المصادر:  


عسج (لسان العرب) [218]


عَسَج يَعْسِجُ عَسْجاً وعَسَجاناً وعَسِيجاً: مَدَّ عُنُقه في المَشيِ، وهو العسِيج؛ قال جرير: عَسَجْنَ بأَعناق الظِّباء وأَعْيُن الـ ـجآذرِ، وارتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِفُ وعَسِجَ الدابَّةُ يَعْسَجُ عَسَجاناً: ظَلَعَ. شجر من شجر الشَّوْك، وله ثمر أَحمر مُدَوَّرٌ كأَنه خرز العقيق؛ قال الأَزهري: هو شجر كثير الشوك، وهو ضُرُوب: منه ما يثمر ثمراً أَحمر يقال له المُقَنّع، فيه حُموضة؛ وقال ابن سيده: والعَوْسَجُ المَحْضُ يقصُر أُنْبُوبه، ويصغُر ورقه، ويصلُب عُوده، ولا يعظم شجره، فذلك قلب العَوْسَج وهو أَعتقُه؛ قال: وهذا قول أَبي حنيفة؛ وقيل: العَوْسَج شجر شاكٍ نجديّ، له جَناة حمراء؛ قال الشماخ: مُنَعَّمَة لم تَدْرِ ما . . . أكمل المادة عَيْشُ شَِقْوَةٍ، ولم تَغْتَزِلْ يَوْماً على عُود عَوْسَج واحدته عَوْسَجَة، ومنه سُمِّي الرجل؛ قال أَعرابي، وأَراد الأَسدُ أَن يأْكله فلاذَ بعَوْسَجَة: يَعْسِجُني بالخَوْتَلَهْ، يُبْصِرُني لا أَحْسَبُه أَراد يَخْتِلُني بالعَوْسَجَة، يحسَبني لا أُبصره؛ قال الشاعر: يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى وَاسجِ، اضْطَرَّه الليل إِلى عَواسِجِ، عَواسجٍ كالعُجُزِ النَّواسِجِ وإِنما حَمَلْنا هذا على أَنه جَمْع عَوْسَجَة، لأَن جمع الجمع قليل البتَّة إِذا أَضَفْتَه إِلى جَمْع الواحد، وقد التزم هذا الراجز في هذه الشطور ما لا يلزمه، وهو اعتزامه على أَن يجعل السين دخيلاً في الأَبيات الثلاثة.
والعَسَجُ: ضرْب من سير الإِبل؛ قال ذو الرمة يصف ناقته: والعِيسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَبا، يُنْحَزْنَ مِن جانِبَيْها، وهي تَنْسلِبُ يقول: الإِبل مُسرِعات يُضْرَبْنَ بالأَرجُل في سيرهنَّ ولا يَلحقن ناقتي؛ وبعير مِعْساج.
وقال أَبو عمرو: في بلاد باهلة مَعْدِن من معادن الفضَّة يقال له عَوْسَجَة؛ وعَوْسَجَة: من أَسماء العرب.
والعَوَاسِجُ: قبيلة معروفة.
وذُو عَوْسَج: موضع؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِي: أُحِبُّ تُراب الأَرض إِن تَنْزِلي به، وذا عَوْسَج، والجِزْعَ جِزْعَ الخَلائِقِ

عَسَجَ (القاموس المحيط) [208]


عَسَجَ: مَدَّ العُنُقَ في مَشْيِهِ.
وبَعيرٌ مِعْساجٌ.
والعَوْسَجَةُ: ع باليَمَنِ، ومَعْدِنٌ لِلفِضَّةِ، وشَوْكٌ،
ج: عَوْسَجٌ. وعَسِجَ المالُ، كفَرِحَ: مَرِضَتْ من رِعْيَتِها.
وعَوْسَجُ: فَرَسُ طُفيلِ بنِ شُعَيْثٍ.
والعَواسِجُ: قبيلَةٌ م.
واعْسجَّ الشَّيْخُ اعْسِجاجاً: مضى، وتَعَوَّجَ كِبَراً.

ع و س ج (المصباح المنير) [62]


 العَوْسَجُ: فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور فإذا عظم فهو الغرقد الواحدة .عَوْسَجَةٌ

العوسج (المعجم الوسيط) [10]


 جنس نَبَات شائك من الفصيلة الباذنجانية لَهُ ثَمَر مدور كَأَنَّهُ خرز العقيق واحدته عَوْسَجَة 

أطد (لسان العرب) [6]


الأَطَد: العَوْسَج؛ عن كراع.

الخزيز (المعجم الوسيط) [6]


 العوسج الجاف جدا 

المصعة (المعجم الوسيط) [6]


 ثَمَرَة العوسج (ج) مصع 

خزز (لسان العرب) [6]


الخُزَزُ: ولد الأَرنب، وقيل: هو الذكر من الأَرانب، والجمع أَخِزَّةٌ وخِزَّانٌ مثل صُرَد وصِرْدان.
وأَرض مَحَزَّة: كثيرة الخِزَّان.والخَزُّ: معروف من الثياب مشتق منه، عربي صحيح، وهو من الجواهر الموصوف بها؛ حكى سيبويه: مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، قال: والرفع الوجه، يذهب إِلى أَن كونه جوهراً هو الأَصل. قال ابن جني: وهذا مما سمي فيه البعض باسم الجملة كما ذهَب إِليه في قولهم هذا خاتم حديد ونحوه، والجمع خُرُوزٌ، ومنه قول بعضهم: فإِذا أَعرابي يَرْفُل في الخُزُوز، وبائعه خَزَّاز.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نهى عن ركوب الخَزِّ والجلوس عليه؛ قال ابن الأَثير: الخز المعروف أَوّلاً ثياب تنسج من صوف وإِبْرَيْسَمٍ . . . أكمل المادة وهي مباحة، قال: وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأَجل التشبه بالعجم وزِيِّ المُتْرَفِينَ، قال: وإِن أُريد بالخَزّ النوعُ الآخر، وهو المعروف الآن، فهو حرام لأَنه كله معمول من الإِبْرَيْسَم، قال: وعليه يحمل الحديث الآخر: قوم يستحلون الخَزَّ والحرير.
والخَزِيزُ: العَوْسَجُ الذي يجعل على رؤوس الحيطان ليمنع التَّسَلُّقَ.
وخَزَّ الحائطَ يَخُزُّه خَزًّا: وضع عليه شوكاً لئلا يطلع عليه. ابن الأَعرابي: الضَّرِيعُ العَوْسَج الرَّطْب، فإِذا جف فهو عَوْسج، فإِذا زاد جُفوفه فهو الخَزِيزُ.
والخَزّ: تغريز العوسج على رؤوس الحيطان.
وفلان خَزَّ حائطه أَي وضع فيه الشوك لئلا يُتَسَلَّق.
والخَزّ: الطعن بالحِراب.
ويقال: خَزَّهُ بسهم واختَزَّه إِذا انتظمه وطعنه؛ قال رؤبة: لاقى حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ وقال ابن أَحمر: لما اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ واخْتَزَّه بالرمح: انتظمه؛ قال الشاعر: فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِيِّ، كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِيِّ أَي انتظمه، يعني الكلب، بقَرْنٍ سَلِبٍ أَي طويل. مَدْري: مُحَدَّد.
واخْتَزَّه بالرمح واختلطه وانتظمه بمعنى واحد، وفي النوادر: اخْتَزَزْتُ فلاناً إِذا أَتيته في جماعة فأَخذته منها.
واخْتَزَزْتُ بعيراً من الإِبل أَي اسْتَقْتُه وتركتها، وأَصل ذلك أَن الخُزَز إِذا وجد الأَرانبَ عاشية اخْتَزَّ منها أَرنباً وتركها. قال أَبو عمرو: تمر خازٌّ فيه شيء من الحموضة، وقد خَزِزْتَ يا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ.
واخْتَزَّ البعيرَ: أَطْرَدَه من بين الإِبل؛ عن الهجري.
ورجل خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ، مثال هُدَبِدٍ، وخُزاخِز: قويٌّ غليظ كثير العَضَلِ.
وبعير خُزَخُزٌ: قوي شديد؛ قال: أَعْدَدْتُ للوِرْدِ، إِذا الوِرْدُ حَفَزْ، غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ ويقال: لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَي قويّاً عليه.
وخَزازٌ وخَزازى، مقصور: كلاهما جبل كانت العرب تُوقِد عليه غداة الغارَة.
ويومُ خَزازى: أَحدُ أَيام العرب.
وخَزازى: موضع معروف؛ قال عمرو بن كلثوم: ونحنُ، غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى، رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا ويروى: خَزاز.
وفي حديث أَشراط الساعة: يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرير؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه أَبو موسى في الحاء والراء وقال: الحر، بتخفيف الراء الفرج وأَصله حِرْح، بكسر الحاء وسكون الراء، وجمعه أَحْراحٌ، ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه: يستحلون الخَزَّ، بالخاء المعجمة والزاي، وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف، قال: وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود، ولعله حديث آخر جاء كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما رَوَى وشَرَح فلا يتهم، والله أَعلم.

الأَطَدُ (القاموس المحيط) [5]


الأَطَدُ، محركةً: عِيدانُ العَوْسَجِ. وأطَّدَ الله تعالى مُلْكَهُ تَأطيداً: ثَبَّتَهُ.

أرعلت (المعجم الوسيط) [5]


 العوسجة خرجت رعلتها وَالرجل وَنَحْوه طعنه طَعنا شَدِيدا والطعنة بَالغ فِيهَا 

أمصع (المعجم الوسيط) [5]


 العوسج ظهر مصعه وَالْقَوْم ذهبت ألبان إبلهم وَلفُلَان بِحقِّهِ أقرّ بِهِ وَالْمَرْأَة وَلَدهَا أَرْضَعَتْه قَلِيلا 

شخت (مقاييس اللغة) [5]



الشين والخاء والتاء كلمةٌ واحدة، وهو الشيء الشّخْت، وهو الدقيقُ من خشبٍ وغيره.
وقال:
      وسَبعةُ عِيدانٍ من العوسج الشَّخْتِ

الغَرْقَدُ (القاموس المحيط) [5]


الغَرْقَدُ: شجرٌ عِظامٌ، أو هي العَوْسَجُ إذا عَظُمَ،
واحِدُهُ: غَرْقَدَةٌ، وبها سَمَّوْا.
وبَقيعُ الغَرْقَدِ: مَقْبُرَةُ المدينةِ، على ساكِنِها الصلاةُ والسلامُ، لأِنَّه كان مَنْبِتَها.
والغَرْقَدُ: بياضُ البَيْضِ فَوْقَ المُحِّ.

الضروع (المعجم الوسيط) [5]


 الضرعاء (ج) ضرع و (الضريع) يُقَال شَاة ضَرِيع حَسَنَة الضَّرع وَنبت الشبرق والسلاء والعوسج الرطب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَيْسَ لَهُم طَعَام إِلَّا من ضَرِيع لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع} 

الْغَرْقَد (المعجم الوسيط) [5]


 شجيرة تسمو من متر إِلَى ثَلَاثَة من الفصيلة الباذنجانية سَاقهَا وفروعها بيض تشبه العوسج فِي أوراقها اللحمية وفروعها الشائكة وأزهارها الطَّوِيلَة الْعُنُق عبقة الرّيح بَيْضَاء مخضرة وثمرتها مخروطية تُؤْكَل وَتسَمى أَيْضا الغردق 

غرقد (لسان العرب) [6]


الغَرْقَدُ: شجر عظام وهو من العضاه، واحدته غَرْقَدَةٌ وبها سمي الرجل. قال أَبو حنيفة: إِذا عظمت العَوْسَجَةُ فهي الغرقدة.
وقال بعض الرواة: الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ.
والغَرْقَدُ: كبار العوسج، وبه سمي بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فيه غرقد، وقال الشاعر: أَلِفْنَ ضالاً ناعماً وغَرْقَدا وفي حديث أَشراط الساعة: إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر اليهود؛ وفي رواية: إِلا الغرْقَدَة؛ هو ضرب من شجر العِضاه وشجر الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة واحدته؛ ومنه قيل لمقبرة أَهل المدينة بقيع الغرقد لأَنه كان فيه غرقد وقطع؛ قال ابن سيده: وبقيع الغرقد مقابر بالمدينة وربما قيل له الغرقد؛ قال زهير: لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ، كالوَحْيِ في حَجَرِ . . . أكمل المادة المسِيلِ المُخْلِدِ؟

نَضَبَ (القاموس المحيط) [4]


نَضَبَ: سالَ، وجَرى،
و~ الماءُ نُضوباً: غارَ،
كنَضَّبَ،
و~ فلانٌ: ماتَ،
و~ الخِصْبُ: قَلَّ،
و~ الدَّبْرَةُ: اشْتَدَّتْ،
و~ المفَازَةُ: بَعُدَتْ،
و~ عَيْنُهُ: غارَتْ، أو خاصٌّ بِعَيْنِ النَّاقَةِ.
وأنْضَبَ القَوْسَ: جَذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ، كأَنْبَضَهَا.
والتَّنْضُبُ: شَجَرٌ حجازِيٌّ، شَوْكُهُ كَشَوْكِ العَوْسَجِ،
وة قُرْبَ مَكَّةَ.
ونَضَّبَتِ النَاقةُ تَنْضيباً: قَلَّ لَبَنُها، وبَطُؤَ دِرَّتُها.

الرَّعْلَة (المعجم الوسيط) [4]


 الْجَمَاعَة القليلة أَو الَّتِي تتقدم غَيرهَا والنعامة لسبقها وتقدمها والعيال أَو الْكثير مِنْهُم وَيُقَال ترك رعلة وَترك عيالا رعلة وجلدة من أذن الدَّابَّة تشق فَتعلق فِي مؤخرها وتترك نائسة كَأَنَّهَا زنمة وَمن العوسجة شَيْء كالزنمة والنخلة الطَّوِيلَة وَتقول نَخْلَة رعلة ونخلة الدقل والقلفة (ج) رعال الرَّعْلَة:  الإكليل من ريحَان وآس يتَّخذ على الرؤوس والطرف الغض من الْكَرم الرَّعْلَة:  (أَبُو رعلة) كنية الذِّئْب 

مَصَعَ (القاموس المحيط) [5]


مَصَعَ البَرْقُ، كمنَعَ: لَمَعَ،
و~ الدابَّةُ بذَنَبِها: حَرَّكَتْهُ، وضَرَبَتْ به،
و~ فلاناً: ضَرَبَهُ بالسَّيْفِ، أو بالسَّوْطِ، أو ضَرَبَهُ ضَرَباتٍ قَليلَةً ثلاثاً أو أربَعاً،
و~ المرأةُ بالوَلَدِ،
و~ الطائِرُ بذَرْقِهِ: رَمَيا به،
كأَمْصَعَ، فيهما،
و~ بسَلْحِه على عَقِبَيْهِ: إذا سَبَقَه من فَرَقٍ أو عَجَلَةٍ،
و~ في مُرورِه: أسْرَعَ، أو عَدا شديداً مُحَرِّكاً ذَنَبَه،
و~ الفَرَسُ مَصْعاً: ذهَبَ،
كامْتَصَعَ،
و~ فُؤادُه: زالَ من فَرَقٍ أو عَجَلَةٍ،
و~ ضَرْعَ الناقةِ: ضَرَبَهُ بالماءِ البارد،
و~ البَرْقُ: أومَضَ،
و~ الحَوْضَ بماءٍ قليلٍ: بَلَّهُ ونَضَحَه،
و~ لَبَنُ الناقةِ مُصُوعاً: ولَّى، . . . أكمل المادة فهي ماصِعةٌ،
و~ البَرْدُ، وغيرُه: ذهَبَ وولَّى،
و~ في الأرضِ: ذهَبَ،
كامْتَصَعَ وانْمَصَعَ.
ورجلٌ مَصْعٌ، وككتِفٍ: ضارِبٌ بالسيفِ، أو شديدٌ، أو شيخٌ زَحَّارٌ، أو لاعِبٌ بالمِخْراقِ.
والمَصُوعُ، كصبورٍ: الرجلُ الفَرِقُ المَنْخُوبُ الفُؤادِ.
والماصِعُ: الماءُ المِلْحُ، والقليلُ الكَدِرُ، والبَرَّاقُ، ضِدٌّ، والمُتَغَيِّر.
وكهُمَزَةٍ وغُرْفةٍ: ثَمَرَةُ العَوْسَجِ،
ج: كصُرَدٍ وقُفْلٍ، وطائِرٌ أخْضَرُ.
ومُصَعُ العُصْفُورِ: ذَكَرُهُ.
وأمْصَعَ العَوْسَجُ: خَرَجَ مُصَعُه،
و~ القومُ: ذهَبَتْ ألْبانُ إبِلِهم،
و~ له بِحَقِّه: أقَرَّ.
والتَّمْصيعُ: أن يُتْرَكَ على القَضيبِ قِشره حتى يَجِفَّ عليه لِيطُه.
وتَماصَعُوا في الحَرْبِ: تَعالَجوا.
وماصَعُوا: قاتَلوا وجالَدوا.
وانْمَصَعَ الحِمارُ: صَرَّ أُذُنَيْهِ.

القَصْدُ (القاموس المحيط) [5]


القَصْدُ: اسْتِقامَةُ الطريقِ، والاعْتِمادُ، والأَمُّ، قَصَدَه، وله، وإليه، يَقْصِدُه، وضِدُّ الإِفْراطِ،
كالاقْتِصادِ، ومُواصَلَةُ الشاعِرِ عَمَلَ القَصائِدِ،
كالاقْتِصاد، ورجُلٌ ليس بالجَسيمِ ولا بالضَّئيلِ،
كالمُقْتَصِدِ والمُقَصَّدِ، كمُعَظَّمٍ، وبالكسرُ بأيِّ وجهٍ كانَ، أو بالنِّصْفِ،
كالتَّقْصيدِ، وانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ،
و~ : العَدْلُ، والتَّقْتيرُ، وبالتحريكِ: العَوْسَجُ. وقَصَدُ العَوْسَجِ ونَحْوِهِ: أغْصانُه النَّاعِمَةُ، والجُوعُ، ومَشْرَةُ العِضاهِ أيامَ الخَريفِ،
أو القَصَدَةُ من كُلِّ شجرةٍ شائِكَةٍ: أن يَظْهَرَ نَباتُها أوَّلَ ماتَنْبُتُ.
وككَرُمَ قَصادَةً: سَمِنَ.
والقِصْدَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ مما يُكْسَرُ،
ج: كعِنَبٍ.
ورُمْحٌ قَصِدٌ، ككَتِفٍ،
وقَصيدٌ وأقْصادٌ: مُتَكَسِّرٌ.
والقَصيدُ: ما تَمَّ شَطْرُ أبياتِهِ، وليسَ إلاَّ ثلاثةَ أبياتٍ فَصاعِداً، أو سِتَّةَ عَشَرَ فَصاعِداً، والمُخُّ السَّمينُ أو دونَهُ، كالقَصودِ . . . أكمل المادة والعَظْمُ المُمِخُّ واللَّحْمُ اليابِسُ، والناقةُ السَّمينةُ بها نِقْيٌ، والعَصا،
كالقَصيدَةِ، فيهما، والسَّمينُ من الأَسْنِمَةِ،
و~ من الشِّعْرِ: المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ.
وأقْصَدَ السَّهْمُ: أصابَ فَقَتَلَ مَكانَهُ،
و~ فلاناً: طَعَنَه فلم يُخْطِئْهُ،
و~ الحَيَّةُ: لَدَغَتْ فَقَتَلَتْ.
والمُقَصَّدَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: سِمَةٌ للإِبِلِ في آذانِها.
والمُقْصَدُ، كَمُكْرَمٍ: من يَمْرَض وَيَموتُ سَريعاً.
والمُقْصَدَةُ، كالمَحْمَدَةِ: المرأةُ العظيمةُ التَّامَّةُ تُعْجِبُ كُلَّ أحدٍ، والتي إلى القِصَرِ.
والقاصِدُ: القريبُ، وبَيْنَنا وبينَ الماءِ لَيْلَةٌ قاصِدَةُ: هَيِّنَةُ السَّيْرِ.

ث م ر (المصباح المنير) [4]


 الثَّمَرُ: بفتحتين و "الثَّمَرَةُ" مثله "فالأول" مذكر ويجمع على "ثِمَارٍ" مثل جبل وجبال ثم يجمع "الثِّمَارُ" على "ثُمُرٍ" مثل كتاب وكتب ثم يجمع على "أَثْمَارٍ" مثل عنق وأعناق و "الثاني" مؤنث والجمع "ثَمَرَاتٍ" مثل قصبة وقصبات و "الثَّمَرُ" هو الحمل الذي تخرجه الشجرة سواء أكل أو لا، فيقال "ثَمَرُ" الأراك و "ثَمَرُ" العوسج و "ثَمَرُ" الدوم وهو المقل كما يقال "ثَمَرُ" النخل و "ثَمَرُ" العنب قال الأزهري: و "أَثْمَرَ" الشجر أطلع ثمره أول ما يخرجه فهو "مُثْمِرٌ" ومن هنا قيل لما لا نفع فيه ليس له "ثَمَرَةٌ" . 

عرتن (لسان العرب) [3]


العَرَنْتُنُ والعَرَنْتَنُ والعَرَنْتِنُ والعَرَتُنُ والعَرَتَنُ محذوفان من العَرَنْتُنِ والعَرَنْتَنِ والعَرْتَنُ والعَرَتْنُ، كل ذلك: شجر يُدبغ بعروقه، والواحدة عَرْتُنةٌ.
والعِرْنةُ عُروق العرَتَن، وهو شجر خشِنٌ يشبه العوْسج إِلا أَنه أَضخم، وهو أَثِيثُ الفرْع، وليس له سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثم يُطبخ فيجيء أَديمه أَحمر.
وعَرْتَنَ الأَديمَ: دَبغه بالعَرَتُن.
وأَديم مُعرْتَن: مدبوغ بالعَرْتَن.
وعُرَيْتِناتٌ: موضع، وقد ذكِر صرْفه. قال ابن بري في ترجمة عثلط: جاء فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ؛ قال الخليل: أَصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُل، حذفت منه النون وتُرِكَ على صورته.
ويقال: عَرْتَنٌ مثل عَرْفج.

مصع (مقاييس اللغة) [3]



الميم والصاد والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين: أحدهما لَمعٌ في الشَّيء وحركة، والآخر ذَهاب الشيء وتولِّيه.فالأوَّل مَصَعَ البرقُ: أومَضَ. ثم يقال: مَصَعَ الرّجل: ضَرَب بالسَّيف.
ومنه المُماصَعة: المجالدة.
ويُقاس عليه، فيقال رجل مَصِعٌ: شديد.
ومَصَعَ ضَرع النّاقةِ بالماء: ضَربَه.
ومَصَعَتِ الأمُّ بالولد: رمت به.
ويقال: إنَّ المَصْعَ: المشْي. قال:
يَمْصَعُ في قِطعةِ طيلسانْ      مَصعاً كمصع ذَكَر الوِرْلانْ

والآخر مَصَعَ الشّيء: ولَّى وذَهَب، وذلك في كلِّ شيء، فهو ماصعٌ.
ومَصَعتِ الإبلُ: نَقَصَتْ ألبانُها.ومما شذَّ عن هذين المعنيين المُصَع: ثَمر العَوسج.

الغُرْنوقُ (القاموس المحيط) [3]


الغُرْنوقُ، لا يُذْكَرُ في غ ر ق، ووَهِمَ الجوهَرِيُّ، كزُنْبُورٍ وفِرْدَوْسٍ: طائِرٌ مائِيٌّ أسْوَدُ، وقيلَ: أبْيَضُ،
كالغُرْنَيْقِ، بالضم، أو الغُرْنُوقُ والغُرْنَيْقُ: الكُرْكِيُّ، أو طائِرٌ يُشْبِهُهُ.
والغُرْنَيْقُ بالضم، وكزُنْبُورٍ وقِنْدِيلٍ وسَمَوْءَلٍ وفِرْدَوْسٍ وقِرْطَاسٍ وعُلابِطٍ: الشَّابُّ الأبيضُ الجَميلُ،
ج: الغَرانيقُ والغَرانِقَة والغَرانِقُ.
وكزُنْبُورٍ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ المُفَتَّلَةُ، وشَجَرٌ،
ج: الغَرَانِقُ،
أو الغُرْنُوقُ والغُرانِقُ: الذي يكونُ في أصلِ العَوْسَجِ اللَّيِّن النَّباتِ،
ج: الغَرانيقُ.
ولِمَّةٌ غُرانِقَةٌ وغُرانِقِيَّةٌ: ناعِمَةٌ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ.
والغَرْنَقَةُ: غَزَلٌ بالعَيْنَيْنِ.
والغُرْنَقُ، كجُنْدَبٍ: وادٍ لِبَنِي سُلَيْمٍ.
أو الغُرْنُوقُ: الناعِمُ المُسْتَتِرُ من النَّبَاتِ.
وشابٌّ غُرانِقٌ، كعُلابِط: تامٌّ.
وامرأةٌ غُرانِقٌ . . . أكمل المادة وغُرانِقَةٌ: شابَّةٌ مُمْتَلِئَةٌ.

مصع (لسان العرب) [4]


المَصْع: التحريك، وقيل: هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب.
ومرّ يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ؛ وأَنشد أَبو عمرو: يَمْصَع في قِطْعةِ طَيْلَسانِ مَصْعاً، كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ ومَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً: حركته من غير عَدْوٍ، والدابة تَمْصَعُ بذنبها؛ قال رؤبة: إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ، بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَوْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ، يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ اللوح: العطش، والإِنْقاض: الصوتُ، والنُّقَقُ: الضَّفادِعُ، جمع نَقُوقٍ، وكان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالي الضمتين.
وفي حديث زيد بن ثابت: والفتنةُ قد مَصَعَتْهم أَي عَرَكَتْهم ونالت منهم؛ هو من المَصْعِ الذي هو الحركة والضرْبُ.
والمُماصَعةُ والمِصاعُ: المُجالدَة والمُضارَبةُ.
وفي حديث عبيد ابن عمير في الموقوذة: إِذا مَصَعَتْ بذَنبها أَي . . . أكمل المادة حرّكَتْه وضربَتْ به.
وفي حديث دم الحيض: فَمَصَعَتْه بظُفُرِها أَي حرّكته وفَرَكَتْه.
ومَصَعَ الفرسُ يَمْصَعُ مَصْعاً: مَرَّ مَرًّا خفيفاً.
ومَصَع البعيرُ يَمْصَعُ مَصْعاً: أَسْرَعَ.
ومَصَعَ الرجُلُ في الأَرض يَمْصَعُ مَصْعاً وامْتَصَعَ إِذا ذهب فيها؛ قال الأَغلب العجلي: وهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ، مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ ومَصَعَ لبنُ الناقة منه يَمْصَعُ مُصُوعاً؛ الآتي والمصدر جميعاً عن اللحياني: ذهب، فهي ماصِعةُ الدَّرِّ.
وكلّ شيء ولَّى وقد ذهَب، فقد مَصَعَ.
وأَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه.
وأَمْصَعَ القومُ: مَصَعَتْ أَلْبانُ إِبِلِهم، ومَصَعَت إِبلهم: ذهَبَت أَلبانُها؛ واستعاره بعضهم للماء فقال أَنشده اللحياني: أَصْبَحَ حوْضاكَ، لِمَنْ يَراهما، مُسَمِّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما ومَصَعَ البردُ أَي ذهَب.
ومَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه بالماءِ البارِدِ.
والمَصْعُ: القِلّةُ.
ومَصَعَ الحوْضَ بماء قليل: بَلَّه ونضحَه.
ومَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه.
ومَصَعَ ماءُ الحوض إِذا نَشَّفَه الحوضُ.
ومَصَعَت الناقةُ هُزالاً، قال: وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ.
والمَصْعُ: السوْقُ.
ومَصَعَه بالسوط: ضرَبه ضرَباتٍ قليلةً ثلاثاً أَو أَربعاً.
والمصْع: الضرْبُ بالسيف، ورجل مَصِعٌ؛ وأَنشد: رُبْ هَيْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ والمُماصَعةُ: المُقاتَلةُ والمُجالَدة بالسيوف؛ وأَنشد القُطامي: تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا، ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا وفي حديث ثقِيفٍ: تركوا المِصاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ: وماصَعَ قِرْنَه مُماصَعةً ومِصاعاً: جالَده بالسيف ونحوه؛ وأَنشد سيبويه للزبرقان: يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً في مَطالِعِها، إِمّا المِصاعُ، وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ وأَنشد الأَصمعي يصف الجواري: إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ، وكان المِصاع في الجُؤَنْ يعني قتال النساءِ الرجالَ بما عليهن من الطيب والزينة.
ورجل مَصِعٌ: مقاتل بالسيف؛ قال: ووراء الثَّأْرِ مِنِّي ابن أُخْتٍ مَصِعٌ، عُقْدَتُه ما تُحَلُّ والمَصِعُ: الغلامُ الذي يَلْعَب بالمِخْراقِ.
ومَصَعَ البرْعقُ أَي أَوْمَضَ. قال ابن الأَعرابي: وسئل أَعرابي عن البرق فقال: مَصْعةُ مَلَكٍ أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ.
وفي حديث مجاهد: البرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يضرب السحاب ضربة فتَرى البرْقَ يَلْمَعُ، وقيل: معناه في اللغة التحريك والضرب فكأَن السوط يقع به للسحاب وتحريك له.
والماصِعُ: البَرَّاقُ، وقيل المُتَغيرُ؛ ومنه قول ابن مقبل: فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا هكذا رواه أَبو عبيد؛ والرواية: فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ، لأَن قبله: فأَوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِناً، نُعاجِلُ حِلاًّ به وارْتِحالا ويروى: نُعالِجُ؛ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه، والسِّجالُ: جمع سَجْلٍ للدَّلْوِ.
وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت: وقد قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً.
وقال شمر: ماصِعٌ يريد ناصِعٌ، صير النون ميماً؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل الماصِعَ كَدراً فقال: عَبَّتْ، بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها، في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ والمَصِعُ: الشيْخُ الزَّحّارُ. قال الأَزهريّ: ومن هذا قولهم قَبَّحَه اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ وتَرْمِيَه.
ومَصَعَ بالشيء: رمى به.
ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً: رمى.
وقال الأَصمعي: يقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها وأَمْصَعَت به، بالأَلف، وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به.
ومَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً: رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ، وقيل: كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِعَ به مَصْعاً؛ وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره: تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها، كأَنَّها مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ قال ابن سيده: وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك.
والمَصُوعُ: الفَرُوقُ.
والمُصْعُ والمُصَعُ: حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه، وهو أَحمر يؤكل، الواحدة مُصْعةٌ ومُصَعة، يقال: هو أَحمر كالمُصَعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ، ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً؛ قال ابن بري: شاهد المُصَعِ قول الضبّيّ: أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ، بين العَواسِجِ، أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ؟ والمُصْعةُ والمُصَعةُ مثال الهُمَزة: طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ؛ والأَخيرة عن كراع؛ ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً: فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها، ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ بالصاد غير معجمة؛ يقول: ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها، وأَيَّها منصوب بغامِزٌ، والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ لِحائِها، وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ.
وفي نوادر الأَعراب: يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا أَقرّ به وأَعطاه عفواً.

الخَزُّ (القاموس المحيط) [3]


الخَزُّ من الثِّياب: م
ج: خُرُوزٌ، ووَضْعُ الشَّوْكِ في الحائِطِ لِئَلاَّ يُتَسَلَّقَ، والانْتِظامُ بالسَّهْمِ، والطَّعْنُ،
كالاخْتزازِ.
وكسحابٍ: بَطْنٌ من تَغْلِبَ، واسمٌ، ونَهْرٌ بينَ واسِطَ والبَصْرَةِ.
وكقَطامِ: رَكِيَّةٌ.
والخُرَزُ، كصُرَدٍ: ذَكَرُ الأَرانِب
ج: خِزَّانٌ وأخِزَّةٌ ومَوْضِعُها مَخَزَّةٌ ومنه اشْتُقَّ الخَزُّ، وفَرَسٌ لِبَنِي يَرْبوعِ، وابنُ لَوْزانَ الشاعرُ، وابنُ مُعَصَّبٍ محدِّثٌ.
وحَسَّانُ بنُ عَتاهِيَةَ بنِ خُزَزِ بنِ التُّجِيبِيُّ مُخَضْرَمٌ، ومحمدُ بنُ خُزَزٍ الطَّبَرانِيُّ: له تاريخٌ.
وخَزازَى، كحَبَالَى، أو كسَحابٍ: جَبَلٌ كانوا يُوقِدُونَ عليه غَداةَ الغارَةِ.
والخُزخُزُ، بالضم: الغليظُ العَضَلِ.
وكعُلَبطٍ وعُلابِطٍ: القَوِيُّ الشديدُ.
والخَزيزُ: العَوْسَجُ الجافُّ جِدًّا.
واخْتَزَزْتُهُ: أتَيْتُهُ في جَماعةٍ فَأخَذْتُهُ منها،
و~ البَعيرَ من الإِبِلِ: كذلك.

رعل (الصّحّاح في اللغة) [3]


الرَعْلَةُ: القطعة من الخيل، وكذلك الرَعيلُ، والجمع الرِعالُ. قال طرفة:
كرِعالِ الطيرِ أَسْراباً تَمُرّْ      ذلُقٌ في غابةٍ مَسْـفـوحةٍ

واسْتَرْعَلَتِ الغنمُ، أي تتابَعتْ في السير.
واسْتَرْعَلَ، أي خرج في أوّل الرعيل.
وأَراعيلُ الرياحِ: أوائلها.
والرَعْلَةُ والرَعْلُ: ما يُقْطَعُ من أذن الشاة ويُتْرَكُ معلّقاً لا يَبين، كأنّه زَنَمَةٌ.
والشاةُ رَعْلاءُ.
وناقةٌ رَعْلاءُ، والجمع رُعْلٌ.
وأَرْعَلَتِ العوسَجة: خرجتْ رَعْلَتُها.
ويقال أيضاً للشاةِ الطويلةِ الأذنِ: رَعْلاءُ.
والإرْعالُ: سُرعة الطعنِ وشدَّته.
والرَعْلَةُ أيضاً: واحدة الرِعالِ، وهي الطِوال من النخل. قال ابنُ الأعرابي: يقال مرَّ فلانٌ يجرّ رَعْلَهُ، أي ثيابَه. قال: وتركت عِيالاً رَعْلَةً، أي كثيراً ويقال لما تهدّل من النبات: أَرْعَلُ.
والراعِلُ: الدَقَلُ.
والمُرَعَّلُ: خيارُ المالِ.
والرُعْلولُ: بقلٌ، ويقال هو الطَرْخونُ.

مصع (الصّحّاح في اللغة) [3]


مَصَعَتِ الدابَّة بذنَبها: حرَّكته. قال رؤبة:
      يَمْصَعْنَ بالأذناب من لَوْحٍ وَبَقْ

والمَصْعُ: الضرب بالسيف.
والمُماصَعَةُ: المجالدةُ في الحرب.
ورجلٌ مَصِعٌ.
ومَصَعْتُ ضرع الناقة الحلوبة، إذا ضربته بالماء البارد.
ومَصَعَتِ الأمُّ بالولد: رَمَتْ به.
ويقال: مرَّ يَمْصَعُ، أي يسرع، مثل يَمْزَعُ.
ومَصَعَ البرقُ، أي ومض.
وشيءٌ ماصِعٌ، أي برَّاقٌ. قال ابن مقبل:
على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِجالا      فأفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُهُ

أبو عمرو: مَصَعَ لبن الناقة مُصوعاً، إذا ولَّى وذهب، فهي ماصِعَةُ الدَرِّ.
وكلُّ شيء ولَّى وذهب فقد مَصَعَ. قال أبو عبيدة: أمْصَعَ الرجلُ، إذا ذهب لبنُ إبله.
ومَصَعَتْ إبله، إذا ذهبتْ ألبانها. قال: ومَصَعَ البردُ، أي ذهب. قال الفراء: مَصَعَ الرجلُ في الأرض وامْتَصَعَ، أي ذهب.
والمُصْعَةُ: طائرٌ.
والمُصْعَةُ أيضاً: . . . أكمل المادة ثمرةُ العوسج، والجمع مُصَعٌ.

ع ض هـ (المصباح المنير) [3]


 العِضَاهُ: وزان كتاب من شجر الشوك كالطلح والعوسج، واستثنى بعضهم القتاد والسدر فلم يجعله من "العِضَاهِ" والهاء أصلية، و "عَضِهَ" البعير "عَضَهًا" فهو "عَضِهٌ" من باب تعب: رعى "العِضَاهَ" واختلفوا في الواحدة وهي "عِضَهٌ" بكسر العين فقيل بالهاء وهي أصلية أيضا، ومنهم من يقول: اللام في الواحدة محذوفة وهي واو والهاء للتأنيث عوضا عنها فيقال "عِضَةٌ" كما يقال عِزَة وشِفَة قال: والأصل "عِضَوَةٌ" ومنهم من يقول: اللام المحذوفة هاء وربما ثبتت مع هاء التأنيث فيقال "عِضَهَةٌ" وزان عنبة، و "العِضَةُ" القطعة من الشيء والجزء منه ولامها واو محذوفة والأصل عضوة والجمع "عِضُونَ" على غير قياس مثل سنين، والعضو كلّ عظم وافر من الجسد قاله في مختصر العين، وضم العين أشهر من كسرها والجمع "أَعْضَاءٌ" ، و "عَضَّيْتُ" الذبيحة بالتشديد: جعلتها "أَعْضَاءً" . 

الكمالُ (القاموس المحيط) [3]


الكمالُ: التَّمامُ، كَمَلَ، كنَصَرَ وكرُمَ وعلِمَ، كَمالاً وكُمولاً، فهو كامِلٌ وكَميلٌ، وتَكامَلَ وتَكَمَّلَ.
وأكْمَلَه واسْتَكْمَلَهُ وكمَّلَهُ: أتَمَّهُ وجَمَّلَهُ.
وأعطاهُ المالَ كَمَلاً، محرَّكةً، أي: كامِلاً.
والكامِلُ: من بُحورِ العَروضِ مُتَفاعِلُنْ سِتَّ مَرَّاتٍ، وأفراسٌ لمَيْمونِ بنِ موسى المُرِّيِّ، والرُّقادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيِّ، والهِلْقامِ الكَلْبِيِّ، والحَوْفَزانِ بنِ شَريكٍ، وسِنانِ بنِ أبي حارِثَةَ، وزَيْدِ الفَوارِس الضَّبِّيِّ، وشَيْبانَ النَّهْدِيِّ، وزَيْدِ الخَيْلِ الطائِيِّ.
والكامِلَةُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ مَعْد يكَرِبَ، وفَرَسٌ لِيَزيدَ بنِ قَنانٍ.
والكامِلِيَّةُ: شَرُّ الرَّوافِضِ.
والمِكْمَلُ، كمِنْبَرٍ: الرجُلُ الكامِلُ للخَيْرِ والشَّرِّ.
والْكَوْمَلُ: حِصْنٌ باليمنِ.
وكَمْلٌ، بالفتح وكمُعَظَّمٍ وزُبَيْرٍ وجُهَيْنَةَ: أسماءٌ.
والكُمْلولُ، بالضمِّ: نباتٌ يُعْرَفُ . . . أكمل المادة بالقَنابِرِيِّ، فارِسِيَّتُه: بَرْغَسْتْ، ويُسَمَّى شَجَرَةَ البَهَقِ، يَكْثُرُ في أوَّلِ الرَّبيعِ في الأَراضي الطَّيِّبَةِ المُنْبِتَةِ للشَوْكِ والعَوْسَجِ، لَطيفٌ جَلاَّءٌ أنْفَعُ شيءٍ للبَهَقِ والوَضَحِ أكْلاً وضِماداً، يُذْهِبُه في أيَّامٍ يَسيرَةٍ، وصالحٌ للمَعِدَةِ والكَبِدِ، مُلائِمٌ للمَحْرورِ والمَبْرودِ، ومُمَلَّحُهُ مُشَهٍّ.

جزأ (العباب الزاخر) [4]


الجُزْءُ: واحِدُ الأجْزاء، وقال ثَعلَبٌ في قوله تعالى: (وجَعَلُوا له من عبادِه جُزْءً):أي اِناَثاً؛ يَعني به الذين جَعَلُوا الملائكةَ بَناتِ اللهِ تعالى اللهُ عَمّا افتَرَوْا، قال: وأُنْشِدتُ لبعضِ أهل اللُّغة بَيْتاً يدُلُّ على أنَّ معنى جُزْءٍ معنى الإناث؛ ولا أدْري البَيْتُ قَديمٌ أمْ مصْنوع، أنشَدُوني:
إِنْ أجْزَأت حُرَّةٌ يوماً فلا عَجَـبٌ      قد تُجزىءُ الحُرَّةُ المِذكارُ أحيانا

أي: انثت، أي: ولَدَتْ أُنثى، قال الأزهريُّ: واستدَلَّ قائلُ هذا القولِ بقوله جلَّ وعَزَّ: (وجَعَلُوا الملائكةَ الذين هم عِبادُ الرحمن إناثاً)، وأنشَدَ غيرُه لبعضِ الأنصار:
نكَحتُها من بَناتِ الأوسِ مُجزئةٍ      للعَوسَجِ اللَّدنِ في أبياتها زَجَلُ

يعني امرأ غَزّالةً بمغازِل سُوِّيَت من . . . أكمل المادة class="baheth_marked">العَوسَجِ، قال الأزهريُّ: البَيتُ الأولُ مَصنوعٌ؛ يعني قولَه: "إن أجْزَأتْ". والجُزءُ -أيضاً-: رَملٌ لِبَني خُوَيلِدٍ. والجُزءَةُ: نِصابُ الاأشفى والمِخصَف. والجُزءَةُ -بِلُغَةِ بني شَيبان-: الشُّقَّةُ المؤخَّرَةُ من البَيت. وجَزَأتُ الشَّيءَ جَزءً: قَسَمْتُهُ وجَعَلتُه أجزاءً، وكذلك التَّجزئة. وجَزَأتُ بالشيء جَزءً -وقال ابن الأعرابيّ: جَزِئتُ به لُغَةٌ-: أي اكتفيتُ به.
وجَزَأَتِ الاإبلُ بالرُّطب عن الماء جُزءً -بالضم-، وأجْزَأتُها أنا، وجَزَّأْتُها تَجْزِئةً، وظَبْيَةٌ جَازِئةٌ، قال الشَّمّاخ:
إذا الأرْطى تَوَسَّـدَ أبْـرَدَيْهِ      خُدُوْدُ جَوازِئٍ بالرَّمْلِ عَيْنِ

وقال الفرّاء: طعامٌ جَزِيءٌ وشَبِيْعٌ: لما يُجْزئُ ويُشْبِع. والمَجْزوء من الشِّعْر: ما سَقَط منه جُزءان، وبَيْتُه قولُ ذي الاصْبَع العَدْواني:
عَذِيْرِ الحَيِّ من عَدْوانَ      كانوا حَـيَّةَ الأرْضِ

وأجْزَأني الشيءُ: كَفاني.
وأجْزَأتْ عنك شاة: لغةٌ في "جَزَتْ" بغير هَمْزٍ: أي قَضتْ.
وأجْزَأْتُ عنك مُجْزَأَ فلانٍ ومُجْزَأةَ فلانٍ ومَجْزَأَتَه: أي أغْنَيْتُ عنك مَغْناه. وأجْزَأْتُ المِخْصَفَ: جَعَلْتُ له نصاباً. وأجْزَأ المَرْعى: الْتَفَّ نَبْتُه. وأجْزَأْتُ الخاتِمِ في إصبْعَي: أدْخَلْتُه فيها. وهذا رَجلٌ جازِئُكَ من رجلٍ: أي ناهيْك وكافيْكَ. وقد سَمَّوا مَجْزَأة وجْزً بالفتح، قال حَضْرَميُّ بن عامر في جِزء بن سنان بن مَوْألَةَ حين اتَّهَمَه بِفَرَحِه بموتِ أخيه:
أفْرَحُ أنْ أُرْزَأ الكِرامَ وأنْ      أُوْرَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلا

أُوْرَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلا 

واجْتَزأْتُ بالشيء وتَجَزَّأْتُ به -بمعنى-: إذا اكْتَفَيْتَ به. والتركيب يدلُّ على الاكتِفاء بالشيء.

رقط (لسان العرب) [2]


الرُّقْطةُ: سواد يشوبُه نُقَطُ بَياضٍ أَو بياضٌ يشوبُه نُقَطُ سوادٍ، وقد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً وارْقاطَّ ارْقِيطاطاً، وهو أَرْقَطُ، والأُنثى رَقْطاء.
والأَرْقَطُ من الغنم: مثل الأَبْغَثِ.
ويقال: تَرَقَّطَ ثوبه تَرَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ عليه مِداد أَو غيره فصار فيه نُقط.
ودجاجة رَقْطاء إِذا كان فيها لُمَعٌ بِيضٌ وسُود.
والسُّلَيْسِلَة (* قوله «والسليسلة» كذا بالأصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: السليلة بسين واحدة.) الرَّقْطاء: دُوَيْبَّة تكون في الجَبابِينِ وهي أَخْبَثُ العِظاء، إِذا دَبَّتْ على طعام سَمَّتْهُ.
وارْقاطَّ عُود العَرْفَجِ ارْقِيطاطاً إِذا خرج ورقه ورأَيتَ في متفرّق عيدانه وكُعُوبِه مثل الأَظافير، وقيل: هو بعد التَّثْقِيبِ والقَمَلِ وقَبْلَ الإِدْباء والإِخْواصِ.
والأَرْقَطُ: النَّمِرُ للونه، صفة غالبة غلَبةَ الاسم.
والرّقْطاء: من أَسماء الفتنة لتلوُّنها.
وفي . . . أكمل المادة حديث حذيفة: ليَكُونَنّ فيكم أَيّتُها الأُمّةُ أَربع فِتَنٍ: الرّقْطاء والمُظْلِمةُ وفلانة وفلانة، يعني فتنة شَبَّهها بالحيّة الرقْطاء، وهو لون فيه سواد وبياض، والمظلمة التي تعمُّ والرقْطاء التي لا تعمّ.
وفي حديث أَبي بكْرة وشهادَتِه على المغيرة: لو شئتُ أَن أَعُدَّ رقَطاً كان على فَخِذَيْها أَي فَخِذَيِ المرأَةِ التي رُمِيَ بها.
وفي حديث صفة الحَزْوَرَةِ: أَغْفَرَ بَطْحاؤُها وارْقاطَّ عَوْسَجُها؛ ارْقاطّ من الرُّقطة البياض والسواد. يقال: ارْقَطَّ وارْقاطَّ مثل احْمَرَّ واحْمارّ. قال القتيبي: أَحسبه ارْقاطَّ عَرْفَجُها. يقال إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عُوده: قد ثقَّبَ عودُه، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ، فإِذا زاد قيل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قيل: قد أَدْبَى.
والرَّقْطاءُ الهِلالِيّةُ: التي كانت فيها قِصّة المغيرة لتلوُّن كان في جلدها.
وحُمَيْد بن ثَوْرٍ الأَرْقَط: أَحد رُجّازِهم وشُعرائهم، سمي بذلك لآثار كانت في وجهه.
والأُرَيْقِطُ: دليلُ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه أَعلم.

الضَّرْعُ (القاموس المحيط) [2]


الضَّرْعُ: م، لِلظِلْفِ والخُفِّ، أو للشَّاءِ والبَقَرِ ونَحْوِهِما، وأمَّا للناقَةِ: فَخِلْفٌ،
ج: ضُرُوعٌ.
وشاةٌ وامْرَأةٌ ضَرْعاءُ وضَريعٌ وضَريعَةٌ: عَظِيمَتُهُ.
وضَرْعاءُ: ة.
والضُّرُوعُ، بالضمِّ: عِنَبٌ أبْيَضُ كِبارُ الحَبِّ.
والضَّريعُ، كأميرٍ: الشِّبْرِقُ، أو يَبيسُهُ، أو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُهُ ضَريعاً، لا تَقْرَبُه دابَّةٌ لخُبْثِهِ،
و~ : السُّلاَّءُ، والعَوْسَجُ الرَّطْبُ، أو نَباتٌ في الماءِ الآجِنِ، له عُروقٌ لا تَصِلُ إلى الأرضِ، أو شيءٌ في جَهَنَّمَ، أَمَرُّ من الصَّبِرِ، وأنْتَنُ من الجِيفَةِ، وأحَرُّ من النارِ، ونَباتٌ مُنْتِنٌ يَرْمي به البَحْرُ، ويَبيسُ كلِّ شجرةٍ، والخَمْرُ أو رَقِيقُها، والجِلْدَةُ على العَظْمِ تَحْتَ اللحمِ.
وضَرَعَ إليه، . . . أكمل المادة ويُثَلَّثُ، ضَرَعاً، محركةً، وضَرَاعَةً: خَضَعَ، وذَلَّ، واسْتَكَانَ، أو كفرحَ ومَنَعَ: تَذَلَّلَ، فهو ضارِعٌ وضَرِعٌ، ككتِفٍ، وضَرُوعٌ وضَرَعَةٌ، محركةً.
وككَرُمَ: ضَعُفَ،
فهو ضَرَعٌ، محركةً، من قومٍ ضَرَعٍ، محركةً أيضاً.
ومُهْرٌ ضَرَعٌ، محركةً: لم يَقْوَ على العَدْوِ.
والضارِعُ، والضَّرَعُ، محركةً: الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، أو الصغيرُ السِّنِّ الضعيفُ.
وككتِفٍ: الضعيفُ.
وضَرَعَ به فرسُه، كَمنع: أذَلَّهُ،
و~ السَّبُعُ من الشيء ضُرُوعاً: دَنا،
و~ الشمسُ: غابَتْ، أو دَنَتْ للمَغِيبِ،
كضَرَّعَتْ.
وتَضْرُعُ، كَتَنْصُرُ: ع.
والضِّرْعُ، بالكسر: المِثْلُ، وقُوَّةُ الحَبْلِ،
ج: ضُرُوعٌ.
وأضْرَعَ له مالاً: بَذَلَه له،
و~ فلاناً: أَذَلَّهُ،
و~ الشاةُ: نَزَلَ لَبَنُها قُبَيْلَ النِّتاجِ.
و"الحُمَّى أضْرَعَتْنِي للنَّوْمِ": يُضْرَبُ في الذُّلِّ عندَ الحاجةِ.
والتَّضْرِيعُ: التَّقَرُّبُ في رَوَغانٍ،
كالتَّضَرُّعِ.
وضَرَّعَ الرُّبَّ تَضْريعاً: طَبَخَهُ فلم يُتِمَّ طَبْخَهُ،
و~ القِدْرُ: حانَ أن تُدْرِكَ.
وتَضَرَّعَ إلى الله تعالى: ابْتَهَلَ، وتَذَلَّلَ، أو تَعَرَّضَ بطَلَبِ الحاجةِ،
و~ الظِّلُّ: قَلَصَ.
وضارَعَه: شابَهَه.
وتُضارِعُ، بضم المُثَنَّاةِ فَوْقُ والراءِ، وبضمها وكسرِ الراءِ، وبفتحها وضم الراءِ، عن"المُوْعَبِ" : جبلٌ بنَجْدٍ، ومنه الحديثُ: "إذا سالَ تُضارِعُ فهو عامُ خِصْبٍ".
والمُسْتَضْرِعُ: الضارِعُ.

عُرامُ (القاموس المحيط) [2]


عُرامُ الجَيْشِ، كغُرابٍ: حِدَّتُهُم، وشِدَّتُهُم، وكَثْرَتُهُم،
و~ من العَظْمِ والشَّجَرِ: العُراقُ، وما سَقَطَ من قِشْرِ العَوْسَجِ،
و~ من الرجُلِ: الشَّراسَةُ، والأذى.
عَرَمَ، كَنَصَرَ وضَرَبَ وكَرُمَ وعَلِمَ، عَرامَةً وعُراماً، بالضم، فهو عارِمٌ وعَرِمٌ: اشْتَدَّ،
و~ الصَّبِيُّ علينا: أشِرَ، ومَرِحَ، أو بَطِرَ، أو فَسَدَ.
ويَوْمٌ عارِمٌ: نهايَةٌ في البَرْدِ.
وعَرِمَ العَظْمَ: نَزَعَ ما عليه من لَحْمٍ،
كَتَعَرَّمَهُ،
و~ الصَّبِيُّ أُمَّهُ: رَضَعَها،
و~ الإِبِلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه،
و~ فُلاناً: أصابَهُ بِعُرامٍ.
وعَرِمَ العَظْمُ، كفَرِحَ: فَتِرَ.
والعَرَمُ، محرَّكةً،
والعُرْمَةُ، بالضم: سوادٌ مُخْتَلِطٌ ببياضٍ في أيِّ شيءٍ كانَ، أو هو تَنْقِيطٌ بِهِما من غير أن تَتَّسِعَ كلُّ نُقْطَةٍ، وبَياضٌ لِمَرَمَّةِ الشاةِ،
وهو . . . أكمل المادة أعْرَمُ، وهي عَرْمَاءُ.
(وبَيْضُ القَطا: عُرْمٌ).
والعَرْماءُ: الحَيَّةُ الرَّقْشاءُ.
والأَعْرَمُ: المُتَلَوِّنُ، والأَبْرَشُ، والقَطيعُ من ضَأْنٍ ومِعْزًى، والأَقْلَفُ
ج: عُرْمَانٌ
جج: عَرامينُ.
والعَرَمَةُ، محرَّكةً: رائِحَةُ الطَّبيخِ، والكُدسُ المَدُوسُ لم يُذَرَّ، ومُجْتَمَعُ الرَّمْلِ، وأرْضٌ صُلْبَةٌ تُتاخِمُ الدَّهْناءَ، ويُقابِلُها عارِضُ اليَمامَةِ.
وكفَرِحَةٍ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به الوادي
ج: عَرِمٌ، أو هو جَمْعٌ بلا واحدٍ، أو هو الأَحْباسُ تُبْنَى في الأَوْدِيَةِ، والجُرَذُ الذَّكَرُ، والمَطَرُ الشَّديدُ، ووادٍ،
وبِكُلٍّ فُسِّرَ قوله تعالى: {سَيْلَ العَرِمِ}، وبالتحريكِ: اللَّحْمُ.
والعُرْمانُ، بالضم: الأُكَرُ،
واحِدُها: عَرَمٌ وأعْرَمُ.
وعَرْمَى واللّهِ: لُغَةٌ في أما واللهِ.
وعارِمَةٌ: أرْضٌ م.
وعَرْمَانُ: أبو قَبيلَةٍ.
والعَرِيمُ: الداهِيَةُ، وسَمَّوْا: عارِماً وكغُرابٍ وحَمامٍ.
والعَرْمُ: الدَّسَمُ، وبَقِيَّةُ القِدْرِ.
وكجُهَيْنَةَ: رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزارَةَ.
والعارِمُ: فَرَسُ المُنْذِرِ بنِ الأَعْلَم.
وعَوارِمُ: هَضَبٌ وماء.
وسِجْنُ عارِمٍ: حَبَسَ فيه عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ مَخْرَجَ المُخْتَارِ بالكوفَةِ.
والتَّعْرِيمُ: الخَلْطُ.
والعَرَمْرَمُ: الشَّديدُ، والجَيْشُ الكَثيرُ.

د - ص - ق (جمهرة اللغة) [2]


الصِّدق: ضدّ الكذب؛ صَدَقَ يصدُق صِدْقاً. وصديق الرجل: الذي يصادقه المودّة. والصّادق والصّدوق واحد. وهذا مِصْداق الأمر، أي حقيقته. والصَّدْق: الصُّلب من كل شيء؛ رمح صَدْقٌ، إذا كان صلباً. والصِّداق: صِداق المرأة، وربما فُتح فقيل: صَداق المرأة، والجمع صُدُق. وصَدُقَة المرأة، والجمع صَدُقات وصُدْقات وصُدُقات. وقد جمعوا صَديقاً أصادق على غير قياس، إلا أن يكون جمع الجمع، فأما جمع الواحد فلا. ويقال: فلان لي صديق والقوم لي صديق، الواحد والجمع فيه سواء في بعض اللغات. أخبرنا أبو عثمان عن التَّوَّزي قال: كان رؤبة يقعد بعد صلاة الجمعة في رَحْبَة بني تميم فينشد ويجتمع الناس إليه فازدحموا يوماً فضيّقوا الطريق . . . أكمل المادة فأقبلت عجوز معها شيء تحمله فقال رؤبة: تنَحَّ للعجوز عن طريقها قد أقبلتْ رائحةً من سُوقِها دَعْها فما النحويُّ من صَديقِها أي من أصدقائها، وقد جمعوا صديقاً على القياس: أصدقاء، وجمعوه على غير القياس: أصادِق. والصِّدِّيق: فِعِّيل من الصِّدق. ويقال: فلان صادق الحملة، إذا حمل فلم يَنْكُل ولم يرجع. وتمر صادق الحلاوة، إذا اشتدّت حلاوته. وصدَّق الوحشيُّ، إذا حملت عليه فعدا ولم يلتفت. وقَصَدَ الرجلُ الأمرَ يقصِده قَصْداً، إذا أمَّه. والقَصْد: الاستواء فيما زعموا؛ طريق قاصد. ورماه بسهم فأقصده، إذا أصاب قلبَه، وقلب مُقْصَد. والقَصيد: المُخّ الغليظ. والقِصْدَة: القطعة، والجمع قِصَد؛ تقصّد الشيء، إذا تقطّع. والقصيد من الشعر أُخذ من القصد لتوالي الكلام وصحّة وزنه. ويقال لكل ما تكسّر من أغصان الشجر والزرع والقنا: قِصَد. قال الشاعر: ترى قِصَدَ المُرّان فيه كأنّها ... تذرُّعُ خُرْصانٍ بأيدي الشّواطبِ والقَصَد: الذي يسمّى العوْسَج، لغة يمانية.

عَضَضْتُهُ (القاموس المحيط) [2]


عَضَضْتُهُ،
و~ عليه، كسمعَ، ومَنَعَ، عَضّاً وعَضيضاً: أمْسَكْتُهُ بأسْنَانِي، أو بِلِسانِي،
و~ بصاحبِي عَضيضاً: لَزِمْتُهُ.
والعَضِيضُ: العَضُّ الشديدُ، والقَرِينُ.
وعَضُّ الزَّمانِ والحَرْبِ: شِدَّتُهُما، أو هُما بالظاء، وعَضُّ الأسْنَانِ بالضاد.
والعَضُوضُ: ما يُعَضُّ عليه ويُؤْكَلُ،
كالعَضَاضِ، والقَوْسُ لَصِقَ وتَرُهَا بكَبِدِها، والمرأةُ الضَّيِّقَةُ،
كالتَّعْضُوضَةِ، والداهِيَةُ، والزَّمَنُ الشديدُ الكَلِبُ، ومُلْكٌ فيه عَسْفٌ وظُلْمٌ، والبِئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ، أو الكثيرَةُ الماء
ج: عُضُضٌ وعِضاضٌ.
والتَّعْضوضُ: تَمْرٌ أسْوَدُ حُلْوٌ، واحِدَتُهُ: بهاء.
وكسحابٍ: ما غَلُظَ من الشَّجَرِ.
وككتابٍ: عَضُّ الفَرَسِ.
والعُضُّ، بالضم: العَجينُ تُعْلَفُه الإِبِلُ، والقَتُّ، والشَّعيرُ والحِنْطَةُ لا يَشْرَكُهُمَا شيءٌ، أو النَّوَى، والقتُّ والشجرُ الغليظُ يَبْقَى . . . أكمل المادة في الأرضِ، أو النَّوَى والعَجينُ، والشَّعيرُ، والخَشَبُ الجَزْلُ الكثيرُ يُجْمَعُ، واليابِسُ من الحَشِيشِ، وبالكسر: السَّيِّئ الخُلُقِ، والبَلِيغُ المُنْكَرُ، والقِرْنُ، والقويُّ على الشيء، والقَيِّمُ للمالِ، والبَخِيلُ، والرجُلُ الشديدُ، والدَّاهِيَةُ
ج: عُضُوضٌ، ومنه الرِّوايَةُ الأُخْرَى: "ثم تكونُ مُلوكٌ عُضوضٌ" وما صَغُرَ من شجرِ الشَّوْكِ، ويُضَمُّ، أو هي الطَّلْحُ والعَوْسَجُ والسَّلَمُ والسَّيَالُ والسَّرْحُ والعُرْفُطُ والسَّمُرُ والشَّبَهانُ والكَنَهْبَلُ وما لا يَكادُ يَنْفَتِحُ من الأغاليقِ.
والعِضَّانِ: زَيْدُ بنُ الحارِثِ النَّمَرِيُّ، ودَغْفَلُ بنُ حَنْظَلَةَ الذُّهْلِيُّ عالِمَا العرَبِ بحِكَمِها وأيَّامِها.
والعُضَاضُ، كغُرابٍ ورُمَّانٍ: عِرْنينُ الأنْفِ.
والعُضاضِيُّ: الرجُلُ الناعِمُ اللَّيِّنُ، والبعيرُ السَّمينُ.
وأعْضَضْتُهُ الشيءَ: جَعَلْتُهُ يَعَضُّه،
و~ سَيْفِي: ضَرَبْتُهُ به.
وأعَضُّوا: أكَلَت إِبِلُهم العُضَّ،
و~ البِئْرُ: صارَتْ عَضوضاً،
و~ الأرضُ: كثُرَ عُضُّها.
وفي الحديث: "من تَعَزَّى بعزَاء الجاهِلِيَّةِ، فأَعِضّوهُ بهنِ أبيه، ولا تَكْنُوا"، أي: قُولوا له اعْضُضْ أيْرَ أبيكَ، ولا تَكْنُوا عنه بالهَنِ.
وعَضَّضَ: عَلَفَ إبِلَهُ العُضَّ، واسْتَقَى من البئرِ العَضُوضِ، ومازَحَ جاريَتَهُ.
وحِمارٌ مُعَضَّضٌ: عَضَّضَتْه الحُمُرُ وكدَمَتْهُ.
والعِضاضُ في الدّوابِّ، بالكسر: أن يَعَضَّ بعضُها بعضاً.
وهو عِضاضُ عَيْشٍ: صَبورٌ على الشِّدَّةِ.

ص - ع - م (جمهرة اللغة) [2]


أي منضمّ بالدم، يعني سهماً. والصّوْمَعَة من هذا اشتقاقها لانضمام طرفيها. وقلبٌ أصْمَعُ: حديد ذكيّ، وبه سُمْي الرجل أصْمَعَ. والعَمْص ذكره الخليل فزعم أنه ضرب من الطعام، ولا أقف على حقيقته. والعَصَم من قولهم: وَعِلٌ أعْصَمُ والأنثى عَصْماءُ، إذا كان في إحدى يديه بياض، وكذلك الفرس، والاسم العُصْمَة، والوعول أكثرها عُصْم. وفي الحديث: " عائشة في النساء فضلاً كالغُراب الأعْصَم في الغِربان " ، وذلك قليلٌ ما يكون، وهو أن يكون في أحد جناحيه ريشة بيضاء. وقال بعض أهل اللغة: وهو أن تكون إحدى رجليه بيضاء، وذلك لم يكن قطُّ ولا يُعرف. واستعصم فلانٌ بفلان، إذا لجأ إليه واعتصم . . . أكمل المادة به؛ وكذلك فسّر أبو عبيدة قوله تعالى: " فاستعصمَ " ، أي استعصم بالله، أي لجأ إليه. وفلان عِصْمَة مَن لجأ إليه. واستعصم الوَعِلُ بالصخرة واعتصم، إذا لاذ بها من الرُماة. وعِصام الوعاء: عُروته التي يعلَّق بها أو وِكاؤه، وهو بالعُروة أشبه. وعَصيم الحِنّاء: باقي أثره في اليد، وكذلك عَصيم القَطِران والهِناء وما أشبهه. وقد سمّت العرب عاصماً وعُصَيْماً وعُصَيْمَة ومعصوماً وعِصاماً. وبنو عاصم: بُطين من بني يَربوع. وعِصام القِربة: وِكاؤها. والمَصْع، تماصع القومُ في الحرب تماصعاً، إذا تعالجوا، وهو المِصاع والمماصعة؛ وكل معالجة بيد أو سيف مماصعةٌ. ويقال: مرَّ الفرسُ يمصَع ويقزَع ويهزَع، إذا مرّ مرّاً سهلاً. ويقال: قبّحه الله وقبّح أمّاً مَصَعَتْ به، أي ألقته. ويقال: مصع الطائر بذنبه، إذا حرّكه. والمُصَع: ثمر العَوْسَج؛ وقال قوم: هو المُصْع، الواحدة مُصْعَة ومُصَعَة. والمَعَص: وجع يصيب الإنسان في عصبه من كثرة المشي. وشكا عمرو بن معديكرب الى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه المَعَص فقال: كَذَبَ عليك العَسَلُ، أي عليك بالعَسَل؛ والعَسَل والعَسَلان: ضرب من المَشْي والعَدْو مثل عَدْو الذئب. وبنو مَعيص: بطن من قُريش. وأحسب أن في العرب بُطيناً يقال لهم بنو ماعص.

شرج (لسان العرب) [3]


ابن الأَعرابي: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً.
وشَرِج إِذا فَهِم.
والشَّرَجُ: عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ، ونحو ذلك. شَرَجَها شَرْجاً، وأَشْرَجَها، وشَرَّجها: أَدخل بعض عُرَاها في بعض وداخل بين أَشراجها. أَبو زيد: أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها وشَرَجْتُها: شدَدْتها؛ وفي حديث الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة فأَشْرَجْتُها؛ يقال: أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج، وهي العُرى.
وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعض.
وكلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعض، فقد شُرِجَ وشُرِّج.
والشَّريجَةُ: جَديلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام.
والشَّريجان: لَوْنان مُخْتلِفان من كل شيءٍ؛ وقال ابن الأَعرابي: هما مُختلِطان غير السواد والبياض؛ ويقال لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان: أَحدهما أَخضر، والآخر أَبيض أَو أَحمر؛ وقال في صفة القَطا: . . . أكمل المادة سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ، شَرائِجَ، بين كُدْرِيٍّ وجُونِ وقال الآخر: شَريجان من لَوْنٍ، خَلِيطانِ: منهما سَوادٌ، ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ وفي الحديث: فأَمَرَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالفِطْرِ فأَصبح الناس شَرْجَيْن في السَّفَر؛ أَي نصفين: نصْف صِيام، ونصف مَفاطِير.
ويقال: مررت بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات في السِّنِّ؛ وقال الأَسود بن يعفر: يُشْوي لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ، بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شديد، وشَدٍّ فيه إِرْوادٌ رِفْقٌ.
وشُرِّجَ اللحم: خالطه الشحمُ، وقد شَرَّجَهُ الكلأُ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف فرساً: قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنَّيِّ، فهْي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم.
وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تداخلا. معناه قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تقدم ذكرها في بيت قبله؛ وهو:تَغْدو به خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها حَلَقَ الرِّحالَة، فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ (* قوله «تغدو به خوصاء إلخ» أنشده الجوهري في مادة رخا: تعدو به خوصاء.)ومعنى شُرِّج لحمها: جُعِل فيه لَوْنان من الشحم واللحم.
والنَّيّ: الشحم.
وقوله: فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَع أَي لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه في لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها؛ والإِصْبَع بدل من هي، وإِنما أَضمرها متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، ومثله ضربتها هِنْداً.
والخَوْصاءُ: الغائِرَة العينين.
وحَلَق الرِّحالة: الإِبْزِيمُ.
والرِّحالة: سَرْجٌ يُعمل من جُلود.
وتَمْزَع: تُسْرِع.
والشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسان، فكل واحدة منهما شَريجٌ؛ وقيل: الشَّريجُ القوس المنشقَّة، وجمعها شَرائج، قال الشماخ: شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ وقال اللحياني: قوس شَريج فيها شَقٌّ وشِقٌّ، فوصف بالشَّريج؛ عنى بالشَّق المصدر، وبالشِّق الاسم.
والشَّرَج: انشِقاقها.
وقد انشَرَجت إِذا انشقَّت.
وقيل: الشَّرِيجة من القِسِيّ التي ليست من غُصْن صحيح مثل الفِلْق. أَبو عمرو: من القِسِيّ الشَّريج، وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلْقتين، وهي القوس الفِلْق أَيضاً؛ وقال الهذلي: وشَرِيجَة جَشَّاء، ذات أَزامِلٍ، تُخْطِي الشِّمالَ، بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ يعني القَوْسَ تُخْطي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتى يكتنزَ السَّاعِد.
والشَّرِيجة: القوس تُتخذ من الشَّرِيج، وهو العود الذي يُشق فِلْقَيْنِ، وثلاثٌ شَرائج، فإِذا كثرت، فهي الشَّرِيج؛ قال ابن سيده: وهذا قول ليس بقويّ، لأَن فَعِيلة لا تُمنع من أَن تجمع على فَعائل، قليلةً كانت أَو كثيرة؛ قال: وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد: الشَّرِيجة، بالهاء، القوس، من القَضِيب، التي لا يُبْرى منها شيء إِلا أَن تُسَوَّى.
والشَّرْج، بالتسكين: مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة، والجمع أَشْراج وشِرَاج وشُرُوج؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً: له هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ، وهَيْدَبٌ مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ وقال لبيد: لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ من الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا وفي حديث الزُّبَيْر: أَنه خاصم رجلاً من الأَنصار في سُيُول شِرَاج الحَرَّة إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا زُبَيْرُ احْبس الماء حتى يَبْلُغ الجُدُر. الأَصمعي: الشِّراج مَجاري الماء من الحِرار إِلى السَّهل، واحدها شَرْج.
وشَرَجُ الوادي: مُنْفَسَحُه، والجمع أَشْرَاج.
وفي الحديث: فتَنَحَّى السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ في شَرْجَة من تلك الشِّراج؛ الشَّرْجَة: مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السهل، والشَّرْج جنس لها.
وفي الحديث: أَن أَهل المدينة اقتتلوا ومواليَ مُعاوِية على شَرْج من شَرْج الحَرَّة. المؤرج: الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فيها سُفْرة ويُصَبُّ الماء عليها فتشربه الإِبل؛ وأَنشد في صفة إِبِل عِطاش سُقِيَتْ:سَقَيْنا صَوادِيها، على مَتنِ شَرْجَةٍ، أَضامِيمَ شَتَّى من حِيالٍ ولُقَّحِ ومَجَرَّة السماء تُسَمَّى: شَرَجاً.
والشَّرِيجة: شيء يُنْسَج من سَعَف النخل يُحمل فيه البِطِّيخ ونحوه.
والتَّشْريج: الخِياطَة المتباعِدة.
والشُّرُوج: الخَلَلُ بين الأَصابع؛ وقيل: هي الأَصابع، والشُّرُوج: الشُّقُوق والصُّدُوع؛ قال الداخِل بن حَرام الهُذَلي: دَلَفْتُ لَها، أَوانَ إِذٍ، بِسَهْمٍ خَلِيفٍ، لم تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ والشَّرْج والشَّرَج، والأُولى أَفصح: أَعلى ثُقب الاسْت، وقيل: حَتارُها؛ وقيل: الشَّرَج العَصَبة التي بين الدُّبُر والأُنثيين؛ والشَّرَج في الدابة.
وفي المحكم: والشَّرَج أَن تكون إِحْدى البَيْضَتين أَعظم من الأُخرى؛ وقيل: هو أَن لا يكون له إِلا بيضة واحدة. دابة أَشْرَج بَيِّنُ الشَّرَج، وكذلك الرجل. ابن الأَعرابي: الأَشْرَج الذي له خُصْية واحدة من الدوابّ.
وشَرَجُ الوادي: أَسفله إِذا بلغ مُنْفَسَحه؛ قال: بحيث كانَ الوادِيانِ شَرَجا والشَرْج: الضَّرْب؛ يقال: هُما شَرْج واحدٌ، وعلى شَرْج واحد أَي ضرْب واحد.
وفي المثل: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً: تصغير أَسْمُر، قال ابن سيده: جمع سَمُراً على أَسْمُرٍ ثم صغَّره، وهو من شَجَر الشوك؛ يضرب مثلاً للشيئين يَشْتَبِهان ويُفارق أَحدهما صاحِبَه في بعض الأُمور.
ويقال: هو شَرِيج هذا وشَرْجه أَي مِثْله.
وروي عن يوسف بن عمر، قال: أَنا شَرِيج الحجاج أَي مِثْله في السِّنّ؛ وفي حديث مازن: فلا رَأْيُهم رَأْيي، ولا شَرْجُهم شَرْجي ويقال: ليس هو من شَرْجه أَي من طَبَقَته وشكله؛ ومنه حديث علقمة: وكان نِسْوة يأْتِينَها مُشارِجان لها أَي أَتْراب وأَقْران.
ويقال: هذا شَرْج هذا وشرِيجه ومُشارِجه أَي مِثْله في السِّنّ ومُشاكِله؛ وقول العجاج: بِحَيْث كانَ الوَادِيان شَرَجا مِن الحَرِيم، واسْتَفاضَا عَوْسَجا أَراد بحيث لَصِق الوادي بالآخر، فصار مُشْرَجاً به من الحَرِيم أَي من حريم القوم مما يَلي دارَهُمَا. اسْتَفاضا عَوْسَجا: يعني الوادِيَين اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج. أَبو عبيد: في المثل: أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ قال: كان المفضَّل يُحدِّث (* قوله «كان المفضل يحدث إلخ» عبارة شرح القاموس: وذكر أَهل البادية أَن لقمان بن عاد قال لابنه لقيم: أَقم ههنا حتى أنطلق إِلى الابل، فنحر لقيم جزوراً فأكلها ولم يخبأ للقمان شيئاً فكره لائمته، فحرق ما حوله من السمر الذي بشرج، وشرج واد، ليخفي المكان، فلما جاء لقمان جعلت الابل تثير الجمر بأَخفافها، فعرف لقمان المكان وأنكر ذهاب السمر، فقال: أشبه إلخ. ثم قال: وذكر ابن الجواليقي في هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا.) أَن صاحب المثَل لُقَيم بن لُقمان، وكان هو وأَبوه قد نزلا منزلاً يقال له: شَرْج، فذهب لقيم يُعَشِّي إِبِلَه، وقد كان لُقمان حَسَد لُقَيْماً، فأَراد هلاكه واحتَفر له خَنْدَقاً وقطَع كلَّ ما هنالك من السَّمُر، ثم مَلأَ به الخَنْدَق وأَوقد عليه لِيَقَع فيه لُقَيم، فلما أَقبل عَرَف المكان وأَنكر ذهاب السَّمُر، فعندها قال: أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ فذهب مَثَلاً.
والشَّرْجان: الفِرقَتان؛ يقال: أَصبحوا في هذا الأَمر شَرْجَين أَي فِرْقتَين؛ وكلُّ لَوْنَين مختلفين: فهما شَرْجان. أَبو زيد: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ. ابن الأَعرابي: الشَّارِجُ الشرِيك؛ التهذيب: قال المتنخل: أَلْفَيْتَني هَشَّ النَّدَى، بِشَرِيجِ قِدْحي، أَو شَجِيرِي (* قوله «هش الندى بشريج» هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة شجر «هش اليدين بمري قدحي إلخ.») قال: الشَّرِيج قِدْحه الذي هُوَ له.
والشَّجِير: الغريب. يقول: أَلْفَيْتَني أَضرب بقِدْحَيَّ في المَيْسِر: أَحدُهما لي، والآخر مُسْتَعار.
والشَّريجُ: أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفين فيكون أَحد النِّصْفين شَريج الآخر.
وسأَله عن كلمة: فَشَرج عليها أُشْرُوجَة أَي بَنى عليها بِناء ليس منها.
والشَّرِيجُ: العَقَب، واحدته شَرِيجَة، وخَصَّ بعضهم بالشَّرِيجة العَقَبة التي يُلْزَق بها رِيشُ السَّهم؛ يقال: أَعطني شَريجة منه.
ويقال: شَرَجْت العسلَ وغيرَهُ بالماء أَي مزجتُه.
وشَرَّج شرابه: مَزَجَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً وماء: فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ، سُلاسِلَةٍ، من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ والشَّارِج: النَّاطُور، يمانية؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: وما شاكِرٌ إِلا عصافيرُ جِرْبَةٍ، يقومُ إِليها شارِجٌ فيُطِيرُها وشَرْجٌ: ماء لِبَني عَبْسٍ؛ قال يصف دَلْواً وقعت في بئر قليلة الماء فجاء فيها نصفها، فشبهها بِشِدْقِ حمار: قد وَقَعَتْ في فِضَّةٍ من شَرْجِ، ثم اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ وشَرْجَة: موضع؛ قال لبيد: فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ، فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ وشَرْجٌ: موضع؛ وفي حديث كعب بن الأَشرف: شَرْجُ العجوز، هو موضع قرب المدينة.

عيص (لسان العرب) [2]


العِيصُ: مَنْبِتُ خيار الشجر، والعِيصُ: الأَصلُ، وفي المثل: عِيصُكَ مِنْكَ وإِن كان أَشِباً؛ معناه أَصْلُك منك وإِن كان غير صحيح.
وما أَكْرَمَ عِيصَه، وهم آباؤه وأَعمامه وأَخواله وأَهلُ بيته؛ قال جرير: فما شَجَراتُ عِيصكَ، في قُرَيْشٍ، بِعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي وعِيصُ الرجل: مَنعبِتُ أَصله.
وأَعْياصُ قُريش: كرامُهم يَنْتَمُون إِلى عِيصٍ، وعِيصٌ في آبائهم؛ قال العجاج: من عِيصِ مَرْوانَ إِلى عِيصِ غِطَمْ قال: والمَعِيصُ كما تقول المَنْبِت وهو اسم رجل؛ وأَنشد: ولأَثأَرَنّ رَبِيعةَ بن مُكَدَّمٍ، حتى أَنالَ عُصَيّة بنَ مَعِيص قال شمر: عِيصُ الرجل أَصله؛ وأَنشد: ولِعَبْدِ القَيْسِ عِيصٌ أَشِبٌ، وقَنِيبٌ وهِجاناتٌ ذُكُرْ والعِيصَانُ: من مَعادِن بِلاد العرب.
والمَنْبِتُ مَعِيصٌ.
والأَعياصُ من قريش: . . . أكمل المادة أَولاد أُمَيّة بن عبد شمس الأَكبر، وهم أَربعة: العاصُ وأَبو العاص والعِيصُ وأَبو العِيص. أَبو زيد: من أَمثالهم في استعطاف الرجل صاحبَه على قريبه وإِن كانوا له غير مُسْتأْهِلين قولهم: منكَ عِيصُك وإِن كان أَشِباً؛ قال أَبو الهيثم: وإِن كان أَشِباً أَي وإِن كان ذا شَوْكٍ داخلاً بعضُه في بعض، وهذا ذمٌّ.
وأَما قوله: ولعبد القيس عيص أَشب فهو مدح لأَنه أَراد به المنفعة والكثرة؛ وفي كلام الأَعشى.
وقَذَفَتْنِي بينَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ العِيصُ: أُصولُ الشجر.
والعِيصُ أَيضاً: اسمُ موضع قُرْب المدينة على ساحل البحر له ذكر في حديث أَبي بَصِير.
ويقال: هو في عِيصِ صِدْقٍ أَي في أَصلِ صِدْق.
والعِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ الأُصولِ، وقيل: الشجرُ الملتفّ النابت بعضه في أُصول بعض يكون من الأَراكِ ومن السِّدْر والسَّلَم والعَوْسَج والنَّبْع، وقيل: هو جماعة الشجر ذي الشوك، وجمع كل ذلك أَعياصٌ. قال عمارة: هو من هذه الأَصناف ومن العضاه كلها إِذا اجتمع وتدانى والْتَفّ، والجمع العِيصان. قال: وهو من الطَّرْفاء الغَيْطلةُ ومن القَصَب الأَجَمةُ، وقال الكلابي: العِيصُ ما الْتَفّ من عاسِي الشجر وكَثُرَ مثل السلم والطَّلْح والسَّيَال والسدر والسمُر والعُرْفُط والعضاه.
وعِيصٌ أَشِبٌ: مُلْتَفٌّ.
ويقال: جئ به من عِيصِك أَي من حيث كان.
وعِيصٌ ومَعِيصٌ: رجلان من قريش.
وعِيصُو بنُ إِسحق، عليه السلام: أَبو الروم.
وأَبو العيص: كنية.
والعَيْصاء: الشدّةُ كالعَوْصاء، وهي قليلة، وأَرى الياء مُعاقبةً.

الشَّكْلُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّكْلُ: الشَّبَهُ، والمِثْلُ، ويُكْسَرُ، وما يُوافِقُكَ ويَصْلُحُ لَكَ، تَقولُ: هذا من هَوايَ ومن شَكْلِي،
وواحدُ الأشْكالِ: للْأُمُورِ المُخْتَلِفَةِ المُشْكِلَةِ، وصُورَةُ الشيءِ المَحْسوسَةُ والمُتَوَهَّمَةُ،
ج: أشْكالٌ وشُكولٌ،
و= : نباتٌ مُتَلَوِّنٌ أصْفَرُ وأحمرُ، والجمعُ بين الخَبْنِ والكَفِّ.
والشاكِلَةُ: الشَّكْلُ، والناحِيَةُ، والنِّيَّةُ، والطريقةُ، والمَذْهَبُ، والبياضُ ما بين الأذُنِ والصُّدْغِ،
و~ من الفرس: الجِلْدُ بين عُرْضِ الخاصِرَةِ والثَّفِنَةِ.
وتَشَكَّلَ: تَصَوَّرَ.
وشَكَّلَهُ تَشْكيلاً: صَوَّرَهُ،
و~ المرأةُ شَعَرَها، أي: ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ من مُقَدَّمِ رأسِها عن يمينٍ وشمالٍ.
وأشْكَلَ الأمرُ: الْتَبَس،
كشَكَلَ وشَكَّلَ،
و~ النَّخْلُ: طابَ رُطَبُه.
وأُمورٌ أشْكالٌ: مُلْتَبِسَةٌ.
والأشْكَلَةُ: . . . أكمل المادة اللَّبْسُ، والحاجةُ،
كالشَّكْلاءِ.
والأشْكَلُ: ما فيه حُمْرَةٌ وبياضٌ مُخْتَلِطٌ، أو ما فيه بياضٌ يَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ والكُدْرَةِ، والسِّدْرُ الجَبَلِيُّ، الواحِدَةُ: بهاءٍ،
و~ من الإِبِلِ: ما يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ، واسمُ اللَّوْنِ:
الشُّكْلَةُ، بالضم، ومنه:
الشُّكْلَةُ في العَيْنِ، وهي: كالشُّهْلَةِ، وقد أشْكَلَتْ. "وكان صلى الله عليه وسلم أشْكَلَ العَيْنِ"، وقيلَ، أي: طَويلَ شَقِّ العَيْنِ.
وشَكَلَ العِنَبُ: أيْنَعَ بعْضُهُ، أو اسْوَدَّ وأخَذَ في النُّضْجِ،
كتَشَكَّلَ وشَكَّلَ،
و~ الأمْرُ: الْتَبَسَ،
و~ الكِتابَ: أعْجَمَهُ،
كأَشْكَلَهُ، كأَنَّهُ أزَالَ عنه الإِشْكالَ،
و~ الدابَّةَ: شَدَّ قَوائِمهَا بِحَبْلٍ،
كشَكَّلَها.
واسمُ الحَبْلِ: الشِّكالُ، ككِتابٍ،
ج: ككُتُبٍ.
والشِّكالُ في الرَّحْلِ: خَيْطٌ يوضَعُ بين التَّصْديرِ والحَقَبِ، ووِثاقٌ بين الحَقَبِ والبِطانِ، وبين اليَدِ والرِّجْلِ،
و~ في الخَيْلِ: أن تَكونَ ثَلاثُ قَوائِمَ مُحَجَّلَةً، والواحِدَةُ مُطْلَقَةً، وَعَكْسُهُ أيضاً.
والمَشْكولُ من العَروضِ: ما حُذِفَ ثانِيه وسابِعُه.
والشَّكْلاءُ من النِّعاجِ: البَيْضاءُ الشاكِلَةِ، والحاجَةُ،
كالأشْكَلَةِ.
والشَّواكِلُ: الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عن الطَّريقِ الأَعْظَمِ.
والشِكْلُ، بالكسرِ والفتح: غُنْجُ المرأةِ ودَلُّها وغَزَلُها، شَكِلَتْ، كفرِحَت، فهي شَكِلَةٌ.
وشَكْلَةُ: امرأةٌ.
وشُكْلٌ، بالضم: جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاءِ، وجَمْعُ الأشْكَلِ من المِياهِ ومِنَ الكِباشِ وغيرها.
وشَكَلٌ، محرَّكةً: أبو بَطْنٍ، وابنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ: صحابِيٌّ، وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ: محدِّثٌ.
والشَّوْكَلُ: الرَّجَّالَةُ، أو المَيْمَنَةُ، أو المَيْسَرَةُ، والناحِيَةُ، والعَوْسَجَةُ. الزَّبَدُ المُخْتَلِطُ بالدَّمِ يَظْهَرُ على شَكيمِ اللِّجامِ.
والأشْكالُ: حَلْيٌ من لُؤْلؤٍ أو فِضَّةٍ يُشْبِه بعضُه بعضاً، يُقَرَّطُ به النِساءُ، الواحِدُ: شَكْلٌ.
والمُشاكَلَةُ: المُوافَقَةُ،
كالتَّشاكُلِ.
وفيه أشْكَلَةٌ من أبيه،
وشُكْلَةٌ، بالضم،
وشاكِلٌ، أي: شَبَهٌ.
وهذا أشْكَلُ به، أي: أشْبَه.

عنم (لسان العرب) [2]


العَنَمُ: شجر لَيِّنُ الأَغصانُ لَطِيفُها يُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذارى، واحدتها عَنَمةٌ، وهو مما يستاك به، وقيل: العَنَمُ أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون، وقيل: هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأصابع المخضوبة؛ قال النابغة: بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأَنَّ بَنانَهُ عَنَمٌ على أَغصانه لم يَعْقِدِ قال الجوهري: هذا يدل على أَنه نَبْتٌ لا دُودٌ.
وبَنَان مُعَنَّمٌ أَي مخضوب. قال ابن بري: وقيل العَنَم ثمر العَوْسَج، يكون أََحمر ثم يسودّ إذا نَضِجَ وعَقَد، ولهذا قال النابغة: لم يَعْقِدْ؛ يريد لم يُدْرِك بعد.
وقال أَبو عمرو: العَنَم الزُّعْرُور؛ وقد ورد في حديث . . . أكمل المادة خزيمة: وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ؛ وقيل: هو أَطراف الخَرُّوب الشامي؛ قال: فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قال ابن الأَعرابي: العَنَم شجرة حجازية، لها ثمرة حمْراء يُشَبَّه بها البَنان المخضوب.
والعَنَم أَيضاً: شَوْك الطَّلْح.
وقال أَبو حنيفة: العَتَمُ شجرة صغيرة تنبت في جوف السَّمُرة لها ثمر أَحمر.
وعن الأَعْراب القُدُم: العَنَمُ شجرة صغيرة خضراء لها زَهْر شديد الحمرة.
وقال مرَّة: العَنَمُ الخيوط التي يتعلق بها الكَرْم في تَعارِيشه، والواحدة من كل ذلك عَنَمةٌ.
وبَنانٌ مُعْنَمٌ: مشبَّه بالعَنَم؛ قال رؤبة: وَهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما عَبْلاً، وأَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ موضع الواحد، أَراد: وطَرَف بَنان مُعْنَمَا.
وبَنَانٌ مُعَنَّم: مخضوب؛ حكاه ابن جني؛ وقال رؤبة: يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه والعَنَمُ والعَنَمةُ: ضرب من الوَزَغ، وقيل: العَنَم كالعَظَايَةِ إلا أَنها أَشد بياضاً منها وأحسن. قال الأَزهري: الذي قيل في تفسير العَنَم إنه الوَزَغُ وشوك الطَّلْح غير صحيح، ونَسَبَ ذلك إلى الليث وأَنه هو الذي فسر ذلك على هذه الصورة.
وقال ابن الأَعرابي في موضِع: العَنَمُ يشبه العُنَّاب، الواحدة عَنَمَة، قال: والعَنَم الشَّجَر الحُمْر.
وقال أَبو عمرو: أَعْنَم إذا رعى العَنَم، وهو شجر يحمل ثمراً أَحمر مثل العُنَّاب.
والعَنْمَةُ: الشَّقَّة في شفة الإنسان.
والعَنْمِيُّ: الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حُمْرَةً.
وقال ابن دريد في كتاب النوادر: العَنَمُ واحدتها عَنَمَة، وهي أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانه، أَحمر اللون يتفرق أَعالي نوره بأَربَعِ فرق كأَنه فَنَنٌ من أَراكة، يخرجن في الشتاء والقيظ.
وعَيْنَمٌ: موضع.
والعَيْنُوم: الضِّفْدَعُ الذكر.

غرنق (لسان العرب) [3]


الغُرْنُوق: الناعِم المُنتشِر من النَّبات. أَبو حنيفة: الغُرْنُوق نَبْت ينبُت في أُصول العَوْسَجِ وهو الغُرَانِق أَيضاً؛ قال ابن ميّادة: ولا زال يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق والغُمرَانِق والغَرَوْنَق، كله: الأَبيض الشاب الناعم الجميل؛ قال: إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ، ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ استعار الدَّأْيَتَينِ للرجل، وإِنما هما للناقة والجَمل.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ من قريش يَتَشَحَّط في دَمِه أَي شابّ ناعم.
وشباب غُرانِق: تامّ، وشاب غُرَانِق؛ قال: أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى منك ضِلَّةٌ، وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق وأَورده الأزهري: أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق: شابَّة ممتلئة؛ . . . أكمل المادة أَنشد ابن الأَعرابي: قلتُ لسَعْدٍ، وهو بالأزارِقِ: عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ، واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ والغَرَانِقة: الرجال الشبَاب، ويقال للشابّ نفسه الغُرانِقٌ والغُرْنُوق.
والغُرانِقُ: الذي في أصل العَوْسَج وهو لَيِّن النَّبات؛ حكاه أَبو حنيفة وكذلك الغَرانِيق.
والغُرْنُوق والغُرْنَيْق، بضم الغين وفتح النون: طائر أَبيض، وقيل: هو طائر أَسود من طير الماء طويل العُنُق؛ قال أَبو ذَؤَيب الهذلي يصف غوّاصاً: أجاز إلينا لُجَّةً بعد لُجّةٍ، أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ أَزَلَّ: أَرْسَح، والضُّحُول: جمع ضَحْل وهو الماء القليل، وعَمُوج: يَتَعَمَّج ويلتوي؛ وإذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَيق وغِرْنَوْق، بكسر الغين وفتح النون فيهما.
وغُرْنوق، بالضم، وغُرانِق: وهو الشابُّ الناعم، والجمع الغَرانِق، بالفتح، والغَرانِيق والغَرانِقةُ. أَبو عمرو: الغُرْنُوق طير أَبيض من طير الماء؛ ذكره في حديث ابن عباس: إن جنازته لما أُتِيَ به الوادي أَقبل طائر أَبيض غُرْنوق كأنه قُبْطِيّة حتى دخل في نعشه، قال: فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتى دفن. الأصمعي: الغُرْنَيْق الكُرْكيّ، وقال غيره: هو طائر طويل القوائم. ابن السكيت: الغَرانِيقُ طير مثل الكَراكي، واحدها غُرْنوق؛ وأَنشد: أَو طَعْم غاديةٍ في جَوْف ذي حَدَبٍ، من ساكِبِ المُزْن يجْري في الغَرانِىقِ أَراد بذي حَدَب سيلاً له عِرْق، وقوله من ساكب المُزْن أي مما كان ساكباً من المزن، وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانيق فأَقام في مقام مع.
وقال غيره: واحد الغَرانِيقُ غُرْنَيْق وغِرْناق.
وفي الحديث: تلك الغَرانِيقُ العُلا؛ هي الأَصنام، وهي في الأصل الذكور من طير الماء. ابن الأنباري: الغعرانيق الذكور من الطير، واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق، سمي به لبياضه، وقيل: هو الكُرْكيّ، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من الله عز وجل وتشفع لهم إليه، فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء؛ قال: ويجوز أن تكون الغَرانيقُ في الحديث جمع الغُرانق وهو الحسن، يقال: غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق، قال وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها إلا بالفتح والضم: فمنها عُذَافر وعَذافر، وعُراعر اسم الملِك وعَراعر، وقُناقِن للمهندس، جمعه قَناقن، وعُجاهن للعَرُوس وجمعه عَجاهن، وقُبَاقب للعام الثالث (* قوله «للعام الثالث» أي ثالث العام الذي انت فيه).
وجمعه قَبَاقب.
وقال شمر: لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وهي الناعمة تُفَيِّئُها الريحُ، وقال: الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجميلُ الناعمُ، وهو الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق، وجمعه غَرانِق وغَرانقة؛ وأَنشد: قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ قال ابن جني: وذكر سيبويه الغُرْنَيْق في بنات الأَربعة وذهب إلى أن النون فيه أًصل لا زائدة، فسأَلت أَبا علي عن ذلك فقلت له: من أَين له ذلك ولا نظير له من أُصول بنات الأربعة يقابلها، وما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة لمَّا لم نجد لها أَصلاً يقابلها كما قلنا في خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك، فلم يزد في الجواب على أن قال: إنه قد أُلحق به العُلَّيْق، والإلحاقُ لا يوجد إلا بالأُصول، وهذه دعوى عارية من الدليل، وذلك أن العُلَّيْق وزنه فُعَّيْل وعينه مضعفة وتضعيف العين لا يوجد للإلحاق، ألا ترى إلى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلاَّب؟ ليس شيء من ذلك بملحق لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين، والعلة في ذلك أن أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل نحو قَطَّع وكَسَّر، فهو في الفعل مفيد للمعنى، وكذلك هو في كثير من الأسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أي يكثر ذلك منه وفيه، فلما كان أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم يمكن أن يجعل للإلحاق، وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أَقوى من العناية بالملحق، لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية، فهذا يمنع من أن يكون العُلَّيق ملحقاً بغُرْنَيْق، وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلاً إلى دليل، وإلا كانت زائدة، قال: والقول فيه عندي إن هذه النون قد ثبتت في هذه اللفظة أنَّى تصرفت ثَباتَ بقية أُصول الكلمة، وذلك أَنهم يقولون غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق، وثبتت أيضاً في التكسير فقالوا غَرانِيق وغَرانقة، فلما ثبتت النون في هذه المواضع كلها ثَباتَ بقية أصول الكلمة حكم بكونها أَصلاً؛ وقول جنادة بن عامر: بِذِي رُبَدٍ، تَخالُ الإثْرَ فيه مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا أراد غَرانيق فحذف. ابن شميل: الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر. ابن الأَعرابي: جذب غُرْنوقه وهي ناصيته، وجذب نُغْرُوقه وهي شعر قفاه.

عرم (لسان العرب) [4]


عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل: وإنا كالحَصى عَدداً، وإنا بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ وقال آخر: وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ والعَرَمة: جمعُ عارمٍ. يقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ.
وليلٌ عارمٌ: شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه، والجمع عُرَّمٌ؛ قال: وليلةٍ من اللَّيالي العُرَّمِ، بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ، تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ يعني من شدة بردها.
وعَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ وعَرُمَ عَرامةً، بالفتح وعُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْميُّ، وقيل هو لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي: أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي، وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ؟ وهو عارمٌ وعَرِمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد: إني . . . أكمل المادة امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي، بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ وفي حديث عليّ، عليه السلام: على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من الفِتَنِ أَي اشتدادٍ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَن رجلاً قال له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ، بالضم، أَي شَرِسٌ؛ قال شَبِيب بنُ البَرْصاء: كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ، دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ أَي خَبيثاتُها، ويروى: ذَرِبات.
وفي حديث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ.
والعُرَامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ والشَّراسةُ.
وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ.
وقيل: مَرِحَ وبَطِرَ، وقيل: فسَدَ. ابن الأَعرابي: العَرِمُ الجاهلُ، وقد عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ.
وقال الفراء: العُرامِيُّ من العُرامِ وهو الجَهْلُ.
والعُرامُ: الأَذى؛ قال حُمَيْدُ ابنُ ثور الهِلاليُّ: حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ، عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ والعَرَمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم.
وعُرامُ العظم، بالضم: عُراقُهُ.
وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه، وتَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه ونَزَع ما عليه من اللحم، والعُرامُ والعُراقُ واحد، ويقال: أَعْرَمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ.
وفي الصحاح: العُرامُ، بالضم، العُراقُ من العَظْمِ والشجر.
وعَرَمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه.
وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ.
وعُرَامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال: وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال: يقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ، وأَنشد الرجزَ.
وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها: مَصَّه.
واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ من يَعْرُمُها؛ قال: ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا مِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ يقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها، وربما رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها؛ وقال ابن الأَعرابي: إنما يقال هذا للمتكلف ما ليس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام (* قوله «أراد بذات الغلام إلخ» هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم الغلام). الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي؛ قال الأَزهري: ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من يَهْجُوه.
والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان، وقيل: تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عن السيرافي، الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ، وقد غَلَبَتِ العَرْماءُ على الحية الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ: أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْمِ الأَصمعي: الحَيَّةُ العَرْماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، ويروى عن معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ، وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ سُود. قال ثعلب: العَرِمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ، قال: والنَّمِرُ ذو عَرَمٍ.
وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَيْرَ أَزْواجِ عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك.
والعَرَمُ والعُرْمةُ: بَياضٌ بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كالصفة، وكذلك إذا كان في أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ العَرَمُ.
وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى؛ وقال يصف امرأَة راعية: حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ والأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْماءُ.
ودَهْرٌ أَعْرَمُ: مُتَلَوِّنٌ.
ويقال للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ.
والعَرَمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير.
والعَرَمُ والعَرَمَةُ: الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى، وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ. قال ابن بري: ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْمَةٌ، والصحيح عَرَمة، بدليل جمعهم له على عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه؛ قال الراجز: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ، دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عن كراع، وفي الصحاح: العَرِمُ المُسَنَّاة لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابن بري للجَعْدِيِّ: مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما قال: وهي العَرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو العَرَِمَةُ، قال: والعَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ.
والعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به الوادي، والجمع عَرِمٌ، وقيل: العَرِمُ جمعٌ لا واحد له.
وقال أَبو حنيفة: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط الأَوْدِيَةِ.
والعَرِمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهري: ومن أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ.
والعَرِمُ: السَّيْلُ الذي لا يُطاق؛ ومنه قوله تعالى: فأَرسلنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ؛ قيل: أَضافه إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ عليهم.قال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل: العَرِمُ اسم وادٍ، وقيل: العَرِمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما يَحْتاجُونَ إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر فغَرَّقَ جِنانَهم.
والعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ.
والعَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ.
ورجل أَعْرامُ أَقْلَفُ: لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ هنالك. أَبو عمرو: العَرَامِينُ القُلْفانُ من الرجال.
والعَرْمَةُ: بَيْضَة السِّلاح.
والعُرْمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِيمٌ وأَعْرَمُ، والأَولُ أَسْوَغُ في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً.
وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: كثير، وقيل: هو الكثير من كل شيء.
والعَرَمْرَمُ: الشديدُ؛ قال: أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه.
ورجل عَرَمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عن كراع.
والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم أَعْرَمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛ العُرْمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وقيل عَرِيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية. يقال: رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت العرب تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ، والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ.
والعَرِمُ والمِعْذار: ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَعرابي: العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة: وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ قال الأَزهري: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ اليمامة يقابلها، قال: وقد نزلتُ بها.
وعارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ معروفة؛ قال الراعي: أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا، عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا؟ والعُرَيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبني فَزارةَ؛ وأَنشد الجوهري لبِشْر بن أَبي خازم: إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ قال ابن بري: هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري، ويروى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وهي ماءٌ لبني فَزارة.
والعَرَمةُ، بالتحريك: مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بري: حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا، وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا، والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا ابن الأَعرابي: عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، وغَرْمى وحَرْمى، ثلاث لغات بمعنى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد: عَرْمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم، كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي وقال بعض النَّمِريِّين: يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ دَمالٍ، فقيل له: ما العَرَمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين حِمْلَ بقرتين. قال ابن بري: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثيِّر: تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ، بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وقد سَمَّوْا عارِماً وعَرَّاماً.
وعَرْمان: أَبو قبيلة.

بلط (العباب الزاخر) [2]


البَلاَطُ: الحِجَارةُ التي تفرش في الدار وغيرها، قال:
هذا مَقَامي لكِ حتى تَنْضَحي      ريّا وتَجتازي بَلاطَ الأْبطَحِ

وقال تميم بن أبي بن مُقْبِل:
في مُشْرِف لِيْطَ لَياطُ البَلاطِ به      كانَت لِسَاسَتهِ تُهدى قَرابِينْـا

"10-أ" وقال رُوَُبَةُ:
لنا الحَصَى وأوْسَعُ البَسَـاطِ      والحَسَبُ المُثْرِي من البَلاطِ

والبَلاَطُ -أيضاً-: المُسْتَوَى من الأرض، قال رُبَّبَةُ أيضاً:
لو أحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ      عليه ألْقَاهُنَّ بالـبَـلاَطِ

وقال العجاج يصف ثواراً:
فَبَاتَ وهو ثابتُ الربَاطِ      بُمِنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ

وبَلاَطُ: قرية بغوطة دمشق. وبَلاَطُ عَوْسَجَةَ: حِصن بالأندلس والبَلاَطُ: موضع مبلط بالمدينة -على ساكنيها السلام- بين المسجد والسوق، ومنه حديث عثمان -رضي الله عنه-: أنه أتي بماء فتوضأ بالبَلاَط. والبَلاَطُ . . . أكمل المادة -أيضاً-: مدينة عتيقة بين مَرْعَشَ وإنْطاكِيَة. وقال ابن دريد: بَلَطتُ الحائط بَلْطاً: إذا عَمِلته بالبَلاَط. والبَلْطُ -أيضاً-: المخْرطُ وهو الحديدة التي يخرط بها الخارط، قال الدينوري: أنشدني أعرابي: فالبَلْطُ يَبري حُبَرَ الفَرْفارِ الحُبْرَة: السلعة تخرج في الشجرة أو العقدة فتقطع وتخرط منها الآنية فتكون موشاة حسنةً. والبُلْطَةُ -بالضم-: في قول امرئ القيس:
نَزَلْتُ على عمرو بن دَرْمَاءَ بُلْطَةً      فياكُرْمَ ما جَارٍ ويا حُسْنَ ما مَحَلْ

قيل: هي البُرْهة والدهْرُ، قيل: "بُلْطَةً" أراد داره وأنها مُبَلَطةٌ مَفْرُشَةٌ "10-ب" بالحجارَة، وقبل: "بُلْطَةً" أي مُفْلِساً. وقال ابن الأعرابي: البُلُطُ -بضمتين-: الفَارَّوْنَ من العَسكَر.
والبُلُطُ: المجَانُ؛ والمتَخَرمُونَ من الصوفية. والبَلَوْطُ: مَعْروفُ ويقال: انْقَطَعَ بَلُّوْطي: أي حركتي، وقبل: فُؤادي،وقيل: ظهري وأبْلَطَ دارَه: فَرشها بالبَلاَط؛ كبلطها، قال رُوُّبَةُ: يُفْضي إلى أبْلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ وقال الكسائي: أبْلَطَ الرجلُ وأبْلطَ -على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ أيضاً-: أي افْتَقَرَ وذهَبَ مالُه، وأبو زَيْدٍ مِثْلُه، قال صَخْرُ -ويقال: صُخَيْر- بن عُميرٍ:
تضهْزَأُ منّي أُخُتُ آلِ طَيْسلَهْ      قال: أرَاهُ مُبْلطِاً لا شيءَ لَهْ

وأبلَطني فُلانٌ: إذا ألَحَّ عليك في السؤال حتى يُبْرِمَ. وأبْلَطَ المَطرُ الأرض: إذا أصابَ بَلاطَها، وهو ألاّ ترى على متنها تراباً ولا غُباراً. وبَلَّط الرَّجُلُ تَبْليْطأَ: إذا أعيا في المشي؛ مِثْلُ بَلَّحَ. وبَلطتُ الحائطَ: مثل بَلَطتهُ بَلْطاً، عن ابن دريد، وأنْشَدَ الرَّياشِيَُ:
مُبَلط بالرخَام أسفَـلُـهُ      له مَحَارِيبُ بَينها العَمَدُ

والتّبليْطُ -أيضاً-: التَّببِليْدُ. وقال الليث: التَّبِلْيطُ عِراقِيَّةٌ: وهو أن تَضْرِبَ فرع أُذُنِ إنسان بطرف سبابتك ضَرباً يوجعه، تقول: بَلطْتُ له، وبَلَّطْتُ أُذُنَه عِراقِيَّة مستعملة. وقال غيره: انْبَلَط: أي بَعُدَ. وبالَطَ الرجُلُ في أمره: إذا اجتهد فيه.
وكذلك بالَطَ السّابحُ في سباحته: إذا اجتهد فيها. وبالطَنَاهُم: أي نازلناهم بالأرض. وتَبَالطُوا بالسيوف: إذا تجالدوا بها على أرجلهم، ولا يقال تَبالَطوا إذا كانوا رُكباناً.

ضرع (لسان العرب) [2]


ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً: خضع وذلَّ، فهو ضارِعٌ، من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ.
وتضرَّع: تذلَّل وتخشَّع.
وقوله عز وجل: فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا.
ويقال: ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قال الأعشى: سائِلْ تَميماً به، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ، لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع.
ويقال: ضرَع له واستَضْرَعَ.
والضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِيّ.
وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ. قال الفواء: جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره.
وفي المثل: الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ.
وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ: مُتَخَشِّعٌ على المثل.
والتضرُّعُ: التَّلَوِّي والاستغاثةُ.
وأَضرَعْتُ له . . . أكمل المادة مالي أَي بَذَلْتُه له؛ قال الأَسود: وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ، فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ.
والضَّرَعُ، بالتحريك، والضارِعُ: الصغير من كل شيء، وقيل: الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ.
وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال: ما لي أَراهُما ضارِعَيْن؟ فقالوا: إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما: الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ، بالتحريك.
ومنه حديث قيس بن عاصم: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛ ومنه حديث المِقْداد: وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وحديث عمرو بن العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ، ويقال: هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال؛ وقال الشاعر: أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً، فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ ويقال: جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد: مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ ويقال: قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ؛ وأَنشد: وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره؛ قال صخر: ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى، بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ: ناحِل ضعيفٌ.
والضَّرَعُ: الجمل الضَّعِيفُ.
والضَّرَعُ: الجَبانُ.
والضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى؛ وقول أَبي زبيد: مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ، والضَّارِعُ مثله.
وقوله عزَّ وجل: تدعونه تضرُّعاً وخفية؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل، وانتصابهما على الحال، وإِن كانا مصدرين.
وفي حديث الاستسقاء: خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، بالكسر والفتح، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ.
وفي حديث عمر: فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير؛ ومنه حديث علي: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها.
ويقال: لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه، وقد ورد في حديث سلمان: قد ضَرِع به.
وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ، وتَضْريعُها: دُنُوُّها للمغيب.
وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً: حان أَنْ تُدْرِكَ.
والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ: مَدَرُّ لبنها، والجمع ضُرُوعٌ.
وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ: نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم.
والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً: العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل.
وشاة ضَرِيعٌ: حَسَنة الضَّرْعِ.
وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ.
وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وهي مُضْرِعٌ: نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، وقيل: هو إِذا قرب نتاجها.
وما له زرع ولا ضَرْعٌ: يعني بالضرع الشاة والناقة؛ وقول لبيد: وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، ورواه أَبو عبيد: وصُرُوع، بالصاد المهملة، وهي الضُّروبُ من الشيء، يغني ذي أَفانِينَ. قال أَبو زيد: الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ، وهي الأَخْلافُ، واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن.
والضُّروعُ: عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد.
والمُصارِعُ: المُشْبِهُ.
والمُضارَعةُ: المشابهة.
والمُضارعة للشيء: أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه.
وفي حديث عدِيّ، رضي الله عنه: قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية؛ المُضارَعةُ: المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ، ثم قال يعني أَنه نظيف، قال ابن الأَثير: وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله: إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء.
وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي.
ويقال: هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه، بالضاد والصاد، أَي مِثْله. قال الأَزهري: والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب.
والمُضارِعُ من الأَفعال: ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر؛ والمُضارِعُ في العَرُوضِ: مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله: دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ.
والضُّروعُ والصُّروعُ: قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ.
والضَّرِيعُ: نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ، وقيل: هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وقيل: ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ، وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً، وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها.
وفي التنزيل: ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع؛ قال الفراء: الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ، وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس، وقال ابن الأَعرابي: الضريع العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ، وجاءَ في التفسير: أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا، فقال الله عز وجل: لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع.
وجاء في حديث أَهل النار: فيُغاثون بطعام من ضريع؛ قال ابن الأَثير: هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها: وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ: ما تَكَسَّر منه، والحَرُودُ: التي لا تكاد تَدِرُّ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وقيل: الضرِيعُ طعام أَهل النار، وهذا لا يعرفه العرب.
والضَّرِيعُ: القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم، وقيل: هو جلد على الضِّلَعِ.
وتَضْرُوعُ: بلدة؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه: ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قال ابن برِّي: أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه، ويَمْرِي بيديه: يحرّكهما كالعابث، ويَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو؛ قال ابن بري: ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب.
وتُضارُعٌ، بضم التاء والراء: موضع أَو جبل بنجد، وفي التهذيب: بالعَقِيق.
وفي الحديث: إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ، وفيه: إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤيب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ قال ابن بري: صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال: وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب، فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ، قال ابن جني: ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ، ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل، وأَضرُعٌ: موضع؛ وأَما قول الراعي:فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم، بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد ابن جبلة: هي أُكَيْمات صغار، ولم يذكر لها واحداً.

نضب (لسان العرب) [1]


نَضَبَ الشيءُ: سالَ.
ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بالضم، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ في الأَرض؛ وفي المحكم: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثعلب: أَعْدَدْتُ للـحَوْض، إِذا ما نَضَبا، * بَكْرَةَ شِـيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا ونُضُوبُ القوم أَيضاً: بُعْدُهم.
والنَّاضِبُ: البعيد.
وفي الحديث: ما نَضَبَ عنه البحرُ، وهو حُيٌّ، فمات، فكُلُوه؛ يعني حيوانَ البحر أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ.
وفي حديث الأَزْرَقِ بن قَيْس: كنا على شاطئِ النهر بالأَهواز، وقد نَضَبَ عنه الماءُ؛ قال ابن الأَثير: وقد يستعار للمعاني.
ومنه حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: نَضَبَ عُمْرُه، وضَحَى ظِلُّه أَي نَفِدَ عُمْرُه، وانْقَضَى.
ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضوباً: غارَتْ؛ وخَصَّ بَعْضُهم به عَيْنَ الناقة؛ وأَنشد ثعلب: من الـمُنْطِـياتِ الـمَوْكِبَ . . . أكمل المادة الـمَعْجَ، بَعْدَما * يُرى، في فُروع الـمُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ ونَضَبَتِ الـمَفازةُ نُضُوباً: بَعُدَتْ؛ قال: إِذا تَغالَين بسَهْمٍ ناضِبِ ويروى: بسهمٍ ناصبِ، يعني شَوْطاً وطَلَقاً بعيداً، وكلُّ بعيدٍ ناضِبٌ؛ وأَنشد ثعلب: جَريءٌ على قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه، * سميعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ، والكَلْبُ ناضِبُ وجَرْيٌ ناضِبٌ أَي بعيدٌ. الأَصمعي: الناضِبُ البعيد، ومنه قيل للماءِ إِذا ذَهَبَ: نَضَبَ أَي بَعُدَ.
وقال أَبو زيد: إِن فلاناً لَناضِبُ الخَير أَي قليل الخير، وقد نَضَبَ خيرُه نُضوباً؛ وأَنشد: إِذا رَأَيْنَ غَفْلةً من راقِبِ، يُومِـينَ بالأَعْينِ والـحَواجِبِ، إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ ونَضَبَ الخِصْبُ: قَلَّ أَو انْقَطَعَ.
ونَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً: اشْتَدَّت.
ونَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ في الظَّهْر.وأَنْضَبَ القَوْسَ، لغةٌ في أَنْبَضَها: جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ؛ وقيل: أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها، بغير سهم، ثم أَرسله.
وقال أَبو حنيفة: أَنْضَبَ في قوسه إِنْضاباً، أَصاتَها؛ مَقْلُوبٌ. قال أَبو الحسن: إِن كانت أَنْضَبَ مقلوبةً، فلا مصدر لها، لأَن الأَفعال المقلوبة ليست لها مصادر لعلة قد ذكرها النحويون: سيبويه، وأَبو علي، وسائرُ الـحُذَّاق؛ وإِن كان أَنْضَبْتُ، لغةً في أَنْبَضْتُ، فالمصدر فيه سائغ حسن؛ فأَما أَن يكون مقلوباً ذا مصدر، كما زعم أَبو حنيفة، فمحال. الجوهري: أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس، مثل أَنْبَضْتُه، مقلوب منه. أَبو عمرو: أَنْبَضْتُ القوسَ وانْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ؛ قال العجاج: تُرِنُّ إِرناناً إِذا ما أَنْضَبا وهو إِذا مَدَّ الوتَرَ، ثم أَرسله. قال أَبو منصور: وهذا من المقلوب.
ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نِـباضاً، وهو تَحَرُّكُه. شمر: نَضَّبَتِ الناقة؛ وتَنْضِـيبُها: قلةُ لبنها وطول فُواقِها، وإِبطاءُ دِرَّتِها.
والتَّنْضُبُ: شجر ينبت بالحجاز، وليس بنجد منه شيءٌ إِلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ، عند التُّقَيِّدة، وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ، وعيدانُه بيضٌ ضَخمة، وهو مُحْتَظَر، وورقُه مُتَقَبِّضٌ، ولا تراه إِلا كأَنه يابس مُغْبَرٌّ وإِن كان نابتاً، وله شوك مثل شوك العَوْسَج، وله جَـنًى مثل العِنَبِ الصغار، يؤْكل وهو أُحَيْمِرٌ. قال أَبو حنيفة: دخانُ التَّنْضُب أَبيض في مثل لون الغبار، ولذلك شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به؛ قال عُقَيْل بن عُلَّفة الـمُرِّي: وهل أَشْهَدَنْ خَيلاً، كأَنَّ غُبارَها، * بأَسفلِ علْكَدٍّ، دَواخِنُ تَنْضُبِ؟ وقال مرَّة: التَّنْضُبُ شجر ضِخَامٌ، ليس له ورق، وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخام وأَفنانٌ كثيرة، وإِنما ورقُه قُضْبان، تأْكله الإِبل والغنم. وقال أَبو نصر: التَّنْضُبُ شجر له شوك قِصارٌ، وليس من شجر الشَّواهِق، تأْلفه الـحَرابِـيُّ؛ أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْدِيّ: كأَنَّ الدُّخانَ، الذي غادَرَتْ * ضُحَيّاً، دواخِنُ من تَنْضُبِ قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سُمِّي بذلك لقلة مائه.
وأَنشد أَبو علي الفارسي لرجل واعدتْه امرأَةٌ، فعَثَر عليه أَهلُها، فضربوه بالعِصِيِّ؛ فقال: رأَيْتُكِ لا تُغْنِـينَ عني نَقْرَةً * إِذا اخْتَلَفَتْ فِـيَّ الـهَراوَى الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لا آتيك، ما دامَ تَنْضُبٌ * بأَرْضِكِ، أَو ضَخْمُ العَصا من رِجالِكِ وكان التَّنْضُبُ قد اعْتِـيد أَن تُقْطَعَ منه العِصِـيُّ الجِـيادُ، واحدته تَنْضُبة؛ أَنشد أَبو حنيفة: أَنـَّى أُتِـيح له حِرْباء تَنْضُبةٍ، * لا يُرْسِلُ الساقَ، إِلاَّ مُمْسِكاً ساقا التهذيب، أَبو عبيد: ومن الأَشجار التَّنْضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَةٌ. قال أَبو منصور: هي شجرة ضَخْمة، تُقطع منها العُمُد للأَخْبِـيَةِ، والتاء زائدة، لأَنه ليس في الكلام فَعْلُل؛ وفي الكلام تَفعُل، مثل تَقْتُل وتَخْرُجُ؛ قال الكميت: إِذا حَنَّ بين القَوْم نَبْعٌ وتَنْضُبُ قال ابن سلمة: النَّبعُ شجر القِسِـيّ، وتَنْضُبُ شجر تُتَّخَذ منه السِّهامُ.

جزأ (لسان العرب) [2]


الجُزْء والجَزْءُ: البَعْضُ، والجمع أَجْزاء. سيبويه: لم يُكَسَّر الجُزءُ على غير ذلك.
وجَزَأَ الشيءَ جَزْءاً وجَزَّأَه كلاهما: جَعله أَجْزاء، وكذلك التجْزِئةُ.
وجَزَّأَ المالَ بينهم مشدّد لا غير: قَسَّمه.
وأَجزأَ منه جُزْءاً: أَخذه.
والجُزْءُ، في كلام العرب: النَّصِيبُ، وجمعه أَجْزاء؛ وفي الحديث: قرأَ جُزْأَه مِن الليل؛ الجُزْءُ: النَّصِيبُ والقِطعةُ من الشيء، وفي الحديث: الرُّؤْيا الصّالِحةُ جُزْءٌ من ستة وأَربعين جُزْءاً من النُّبُوَّة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ هذا العدَدَ المذكور لأَن عُمُرَ النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في أَكثر الروايات الصحيحة كان ثلاثاً وستين سنة، وكانت مدّةُ نُبوَّتِه منها ثلاثاً وعشرين سنة لأَنه بُعث عند استيفاء الأَربعين، وكان في أَوّل الأَمر يَرَى الوحي . . . أكمل المادة في المنام، ودامَ كذلك نِصْفَ سنة، ثم رأَى المَلَكَ في اليَقَظة، فإِذا نَسَبْتَ مُدَّةَ الوَحْيِ في النَّوْمِ، وهي نِصْفُ سَنَةٍ، إِلى مُدّة نبوّته، وهي ثلاث وعشرون سنة، كانتْ نِصْفَ جُزْءٍ من ثلاثة وعشرين جُزْءاً، وهو جزءٌ واحد من ستة وأَربعين جزءاً؛ قال: وقد تعاضدت الروايات في أَحاديث الرؤيا بهذا العدد، وجاء، في بعضها، جزءٌ من خمسة وأَربعين جُزْءاً، ووَجْهُ ذلك أَنّ عُمُره لم يكن قد استكمل ثلاثاً وستين سنة، ومات في أَثناء السنة الثالثة والستين، ونِسبةُ نصفِ السنة إِلى اثنتين وعشرين سنة وبعضِ الاخرى، كنسبة جزء من خمسة وأَربعين؛ وفي بعض الروايات: جزء من أَربعين، ويكون محمولاً على مَن رَوى أَنّ عمره كان ستين سنة، فيكون نسبة نصف سنة إِلى عشرين سنة، كنسبة جزءٍ إِلى أَربعين.
ومنه الحديث:الهَدْيُ الصّالِحُ والسَّمْتُ الصّالِحُ جُزْءٌ من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة: أَي إِنّ هذه الخِلالَ من شَمائلِ الأَنْبياء ومن جُملة الخصالِ المعدودة من خصالهم وإِنها جزءٌ معلوم من أَجزاء أَفعالِهم فاقْتَدوُا بهم فيها وتابِعُوهم، وليس المعنى أنَّ النُّبوّة تتجزأُ، ولا أَنّ من جمَع هذه الخِلالَ كان فيه جُزءٌ من النبوَّة، فان النبوَّة غير مُكْتَسَبةٍ ولا مُجْتَلَبة بالأَسباب، وإِنما هي كَرامةٌ من اللّه عز وجل؛ ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ههنا ما جاءتْ به النبوّة ودَعَت اليه من الخَيْرات أَي إِن هذه الخِلاَلَ جزءٌ من خمسة وعشرين جزءاً مـما جاءت به النبوّة ودَعا اليه الأَنْبياء.
وفي الحديث: أَن رجلاً أَعْتَقَ ستة مَمْلُوكين عند موته لم يكن له مالٌ غيرهُم، فدعاهم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَجَزَّأَهم أَثلاثاً ثم أَقْرَعَ بينهم، فأَعْتَق اثنين وأَرقَّ أَربعة: أَي فَرَّقهم أَجزاء ثلاثة، وأَراد بالتَّجزئةِ أَنه قَسَّمهم على عِبْرة القيمة دون عَدَد الرُّؤُوس إِلا أَنَّ قيمتهم تساوت فيهم، فخرج عددُ الرُّؤُوس مساوياً للقِيَم.
وعَبيدُ أَهلِ الحِجاز إِنما هُم الزُّنوجُ والحَبَشُ غالباً والقِيَمُ فيهم مُتساوِية أَو مُتقارِبة، ولأَن الغرَض أَن تَنْفُذ وصِيَّته في ثُلُث ماله، والثلُثُ انما يُعتبر بالقِيمة لا بالعَدَد.
وقال بظاهر الحديث مالك والشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة رحمهم اللّه: يُعْتَقُ ثُلُثُ كلّ واحد منهم ويُسْتَسْعَى في ثلثيه. التهذيب: يقال: جَزَأْتُ المالَ بينهم وجَزَّأْتُه: أَي قسَّمْته. والـمَجْزُوءُ مِن الشِّعر: ما حُذِف منه جُزْآن أَو كان على جُزْأَينِ فقط، فالأُولى على السَّلبِ والثانيةُ على الوُجُوب.
وجَزَأَ الشِّعْرَ جَزْءاً وجَزَّأَه فيهما: حذَف منه جُزْأَينِ أَو بَقَّاه على جُزْأَين. التهذيب: والـمَجْزُوء مِن الشِّعر: إِذا ذهب فعل كل واحد من فَواصِله، كقوله: يَظُنُّ الناسُ، بالمَلِكَيْـ * ـنِ، أَنَّهما قدِ التأَما فانْ تَسْمَعْ بلأْمِهِما، * فإِنَّ الأَمْر قد فَقَما ومنه قوله: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا * لايَشْتَهي أَنْ يَرِدا ذهب منه الجُزء الثالث من عَجُزه.
والجَزْءُ: الاستِغناء بالشيء عن الشيء، وكأَنـَّه الاستغناء بالأَقَلّ عن الأَكثر، فهو راجع إِلى معنى الجُزْء. ابن الاعرابي: يُجْزِئُ قليل من كثير ويُجْزِئُ هذا من هذا: أَي كلُّ واحد منهما يَقومُ مقَام صاحِبه، وجَزَأَ بالشيء وتَجَزَّأَ: قَنِعَ واكْتَفَى به، وأَجْزأَهُ الشيءُ: كفَاه، وأَنشد: لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ، * وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ بأَنَّ الغَدْرَ، في الأَقْوام، عارٌ، * وأَنَّ الـمَرْءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ أَي يَكْتَفِي به.
ومنه قولُ الناس: اجْتَزَأْتُ بكذا وكذا، وتَجَزَّأْتُ به: بمعنَى اكْتَفَيْت، وأَجْزَأْتُ بهذا المعنى.
وفي الحديث: ليس شيء يُجْزِئُ من الطَّعامِ والشَّرابِ إِلا اللبَنَ، أَي ليس يكفي.
وجَزِئَتِ الإِبلُ: إِذا اكتفت بالرُّطْبِ عن الماء.
وجزَأَتْ تَجْزأُ جَزْءاً وجُزْءاً بالضم وجُزُوءاً أَي اكْتَفَت، والاسم الجُزْء.
وأَجْزَأَها هو وجَزَّأَها تَجْزئةً وأَجزأَ القومُ: جَزِئَتْ إِبلُهم.
وظَبْيَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عن الماء.
والجَوازِئُ: الوحْشُ، لتجَزُّئها بالرُّطْب عن الماء، وقول الشمّاخ بن ضِرار، واسمه مَعْقِلٌ، وكنيته أَبو سَعِيد: إِذا الأَرْطَى تَوسَّدَ، أَبْرَدَيْهِ، * خُدُودُ جَوازئٍ، بالرَّمْلِ، عِينِ لا يعني به الظِّباء، كما ذهب اليه ابن قتيبة، لأَن الظباء لا تَجْزأُ بالكَلإِ عن الماء، وانما عنى البَقَر، ويُقَوّي ذلك أَنه قال: عِين، والعِينُ من صِفات البَقَر لا من صِفاتِ الظِّباء؛ والأَرطى، مقصور: شجر يُدبغ به، وتَوَسَّدَ أَبرديه، أَي اتخذ الأَرطى فيهما كالوِسادة، والأَبْردان: الظل والفَيءُ، سميا بذلك لبردهما.
والأَبْردانِ أَيضاً الغَداة والعشي، وانتصاب أَبرديه على الظرف؛ والأَرطى مفعول مقدم بتوسدَ، أَي توسد خُدودُ البقر الأَرْطى في أَبرديه، والجوازئ: البقر والظباء التي جَزَأَت بالرُّطْب عن الماء، والعِينُ جمع عَيناء، وهي الواسعة العين؛ وقول ثعلب بن عبيد: جَوازِئ، لم تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ * ورُوّادُها، في الأَرض، دائمةُ الرَّكْض قال: انما عنى بالجَوازِئِ النخلَ يعني أَنها قد استغنت عن السَّقْيِ، فاسْتَبْعَلَت.
وطعامٌ لا جَزْءَ له: أَي لا يُتَجَزَّأُ بقليلهِ.
وأَجْزَأَ عنه مَجْزَأَه ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأَهُ ومُجْزَأَتَه: أَغْنى عنه مَغْناه.
وقال ثعلب: البقرةُ تُجْزِئُ عن سبعة وتَجْزِي، فَمَنْ هَمَزَ فمعناه تُغْني، ومن لم يَهْمِزْ، فهو من الجَزاء.
وأَجْزَأَتْ عنكَ شاةٌ، لغة في جَزَتْ أَي قضَتْ؛ وفي حديث الأُضْحِيَة: ولن تُجْزِئ عن أَحدٍ بَعْدَكَ: أَي لنْ تَكْفِي، مَن أَجْزَأَني الشيءُ أَي كفاني.
ورجل له جَزْءٌ أَي غَنَاء، قال: إِني لأَرْجُو، مِنْ شَبِيبٍ، بِرَّا، * والجَزْءَ، إِنْ أَخْدَرْتُ يَوْماً قَرَّا أَي أَن يُجْزِئَ عني ويقوم بأَمْري.
وما عندَه جُزْأَةُ ذلك، أَي قَوامُه.
ويقال: ما لفلانٍ جَزْءٌ وما له إِجْزاءٌ: أَي ما له كِفايةٌ.
وفي حديث سَهْل: ما أَجْزَأَ مِنَّا اليومَ أَحَدٌ كما أَجْزَأَ فلانٌ، أَي فَعَلَ فِعْلاً ظَهَرَ أَثرُه وقامَ فيه مقاماً لم يقُمْه غيرهُ ولا كَفَى فيه كِفايَتَه.
والجَزأَة: أَصْل مَغْرِزِ الذّنَب، وخصَّ به بعضُهم أَصل ذنب البعير من مَغْرِزِه.
والجُزْأَةُ بالضمِّ: نصابُ السِّكِّين والإِشْفى والمِخْصَفِ المِيثَرةِ، وهي الحَدِيدةُ التي يُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البعير.
وقد أَجْزَأَها وجَزَّأَها وأَنْصَبها: جعل لها نِصاباً وجُزْأَةً، وهما عَجُزُ السِّكِّين. قال أَبو زيد: الجُزْأَةُ لا تكون للسيف ولا للخَنْجَر ولكن للمِيثَرةِ التي يُوسَم بها أَخْفافُ الابل والسكين، وهي الـمَقْبِضْ.
وفي التنزيل العزيز: «وجعلوا له مِنْ عباده جُزْءاً». قال أَبو إِسحق: يعني به الذين جعَلُوا الملائكة بناتِ اللّهِ، تعالى اللّهُ وتقدَّس عما افْتَرَوْا. قال: وقد أُنشدت بيتاً يدل على أَنّ معنى جُزْءاً معنى الاناث. قال: ولا أَدري البيت هو قَديمٌ أَم مَصْنُوعٌ: إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ، يَوْماً، فلا عَجَبٌ * قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا والمعنى في قوله: وجَعَلُوا له من عِباده جُزْءاً: أَي جَعَلوا نصيب اللّه من الولد الإِناثَ. قال: ولم أَجده في شعر قَديم ولا رواه عن العرب الثقاتُ.
وأَجْزَأَتِ المرأَةُ: ولَدتِ الاناث، وأَنشد أَبو حنيفة: زُوِّجْتُها، مِنْ بَناتِ الأَوْسِ، مُجْزِئةً، * للعَوْسَجِ اللَّدْنِ، في أَبياتِها، زَجَلُ يعني امرأَة غزَّالةً بمغازِل سُوِّيَت من شجر العَوْسَج. الأَصمعي: اسم الرجل جَزْء وكأَنه مصدر جَزَأَتْ جَزْءاً.
وجُزْءٌ: اسم موضع. قال الرَّاعي: كانتْ بجُزْءٍ، فَمَنَّتْها مَذاهِبُه(1)، * وأَخْلَفَتْها رِياحُ الصَّيْفِ بالغُبَرِ (1 قوله «مذاهبه» في نسخة المحكم مذانبه.) والجازِئُ: فرَس الحَرِث بن كعب.
وأَبو جَزْءٍ: كنية.
وجَزْءٌ، بالفتح: اسم رجل. قال حَضْرَمِيُّ بن عامر: إِنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً، * جَزْءُ، فلاقيْتَ مِثْلَها عَجَلا والسبب في قول هذا الشعر أَنَّ هذا الشاعر كان له تسعةُ إِخْوة فَهَلكوا، وهذا جَزْءٌ هو ابن عمه وكان يُنافِسه، فزَعَم أَن حَضْرَمِياً سُرَّ بموتِ اخوته لأَنه وَرِثَهم، فقال حَضْرَميُّ هذا البيت، وقبله: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ * أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً، نَبَلا يريد: أَأَفْرَحُ، فحذَف الهمزة، وهو على طريق الانكار: أَي لا وجْهَ للفَرَح بموت الكِرام من اخوتي لإِرثِ شَصائصَ لا أَلبانَ لها، واحدَتُها شَصُوصٌ، ونَبَلاً: <ص 48> صِغاراً.
وروى: أَنَّ جَزْءاً هذا كان له تسعة إِخوة جَلسُوا على بئر، فانْخَسَفَتْ بهم، فلما سمع حضرميٌّ بذلك قال: إِنَّا للّه كلمة وافقت قَدَرا، يريد قوله: فلاقَيْتَ مثلها عجلاً.
وفي الحديث: أَنه صلى اللّه عليه وسلم أُتِيَ بقِناعِ جَزْءٍ؛ قال الخطابي: زَعَم راويه أَنه اسم الرُّطَبِ عند أَهل المدينة؛ قال: فإِن كان صحيحاً، فكأَنَّهم سَمَّوْه بذلك للإِجْتِزاء به عن الطَّعام؛ والمحفوظ: بقِناعِ جَرْو بالراء، وهو صِغار القِثَّاء، وقد ذكر في موضعه.

حزر (لسان العرب) [1]


الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشيء بالحَدْس. الجوهري: الحَزْرُ التقدير والخَرْصُ.
والحازِرُ: الخارص. ابن سيده: حَزَرَ الشيء يَحْزُرُه ويَحْزِرُهُ حَزْراً: قَدَّرَه بالحَدْسِ. تقول: أَنا أَحْزُِرُ هذا الطعام كذا وكذا قفيزاً.
والمَحْزَرَةُ: الحَزْرُ، عن ثعلب.
والحَزْرُ من اللبن: فوق الحامض. ابن الأَعرابي: هو حازِرٌ وحامِزٌ بمعنى واحد.
وقد حَزَرَ اللبنُ والنبيذ أَي حمض؛ ابن سيده: حَزَرَ اللبنُ يَحْزُرُ حَزْراً وحُزُوراً؛ قال: وارْضَوْا بِإِحْلاَبَةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ وحَزُرَ كَحَزَرَ وهو (* قوله: «وهو» أي اللبن الحامض). الحَزْرَةُ؛ وقيل: الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأَيدي القوم من خيار أَموالهم؛ قال ابن سيده: ولم يفسر حَزَرَ غير أَني أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَى.
وحَزْرَةُ المال: خيارُه، وبها سمي الرجل، وحَزِيرتُهُ كذلك، . . . أكمل المادة ويقال: هذا حَزْرَةُ نَفْسي أَي خير ما عندي، والجمع حَزَراتٌ، بالتحريك.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه بعث مُصَدِّقاً فقال له: لا تأْخذ من حَزَرات أَنْفسِ الناس شيئاً، خذ الشَّارِفَ والبَكْرَ، يعني في الصدقة؛ الحَزَرات، جمع حَزْرَة، بسكون الزاي: خيار مال الرجل، سميت حَزْرَةً لأَن صاحبها لميزل يَحْزُرُها في نفسه كلما رآها، سميت بالمرّة الواحدة من الحَزْرِ. قال: ولهذا أُضيفت إِلى الأَنْفُسِ؛ وأَنشد الأَزهري: الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ أَي هي مما تودُّها النفس؛ وقال آخر: وحَزْرَةُ القلبِ خِيارُ المالِ قال: وأَنشد شمر: الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ، اللُّبُنُ الغِزَارُ غيرُ اللَّحْبِ، حِقاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ وفي الحديث: لا تأْخذوا حَزَارتِ أَموال الناس ونَكِّبُوا عن الطعام، ويروى بتقديم الراء، وهو مذكور في موضعه.
وقال أَبو سعيد: حَزَراتُ الأَموال هي التي يؤدّيها أَربابها، وليس كلُّ المال الحَزْرَة، قال: وهي العلائق؛ وفي مثل العرب: واحَزْرَتِي وأَبْتَغِي النَّوافِلا أَبو عبيدة: الحَزَارتُ نَقَاوَةُ المال، الذكر والأُنثى سواء؛ يقال: هي حَزْرَةُ ماله وهي حَزْرَة قلبه؛ وأَنشد شمر: نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ يومِ كريهةٍ، ونَبْذُِلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ ومن أَمثال العرب: عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ؛ يضرب للأَمر إِذا بلغ غايته وأَفْعَم. ابن شميل عن المُنْتَجِع: الحازِرُ دقيق الشعير وله ريح ليس بطيب.
والحَزْرَةُ: موت الأَفاضل.
والحَزْوَرَةُ: الرابية الصغيرة، والجمع الحَزاوِرُ، وهو تلٌّ صغير. الأَزهري: الحَزْوَرُ المكان الغليظ؛ وأَنشد: في عَوْسَجِ الوادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ وقال عباسُ بن مِرْداسٍ: وذَابَ لُعابُ الشمسِ فيه، وأُزِّرَتْ به قامِساتٌ من رِعانٍ وحَزْوَرِ ووجْهٌ حازِرٌ: عابس باسِرٌ.
والحَزْوَرُ والحَزَوَّرُ، بتشديد الواو: الغلام الذي قد شَبَّ قوي؛ قال الراجز: لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مني مِسْفَرا، شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا وقال: لَنْ يَبْعَثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا بالفاسِ، إِلاَّ الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا والجمع حَزاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ، زادوا الهاء لتأْنيث الجمع.
والحَزَوَّرُ: الذي قد انتهى إِدراكه؛ قال بعض نساء العرب: إِنَّ حِرِي حَزَوَّرٌ حَزابِيَه، كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَه قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثمانيه، وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كما هِيَه الجوهري: الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ؛ وقال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل.
وفي الحديث: كنا مع رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، غِلْماناً حَزاوِرَةً؛ هو الذي قارب البلوغ، والتاء لتأْنيث الجمع؛ ومنه حديث الأَرنب: كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أَرنباً، ولعله شبهه بحَزْوَرَةِ الأَرض وهي الرابية الصغيرة. ابن السكيت: يقال للغلام إِذا راهق ولم يُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدرك وقوي واشتد، فهو حَزَوَّر أَيضاً؛ قال النابغة: نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ قال: أَراد البالغ القوي. قال: وقال أَبو حاتم في الأَضداد الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي؛ والحَزَوَّرُ: الضعيف من الرجال؛ وأَنشد: وما أَنا، إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه، بِذِي صَوْلَةٍ فانٍ، ولا بْحَزَوَّرِ وقال آخر: إِنَّ أَحقَّ الناس بالمَنِيَّه حَزَوَّرٌ ليست له ذُرِّيَّه قال: أَراد بالحَزَوَّرِ ههنا رجلاً بالغاً ضعيفاً؛ وحكى الأَزهري عن الأَصمعي وعن المفضل قال: الحَزَوَّرُ، عن العرب، الصغير غير البالغ؛ ومن العرب من يجعل الحَزْوَرَ البالغ القويَّ البدن الذي قد حمل السلاح؛ قال أَبو منصور: والقول هو هذا. ابن الأَعرابي: الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ المرّة، وتصغر حُزَيْرَةً.
وفي حديث عبدالله بن الحَمْراءِ: أَنه سمع رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وهو واقف بالحَزْوَرَةِ من مكة؛ ال ابن الأَثير: هو موضع عند باب الحَنَّاطِينَ وهو بوزن قَسْوَرَةٍ. قال الشافعي: الناس يشدّدون الحَزْوَرَةَ والحُدَيْبِيَةَ، وهما مخففتان.
وحَزِيرانُ بالرومية: اسم شهر قبل تموز.

عضه (لسان العرب) [2]


العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ: البَهِيتةُ، وهي الإِفْكُ والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ، وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون.
وعَضَهِ يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ: جاءَ بالعَضِيهة.
وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً: قال فيه ما لم يكن. الأَصمعي: العَضْهُ القالةُ القبيحة.
ورجل عاضِهٌ وعَضِهٌ، وهي العَضيهة.
وفي الحديث: أَنه قال (* قوله «وفي الحديث أَنه قال إلخ» عبارة النهاية: الا أنبئكم ما العضه؟ هي من النميم إلخ). إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ ما العَضْه؟ هي النَّميمة؛ وقال ابن الأَثير: هي النميمة القالةُ بين الناس، هكذا روي في كتب الحديث، والذي جاء في كتب الغريب: أَلا أُنْبئُكم ما العِضَةُ؟ بكسر العين وفتح الضاد.
وفي حديث آخَر: إِيِّاكُمْ والعِضَةَ. قال الزمخشري: أَصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ . . . أكمل المادة من العَضْه، وهو البَهْتُ، فحذف لامه كما حذفت من السَّنة والشَّفَة، ويجمع على عِضِينَ. يقال: بينهم عِضَةٌ قبيحةٌ من العَضِيهةِ.
وفي الحديث: مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فاعْضَهُوه؛ هكذا جاء في رواية أَي اشْتِموهُ صريحاً، من العَضِيهَة البَهْت.
وفي حديث عُبادةَ بن الصامِتِ في البَيْعة: أَخَذَ علينا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لا نُشْرِك بالله شيئاً ولا نَسْرِقَ ولا نَزْنيَ ولا يَعْضَهَ بعضُنا بعضاً أَي لا يَرْمِيَه بالعَضِيهة، وهي البُهْتانُ والكذبُ، معناه أَن يقول فيه ما ليس فيه ويَعْضَهَه، وقد عَضَهَه يَعْضَههُ عَضْهاً.
والعَضَهُ: الكذِبُ.
ويقال: يا لِلْعضِيهة ويا للأَفِيكةِ ويا لِلْبَهيتةِ، كُسِرَتْ هذه اللامُ على معنى اعْجَبُوا لهذه العَضيهةِ فإِذا نصبْتَ اللامَ فمعناه الاستغاثة؛ يُقال ذلك عند التعَجُّب من الإِفْكِ العظيم. قال ابن بري: قال الجوهري قال الكسائي العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ؛ قال ابن بري: قال الطوسي هذا تصحيف وإِنما الكذب العَضْهُ، وكذلك العَضيهةُ، قال وقول الجوهري بعدُ وأَصله عِضَهةٌ، قال: صوابه عَضْهة لآَن الحركة لا يُقْدَم عليها إِلا بدليل.
والعِضَهُ: السِّحْرُ والكَهانةُ.
والعاضِهُ: الساحرُ، والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قال: أَعُوذُ بربي من النَّافِثا تِ في عِضَهِ العاضِه المُعْضِه ويروى: في عُقَدِ العاضِه.
وفي الحديث: إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ والمُسْتَعْضِهةَ؛ قيل: هي الساحرةُ والمسْتَسْحِرة، وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً لأَنه كذبٌ وتَخْييلٌ لا حقيقةَ له. الأَصمعي وغيره: العَضْهُ السِّحْرُ، بلغة قريش، وهم يقولون للساحر عاضِهٌ.
وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْهاً: بَهَتَه ورماه بالبُهْتانِ.
وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ: تقْتُل من ساعتها إِذا نَهَشَتْ، وأَما قوله تعالى: الذين جَعَلُوا ا لقُرْآنَ عِضِينَ؛ فقد اختلف أَهلُ العربية في اشتقاق أَصله وتفسيرِه، فمنهم من قال: واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ من عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّقْته، جعلوا النُّقْصان الواوَ، المعنى أَنهم فَرَّقُوا عن المشركين أَقاوِيلَهم في القرآن فجعلوه كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً، ومنهم من جعل نُقْصانَه الهاء وقال: أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ، فاستثْقَلُوا الجمع بين هاءين فقالوا عِضَةٌ، كما قالوا شَفَة والأَصل شَفْهَة، وسَنَة وأَصلها سَنْهَة.
وقال الفراء: العِضُون في كلام العرب السِّحْرُ، وذلك أَنه جعله من العَضْهِ.
والعِضاهُ من الشجر: كل شجر له شَوْكٌ، وقيل: العِضاهُ أَعظمُ الشجر، وقيل: هي الخمْطُ، والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ، وقيل العِضاهُ اسمُ يقع على ما عَظُم من شجر الشَِّوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه، فإِن لم تكن طويلةً فليست من العِضاه، وقيل: عِظامُ الشجر كلُّها عِضاهٌ، وإِنما جَمع هذا الاسمُ ما يُسْتظلُّ به فيها كلّها؛ وقال بعض الرواة: العِضاهُ من شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح والعَوْسَجِ مما له أَرُومةٌ تبقى على الشِّتاء، والعِضاهُ على هذا القول الشجرُ ذو الشَّوْك مما جَلَّ أَو دَقَّ، والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ، والواحدة عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ وعِضَهٌ وعِضَةٌ، وأَصلها عِضْهةٌ. قال الجوهري: في عِضَةٍ تحذف الهاءُ الأَصليّة كما تُحْذف من الشَّفَة؛ وقال: ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها قال: ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع على عِضاهٍ مثل شفاهٍ، فتُرَدُّ الهاءُ في الجمع وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَة، ويُنْسَب إِليها فيقال بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ للذي يَرْعاها، وبَعِيرٌ عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ، وقالوا في القليل عِضُونَ وعِضَوات، فأَبْدَلوا مكانَ الهاء الواوَ، وقالوا في الجمع عِضاهٌ؛ هذا تعليل أَبي حنيفة، وليس بذلك القول، فأَما الذي ذهب إِليه الفارسي (* قوله «ذهب إليه الفارسي» هكذا في الأصل، وفي المحكم: ذهب إليه سيبويه). فإِنَّ عِضَةً المحذوفة يصلح أَن تكون من الهاء، وأَن تكون من الواو، أَما استدلاله على أَنها تكون من الهاء فبما نَراه من تصاريف هذه الكلمة كقولهم عِِضاهٌ وإِبلٌ عاضِهةٌ، وأَما استدلاله على كونها الواو فبقولهم عِضَوات؛ قال: وأَنشد سيبويه: هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما قال: ونظيرُه سَنَة، تكون مرة من الهاء لقولهم سانَهْتُ، ومَرَّةً من الواو لقولهم سَنَوات، وأَسْنَتُوا لأَن التاء في أَسْنَتُوا، وإِن كانت بدلاً من الياء، فأَصلُها الواوُ إِنَّما انقلبت ياءً للمجاوزة، وأَما عِضاهٌ فيحتمل أَن يكون من الجمع الذي يفارق واحدَه بالهاء كقَتادةٍ وقَتادٍ، ويحتمل أَن يكون مكسراً كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ، والنسب إِلى عِضَهٍ عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ، فأَما قولهم عِضاهِيٌّ فإِن كان منسوباً إِلى عضة فهو من شاذِّ النسب، وإِن كان منسوباً إِلى العِضاه فهو مردودٌ إِلى واحدها، وواحدُها عضاهةٌ، ولا يكون منسوباً إِلى العضاه الذي هو الجمع، لأَن هذا الجمع وإِن أَشْبَهَ الواحد فهو في معناه جَمْعٌ، أَلا ترى أَن مَنْ أَضافَ إِلى تَمْرٍ فقال تَمْريّ لم يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما نسَبَ إِلى تَمْرةٍ، وحذف الهاء لأَن ياء النسب وهاءَ التأْنيث تَتَعاقَبان؟ والنحويون يقولون: العِضاهُ الذي فيه الشَّوْك، قال: والعرب تُسَمِّي كلَّ شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ شيء جاز البَقْلَ العِضاهَ.
وقال: السَّرْحُ كلُّ شجرة لا شَوْكَ لها، وقيل: العِضاه كلُّ شجرة جازت البُقول كان لها شَوْكٌ أَو لم يكن، والزَّيْتُونُ من العِضاه، والنَّخْل من العِضاه. أَبو زيد: العضاهُ يَقَع على شجرٍ من شجر الشَّوْك، وله أَسماءٌ مختلفة يجمعها العِضاهُ، وإِنما ا لعِضاهُ الخالصُ منه ما عَظُمَ واشتدَّ شوكُه. قال: وما صَغُر من شجر الشَّوْك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ. قال: والعِضُّ والشِّرْسُ لا يُدْعَيانِ عِضاهاً.
وفي الصحاح: العِضاه كلُّ شجر يَعْظُم وله شوك؛ أَنشد ابن بري للشماخ: يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ، نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ وهو على ضربين: خالص وغير خالصٍ، فالخالصُ الغَرْفُ والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ والعُرْفُطُ والقَتادُ الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ، وما ليس بخالص فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ، فهذه تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ من القَوْسِ، وما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ، وما ليس بعِضٍّ ولا عِضاهٍ من شجر الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّجُ.
وفي الحديث: إِذا جئتم أُحُداً فكُلُوا من شجره أَو من عِضاهِه؛ العِضاهُ: شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُِّ شجر عَظُمَ له شوكٌ، الواحدَةُ عِضَةٌ، بالتاء، وأَصلها عِضْهَةٌ.
وعَضِهَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَعْضَهُ عَضَها إِذا رعت العِضاهَ.
وأَعْضَهَ القومُ: رعت إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ: يرعى العضاه.
وفي حديث أَبي عبيدة: حتى إِن شِدْق أَحَدهم بمنزلة مِشْفَر ا لبعير العَضِه؛ هو الذي يرعى العضاه، وقيل: هو الذي يشتكي من أَكل العضاه، فأَما الذي يأْكل العِضاهَ فهو العاضِهُ، وناقة عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كذلك، وجِمالٌ عَواضِهُ وبعير عَضِهٌ يكون الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ من أَكلها؛ قال هِمْيانُ بن قُحافَةَ السَّعْدِيّ: وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، قَرِيبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ، أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قوله كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه؛ أَراد كل جُماليَّةٍ ولا يَعْني به الجملَ لأَن الجمل لا يضاف إِلى نفسه، وإِنما يقال في الناقة جُمالِيَّة تشبيهاً لها بالجمل كما قال ذو الرمة: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها ولكنه ذكَّره على لفظ كل فقال: كلَّ جُمالِيٍّ عضه. قال الفارسي: هذا من معكوس التشبيه، إِنما يقال في الناقةِ جُماليَّة تشبيهاً لها بالجمل لشدّته وصلابته وفضله في ذلك على الناقة، ولكنهم ربما عكسوا فجعلوا المشبه به مشبهاً والمشبه مشبهاً به، وذلك لِما يريدون من استحكام الأَمر في الشَّبَه، فهم يقولون للناقةِ جُمالِيَّةٌ، ثم يُشْعِرُونَ باستحكام الشَّبَهِ فيقولون للذكر جُمالِيٌّ، ينسبونه إِلى الناقة الجُماليَّة، وله نظائر في كلام العرب وكلام سيبويه؛ أَما كلام العرب فكقول ذي الرمة: ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه، إِذا لَبَّدَتْهُ السارياتُ الرَّكائِكُ فشبه الرمل بأَوراك النساء والمعتاد عكس ذلك، وأَما من كلام سيبويه فكقوله في باب اسم الفاعل: وقالوا هو الضاربُ الرجلَ كما قالوا الحَسَنُ الوَجْهَ، قال: ثم دار فقال وقالوا هو الحَسَنُ الوَجْهَ كما قالوا الضاربُ الرجلَ.
وقال أَبو حنيفة: ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ، وقد عَضِهَتْ عَضَهاً.
وأَرضٌ عَضيهَةٌ: كثيرة العِضاهِ، ومُعْضِهَةٌ: ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ، وهي مذكورة في موضعها: الجوهري: وتقول بعير عَضَوِيٌّ وإِبل عَضَوِيَّةٌ بفتح العين على غير قياس.
وعَضَهْْتُ العِضاهَ إِذا قطعتها.
وروى ابن بري عن علي بن حمزة قال: لا يقال بعير عاضِهٌ للذي يرعى العِضاهَ، وإِنما يقال له عَضهٌ، وأَما العاضِهُ فهو الذي يَشْتَكي عن أَكل العِضاهِ.
والتَّعْضِيهُ: قطع العِضاهِ واحْتِطابُه.
وفي الحديث: ما عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بتركها التسبيح.
ويقال: فلان يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا شِعْرَ غيرِه؛ وقال: يا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ كَذبْتَ إِنَّ شَرَ ما قيلَ الكَذِبْ وكذلك: فلان يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل شِعْرَه، والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجبِ من الشجر، وهو قشره؛ ومن أَمثالهم السائرة:ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها وهو مثل قولهم: العَصا من العُصَيَّةِ؛ وقال الشاعر: إِذا ماتَ منهم سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه، ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها يريد: أَن الابن يُشْبِهُ الأَبَ، فمن رأَى هذا ظنه هذا، فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ، والشكيرُ: ما يَنْبُتُ في أَصْلِ الشجرة:

دلج (لسان العرب) [1]


الدُّلْجَةُ: سَيْرُ السَّحَرِ.
والدَّلْجَةُ: سَيْرُ الليل كلِّه.
والدَّلَجُ والدَّلَجانُ والدَّلَجَة، الأَخيرة عن ثعلب: الساعة من آخر الليل، والفعل الإِدْلاجُ.
وأَدْلَجُوا: ساروا من آخر الليل.
وادَّلَجُوا: ساروا الليل كله؛ قال الحطيئة: آثَرْتُ إِدْلاجي على لَيْلِ حُرَّةٍ، هَضِيمِ الحَشَى، حُسَّانَةِ المُتَجَرِّدِ وقيل: الدَّلَجُ الليلُ كله من أَوله إِلى آخره، حكاه ثعلب عن أَبي سليمان الأَعرابي، وقال: أَيَّ ساعة سرت من أَوَّل الليل إِلى آخره فقد أَدْلَجْتَ، على مثال أَخْرَجْتَ. ابن السِّكِّيتِ: أَدْلَجَ القومُ إِذا ساروا الليلَ كله، فهم مُدْلِجُونَ.
وادَّلَجُوا إِذا ساروا في آخر الليل، بتشديد الدال؛ وأَنشد: إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا، لمْ يُدْلِجِ اللَّيْلَةَ فيمن أَدْلَجا ويقال: خرجنا بِدُلْجَةٍ ودَلْجَةٍ إِذا خرجوا في آخر . . . أكمل المادة الليل. الجوهري: أَدْلَجَ القَوم إِذا ساروا من أَول الليل، والاسم الدَّلَجُ، بالتحريك.
والدُّلْجَةُ والدَّلْجَةُ أَيضاً، مثل بُرْهَةٍ من الدهر وبَرْهَةٍ، فإِن ساروا من آخر الليل فقد ادَّلَجُوا، بتشديد الدال، والاسم الدَّلْجَةُ والدُّلْجَةُ.
وفي الحديث: عليكم بالدُّلْجَةِ؛ قال: هو سير الليل، ومنهم مَن يجعل الإِدْلاجَ لليل كله، قال: وكأَنه المراد في هذا الحديث لأَنه عقبَه بقوله: فإِن الأَرض تُطْوَى بالليل، ولم يفرق بين أَوله وآخره؛ وأَنشدوا لعليّ، عليه السلام: إِصْبِرْ على السَّيْرِ والإِدْلاجِ في السَّحَرِ، وفي الرَّواحِ على الحاجاتِ والبُكَرِ فجعل الإِدلاج في السحر؛ وكان بعض أَهل اللغة يُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ في قوله: وتَشْكُو بِعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها، وقِيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ القوم، أَدْلِجي ويقول: كيف يكون الإِدْلاج مع الصبح؟ وذلك وهم، إِنما أَراد الشماخ تشنيع المُناجي على النُّوّام، كما يقول القائل: أَصبحتم كم تنامون، هذا معنى قول ابن قتيبة، والتفرقة الأُولى بين أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ قول جميع أَهل اللغة إِلاَّ الفارسي، فإِنه حكى أَن أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ لغتان في المعنيَين جميعاً، وإِلى هذا ينبغي أَن يذهب في قول الشماخ، وقال الجوهري: إِنما أَراد أَن المنادي كان ينادي مرة: أَصْبَحَ القومُ، كما يقال أَصبحتم كم تنامون، ومرة ينادي: أَدْلِجي أَي سيري ليلاً.
والدَّلِيج: الاسم؛ قال مليح: بِهِ صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الواسِقِ والمُدْلِجُ: القُنْفُذُ لأَنه يُدْلِجُ ليلته جمعاءَ؛ كما قال: فَباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً، ويَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ وسمي القنفذ مُدْلِجاً لأَنه لا يَهْدَأُ بالليل سَعْياً؛ قال رؤبة: قَوْمٌ، إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عليهمُ، حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِيمةِ تَمْزَعُ ودَلَجَ السَّاقي يَدْلِجُ ويَدْلُجُ، بالضم، دُلُوجاً: أَخذ الغَرْبَ من البئر فجاء بها إِلى الحوض؛ قال: لهامِرْفَقانِ أَفْتَلانِ، كأَنَّما أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ والمَدْلَجُ والمَدْلَجَةُ: ما بين الحوض والبئر؛ قال عنترة: كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ، لها في كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ والدَّالِجُ: الذي يتردَّد بين البئر والحوض بالدلو يُفْرغُها فيه؛ قال الشاعر: بانَتْ يَداه عن مُشَاشِ والِجِ، بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ وقيل: الدَّلْجُ أَن يأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ، فيذهب بها حيث شاء؛ قال: لوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّي التَّعْلية: أَن يَنْثَأَ بعضُ الطَّيِّ في أَسفل البئر، فينزل رجل فِي أَسفلها فَيُعَلِّي الدَّلْو عن الحَجَرِ الناتئ. الجوهري والدَّالِجُ الذي يأْخذ الدلو ويمشي بها من رأْس البئر إِلى الحوض حتى يفرغها فيه.
ويقال للذي ينقل اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلى الجفانِ: دالِجٌ.
والعُلْبَةُ الكبيرة التي يُنقل فيها اللَّبَنُ، هي المَدْلَجَةُ.
ودَلَجَ بِحِمْلِهِ يَدْلِجُ دَلْجاً وَدُلُوجاً، فهو دَلُوجٌ: نهض به مُثْقَلاً؛ قال أَبو ذؤيب: وذلك مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ، خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّيارِ، دَلُوجُ والدَّوْلَجُ والتَّوْلَجُ: الكِناس الذي يتخذه الوحش في أُصول الشجر، الأَصل: وَوْلَج، فقلبت الواو تاءً ثم قلبت دالاً؛ قال ابن سيده: الدال فيها بدل من التاءِ عند سيبويه، والتاءُ بدل من الواو عنده أَيضاً. قال ابن سيده: وإِنما ذكرته في هذا المكان لغلبة الدال عليه، وأَنه غير مستعمل على الأَصل؛ قال جرير: مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ دَوْلَجا ويروى تَوْلَجا؛ وقال العجاج: واجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: لقيتني امرأَة أُبايعها فأَدخلتها الدَّوْلَج؛ الدَّوْلَجُ: المَخْدَعُ، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. قال: وأَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ من وَلَجَ يَلِجُ إِذا دخل، فأَبدلوا من التاءِ دالاً، فقالوا دَوْلَجٌ.
وكل ما وَلَجْتَ من كَهْف أَو سَرَبٍ، فهو تَوْلَجٌ ودَوْلَجٌ؛ قال: والواو زائدة.
وقد جاءَ الدَّوْلَجُ في حديث إِسلام سَلْمان، وقالوا: هو الكِناسُ مأْوى الظِّباءِ.
والدَّوْلَجُ: السَّرَبُ، فَوْعَلٌ، عن كُراع، وتَفْعَلٌ، عند سيبويه، داله بدل من تاء.
ودَلْجَةٌ ودَلَجَةٌ ودَلاَّجٌ ودَوْلَجٌ: أَسماءُ.
ومُدْلِجٌ: رجل؛ قال: لا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني مُدْلِجِ تأْتيكِ، حتى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي وتَقْنَعِي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، وبالثُّمام وعُرام العَوْسَجِ ومُدْلِجٌ: أَبو بَطْنٍ.
ومُدْلِجٌ، بضم الميم: قبيلة من كنانة ومنهم القافَةُ.
وأَبو دُلَيْجَة: كنية؛ قال أَوس: أَبا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصي بأَرْمَلَةٍ؟ أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذي طِمْرَيْنِ مِمْحالِ؟ والتُّلَجُ: فرخ العقاب، أَصله دُلَجٌ.

زبد (لسان العرب) [1]


الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سيده: الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللين، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة، والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا، لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر: لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.
وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم . . . أكمل المادة قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.
وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن سيده: وليس بشيء.
وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها.
وكل ما أُخِذ خالصه، فقد تُزُبَّد.
وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده.
ومن أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن.
والصريح: اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون.
ويقال: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه.
وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.
وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه.
والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ.
وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح، وذلك إِذا ارتجن؛ يضرب مثلاً لاختلاط الحق بالباطل. الليث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان.
وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد بمعنى.والزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره إِذا هاج.
وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه. الجوهري: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها، والزّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ.
وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، والجمع أَزْباد.
والزَّبْدة: الطائفة منه.
وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه.
وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه ورضخ له من مال.
والزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد والعطاء.
وفي الحديث: أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هدية فردَّها وقال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم. الأَصمعي: يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت: أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين: أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة، وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما، وقيل: إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام، وقيل: ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل؛ قال: وليس ذلك مناقضاً لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب.
والزَّبْدُ: العَونُ والرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها وأَسرع إِليها؛ وأَنشد: تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا الحذَّاءُ: اليمين المنكرة.
وتَزَبَّدَها: ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة، وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة.
والزُّبَّاد: نبت معروف. قال ابن سيده: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة، وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب؛ وقال أَبو حنيفة: له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه. قال وقال أَبو زيد: الزّبَّادُ من الأَحرار.
وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر. قال أَعرابي: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده، وكل ذلك مفسر في مواضعه.
وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر.
وتَزْبيدُ القطن: تنفيشه.
وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله.
والزَّباد: مثل السِّنَّوْر (* قوله «والزباد مثل السنور» صريحه أنه دابة مثل السنور.
وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب، وانما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز) . الصغير يجلب من نواحي الهند وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد، يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع، وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
وزُبَيْدة: لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم الأَمين محمد بن هرون، وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً.التهذيب: وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن.
وزبُيَد، بالضم: بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي.
وزَبِيدُ، بفتح الزاي: موضع باليمن.
وزَبْيَدان: موضع.

خضب (لسان العرب) [1]


الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه.
وفي الصحاحِ: الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به.
واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه، وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً، وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قال الأَعشى: أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ، أَو على قوله: فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، * ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ، أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ، أَو المخفوضِ في كَشْحَيْهِ.
وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنّاءِ يَخْضِبُه؛ والخِضِابُ: الاسم. قال السهيلي: عبدُالمطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب.
ويقال: اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غير ذكر الشَّعَرِ.
وكلُّ ما غُيِّرَ . . . أكمل المادة لَوْنهُ، فهو مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، وكذلك الأُنثى، يقال: كَفٌّ خَضِيبٌ، وامرأَةٌ خَضِيبٌ، الأَخيرة عن اللِّحْياني، والجمع خُضُبٌ. التهذيب: كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فهو مَخْضُوبٌ.
وفي الحَديث: بَكَى حتى خضَبَ دَمْعُه الحَصى؛ قال ابن الأَثير: أَي بَلَّها، مِن طَريقِ الاسْتِعارةِ؛ قال: والأَشْبَهُ أَن يكون أَراد الـمُبالغةَ في البُكاءِ، حتى احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصى.
والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ على التَّشْبِيه بذلك.
وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوه وتَخَضَّبَ، واسْمُ ما يُخْضَبُ به: الخِضابُ.
والخُضَبةُ، مثال الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ.
وبنانٌ خَضيبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ. الليث: والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غيره: والخاضِبُ الظَّلِيمُ الذي اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ وقيل: هو الذي قد أَكلَ الرَّبِيعَ، فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قال أَبو دُواد: له ساقا ظَلِيمٍ خا * ضِبٍ، فُوجئَ بالرُّعْبِ وجمعه خَواضِبُ؛ وقيل: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذي أَكلَ الخُضْرةَ. قال أَبو حنيفة: أَمـّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فيكون مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه، ويكون مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ في الرَّبيعِ، مِن غير خَضْبٍ شيءٍ، وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ، فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ وقد قيل في ذلك أَقوالٌ، فقال بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ: إِذا كان الرَّبِيعُ، فأَكلَ الأَساريعَ، احْمَرَّت رِجلاه ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قال: فلو كان هذا هكذا، كان ما لم يأْكل منها الأَساريعَ لا يَعْرِضُ له ذلك؛ وقد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إِذا بدَأَ يَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ، فإِذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه؛ فهذا على هذا، غَريزةٌ فيه، وليس من أَكل الأَسارِيعِ. قال: ولا أَعْرِف النَّعام يأْكل من الأَسارِيعِ.
وقد حُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قال: الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذا اغْتَلَمَ في الرَّبيع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خاص بالذكر.
والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، وصَدْرُه، وفَخِذاه، الجِلْدُ لا الرِّيشُ، حُمرةً شديدةً، ولا يَعْرِضُ ذلك للأُنثى؛ ولا يقال ذلك إِلاّ للظَّلِيمِ، دون النَّعامةِ. قال: وليس ما قيل مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ، لأَنَّ ذلك يعرض للدَّاجِنةِ في البُيوت، التي لا تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً، ولا يَعْرض ذلك لإِناثِها. قال: وليس هو عند الأَصمعي، إِلاّ مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، ولو كان كذلك، لكان أَيضاً يَصْفَرُّ، ويَخْضَرُّ، ويكون على قدر أَلوان النَّوْر والبَقْل، وكانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَوَلا تراهم حين وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر ما وَصَفُوا! ومِن أَيِّ ما كان، فإِنه يقال له: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التي تَعْترِي ساقَيْهِ، والخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ يُعرَفُ به، فإِذا قالوا خاضِبٌ، عُلِمَ أَنه إِيّاه يريدُون؛ قال ذو الرمة: أَذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّيِّ، مَرْتَعُه، * أَبو ثَلاثين أَمـْسَى، وهو مُنْقَلِبُ؟ فقال: أَم خاضِبٌ، كما أَنه لو قال: أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ، كان سواءً؛ هذا كلُّه قول أَبي حنيفة. قال: وقد وَهِمَ في قوله بَتَّةً، لأَنّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلف واللام لا غيرُ، ولم يُجز سُقوط الأَلف واللام منه، سَماعاً من العرب.
وقوله: وَصْفٌ له عَلم، لا يكون الوَصْفُ عَلماً، إِنما أَراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ، حتى صار بمنزلة الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث والعباس. أَبو سعيد: سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً، لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذا ترَبَّع، وهو في الصَّيْفِ يَفْرَعُ(1) (1 قوله «يفرع إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع.) ويَبْيَضُّ ساقاهُ.
ويقال للثور الوحشي: خاضِبٌ إِذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ(2) (2 قوله «ويقال للثور الوحشي خاضب إِذا اختضب بالحناء إلخ» هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خاضب إِذا اختضب بالحناء.)، وإِذا كان بغير الحِنَّاء قيل: صَبَغَ شَعَره، ولا يقال: خَضَبَه.وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ.
وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، واسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ، والجمع خُضُوبٌ؛ قال حميد بن ثور: فَلَـمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ، * مِنَ الجَوْفِ، فيه عُلَّفٌ وخُضُوبُ وفي الصحاح: مع الجوف، فيها عُلَّف وخضوب وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ.
وخَضَبَتِ الأَرضُ: اخْضَرَّتْ.
والعرب تقول: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إِخْضاباً إِذا ظَهَرَ نَبْتُها.
وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ واصْفَرَّ. ابن الأَعرابي، يقال: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذا أَورَقَ، وخَلَعَ العِضَاه. قال: وأَوْرَسَ الرِّمْثُ، وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ، وأَرْمَشَ إِذا أَوْرَقَ.
وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ.
والخَضْبُ: الجَديدُ من النَّباتِ، يُصيبه الـمَطَرُ فيَخْضَرُّ؛ وقيل : الخَضْبُ ما يَظْهر في الشَّجَر من خُضْرة، عند ابتداءِ الإِيراقِ، وجمعه خُضُوبٌ؛ وقيل: كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه، فهي خاضِبٌ، وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ.
والخَضُوبُ: النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المطر، فيَخْضِبُ ما يَخْرجُ مِنَ البَطْنِ.
وخُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فيه وُرَيْقةٌ عند الرَّبِيعِ، وتُمِدَّ عِيدانه، وذلك في أَوَّل نَبْتِه؛ وكذلك العُرْفُطُ والعَوْسَجُ، ولا يكون الخُضُوب في شيءٍ من أَنواع العِضاهِ غَيرِها.
والمِخْضَبُ، بالكسر: شِبهُ الإِجّانةِ، يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ.
والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ، ومنه الحديث: أَنه قال في مَرضه الذي ماتَ فيه: أَجْلِسُوني في مِخضَبٍ، فاغْسِلُوني.

تمر (لسان العرب) [1]


التَّمْرُ: حَمْلُ النخل، اسم جنس، واحدته تمرة وجمعها تمرات، بالتحريك.
والتُّمْرانُ والتُّمورُ، بالضم: جمع التَّمْرِ؛ الأَوَّل عن سيبويه، قال ابن سيده: وليس تكسير الأَسماء التي تدل على الجموع بمطرد، أَلا بمطرد، أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أَبرار في جمع بُرٍّ؟ الجوهري: جمع التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ، بالضم، فتراد به الأَنواع لأَن الجنس لا يجمع في الحقيقة.
وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ، كلاهما: صار في حد التَّمْرِ.
وتَمَّرَتِ النخلة وأَتْمَرَت، كلاهما: حَمَلَتِ التمر.
وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ: أَطعمهم التمر.
وتَمَّرَني فلان: أَطعمني تَمْراً.
وأَتْمَرُوا، وهم تامِرُونَ: كَثُرَ تَمْرُهم؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن تامِراً على النسب؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيء من هذا إِذا . . . أكمل المادة أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قلته بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا.
ورجل تامِرٌ: ذو تمر. يقال: رجل تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن، وقد يكون من قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التمر.
والتَّمَّار: الذي يبيع التمر.
والتَّمْرِيُّ: الذي يحبه.
والمُتْمِرُ: الكثير التَّمْرِ.
وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كثر عنده التمر.
والمَتْمُورُ: المُزَوَّدُ تَمْراً؛ وقوله أَنشده ثعلب: لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الذين، إِذا جاءَ الشتاءُ، فَجارُهم تَمْرُ يعني أَنهم يأْكلون مال جارهم ويَسْتَحلُونه كما تَسْتَحْلي الناسُ التمر في الشتاء؛ ويروى: لَسْنَا كَأَقْوَامٍ، إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنِينَ، فجارُهُمْ تَمْرُ والتَّتْمِيرُ: التقديد. يقال: تَمَّرْتُ القَدِيدَ، فهو مُتَمَّرٌ؛ وقال أَبو كاهل اليشكري يصف فرخة عقاب تسمى غُبَّة، وقال ابن بري يصف عُقاباً شبه راحلته بها: كأَنَّ رَحْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءِ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالي، وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد الأَرانب والثعالب أَي تقدّده؛ يقول: إِنها تصيد الأَرانب والثعالب فأَبدل من الباء فيهما ياء، شبه راحلته في سرعتها بالعقاب، وهي الشغواء، سميت بذلك لاعوجاجِ منقارها.
والشَّغاء: العِوَجُ.
والظمياء: العطشى إِلى الدم.
والخوافي: قصار ريش جناحها.
والوخز: شيء ليس بالكثير.
والأَشارير: جمع إِشرارة: وهي القطعة من القديد.
والثعالي: يريد الثعالب، وكذلك الأَراني يريد الأَرانب فأَبدل من الباء فيهما ياء للضرورة.
والتَّتْمِيرُ: التَّيْبِيسُ.
والتَّتْمير: أَن يقطع اللحم صغاراً ويجفف.
وتَتْمِيرُ اللحم والتمر: تَجْفِيفُهما.
وفي حديث النخعي: كان لا يرى بالتتمير بأْساً؛ التتمير: تقطيع اللحم صغاراً كالتمر وتجفيفه وتنشيقه، أَراد لا بأْس أَن يَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ، وقيل: أَراد ما قُدِّدَ من لحوم الوحوش قبل الإِحرام.
واللحمُ المُتَمَّرُ: المُقَطَّع.
والتامور والتَّامُورة جميعاً: الإِبريق؛ قال الأَعشى يصف خَمَّارة: وإِذا لَها تامُورَةٌ مرفوعةٌ لِشَرابِها ولم يهمزه، وقيل: حُقَّة يجعل فيها الخمر: وقيل: التامور والتامورة الخمر نفسها. الأَصمعي: التامور الدم والخمر والزعفران.
والتامور: وزير الملك.
والتامور: النَّفْسُ. أَبو زيد: يقال لقد علم تامورُك ذلك أَي قد علمت نفسُك ذلك.
والتامور: دم القلب، وعمَّ بعضهم به كل دم؛ وقول أَوْسِ بن حَجَرٍ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ قال الأَصمعي: أَي مُهْجَةَ نَفْسه، وكانوا قتلوه؛ وقال عمر بن قُنْعاسٍ المرادي، ويقال قُعاس: وتامُورٍ هَرَقْتُ، وليس خَمْراً، وحَبَّةِ غَيْرِ طاحيَةٍ طَحَيْتُ وأَورده الجوهري: وحبة غير طاحنة طحنت بالنون. قال ابن بري: صواب إِنشاده: وحبة غير طاحية طحيت، بالياء فيهما، لأَن القصيدة مردفة بياء وأَوّلها: أَلا يا بَيْتُ بالعَلْيَاءِ بَيْتُ، ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ قال ابن بري: ورأَيته بخط الجوهري في نسخته طاحنة طحنت، بالنون فيهما.
وقد غيره من رواه طحيت، بالياء، على الصواب.
ومعنى قوله: حبة غير طاحية، بالياء، حبة القلب أَي رب علقة قلب مجتمعة غير طاحية هرقتها وبسطتها بعد اجتماعها. الجوهري: والتَّامُورَةُ غِلافُ القلب. ابن سيده: والتامور غلاف القلب، والتامور حبة القلب، وتامور الرجل قلبه. يقال: حَرْفٌ في تامُورك خير من عشرة في وعائك.
وعَرَّفْتُه بِتامُوري أَي عَقْلي.
والتَّامُور: وعاء الولد.
والتَّامُور: لَعِبُ الجواري، وقيل: لعب الصبيان؛ عن ثعلب.
والتَّامُور: صَوْمَعَةُ الراهب.
وفي الصحاح: التامورة الصومعة؛ قال ربيعة ابن مَقْرومٍ الضَّبّيُّ: لَدَنا لبَهْجَتِها وحُسْنِ حَدِيثِها، ولَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ يَتَنَزَّلُ ويقال: أَكل الذئبُ الشاةَ فما ترك منها تاموراً؛ وأَكلنا جَزَرَةً، وهي الشاة السمينة، فما تركنا منها تاموراً أَي شيئاً.
وقالوا: ما في الرَّكِيَّةِ تامُورٌ يعني الماء أَي شيء من الماء؛ حكاه الفارسي فيما يهمز وفيما لا يهمز.
والتَّامُورُ: خِيسُ الأَسد، وهو التامورة أَيضاً؛ عن ثعلب.
ويقال: احذر الأَسد في تاموره ومِحْرابِهِ وغِيلِهِ وعِرْزاله.
وسأَل عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، عمرو بن معد يكرب عن سعد فقال: أَسد في تامورته أَي في عَرِينِهِ، وهو بيت الأَسد الذي يكون فيه، وهي في الأَصل الصومعة فاستعارها للأَسد.
والتَّامُورَةُ والتامور: عَلَقَةُ القلب ودَمُه، فيجوز أَن يكون أَراد أَنه أَسَدٌ في شدّة قلبه وشجاعته.
وما في الدار تامُورٌ وتُوموُرٌ وما بها تُومُريٌّ، بغير همز، أَي ليس بها أَحد.
وقال أَبو زيد: ما بها تأْمور، مهموز، أَي ما بها أَحد.
وبلادٌ خَلاءٌ ليس بها تُومُرِيٌّ أَي أَحد.
وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً.
وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسنَ منه.
والتُّمارِيُّ: شجرة لها مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلاَّ أَنها أَطيب منها، وهي تشبه النَّبْعَ؛ قال: كَقِدْحِ التُّماري أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ والتُّمَّرَةُ: طائر أَصغر من العصفور، والجمع تُمَّرٌ، وقيل: التُّمَّرُ طائر يقال له ابن تَمْرَة وذلك أَنك لا تراه أَبداً إِلا وفي فيه تَمْرَةٌ.
وتَيْمَرى: موضع؛ قال امرؤ القيس: لَدَى جانِب الأَفْلاج من جَنْبِ تَيْمَرى واتْمَأَرَّ الرمح اتْمِئْراراً، فهو مُتْمَئِرٌّ إِذا كان غليظاً مستقيماً. ابن سيده: واتّمَأَرَّ الرمح والحبل صلب، وكذلك الذكر إِذا اشتدَّ نَعْظُه. الجوهري: اتْمَأَرَّ الشيءُ طال واشتد مثل اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ؛ قال زهير بن مسعود الضبي: ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحَارَها بِمْتمَئِرٍّ فيه تَخْزِيبُ

رعل (لسان العرب) [1]


الرَّعْل: شِدَّة الطعن، والإِرْعال سرعته وشِدَّته.
ورَعَله وأَرْعَله بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شديداً.
وأَرْعَل الطَّعْنة: أَشبعها وملك بها يده، ورَعَله بالسيف رَعْلاً إِذا نَفَخه به، وهو سيف مِرْعَلٌ ومِخْذَم.
والرَّعْلة: القَطِيع أَو القِطْعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل: هي أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وقيل: هي القطعة من الخيل قدر العشرين (* قوله «قدر العشرين» في المحكم زيادة: والخمسة والعشرين) ، والجمع رِعال وكذلك رِعال القَطا؛ قال: تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها رِعال القَطا، في وِرْدهن بُكُور وقال امرؤ القيس: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، كأَن أَسرابَها الرِّعال وأَنشد الجوهري لَطَرفة: ذُلُقٌ في غارة مسفوحة، كَرِعال الطير أَسراباً تَمُرّ قال ابن بري: رواية الأَصمعي في صدر هذا . . . أكمل المادة البيت: ذُلُق الغارة في أَفْراعِهم ورواية غيره: ذُلُق في غارة مسفوحة، ولَدى البأْس حماة ما تَفِرّ قال: وصوابه أَن يقول الرَّعْلة القطعة من الطير، وعليه يصح شاهده لا على الخيل، قال: والرَّعْلة القطعة من الخيل، متقدمة كانت أَو غير متقدمة.قال: وأَما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال ونجوم وإبل وغير ذلك؛ قال: وشاهد الرَّعيل للإِبل قول القُحَيف العُقَيلي:أَتَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، من العام يغشاه، ومن عام أَوَّلا؟ قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها مَضَلَّة بَوٍّ في رَعِيل تَعَجَّلا وقال الراعي: يَجْدُون حُدْباً مائلاً أَشرافها، في كل مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا قال ابن سيده: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وقد يكون من الخيل والرجال؛ قال عنترة: إِذ لا أُبادِر في المَضِيق فوارسي، أَو لا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول ويكون من البقر؛ قال: تَجَرَّدُ من نَصِيَّتها نَواجٍ، كما يَنْجو من البَقَر الرَّعِيلُ والجمع أَرعال وأَراعيل، فإِما أَن يكون أَراعيل جمع الجمع، وإِما أَن يكون جمع رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: سِراعاٌ إِلى أَمره رَعِيلاً أَي رُكَّاباً على الخيل.
وفي حديث ابن زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حين أَشْفَوا على المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال: يقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
والمُسْتَرْعِل: الذي يَنْهَض في الرَّعِيل الأَول، وقيل: هو الخارج في الرَّعِيل، وقيل: هو قائدها كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قال اتأَبَّط شَرًّا: متى تَبْغِني، ما دُمْت حيّاً مُسَلّماً، تَجِدْني مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل وقيل: المُسْترعِل ذو الإِبل، وبه فسر ابن الأَعرابي المسترعِل في هذا البيت؛ قال ابن سيده: وليس بجَيِّد.
والرَّعْل: أَنف الجبل كالرَّعْن، ليست لامه بدلاً من النون؛ قال ابن جني: أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلة والرَّعِيل وهي القطعة المتقدمة من الخيل، وذلك أَن الخيل توصف بالحركة والسرعة.
وأَراعيل الرياح: أَوائلُها، وقيل: دُفَعُها إِذا تتابعت.
وأَراعيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة: تُزْجي أَراعيلَ الجَهام الخُور والرَّعْلة: النَّعامة، سميت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ تُرى إِلا سابقة للظَّلِيم.
واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تتابعت في السير والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بعضاً.
ورَعَل الشيءَ رَعْلاً: وَسَّع شَقَّه، وروى الأَحمر من السَّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلقاً، واسم ذلك المُعَلَّق الرَّعْل.
والرَّعْلة: جلدة من أُذن الشاة والناقة تشق فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة، والصفة رَعْلاء، وقيل: الرَّعْلاء التي شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً في وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبيها؛ قال الجوهري: الرَّعْلة والرَّعْل ما يقطع من أُذن الشاة ويترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمة.
والرَّعْلة: القُلْفة على التشبيه بَرْعلة الأُذن.
وغلام أَرْعَل: أَقلف، وهو منه، والجمع أَرعال ورُعْل؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّاني واسمه سَهْل بن شيبان وكان عَدِيد الأَلف في الجاهلية: رأَيت الفِتْيَة الأَعزا ل مثل الأَينُق الرُّعْل (* قوله «الأعزال» هي رواية التهذيب والجوهري والصاغاني، والذي في المحكم: الأرغال). قال ابن بري: رواه الهَرَوي في الغريبين الأَعزال جمع عُزُل الذي لا سلاح معه مثل سُدُم وأَسدام، ورواه ابن دريد الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل وهو الأَغلف. قال ابن بري: والرُّعْل جمع رَعْلاء أَي لا تمتنع منم أَحد. قال الأَزهري: وكل شيء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل.
ويقال للقَلْفاء من النساء إِذا طال موضع خَفْضها حتى يسترخي أَرْعَل؛ ومنه قول جرير: رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل العريض الواسع؛ ويقال للشاة الطويلة الأُذن رَعْلاء.
ونَبْت أَرْعَلُ: طويل مُسْتَرْخٍ؛ قال: تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، ومُظْلِماً ليس على دَمَال ورواه أَبو حنيفة: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ.
وعُشْبٌ أَرعل إِذا تَثَنَّى وطال (* قوله «وطال» هكذا في الأصل، والذي في التكملة والقاموس: وطاب بالباء) ؛ قال: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا وفي النوادر: شجرة مُرْعِلة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهي مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خرجت رَعْلتها.
ورَجُل أَرْعَل بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مضطرب العقل أَحمق مُسْتَرْخٍ.
والرَّعالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء.
وفي الأَمثال: العرب تقول للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعالة أَي زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنىً.
والرَّعالة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الحال والغِنى. الأَصمعي: الأَرعل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِل يَرْعَل، فهو أَرْعَل.
والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلة؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وقد رَعَّل الكَرْمُ.
والرَّعْلة: اسم نخْلة الدَّقَل، والجمع رِعال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وقيل: هو الكريم منها، والراعِل الدَّقَل.والرِّعْل: ذكر النَّحْل، ومنه سُمِّي رِعْل بن ذَكْوان.
والرَّعْلة: واحدة الرِّعال وهي الطِّوال من النخل.
وترك فلان رَعْلة أَي عِيالاً.
ويقال: هو أَخْبَث من أَبي رِعْلة، وهو الذئب، وكذلك أَبو عِسْلة.
والرَّعْلة: اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: والرَّعْلة الخِيرة من بناتها ورَعْلة: اسم فرس أَخي الخنساء؛ قالت: وقد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت، فَلَيْتَ الخَيْل فارسها يراها ويقال: مَرَّ فلان يَجُرُّ رَعْله أَي ثيابه.
ويقال لما (* قوله «ويقال لما إلخ» عبارة القاموس وشرحه: ويقال لما تهدل من النبات أرعل، كذا في العباب، وفي اللسان: لما تهدل من الثياب) تَهَدَّل من الثياب أَرْعَل.
والمُرَعَّل: خيار المال؛ قال الشاعر: أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا نساءً، وجئنا بالهِجان المُرَعَّل والرُّعْلول: بَقْل، ويقال هو الطَّرْخون.
وابن الرَّعْلاء: من شُعَرائهم.
ورِعْل وذَكْوان: قبيلتان من سُلَيْم. قال ابن سيده: رِعْل ورِعْلة جميعاً قبيلة باليمن، وقيل: هم من سُلَيْم.
والرَّعْل: موضع.

عرن (لسان العرب) [1]


العَرَنُ والعُرْنَةُ: داء يأْخُذُ الدابة في أُخُرِ رجلها كالسَّحَج في الجلد يُذْهِبُ الشَّعر، وقيل: هو تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل في أَيديها وأَرجلها، وقيل: هو جُسُوءِ يحدث في رُسْغِ رجل الفرس والدابة وموضع ثُنَّتِها من أُخُرٍ للشيء يصيبه فيه من الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة من أَن يَرْمَحَ جَبَلاً أَو حجراً، وقد عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً، فهي عَرِنة وعَرُونٌ، وهو عَرِنٌ؛ وعَرِنَتْ رجلُ الدابة، بالكسر، والعَرَنُ أَيضاً: شبيه بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصال في أَعناقها تَحْتكُّ منه، وقيل: قَرْحٌ يخرج في قوائمها وأَعناقها، وهو غير عَرَنِ الدواب، والفعل كالفعل.
وأَعَرَنَ الرجلُ إذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه، وأَعْرَنَ إذا وقَعَتِ الحِكَّة في إِبله؛ قال ابن السكيت: هو قَرْحٌ . . . أكمل المادة يأْخذه في عنقه فيحتك منه وربما بَرَكَ إلى أَصل شجرة واحْتَكَّ بها، قال: ودواؤه أَن يُحْرَقَ عليه الشحمُ؛ قال ابن بري: ومنه قول رؤبة: يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ، تَحَكُّكَ الأَجرَبِ يأْذَى بالعَرَنْ والعَرَنُ: أَثرُ المَرَقة في يد الآكل؛ عن الهَجريِّ.
والعِرَانُ: خشبة تُجْعَلُ في وَتَرةِ أَنف البعير وهو ما بين المَنْخِرَين، وهو الذي يكون للبَخاتيِّ، والجمع أَعْرِنة.
وعَرَنَه يَعْرُنُه ويَعْرِنُه عَرْناً: وضع في أَنفه العِرَانَ، فهو مَعْرُونٌ.
وعُرِنَ عَرْناً: شكا أَنفه من العِرَان. الأَصمعي: الخشاشُ ما يكون من عُود أَو غيره يجعل في عظم أَنف البعير، والعِرانُ ما كان في اللحم فوق الأَنف؛ قال الأَزهري: وأَصل هذا من العَرَنِ والعَرِين، وهو اللحم.
والعِرانُ: المِسْمارُ الذي يضم بين السِّنانِ والقَناة؛ عن الهَجريِّ.
والعَرِينُ: اللحم؛ قالت غادِيَةُ الدُّبيريَّةُ: مُوَشِّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها.
وهذا العجز أورده ابن سِيدَهْ والأَزهري منسوباً لغاديةَ الدُّبيرية كما ذكرناه، وأَورده الجوهري مهملاً لم ينسبه إلى أَحد، وقال ابن بري: هو لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ، قال: وهو الصحيح؛ وجملة البيت: رَغا صاحِبي، عندَ البُكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها. قال: وأَنشده أَبو عبيدة في نوادر الأَسماء؛ وأَنشد بعده: من المُلْحِ لا يُدْرَى أَرجْلُ شِمالِها، بها الظَّلْعُ لما هَرْوَلتْ، أَم يمينُها.
وفي شعره: موشمة الجنبين؛ وأَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ، والأَمْلَحُ: بين الأَبيض والأَسود، والتَّوشُّمُ: بياضٌ وسواد يكون فيه كهيئة الوَشْمِ في يد المرأَة، والرَّخْصُ: الرَّطْبُ الناعم، وقيل: العَرِينُ اللحم المَطْبُوخ. ابن الأَعرابي: أَعْرَنَ إذا دام على أَكل العَرَنِ، قال: وهو اللحم المطبوخ.
والعَرِينُ والعَرِينَةُ: مأْوى الأَسد الذي يأْلفه. يقال: ليثُ عرينَةٍ وليْثُ غابةٍ، وأَصلُ العَرين جماعة الشَّجر؛ قال ابن سيده: العَرينة مأْوى الأَسد والضبع والذئب والحية؛ قال الطرّمّاح يصف رَحْلاً: أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ منه، كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرينِ.
وقيل: العَرينُ الأَجَمةُ ههنا؛ قال الشاعر: ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحديدِ مُدَجِّجٍ، كاللَّيْثِ بين عَرينَةِ الأَشْبالِ. هكذا أَنشده أَبو حنيفة: مُدَجِّجٍ، بالكسر، والجمع عُرُنٌ.
والعَرينُ: هَشيمُ العِضاهِ.
والعرينُ: جماعة الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ، كان فيه أَسد أَو لم يكن.
والعَرينُ والعِرَانُ: الشَّجر المُنْقاد المُسْتطيل.
والعَرين: الفِناء.
وفي الحديث: أَن بعض الخُلفاء دفن بعَرينِ مكة أَي بفنائها، وكان دفن عند بئر مَيْمُون.
والعَرينُ في الأَصل: مأْوى الأَسد، شبهت به لعزها ومَنَعتِها، زادها الله عزّاً ومَنَعةً.
والعَرينُ: صياحُ الفاختة؛ أَنشد الأَزهري في ترجمة عزهل: إذا سَعْدانةُ السََّعفاتِ ناحَتْ عَزَاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرِينا. العَرينُ: الصوتُ.
والعِرَانُ: القِتالُ.
والعِرانُ: الدار البعيدة.
والعِرانُ: البُعْدُ وبُعْدُ الدار. يقال: دارهم عارِنَة أَي بعيدة.
وعَرَنَتِ الدارُ عِراناً: بَعُدَتْ وذهبت جهة لا يريدها من يحبه.
ودِيارٌ عِرَانٌ: بعيدة، وُصِفَتْ بالمصدر؛ قال ابن سيده: وليست عندي بجمع كما ذهب إليه أَهل اللغة؛ قال ذو الرمة: أَلا أَيُّها القلْبُ الذي بَرَّحَتْ به منازِلُ مَيٍّ، والعِرانُ الشَّواسِعُ.
وقيل: العِرَان في بيت ذي الرمة هذا الطُّرُقُ لا واحد لها.
ورجل عِرْنةٌ: شديد لا يطاق، وقيل: هو الصِّرِّيعُ. الفراء: إذا كان الرجل صِرِّيعاً خبيثاً قيل: هو عِرْنةٌ لا يُطاق؛ قال ابن أَحمر يصف ضَعْفَه: ولسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ، سلاحي عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا. يقول: لست بقَوِيٍّ، ثم ابتدأَ فقال: سلاحي عصاً أَسوق بها حماري ولست بمُقْرِنٍ لقِرْني. قال ابن بري في العِرْنةِ الصِّرِّيعِ، قال: هو مما يمدح به، وقد تكون العِرْنةُ مما يُذَم به، وهو الجافي الكَزّ.
وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيّ: هو الذي يَخْدُمُ البيوتَ.
ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنانِ، قال الجوهري: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ، وهو المِسمارُ.
والعَرَنُ: الغَمَرُ.
والعَرَنُ: رائحة لحم له غَمَرٌ؛ حكى ابن الأَعرابي: أَجِدُ رائحة عَرَنِ يديك أَي غَمَرَهما، وهو العَرَمُ أَيضاً.
والعَرَنَ والعِرْنُ: ريح الطبيخ؛ الأُولى عن كراع.
ورجل عَرِنٌ: يلزَم الياسِرَ حتى يَطْعَمَ من الجَزُورِ.
وعِرْنَينُ كل شيء: أَوَّله.
وعِرْنينُ الأَنف: تحت مُجْتَمَع الحاجبين، وهو أَول الأَنف حيث يكون فيه الشَّمَمُ. يقال: هم شُمُّ العَرانينِ، والعِرْنينُ الأَنف كله؛ وقيل: هو ما صَلُبَ من عَظْمِه؛ قال ذو الرمة: تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرْنَبةٍ شَمّاءَ، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أقْنى العِرْنينِ أَي الأََنف، وقيل: رأْس الأنف.
وفي حديث علي، عليه السلام: من عَرانين أُنوفها؛ وفي قصيد كعب: شُمُّ العَرانينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ واستعاره بعض الشعراء للدهر فقال: وأَصبَحَ الدهرُ ذو العِرْنين قد جُدِعا.
وجمعه عَرانينُ.
وعَرانِينُ الناس: وُجوهُهم.
وعَرانِينُ القوم: سادتهم وأَشرافُهم على المَثل؛ قال العجاج يذكر جيشاً: تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ.
والعُرانية: مَدُّ السيل: قال عَديُّ بن زيد العبّادي: كانتْ رياحٌ، وماءٌ ذو عُرانيةٍ، وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً ولا خَلَلا وماء ذو عُرانية إذا كثر وارتفع عُبابُه.
والعُرانية، بالضم: ما يرْتفع في أَعالي الماء من غَوارِب المَوْج.
وعَرانينُ السحاب: أَوائلُ مطره؛ ومنه قول امرئ القيس يصف غيثاً: كأَنَّ ثَبِيراً في عَرانِينَ وَدْقِه، من السَّيل والغُثَّاءِ، فلكةُ مِغْزل (* ويروى: وبله بدل ودقه والمعنى واحد).
والعِرْنةُ: عُروق العَرَتُنِ، وفي الصحاح: عُروق العَرَنْتُنِ.
والعِرْنة: شجرُ الظِّمْخِ يجيء أَديمه أَحمر.
وسِقاءٌ معْرون ومُعَرَّنٌ: دبغ بالعِرْنة، وهو خشب الظِّمخ؛ قال ابن السكيت: هو شجر يشبه العوسج إلا أَنه أَضخم منه، وهو أَثِيتُ الفَرْعِ وليس له سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثم يُطبَخ فيجيء أَديمه أَحمر.
وقال شمر: العَرَتُنُ، بضم التاء، شجر، واحدتها عَرَتُنة.
ويقال: أَديم مُعَرْتَنٌ. قال الأَزهري: الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخةٌ، وهو العِرْنُ، واحدتها عِرْنة، شجرة على صورة الدُّلْب تُقْطع منه خُشُب القصَّارين التي تُدْفن، ويقال لبائعها: عَرَّانٌ.
وحكى ابن بري عن ابن خالويه: العِرْنة الخشبة المدفونة في الأَرض التي يَدُقُّ عليها القصّار، وأَما التي يدق بها فاسمها المِئجَنة والكِدْنُ.
وعُرَيْنة وعَرينٌ: حيّان. قال الأَزهري: عُرَينة حيٌّ من اليمن.
وعَرين: حيّ من تميم؛ ولهم يقول جرير: عَرِينٌ من عُرَيْنةَ ليس مِنَّا، بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَةَ من عَرينِ قال ابن بري: عَرينُ بن ثعلبة بن يَرْبوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مَناةَ بن تميم، قال: وقال القَزّاز عَرين في بيت جرير هذا اسم رجل بعينه.
وقال الأَخفش: عَرينٌ في البيت هو ثعلبة بن يربوع، ومَعْرونٌ اسم، وكذلك عُرَّان.
وبنو عَرين: بطن من تميم.
وعُرَينة، مصغر: بطن من بَجيلة.
وعُرونة وعُرَنة: موضعان.
وعُرَنات: موضع دون عرفات إلى أَنصاب الحرَم؛ قال لبيد: والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا، إذ أَزْمَعَ العُجْمُ به ما أَزْمَعا.
وعِرْنانُ: غائط واسع منخفض من الأَرض؛ قال امرؤ القيس: كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ بشُرْبةَ، أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ.
وعِرانُ البَكْرة: عُودها ويُشَدُّ فيه الخُطَّافُ.
ورَهْطٌ من العُرَنِيِّين، مثال الجُهَنِيِّين: ارتدوا فقتلهم النبي، صلى الله عليه وسلم.
وعِرْنانُ: اسم جبل بالجَناب دون وادي القُرى إلى فَيْدٍ.
وعِرْنان: اسم واد معروف.
وبطْنُ عُرَنة: واد بحذاء عرفات.
وفي حديث الحج: وارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة؛ هو بضم العين وفتح الراء، موضع عند الموقف بعرفات.
وفي الحديث: اقْتُلوا من الكلاب كلَّ أَسوَدَ بهيم ذي عُرْنَتين؛ العُرْنَتان: النُّكْتتان اللتان تكونان فوق عين الكلب.

ظبا (لسان العرب) [1]


الظُّبَة: حدّ السيف والسِّنانِ والنِّصْل والخَنجر وما أَشْبه ذلك.
وفي حديث قَيْلة: أَنها لمَّا خرجت إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَدركها عمُّ بناتِها قال فأَصابَتْ ظُبَةُ سيفِه طائفةً من قُرون رأْسه؛ ظُبَة السيف: حَدُّه، وهو ما يَلي طَرَف السيف، ومثله ذُبابه؛ قال الكميت:يَرَى الرَّاؤُونَ، بالشَّفَرات، مِنَّا وَقُودَ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا والجمع ظُباتٌ وظِبُونَ وظُبُونَ؛ قال ابن سيده: وإنما قضينا عليه بالواو لمكان الضمة لأَنها كأَنها دليل على الواو، مع أَن ما حذفت لامه واواً نحو أَب وأَخ وحَمٍ وهَنٍ وسَنَة وعِضَة فيمن قال سَنَوات وعِضَوات أَكثر مما حذفت لامُه ياءً، ولا يجوز أَن يكون المحذوف منها فاء ولا . . . أكمل المادة عيناً، أَما امتناع الفاء فلأَن الفاء لم يَطَّرِد حذفها إِلا في مصادر بنات الواو نحو عِدَة وزِنَة وحِدَة، وليست ظُبَة من ذلك، وأَوائل تلك المصادر مكسورة وأَول ظُبَةٍ مضموم، ولم يحذف فاء من فُعْلة إِلا في حرف شاذ لا نظير له وهو قولهم في الصِّلة صُلة، ولولا المعنى وأَنَّا قد وجدناهم يقولون صِلَة في معناها، وهي محذوفة الفاء من وَصَلْت، لما أَجَزْنا أَن تكون محذوفة الفاء، فقد بطل أَن تكون ظُبَة محذوفة الفاء، ولا تكون أَيضاً محذوفة العين لأَن ذلك لم يأْت إِلا في سه ومه، وهما حرفان نادران لا يقاس عليهما.
وظُبَةُ السيف وظُبَةُ السَّهْم: طَرَفُه؛ قال بَشامة بن حرى النَّهْشلي: إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن يَنالهُم حَدُّ الظُّبات، وصَلْناها بأَيدينا وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نافحوا بالظُّبَى؛ هي جمع ظُبة السيف، وهو طَرَفُه وحَدُّه. قال: وأَصل الظُّبَة ظُبَوٌ، بوزن صُرَد، فحذفت الواو وعوّض منها الهاء.
وفي حديث البراء: فوضَعْتُ ظَبيبَ السيف في بطنه؛ قال الحربي: هكذا روي وإِنما هو ظُبَة السيف، وهو طَرَفه، وتجمع على الظُّبات والظُّبِين، وأَما الضَّبيب، بالضاد، فَسَيَلانُ الدم من الفم وغيره؛ وقال أَبو موسى: إنما هو بالصاد المهملة، وقد تقدم ذكره.
ويقال لِحَدِّ السكين: الغِرار والظُّبَة والقُرْنَةُ، ولِجانِبِها الذي لا يقطع: الكَلُّ.
والظُّبَة: جنس من المَزاد. التهذيب: الظَّبْية شبه العِجْلة والمَزادة، وإِذا خرج الدجَّال تخرج قُدَّامه امرأَة تسمى ظَبْيَةَ، وهي تُنْذِر المسلمين به.
والظَّبْية: الجِراب، وقيل: الجراب الصغير خاصة، وقيل: هو من جلد الظِّباء.
وفي الحديث: أَنه أُهْدِي للنبي، صلى الله عليه وسلم، ظَبْية فيها خَرَزٌ فأَعطى الآهِلَ منها والعَزَبَ؛ الظبية: جِراب صغير عليه شعر، وقيل: شِبْه الخَريطة والكِيس.
وفي حديث أَبي سعيد مولى أَبي أُسيد قال: التَقَطْتُ ظَبْيةً فيها أَلف ومائتا درهم وقُلْبانِ من ذهب أَي وَجَدْت، وتُصَغَّر فيقال ظُبَيَّة، وجمعها ظِباء؛ وقال عَدِيّ: بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ، فيه ظِباءٌ ودَاواخِيلُ خُوصْ وفي حديث زَمْزَم: قيل له أَحْفِرْ ظَبْية، قال: وما ظَبْيَةُ؟ قال: زَمْزَم؛ سميت به تشبيهاً بالظَّبية الخَريطة لجمعها ما فيها. الظَّبْيُ: الغزال، والجمع أَظْبٍ وظِباءٌ وظُبِيٌّ. قال الجوهري: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضمة العين كسرة لتسلم الياء، وظُبِيٌّ على فُعُول مثل ثَدْيٍ وثُدِيّ، والأُنثى ظَبْية، والجمع ظَبَياتٌ وظِباء.
وأَرض مَظْباةٌ: كثيرة الظِّباء.
وأَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها.
ولك عندي مائةٌ سِنَّ الظَّبيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظبي لا يزيد على الإِثْناء؛ قال:فجاءت كسِنِّ الظَّبْي، لم أَرَ مِثْلَها بَوَاءَ قَتيل، أَو حَلُوبَة جائع ومن أَمثالهم في صِحَّة الجسم: بفلان داء ظَبْيٍ؛ قال أَبو عمرو: معناه أَنه لا داء به، كما أَن الظَّبْيَ لا داء به؛ وأَنشد الأُموي: فلا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما بِنا داءُ ظَبْيٍ، لم تَخُنه عَوامِلُه قال أَبو عبيد: قال الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مكث ساعة ثم وَثَب.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر الضحاك بن قيس أَن يأْتي قومه فقال إذا أَتَيْتَهم فارْبِضْ في دارهم ظَبْياً؛ وتأْويله أَنه بعثه إَلى قوم مشركين ليَتَبصَّر ما هم عليه ويتجسس أَخبارهم ويرجع إليه بخبرهم وأَمره أَن يكون منهم بحيث يراهم ويَتَبَيَّنُهُم ولا يستمكنون منه، فإِن أَرادوه بسوء أَو رابَه منهم رَيْبٌ تَهَيّأَ له الهَرَب وتَفَلَّتَ منهم، فيكون مثل الظَّبْي الذي لا يَرْبِض إِلا وهو متباعد متوحَش بالبلد القَفْر، ومتى ارتاب أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، ونصب ظَبْياً على التفسير لأَن الرُّبوض له، فلما حوّل فعله إِلى المخاطب خَرَج قوله ظبْياً مفسِّراً؛ وقال القتيبي: قال ابن الأَعرابي أَراد أَقِم في دارهم آمِناً لا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ في كِناسه قد أَمِن حيث لا يرى إنساً.
ومن أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه، وذلك أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لم يَعُد إِليه؛ يقال ذلك عند تأْكيد رفض الشيء، أَيَّ شيء كان.
ومن دعائهم عند الشَّماتة: بهِ لا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللهُ تعالى ما أَصابه لازماً له؛ ومنه قول الفرزدق في زياد: أَقُولُ له لمَّا أَتانا نَعِيُّه: به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا والظَّبْيُ: سِمَةٌ لبعض العرب؛ وإِياها أَراد عنترة بقوله: عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَازَبَّاءَ قاربةٍ ماءَ الكُلابِ عليها الظَّبْيُ، مِعْناقِ (* فا زبَّاء أي فم زباء.) والظَّبْية: الحَيَاء من المرأَة وكلِّ ذي حافِرٍ.
وقال الليث: والظَّبْيَة جَهاز المرأَة والناقة، يعني حَيَاءَها؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الظَّبْية للكَلْبة؛ وخَصَّ ابن الأَعرابي به الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ.
والظَّبْيةُ من الفَرس: مَشَقُّها وهو مَسْلَكُ الجرْدان فيها. الأَصمعي: يقال لكلِّ ذات خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ، ولكلِّ ذات حافرٍ الظَّبْية؛ وللسباع كلّها الثَّفْر.
والظَّبْيُ: اسم رجل.
وظَبْيٌ: اسمُ موضع، وقيل: هو كَثِيبُ رَمْل، وقيل: هو وادٍ، وقيل: هو اسم رَمْلة؛ وبه فُسِّر قولُ امرئ القيس: وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاويكُ إِسْحِل ابن الأَنباري: ظُباء اسم كثيب بعينه؛ وأَنشد: وكَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لا يَضيرُها، إِذا أُبْرِزَتْ، أَن لا يكونَ خِضابُ (* قوله« كعوّاذ النقا إلخ» هكذا في الاصول التي بأيدينا، ولا شاهد فيه على هذه الرواية، ولعله روي: كعوّاذ الظبا.) وعُوَّاذ النَّقا: دوابُّ تشبه العَظَاء، واحدتها عائذة تَلْزم الرملَ لا تَبْرَحُه، وقال في موضع آخر: الظُّباءُ وادٍ بِتهامة.
والظَّبية: مُنْعَرَج الوادي، والجمع ظِبَاء، وكذلك الظُّبَة، وجمعها ظُباءٌ، وهو من الجمع العزيز؛ وقد روي بيت أَبي ذؤيب بالوجهين: عَرَفْتُ الديارَ لأُمّ الرَّهيـ ـنِ بينَ الظُّباء فَوَادِي عُشَرْ قال: الظُّباء جمع ظُبَة لمُنْعَرج الوادي، وجعل ظُبَاءً مثل رُخالٍ وظُؤارٍ من الجمع الذي جاء على فُعال، وأَنكر أَن يكون أَصلَه ظُبًى ثم مَدَّه للضرورة؛ وقال ابن سيده: قال ابن جني ينبغي أَن تكون الهمزةُ في الظُّباءِ بدلاً من ياءٍ ولا تكون أَصلاً، أَمّا ما يدفع كونَها أَصلاً فلأَنهم قد قالوا في واحِدِها ظُبَة، وهي مُنْعَرَج الوادي، واللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كانت حرفَ علَّة، ولو جَهِلْنا قولَهم في الواحد منها ظُبَة، لحكمنا بأَنها من الواو اتِّباعاً لما وَصَّى به أَبو الحسن من أَن اللاَّم المحذوفة إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ، حَمْلاً على الأَكثر، لكنَّ أَبا عبيدة وأَبا عمرو الشيباني روياه بين الظِّباء، بكسر الظاء وذكرا أَن الواحد ظَبْية، فإذا ظهرت الياء لاماً في ظبية وجب القَطْع بها ولم يَسُغ العدولُ عنها، وينبغي أَن يكون الظُّباء المضموم الظاء أَحدَ ما جاء من الجُمُوع على فُعال، وذلك نحو رُخال وظُؤَارٍ وعُراق وثُناء وأُناسٍ وتُؤَامٍ ورُباب، فإن قلت: فلعله أَراد ظُبًى جمع ظُبَة ثم مدّ ضرورة؟قيل: هذا لو صح القصر، فأَما ولم يثبت القصرُ من جهة فلا وجه لذلك لتركك القياسَ إِلى الضرورة من غير ضرورة، وقيل: الظِّباءُ في شعر أَبي ذؤيب هذا وادٍ بعينه.
وظَبْيةُ: موضعٌ؛ قال قيس بن ذريح: فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ، بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وعِرْقُ الظُّبْية، بضم الظاء: موضع على ثلاثة أَميال من الرَّوْحاء به مسجدُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث عمرو بن حزم: من ذي المروة إِلى الظَّبْية؛ وهو موضع في ديار جُهينة أَقْطعه النبي، صلى الله عليه وسلم، عَوْسَجَة الجُهَني.
والظُّبْية: اسم موضع ذكره ابن هشام في السيرة.
وظَبْيا: اسم رجل، بفتح الظاء.

عضض (لسان العرب) [1]


العَضُّ: الشدُّ بالأَسنان على الشيء، وكذلك عَضّ الحيَّة، ولا يقال للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هو بِزُباناها وشَوْلَتِها، وقد عَضِضْتُه أَعَضُّه وعَضِضْتُ عليه عَضّاً وعِضاضاً وعَضِيضاً وعَضَّضْتُه، تميمة ولم يسمع لها بآتٍ على لغتهم، والأَمر منه عَضَّ واعْضَضْ.
وفي حديث العِرْباض: وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ؛ هذا مثل في شدّة الاستماك بأَمر الدين لأَن العَضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجميع الفم والأَسنان، وهي أَواخِرُ الأَسنان، وقيل: هي التي بعد الأَنياب.
وحكى الجوهري عن ابن السكيت: عضضت باللقمة فأَنا أَعَضُّ، وقال أََبو عبيدة: عَضَضْتُ، بالفتح، لغة في الرِّبابِ. قال ابن بري: هذا تصحيف على ابن السكيت، والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإِصلاح: غَصِصْتُ باللقمة فأَنا . . . أكمل المادة أَغَصُّ بها غَصَصاً. قال أَبو عبيدة: وغَصَصْتُ لغة في الرِّبابِ، بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة.
ويقال: عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه وهما يَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كل واحد منهما صاحبه، وكذلك المُعاضَّةُ والعِضاضُ.
وأَعْضَضْتُه سيفي: ضربته به.
وما لنا في هذا الأَمر مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ.
والعَضُّ باللسان: أَنْ يَتَناوَلَه بما لا ينبغي، والفعلُ كالفعلِ، وكذلك المصدر.
ودابةٌ ذاتُ عَضِيضٍ وعِضاضٍ، قال سيبويه: العِضاضُ اسم كالسِّبابِ ليس على فَعَلَه فَعْلاً.
وفرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ، وكلب عَضوض وناقة عَضوض، بغير هاء.
ويقال: بَرِئْتُ إِليك من العِضاضِ والعَضِيضِ إِذا باع دابَّة وبَرِئَ إِلى مشتريها من عَضِّها الناسَ، والعُيُوبُ تجيءُ على فِعال، بكسر الفاء.
وأَعْضَضْتُه الشيءَ فَعَضَّه، وفي الحديث: من تَعَزَّى بِعَزاءِ الجاهلية فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا أَي قُولوا له: اعْضَضْ بأَيْرِ أَبيك ولا تكنوا عن الأَير بالهن تنكيلاً وتأْديباً لمن دعَا دَعْوى الجاهلية؛ ومنه الحديث أَيضاً: من اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي من انتسَب نِسْبَةَ الجاهلية وقال يا لفلان.
وفي حديث أُبَيّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتّصَل.
وقال أَبو جهل لعتبة يوم بدر: واللّه لو غَيْرُك يقول هذا لأَعْضَضْتُه؛ وقال الأَعْشى: عَضَّ بما أَبْقَى المَواسِي له من أُمِّه، في الزَّمَنِ الغابِرِ وما ذاقَ عَضاضاً أَي ما يُعَضُّ عليه.
ويقال: ما عندنا أَكالٌ ولا عَضاضٌ؛ وقال: كأَنَّ تَحْتي بازِياً رَكَّاضا أَخْدَرَ خَمْساً، لم يَذُقْ عَضاضا أَخْدَرَ: أَقامَ خَمْساً في خِدْره، يريد أَن هذا البازي أَقام في وَكْره خمس ليال مع أَيامهن لم يذق طعاماً ثم خرج بعد ذلك يطلب الصيد وهو قَرِمٌ إِلى اللحم شديد الطيران، فشبه ناقته به.
وقال ابن بزرج: ما أَتانا من عَضاضٍ وعَضُوضٍ ومَعْضُوضٍ أَي ما أَتانا شيءٌ نَعَضُّه. قال: وإِذا كان القوم لا بنين لهم فلا عليهم أَن يَرَوْا عَضاضاً.
وعَضَّ الرجلُ بصاحِبه يَعَضُّه عَضّاً: لَزِمَه ولَزِقَ به.
وفي حديث يعلى: يَنْطَلِقُ أَحدكم إِلى أَخيه فَيَعَضُّه كَعَضِيضِ الفَحْلِ؛ أَصل العَضِيضِ اللزوم، وقال ابن الأَثير في النهاية: المراد به ههنا العَضُّ نفسه لأَنه بعضه له يلزمه.
وعَضَّ الثِّقافُ بأَنابِيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عليها: لَزِمَها، وهو مَثَلٌ بما تقدَّمَ لأَن حقيقة هذا الباب اللزوم واللزوق.
وأَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ: أَلزمه إِيّاه.
وأَعَضَّ الحَجَّامُ المِحْجَمةَ قفاه: أَلزمها إِيّاه؛ عن اللحياني.
وفلان عِضُّ فلان وعَضِيضُه أَي قِرْنُه.
ورجل عِضٌّ: مُصْلِحٌ لِمَعِيشته وماله ولازم له حَسَنُ القِيامِ عليه.
وعَضِضْتُ بمالي عُضُوضاً وعَضاضةً: لَزِمْتُه.
ويقال: إِنه لَعِضُّ مال، وفلان عِضُّ سفَر قويٌّ عليه وعِضُّ قتال؛ وأَنشد الأَصمعي:لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعادي عِضّا والعَضُوضُ: من أَسماء الدَّواهي.
وفي التهذيب: العَضْعَضُ العِضُّ الشديد، ومنهم من قَيَّدَهُ من الرجال.
والضَّعْضَعُ: الضعيفُ.
والعِضُّ: الداهِيةُ.
وقد عَضِضْتَ يا رجل أَي صِرْتَ عِضّاً؛ قال القطامي: أَحادِيثُ مِن أَنباءِ عادٍ وجُرْهُمٍ يُثَوِّرُها العِضّانِ: زَيْدٌ ودَغْفَلُ يريد بالعِضِّينِ زيد بن الكَيِّسِ النُّمَيْري، ودَغْفَلاً النسَّابةَ، وكانا عالمي العرب بأَنسابها وأَيامها وحِكَمِها؛ قال ابن بري: وشاهد العِضِّ أَيضاً قول نجاد الخيبري: فَجَّعَهُمْ، باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ والعِضُّ أَيضاً: السَّيءُ الخُلُق؛ قال: ولم أَكُ عِضّاً في النَّدامى مُلَوَّما والجمع أَعضاضٌ.
والعِضُّ، بكسر العين: العِضاهُ.
وأَعَضَّتِ الأَرضُ، وأَرضٌ مُعِضَّة: كثيرة العِضاهِ.
وقومٌ مُعِضُّونَ: تَرْعَى إِبلهم العِضَّ.
والعُضُّ، بضم العين: النوى المَرْضُوخُ والكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل وهو عَلَف أَهل الأَمصار؛ قال الأَعشى: من سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُـ ـض، ورَعْيُ الحِمَى، وطولُ الحِيالِ العُضُّ: عَلَفُ أَهل الأَمصار مثل القَتِّ والنوى.
وقال أََبو حنيفة: العُضُّ العجينُ الذي تعلفه الإِبل، وهو أَيضاً الشجر الغليظ الذي يبقى في الأَرض. قال: والعَضاضُ كالعُضِّ، والعَضاضُ أَيضاً ما غَلُظَ من النبت وعَسا.
وأَغَضَّ القومُ: أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ؛ وأَنشد: أَقولُ، وأَهْلي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها مُعِضُّونَ: إِن سارَتْ فكيفَ أَسيرُ؟ وقال مرة في تفسير هذا البيت عند ذكر بعض أَوصاف العِضاه: إِبل مُعِضَّةٌ تَرْعَى العِضاهَ، فجعلها إِذ كان من الشجر لا من العُشْبِ بمنزلة المعلوفة في أَهلها النَّوَى وشبهه، وذلك أَن العُضَّ هو علَف الرِّيفِ من النوى والقَتِّ وما أَشبه ذلك، ولا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل.
والمُعِضُّ: الذي تأْكل إِبله العُضَّ.
والمُؤْرِكُ: الذي تأْكل إِبله الأَراكَ والحَمْضَ، والأَراكُ من الحَمْضِ. قال ابن سيده: قال المتعقب غَلِطَ أَبو حنيفة في الذي قاله وأَساءَ تخريج وجه كلام الشاعر لأَنه قال: إِذا رعى القوم العِضاه قيل القوم مُعِضُّونَ، فما لذكره العُضّ، وهو علف الأَمصار، مع قول الرجل العِضاه: وأَين سُهَيْلٌ من الفَرْقَدِ وقوله: لا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل، شرط غير مقبول منه لأَنَّ ثَمَّ شيئاً غَيَّره عليه قبل، ونحن نذكره إِن شاء اللّه تعالى.
وفي الصحاح: بعير عُضاضِيٌّ أَي سمين منسوب إِلى أَكل العُضِّ؛ قال ابن بري: وقد أَنكر عليُّ بنُ حمزة أَن يكون العُضُّ النوى لقول امرئ القيس: تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ، صَلَّبَها العُضُّ والحِيالُ قال أَبو زيد في أَول كتاب الكلإِ والشجر: العضاه اسم يقع على شجر من شجر الشوك له أََسماء مختلفة يجمعها العضاه، واحدتها عِضاهةٌ، وإِنما العِضاه الخالص منه ما عظم واشتد شوكه، وما صغر من شجر الشوك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ، وإِذا اجتمَعَت جموع ذلك فما له شوك من صغاره عِضٌّ وشِرْسٌ، ولا يُدْعَيانِ عِضاهاً، فمن العِضاه السَّمُرُ والعُرْفُطُ والسَّيالُ والقَرَظُ والقَتادُ الأَعظم والكَنَهْبَلُ والعَوْسَجُ والسِّدْرُ والغافُ والغَرَبُ، فهذه عِضاهٌ أَجمع ومن عِضاهِ القِياسِ، وليس بالعضاه الخالص الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّراءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والتَّأْلَبُ والغَرَفُ فهذه تدعى كلُّها عِضاهَ القِياسِ، يعني القِسيَّ، وليست بالعضاه الخالص ولا بالعِضِّ؛ ومن العِضِّ والشَّرْسِ القَتادُ الأَصغر، وهي التي ثمرتها نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا حركت انفقأَت، ومنها الشُّبْرُمُ والشِّبْرِقُ والحاجُ واللَّصَفُ والكَلْبةُ والعِتْرُ والتُّغْرُ فهذه عِضٌّ وليست بعضاه، ومن شجر الشوك الذي ليس بِعضٍّ ولا عضاه الشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّحُ.
وفي النوادر: هذا بلدُ عِضٍّ وأَعضاضٍ وعَضاضٍ أَي شجر ذي شوك. قال ابن السكيت في المنطق: بعير عاضٌّ إِذا كان يأْكل العِضَّ وهو في معنى عَضِهٍ، وعلى هذا التفصيل قول من قال مُعِضُّونَ يكون من العِضِّ الذي هو نفس العِضاه وتصح روايته.
والعَضُوضُ من الآبارِ: الشاقَّةُ على الساقي في العمل، وقيل: هي البعِيدةُ القعرِ الضَّيِّقةُ؛ أَنشد: أَوْرَدَها سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسا، بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا والعرب تقول: بِئْرٌ عَضُوضٌ وماءٌ عَضُوضٌ إِذا كان بعيدَ القعر يستقى منه بالسانِيةِ.
وقال أَبو عمرو: البئرُ العَضُوضُ هي الكثيرة الماء، قال: وهي العَضِيضُ. في نوادره: ومِياهُ بني تميم عُضُضٌ، وما كانت البئر عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ، وما كانت جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، وما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ.
والعُضَّاضُ: ما بين رَوْثةِ الأَنف إِلى أَصله، وفي التهذيب: عِرْنِينُ الأَنف؛ قال: لمَّا رأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا، أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه والكَفَّا وقال ابن بري: قال أَبو عُمَر الزاهد العُضاضُ، بالضم، الأَنف؛ وقال ابن دريد: الغُضاضُ، بالغين المعجمة؛ وقال أَبو عمرو: العُضَّاضُ، بالضم والتشديد، الأَنف؛ وأَنشد لعياض بن درة: وأَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه، فأَعْضَى على عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ قال الفراء: العُضاضِيُّ الرجل الناعم اللَّيِّنُ مأْخوذ من العُضاضِ وهو ما لانَ من الأَنف.
وزَمَنٌ عَضُوضٌ أَي كَلِبٌ. قال ابن بري: عَضَّه القَتَبُ وعَضَّه الدهْرُ والحرْبُ، وهي عَضوض، وهو مستعار من عَضِّ الناب؛ قال المخبّل السعدي:لَعَمْرُ أَبيكَ، لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ، على الحِدْثانِ، خَيْراً من بَغِيضِ غَداةَ جَنَى عليّ بَنيَّ حَرْباً، وكيفَ يَدايَ بالحرْبِ العَضُوضِ؟ وأَنشد ابن بري لعبد اللّه بن الحجاج: وإِنِّي ذو غِنىً وكَرِيمُ قَوْمٍ، وفي الأَكْفاءِ ذو وَجْهٍ عَرِيضِ غَلَبْتُ بني أَبي العاصِي سَماحاً، وفي الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ ومُلْكٌ عَضُوضٌ: شديدٌ فيه عَسْفٌ وعَنْفٌ.
وفي الحديث: ثم يكون مُلْكٌ عَضُوضٌ أَي يُصيبُ الرَّعِيَّةَ، فيه عسف وظلم، كأَنهم (* قوله «كأَنهم إلخ» كذا بالأصل.
وأصل النسخة التي بأيدينا من النهاية ثم أصلحت كأنه يعضهم عضاً.) يُعَضُّونَ فيه عَضّاً.
والعَضُوضُ من أَبْنِيةِ المُبالغَةِ، وفي رواية: ثم يكون مُلوك عُضُوضٌ، وهو جمع عِضٍّ، بالكسر، وهو الخَبِيثُ الشَّرِسُ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: وسَتَرَوْنَ بعدي مُلْكاً عَضُوضاً.
وقوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها.
وامرأَة عَضوض: لا يَنْفُذ فيها الذكَر من ضِيقها.
وفلان يُعَضِّضُ شفتيه أَي يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذلك من الغضَب.
وفلان عِضاضُ عَيْشٍ أَي صَبُورٌ على الشدة.
وعاضَّ القومُ العَيْشَ منذُ العامِ فاشتد عِضاضُهم أَي اشتدَّ عَيْشُهم.
وغَلَقٌ عِضٌّ: لا يكادُ يَنْفَتِحُ.والتَّعْضُوضُ: ضرب من التمر شديد الحلاوة، تاؤُه زائدة مفتوحة، واحدته تَعْضُوضةٌ، وفي التهذيب: تمر أَسود، التاء فيه ليست بأَصلية.
وفي الحديث: أَن وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ قَدِموا على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فكان فيما أَهْدَوْا له قُرُبٌ من تَعْضُوض؛ وأَنشد الرياشي في صفة نخل: أَسْوَد كاللَّيْلِ تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضُوضه وعُمُرُهْ، بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَلِيلٍ قِشَرُهْ العُمُر: نخل السُّكَّر. قال أَبو منصور: وما أَكلت تمراً أَحْمَتَ حَلاوةً من التَّعْضُوضِ، ومعدنه بهجر وقُراها.
وفي الحديث أَيضاً: أَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التعضوض.
وقال أَبو حنيفة: التَّعْضُوضةُ تمرة طَحْلاءُ كبيرة رطْبة صَقِرةٌ لذيذة من جَيِّد التمر وشَهِيِّه.
وفي حديث عبد الملك بن عمير: واللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطيب من هذا.

قصد (لسان العرب) [1]


القصد: استقامة الطريق. قَصَد يَقْصِدُ قصداً، فهو قاصِد.
وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السبيل؛ أَي على الله تبيين الطريق المستقيم والدعاءُ إِليه بالحجج والبراهين الواضحة، ومنها جائر أَي ومنها طريق غير قاصد.
وطريقٌ قاصد: سهل مستقيم.
وسَفَرٌ قاصدٌ: سهل قريب.
وفي التنزيل العزيز: لو كان عَرَضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك؛ قال ابن عرفة: سفراً قاصداً أَي غيرَ شاقٍّ.
والقَصْدُ: العَدْل؛ قال أَبو اللحام التغلبي، ويروى لعبد الرحمن بن الحكم، والأَول الصحيح: على الحَكَمِ المأْتِيِّ، يوماً إِذا قَضَى قَضِيَّتَه، أَن لا يَجُورَ ويَقْصِدُ قال الأَخفش: أَراد وينبغي أَن يقصد فلما حذفه وأَوقع يَقْصِدُ موقع ينبغي رفعه لوقوعه موقع المرفوع؛ وقال الفراء: رفعه للمخالفة لأَن . . . أكمل المادة معناه مخالف لما قبله فخولف بينهما في الإِعراب؛ قال ابن بري: معناه على الحكم المرْضِيِّ بحكمه المأْتِيِّ إِليه ليحكم أَن لا يجور في حكمه بل يقصد أَي يعدل، ولهذا رفعه ولم ينصبه عطفاً على قوله أَن لا يجور لفساد المعنى لأَنه يصير التقدير: عليه أَن لا يجور وعليه أَن لا يقصد، وليس المعنى على ذلك بل المعنى: وينبغي له أَن يقصد وهو خبر بمعنى الأَمر أَي وليقصد؛ وكذلك قوله تعالى: والوالداتُ يُرْضِعْنَ أَولادهُنَّ؛ أَي ليرضعن.
وفي الحديث: القَصدَ القصدَ تبلغوا أي عليكم بالقصد من الأمور في القول والفعل، وهو الوسط بين الطرفين، وهو منصوب على المصدر المؤكد وتكراره للتأكيد.
وفي الحديث: عليكم هَدْياً قاصداً أَي طريقاً معتدلاً.
والقَصْدُ: الاعتمادُ والأَمُّ. قَصَدَه يَقْصِدُه قَصْداً وقَصَدَ له وأَقْصَدَني إِليه الأَمرُ، وهو قَصْدُكَ وقَصْدَكَ أَي تُجاهَك، وكونه اسماً أَكثر في كلامهم.
والقَصْدُ: إِتيان الشيء. تقول: قصَدْتُه وقصدْتُ له وقصدْتُ إِليه بمعنى.
وقد قَصُدْتَ قَصادَةً؛ وقال: قَطَعْتُ وصاحِبي سُرُحٌ كِنازٌ كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قصِيدٌ وقَصَدْتُ قَصْدَه: نحوت نحوه.
والقَصْد في الشيء: خلافُ الإِفراطِ وهو ما بين الإِسراف والتقتير.
والقصد في المعيشة: أَن لا يُسْرِفَ ولا يُقَتِّر. يقال: فلان مقتصد في النفقة وقد اقتصد.
واقتصد فلان في أَمره أَي استقام.
وقوله: ومنهم مُقْتَصِدٌ؛ بين الظالم والسابق.
وفي الحديث: ما عالَ مقتصد ولا يَعِيلُ أَي ما افتقر من لا يُسْرِفُ في الانفاقِ ولا يُقَتِّرُ.
وقوله تعالى: واقْصِدْ في مشيك واقصد بذَرْعِك؛ أَي ارْبَعْ على نفسِك.
وقصد فلان في مشيه إِذا مشى مستوياً، ورجل قَصْد ومُقْتَصِد والمعروف مُقَصَّدٌ: ليس بالجسيم ولا الضئِيل.
وفي الحديث عن الجُرَيْرِيِّ قال: كنت أَطوف بالبيت مع أَبي الطفيل، فقال: ما بقي أَحد رأَى رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، غيري، قال: قلت له: ورأَيته؟ قال: نعم، قلت: فكيف كان صفته؟ قال: كان أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً؛ قال: أَراد بالمقصد أَنه كان رَبْعة بين الرجلين وكلُّ بَيْن مستوٍ غيرِ مُشْرفٍ ولا ناقِص فهو قَصْد، وأَبو الطفيل هو واثلة بن الأَسقع. قال ابن شميل: المُقَصَّدُ من الرجال يكون بمعنى القصد وهو الربعة.
وقال الليث: المقصَّد من الرجال الذي ليس بجسيم ولا قصير وقد يستعمل هذا النعت في غير الرجال أَيضاً؛ قال ابن الأَثير في تفسير المقصد في الحديث: هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأَنَّ خَلْقه يجيءُ به القَصْدُ من الأُمور والمعتدِلُ الذي لا يميل إِلى أَحد طرفي التفريط والإِفراط.
والقَصْدَةُ من النساء: العظيمة الهامةِ التي لا يراها أَحد إِلاَّ أَعجبته.
والمَقْصَدَةُ: التي إِلى القِصَر.
والقاصد: القريب؛ يقال: بيننا وبين الماء ليلة قاصدة أَي هينة السير لا تَعَب ولا بُطء.
والقَصِيدُ من الشِّعْر: ما تمَّ شطر أَبياته، وفي التهذيب: شطر ابنيته، سمي بذلك لكماله وصحة وزنه.
وقال ابن جني: سمي قصيداً لأَنه قُصِدَ واعتُمِدَ وإِن كان ما قَصُر منه واضطرب بناؤُه نحو الرمَل والرجَز شعراً مراداً مقصوداً، وذلك أَن ما تمَّ من الشِّعْر وتوفر آثرُ عندهم وأَشَدُّ تقدماً في أَنفسهم مما قَصُر واختلَّ، فسَمُّوا ما طال ووَفَرَ قَصِيداً أَي مُراداً مقصوداً، وإِن كان الرمل والرجز أَيضاً مرادين مقصودين، والجمع قصائد، وربما قالوا: قَصِيدَة. الجوهري: القَصِيدُ جمع القَصِيدة كسَفِين جمع سفينة، وقيل: الجمع قصائدُ وقصِيدٌ؛ قال ابن جني: فإِذا رأَيت القصيدة الواحدة قد وقع عليها القصيد بلا هاء فإِنما ذلك لأَنه وُضِعَ على الواحد اسمُ جنس اتساعاً، كقولك: خرجت فإِذا السبع، وقتلت اليوم الذئب، وأَكلت الخبز وشربت الماء؛ وقيل: سمي قصيداً لأَن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيِّد والمعنى المختار، وأَصله من القصيد وهو المخ السمين الذي يَتَقَصَّد أَي يتكسر لِسِمَنِه، وضده الرِّيرُ والرَّارُ وهو المخ السائل الذائب الذي يَمِيعُ كالماء ولا يتقصَّد، إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ؛ وقيل: سمي الشِّعْرُ التامُّ قصيداً لأَن قائله جعله من باله فَقَصَدَ له قَصْداً ولم يَحْتَسِه حَسْياً على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل رَوَّى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتَضِبْه اقتضاباً فهو فعيل من القصد وهو الأَمُّ؛ ومنه قول النابغة: وقائِلةٍ: مَنْ أَمَّها واهْتَدَى لها؟ زيادُ بنُ عَمْرٍو أَمَّها واهْتَدَى لها أَراد قصيدته التي يقول فيها: يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ ابن بُزُرج: أَقصَدَ الشاعرُ وأَرْملَ وأَهْزَجَ وأَرْجَزَ من القصيد والرمَل والهَزَج والرَّجَزِ.
وقَصَّدَ الشاعرُ وأَقْصَدَ: أَطال وواصل عمل القصائد؛ قال: قد وَرَدَتْ مِثلَ اليماني الهَزْهاز، تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجاز، أَعْيَتْ على مُقْصِدِنا والرَّجَّاز فَمُفْعِلٌ إِنما يراد به ههنَا مُفَعِّل لتكثير الفعل، يدل على أَنه ليس بمنزلة مُحْسِن ومُجْمِل ونحوه مما لا يدل على تكثير لأَنه لا تكرير عين فيه أَنه قرنه بالرَّجَّاز وهو فعَّال، وفعَّال موضوع للكثرة.
وقال أَبو الحسن الأَخفش: ومما لا يكاد يوجد في الشعر البيتان المُوطَآن ليس بينهما بيت والبيتان المُوطَآن، وليست القصيدة إِلا ثلاثة أَبيات فجعل القصيدة ما كان على ثلاثة أَبيات؛ قال ابن جني: وفي هذا القول من الأَخفش جواز، وذلك لتسميته ما كان على ثلاثة أَبيات قصيدة، قال: والذي في العادة أَن يسمى ما كان على ثلاثة أَبيات أَو عشرة أَو خمسة عشر قطعة، فأَما ما زاد على ذلك فإِنما تسميه العرب قصيدة.
وقال الأَخفش: القصيد من الشعر هو الطويل والبسيط التامّ والكامل التامّ والمديد التامّ والوافر التامّ والرجز التامّ والخفيف التامّ، وهو كل ما تغنى به الركبان، قال: ولم نسمعهم يتغنون بالخفيف؛ ومعنى قوله المديد التامُّ والوافر التامّ يريد أَتم ما جاء منها في الاستعمال، أَعني الضربين الأَوّلين منها، فأَما أَن يجيئا على أَصل وضعهما في دائرتيهما فذلك مرفوض مُطَّرَحٌ. قال ابن جني: أَصل «ق ص د» ومواقعها في كلام العرب الاعتزام والتوجه والنهودُ والنهوضُ نحو الشيء، على اعتدال كان ذلك أَو جَوْر، هذا أَصله في الحقيقة وإن كان قد يخص في بعض المواضع بقصد الاستقامة دون الميل، أَلا ترى أَنك تَقْصِد الجَوْرَ تارة كما تقصد العدل أُخرى؟ فالاعتزام والتوجه شامل لهما جميعاً.
والقَصْدُ: الكسر في أَيّ وجه كان، تقول: قصَدْتُ العُود قَصْداً كسَرْتُه، وقيل: هو الكسر بالنصف قَصَدْتُهُ أَقْصِدُه وقَصَدْتُه فانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ؛ أَنشد ثعلب: إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ على ثَفِناتِها على قَصَبٍ، مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ شبه صوت الناقة بالمزامير؛ والقِصْدَةُ: الكِسْرة منه، والجمع قِصَد. يقال: القنا قِصَدٌ، ورُمْحٌ قَصِدٌ وقَصِيدٌ مكسور.
وتَقَصَّدَتِ الرماحُ: تكسرت.
ورُمْحٌ أَقصادٌ وقد انْقَصَدَ الرمحُ: انكسر بنصفين حتى يبين، وكل قطعة قِصْدة، ورمح قَصِدٌ بَيِّنُ القَصَد، وإِذا اشتقوا له فِعْلاً قالوا انْقَصَدَ، وقلما يقولون قَصِدَ إِلا أَنَّ كل نعت على فَعِلٍ لا يمتنع صدوره من انْفَعَلَ؛ وأَنشد أَبو عبيد لقيس بن الخطيم: تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كأَنها تَذَرُّعُ خُرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِ وقال آخر: أَقْرُو إِليهم أَنابِيبَ القَنا قِصَدا يريد أَمشي إِليهم على كِسَرِ الرِّماحِ.
وفي الحديث: كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تَقَصَّدَتْ أَي تَكسَّرَت وصارت قِصَداً أَي قطعاً.
والقِصْدَةُ، بالكسر: القِطْعة من الشيء إِذا انكسر؛ ورمْحٌ أَقْصادٌ. قال الأَخفش: هذا أَحد ما جاء على بناء الجمع.
وقَصَدَ له قِصْدَةً من عَظْم وهي الثلث أَو الربُع من الفَخِذِ أَو الذراعِ أَو الساقِ أَو الكَتِفِ.
وقَصَدَ المُخَّةَ قَصْداً وقَصَّدَها: كَسَرَها وفَصَّلَها وقد انقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ.
والقَصِيدُ: المُخُّ الغليظُ السمِينُ، واحدته قَصِيدَةٌ.
وعَظْمٌ قَصِيدٌ: مُمخٌّ؛ أَنشد ثعلب: وهمْ تَرَكُوكمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ هُزالاً، وكان العَظْمُ قبْلُ قَصِيدَا أَي مُمِخًّا، وإِن شئت قلت: أَراد ذا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ.
والقَصِيدَةُ: المُخَّةُ إِذا خرجت من العظم، وإِذا انفصلت من موضعها أَو خرجت قيل: انقَصَدَتْ. أَبو عبيدة: مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وهو دون السمين وفوق المهزول. الليث: القَصِيدُ اليابس من اللحم؛ وأَنشد قول أَبي زبيد: وإِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللحـ ـمَ قَصِيداً منه وغَيرَ قَصِيدِ وقيل: القَصِيدُ السمين ههنا.
وسنام البعير إِذا سَمِنَ: قَصِيدٌ؛ قال المثقب: سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصِيدُهَا ابن شميل: القَصُودُ من الإِبل الجامِسُ المُخِّ، واسم المُخِّ الجامِس قَصِيدٌ.
وناقة قَصِيدٌ وقصِيدَةٌ: سمينة ممتلئة جسيمة بها نِقْيٌ أَي مُخٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وخَفَّتْ بَقايا النِّقْيِ إِلا قَصِيبَةً، قَصِيدَ السُّلامى أَو لَمُوساً سَنامُها والقَصيدُ أَيضاً والقَصْدُ: اللحمُ اليابس؛ قال الأَخطل: وسيرُوا إِلى الأَرضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُ، يَكُنْ زادُكُمْ فيها قَصِيدُ الإِباعِرِ والقَصَدَةُ: العُنُقُ، والجمع أَقْصادٌ؛ عن كراع: وهذا نادر؛ قال ابن سيده: أَعني أَن يكون أَفعالٌ جمع فَعَلَةٍ إِلا على طرح الزائد والمعروف القَصَرَةُ والقِصَدُ والقَصَدُ والقَصْدُ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة: كل ذلك مَشْرَةُ العِضاهِ وهي بَراعيمُها وما لانَ قبْلَ أَن يَعْسُوَ، وقد أَقصَدتِ العِضاهُ وقصَّدَتْ. قال أَبو حنيفة: القَصْدُ ينبت في الخريف إِذا بَرَدَ الليل من غير مَطَرٍ.
والقَصِيدُ: المَشْرَةُ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: ولا تَشْعفاها بالجِبالِ وتَحْمِيا عليها ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُها الليث: القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاهِ أَيامَ الخَريفِ تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ، فسمى كل واحدة منها قَصَدة.
وقال ابن الأَعرابي: القَصَدَةُ من كل شجرة ذات شوك أَن يظهر نباتها أَوَّلَ ما ينبت. الأَصمعي: والإِقْصادُ القَتْل على كل حال؛ وقال الليث: هو القتل على المكان، يقال: عَضَّتْه حيَّةٌ فأَقْصَدَتْه.
والإِقْصادُ: أَن تَضْرِبَ الشيءَ أَو تَرْمِيَه فيموتَ مكانه.
وأَقصَد السهمُ أَي أَصاب فَقَتَلَ مكانَه.
وأَقْصَدَتْه حية: قتلته؛ قال الأَخطل: فإِن كنْتِ قد أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيتِنِي بِسَهْمَيْكِ، فالرَّامي يَصِيدُ ولا يَدري أَي ولا يخْتُِلُ.
وفي حديث عليّ: وأَقْصَدَت بأَسْهُمِها؛ أَقْصَدْتُ الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَيتَه بسهم فلم تُخْطئْ مَقاتلَه فهو مُقْصَد؛ وفي شعر حميد ابن ثور: أَصْبَحَ قَلْبي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدا، إِنْ خَطَأً منها وإِنْ تَعَمُّدا والمُقْصَدُ: الذي يَمْرَضُ ثم يموت سريعاً.
وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره أَي مات؛ قال لبيد: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها وقَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه.
والقصيدُ: العصا؛ قال حميد: فَظَلَّ نِساء الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً رُؤُوسَ عِظامٍ أَوْضَحَتْها القصائدُ سمي بذلك لأَنه بها يُقْصَدُ الإِنسانُ وهي تَهدِيهِ وتَو مُّه، كقول الأَعشى: إِذا كانَ هادِي الفَتى في البِلا دِ صَدْرَ القناةِ، أَطاعَ الأَمِيرا والقَصَدُ: العَوْسَجُ، يَمانِيةٌ.

حرج (لسان العرب) [1]


الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ.
والحارجُ: الآثم؛ قال ابن سيده: أُراه على النسب، لأَنه لا فعل له.
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثم.
وقولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن نفسه.
ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه؛ قال الأَزهري: وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها؛ وقال: قال ذلك أَحمد بن يحيى.
وأَحْرَجَه أَي آثمه.
وتَحَرَّجَ: تأَثَّم.
والتحريج: التضييق؛ وفي الحديث: حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ. قال ابن الأَثير: الحَرَجُ في الأَصل الضيق، ويمقع على الإِثم والحرام؛ وقيل: الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ؛ فمعناه أَي لا بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، وإِن استحال أَن . . . أكمل المادة يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول، وأَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك، لا أَن تَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب.
ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم العجائب؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته، حقّاً كان أَو باطلاً، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله، عليه السلام، في أَوّل الحديث: بَلِّغُوا عَنِّي؛ على الوجوب، ثم أَتبعه بقوله: وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم. قال: ومن أَحاديث الحرج قوله، عليه السلام، في قتل الحيات: فَلْيُحَرِّجْ عليها؛ هو أَن يقول لها: أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق، إِن عُدْتِ إِلينا فلا تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل. قال: ومنها حديث اليتامى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم.
وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم والضيق؛ ومنه الحديث: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: اليتيم والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة: كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج. قال ابن الأَثير: وورد الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى.
ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد: لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ والحَرَجُ: الضِّيق.
وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مصدر.وقوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباس (* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل.) وعمر، رضي الله عنهما، حَرَجاً، وقرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: والحَرَجُ فيما فسر ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ؛ قال: وكذلك صدر الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ؛ قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
وقال الزجاج: الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا. قال: ومَن قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره، ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلاً؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهري: ومكان حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر.
والحَرِجُ: الذي لا يكاد يَبْرَح القتالَ؛ قال: مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ: الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام.
والحَرِجُ: الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر، وهذا ضيق أَيضاً.
وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عن ضِيقٍ.
وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق عليه.
وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً: صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بمعنىً واحدٍ؛ ويقال: أَحْرَجَني إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ.
وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه.
وحَرِجَ الغُبارُ، فهو حَرِجٌ: ثار في موضع ضَيِّقٍ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ؛ قال: وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها، يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ قال الأَزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه؛ وقال لبيد: حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قال: ومَا أَبْهَمَتْ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قال ذو الرمة: تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ وقيل: معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر. الأَزهري: الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه فَرَقاً وغيظاً.
وحَرِجَ عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر، فحرم عليه لضيق وقته.
وحَرِجَتِ الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً: حرمت، وهو من الضيق لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق.
وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم.
ويقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها؛ ويقال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ يريد بثلاث تطليقات. الأَزهري: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام؛ وقرأَ الناس: وحَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهري: والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ، وهو الإِثم؛ قال: حكاه يونس.
والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لضيقها؛ وقيل: الشجر الملتف، وهي أَيضاً الشجرة تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ، وهي ما رَعَى من المال.
والجمع من كل ذلك: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر: أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا، بذِي سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ وحِرَاجٌ؛ قال رؤبة: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وهي المَحاريجُ.
وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ؛ وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر؛ وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر؛ قال أَبو زيد: سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها.
وقال الجوهري: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الحِراجُ غِياضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها؛ قال العجاج: عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وفي حديث حنين: حتى تركوه في حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح والتحريك: مجتمع شجر ملتف كالغيضة.
وفي حديث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في مثل الحَرَجَةِ.
والحديث الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ وعِضَاه.
وحِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ والتفَّ؛ قال ابن ميادة: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟ خص الغرابَ لحدّة البصر، يقول: فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغيره؟ والحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سيده: والحَرَجَةُ مائة من الإِبل.
وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق؛ وقيل: معظمه، وقد حكيت بجيمين.
والحَرَجُ: سرير يحمل عليه المريض أَو الميت؛ وقيل: هو خشب يُشدُّ بعضه إِلى بعض؛ قال امرؤُ القيس: فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ على حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابن بري: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه، وأَراد بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها.
وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها.
وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وكان معه في بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ يحمل فيه؛ والقَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج. قال: كذا ذكره أَبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. الجوهري: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى، وربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهري: وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال الأَزهري: وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة: يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته. قال ابن سيده: والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس.
والحَرَجُ والحِرْجُ: الشَّحَصُ.
والحَرَجُ من الإِبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ؛ قال لبيد: حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ قال الأَزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول.
والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض؛ وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامرة، وجمعها حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنى الحُرْجُوجِ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم.
وفي الحديث: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وهي الناقة الطويلة؛ وقيل الضامرة، وقيل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب؛ قال: أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ، بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ: الريح الباردة الشديدة؛ قال ذو الرمة: أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها، مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر: ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ والحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تطمع فيها. قال الأَزهري: الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده، والجمع أَحْرَاجٌ؛ قال جَحْدرٌ يصف الأَسد: وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ، حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ وقال الطرماح: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره؛ شبَّه الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثَّوْلُ.
وقال الأَصمعي: أَحْرِجْ لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ.
وقال المفضل: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر: وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وقول الهذلي: أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يكون البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك.
والمضفر: المقتول كالضفيرة.
والحِرْجُ: قلادة الكلب، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قال: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ حْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري: ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد في ترجمة عضرس: مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها، إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ (* قوله «إِذا أَيه» كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه.) مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ.
وحُصٌّ: قد انْحَصَّ شَعَرُها، وقال الأَصمعي في قوله: طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ قال: مُحَرَّجَةٌ: في أَعناقها حِرْجٌ، وهو الوَدَعُ.
والوَدَعُ: خرز يعلق في أَعناقها. الأَزهري: والحِرْجُ القلادة لكل حيوان. قال: والحِرْجُ: الثياب التي تُبسط على حبل لِتَجَفَّ، وجمعها حِراجٌ في جميعها.
والحِرْجُ: جماعة الغنم، عن كراع، وجمعه أَحْرَاجٌ.
والحُرْجُ: موضعٌ معروف.

عبر (لسان العرب) [1]


عَبَرَ الرُؤيا يَعْبُرُها عَبْر وعِبارةً وعبَّرها: فسَّرها وأَخبر بما يؤول إِليه أَمرُها.
وفي التنزيل العزيز: إِن كنتم للرؤُيا تَعْبُرون؛ أَي إِن كنتم تعْبُرون الرؤيا فعدّاها باللام، كما قال: قُلْ عسى أَن يكون رَدِفَ لكم؛ أَي رَدِفَكم؛ قال الزجاج: هذه اللام أُدْخِلت على المفعول للتَّبْيين، والمعنى إِن كنتم تَعْبُرون وعابرين، ثم بَيَّنَ باللام فقال: للرؤيا، قال: وتسمى هذه اللام لامَ التعقيب لأَنها عَقَّبَت الإِضافةَ، قال الجوهري: أَوصَل الفعل باللام، كما يقال إِن كنت للمال جامعاً.
واسْتعْبَرَه إِياها: سأَله تَعْبِيرَها.
والعابر: الذي ينظر في الكتاب فيَعْبُره أَي يَعْتَبِرُ بعضه ببعض حتى يقع فهمُه عليه، ولذلك قيل: عبَر الرؤْيا واعتَبَر فلان كذا، وقيل: أُخذ . . . أكمل المادة هذا كله من العِبْرِ، وهو جانبُ النهر، وعِبْرُ الوادي وعَبْرُه؛ الأَخيرة عن كراع: شاطئه وناحيته؛ قال النابغة الذبياني يمدح النعمان: وما الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبهُ، ترْمي أَواذِيُّه العِبْرَينِ بالزَّبَدِ قال ابن بري: وخبر ما النافية في بيت بعده، وهو: يوماً، بأَطيبَ منه سَيْبَ نافلةٍ، ولا يَحُول عطاءُ اليوم دُون غد والسَّيْب: العطاءُ.
والنافلة: الزيادة، كما قال سبحانه وتعالى: ووهبنا له إِسحق ويعقوب نافلةً.
وقوله: ولا يَحُول عطاءُ اليوم دون غد إِذا أَعْطى اليوم لم يمنعه ذلك من أَن يُعْطِي في غدٍ.
وغواربُه: ما علا منه.
والأَوَاذيُّ: الأَمواج، واحدُها آذيّ.
ويقال: فلان في ذلك العِبر أَي في ذلك الجانب.
وعَبَرْت النهرَ والطريق أَعْبُره عَبْراً وعُبوراً إِذا قطعته من هذا العِبْر إِلى ذلك العِبر، فقيل لعابر الرؤيا: عابر لأَنه يتأَمل ناحيَتي الرؤيا فيتفكر في أَطرافها،ويتدبَّر كل شيء منها ويمضي بفكره فيها من أَول ما رأَى النائم إِلى آخر ما رأَى.
وروي عن أَبي رَزِين العقيلي: أَنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الرُّؤْيا على رِجْل طائر، فإِذا عُبِّرت وقَعَت فلا تَقُصَّها إِلا على وادٍّ أَو ذي رَأْيٍ، لأَن الوادَّ لا يُحبّ أَن يستقبلك في تفسيرها إِلا بما تُحِبّ، وإِن لم يكن عالماً بالعبارة لم يَعْجَل لك بما يَغُمُّك لا أَن تَعْبِيرَه يُزِيلُها عما جعلها الله عليه، وأَما ذُو الرأْي فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو يُخْبِرُك بحقيقة تفسيرها أَو بأَقْرَب ما يعلمه منها، ولعله أَن يكون في تفسيرها موعظةٌ تَرْدَعُك عن قبيح أَنت عليه أَو يكون فيها بُشْرَى فَتَحْمَد الله على النعمة فيها.
وفي الحديث: الرأيا لأَول عابر؛ العابر: الناظر في الشيء، والمُعْتَبرُ: المستدلّ بالشيء على الشيء.
وفي الحَديث: للرؤيا كُنًى وأَسماءٌ فكنُّوها بكُناها واعتَبروها بأَسمائها.
وفي حديث ابن سيرين: كان يقول إِني أَعْتَبرُ الحديث؛ المعنى فيه أَنه يُعَبِّر الرؤيا على الحديث ويَعْتَبِرُ به كما يَعْتبرها بالقرآن في تأْويلها، مثل أَن يُعَبِّر الغُرابَ بالرجل الفاسق، والضِّلَعَ بالمرأَة، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سمى الغُرابَ فاسقاً وجعل المرأَة كالضِّلَع، ونحو ذلك من الكنى والأَسماء.
ويقال: عَبَرْت الطير أَعْبُرها إِذا زجَرْتها.
وعَبَّر عمَّا في نفسه: أَعْرَبَ وبيّن.
وعَبّر عنه غيرُه: عيِيَ فأَعْرَب عنه، والاسم العِبْرةُ (* قوله: «والاسم العبرة» هكذا ضبط في الأصل وعبارة القاموس وشرحه: والاسم العبرة، بالفتح كما هو مضبوط في بعض النسخ وفي بعضها بالكسر).
والعِبارة والعَبارة.
وعَبّر عن فلان: تكلَّم عنه؛ واللسان يُعَبّر عما في الضمير.
وعَبَرَ بفلان الماءَ وعَبَّرَهُ به؛ عن اللحياني.والمِعْبَرُ: ما عُبِرَ به النهر من فُلْكٍ أَو قَنْطَرة أَو غيره.
والمَعْبَرُ: الشطُّ المُهَيّأُ للعُبور. قال الأَزهري: والمِعْبَرَةُ سفينة يُعْبَرُ عليها النهر.
وقال ابن شميل: عَبَرْت مَتاعي أَي باعَدْته.
والوادي يَعْبرُ السيلَ عَنّا أَي يُباعِدُه.
والعُبْرِيّ من السِّدْر: ما نبت على عِبْر النهر وعَظُم، منسوب إِليه نادر، وقيل: هو ما لا ساقَ له منه، وإِنما يكون ذلك فيما قارَب العِبْرَ.
وقال يعقوب: العُبْرِيّ والعُمْرِيُّ منه ما شرب الماء؛ وأَنشد: لاث به الأَشاءُ والعُبْرِيُّ قال: والذي لا يشرب يكون بَرِّيّاً وهو الضالُ.
وإن كان عِذْياً فهو الضال. أَبو زيد: يقال للسدْر وما عظُم من العوسج العُبْريّ.
والعُمْرِيُّ: القديمُ من السدر؛ وأَنشد قول ذي الرمة: قَطَعْت، إِذا تخوّفت العَواطِي، ضُروبَ السدْرِ عُبْرِيّاً وضالا ورجل عابرُ سبيلٍ أَي مارّ الطريق.
وعَبرَ السبيلَ يَعْبُرُها عُبوراً: شَقَّها؛ وهم عابرُو سبيلٍ وعُبّارُ سبيل، وقوله تعالى: ولا جُنُباً إِلا عابري سبيل؛ فسّره فقال: معناه أَن تكون له حاجة في المسجد وبيتُه بالبُعد فيدخل المسجد ويخرج مُسْرِعاً.
وقال الأَزهري: إِلا عابري سبيل، معناه إِلا مسافرين، لأَن المسافر يُعْوِزُه الماء، وقيل: إِلا مارّين في المسجد غَير مُرِيدين الصلاة.
وعبر السَّفَر يعبُره عَبراً: شَقّة؛ عن اللحياني.
والشَّعْرَى العَبور، وهما شِعْريانِ: أَحدُهما الغُمَيصاء، وهو أَحدُ كوكَبَي الذراعين، وأَما العَبور فهي مع الجوْزاء تكونُ نيِّرةً، سُمّيت عَبوراً لأَنها عَبَرت المَجَرَّةَ، وهي شامية، وتزعم العرب أَن الأُخرى بكت على إِثْرِها حتى غَمِصَت فسُمّيت الغُمَيْصاءَ.
وجمل عُبْرُ أَسفارٍ وجمال عُبْرُ أَسفارٍ، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث مثل الفُلك الذي لا يزال يُسافَر عليها، وكذلك عِبْر أَسفار، بالكسر.
وناقة عُبْر أَسْفارٍ وسفَرٍ وعَبْرٌ وعِبْرٌ: قويَّةٌ على السفر تشُقُّ ما مرّت به وتُقْطعُ الأَسفارُ عليها، وكذلك الرجل الجريء على الأَسفَارِ الماضي فيها القوي عليها.
والعِبَارُ: الإِبل القوية على السير.
والعَبَّار: الجمل القوي على السير.
وعَبَر الكتابَ يعبُره عَبْراً: تدبَّره في نفسه ولم يرفع صوته بقراءته. قال الأَصمعي: يقال في الكلام لقد أَسرعت اسْتِعبارَك للدراهم أَي استخراجك إِياها.
وعَبَرَ المتاعَ والدراهم يعبرها: نَظر كَمْ وزْنُها وما هي، وعبَّرها: وزنَها ديناراً ديناراً، وقيل عبّر الشيءَ إِذا لم يبالغ في وزنه أَو كيله، وتعبير الدراهم وزنُها جملة بعد التفاريق.
والعِبْرة: العجب.
واعْتَبَر منه: تعجّب.
وفي التنزيل: فاعْتَبِرُوا يا أُولي الأَبصار؛ أَي تدبّروا وانظُروا فيما نزل بقُرَيْظةَ والنضير، فقايِسوا فِعالَهم واتّعِظُوا بالعذاب الذي نزل بهم.
وفي حديث أَبي ذرّ: فما كانت صُحُفُ موسى؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها؛ العِبَرُ: جمعُ عِبْرة، وهي كالمَوْعِظة مما يَتّعِظُ به الإِنسان ويَعمَلُ به ويَعتبِر ليستدل به على غيره.
والعِبْرة: الاعتبارُ بما مضى، وقيل: العِبْرة الاسم من الاعتبار. الفراء: العَبَرُ الاعتبار، قال: والعرب تقول اللهم اجْعَلْنا ممن يَعبَرُ الدنيا ولا يَعْبُرها أَي ممن يعتبر بها ولا يموت سريعاً حتى يُرْضيَك بالطاعة.
والعَبورُ: الجذعة من الغنم أَو أَصغر؛ وعيَّنَ اللحياني ذلك الصِّغَرَ فقال: العبور من الغنم فوق الفَطيم من إناث الغنم، وقيل: هي أَيضاً التي لم تَجُز عامَها، والجمع عبائر.
وحكي عن اللحياني: لي نعجتان وثلاث عبائرَ.
والعَبِير: أَخْلاطٌ من الطيب تُجْمَع بالزعفران، وقيل: هو الزعفران وحده، وقيل: هو الزعفران عند أَهل الجاهلية؛ قال الأَعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرو س، في الصَّيْفِ، رَقْرَقْت فيه العَبيرا وقال أَبو ذؤيب: وسِرْب تَطَلَّى بالعَبير، كأَنه دِماءُ ظباء بالنحور ذبيح ابن الأَعرابي: العبيرُ الزعفرانة، وقيل: العبيرُ ضرْبٌ من الطيب.
وفي الحديث: أَتَعْجَزُ إِحْداكُنّ أَن تتخذ تُومَتينِ ثم تَلْطَخَهما بِعَبِيرٍ أَو زعفران؟ وفي هذا الحديث بيان أَن العبير غيرُ الزعفران؛ قال ابن الأَثير: العَبيرُ نوعٌ من الطيب ذو لَوْنٍ يُجْمع من أَخْلاطٍ.
والعَبْرة: الدَّمْعة، وقيل: هو أَن يَنْهَمِل الدمع ولا يسمع البكاء، وقيل: هي الدمعة قبل أَن تَفيض، وقيل: هي تردُّد البكاء في الصدر، وقيل: هي الحزن بغير بكاء، والصحيح الأَول؛ ومنه قوله: وإِنّ شِفائي عَبْرةٌ لو سَفَحْتُها الأَصمعي: ومن أَمثالهم في عناية الرجل بأَخيه وإِيثارِه إِياه على نفسه قولهم: لك ما أَبْكِي ولا عَبْرَةَ بي؛ يُضْرَب مثلاً للرجل يشتد اهتمامه بشأْن أَخيه، ويُرْوَى: ولا عَبْرَة لي، أَي أَبكي من أَجْلِك ولا حُزْن لي في خاصّة نفسي، والجمع عَبَرات وعِبَر؛ الأَخيرة عن ابن جني.
وعَبْرةُ الدمعِ: جرْيُه.
وعَبَرَتْ عينُه واسْتَعْبَرت: دمَعَتْ.
وعَبَر عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وحزن.
وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: عَبِر الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إِذا حزن.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه ذكَرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَعْبَر فبكى؛ هو استفْعل من العَبْرة، وهي تحلُّب الدمع.
ومن دُعاء العرب على الإِنسان: ماله سَهِر وعَبِر.
وامرأَة عابرٌ وعَبْرى وعَبِرةٌ: حزينة، والجمع عَبارى؛ قال الحرث بن وعْلةَ الجَرْمي، ويقال هو لابن عابس الجرمي: يقول لِيَ النَّهْديُّ: هل أَنتَ مُرْدِفي؟ وكيف ردافُ الفَرِّ؟ أُمُّك عابرُ أَي ثاكل يُذَكّرُني بالرُّحْمِ بيني وبينه، وقد كان في نَهْدٍ وجَرْمٍ تدارُ أَي تقاطع نجوْت نجاءً لم يَرَ الناسُ مثلَه، كأَني عُقابٌ عند تَيْمَنَ كاسِرُ والنَّهْديّ: رجل من بني نَهْد يقال له سَلِيط، سأَل الحرث أَن يُرْدِفَه خَلْفه لينجُوَ به فأَبى أَن يُرْدِفَه، وأَدركت بنو سعد النَّهْدِيّ فقتلوه.
وعينٌ عَبْرى أَي باكية.
ورجل عَبرانُ وعَبِرٌ: حزِينٌ.
والعُبْرُ: الثَّكْلى.
والعُبْرُ: البكاء بالحُزْن؛ يقال: لأُمِّه العُبْرُ والعَبَرُ.
والعَبِرُ والعَبْرانُ: الباكي.
والعُبْر والعَبَر: سُخْنةُ العين من ذلك كأَنه يَبْكي لما به.
والعَبَر، بالتحريك: سُخنة في العين تُبكيها.
ورأَى فلان عُبْرَ عينه في ذلك الأَمر وأَراه عُبْرَ عينه أَي ما يبكيها أَو يُسْخِنها.
وعَبَّر به: أَراه عُبْرَ عينه؛ قال ذو الرمة: ومِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها على مَلَقِيَّات يُعَبِّرْنَ بالغُفْر وفي حديث أُمْ زرع: وعُبْر جارتِها أَي أَن ضَرَّتَها ترى من عِفَّتِها ما تَعْتَبِرُ به، وقيل: إِنها ترى من جَمالِها ما يُعَبِّرُ عينها أَي يُبكيها.
وامرأَة مُسْتَعْبِرة ومُسْتَعْبَرَة: غير حظية؛ قال القُطامي: لها روْضة في القلب لم تَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائف والعُبْر، بالضم: الكثير من كل شيء، وقد غلب على الجماعة من الناس.
والعُبْر: جماعة القوم؛ هذلية عن كراع.
ومجلس عِبْر وعَبْر: كثير الأَهل.
وقوم عِبِير: كثير.
والعُبْر: السحائب التي تسير سيراً شديداً. يقال: عَبَّرَ بفلان هذا الأَمرُ أَي اشتد عليه؛ ومنه قول الهذلي: ما أَنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ، يُعَبِّرُ بالذَّكَر الضَّابِط ويقال: عَبَرَ فلان إِذا مات، فهو عابر، كأَنه عَبَرَ سبيلَ الحياة.
وعبَرَ القومُ أَي ماتوا؛ قال الشاعر: فإِنْ نَعْبُرْ فإِنْ لنا لُمَاتٍ، وإِنْ نَعْبُرْ فنحن على نُذُور يقول: إِن متنا قلنا أَقرانٌ، وابن بَقينا فنحن ننتظر ما لا بد منه كأَن لنا في إِتيانه نذراً.
وقولهم: لغة عابِرَة أَي جائزة.
وجارية مُعْبَرَة: لم تُخْفَض.
وأَعبَر الشاة: وفرَّ صوفها.
وجمل مُعْبَر: كثير الوبَر كأَن وبره وُفِّر عليه وإِن لم يقولوا أَعْبَرْته؛ قال: أَو مُعْبَرُ الظَّهْر يُنْبى عن وَلِيَّتِهِ، ما حَجَّ رَبُّه في الدنيا ولا اعْتَمَرَا وقال اللحياني: عَبَرَ الكَبشَ ترك صوفه عليه سنة.
وأَكْبُشٌ عُبرٌ إِذا ترك صوفها عليها، ولا أَدري كيف هذا الجمع. الكسائي: أَعْبَرْت الغنم إِذا تركتها عاماً لا تُجزّها إِعْباراً.
وقد أَعْبَرْت الشاة، فهي مُعْبَرَة.
والمُعْبَر: التيس الذي ترك عليه شعره سنوات فلم يُجَزَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف كبشاً: جَزيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرة، حديثُ الخِصَاء وارمُ العَفْل مُعْبَرُ أَي غير مجزوز.
وسهم مُعْبَرٌ وعَبِرٌ: مَوْفُور الريش كالمُعْبَر من الشاء والإِبل. ابن الأَعرابي: العُبْرُ من الناس القُلْف، واحدهم عَبُورٌ.وغلام مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتلم ولم يُخْتَن بَعْدُ؛ قال: فَهْوَ يُلَوِّي باللِّحاءِ الأَقْشَرِ، تَلْويَةَ الخاتِن زُبِّ المُعْبَرِ وقيل: هو الذي لم يُخْتَن، قارَب الاحتلام أَو لم يُقارِب. قال الأَزهري: غلام مُعْبَرٌ إِذا كادَ يحتلم ولم يُخْتَن.
وقالوا في الشتم: يا ابن المُعْبَرَة أَي العَفْلاء، وأَصله من ذلك.
والعُبْرُ: العُقاب، وقد قيل: إِنه العُثْرُ، بالثاء، وسيذكر في موضعه.
وبنات عِبْرٍ: الباطل؛ قال: إِذا ما جِئْتَ جاء بناتُ عِبْرٍ، وإِن ولَّيْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهابا وأَبو بناتِ عِبْرٍ: الكَذَّاب.
والعُبَيْراءُ، ممدود: نبت؛ عن كراع حكاه مع الغُبَيْراء.
والعَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْد؛ عن كراع أَيضاً.
والعَبْرُ وبنو عَبْرَة، كلاهما: قبيلتان.
والعُبْرُ: قبيلة.
وعابَرُ بنُ أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح، عليه السلام.
والعِبْرانية: لغة اليهود.
والعِبْري، بالكسر: العِبْراني، لغة اليهود.

شكل (لسان العرب) [1]


الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛ وأَنشد أَبو عبيد: فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما، فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ ومُشَاكَلَة.
وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع.
والشَّكْل: المِثْل، تقول: هذا على . . . أكمل المادة شَكْل هذا أَي على مِثَاله.
وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه في حالاته.
ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ بهذا أَي أَشْبَه.
والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.
والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة.
وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه وناحيته وطريقته.
وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على ناحيته وجهته وخَلِيقته.
وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب.
وهذا طَرِيقٌ ذو شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ.
وشَكْلُ الشيء: صورتُه المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.
وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه.
وأَشْكَل الأَمْرُ: الْتَبَس.
وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ.
وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه أَمْرُها.
والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد.
والأَشكل من الإِبل والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء: بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة: يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج وقول الشاعر: فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة.
وقال شَمِر: الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض.
وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ.
وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر (* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد.
والأَشْكَل عند العرب: اللونان المختلطان.
ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده: والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال: كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة، والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ.
ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ العين.
وفي حديث علي (* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد: ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها، كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها (* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب). عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد: ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ، سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه.
وقوله في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ.
وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.
وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ (* قوله «المحكم شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو تَثَنِّي جُلودها (* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.
وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم: شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه.
ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من غير سماع.
وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.
والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ بالشَّكَال.
وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ.
والشِّكَال في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.
والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين اليد والرجل.
وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب، أَشْكُلُ شَكْلاً.
والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.
والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه.
ويقال: شَكَلْت الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة.
والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة: سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي، هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ وشَكَّلَتِ المرأَةُ (* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها.
والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد، والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل: هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي إِحدى يديه.
وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض.
وقال أَبو عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول. ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ.
وحُكي عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر.
وورد في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين العِذَار والأُذُن من البياض.
وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل: وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى، لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ الفَخِذ في الساق.
والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن.
والشَّاكِلةُ: الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة.
وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته.
والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ الشَّاكِلة.
ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي بَيِّنَة الشَّكَل.
والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.
والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.
والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً، فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ الدَّلّ.
والشَّكْل: المِثْل.
والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في هذا وهذا في هذا.
والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال: امرأَة ذات شِكْل.
وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.
والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين: نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا وسُرْعَتَها: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي للعجاج: يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل قال ابن بري: الذي في شعره: مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر: أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات أَصفر وأَحمر.
وشَكْلةُ: اسم امرأَة.
وبَنُو شَكَل: بطن من العرب.
والشَّوْكَل: الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء: الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة.

فرش (لسان العرب) [1]


فَرَشَ الشيء يفْرِشُه ويَفْرُشُه فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَش وافْتَرَشَه: بسَطَه. الليث: الفَرْشُ مصدر فَرَشَ يَفْرِش ويفْرُش وهو بسط الفراش، وافْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته.
وأَفْرَشَت الفرس إِذا اسْتَأْتَتْ أَي طلبت أَن تُؤْتى.
وافْتَرشَ فلان لسانَه: تكلم كيف شاء أَي بسطه.
وافْتَرشَ الأَسدُ والذئب ذراعيه: رَبَضَ عليهما ومدّهما؛ قال: تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه، كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ وافتَرَشَ ذراعيه: بسطهما على الأَرض.
وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع، وهو أَن يَبْسُط ذراعيه في السجود ولا يُقِلَّهما ويرْفَعَهما عن الأَرض إِذا سَجَد كما يَفْتَرشُ الذئبُ والكلب ذراعيه ويبسطهما.
والافْتِراشُ، افْتِعالٌ: من الفَرْش والفِراش.
وافْتَرَشَه أَي وطِئَه.
والفِراشُ: ما افْتُرِش، . . . أكمل المادة والجمع أَفْرِشةٌ وفُرُشٌ؛ سيبويه؛ وإِن شئت خفَّفْت في لغة بني تميم.
وقد يكنى بالفَرْش عن المرأَة.
والمِفْرَشةُ: الوِطاءُ الذي يُجْعل فوق الصُّفَّة.
والفَرْشُ: المَفْروشُ من متاع البيت.
وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأَرض فِراشاً؛ أَي وِطاءً لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها.
ويقال: لَقِيَ فلان فلاناً فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه.
والأَرض فِراشُ الأَنام، والفَرْشُ الفضاءُ الواسع من الأَرض، وقيل: هي أَرض تَسْتوي وتَلِين وتَنْفَسِح عنها الجبال. الليث: يقال فَرَّش فلان داره إِذا بلّطَها، قال أَبو منصور: وكذلك إِذا بَسَطَ فيها الآجُرَّ والصَفِيحَ فقد فَرَّشَها.
وتَفْرِيشُ الدار: تَبْلِيطُها.
وجمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لا سَنام له، وأَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كذلك، وكلُّه من الفَرْشِ.
والفَرِيشُ: الثَوْرُ العربي الذي لا سنام له؛ قال طريح: غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ، نَهْدُ الزُّبُّنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ وفَرَشَه فِراشاً وأَفْرَشَه: فَرَشَه له. ابن الأَعرابي: فَرَشْتُ زيداً بِساطاً وأَفْرَشْته وفَرَّشْته إِذا بَسَطت له بِساطاً في ضيافتِه، وأَفْرَشْته إِذا أَعْطَبته فَرْشاً من الإِبل. الليث: فَرَشْت فلاناً أَي فَرَشْت له، ويقال: فَرَشْتُه أَمْري أَي بسطته كلَّهُ، وفَرَشْت الشيء أَفْرِشُه وأَفْرُشُه: بسطته.
ويقال: فَرَشَه أَمْرَهي إِذا أَوسَعه إِياه وبسَطه له.
والمِفْرَشُ: شيء كالشاذَكُونَة (* الشاذكونة: ثياب مُضرَّبَة تعمل باليمن «القاموس».).
والمِفْرَشةُ: شيء يكون على الرحْل يَقعد عليها الرجل، وهي أَصغرُ من المِفْرَش، والمِفْرَش أَكبرُ منه.
والفُرُشُ والمَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن؛ قال أَبو كبير: مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفارِش عُزَّل أَي النساء، وافْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة.
والفَريشُ: الجاريةُ يَفْتَرِشُها الرجلُ. الليث: جارية فَرِشٌ قد افْتَرَشَها الرجل، فَعِيلٌ جاء من افْتَعَل، قال أَبو منصور: ولم أَسمع جارية فَرِيش لغيره. أَبو عمرو: الفِراش الزوج والفِراش المرأَة والفِراشُ ما يَنامان عليه والفِراش البيت والفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قال أَبو كبير الهذلي: حتى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ والفَراشُ: مَوْقِع اللسان في قعر الفمِ.
وقوله تعالى: وفُرُشٍ مَرْفُوعةٍ؛ قالوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ. يقال لامرأَة الرجل: هي فِراشُه وإِزارُه ولِحافُه، وقوله مرفوعة رُفِعْن بالجَمال عن نساء أَهلِ الدنيا، وكلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ.
وقوله، صلى اللَّه عليه وسلم: الولدُ للفِراشِ ولِلْعاهِر الحجَرُ؛ معناه أَنه لمالك الفِراشِ وهو الزوج والمَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها، هذا من مختصر الكلام كقوله عز وجل: واسأَل القريةَ، يريد أَهلَ القريةِ.
والمرأَة تسمى فِراشاً لأَن الرجل يَفْتَرِشُها.
ويقال: افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إِذا سلكوه.
وافْتَرشَ فلانٌ كريمةَ فلانٍ فلم يُحْسنْ صحبتها إِذا تزوّجها.
ويقال: فلانٌ كريمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كان يَفْرُشُ نفسَه لهم.
وفلان كريمُ المَفارِشِ إِذا تزوّج كرائمَ النِّساء.
والفَرِيشُ من الحافر: التي أَتى عليها من نِتاجها سبعةُ أَيام واستحقت أَن تُضرَبَ، أَتاناً كانت أَو فَرَساً، وهو على التشبيه بالفَرِيشِ من النساء، والجمع فَرائشُ؛ قال الشماخ: راحَتْ يُقَحِّمُها ذو ازْملٍ وسَقَتْ له الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيادِيدُ الأَصمعي: فرسٌ فَرِيشٌ إِذا حُمِلَ عليها بعد النِّتاج بسبع.
والفَرِيشُ من ذوات الحافر: بمنزلة النُّفَساء من النساء إِذا طهُرت وبمنزلة العُوذِ من النوق.
والفَرْشُ: الموضع الذي يكثر فيه النبات.
والفَرْشُ: الزرع إِذا فَرَّشَ.
وفَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انبسط على وجه الأَرض.
والمُفَرِّشُ: الزرع إِذا انبسط، وقد فَرَّشَ تَفْريشاً.
وفَراشُ اللسان: اللحمة التي تحته، وقيل: هي الجلدة الخَشْناء التي تلي أُصولَ الأَسْنان العُلْيا، وقيل: الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل الحَنَك، وقيل: الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة.
وفَراشُ الرأْس: عِظامٌ رِقاق تلي القِحْف. النضر: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت اللسان؛ وأَنشد يصف فرساً: خَفِيف النَّعامةٍ ذُو مَيْعةٍ، كَثِيف الفَراشةِ ناتي الصُّرَد ابن شميل: فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللتان يُرْبط بهما العذاران، والعذَارانِ السَّيْرانِ اللذان يُجْمعان عند القَفا. ابن الأَعرابي: الفَرْشُ الْكذِبُ، يقال: كَمْ تَفْرُش كَمْ وفَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق من القِحْف، وقيل: هو ما رَقَّ من عظْم الهامة، وقيل: كلُّ رقيقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ، وقيل: كل عظم ضُرب فطارت منه عظامٌ رِقاقٌ فهي الفَراش، وقيل: كل قُشور تكون على العظْم دون اللحم، وقيل: هي العِظامُ التي تخرج من رأْس الإِنسان إِذا شُجّ وكُسِر، وقيل: لا تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حتى تتبيّن، الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ.
والمُفَرِّشةُ والمُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ: التي تبلغ الفَراش.
وفي حديث مالك: في المُنَقِّلَةِ التي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقَّلَةُ من الشِّجاج التي تُنَقِّلُ العظام. الأَصمعي: المُنَقِّلة من الشجاج هي التي يخرج منها فَراشُ العظام وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم؛ ومنه قول النابغة: ويَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب والفَراش: عظم الحاجب.
ويقال: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، وذلك إِذا طارت العظام رِقاقاً من رأْسه.
وكل رقيق من عظم أَو حديدٍ، فهو فَراشةٌ؛ وبه سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها.
وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: ضَرْبٌ يَطِير منه فَراشُ الهامِ؛ الفَراشُ: عظام رقاق تلي قِحْف الرأْس. الجوهري: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التي تَصْدَع العظم ولا تَهْشِم، والفَراشةُ: ما شخَص من فروع الكتفين فيما بين أَصْل العنق ومستوى الظهر وهما فَراشا الكتفين.
والفَراشَتان: طرَفا الوركين في النُّفْرة.
وفَراشُ الظَّهْر: مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فيه.
وفَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها فَراشة؛ حكاها أَبو عبيد؛ قال ابن دريد: لا أَحْسبها عربيّة.
وكلُّ حديدةٍ رقيقة: فَراشةٌ.
وفَراشةُ القُفْل: ما يَنْشَبُ فيه. يقال: أَقْفَلَ فأَفْرَشَ.
وفَراشُ التَّبِيذ: الحَبَبُ الذي عليه.
والفَرْشُ: الزَّرْع إِذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ وأَرْبعٌ.
وفَرْشُ الإِبِلِ وغيرِها: صِغارُها، الواحدُ والجمع في ذلك سواءٌ. قال الفراء: لم أَسمع له بجمع، قال: ويحتمل أَن يكون مصدراً سمي به من قولهم فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثُّها بَثّاً.
وفي التنزيل العزيز: ومن الأَنْعام حَمُولةً وفَرْشاً؛ وفَرْشُها: كِبارُها؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: له إِبلٌ فَرْشٌ وذاتُ أَسِنَّة صُهابيّة، حانَتْ عليه حُقُوقُها وقيل: الفَرْشُ من النَّعَم ما لا يَصْلح إِلا للذبح.
وقال الفراء: الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ والحَمْلَ.
والفَرْشُ: الصغارُ.
وقال أَبو إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللغة على أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل.
وقال بعض المفسرين: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، وإِن البقر والغنم من الفَرْش. قال: والذي جاء في التفسير يدلّ عليه قولُه عز وجل: ثمانية أَزواجٍ من الضأْن اثنين ومن المَعزِ اثنين، فلما جاء هذا بدلاً من قوله حَمُولة وفرْشاً جعله للبقر والغنم مع الإِبل؛ قال أَبو منصور: وأَنشدني غيرهُ ما يُحَقّق قول أَهل التفسير: ولنا الحامِلُ الحَمُولةُ، والفَرْ شُ من الضَّأْن، والحُصُونُ السيُوفُ وفي حديث أُذَينةَ: في الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل؛ هو صغارُ الإِبل، وقيل: هو من الإِبل والبقر والغنم ما لا يصلح إِلا للذبح.
وأَفْرَشْتُه: أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل، صغاراً أَو كباراً.
وفي حديث خزيمة يذكر السَّنَة: وتركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً أَي شديدَ السواد من الاحتراق. قيل: الفَراش الصغارُ من الإِبل؛ قال أَبو بكر: هذا غيرُ صحيح عندي لأَن الصِّغارَ من الإِبل لا يقال لها إِلا الفَرْش.
وفي حديث آخر: لكم العارض والفَريشُ؛ قال القتيبي: هي التي وَضَعَت حديثاً كالنُّفَساء من النساء.
والفَرْشُ: منابت العُرْفُط؛ قال الشاعر: وأَشْعَث أَعْلى ماله كِففٌ له بفَْرشِ فلاةٍ، بينَهنَّ قَصِيمُ ابن الأَعرابي: فَرْشٌ من عُرْفُط وقَصِيمَةٌ من غَضاً وأَيكةٌ من أَثْلٍ وغالٌّ من سَلَم وسَليلٌ من سَمُر.
وفَرْشُ الحطب والشجر: دِقُّه وصِغارُه.
ويقال: ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر.
وفَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها.
والفَرْشُ: الدارةُ من الطَّلْح، وقيل: الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر والعَوْسجُ، وهو ينبت في الأَرض مستوية ميلاً وفرسخاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:وقد أَراها وشَواها الجُبْشا ومِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا ثم فسره فقال: إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط والسلم استَرْخت أَفواهُها.
والفَرْشُ في رِجْل البعير: اتساعٌ قليل وهو محمود، وإِذا كثُر وأَفرط الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل، وهو مذموم.
وناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فيها اسْطار (* قوله: اسْطار؛ هكذا في الأَصل.) وانحناء؛ وأَنشد الجعدي: مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة، مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا ويقال: الفَرْشُ في الرِّجُل هو أَن لا يكون فيها أَن لا يكون فيها انْتِصابٌ ولا إِقْعاد.
وافْتَرَشَ الشيءَ أَي انبسط.
ويقال: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ.
وفي حديث طَهْفة: لكم العارِض والفَريشُ؛ الفَريشُ من النبات: ما انْبَسط على وجه الأَرض ولم يَقُم على ساق.
وقال ابن الأَعرابي: الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ، والفَرْشُ اتساع في رِجْل البعير، فإن كثُر فهو عَقَل.
وقال أَبو حنيفة: الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ اليومَ والليلة ونحو ذلك، قال.
ولا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض واستوى وأَصْحَرَ، والجمع فُرُوش.
والفَراشة: حجارة عظام أَمثال الأَرْجاء توضع أَوّلاً ثم يُبْنى عليها الركِيبُ وهو حائط النخل.
والفَراشةُ: البقيّة تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه.
والفَراشةُ: مَنْقَع الماء في الصفاةِ، وجمعُها فَراشٌ.
وفَراشُ القاعِ والطين: ما يَبِشَ بعد نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض، والفَراشُ: أَقلُّ من الضَّحْضاح؛ قال ذو الرمة يصف الحُمُر: وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً، وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِسُ والفَراشُ: حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ، وقيل: هو القليل من العرق: عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد: عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم فَراش المسيحِ، كالجُمَان المُثَقَّب قال: وأَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال: فراش المسيح فوقه يتصبب قال: وإِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ، وأَوّلُها: أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءِ مُكَذَّبِ، وقد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ وروى البيت: كالجمان المُحَبَّبِ؛ قال الجوهري: مَنْ رفعَ الفَراشَ ونَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال، ومَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما.
والفَرَاشُ: دوابُّ مثل البعوض تَطير، واحدتُها فَراشةٌ.
والفرَاشةُ: التي تَطير وتَهافَتُ في السِّراج، والجمع فَراشٌ.
وقال الزجاج في قوله عز وجل: يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ، قال: الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار، شَبَّهَ اللَّهُ عزّ وجل الناسَ يومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر وبالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض، وقال الفرّاء: يريد كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ بعضُهم في بعض، وقال الليث: الفَراشُ الذي يَطِير؛ وأَنشد: أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ، فِحلْمُهم حِلْمُ الفَراشِ ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي (* هذا البيت لجرير وهو في ديوانه على هذه الصورة): أَزرَى بحِلمُِكُمُ الفِياشُ، فأنتمُ مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي وفي المثل: أَطْيَشُ من فَراشةٍ.
وفي الحديث: فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ؛ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء السِّراج؛ ومنه الحديث: جَعَلَ الفَراشُ وهذه الدوابُّ تقع فيها.
والفَراشُ: الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال.
وتَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بجناحيه وبسَطَهما؛ قال أَبو دواد يصف ربيئة:فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ الـ بَيْض شَدّاً، وقد تَعالى النهارُ ويقال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جعل يُرَفْرِف على الشيء، وهي الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ.
وفي الحديث: فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش؛ هو أَن تَقْرب من الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف.
وضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه، وأَفْرَش عنهم الموتُ أَي ارْتفع؛ عن ابن الأَعرابي.
وقولهم: ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع؛ قال يزيد ابن عمرو بن الصَّعِق (* قوله «قال يزيد إلخ» هكذا في الأصل، والذي في ياقوت وأَمثال الميداني: لم أَر يوماً مثل يوم جبله لما أَتتنا أسد وحنظله وغطفان والملوك أزفله تعلوهم بقضب منتخله وزاد الميداني: لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله): نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ، يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ، نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ، لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ أَي أَنها جُدُدٌ.
ومعنى مُنْتَخَلة: مُتَخَيَّرة. يقال: تَنَخَّلْت الشيءَ وانْتَخَلْته اخْتَرْته.
والصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مثل كاتب وكَتَبة.
وقوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ.
وفرش عنه: أَرادَه وتهيّأَ له.
وفي حديث ابن عبد العزيز: إِلا أَن يكون مالاً مُفْتَرَشاً أَي مغصوباً قد انْبَسطت فيه الأَيْدي بغير حق، من قولهم: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إِذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فيه، وحقيقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً يطؤُه.
وفَرْش الجَبَا: موضع؛ قال كُثيّر عزة: أَهاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ، تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟ والفَرَاشةُ: أَرض؛ قال الأَخطل: وأَقْفَرت الفَراشةُ والحُبَيّا، وأَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِيرُ (* قوله »الشقير» كذا بالأصل هنا وفي مادة شقر بالقاف، وفي ياقوت: الشفير بالفاء.) وفي الحديث ذكر فَرْش، بفتح الفاء وتسكين الراء، وادٍ سلَكه النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، حين سارَ إِلى بدر، واللَّه أَعلم.

حلق (لسان العرب) [1]


الحَلْقُ: مَساغ الطعام والشراب في المَريء، والجمع القليل أَحْلاقٌ؛ قال: إِنَّ الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهم زادٌ يُمَنُّ عليهمُ، للِئامُ وأَنشد المبرد: في أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذلك عليه عليّ بن حَمزَة، والكثير حُلوق وحُلُقٌ؛ الأَخيرة عَزِيزة؛ أَنشد الفارسي: حتى إِذا ابْتَلَّتْ حلاقِيمُ الحُلُقْ الأَزهري: مخرج النفس من الحُلْقُوم وموضع الذبح هو أَيضاً من الحَلْق.
وقال أَبو زيد: الحلق موضع الغَلْصَمة والمَذْبَح.
وحَلَقه يَحْلُقُه حَلْقاً: ضربه فأَصاب حَلْقَه.
وحَلِقَ حَلَقاً: شكا حَلْقَه، يطرد عليهما باب. ابن الأَعرابي: حلَق إِذا أَوجَع، وحَلِقَ إِذا وجِعَ.
والحُلاقُ: وجَعٌ في الحَلْق والحُلْقُوم كالحَلْق، فُعْلُوم عن الخليل، وفُعْلُول عند غيره، وسيأْتي.
وحُلُوق الأَرض: مَجارِيها وأَوْدِيتها على التشبيه بالحُلوق التي هي مَساوِغُ . . . أكمل المادة الطعام والشراب وكذلك حُلوق الآنية والحِياض.
وحَلَّقَ الإِناءُ من الشراب: امْتلأَ إِلاَّ قليلاً كأَنَّ ما فيه من الماء انتهى إِلى حَلْقِه، ووَفَّى حلْقَةَ حوضه: وذلك إِذا قارب أَن يملأَه إلى حَلْقه. أَبو زيد: يقال وفَّيْت حَلْقة الحوض تَوفِيةً والإِناء كذلك.
وحَلْقةُ الإِناء: ما بقي بعد أَن تجعل فيه من الشراب أَو الطعام إِلى نصفه، فما كان فوق النصف إِلى أَعلاه فهو الحلقة؛ وأَنشد: قامَ يُوَفِّي حَلْقَةَ الحَوْضِ فَلَجْ قال أَبو مالك: حَلْقة الحوض امْتِلاؤُه، وحلقته أَيضاً دون الامتلاء؛ وأَنشد: فَوافٍ كَيْلُها ومُحَلِّقُ والمُحلِّق: دون المَلْء؛ وقال الفرزدق: أَخافُ بأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُحْلِّقٌ، إِذا كان يومُ الحَتْف يومَ حِمامِي (* وفي قصيدة الفرزدق: إِذا كان يوم الوِردِ يومَ خِصامِ) وحَلَّق ماءُ الحوض إِذا قلَّ وذهب.
وحلَّق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال الزَّفَيانُ: ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ، نائي المياه، ناضبًٌ مُحَلِّقُ (* قوله «مسراها» كذا في الأصل، والذي في شرح القاموس مرآها).
وحَلَّقَ المكُّوكُ إِذا بلغ ما يُجعل فيه حَلْقَه.
والحُلُق: الأَهْوِية بين السماء والأَرض، واحدها حالِقٌ.
وجبل حالق: لا نبات فيه كأَنه حُلِق، وهو فاعل بمعنى مفعول؛ كقول بشر بن أَبي خازم: ذَكَرْتُ بها سَلْمَى، فبِتُّ كأَنَّني ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ أَراد مَفْقوداً، وقيل: الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف، ولا يكون إِلا مع عدم نبات.
ويقال: جاء من حالق أَي من مكان مُشرف.
وفي حديث المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ.
وفي حديث أَبي هريرة: لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الحُلْقانةِ فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها؛ يقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ؛ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب؛ ومنه حديث بَكَّار: مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والحُلْقان. قال ابن سيده: بُسرة حُلْقانة بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُلْقانٌ حلْقها، وقيل: هي التي بلغ الإِرطاب ومُحَلْقِنة والجمع مُحَلْقِنٌ.
وقال أَبو حنيفة: يقال حلَّق البُسر وهي الحَواليقُ، بثبات الياء؛ قال ابن سيده: وهذا البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقال: مَحاليق، وأَيضاً فإِني لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق.
وحَلْق التمرة والبُسرة: منتهى ثُلثيها كأَن ذلك موضع الحلق منها.
والحَلْقُ: حَلْقُ الشعر.
والحَلْقُ: مصدر قولك حَلق رأْسه.
وحَلَّقوا رؤُوسهم: شدّد للكثرة.
والاحْتِلاقُ: الحَلْق. يقال: حَلق مَعَزه، ولا يقال: جَزَّه إِلا في الضأْن، وعنز مَحْلوقة، وحُلاقة المِعزى، بالضم: ما حُلِق من شعره.
ويقال: إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق. قال ابن سيده: الحَلْق في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف، حلَقه يَحلِقه حَلْقاً فهو حالقٌ وحلاقٌ وحلَقَه واحْتَلَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لاهُمَّ، إِن كان بنُو عَمِيرهْ أَهْلُ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورهْ (* قوله «مقصورة» فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال: مقصورة أي خلصوا فلم يخالصهم غيرهم)، فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورة، تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ ويقال: حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه، وهي مِعْزى مَحْلُوقة وحَلِيقة، وشعر مَحْلوق.
ويقال: لحية حَليق، ولا يقال حَلِيقة. قال ابن سيده: ورأْس حليق محلوق؛ قالت الخنساء: ولكني رأَيتُ الصبْر خَيْراً من النَّعْلَينِ والرأْسِ الحَلِيق والحُلاقةُ: ما حُلِقَ منه يكون ذلك في الناس والمعز.
والحَلِيقُ: الشعر المحلوق، والجمع حِلاقٌ.
واحْتلقَ بالمُوسَى.
وفي التنزيل: مُحَلِّقين رُؤُوسكم ومُقَصِّرين.
وفي الحديث: ليس مِنَّا من صَلَق أَو حَلق أَي ليس من أَهل سُنَّتنا من حلَق شعره عند المُصيبة إِذا حلَّت به.
ومنه الحديث: لُعِنَ من النساء الحالقة والسالِقةُ والخارِقةُ.
وقيل: أَراد به التي تَحلِق وجهها للزينة؛ وفي حديث: ليس منا من سلَق أَو حلَق أَو خَرق أَي ليس من سنَّتنا رَفْعُ الصوت في المَصائب ولا حلْقُ الشعر ولا خَرْقُ الثياب.
وفي حديث الحَجّ: اللهمَّ اغْفر للمُحَلِّقِين قالها ثلاثاً؛ المحلِّقون الذين حلَقوا شعورهم في الحج أَو العُمرة وخصَّهم بالدعاء دون المقصوين، وهم الذين أَخذوا من شعورهم ولم يَحلِقوا لأَن أَكثر من أَحرم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معهم هَدْيٌ ، وكان عليه السلام قد ساق الهَدْيَ، ومَن منه هَدْيْ لا يَحلِق حتى يَنْحَر هديَه، فلما أَمرَ من ليس معه هدي أَن يحلق ويحِلَّ، وجَدُوا في أَنفسهم من ذلك وأَحبُّوا أَن يأَذَن لهم في المُقام على إِحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَولى بهم، فلما لم يكن لهم بُدُّ من الإِحْلال كان التقصير في نُفوسهم أَخفّ من الحلق، فمال أَكثرهم إِليه، وكان فيهم من بادر إِلى الطاعة وحلق ولم يُراجِع، فلذلك قدَّم المحلِّقين وأَخَّر المقصِّرين.
والمِحْلَقُ، بكسر الميم: الكِساءُ الذي يَحْلِق الشعر من خِشونته؛ قال عُمارة بن طارِقٍ يصف إِبلاً ترد الماءَ فتشرب: يَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ، نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ والمَحاشِئُ: أَكْسِية خَشِنةٌ تَحْلِقُ الجسد، واحدها مِحْشأ، بالهمز، ويقال: مِحْشاة، بغير همز، والهَدالِقُ: جمع هِدْلق وهي المُسْتَرْخِيَةُ.
والحَلَقةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ.
وضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم يحلق شعر الفخذين من ضِخَمِه.
وقالوا: بينهم احْلِقِي وقُومي أَي بينهم بَلاءٌ وشدَّة وهو من حَلْق الشعر كان النساءٌ يَئمْن فيَحلِقْن شُعورَهنَّ؛ قال: يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضلُ من يومِ احْلِقي وقُومِي الأَعرابي: الحَلْقُ الشُّؤْم.
ومما يُدعَى به على المرأَة: عَقْرَى حَلْقَى، وعَقْراً حَلْقاً فأَمّا عقرَى وعقراً فسنذكره في حرف العين، وأَما حلْقَى وحلقاً فمعناه أَنه دُعِيَ عليها أَن تئيم من بعلها فتْحْلِق شعرها، وقيل: معناه أَوجع الله حَلْقها، وليس بقويّ؛ قال ابن سيده: وقيل معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، ولا أَحُقُّها.
وقال الأَزهري: حَلْقَى عقْرى مشؤُومة مُؤْذِية.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لصَفِيَّة بنت حُيَيٍّ حين قيل له يوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال: عقرى حلقى ما أَراها إِلاَّ حابِسَتنا؛ معناه عَقَر الله جَسدَها وحلَقها أَي أَصابها بوجع في حَلْقها، كما يقال رأَسَه وعضَده وصَدَره إِذا أَصاب رأْسَه وعضُدَه وصَدْره. قال الأَزهري: وأَصله عقراً حلقاً، وأَصحاب الحديث يقولون عقرَى حلقَى بوزن غَضْبَى، حيث هو جارٍ على المؤَنث، والمعروف في اللغة التنوين على أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ، تقديره عقَرها الله عقْراً وحلَقها الله حلقاً.
ويقال للأَمر تَعْجَبُ منه: عقْراً حلقاً، ويقال أَيضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِية مشؤُومة؛ ومن مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبي الذي تكلَّم: عَقْرَى أَو كان هذا منه قال الأَصمعي: يقال عند الأَمر تَعْجَبُ منه: خَمْشَى وعَقْرى وحَلْقى كأَنه من العَقْر والحَلْق والخَمْش؛ وأَنشد: أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَلْقَى لِما لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ ومعناه قَومِي أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخذَشْنَها وحَلَقْن شعورهن مُتَسَلِّباتٍ على من قُتل من رجالها؛ قال ابن بري: هذا البيت رواه ابن القطَّاع: أَلا قَومي أُولو عَقْرَى وحَلْقَى يريدون أَلا قومي ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ وحلقن رؤُوسهن، قال: وكذلك رواه الهَرَوِيّ في الغريبين قال: والذي رواه ابن السكيت: أَلا قُومِي إِلى عقْرى وحلْقى قال: وفسَّره عثمان بن جني فقال: قولهم عقرى حلقى، الأَصل فيه أَن المرأَة كانت إِذا أُصِيب لها كريم حلَقَت رأْسها وأَخذت نَعْلين تضرب بهما رأْسَها وتعقِره؛ وعلى ذلك قول الخنساء: فلا وأَبِيكَ، ما سَلَّيْتُ نفسي بِفاحِشةٍ أَتَيتُ، ولا عُقوقِ ولكنِّي رأَيتُ الصَّبْر خَيراً من النَّعلين والرأْسِ الحَليقِ يريد إِن قومي هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما يبلُغ بالمرأَة المعقورة المحلوقة، ومعناه أَهم صاروا إِلى حال النساءِ المَعْقُورات المحلوقات. قال شمر: روى أَبو عبيد عقراً حلقاً، فقلت له: لم أَسمع هذا إِلا عقرَى حلقَى، فقال: لكني لم أَسمع فَعْلى على الدعاء، قال شمر: فقلت له قال ابن شميل إِن صِبيانَ البادية يلعبون ويقولون مُطَّيْرَى على فُعَّيْلى، وهو أَثقل من حَلْقَى، قال: فصيره في كتابه على وجهين: منوّناً وغير منوَّن.
ويقال: لا تَفعلْذلك أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتى تَحلِق شعرها، والمرأَةُ إِذا حلَقت شعرها عند المصيبة حالِقةٌ وحَلْقَى.
ومثَلٌ للعرب: لأُمّك الحَلْقُ ولعينك العُبْرُ.
والحَلْقَةُ: كلُّ شيءٍ استدار كحَلْقةِ الحديد والفِضّة والذهب، وكذلك هو في الناس، والجمع حِلاقٌ على الغالب، وحِلَقٌ على النادر كهَضْبة وهِضَب، والحَلَقُ عند سيبويه: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فَعْلة ليست مما يكسَّر على فَعَلٍ، ونظير هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ وفَلَكٌ، وقد حكى سيبويه في الحَلْقة فتح اللام وأَنكرها ابن السكيت وغيره، فعلى هذه الحكاية حلَقٌ جمع حلَقة وليس حينئذ اسم جميع كما كان ذلك في حلَق الذي هو اسم جمع لحَلْقة، وإِن كان قد حكى حلَقة بفتحها.
وقال اللحياني: حَلْقة الباب وحلَقته، بإِسكان اللام وفتحها، وقال كراع: حلْقةُ القوم وحلَقتهم، وحكى الأُمَوِيُّ: حِلْقة القوم، بالكسر، قال: وهي لغة بني الحرت بن كعب، وجمع الحِلْقةِ حِلَقٌ وحَلَق وحِلاقٌ، فأَما حِلَقٌ فهو بابُه، وأَما حَلَقٌ فإِنه اسم لجمع حِلْقة كما كان اسماً لجمع حَلْقةٍ، وأَما حِلاقٌ فنادر لأَن فِعالاً ليس مما يغلب على جمع فِعْلة. الأَزهري: قال الليث الحَلْقةُ، بالتخفِيف، من القوم، ومنهم من يقول حَلَقة، وقال الأَصمعي: حَلْقة من الناس ومن حديد، والجمع حِلَقٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ؛ وقال أَبو عبيد: أَختار في حلَقة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم، وأَختار في حلْقة القوم الجزم ويجوز التثقيل؛ وقال أَبو العباس: أَختار في حلَقة الحديد وحلَقة الناس التخفيف، ويجوز فيهما التثقيل، والجمع عنده حَلَقٌ؛ وقال ابن السكيت: هي حلْقة الباب وحلَقة القوم، والجمع حِلَق وحِلاق.
وحكى يونس عن أَبي عمرو بن العلاء حلَقة في الواحد، بالتحريك، والجمع حَلَقٌ وحَلَقات؛ وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه وأَنشد: مَهْلاً بَني رُومانَ، بعضَ وَعيدكم وإِيّاكمُ والهُلْبَ منِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكمْ، عسَى أَن تَفُوزوا أَن تكونوا رَطائطا قال ابن بري: يقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ والعقل فتَحامَقُوا عسى أَن تفُوزوا؛ والهُلْبُ: جمع أَهْلَبَ، وهو الكثير شعر الأُنثيين، والعِضْرِطُ: العِجانُ، ويقال: إِن الأَهلَبَ العِضرِطِ لا يُطاق؛ وقد استعمل الفرزدق حَلَقة في حلْقةِ القوم قال: يا أَيُّها الجالِسُ، وسْطَ الحَلَقهْ، أَفي زِناً قُطِعْتَ أَمْ في سَرِقَهْ؟ وقال الراجز: أُقْسِمُ بالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ ولا حُرَيْقاً، وأُخْتَه الحُرَقهْ وقال آخر: حَلَفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالنـ ـارِ وبالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ حتى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً، ويَخْضِبَ القَيْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ ابن الأَعرابي: هم كالحَلَقةِ المُفْرَغة لا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها؛ يضرب مثلاً للقوم إِذا كانوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فيهم ولا يَنال منهم.
وفي الحديث: أَنه نَهى عن الحِلَقِ قبل الصَّلاةِ ، وفي رواية: عن التَّحَلُّقِ؛ أَراد قبل صلاة الجُمعة؛ الحِلَقُ، بكسر الحاء وفتح اللام: جمع الحَلْقة مثل قَصْعة وقِصَعٍ، وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلْقة الباب وغيرها.
والتَّحَلُّق، تفَعُّل منها: وهو أَن يتَعمَّدوا ذلك.
وتَحلَّق القومُ: جلسوا حَلْقة حَلْقة.
وفي الحديث: لا تصلوا خَلْف النيِّام ولا المُتَحَلِّقين أَي الجُلوسِ حِلَقاً حِلَقاً.
وفي الحديث: الجالس وسْط الحلَقة ملعون لأَنه إِذا جلس في وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فيُؤذيهم بذلك فيَسبُّونه ويلْعَنُونه، ؛ ومنه الحديث: لا حِمَى إِلا في ثلاث، وذكر حَلْقة القوم أَي لهم أَن يَحْمُوها حتى لا يَتَخَطَّاهم أَحَد ولا يَجلس في وسطها.
وفي الحديث: نهى عن حِلَقِ الذهب؛ هي جمع حَلْقةٍ وهي الخاتمُ بلا فَصّ؛ ومنه الحديث: من أَحَبّ أَن يُحَلِّق جبينه حَلْقة من نار فلْيُحَلِّقْه حَلْقة من ذهب؛ ومنه حديث يأْجُوج ومأْجُوج: فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ مِثْلُ هذه وحَلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام والتي تليها وعقَد عَشْراً أَي جعل إِصْبَعيْه كالحَلْقة، وعَقْدُ العشرة: من مُواضَعات الحُسّاب، وهو أَن يجعل رأْس إِصْبَعه السبابة في وسط إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالحَلْقة. الجوهري: قال أَبو يوسف سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول: ليس في الكلام حلَقة، بالتحريك، إِلا في قولهم هؤلاء قوم حَلَقةٌ للذين يَحلِقون الشعر، وفي التهذيب: للذين يحلقونَ المِعْزى، جمع حالِقٍ.
وأَما قول العرب: التَقَتْ حلَقتا البِطان، بغير حذف أَلف حلْقتا لسكونها وسكون اللام، فإِنهم جمعوا فيها بين ساكنين في الوصل غير مدغم أَحدهما في الآخر، وعلى هذا قراءة نافع: مَحْيايْ ومَماتي، بسكون ياء مَحيايْ، ولكنها ملفوظ بها ممدودة وهذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ؛ وممّا جاء فيه بغير حرف لين، وهو شاذٌّ لا يقاس عليه، قوله: رَخِّينَ أَذْيالَ الحِقِيِّ وارْتَعْنْ مَشْيَ حَمِيّات كأَنْ لم يُفْزَعْنْ، إِنْ يُمْنَعِ اليومِ نِساء تُمْنَعْنْ قال الأَخفش: أَخبرني بعض من أَثق به أَنه سمع: أَنا جَريرٌ كُنْيَتي أَبو عَمْرْ، أَجُبُناً وغَيْرةً خَلْفَ السِّتْرْ قال: وسمعت من العرب: أَنا ابنُ ماوِيّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ قال ابن سيده: قال ابن جني لهذا ضرب من القياس، وذلك أَنّ الساكن الأَوّل وإن لم يكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة، كما أَن حرف اللين إِذا تحرك جرى مَجرى الصحيح، فصحّ في نحو عِوَضٍ وحِولٍ، أَلا تراهما لم تُقْلب الحركةُ فيهما كما قلبت في ريح ودِيمة لسكونها؟ وكذلك ما أُعِلّ للكسرة قبله نحو مِيعاد ومِيقات، والضمة قبله نحو مُوسر ومُوقن إِذا تحرك صح فقالوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ ومَياقِينُ، فكما جرى المدّ مجرى الصحيح بحركته كذلك يجري الحرف الصحيح مجرى حرف اللين لسكونه، أَوَلا ترى ما يَعرِض للصحيح إِذا سكن من الإِدغام والقلب نحو من رأَيت ومن لقِيت وعنبر وامرأَة شَنْباء؟ فإِذا تحرك صح فقالوا الشنَب والعبر وأَنا رأَيت وأَنا لقِيت، فكذلك أَيضاً تجري العين من ارتعْن، والميم من أَبي عمْرو، والقاف من النقْر لسكونها مجرى حرف المد فيجوز اجتماعها مع الساكن بعدها.
وفي الرحم حَلْقتانِ: إِحداهما التي على فم الفرْج عند طرَفه، والأُخرى التي تنضمُّ على الماء وتنفتح للحيض، وقيل: إِنما الأُخرى التي يُبالُ منها.
وحَلَّق القمرُ وتحلَّق: صار حولَه دارةٌ.
وضربوا بيوتهم حِلاقاً أَي صفّاً واحداً حتى كأَنها حَلْقة.
وحلَّقَ الطائرُ إِذا ارتفع في الهواء واسْتدارَ، وهو من ذلك؛ قال النابغة: إِذا ما التَقَى الجَمْعانِ، حَلَّقَ فوقَهمْ عَصائبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائبِ (* وفي ديوان النابغة: إِذا ما غَزَوا بالجيش، حلَّق فوقهم وقال غيره: ولوْلا سُليْمانُ الأَمِيرُ لحَلَّقَتْ به، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِب وإِنما يريد حلَّقت في الهَواء فذهبت به؛ وكذلك قوله أَنشده ثعلب: فحَيَّتْ فحيَّاها، فهْبَّتْ فحَلَّقَتْ مع النجْمِ رُؤْيا، في المَنامِ، كذُوبُ وفي الحديث: نَهَى عن بيع المُحلِّقاتِ أَي بيعِ الطير في الهواء.
وروى أَنس بن مالك قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يصلي العصر والشمسُ بيضاء مُحَلِّقةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي فأَقول صلُّوا؛ قال شمر: مُحلِّقة أَي مرتفعة؛ قال: تحليق الشمس من أَوَّل النهار ارتفاعها من المَشرِق ومن آخر النهار انْحِدارُها.
وقال شمر: لا أَدري التحليق إِلا الارتفاعَ في الهواء. يقال: حلَّق النجمُ إِذا ارتفع، وتَحْلِيقُ الطائرِ ارتفاعه في طَيَرانه، ومنه حلّق الطائرُ في كَبِد السماء إِذا ارتفع واستدار؛ قال ابن الزبير الأَسَدي في النجم: رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ، وقد خَوَى نَجْمٌ، وحَلَّقَ في السماء نُجومُ خَوى: غابَ؛ وقال ذو الرمة في الطائر: ورَدْتُ احْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها، على قِمّةِ الرأْسِ، ابنُ ماء مُحَلِّقُ وفي حديث: فحلَّقَ ببصره إِلى السماء كما يُحلِّقُ الطائر إِذا ارتفع في الهواء أَي رفَعه؛ ومنه الحالِقُ: الجبل المُنِيفُ المُشْرِف.
والمُحلَّقُ: موضع حَلْقِ الرأْسِ بِمنًى؛ وأَنشد: كلاَّ ورَبِّ البيْتِ والمُحلَّقِ والمُحلِّق، بكسر اللام: اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بني عامر ممدوح الأَعشى؛ قال ابن سيده: المُحلِّق اسم رجل سمي بذلك لأَن فرسه عضَّته في وجهه فتركَتْ به أَثراً على شكل الحَلقة؛ وإِياه عنى الأَعشى بقوله: تُشَبُّ لِمَقْرورَيْنِ يَصْطَلِيانِها، وباتَ على النارِ النَّدَى والمُحَلِّقُ وقال أَيضاً: تَرُوحَ على آلِ المُحَلِّقِ جَفْنةٌ، كجابِيةِ الشيخِ العِراقِيِّ تَفْهَقُ وأَما قول النابغة الجَعْدِي: وذكَرْتَ من لبَنِ المُحَلَّق شَرْبَةً، والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيدِ بَدادِ فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنى ناقةً سمَتُها على شكل الحَلْقة وذكَّر على إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع؛ هذا قول ابن سيده، وأَورد الجوهري هذا البيت وقال: قال عَوْقُ بن الخَرِع يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ، وأَيده ابن بري فقال: قاله يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حيث أَسَرَه بنو عامر في يوم رَحْرَحان وفرَّ عنه؛ وقبل البيت: هَلاَّ كَرَرْتَ على ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ، والعامِرِيُّ يَقُودُه بصِفادِ (* قوله «هلا كررت إلخ» أورد المؤلف هذا البيت في مادة صفد: هلا مننت على أخيك معبد * والعامريّ يقوده أصفاد والصواب ما هنا؛ والصفاد، بالكسر: حبل يوثق به.) والمُحَلَّقُ من الإِبل: المَوْسوم بحلْقة في فخذه أَو في أَصل أُذنه، ويقال للإِبل المُحَلَّقة حلَقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوي: قد خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الحَلَقْ من كلَ بالٍ وجْهُه بَلْيَ الخِرَقْ يقول: خَرَّبوا أَنْضادَ بيوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الجوهري: إِبل مُحلَّقة وسْمُها الحَلَقُ؛ ومنه قول أَبي وجْزة السعدي: وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بينها، تَرُوحَ بأَخْطارٍ عِظامِ اللَّقائحِ (* قوله «تقضي» أي تفصل وتميز، وضبطناه في مادة عذر بالبناء للمفعول). ابن بري: العَواذِيرُ جمع عاذُور وهو وَسْم كالخَطّ، وواحد الأَخْطار خِطْر وهي الإِبل الكثيرة، وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد.
والدُّرُوع تسمى حَلْقةً؛ ابن سيده: الحَلْقَةُ اسم لجُملة السِّلاح والدُّروع وما أَشبهها وإِنما ذلك لمكان الدروع، وغلبَّوا هذا النوع من السلاح، أَعني الدروع، لشدَّة غَنائه، ويدُلك على أَن المراعاة في هذا إِنما هي للدُّروع أَن النعمان قد سمَّى دُروعه حَلْقة.
وفي صلح خيبر: ولرسول الله، صلى الله عليه وسلم، الصفْراء والبيْضاء والحلْقةُ؛ الحلْقةُ، بسكون اللام: السلاحُ عامّاً، وقيل: هي الدروع خاصّة؛ ومنه الحديث: وإِن لنا أَغْفالَ الأَرض والحَلْقَةَ. ابن سيده: الحِلْق الخاتم من الفضة بغير فَصّ، والحِلق، بالكسر، خاتم المُلْك. ابن الأَعرابي: أُعْطِيَ فلان الحِلْقَ أَي خاتمَ المُلك يكون في يده؛ قال: وأُعْطِيَ مِنّا الحِلْقَ أَبيضُ ماجِدٌ رَدِيفُ مُلوكٍ، ما تُغبُّ نَوافِلُهْ وأَنشد الجوهري لجرير: ففازَ، بِحِلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ. فَتىً منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِيمُ والحِلْقُ: المال الكثير. يقال: جاء فلان بالحِلْق والإِحْرافِ.
وناقة حالِقٌ: حافِل، والجمع حوَالِقُ وحُلَّقٌ.
والحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأََنَّ اللبَن فيه إِلى حَلْقه.
وقال أَبو عبيد: الحالق الضرع، ولم يُحَلِّه، وعندي أَنه المُمْتلئ، والجمع كالجمع؛ قال الحطيئة يصف الإِبل بالغَزارة: وإِن لم يكنْ إِلاَّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ لها حُلَّقٌ ضَرّاتُها، شَكِراتِ حُلَّقٌ: جمع حالِق، أَبدل ضراتُها من حُلَّق وجعل شكرات خبر أَصبحت، وشَكِرات: مُمتلِئة من اللبن؛ ورواه غيره: إِذا لم يكن إِلا الأمالِيسُ رُوِّحَتْ، مُحَلّقةً، ضَرّاتُها شَكِراتِ وقال: مُحلّقة حُفَّلاً كثيرة اللبن، وكذلك حُلَّق مُمتلئة.
وقال النضر: الحالق من الإِبل الشديدة الحَفْل العظيمة الضَّرّة، وقد حَلَقَت تحْلِقُ حَلْقاً. قال الأَزهري: الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنيين مُتضادَّين، والحالق: المرتفع المنضم إِلى البطن لقلة لبنه؛ ومنه قول لبيد:حتى إِذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ، لم يُبْلِه إِرْضاعُها وفِطامُها (* في معلقة لبيد: يَئِستَ بدل يبست). فالحالق هنا: الضَّرْعُ المرتفع الذي قلَّ لبنه، وإِسْحاقُه دليل على هذا المعنى.
والحالق أَيضاً: الضرع الممتلئ وشاهده ما تقدَّم من بيت الحطيئة لأَن قوله في آخر البيت شكرات يدل على كثرة اللبن.
وقال الأَصمعي: أَصبحت ضرةُ الناقة حالقاً إِذا قاربت المَلْء ولم تفعل. قال ابن سيده: حلَّق اللبن ذهب، والحالق التي ذهب لبنها؛ كلاهما عن كراع.
وحلَق الضرعُ: ذهب لبنه يَحْلِق حُلوقاً، فهو حالق، وحُلوقُه ارتفاعه إِلى البطن وانضمامُه، وهو في قول آخر كثرة لبنه.
والحالق: الضامر.
والحالقُ السريع الخفيف.
وحَلِقَ قضيب الفرس والحمار يَحْلَق حَلَقاً: احمرَّ وتقشَّر؛ قال أَبو عبيد: قال ثور النَّمِرِي يكون ذلك من داء ليس له دَواء إِلا أَن يُخْصَى فربما سلم وربما مات؛ قال: خَصَيْتُكَ يا ابنَ حَمْزَةَ بالقَوافي، كما يُخُصَى من الحَلَقِ الحِمارُ قال الأَصمعي: يكون ذلك من كثرة السِّفاد.
وحَلِقَ الفرسُ والحمار، بالكسر، إِذا سَفَد فأَصابه فَساد في قَضِيبه من تقشُّر أَوِ احْمرار فيُداوَى بالخِصاء. قال ابن بري: الشعراء يجعلون الهِجاء والغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول؛ ومنه قول جرير: خُصِيَ الفَرَزْدَقُ، والخِصاءُ هَذَلَّةٌ، يَرْجُو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ قال ابن سيده: الحُلاقُ صفة سوء وهو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد فتعُود حَرارتُه إِلى هنالك.
والحُلاقُ في الأَتان: أَن لا تشبَع من السِّفاد ولا تَعْلَقُ مع ذلك، وهو منه، قال شمر: يقال أَتانٌ حَلَقِيّةً إِذا تداولَتْها الحُمْر فأَصابها داء في رحِمها.
وحلَق الشيءَ يَحْلِقُه حَلْقاً: قشَره، وحَلَّقَتْ عينُ البعير إِذا غارَتْ.
وفي الحديث: مَن فَكَّ حَلْقةً فكَّ الله عنه حَلْقة يوم القيامة؛ حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه من أَعْتق مملوكاً كقوله تعالى: فَكّ رَقَبة.
والحالِقُ: المَشْؤوم على قومه كأَنه يَحْلِقهم أَي يَقْشِرُهم.
وفي الحديث روي: دَبَّ إِليكم داء الأُمَمِ قبلكم البَغْضاء، وهي الحالِقةُ أَي التي من شأْنها أَن تَحْلق أَي تُهْلِك وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كما تَسْتأْصِل المُوسَى الشعر.
وقال خالد بن جَنْبةَ: الحالِقةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقولُ السيء.
ويقال: وقَعَت فيهم حالِقةٌ لا تدَعُ شيئاً إِلا أَهْلكَتْه.
والحالِقةُ: السنة التي تَحلِق كلّ شيء.
والقوم يَحلِق بعضهم بعضاً إِذا قَتل بعضهم بعضاً.
والحالِقةُ: المَنِيّة، وتسمى حَلاقِ. قال ابن سيده: وحَلاقِ مثل قَطامِ المنيّةُ، مَعدُولة عن الحالقةِ، لأَنها تَحلِق أَي تَقْشِرُ؛ قال مُهَلْهل: ما أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى، قد أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ وبنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة؛ وأَنشد الجوهري: لَحِقَتْ حَلاقِ بهم على أَكْسائهم، ضَرْبَ الرِّقابِ، ولا يُهِمُّ المَغْنَمُ قال ابن بري: البيت للأَخْزم بن قاربٍ الطائي، وقيل: هو للمُقْعَد بن عَمرو؛ وأَكساؤهم: مآخِرُهم، الواحد كسْء وكُسْء، بالضم أَيضاً.
وحَلاقِ: السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات، والحالُوق: الموت، لذلك.
وفي حديث عائشة: فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانْتَحَبَ الناسُ فحلَّق به أَبو بكر إِليّ وقال: تزوَّدِي منه واطْوِيه، أَي رماه إِليّ.
والحَلْقُ: نَبات لورقه حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الواحدة حَلْقة.
والحالقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوه: ما التَوى منه وتعلَّق بالقُضْبان.
والمَحالِقُ والمَحاليقُ: ما تعلَّق بالقُضْبان. من تعاريش الكرم؛ قال الأَزهري: كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالحَلْقة.
والحَلْقُ: شجر ينبت نبات الكَرْم يَرْتَقي في الشجر وله ورق شبيه بورق العنب حامض يُطبخ به اللحم، وله عَناقيدُ صغار كعناقيد العنب البّري الذي يخضرّ ثم يَسودُّ فيكون مرّاً، ويؤخذ ورقه ويطبخ ويجعل ماؤه في العُصْفُر فيكون أَجود له من حبّ الرمان، واحدته حَلْقة؛ هذه عن أَبي حنيفة.
ويومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ: يومٌ لتَغْلِب على بكر بن وائل لأَن الحَلْقَ كان شِعارهم يومئذ.
والحَلائقُ: موضع؛ قال أَبو الزبير التَّغْلَبيّ: أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلي به، وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الحَلائقِ ويقال: قد أَكثرت من الحَوْلقة إِذا أَكثر من قول: لا حولَ ولا قوّة إِلا بالله؛ قال ابن بري: أَنشد ابن الأَنباري شاهداً عليه: فِداكَ من الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ يُحَوْلِقُ، إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ وفي الحديث ذكر الحَوْلَقةِ، هي لفظة مبنيّة من لا حول ولا قوة إِلا بالله، كالبسملة من بسم الله، والحمدَلةِ من الحمد لله؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف، وغيره يقول الحوْقلةُ، بتقديم القاف على اللام، والمراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلى الله بطلب المَعُونة منه على ما يُحاوِلُ من الأُمور وهي حَقِيقة العُبودِيّة؛ وروي عن ابن مسعود أَنه قال: معناه لا حول عن معصية ا لله إِلا بعصمة الله، ولا قوّة على طاعة الله إِلا بمعونته.

حلل (لسان العرب) [1]


حَلَّ بالمكان يَحُلُّ حُلولاً ومَحَلاًّ وحَلاًّ وحَلَلاً، بفك التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمَحَلَّة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأَسود بن يعفر: كَمْ فاتَني من كَريمٍ كان ذا ثِقَة، يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الحَلَل وحَلَّه واحْتَلَّ به واحْتَلَّه: نزل به. الليث: الحَلُّ الحُلول والنزول؛ قال الأَزهري: حَلَّ يَحُلُّ حَلاًّ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي: أَكُلَّ الدهر حَلٌّ وارتحال، أَما تُبْقِي عليّ ولا تَقِيني؟ ويقال للرجل إِذا لم يكن عنده غَنَاء: لا حُلِّي ولا سِيرِي، قال ابن سيده: كأَن هذا إِنما قيل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنيث، ثم قيل ذلك للمذكر والاثنين والاثنتين والجماعة مَحْكِيًّا بلفظ المؤنث، وكذلك حَلَّ بالقوم وحَلَّهُم . . . أكمل المادة واحْتَلَّ بهم، واحْتَلَّهم، فإِما أَن تكونا لغتين كلتاهما وُضِع، وإِمَّا أَن يكون الأَصل حَلَّ بهم، ثم حذفت الباء وأُوصل الفعل إِلى ما بعده فقيل حَلَّه؛ ورَجُل حَالٌّ من قوم حُلُول وحُلاَّلٍ وحُلَّل.
وأَحَلَّه المكانَ وأَحَلَّه به وحَلَّله به وحَلَّ به: جَعَله يَحُلُّ، عاقَبَت الباء الهمزة؛ قال قيس بن الخَطِيم: دِيَار التي كانت ونحن على مِنًى تَحُلُّ بنا، لولا نَجَاءُ الرَّكائب أَي تَجْعلُنا نَحُلُّ.
وحَالَّه: حَلَّ معه.
والمَحَلُّ: نقيض المُرْتَحَل؛ وأَنشد: إِنَّ مَحَلاًّ وإِن مُرْتَحَلا، وإِنَّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلا قال الليث: قلت للخليل: أَلست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلاً في الدار لا تبدأْ بالنكرة ولكنها تقول إِن في الدار رجلاً؟ قال: ليس هذا على قياس ما تقول، هذا حكاية سمعها رجل من رجل: إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا؛ ويصف بعد حيث يقول: هل تَذْكُرُ العَهْد في تقمّص، إِذ تَضْرِب لي قاعداً بها مَثَلا؛ إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا المَحَلُّ: الآخرة والمُرْتَحَل؛ . . . (* هكذا ترك بياض في الأصل) وأَراد بالسَّفْر الذين ماتوا فصاروا في البَرْزَخ، والمَهَل البقاء والانتظار؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح من قول الخليل، فإِذا قال الليث قلت للخليل أَو قال سمعت الخليل، فهو الخليل بن أَحمد لأَنه ليس فيه شك، وإِذا قال قال الخليل ففيه نظر، وقد قَدَّم الأَزهري في خطبة كتابه التهذيب أَنه في قول الليث قال الخليل إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه الخَليل؛ قال: ويكون المَحَلُّ الموضع الذي يُحَلُّ فيه ويكون مصدراً، وكلاهما بفتح الحاء لأَنهما من حَلِّ يَحُلُّ أَي نزل، وإِذا قلت المَحِلّ، بكسر الحاء، فهو من حَلَّ يَحِلُّ أَي وَجَب يَجِب. قال الله عز وجل: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه؛ أَي الموضع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه، والمصدر من هذا بالفتح أَيضاً، والمكان بالكسر، وجمع المَحَلِّ مَحَالُّ، ويقال مَحَلٌّ ومَحَلَّة بالهاء كما يقال مَنْزِل ومنزِلة.
وفي حديث الهَدْي: لا يُنْحَر حتى يبلغ مَحِلَّه أَي الموضع أَو الوقت اللذين يَحِلُّ فيهما نَحْرُه؛ قال ابن الأَثير: وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان؛ ومنه حديث عائشة: قال لها هل عندكم شيء؟ قالت: لا، إِلا شيء بَعَثَتْ به إِلينا نُسَيْبَة من الشاة التي بَعَثْتَ إِليها من الصدقة، فقال: هاتي فقد بَلَغَتْ مَحِلَّها أَي وصلت إِلى الموضع الذي تَحِلُّ فيه وقُضِيَ الواجبُ فيها من التَّصَدّق بها، وصارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها عليه، يصح له التصرف فيها ويصح قبول ما أُهدي منها وأَكله، وإِنما قال ذلك لأَنه كان يحرم عليه أَكل الصدقة.
وفي الحديث: أَنه كره التَّبَرُّج بالزينة لغير مَحِلِّها؛ يجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الحِلِّ ومفتوحة من الحُلُول، أَراد به الذين ذكرهم الله في كتابه: ولا يبدين زينتهن إِلا لبُعُولتهن، الآية، والتَّبَرُّج: إِظهار الزينة. أَبو زيد: حَلَلْت بالرجل وحَلَلْته ونَزَلْت به ونَزَلْته وحَلَلْت القومَ وحَلَلْت بهم بمعنًى.
ويقال: أَحَلَّ فلان أَهله بمكان كذا وكذا إِذا أَنزلهم.
ويقال: هو في حِلَّة صِدْق أَي بمَحَلَّة صِدْق.
والمَحَلَّة: مَنْزِل القوم.
وحَلِيلة الرجل: امرأَته، وهو حَلِيلُها، لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ صاحبه، وهو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الحَلال أَي أَنه يَحِلُّ لها وتَحِلُّ له، وذلك لأَنه ليس باسم شرعي وإِنما هو من قديم الأَسماء.
والحَلِيل والحَلِيلة: الزَّوْجان؛ قال عنترة: وحَلِيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً، تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم وقيل: حَلِيلَته جارَتُه، وهو من ذلك لأَنهما يَحُلاَّن بموضع واحد، والجمع الحَلائل؛ وقال أَبو عبيد: سُمِّيا بذلك لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ صاحبَه.
وفي الحديث: أَن تُزَاني حَلِيلة جارك، قال: وكل من نَازَلَكَ وجَاوَرَك فهو حَليلك أَيضاً. يقال: هذا حَليله وهذه حَليلته لمن تُحَالُّه في دار واحدة؛ وأَنشد: ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي حَلِيلَته، إِذا هَدَأَ النِّيَامُ قال: لم يرد بالحَلِيلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه في المنزل.
ويقال: إِنما سميت الزوجة حَلِيلة لأَن كل واحد منهما مَحَلُّ إِزار صاحبه.
وحكي عن أَبي زيد: أَن الحَلِيل يكون للمؤنث بغير هاء.والحِلَّة: القوم النزول، اسم للجمع، وفي التهذيب: قوم نزول؛ وقال الأَعشى: لقد كان في شَيْبان، لو كُنْتَ عالماً، قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّة وقَبائل وحَيٌّ حِلَّة أَي نُزُول وفيهم كثرة؛ هذا البيت استشهد به الجوهري، وقال فيه: وحَوْلي حِلَّة ودَراهم (* قوله «وحولي» هكذا في الأصل، والذي في نسخة الصحاح التي بايدينا: وحيّ). قال ابن بري: وصوابه وقبائل لأَن القصيدة لاميَّة؛ وأَولها: أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قيس بن خالدٍ، وأَنتَ امْرُؤ يرجو شَبَابَك وائل قال: وللأَعشى قصيدة أُخرى ميمية أَولها: هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لام لائم يقول فيها: طَعَام العراق المُسْتفيضُ الذي ترى، وفي كل عام حُلَّة وَدَارهِم قال: وحُلَّة هنا مضمومة الحاء، وكذلك حَيٌّ حِلال؛ قال زهير: لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم، إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم والحِلَّة: هَيئة الحُلُول.
والحِلَّة: جماعة بيوت الناس لأَنها تُحَلُّ؛ قال كراع: هي مائة بيت، والجمع حِلال؛ قال الأَزهري: الحِلال جمع بيوت الناس، واحدتها حِلَّة؛ قال: وحَيٌّ حِلال أَي كثير؛ وأَنشد شمر: حَيٌّ حِلالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا قال ابن بري: وأَنشد الأَصمعي: أَقَوْمٌ يبعثون العِيرَ نَجْداً أَحَبُّ إِليك، أَم حَيٌّ حِلال؟ وفي حديث عبد المطلب: لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْـ ـنَعُ رَحْلَه، فامْنَعْ حِلالَك الحِلال، بالكسر: القومُ المقيمون المتجاورون يريد بهم سُكَّان الحَرَم.
وفي الحديث: أَنهم وَجَدوا ناساً أَحِلَّة، كأَنه جمع حِلال كعِماد وأَعْمِدَة وإِنما هو جمع فَعال، بالفتح؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال بعضهم وليس أَفْعِلة في جمع فِعال، بالكسر، أَولى منها في جمع فَعال، بالفتح، كفَدَان وأَفْدِنة.
والحِلَّة: مجلس القوم لأَنهم يَحُلُّونه.
والحِلَّة: مُجْتَمَع القوم؛ هذه عن اللحياني.
والمَحَلَّة: منزل القوم.
ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها. قال ابن سيده: وعندي أَنها تُحِلُّ الناس كثيراً، لأَن مِفْعالاً إِنما هي في معنى فاعل لا في معنى مفعول، وكذلك أَرض مِحْلال. ابن شميل: أَرض مِحْلال وهي السَّهْلة اللَّيِّنة، ورَحَبة مِحْلال أَي جَيِّدة لمحَلّ الناس؛ وقال ابن الأَعرابي في قول الأَخطل: وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِحْلال قال: الأَرِيضَة المُخْصِبة، قال: والمِحْلال المُخْتارة للحِلَّة والنُّزول وهي العَذاة الطَّيِّبة؛ قال الأَزهري: لا يقال لها مِحْلال حتى تُمْرِع وتُخْصِب ويكون نباتها ناجعاً للمال؛ وقال ذو الرمة: بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل والمُحِلَّتانِ: القِدْر والرَّحى، فإِذا قلت المُحِلاَّت فهي القِدْر والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد، لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حيث شاء، وإِلا فلا بُدَّ له من أَن يجاور الناس يستعير منهم بعض هذه الأَشياء؛ قال: لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّت الأَتاويُّون: الغُرَباء أَي لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب المُحِلاَّت؛ قال أَبو علي الفارسي: هذا على حذف المفعول كما قال تعالى: يوم تُبَدَّل الأَرضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ أَي والسمواتُ غيرَ السمواتِ، ويروى: لا يُعْدَلَنَّ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي لا ينبغي أَن يُعْدل فعلى هذا لا حذف فيه.
وتَلْعة مُحِلَّة: تَضُمُّ بيتاً أَو بيتين. قال أَعرابي: أَصابنا مُطَيْر كسَيْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُحِلَّة، ويروى: سَيَّل شِعابَ السَّخْبَر، وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، وهي مَنابِته، لأَن عَرْضَها ضَيِّق وطولها قدر رَمْية حَجَر.
وحَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه يَحِلُّ حِلاًّ وحَلالاً إِذا خَرج من حِرْمه.
وأَحَلَّ: خَرَج، وهو حَلال، ولا يقال حالٌّ على أَنه القياس. قال ابن الأَثير: وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا حَلَّ له ما حَرُم عليه من مَحْظورات الحَجِّ؛ قال الأَزهري: وأَحَلَّ لغة وكَرِهها الأَصمَعي وقال: أَحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان عليه.
ويقال للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها: حَلَّتْ.
ورجل حِلٌّ من الإِحرام أَي حَلال.
والحَلال: ضد الحرام. رَجُل حَلال أَي غير مُحْرِم ولا متلبس بأَسباب الحج، وأَحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلى الحِلِّ عن الحَرَم، وأَحَلَّ إِذا دخل في شهور الحِلِّ، وأَحْرَمْنا أَي دخلنا في الشهور الحُرُم. الأَزهري: ويقال رجل حِلٌّ وحَلال ورجل حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم؛ وأَما قول زهير: جَعَلْن القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَه، وكم بالقَنان من مُحِلّ ومُحْرِم فإِن بعضهم فسره وقال: أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ يرمي دَماً حَلالاً ومن مُحْرم أَي يراه حَراماً.
ويقال: المُحِلُّ الذي يَحِلُّ لنا قِتالُه، والمُحْرِم الذي يَحْرُم علينا قتاله.
ويقال: المُحِلُّ الذي لا عَهْد له ولا حُرْمة، وقال الجوهري: من له ذمة ومن لا ذمة له.
والمُحْرِم: الذي له حُرْمة.
ويقال للذي هو في الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، وللذي خرج منها: مُحِلٌّ.
ويقال للنازل في الحَرَم: مُحْرِم، والخارج منه: مُحِلّ، وذلك أَنه ما دام في الحَرَم يحرم عليه الصيد والقتال، وإِذا خرج منه حَلَّ له ذلك.
وفي حديث النخعي: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك؛ قال الليث: معناه من ترك الإِحرام وأَحَلَّ بك فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَيضاً به فقائِلُه وإِن كنت مُحْرماً، وفيه قول آخر وهو: أَن المؤمنين حَرُم عليهم أَن يقتل بعضهم بعضاً ويأْخذ بعضهم مال بعضهم، فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه، يقول: فإِذا أَحَلَّ رجل ما حَرُم عليه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَيَّأَ لك دفعُه به من سلاح وغيره وإِن أَتى الدفع بالسلاح عليه، وإَحْلال البادئ ظُلْم وإِحْلال الدافع مباح؛ قال الأَزهري: هذا تفسير الفقهاء وهو غير مخالف لظاهر الخبر.
وفي حديث آخر: من حَلَّ بك فاحْلِلْ به أَي من صار بسببك حَلالاً فَصِرْ أَنت به أَيضاً حَلالاً؛ هكذا ذكره الهروي وغيره، والذي جاء في كتاب أَبي عبيد عن النخعي في المُحْرِم يَعْدو عليه السَّبُع أَو اللِّصُّ: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك.
وفي حديث دُرَيد بن الصِّمَّة: قال لمالك بن عوف أَنت مُحِلٌّ بقومك أَي أَنك قد أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم للهلاك، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعين بالمُقام في بيوتهم فحَلُّوا بالخروج منها.
وفعل ذلك في حُلِّه وحُرْمه وحِلِّه وحِرْمه أَي في وقت إحْلاله وإِحرامه.
والحِلُّ: الرجل الحَلال الذي خرج من إِحرامه أَو لم يُحْرِم أَو كان أَحرم فحَلَّ من إِحرامه.
وفي حديث عائشة: قالت طَيَّبْت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّه وحِرْمه؛ وفي حديث آخر: لحِرْمِه حين أَحْرَم ولحِلِّه حين حَلَّ من إِحرامه، وفي النهاية لابن الأَثير: لإِحْلاله حين أَحَلَّ.
والحِلَّة: مصدر قولك حَلَّ الهَدْيُ.
وقوله تعالى: حتى يَبْلغ الهَدْيُ مَحِلَّه؛ قيل مَحِلُّ من كان حاجّاً يوم النَّحر، ومَحِلُّ من كان معتمراً يوم يدخل مكة؛ الأَزهري: مَحِلُّ الهدي يوم النحر بمِنًى، وقال: مَحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحج بمكة إِذا قَدِمها وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة.
ومَحِلُّ هَدْيِ القارن: يوم النحر بمنًى، ومَحِلُّ الدَّيْن: أَجَلُه، وكانت العرب إِذا نظرت إِلى الهلال قالت: لا مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل.
وفي حديث مكة: وإِنما أُحِلَّت لي ساعة من نهار، يعني مَكَّة يوم الفتح حيث دخلها عَنْوَة غير مُحْرِم.
وفي حديث العُمْرة: حَلَّت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ أَي صارت لكم حَلالاً جائزة، وذلك أَنهم كانوا لا يعتمرون في الأَشهر الحُرُم، فذلك معنى قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر.
والحِلُّ والحَلال والحِلال والحَلِيل: نَقِيض الحرام، حَلَّ يَحِلُّ حِلاًّ وأَحَلَّه الله وحَلَّله.
وقوله تعالى: يُحِلُّونه عاماً ويُحَرِّمونه عاماً؛ فسره ثعلب فقال: هذا هو النسِيء، كانوا في الجاهلية يجمعون أَياماً حتى تصير شهراً، فلما حَجَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الآنَ اسْتَدارَ الزمانُ كهيئته.
وهذا لك حِلٌّ أَي حَلال. يقال: هو حِلٌّ وبِلٌّ أَي طَلْق، وكذلك الأُنثى.
ومن كلام عبد المطلب: لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ أَي حَلال، بِلٌّ إِتباع، وقيل: البِلُّ مباح، حِمْيَرِيَّة. الأَزهري: روى سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس يقول: هي حِلٌّ وبِلٌّ يعني زمزم، فسُئِل سفيان: ما حِلٌّ وبِلٌّ؟ فقال: حِلٌّ مُحَلَّل.
ويقال: هذا لك حِلٌّ وحَلال كما يقال لضدّه حِرْم وحَرام أَي مُحَرَّم.
وأَحْلَلت له الشيءَ. جعلته له حَلالاً.
واسْتَحَلَّ الشيءَ: عَدَّه حَلالاً.
ويقال: أَحْلَلت المرأَةَ لزوجها.
وفي الحديث: لعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المُحَلِّل والمُحَلَّل له، وفي رواية: المُحِلَّ والمُحَلَّ له، وهو أَن يطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فيتزوجها رجل آخر بشرط أَن يطلقها بعد مُوَاقَعته إِياها لتَحِلَّ للزوج الأَول.
وكل شيء أَباحه الله فهو حَلال، وما حَرَّمه فهو حَرَام.
وفي حديث بعض الصحابة: ولا أُوتي بحَالٍّ ولا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما؛ جعل الزمخشري هذا القول حديثاً لا أَثراً؛ قال ابن الأَثير: وفي هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّلْت وأَحْلَلت وحَلَلْت، فعلى الأَول جاء الحديث الأَول، يقال حَلَّل فهو مُحَلِّل ومُحَلَّل، وعلى الثانية جاء الثاني تقول أَحَلَّ فهو مُحِلٌّ ومُحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث تقول حَلَلْت فأَنا حَالٌّ وهو مَحْلول له؛ وقيل: أَراد بقوله لا أُوتَى بحالٍّ أَي بذي إِحْلال مثل قولهم رِيحٌ لاقِح أَي ذات إِلْقاح، وقيل: سُمِّي مُحَلِّلاً بقصده إِلى التحليل كما يسمى مشترياً إِذا قصد الشراء.
وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته الأَمة فيُطَلِّقها طلقتين ثم يشتريها قال: لا تَحِلُّ له إِلا من حيث حَرُمت عليه أَي أَنها لا تَحِلُّ له وإِن اشتراها حتى تنكح زوجاً غيره، يعني أَنها حَرُمت عليه بالتطليقتين، فلا تَحِلُّ له حتى يطلقها الزوج الثاني تطليقتين، فتَحِلّ له بهما كما حَرُمت عليه بهما.
واسْتَحَلَّ الشيءَ: اتخذه حَلالاً أَو سأَله أَن يُحِلَّه له.
والحُلْو الحَلال: الكلام الذي لا رِيبة فيه؛ أَنشد ثعلب: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدو بها فيَعِيب وحَلَّلَ اليمينَ تحليلاً وتَحِلَّة وتَحِلاًّ، الأَخيرة شاذة: كَفَّرَها، والتَّحِلَّة: ما كُفِّر به.
وفي التنزيل: قد فرض الله لكم تَحِلَّة أَيمانكم؛ والاسم من كل ذلك الحِلُّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ولا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِيَّةٍ، ولا عِدَةً في الناظر المُتَغَيَّب قال ابن سيده: هكذا وجدته المُتَغَيَّب، مفتوحة الياء، بخَطِّ الحامِض، والصحيح المُتَغَيِّب، بالكسر.
وحكى اللحياني: أَعْطِ الحالف حُلاَّنَ يَمينه أَي ما يُحَلِّل يمينه، وحكى سيبويه: لأَفعلن كذا إِلاَّ حِلُّ ذلك أَن أَفعل كذا أَي ولكن حِلُّ ذلك، فحِلُّ مبتدأ وما بعدها مبنيّ عليها؛ قال أَبو الحسن: معناه تَحِلَّةُ قَسَمِي أَو تحليلُه أَن أَفعل كذا.
وقولهم: فعلته تَحِلَّة القَسَم أَي لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّلت به قَسَمي ولم أُبالِغ. الأَزهري: وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يموت لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال أَبو عبيد: معنى قوله تَحِلَّة القَسَم قول الله عز وجل: وإِنْ منكم إِلا واردُها، قال: فإِذا مَرَّ بها وجازها فقدأَبَرَّ الله قَسَمَه.
وقال غير أَبي عبيد: لا قَسَم في قوله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، فكيف تكون له تَحِلَّة وإِنما التَّحِلَّة للأَيْمان؟ قال: ومعنى قوله إِلا تَحِلَّة القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه منه مكروه؛ ومنه قول العَرَب: ضَرَبْته تحليلاً ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لم أُبالِغ في ضربه ووَعْظِه؛ قال ابن الأَثير: هذا مَثَل في القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وهو أَن يُباشِر من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّلُه، مثل أَن يحلف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفيفة أَجزأَته فتلك تَحِلَّة قَسَمِه، والمعنى لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة يسيرة مثل تَحِلَّة قَسَم الحالف، ويريد بتَحِلَّتِه الوُرودَ على النار والاجْتيازَ بها، قال: والتاء في التَّحِلَّة زائدة؛ وفي الحديث الآخر: من حَرَس ليلة من وراء المسلمين مُتَطَوِّعاً لم يأْخذه الشيطان ولم ير النار تَمَسُّه إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال الله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، قال الأَزهري: وأَصل هذا كله من تحليل اليمين وهو أَن يحلف الرجل ثم يستثني استثناء متصلاً باليمين غير منفصل عنها، يقال: آلى فلان أَلِيَّة لم يَتَحَلَّل فيها أَي لم يَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلاً للتقليل؛ ومنه قول كعب بن زهير: تَخْدِي على يَسَراتٍ، وهي لاحقة، بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل (* قوله «لاحقة» في نسخة النهاية التي بأيدينا: لاهية).
وفي حواشي ابن بري: تَخْدِي على يَسَرات، وهي لاحقة، ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل أَي قليل (* قوله «أي قليل» هذا تفسير لتحليل في البيت) كما يحلف الإِنسان على الشيء أَن يفعله فيفعل منه اليسير يُحَلِّل به يَمِينه؛ وقال الجوهري: يريد وَقْعَ مَناسِم الناقة على الأَرض من غير مبالغة؛ وقال الآخر:أَرَى إِبلي عافت جَدُودَ، فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم قال ابن بري: ومثله لعَبْدَةَ بن الطبيب: تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية في أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ أَي قليل هَيِّن يسير.
ويقال للرجل إِذا أَمْعَن في وَعِيد أَو أَفرط في فَخْر أَو كلام: حِلاًّ أَبا فلان أَي تَحَلَّلْ في يمينك، جعله في وعيده إِياه كاليمين فأَمره بالاستثناء أَي اسْتَثْن يا حالف واذْكُر حِلاًّ.
وفي حديث أَبي بكر: أَنه قال لامرأَة حَلَفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها فقال لها: حِلاًّ أُمَّ فلان، واشتراها وأَعتقها، أَي تَحَلَّلِي من يمينك، وهو منصوب على المصدر؛ ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: قال لعمر حِلاًّ يا أَمير المؤمنين فيما تقول أَي تَحَلَّلْ من قولك.
وفي حديث أَنس: قيل له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: وأَتَحلَّل أَي أَستثني.
ويقال: تَحَلَّل فلان من يمينه إِذا خرج منها بكفارة أَو حِنْث يوجب الكفارة؛ قال امرؤ القيس: وآلَتْ حِلْفةً لم تَحَلَّل وتَحَلَّل في يمينه أَي استثنى.
والمُحَلِّل من الخيل: الفَرَسُ الثالث من خيل الرِّهان، وذلك أَن يضع الرَّجُلانِ رَهْنَين بينهما ثم يأْتي رجل سواهما فيرسل معهما فرسه ولا يضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صاحبه وكان حَلالاً له من أَجل الثالث وهو المُحَلِّل، وإِن سبَقَ المُحَلِّلُ ولم يَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنين جميعاً، وإِن سُبِقَ هو لم يكن عليه شيء، وهذا لا يكون إِلاَّ في الذي لا يُؤْمَن أَن يَسْبق، وأَما إِذا كان بليداً بطيئاً قد أُمِن أَن يَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهيّ عنه، ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل.
وضَرَبه ضَرْباً تَحْلِيلاً أَي شبه التعزير، وإِنما اشتق ذلك من تَحْلِيل اليمين ثم أُجْري في سائر الكلام حتى قيل في وصف الإِبل إِذا بَرَكَتْ؛ ومنه قول كعب بن زهير: نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْليل أَي هَيِّن.
وحَلَّ العُقْدة يَحُلُّها حَلاًّ: فتَحَها ونَقَضَها فانْحَلَّتْ.
والحَلُّ: حَلُّ العُقْدة.
وفي المثل السائر: يا عاقِدُ اذْكُرْ حَلاًّ، هذا المثل ذكره الأَزهري والجوهري؛ قال ابن بري: هذا قول الأَصمعي وأَما ابن الأَعرابي فخالفه وقال: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ وقال: كذا سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابي فما رواه أَحد منهم يا عاقِدُ، قال: ومعناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا نُؤَرِّب ما عَقَدْت، وذكره ابن سيده على هذه الصورة في ترجمة حبل: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ.
وكل جامد أُذِيب فقد حُلَّ.والمُحَلَّل: الشيء اليسير، كقول امرئ القيس يصف جارية: كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة، غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُحَلَّل وهذا يحتمل معنيين: أَحدهما أَن يُعْنَى به أَنه غَذَاها غِذَاء ليس بمُحَلَّل أَي ليس بيسير ولكنه مُبالَغ فيه، وفي التهذيب: مَرِيءٌ ناجِعٌ، والآخر أَن يُعْنى به غير محلول عليه فيَكْدُر ويَفْسُد.
وقال أَبو الهيثم: غير مُحَلَّل يقال إِنه أَراد ماء البحر أَي أَن البحر لا يُنْزَل عليه لأَن ماءه زُعَاق لا يُذَاق فهو غير مُحَلَّل أَي غير مَنْزولٍ عليه، قال: ومن قال غير مُحَلَّل أَي غير قليل فليس بشيء لأَن ماء البحر لا يوصف بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ، وأَورد الجوهري هذا البيت مستشهداً به على قوله: ومكان مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ به الحُلُولَ، وفسره بأَنه إِذا أَكثروا به الحُلول كدَّروه.
وكلُّ ماء حَلَّتْه الإِبل فكَدَّرَتْه مُحَلَّل، وعَنى امرُؤ القيس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غير مثقوبة.
وحَلَّ عليه أَمرُ الله يَحِلُّ حُلولاً: وجَبَ.
وفي التنزيل: أَن يَحِلَّ عليكم غَضَبٌ من ربكم، ومن قرأَ: أَن يَحُلَّ، فمعناه أَن يَنْزِل.
وأَحَلَّه اللهُ عليه: أَوجبه؛ وحَلَّ عليه حَقِّي يَحِلُّ مَحِلاًّ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ والمَحِيص وليس ذلك بمطَّرد، إِنما يقتصر على ما سمع منه، هذا مذهب سيبويه.
وقوله تعالى: ومن يَحْلُِلْ عليه غَضَبي فقد هَوَى؛ قرئَ ومن يَحْلُل ويَحْلِل، بضم اللام وكسرها، وكذلك قرئَ: فيَحُِلُّ عليكم غضبي، بكسر الحاء وضمها؛ قال الفراء: والكسر فيه أَحَبُّ إِليَّ من الضم لأَن الحُلول ما وقع من يَحُلُّ، ويَحِلُّ يجب، وجاء بالتفسير بالوجوب لا بالوقوع، قال: وكلٌّ صواب، قال: وأَما قوله تعالى: أَم أَردتم أَن يَحِلَّ عليكم، فهذه مكسورة، وإِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَحُلُّ لا غير، وإِذا قلت عَليَّ أَو قلت يَحِلُّ لك كذا وكذا، فهو بالكسر؛ وقال الزجاج: ومن قال يَحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر، قال: ومن قرأَ فيَحِلُّ عليكم فمعناه فيَجِب عليكم، ومن قرأَ فيَحُلُّ فمعناه فيَنْزِل؛ قال: والقراءة ومن يَحْلِل بكسر اللام أَكثر.
وحَلَّ المَهْرُ يَحِلُّ أَي وجب.
وحَلَّ العذاب يَحِلُّ، بالكسر، أَي وَجَب، ويَحُلُّ، بالضم، أَي نزل.
وأَما قوله أَو تَحُلُّ قريباً من دارهم، فبالضم، أَي تَنْزل.
وفي الحديث: فلا يَحِلُّ لكافر يَجِد ريح نَفَسه إِلاَّ مات أَي هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالى: وحَرَام على قَرْية؛ أَي حَقٌّ واجب عليها؛ ومنه الحديث: حَلَّت له شفاعتي، وقيل: هي بمعنى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ به، فأَما قوله: لا يَحُلُّ المُمْرِض على المُصِحّ، فبضم الحاء، من الحُلول النزولِ، وكذلك فَلْيَحْلُل، بضم اللام.
وأَما قوله تعالى: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه، فقد يكون المصدرَ ويكون الموضعَ.
وأَحَلَّت الشاةُ والناقةُ وهي مُحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، وقيل: يَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت، وعبر عنه بعضهم بأَنه نزول اللبن من غير نَتاج، والمعنيان متقاربان، وكذلك الناقة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ولكنها كانت ثلاثاً مَيَاسِراً، وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ (* قوله «أَنهزت» أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، وقال بعده: ورواه ابن الاعرابي أنهزت بالزاي ولا وجه له). يصف إِبلاً وليست بغنم لأَن قبل هذا: فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِي كَثيرةً، لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ وعَلَّت (* قوله «من ماء جد» روي بالجيم والحاء كما أورده في المحلين).
وأَنشد الجوهري لأُمية بن أَبي الصلت الثقفي: غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فيها، تُحِلُّ بها الطَّروقةُ واللِّجاب وأَحَلَّت الناقةُ على ولدها: دَرَّ لبنُها، عُدِّي بعَلى لأَنه في معنى دَرَّت.
وأَحَلَّ المالُ فهو يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا نزل دَرُّه حين يأْكل الربيع. الأَزهري عن الليث وغيره: المَحالُّ الغنم التي ينزل اللبن في ضروعها من غير نَتاج ولا وِلاد.
وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجل: اعْتَلَّ بعد قدومه.
والإِحْلِيل والتِّحْلِيل: مَخْرَج البول من الإِنسان ومَخْرج اللبن من الثدي والضَّرْع. الأَزهري: الإِحْلِيل مَخْرج اللبن من طُبْي الناقة وغيرها.
وإِحْلِيل الذَّكَرِ: ثَقْبه الذي يخرج منه البول، وجمعه الأَحالِيل؛ وفي قصيد كعب بن زهير: تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النخل ذا خُصَلٍ، بغارب، لم تُخَوِّنْه الأَحالِيل هو جمع إِحْلِيل، وهو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنْقُصه، يعني أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها.
والإِحْلِليل: يقع على ذَكَرِ الرجل وفَرْج المرأَة، ومنه حديث ابن عباس: أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِحْلِيل أَي غَسْل الذكر.
وأَحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا استوجب العقوبة. ابن الأَعرابي: حُلَّ إِذا سُكِن، وحلَّ إِذا عَدا، وامرأَة حَلاَّء رَسْحاء، وذِئْب أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل كذلك. ابن الأَعرابي: ذئب أَحَلُّ وبه حَلَل، وليس بالذئب عَرَج، وإِنما يوصف به لخَمَع يُؤنَس منه إِذا عَدا؛ وقال الطِّرِمَّاح: يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ، وَقُوتُه ذَوات المَرادِي، من مَناقٍ ورُزّح (* قوله «المرادي» هكذا في الأصل، وفي الصحاح: الهوادي، وهي الأعناق.
وفي ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق).
وقال أَبو عمرو: الأَحَلُّ أَن يكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح الرِّجلين.
والحَلَل: استرخاء عَصَب الدابة، فَرَسٌ أَحَلُّ.
وقال الفراء: الحَلَل في البعير ضعف في عُرْقوبه، فهو أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل، فإِن كان في الرُّكْبة فهو الطَّرَق.
والأَحَلُّ: الذي في رجله استرخاء، وهو مذموم في كل شيء إِلا في الذئب.
وأَنشد الجوهري بيت الطرماح: يُحِيلُ به الذِّئبُ الأَحَلُّ، ونسبه إِلى الشماخ وقال: يُحِيلُ أَي يُقِيم به حَوْلاً.
وقال أَبو عبيدة: فَرَس أَحَلُّ، وحَلَلُه ضعف نَساه ورَخاوة كَعْبه، وخَصّ أَبو عبيدة به الإِبل.
والحَلَل: رخاوة في الكعب، وقد حَلِلْت حَلَلاً.
وفيه حَلَّة وحِلَّة أَي تَكَسُّر وضعف؛ الفتح عن ثعلب والكسر عن ابن الأَعرابي.
وفي حديث أَبي قتادة: ثم تَرَك فتَحَلَّل أَي لما انْحَلَّت قُواه ترك ضَمَّه إِليه، وهو تَفَعُّل من الحَلِّ نقيض الشَّدّ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها بصَدْرٍ، لا أَحَلَّ ولا عَموج وفي الحديث: أَنه بَعَث رجلاً على الصدقة فجاء بفَصِيل مَحْلُول أَو مَخْلول بالشك؛ المحلول، بالحاء المهملة: الهَزِيل الذي حُلَّ اللحم عن أَوصاله فعَرِيَ منه، والمَخْلُول يجيء في بابه.
وفي الحديث: الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلها التسليم أَي صار المُصَلِّي بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها، كما يَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ منه ما كان حَراماً عليه.
وفي الحديث: أَحِلُّوا الله يغفر لكم أَي أَسلموا؛ هكذا فسر في الحديث، قال الخطابي: معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلى حِلِّ الإِسلام وسَعَته، من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم إِلى الحِلِّ، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن الأَثير: وهذا الحديث هو عند الأَكثر من كلام أَبي الدرداء، ومنهم من جعله حديثاً.
وفي الحديث: من كانت عنده مَظْلِمة من أَخيه فَلْيسْتَحِلَّه.
وفي حديث عائشة أَنها قالت لامرأَة مَرَّتْ بها: ما أَطول ذَيْلَها فقال: اغْتَبْتِها قُومي إِليها فَتَحلَّليها؛ يقال: تَحَلَّلته واسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن يجعلك في حِلٍّ من قِبَله.
وفي الحديث: أَنه سئل أَيّ الأَعمال أَفضل فقال: الحالُّ المُرْتَحِل، قيل: وما ذاك؟ قال: الخاتِم المفتَتِح هو الذي يَخْتم القرآن بتلاوته ثم يَفْتَتح التلاوة من أَوّله؛ شبَّهه بالمُسافر يبلغ المنزل فيَحُلُّ فيه ثم يفتتح سيره أَي يبتدئه، وكذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا وقرأُوا الفاتحة وخمس آيات من أَول سورة البقرة إِلى قوله: أُولئك هم المفلحون، ثم يقطعون القراءة ويُسَمُّون ذلك الحالَّ المُرْتَحِل أَي أَنه ختم القرآن وابتدأَ بأَوَّله ولم يَفْصِل بينهما زمان، وقيل: أَراد بالحالِّ المرتحل الغازِيَ الذي لا يَقْفُل عن غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر.
والحِلال: مَرْكَبٌ من مراكب النساء؛ قال طُفَيْل: وراكضةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة، بَعِيرَ حِلالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ مُجَعْفَل: مصروع؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر: ولا يَعْدِلْنَ من ميل حِلالا قال: وقد يجوز أَن يكون متاعَ رَحْل البعير.
والحِلُّ: الغَرَض الذي يُرْمى إِليه.
والحِلال: مَتاع الرَّحْل؛ قال الأَعشى: وكأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلالَها قال أَبو عبيد: بلغتني هذه الرواية عن القاسم بن مَعْن، قال: وبعضهم يرويه جِلالَها، بالجيم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غارة، على عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِحِلالِها فسره فقال: حِلالُها ثِيابُ بدنها وما على بعيرها، والمعروف أَن الحِلال المَرْكَب أَو متاع الرَّحْل لا أَن ثياب المرأَة مَعْدودة في الحِلال، ومعنى البيت عنده: قلت لها ضُمِّي إِليك ثِيابَك وقد كانت رَفَعَتْها من الفَزَع.
وفي حديث عيسى، عليه السلام، عند نزوله: أَنه يزيد في الحِلال؛ قيل: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فيما أَحَلَّ اللهُ له أَي ازداد منه لأَنه لم يَنْكِح إِلى أَن رُفِع.
وفي الحديث: أَنه كسا عليّاً، كرّم الله وجهه، حُلَّة سِيَراء؛ قال خالد بن جَنْبة: الحُلَّة رِداء وقميص وتمامها العِمامة، قال: ولا يزال الثوب الجَيِّد يقال له في الثياب حُلَّة، فإِذا وقع على الإِنسان ذهبت حُلَّته حتى يجتمعن له إِمَّا اثنان وإِما ثلاثة، وأَنكر أَن تكون الحُلَّة إِزاراً ورِداء وَحْدَه. قال: والحُلَل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير، وقال اليَمامي: الحُلَّة كل ثوب جَيِّد جديد تَلْبسه غليظٍ أَو دقيق ولا يكون إِلا ذا ثوبَين، وقال ابن شميل: الحُلَّة القميص والإِزار والرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة، وقال شمر: الحُلَّة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب، وقال ابن الأَعرابي: يقال للإِزار والرداء حُلَّة، ولكل واحد منهما على انفراده حُلَّة؛ قال الأَزهري: وأَما أَبو عبيد فإِنه جعل الحُلَّة ثوبين.
وفي الحديث: خَيْرُ الكَفَن الحُلَّة، وخير الضَّحِيَّة الكبش الأَقْرَن.
والحُلَل: بُرود اليمن ولا تسمى حُلَّة حتى تكون ثوبين، وقيل ثوبين من جنس واحد؛ قال: ومما يبين ذلك حديث عمر: أَنه رأَى رجلاً عليه حُلَّة قد ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى بالآخر فهذان ثوبان؛ وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فباعها واشترى بها خمسة أَرؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْن يَلْبَسُهما على عِتْق هؤلاء لَغَبينُ الرأْي: أَراد بالقِشْرَتَين الثوبين؛ قال: والحُلَّة إِزار ورداء بُرْد أَو غيره ولا يقال لها حُلَّة حتى تكون من ثوبين والجمع حُلَل وحِلال؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ليس الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال، ولا الذي يَرْفُل في الحِلال وحَلَّله الحُلَّة: أَلبسه إِياها؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لَبِسْتَ عليك عِطاف الحَياء، وحَلَّلَك المَجْدَ بَنْيُ العُلى أَي أَلْبَسك حُلَّته، وروى غيره: وجَلَّلَك.
وفي حديث أَبي اليَسَر: لو أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك وأَعْطَيْتَه مُعافِرِيَّك أَو أَخَذْت مُعافِريَّه وأَعطيته بُرْدتك فكانت عليك حُلَّة وعليه حُلَّة.
وفي حديث عَليّ: أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلى عمر، رضي الله عنهم، لمَّا خَطَبَها فقال لها: قُولي له أَبي يقول هل رَضِيت الحُلَّة؟ كَنى عنها بالحُلَّة لأَن الحُلَّة من اللباس ويكنى به عن النساء؛ ومنه قوله تعالى: هُنَّ لِباس لكم وأَنتم لباس لهن. الأَزهري: لَبِس فلان حُلَّته أَي سِلاحه. الأَزهري: أَبو عَمْرو الحُلَّة القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَة.
وفي حديث أَبي اليَسَر (* قوله «وفي حديث أَبي اليسر» الذي في نسخة النهاية التي بأيدينا أنه حديث عمر) والحُلاَّن الجَدْيُ، وسنذكره في حلن.والحِلَّة: شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة يسميها أَهل البادية الشِّبْرِق، وقال ابن الأَعرابي: هي شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج أَلبانها، وقيل: هي شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك تأْكلها الدواب، وهو سريع النبات ينبت بالجَدَد والآكام والحَصباء، ولا ينبت في سَهْل ولا جَبَل؛ وقال أَبو حنيفة: الحِلَّة شجرة شاكَة تنبت في غَلْظ الأَرض أَصغر من العَوْسَجة ووَرَقُها صغار ولا ثمر لها وهي مَرْعى صِدْقٍ؛ قال: تأْكل من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم، وحِلَّة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم والحِلَّة: موضع حَزْن وصُخور في بلاد بني ضَبَّة متصل برَمْل.
وإحْلِيل: اسم واد؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد: فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ آنَّنا بإِحْلِيل، لا نُزْوى ولا نتَخَشَّع وإِحْلِيلاء: موضع.
وحَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم.
والتَّحَلْحُل: التحرُّك والذهاب.
وحَلْحَلْتهم: حَرَّكْتهم.
وتَحَلْحَلْت عن المكان كتَزَحْزَحْت؛ عن يعقوب.
وفلان ما يَتَحَلْحل عن مكانه أَي ما يتحرك؛ وأَنشد للفرزدق: ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما يَتَحَلْحَل قال ابن بري: صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات، بالنصب، لأَن صدره: فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا قال: ومثله لليلى الأَخيلية: لنا تامِكٌ دون السماء، وأَصْلُه مقيم طُوال الدهر، لن يَتَحَلْحلا ويقال: تَحَلْحَل إِذا تَحَرَّك وذهب، وتَلَحْلَح إِذا أَقام ولم يتحرَّك.
والحَلُّ: الشَّيْرَج. قال الجوهري: والحَلُّ دُهْن السمسم؛ وأَما الحَلال في قول الراعي: وعَيَّرني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يكن ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثة خالِقُه فهو لقب رجل من بني نُمَيْر؛ وأَما قول الفرزدق: فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَمائنا، ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنَّف أَراد حُلَّ، على ما لم يسم فاعله، فطرح كسرة اللام على الحاء؛ قال الأَخفش: سمعنا من ينشده كذا، قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يُشِمُّها الكسر كما يروم في قيل الضم، وكذلك لغَتُهم في المُضعَّف مثل رُدَّ وشُدَّ.والحُلاحِل: السَّيِّد في عشيرته الشجاع الرَّكين في مجلسه، وقيل: هو الضَّخْم المروءة، وقيل: هو الرَّزِين مع ثَخانة، ولا يقال ذلك للنساء، وليس له فعل، وحكى ابن جني: رجل مُحَلْحَل ومُلَحْلَح في ذلك المعنى، والجمع الحَلاحِل؛ قال امرؤ القيس: يا لَهْفَ نفسي إِن خَطِئْن كاهِلا، القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا قال ابن بري: والحُلاحِل أَيضاً التامّ؛ يقال: حَوْلٌ حُلاحِل أَي تام؛ قال بُجَير بن لأْي بن حُجْر: تُبِين رُسوماً بالرُّوَيْتِج قد عَفَتْ لعَنْزة، قد عُرِّين حَوْلاً حُلاحِلا وحَلْحَل: اسم موضع.
وحَلْحَلة: اسم رجل.
وحُلاحِل: موضع، والجيم أَعلى.
وحَلْحَل بالإِبل: قال لها حَلْ حَلْ، بالتخفيف؛ وأَنشد: قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً، وإِن صاحوا به وحَلْحَلوا الأَصمعي: يقال للناقة إِذا زَجَرَتْها: حَلْ جَزْم، وحَلٍ مُنَوَّن، وحَلى جزم لا حَليت؛ قال رؤبة: ما زال سُوءُ الرَّعْي والتَّنَاجِي، وطُولُ زَجْرٍ بحَلٍ وعاجِ قال ابن سيده: ومن خفيف هذا الاسم حَلْ وحَلٍ، لإِناث الإِبل خاصة.
ويقال: حَلا وحَلِيَ لا حَليت، وقد اشتق منه اسم فقيل الحَلْحال؛ قال كُثَيِّر عَزَّة: نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه، فَلَحِقْنه وثُنِينَ بالحَلْحال قال الجوهري: حَلْحَلْت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ، قال: وهو زَجْر للناقة، وحَوْبٌ زَجْر للبعير؛ قال أَبو النجم: وقد حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ وفي حديث ابن عباس: إِن حَلْ لَتُوطِيءُ الناس وتُؤْذِي وتَشْغَل عن ذكر الله عز وجل، قال: حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها على السير أَي إِن زجرك إِياها عند الإِفاضة من عرفات يُؤَدِّي إِلى ذلك من الإِيذاء والشَّغْل عن ذكر الله، فَسِرْ على هِينَتِك.