، وتوالي الإِبل كذلك.
وتوالي النجومِ: أَواخرها.
وتَلَوَّى: ضَرْبٌ من السفن، فَعَوَّلٌ من التُّلُوِّ لأَنه يتبع السفينة العظمى؛ حكاه أَبو علي في التذكرة.
وتَتَلَّى الشيءَ: تَتبَّعَه.
والتُّلاوَةُ والتَّلِيَّة: بقِيَّة الشيء عامّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حتى لم يبقَ إِلا أَقلُّه، وخص بعضهم به بقيةَ الدَّيْن والحاجةِ، قال: تَتَلّى بَقَّى بقيةً من دَيْنه.
وتَلِيَتْ عليه تُلاوَةٌ وتَلىً، مقصور: بَقِيت.
وأَتْلَيْتُها عنده: أَبْقَيْتُها.
وأَتْلَيْت عليك من حقي تُلاوةً أَي بَقِيَّةً.
وقد تَتَلَّيْت حقي عنده أَي تركت منه بقية.
وتَتَلَّيت حقي إِذا تتبعتَه حتى استوفيته؛ وقال الأَصمعي: هي التَّلِيَّة.
وقد تَلِيَت لي من حقي تَلِيَّةٌ وتُلاوَةٌ تَتْلى أَي بَقِيَت بَقِيَّة.
وأَتْلَيْت حقّي عنده إِذا أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.
وفي حديث أَبي حَدْرَد: ما أَصبحتُ أُتلِيها ولا أَقْدِرُ عليها. يقال: أَتْلَيْت حقي عنده أَي أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.
وأَتْلَيْتُه: أَحَلْته.
وتَلِيَتْ له تَلِيَّة من حقه وتُلاوة أَي بقِيَت له بَقِيَّة.
وتَلِيَ فلان بعد قومه أَي بَقِيَ.
وتَلا إِذا تأَخر.
والتوالي: ما تأَخر.
ويقال: ما زلت أَتلوه حتى أَتْلَيْتُه أَي حتى أَخَّرته؛ وأَنشد: رَكْضَ المَذاكِي، وتَلا الحَوْليُّ أَي تأَخَّر.
وتَليَ من الشهر كذا تَلَّى: بَقِي.
وتلَّى الرجلُ، بالتشديد، إِذا كان بآخر رَمَقٍ.
وتَلَّى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عن ابن الأَعرابي.
وتَتَلَّى إِذا جَمَع مالاً كثيراً.
وتَلَوْت القرآن تِلاوةً: قرأْته، وعم به بعضهم كل كلام؛ أَنشد ثعلب: واسْتَمَعُوا قولاً به يُكْوَى النَّطِفْ، يَكادُ من يُتْلى عليه يُجْتأَفْ وقوله عز وجل: فالتَّالِياتِ ذِكْراً؛ قيل: هم الملائكة، وجائز أَن يكونوا الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى. الليث: تَلا يَتْلو تِلاوَة يعني قرأَ قراءة.
وقوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلونه حقّ تِلاوَتِه؛ معناه يَتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حق عمله.
وقوله عز وجل: واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به. قال: وقرأَ بعضهم ما تُتَلِّي الشياطين (* قوله «ما تتلي الشياطين» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل).
وفلان يَتْلو فلاناً أَي يحكيه ويَتْبَع فعله.
وهو يُتْلي بَقِيَّة حاجته أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها.
وفي الحديث في عذاب القبر: إِن المنافق إِذا وضع في قبره سئل عن محمد، صلى الله عليه وسلم، وما جاء به فيقول لا أدْرِي، فيقال لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَىْتَ؛ قيل في معنى قوله ولا تَلَيْتَ: ولا تَلَوْتَ أَي لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلا يَتْلو، فقالوا تَلَىتَ بالياء ليُعاقَبَ بها الياءُ في دَرَيْتَ، كما قالوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وتجمع الغداة غَدَوات، فقيل: الغَدايا من أَجل العَشايا ليزدوج الكلام؛ قال: وكان يونس يقول إِنما هو ولا أَتْلَيْتَ في كلام العرب، معناه أَن لا تُتْليَ إِبلُه أي لا يكون لها أَولاد تتلوها؛ وقال غيره: إِنما هو لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ على افْتَعلت من أَلَوْتَ أَي أَطقت واستطعت، فكأَنه قال لا دَرَيْت ولا استطعت؛ قال ابن الأَثير: والمحدِّثون يروون هذا الحديث ولا تَلَيْتَ، والصواب ولا ائْتَلَيْتَ، وقيل: معناه لا قرأْت أَي لا تَلَوْتَ فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دَرَيْتَ.
والتَّلاءُ: الذِّمَّة.
وأَتْلَيْتُه: أَعطيته التَّلاءَ أَي أَعطيته الذِّمَّةَ.
وأَتْلَيْتُه ذمّة أَي أَعطيته إِياها.
والتَّلاءُ: الجِوارُ.
والتَّلاءُ: السهم يَكْتُبُ عليه المُتْلي اسمَه ويعطيه للرجل، فإِذا صار إِلى قبيلة أََراهم ذلك السهم وجاز فلم يُؤْذَ.
وأَتْلَيْتُه سهماً: أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ به؛ وكل ذلك فسر به ثعلب قول زهير: جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَليكم، وسِيَّانِ الكَفَالةُ والتَّلاءُ وقال ابن الأَنباري: التَّلاءُ الضَّمان. يقال: أَتْلَيْتُ فلاناً إِذا أَعطيتَه شيئاً يأْمَنُ به مثل سَهْمٍ أَو نَعْلٍ.
ويقال: تَلَوْا وأَتْلَوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قال الفرزدق: يَعُدّون للجار التَّلاءَ، إِذا تَلَوْا، على أَيِّ أَفْتار البَرية يَمَّما وإِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه.
والتَّلاءُ: الحَوالة.
وقد أَتْلَيْت فلاناً على فلان أَي أَحْلْته عليه؛ وأَنشد الباهلي هذا البيت:إِذا خُضْر الأَصمِّ رميت فيها بمُسْتَتْلٍ على الأَدْنَيْن باغِ أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شهر رجب، والمُسْتَتْلي: من التُّلاوة وهو الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عليك ويُحيل عليك فتُؤخذ بجنايته، والباغي: هو الخادم الجاني على الأَدْنَينَ من قرابته.
وأَتْلَيْته أَي أَحلته من الحوالة.

شرج (لسان العرب) [1]


ابن الأَعرابي: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً.
وشَرِج إِذا فَهِم.
والشَّرَجُ: عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ، ونحو ذلك. شَرَجَها شَرْجاً، وأَشْرَجَها، وشَرَّجها: أَدخل بعض عُرَاها في بعض وداخل بين أَشراجها. أَبو زيد: أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها وشَرَجْتُها: شدَدْتها؛ وفي حديث الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة فأَشْرَجْتُها؛ يقال: أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج، وهي العُرى.
وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعض.
وكلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعض، فقد شُرِجَ وشُرِّج.
والشَّريجَةُ: جَديلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام.
والشَّريجان: لَوْنان مُخْتلِفان من كل شيءٍ؛ وقال ابن الأَعرابي: هما مُختلِطان غير السواد والبياض؛ ويقال لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان: أَحدهما أَخضر، والآخر أَبيض أَو أَحمر؛ وقال في صفة القَطا: . . . أكمل المادة سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ، شَرائِجَ، بين كُدْرِيٍّ وجُونِ وقال الآخر: شَريجان من لَوْنٍ، خَلِيطانِ: منهما سَوادٌ، ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ وفي الحديث: فأَمَرَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالفِطْرِ فأَصبح الناس شَرْجَيْن في السَّفَر؛ أَي نصفين: نصْف صِيام، ونصف مَفاطِير.
ويقال: مررت بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات في السِّنِّ؛ وقال الأَسود بن يعفر: يُشْوي لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ، بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شديد، وشَدٍّ فيه إِرْوادٌ رِفْقٌ.
وشُرِّجَ اللحم: خالطه الشحمُ، وقد شَرَّجَهُ الكلأُ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف فرساً: قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنَّيِّ، فهْي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم.
وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تداخلا. معناه قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تقدم ذكرها في بيت قبله؛ وهو:تَغْدو به خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها حَلَقَ الرِّحالَة، فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ (* قوله «تغدو به خوصاء إلخ» أنشده الجوهري في مادة رخا: تعدو به خوصاء.)ومعنى شُرِّج لحمها: جُعِل فيه لَوْنان من الشحم واللحم.
والنَّيّ: الشحم.
وقوله: فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَع أَي لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه في لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها؛ والإِصْبَع بدل من هي، وإِنما أَضمرها متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، ومثله ضربتها هِنْداً.
والخَوْصاءُ: الغائِرَة العينين.
وحَلَق الرِّحالة: الإِبْزِيمُ.
والرِّحالة: سَرْجٌ يُعمل من جُلود.
وتَمْزَع: تُسْرِع.
والشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسان، فكل واحدة منهما شَريجٌ؛ وقيل: الشَّريجُ القوس المنشقَّة، وجمعها شَرائج، قال الشماخ: شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ وقال اللحياني: قوس شَريج فيها شَقٌّ وشِقٌّ، فوصف بالشَّريج؛ عنى بالشَّق المصدر، وبالشِّق الاسم.
والشَّرَج: انشِقاقها.
وقد انشَرَجت إِذا انشقَّت.
وقيل: الشَّرِيجة من القِسِيّ التي ليست من غُصْن صحيح مثل الفِلْق. أَبو عمرو: من القِسِيّ الشَّريج، وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلْقتين، وهي القوس الفِلْق أَيضاً؛ وقال الهذلي: وشَرِيجَة جَشَّاء، ذات أَزامِلٍ، تُخْطِي الشِّمالَ، بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ يعني القَوْسَ تُخْطي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتى يكتنزَ السَّاعِد.
والشَّرِيجة: القوس تُتخذ من الشَّرِيج، وهو العود الذي يُشق فِلْقَيْنِ، وثلاثٌ شَرائج، فإِذا كثرت، فهي الشَّرِيج؛ قال ابن سيده: وهذا قول ليس بقويّ، لأَن فَعِيلة لا تُمنع من أَن تجمع على فَعائل، قليلةً كانت أَو كثيرة؛ قال: وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد: الشَّرِيجة، بالهاء، القوس، من القَضِيب، التي لا يُبْرى منها شيء إِلا أَن تُسَوَّى.
والشَّرْج، بالتسكين: مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة، والجمع أَشْراج وشِرَاج وشُرُوج؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً: له هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ، وهَيْدَبٌ مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ وقال لبيد: لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ من الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا وفي حديث الزُّبَيْر: أَنه خاصم رجلاً من الأَنصار في سُيُول شِرَاج الحَرَّة إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا زُبَيْرُ احْبس الماء حتى يَبْلُغ الجُدُر. الأَصمعي: الشِّراج مَجاري الماء من الحِرار إِلى السَّهل، واحدها شَرْج.
وشَرَجُ الوادي: مُنْفَسَحُه، والجمع أَشْرَاج.
وفي الحديث: فتَنَحَّى السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ في شَرْجَة من تلك الشِّراج؛ الشَّرْجَة: مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السهل، والشَّرْج جنس لها.
وفي الحديث: أَن أَهل المدينة اقتتلوا ومواليَ مُعاوِية على شَرْج من شَرْج الحَرَّة. المؤرج: الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فيها سُفْرة ويُصَبُّ الماء عليها فتشربه الإِبل؛ وأَنشد في صفة إِبِل عِطاش سُقِيَتْ:سَقَيْنا صَوادِيها، على مَتنِ شَرْجَةٍ، أَضامِيمَ شَتَّى من حِيالٍ ولُقَّحِ ومَجَرَّة السماء تُسَمَّى: شَرَجاً.
والشَّرِيجة: شيء يُنْسَج من سَعَف النخل يُحمل فيه البِطِّيخ ونحوه.
والتَّشْريج: الخِياطَة المتباعِدة.
والشُّرُوج: الخَلَلُ بين الأَصابع؛ وقيل: هي الأَصابع، والشُّرُوج: الشُّقُوق والصُّدُوع؛ قال الداخِل بن حَرام الهُذَلي: دَلَفْتُ لَها، أَوانَ إِذٍ، بِسَهْمٍ خَلِيفٍ، لم تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ والشَّرْج والشَّرَج، والأُولى أَفصح: أَعلى ثُقب الاسْت، وقيل: حَتارُها؛ وقيل: الشَّرَج العَصَبة التي بين الدُّبُر والأُنثيين؛ والشَّرَج في الدابة.
وفي المحكم: والشَّرَج أَن تكون إِحْدى البَيْضَتين أَعظم من الأُخرى؛ وقيل: هو أَن لا يكون له إِلا بيضة واحدة. دابة أَشْرَج بَيِّنُ الشَّرَج، وكذلك الرجل. ابن الأَعرابي: الأَشْرَج الذي له خُصْية واحدة من الدوابّ.
وشَرَجُ الوادي: أَسفله إِذا بلغ مُنْفَسَحه؛ قال: بحيث كانَ الوادِيانِ شَرَجا والشَرْج: الضَّرْب؛ يقال: هُما شَرْج واحدٌ، وعلى شَرْج واحد أَي ضرْب واحد.
وفي المثل: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً: تصغير أَسْمُر، قال ابن سيده: جمع سَمُراً على أَسْمُرٍ ثم صغَّره، وهو من شَجَر الشوك؛ يضرب مثلاً للشيئين يَشْتَبِهان ويُفارق أَحدهما صاحِبَه في بعض الأُمور.
ويقال: هو شَرِيج هذا وشَرْجه أَي مِثْله.
وروي عن يوسف بن عمر، قال: أَنا شَرِيج الحجاج أَي مِثْله في السِّنّ؛ وفي حديث مازن: فلا رَأْيُهم رَأْيي، ولا شَرْجُهم شَرْجي ويقال: ليس هو من شَرْجه أَي من طَبَقَته وشكله؛ ومنه حديث علقمة: وكان نِسْوة يأْتِينَها مُشارِجان لها أَي أَتْراب وأَقْران.
ويقال: هذا شَرْج هذا وشرِيجه ومُشارِجه أَي مِثْله في السِّنّ ومُشاكِله؛ وقول العجاج: بِحَيْث كانَ الوَادِيان شَرَجا مِن الحَرِيم، واسْتَفاضَا عَوْسَجا أَراد بحيث لَصِق الوادي بالآخر، فصار مُشْرَجاً به من الحَرِيم أَي من حريم القوم مما يَلي دارَهُمَا. اسْتَفاضا عَوْسَجا: يعني الوادِيَين اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج.
وقال أَبو عبيد: في المثل: أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ قال: كان المفضَّل يُحدِّث (* قوله «كان المفضل يحدث إلخ» عبارة شرح القاموس: وذكر أَهل البادية أَن لقمان بن عاد قال لابنه لقيم: أَقم ههنا حتى أنطلق إِلى الابل، فنحر لقيم جزوراً فأكلها ولم يخبأ للقمان شيئاً فكره لائمته، فحرق ما حوله من السمر الذي بشرج، وشرج واد، ليخفي المكان، فلما جاء لقمان جعلت الابل تثير الجمر بأَخفافها، فعرف لقمان المكان وأنكر ذهاب السمر، فقال: أشبه إلخ. ثم قال: وذكر ابن الجواليقي في هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا.) أَن صاحب المثَل لُقَيم بن لُقمان، وكان هو وأَبوه قد نزلا منزلاً يقال له: شَرْج، فذهب لقيم يُعَشِّي إِبِلَه، وقد كان لُقمان حَسَد لُقَيْماً، فأَراد هلاكه واحتَفر له خَنْدَقاً وقطَع كلَّ ما هنالك من السَّمُر، ثم مَلأَ به الخَنْدَق وأَوقد عليه لِيَقَع فيه لُقَيم، فلما أَقبل عَرَف المكان وأَنكر ذهاب السَّمُر، فعندها قال: أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ فذهب مَثَلاً.
والشَّرْجان: الفِرقَتان؛ يقال: أَصبحوا في هذا الأَمر شَرْجَين أَي فِرْقتَين؛ وكلُّ لَوْنَين مختلفين: فهما شَرْجان. أَبو زيد: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ. ابن الأَعرابي: الشَّارِجُ الشرِيك؛ التهذيب: قال المتنخل: أَلْفَيْتَني هَشَّ النَّدَى، بِشَرِيجِ قِدْحي، أَو شَجِيرِي (* قوله «هش الندى بشريج» هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة شجر «هش اليدين بمري قدحي إلخ.») قال: الشَّرِيج قِدْحه الذي هُوَ له.
والشَّجِير: الغريب. يقول: أَلْفَيْتَني أَضرب بقِدْحَيَّ في المَيْسِر: أَحدُهما لي، والآخر مُسْتَعار.
والشَّريجُ: أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفين فيكون أَحد النِّصْفين شَريج الآخر.
وسأَله عن كلمة: فَشَرج عليها أُشْرُوجَة أَي بَنى عليها بِناء ليس منها.
والشَّرِيجُ: العَقَب، واحدته شَرِيجَة، وخَصَّ بعضهم بالشَّرِيجة العَقَبة التي يُلْزَق بها رِيشُ السَّهم؛ يقال: أَعطني شَريجة منه.
ويقال: شَرَجْت العسلَ وغيرَهُ بالماء أَي مزجتُه.
وشَرَّج شرابه: مَزَجَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً وماء: فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ، سُلاسِلَةٍ، من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ والشَّارِج: النَّاطُور، يمانية؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: وما شاكِرٌ إِلا عصافيرُ جِرْبَةٍ، يقومُ إِليها شارِجٌ فيُطِيرُها وشَرْجٌ: ماء لِبَني عَبْسٍ؛ قال يصف دَلْواً وقعت في بئر قليلة الماء فجاء فيها نصفها، فشبهها بِشِدْقِ حمار: قد وَقَعَتْ في فِضَّةٍ من شَرْجِ، ثم اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ وشَرْجَة: موضع؛ قال لبيد: فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ، فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ وشَرْجٌ: موضع؛ وفي حديث كعب بن الأَشرف: شَرْجُ العجوز، هو موضع قرب المدينة.

عسل (لسان العرب) [1]


قال الله عز وجل: وأَنهارٌ من عَسَل مُصَفى؛ العَسَلُ في الدنيا هو لُعاب النَّحْل وقد جعله الله تعالى بلطفه شِفاءً للناس، والعرب تُذَكِّر العَسَل وتُؤنِّثه، وتذكيره لغة معروفة والتأْنيث أَكثر؛ قال الشماخ:كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها بها عَسَلٌ، طابت يدا من يَشُورُها بها أَي بهذه المرأَة كأَنه قال: يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَسَلٌ؛ الواحدة عَسَلةٌ، جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة ولبَنَة؛ وحكى أَبو حنيفة في جمعه أَعْسال وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلانٌ، وذلك إِذا أَردت أَنواعه؛ وأَنشد أَبو حنيفة: بَيْضاءُ من عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ، شِيبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم القِلاتُ: جمع قَلْتٍ، والعَرِمُ: جمع عَرِمة، وهي الصُّخور تُرْصَف ويُقْطَع بها . . . أكمل المادة الوادي عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّيْل.
وقد عَسَّلَتِ النَّحْل تعسيلاً.
والعَسَّالة: الشُّورة التي تَتَّخِذ فيها النَّحْلُ العَسَلَ من راقُودٍ وغيره فتُعَسِّل فيه.
والعَسَّالة والعاسِلُ: الذي يَشْتارُ العَسَلَ من موضعه ويأْخُذه من الخَلِيَّة؛ قال لبيد: بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة، وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد شارَه من النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه سَبْعِين رَجُلاً.
ومَكانٌ عاسِلٌ: فيه عَسَلٌ؛ وقول أَبي ذؤيب: تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها إِلى مَأْلَفٍ، رَحْبِ المَباءةِ، عاسِلِ إِنما هو على النَّسَب أَي ذي عَسَلٍ، والعرب تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط عَسَلاً لحلاوته، وتقول للحديث الحُلْو: مَعْسُولٌ.
واستعار أَبو حنيفة العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال: الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب وهو ما سال من سُلافَتِه، وهو حُلْوٌ بمَرَّةٍ، وعَسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه.
وعَسَلَ الشيءَ يَعْسِلُه ويَعْسُله عَسْلاً وعَسَّله: خَلَطَه بالعَسَل وطَيّبه وحَلاَّه.
وعَسَّلْتُ الرجُلَ: جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل.
واسْتَعْسَلَ القومُ: اسْتَوْهَبوا العَسَل.
وعَسَّلْتُ القومَ: زوَّدتهم إِيَّاه.
وعَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُله أَي عمِلْته بالعَسَل.
وزَنْجَبِيل مُعَسَّل أَي مَعْمول بالعَسَل؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به رُضاباً، كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَسَّل وفي الحديث في الرجل يُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غيره: فإِن طَلَّقها الثاني لم تَحِلَّ للأَوَّل حتى يَذُوقَ من عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ من عُسَيْلَته، يعني الجِماع على المَثَل.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ، وقد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع به إِلى زَوْجِها الأَوَّل الذي طَلَّقها، فلم يَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِيلاج فقال له: أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة؟ لا، حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، يعني جِماعَها لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلى من المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها ذَوْقاً؛ وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول، على أَنه يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل، وقيل في قوله: حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك، إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة؛ وقال الأَزهري: العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة، ولا يكون ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا، ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل؛ قال ابن الأَثير: ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قال: وإِنما صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ.
ويقال: عَسَلْت من طَعامه عَسَلاً أَي ذُقْت.
وعَسَلَ المرأَةَ يَعْسِلُها عَسْلاً: نكَحها، فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من قوله حتى تَذُوقي عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك، وإِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة على حِدَة، قال ابن سيده: وعندي أَنها مشتقة.
والمَعْسُلة (* قوله «والمعسلة» هكذا ضبط في الأصل وفي موضعين من المحكم بضم السين وعليه علامة الصحة، ووزنه في القاموس بمرحلة) الخَلِيَّة؛ يقال: قَطَفَ فلان مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَسَل، وخَلِيَّة عاسِلةٌ، والنَّحْل عَسَّالة.
وما أَعرف له مَضْرِبَ عَسَلة: يعني أَعْراقَه؛ ويقال: ما لِفُلان مضرِبُ عَسَلَة يعني من النسب، لا يستعملان إِلاَّ في النفي؛ وقيل: أَصل ذلك في شَوْر العَسَل ثم صار مثلاً للأَصل والنسب.
وعَسَلُ اللُّبْنى: شيءٌ يَنْضَحُ من شَجَرِها يُشْبِه العَسَل لا حَلاوة له.
وعَسَلُ الرِّمْث: شيء أَبيض يخرج منه كأَنَّه الجُمَان.
وعَسَلَ الرجُلَ: طَيَّب الثناءَ عليه؛ عن ابن الأَعرابي، وهو من العَسَل لأَن سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه.
والعَسَلُ: طِيبُ الثناء على الرجل.
وفي الحديث: إِذا أَراد الله بعبد خيراً عَسَلَه في الناس أَي طَيَّب ثَناءه فيهم؛ وروي أَنه قيل لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما عَسَلَه؟ فقال: يَفْتَح له عَمَلاً صالحاً بين يَدَيْ موته حتى يَرْضى عنه مَنْ حَوْلَه أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً، شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَل في الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطِيب، وهذا مَثَلٌ، أَي وفَّقَه الله لعمل صالح يُتْحِفه كما يُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل.
ويقال: لَبَنَهُ ولَحَمه وعَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللبن واللحم والعَسَل.
والعُسُلُ: الرجال الصالحون، قال: وهو جمع عاسِلٍ وعَسُول، قال: وهو مما جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به، قال الأَزهري: كأَنه أَراد رجل عاسِلٌ ذو عَسَل أَي ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به عليه يُسْتَحْلى كالعَسَل.
وجارية مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللفظ طَيِّبة النَّغْمة.
وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسُولاً وعَسَلاناً: اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب.
ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ: عاسِلٌ مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ، وهو العاتِرُ وقد عَتَرَ وعَسَلَ؛ قال: بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر وقال أَوس: تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ والعَسَلُ والعَسَلانُ: أَن يَضْطَرِم الفرسُ في عَدْوِه فيَخْفِق برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه.
وعَسَل الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلاً وعَسَلاناً: مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب في عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه؛ قال: واللهِ لولا وَجَعٌ في العُرْقُوب، لكُنْتُ أَبْقَى عَسَلاً من الذِّيب استعاره للإِنسان؛ وقال لبيد: عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً، بَرَدَ اللَّيْلُ عليه فنَسَل وقيل: هو للنابغة الجعدي، والذئب عاسِلٌ، والجمع العُسَّل والعَواسِل؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُه فيه، كما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ أَراد عَسَلَ في الطريق فحذف وأَوْصل، كقولهم دَخَلْتُ البيت، ويروى لَذٌّ.
والعَسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَى من هُبوب الرِّيح.
وعَسَلَ الماءُ عَسَلاً وعَسَلاناً: حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه؛ أَنشد ثعلب: قد صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل حَوْضاً، كأَنَّ ماءه إِذا عَسَل من نافِضِ الرِّيحِ، رُوَيْزِيٌّ سَمَل الرُّوَيْزِيُّ: الطَّيْلَسانُ، والسَّمَل: الخَلَق، وإِنما شَبَّه الماءَ في صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وجعله سَمَلاً لأَن الشيء إِذا أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق.
وعَسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة: أَسرع.
والعَنْسَل: الناقةُ السريعة، ذهب سيبويه إِلى أَنه من العَسَلانِ.
وقال محمد بن حبيب: قالوا للعَنْس عَنْسَل، فذهب إِلى أَن اللام من عَنْسَل زائدة، وأَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ واللام الأَخيرة زائدة؛ قال ابن جني: وقد تَرَك في هذا القول مذهب سيبويه الذي عليه ينبغي أَن يكون العمل، وذلك أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ من العَسَلانِ الذي هو عَدْوُ الذئب، والذي ذهب إِليه سيبويه هو القول، لأَن زيادة النون ثانيةً أَكثر من زيادة اللام، أَلا ترى إِلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وقلة باب ذلِك وأُولالِك؟ قال الأَعشى: وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلا، ةِ بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل والنون زائدة.
ويقال: فلان أَخْبَثُ من أَبي عِسْلة ومن أَبي رِعْلة ومن أَبي سِلْعامَة ومن أَبي مُعْطة، كُلُّه الذِّئب.
ورَجُلٌ عَسِلٌ: شديد الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ اليد بالضَّرْب؛ قال الشاعر: تَمْشِي مُوالِيةً، والنَّفْس تُنْذِرُها مع الوَبِيلِ، بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل والعَسِيلُ: مِكْنَسة الطِّيب، وهي مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بها العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر؛ قال: فَرِشْني بخَيْرٍ، لا أَكونُ ومِدْحَتي كَناحِتِ، يوماً، صَخْرةٍ بِعَسِيل فَصَلَ بين المضاف والمضاف إِليه بالظرف (* قوله «فصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف» هذه عبارة المحكم وضبط صخرة فيه بالجر.
وقوله «أراد إلخ» هذه عبارة التهذيب وضبط صخرة فيه بالنصب وعليه يتم تمثيله ببيت أبي الأسود فهما روايتان في البيت كما لا يخفى، وقوله بعد «وقيل أراد لا أكونن» لعله سقط قبل هذا ما يحسن العطف عليه، وفي التهذيب والصحاح: لا أكونن، بنون التوكيد) ؛ أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يوماً بعَسِيلٍ، هكذا أُنشد عن الفراء؛ ومثله قول أَبي الأَسود: فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ، ولا ذاكِرِ اللهَ إِلا قليلا أَراد: ولا ذاكِرٍ اللهَ؛ وأَنشد الفراء أَيضاً: رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ، طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسِلْ وقيل: أَراد لا أَكونَنْ ومِدْحَتي.
والعَسيل: الرِّيشة التي تُقْلَع بها الغالِية، وجمعها عُسُلٌ.
وإِنه لَعِسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية له، يقال عِسْلُ مالٍ كقولك إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ.
والعَسيل: قَضيب الفيل، وجمعه عُسُلٌ.
والعَسَلُ والعَسَلانُ: الخبَب.
وفي حديث عمر: أَنه قال لعمرو بن مَعْدِيكَرِب: كَذَبَ، عليْك العَسَلَ أَي عليْك بسُرْعة المَشْي؛ هو من العَسَلان مَشْيِ الذئب واهتزاز الرمح، وعَسَلَ بالشيء عُسُولاً.
ويقال: بَسْلاً له وعَسْلاً، وهو اللَّحْيُ في المَلام.
وعَسَلِيُّ اليهودِ: علامَتُهم.
وابن عَسَلة: من شعرائهم؛ قال ابن الأَعرابي: وهو عَبْدالمَسيح بن عَسَلة.
وعاسِلُ بن غُزَيَّة: من شُعَراء هُذَيل.
وبَنُو عِسْلٍ: قَبيلةٌ يزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة.
وقال الأَزهري في ترجمة عسم: قال وذكر أَعرابي (* قوله «قال وذكر أعرابي» القائل هو النضر بن شميل كما يؤخذ من التهذيب) أَمَةً فقال: هي لنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لها من عَسَلةٍ؛ قال: العَسَلة النَّسْل.

حبل (لسان العرب) [2]


الحَبْل: الرِّباط، بفتح الحاء، والجمع أَحْبُل وأَحبال وحِبال وحُبُول؛ وأَنشد الجوهري لأَبي طالب: أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه بمِنْسَأَة؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا قال ابن بري: صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ؛ قال: وبعده: هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرة، إِنَّه سَيَحكُم فيما بَيْننا، ثم يَعْدِلُ والحبْل: الرَّسَن، وجمعه حُبُول وحِبال.
وحَبَل الشيءَ حَبْلاً: شَدَّه بالحَبْل؛ قال: في الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ ومن أَمثالهم: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ أَي يا من يَشُدُّ الحَبْلَ اذكر وقت حَلِّه. قال ابن سيده: ورواه اللحياني يا حامل، بالميم، وهو تصحيف؛ قال ابن جني: وذاكرت بنوادر اللحياني شيخنا أَبا علي فرأَيته غير راض بها، قال: . . . أكمل المادة وكان يكاد يُصَلِّي بنوادر أَبي زيد إِعْظاماً لها، قال: وقال لي وقت قراءتي إِياها عليه ليس فيها حرف إِلاَّ ولأَبي زيد تحته غرض مّا، قال ابن جني: وهو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار؛ الليث: المُحَبَّل الحَبْل في قول رؤبة: كل جُلال يَمْلأ المُحَبَّلا وفي حديث قيس بن عاصم: يَغْدو الناس بِحبالهم فلا يُوزَع رجل عن جَمَل يَخْطِمُه؛ يريد الحِبال التي تُشَدُّ فيها الإِبل أَي يأْخذ كل إِنسان جَمَلاً يَخْطِمُه بحَبْله ويتملكه؛ قال الخطابي: رواه ابن الأَعرابي يغدو الناس بجمالهم، والصحيح بحِبالهم.
والحابُول: الكَرُّ الذي يُصْعد به على النخل.
والحَبْل: العَهْد والذِّمَّة والأَمان وهو مثل الجِوار؛ وأَنشد الأَزهري: ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكُم، مَنْ حَلِّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ وذِمَّةٍ.
والحَبْل: التَّواصُل. ابن السكيت: الحَبْل الوِصال.
وقال الله عز وجل: واعتصموا بحَبْل الله جميعاً؛ قال أَبو عبيد: الاعتصام بحَبْل الله هو ترك الفُرْقة واتباعُ القرآن، وإِيَّاه أَراد عبد الله بن مسعود بقوله: عليكم بحَبْل الله فإِنه كتاب الله.
وفي حديث الدعاء: يا ذا الحَبْل الشديد؛ قال ابن الأَثير: هكذا يرويه المحدثون بالباء، قال: والمراد به القرآن أَو الدين أَو السبب؛ ومنه قوله تعالى: واعتصموا بحَبْل الله جميعاً ولا تَفَرَّقوا؛ ووصفه بالشدَّة لأَنها من صِفات الحِبال، والشدَّةُ في الدين الثَّباتُ والاستقامة؛ قال الأَزهري: والصواب الحَيْل، بالياء، وهو القُوَّة، يقال حَيْل وحَوْل بمعنى.
وفي حديث الأَقرع والأَبرص والأَعمى: أَنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحِبال في سَفَري أَي انقطعت بي الأَسباب، من الحَبْل السَّبَبِ. قال أَبو عبيد: وأَصل الحَبْل في كلام العرب ينصرف على وجوه منها العهد وهو الأَمان.
وفي حديث الجنازة: اللهم إِن فلانَ بْنَ فلانٍ في ذمتك وحَبْل جِوارك؛ كان من عادة العرب أَن يُخِيف بعضها بعضاً في الجاهلية، فكان الرجل إِذا أَراد سفراً أَخذ عهداً من سيد كل قبيلة فيأْمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إِلى الأُخرى فيأْخذ مثل ذلك أَيضاً، يريد به الأَمان، فهذا حَبْل الجِوار أَي ما دام مجاوراً أَرضه أَو هو من الإِجارة الأَمان والنصرة؛ قال: فمعنى قول ابن مسعود عليكم بحبل الله أَي عليكم بكتاب الله وترك الفُرْقة، فإِنه أَمان لكم وعهد من عذاب الله وعقابه؛ وقال الأَعشى يذكر مسيراً له: وإِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِيلة، أَخَذَتْ من الأُخرى إِليك حِبالَها وفي الحديث: بيننا وبين القوم حِبال أَي عهود ومواثيق.
وفي حديث ذي المِشْعار: أَتَوْك على قُلُصٍ نَواجٍ متصلة بحَبائل الإِسلام أَي عهوده وأَسبابه، على أَنها جمع الجمع. قال: والحَبْل في غير هذا المُواصَلة؛ قال امرؤ القيس: إِني بحَبْلك واصِلٌ حَبْلي، وبِرِيش نَبْلِك رائش نَبْلي والحَبْل: حَبْل العاتق. قال ابن سيده: حَبْل العاتق عَصَب، وقيل: عَصَبة بين العُنُق والمَنْكِب؛ قال ذو الرمة: والقُرْطُ في حُرَّة الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ، تَباعَدَ الحَبْلُ منها، فهو يضطرب وقيل: حَبْل العاتق الطَّرِيقة التي بين العُنُق ورأْس الكتف. الأَزهري: حَبْلُ العاتق وُصْلة ما بين العاتق والمَنْكِب.
وفي حديث أَبي قتادة: فضربته على حَبْل عاتقه، قال: هو موضع الرداء من العنق، وقيل: هو عِرْق أَو عَصَب هناك.
وحَبْل الوَرِيد: عِرْق يَدِرُّ في الحَلْق، والوَرِيدُ عِرْق يَنْبِض من الحيوان لا دَم فيه. الفراء في قوله عز وجل: ونحن أَقرب إِليه من حَبْل الوريد؛ قال: الحَبْل هو الوَرِيد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين، قال: والوَرِيد عِرْق بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْن؛ الجوهري: حَبْل الوَرِيد عِرْق في العنق وحَبْلُ الذراع في اليد.
وفي المثل: هو على حَبْل ذراعك أَي في القُرب منك. ابن سيده: حَبْل الذراع عِرْق ينقاد من الرُّسْغ حتى ينغمس في المَنْكِب؛ قال: خِطَامُها حَبْلُ الذراع أَجْمَع وحَبْل الفَقار: عِرق ينقاد من أَول الظهر إِلى آخره؛ عن ثعلب؛ وأَنشد البيت أَيضاً: خِطامها حبل الفَقار أَجْمَع مكان قوله حَبْل الذراع، والجمع كالجمع.
وهذا على حَبْل ذراعك أَي مُمْكِن لك لا يُحال بينكما، وهو على المثل، وقيل: حِبال الذراعين العَصَب الظاهر عليهما، وكذلك هي من الفَرَس. الأَصمعي: من أَمثالهم في تسهيل الحاجة وتقريبها: هو على حَبْل ذراعك أَي لا يخالفك، قال: وحَبْل الذراع عِرْق في اليد، وحِبال الفَرَس عروق قوائمه؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ في مَصامِه، بأَمراس كَتَّانٍ إِلى صُمِّ جَنْدَل والأَمراس: الحِبال، الواحدة مَرَسة، شَبَّه عروق قوائمه بحِبال الكَتَّان، وشبه صلابة حوافره بصُمِّ الجَنْدَل، وشبه تحجيل قوائمه ببياض نجوم السماء.
وحِبال الساقين: عَصَبُهما.
وحَبائِل الذكر: عروقه.
والحِبالة: التي يصاد بها، وجمعها حَبائل، قال: ويكنى بها عن الموت؛ قال لبيد: حَبائلُه مبثوثة بَسبِيلهِ، ويَفْنى إِذا ما أَخطأَتْه الحَبائل وفي الحديث: النِّساء حَبائل الشيطان أَي مَصايِدُه، واحدتها حِبالة، بالكسر، وهي ما يصاد بها من أَيّ شيء كان.
وفي حديث ابن ذي يَزَن: ويَنْصِبون له الحَبائل.
والحَابِل: الذي يَنْصِب الحِبالة للصيد.
والمَحْبُول: الوَحْشيُّ الذي نَشِب في الحِبالة.
والحِبالة: المِصْيَدة مما كانت.
وحَبَل الصيدَ حَبْلاً واحْتَبَله: أَخذه وصاده بالحِبالة أَو نصبها له.
وحَبَلَته الحِبالةُ: عَلِقَتْه، وجمعها حبائل؛ واستعاره الراعي للعين وأَنها عَلِقَت القَذَى كما عَلِقَت الحِبالةُ الصيدَ فقال: وبات بثَدْيَيْها الرَّضِيعُ كأَنه قَذًى، حَبَلَتْه عَيْنُها، لا يُنيمُها وقيل: المَحْبُول الذي نصبت له الحِبالة وإِن لم يقع فيها.
والمُحْتَبَل: الذي أُخِذ فيها؛ ومنه قول الأَعشى: ومَحْبُول ومُحْتَبَل الأَزهري: الحَبْل مصدر حَبَلْت الصيد واحتبلته إِذا نصبت له حِبالة فنَشِب فيها وأَخذته.
والحِبالة: جمع الحَبَل. يقال: حَبَل وحِبال وحِبالة مثل جَمَل وجِمال وجِمالة وذَكَر وذِكار وذِكارة.
وفي حديث عبد الله السعدي: سأَلت ابن المسيَّب عن أَكل الضَّبُع فقال: أَوَيأْكلها أَحد؟ فقلت: إِن ناساً من قومي يَتَحَبَّلُونها فيأْكلونها، أَي يصطادونها بالحِبالة.ومُحْتَبَل الفَرَس: أَرْساغه؛ ومنه قول لبيد: ولقد أَغدو، وما يَعْدِمُني صاحبٌ غير طَوِيل المُحْتَبَل أَي غير طويل الأَرساغ، وإِذا قَصُرت أَرساغه كان أَشدّ.
والمُحْتَبَل من الدابة: رُسْغُها لأَنه موضع الحَبْل الذي يشدّ فيه.
والأُحْبُول: الحِبالة.
وحبائل الموت: أَسبابُه؛ وقد احْتَبَلهم الموتُ.
وشَعرٌ مُحَبَّل: مَضْفور.
وفي حديث قتادة في صفة الدجال، لعنه الله: إِنه مُحبَّل الشعر أَي كأَن كل قَرْن من قرون رأْسه حَبْل لأَنه جعله تَقاصيب لجُعُودة شعره وطوله، ويروى بالكاف مُحَبَّك الشَّعر.
والحُبال: الشَّعر الكثير.
والحَبْلانِ: الليلُ والنهار؛ قال معروف بن ظالم: أَلم تر أَنَّ الدهر يوم وليلة، وأَنَّ الفتى يُمْسِي بحَبْلَيْه عانِيا؟ وفي التنزيل العزيز في قصة اليهود وذُلِّهم إِلى آخر الدنيا وانقضائها: ضُرِبَت عليهم الذِّلَّة أَينما ثُقِفُوا إِلاَّ بحَبْل من الله وحَبْل من الناس؛ قال الأَزهري: تكلم علماء اللغة في تفسير هذه الآية واختلفت مذاهبهم فيها لإِشكالها، فقال الفراء: معناه ضربت عليهم الذلة إِلا أَن يعتصموا بحَبْل من الله فأَضمر ذلك؛ قال: ومثله قوله: رَأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّت مَخافةً، وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفؤاد فَرُوق أَراد رأَتني أَقْبَلْتُ بحَبْلَيْها فأَضمر أَقْبَلْت كما أَضمر الاعتصام في الآية؛ وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال: الذي قاله الفراء بعيد أَن تُحْذف أَن وتبقى صِلَتُها، ولكن المعنى إِن شاء الله ضُرِبَت عليهم الذلة أَينما ثُقِفوا بكل مكان إِلا بموضع حَبْل من الله، وهو استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة في الأَمكنة إِلا في هذا المكان؛ قال: وقول الشاعر رأَتني بحَبْلَيْها فاكتفى بالرؤية من التمسك، قال: وقال الأَخفش إِلا بحَبْل من الله إِنه استثناء خارج من أَول الكلام في معنى لكن، قال الأَزهري: والقول ما قال أَبو العباس.
وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: أُوصيكم بكتاب الله وعِتْرَتي أَحدهما أَعظم من الآخر وهو كتاب الله حَبْل ممدود من السماء إِلى الأَرض أَي نور ممدود؛ قال أَبو منصور: وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله (* قوله «اتصال كتاب الله» أي بالسماء) عز وجل وإِن كان يُتْلى في الأَرض ويُنسَخ ويُكتَب، ومعنى الحَبْل الممدود نور هُدَاه، والعرب تُشَبِّه النور الممتدّ بالحَبْل والخَيْط؛ قال الله تعالى: حتى يتبين لكم الخيط الأَبيض من الخيط الأَسود من الفجر؛ يعني نور الصبح من ظلمة الليل، فالخيط الأَبيض هو نور الصبح إِذا تبين للأَبصار وانفلق، والخيط الأَسود دونه في الإِنارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نُعِتَ بالأَسود ونُعِت الآخر بالأَبيض، والخَيْطُ والحَبْل قريبان من السَّواء.
وفي حديث آخر: وهو حَبْل الله المَتِين أَي نور هداه، وقيل عَهْدُه وأَمانُه الذي يُؤمِن من العذاب.
والحَبْل: العهد والميثاق. الجوهري: ويقال للرَّمْل يستطيل حَبْل، والحَبْل الرَّمْل المستطيل شُبِّه بالحَبل.
والحَبْل من الرمل: المجتمِعُ الكثير العالي.
والحَبْل: رَمْل يستطيل ويمتدّ.
وفي حديث عروة بن مُضَرِّس: أَتيتك من جَبَلَيْ طَيِّء ما تركت من حبل إِلا وقفت عليه؛ الحَبْل: المستطيل من الرَّمْل، وقيل الضخم منه، وجمعه حِبال، وقيل: الحِبال في الرمل كالجِبال في غير الرمل؛ ومنه حديث بدر: صَعِدْنا على حَبْل أَي قطعة من الرمل ضَخْمة ممتدَّة.
وفي الحديث: وجَعَل حَبْلَ المُشاة بين يديه أَي طريقَهم الذي يسلكونه في الرَّمْل، وقيل: أَراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم في مشيهم تشبيهاً بحَبْل الرمل.
وفي صفة الجنة: فإِذا فيها حَبائل اللؤلؤ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب البخاري والمعروف جَنابِذُ اللؤلؤ، وقد تقدم، قال: فإِن صحت الرواية فيكون أَراد به مواضع مرتفعة كحِبال الرمل كأَنه جمع حِبالة، وحِبالة جمع حَبْل أَو هو جمع على غير قياس. ابن الأَعرابي: يقال للموت حَبِيلَ بَراح؛ ابن سيده: فلان حَبِيل بَراح أَي شُجاعٌ، ومنه قيل للأَسد حَبِيل بَراح، يقال ذلك للواقف مكانه كالأَسد لا يَفِرُّ.
والحبْل والحِبْل: الداهية، وجَمْعها حُبُول؛ قال كثيِّر:فلا تَعْجَلي، يا عَزّ، أَن تَتَفَهَّمِي بنُصْحٍ أَتى الواشُونَ أَم بحُبُول وقال الأَخطل: وكنتُ سَلِيمَ القلب حتى أَصابَني، من اللاَّمِعات المُبْرِقاتِ، حُبولُ قال ابن سيده: فأَما ما رواه الشيباني خُبُول، بالخاء المعجمة، فزعم الفارسي أَنه تصحيف.
ويقال للداهية من الرجال: إِنه لحِبْل من أَحْبالها، وكذلك يقال في القائم على المال. ابن الأَعرابي: الحِبْل الرجل العالم الفَطِن الداهي؛ قال وأَنشدني المفضل: فيا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِي قِناعَها، تُرَأْرِئُ بالعَيْنَيْنِ لِلرَّجُل الحِبْل يقال: رَأْرَأَتْ بعينيها وغَيَّقَتْ وهَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز الرَّجُل.
وثار حابِلُهم على نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بينهم.
ومن أَمثال العرب في الشدة تصيب الناس: قد ثار حابِلُهم ونابِلُهم؛ والحابل: الذي يَنْصِب الحِبالة، والنابلُ: الرامي عن قوسه بالنَّبْل، وقد يُضرب هذا مثلاً للقوم تتقلب أَحوالهم ويَثُور بعضهم على بعض بعد السكون والرَّخاء. أَبو زيد: من أَمثالهم: إِنه لواسع الحَبْل وإِنه لضَيِّق الحَبْل، كقولك هو ضَيِّق الخُلُق وواسع الخُلُق؛ أَبو العباس في مثله: إِنه لواسع العَطَن وضَيِّق العَطَن.
والْتَبَس الحابل بالنابِل؛ الحابِلُ سَدَى الثوب، والنابِلُ اللُّحْمة؛ يقال ذلك في الاختلاط.
وحَوَّل حابِلَه على نابِلِه أَي أَعلاه على أَسفله، واجْعَل حابِلَه نابِلَه، وحابله على نابله كذلك.
والحَبَلَةُ والحُبَلَةُ: الكَرْم، وقيل الأَصل من أُصول الكَرْم، والحَبَلة: طاق من قُضْبان الكَرْم.
والحَبَلُ: شجر العِنَب، واحدته حَبَلة.
وحَبَلة عَمْرو: ضَرْب من العنب بالطائف، بيضاء مُحَدَّدة الأَطراف متداحضة (* قوله: متداحضة، هكذا في الأصل) العناقيد.
وفي الحديث: لا تقولوا للعِنَب الكَرْم ولكن قولوا العنب والحَبَلة، بفتح الحاء والباء وربما سكنت، هي القَضيب من شجر الأَعناب أَو الأَصل.
وفي الحديث: لما خرج نوح من السفينة غَرَس الحَبَلة.
وفي حديث ابن سِيرِين: لما خرج نوح من السفينة فَقَدَ حَبَلَتَيْن كانتا معه، فقال له المَلَك: ذَهَب بهما الشيطان، يريد ما كان فيهما من الخَمْر والسُّكْر. الأَصمعي: الجَفْنة الأَصل من أُصول الكَرْم، وجمعها الجَفْن، وهي الحَبَلة، بفتح الباء، ويجوز الحَبْلة، بالجزم.
وروي عن أَنس بن مالك: أَنه كانت له حَبَلة تَحْمِل كُرًّا وكان يسميها أُمَّ العِيال، وهي الأَصل من الكَرْم انْتَشَرَت قُضْبانُها عن غِرَاسِها وامتدّت وكثرت قضبانها حتى بلغ حَمْلُها كُرًّا.
والحَبَل: الامتلاء.
وحَبِل من الشراب: امتلأَ.
ورجل حَبْلانُ وامرأَة حَبْلى: ممتلئان من الشراب.
والحُبال: انتفاخ البطن من الشراب والنبيذ والماء وغيره؛ قال أَبو حنيفة: إِنما هو رجل حُبْلانُ وامرأَة حُبْلى، ومنه حَبَلُ المرأَة وهو امتلاء رَحِمها.
والحَبْلان أَيضاً: الممتلئ غضباً.
وحَبِل الرجلُ إِذا امتلأَ من شرب اللبن، فهو حَبْلانُ، والمرأَة حَبْلى.
وفلان حَبْلان على فلان أَي غضبان.
وبه حَبَلٌ أَي غَضَب، قال: وأَصله من حَبَل المرأَة. قال ابن سيده: والحَبَل الحَمْل وهو من ذلك لأَنه امتلاء الرَّحِم.
وقد حَبِلت المرأَةُ تَحْبَل حَبَلاً، والحَبَل يكون مصدراً واسماً، والجمع أَحْبال؛ قال ساعدة فجعله اسماً: ذا جُرْأَةٍ تُسْقِط الأَحْبالَ رَهْبَتُه، مَهْما يكن من مَسام مَكْرَهٍ يَسُم ولو جعله مصدراً وأَراد ذوات الأَحبال لكان حَسَناً.
وامرأَة حابلة من نسوة حَبَلة نادر، وحُبْلى من نسوة حُبْلَيات وحَبالى، وكان في الأَصل حَبالٍ كدَعاوٍ تكسير دَعْوَى؛ الجوهري في جمعه: نِسْوة حَبالى وحَبالَيات، قال: لأَنها ليس لها أَفْعَل، ففارق جمع الصُّغْرى والأَصل حَبالي، بكسر اللام، قال: لأَن كل جمع ثالثه أَلف انكسر الحرف الذي بعدها نحو مَساجِد وجَعافِر، ثم أَبدلوا من الياء المنقلبة من أَلف التأْنيث أَلفاً، فقالوا حَبالى، بفتح اللام، ليفْرِقوا بين الأَلفين كما قلنا في الصَّحارِي، وليكون الحَبالى كحُبْلى في ترك صرفها، لأَنهم لو لم يُبْدِلوا لسقطت الياء لدخول التنوين كما تسقط في جَوَارٍ، وقد ردّ ابن بري على الجوهري قوله في جمع حُبْلى حَبَالَيَات، قال: وصوابه جُبْلَيَات. قال ابن سيده: وقد قيل امرأَة حَبْلانة، ومنه قول بعض نساء الأَعراب: أَجِدُ عَيْني هَجَّانة وشَفَتي ذَبَّانَة وأَراني حَبْلانة، واختلف في هذه الصفة أَعَامَّة للإِناث أَم خاصة لبعضها، فقيل: لا يقال لشيء من غير الحيوان حُبْلى إِلا في حديث واحد: نهي عن بيع حَبَل الحَبَلة، وهو أَن يباع ما يكون في بطن الناقة، وقيل: معنى حَبَل الحَبَلة حَمْل الكَرْمة قبل أَن تبلغ، وجعل حَمْلها قبل أَن تبلغ حَبَلاً، وهذا كما نهي عن بيع ثمر النخل قبل أَن يُزْهِي، وقيل: حَبَل الحَبَلة ولدُ الولد الذي في البطن، وكانت العرب في الجاهلية تتبايع على حَبَل الحَبَلة في أَولاد أَولادها في بطون الغنم الحوامل، وفي التهذيب: كانوا يتبايعون أَولاد ما في بطون الحوامل فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذلك.
وقال أَبو عبيد: حَبَل الحَبَلة نِتَاج النِّتاج وولد الجَنين الذي في بطن الناقة، وهو قول الشافعي، وقيل: كل ذات ظُفُر حُبْلى؛ قال: أَو ذِيخَة حُبْلى مُجِحّ مُقْرِب الأَزهري: يزيد بن مُرَّة نهي عن حَبَل الحَبَلة، جعل في الحَبَلة هاء، قال: وهي الأُنثى التي هي حَبَل في بطن أُمها فينتظر أَن تُنْتَج من بطن أُمها، ثم ينتظر بها حتى تَشِبَّ، ثم يرسل عليها الفَحْل فتَلْقَح فله ما في بطنها؛ ويقال: حَبَل الحَبَلة للإِبل وغيرها، قال أَبو منصور: جعل الأَول حَبَلة بالهاء لأَنها أُنثى فإِذا نُتِجت الحَبَلة فولدها حَبَل، قال: وحَبَل الحَبَلة المنتظرة أَن تَلْقِحَ الحَبَلة المستشعرة هذي التي في الرحم لأَن المُضْمَرة من بعد ما تُنْتَج إِمَّرة.
وقال ابن خالويه: الحَبَل ولد المَجْر وهو وَلَد الولد. ابن الأَثير في قوله: نهي عن حَبَل الحَبَلة، قال: الحَبَل، بالتحريك، مصدر سمي به المحمول كما سمي به الحَمْل، وإِنما دخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأُنوثة فيه، والحَبَل الأَول يراد به ما في بطون النُّوق من الحَمْل، والثاني حَبَل الذي في بطون النوق، وإِنما نهي عنه لمعنيين: أَحدهما أَنه غَرَر وبيع شيء لم يخلق بعد وهو أَن يبيع ما سوف يحمله الجَنِين الذي في بطن أُمه على تقدير أَن يكون أُنثى فهو بيع نِتَاج النِّتَاج، وقيل: أَراد بحبَل الحَبَلة أَن يبيعه إِلى أَجل يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بطن الناقة، فهو أَجل مجهول ولا يصح؛ ومنه حديث عمر لما فُتِحت مصر: أَرادوا قَسْمها فكتبوا إِليه فقال لا حتى يَغْزُوَ حَبَلُ الحَبَلة؛ يريد حتى يَغْزُوَ منها أَولاد الأَولاد ويكون عامّاً في الناس والدواب أَي يكثر المسلمون فيها بالتوالد، فإِذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأَولاد، أَو يكون أَراد المنع من القسمة حيث علقه على أَمر مجهول.
وسِنَّوْرَة حُبْلى وشاة حُبْلى.
والمَحْبَل: أَوان الحَبَل.
والمَحْبِل: موضع الحَبَل من الرَّحِم؛ وروي بيت المتنخل الهذلي: إِن يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفة منها بِرِيٍّ، وعلى مِرْجَل لا تَقِهِ الموتَ وَقِيَّاتُه، خُطَّ له ذلك في المَحْبِل والأَعْرف: في المَهْبِل؛ ونَشْوان أَي سكران، بمَصْروفة أَي بخَمْر صِرْف، على مِرْجَل أَي على لحم في قِدْر، وإِن كان هذا دائماً فليس يَقِيه الموت، خُطَّ له ذلك في المَحْبِل أَي كُتِب له الموت حين حَبِلَتْ به أُمُّه؛ قال أَبو منصور: أَراد معنى حديث ابن مسعود عن النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن النطفة تكون في الرَّحمِ أَربعين يوماً نُطْفة ثم عَلَقة كذلك ثم مُضْغة كذلك، ثم يبعث الله المَلَك فيقول له اكتب رزقَه وَعَملَه وأَجَلَه وشَقِيٌّ أَو سعيد فيُخْتَم له على ذلك، فما من أَحد إِلا وقد كُتِب له الموت عند انقضاء الأَجَل المؤَجَّل له.
ويقال: كان ذلك في مَحْبَل فلان أَي في وقت حَبَل أُمه به.
وحَبَّل الزَّرعُ: قَذَف بعضُه على بعض.
والحَبَلة: بَقْلة لها ثمرة كأَنها فِقَر العقرب تسمى شجرة العقرب، يأْخذها النساء يتداوين بها تنبت بنَجْد في السُّهولة.
والحُبْلة: ثمر السَّلَم والسَّيَال والسَّمُر وهي هَنَة مُعَقَّفة فيها حَبٌّ صُغَار أَسود كأَنه العَدَس، وقيل: الحُبْلة ثَمَرُ عامَّةِ العِضاه، وقيل: هو وِعَاءُ حَبِّ السَّلَم والسَّمُر، وأَما جميع العِضَاه بَعْدُ فإِن لها مكان الحُبْلة السِّنَفة، وقد أَحْبَل العِضَاهُ.
والحُبْلة: ضَرْب من الحُلِيِّ يصاغ على شكل هذه الثمرة يوضع في القلائد؛ وفي التهذيب: كان يجعل في القلائد في الجاهلية؛ قال عبدالله بن سليم من بني ثعلبة بن الدُّول: ولقد لَهَوْتُ، وكُلُّ شيءٍ هالِكٌ، بنَقَاة جَيْبِ الدَّرْع غَير عَبُوس ويَزِينُها في النَّحْر حَلْيٌ واضح، وقَلائدٌ من حُبْلة وسُلُوس والسَّلْس: خَيْط يُنْظَم فيه الخَرَز، وجمعه سُلوس.
والحُبْلة: شجرة يأْكلها الضِّبَاب.
وضَبٌّ حابِل: يَرْعَى الحُبْلة.
والحُبْلة: بَقْلة طَيِّبة من ذكور البقل.
والحَبَالَّة: الانطلاق (* قوله «والحبالة الانطلاق» وفي القاموس: من معانيها الثقل، قال شارحه: يقال ألقى عليه حبالته وعبالته أي ثقله)؛ وحكى اللحياني: أَتيته على حَبَالَّة انطلاق، وأَتيته على حَبَالَّة ذلك أَي على حين ذلك وإِبَّانه.
وهي على حَبَالَّة الطَّلاق أَي مُشْرِفة عليه.
وكل ما كان على فَعَالَّة، مشددة اللام، فالتخفيف فيها جائز كحَمَارَّة القَيْظ وحَمَارَته وصَبَارَّة البَرْد وصَبَارتَه إِلاَّ حَبَالَّة ذلك فإِنه ليس في لامها إِلاَّ التشديد؛ رواه اللحياني.
والمَحْبَل: الكتاب الأَوَّل.
وبنو الحُبْلى: بطن، النسب إِليه حُبْلِيّ، على القياس، وحُبَليُّ على غيره.
والحُبَل: موضع. الليث: فلان الحُبَليّ منسوب إِلى حَيٍّ من اليمن. قال أَبو حاتم: ينسب من بني الحُبْلى، وهم رهط عبد اٍّلله ابن أُبيٍّ المنافق، حُبَليُّ، قال: وقال أَبو زيد ينسب إِلى الحُبْلى حُبْلَويٌّ وحُبْليٌّ وحُبْلاوِيٌّ.
وبنو الحُبْلى: من الأَنصار؛ قال ابن بري: والنسبة إِليه حُبَليٌّ، يفتح الباء.
والحَبْل: موضع بالبصرة؛ وقول أَبي ذؤَيب: وَرَاحَ بها من ذي المَجَاز، عَشِيَّةً، يُبَادر أُولى السابقين إِلى الحَبْل قال السكري: يعني حَبْلَ عَرفة.
والحابل: أَرض؛ عن ثعلب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: أَبنيَّ، إِنَّ العَنْزَ تمنع ربَّها من أَن يَبِيت وأَهْله بالحابِل والحُبَليل: دُويَّبة يموت فإِذا أَصابه المطر عاش، وهو من الأَمثلة التي لم يحكها سيبويه. ابن الأَعرابي: الأَحْبَل والإِحْبَل والحُنْبُل اللُّوبِيَاء، والحَبْل الثِّقَل. ابن سيده: الحُبْلة، بالضم، ثمر العِضاه.
وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص: لقد رأَيتُنا مع رسول اٍّلله، صلى اٍّلله عليه وسلم، وما لَنا طعام إِلاَّ الحُبْلة وورق السَّمُر؛ أَبو عبيد: الحُبْلة والسَّمُر ضَرْبان من الشجر؛ شمر: السَّمُر شبه اللُّوبِيَاء وهو الغُلَّف من الطَّلْح والسِّنْف من المَرْخ، وقال غيره: الحُبْلة، بضم الحاء وسكون الباء، ثمر للسَّمُر يشبه اللُّوبِيَاء، وقيل: هو ثمر العِضَاه؛ ومنه حديث عثمان، رضي اٍّلله عنه: أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوتَها وحُبْلتها؟ الجوهري: ضَبُّ حابِل يَرْعَى الحُبْلة.
وقال ابن السكيت: ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ يَرْعَى الحُبْلة والسِّحَاء.
وأَحْبَله أَي أَلقحه.
وحِبَال: اسم رجل من أَصحاب طُلَيْحة بن خويلد الأَسدي أَصابه المسلمون في الرِّدَّة فقال فيه: فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ ونِسْوة، فلن تَذْهَبوا فَرْغاً بقتل حِبَال وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقْطَع مُجَّاعة بن مَرَارة الحُبَل؛ بضم الحاء وفتح الباء، موضع باليمامة، والله أَعلم.

غرف (لسان العرب) [1]


غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح: غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً.
والغَرْفةُ والغُرفة: ما غُرِف، وقيل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف.
وفي التنزيل العزيز: إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس: غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة المرَّة من المصدر.
ويقال: الغُرفة، بالضم، مِلء اليد. قال: وقال الكسائي لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما كان اغترف لم يخرج على فَعْلة.
وروي عن يونس أَنه قال: غَرْفة وغُرْفة عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء حُسْوة. الجوهري: الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما . . . أكمل المادة لم تَغْرِفه لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف.
والغُرافة: كالغُرْفة، والجمع غِرافٌ.
وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت: يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير غِراف.
والغِرافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل.
والمِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، وبئر غَروف: يُغْرَف ماؤها باليد.
ودلو غَرِيفٌ وغريفة: كثيرة الأَخذ من الماء.
وقال الليث: الغَرْف غَرْفُك الماء باليد أَو بالمِغْرفة، قال: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء. قال: ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف.
وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ بالغَرف.
ونهر غَرَّافٌ: كثير الماء.
وغيث غرَّاف: غزير؛ قال: لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ ويروى عزَّاف، وقد تقدم.
وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها.
وغَرَفْتُ ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، نهى عن الغارفة، قال الأَزهري: هو أَن تُسَوِّي ناصيتها مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها. ابن الأعرابي: غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا حلَقه.
وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛ ومنه قول قيس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع. قال الأَزهري: والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى: لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين: والغارفة في غير هذا: الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال الخطابي: يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة.
وغرَف شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية.
وناقة غارفة: سريعة السير.
وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف: كـأَنها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم: بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف ابن دريد (* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.): فرس غَرَّافٌ رَغيبُ (* قوله « رغيب» هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس بالحاء المهلة.) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض.
وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم: تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ قال يعقوب: معناه تتثَنَّى، وقيل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها.
وانْغَرَف العظم: انكسر، وقيل: انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم يُنْعم كَسْرُه.
وانْغَرَفَ إذا مات.
والغُرْفة: العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.
والغُرفة: السماء السابعة؛ قال لبيد: سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ، سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم: فوق فرع المَعْقِل؛ قال: ويروى المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: دون عِزَّة عَرشه.
والمَنْقلُ: الطريق في الجبل.
والغُرْفةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في عُنُق البعير.
وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً: أَلقى في رأْسه الغُرفة، يمانية.
والغَرِيفةُ: النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر: وطيِّء تقول ذلك، وقال اللحياني: الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ.
والغريفة: جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ البعير: تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي، كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ (* قوله «ذي غضون» كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.) وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته.
وقال اللحياني: الغَريفة في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم غَريفة أَيضاً.
والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير: يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى: كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا السَّريرُ: ساق البَرْديّ. قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل.
والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من شجرها.
والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال الأَعشى:كبردية الغِيل، وسط الغريـ ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين: كبردية الغيل، وسط الغريف، إذا خالط الماء منها السُّرورا والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو: أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل: الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل: هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي: أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير: يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى، فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.
والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف: تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها، هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف.
وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ: الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة، ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف، وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل الطائف يسمونه النَّفْس.
وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة وغيره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد. قال ابن الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح. قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور.
وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً.
وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من البحرين.
وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية، متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف.
ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال ذو الرمة: وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله: ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ، كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟ قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء الغرف بالتحريك؛ وأَنشد: ومَرِّ الرّيح بالغَرَف قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً. أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد.
وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت القِسِيُّ تُعمل من عيدانه.
وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة: مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف.
وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛ ومنه قول امرئ القيس: ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.
والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل: إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره، بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال: وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم: رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ، يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ والغِرْيَفُ: رمل لبني سعد.
وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ: اسمان.
والغَرَّافُ: فرس خُزَزَ بن لُوذان.

ضعف (لسان العرب) [1]


الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خِلافُ القُوّةِ، وقيل: الضُّعْفُ، بالضم، في الجسد؛ والضَّعف، بالفتح، في الرَّأْي والعَقْلِ، وقيل: هما معاً جائزان في كل وجه، وخصّ الأَزهريُّ بذلك أَهل البصرة فقال: هما عند أَهل البصرة سِيّانِ يُسْتعملان معاً في ضعف البدن وضعف الرَّأْي.
وفي التنزيل: اللّه الذي خَلَقَكم من ضُعفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد قوَّةٍ ضُعْفاً؛ قال قتادة: خلقكم من ضعف قال من النُّطْفَةِ أَي من المنِيّ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً، قال: الهَرَمَ؛ وروي عن ابن عمر أَنه قال: قرأْت على النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللّه الذي خلقكم من ضَعف؛ فأَقرأَني من ضُعْف، . . . أكمل المادة بالضم، وقرأَ عاصم وحمزة: وعَلِمَ أَن فيكم ضَعفاً، بالفتح، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم، وقوله تعالى: وخُلِق الإنسانُ ضَعِيفاً؛ أَي يَسْتَمِيلُه هَواه.
والضَّعَفُ: لغة في الضَّعْفِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه، على ضَعَفٍ من حالهِ وفُتُورِ فهذا في الجسم؛ وأَنشد في الرَّأْي والعقل: ولا أُشارِكُ في رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ، ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِينِي وقد ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ؛ الفتح عن اللحياني، فهو ضَعِيفٌ، والجمع ضُعَفاء وضَعْفى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعافَى؛ الأَخيرة عن ابن جني؛ وأَنشد: تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعافَى حَوْلَ جَفْنَتِه، وتَحْتَهُم من محاني دَرْدَقٍ شَرَعَهْ ونسوة ضَعِيفاتٌ وضَعائفُ وضِعافٌ؛ قال: لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي، إنَّهُنَّ من الضِّعافِ وأَضْعَفَه وضَعَّفَه: صيَّره ضعيفاً.
واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه: وجده ضعيفاً فركبه بسُوء؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد: عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ، فإنه أَشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ رِبْعِيُّ الطِّعانِ: أَوَّله وأَحَدُّه.
وفي إِسلام أَبي ذَّرّ: لَتَضَعَّفْتُ (* قوله «لتضعفت» هكذا في الأصل، وفي النهاية: فتضعفت.) رجلاً أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ قال القتيبي: قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ في بعض حروف تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم واسْتَعْظَم وتكبّر واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ.
وفي الحديث: أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ؛ قال ابن الأثير: يقال تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بمعنى للذي يَتَضَعَّفُه الناس ويَتَجَبَّرُون عليه في الدنيا للفقر ورَثاثَةِ الحال.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: غَلَبني أَهل الكوفة، أَسْتَعْمِلُ عليهم المؤمنَ فيُضَعَّفُ، وأَستعمل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّر.
وأَما الذي ورد في الحديث حديث الجنة: ما لي لا يدخُلني إلا الضُّعَفاء؟ قيل: هم الذين يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل والقوة؛ والذي في الحديث: اتقوا اللّه في الضعيفين: يعني المرأَة والمملوك.
والضَّعْفةُ: ضَعْفُ الفؤاد وقِلَّةُ الفِطْنةِ.
ورجل مَضْعُوفٌ: به ضَعْفةٌ. ابن الأَعرابي: رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إذا كان في عقله ضَعْفٌ. ابن بزرج: رجل مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ، ورجل مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ، وبعير مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ، وناقة عَجوفٌ وعَجِيفٌ، وكذلك امرأَة ضَعُوفٌ، ويقال للرجل الضرير البصر ضَعِيفٌ.
والمُضَعَّفُ: أَحد قِداح الميْسِر التي لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ عن أَن يكون له نصيبٌ.
وقال ابن سيده أَيضاً: المُضَعَّفُ الثاني من القِداحِ الغُفْل التي لا فُرُوضَ لها ولا غُرْم عليها، إنما تُثَقَّل بها القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ؛ هذه عن اللحياني، واشْتَقَّه قوم من الضَّعْفِ وهو الأَوْلى.
وشِعر ضَعِيف: عَليل، استعمله الأَخفش في كتاب القَوافي فقال: وإن كانوا قد يُلزمون حرف اللين الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ ليكون أَتَمَّ له وأَحسن.
وضِعْفُ الشيء: مِثْلاه، وقال الزجاج: ضِعْفُ الشيء مِثْلُه الذي يُضَعِّفُه، وأَضْعافُه أَمثالُه.
وقوله تعالى: إذاً لأَذَقْناك ضِعْفَ الحَياةِ وضِعْفَ المَماتِ؛ أَي ضِعف العذاب حيّاً وميّتاً، يقول: أَضْعفنا لك العذاب في الدنيا والآخرة؛ وقال الأَصمعي في قول أَبي ذؤيب: جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ، لما اسْتَبَنْتُه، وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلي معناه أَضعفت لك الود وكان ينبغي أَن يقول ضِعْفَي الوِدِّ.
وقوله عز وجل: فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار؛ أَي عذاباً مُضاعَفاً لأَن الضِّعْفَ في كلام العرب على ضربين: أَحدهما المِثل، والآخر أَن يكون في معنى تضعيف الشيء. قال تعالى: لكلِّ ضِعْف أَي للتابع والمتبوع لأَنهم قد دخلوا في الكفر جميعاً أَي لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ.
وقوله تعالى: فأولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا؛ قال الزجاج: جزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأْويله: فأُولئك لهم جزاء الضعف الذي قد أَعلمناكم مِقْداره، وهو قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها؛ قال: ويجوز فأُولئك لهم جزاء الضعف أَي أَن نجازيهم الضعف، والجمع أَضْعاف، لا يكسَّر على غير ذلك.
وأَضعفَ الشيءَ وضعَّفه وضاعَفه: زاد على أَصل الشيء وجعله مثليه أَو أَكثر، وهو التضعيف والإضْعافُ، والعرب تقول: ضاعفت الشيء وضَعَّفْته بمعنى واحد؛ ومثله امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه وصعّره، وعاقَدْت وعقّدْت.
وعاقَبْتُ وعَقَّبْتُ.
ويقال: ضعَّف اللّه تَضْعِيفاً أَي جعله ضِعْفاً.
وقوله تعالى: وما آتَيْتُم من زكاة تُريدون وجهَ اللّه فأُولئك هم المُضْعِفُون؛ أَي يُضاعَفُ لهم الثواب؛ قال الأَزهري: معناه الداخلون في التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الذي قال اللّه تعالى: أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عَمِلوا؛ يعني من تَصدَّق يريد وجه اللّه جُوزيَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها، وحقيقته ذوو الأَضْعافِ.
وتضاعِيفُ الشيء: ما ضُعِّفَ منه وليس له واحد، ونظيره في أَنه لا واحد له تَباشِيرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِيائه، وتَعاشِيبُ الأَرض لما يظهر من أَعْشابِها أَوَّلاً، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لما يأْتي من عَجائِبه.
وأَضْعَفْتُ الشيءَ، فهو مَضْعُوفٌ، والمَضْعُوفُ: ما أُضْعِفَ من شيء، جاء على غير قِياس؛ قال لبيد: وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً، سُمُوطُه جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا (* قوله «ودراً» كذا بالأصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: وفرداً.) قال ابن سيده: وإنما هو عندي على طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به على ضُعِفَ.
وضَعَّفَ الشيءَ: أَطْبَقَ بعضَه على بعض وثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ، وقد فسر بيت لبيد بذلك أَيضاً.
وعَذابٌ ضِعْفٌ: كأَنه ضُوعِفَ بعضُه على بعض.
وفي التنزيل: يا نساء النبيّ من يأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لها العَذابُ ضِعْفَيْنِ، وقرأَ أَبو عمرو: يُضَعَّف؛ قال أَبو عبيد: معناه يجعل الواحد ثلاثة أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ، وقال: كان عليها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صار العذابُ ثلاثة أَعْذِبةٍ؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله أَبو عبيد هو ما تستعمله الناس في مَجازِ كلامهم وما يَتَعارَفونه في خِطابهم، قال: وقد قال الشافعي ما يُقارِبُ قوله في رجل أَوْصى فقال: أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما يُصِيبُ ولدي، قال: يُعْطى مثله مرتين، قال: ولو قال ضِعْفَيْ ما يُصيبُ ولدي نظرتَ، فإن أَصابه مائة أَعطيته ثلثمائة، قال: وقال الفراء شبيهاً بقولهما في قوله تعالى: يَرَوْنَهم مِثْلَيْهِم رأْيَ العين، قال: والوصايا يستعمل فيها العُرْفُ الذي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وما يسبق إلى أَفْهام من شاهَدَ المُوصي فيما ذهب وهْمُه إليه، قال: كذلك روي عن ابن عباس وغيره، فأَما كتاب اللّه، عز وجل، فهو عري مبين يُرَدُّ تفسيره إلى موضوع كلام العرب الذي هو صيغة أَلسِنتها، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته اللغة؛ والضِّعْفُ في كلام العرب: أَصله المِثْلُ إلى ما زاد، وليس بمقصور على مثلين، فيكون ما قاله أَبو عبيد صواباً، يقال: هذا ضِعف هذا أَي مثله، وهذا ضِعْفاه أَي مثلاه، وجائز في كلام العرب أَن تقول هذه ضعفه أَي مثلاه وثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف في الأَصل زيادة غير محصورة، أَلا ترى قوله تعالى: فأُولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا؟ لم يرد به مثلاً ولا مثلين وإنما أَراد بالضعف الأَضْعافَ وأَوْلى الأَشياء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لقوله سبحانه: من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزي إلا مثلها؛ فأَقل الضِّعْفِ محصور وهو المثل، وأَكثره غيرُ محصور.
وفي الحديث: تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاة الفَذِّ خَمساً وعشرين درجة أَي تزيد عليها. يقال: ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضاعَفْتُه بمعنًى.
وقال أَبو بكر: أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ؛ المُضاعَفةِ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ ليس سبيلُها التثنية والجمع؛ وفي حديث أَبي الدَّحْداح وشعره: إلا رَجاء الضِّعْفِ في المَعادِ أَي مِثْلَيِ الأَجر؛ فأَما قوله تعالى: يُضاعَفْ لها العذابُ ضعفين، فإن سِياق الآية والآيةِ التي بعدها دلَّ على أَن المرادَ من قوله ضِعفين مرّتان، أَلا تراه يقول بعد ذكر العذاب: ومن يَقْنُت منكنَّ للّه ورسوله وتعمل صالحاً نُؤتِها أَجْرَها مرتين؟ فإذا جعل اللّه تعالى لأُمهات المؤمنين من الأَجْر مِثْلَيْ ما لغيرهن تفضيلاً لهنَّ على سائر نساء الأُمة فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلي ما يعذب غيرها، ولا يجوز أَن تُعْطى على الطاعة أَجرين وتُعَذَّب على المعصِية ثلاثة أَعذبة؛ قال الأَزهري: وهذا قولُ حذاق النحويين وقول أَهلِ التفسير، والعرب تتكلم بالضِّعف مثنى فيقولون: إن أَعطيتني دِرهماً فلك ضِعفاه أي مثلاه، يريدون فلك درهمان عوضاً منه؛ قال: وربما أَفردوا الضعف وهم يريدون معنى الضعفين فقالوا: إن أَعطيتني درهماً فلك ضعفه، يريدون مثله، وإفراده لا بأْس به إلا أَن التثنية أَحسن.
ورجل مُضْعِفٌ: ذو أَضْعافٍ في الحسنات.
وضَعَفَ القومَ يَضْعَفُهُم: كَثَرَهم فصار له ولأَصحابه الضِّعْفُ عليهم.
وأَضْعَفَ الرَّجلُ: فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت، فهو مُضعِف.
وبقرة ضاعِفٌ: في بطنها حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً.
والأَضْعافُ: العِظامُ فوقها لحم؛ قال رؤبة: واللّه بَينَ القَلْبِ والأَضْعافِ قال أَبو عمرو: أَضعاف الجسد عِظامه، الواحد ضِعْفٌ، ويقال: أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه.
وقولهم: وقَّع فلان في أَضْعافِ كتابه؛ يراد به توقِيعُه في أَثناء السُّطور أَو الحاشية.
وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لهم.
وأَضْعَفَ الرَّجلُ: ضَعُفَتْ دابّتُه. يقال هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِيفُ في بدنه، والمُضعِفُ الذي دابته ضعيفة كما يقال قَويٌّ مُقْوٍ، فالقويّ في بدنه والمُقْوي الذي دابته قَوِيَّة.
وفي الحديث في غَزْوة خَيْبَر: من كان مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي من كانت دابّتُه ضَعِيفةً.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: المُضْعِفُ أَميرٌ على أَصحابه يعني في السفر يريد أَنهم يَسيرُون بسيره.
وفي حديث آخر: الضَّعِيفُ أَمير الركْب.
وضَعَّفَه السير أَي أَضْعَفَه.
والتضْعِيف: أَن تَنْسُبَه إلى الضَّعْفِ: والمُضاعَفةُ: الدِّرْع التي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن حلقتين.

جمع (لسان العرب) [2]


جَمَعَ الشيءَ عن تَفْرِقة يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَه وأَجْمَعَه فاجتَمع واجْدَمَعَ، وهي مضارعة، وكذلك تجمَّع واسْتجمع.
والمجموع: الذي جُمع من ههنا وههنا وإِن لم يجعل كالشيء الواحد.
واسْتجمع السيلُ: اجتمع من كل موضع.
وجمَعْتُ الشيء إِذا جئت به من ههنا وههنا.
وتجمَّع القوم: اجتمعوا أَيضاً من ههنا وههنا.
ومُتجمَّع البَيْداءِ: مُعْظَمُها ومُحْتَفَلُها؛ قال محمد بن شَحّاذٍ الضَّبّيّ: في فِتْيَةٍ كلَّما تَجَمَّعَتِ الـ ـبَيْداء، لم يَهْلَعُوا ولم يَخِمُوا أَراد ولم يَخِيمُوا، فحذف ولم يَحْفَل بالحركة التي من شأْنها أَن تَرُدَّ المحذوف ههنا، وهذا لا يوجبه القياس إِنما هو شاذ؛ ورجل مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ.
والجَمْع: اسم لجماعة الناس.
والجَمْعُ: مصدر قولك جمعت الشيء.
والجمْعُ: المجتمِعون، وجَمْعُه جُموع.
والجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ: . . . أكمل المادة كالجَمْع وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا جَماعة الشجر وجماعة النبات.
وقرأَ عبد الله بن مسلم: حتى أَبلغ مَجْمِعَ البحرين، وهو نادر كالمشْرِق والمغرِب، أَعني أَنه شَذَّ في باب فَعَل يَفْعَلُ كما شذَّ المشرق والمغرب ونحوهما من الشاذ في باب فَعَلَ يَفْعُلُ، والموضع مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ مثال مَطْلَعٍ ومَطْلِع، وقوم جَمِيعٌ: مُجْتَمِعون.
والمَجْمَع: يكون اسماً للناس وللموضع الذي يجتمعون فيه.
وفي الحديث: فضرب بيده مَجْمَعَ بين عُنُقي وكتفي أَي حيث يَجْتمِعان، وكذلك مَجْمَعُ البحرين مُلْتَقاهما.
ويقال: أَدامَ اللهُ جُمْعةَ ما بينكما كما تقول أَدام الله أُلْفَةَ ما بينكما.
وأَمرٌ جامِعٌ: يَجمع الناسَ.
وفي التنزيل: وإِذا كانوا معه على أَمر جامِعٍ لم يَذهبوا حتى يَستأْذِنوه؛ قال الزجاج: قال بعضهم كان ذلك في الجُمعة قال: هو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل أَمر المؤمنين إِذا كانوا مع نبيه، صلى الله عليه وسلم، فيما يحتاج إِلى الجماعة فيه نحو الحرب وشبهها مما يحتاج إِلى الجَمْعِ فيه لم يذهبوا حتى يستأْذنوه.
وقول عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه: عَجِبْت لمن لاحَنَ الناسَ كيف لا يَعْرِفُ جَوامِعَ الكلم؛ معناه كيف لا يَقْتَصِر على الإِيجاز ويَترك الفُضول من الكلام، وهو من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِم يعني القرآن وما جمع الله عز وجل بلطفه من المعاني الجَمَّة في الأَلفاظ القليلة كقوله عز وجل: خُذِ العَفْو وأْمُر بالعُرْف وأَعْرِضْ عن الجاهلين.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يتكلم بجَوامِعِ الكَلِم أَي أَنه كان كثير المعاني قليل الأَلفاظ.
وفي الحديث: كان يَستحِبُّ الجَوامع من الدعاء؛ هي التي تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ والمَقاصِدَ الصحيحة أَو تَجْمع الثناء على الله تعالى وآداب المسأَلة.
وفي الحديث: قال له أَقْرِئني سورة جامعة، فأَقرأَه: إَذا زلزلت، أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء من الخير والشر لقوله تعالى فيها: فمن يَعمل مِثقالَ ذرَّة خيراً يره ومن يَعمل مثقال ذرَّة شرّاً يره.
وفي الحديث: حَدِّثْني بكلمة تكون جِماعاً، فقال: اتَّقِ الله فيما تعلم؛ الجِماع ما جَمَع عَدداً أَي كلمةً تجمع كلمات.
وفي أَسماء الله الحسنى: الجامعُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يَجْمع الخلائق ليوم الحِساب، وقيل: هو المؤَلِّف بين المُتماثِلات والمُتضادّات في الوجود؛ وقول امرئ القيس: فلو أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَميعةً، ولكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا إِنما أَراد جميعاً، فبالغ بإِلحاق الهاء وحذف الجواب للعلم به كأَنه قال لفَنِيت واسْتراحت.
وفي حديث أُحد: وإِنَّ رجلاً من المشركين جَمِيعَ اللأْمةِ أَي مُجْتَمِعَ السِّلاحِ.
والجَمِيعُ: ضد المتفرِّق؛ قال قيس بن معاذ وهو مجنون بني عامر: فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، فإِنَّني نَهَيْتُكِ عن هذا، وأَنتِ جَمِيعُ (* قوله «فقدتك إلخ» نسبه المؤلف في مادة شعع لقيس بن ذريح لا لابن معاذ.) وفي الحديث: له سَهم جَمع أَي له سهم من الخير جُمع فيه حَظَّانِ، والجيم مفتوحة، وقيل: أَراد بالجمع الجيش أَي كسهمِ الجَيْشِ من الغنيمة.
والجميعُ: الجَيْشُ؛ قال لبيد: في جَمِيعٍ حافِظِي عَوْراتِهم، لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجَمِيعُ: الحيُّ المجتمِع؛ قال لبيد: عَرِيَتْ، وكان بها الجَمِيعُ فأَبْكَرُوا منها، فغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها وإِبل جَمّاعةٌ: مُجْتَمِعة؛ قال: لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جَمّاعهْ، مَشْرَبُها الجِيّةُ أَو نُقاعَهْ والمَجْمَعةُ: مَجلِس الاجتماع؛ قال زهير: وتُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ، لكم في كلِّ مَجْمَعَةٍ، لِواءُ والمَجْمعة: الأَرض القَفْر.
والمَجْمعة: ما اجتَمع من الرِّمال وهي المَجامِعُ؛ وأَنشد: باتَ إِلى نَيْسَبِ خَلٍّ خادِعِ، وَعْثِ النِّهاضِ، قاطِعِ المَجامِعِ بالأُمّ أَحْياناً وبالمُشايِعِ المُشايِعُ: الدليل الذي ينادي إِلى الطريق يدعو إِليه.
وفي الحديث: فَجَمعْتُ على ثيابي أَي لبستُ الثيابَ التي يُبْرَزُ بها إِلى الناس من الإِزار والرِّداء والعمامة والدِّرْعِ والخِمار.
وجَمَعت المرأَةُ الثيابَ: لبست الدِّرْع والمِلْحَفةَ والخِمار، يقال ذلك للجارية إِذا شَبَّتْ، يُكْنى به عن سن الاسْتواء.
والجماعةُ: عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه.
وفي حديث أَبي ذرّ: ولا جِماعَ لنا فيما بَعْدُ أَي لا اجتماع لنا.
وجِماع الشيء: جَمْعُه، تقول: جِماعُ الخِباء الأَخْبِيةُ لأَنَّ الجِماعَ ما جَمَع عدَداً. يقال: الخَمر جِماعُ الإِثْم أَي مَجْمَعهُ ومِظنَّتُه.
وقال الحسين (* قوله «الحسين» في النهاية الحسن.
وقوله «التي جماعها» في النهاية: فان جماعها.)، رضي الله عنه: اتَّقوا هذه الأَهواء التي جِماعُها الضلالةُ ومِيعادُها النار؛ وكذلك الجميع، إِلا أَنه اسم لازم.
والرجل المُجتمِع: الذي بَلغ أَشُدَّه ولا يقال ذلك للنساء.
واجْتَمَعَ الرجلُ: اسْتَوت لحيته وبلغ غايةَ شَابِه، ولا يقال ذلك للجارية.
ويقال للرجل إِذا اتصلت لحيته: مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ بعد ذلك؛ وأَنشد أَبو عبيد:قد سادَ وهو فَتًى، حتى إِذا بلَغَت أَشُدُّه، وعلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا ورجل جميعٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أَنه سمع أَنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو يومئذ جَمِيعٌ أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لم يَهْرَم ولم يَضْعُفْ، والضمير راجع إِلى أَنس.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان إِذا مَشَى مشى مُجْتَمِعاً أَي شديد الحركة قويَّ الأَعضاء غير مُسْتَرْخٍ في المَشْي.
وفي الحديث: إِن خَلْقَ أَحدِكم يُجْمَعُ في بطن أُمه أَربعين يوماً أَي أَن النُّطفة إِذا وقَعت في الرحم فأَراد الله أَن يخلق منها بشراً طارتْ في جسم المرأَة تحت كل ظُفُر وشعَر ثم تمكُث أَربعين ليلة ثم تنزل دَماً في الرحِم، فذلك جَمْعُها، ويجوز أَن يريد بالجَمْع مُكْث النطفة بالرحم أَربعين يوماً تَتَخَمَّرُ فيها حتى تتهيَّأَ للخلق والتصوير ثم تُخَلَّق بعد الأَربعين.
ورجل جميعُ الرأْي ومُجْتَمِعُهُ: شديدُه ليس بمنْتشِره.
والمسجدُ الجامعُ: الذي يَجمع أَهلَه، نعت له لأَنه علامة للاجتماع، وقد يُضاف، وأَنكره بعضهم، وإِن شئت قلت: مسجدُ الجامعِ بالإِضافة كقولك الحَقُّ اليقين وحقُّ اليقينِ، بمعنى مسجد اليومِ الجامعِ وحقِّ الشيء اليقينِ لأَن إِضافة الشيء إِلى نفسه لا تجوز إِلا على هذا التقدير، وكان الفراء يقول: العرب تُضيف الشيءَ إِلى نفسه لاختلاف اللفظين؛ كما قال الشاعر:فقلت: انْجُوَا عنها نَجا الجِلْدِ، إِنه سَيُرْضِيكما منها سَنامٌ وغارِبُهْ فأَضاف النَّجا وهو الجِلْد إِلى الجلد لمّا اختلف اللفظانِ، وروى الأَزهري عن الليث قال: ولا يقال مسجدُ الجامعِ، ثم قال الأَزهري: النحويون أَجازوا جميعاً ما أَنكره الليث، والعرب تُضِيفُ الشيءَ إِلى نفْسه وإِلى نَعْتِه إِذا اختلف اللفظانِ كما قال تعالى: وذلك دِينُ القَيِّمةِ؛ ومعنى الدِّين المِلَّةُ كأَنه قال وذلك دِين الملَّةِ القيِّمةِ، وكما قال تعالى: وَعْدَ الصِّدْقِ ووعدَ الحقِّ، قال: وما علمت أَحداً من النحويين أَبى إِجازته غيرَ الليث، قال: وإِنما هو الوعدُ الصِّدقُ والمسجِدُ الجامعُ والصلاةُ الأُولى.
وجُمّاعُ كل شيء: مُجْتَمَعُ خَلْقِه.
وجُمّاعُ جَسَدِ الإِنسانِ: رأْسُه.
وجُمّاعُ الثمَر: تَجَمُّعُ بَراعيمِه في موضع واحد على حمله؛ وقال ذو الرمة: ورأْسٍ كَجُمّاعِ الثُّرَيّا، ومِشْفَرٍ كسِبْتِ اليمانيِّ، قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ وجُمّاعُ الثريَّا: مُجْتَمِعُها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُرَيّا، حَوَيْتُه غِشاشاً بمُجْتابِ الصِّفاقَيْنِ خَيْفَقِ فقد يكون مُجتمِعَ الثُّريا، وقد يكون جُمَّاع الثريا الذين يجتمعون على مطر الثريا، وهو مطر الوَسْمِيّ، ينتظرون خِصْبَه وكَلأَه، وبهذا القول الأَخير فسره ابن الأَعرابي.
والجُمّاعُ: أَخلاطٌ من الناس، وقيل: هم الضُّروب المتفرّقون من الناس؛ قال قيس بن الأَسلت السُّلَمِيّ يصف الحرب: حتى انْتَهَيْنا، ولَنا غايةٌ، مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غيرِ جُمّاعِ وفي التنزيل: وجعلناكم شُعوباً وقَبائلَ؛ قال ابن عباس: الشُّعوبُ الجُمّاعُ والقَبائلُ الأَفْخاذُ؛ الجُمَّاع، بالضم والتشديد: مُجْتَمَعُ أَصلِ كلّ شيء، أَراد مَنْشأَ النَّسَبِ وأَصلَ المَوْلِدِ، وقيل: أَراد به الفِرَقَ المختلفةَ من الناس كالأَوْزاعِ والأَوْشابِ؛ ومنه الحديث: كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة.
وامرأَةُ جُمّاعٌ: قصيرة.
وكلُّ ما تَجَمَّعَ وانضمّ بعضُه إِلى بعض جُمّاعٌ.
ويقال: ذهب الشهر بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَي أَجمع.
وضربه بحجر جُمْعِ الكف وجِمْعِها أَي مِلْئها.
وجُمْعُ الكف، بالضم: وهو حين تَقْبِضُها. يقال: ضربوه بأَجماعِهم إِذا ضربوا بأَيديهم.
وضربته بجُمْع كفي، بضم الجيم، وتقول: أَعطيته من الدّراهم جُمْع الكفّ كما تقول مِلْءَ الكفّ.
وفي الحديث: رأَيت خاتم النبوَّة كأَنه جُمْعٌ، يُريد مثل جُمْع الكف، وهو أَن تَجمع الأَصابع وتَضُمَّها.
وجاء فلان بقُبْضةٍ مِلْء جُمْعِه؛ وقال منظور بن صُبْح الأَسديّ: وما فعَلتْ بي ذاكَ حتى تَركْتُها، تُقَلِّبُ رأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيا وجُمْعةٌ من تمر أَي قُبْضة منه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: صلى المغرب فلما انصرف دَرَأَ جُمْعةً من حَصى المسجد؛ الجُمْعةُ: المَجموعةُ. يقال: أَعطِني جُمعة من تَمْر، وهو كالقُبْضة.
وتقول: أَخذْت فلاناً بجُمْع ثيابه.
وأَمْرُ بني فلان بجُمْعٍ وجِمْعٍ، بالضم والكسر، فلا تُفْشُوه أَي مُجتمِعٌ فلا تفرِّقوه بالإِظهار، يقال ذلك إِذا كان مكتوماً ولم يعلم به أَحد، وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذكر الشهداء فقال: ومنهم أَن تموت المرأَة بجُمْع؛ يعني أَن تموتَ وفي بطنها ولد، وكسر الكسائي الجيم، والمعنى أَنها ماتت مع شيء مَجْموع فيها غير منفصل عنها من حَمْل أَو بَكارة، وقد تكون المرأَة التي تموت بجُمع أَن تموتَ ولم يمسّها رجل، وروي ذلك في الحديث: أَيُّما امرأَة ماتتْ بجُمع لم تُطْمَثْ دخلت الجنة؛ وهذا يريد به البكْر. الكسائي: ما جَمَعْتُ بامرأَة قط؛ يريد ما بَنَيْتُ.
وباتتْ فلانةُ منه بجُمْع وجِمْع أَي بكراً لم يَقْتَضَّها. قالت دَهْناء بنت مِسْحلٍ امرأَة العجاج للعامل: أَصلح الله الأَمير إِني منه بجُمع وجِمْع أَي عَذْراء لم يَقْتَضَّني.
وماتت المرأَة بجُمع وجِمع أَي ماتت وولدها في بطنها، وهي بجُمع وجِمْع أَي مُثْقلة. أَبو زيد: ماتت النساء بأَجْماع، والواحدة بجمع، وذلك إِذا ماتت وولدُها في بطنها، ماخِضاً كانت أَو غير ماخَضٍ.
وإِذا طلَّق الرجلُ امرأَته وهي عذراء لم يدخل بها قيل: طلقت بجمع أَي طلقت وهي عذراء.
وناقة جِمْعٌ: في بطنها ولد؛ قال: ورَدْناه في مَجْرى سُهَيْلٍ يَمانِياً، بِصُعْرِ البُرى، ما بين جُمْعٍ وخادجِ والخادِجُ: التي أَلقت ولدها.
وامرأَة جامِعٌ: في بطنها ولد، وكذلك الأَتان أَوّل ما تحمل.
ودابة جامِعٌ: تصلحُ للسرْج والإِكافِ.
والجَمْعُ: كل لون من التمْر لا يُعرف اسمه، وقيل: هو التمر الذي يخرج من النوى.
وجامَعها مُجامَعةً وجَماعاً: نكحها.
والمُجامعةُ والجِماع: كناية عن النكاح.
وجامَعه على الأَمر: مالأَه عليه واجْتمع معه، والمصدر كالمصدر.
وقِدْرٌ جِماعٌ وجامعةٌ: عظيمة، وقيل: هي التي تجمع الجَزُور؛ قال الكسائي: أَكبر البِرام الجِماع ثم التي تليها المِئكلةُ.ويقال: فلان جماعٌ لِبني فلان إِذا كانوا يأْوُون إِلى رأْيه وسودَدِه كما يقال مَرَبٌّ لهم.واسَتَجمع البَقْلُ إِذا يَبِس كله.
واستجمع الوادي إِذا لم يبق منه موضع إِلا سال.
واستجمع القوم إِذا ذهبوا كلهم لم يَبْق منهم أَحد كما يَستجمِع الوادي بالسيل.
وجَمَعَ أَمْرَه وأَجمعه وأَجمع عليه: عزم عليه كأَنه جَمَع نفسه له، والأَمر مُجْمَع.
ويقال أَيضاً: أَجْمِعْ أَمرَك ولا تَدَعْه مُنْتشراً؛ قال أَبو الحَسْحاس: تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصابِيح وسْطَها، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّق مُجْمَع وقال آخر: يا ليْتَ شِعْري، والمُنى لا تَنفعُ، هل أَغْدُوَنْ يوماً، وأَمْري مُجْمَع؟ وقوله تعالى: فأَجمِعوا أَمركم وشُرَكاءكم؛ أَي وادْعوا شركاءكم، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله لأَنه لا يقال أَجمعت شركائي إِنما يقال جمعت؛ قال الشاعر: يا ليتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقلِّداً سيْفاً ورُمحا أَراد وحاملاً رُمْحاً لأَن الرمح لا يُتقلَّد. قال الفرّاء: الإِجْماعُ الإِعْداد والعزيمةُ على الأَمر، قال: ونصبُ شُركاءكم بفعل مُضْمر كأَنك قلت: فأَجمِعوا أَمركم وادْعوا شركاءكم؛ قال أَبو إِسحق: الذي قاله الفرّاء غَلَطٌ في إِضْماره وادْعوا شركاءكم لأَن الكلام لا فائدة له لأَنهم كانوا يَدْعون شركاءهم لأَن يُجْمعوا أَمرهم، قال: والمعنى فأَجْمِعوا أَمرَكم مع شركائكم، وإِذا كان الدعاء لغير شيء فلا فائدة فيه، قال: والواو بمعنى مع كقولك لو تركت الناقة وفَصِيلَها لرضَعَها؛ المعنى: لو تركت الناقة مع فصيلِها، قال: ومن قرأَ فاجْمَعوا أَمركم وشركاءكم بأَلف موصولة فإِنه يعطف شركاءكم على أَمركم، قال: ويجوز فاجْمَعوا أَمرَكم مع شركائكم، قال الفراء: إَذا أَردت جمع المُتَفرّق قلت: جمعت القوم، فهم مجموعون، قال الله تعالى: ذلك يوم مجموع له الناسُ، قال: وإِذا أَردت كَسْبَ المالِ قلت: جَمَّعْتُ المالَ كقوله تعالى: الذي جَمَّع مالاً وعدَّده، وقد يجوز: جمَع مالاً، بالتخفيف.
وقال الفراء في قوله تعالى: فأَجْمِعوا كيْدَكم ثم ائتُوا صفًّا، قال: الإِجماعُ الإِحْكام والعزيمة على الشيء، تقول: أَجمعت الخروج وأَجمعت على الخروج؛ قال: ومن قرأَ فاجْمَعوا كيدَكم، فمعناه لا تدَعوا شيئاً من كيدكم إِلاّ جئتم به.
وفي الحديث: من لم يُجْمِع الصِّيامَ من الليل فلا صِيام له؛ الإِجْماعُ إِحكامُ النيةِ والعَزيمةِ، أَجْمَعْت الرأْي وأَزْمَعْتُه وعزَمْت عليه بمعنى.
ومنه حديث كعب بن مالك: أَجْمَعْتُ صِدْقَه.
وفي حديث صلاة المسافر: ما لم أُجْمِعْ مُكْثاً أَي ما لم أَعْزِم على الإِقامة.
وأَجْمَعَ أَمرَه أَي جعلَه جَميعاً بعدَما كان متفرقاً، قال: وتفرّقُه أَنه جعل يديره فيقول مرة أَفعل كذا ومرَّة أَفْعل كذا، فلما عزم على أَمر محكم أَجمعه أَي جعله جَمْعاً؛ قال: وكذلك يقال أَجْمَعتُ النَّهْبَ، والنَّهْبُ: إِبلُ القوم التي أَغار عليها اللُّصُوص وكانت متفرقة في مراعيها فجَمَعوها من كل ناحية حتى اجتمعت لهم، ثم طَرَدوها وساقُوها، فإِذا اجتمعت قيل: أَجْمعوها؛ وأُنشد لأَبي ذؤيب يصف حُمُراً: فكأَنها بالجِزْعِ، بين نُبايِعٍ وأُولاتِ ذي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال: وبعضهم يقول جَمَعْت أَمرِي.
والجَمْع: أَن تَجْمَع شيئاً إِلى شيء.
والإِجْماعُ: أَن تُجْمِع الشيء المتفرِّقَ جميعاً، فإِذا جعلته جميعاً بَقِي جميعاً ولم يَكد يَتفرّق كالرأْي المَعْزوم عليه المُمْضَى؛ وقيل في قول أَبي وجْزةَ السَّعْدي: وأَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ منَ الأَجْمادِ والدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَي يَبَّسَتْ، والرجْعُ: الغديرُ.
والبَثاءُ: السهْل.
وأَجْمَعْتُ الإِبل: سُقْتها جميعاً.
وأَجْمَعَتِ الأَرضُ سائلةً وأَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها.
وفَلاةٌ مُجْمِعةٌ ومُجَمِّعةٌ: يَجتمع فيها القوم ولا يتفرّقون خوف الضلال ونحوه كأَنها هي التي تَجْمَعُهم.
وجُمْعةٌ من أَي قُبْضة منه.
وفي التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نُودِي للصلاةِ من يوم الجمعة؛ خففها الأَعمش وثقلها عاصم وأَهل الحجاز، والأَصل فيها التخفيف جُمْعة، فمن ثقل أَتبع الضمةَ الضمة، ومن خفف فعلى الأَصل، والقُرّاء قرؤوها بالتثقيل، ويقال يوم الجُمْعة لغة بني عُقَيْلٍ ولو قُرِئ بها كان صواباً، قال: والذين قالوا الجُمُعَة ذهبوا بها إِلى صِفة اليومِ أَنه يَجْمع الناسَ كما يقال رجل هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة، وهو الجُمْعة والجُمُعة والجُمَعة، وهو يوم العَرُوبةِ، سمّي بذلك لاجتماع الناس فيه، ويُجْمع على جُمُعات وجُمَعٍ، وقيل: الجُمْعة على تخفيف الجُمُعة والجُمَعة لأَنها تجمع الناس كثيراً كما قالوا: رجل لُعَنة يُكْثِر لعْنَ الناس، ورجل ضُحَكة يكثر الضَّحِك.
وزعم ثعلب أَن أَوّل من سماه به كعبُ بن لؤيّ جدُّ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان يقال له العَرُوبةُ، وذكر السهيلي في الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كعب بن لؤيّ أَوّلُ من جَمَّع يوم العَرُوبةِ، ولم تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جاء الإِسلام، وهو أَوَّل من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمِعُ إِليه في هذا اليوم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهم بمَبْعَث النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُعلمهم أَنه من ولده ويأْمرهم باتِّبَاعِه، صلى الله عليه وسلم، والإِيمان به، ويُنْشِدُ في هذا أَبياتاً منها: يا ليتني شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه، إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الحَقَّ خِذْلانا وفي الحديث: أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بالمدينة؛ جُمّعت بالتشديد أَي صُلّيت.
وفي حديث معاذ: أَنه وجد أَهل مكة يُجَمِّعُون في الحِجْر فنهاهم عن ذلك؛ يُجمِّعون أَي يصلون صلاة الجمعة وإِنما نهاهم عنه لأَنهم كانوا يَستظِلُّون بفَيْء الحِجْر قبل أَن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم في الوقت.
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: إِنما سمي يوم الجمعة لأَنَّ الله تعالى جَمَع فيه خَلْق آدم، صلى الله على نبينا وعليه وسلم.
وقال أَقوام: إِنما سميت الجمعة في الإِسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد.
وقال ثعلب: إِنما سمي يوم الجمعة لأَن قريشاً كانت تجتمع إِلى قُصَيّ في دارِ النَّدْوةِ. قال اللحياني: كان أَبو زياد (* كذا بياض بالأصل.) .
وأَبو الجَرّاح يقولان مضَت الجمعة بما فيها فيُوَحِّدان ويؤنّثان، وكانا يقولان: مضى السبت بما فيه ومضى الأَحد بما فيه فيُوَحِّدان ويُذَكِّران، واختلفا فيما بعد هذا، فكان أَبو زياد يقول: مضى الاثْنانِ بما فيه، ومضى الثَّلاثاء بما فيه، وكذلك الأَربعاء والخميس، قال: وكان أَبو الجراح يقول: مضى الاثنان بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهنّ، ومضى الأَرْبعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذلك مُخْرج العدد.
وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً: شَهِدوا الجمعة وقَضَوُا الصلاة فيها.
وجَمَّع فلان مالاً وعَدَّده.
واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً؛ عن اللحياني: كل جمعة بِكراء.
وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لانك جُمَعِيّاً، بفتح الميم، أَي ممن يصوم الجمعة وحْده.
ويومُ الجمعة: يومُ القيامة.
وجمْعٌ: المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات؛ قال أَبو ذؤيب: فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى، فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ ويروى: ثم تَمّ إِلى منًى.
وسميت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل؛ جَمْعٌ علم للمُزْدلفة، سميت بذلك لأَن آدمَ وحوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها.
وتقول: اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره.
ويقال للمَسْتَجِيش: اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ.
واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً: تكَمَّش له؛ قال يصف سراباً: ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً، وليس ببارِحٍ، تُبارِيهِ في ضاحِي المِتانِ سَواعدُه يعني السراب، وسَواعِدُه: مَجارِي الماء.
والجَمْعاء: الناقة الكافّة الهَرِمَةُ.
ويقال: أَقمتُ عنده قَيْظةً جَمْعاء وليلة جَمْعاء.
والجامِعةُ: الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ اليدين إِلى العنق؛ قال: ولو كُبِّلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ وأَجْمَع الناقةَ وبها: صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، وكذلك أَكْمَشَ بها.
وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها في بطنها.
وأَرض مُجْمِعةٌ: جَدْب لا تُفَرَّقُ فيها الرِّكاب لِرَعْي.
والجامِعُ: البطن، يَمانِيةٌ.
والجَمْع: الدَّقَلُ. يقال: ما أَكثر الجَمْع في أَرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه.
وفي الحديث أَنه أُتِيَ بتمر جَنِيب فقال: من أَين لكم هذا؟ قالوا: إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَيْنِ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا، بِعِ الجَمْع بالدّراهم وابتع بالدراهم جَنِيباً. قال الأَصمعي: كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمع. يقال: قد كثر الجمع في أَرض فلان لنخل يخرج من النوى، وقيل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة وليس مرغوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلا لرداءته.والجَمْعاء من البهائم: التي لم يذهب من بَدَنِها شيء.
وفي الحديث: كما تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سليمة من العيوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها ولا كيّ.
وأَجْمَعْت الشيء: جعلته جميعاً؛ ومنه قول أَبي ذؤيب يصف حُمراً: وأُولاتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع وقد تقدم.
وأُولاتُ ذي العرجاء: مواضعُ نسبها إِلى مكان فيه أَكمةٌ عَرْجاء، فشبه الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ وخُرِقتْ من طَوائِفها.
وجَمِيعٌ: يؤكّد به، يقال: جاؤوا جميعاً كلهم.
وأَجْمعُ: من الأَلفاظ الدالة على الإِحاطة وليست بصفة ولكنه يُلَمّ به ما قبله من الأَسماء ويُجْرَى على إِعرابه، فلذلك قال النحويون صفة، والدليل على أَنه ليس بصفة قولهم أَجمعون، فلو كان صفة لم يَسْلَم جَمْعُه ولكان مُكسّراً، والأُنثى جَمْعاء، وكلاهما معرفة لا ينكَّر عند سيبويه، وأَما ثعلب فحكى فيهما التنكير والتعريف جميعاً، تقول: أَعجبني القصرُ أَجمعُ وأَجمعَ، الرفعُ على التوكيد والنصب على الحال، والجَمْعُ جُمَعُ، معدول عن جَمعاوات أَو جَماعَى، ولا يكون معدولاً عن جُمْع لأَن أَجمع ليس بوصف فيكون كأَحْمر وحُمْر، قال أَبو علي: بابُ أَجمعَ وجَمْعاء وأَكتعَ وكتْعاء وما يَتْبَع ذلك من بقيته إِنما هو اتّفاق وتَوارُدٌ وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها، لأَن باب أَفعلَ وفَعلاء إِنما هو للصفات وجميعُها يجيء على هذا الوضع نَكراتٍ نحو أَحمر وحمراء وأَصفر وصفراء، وهذا ونحوه صفاتٌ نكرات، فأَمَّا أَجْمع وجمعاء فاسمانِ مَعْرفَتان ليسا بصفتين فإِنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلمة المؤكَّد بها.
ويقال: لك هذا المال أَجْمعُ ولك هذه الحِنْطة جمعاء.
وفي الصحاح: وجُمَعٌ جَمْعُ جَمْعةٍ وجَمْعُ جَمْعاء في تأْكيد المؤنث، تقول: رأَيت النسوة جُمَعَ، غير منون ولا مصروف، وهو معرفة بغير الأَلف واللام، وكذلك ما يَجري مَجراه منه التوكيد لأَنه للتوكيد للمعرفة، وأَخذت حقّي أَجْمَعَ في توكيد المذكر، وهو توكيد مَحْض، وكذلك أَجمعون وجَمْعاء وجُمَع وأَكْتعون وأَبْصَعُون وأَبْتَعُون لا تكون إِلا تأْكيداً تابعاً لما قبله لا يُبْتَدأُ ولا يُخْبر به ولا عنه، ولا يكون فاعلاً ولا مفعولاً كما يكون غيره من التواكيد اسماً مرةً وتوكيداً أُخرى مثل نفْسه وعيْنه وكلّه وأَجمعون: جَمْعُ أَجْمَعَ، وأَجْمَعُ واحد في معنى جَمْعٍ، وليس له مفرد من لفظه، والمؤنث جَمعاء وكان ينبغي أَن يجمعوا جَمْعاء بالأَلف والتاء كما جمعوا أَجمع بالواو والنون، ولكنهم قالوا في جَمْعها جُمَع، ويقال: جاء القوم بأَجمعهم، وأَجْمُعهم أَيضاً، بضم الميم، كما تقول: جاؤوا بأَكلُبهم جمع كلب؛ قال ابن بري: شاهد قوله جاء القوم بأَجْمُعهم قول أَبي دَهْبل: فليتَ كوانِيناً مِنَ اهْلِي وأَهلِها، بأَجمُعِهم في لُجّةِ البحر، لَجَّجُوا ومُجَمِّع: لقب قُصيِّ بن كلاب، سمي بذلك لأَنه كان جَمَّع قَبائل قريش وأَنزلها مكةَ وبنى دار النَّدْوةِ؛ قال الشاعر: أَبُوكم: قُصَيٌّ كان يُدْعَى مُجَمِّعاً، به جَمَّع الله القَبائلَ من فِهْرِ وجامِعٌ وجَمّاعٌ: اسمان.
والجُمَيْعَى: موضع.

صفق (لسان العرب) [1]


الصَّفْق: الضرب الذي يسمع له صوت، وكذلك التَّصْفِيقُ.
ويقال: صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء.
وفي الحديث: التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء؛ المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه.
وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً: ضربه، وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها.
وصفَقه بالسيف إِذا ضربه؛ قال الراجز: كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ: اضطربوا.
وتصافَقُوا: تبايعوا.
وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً: ضرب بيده على يده، وذلك عند وجوب البيع، والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى؛ حكاه سيبويه اسْماً؛ قال السيرافي: يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى، وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير؛ قال سيبويه: هذا باب ما . . . أكمل المادة يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء آخر، كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها، قال: وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت، وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة.
ويقال: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ.
وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده.
وفي حديث ابن مسعود: صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً؛ أَراد بَيْعتانِ في بيعة، وهو مثل حديث بيعتين في بيعة وهو مذكور في موضعه، وهو على وجهين: أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم، والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً، وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي.
ويقال: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه؛ وققد اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة.
والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري.
وفي حديث أَبي هريرة: أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ.
وفي الحديث: إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ؛ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله، لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان، وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين.
ومنه حديث ابن عمر: أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه.
والتَّصْفِيقُ باليد: التصويت بها.
وفي الحديث: أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير؛ كأَنه أَراد معنى قوله تعالى: وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً؛ كانوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في القراءة والصلاة، ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب.
وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه؛ قال النمر بن تولب يصف جزّاراً: حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ، وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عمرو: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى، نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ. يقال: هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه؛ وقال أَبو كبير الهذلي: أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة، فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح. يقال: أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي؛ يقول: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً، وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار، أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ.
وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق: ضرب بهما.
وانْصَفَقَ الثوبُ: ضربَتْه الريح فَنَاسَ . الليث: يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ؛ وأَنشد: وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ، لدَى الجَوْرِ، إِرْغانُها والصَّفْقةُ: الاجتماعُ عى الشيء.
وأَصْفَقُوا على الأَمر: اجتمعوا عليه، وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك؛ قال زهير: رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا، وقالوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه، وروي فانْصَفَقَتْ له.
وفي حديث جابر: فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء؛ هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه.
وأَصْفَقُوا له: حَشَدُوا.
وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ.
وانْصَفَقوا عليه يميناً وشمالاً: أَقبلوا.
وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيّة: أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه، وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ ويقال: اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك؛ وقال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق، حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا: رجعوا.
ويقال: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها.
والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ والناحية؛ قال: لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب.
وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه وناحِيَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني: وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها.
وصافَقَت الناقةُ: نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى، فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب.
وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب؛ قال القطامي: وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ، وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض.
وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له؛ قال رؤبة: لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا، وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا، هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد.
والمُصَافِقُ من الإِبل: الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة، وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها: وحامِلة حَياًًّ، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ: ناحيتاه.
وصفقا الفرس: خدّاه.
وصَفْقُ الجبل: وجهه في أَعلاه.
وهو فوق الحضيض.
وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ.
وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قال حسان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ، بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى: وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته.
والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي؛ وأَنشد:إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب.
وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه. يقال: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه.
وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه؛ قال ابن مقبل: وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ، بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن بري: وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال، وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ، وهو افْتَعَل من الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم.
وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة؛ قال زهير: أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه، ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ، لا يُكسَّر على غير ذلك؛ قال زهير: حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً، تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول: جلد البطن كله صِفاقٌ. ابن شميل: الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ، ومَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن، قال: ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم.
وقال الأَصمعي: الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن، وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ.
وقال أَبو عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وقال بشر: مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها، على ذي عانةٍ، وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ.
وقال الأَصمعي في كتاب الفرس: الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر؛ وأَنشد للجعدي:لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق.
وفي حديث عمر: أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضى بنصف ثلث الدية؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم.
والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ.
والصَّفَقُ، بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي محمد الفقعسي: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ في البدن.
ويقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر؛ وصَفَّق القربة: فعل بها ذلك.
وقال أَبو حنيفة: الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه.
وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحياني.
وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه؛ قال عدي بن زيد: متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه، يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور: وهما بمعنى الفتح.
وقال النضر: سَفَقْت الباب وصَفَقْته، قال: وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛ وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً، قال: والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قال: وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله.
وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح.
وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته، وقال غيره: هي الإِجافةُ دون الإغْلاق. الأَصمعي: صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً، ولم يذكر أَصْفَقْته.
ومِصْراعا الباب: صَفْقاه.
والصَّفْقُ: الرَّدُّ والصَّرْفُ، وقد صَفَقْته فانْصَفَقَ.وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم: لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة؛ هم الخَولُ بلغة اليمن. يقال: صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً.
وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم.
والتَّصْفيق: أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته؛ ومنه قوله: وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي النوادر: والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال، والصُّفُقُ الجمع.
والخَريقُ من الوادي: شاطئُه، والجمع خُرُقٌ.
وناقة خَرِيقٌ: غزيرة.
وثوب صَفِيق: مَتِين بيّن الصَّفاقة، وقد صَفُقَ صَقاقةً: كثُف نسجه، وأَصْفَقَه الحائك.
وثوب صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النسج.
والصَّفِيقُ: الجَلْدُ.
والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ.
وصافَقَ بين قميصين: لَبِس أَحدَهما فوق الآخر.
والدِّيكُ الصَّفّاقُ: الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت.
وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً: صرَفها.
وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذهب.
وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال: خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً؛ قال الأَصمعي: الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم، والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق؛ قال أَبو منصور: روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي، قال: والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه، إِنَّما الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات، والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء، وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب، وقيل: الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَي ناحيتها.
وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا.
وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ: إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ، وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ، رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل: أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه مَرْعىً.
وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حلبها في اليوم مرّة؛ قال: أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي: وقالوا: عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به، رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه؛ والأِصْفاق: أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم والليلة.
وفي الصحاح: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة.
والصافِقةُ: الداهيةُ؛ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي: قِفِي تُخْبِرينا، أَو تَعُلِّي تَحِيّةً لنا، أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ: صَوارِفُ الخطوب وحوادثها، الواحدة صَفيقة؛ وقال كثيِّر: وأَنْتِ المُنَى، يا أُمَّ عَمْروا، لو انَّنا نَنالُك، أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب: أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم، إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ.
واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً؛ قال ابن الطَّثَرِيّة: ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا، واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة، وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل.

حسن (لسان العرب) [1]


الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه. الأَزهري: الحُسْن نَعْت لما حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ وحَسَن؛ قال الجوهري: والجمع مَحاسِن، على غير قياس، كأَنه جمع مَحْسَن.
وحكى اللحياني: احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً، فهذا في المستقبل، وإنه لَحَسَن، يريد فِعْل الحال، وجمع الحَسَن حِسان. الجوهري: تقول قد حَسُن الشيءُ، وإن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت: حَسْنَ الشيءُ، ولا يجوز أَن تنقُل الضمة إلى الحاء لأَنه خبَرٌ، وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز النَّقْل بنِعْم وبِئْس، وذلك أَن الأَصل فيهما نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانيهما ونقِلتْ حركته إلى ما قبله، فكذلك كلُّ ما كان في . . . أكمل المادة معناهما؛ قال سهم بن حنظلة الغَنَوي: لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ، وما أُعْطِيهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا. أَراد: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّف ونقَل.
ورجل حَسَنٌ بَسَن: إتباع له، وامرأَة حَسَنة، وقالوا: امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن، قال ثعلب: وكان ينبغي أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك، وهو اسم أُنِّث من غير تَذْكير، كما قالوا غلام أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء، فهو تذكير من غير تأْنيث.
والحُسّان، بالضم: أَحسَن من الحَسَن. قال ابن سيده: ورجل حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، وحُسّان، والجمع حُسّانونَ؛ قال سيبويه: ولا يُكَسَّر، استغْنَوْا عنه بالواو والنون، والأُنثى حَسَنة، والجمع حِسان كالمذكر وحُسّانة؛ قال الشماخ: دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها: يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ.
والجمع حُسّانات، قال سيبويه: إنما نصب دارَ بإضمار أَعني، ويروى بالرفع. قال ابن بري: حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف؛ وقال ذو الإصبع: كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنْــ ـنَما نَقْتُل إيّانا قِياماً بينهم كلُّ فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا.
وأَصل قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم فهو عَظِيم، وكَرُم فهو كريم، كذلك حَسُن فهو حَسِين، إلا أَنه جاء نادراً، ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان، وكذلك كريم وكُرام وكُرّام، وجمع الحَسْناء من النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف، ولا يقال للذكر أَحْسَن، إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل، والجمع الأَحاسِن.
وأَحاسِنُ القوم: حِسانهم.
وفي الحديث: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً، وهي الحُسْنَى.
والحاسِنُ: القَمَر.
وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً: زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إليه وبه، وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وقد أَحسَنَ بي إذ أَخرَجَني من السِّجن؛ أَي قد أَحسن إلي.
والعرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه.
وتقول: أَحْسِنْ بنا أَي أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا؛ قال كُثيِّر: أَسِيئي بنا أَو أَحْسِنِي، لا مَلومةٌ لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ.
وقوله تعالى: وصَدَّقَ بالحُسْنى؛ قيل أَراد الجنّة، وكذلك قوله تعالى: للذين أَحْسَنوا الحُسْنى وزيادة؛ فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر إلى وجه الله تعالى. ابن سيده: والحُسْنى هنا الجنّة، وعندي أَنها المُجازاة الحُسْنى.
والحُسْنى: ضدُّ السُّوأَى.
وقوله تعالى: وقولوا للناس حُسْناً. قال أَبو حاتم: قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى، فقلت: هذا لا يجوز، لأَن حُسْنى مثل فُعْلى، وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام؛ قال ابن سيده: هذا نصُّ لفظه، وقال قال ابن جني: هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن، لأَن حُسْنى هنا غير صفة، وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره: وقولوا للناس حُسْناً، ومثله في الفِعْل والفِعْلى: الذِّكْرُ والذِّكْرى، وكلاهما مصدر، ومن الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى، ولا يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف الحركات، فسيبويه قد عَمل مثلَ هذا فقال: ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَكَّن الأَوْسَط، يعني النَّضْرَ، والجمع الحُسْنَيات (* قوله «والجمع الحسنيات» عبارة ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو راجع لقوله وصدق بالحسنى).
والحُسَنُ، لا يسقط منهما الأَلف واللام لأَنها مُعاقبة، فأَما قراءة من قرأَ: وقولوا للناس حُسْنى، فزعم الفارسي أَنه اسم المصدر، ومعنى قوله: وقولوا للناس حُسْناً، أَي قولاً ذا حُسْنٍ والخِطاب لليهود أَي اصْدُقوا في صفة محمد، صلى الله عليه وسلم.
وروى الأَزهري عن أَحمد بن يحيى أَنه قال: قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه يريد قولاً حَسَناً، قال: والأُخرى مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً، قال: ونحن نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن، والحُسْن شيءٌ من الكل، ويجوز هذا وهذا، قال: واخْتار أَبو حاتم حُسْناً، وقال الزجاج: من قرأَ حُسْناً بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ، قال: وزعم الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً، قال: ومن قرأَ حُسْنى فهو خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به، وقوله تعالى: قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى الحُسْنَيَيْن؛ فسره ثعلب فقال: الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة، يعني الظفَر أَو الشهادة، وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين، وقوله تعالى: والذين اتَّبَعوهم بإحسان؛ أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج السابقون عليه، وقوله تعالى: وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً؛ يعني إبراهيم، صلوات الله على نبينا وعليه، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ، وقوله تعالى: إنَّ الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ؛ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها.
والحَسَنةُ: ضدُّ السيِّئة.
وفي التنزيل العزيز: مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ أَمثالها؛ والجمع حَسَنات ولا يُكسَّر.
والمَحاسنُ في الأَعمال: ضدُّ المَساوي.
وقوله تعالى: إنا نراكَ من المُحسِنين؛ الذين يُحْسِنون التأْويلَ.
ويقال: إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين المظلوم ويَعُود المريض، فذلك إحْسانه.
وقوله تعالى: ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ؛ أَي يدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم.
وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: ثم آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ؛ قال: يكون تماماً على المُحْسِن، المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين، ويكون تماماً على الذي أَحْسَن على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره، وقال: يُجْعل الذي في معنى ما يريد تماماً على ما أَحْسَنَ موسى.
وقوله تعالى: ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا بالتي هي أَحْسَن؛ قيل: هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ جَوعَتَه.
وقوله عز وجل: ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن؛ فسره ثعلب فقال: هو الذي يَتَّبع الرسول.
وقوله عز وجل: أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه؛ أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ، يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، نصب خلقََه على البدل، ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ.
وقوله تعالى: ولله الأَسماء الحُسنى، تأْنيث الأَحسن. يقال: الاسم الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى؛ ولو قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز؛ ومثله قوله تعالى: لِنُريك من آياتنا الكبرى؛ لأَن الجماعة مؤَنثة.
وقوله تعالى: ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه حُسْناً؛ أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً.
وقوله تعالى: اتَّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم؛ أَي اتَّبعوا القرآن، ودليله قوله: نزَّل أَحسنَ الحديث، وقوله تعالى: رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً؛ أَي نِعْمةً، ويقال حُظوظاً حسَنة.
وقوله تعالى: وإن تُصِبْهم حسنةٌ، أَي نِعْمة، وقوله: إن تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ، أَي غَنيمة وخِصب، وإن تُصِبْكم سيِّئة، أَي مَحْلٌ.
وقوله تعالى: وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها؛ أَي يعملوا بحَسَنِها، ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ.
والمَحاسِنُ: المواضع الحسَنة من البَدن. يقال: فلانة كثيرة المَحاسِن؛ قال الأَزهري: لا تكاد العرب توحِّد المَحاسِن، وقال بعضهم: واحدها مَحْسَن؛ قال ابن سيده: وليس هذا بالقويِّ ولا بذلك المعروف، إنما المَحاسِنُ عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ لا واحد له، ولذلك قال سيبويه: إذا نسبْتَ إلى محاسن قلت مَحاسِنيّ، فلو كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب، وإنما يقال إن واحدَه حَسَن على المسامحة، ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي.
ووجه مُحَسَّن: حَسَنٌ، وحسَّنه الله، ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم فيما ذُكِر.
وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم، بالفتح: يَحْسُن به.
والإحْسانُ: ضدُّ الإساءة.
ورجل مُحْسِن ومِحسان؛ الأَخيرة عن سيبويه، قال: ولا يقال ما أَحسَنَه؛ أَبو الحسن: يعني منْ هذه، لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب.
ويقال: أَحْسِنْ يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي لا تزال مُحْسِناً.
وفسر النبي، صلى الله عليه وسلم، الإحسانَ حين سأَله جبريلٍ، صلوات الله عليهما وسلامه، فقال: هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك تراه، فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك، وهو تأْويلُ قوله تعالى: إن الله يأُْمُر بالعدل والإحسان؛ وأَراد بالإحسان الإخْلاص، وهو شرطٌ في صحة الإيمان والإسلام معاً، وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم يكن مُحْسِناً، وإن كان إيمانُه صحيحاً، وقيل: أَراد بالإحسان الإشارةَ إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، وقد أَشار إليه في الحديث بقوله: فإن لم تكن تراه فإِنه يراك، وقوله عز وجل: هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؛ أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة.
وأَحسَنَ به الظنَّ: نقيضُ أَساءَه، والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره، تقول: أَحْسَنْتُ إلى نفسي، والإنعامُ لا يكون إلا لغيره.
وكتابُ التَّحاسين: خلاف المَشْق، ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب والتَّكاليف، وليس الجمعُ في المصدر بفاشٍ، ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء ثم يجمعونه.
والتَّحاسينُ: جمعُ التَّحْسِين، اسم بُنِيَ على تَفْعيل، ومثلُه تَكاليفُ الأُمور، وتَقاصيبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه.
وهو يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه حَسَناً.
ويقال: إني أُحاسِنُ بك الناسَ.
وفي النوادر: حُسَيْناؤُه أن يفعل كذا، وحُسَيْناه مِثْلُه، وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه وغايتُه.
وحَسَّان: اسم رجل، إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإن جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم تُجْرِه؛ قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ، وقال: ذكر بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ، قال: وليس بشيء. قال الجوهري: وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين، وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان. قال ابن سيده: وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة الصفة، وقال قال سيبويه: أَما الذين قالوا الحَسَن، في اسم الرجل، فإنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك، ولكنهم جعلوه كأَنه وصفٌ له غَلَب عليه، ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو يُجْريه مُجْرَى زيدٍ.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: كنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله عليها، وهي تُنادِيهما: يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛ غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، والقَمَران للشمس والقمر؛ قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلامِ، وهو المِقْراضُ، وقال: هكذا روى سلمة عن الفراء، بضم النون فيهما جميعاً، كأَنه جعل الاسمين اسماً واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب.
وذكر الكلبي أَن في طيِّء بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن والحُسَيْن.
والحَسَنُ: اسمُ رملة لبني سَعْد؛ وقال الأَزهري: الحَسَنُ نَقاً في ديار بني تميم معروف، وجاء في الشعر الحَسَنانُ، يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه؛ قال الجوهري: قُتِل بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ، يَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي، قال: وهما جَبَلانِ أَو نَقَوانِ، يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن؛ قال عبد الله بن عَنَمة الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس: لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ، بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ.
وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيل له ما تَذْكُر؟ فقال: أَذْكُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ هو بفتحتين: جَبَل معروف من رمل، وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين سَنَةً، وإذا ثنّيت قلت الحَسَنانِ؛ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن الأَخْضَر الضَّبِّيّ: ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنُو شَيْبان آجالاً قِصارا شَكَكْنا بالأَسِنَّة، وهْيَ زُورٌ، صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا فَخَرَّ على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ، وقد كان الدِّماءُ له خِمارا قوله: وهي زُورٌ يعني الخيلَ، وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير: أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا، وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل: تَركْنَا، بالنَّواصِف من حُسَيْنٍ، نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا. فحُسَيْنٌ ههنا: جبلٌ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على الحَسَنِ، وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي، قال: وبه سمي الغلام حَسَناً.
والحُسَيْنُ: الجبَلُ العالي، وبه سمي الغلام حُسَيْناً.
والحَسَنانِ: جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الآخر.
وحَسْنَى: موضع. قال ابن الأَعرابي: إذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقال ثعلب: إنما هو حِسْيٌ، وإذا لم يذكر غيْقةَ فحِسْمَى.
وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة: الحَسَنُ شجر الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ، سمي بذلك لِحُسْنِه ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا الحَسَنِ، وقيل: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ شاهقٌ ليس به صَدْعٌ، والحَسَنُ جمعُه؛ قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ: فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ به حَسَنُ الجُودِيّ، والليلُ دامِسُ.
ويروى: به جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجودِيُّ وادٍ، وأَعلاه بأَجَأَ في شواهِقها، وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز المَلقَة.

مني (لسان العرب) [1]


المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر: دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره.
ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ: لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ أَي ساقَه القَدَرُ.
والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.
وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة الهذلي: ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه، حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني وفي التهذيب: حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت: حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وقال ابن بري فيه: . . . أكمل المادة الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو: لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ، إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ، حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم: لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ، حتى تلاقَي ما يمني لك الماني فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ، بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر: مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ.
وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب: مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.
وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.
ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به.
ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً.
ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا.
ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتها.
وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن خالويه: تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ، خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ، حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء.
وفي حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع أَي حِذاءه وقَصْدَه.
والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل: أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها، بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه: إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ، فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛ التهذيب: وأَما قول لبيد: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج: قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.
والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن بري للأَخطل يهجو جريراً: مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ، أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ: أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً، وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد: أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ، مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ.
وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج المنيّ.
ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.
وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى. الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف.
ومِنًى: موضع آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله: عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.
والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح.
وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها، أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ المُتَمنِّية.
والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت الأَلف فقيل منية على فعلة (*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى، ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج.
وفي الحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.
وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ والأُمْنِيَّةُ.
وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه.
وفي التنزيل العزيز: إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه، وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ (* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة وآخرها.) والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ.
وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر: تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه، تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس، يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة.
وفي حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ.
والتَّمَنِّي: الكَذِب.
وفلان يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو الكذب.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت أَي ما كَذَبْت.
والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب: فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ، إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له.
وتَمَنَّى الحَديث: اخترعه.
وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء تَمَنَّيْته؟ معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له.
ويقول الرجل: والله ما تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته.
وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح، وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال: والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال في قول الشاعر: قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ، والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها. كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ، كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال: وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة، والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ.
وقال أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها، فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة: وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له، إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً: وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها، مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.
وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.
والمُنُوَّةُ (* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛ وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل: تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد: ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني، فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ.
ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه.
ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءك.
ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز.
ومانَيْتُك: كافأْتك؛ وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو: نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها، ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ وقال آخر: أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ، وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري ومانَيْتُه: لَزِمْته.
ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.
والمُماناة: المُطاولةُ.
والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب: عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني، وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ، مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي.
وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن حُريث: فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي صُخَيْرة: إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ، وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو: صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ، ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك.
وقال سعيد: المُناوة المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.
وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة: كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها، قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ.
والمُماناةُ: المُداراةُ.
والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب.
والمُماناةُ: المكافأَةُ.
ويقال للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.
والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء، وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ. قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلية.
وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها مَنَوِيٌّ.
وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم المذكور.
وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة.
وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي: أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد غلط الطائي في قوله: إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه، بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

قعف (لسان العرب) [0]


القَعْفُ: شدة الوَطْء واجْترافُ التراب بالقوائم، قَعَفَ يَقْعَفُ قَعْفاً؛ قال: يَقْعَفْنَ باعاً، كفَراش الغِضْرِمِ، مَظْلُومةً، وضاحِياً لم يُظْلَمِ الغِضْرم: الماء.
وقَعَفَ ما في الإناء: أَخذ جميعه واشْتَفَّه. قال الجوهري: القَعْفُ لغة في القَحْف، وهو اشْتِفافُك ما في الإناء أَجمع.
والقاعِفُ من المطر: الشديدُ مثل القاحِف.
وسَيْل جُحاف وقُعاف وجُراف وقُحاف بمعنى واحد.
وقعَف المطرُ الحجارة يَقْعَفُها: أَخذها بشدته وجَرفها.
وسيل قُعاف: كثير الماء يذهب بما يمر به.
وانْقَعَف الشيء: انقَلَع من أَصله.
وقَعَفْتُ النخلة: اقْتَلَعْتها من أَصلها. أَبو عبيد: انْقَعَف الجُرُف إذا انهارَ وانْقَعر؛ وأَنشد: واقْتَعَف الجَلْمةَ منها واقْتَثَثْ، فإنما تَقدَحُها لِمَنْ يَرِثْ (* قوله «تقدحها» كذا في الأصل بقاف، والذي في شرح القاموس: تكدحها . . . أكمل المادة بكاف.) قوله منها أَي من الدنيا وما فيها؛ اقْتعف الجَلْمة أَي اقتلع اللحم بجُمْلته، وقوله اقتَثَثَ أَي اجْتَثَّ، يقال: اقْتُثَّ واجْتُثَّ إذا قُلِعَ من أَصله، وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إذا مات.
والقَعْفُ: السُّقوط في كل شيء، وقيل: القَعْف سُقوط الحائط. انْقَعَفَ الحائطُ: انقلَع من أَصله؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز: شُدَّا عليَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ، إذا مَشَيْتُ مِشْيةَ العَوْدِ النَّطِفْ

جمس (العباب الزاخر) [0]


الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة:
لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَمـوسـا      والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا

وقال جرير:
تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سـبـأٍ      قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ

والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر:
جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْـزَرُ      وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ

وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله:
نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى      ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ

ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: ما . . . أكمل المادة ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه. وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور:
قُعُوداً وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم      قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّـفُ


وسُئلَ ابن عمر -رضي الله عنهما- عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعاً فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِساً فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ. وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: "جَمْس" أي جامِس، ويجوز أن يُروى: "جُمْس" بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ.
وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر. ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبلِ: أي قطعة منها. وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ. وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة. وقال ابن عبّاد: الجمْسَة -بالفتح-: النّار؛ بلغة هذيل. وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة -بالضم-: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء. وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء:
وما أنا والعاوي وأكبر هَـمِّـه      جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ

والتركيب يدل على جمود الشيء.