المصادر:  


عرش (لسان العرب) [323]


العَرْش: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه اللَّه عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل: إِني وجدتُ امرأَة تملكهم وأُوتيتْ من كل شيءٍ، ولها عرش عظيمٌ؛ وقد يُستعار لغيره، وعرض الباري سبحانه ولا يُحدُّ، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ. حديث بَدْءِ الوَحْيِ: فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء، وفي رواية: بين السماء والأَرض، يعني جبريلَ على سرير. البيتُ، وجمعه عُروشٌ. البيت: سقفُه، والجمع كالجمع.
وفي الحديث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، وأَنا على عَرْشِي، وقيل: على عَرِيشٍ لي؛ العَرِيشُ والعَرْشُ: السقفُ، . . . أكمل المادة وفي الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش، يعني بالسقف.
وفي التنزيل: الرحمن على العَرْش استوى، وفيه؛ ويحمل عَرْشَ ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القدَمين والعَرْش لا يُقدَر قدرُه، وروي عنه أَنه قال: العَرْش مجلِس الرحمن، وأَما ما ورد في الحديث: اهتزَّ العرشُ لموت سعد، فإِن العَرْش ههنا الجِنَازة، وهو سرير الميت، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى مَدْفنِه، وقيل: هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى: اهتزَّ عرشُ الرحمن لموْت سعد، وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به لكرامته على ربه، وقيل: هو على حذف مضافٍ تقديره: اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على اللَّه لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند.
وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها؛ قال الزجاج: المعنى أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها، وقيل: صارت على سقُوفها، كما قال عز من قائل: فجعلنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، ومعنى الخاوِية والمنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد: كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ؛ وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً: كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَعرٍ، فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد، وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى خَوى مَنْبتُها.
ويقال: انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما يوصف.
وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو قوله: فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم؛ أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، وعليها القواعد، وحيطانُها وهم فيها، وإِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وقال بعضهم في قوله تعالى: وهي خاوِية على عروشها؛ أَي خاوية عن عروشها لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل: الذين إِذا اكتالُوا على الناس يَسْتَوْفُون؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يعني قد سقَط بعضُه على بعض، وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان عليها. خَوَتْ: صارت خاوِيةً من الأَساس. أَيضاً: الخشَبة، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ. العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه. الرجل: قِوام أَمره، منه. المُلْك.
وثُلَّ عَرْشُه: هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، وقيل: وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه؛ قال زهير:تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ (* في الديوان: بأَقدامها بدلاً من بأَحلامها.) والعَرْش: البيت والمنزل، والجمع عُرُش؛ عن كراع. كواكِبُ قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهري: والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر: باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ شَرِبَتْ، وبات على نَقاً مُتهدِّمِ وفي التهذيب: وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها. والعَرِيش: ما يُستَظلُّ به.
وقيل لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، يوم بدر: أَلا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به؟ وقالت الخنساء: كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى، ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ أَي كان يظلُّنا، وجمعه عُروش وعُرُش. قال ابن سيده: وعندي أَن عُروشاً جمع عَرْش، وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وليس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع.
وفي الحديث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ؛ التَّعْرِيش: أَن ترتفع وتظلَّل بجناحيها على من تحتها. الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ. البئر: طَيُّها بالخشب. الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً: طَويْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَعْرُوشةٌ، وذلك الخشب هو العَرْش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، وإِذا كانت كلها بالحجارة، فهي مطويَّة وليست بمعروشة، والعَرْشُ: ما عَرَشْتها به من الخشب، والجمع عُروشٌ. البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه الساقي، والجمع كالجمع؛ قال الشاعر: أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ: وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، على قومِه، إِلا انتهى وهو نادمُ أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ، وتَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟ يريد أَبياتَ الهِجاء.
والصوارِمُ: القواطِع.
والمثابةُ: أَعلى البئر حيث يقوم المستقي. قال ابن بري: والعَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلاً. الكَرْمِ: ما يُدْعَمُ به من الخشب، والجمع كالجمع. الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه: عَمِل له عَرْشاً، وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم، والواحد عَرْش والجمع عُروش، ويقال: عَرِيش وجمعه عُرُشٌ. اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش.
وقوله تعالى: جَنَّاتٍ مَعْرُوشات؛ المعروشاتُ: الكُرُوم.
والعَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به، والجمع عُرُشٌ. شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على بَعِيرٍ وليس به؛ قال رؤبة: إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا وبئرٌ مَعْروشةُ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ. يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً أَي بَنى بِناءً من خشبٍ.
والعَرِيشُ: خَيْمةٌ من خشب وثُمام.
والعُروش والعُرُش: بيوت مكة، واحدها عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وهو منه لأَنها كانت تكون عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد: وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة؛ يعني بيوتَ أَهل الحاجة منهم، وقال ابن الأَثير: بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل عليها.
وفي حديث سعد قيل له: إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال: تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ومعاويةُ كافر بالعُرُشِ؛ أَراد بيوت مكة، يعني وهو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال كُفْرِه قبل إِسلامِه، وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي؛ يعني أَنه كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس.
والعَريش والعَرْشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُشاً، والواحد منها عَريش: ثم يُجْمع عُرْشاً، ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ.
وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة: إِني وجدت ستين عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا؛ أَراد بالعَرِيش أَهل البيت لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ.
ويقال للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد: عَريشٌ.
والإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وقد أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن ترتع؛ وأَنشد: يُمْحى به المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم ويقال: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته (* قوله «واعنوشته» هو في الأصل بهذا الضبط .) وتَعَرْوَشْته إِذا ركبته.
وناقة عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب: عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ. القَدَمِ وعُرْشُها: ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ، وقيل: هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ، والجمع أَعْراشٌ وعِرَشة. ابن الأَعرابي: ظهرُ القدم العَرْش وباطنُه الأَخْمَص. من الفرس: آخرُ شَعرِ العُرْف. العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما الفَقارُ، وقيل: هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج: يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ ويروى: وامتدَّ عُرْشا. عُرْشان بينهما القفا، وفيهما الأَخْدَعانِ، وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة: وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله، قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ، وإِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وواحدهما عُرْش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، وكان رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك؛ وروي: قد اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع، قال ابن بري: في هذا البيت شاهِدانِ: أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من عُمرٍو، وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان: فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي؛ قال: العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق. الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ. الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً: حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة: كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين. أَراد فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه في أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ. بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً وتَعرَّش: ثبَتَ. بغَرِيمه عرَشاً: لزِمَه.
والمُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بالشجرة. عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قال الشماخ.
ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ، تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ وصعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة.
ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ للصيد: عَرِشَ وعَرِسَ. اسمٌ.
والعُرَيْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابي: عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ

العَرْشُ (القاموس المحيط) [236]


العَرْشُ: عَرْشُ اللهِ تعالى، ولا يُحَدُّ، أو ياقوتٌ أحْمَرُ يَتَلأَلَأ من نورِ الجَبَّارِ تعالى، وسَرِيرُ المَلِكِ، والعِزُّ، وقِوامُ الأمرِ، ومنه: ثُلَّ عَرْشُه، ورُكْنُ الشيءِ،
و~ من البيتِ: سَقْفُه، والخَيْمَةُ، والبيتُ الذي يُسْتَظَل به،
كالعَرِيشِ ج: عُروشٌ وعُرُشٌ وأعْراشٌ وعِرَشَةٌ،
و~ من القومِ: رَئيسُهُم المُدَبِّرُ لأمرِهِمْ، والقَصْرُ، وأربعةُ كَواكِبَ صِغارٌ أسْفَلَ من العَوَّاءِ، ويقالُ لها: عَرْشُ السِمَاكِ، وعَجُزُ الأسَدِ، والجَنَازَةُ، قيل: ومنه:
"اهْتَزَّ العَرْشُ لموتِ سَعْدِ بنِ مُعاذٍ" واهْتِزَازهُ: فَرَحُهُ، والمُلْكُ، والخَشَبُ تُطْوَى به البئْرُ بعدَ أن تُطْوَى بالحِجَارَةِ قَدْرَ قامَةٍ،
و~ من القَدَمِ: ما نَتَأ من ظَهْرِ القَدَمِ، والمَظَلَّةُ، وأكثرُ ما . . . أكمل المادة يكونُ من القَصَبِ، والخَشَبُ الذي يقومُ عليه المُسْتَقِي،
و~ للطائِرِ: عُشُّهُ، وبالضم: لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتَانِ في ناحِيَتِي العُنُقِ، أو في أصْلِهَا، أو مَوْضِعا المِحْجَمَتَيْنِ، وعَظْمَانِ في اللَّهاةِ يُقيمانِ اللسانَ، وآخِرُ شَعَرِ العُرْفِ من الفَرَسِ، والأُذُنُ، والضَّخْمَةُ من النُّوقِ، كأنَّها مَعْروشةُ الزَّوْرِ، ومكةُ، أو بُيوتُها القديمةُ، ويُفْتَحُ، أو بالفتحِ: مكةُ،
كالعَرِيشِ، وبالضم: بُيوتُها،
كالعُروشِ، وما بينَ العَيْرِ والأصابعِ من ظَهْرِ القَدَمِ، ويُفْتَحُ
ج: عِرَشَةٌ وأعْراشٌ.
وقولُ سَعْدٍ: وفلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ، يعني مُعَاوِيَةَ مُقيمٌ بمكةَ.
وبَعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبَيْنِ: عَظيمُهُما.
وعُرِشَ الوَقودُ وعُرِّشَ، مَجْهُولَيْنِ: أُوقِدَ، وأُديمَ.
والعَريشُ: كالهَوْدَجِ، وما عُرِّشَ للكَرْمِ، وخَيْمَةٌ من خَشَبٍ وثُمَامٍ
ج: عُرُشٌ،
ود من أعْمالِ مِصْرَ خَرِبَتْ، وأنْ يكونَ في الأصْلِ الواحِدِ أرْبَعُ نَخَلاتٍ أو خَمْسٌ.
وعَرَشَ يَعْرِشُ ويَعْرُشُ: بَنَى عَريشاً،
كأعْرَشَ وعَرَّشَ،
و~ الكَلْبُ: خَرِق، ولم يَدْنُ للصيْدِ،
و~ الرَّجُلُ: بَطِرَ، وبُهِتَ،
كعَرِشَ، بالكسر، عَرْشاً وعَرَشاً،
و~ البَيْتَ: بناهُ،
و~ الكَرْمَ عَرْشاً وعُروشاً: رَفَعَ دوالِيَهُ على الخَشَبِ،
كعَرَّشَهُ،
و~ البِئْرَ: طَوَاهَا بالحِجَارَةِ قَدْرَ قامَةٍ من أسْفَلِهَا وسائِرُهَا بالخَشَبِ،
و~ فلاناً: ضَرَبَهُ في عُرْشِ رَقَبَتِهِ،
و~ بالمكانِ: أقامَ.
وعَرِشَ بغَرِيمِهِ، كسَمِعَ: لَزِمَهُ،
و~ عَنِّي: عَدَلَ.
و~ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: امْتَنَعَ.
وعَرَّشَ الحِمَارُ برأسِهِ تَعْرِيشاً: حُمِلَ عليه، فَرَفَعَ رأسَهُ وشَحا فاه،
و~ البَيْتَ: سَقَفَهُ،
و~ الأمْرَ: أبْطَأ به.
وتَعَرَّشَ بالبَلَدِ: ثَبَتَ،
و~ بالأمْرِ: تَعَلَّقَ،
كتَعَرْوَشَ.
واعْتَرَشَ العِنَبُ: عَلاَ على العريشِ،
و~ فلانٌ: اتَّخَذَ عَريشاً،
و~ الدابَّةَ: رَكِبَها، كاعْتَرَسَهَا
واعْرَوَّشَها وتَعَرْوَشَها.
والمُعَرْوِشُ: المُسْتَظِلُّ بِشَجَرَةٍ ونحوِها.

عرش (مقاييس اللغة) [236]



العين والراء والشين أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على ارتفاعٍ في شيء مبنيّ، ثم يستعارُ في غير ذلك. من ذلك العَرْش، قال الخليل: العرش: سرير الملِك.
وهذا صحيحٌ، قال الله تعالى: وَرَفَعَ أبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ[يوسف 100]، ثم استُعير ذلك فقيل لأمر الرّجُل وقِوامه: عرش. زال ذلك عنه قيل: ثُلَّ عَرشُه. قال زهير:
تداركتُما الأحلافَ قد ثُلَّ عرشُها      وذُبْيانَ إذْ زَلّت بأقدامها النَّعلُ

ومن الباب: تعريش الكَرْم، لأنّه رفعه والتوثُّق منه.
والعريش: بناءٌ من قُضبانٍ يُرفَع ويوثَّق حتَّى يظلّل.
وقيل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يومَ بدرٍ: "ألاَ نَبْنِي لك عريشاً".
وكلُّ بناء يُستَظَلُّ به عَرْشٌ وعَريش.
ويقال . . . أكمل المادة لسَقْف البَيْت عَرْش. قال الله تعالى: فَهي خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِها [الحج 45]، والمعنى أنَّ السَّقف يسقُط ثم يتَهافت عليه الجُدرانُ ساقطةً.
ومن الباب العَرِيش، وهو شِبْه الهَوْدَجِ يُتَّخَذ للمرأة تقعُد فيه على بعيرها. قال رؤبة يصف الكِبَر:
إمَّا تَريْ دهراً حَنَاني حَفْضاً      أطْرَ الصَّنَاعَينِ العريشَ القَعْضَا

ومما جاء في العريش أيضاً قولُ الخنساء:
كانَ أبو حسَّانَ عرشاً خَوَى      ممّا بناهُ الدّهرُ دَانٍ ظليلْ

فأمّا قولُ الطِّرِمَّاح:
قليلاً تُتَلِّي حاجةً ثم عُولِيَتْ      على كلِّ مَعروش الحصيرينِ بادنِ

فقال قوم: أراد العَريش، وهو الهودج.
وحِصيراهُ: جنْباه.ويقال: المعروش: الجمل الشَّديد الجنبَين.ومن الباب: عَرَشْتُ الكرم وعَرَّشْتُه. يقال: اعتَرش العنبُ، إذا علا على العَرش. العُرُوش: الخِيام من خشبٍ، واحدُها عريش.
وقال:الدَّوامج: الدواخل.ومن الباب: عَرْش البِئر: طيُّها بالخشَب. قال بعضهم: تكون البئرُ رِخوةَ الأسفل والأعلَى فلا تُمسِكُ الطَّيَّ لأنَّها رَملة، فيعرَّش أعلاها بالخشَب، يُوضَع بعضُه على بعض، ثمَّ يَقُوم السُّقاة عليه فيستقون.
وأنشد:
      إذا استُلَّ من تحت العُروش الدَّعائم

المَثَابة: أعلى البئر حيث يقوم السَّاقي.
وقال بعضهم: العَرْش الذي يكون على فم البئر يقوم عليه السَّاقي. قال الشمَّاخ:
ولما رأيت الأمر عرشَ هويّةٍ      تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بشَمَّرا

الـهَُويَّة: الموضع الذي يهوِي مَن يقوم عليه، أي يسقطُ.وقال الخليل: وإذا حَمَل الحمارُ على العانةِ رافعاً رأسَه شاحياً فاه قيل: عَرَّشَ بعانته تعريشاً.
وهذا من قياس البابِ، لرفعِهِ رأسه.ومن الباب العُرْش: عُرْش العنُق، عُرشانِ بينهما الفَقار، وفيهما الأخْدَعَانِ، وهما لحمتانِ مستطيلتانِ عَدَاءَ العنُق، أي ناحيةَ العنق. قال ذو الرُّمَّة:
وعبدُ يغوثٍ تَحْجُِلُ الطَّيْرُ حولَه      قد احتَزَّ عُرْشَيه الحُسامُ المذكَّرُ

وزعم ناسٌ أنَّهما عَرشان بفتح العين. في القَدَم. ما بين العَيْر والأصابع من ظَهر القَدَم، والجمع عِرَشَةٌ. قيل في العُرْشَين أقوالٌ* متقاربة كرِهنا الإطالةَ بِذِكْرِها.
ويقال إنّ عَرْش السِّماك: أربعةُ كواكبَ أسفَلَ من العوّاء، على صورة النَّعش.
ويقال هي عَجُز الأسد. قال ابن أحمر:
باتَتْ عليه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ      شَرِيَتْ وباتَ إلى نقاً متهدِّدِ

يصف ثوراً.
وقوله: "شريت" أي ألحَّت بالمطر.

عرش (الصّحّاح في اللغة) [230]


العَرْشُ: سريرُ الملك. البيت: سَقْفُهُ.
وقولهم ثُلَّ عَرْشُه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ. قال زهير:
وذُبْيانَ إذ زَلَّتْ بأقدامِها النَعْلُ      تَداركْتُما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْشُها

والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به. القدم: ما نتأ في ظهرها وفي الأصابع. السِماك: أربعةُ كواكبَ صغارٍ أسفلَ من العَوَّاءِ، يقال إنَّها عَجُزُ الأسد. قال ابن أحمر:
شَرِبَتْ وباتَ على نَقاً مُتَهَدِّمِ      باتَتْ عليه لَـيْلَةٌ عَـرْشِـيَّةٌ

وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة. فذلك الخشبُ هو العَرْشُ؛ والجمع عُروشٌ. قال الشماخ: ولمَّا رأيتُ الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ=تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا الهويَّةُ: موضع يَهوي . . . أكمل المادة من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب.
وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ.
والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ.
والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها.
والعَريشُ: خيمةٌ من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ.
ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلَّل عليها. الكرم بالعُروشِ تَعْريشاً. ويقال أيضاً: عَرَّشَ الحمار بعانَته تَعْريشاً، إذا حمل عليها ورفع رأسَه وشَحا فاهُ. بالضم: أحد عُرْشَي العُنُق، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق.
وأنشد الأصمعي:
قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحسامُ المُذكَّرُ      وعَبْدُ يَغوثُ تَحْجُلُ الطَيْرُ حَوْلَهُ

واعْتَرَشَ العنبُ، إذا علا على العِراشِ.

ع ر ش (المصباح المنير) [215]


 العَرْشُ: السرير، و "عَرْشُ" البيت: سقفه، و "العَرْشُ" أيضا شبه بيت من جريد يجعل فوقه الثمام والجمع "عُرُوشٌ" مثل فَلْس وفُلُوس، و "العَرِيشُ" مثله وجمعه "عُرُشٌ" بضمتين مثل بريد وبُرُد وعلى الثاني: "تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفُلانٌ كَافِرٌ بِالعُرُشِ" ؛ لأن بيوت مكة كانت عيدانا تنصب ويظلل عليها، وعلى الأول: "وكانَ ابْنَ عُمَرَ يَقْطَعُ التّلبيةَ إذا رأى عُرُوشَ" مكة "يعني البيوت، و" عَرِيشُ "الكرم ما يعمل مرتفعا يمتد عليه الكرم والجمع" عَرَائِشُ "، و" عَرَّشْتُهُ "بالتثقيل عملت له" عَرِيشًا "، و" العَرِيشَةُ "بالهاء الهودج والجمع" عَرَائِشُ "أيضا. 

عرش (المعجم الوسيط) [212]


 فلَان عرشا بنى عَرِيشًا وبالمكان عروشا أَقَامَ وَالْعرش عمله وَالْكَرم عرشا وعروشا رفع أغصانه على الْخشب عرش:  فلَان بنى عَرِيشًا والطائر ارْتَفع وظلل بجناحيه على من تَحْتَهُ وَالْأَمر عَنهُ أَبْطَأَ وَالْكَرم رفع أغصانه على الْخشب وَالْبَيْت سقفه 

شع (مقاييس اللغة) [52]



الشين والعين في المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ على التفرُّق والانتشار. من ذلك الشعاع شُعاع الشّمس، سمِّي بذلك لانبثاثه وانتشاره، يقال أَشَعّت الشّمسُ تُشِعُّ، إذا طرحَتْ شُعَاعَها.
والشَّعَاع بالفتح: الدّم المتفرِّق. قال قيس بن الخطيم:
طعنتُ ابنَ عبدِ القَيسِ طعنةَ ثائرٍ      لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أضاءَها

وشعاع السُّنْبُل: سَفَاه إذا يَبِس. قال أبو النَّجم:ويقال نَفْسٌ شَعاعٌ، إذا تَفرَّقَ هِمَمُها، قال:
فَقدتُكِ من نَفْسٍ شَعاعٍ ألم أكنْ      نَهيتُكِ عن هذا وأنتِ جميعُ

والشَّعُّ: رمي الناقة بولَها على فَخذِها. يقال شَعَّتْ تَشُعُّ شَعّاً.
ويقال ظلٌّ شَعْشَعٌ، إذا لم يكن كثيفاً.
وقال الراجز في التفرُّق:يقول: هو جميع الهِمَّة غيرُ متفرِّقِها.ومن هذا الباب الشَّعشاع والشَّعشَعان . . . أكمل المادة من النّاس والدوابّ: الطويل. يقال بَعيرٌ شعشاعٌ وناقةٌ شَعْشَاعةٌ وشَعْشَعَانةٌ. قال ذو الرّمة:
      ذُو العرش والشّعشعاناتُ العَياهيمُ

ومن الباب: شَعْشَعْتُ الشّرابَ، إذا مزجتَه؛ وذلك أن المِزاج ينبثُّ وينتشر فيه. قال:
مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها      إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينَا

شعع (لسان العرب) [51]


الشُّعاعُ: ضَوْءُ الشمس الذي تراه عند ذُرُورِها كأَنه الحبال أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً عليك إِذا نظرت إِليها، وقيل: هو الذي تراه مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطلوع، وقيل: الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها؛ قال قيس ابن الخطيم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرِ، لها نَفَذٌ، لولا الشَّعاعُ أَضاءَها وقال أَبو يوسف: أَنشدني ابن معن عن الأَصمعي: لولا الشُّعاع، بضم الشين، وقال: هو ضوءُ الدم وحُمْرَتُه وتَفَرُّقُه فلا أَدري أَقاله وضعاً أَم على التشبيه، ويروى الشَّعاعُ، بفتح الشين، وهو تَفَرُّق الدَّمِ وغيره، وجمع الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ.
وفسر الأَزهريّ هذا البيت فقال: لولا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حتى تستبين، وقال أَيضاً: شعاع الدَّمِ ما انْتَشر . . . أكمل المادة إِذا اسْتَنَّ من خَرْق الطَّعْنةِ.
ويقال: سَقَيْتُه لَبَناً شَعاعاً أَي ضَياحاً أُكْثِرَ ماؤُه، قال: والشَّعْشَعةُ بمعنى المَزْجِ منه.
ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: إِنَّ الشهر قد تَشَعْشَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه، كأَنه ذَهب به إِلى رِقَّة الشهر وقِلَّةِ ما بقي منه كما يُشَعْشَعُ اللبن بالماء.
وتَشَعْشَعَ الشهرُ: تَقَضَّى إِلاَّ أَقَلَّه.
وقد روي حديث عمر، رضي الله عنه، نَشَعْسَعَ من الشُّسُوعِ الذي هو البعد، بذلك فسَّره أَبو عبيد، وهذا لا يُوجِبُه التصرِيفُ.
وأشَعَّت الشمسُ: نَشَرَتْ شُعاعَها؛ قال: إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها، كإِشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِ ومنه حديث ليلة القَدْرِ: وإِنَّ الشمس تَطلُعُ من غَدِ يومها لا شُعاعَ لها، الواحدة شُعاعةٌ.
وظِلٌ شَعْشَعٌ أَي ليس بكثيف، ومُشَعْشَعٌ أَيضاً كذلك، ويقال: الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الذي لم يُظِلّك كلُّه ففيه فُرَجٌ.
وشَعُّ السُّنبل وشَعاعُه وشِعاعُه وشُعاعُه: سَفاه إِذا يَبِسَ ما دام على السُّنْبُلِ.
وقد أَشَعَّ الزرْعُ: أَخرج شَعاعَه. أَبو زيد: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تَفَرَّقَ، وشَعْشَعْنا عليهم الخيلَ نُشَعْشِعُها.
والشَّعاعُ: المتفرِّق.
وتَطايَرَ القوم شَعاعاً أَي متفرِّقين.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَتَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وأُمَّةً شَعاعاً أَي متفرِّقين مختلفين.
وذهبَ دمُه شَعاعاً أَي متفرِّقاً.
وطارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمَومُه. يقال ذهبت نفسي شَعاعاً إِذا انتشر رأْيها فلم تتجه لأَمْر جَزْم، ورجل شَعاعُ الفُؤَاد منه.
ورأْي شَعاعٌ أَي مُتَفَرِّقٌ.
ونفْس شَعاع: متفرِّقة قد تفرَّقَتْ هِمَمُها؛ قال قيس بن ذَريح: فلم أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ، ولَكِنْ أُقَضِّي حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ وقال أَيضاً: فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ عن هذا وأَنْتِ جَميعُ؟ قال ابن برِّيّ: ومثل هذا لقيس بن معاذ مجنون بني عامر: فَلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً، فإِنَّها من الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَيْكِ تَذُوبُ والشَّعْشاعُ أَيضاً: المُتَفَرِّقُ؛ قال الراجز: صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ يقول: هو جميع الهِمة غير متفرقها.
وتَطايَرَتِ العَصا والقَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضربت بها على حائط فَتَكَسَّرتْ وتطايرت قِصَداً وقِطَعاً.
وأَشَعَّ البعيرُ بَوْله أَي فَرَّقَه وقَطَّعه، وكذلك شَعَّ بولَه يَشُعُّه أَي فرَّقه أَيضاً فَشَعَّ يَشِعُّ إِذا انتَشر وأَوْزَعَ به مثله. ابن الأَعرابي: شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا؛ قال الأَخطل: عِصابةُ سَبْيٍ شَعَّ أَنْ يُتَقَسَّما أَي تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن يُتَقَسَّموا. قال: والشَّعُّ العَجَلةُ. قال: وانْشَعَّ الذئب في الغنم وانْشلَّ فيها وانْشَنَّ وأَغار فيها واستغار بمعنى واحد.
ويقال لبيت العَنْكَبُوت: الشُّعُّ وحُقُّ الكُهول.
وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً: مزَجَه بالماء، وقيل: المُشَعْشَعة الخَمْرُ التي أُرِقَّ مَزْجُها.
وشَعْشَعَ الثَّريدةَ الزُّرَيْقاءَ: سَغْبَلَها بالزَّيْت، يقال: شَعْشِعْها بالزَّيْت.
وفي حديث وائِلةَ بن الأَسْقَع: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثَرَدَ ثَرِيدةً ثم شَعْشَعَها ثم لبَّقها ثم صَعْنَبَها؛ قال ابن المبارك: شَعْشَعَها خلَط بعضَها ببعض كما يُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء إِذا مُزِجَ به، ورُوِيتْ هذه اللفظةُ سَغْسَغَها، بالسين المهملة والغين المعجمة، أَي روَّاها دَسَماً.
وقال بعضهم: شَعْشَعَ الثريدة إِذا رفع رأْسها، وكذلك صَعْلَكَها وصعْنَبَها.
وقال ابن شميل: شَعْشَعَ الثَّريدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها، وقيل: شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها من الشَّعْشاعِ، وهو الطويل من الناس، وهو في الخمر أَكثر منه في الثريد.
والشَّعْشَّعُ والشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانُ والشَّعْشَعانيُّ: الطَّوِيلُ الحَسنُ الخفيفُ اللحْمِ، شُبِّه بالخمر المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها، ياءُ النسب فيه لغير علة، إِنما هو من باب أَحمرَ وأَحْمَرِيٍّ ودوَّارٍ ودَوَّارِيٍّ؛ ووصف به العجاج المِشْفَرَ لطوله ورِقَّتِه فقال: تُبادِرُ الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ، ومَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ وقيل: الشَّعْشاعُ الطويل، وقيل: الحسَن؛ قال ذو الرمة: إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ، تُتَّقَى بهِ الحَرْبُ، شَعْشاعٍ وآخَرَ فَدْغَمِ وفي حديث البَّيْعةِ: فجاء أَبْيَضُ شَعْشاعٌ أَي طويل.
ومنه حديث سفيان بن نُبَيْح: تراهُ عَظِيماً شَعْشَعاً، وقيل: الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعانُ الطويلُ العُنقِ من كل شيء.
وعُنُقٌ شَعْشاعٌ: طويل.
والشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل: الجَسِيمةُ، وناقة شَعْشَعانة؛ قال ذو الرمة:هَيْهاتَ خَرقاءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَها ذُو العَرْشِ، والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيم ورجل شُعْشُعٌ: خفيف في السفر.
وقال ثعلب: غلام شُعْشُع خفيف في السفر، فقَصَره على الغلام.
ويقال: الشُّعْشُعُ الغلام الحسَنُ الوجه الخفيف الرُّوحِ، بضم الشين.
وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة: كلُّ ما مضى في الشَّعاعِ فهو بفتح الشين، وأَما ضَوءُ الشمس فهو الشُّعاعُ، بضم الشين، والشَّعَلَّع: الطويل، بزيادة اللام.

الْعَرْش (المعجم الوسيط) [17]


 الْملك وسرير الْملك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلها عرش عَظِيم} وقوام الْأَمر يُقَال اسْتَوَى الْملك على عَرْشه ملك وثل عَرْشه وهى أمره وَذهب عزه والسقف والمظلة وَأكْثر مَا تكون من الْقصب وَمَا يدعم بِهِ الْكَرم من خشب ليقوم عَلَيْهِ وتسترسل عَلَيْهِ أغصانه وَظهر الْقدَم وعرش الْقَوْم رئيسهم الْمُدبر لأمورهم وعرش الطَّائِر عشه (ج) عروش وأعراش الْعَرْش:  آخر شعر الْعرف من الْفرس وَالْأُذن يُقَال نفث فِي عرشيه أسر إِلَيْهِ وعرشا الْعُنُق لحمتان مستطيلتان فِي ناحيتيه بَينهمَا الفقار (ج) أعراش 

ر - ض - ع (جمهرة اللغة) [16]


وعاشوراء: يوم سُمّي في الإسلام ولم يُعرف في الجاهلية. قال أبو بكر: وليس في كلام العرب فاعولاء ممدوداً إلاّ عاشوراء، هكذا قال البصريون، وزعم ابن الأعرابي أنه سمع خابوراء، أخبرني بذلك حامد بن طرفة عنه، ولم يجىء بهذا الحرف أصحابُنا، ولا أدري ما صحّته. وناقة عُشَراء، إذا بلغت في حملها عشرة أشهر وقرُب وِلادها، والجمع عِشار. قال الشاعر: بلاد رَحْبَةٌ وبها عِشارُ ... يَدُلُّ بها أخا الركْبِ العِشارُ وكذا فسّروا في التنزيل: " وإذا العِشارُ عُطِّلَتْ " ،قالوا: هي الإبل الحوامل، كذا قال أبو عُبيدة والله أعلم. وعشَّر الحمارُ تعشيراً، إذا نَهَقَ عَشْراً في طَلَق واحد. وعشيرة الرجل: بنو أبيه الأدنَون . . . أكمل المادة الذي يعاشرونه، وهكذا ذكر أصحاب المغازي أن النبي صلى اللهّ عليه وآله وسلم لما أنزل عليه: " وأنذِرْ عشيرتَك الأقربِينَ " قام فنادى: يا بني عبد مَناف. وعشير الرجل: امرأته التي تعاشره في بيته، وهو عشيرها أيضاً. ولك عُشر هذا المال وعَشيره ومِعْشاره. والعُشَر: نبت معروف. وأعشار الجَزور: أنصباؤها إذا قُسمت بين الناس. وعشّر الجزارُ خِيرة اللحم، إذا أخذ منه أطايبَه. وذو العُشَيْرة: موضع معروف غزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وبنو العُشَراء: قوم من العرب في غَطَفان لهم حديث لا أستجيز ذِكره. وقِدْر أعشار: عظيمة، وقد فسّروا بيت امرىء القيس: وما ذَرَفَت عيناكِ إلاّ لتضربِي ... بسهميكِ في أعشار قلبٍ مقتَّل قال البصريون: أراد أن قلبه كُسِرَ ثم شُعِبَ كما تُشعب القِدر. وقال آخرون: بل أراد أن قلبه قُسم أعشاراً كأعشار الجَزور فضربت بسهميها فخرج الثالث وهو الرقيب فأخذت ثلاثة أنصباء ثم ثنّت فخرج السابع وهو المعلَّى فأخذت سبعة أنصباء فاحتازت قلبَه أجمعَ، وهو أحسن التفسيرين. وفلان حَسَنُ العشرة والمعاشَرة. والعَرْش السرير. والعَريش: ظُلَّة من شجر أو نحوه، والجمع عُرُش. والعُرْشان من الفرس: آخر شَعَر العُرْف. ويقال: ثلّت عروشُ بني فلان، إذا تشتَّتت أمورهم. ويقال: ضربه فثَل عُرْشَيْه، إذا قتله. قال ذو الرمّة: وعَبْد يَغُوثَ تَحْجلُ الطيرُ حوله ... وقد ثَلَّ عُرْشَيْه الحُسامُ المذكّر ويُروى عَرْشَيْه " أيضاً. وبئر معروشة، إذا طُرح عليها خشب يقف عليه الساقي. فيُشرف عليها، وربما سُمّيت معروشةً أيضاً إذا ظُلِّلت. قال الشاعر: ولما رأيتُ الأمز عَرْش هَوِيَّةٍ ... تسلّيت حاجاتِ الفؤادِ بزَيْمَرا زيْمَر: اسم ناقته. وعرّشتُ الكرمَ تعريشاً وعَرَشْتُه عَرْشاً، إذا جعلت تحته خشباً ليمتدّ عليها، وكرم معروش ومعرَّش. وعرْشان: اسم رجل.

ثلل (لسان العرب) [16]


الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابن سيده: الثَّلَّة جماعة الغنم، قليلةً كانت أَو كثيرة، وقيل: الثَّلَّة الكثير منها، وقيل: هي القَطِيع من الضَّأْن خاصة، وقيل: الثَّلَّة الضأْن الكثيرة، وقيل: الضأْن ما كانت؛ ولا يقال للمِعْزى الكثيرة ثَلَّة ولكن حَيْلة إِلاَّ أَن يخالطها الضأْن فتكثر فيقال لهما ثَلَّة، وإِذا اجتمعت الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قيل لهما ثَلَّة، والجمع من ذلك كله ثِلَلٌ، نادر مثل بَدْرَة وبِدَر.
وفي حديث معاوية: لم تكن أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة؛ الثَّلَّة، بالفتح: جماعة الغنم، والثَّلَّة: الصُّوف فقط؛ عن ابن دريد. يقال: كساء جَيِّد الثَّلَّة أَي الصوف.
وحَبْلُ ثَلَّة أَي صُوف؛ قال الراجز: قد قَرَنوني بامْرِئٍ قِثْوَلِّ، رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة . . . أكمل المادة المُبْتَلِّ وفي حديث الحسن: إِذا كانت لليتيم ماشية فللوصي أَن يصيب من ثَلَّتِها ورِسْلِها أَي من صُوفها ولَبنها؛ قال ابن الأَثير: سمي الصوف بالثَّلَّة مجازاً، وقيل: الثَّلَّة الصوف والشعر والوبر إِذا اجتمعت ولا يقال لواحد منها دون الآخر ثَلَّة.
ورَجُل مُثِلٌّ: كثير الثَّلَّة، ولا يقال للشَّعر ثَلَّة ولا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجتمع الصوف والشعر والوبر قيل: عند فلان ثَلَّة كثيرة.
والثُّلَّة، بالضم: الجماعة من الناس، وقد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلُّ إِذا كثرت عنده الثُّلَّة.
وفي التنزيل العزيز: ثُلَّة من الأَولين وثُلَّة من الآخرين؛ وقال الفراء: نزل في أَول السورة ثُلَّة من الأَولين وقليل من الآخرين، فشَقَّ عليهم ذلك فأَنزل الله تعالى في أَصحاب اليمين أَنهم ثُلَّتان: ثُلَّة من هؤلاء، وثُلَّة من هؤلاء، والمعني هم فرقتان فرقة من هؤلاء وفرقة من هؤلاء.
وقال الفراء: الثُّلَّة الفِئَة.
وفي كتابه لأَهل نَجْران: إِن لهم ذِمَّة الله وذِمَّة رسوله على ديارهم وأَموالهم وثُلَّتِهم؛ الثُّلَّة: الجماعة من الناس، بالضم.
والثُّلَّة: الكثير من الدراهم.
والثَّلَّة: شيء من طين يجعل في الفَلاة يُسْتَظَلُّ به.
والثَّلَّة: التراب الذي يُخْرَج من البئر.
والثَّلَّة: ما أَخرجت من أَسفل الرَّكِيَّة من الطين، وقد ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلاًّ.
وثَلَّة البئر: ما أُخْرِج من ترابها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا حِمىً إِلا في ثلاث: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة القوم؛ قال أَبو عبيد: أَراد بِثَلَّة البئر أَن يحتفر الرجل بئراً في موضع ليس بملك لأَحد، فيكون له من حَوالي البئر من الأَرض ما يكون مُلْقىً لثَلَّة البئر، وهو ما يخرج من ترابها ويكون كالحَريم لها، لا يدخل فيه أَحد عليه حريماً للبئر (* قوله «حريماً للبئر» كذا في الأصل، وليست في عبارة ابن الأثير وهي كعبارة أبي عبيد) وتَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب وجاء؛ قال أُمية: له نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ، تَرى التُّرْبَ منه مائراً يَتَثَلَّلُ وثُلَّ إِذا هَلَكَ، وثُلَّ إِذا اسْتَغْنى. ابن سيده: الثَّلَل، بالتحريك، الهلاك. ثَلَلْت الرجل أَثُلُّه ثَلاًّ وثَلَلاً؛ عن الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلاًّ: أَهلكهم؛ قال لبيد: فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً، وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل أَي بالهلاك، ويروى بالثِّلَل، أَراد الثِّلال (* قوله «أَراد الثلال إلخ» عبارة القاموس وشرحه: والثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبيد، رضي الله عنه: فصلقنا البيت أَي بالهلكات) جمع ثَلَّة من الغنم فقصر أَي أَغنام يعني يَرْعَوْنها؛ قال ابن سيده: والصحيح الأَول؛ وقال الراجز: إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَي بالهلاك.
وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلاًّ: هَدَمه، وهو أَن يُحْفَر أَصل الحائط ثم يُدْفَع فيَنْقاض، وهو أَهول الهَدْم.
وتثَلَّل هو: تَهَدَّم وتساقط شيئاً بعد شيء؛ قال طُرَيْح: فيُجْلبُ من جَيْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ، كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل وثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلاًّ: هُدِم وزال أَمر قَوْمه.
وفي التهذيب: وزال قِوام أَمره وأَثَلَّه الله.
وقال ابن دريد: ثُلَّ عرشه ثَلاًّ تضعضعت حاله؛ قال زهير: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبْيانَ قد زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل كأَنه هُدِم وأُهْلك.
ويقال للقوم إِذا ذهب عِزُّم: قد ثُلَّ عَرْشُهُم. الجوهري: يقال ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رؤي في المنام وسئل عن حاله فقال: كاد يُثَلُّ عَرْشِي أَي يُكْسر ويُهْدَم، وهو مَثَل يضرب للرجل إِذا ذَلَّ وهَلِك، قال: وللعرش ههنا معنيان: أَحدهما السرير والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فقد ذهب عِزُّه، والثاني البيت يُنْصَبُ بالعيدان ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فقد ذَلَّ صاحبُه.
وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد: وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه، وقد ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ العُرْشان ههنا: مَغْرِزُ العُنقِ في الكاهل؛ وكل ما انهدم من نحو عَرْش الكَرْم والعَريش الذي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فقد ثُلَّ.
وثَلَّ الشيء: هَدَمه وكَسَره.
وأَثَلَّه: أَمر بإصلاحه، تقول منه: أَتْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح ما ثُلَّ منه.
وقد أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه وكسرتَه.
وثَلَّ الدراهم يثُلُّها ثَلاًّ: صَبَّها.
وثَلِيلُ الماء: صَوْت انصبابه؛ عن كراع.
وقال ابن دريد: الثَّلِيل صوت الماء، ولم يَخُصَّ صوت الانصباب.
وثَلَّت الدابة تَثُلُّ أَي راثت، وكذلك كل ذي حافر، ومُهْرٌ مِثَلُّ؛ قال يصف بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ على آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُّ ويروى على آرِيِّه الرَّوْثَ، بنصبه بِمِثَلٌّ؛ قال ابن سيده: وهذا لا يَقْوى لأَن ثَلَّ الذي في معنى راث لا يتعدّى. ابن سيده: ثلَّ الحافرُ راث، وثَلَّ الترابَ المجتمع حَرَّكه بيده أَو كَسَره من أَحد جوانبه.
ويقال: ثَلَلت الترابَ في القبر والبئر أَثُلُّه ثَلاًّ إِذا أَعَدْتَه فيه بعدما تَحْفِره، وفي الصحاح: إِذا هِلْتَه.
وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مكبوسة بعد الحَفْر.
والثُّلْثُل: الهَدْم، بضم الثاءين.
والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صغير.
والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لغة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل.

ثل (مقاييس اللغة) [10]



الثاء واللام أصلانِ متباينان: أحدهما التجمُّع، والآخر السُّقوط والهَدْم والذُّلّ.فالأوّل: الثَّلَّة الجماعة من الغَنَم.
وقال: بعضهم يخصّ بهذا الاسم الضَّأن، ولذلك قالوا: حبلُ ثَلَّةٍ أي صوفٍ، وقالوا: كساء جيِّد الثَّلَّة. قال:
قد قَرَنوني بامرئٍ قِثْوَلِّ      رثٍّ كحبل الثلَّة المبْتَلِّ

والثُّلَّة: الجماعة من الناس، قال الله تعالى: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ.والثاني: ثَلَلْتُ البيتَ هدمتُه.
والثلَّة تُراب البِئر.
والثَّلَل الهَلاك. قال لبيد:
فصَلَقْنَا في مُرادٍ صَلْقَةً      وصُدَاءًٍ ألحقتهُمْ بالثَّلَلْ

ويقال ثُلَّ عرشُه، إذا ساءَتْ حالُه. قال زُهير:
تداركتُما الأحلافَ قد ثُلَّ عرشُها      وذُبْيانَ إذْ زَلَّتْ بأقدامها النَّعْل

وقال قوم: ثُلَّ عَرْشُه وعُرْشه، إذا قُتِل.
وأنشَدوا:
وعَبْدُ يَغُوثٍَ تحْجُِلُ الطّيرُ حَولَه      وقد ثَلَّ . . . أكمل المادة عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذَكَّرُ

والعُرْشانِ: مَغْرِز العُنُق في الكاهل.

الْعَريش (المعجم الوسيط) [7]


 مَا يستظل بِهِ وَمَا عرش للكرم والسقف (ج) عرش 

عَقْنَةُ (القاموس المحيط) [6]


عَقْنَةُ، كَحَمْزَة: قَلْعَةٌ بِأَرَّانَ.
وعِقْيَونٌ، كصِهْيَوْنٍ: بَحْرٌ من الرِيحِ تَحْتَ العرشِ، فيه ملائِكةٌ من ريح، مَعَهُم رِماحٌ من رِيحٍ، ناظِرِينَ إلى العرشِ، تَسْبِيحُهُم: سُبحانَ رَبِّنا الأعْلَى.
والعِقْيانُ: في الياءِ.

هزز (لسان العرب) [7]


الهَزُّ: تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ.
وفي التنزيل العزيز: وهُزِّي إِليك بِجِذْعِ النخلة؛ أَي حَرِّكِي.
والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به إِذا حركه؛ ومثله: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق بزيد؛ قال ابن سيده: وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي؛ وقال المتنخل الهُذَليُّ: قد حال بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ مؤَوِّبة: ريح تأْتي ليلاً، وقد اهْتَزَّ؛ ويستعار فيقال: هَزَزْتُ فلاناً لخير فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك؛ قال: كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ، كذاك السَّيِّدُ النَّزّ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت . . . أكمل المادة معاذ؛ قال ابن شميل: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ ؤأَنشد: كريم هُزَّ فاهْتَزّ وقال بعضهم: أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين نقل إِلى قبره، وقيل: هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء، والله أَعلم بما أَراد. قال ابن الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إِذا تحرك، فاستعمله على معنى الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه.
وكل من خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما، ويروى: نَهِزُ من الوَهْزِ، وهو مذكور في موضعه.
وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة.
واهْتَزَّ النبات: تَحَرَّك وطال.
وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه.
واهتَزَّت الأَرضُ: تحركت وأَنبتت.
وفي التنزيل العزيز: فإِذا أَنزلنا عليها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ أَي انتفخت وعَلَتْ.
وفي الحديث: إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى أَي صوت دورانها.
والهَزُّ والهَزِيزُ في السير: تحريك الإِبل في خِفَّتِها.
وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا تحركت في سيرها بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قال النضر: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابن سيده: الهِزَّة أَن يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ؛ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ: أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْـ ـيَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها واهْتِزازُ الموكب أَيضاً (* قوله« واهتزاز الموكب أيضا إلخ» عبارة الجوهري: والهزة، بالكسر، النشاط والارتياح وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب أيضا إلخ) وخَلَبَتُهُم.
وهَزِيزُ الريح: دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ؛ يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حركه فَتَهَزْهَزَ.
وهَزِيزُ الريح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال امرؤُ القيس: إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه، تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر (* قوله « قال الشاعر» هو الأعشى يخاطب امرأة، وصدره: « وقد كان في شبان قومك منكح») : وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ وقيل: هِزَّانُ قبيلة معروفة، وقيل: هِزَّان قبيلة من العرب.
وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه.
والهَزْهَزَةُ: تحريك الرأْس.
والهَزْهَزةُ: تحريك البلايا والحروب للناس.
والهَزاهِزُ: الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس.
وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ.
وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ من صفائه.
وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك.
وماء هُزَهِزٌ في اهْتِزازِه إِذا جَرى، ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ وأَنشد الأَصمعي: إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَوْفِزا بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا قال ثعلب: قال أَبو العالية: قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍفقال: ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما أَخرجك عنهافقال: إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب.
والمَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَي توفُّره واجتماعه.
وقوله: أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي.
وبعير هُزاهِزٌ: شديد الصوت؛ وقال الباهلي في قول الراجز: فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ، تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه. أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر؛ وأَنشد: وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا وقول أَبي وَجْزَةَ: والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ، هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ، لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ قيل: ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ يف انْقِضاضِه، وكوكب هازٌّ.
والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط والارتياح وصوت غليان القِدْرِ.
ويقال: تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ؛ قال الراعي: إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ والهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: ولا واحد لها.

أمزح (المعجم الوسيط) [5]


 الْكَرم عَرْشه 

التكعيبة (المعجم الوسيط) [5]


 عرش الْكَرم (محدثة) 

الحاف (المعجم الوسيط) [5]


 مَا يحف بالشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَترى الْمَلَائِكَة حافين من حول الْعَرْش} 

فردس (المعجم الوسيط) [5]


 الْكَرم وَسعه وعرشه وقرنه صرعه ووعاء التَّمْر وَنَحْوه حشاه وغلا فِي حشوه 

نكر (المعجم الوسيط) [5]


 الشَّيْء غَيره بِحَيْثُ لَا يعرف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ نكروا لَهَا عرشها} وَالِاسْم (عِنْد النُّحَاة) جعله نكرَة 

الزنة (المعجم الوسيط) [5]


 من الْجَبَل حذاؤه وَهُوَ زنته قبالته وَالْوَزْن وَالْقدر وَفِي الحَدِيث (سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ عدد خلقه وزنة عَرْشه) 

ثل (المعجم الوسيط) [5]


 الْكَثِيب ثلا هال تربه وَالدَّار هدمها وعرشه أذهب سُلْطَانه والوعاء أَخذ مَا فِيهِ ثل:  ثللا هلك وأسنانه سَقَطت 

الْكُرْسِيّ (المعجم الوسيط) [5]


 السرير وَالْعرش ومقعد من الْخشب وَنَحْوه لجالس وَاحِد (مو) ومركز علمي فِي الجامعة يشْغلهُ أستاذ (محدثة) (ج) كراسي 

آصَفُ (القاموس المحيط) [5]


آصَفُ، كهاجَرَ: كاتِبُ سليمانَ، صلواتُ الله عليه، دَعا بالاسمِ الأعْظَمِ فَرَأَى سليمانُ العَرْشَ مُسْتَقِرّاً عنده.
والأصَفُ، محرَّكةً: الكَبَرُ.

كرا (المعجم الوسيط) [5]


 الْغُلَام كروا لعب بالكرة وَيُقَال كرا الكرة وَبهَا لعب بهَا وضربها لترتفع وَالْأَرْض حفرهَا والبئر طواها بِالشَّجَرِ وعرشها بالخشب 

هتك (المعجم الوسيط) [4]


 السّتْر وَنَحْوه هتكا جذبه فأزاله من مَوْضِعه أَو شقّ مِنْهُ جُزْءا فَبَدَا مِنْهُ مَا وَرَاءه وَالثَّوْب شقَّه طولا فَهُوَ هاتك وهتاك هتك:  يُقَال هتك عَرْشه ذهب عزه 

ارْتقى (المعجم الوسيط) [4]


 ارْتَفع وَصعد يُقَال ارْتقى فلَان مرتقى صعبا وشيئا وَفِيه وَإِلَيْهِ وَعَلِيهِ رقِيه يُقَال ارْتقى الْعَرْش تولى الْملك وارتقى فِي السّلم وارتقى إِلَى الْمجد وارتقى بَطْنه امْتَلَأَ شبعا 

هتك (مقاييس اللغة) [4]



الهاء والتاء والكاف: أصلٌ يدلُّ على شَقٍّ في شَيء.
والهَتْك: شَقُّ السِّتر عمَّا وراءَه.
وهُتِكَ عَرشُ فلانٍ: هُدَّ وشُقّ.
وسِرنا هُتْكةً من اللَّيل، أي ساعةً.
وهاتَكْناها: سِرْنا في دُجاها.
والمعنى أنَّا شَقَقْنا الظَّلام.

ث - ل - ه (جمهرة اللغة) [5]


الثَّلَّة: القِطعة من الغنم، وربما خصَّ به الضأن. ولذلك قالوا: حبل ثَلَّة، أي حبل صوف. قال الراجز: قد قَرَنوني بآمرىءٍ قِثْوَلِّ رَثٍّ كحبل الثلَّة المُبْتَلِ ويروى عِثْوَلّ. والثّلَّة: الجماعة من الناس هكذا فُسِّر في التنزيل: " ثُّلة من الأوّلين " . وثُلَّ عرشُ فلان، وقد مرّ في الثنائي. وأصل الثَّلّ:الهدم والكسر. قال الشاعر: وعبدُ يَغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حوله ... وقد ثَلَّ عُرْشَيه الحسامُ المذكَّرُ وثَهْلان: جبل معروف، وأحسب أن اشتقاقه من الثَّهْل، وهو فعل مُمات. والثهْل: الانبساط على وجه الأرض. واللَثَة، والجمع لِثات، وهو اللحم الذي فيه مَنابت الأسنان. واللَهْث من قولهم: لَهَثَ الكلب، إذا أخرج لسانَه من حرّ أو عطش، وكذلك الطائر. ولَهَثَ الإنسانُ، . . . أكمل المادة إذا أعيا.

لرفش (المعجم الوسيط) [4]


 الْأكل الْجيد وَالشرب فِي النِّعْمَة والأمن وَيُقَال وَقع فِي الرفش والقفش الْأكل ومباشرة النِّسَاء والمجرفة الَّتِي ترفش بهَا الْحُبُوب وتهال وَيُقَال للرجل يشرف بعد خموله أَو يعز بعد ذله (من الرفش إِلَى الْعَرْش) أَي من عَامل بالمجرفة إِلَى ملك (ج) رفوش وأرفاش 

بَطش (المعجم الوسيط) [4]


 بِهِ بطشا أَخذه بالعنف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا بطشتم بطشتم جبارين} وَيُقَال بطشت بهم أهوال الدُّنْيَا وبالشيء أمْسكهُ بِقُوَّة وَمِنْه فِي الْأَثر (فَإِذا مُوسَى باطش بِجَانِب الْعَرْش) وَعَلِيهِ سَطَا فِي سرعَة وَفِي الْعلم بباع بسيط تبحر فَهُوَ باطش وبطاش وبطيش 

أصف (العباب الزاخر) [4]


الليث: آصف: كاتب سليمان -صلوات الله عليه- الذي دعا الله تعالى باسمه الأعظم؛ فرأى سليمان -صلوات الله عليه- العرش مستقراً عنده. وقال أبو عمرو: الأصف: الكبر، وأما الذي ينبت في أصله مثل الخيار فهو اللصف.
وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أنها لغة في اللصف، واللصف: الكبر.

اسْتَوَى (المعجم الوسيط) [4]


 استقام واعتدل والشيئان تَسَاويا وَفُلَان تمّ شبابه وَالطَّعَام وَنَحْوه نضج وَالْأَرْض صَارَت جدبا وَبِه الأَرْض هلك فِيهَا وعَلى كَذَا أَو فَوْقه علا وَصعد وَاسْتقر وَثَبت وَعَلِيهِ اسْتَوَى وَملك وَيُقَال اسْتَوَى على سَرِير الْملك أَو على الْعَرْش تولى الْملك وَإِلَيْهِ قصد وَتوجه لَا يلوي على شَيْء 

زلخ (الصّحّاح في اللغة) [4]


الزَلْخُ: المَزِلَّةُ تزِلُّ فيها الأقدام لنُدُوَّتِها، لأنَّها صفاةٌ ملساءٌ. أبو زيد: مقامٌ زَلْخٌ، مثل زَلْجٍ، أي دَحْض.
وبئرٌ زَلوخٌ: أعلاها مَزِلَّةٌ، يزلَق مَن قام عليها.
وقال:
زَلوخِ النواحي عَرْشُها مُتَهَدَّمُ      كأنَّ رِماحَ القومِ أَشْطانُ هُوَّةٍ

والزَلْخُ أيضاً: غَلْوَةُ سهمٍ.
والزُلَّخَةُ الزُحْلوقَةُ يَتَزَلَّجُ منها الصبيان.

ثلل (الصّحّاح في اللغة) [5]


يقال للضأن الكثيرة: ثَلَّةٌ.
والجمع ثِلَلٌ.
والثَلَّةُ أيضاً: الصُوف. يقال: كساءٌ جيدُ الثَلّة.
وحبلُ ثَلّةٍ، أي صوفٍ. قال: ولا يقال للشَعَرِ ثَلّةٌ ولا للوبر، فإذا اجتمعَ الصُوف والشعر والوبر قيل: عند فلان ثَلّةٌ كثيرةٌ.
وقد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلٌّ، إذا كثُرت عنده الثَلَّة.
وثَلَّةُ البئر أيضاً: ما أُخْرِجَ من ترابها.
والثُلَّةُ، بالضم: الجماعة من الناس.
وثَلَّت الدابةُ تَثُلُّ، أي راثَتْ؛ وكذلك كلُّ ذي حافر.
وَثَلَلْتُ التراب في البئر وغيرها، إذا هِلْتَهُ. ؤَثَلَلْتُ البيت أَثُلُّهُ: هدمته، وهو أن تحفِر أصلَ الحائط ثم تدفعَ فينقاض؛ وهو أهْولُ الهدمِ. يقال: ثَلَّ الله عرشهم: أي هدم ملكهم.
ويقال للقوم إذا ذهب عزّهم: قد ثُلَّ عرشهم، ومنه قول زهير:
      تَدارَكْتُما . . . أكمل المادة الأَحلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها كأنه هُدِمَ وأُهْلِكَ.

وأَثْلَلْتُهُ، إذا أمرت بإصلاح ما ثُلَّ منه.
والثَلَلُ بالتحريك: الهلاك. تقول منه. ثَلَلْتُ الرجل أَثُلُّهُ ثَلاًّ وثلَلاً.

غندب (لسان العرب) [3]


الغُنْدُبة والغُنْدُوبُ: لحمة صُلْبة حَوالي الـحُلْقوم، والجمع غَنادِبُ. قال رؤبة: إِذا اللَّهاةُ بَلَّتِ الغَباغِـبا، * حَسِـبْتَ في أَرْآدِه غَنادِبا وقيل: الغُنْدُبَتانِ: شِـبْهُ غُدَّتَيْنِ في النَّكَفَتَيْنِ، في كل نَكَفَةٍ غُنْدُبةٌ، والـمُسْتَرَطُ بين الغُنْدُبَتَيْنِ؛ وقيل: الغُنْدُبَتانِ لَـحْمَتان قد اكتَنَفتا اللَّهاةَ، وبينهما فُرْجَةٌ؛ وقيل: هما اللَّوْزَتانِ؛ وقيل: غُنْدُبَتا العُرْشَيْنِ اللَّتانِ تَضُمَّانِ العُنُقَ يميناً وشِمالاً؛ وقيل: الغُنْدُبَتانِ عُقْدَتانِ في أَصْلِ اللسان.واللَّغانِـينُ: الغَنادِبُ بما عليها من اللحم حول اللَّهاةِ، واحدَتُها لُغْنُونَةٌ، وهي النَّغانِغُ، واحدَتُها نُغْنُغةٌ.

الرَّفْشُ (القاموس المحيط) [3]


الرَّفْشُ، بالفتح والضم: المِجْرَفَةُ،
كالمِرْفَشَةِ.
وقولُهم: "من الرَّفْشِ إلى العَرْشِ"، أي: جَلَسَ على سَريرِ المُلْكِ بَعد ما كان يَعْمَلُ بالمِجْرَفَةِ.
والرَّفْشُ: الدَّقُّ، والهَرْشُ، والأكْلُ الجَيِّدُ، والشُّرْبُ في النَّعْمَةِ.
والرَّفَّاشُ: هائلُ الطَّعامِ بالمِجْرَفَةِ إلى يَدِ الكَيَّالِ.
ورَفَشَ في الشيءِ رُفوشاً: اتَّسَعَ.
ورَفِشَ، كفَرِحَ: عَظُمَتْ أُذُنُهُ وكَبُرَتْ.
وكانَ سَلْمانُ أرْفَشَ الأُذُنَيْنِ.
وأرْفَشَ: وقَعَ في الأَهْيَغَيْنِ، أي: الرَّفْشِ والقَفْشِ، وهُما الأكْلُ والنِّكاحُ،
و~ بالبَلَدِ: ألَحَّ فلا يَبْرَحُ، ولا يَريمُهُ.
وتَرْفيشُ اللِّحْيَةِ: تَسْريحُها حتى تَصير كأنها رَفْشٌ.

خلع (المعجم الوسيط) [3]


 الزَّرْع خلاعة أَوْرَق وَصَارَ فِيهِ الْحبّ وَسقط ورقه وَالشَّيْء خلعا نَزعه وَعَلِيهِ ثَوْبه أعطَاهُ إِيَّاه والوالي الْعَامِل عَزله والشعب الْملك أنزلهُ عَن عَرْشه وَفُلَان ابْنه تَبرأ مِنْهُ حَتَّى لَا يُؤْخَذ بِجِنَايَتِهِ ودابته أطلقها من قيدها والربقة من عُنُقه نقض عَهده وَيَده من طَاعَته خرج مِنْهَا وعذاره ترك الْحيَاء وَركب هَوَاهُ وَامْرَأَته خلعا طَلقهَا بفدية من مَالهَا خلع:  أَصَابَهُ الخالع خلع:  خلاعة ترك الْحيَاء وَركب هَوَاهُ فَهُوَ خليع 

خر (المعجم الوسيط) [3]


 المَاء وَالرِّيح خرا وخريرا وخرورا أحدث صَوتا وَيُقَال خر النَّائِم وخرت الْعقَاب وخر النمر وخرت الْهِرَّة وَالْبناء خرا وخرورا سقط من علو إِلَى سفل بِصَوْت وَالشَّيْء سقط وَيُقَال خر سَاجِدا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش وخروا لَهُ سجدا} وَفُلَان تنعم وَمر وَمَات وَفُلَان على فلَان هجم عَلَيْهِ من مَكَان لَا يعرفهُ فَهُوَ خار وخرور وخرار وَالْقَوْم انتقلوا من بلد إِلَى آخر فهم الخرار والخرارة وَالْمَاء الأَرْض خرا شقها فَهُوَ خار 

رفش (لسان العرب) [4]


رفَشَه رَفْشاً: أَكَله أَكلاً شديداً؛ قال رؤبة: دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ، أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ ومنه وقع فلان في الرَّفْش والقَفْش؛ الرَّفْشُ: الأَكلُ والشربُ في النِّعْمة والأَمْن، والقَفْش: النكاح.
ويقال: أَرْفَشَ فلان إِذا وقع في الأَهْيغَين: الأَكلِ والنكاح.
والرَّفْش: الدَّقّ والهَرْسُ. يقال للذي يُجِيد أَكلَ الطعام: إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً ويَهْرُشُه هَرْشاً.ورَفَّشَ فلان لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، وهو المجْرفُ.
ويقال للذي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الكيّال: رفّاشٌ.
ورفَش البُرَّ يَرْفُشُه رفْشاً: جَرَفه.
والرَّفْشُ والرُّفْشُ والمِرْفَشةُ: ما رُفِشَ به.
ويقال للمِجْرَف: الرَّفْش.
ومِجْراف السفينة يقال له: الرَّفْش. الليث: الرَّفْش والرُّفْش لغتان سواديّة، وهي المِجْرفة يُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً، قال: وبعضهم يُسَمّيها المِرْفَشةَ.
ورجل أَرْفَشُ . . . أكمل المادة الأُذنين: عَريضُهما على التشبيه بالمِرْفَشة.
وفي حديث سلمان الفارسي: أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنين أَي عريضَهما. قال شمر: الأَرْفَش العريض الأُذن من الناس وغيرهم، وقد رَفِشَ يرْفَشُ رفَشاً، شبّه بالرفْش وهي المِجْرفة من الخشب التي يُجرف بها الطعامُ.
ويقال للرجل يَشْرُف بعد خُموله أَو يَعزُّ بعد الذلّ: من الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ على العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملاَّحاً.
وفي التهذيب: أَي جلس على سرير المُلْك بعدما كان يعمل بالرَّفْشِ، قال: وهذا من أَمثال العراق.

عهم (مقاييس اللغة) [3]



العين والهاء والميم قريبٌ من الذي قبلَه، وليس ببعيدٍ أن يكون من الإبدال. قال الخليل: العَيْهَامة: الناقة الماضية.
وأنشد:
ورَدْتُ بعيهامَةٍ حُرَّةٍ      فَعَبَّتْ يميناً وعبّت شِمالا

ويقولون: إنَّها كاملة الخَلْق أيضاً. قال:
مُستَرْعَفَات بِخِدَبٍّ عَيْهام      مُدَامَجِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعامْ

قال أبو زيد: ناقةٌ عيهمَة: نجيبةٌ سريعة.
ويقولون: إنَّها تَعْطَش سريعاً، والجمع عياهيم. قال ذو الرُّمة:
هيهاتَ خَرقاءُ إلاّ أنْ يقرِّبَها      ذو العَرش والشَّعشعاناتُ العياهيمُ

وأنشد أبو عمرو:
عَيْهَمة يَنْتَحي في الأرضِ مَنْسِمُها      كما انتحَى في أديم الصِّرْف إزمِيلُ

قال أبو عمرو:عَيْهَمتُها: سُرْعَتُها.وربما قالوا: عُيَاهِمَة على وزن عُذافِرَة .ومما شذَّ عن هذا الأصل: عَيْهَم: اسم موضع. قال:ويقولون: العَيهوم: أصل شجرة.
ويقولون هو الأديم الأحمر . . . . أكمل المادة قال أبو دواد:
فتعفَّتْ بعد الرَّبابِ زماناً      فهي قفرٌ كأنَّها عَيْهُومُ

فأمّا قول القائل:فيقولون: إنَّه الذي لا يُدلج، يقام على ظَهْرِ الطَّريق.

محن (لسان العرب) [3]


المِحْنة: الخِبْرة، وقد امتَحنه.
وامتَحن القولَ: نظر فه ودَبَّره. التهذيب: إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي، وكان من أَصحاب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حَدَّث أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: القَتْلى ثلاثة، رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه (* قوله «في جنة الله تحت عرشه» الذي في نسخة التهذيب: في خيمة الله). لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة؛ قال شمر: قوله فذلك الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفيتها وخلصتها بالنار.
وروي عن . . . أكمل المادة مجاهد في قوله تعالى: أُولئك الذين امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم، قال: خَلَّصَ اللهُ قلوبهم، وقال أَبو عبيدة: امتَحنَ اللهُ قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها، وقال غيره: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ، وقيل: معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى شَرَحَ اللهُ قلوبهم، كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى.
ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه: بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه.
وأَصل المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط.
وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة، والاسم المِحْنة.
والمَحْنُ: العطية.
وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني.
والمِحْنة: واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية، نستجير بكرم الله منها.
وفي حديث الشَّعْبي: المِحْنة بِدْعَة، هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أَو ما لا يجوز قوله، يعني أَن هذا القول بدعة؛ وقولُ مُليح الهُذَليِّ: وحُبُّ ليلى، ولا تَخْشى مَحُونتَه، صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ قال ابن جني: مَحُونته عاره وتِباعَتُه، يجوز أَن يكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن، ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من الحَيْنِ، وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد. الليث: المِحْنة معنى الكلام الذي يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه، تقول امتحَنْتُه، وامتَحنْتُ الكلمة أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها.
والمَحْنُ: النكاح الشديد. يقال: مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها.
ومَحَنه عشرين سَوْطاً: ضربه.
ومحن السَّوْطَ: لَيَّنَه. المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه. ابن الأَعرابي: مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد، والمُمْتحَن والمُمَحَّص واحد. أَبو سعيد: مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه. ابن الأَعرابي: المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء.
ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها وطينها. الأَزهري عن الفراء: يقال مَحَنْتُه ومخنتُه، بالحاء والخاء، ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كله بمعنى قَشَرْتُه.
وجلد مُمتحَنٌ: مَقْشُور، والله أَعلم.

مجد (لسان العرب) [4]


المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ.
والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابن سيده: المجد نَيْل الشرف، وقيل: لا يكون إِلا بالآباءِ، وقيل: المَجْدُ كَرَمُ الآباء خاصة، وقيل: المَجْدُ الأَخذ من الشرف والسُّؤدَد ما يكفي؛ وقد مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً، فهو ماجد.
ومَجُد، بالضم، مَجادةً، فهو مجيد، وتَمَجَّد.
والمجدُ: كَرَمُ فِعاله.
وأَمجَدَه ومَجَّده كلاهما: عظَّمَه وأَثنى عليه.
وتماجَدَ القومُ فيما بينهم: ذكَروا مَجْدَهم.
وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بالمجد.
وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بالمجد. قال ابن السكيت: الشرفُ والمجدُ يكونان بالآباء. يقال: رجل شريف ماجدٌ، له آباءٌ متقدّمون في الشرف؛ قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإِن لم يكن له آباء لهم شرف.
والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرجل إِلى المجد.
ورجل ماجد: مِفضالٌ كثير الخير شريف، . . . أكمل المادة والمجيدُ، فعيل، منه للمبالغة؛ وقيل: هو الكريم المفضال، وقيل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمي مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ والكريم.
والمجيدُ: من صفاتِ الله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: ذو العرش المجيدُ.
وفي اسماء الله تعالى: الماجدُ.
والمَجْد في كلام العرب: الشرف الواسع. التهذيب: الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خلقه لعظمته.
وقوله تعالى: ذو العرش المجيدِ؛ قال الفراء: خفضه يَحيى وأَصحابه كما قال: بل هو قرآنٌ مجيدٌ، فوصف القرآن بالمَجادة.
وقيل يقرأُ: بل هو قرآنُ مجيدٍ، والقراءة قرآنٌ مجيدٌ.
ومن قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فالمعنى بل هو قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابن الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ الرفيع. قال أَبو اسحق: معنى المجيد الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة ذو.
وقوله تعالى: ق والقرآن المجيد؛ يريد بالمجيد الرفيعَ العالي.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف؛ هو من قوله تعالى: بل هو قرآنٌ مجيدٌ.
وفي حديث قراءة الفاتحة: مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني.
وكان سعد بن عبادة يقول: اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً، لا مَجْد إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال؛ اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا عليه (* قوله «اللهم لا يصلحني ولا أصلح إلخ» كذا بالأصل). ابن شميل: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ.
ورجل ماجد ومجيد إِذا كان كريماً مِعْطاءً.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَمَّا نحن بنو هاشم فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام، جمع مجِيد أَو ماجد كأَشهاد في شَهيد أَو شاهد.
ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وهي مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ، وأَمْجَدَتْ: نالت من الكلإِ قريباً من الشبع وعرف ذلك في أَجسامها، ومَجَّدْتُها أَنا تمجيداً وأَمجَدَها راعيها وقد أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وذلك في أَول الربيع.
وأَما أَبو زيد فقال: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً وأَشبعها، ولا فعل لها هي في ذلك، فإِن أَرعاها في أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت وشبِعت. قال: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً ولا فعل لك في هذا، وأَما أَبو عبيد فروى عن أَبي عبيدة أَن أَهل العالية يقولون مَجَد الناقةَ مخففاً إِذا علفها مِلءَ بطونها، وأَهل نجد يقولون مَجَّدها تمجيداً، مشدَّداً، إِذا علفها نصف بطونها. ابن الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت في مَرْعًى كثير واسع؛ وأَمجَدَها الراعي وأَمجَدْتُها أَنا.
وقال ابن شميل: إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد، والمجد نَحْوٌ من نصف الشبع؛ وقال أَبو حية يصف امرأَة: ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ ولا الشراب أَي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب. الأَصمعي: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لها ذلك.
ويقال: أَمجَدَ فلان عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وقال عديّ: فاشتراني واصطفاني نعْمةً، مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ وفي المثل: في كل شَجَر نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار؛ اسْتَمْجَدَ استفضل أَي اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، ويقال: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فشبها بمن يُكْثِر من العطاء طلباً للمجد.
ويقال: أَمجَدَنا فلان قِرًى إِذا آتَى ما كَفَى وفضل.
ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء.
ومَجْد بنت تميم بن عامرِ بنِ لُؤَيٍّ: هي أُم كلاب وكعب وعامر وكُلَيْب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وذكرها لبيد فقال يفتخر بها: سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى نُمَيْراً، والقبائلَ من هِلالِ وبَنو مَجْد: بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومجد: اسم أُمهم هذه التي فخر بها لبيد في شعره.

مزح (لسان العرب) [3]


المَزْحُ: الدُّعابةُ، وفي المحكم: المَزْحُ نقيضُ الجِدِّ؛ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً (* قوله «ومزاحة» بضم الميم كما ضبطه المجد، وفتحها الفيومي. نقل شارح القاموس: ان المزاح المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذية.) وقد مازَحه مُمازَحةً ومِزاحاً والاسم المُزاح، بالضم، والمُزاحة أَيضاً.
وأَرَى أَبا حنيفة حكى: أَمْزِحْ كرْمَك، بقطع الأَلف، بمعنى عَرِّشْه. الجوهري: المِزاح، بالكسر: مصدر مازَحه.
وهما يَتَمازَحانِ. الأَزهري: المُزَّحُ من الرجال الخارجون من طَبْعِ الثُّقَلاء، المتميزون من طبع البُغَضاء.

طوى (المعجم الوسيط) [3]


 الشَّيْء طيا ضم بعضه على بعض أَو لف بعضه فَوق بعض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَوْم نطوي السَّمَاء كطي السّجل للكتب} وَالله عمره أَمَاتَهُ وَفُلَان كشحه أَو نَفسه عني أعرض عني بوده وَالْخَبَر أَو السِّرّ عَنهُ كتمه وَيُقَال طوى فُؤَاده على الْأَمر لم يظهره وبطنه أجاع نَفسه أَو تعمد الْجُوع وقصده وَمِنْه الحَدِيث (كَانَ يطوي بَطْنه عَن جَاره) يجيع نَفسه ويؤثر جَاره بطعامه وَالْأَرْض والبلاد وَغَيرهَا قطعهَا وجازها وَالله الْبعيد قربه وَالسير الْمَاشِي وَنَحْوه هزله وأضمره وَفُلَان الْبِئْر وَغَيرهَا بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوهَا بناها أَو عرشها 

هذذ (الصّحّاح في اللغة) [3]


الهَذُّ: الإسراع في القطعِ وفي القراءة. يقال: هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا ويَهُذُّ الحديث هَذًّا، أي يسرده.
وسكِّينٌ هَذوذٌ: قطَّاعٌ. قال الأصمعيّ: تقول للناس إذا أردتَ أن يكفُّوا عن الشيء: هَجاجَيْكَ وهذاذَيْكَ، على تقدير الاثنين. قال عبدُ بني الحَسْحاس:
هَذَاذَيْكَ حتَّى ليس للبُرْدِ لابِسُ      إذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مثلـه

تزعم النساء أنَّه إذا شقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوبِ صاحبه دام الوُدُّ بينهما، وإلا تَهاجرا.
واهْتَذَذْتُ الشيءَ: اقتطعته بسرعةٍ.
وقال الشاعر:
قد اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ      وعبدُ يَغوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه

هَزَّهُ (القاموس المحيط) [3]


هَزَّهُ وـ به: حَرَّكهُ،
و~ الحادِي الإِبِلَ هَزيزاً: نَشَّطَها بِحُدائِهِ،
و~ الكَوْكَبُ: انْقَضَّ.
والهَزيزُ: الصَّوْتُ، ودَوِيُّ الرِيح.
والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاطُ، والارْتِياحُ، وصَوْتُ غَلَيانِ القِدْرِ، وتَرَدُّدُ صَوْتِ الرَّعْدِ،
كالهَزيز، ونَوْعٌ من سَيْرِ الإِبِلِ، والأَرْيَحِيَّةُ.
وماءٌ هُزَهِزٌ، كعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ وهُدْهُدٍ وصَفْصافٍ: كثيرٌ جارٍ.
وسَيْفٌ هَزْهازٌ: صافٍ لَمَّاعٌ.
وهَزْهازٌ: اسْمُ كَلْبٍ.
وبِئرٌ هُزْهُزٌ، كقُنْفُذٍ: بعيدَةُ القَعْر.
وكعُلَبِطٍ: الخفيفُ السريعُ.
وهَزَّزَهُ تَهْزيزاً: حَرَّكه، فاهْتَزَّ وتَهَزَّزَ.
والهَزْهَزَةُ والهَزاهِزُ: تحريكُ البَلايا والحُروبِ الناسَ.
وهَزْهَزَهُ: ذَلَّلَهُ، وحَرَّكَهُ.
وتَهَزْهَزَ إليه قَلْبِي: ارْتاحَ لِلسُّرورِ.
و"اهْتَزَّ عَرْشُ الرحمنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ" أي: ارْتاحَ بِرُوحِهِ، واسْتَبْشَرَ لِكَرامَتِهِ على رَبِّهِ.

خيم (لسان العرب) [4]


الخَيْمَةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر؛ قال الشاعر: أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ (* قوله «أو مرخة خيمت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي: أو مرخة خيمت في أصلها البقر).
وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ، وقيل: الخَيْمُ أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال النابغة: فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ الآسُ: الرماد.
ومُعَثْلِبٌ: مهدوم.
والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى . . . أكمل المادة عَجُزُهُ أَيضاً: وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَيْمُ ما يبنى من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.
وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة.
والخَيْمَةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت خَيْمَةً لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخيمة لا تكون إلا من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر، فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة، فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة قولُ مُزاحِمٍ: مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا فَبانُوا، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ قال: ومثله قول زهير: أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ، فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ قال: وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ: هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ؟ وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان: ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَيْمَةُ: معروفة؛ ومنه: خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله وظِلِّ عَرْشِه. الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِيمُ وخَيِّمُ وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ، وقد تقدما.
والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى: أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي.
وتَخَيَّم مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَهُ.
وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة.
وخَيَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى: فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً، وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا والعرب تقول: خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ فيها؛ وقال زهير: وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.
وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَيَّمَه: غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد: مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية.
ويقال: خِيم السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ: الأَصل؛ وأَنشد: ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه، يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه.
وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد: رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا والخَائِمُ: الجَبان.
وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه: جَبُن عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر: لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ، ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ، وذلك أن الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.
والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه.
والخامُ: الدِّبْسُ الذي لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله.
والخِيمُ: الحَمْضُ. ابن بري: وخِيماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير: أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ وخِيمٌ: موضع معروف.
والمَخِيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب: ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا بطنَ المَخِيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا قال ابن جني: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.
وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وزعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.
وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب: رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛ يقال: إنه ليُخِيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب أَيضاً: رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها

نهنه (لسان العرب) [3]


النَّهْنَهَةُ: الكَفُّ. تقول نَهْنَهْتُ فلاناً إذا زجرته فَتَنَهْنَهَ أَي كففته فَكفَّ؛ قال الشاعر: نَهْنِهْ دُموعَكَ، إنَّ مَنْ يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ كأَن أَصله من النَّهْي.
وفي حديث وائل: لقد ابْتَدَرَها اثنا عشر مَلَكاً فما نَهْنَهَها شيءٌ دون العَرْشِ أَي ما منعها وكَفَّها عن الوصول إليه.
ونَهْنَهَهُ عن الشيء: زَجَره؛ قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ: فَنَهْنَهْتُ أُولى القومِ عنهم بِضَرْبَةٍ تَنَفَّسَ عنها كلُّ حشْيانَ مُجْحَر وقد تَنَهْنَهَ.
ونَهْنَهْتُ السَّبْعَ إذا صِحْتَ به لتَكُفَّه، والأَصل في نَهْنَهَ نَهْهَهَ، بثلاث هاءَات، وإِنما أَبدلوا من الهاء الوسطى نوناً للفرق بين فَعْلَلَ وفَعَّلَ، وزادوا النون من بين الحروف لأَن في الكلمة نوناً.
وثوب نَهْنَهٌ: رقيق النسجِ. الأَحمر: النَّهْنَهُ . . . أكمل المادة واللَّهْلَهُ الثوب الرقيق النسج.

وصع (لسان العرب) [3]


الوَصْعُ والوَصَعُ والوَصِيعُ: الصغير من العَصافِير، وقيل: الصغير من أَولاد العصافير، وقيل: هو طائر كالعُصفور، وقيل: يشبه العصفور الصغير في صغر جسمه، وقيل: أَصغر من العصفور.
وفي الحديث: إِن العرش على مَنْكِبِ إِسْرافِيلَ وإِنه لَيَتَواضَعُ لله حتى يصير مثل الوَصع، يروى بفتح الصاد وسكونها، والجمع وِصْعانٌ.
والوَصِيعُ: صوْتُ العصفور، وقيل: الوَصْعُ والصَّعْوُ واحد كجَذْبٍ وجَبْذٍ؛ قال شمر: لم أَسمع الوضْع في شيء من كلامهم إِلا أَني سمعت بيتاً لا أَدري من قائله وليس من الوصع الطائر في شيء: أَناخَ، فنِعْمَ ما اقْلَوْلى وخَوَّى على خَمْسٍ يَصَعْنَ حصى الجَبُوبِ قال: يَصَعْنَ الحَصى يُغَيِّبْبَه في الأَرض. قال الأَزهري: الصواب عندي يَصُعْنَ . . . أكمل المادة حصى الجَبوب أَي يُفَرِّقْنَها، يعني الثَّفِناتِ الخَمْسَ. قال الأَزهري في هذه الترجمة: وأَما عِيصُو فهو ابن إِسحقَ أَخي يعقوب، وهو أَبو الروم.

حف (مقاييس اللغة) [3]



الحاء والفاء ثلاثة أصول: الأول ضربٌ من الصَّوت، والثاني أن يُطيفَ الشيءُ بالشيء، والثالث شِدَّةٌ في العيش.تفسير ذلك: الأول الحفيف* حفيفُ الشجرِ ونحوِه، وكذلك حفيفُ جَناح الطائر.والثاني: قولهم حفّ القوم بفلانٍ إذا أطافُوا به. قال الله تعالى: وَتَرَى المَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ [الزمر 75].
ومن ذلك حِفافا كلِّ شيءٍ: جانباه. قال طَرَفة:
كَأَنّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكنَّفا      حِفَافَيْهِ شُكّاً في العَسيبِ بِمسْرَدِ

ومن هذا الباب: هو على حَفَفِ أمْرٍ أي ناحيةٍ منه، وكلُّ ناحيةِ شيءٍ فإنها تُطِيف به.
ومن هذا الباب قولهم: "فلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا" كأنّه يشتمل علينا فيُعْطينا ويَمِيرُنا.والثالث: الحُفُوف والحَفَف، وهو شدّة العيش ويُبْسُه. قال أبو زيد: حَفَّتْ . . . أكمل المادة أرضُنا وقَفَّتْ، إذا يبسَ بَقْلُها.
وهو كالشَّظَف.
ويقال: هم في حَفَفٍ من العَيش، أي ضيق ومحْلٍ، ثم يُجْرَى هذا حتى يقال رأسُ فلانٍ محفوفٌ وحافٌّ، إذا بَعُد عهدُه بالدُّهن، ثم يقال حَفَّت المرأةُ وجْهها من الشّعر.
واحتفَفْتُ النبتَ إذا جَزَزْتَه.

هرجب (لسان العرب) [3]


الـهِرْجابُ من الإِبل: الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج: تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ قال ابن بري: تَرْتِـيبُ إِنْشادِه في رَجَزِه: تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ والـمِغْلاةُ: الناقةُ التي تُبْعِدُ الخَطْوَ.
والوَهَقُ: الـمُباراةُ والـمُسايرة.
ومَضْبُورَةٌ: مجتمعةُ الخَلْقِ.
والقَرْواءُ: الطويلَةُ القَرَى، وهو الظَّهْر.
والفُنُقُ: الفَتِـيَّةُ الضَّخْمة؛ والهاء في تَنَشَّطَتْه تعود على الخَرْق الذي وُصِفَ قبل هذا في قوله: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي الـمُخْتَرَقْ ومعنى تَنَشَّطَتْهُ: قَطَعَتْهُ، وأَسْرَعَتْ قَطْعَه.
والـهَراجيبُ والـهَراجيلُ من الإِبل: الضِّخام؛ قال رؤْبة: من كُلِّ قَرْواءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ وهو الضَّخْمُ من كل شيءٍ؛ وقيل: الـهِرْجابُ التي امْتَدَّتْ مع الأَرْضِ طُولاً؛ وأَنشد: ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ الـهَراجِـيبُ ونَخْلَةٌ هِرجابٌ، كذلك؛ قال . . . أكمل المادة الأَنْصاري: تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ، كأَنـَّها * تَطَلَّى بقَارٍ، أَوْ بأَسْوَدَ ناتِحِ وهِرْجابٌ: اسم مَوضِـع؛ أَنشد أَبو الحسن: بِهِرْجابَ، ما دامَ الأَراكُ به خُضْرا الأَزهري: هِرْجابٌ موضع؛ قال ابن مُقْبل: فطافَتْ بِنا مُرْشِقٌ جَـأْبَـةٌ، * بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً، وَضالا

بطش (لسان العرب) [3]


البَطْش: التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشاً.
وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة.
والبَطْشُ: الأَخذ القويّ الشديد.
وفي التنزيل: إِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين؛ قال الكلبي: معناه تَقْتُلون عند الغضب.
وقال غيره: تَقْتُلون بالسوط، وقال الزجاج: جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً، فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز، والبَطْشة: السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف؛ وباطَشَه مُباطَشَةً وباطَشَ كبَطَش؛ قال: حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به، وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به قال ابن سيده: ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه . . . أكمل المادة من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى: يكادُونَ يُسْطونَ بالذين، وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به، فافهم.
وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً: سَطا عليه في سُرْعة.
وفي التنزيل العزيز: فلما أَن أَراد أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لهما.
وقال أَبو مالك: يقال بطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف.
وبِطاشٌ ومُباطِشٌ: اسمان.

صرط (العباب الزاخر) [3]


الصّراطُ والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، قال الله تعالى: (اهدْنا الصرَاطَ المستقيم)، وقال القعْقاعُ بن عطيةَ الباهليّ:
أكرّ على الحروْرِيينَ مهـريَ     

وأما صرِاطُ الآخرةَ فهو عند أهلِ السنةِ جسْرً ممدودَ على متنِ جهنمَ أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر يمر عليه الخلائق فيجوزوه أهلُ الجنةِ على قدْرِ أعمالهم؛ يمرّ بعضهم كالبرقِ الخاطفِ وبعضهم كالريحِ المرسلةَ وبعضهم كجيادِ الخيلِ وبعضهمُ يشتدّ وبعضهم يمشي وبعضهم يزحفُ، وينادي منادٍ من بطنانِ العرشِ: غضوا أبصْاركمُ حتىّ تجوزْ فاطمةُ بنتُ محمدٍ صلى الله عليه وسلّم-، وتقولُ النّارُ للمؤمن: جزْ يا مؤمنُ فقد أطفأَ نوْرك لهبي، وتزِل وتدْحض عند ذلك أقْدامُ أهل النّار. أجازتا الله . . . أكمل المادة تعالى على الصراطِ إجازته من أهلْ النّار. أجازنا الله تعالى على الصراطِ إجازتهَ من اصطفاه من أوْليائه، ورزقناَ شفاعةَ رسلهِ وأنْبيائه. وقال ابن عبادٍ: الصُرَاطُ -بالضمّ-: السْيفُ الطويلُ، وهو بالسْينِ أيضاً

الثَّلَّةُ (القاموس المحيط) [3]


الثَّلَّةُ: جَماعةُ الغَنَمِ، أو الكثيرَةُ منها، أو من الضَّأنِ خاصَّةً،
ج: كبِدَرٍ وسِلالٍ، والصوفُ وحْدَه ومُجْتَمِعاً بالشَّعَرِ وبالوَبَرِ.
وأثَلَّ فهو مُثِلٌّ: كثُرَتْ عندَه الثَّلَّةُ.
و~ : ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ،
ج: كصُرَدٍ، وقد ثَلَّ البئْرَ.
و~ : كالمَنارَةِ في الصَّحْراءِ يُسْتَظَلُّ بها، ومَوارِدُ الإِبِلِ ظِمْءَ يَوْمَينِ بين شِرْبَيْنِ، وبالضم: الجماعةُ مِنَّا، والكثيرُ من الدَّراهِمِ، ويُفْتَحُ، وبالكسر: الهَلَكَةُ،
ج: كعنبٍ.
وثَلَّهُمْ ثَلاًّ وثَلَلاً: أهْلَكَهُمْ،
و~ الدابَّةُ: راثَتْ،
و~ التُّرابَ المُجْتَمِعَ، أو الكَثيبَ: حَرَّكَهُ بيدِه، أو كَسَرَ من إِحْدَى جَوانِبِه،
كثَلْثَلَهُ،
و~ الدارَ: هَدَمَهُ فَتَثَلْثَلَ،
و~ التُّرابَ . . . أكمل المادة في البِئْرِ: هالَهُ،
و~ الدراهمَ: صَبَّها،
و~ اللّهُ تعالى عَرْشَه: أماتَهُ، أو أذْهَبَ مُلْكَهُ أو عِزَّهُ.
والثَّلَلُ، محرَّكةً: الهَلاكُ،
و~ في الفَمِ: أن تَسْقُطَ أسْنانُه.
وأثْلَلْتُه: إذا أمَرْتَ بإِصْلاحِ ما ثُلَّ منه.
والثُّلْثُلُ، كهُدْهُدٍ: الهَدْمُ.
وكأميرٍ: صَوتُ الماءِ، أو صَوتُ انصِبابِه.
والثَّلْثالُ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ.
وانْثَلُّوا: انْثالوا.
والمُثَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: الجامِعُ للمالِ.
والثُّلّى، كرُبَّى: العِزَّةُ الهالِكَةُ.
والثُّلْثُلانُ، بالضم: عِنَبُ الثَّعْلَبِ، ويَبيسُ الكَلأَِ، ويُكْسَرُ، وهو أعْلَى.

ش - ط - م (جمهرة اللغة) [3]


الشَّمَط: معروف؛ شَمِطَ شَمَطاً، وكلّ خليطين خلطتهما فقد شَمَطْتَهما، وهما شَميط. وبه سُمّي الصبح شَميطاً لاختلاطه بباقي سواد الليل. قال الشاعر: شَميطُ الذُّنابَى جوِّفتْ وهي جَونةٌ ... بنُقْبَةِ ديباجٍ ورَيْطٍ مقطَّعِ يصف فرساً. قوله: شَميط الذُنابى، أي شَعْلاء؛ والتجويف: ابيضاض البطن حتى ينحدر البياض في القوائم. ويقال: هذه قِدْرٌ تَسَعُ شاةً بشَمْطها وشُمْطها، أي بتوابلها. وقال العُكْليّك بشِمْطها. قال أبو بكر: ولم أسمع ذلك إلا منه. والطّمْش: الناس؛ يقال: ما في الطّمْش مثلُه. قال الراجز: قد علِمَ الرحمنُ ربُّ العرشِ أنّ بني العَوّام خيرُ الطّمْشِ والمَشْط من قولك: مَشَطْتُ الشعرَ أمشِطه وأمشُطه مَشْطاً فهو مَشيط وممشوط، وما سقط منه: المُشاطة. والمُشْط الذي يُمشط . . . أكمل المادة به بضمّ الميم، وكسرُها خطأ، إلا أن تقول: مِمْشَط فتزيد ميماً أخرى. ويقال: مشّطتِ الناقةُ تمشيطاً، إذا رأيت في سَنامها كهيئة الأمشاط من الشحم. ومُشْط القدم: ظاهرها. ومَشِطَتْ يدُ الرجل تمشَط مَشَطاً، إذا خشُنت من العمل.

خدع (لسان العرب) [3]


الخَدْعُ: إظهار خلاف ما تُخْفيه. أبو زيد: خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً، بالكسر، مثل سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً؛ قال رؤْية: وقد أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً، بالفتح، وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم.
وخادَعَه مُخادَعة وخِداعاً وخَدَّعَه واخْتَدَعه: خَدَعه. قال الله عز وجل: يُخادِعون اللهَ؛ جازَ يُفاعِلُ لغير اثنين لأَن هذا المثال يقع كثيراً في اللغة للواحد نحو عاقَبْتُ اللِّصَّ وطارَقْت النعلَ. قال الفارسي: قرئَ يُخادِعون الله ويَخْدَعُون الله؛ قال: والعرب تقول خادَعْت فلاناً إذا كنت تَرُوم خَدْعه وعلى هذا يوجه قوله تعالى: يُخادِعون الله وهو خادِعُهم؛ معناه أَنهم يُقدِّرون في أَنفسهم أَنهم يَخْدَعون اللهَ، . . . أكمل المادة والله هو الخادع لهم أَي المُجازي لهم جَزاءَ خِداعِهم؛ قال شمر: روي بيت الراعي: وخادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ، لهم وَرَقٌ راح العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخُول قال: خادَعَ ترك، ورواه أَبو عمرو: خادَع الحَمْد، وفسره أَي ترك الحمدَ أَنهم ليسوا من أَهله.
وقيل في قوله يُخادعون الله: أَي يُخادعون أَولياء الله.
وخدعته: ظَفِرْت به؛ وقيل: يخادعون في الآية بمعنى يخدعون بدلالة ما أَنشده أَبو زيد: وخادَعْت المَنِيَّةَ عنكَ سِرّاً أَلا ترى أَن المنيَّة لا يكون منها خداع؟ وكذلك قوله: وما يخادعون إلاّ أَنفسهم، يكون على لفظ فاعَل وإن لم يكن الفعل إلاّ من واحد كما كان الأوَّل كذلك، وإذا كانوا قد استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن يُجْزوا على الثاني ما لا يصح في المعنى طلباً للتشاكل، فأَنْ يَلْزَم ذلك ويُحافَظَ عليه فيما يصح به المعنى أَجْدَرُ نحو قوله: أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا وفي التنزيل: فمن اعْتَدَى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم؛ والثاني قِصاص ليس بعُدْوان.
وقيل: الخَدْع والخَدِيعة المصدر، والخِدْعُ والخِداعُ الاسم، وقيل الخَدِيعَةُ الاسم.
ويقال: هو يَتخادَعُ أَي يُري ذلك من نفسه.
وتَخادَع القومُ: خدَع بعضُهم بعضاً.
وتخادع وانْخَدَعَ: أَرى أَنه قد خُدع، وخَدَعْتُه فانْخَدَع.
ويقال: رجل خَدَّاع وخَدُوعٌ وخُدَعةٌ إِذا كان خَِبّاً.
والخُدْعةُ: ما تَخْدَعُ به.
ورجل خُدْعة، بالتسكين، إِذا كان يُخْدَع كثيراً، وخُدَعة: يَخْدَع الناس كثيراً.
ورجل خَدَّاعٌ وخَدِعٌ؛ عن اللحياني، وخَيْدَعٌ وخَدُوعٌ: كثير الخِداعِ، وكذلك المرأَة بغير هاء؛ وقوله: بِجِزْعٍ من الوادي قَلِيلٍ أَنِيسُه عَفا، وتَخَطَّتْه العُيون الخَوادِعُ يعني أَنها تَخْدَع بما تسْتَرِقُه من النظر.
وفي الحديث: الحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ، والفتح أَفصح، وخُدَعةٌ مثل هُمَزة. قال ثعلب: ورويت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، خَدْعة، فمن قال خَدْعة فمعناه من خُدِع فيها خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه وعَطِبَ فليس لها إِقالة؛ قال ابن الأَثير: وهو أَفصح الروايات وأَصحها، ومن قال خُدْعةٌ أَراد هي تُخْدَعُ كما يقال رجل لُعْنةٌ يُلْعَن كثيراً، وإِذا خدَعَ القريقين صاحبه في الحرب فكأَنما خُدعت هي؛ ومن قال خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كما قال عمرو بن مَعْدِيكرب: الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً، تَسْعَى بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول ورجل مُخَدَّعٌ: خُدِع في الحَرْب مرة بعد مرة حتى حَذِقَ وصار مُجَرَّباً، والمُخَدَّعُ أَيضاً: المُجَرِّبُ للأُمور؛ قال أَبو ذؤَيب: فتَنازَلا وتواقَفَتْ خَيْلاهما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابن شميل: رجل مُخَدَّع أَي مُجَرَّس صاحب دَهاء ومَكر، وقد خُدِع؛ وأَنشد: أُبايِعُ بَيْعاً من أَرِيبٍ مُخَدَّع وإِنه لذو خُدْعةٍ وذو خُدُعات أَي ذو تجريب للأُمور.
وبعير به خادِعٌ وخالِعٌ: وهو أَن يزول عصَبُه في وَظِيف رجله إِذا برَك، وبه خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخادِعُ أَقل من الخالع.
والخَيْدع: الذي لا يوثَق بمودَّته.
والخيْدَعُ: السَّراب لذلك، وغُولٌ خَيْدَعٌ منه، وطريق خَيْدَع وخادع: جائر مخالف للقصد لا يُفْطَن له؛ قال الطرمَّاح: خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها، تُمْسِي وُكُوناً فوقَ آرامِها وطريقٌ خَدُوع: تَبِين مرة وتَخْفَى أُخرى؛ قال الشاعر يصف الطريق: ومُسْتَكْرَه من دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ، إِذا غَفَلَتْ عنه العُيونُ خَدُوع والخَدُوع من النوق: التي تَدِرُّ مرة وترفع لبنها مرة.
وماء خادِعٌ: لا يُهْتَدَى له.
وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعْته: كتمته وأَخْفَيْته.
والخَدْع: إِخفاءُ الشيء، وبه سمي المِخْدَعُ، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، وتضم ميمه وتفتح.
والمِخدع: الخِزانة.
والمُخْدَع: ما تحت الجائز الذي يوضع على العرش، والعرشُ: الحائطُ يُبْنَى بين حائطي البيت لا يبلغ به أَقْصاه، ثم يوضع الجائز من طَرف العَرْش الداخل إِلى أَقْصى البيت ويُسْقف به؛ قال سيبويه: لم يأْت مُفْعل اسماً إِلا المُخْدَع وما سواه صفة.
والمَخْدَع والمِخْدَع: لغة في المُخْدع، قال: وأَصله الضم إِلا أَنهم كسروه اسْتِثقالاً، وحكى الفتح أَبو سليمان الغَنَويّ، واختلف في الفتح والكسر القَنانيّ وأَبو شَنْبَل، ففتح أَحدُهما وكسر الآخر؛ وبيت الأَخطل: صَهْباء قد كَلِفَتْ من طُول ما حُبِستْ في مخْدَعٍ، بين جَنَّاتٍ وأَنهارِ يروى بالوجوه الثلاثة.
والخِداعُ: المَنْع.
والخِداعُ: الحِيلة.
وخدَع الضَّبُّ يخْدَع خَدْعاً وانْخَدع: اسْتَرْوَح رِيحَ الإِنسانِ فدَخل في جُحْره لئلاّ يُحْتَرَشَ، وقال أَبو العَمَيْثل: خدَع الضبُّ إِذا دخل في وِجاره مُلتوياً، وكذلك الظبيُ في كِناسه، وهو في الضبّ أَكثر. قال الفارسي: قال أَبو زيد وقالوا إِنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه، ومعنى الحَرْش أَن يَمسح الرجلُ على فم جُحْر الضب يتسمَّع الصوت فربما أَقبل وهو يرى أَن ذلك حية، وربما أَرْوَحَ ريح الإِنسان فخَدَعَ في جُحره ولم يخرج؛ وأَنشد الفارسي: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ، بحُلْوِ الخَلا، حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا: حُلْوُ الكلامِ.
وضب خَدِعٌ أَي مُراوِغٌ.
وفي المثل: أَخْدَعُ من ضب حَرَشْتَه، وهو من قولك: خَدَعَ مني فلان إِذا توارى ولم يَظْهَر.
وقال ابن الأَعرابي: يقال أَخْدَعُ من ضب إِذا كان لا يُقدر عليه، من الخَدْع؛ قال ومثله: جعل المَخادِعَ للخِداعِ يُعِدُّها، مما تُطِيفُ ببابِه الطُّلاَّبُ والعرب تقول: إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لا يُدْرَك حَفْراً ولا يُؤخَذُ مُذَنِّباً؛ الكَلَدةُ: المكانُ الصُّلْب الذي لا يَعمل فيه المِحْفار؛ يضرب للرجل الدَّاهيةِ الذي لا يُدْرك ما عنده.
وخدَع الثعلبُ إِذا أَخذ في الرَّوَغانِ.
وخدَع الشيءُ خَدْعاً: فسَد.
وخدَع الرِّيقُ خَدْعاً: نقَص، وإِذا نقَص خَثُرَ، وإِذا خثر أَنْتَنَ؛ قال سويد بن أَبي كاهل يصف ثغْر امرأَة: أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُه، طيِّبُ الرِّيقِ، إِذا الرِّيقُ خَدَعْ لأَنه يَغْلُظ وقت السَّحَر فيَيْبَس ويُنْتِنُ. ابن الأَعرابي: خدَعَ الريقُ أَي فسَد.
والخادِعُ: الفاسد من الطعام وغيره. قال أَبو بكر: فتأْويل قوله: يخادعون الله وهو خادِعُهم، يُفسدون ما يُظهرون من الإِيمان بما يُضمرون من الكفر كما أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلى عذاب النار. قال ابن الأَعرابي: الخَدْعُ منع الحقّ، والخَتْمُ مَنْع القلب من الإِيمان.
وخدَعَ الرجلُ: أَعطى ثم أَمسك. يقال: كان فلان يُعطي ثم خدَع أَي أَمسَك ومنَعَ.
وخدَع الزمانُ خَدْعاً: قَلَّ مطَرُه.
وفي الحديث: رَفَع رجل إِلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ما أَهَمَّه من قَحْطِ المطر فقال: قَحَط السَّحابُ وخَدَعتِ الضِّبابُ وجاعتِ الأَعْراب؛ خدَعَت أَي اسْتَترتْ وتَغَيَّبَتْ في جِحرَتها. قال الفارسي: وأَما قوله في الحديث: إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِينَ خَدَّاعةً، فيرون أَنّ معناه ناقصة الزكاة قليلة المطر، وقيل: قليلة الزَّكاء والرَّيْع من قولهم خدَعَ الزمانُ قلّ مطره؛ وأَنشد الفارسي: وأَصبحَ الدهْرُ ذو العلاَّتِ قد خَدَعا وهذا التفسير أَقرب إِلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله: سِنين خدَّاعة، يريد التي يَقِلُّ فيها الغيْث ويَعُمُّ بها المَحْلُ.
وقال ابن الأَثير في قوله: يكون قبل الساعة سِنُون خدَّاعة أَي تكثر فيها الأَمطار ويقل الرَّيْع، فذلك خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف، وقيل: الخَدَّاعة القليلة المطر من خَدَع الريقُ إِذا جَفَّ.
وقال شمر: السِّنون الخَوادِعُ القليلة الخير الفواسدُ.
ودينار خادِعٌ أَي ناقصٌ.
وخدَع خيرُ الرجل: قلّ.
وخدع الرجلُ: قلّ مالُه.
وخدَع الرجلُ خَدْعاً: تخلَّق بغير خُلُقِه.
وخُلُقٌ خادِعٌ أَي مُتلوِّن.
وخلُق فلان خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بغير خُلُقه.
وفلان خادِعُ الرأْي إِذا كان مُتلوِّناً لا يثبُت على رأْي واحد.
وخدَع الدهْر إِذا تلوَّن.
وخدَعتِ العينُ خَدْعاً: لم تَنم.
وما خَدَعتْ بعَيْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَي ما مَرَّت بها؛ قال المُمَزّق العَبْدي: أَرِقْتُ، فلم تَخْدَعْ بعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ، ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقُ أَي لم تدخل بعَيْنيَّ نعْسة، وأَراد ومن يلق ما لاقيت يأْرَقُ لا بدّ أَي لا بدّ له من الأَرَقِ.
وخدَعَت عينُ الرجل: غارَتْ؛ هذه عن اللحياني.
وخَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً وانخدعت: كسَدَت؛ الأَخيرة عن اللحياني.
وكلُّ كاسدٍ خادِعٌ.
وخادَعْتُه: كاسَدْتُه.
وخدَعتِ السوقُ: قامت فكأَنه ضِدّه.
ويقال: سُوقهم خادِعةٌ أَي مختلفة مُتلوِّنة. قال أَبو الدينار في حديثه: السوق خادعةٌ أَي كاسدة. قال: ويقال السوق خادعة إِذا لم يُقدر على الشيء إِلا بغَلاء. قال الفراء: بنو أَسد يقولون إِنَّ السعْر لمُخادِع، وقد خدَع إِذا ارتفع وغَلا.
والخَدْعُ: حَبْس الماشِية والدوابّ على غير مَرْعًى ولا عَلَفٍ؛ عن كراع.
ورجُل مُخدَّع: خُدِع مراراً؛ وقيل في قول الشاعر: سَمْح اليَمِين، إِذا أَرَدْتَ يَمِينَه، بسَفارةِ السُّفَراء غَيْر مُخَدَّعِ أَراد غير مَخْدُوع، وقد روى جِدّ مُخَدَّع أَي أَنه مُجَرَّب، والأَكثر في مثل هذا أَن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إِليه كقولهم أَنت عالِمٌ جِدُّ عالم.
والأَخْدَعُ: عِرْق في موضع المِحْجَمتين وهما أَخدعان.
والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَمَ على الأَخْدَعَين والكاهِل؛ الأَخدعانِ: عرقان في جَانِبَي العُنق قد خَفِيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الجمع؛ وقال اللحياني: هما عِرقان في الرقبة، وقيل: الأَخدعانِ الوَدَجانِ.
ورجل مَخْدُوع: قُطِع أَخْدَعُه.
ورجلٌ شديدُ الأَخْدَع أَي شديدُ موضع الأَخدع، وقيل: شديد الأَخْدعِ، وكذلك شديدُ الأَبْهَر.
وأَمّا قولهم عن الفَرس: إِنه لشَديد النَّسا فيراد بذلك النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كان قصيراً كان أَشدَّ للرِّجْل، وإِذا كان طويلاً اسْترخَت الرّجْل.
ورجل شديد الأَخْدَع: مُمتنِع أَبِيّ، ولَيِّنُ الأَخْدَعِ: بخلاف ذلك.
وخَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعاً: قطع أَخْدَعَيْه، وهو مَخْدُوعٌ.
وخَدَعَ ثوبَه خَدْعاً وخُدْعاً: ثناه؛ هذه عن اللحياني.
والخُدْعةُ: قبيلة من تَمِيم. قال ابن الأَعرابي: الخُدَعةُ رَبيعة بن كَعْب بن زيدِ مَناةَ بن تميم؛ وأَنشد غيره في هذه القبيلة من تميم: أَذُودُ عن حَوْضِه ويَدْفَعُنِي؛ يا قَوْمِ، مَن عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ؟ وخَدْعةُ: اسم رجل، وقيل: اسم ناقة كان نَسَب بها ذلك الرجل؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد: أَسِير بِشَكْوَتِي وأَحُلُّ وحْدِي، وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ في السَّماعِ قال: وإِنما سمي الرجل خَدْعةَ بها، وذلك لإِكثاره من ذكرها وإِشادَته بها. قال ابن بري، رحمه الله: أَهمل الجوهري في هذا الفصل الخَيْدَعَ، وهو السِّنَّوْرُ.

ب - د - س (جمهرة اللغة) [2]


الدَّبْس والدّبْس جميعاً، وهو عسل التمر. يقال: دِبْس ودِبِس، ويسمّيه أهل المدينة الصَّقْر، وربما سُمِّي عسلُ النحل دِبِساً، بكسر الدال والباء. والدِّباساء، فِعالاء: الإناث من الجَراد، الواحدة دِباساءة. قال الراجز: أقسمت لا أجعل فيها حُنْظبا ... إلاّ دِباساءَ تُوَفِّي المِقْنَبا قال أبو بكر: المِقْنَب هاهنا: الكِساء الذي يُجعل فيها الجَراد. والدُّبْسَة: حُمرة كَدِرَة أقل سواداً من الطّحلة. وعَنْز دَبْساءُ وتَيْس أدبَسُ، وهو يُستعمل في شِيات الخيل أيضاً. والدُّبْسِيّ: طائر من الحمام الوُرْق، معروف. ويقال: ما له سَبد ولا لَبَد، فالسَّبَد: الشَّعَر، واللَبَد: الصوف؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. ويقال: فلان سِبْدُ أسْبادٍ، إذا كان داهيةَ الدواهي. والسَّبَنْدَى، مقصورة: النمِر، وإنما سمَي بذلك لجرأته - ويقال: سَبَنْتى، . . . أكمل المادة بالتاء أيضاً - النون والألف زائدتان، وإنما أخذ من السِّبْد، وهو الداهية. وسَبَّدَ الرجلُ رأسَه، إذا استقصى طَمَّه. وسَبَّدَ الفَرْخُ، إذا بدا ريشُه وشوَّك. والسَبدَة: العانَة يكنى بها عنها. والسبَد: طائر ليَن الريش، فإذا أصابه أدنى ندى قَطَرَ ريشُه ماءً. قال الراجز: أكلَّ يوم عَرْشُها مَقِيلي ... حتى ترى المئزر ذا الفُضول مِثْلَ جَناح السبد الغَسيل

بذر (لسان العرب) [1]


البَذْرُ والبُذْرُ: أَولُ ما يخرج من الزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمَهُ ما دام على ورَقَتَيَنِ، وقيل: هو ما عُزِلَ من الحبوب للزَّرْعِ والزِّراعَةِ، وقيل: البَذْرُ جميع النبات إِذا طلع من الأَرض فَنَجَمَ، وقيل: هو أَن يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تعرف وجوهه، والجمع بُذُورٌ وبِذارٌ.
والبَذْرُ: مصدر بَذَرْتُ، وهو على معنى قولك نَثَرْتُ الحَبَّ.وبَذَرْتُ البَذْرَ: زَرَعْتَه.
وبَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً: خرج بَذْرُها؛ وقال الأَصمعي: هو أَن يظهر نبتها متفرّقاً.
وبَذَرَها بَذْراً وبَذَّرَها، كلاهما، زرعها.
والبَذْرُ والبُذارَةُ: النَّسْلُ.
ويقال: إِن هؤلاء لَبَذْرُ سَوْءٍ.
وبَذَرَ الشيءَ بَذْراً: فرَّقه.
وبَذَرَ الله الخلق بَذْراً: بَثَّهُمْ وفرّقهم.
وتفرّق القومُ شَذَرَ بَذَرَ وشِذَرَ بِذَرَ أَي في كل وَجهٍ، وتفرّقت إِبله كذلك؛ وبَذَرَ: . . . أكمل المادة إِتْباعٌ.
وبُذُرَّى، فُعُلَّى: من ذلك، وقيل: من البَذْرِ الذي هو الزرع، وهو راجع إِلى التفريق.
والبُذُرَّى: الباطلُ؛ عن السيرافي.
وبَذَّرَ مالهُ: أَفسده وأَنفقه في السَّرَفِ.
وكُلُّ ما فرقته وأَفسدته، فقد بَذَّرْتَهُ.
وفيه بَذارَّةٌ، مشدّدة الراء، وبَذارَةٌ، مخففة الراء، أَي تَبْذِيرٌ؛ كلاهما عن اللحياني.
وتَبْذيرُ المال: تفريقه إِسرافاً.
ورجلٌ تِبْذارَةٌ: للذي يُبَذِّرُ مالَه ويفسده.
والتَّبْذِيرُ: إِفسادُ المال وإِنفاقه في السَّرَفِ. قال الله عز وجل: ولا تُبَذِّرْ تَبْذيراً.
وقيل: التبذير أَن ينفق المال في المعاصي، وقيل: هو أَن يبسط يده في إِنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته، واعتباره بقوله تعالى: ولا تَبسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحسوراً. أَبو عمرو: البَيْذَرَةُ التبذير.
والنَّبْذَرَةُ، بالنون والباء: تفريقُ المال في غير حقه.
وفي حديث وقف عمر، رضي الله عنه: وَلِوَلِيِّه أَن يأْكلَ منه غَيْرَ مُباذِرٍ؛ المُباذِرُ والمُبَذِّرُ: المُسْرِفُ في النفقة؛ باذرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً؛ وقول المتنخل يصف سحاباً:مُسْتَبْذِراً يَرْغَبُ قُدَّامَهُ، يَرْمِي بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فسره السكري فقال: مستبذر يفرِّق الماء.
والبَذيرُ من الناس: الذي لا يستطيع أَن يُمْسِكَ سِرَّهُ.
ورجلٌ بَيْذارَةٌ: يُبَذِّرُ ماله.
وبَذُورٌ وبَذِيرٌ: يُذيعُ الأَسرارَ ولا يكتم سرّاً، والجمع بُذُرٌ مثل صبور وصُبُرٍ.
وفي حديث فاطمة عند وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت لعائشة: إِني إِذاً لَبَذِرَةٌ؛ البَذِرُ: الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه، وقد بَذُرَ بَذارَةً.
وفي الحديث: ليسوا بالمَسابيح البُذُرِ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه، في صفة الأَولياء: ليسوا بالمَذاييع البُذْرِ؛ جمع بَذُورٍ. يقال: بَذَرْتُ الكلام بين الناس كما تُبْذَرُ الحبُوبُ أَي أَفشيته وفرّقته.
وبُذارَةُ الطعام: نَزَلُه ورَيْعُه؛ عن اللحياني.
ويقال: طعام كثير البُذارَة أَي كثيرُ النَّزَل.
وهو طعام بَذَرٌ أَي نَزَلٌ؛ قال: ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرى جَذْماءَ، لَيْس لها بُذارَهْ الأَصمعي: تَبَذَّر الماءُ إِذا تغير واصْفَرَّ؛ وأَنشد لابن مقبل: قُلْباً مُبَلِّيَةً جَوائِزَ عَرْشِها، تَنْفي الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قال: المتبذر المتغير الأَصفر.
ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوجدته رجلاً أَي لو جربته؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وكَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ: إِتْباعٌ؛ قال الفراء: كَثيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِير لغة أَو لُغَيَّة.
ورجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ وهَيْذارَةٌ بَيْذارَةٌ: كثيرُ الكلام.
وبَذَّرُ: موضعٌ، وقيل: ماء معروف؛ قال كثير عزة: سَقى اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها: جُراباً وَمَلْكوماً وبَذَّرَ والْغَمْرا وهذه كلها آبار بمكة؛ قال ابن بري: هذه كلها أَسماء مياه بدليل إِبدالها من قوله أَمواهاً، ودعا بالسقيا للأَمواه، وهو يريد أَهلها النازلين بها اتساعاً ومجازاً.
ولم يجئ من الأَسماء على فَعَّلَ إِلاَّ بَذَّرُ، وعَثَّرُ اسمُ موضع، وخَضَّمُ اسم العَنْبَرِ بن تَمِيم، وشَلَّمُ اسمُ بنت المقدس، وهو عبراني، وبَقَّمُ وهو اسم أَعجمي، وهي شجرة، وكَتَّمُ اسم موضع أَيضاً؛ قال الأَزهري: ومثلُ بَذَّر خَضَّمُ وعَثَّرُ وبَقَّمُ شجرة، قال: ولا مثل لها في كلامهم.

وزن (لسان العرب) [2]


الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ. الليث: الوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم، ومثله الرَّزْنُ، وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً. قال سيبويه: اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة، وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ، جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال، وقالوا: هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ، النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال، والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ. قال أَبو منصور: ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ، واحدها مِيزان، وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال، ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً؛ قال الجوهري: . . . أكمل المادة أَصله مِوْزانٌ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وجمعه مَوَازين، وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِينُ. قال الله تعالى: ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ؛ يريد نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ.
وفي التنزيل العزيز: والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون.
وقوله تعالى: فأَمّا من ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه؛ قال ثعلب: إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه، فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر. قال الزجاج: اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة، فجاء في التفسير: أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ، وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ، وروى جُوَيْبر عن الضَّحَّاك: أَن الميزان العَدْلُ، قال: وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا، وإِن لم يكن ما يُوزَنُ، وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم الوَزْنُ في مَرْآةِ العين، وقال بعضهم: الميزانُ الكتاب الذي فيه أَعمال الخَلْق؛ قال ابن سيده: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح، فإِن جاء في الخبر أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ، من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة، فينبغي أَن يُقْبل ذلك.
وقوله تعالى: فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً. قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لخسته.
وقال غيره: معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات.
ويقال: وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان، وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً.
ويقال: وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره، ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه.
وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ، قلت: وما يُوزَنُ؟ فقال رجل عنده: حتى يُحْزَرَ؛ قال أَبو منصور: جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير وخَرْصٌ؛ وفي طريق أُخرى: نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن، وفي رواية: حتى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ؛ قال ابن الأَثير: سماه وَزْناً لأَن الخارص يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها، قال: ووجه النهي أَمران: أَحدهما تحصين الأَموال (* قوله «تحصين الأموال» وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص).
والثاني أَنه إِذا باعها قبل ظهور الصَّلاح بشرط القطع وقبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها، لأَن الله تعالى أَوجب إِخراجها وقت الحصاد، والله أَعلم.
وقوله تعالى: وإِذا كالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ؛ المعنى وإِذا كالوا لهم أَو وَزَنُوا لهم. يقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان، وهذا يَزِنُ درهماً ودرهمٌ وازِنٌ؛ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب: مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً، لو يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش ما وَزَنُوا جَهْلاً علينا وجُبْناً عن عَدُوِّهِم، لبِئْست الخَلَّتانِ: الجَهْلُ والجُبُنُ قال ابن بري: الذي في شعره شبه العصافير.
ووازَنْتُ بين الشيئين مُوَازَنَةً ووِزاناً، وهذا يُوازِنُ هذا إِذا كان على زِنَتِه أَو كان مُحاذِيَهُ.
ويقال: وَزَنع المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ، كما تقول: نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ، وهو افتعل، قلبوا الواو تاء فأَدغموا.
وقوله عز وجل: وأَنبتنا فيها من كل شيء مَوْزونٍ؛ جرى على وَزَنَ، مَنْ قَدّر اللهُ لا يجاوز ما قدَّره الله عليه لا يستطيع خَلْقٌ زيادةٌ فيه ولا نقصاناً، وقيل: من كل شيء مَوْزونٍ أَي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرَّصاص والنحاس والزِّرْنيخ؛ هذا قول الزجاج، وفي النهاية: فَسَّرَ المَوْزونَ على وجهين: أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما يوزَنُ مثل الرصاص والحديد والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ، أَعني الذهب والفضة، كأَنه قصد كل شيء يُوزَنُ ولا يكال، وقيل: معنى قوله من كل شيء مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ المعلوم وَزْنُه وقَدْرُه عند الله تعالى.
والمِيزانُ: المِقْدار؛ أَنشد ثعلب: قد كُنْتُ قبل لقائِكُمْ ذا مِرَّةٍ، عِنْدي لكل مُخاصِمٍ ميزانُه وقام مِيزانُ النهار أَي انتصف.
وفي الحديث: سبحان الله عَدَدَ خَلْقِه وزِنَةَ عَرْشِه أَي بوَزْن عَرْشِه في عظم قَدْره، من وَزَنَ يَزِنُ وَزْناً وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً، وأَصل الكلمة الواو، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من أَولها.
وامرأَة مَوْزونةٌ: قصيرة عاقلة.
والوَزْنَةُ: المرأَة القصيرة. الليث: جارية موزونة فيها قِصَرٌ.
وقال أَبو زيد: أَكل فلان وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي وَجْبةً.
وأَوْزانُ العربِ: ما بَنَتْ عليه أَشعارها، واحدها وَزْنٌ، وقد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ؛ كلُّ ذلك عن أَبي إِسحق.
وهذا القول أَوْزَنُ من هذا أَي أَقوى وأَمكنُ. قال أَبو العباس: كان عُمارة يقرأُ: ولا الليلُ سابقُ النهارَ، بالنصب؛ قال أَبو العباس: ما أَرَدْتَ؟ فقال: سابقٌ النهارَ، فقلت: فهَلاَّ قلته، قال: لو قُلْتُهُ لكان أَوْزَنَ.
والمِيزانُ: العَدْلُ.
ووازَنَه: عادله وقابله.
وهو وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه.
وقولهم: هو وَزْنَ الجبل أَي ناحيةً منه، وهو زِنَةَ الجبل أَي حِذاءَه؛ قال سيبويه: نُصِبا على الظرف. قال ابن سيده: وهو وَزْنَ الجبل وزِنَتَه أَي حِذاءَه، وهي أَحد الظروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب، قال: أَعني وَزْنَ الجبلِ، قال: وقياس ما كان من هذا النحو أَن يكون منصوباً كما ذكرناه، بدليل ما أَومأَ إِليه سيبويه هنا، وأَما أَبو عبيد فقال: هو وِزانُه بالرفع.
والوَزْنُ: المثقال، والجمع أَوْزانٌ.
وقالوا: درهم وَزْنٌ، فوصفوه بالمصدر.
وفلان أَوْزَنُ بني فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ.
ورجل وَزِينُ الرأْي: أَصيله، وفي الصحاح: رَزينُه.
ووَزَنَ الشيءُ. رَجَحَ؛ ويروى بيتُ الأَعشى: وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه، يُضافُوا إِلى عادِلٍ قد وَزَنْ وقد وَزُنَ وَزَانةً إِذا كان متثبتاً.
وقال أَبو سعيد: أَوْزَمَ نفسَه على الأَمر وأَوْزَنَها إذا وَطَّنَ نفسه عليه.
والوَزْنُ: الفِدْرة من التمر لا يكاد الرجل يرفعها بيديه، تكون ثلثَ الجُلَّةِ من جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها، وجمعه وُزُونٌ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: وكنا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كثيرةً، فأَفْنَيْنَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا والوَزِينُ: الحَنْظَلُ المطحون، وفي المحكم: الوَزينُ حَبّ الحنظل المطحون يُبَلُّ باللبن فيؤكل؛ قال: إِذا قَلَّ العُثَانُ وصار، يوماً، خَبِيئةَ بيت ذي الشَّرَفِ الوَزينُ أَراد: صار الوَزينُ يوماً خبيئة بيت ذي الشرف، وكانت العرب تتخذ طعاماً من هَبِيدِ الحنظل يَبُلُّونه باللبن فيأْكلونه ويسمونه الوَزينَ.
ووَزْنُ سَبْعةٍ: لَقَبٌ.
والوَزْنُ: نَجْم يطلُع قبل سُهَيْل فيُظَنُّ إِياه، وهو أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن. تقول العرب: حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ؛ وأَنشد ابن بري: أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها حَضَارِ، إِذا ما أَقْبَلَتْ، ووَزِينُها ومَوْزَنٌ، بالفتح: اسم موضع، وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ؛ وقال كُثَيّر: كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ، بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالُها (* قوله «روّى بالسليط ذبالها» كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط هنا، وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها وشمالها، ووقع في مادة قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط) هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير ويمنه قَرابينُ أَرْدافٌ لها وشِمالُها وقال كُثَيّرُ عَزَّةَ: بالخَيْر أَبْلَجُ من سِقاية راهِبٍ تُجْلى بمَوْزَنَ، مُشْرِقاً تِمْثالُها

شري (لسان العرب) [3]


شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛ أَي باعوه.
وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت، فاجتمع ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله أَن . . . أكمل المادة الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه.
وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل: شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل: ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا. الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن مُفَرِّع: شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا وقال أَيضاً: وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني، من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.
وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد: يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد: وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟ وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبلهِ.
وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها.
وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال: له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ.
وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ.
وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً.
وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ.
والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد.
وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد شَرىً، مقصور.
وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي: لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.
وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ.
ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابهُ.
وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ.
وشَرِيَ البرق، بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في وجه الغَيْمِ؛ قال: أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ، يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه: شَرِيَ بَشْرَى شَرىً.
واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.
والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه.
وفي حديث عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ.
ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان.
وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر: باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ، ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.
والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا، وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو خارجيٌّ: رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة، والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ.
وفي حديث ابن عمر: أنه جمع بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها.
وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال الشاعر: فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً.
والشارِي: المُشْتَرِي.
والشاري: البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم.
وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه.
وروي بيت الأَعشى: شَراة الهِجانِ.
وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب: سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.
وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ، علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ.
وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ.
وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛ المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ، فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال: وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله أَنشده ثعلب: إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه، إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.
ويقال: لَحاه الله وشَراهُ.
وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ وأَرْغَمَه.
والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم، وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد.
وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.
وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا.
واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت وتفاقَمَتْ.
وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم (* قوله «حتى شري أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري أمرهما وحديث أم زرع إلخ).
وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه.
وفَعَلَ به ما شراهُ أَي ساءَه.
وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة: يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ.
وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال: أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا، يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري، مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ (* قوله حوثما: لغة في حيثما). يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو.
والشَّرى: الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.
والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه، واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة: في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛ قال الأعلم الهذلي: على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ.
وفي حديث لَقيط: أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة، بالباء الموحدة.
وقال أَبوحنيفة: يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ.
وقال أَبو حنيفة: الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.
وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ.
وقال أَبو حنيفة: نَبات الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وقال الآخر: سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.
والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة.
وأَشْرى حوضَه: مَلأَه وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها، ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ، وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال الشاعر: أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.
والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ.
والشَّراةُ: موضِع.
وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب: بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً، ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب: تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ، فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ (* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).
وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ، وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة: تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه من الصرف.

ثوب (الصّحّاح في اللغة) [2]


الثوب: واحدُ الأثوابِ والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أَثْؤُبٌ فيهمز. قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ.
وثاب الرجل يثوب ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه.
وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا.
وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض.
ومَثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء إذا استُفرِغَ.
والمثابة: الموضع الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى.
ومنه قوله تعالى: "وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ" وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه،والجمع المَثابُ.
وربَّما قالوا لموضع حِبالَةِ الصائدِ مَثابةً.
والمَثابُ: مَقامُ المسْتَقي على فَمِ البئر عند العَرْش. قال القُطاميُّ:
إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ      وما لِمَثابـاتِ الـعُـروش بـقـيَّةٌ

والثواب: . . . أكمل المادة جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: "لَمَثوبَةٌ منْ عِنْد اللهِ خير".
وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمُهُ وصَلَحَ بدنُه. استَثابَهُ: سأله أن يُثيبَهُ.
وقوله تعالى: "هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يَفْعَلون" أي جوزوا.
والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خيرٌ من النوم.
والثاب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر.
ورجل ثَيِّبٌ وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والأثنى فيه سواءٌ. قال ابن السكيت: وذلك إذا كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه: قد ثُيَّبَتِ المرأةُ.

هوا (لسان العرب) [3]


الهَواء، ممدود: الجَوُّ ما بين السماء والأَرض، والجمع الأَهْوِيةُ، وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى، وكلُّ فارغٍ هَواء.
والهَواء: الجَبانُ لأَنه لا قلب له، فكأَنه فارغٌ، الواحد والجمع في ذلك سواء.
وقلب هواء: فارغٌ، وكذلك الجمع.
وفي التنزيل العزيز: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ يقال فيه: إِنه لا عُقولَ لهم. أَبو الهيثم: وأَفْئِدَتُهم هَواء قال كأَنهم لا يَعْقِلون من هَوْلِ يوم القيامة، وقال الزجاج: وأَفْئِدَتُهم هَواء أَي مُنْحَرِفة (* قوله« منحرفة» في التهذيب: منخرقة.) لا تَعِي شيئاً من الخَوْفِ، وقيل: نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم؛ قال حسان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي، فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه والهَواء والخَواء واحد.
والهَواء: كل فُرْجةٍ بين شيئين كما بَيْنَ أَسْفَلِ البيت . . . أكمل المادة إِلى أَعْلاه وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها.
ويقال: هَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَواء إِذا خلا؛ قال جرير: ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه، لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا أَي هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَواء أَي خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء الذي بين السماء والأَرض؛ وقال زهير: كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ، من الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤه هَواه وقال الجوهري: كل خالٍ هَواء؛ قال ابن بري: قال كعب الأَمثال: ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ هَواء كسَقْبِ البان، جُوفٍ مَكاسِرُهْ قال: ومثله قوله عز وجل: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ وفي حديث عاتكة: فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ أَي بَعِيدةٌ خاليةُ العقول من قوله تعالى: وأَفْئِدَتُهم هَواء.
والمَهْواةُ والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهاوِيةُ: كالهَواء. الأَزهري: المَهْواةُ مَوْضِع في الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل وغيره: ويقال: هَوَى يَهْوِي هَوَياناً، ورأَيتهم يَتَهاوَوْنَ في المَهْواةِ إِذا سقط بعضُهم في إِثْر بعض. الجوهري: والمَهْوَى والمَهْواةُ ما بين الجبلين ونحو ذلك.
وتَهاوَى القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم في إِثر بعض.
وهَوتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي: فتَحَت فاها بالدم؛ قال أَبو النجم: فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا لِلشِّقِّ، يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا وقال ذو الرمة: طَوَيْناهُما، حتى إِذا ما أُنِيخَتا مُناخاً، هَوَى بَيْنَ الكُلَى والكَراكِرِ أَي خَلا وانفتح من الضُّمْر.
وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى: سَقَط؛ قال يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي: وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ، كما هَوَى، بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوِي وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت على صيد أَو غيره ما لم تُرِغْه، فإِذا أَراغَتْه قِيل: أَهْوَتْ له إِهْواء؛ قال زهير: أَهْوَى لها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ رِيش القَوادِمِ، لَمْ يُنْصَبْ له الشَّبَك والإِهْواء: التَّناوُل باليد والضَّرْبُ، والإِراغةُ: أَن يَذْهَبَ الصَّيدُ هكذا وهكذا والعُقاب تَتْبَعُه. ابن سيده: والإِهْواء والاهْتِواء الضَّرب باليد والتناوُلُ.
وهَوَت يدي للشيء وأَهْوَتْ: امْتَدَّت وارْتَفَعَت.
وقال ابن الأَعرابي: هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ، وأَهْوَى إِليه من قُرْبٍ، وأَهْوَيْت له بالسيف وغيره، وأَهْوَيْت بالشيء إِذا أَوْمَأْت به، وأَهْوَى إِليه بيده ليأْخذه.
وفي الحديث: فأَهْوَى بيده إِليه أَي مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه. يقال: أَهْوَى يَده وبيده إِلى الشيء ليأْخذه. قال ابن بري: الأَصمعي ينكر أَن يأْتي أَهْوَى بمعنى هَوَى، وقد أَجازه غيره، وأَنشد لزهير: أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ وكان الأَصمعي يرويه: هَوَى لها؛ وقال زهير أَيضاً: أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ كالطَّيْرِ حانيةً، ثم اسْتَمَرَّ عليها، وهو مُخْتَضِعُ قال ابن أَحمر: أَهْوَى لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها، وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه به.
والهاوِي من الحُروف واحد: وهو الأَلف، سمي بذلك لشدّة امتداده وسَعة مَخرجه.
وهَوَتِ الرِّيح هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قال: كأَنَّ دَلْوِي في هَوِيِّ رِيحِ وهَوَى، بالفتح، يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى: سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل، وأَهْواهُ هُو. يقال: أَهْوَيْتُه إِذا أَلقَيْتَه من فوق.
وقوله عز وجل: والمُؤْتَفِكةَ أَهْوَى؛ يعني مَدائنَ قومِ لُوط أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت.
وهَوَى السهم هُوِيًّا: سَقَط من عُلْو إِلى سُفْل.
وهَوَى هَوِيًّا وهَى (* قوله« وهوى هوياً وهى إلخ» كذا في الأَصل، وعبارة المحكم: وهوى هوياً، وهاوى سار سيراً شديداً، وأَنشد بيت ذي الرمة.) ، وكذلك الهُوِيّ في السير إِذا مضى. ابن الأَعرابي: الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ، وقال أَبو زيد مثله، وأَنشد: والدَّلْوُ في إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيُّ وقال ابن بري: ذكر الرياشي عن أَبي زيد أَنَّ الهَوِيّ بفتح الهاء إِلى أَسفل، وبضمها إِلى فوق؛وأَنشد: عَجْلَى الهُوي؛ وأَنشد: هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فهذا إِلى أَسفل؛ وأَنشد لمعقر بن حمار البارقي: هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ، كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كاسِرُ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ، وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال. يقال: هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا، بالفتح، إِذا هبط، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بالضم، إِذا صَعِدَ، وقيل بالعكس، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير.
وفي حديث البراق: ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ.
والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ.
والمُهاواةُ: شدَّة السير.
وهاوَى: سارَ سَيْراً شديداً؛ قال ذو الرمة: فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ خَواضِعِ وفي التهذيب: ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرينَ سَوامِ وأَنشد ابن بري لأَبي صخرة: إِيّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ، وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ الليث: العامة تقول الهَوِيُّ في مصدر هَوَى يَهْوي في المَهْواةِ هُوِيًّا. قال: فأَما الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان، تقول: جلست عنده هَوِيّاً.
والهَويُّ: الساعة المُمتدَّة من الليل.
ومضى هَويٌّ من الليل، على فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ منه.
وفي الحديث: كنتُ أَسْمَعُه الهَوِيَّ من الليل؛ الهَوِيُّ، بالفتح: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. ابن سيده: مضى هَوِيٌّ من الليل وهُوِيٌّ وتَهْواء أَي ساعة منه.
ويقال: هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وغيرهما تَهْوي هُوِيّاً، فهي هاوِيةٌ إِذا عَدَتْ عَدْواً شديداً أَرْفَعَ العَدْو، كأَنه في هَواء بئر تَهْوي فيها، وأَنشد: فشَدَّ بها الأَماعِزَ، وهْيَ تَهْوي هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ والهَوى، مقصور: هَوَى النَّفْس، وإِذا أَضفته إِليك قلت هَوايَ. قال ابن بري: وجاء هَوَى النفْس ممدوداً في الشعر؛ قال: وهانَ على أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى نَحِنُّ إِليها، والهَواء يَتُوقُ ابن سيده: الهَوى العِشْق، يكون في مداخل الخير والشر.
والهَوِيُّ: المَهْوِيُّ؛ قال أَبو ذؤيب: فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِيـ ـمِ، قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَويُّ أَي فَقْدُ المَهْويِّ.
وهَوى النفسِ: إِرادتها، والجمع الأَهْواء. التهذيب: قال اللغويون الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه؛ قال الله عز وجل: ونَهى النفْسَ عن الهَوى؛ معناه نَهاها عن شَهَواتِها وما تدعو إِليه من معاصي الله عز وجل. الليث: الهَو مقصور هَوى الضَّمير، تقول: هَوِيَ، بالكسر، يَهْوى هَوًى أَي أَحبَّ.
ورجل هَوٍ: ذو هَوًى مُخامِرُه.
وامرأَة هَوِيةٌ: لا تزال تَهْوى على تقدير فَعِلة، فإِذا بُنيَ منه فَعْلة بجزم العين تقول هَيَّة مثل طَيَّة.
وفي حديث بَيْعِ الخِيار: يأْخُذُ كلُ واحد من البيع ما هَوِيَ أَي ما أَحب، ومتى تُكُلِّمَ بالهَوى مطلقاً لم يكن إِلا مذموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ معناه كقولهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى موافق للصواب؛ وقول أَبي ذؤيب: سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُم فتُخُرِّمُوا، ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال ابن حبيب: قال هَوَيَّ لغة هذيل، وكذلك تقول قَفَيَّ وعَصَيَّ، قال الأَصمعي: أَي ماتوا قبلي ولم يَلْبثُوا لِهَواي وكنت أُحِبُّ أَن أَموت قبلهم، وأَعْنَقُوا لِهَواهم: جعلهم كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها، وهم لم يَهْوَوْها في الحقيقة، وأَثبت سيبويه الهَوَى لله عز وجل فقال: فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلى الله بهَواه.
وهذا الشيءُ أَهْوى إليَّ من كذا أَي أَحَبُّ إِليَّ؛ قال أَبو صخر الهذلي: ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا، في غَيْرِ ما رَفْثٍ ولا إِثْمِ، أَهْوى إِلى نَفْسِي، ولَوْ نَزَحَتْ مِمَّا مَلَكْتُ، ومِنْ بَني سَهْمِ وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل، والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال: وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ.
والهَوى أَيضاً: المَهْويُّ؛ قال أَبو ذُؤيب:زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيحِ، فإِنْ تَكُنْ هَواكَ الذي تَهْوى، يُصِبْكَ اجْتِنابُها واسْتَهْوَتْه الشياطينُ: ذهبت بهَواه وعَقْله.
وفي التنزيل العزيز: كالذي اسْتَهْوَتْه الشياطينُ؛ وقيل: اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه، وقيل: زيَّنت الشياطينُ له هَواه حَيْرانَ في حال حيرته.
ويقال للمُسْتَهام الذي استَهامَتْه الجنُّ: اسْتَهْوَته الشياطين. القتيبي: استَهْوته الشَّياطينُ هَوَتْ به وأَذْهَبتْه، جعله من هَوَى يَهْوي، وجعله الزجاج من هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت له الشياطينُ هَواه.
وهَوى الرَّجل: ماتَ؛ قال النابغة: وقال الشَّامِتُونَ: هَوى زِيادٌ، لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ قال: وتقول أَهْوى فأَخذ؛ معناه أَهْوى إِليه يَدَه، وتقول: أَهْوى إِليه بيَدِه.
وهاوِيةُ والهاوِيةُ: اسم من أَسماء جهنم، وهي معرفة بغير أَلف ولام.
وقوله عز وجل: فأُمُّه هاوِيةٌ؛ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النار، وقيل: إِنَّ الذي له بدل ما يسكن إِليه نارٌ حامية. الفراء في قوله، فأُمُّه هاوِية: قال بعضهم هذا دعاءٌ عليه كما تقول هَوَتْ أُمه على قول العرب؛ وأَنشد قول كعب بن سعد الغنوي يرثي أَخاه: هَوَتْ امُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً، وماذا يُؤَدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ (* قوله «هوت أمه» قال الصاغاني رادًّا على الجوهري، الرواية: هوت عرسه، والمعروف: حين يثوب اهـ. لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب الازهري.) ومعنى هَوت أُمه أَي هلَكَت أُمُّه.
وتقول: هَوَت أُمُّه فهي هاويةٌ أَي ثاكِلةٌ.
وقال بعضهم: أُمّه هاويةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه، كما تُؤْوي المرأَةُ ابنها ، فجعلها إذْ لا مأْوى له غَيْرَها أُمًّا له، وقيل: معنى قوله فأُمُّه هاويةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوي في النار؛ قال ابن بري: لو كانت هاوية اسماً علماً للنار لم ينصرف في الآية.
والهاوِيةُ: كلُّ مَهْواة لا يُدْرَك قَعْرُها ؛ وقال عمرو بن مِلْقَط الطائي: يا عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا، كنتَ كمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ وقالوا: إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتى (* قوله «إذا أجدب الناس أتى إلخ» كذا في الأصل والمحكم.) الهاوي والعاوي، فالهاوي الجَرادُ، والعاوي الذئبُ.
وقال ابن الأَعرابي: إنما هو الغاوي، بالغين المعجمة، والهاوي، فالغاوي الجَرادُ، والهاوي الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتي إلى الخِصْب. ابن الأَعرابي: إذا أَخْصَب الزَّمانُ جاء الغاوي والهاوي؛ قال: الغاوي الجَراد وهو الغَوْغاء، والهاوي الذئاب لأَن الذئاب تَهْوي إلى الخصب. قال: وقال إذا جاءت السنة جاء معها أَعوانُها، يعني الجَراد والذئاب والأَمراض.
ويقال: سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا، وقد هَوَت أُذُنه تَهْوي. الكسائي: هاوَأْتُ الرَّجل وهاوَيْتُه، في باب ما يهمز وما لا يهمز، ودارَأْتُه ودارَيْتُه.
والهَواهي: الباطلُ واللَّغْوُ من القول ، وقد ذكر أَيضاً في موضعه؛ قال ابن أَحمر: أَفي كلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً إليَّ ، وما يُجْدُونَ إلا الهَواهِيا؟ قال ابن بري: صوابه الهَواهِيُّ الأباطيلُ، لأَن الهَواهِيَّ جمع هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ، وإنما خففه ابن أَحمر ضرورة؛ وقياسُه هَواهِيُّ كما قال الأَعشى: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيا نِ أَنَّا في هَواهيِّ وإِمْساءِ وإِصباح، وأَمْرٍ غَيْرِ مَقْضِيِّ قال: وقد يقال رجل هَواهِيةٌ إلا أَنه ليس من هذا الباب.
والهَوْهاءة، بالمد: الأَحْمَقُ.
وفي النوادر: فلان هُوَّة أي أَحْمَقُ لا يُمْسِكُ شيئاً في صدره.
وهَوٌّ من الأَرض: جانِبٌ منها .
والهُوّة: كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ؛ وأَنشد: كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَما قال: وجمع الهُوَّةِ هُوًى. ابن سيده: الهُوَّةُ ما انهَبَطَ من الأَرضَ ، وقيل: الوَهْدةُ الغامضةُ من الأرض، وحكى ثعلب: اللهم أَعِذْنا من هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النفاق، قال: ضربه مثلاً للكُفْر، والأُهْوِيّة على أُفْعُولة مثلها. أَبو بكر: يقال وَقَعَ في هُوَّة أَي في بئر مُغَطَّاةٍ؛ وأَنشد: إنكَ لو أُعْطِيتَ إَرْجاء هُوّةٍ مُغَمَّسَةٍ ، لا يُسْتَبانُ تُرابُها، بِثَوْبِكَ في الظَّلْماء، ثم دَعَوْتَني لجِئْتُ إِليها سادِماً، لا أَهابُها النضر: الهَوَّةُ، بفتح الهاء، الكَوّةُ؛ حكاها عن أَبي الهذيل، قال: والهُوّةُ والمَهْواةُ بين جبلين. ابن الفرج: سمعت خليفة يقول للبيت كِواءٌ كثيرة وهِواء كثيرة، الواحدة كَوَّةٌ وهَوَّةٌ، وأَما النضر فإِنه زعم أَن جمع الهَوَّة بمعنى الكَوَّة هَوًى مثل قريةٍ وقُرًى؛ الأَزهري في قول الشماخ: ولمّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةً، تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قال: هُوَيَّةٌ تصغير هُوّة، وقيل: الهَوِيَّةُ بئر (*قوله « وقيل الهوية بئر» أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة ، وضبط الهاء في البيت بالفتح والواو بالكسر.
وقوله «طواطي» كذا بالأصل.) بَعِيدةُ المَهْواةِ، وعَرْشُها سقفها المُغَمَّى عليها بالتراب فيَعْتَرُّ به واطِئُه فيَقَع فيها ويَهْلِك، وأَراد لما رأَيتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ طواطي سَقْفِ هَوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته ومضيت وتسَلَّيْت عن حاجتي من ذلك الأَمر، وشَمَّرُ: اسم ناقة أَي ركبتها ومضيت. ابن شميل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ في الأَرض بعيدة القعر مثل الدَّحْلِ غير أَن له أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل. الأَصمعي: هُوَّةٌ وهُوًى.
والهُوَّة: البئر؛ قال أَبو عمرو، وقيل: الهُوَّة الحُفْرة البعيدة القعر، وهي المَهْواةُ. ابن الأَعرابي: الرواية عَرْشَ هُوِيَّة، أَراد أُهْوِيَّةٍ، فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلى الهاء، المعنى لما رأَيت الأَمر مشرفاً على الفوت مضيت ولم أُقم.
وفي الحديث: إذا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ الأَرضِ (* قوله «هوي الارض» كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية، وهو بضم فكسر وشد الياء، وفي بعض نسخها بفتحتين.) ؛ هكذا جاء في رواية، وهي جمع هُوَّة، وهي الحُفْرة والمطمئن من الأَرض، ويقال لها المَهْواةُ أَيضاً.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها ، ووصفت أَباها قالت: وامْتاحَ من المَهْواة،أَرادت البئر العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل ما لم يَتحَمَّل غيره. الأَزهري: أَهْوى اسم ماء لبني حِمَّان، واسمه السُّبَيْلةُ، أَتاهم الرَّاعي فمنعوه الوِرْدَ فقال: إِنَّ على أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ حَسَباً، وأَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ ولا أُحاشي غَيْرَهُمْ، أَهْلَ السُّبَيْلةِ من بَني حِمَّانا وأَهْوى، وسُوقةُ أَهْوى، ودارة أَهْوى: موضع أَو مَواضِعُ، والهاء حرف هجاء، وهي مذكورة في موضعها من باب الأَلف اللينة.

رأف (لسان العرب) [2]


الرأْفة: الرحمة، وقيل: أَشد الرحمة؛ رَأَفَ به يَرْأَفُ ورئِفَ ورَؤُفَ رَأْفَةً ورَآفةً.
وفي التنزيل العزيز: ولا تأْخُذْكُم بهما رأْفةٌ في دِينِ اللّه؛ قال الفراء: الرأْفةُ والرآفةُ مثل الكأَْبةِ والكآبة، وقال الزجاج: أَي لا ترحموهما فَتُسْقِطوا عنهما ما أَمَر اللّه به من الحدّ.
ومن صفات اللّه عز وجل الرؤوف وهو الرحيمُ لعباده العَطُوفُ عليهم بأَلطافه.
والرأْفةُ أَخصُّ من الرحمةِ وأَرَقُّ، وفيه لغتان قرئ بهما معاً: رَؤوفٌ على فَعُولٍ؛ قال كعب بن مالك الأَنصاري: نُطِيعُ نَبيَّنا ونُطِيعُ رَبّاً، هو الرحمنُ كان بِنا رَؤوفا ورؤُفٌ على فَعُلٍ؛ قال جرير: يَرىَ لِلْمُسلِمِينَ عليه حَقّاً، كفِعْلِ الوالِدِ الرؤُفِ الرحيمِ وقد رَأَفَ يَرْأَفُ إذا رَحِمَ.
والرَّأْفَةُ أَرَقُّ من . . . أكمل المادة الرحمة ولا تَكاد تقع في الكراهة، والرحمةُ قد تقع في الكراهة للمَصْلحةِ. أَبو زيد: يقال رَؤُفْتُ بالرجل أَرؤُفُ به رَأْفَةً ورآفةً ورأَفْتُ أَرْأَف به ورئِفْتُ به رأَفاً كلٌّ من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: ومَن لَيَّنَ الهمزةَ وقال رَوُف جعلها واواً، ومنهم من يقول رَأْفٌ، بسكون الهمزة؛ قال الشاعر: فآمِنوا بِنَبِيٍّ، لا أَبا لكُمُ ذِي خاتَمٍ، صاغهُ الرحمنُ، مَخْتُومِ رَأْفٍ رَحِيمٍ بأَهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهم، مُقَرَّبٍ عند ذِي الكُرْسِيِّ مَرْحُومِ ابن الأَعرابي: الرأْفةُ الرحمةُ.
وقال الفراء: يقال رَئِفٌ، بكسر الهمزة، ورَؤُفٌ. ابن سيده: ورجل رَؤُفٌ ورؤوفٌ ورَأْفٌ؛ وقوله: وكان ذُو العَرْشِ بنا أَرافيْ إنما أَراد أَرأَفِيّاً كأَحْمَرِيّ، فأَبدل وسكَّنه على قوله: وآخذ منْ كلِّ حَيٍّ عُصُمْ

حفف (الصّحّاح في اللغة) [2]


قال الأصمعي: الحَفَّةُ: المنوالُ، وهو الخشبة التي يُلفّ عليها الحائكُ الثوب. قال: والذي يقال له الحَفُّ هو المِنْسَجُ. قال أبو سعيد: الحَفَّةُ: المِنوالُ ولا يقال له حَفٌّ، وإنما الحَفُّ المِنْسَجُ.
والحَفَّانُ: فِراخُ النَعامِ، الواحدة حَفّانَةٌ، الذكر والأنثى فيه سواء.
والحَفَّانُ أيضاً: الخَدَمُ. وإناءٌ حَفَّانٌ: بلغ الكيلُ حفافَيْهِ.
وحَفَّتِ المرأة وجهها من الشعر تَحُفَّهُ حَفَّاً وحفافاً، واحْتَفّتْ أيضاً. قال الأصمعي: الحَفَفُ: عيشُ سوءٍ وقلّةُ مالٍ. يقال: ما رُئِي عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ، أي أثرُ عَوَزٍ.
والاحْتِفافُ: أكلُ جميع ما في القدر.
والمِحَفَّةُ، بالكسر: مَرْكَبٌ من مراكب النساء كالهودج، إلا أنها لا تُقَبَّبُ كما تُقَبَّبُ الهوادج.
وحَفُّوا حوله يَحُفَّوَ حَفَّاً، أي أطافوا به واستداروا.
وقال الله تعالى: "وتَرى الملائكةَ . . . أكمل المادة حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرش. بالشيء يَحُفَّهُ كما يُحَفُّ الهودجُ بالثياب.
وكذلك التَحْفيفُ.
ويقال: مَنْ حَفَّنَا أو رَفَّنَا فليقتصدْ، أي من خَدَمنا أو تعطّف علينا وحاطنا.
وما لفلان حافٌّ ولا رافٌّ، وذهَبَ من كان يَحُفُّهُ وَيَرُفُّهُ.
وحَفَّتْهُمُ الحاجةُ تَحُفُّهُمْ، إذا كانوا محاويجَ.
وهم قومٌ مَحْفوفونَ.
وحَفَّ رأسهُ يَحفُّ بالكسر حُفوفاً، أي بَعُدَ عهده بالدُّهْنِ. قال الكميت يصف وتداً:
يُطيلُ الحُفوفَ فلا يَقْمَلُ      وأَشْعَثَ في الدار ذي لِمَّةٍ

وأَحْفَفْتُهُ أنا.
وحَفَّ الفرسُ أيضاً يَحِفُّ حَفيفاً، وأَحْفَفْتُهُ أنا، إذا حملتَه على أن يكون له حَفيفٌ، وهو دويُّ جَرْيِهِ.
وكذلك حَفيفُ جناح الطائر.
وحَفَّ شاربَه ورأسَه يَحُفُّ حَفَّاً، أي أَحْفاهُ.
وحِفافا الشيءِ: جانِباه.
ويقال: بقي من شَعره حِفافٌ، وذلك إذ صَلِع فبقيتْ من شعره طُرَّةٌ حولَ رأسه؛ والجمع أَحِفَّةٌ.

ظلل (الصّحّاح في اللغة) [2]


الظِلُّ معروف، والجمع ظِلالٌ.
والظِلالُ أيضاً: ما أظَلَّك من سحابٍ ونحوه.
وظِلُّ الليل: سوادُه. يقال: أتانا في ظل الليل قال ذو الرمّة:
في ظِلِّ أخضرَ يدعو هامَهُ البومُ      قد أُعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ

وهو استعارةٌ لأن الظِلَّ في الحقيقة إنَّما هو ضوء شعاع الشمس دون الشُعاع، فإذا لم يكن ضوءٌ فهو ظُلْمَةٌ وليس بِظِلٍّ.
وقولهم: ترك الظبي ظِلَّهُ، يُضرب مثلاً للرجل النَفورِ؛ لأنَّ الظبي إذا نَفَر من شيء لا يعودُ إليه أبداً.
وظِلٌّ ظَليلٌ: أي دائم الظِلِّ.
وفلان يعيش في ظِلِّ فلان، أي في كَنَفه.
والظُلَّةُ بالضم، كهيئة الصُفَّةِ.
وقرئ: "وفي ظُلَلٍ على الأرائك متّكئِون".
والظُلَّةُ أيضاً: أوّل سحابة تُظِلُّ.
و "عذابُ يوم الظُّلَّةِ" قالوا: غيمٌ تحته سمومٌ.
والمِظَلَّةُ . . . أكمل المادة بالكسر: البيت الكبير من الشَعَر. مُظَلَّلٌ من الظِلِّ.
وفي المثل: لكن على الأثَلاتِ لحمٌ لا يُظَلَّلُ، قاله بيهس في إخوته المقتولين لمَّا قالوا: ظَلِّلُوا لحمَ جَزورِكم.
والأظَلُّ: ما تحت مَنْسم البعير.
وأظَلَّ يومنا: إذا كانَ ذا ظِلٍّ.
وأظَلَّتْني الشجرة وغيرها، وأظَلَّكَ فلان إذا دنا منك كأنه ألقى عليك ظِلَّهُ. ثم قيل: أظَلَّك أمرٌ وأظَلَّك شهرُ كذا، أي دنا منك.
واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرَى بها.
وظَلِلْتُ أعمل كذا بالكسر ظُلولاً، إذا عملته بالنهار دون الليل.
وقول عنترة:
      ولقد أبيتُ على الطَوى وأظَلُّهُ.

أراد وأظَلُّ عليه.
والظَلَلُ: الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس.

قعط (لسان العرب) [2]


قعَطَ الشيءَ قَعْطاً: ضبطه.
والقَعْطُ: الشدَّةُ والتضْيِيقُ. يقال: قعَط فلان على غَرِيمه إِذا شدّد عليه في التقاضي.
وقعَط وثاقَه أَي شدَّه.
والقَعْطةُ المرّة الواحدة؛ قال الأَغلب العجلي: كَمْ بعدَها من وَرْطةٍ ووَرْطةِ، دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِي، ودافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِي ابن الأَعرابي: المِعْسَرُ الذي يُقَعِّطُ على غَرِيمه في وقت عُسْرته؛ يقال: قعَّط على غريمه إِذا أَلَحَّ عليه.
والقاعِطُ: المُضَيَّقُ على غريمه.
وفي نوادر الأَعراب: قَعَّطَ فلان على غريمه إِذا صاح أَعْلَى صياحِه، وكذلك جَوَّق وثَهِتَ وجَوَّرَ.
وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها: أَدارها على رأْسه ولم يَتَلحَّ بها، وقد نُهِيَ عنه.
وفي الحديث: أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ بالتلَحِّي ونهَى عن الاقْتِعاطِ؛ هو شدُّ العِمامة من . . . أكمل المادة غير إِدارة تحت الحنك. قال ابن الأَثير: الاقْتِعاطُ هو أَن يَعْتَمّ بالعِمامة ولا يجعل منها شيئاً تحت ذَقَنه.
وقال الزمخشري المِقْعَطةُ والمِقْعَطُ العِمامة منه، وجاء فلان مُقْتَعِطاً إِذا جاء متعمماً طابِقيّاً، وقد نُهِيَ عنها، ونحو ذلك قال الليث، ويقال: قَعَطْتُه قَعْطاً؛ وأَنشد: طُهَيّةُ مَقْعُوطٌ عليها العَمائمُ أَبو عمرو: القاعِطُ اليابِسُ.
وقعَط شعرُه من الحُفوفِ إِذا يَبِسَ.
والقَعْوَطةُ: تَقْويض البِناء مثل القَعْوَشةِ. الأَزهري: قَعْوَطُوا بُيوتهم إِذا قَوَّضُوها وجَوَّرُوها.
وأَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا ذَلَّلْتَه وأَهَنْتَه.
وقَعِطَ هو إِذا هانَ وذَلَّ.
والقَعْطُ: الكشْفُ.
وقد أَقْعَطَ القومُ عنه أَي انكشَفُوا.
وقَعط الدوابَّ يَقْعَطُها قَعْطاً وقَعَّطَها: ساقَها سَوْقاً شديداً.
ورجل قَعّاطٌ وقِعاطٌ: سوّاق عَنِيف شديد السَّوق.
وأَقْعَط في أَثره: اشتدَّ.
والقَعْطُ: الطرْدُ.
وهو يُقَعِّط الدوابّ إِذا كان عجولاً يسوقُها شديداً.
والقَعَّاط والمُقَعِّطُ: المُتكبّر الكَزُّ.
والقُعَيْطةُ: أُنثى الحَجل. الأَزهري: قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعضبِيّ شديد، قال: وكذلك قَرَب مُقَعَّطٌ.

عترس (لسان العرب) [2]


العَتْرَسَةُ: الغَصْب والغَلَبَة والأَخذ بشدِّة وعُنْفٍ وجَفاء وغِلْظَةٍ، وقيل: الغَلَبَةُ والأَخْذُ غَصْباً. يقال: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً.
وعَتْرَسَه مالَه، متعدّ إِلى مفعولين: غَصَبَهُ إِياه وقهره.
وعَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، وقيل: جذبه إِليها وضَغَطَهُ ضَغْطاً شديداً.
وفي حديث ابن عمر قال: سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لي ومعنا رجل يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عليه عُمَرَ وقلت: لقد أَردتُ أَن آتي به مَصْفُوداً، فقال: تأْتيني به مصفوداً تُعَتْرِسُه؟ أَي تَقْهَرُه من غير حُكْمٍ أَوجب ذلك؛ وقال الأَزهري في الحديث: إِن رجلاً جاء ْإلى عمر برجل قد كَتَفَهُ فقال: أَتُعَتْرِسُه؟ يعني أَتَقْهَرُه وتظلمه دون حُكْمِ حاكمٍ؛ قال شمر: وقد روي هذا الحرف مصحَّفاً عن عمر، فقال: قال عمر بغير بينة، وهي . . . أكمل المادة تصحيف تُعَتْرِسُه؛ قال: وهذا محال لأَنه لو أَقام عليه البينة لم يكن له في الحكم أَن يكتفه.
وفي حديث عبد اللَّه: إِذا كان الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السبع ورَبَّ العرش العظيم كُنْ لي جاراً من فلان.والعَتْرَسُ والعَتَرَّسُ والعِتْريسُ، كله: الضابط الشديد، وقيل: هو الجَبَّار الغَضْبان.
والعِتْريسُ والعَنْتَريسُ: الداهية.
والعِتْريسُ: الذَّكَرُ من الغِيلانِ، وقيل: هو اسم للشيطان.
والعَنْتَريسُ: الناقة الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشديدة الكثيرةُ اللحم الجواد الجريئة، وقد يوصف به الفرس؛ قال سيبويه: هو من العَتْرَسَةِ التي هي الشدة، لم يَحْكِ ذلك غَيْرهُ؛ قال الجوهري: النون زائدة لأَنه مشتق من العترسة. أَبو عمرو: يقال للديك العُتْرُسانُ والعِتْرِسُ، وقيل: العِتْرِسُ الرجل الحادِرٌ الخَلْقِ العظيمُ الجِْسمِ العَبْلُ المفاصلِ، ومثله العردس؛ قال العجاج: ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا عَصْباً، وإِن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا يقال: عَتْرَسَ أَخذ بجفاء وخُرْقٍ.
والعَنْتَريسُ: الشجاع؛ وأَنشد قول أَبي دُواد يصف فرساً: كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ، مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ والبُلْعُومِ وعنى بالبلعوم جَحْفَلَتَه، أَراد بياضاً سائلاً على جَحْفَلَتِه.

هذذ (لسان العرب) [2]


الهَذّ والهَذَذُ: سرعة القطع وسرعة القراءة؛ هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذًّا. يقال: هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا، ويهذُّ الحديث هذًّا أَي يَسْرُده؛ وأَنشد: كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حادّ.
وفي حديث ابن عباس: وقال له رجل: قرأْت المُفَصَّل الليلة، فقال: أَهَذًّا كَهذِّ الشعر؟ أَراد أَتَهُذُّ القرآن هَذًّا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر، ونصبه على المصدر.
وشَفْرَة هَذُوذٌ: قاطعة.
وسكين هذوذ: قَطَّاع.
وضرباً هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بعد هذّ، يعني قطعاً بعد قطع؛ قال الشاعر: ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا قال سيبويه: وإِن شاء حمله على أَن الفعل وقع في هذه الحال؛ وقول الشاعر:فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عليه سيَاعُه هذاذيْك حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فسره . . . أكمل المادة أَبو حنيفة فقال: هَذَاذَيْك هذًّا بعد هذّ أَي شرباً بعد شرب. يقول: باكر الدن مملوءاً وراح وقد فرّغه.
وتقول للناس إِذا أَردت أَن يكفُّوا عن الشيء: هذاذيكَ وهَجاجَيْك، على تقدير الاثنين؛ قال عبد بني الحسحاس:إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه، هذاذيك حتى ليس للبُرْدِ لابِسُ تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوب صاحبه دام الود بينهما وإِلا تهاجرا.
واهتذذت الشيء: اقتطعته بسرعة؛ قال ذو الرمة: وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه، قد اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ ويروى: قد احتز. يريد بعبد يغوثَ هذا عَبْدَ يَغُوثَ بن وقَّاص الحارثي ولم يقتل في المعركة، وإِنما قتل بعد الأَسر؛ أَلا تراه يقول: وتَضْحَكُ مني شَيخة عَبْشَمِيَّة، كأَنْ لم تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا الأَزهري: يقال حَجَازَيْك وهَذَاذيك؛ قال: وهي حروف خِلْقتها التثنية لا تغير.
وحجازيك: أَمره أَن يحجُز بينهم. قال: ويحتمل أَن يكون معناه كف نفسك. قال: وهذاذيك يأْمره أَن يقطع أَمر القوم.
وهذَّه بالسيف هذًّا: قطعه كهَذَأَهُ.
وسيف هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ: قطَّاع.
وقَرَبٌ هَذْهاذٌ: بَعيدٌ صَعْب.

من (الصّحّاح في اللغة) [2]


مَنْ اسمٌ لمن يصلُح أن يخاطب، وهو مبهَم غير متمكّن، وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة، كقوله تعالى: "ومِنَ الشياطينِ مَنْ يَغوصونَ له".
ولها أربعة مواضع: الاستفهام، نحو مَنْ عندك.
والخبر، نحو رأين مَنْ عندك.
والجزاء، نحو مَنْ يُكرِمُني أُكرِمه.
وتكون نكرةً موصوفةً، نحو مررت بمَنْ مُحْسِنٍ، أي بإنسانٍ مُحْسِنٍ.
وإذا جعلت مَنْ اسماً متمكِّناً شدَّدته لأنَّه على حرفين. كقول الراجز:
      حتَّى أنَخْناها إلى مَنٍّ ومَنْ

أي أبركناها إلى رجلٍ وأيِّ رجل يريد بذلك تعظيم شأنه.
و"مِنْ" بالكسر: حرفٌ خافضٌ، وهو لابتداء الغاية: كقولك: خرجت مِنْ بغدادَ إلى الكوفة.
وقد تكون للتبعيض كقولك: هذا الدرهم مِنْ الدراهم.
وقد تكون للبيان والتفسير، كقولك: لله درّك . . . أكمل المادة مِنْ رجلٍ! فتكون مِنْ مفسِّرةً للاسم المكنَّى في قولك درّك وترجمةً عنه.
وقوله تعالى: "ويُنَزِّلُ مِنَ السماءِ مِنْ جِبالٍ فيها مِنْ بَرَدٍ"، فالأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة للتفسير والبيان.
وقد تدخل مِنْ توكيداً لغواً كقولك: ما جاءني مِنْ أحدٍ، وويحَهُ مِنْ رجلٍ، أكَّدتهما بمِنْ.
وقوله تعالى: "فاجتنبوا الرِجْسَ مِنَ الأوثان"، أي فاجتنبوا الرِجْسَ الذي هو الأوثان.
وكذلك ثوبٌ مِنْ خَزٍّ.
وقال الأخفش في قوله تعالى: "وتَرى الملائكةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْش" وقوله تعالى: "ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ": إنَّما أدخل مِنْ توكيداً، كما تقول رأيت زيداً نفسه.
وتقول العرب: ما رأيته مِنْ سنةٍ، أي منذ سنة. قال تعالى: "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ على التَّقوى مِنْ أوَّلِ يومٍ".
وقال زهير:
أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومِنْ دَهْرِ      لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الحِـجْـرِ

وقد تكون بمعنى على، كقوله تعالى: "ونَصَرْناهُ مِنَ القوم"، أي على القوم.
وقولهم في القَسَمِ: مِنْ ربّي ما فعلتُ، فمِنْ حرف جرّ وضعت موضع الباء ههنا، لأنَّ حروف الجر ينوب بعضُها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى.
ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين، كما قال:
غير الذي قد يقال مِلْكَذَبِ      أبلغْ أبا دَخْتَنوسَ مَـأْلُـكَةً

حَفَّ (القاموس المحيط) [2]


حَفَّ رأسُهُ يَحِفُّ حُفوفاً: بَعُدَ عَهْدُه بالدُّهْنِ،
و~ الأرضُ: يَبِسَ بَقْلُهَا،
و~ سَمْعُه: ذَهَبَ كُلُّه،
و~ شارِبَهُ، ورأسَهُ: أحْفاهُمَا،
و~ الفرسُ حَفيفاً: سُمِعَ عندَ رَكْضِهِ صوتٌ،
و~ الأفْعَى: فَحَّ فَحيحاً، إلاَّ أنَّ الحَفيفَ من جِلْدِها، والفَحيحَ مِن فيها، وكذلك الطائِرُ،
و~ الشجرةُ: إذا صَوَّتَتْ،
و~ المرأةُ وَجْهَها من الشَّعَرِ تَحِفُّ حِفافاً، بالكسر، وحَفّاً قَشَرَتْهُ،
كاحْتَفَّتْ.
والحَفَّةُ: الكَرامَةُ التامَّةُ، وكورَةٌ غَرْبِيَّ حَلَبَ، والمِنْوَالُ يُلَفُّ عليه الثوبُ.
والحَفُّ: المِنْسَجُ، وَسَمَكَةٌ بَيْضاءُ شاكَةٌ.
والحَفَّانُ: فِراخُ النَّعامِ للذَّكَرِ والأُنْثَى، والواحدةُ: حَفَّانَةٌ، والخَدَمُ، والمَلآنُ من الأوانِي، أو ما بَلَغَ المَكيلُ حِفافَيْهِ.
وككتابٍ: الجانبُ، . . . أكمل المادة والأثَرُ،
وقد جاءَ على حِفافِه وحَفَفِهِ وحَفِّهِ، مفتوحتينِ: أثَرِهِ،
و~ : الطُّرَّةُ من الشَّعَرِ حَوْلَ رأسِ الأصْلَعِ،
ج: أحِفَّةٌ.
و{حافِّينَ من حَوْلِ العَرْشِ}: مُحْدِقينَ بأَحِفَّتِه، أي: جَوانِبه.
وسَويقٌ حافٌّ: غيرُ مَلْتُوتٍ.
وهو حافٌّ بَيِّنُ الحُفُوفِ: شديدُ الإِصابَةِ بالعَيْنِ.
و{حَفَفْنَاهُما بنَخْلٍ}: جَعَلْنَا النَّخْلَ مُطيفَةً بأَحِفَّتِهِما.
والحفَفُ، محرّكة،
والحُفُوفُ: عَيْشُ سُوءٍ، وقِلَّةُ مالٍ،
و~ من الأمر: ناحِيَتُه، والقصيرُ المُقْتَدِرُ.
والمِحَفَّةُ، بالكسر: مَرْكَبٌ للنساء كالهَوْدَجِ، إلا أنها لا تُقَبَّبُ.
وحَفَّهُ بالشيء، كَمدَّه: أحاطَ به،
وفي المَثَلِ: "مَن حَفَّنَا أو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ"، أي: مَن طافَ بنا، واعْتَنَى بأمرِنَا، وخَدَمَنَا، وَمَدَحَنَا، فلا يَغْلُوَنَّ، ومنه قولُهُم: مالَهُ حافٌّ ولا رافٌّ، وذَهَبَ مَنْ كانَ يَحُفُّهُ ويَرُفُّهُ.
وكشدَّادٍ: اللَّحْمُ اللَّيِّنُ أَسْفَلَ اللَّهاةِ.
وككُناسَةٍ: بَقِيَّةُ التِّبْنِ والقَتِّ.
وحَفَّتْهُمُ الحاجَةُ أي: هُمْ مَحاويجُ، وقومٌ مَحْفُوفُونَ.
وحَفْ حَفْ: زَجْرٌ للديكِ والدَّجاجِ.
وأحْفَفْتُه: ذكَرْتُهُ بالقَبِيحِ،
و~ رأسي: أبْعَدْتُ عَهْده بالدَّهْنِ،
و~ الفَرَسَ: حَمَلْتُهُ على أنْ يكونَ له حَفيفٌ، وهو دَوِيُّ جَوْفِهِ،
و~ الثَّوْبَ: نَسَجْتُه بالحَفِّ،
كحَفَّفْتُهُ.
وحَفَّفَ تَحْفِيفاً: جُهِدَ، وقَلَّ مالُهُ،
و~ حَوْلَهُ: حَفَّ،
كاحْتَفَّ.
واحْتَفَّ النَّبْتَ: جَزَّهُ،
و~ المَرْأةُ: أمَرَتْ مَنْ يَحُفُّ شَعَرَ وَجْهِهَا بِخَيْطَيْنِ.
واسْتَحَفَّ أمْوالَهُم: أخَذَهَا بِأَسْرِهَا.
وحَفْحَفَ: ضاقَتْ مَعيشتُهُ،
و~ جَناحُ الطائِرِ، والضَّبُعُ: سُمِعَ لَهُمَا صَوْتٌ.

عهم (لسان العرب) [2]


العَهَمانُ: التحيُّر والتردّد؛ عن كراع.
والعَيْهَمُ: السُّرْعة قوله «والعيهم السرعة» كذا في الأصل والمحكم.
وناقة عَيْهَمٌ: سريعة؛ قال الأَعشى: وكَوْرٍ عِلافيٍّ وقِطْعٍ ونُمْرُقٍ، ووَجْناءَ مِرْقالِ الهَواجِرِ عَيْهَمِ وناقةٌ عَيْهامَةٌ: ماضية.
وجَمَلٌ عَيْهَمٌ وعَيْهامٌ وعُياهِم: ماض سريع، وهو مثال لم يذكره سيبويه. قال ابن جني: أَما عُياهِم فحاكيه صاحب العين، وهو مجهول، قال: وذاكرت أَبا علي، رحمه الله، يوماً بهذا الكتاب فأَساء ثناءه، فقلت له: إن تصنيفه أَصح وأَمثل من تصنيف الجمهرة، فقال: أَرأَيت الساعة لو صَنَّف إنسان لغة بالتركية تصنيفاً جيداً، أَكانت تُعدُّ عربية؟ وقال كراع: ولا نظير لعُياهِم، والأُنثى عَيْهَمٌَ وعَيْهَمَة وعَيْهَمة وعَيْهومٌ وعَيْهامةٌ.
وقد عَيْهَمَتْ، وعَيْهَمَتُها: سُرعَتُها، وجمعها عَياهِيمُ؛ قال . . . أكمل المادة ذو الرمة: هَيْهاتَ خَرْقاءُ، إلاَّ أَن يُقَرِّبَها ذو العَرْشِ والشَّعْشعاناتُ العَياهِيمُ وقيل: العَيْهامةُ والعَيْهَمةُ الطويلةُ العنق الضَّخْمةُ الرأْس.
والعَياهِم: نجائب الإبل.
والعَياهِمُ: الشِّدادُ من الإبل، الوحد عَيْهَمٌ وعَيْهُومٌ.
والعَيْهَمُ: الشديد، وجَمَلٌ عَيْهامٌ كذلك، والعَيْهَمُ مِنَ النوق: الشديدة.
والعَيْهَمِيُّ: الضخم الطويل.
ويقال للفيل الذكر: عَيْهَمٌ.
وعَيْهَمانُ: اسم.
وعَيْهَمٌ: اسم موضع، وقيل: عَيْهَمٌ اسم موضع بالغَوْرِ من تهامة؛ قالت امرأَة من العرب ضربها أَهلها في هَوىً لها: أَلا لَيْتَ يَحيى، يَوْمَ عَيْهَمَ، زارَنا، وإنْ نَهِلَتْ مِنَّا السِّياطُ وعَلَّتِ وقال البُغَيْتُ الجُهَنِيُّ، والبغيت بباء موحدة مضمومة وغين معجمة وتاء مثناة: وَنَحْنُ وقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً، غَداةَ التَقَيْنا بَيْنَ غَيْقٍ فَعَيْهَما وقال العجاج: وللشآمِينَ طَريقُ المُشْئِمِ، وللْعِرافيِّ ثَنايا عَيْهَمِ كأنَّ عَيْهَماً اسم جبل بعينه.
والعَيْهَمانُ: الرجل الذي لا يُدْلِجُ ينام على ظَهْرِ الطريق؛ وقال: وقد أُثيرُ العَيْهَمانَ الراقِدا والعَيْهُومُ: الأَديمُ الأَملس؛ وأَنشد لأَبي دُواد: فَتَعَفَّتْ بَعْدَ الرَّبابِ زَماناً، فَهْيَ قَفْرٌ، كأَنها عَيْهُومُ وقيل: شَبَّه الدار في دُرُوسها بالعَيْهَم من الإبل، وهو الذي أَنضاه السير حتى بَلاَّه كما قال حميد بن ثور: عَفَتْ مِثْلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ، وأَصْبَحَتْ بها كِبْرِياءُ الصَّعْبِ، وهي رَكُوب ويقال للعين العَذْبة: عَيْن عَيْهَم، وللعين المالحة: عَيْن زَيْغَم (* قوله «زيغم» هكذا في الأصل والتهذيب).

ضأل (لسان العرب) [2]


الضَّئِيلُ: الصغير الدَّقيق الحَقير.
والضِّئِيل: النَّحيف، والجمع ضُؤَلاء وضِئالٌ؛ قال النابغة الجعدي: لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّا لُون، يَوْمَ الخِطابِ، للأَثقال والأُنثى ضَئيلةٌ، وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل؛ قال أَبو خِراش: وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً تَضالَ لها جِسْمي، ورَقَّ لها عَظْمي أَراد تَضاءَل فحذف، وروى أَبو عمرو تَضاءلْ لها، بالإِدْغام (* قوله «بالادغام» زاد في المحكم: وهذا بعيد لأَنه لا يلتقي في شعر ساكنان) والمُضْطَئلُ: الضَّئيل؛ قال: رأَيتُك يا ابنَ قُرْمَةَ حين تَسْمو، مع القَرِمَيْن، تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحدف وأَوْصَل، وفي التهذيب: مُضْطَئِل المقام.
وضاءَل شَخْصَه: صَغَّره؛ قال زهير: فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ، جاء غُلامُنا يَدِبُّ ويُخْفي . . . أكمل المادة شَخْصَه، ويُضائِلُه وتَضاءَلَ الرجلُ: أَخْفى شخصَه قاعداً وتَصاغَر.
وفي الحديث: إِن العَرْش على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ من خشية الله حتى يَصير مثل الوَصَع؛ يريد يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً. أَبو زيد: ضَؤُلَ رأْيُه ضَآلةً إِذا صَغُر وفالَ رَأْيُه.
ورجل مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ؛ وقال العُجَير السَّلولي، وقيل زينب أُخت يزيد بن الطَّثَرِيَّة: فَتىً قُدَّ السَّيفِ لا مُتضائلٌ، ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُهْ وقال مالك بن نُوَيرة: نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا، وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَي دَقيقٌ.
ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نحيف.
وتَضاءَلَ الشيءُ إِذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بعض.
وفي حديث عمر: قال للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلاً شَخيتاً.
وفي حديث الأَحْنَف: إِنَّك لضَئيلٌ أَي نحيف ضعيف.
واستعمل أَبو حنيفة التَّضاؤل في البَقْل فقال: إِن الكُرُنْبَ إِذا كان إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها وذَلَّ وساءت حالُه.
وهو عليه ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ.
وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إِذا عِيب به؛ وأَنشد ابن جني: أَنا أَبو المِنْهالِ، بَعْضَ الأَحْيان، ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُؤْلان أَراد بضئيل أَي القائم مقامَه والمُغْنِي غَناءَه، وأَعْمَل في الظرف معنى التشبيه أَي أُشْبِهُ أَبا المنهال في بعض الأَحيان، وأَنا مثل أَبي المِنْهال. أَبو منصور: ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إِذا قالَ رَأْيُه، وضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر.
وقال الليث: الضَّئيل نعت للشيء في ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته، وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئيلُون، والأُنثى ضَئيلة.
والضُّؤُولة: الهُزال. الجوهري: رَجُلٌ ضَئيل الجسم إِذا كان صغير الجسم نحيفاً.
والضَّئيلة: الحَيَّة الدقيقة. المحكم: الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى.
والضَّئيلة: اللَّهاة؛ عن ثعلب.

حمل (الصّحّاح في اللغة) [2]


حَمَلْتُ الشيء على ظهري أَحْمِلُهُ حَمْلاً.
ومنه قوله تعالى: "فإنَّه يَحْمِلُ يومَ القيامة وِمْراً. خالدينَ فيه وساءَ لهم يومَ القيامة حِمْلاً"، أي وِزْراً.
وحَمَلَتِ المرأة والشجرُ حَمْلاً.
ومنه قوله تعالى: "حَمَلَتْ حَمْلاً خفيفاً". قال ابن السكيت: الحَمْلُ ما كان في بطنٍ أو على رأس شجرةٍ.
والحِمْلُ بالكسر: ما كان على ظهرٍ أو رأسٍ. يقال: امرأة حامِلٌ وحامِلَةٌ، إذا كانت حُبْلى. فمن قال حامِلٌ قال هذا نعتٌ لا يكون إلا للإناث.
ومن قال حامِلَةٌ بناء على حَمَلَتْ فهي حامِلَةٌ.
وأنشد الشَيباني لعمرو بن حسَّان:
أنى ولكلِّ حامِلَةٍ تمـامُ      تَمَخَّضَتِ المَنونُ له بيومٍ

فإذا حملَتْ شيئاً على ظهرها أو على رأسها فهي حامِلَة لا غير.
وذكر ابن دريد . . . أكمل المادة أن حَمْلَ الشجر فيه لغتان: الفتحُ والكسر.
والحَمَلَةُ بالتحريك: جمع الحامِلِ، يقال هم حَمَلَةُ العرش وحَمَلَةُ القرآن.
وحَمَلَ عليه في الحرب حَمْلَةً. قال أبو زيد: يقال حَمَلْتُ على بني فلان، إذا أَرَّشْتَ بينهم.
وحَمَلَ على نفسه في السير، أي جَهَدَها فيه.
وحَمَلْتُ به حَمَالَةً بالفتح، أي كَفَلتُ.
وحَمَلْتُ إدْلاَلَهُ واحْتَمَلْتُ، بمعنىً. قال الشاعر:
لَعَمْرُ أبيها إنَّنـي لَـظَـلـومُ      أَدَلَّتْ فلم أَحْمِلُ وقالت فلم أُجِبْ

 والحَمَلُ: البَرَقُ، والجمع الحُمْلانُ.
والحَمَلُ: أوَّلُ البروج.
وأَحْمَلْتُهُ، أي أَعَنْتُهُ على الحَمْلِ.
وأَحْمَلَتِ الناقةُ فهي مُحْمِلٌ، إذا نزل لبنُها من غير حَبَلٍ، وكذلك المرأة.
واسْتَحْمَلْتُهُ، أي سألته أن يَحْمِلَني.
وحَمَّلْتُهُ الرسالة، أي كلّفته حَمْلَها.
وتَحَمَّلَ الحَمالَةَ، أي حَمَلَها.
وتَحَمَّلوا واحْتَمَلوا بمعنىً، أي ارْتَحَلوا.
وتَحَامَلَ عليه، أي مال.
وتَحامَلْتُ على نفسي، إذا تكلّفتَ الشيءَ على مشقّة.
والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً. تقول في المكان: هذا مُتَحامَلُنا.
وتقول في المصدر: ما في فلان مُتَحامَلٌ، أي تَحامُلٌ.
ويقال: ما على فلان مَحْمَلٌ، أي مُعتَمَدٌ.
والمَحْمِلُ أيضاً: واحد مَحَامِلِ الحاجّ.
والمِحْمَلُ: عِلاقةُ السيف.
والحَمالَةُ بالفتح: ما تَتَحَمَّلُهُ عن القوم من الدية أو الغَرامَة.
والحِمالَةُ أيضاً: عِلاقة السَيف، مثل المِحْمَلِ، والجمع الحَمائِلُ، هذا قول الخليل.
وقال الأصمعي: حَمائِلُ السيف لا واحدَ لها من لفظها، وإنما واحدها مِحْمَلٌ.
والحَمولَةُ بالفتح: الإبل التي تَحمِل، وكذلك كل ما احتَمَلَ عليه الحيُّ من حمارٍ أو غيره، سواء كانت عليه الأَحْمالُ أو لم تكن.
والحُمولَةُ بالضم: الأَحْمالُ.
وأما الحُمول بالضم فلا هاء، فهي الإبل التي عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يَكُنْ. عن أبي زيد.
والحَميلُ: الذي يُحْمَلُ من بلدِه صغيراً ولم يولَدْ في الإسلام.
والحَميلُ: ما حَمَلَهُ السيلُ من الغُثاء.
والحَميلُ: الكفيلُ.
والحَميلُ: الدَعِيُّ. قال الكميت يعاتب قضاعة في تحوُّلهم إلى اليمن:
ولا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةَ الحَميلِ      عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْرٍ

قير (لسان العرب) [2]


القيرُ والقارُ: لغتان، وهو صُعُدٌ يذابُ فيُسْتَخْرَجُ منه القارُ وهو شيء أَسود تطلى به الإِبل والسفن يمنع الماء أَن يدخل، ومنه ضرب تُحْشَى به الخَلاخيل والأَسْوِرَةُ.
وقَيَّرْتُ السفينةَ: طليتها بالقارِ، وقيل: هو الزِّفت؛ وقد قَيَّرَ الحُبَّ والزِّقَّ، وصاحبه قَيَّارٌ، وذكره الجوهري في قور.
والقارُ: شجر مُرٌّ؛ قال بِشْرُ بنُ أَبي خازم: يَسُومونَ الصَّلاحَ بذات كَهْفِ، وما فيها لهم سَلَعٌ وقارُ وحكى أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي: هذا أَقْيَرُ من ذلك أَي أَمَرُّ.
ورجل قَيُّورٌ: خامل النَّسَب.
وقَيَّارٌ: اسم رجل وهو أَيضاً اسم فرس؛ قال ضابِئٌ البُرْجُمِيُّ: فمن يَكُ أَمْسَى بالمدينة رَحْلُه، فإِني ، وقَيَّاراً بها ، لغَرِيبُ وما عاجلاتُ الطير تُدْني من . . . أكمل المادة الفَتى نَجاحاً ، ولا عن رَيْثِهِنَّ نَحِيبُ ورُبَّ أُمورِ لا تَضِيرُك ضَيْرَةً، وللْقلب من مَخْشاتهنَّ وَجِيبُ ولا خَيْرَ فيمن لا يُوَطِّنُ نَفْسَهُ على نائباتِ الدَّهْرِ ، حينَ تَنُوبُ وفي الشَّكِّ تَفْريطٌ وفي الحزْمِ قُوَّةٌ ويُخْطِئُ في الحَدْسِ الفَتى ويُصِيبُ قوله: وما عاجلات الطير يريد التي تُقَدَّمُ للطيران فَيَزْجُرُ بها الإِنسانُ إذا خَرَجَ وإن أَبطأَت عليه وانتظرها فقد راثَتْ، والأَول عندهم محمود والثاني مذموم؛ يقول: ليس النُّجْحُ بأَن تُعَجِّلَ الطيرُ وليس الخَيْبَةُ في إبطائها. التهذيب: سمي الفرس قيَّاراً لسواده. الجوهري: وقَيَّار قيل اسم جمل ضابئ بن الحرث البُرْجُمِيِّ؛ وأَنشد: فإني وقَيَّارٌ بها لَغَريبُ قال: فيرفع قَيَّارٌ على الموضع، قال ابن بري: قَيّار قيل هو اسم لجمله، وقيل: هو اسم لفرسه؛ يقول: من كان بالمدينة بيته ومنزله فلست منها ولا لي بها منزل، وكان عثمان، رضي الله عنه، حَبَسهُ لفِرْيَة افترَاها وذلك أَنه استعار كلباً من بعض بني نَهْشَل يقال له قرْحانُ، فطال مكثه عنده وطلبوه، فامتنع عليهم فعَرَضُوا له وأَخذوه منه، فغضب فرَمَى أُمَّهم بالكلب، وله في ذلك شعر معروف، فاعْتَقَله عثمانُ في حبسه إلى أَن مات عثمان، رضي الله عنه، وكان هَمَّ بقتل عثمان لما أَمر بحبسه؛ ولهذا يقول: هَمَمْتُ ، ولم أَفْعَلْ ، وكِدْتُ ولَيْتَني تَرَكْتُ على عثمانَ تَبْكِي حَلائِلُهْ وفي حديث مجاهد: يَغْدُو الشيطانُ بقَيْرَوانِه إلى السُّوق فلا يزال يهتز العرش مما يَعْلَم اللهُ ما لا يَعْلَم؛ قال ابن الأَثير: القَيْرَوان معظمُ العسكرِ والقافِلة من الجماعة، وقيل: إِنه مُعَرَّب «كارَوان» وهو بالفارسية القافلة، وأَراد بالقَيْرَوانِ أَصحابَ الشيطان وأَعوانه، وقوله: يعلم الله ما لا يعلم يعني أَنه يحمل الناس على أَن يقولوا يعلم الله كذا لأَشياءِ يعلم الله خلافها، فينسبون إلى الله علم ما يعلم خلافَه، ويعلم اللهُ من أَلفاظ القَسَم.

زلخ (لسان العرب) [2]


الزَّلْخُ: رَفْعُك يدك في رمي السهم إِلى أَقصى ما تَقدر عليه تريد بُعْدَ الغَلْوَةِ؛ وأَنشد: من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غال الأَزهري: وسئل أَبو الدُّقَيْش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال: الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي.
والزَّلْخ: غَلْوَةُ سَهْمٍ؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رمي السهم، حرف لم أَسمعه لغيره؛ قال: وأَرجو أَن يكون صحيحاً.
وزَلِخَتِ الإِبلُ (* قوله «وزلخت الابل إلخ» بابه فرح كما في القاموس). تَزْلَخُ زَلَخاً: سمنت.
وعَنَقٌ زَلاَّخٌ: شديد؛ قال: يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ بِدَلَجٍ، وعَنَقٍ زَلاَّخِ وناقة زَلُوخٌ: سريعة.
وقال خليفة الضبِّابيّ: الزَّلَجَانُ والزَّلخَان في المشي التَّقَدُّم في السُّرْعَة.
والزَّلْخُ: المَزَلَّة (* قوله «والزلخ المزلة» . . . أكمل المادة بسكون اللام وكسرها كما في القاموس). تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ.
وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ: طويلة بعيدة.
ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ: ملساء أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فيها من قام عليها؛ وقال الشاعر: كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ زَلُوخِ النَّواحِي، عَرْشُها مُتَهَدِّمُ وبئر زلوخ وزَلُوجٌ: وهي المُتَزَلِّقَة الرأْس؛ ومكان زَلِخٌ، بكسر اللام، ويقال: زَلْخٌ، ومقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَي دَخْضٌ مَزِلَّة، وصف بالمصدر، ومَزِلَّة زَلْخٌ. كذلك؛ قال: قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زيد: زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ؛ قال الشاعر: فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دِوني، غَداةَ الشِّعْبِ في زَلْخِ المقَامِ وزَلَخ رأْسَه (* قوله «وزلخ رأسه» بابه ضرب كما في القاموس). زَلْخاً: شَجَّه؛ هذه عن كراع.
والزُّلَّخَة، بتشديد اللام: وجع يَعْرِضُ في الظهر؛ وقال ابن سيده: هو داء يأْخذ في الظهر والجنب؛ قال: كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَه، لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة: مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ منها الصبيان؛ وأَنشد أَبو عمرو: وصِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا، وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخا قال أَبو الهيثم: اعْتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأَعرابيةُ فزارها أَبو عبيدة وقال لها: عَمَّ كانت عِلَّتُكِ؟ فقالت: كنت وَحْمَى سَدِكَةً، فَشَهِدْتُ مأْدُبة، فأَكلتُ جُبْجُبَة، من صَفِيفٍ هِلَّعَة، فاعْتَرَتْني زُلَّخة؛ قلنا لها: ما تقولين يا أُم الهيثم؟ فقالت: أَوَللناس كلامان؟ وفي الحديث: إِن فلاناً المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فلم يَشْعُرْ به إِلا وهو قائم على رأْسه ومعه السيف، فقال: اللهم اكْفِنِيه بما شئت فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بين كتفيه ونَدَر سيفُه؛ يقال: رمى اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة، بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها، وهو وجع يأْخذ في الظهر لا يتحرّك الإِنسان من شدته، واشتقاقها من الزَّلْخِ، وهو الزَّلْقُ ويروى بتخفيف اللام؛ قال الخطابي: ورواه بعضهم فَزُلِجَ بين كتفيه، بالجيم، قال: وهو غلط.
وكانت صاحبةُ يوسف الصِّدِّيق، عليه السلام، تسمى زَلِيخا فيما زعم المفسرون.

فحص (لسان العرب) [2]


الفَحْصُ: شدةُ الطلب خِلالَ كل شيء؛ فَحَص عنه فَحْصاً: بَحَثَ، وكذلك تفَحّصَ وافْتَحَصَ.
وتقول: فَحَصْت عن فلان وفَحَصْت عن أَمرِهِ لأَعْلَمَ كُنْهَ حالهِ، والدجاجة تَفْحَصُ برجْلَيها وجناحيها في التراب تتخذ لنفسها أُفْحُوصةً تبيض أَو تَجْثِمُ فيها.
ومنه حديث عمر: إِنّ الدُّجاجة لتَفْحَصُ في الرمادِ أَي تَبْحَثُه وتتمرّغُ فيه.
والأُفْحُوص: مَجْثَمُ القَطاة لأَنها تَفْحَصُه، وكذلك المفْحَصُ؛ يقال: ليس له مَفْحَصُ قطاة؛ قال ابن سيده: والأُفْحوصُ مَبِيصُ القطا لأَنّها تَفْحَص الموضع ثم تبيض فيه، وكذلك هو للدجاجة؛ قال الممزَّق العبدي:وقد تَخِذَتْ رِجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ قال الأَزهري: أَفاحيصُ القطا التي تُفَرِّخ فيها، ومنه اشتقَّ قول أَبي بكر، رضي اللّه . . . أكمل المادة عنه: فحَصُوا عن أَوْساطِ الرُّؤوس أَي عَمِلُوها مثلَ أَفاحيص القَطا.
ومنه الحديث المرفوع: مَنْ بَنَى للّه مسجداً ولو كمَفْحَص قَطاة بَنى اللّه له بَيْتاً في الجنة، ومَفْحَصُ القطاة: حيث تُفَرِّخ فيه من الأَرض. قال ابن الأَثير: هو مَفْعَل من الفَحْص كالأُفْحُوصِ وجمعه مَفاحِصُ.
وفي الحديث: أَنه أَوْصَى أُمَراءَ جيش مُوتةَ: وستَجِدونَ آخَرِينَ للشيطان في رؤوسهم مَفاحِصُ فافْلِقُوها بالسيوف أَي أَن الشيطان قد اسْتَوْطَنَ رؤوسَهم فجعلها له مفَاحِصَ كما تَسْتَوْطِن القطا مفَاحِصَها، وهو من الاستعارات اللطيفة لأَن من كلامهم إِذا وصفوا إِنساناً بشدة الغَيّ والانهماك في الشر قالوا: قد فَرَّخ الشيطان في رأْسه وعشَّشَ في قلبه، فذهب بهذا القول ذلك المذهب.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: وسَتَجِدُ قوماً فَحصوا عن أَوساط رؤُوسهم الشعَرَ فاضْرِبْ ما فَحصوا عنه بالسيف، وفي الصحاح: كأَنهم حلَقُوا وسطها وتركوها مثلَ أَفاحِيص القطا. قال ابن سيده: وقد يكون الأُفْحوص للنعام.
وفَحص للخُبْزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً: عَمِلَ لها موضعاً في النار، واسم الموضع الأُفْحوص.
وفي حديث زواجِه بزينب ووليمتِه: فُحِصَتِ الأَرضُ أَماحِيصَ أَي حُفِرَت.
وكلُّ موضعٍ فُحِصَ أُفْحُوصٌ ومَفْحَصٌ؛ فأَما قول كعب بن زهير: ومَفْحَصُها عنها الحَصَى بِجِرانِها، ومَثْنَى نواجٍ، لم يَخُنْهُنَّ مَفْصِل فإِنما عنى بالمَفْحَص ههنا الفحْصَ لا اسم الموضع لأَنه قد عدّاه إِلى الحصى، واسمُ الموضع لا يتعدى.
وفَحَص المطرُ الترابَ يَفْحَصُه: قَلَبه ونَحَّى بعضَه عن بعض فجعله كالأُفْحُوصِ.
والمطرُ يَفْحَصُ الحصى إِذا اشتدَّ وقْعُ غَيْثِه فقَلَبَ الحَصَى ونحَّى بعضَه عن بعض.
وفي حديث قُسٍّ: ولا سمِعْتُ له فَحْصاً أَي وَقْعَ قدَمٍ وصوتَ مَشْيٍ.
وفي حديث كعب: إِن اللّه بارَكَ في الشأْم وخَصَّ بالتقْديس من فَحْصِ الأُرْدُنِّ إِلى رَفَحَ؛ الأُرْدُنُّ: النهر المعروف تحت طَبَرِيَّةَ، وفَحْصُه ما بُسِطَ منه وكُشِفَ من نواحيه، ورَفَحُ قرية معروفة هناك.
وفي حديث الشفاعة: فانطَلَقَ حتى أَتى الفَحْصَ أَي قُدَّامَ العرش؛ هكذا فسر في الحديث ولعله من الفَحْص البَسْط والكَشْف.
وفَحص الظَّبْيُ: عدَا عدْواً شديداً، والأَعْرَفُ مَحَصَ.
والفَحْصُ: ما استوى من الأَرض، والجمع فُحُوص.
والفَحْصَةُ: النُّقْرَةُ التي تكون في الذَّقَنِ والخدَّينِ من بعض الناس.
ويقال: بينهما فِحاصٌ أَي عَداوةٌ.
وقد فاحَصَني فلان فِحَاصاً: كأَنَّ كل واحد منهما يَفْحَصُ عن عيب صاحبه وعن سِرِّه.
وفلان فَحِيصِي ومُفاحِصِي بمعنى واحد.

الكَرَمُ (القاموس المحيط) [2]


الكَرَمُ، محرَّكةً: ضِدُّ اللُّؤْم، كَرُمَ، بضم الراءِ، كرامةً وكرَماً وكَرَمَةً، محرَّكَتَيْنِ، فهو كريمٌ وكريمَةٌ وكِرْمَةٌ، بالكسر، ومُكْرَمٌ ومُكْرَمَةٌ وكُرامٌ، كغُرابٍ ورُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ
ج: كُرماءُ وكِرامٌ وكَرائِمُ.
وجَمْعُ الكُرَّامِ: الكُرَّامونَ،
ورجلٌ كَرَمٌ، محرَّكةً: كريمٌ، للواحِدِ والجمعِ.
وكَرَماً، أي: أدامَ الله لَكَ كَرَماً.
ويا مَكْرُمانُ: للكرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ.
وكارَمَهُ فكَرَمَهُ، كنَصَرَهُ: غَلَبَهُ فيه.
وأكْرَمَهُ وكَرَّمَهُ: عظَّمَهُ، ونَزَّهَه.
والكريمُ: الصَّفُوحُ.
ورجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ للناسِ.
ولَهُ عَلَيَّ كَرامةٌ، أي: عَزازةٌ.
واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَهُ كرِيماً، أو وجَدَهُ كرِيماً.
وافْعَلْ كذا وكَرامةً لك، بالفتح، وكُرْماً وكُرْمَةً وكُرْمَى وكُرْمَةَ عَيْنٍ وكُرْماناً، بضمِّهِنَّ، ولا تُظْهِرْ له فِعْلاً.
وتَكَرَّمَ عنه،
وتَكارَمَ: تَنَزَّهَ.
والمَكْرُمُ والمَكْرُمة، بضم رائِهِما،
والأكْرومَةُ، بالضم: فِعْلُ . . . أكمل المادة الكَرَمِ.
وأرضٌ مَكْرُمَةٌ وكَرَمٌ، محرَّكةً: كرِيمةٌ طَيِّبَةٌ.
وأرضٌ وأرْضانِ وأرضونَ كَرَمٌ.
والكَرْمُ: العِنَبُ، والقِلادَةُ، وأرضٌ مُنَقَّاةٌ من الحجارةِ، وَنوْعٌ من الصِّياغةِ في المَخانِقِ.
أو بناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كان يُتَّخَذُ في الجاهليَّةِ
ج: كُرومٌ،
وبالتحريكِ: ع.
وكسَكْرَى: ة بتَكْريتَ.
وكَرَّمَ السَّحابُ تَكْريماً، وتُضَمُّ كافُه: كثُرَ ماؤُهُ.
وكَرْمانُ، وقد يُكْسَرُ أو لَحْنٌ: إِقْليمٌ بين فارِسَ وسجِسْتانَ،
ود قُرْبَ غَزْنَةَ (ومَكْرانَ).
والكَرْمةُ: ع،
وة بِطَبَسَ، ورأسُ الفَخِذِ المُسْتدِيرُ، وبالضم: ناحيةٌ باليمامةِ.
والكَرامةُ: طَبَقُ رأسِ الحُبِّ، وجَدُّ محمدِ بنِ عُثْمانَ شَيْخِ البُخارِيِّ، وابنُ ثابِتٍ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِه.
والكَريمانِ: الحَجُّ والجِهادُ،
ومنه: "خيرُ الناسِ مُؤْمِنٌ بين كريمَيْنِ"، أو مَعناهُ بين فَرَسَيْنِ يَغْزو عليهما، أو بعيرَيْنِ يَسْتَقِي عليهما.
وأبَوانِ كَريمانِ: مُؤْمِنانِ.
وكَريمَتُكَ: أنْفُكَ، وكُلُّ جارحةٍ شَريفةٍ، كالأُذُنِ واليدِ.
والكريمتانِ: العَيْنانِ،
وسَمَّوْا: كَرَماً، كجَبلٍ وكِتابٍ وعَزيزٍ وزُبَيْرٍ وسَفينةٍ ومُعَظَّمٍ،
ومُكْرَمٍ.
ومحمدُ بنُ كَرَّامٍ، كشَدَّادٍ: إمام الكَرَّاميَّةِ القائلُ بأنَّ مَعْبودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأنه جَوْهَرٌ، تعالى اللّهُ عن ذلك.
والتَّكْرِمةُ: التَّكْريمُ، والوِسادَةُ.
وكِرْمانِيُّ بنُ عَمْرٍو، بالكسر: محدِّثٌ.
وكرُمَتْ أرْضُه، بضم الراءِ: دَمَلَها فَزَكا زَرْعُها.
وكُرَمِيَّةُ، بالضم وفتح الراءِ: ة.
وكَرَمِينِيَّةُ وتُخَفَّفُ،
أو كَرْمِينَةُ: د ببُخاراءَ.
وأكْرَمَ: أتى بأولادٍ كِرامٍ.
و{رزْقاً كريماً}: كثيراً.
و{قولاً كريماً}: سَهْلاً لَيِّناً.
وفي الحديثِ: "لا تُسَمُّوا العنبَ الكَرْمَ، فإنما الكَرْمُ الرجلُ المُسْلِمُ" وليس الغَرَضُ حقيقةَ النَّهْيِ عن تَسْمِيته كَرْماً، ولكنه رَمْزٌ إلى أن هذا النَّوْعَ من غيرِ الأناسِيِّ المُسَمَّى بالاسم المُشْتَقِّ من الكَرَمِ، أنْتُم أحِقَّاءُ بأن لا تُؤَهِّلُوهُ لهذه التَّسْميةِ غَيْرَةً للمُسْلِمِ التَّقِيِّ أن يُشارَكَ فيما سَمَّاهُ اللُّه تعالى، وخَصَّهُ بأن جعلَه صِفَتَه، فضْلاً أن تُسَمُّوا بالكَريم من ليس بمُسْلمٍ. فكأنه قال: إن تَأتَّى لكم أن لا تُسَمُّوه مَثَلاً باسمِ الكَرمِ، ولكن بالجَفْنَةِ أو الحَبَلةِ، فافْعَلوا.
وقولهُ: "فإِنما الكرْمُ"، أي: فإِنما المُسْتَحِقُّ للاسمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ المُسْلِمُ.

وعل (لسان العرب) [1]


الوَعْلُ والوَعِلُ: الأُرْوِيُّ. قال ابن سيده: الوَعِل والوُعِلُ جميعاً تَيْس الجبل؛ الأَخيرة نادرة، وفيه من اللغات ما يَطَّرِد في هذا النَّحْوِ. قال الليث: ولغة العرب وُعِلٌ، بضم الواو وكسر العين، من غير أَن يكون ذلك مطَّرِداً لأَنه لم يجئ في كلامهم فُعِلٌ اسماً إِلاَّ دُئلٌ، وهو شاذ؛ قال الأَزهري: وأَما الوُعِلُ فما سمعته لغير الليث، والجمع أَوْعالٌ ووُعُولٌ ووُعُلٌ ووَعِلةٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع، والإِنثى وَعِلة بلفظ الجمع، ومَوْعَلةٌ اسم جمع، ونظيره مفْدَرةٌ، وهي الوُعُولُ أَيضاً.
والأَوْعالُ والوُعُول: الأَشرافُ والرؤُوس يشبَّهون بالأَوْعال التي لا تُرى إِلا في رؤوس الجبال.
وفي الحديث: لا تَقومُ الساعةُ حتى تَهْلِك الأَوْعال، يعني الأَشراف.
ويقال لأَشراف الناس . . . أكمل المادة الوُعُول، ولأَراذِلِهم التُّحُوت.
وفي حديث أَبي هريرة: لا تَقوم الساعة حتى تَعْلُوَ التُّحُوتُ وتَهْلِك الوُعُول، وروي مرفوعاً مثله؛ قال الجوهري: أَي يَغْلب الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوِياءَهم.
وقد اسْتَوْعَلتِ الأَوْعال إِذا ذهبَتْ في قُلَلِ الجبال؛ قال ذو الرمة: ولو كَلَّمَتْ مُسْتَوْعِلاً في عَمَايةٍ، تَصَبَّاهُ من أَعْلَى عَمَايةَ قِيلُها يعني وَعِلاً مُسْتَوْعِلاً في قُلَّة عَمَايةَ، وهو جبَل.
وفي الحديث في تفسير قولهِ: ويَحْمِلُ عَرْشَ ربِّك فَوْقَهم يَومئذٍ ثمانيةٌ، قيل: ثمانيةُ أَوْعالٍ أَي ملائكة على صورة الأَوْعالِ.
وفي حديث ابن عباس: في الوَعِل شاةٌ يعني إِذا قَتله المُحْرِم.
وما لي عنه وَعْلٌ ووَعْيٌ أَي ما لي منه بُدٌّ.
وقال الفراء: ما لي عنه وَغْلٌ، بالغين معجمةً، أَي لَجَأٌ.
والوَعْلُ، خفيف: بمنزلة بُدّ.
وهمْ علينا وَعْلٌ واحد، بالتسكين، أَي ضِلَع واحد أَي مجتمِعون علينا بالعداوة.
والوَعْلُ: المَلْجَأُ، واسْتَوْعَل إِليه. يقال: ما وَجد وَعْلاً ولا وَغْلاً يَلْجَأُ إِليه أَي مَوْئلاً يَئِل إِليه؛ قال ذو الرمة: حتى إِذا لم يَجِدْ وَعْلاً ونَجْنَحَها، مَخافةَ الرَّمْيِ، حتى كُلُّها هِيمُ وقال الخليل: معناه لم يَجِدْ بُدًّا، وأَنشد الفراء هذا البيت بالغين المعجمة؛ قال ابن بري: الضمير في قوله حتى إِذا لم يَجِدْ وَعْلاً يعود على عَيْرٍ تقدم ذكره؛ ومثله للقُلاخ: إِني إِذا ما الأَمْرُ كان مَعْلا، ولم أَجِدْ من دُونِ شَرٍّ وَعْلا وتَوَعَّلْت الجبل: عَلَوْته مثل تَوَقَّلْت.
وذُو أَوْعالٍ وذات أَوْعالٍ، كلاهما: موضع، وقيل: هي هَضْبةٌ.
وأُمُّ أَوْعال: موضع؛ قال العجاج: وأُمُّ أَوْعالٍ كَهَا أَو أَقْرَبَا، ذاتَ اليَمِينِ، غير ما إِنْ يَنْكَبَا سميت بذلك لاجتماع الوُعُول إِليها.
والوَعْلةُ: الموضع المَنِيعُ من الجبل، وقيل: صخْرةٌ مُشْرِفةٌ على الجبل، وقيل: الصَّخْرة المشرِفة من الجبل.
ويقال لعُرْوة القميص الوَعْلةُ، ولِزِرِّه الزِّيرُ.
ووَعْلةُ القَدَح: عُرْوَتُه التي يُعَلَّق بها، وكذلك الإِبْريق.
ووعْلةُ: اسم شاعر من جَرْم؛ قال ابن سيده: ووَعْلة اسم رجل سمِّي بأَحد هذه الأَشياء.
ووَعْلٌ: شعبانُ.
ووَعِل: شَوّالٌ، وقيل: وَعِل شعبان، وجمع ذلك كله أَوْعال ووِعْلانٌ.
ووُعَيْلة: اسم ماء؛ قال الراعي: تَرَوَّح واسْتَنْعَى به من وُعِيْلةٍ مَوارِدُ منها مُسْتَقيمٌ وجائرُ ووُعالٌ: اسم جبل؛ قال الأَخطل: لِمَنِ الدِّيارُ بِحائلٍ فَوُعَالِ دَرَسَتْ، وغَيَّرها سنُون خَوَالي؟ وقال النابغة: أَمِنْ ظَلاَّمةَ الدِّمَنُ البَوَالي، بمُرْفَضِّ الحُبَيِّ، إِلى وُعَالِ؟ الحُبَيُّ: اسم موضع، ويروى الحَنيّ، بالنون، وكلاهما مَسْموع.

حشف (العباب الزاخر) [1]


الحشف: أردء التمر، ومنه الحديث الذي يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يثبت: تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة. وفي المثل: أحشفاً وسوء كيلة، وانتصابه بإضمار الفعل؛ أي: أتمع التمر الرديء والكيل المطفف، يضرب في خلتي إساءة تجمعان على الرجل. وقال أمرؤ القيس يصف عقاباً:
كأنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ رَطْبـاً ويابـسـاً      لدى وَكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي

والحشف -أيضاً- الضرع البالي، ويقال الحشف -بالكسر-، قال طرفة بن العبد يصف ناقته:  
فَطَوْراً به خَلْفَ الزَّمِيْلِ وتارَةً      على حَشفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

وقال أبن دريد: حشف خلف الناقة: إذا ارتفع منها اللبن. والحشفة: ما فوق الختان، وفي حديث النبي -صلى الله . . . أكمل المادة عليه وسلم-: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل. والحشفة: العجوز الكبيرة. والحشفة: الخمية اليابسة. والحشفة: قرحة تخرج بحلق الإنسان والبعير. وقال أبن دريد: الحشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض، وقيل: هي صخرة تنبت في البحر، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يصف ناقة:
كأنَّها قادِسٌ يُصَـرِّفُـهـا الـنْ      نُوْتيُّ تَحْتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفِهْ

وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام؛ وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة، دحيت الأرض من تحتها. وجمع الحشفة: حشاف. والحشيف من الثياب: الخلق، قال صخر الغي الهذلي:
أْتِيْحَ لها أْقَـيْدِرُ ذُو حَـشِـيْفٍ      إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما

وقال صخر أيضاً:
كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَـاعٍ تَـرَى      بفائلِهِ ونَسَاه نُـسُـوْفـا


وروى الأصمعي: "ويَعْدُو كَعَدْوِ كُدُرٍّ ترى". وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي ويروى لأبي ذؤيب الهذلي أيضاً:
يُدْني الحَشِيْفَ عليها كي يُوَارِيَها      ونَفْسَهُ وهو للأطْمارِ لَبّـاسُ

عليها: أي على القوس مخافة الندى، ويروي: "عليه" و"يواريه"، ويروى: "وقوسه". أي يدني عليه الحشيف كي يواريه أي يواري نفسه. والحشف -بالفتح-: الخبز اليابس، قال مزرد:
وما زَوَّدُوْني غَيْرَ حَشَّفَ مُـرَمَّـدٍ      نَسوا الزَّيْتَ عنه فهو أغْبَرُ شاسِفُ

ويروى: "غَيْرَ شِسْفٍ"، وهما بمعنى. وأحشفت النخلة: صار ما عليها حشفاً. وقال أبن درد: حشف الرجل عينه تحشيفاً: إذا ضم جفونه ونظر من خلل هدبها. ويقال لأذن الإنسان إذا يبست فتقبضت: قد استحشفت، وكذلك ونظر من الأنثى إذا تقلص وتقبض: قد استحشف. وتحشف: لبس الحشيف، وفي حديث عثمان -رضي الله عنه-: أنه قال له أبان بن سعيد بن العاص -رضي الله عنهما- حين بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أسارى المسلمين: يا عم مالي أراك متحشفاً أسبل، فقال: هكذا إزرة صاحبنا. أ متقبضاً متقلص الثوب، وكان قد شمر ثوبه وقلصه. والتركيب يدل على رخاوة وضعف وخلوقة.

أطط (لسان العرب) [1]


ابن الأَعرابي: الأَطَطُ الطَّويل والأُنثى طَطاء.
والأُطُّ والأَطِيطُ: نَقِيضُ صوت المَحامِل والرِّحال. إِذا ثقل عليها الرُّكبان، وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطّاً وأَطِيطاً: صَوَّتَ، وكذلك كلُّ شيء أَشبه صوت الرحل الجديد.
وأَطِيطُ الإِبلِ: صوتُها.
وأَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِيطاً: أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنيناً أَو رَزَمةً، وقد يكون من الحَقْلِ ومن الأَبديات. الجوهري: الأَطِيطُ صوت الرحل والإِبل من ثِقَل أَحْمالِها. قال ابن بري: قال علي بن حمزة صوت الإِبل هو الرُّغاء، وإِنما الأَطِيطُ صوتُ أَجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شربت.
والأَطيط أَيضاً: صوت النِّسْعِ الجديد وصوت الرَّحْل وصوت الباب، ولا أَفعل ذلك ما أَطَّتِ الإِبلُ؛ قال الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؟ ولَسْتَ ضائرَها، ما أَطَّتِ . . . أكمل المادة الإِبلُ ومنه حديث أُمِّ زَرْع: فجعَلَني في أَهلِ صَهِيل وأَطِيطٍ أَي في أَهل خَيْل وإِبل. قال: وقد يكون الأَطِيطُ في غير الإِبل؛ ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان، رضي اللّه عنه، حين ذكَر بابَ الجنة قال: ليَأْتِينَّ على باب الجنة زَمانٌ يكون له فيه أَطِيطٌ أَي صوتٌ بالزِّحامِ.
وفي حديث آخر: حتى يُسْمَعَ له أَطِيطٌ يعني بابَ الجنة، قال الزجاجي: الأَطِيطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع وأَشْباهِه.
وفي الحديث: أَطَّتِ السماء؛ الأَطِيطُ: صوتُ الأَقْتاب.
وأَطِيطُ الإِبل: أَصواتها وحَنِينُها، أَي أَن كثرةَ ما فيها من الملائكة قد أَثْقَلها حتى أَطَّت، وهذا مثلٌ وإِيذان بكثرة الملائكة، وإِن لم يكن ثَمَّ أَطِيط وإِنما هو كلام تقريب أُريد به تقريرُ عظمةِ اللّه عزّ وجلّ.
وفي الحديث: العرشُ على مَنكِب إِسرافيل وإِنه لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْل الجديد، يعني كُوَ الناقة أَي أَنه لَيَعْجَزُ عن حَمْله وعَظَمته، إِذ كان معلوماً أَنَّ أَطِيطَ الرَّحْل بالراكب إِنما يكون لقوة ما فَوْقَه وعجزِه عن احتماله.
وفي حديث الاسْتِسْقاء: لقد أَتيناك وما لنا بعير يَئِطُّ أَي يحِنّ ويَصِيح؛ يريد ما لنا بعير أَصلاً لأَن البعير لا بدَّ أَن يئطّ.
وفي المثل: لا آتيك ما أَطَّت الإِبلُ.
والأَطَّاطُ: الصيَّاحُ؛ قال: يَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ من كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ (* قوله «السبوق» كذا في الأَصل بالموحدة بعد المهملة وفي هامشه صوابه السنوق، وكذا هو في شرح القاموس بالنون.) وأَنشد ثعلب: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ يعني الطريقَ.
والأَطيطُ: صوت الظَّهْر من شدّةِ الجوع.
وأَطيط البَطْن: صوت يسمع عند الجوع؛ قال: هَلْ في دَجُوبِ الجُرَّةِ المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ؟ الدَّجُوبُ: الغِرارةُ، والوَذِيلةُ: قِطْعة من السَّنام، والأَطِيطُ: صوتُ الأَمْعاء من الجُوع.
وأَطَّتِ الإِبلُ: مدّت أَصواتَها، ويقال: أَطِيطُها حَنِينُها، وقيل: الأَطِيطُ الجوعُ نفسُه؛ عن الزجاجي.
وأَطَّتِ القَناةُ أَطيطاً: صوَّتت عند التقْويم؛ قال: أَزُوم يَئِطُّ الأَيْرُ فيه، إِذا انْتَحَى، أَطِيطَ قُنيِّ الهِنْدِ، حين تُقَوَّمُ فاستعاره.
وأَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطيطاً: صَوَّتَتْ؛ قال أَبو الهيثم الهذلي: شُدَّتْ بكلِّ صُهابيّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّت الفِيَقُ والأَطِيطُ: صوت الجوفِ من الخَوا وحَنِينُ الجِذْع؛ قال الأَغلب: قد عَرَفَتْني سِدْرَتي وأَطَّتِ قال ابن بري: هو للراهب واسمه زهرة بن سِرْحانَ، وسمي الراهبَ لأَنه كان يأْتي عُكاظَ فيقوم إِلى سَرْحةٍ فيرجز عندها ببني سُلَيْم قائماً، فلا يزال ذلك دأْبَه حتى يَصْدُر الناسُ عن عكاظ؛ وكان يقول: قد عَرَفَتْني سَرْحَتي فأَطَّتِ، وقد ونَيْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ وأُطَيْطٌ: اسم شاعر؛ قال ابن الأَعرابي: هو أُطيط ابن المُغَلِّس؛ وقال مُرَّة: هو أُطَيْطُ بن لَقِيطِ بن نَوْفَل بن نَضْلةَ؛ قال ابن دريد: وأَحسَب اشتقاقه من الأَطِيطِ الذي هو الصَّرِيرُ.
وفي حديث ابن سيرين: كنت مع أنس بن مالك حتى إِذا كنا بأَطِيطٍ (* قوله «كنا بأطيط» كذا بالأَصل، وبهامشه صوابه بأطط محركة، وهو كذلك في القاموس وشرحه ومعجم ياقوت.) والأَرضَ فَضْفاضٌ؛ أَطِيطٌ: هو موضع بين البصرة والكوفة، واللّه أَعلم.

حقا (لسان العرب) [1]


الحَقْوُ والحِقْوُ: الكَشْحُ، وقيل: مَعْقِدُ الإزار، والجمع أَحْقٍ وأَحْقاء وحِقِيٌّ وحِقاء، وفي الصحاح: الحِقْو الخَصْرُ ومَشَدُّ الإزار من الجَنْب. يقال: أَخذت بحَقْوِ فلان.
وفي حديث صِلةِ الرحم قال: قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يَستمسك القريبُ بقريبه والنَّسيب بنسيبه، والحِقْو فيه مجاز وتمثيل.
وفي حديث النُّعمان يوم نِهُاوَنْدَ: تَعاهَدُوها بَيْنكم في أَحْقِيكمْ؛ الأَحْقي: جمع قلّة للحَقْو موضع الإزار.
ويقال: رَمى فلانٌ بحَقْوه إذا رَمى بإزاره.
وحَقاهُ حَقواً: أَضابَ حَقْوَه.
والحَقْوانِ والحِقْوانِ: الخاصِرَتان.
ورجلٌ حَقٍ: يَشْتَكي حَقْوَه؛ عن اللحياني.
وحُقِيَ حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ: شَكا حَقْوه؛ قال الفراء: بُنِيَ على فُعِلَ كقوله: ما أَنا بالجافي . . . أكمل المادة ولا المَجْفِيِّ قال: بناه على جُفِيَ، وأَما سيبويه فقال: إنما فَعَلوا ذلك لأَنهم يَميلون إلى الأَخَفِّ إذ الياء أَخَفُّ عليهم من الواو، وكل واحدة منهما تدخل على الأُخْرى في الأَكثر، والعرب تقول: عُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذ به ليَمْنَعه؛ قال: سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي أَعوذُ بحَقْوِ خالك، يا ابنَ عَمْرِو وأَنشد الأَزهري: وعُذْتُمْ بِأَحْقاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَما عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها وقولهم: عُذْتُ بحَقْوِ فلان إذا اسْتَجَرْت به واعْتَصَمْت.
والحَقْوُ والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كله: الإزارُ، كأَنه سُمِّي بما يُلاثُ عليه، والجمع كالجمع. الجوهري: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ على أَفْعُلٍ فحذِف لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أَدّى قياسٌ إلى ذلك رفض فأُبْدِلت من الكسرة فصارت الآخرة ياء مكسوراً ما قبلها، فإذا صارت كذلك كان بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين، والكثير في الجمع حُقِيٌّ وحِقِيٌّ، وهو فُعُول، قلبت الواو الأُولى ياء لتدغم في التي بعدها. قال ابن بري في قول الجوهري فإذا أَدَّى قياسٌ إلى ذلك رُفِض فأُبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأَن الضمير في قوله فأُبدلت يعود على الضمة أَي أُبدلت الضمة من الكسرة، والأَمر بعكس ذلك، وهو أَن يقول فأُبدلت الكسرة من الضمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه أَعطَى النساءَ اللاتي غَسَّلْنَ ابْنَتَه حين ماتَتْ حَقْوَهُ وقال: أَشْعِرْنها إيَّاهُ؛ الحَقْو: الإزار ههنا، وجمعه حِقِيٌّ. قال ابن بري: الأَصل في الحِقْوِ معقدُ الإزار ثم سمي الإزار حَقْواً لأَنه يشد على الحَقْوِ، كما تسمى المَزادة راوِيَة لأَنها على الراوِية، وهو الجمَل.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للنساء: لا تَزْهَدْنَ في جَفَاءِ الحَقْوِ أَي لا تزهدن في تَغْليظ الإزار وثخَانَتِه ليكون أَسْتَر لَكُنَّ.
وقال أَبو عبيد: الحِقْو والحَقْو الخاصرة.
وحَقْو السهمِ: موضع الريش، وقيل: مُسْتَدَقُّه من مُؤَخَّره مما يلي الريش.
وحَقْوُ الثَّنِيَّةِ: جانباها.
والحَقْوُ: موضع غليظ مرتفع على السيل، والجمع حِقَاءٌ؛ قال أَبو النجم يصف مطراً: يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائِه وقال النضر: حِقِيٌّ الأَرض سُفُوحُها وأَسنادُها، واحدها حَقْوٌ، وهو السَّنَد والهَدَف. الأَصمعي: كل موضع يبلغه مَسِيلُ الماء فهو حَقْوٌ.
وقال الليث: إذا نَظَرتَ على رأْس الثَّنيَّة من ثنايا الجبل رأَيت لِمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ؛ قال ذو الرمة: تَلْوي الثنايا، بأَحْقِيها حَواشِيَه لَيَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِيجِ يعني به السَّرابَ.
والحِقاءُ: جمع حَقْوَةٍ، وهو مُرْتَفِع عن النَّجْوة، وهو منها موضع الحَقْوِ من الرجل يتحرّز فيه الضباع من السيل.والحَقْوة والحِقاءُ: وجَعٌ في البطن يصيب الرجلَ من أَنْ يأْكل اللحمَ بَحْتاً فيأْخُذَه لذلك سُلاحٌ، وفي التهذيب: يورث نَفْخَةً في الحَقْوَيْن، وقد حُقِيَ فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ إذا أَصابه ذلك الداءُ؛ قال رؤبة: من حَقْوَةِ البطْنِ ودَاءٍ الإغْدَادْ فمَحْقُوٌّ على القياس، ومَحْقِيٌّ على ما قدمناه.
وفي الحديث: إن الشيطان قال ما حَسَدْتُ ابنَ آدم إلاَّ على الطُّسْأَةِ والحَقْوَة؛ الحَقْوة: وَجَع في البطن.
والحَقْوة في الإبل: نحو التَّقْطِيع يأْخذها من النُّحازِ يَتَقَطَّع له البطنُ، وأَكثر ما تقال الحَقْوة للإنسان، حَقِيَ يَحْقَى حَقاً فهو مَحْقُوٌّ.
ورجل مَحْقُوٌّ: معناه إذا اشتكى حَقْوَه. أَبو عمرو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ على بَطْنِ الفَرَس إذا حُنِذَ للتَّضْمِير؛ وأَنشد لطَلْقِ بنِ عديّ: ثم حَطَطْنا الجُلَّ ذا الحِقاءِ، كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ أَخْبَرَ أَنه كُمَيْت. الفراء: قال الدُّبَيْرِيَّةُ يقال وَلَغَ الكلبُ في الإناءِ ولَجَنَ واحْتَقى يَحْتَقِي احْتِقاءً بمعنىً واحد.
وحِقاءٌ: موضع أَو جَبَل.

صعق (لسان العرب) [1]


صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً، فهو صَعِقٌ: غُشِيَ عليه وذهب عقله من صوت يسمعه كالهَدَّة الشديدة.
وصَعِقَ صَعقَاً وصَعْقاً وصَعْقةً وتَصْعاقاً، فهو صَعِقٌ: ماتَ، قال مقاتل في قول أَصابته صاعِقةٌ: الصاعِقةُ الموت، وقال آخرون: كلُّ عذاب مُهْلِك، وفيها ثلاث لغات: صاعِقة وصَعْقة وصاقِعة؛ وقيل: الصاعِقةُ العذاب، والصَّعْقة الغَشْية، والصَّعْقُ مثل الغشي يأْخذ الإِنسان من الحرِّ وغيره، ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشديد من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نارٍ، ويقال إِنها المِخْراقُ الذي بيد المَلَك لا يأْتي عليه شيء إِلا أَحْرَقَه.
ويقال: أَصْعَقَتْه الصاعقة تُصْعِقُه إِذا أَصابته، وهي الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ.
ويقال للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً: أَصابته صاعِقةٌ؛ وقال لبيد يذكر أَخاه أَرْبَد: فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ . . . أكمل المادة بالـ ـفارِس، يَوْمَ الكَريهةِ، النَّجِدِ أَبو زيد: الصاعِقةُ نار تسقط من السماء في رعد شديد، والصاعِقةُ صَيْحةُ العذاب. قال ابن بري: الصَّعْقةُ الصوت الذي يكون عن الصاعقةِ، وبه قرأَ الكسائي: فأَخذتهم الصَّعْقة؛ قال الراجز: لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه، ثم تدلَّى فسمعنا صَعْقَه وفي حديث خزيمة وذكَر السحابَ: فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ.
والصَّاعِقةُ: النار التي يرسلها الله مع الرعد الشديد. يقال: صَعِق الرجلُ وصُعِق.
وفي حديث الحسن: يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً؛ هو المغْشِيّ عليه أَو الذي يموت فجأَة لا يعجَّل دفنه.
وقوله عز وجل: فأَخَذَتْكم الصّاعِقةُ وأَنتم تَنْظُرون؛ قال أَبو إِسحق: الصاعِقةُ ما يَصْعَقون منه أَي يموتون؛ وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا مثل قوله تعالى: فأَماتَه الله مائةَ عام ثم بَعَثَه؛ فأَما قوله تعالى: وخرَّ موسى صَعِقاً، فإِنما هو غَشْيٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالى: فلما أَفاقَ، ولم يقل فلما نُشِرَ، ونَصَب صَعِقاً على الحال، وقيل: إِنه خَرَّ مَيّتاً، وقوله فلما أَفاقَ دليل على الغَشْي لأَنه يقال للذي غُشِيَ عليه، والذي يذهب عقله: قد أَفاق.
وقال تعالى في الذين ماتوا: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ مَوتِكم.
والصاعِقةُ والصَّعْقةُ: الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت.
وقال عز وجل: ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء؛ يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً.
وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا؛ الصَّعْقُ: أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيراً، والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه؛ وأَما قوله: فصَعِقَ مَنْ في السَّموات، فقال ثعلب: يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل، والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً.
وأَصْعَقَه: قتَله؛ قال ابن مقبل: ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ، تحت لبَانِه، فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها.
وقوله عز وجل: فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون، وقرئت: يُصْعَقُون، أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون.
والصَّعِقُ: الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ؛ قال رؤبة: إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري: أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته.
وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً: خار خُواراً شديداً.
والصّاعِقةُ: العذابُ، وقيل: قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته.
وصَعِقَ الرجلُ، فهو صَعِقٌ، وصُعِق: أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر: الإنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة وإِن كان على ثقة من السلام من الإِحراق، قال: والذي نشاهِد اليوم الأَمْرَعليه أَنه متى قَرُب من الإِنسان قتَلَه؛ قال: ولعل ذلك إِنما هو لأَنّ الشيء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة، أَو لعل الهواء الذي في الإِنسان والمحيطَ به أَنه يَحْمَى ويستحيل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار، قال: وهم لا يجدون الصوت شديداً جيّداً إِلا ما خالط منه النار.
وصَعَقَتهم السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عليهم صاعِقةً.
والصَّعِقُ الكِلابيّ: أَحدُ فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَصابته صاعِقةٌ، وقيل: سمي بذلك لأَن بني تميم ضربوه على رأْسه فأَمُّوه، فكان إِذا سمع الصوتَ الشديد صَعِقَ فذهب عقله؛ قال أَبو سعيد السيرافي: كان يُطْعِمُ الناس في الجدب بتهامة فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ في قصاعِه، فسَبَّ الريح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته، واسمه خُوَيْلِد؛ وفيه يقول القائل: بِأَنَّ خُوَيْلِداً، فابْكِي عليه، قَتِيلُ الرَّيحِ في البَلَد التِّهامِي قال سيبويه: قالوا فلان ابن الصَّعِق، والصَّعِقُ صفة تقع على كل من أَصابه الصَّعقِ، ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً كالنجم، والنسب إِليه صَعَقِيّ على القياس، وصِعَقِيٌّ على غير القياس لأَنهم يقولون فيه قبل الإِضافة صِعِق، على ما يطَّرد في هذا النحو مما ثانيه حرف من حروف الحلق في الاسم والفعل والصفة في لغة قوم.
وصَعِقَت الركية صَعَقاً: انْقاضَتْ فانهارَتْ.
وصُواعق: موضع.
والصَّعِقُ: اسم رجل؛ قال تميم بن العَمَرّد وكان العَمَرّد طعَن يزيدَ بن الصعق فأَعْرَجَه: أَبي الذي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ، إِذْ كانت الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ ويروى لابن أَحمر، ومعنى أَخنب رجله: أَوهَنها.

الدارُ (القاموس المحيط) [1]


الدارُ: المحلُّ يَجمعُ البِناءَ والعَرْصَةَ،
كالدارَةِ، وقد تُذَكَّرُ
ج: أُدْؤُرٌ وأدْوُرٌ وآدُرٌ ودِيارٌ ودِيَارَةٌ ودِيرانٌ ودُورانٌ (ودُوراتٌ) ودِياراتٌ وأدوارٌ وأدوِرةٌ، والبلدُ، ومدينةُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وع، والقبيلةُ،
كالدارَةِ، وبهاءٍ: كلُّ أرضٍ واسعةٍ بينَ جبالٍ، وما أحاطَ بالشيءِ،
كالدائِرَةِ،
و~ من الرملِ: ما اسْتَدارَ منه،
كالدِّيرَةِ والتَّدْوِرةِ ج: داراتٌ ودُورٌ،
ود بالخابورِ، وهالةُ القَمَرِ.
وداراتُ العربِ تُنِيفُ على مئةٍ وعشْرٍ، لم تَجْتَمِعْ لغيري، مع بَحْثِهِم وتَنْقيرِهمْ عنها، ولله الحمد، وأنا أذكُرُ ما أُضيفَ إليه الداراتُ مُرَتَّبَةً على الحروفِ، وهي دارَةُ الآرام، وأَبْرَقَ، وأُحُدٍ، والأرْحامِ، والأَسواطِ، والإِكْلِيلِ، والأَكوارِ، وأهْوى، وباسِلٍ، وبُحْثُرٍ، وبَدْوَتَيْنِ، والبيضاءِ، والتُّلَّى، وتِيلٍ، والثَّلْماءِ، والجأْبِ، والجَثُومِ، . . . أكمل المادة وجُدَّى، وجُلْجُلٍ، والجَلْعَبِ، والجُمُدِ، وجَوْداتٍ، والجَوْلاءِ، وجَوْلَةَ، وجُهْدٍ، وجَيْفُونٍ، وحُلْحُلٍ، وليسَ بتَصْحيفِ جُلْجُلٍ، وحَوْقٍ، والخَرْجِ، والخَلاءَةِ، والخَنازيرِ، وخَنْزَرٍ، والخَزْرَتَيْنِ، والخِنْزِيرَيْنِ، وخَوٍّ، وداثِرٍ، ودَمْخٍ، ودَمُّونٍ، والدُّورِ، والذِّئْبِ، والذُّؤَيْبِ، وذاتِ عُرْشٍ، ورابِغٍ، والرَّجْلَيْنِ، والرَّدْمِ، ورَدْهَةَ، ورَفْرَفٍ، بمهملتينِ مفتوحتينِ أو بمعجمتينِ مضمومَتَينِ، والرُّمْحِ، والرِّمْرِمِ، ورَهْبَى، والرُّهَى، وسَعْرٍ، ويكسرُ، والسَّلَمِ، وشُبَيْثٍ، وشَجا، بالجيم كقَفا، وليسَ بتَصْحيفِ وُشْحَى، وصارَةَ، والصفائِحِ، وصُلْصُلٍ، وصَنْدَلٍ، وعَبْسٍ، وعَسْعَسٍ، والعَلْياءِ، وعُوارِضٍ، وعُوارِمٍ، والعُوجِ، وعُوَيْجٍ، والغُبَيْرِ، والغُزَيِّلِ، والغُمَيْرِ، وفَتْكٍ، والفُرُوعِ، وفَرْوَعٍ، كجَرْوَلٍ، وهي غيرُ دارَةِ الفُروعِ، والقِداحِ، ككِتابٍ وكَتَّانٍ، وقُرْحٍ، والقُطْقُطِ، بكسرتين وبضمتين، والقَلْتِينِ، والقِنَّعْبَةِ، والقَمُوصِ، وقَوٍّ، وكامِسٍ، وكِبْدٍ، والكَبْساتِ، والكَوْرِ، والكُوْرِ، وهي غيرُ الأُولى، ولاقِطٍ، ومأْسَلٍ، ومُتالِعٍ، والمَثامِنِ، ومِحْصَنٍ، والمَراضِ، والمَرْدَمَةِ، والمَرْوَراتِ، ومَعْروفٍ، ومُعَيْطٍ، والمَكامِنِ، ومَكْمَنٍ، ومَلْحوبٍ، والمَلِكَةِ، ومَنْوَرٍ، ومَواضيعَ، ومَوْضوعٍ، والنَّشَّاشِ، والنِّصابِ، وواحِدٍ، وواسِطٍ، ووَسْطٍ، ويُحَرَّكُ، ووَشْحَى، ويضمُّ، وهَضْبٍ، واليَعْضِيدِ، ويَمْغُونٍ، أو يَمْعُونٍ.
ودارَ دَوْراً ودَوَراناً واسْتَدارَ وأدَرْتُهُ ودَوَّرْتُهُ وبه،
وأدَرْتُ: اسْتَدَرْتُ.
وداوَرَهُ مُداوَرَةً ودِواراً: دارَ معه.
والدهرُ دَوَّارٌ به ودَوَّارِيٌّ: دائِرٌ.
والدُّوارُ، بالضم وبالفتح: شِبْهُ الدَّوَرانِ يأْخُذُ في الرأس.
ودِيرَ به،
و~ عليه،
وأدِيرَ به: أخَذَهُ.
ودُوَّارَةُ الرأسِ، كرُمانةٍ ويفتحُ: طائفةٌ منه مستديرةٌ،
و~ من البطنِ: ما تَحَوَّى من أمْعاءِ الشَّاة.
والدَّوَّارُ، ككتَّانٍ ويضمُّ: الكَعْبَةُ، وصَنَمٌ، ويُخَفَّفُ.
وكجَبَّانةٍ: الفِرْجارُ، وبالضم: مُستدارُ رَمْلٍ يَدُورُ حَوْلَهُ الوَحْشُ.
ويقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم يَدُرْ: دَوَّارَةٌ وفَوَّارَةٌ، بفتحهما، فإذا تَحرَّكَ أو دارَ،
فهو دُوَّارَةٌ وفُوَّارَةٌ، بضمِّهما.
والدَّائِرَةُ: الحَلْقَةُ، والشَّعَرُ المُسْتديرُ على قَرْنِ الإِنسانِ، أو موضعُ الذُّؤَابَةِ، والهَزِيمَةُ، والتي تحتَ الأَنْفِ،
كالدَّوَّارَةِ.
والدَّارِيُّ: العَطَّارُ منسوبٌ إلى دارِينَ، فُرْضَةٍ بالبَحْرينِ، بها سُوقٌ يُحْمَلُ المِسْكُ من الهندِ إليها، ورَبُّ النَّعَمِ، والمَلاَّحُ الذي يلِي الشِّراعَ، واللازِمُ لدارِهِ،
كالدَّاريَّةِ،
و~ من الإِبِلِ: المُتَخَلِّفُ في مَبْرَكِه.
والمُدَاوَرَةُ، كالمُعالَجَةِ،
وكرُمَّانٍ: ع.
وككَتَّانٍ: سِجْنٌ باليمامةِ.
وابنُ دارةَ: من الفُرْسانِ.
والدارُ: صَنَمٌ به سُمِّيَ عبدُ الدارِ، أبو بطنٍ، وابنُ هانِئِ بن حبيبٍ: أبو بطنٍ، منهم: أبو رُقَيَّةَ تَميمُ بنُ أوْسٍ، وأبو هندٍ بُرَيْرُ بنُ رَزينٍ الدَّارِيَّانِ الصَّحابِيَّانِ.
ودَارِينُ: ع بالشامِ.
وذُو دَوْرانَ، كحَوْرانَ: ع بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَةِ.
ودَارَا: د بينَ نَصيبِينَ ومارِدِينَ، بَناها دارَا بنُ دارَا المَلِكُ، وقَلْعَةٌ بِطَبَرَسْتانَ، ووادٍ بِدِيارِ بني عامِرٍ، وناحيةٌ بالبحرينِ، ويُمَدُّ.
ودَارُ البَقَرِ: قريتانِ بِمصر.
ودارُ عُمارَةَ: مَحَلَّتانِ بِبغْدَاد شَرقِيَّةٌ وغربيَّةٌ.
ودارُ القُطْنِ مَحَلَّةٌ بها، منها الإِمامُ أبو الحسن عليُّ بنُ عُمَرَ، ومَحَلَّةٌ بِحَلَبَ، منها عُمَرُ بنُ عليِّ بنِ قُشامٍ ذُو التَّصانيف الكثيرَةِ المبسوطَةِ في الفُنونِ.
ودُرْنَى: ع، وموضعُ ذِكْرِها النُّونُ.
وما به دارِيٌّ ودَيَّارٌ ودُوْرِيٌّ ودَيُّورٌ: أحدٌ.
وأدَارَهُ عن الأمرِ،
و~ عليه،
وداوَرَه: لاوصَهُ.
ودارَةُ، معرفةً: الدَّاهِيةُ.
والمُدارَةُ: جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ، ويُسْتَقَى به، وإزارٌ مُوَشًّى.
ودَوَّرَهُ: جَعَلَه مُدَوَّراً.
والدَّوْدَرَى، كضَوْطَرَى: الجاريةُ القَصِيرَةُ.
والدُّوَيْرَةُ: د بالرِّيف،
وع سَكَنَهُ حَسُّونُ بنُ الهَيْثَمِ المقرئُ الدُّوَيْرِيُّ.
وكصَحيفةٍ: ة بِنَيْسابورَ، منها محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يوسُفَ بنِ خُرْشِيدَ.
والدُّورُ، بالضم: قريتانِ بينَ سُرَّ مِنْ رَأى وتَكْرِيتَ، عُلْيا وسُفْلى، منها محمدُ بنُ الفَرُّخانِ بنِ رُوزْبَةَ، وناحيةٌ من دُجَيْلٍ، ومَحَلَّةٌ قُرْبَ مَشْهدِ أبي حَنيفةَ، منها محمدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ، ومَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، منها أبو عبدِ الله الدُّورِي،
ود بالأَهْوازِ،
وع بالبادِيَةِ.
والدُّورَةُ، بهاءٍ: ة بينَ القُدْسِ والخَليلِ، منها بَنُو الدُّورِيِّ قومٌ بِمِصْرَ.
ودُورانُ: ع، وبفتح الدالِ والواوِ مشَدَّدَةً: ة بالصِّلْحِ.
ودَارَيَّا: ة بالشأم، والنسبةُ: دَارَانِيٌّ على غيرِ قياسٍ.
وتَدْوِرَةُ: دارَةٌ بينَ جِبالٍ.
والمُدْوَرَةُ من الإِبِلِ: التي يَدُورُ فيها الراعِي ويَحْلُبُها، أُخْرِجَتْ على الأصلِ.

غرف (لسان العرب) [2]


غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح: غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً.
والغَرْفةُ والغُرفة: ما غُرِف، وقيل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف.
وفي التنزيل العزيز: إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس: غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة المرَّة من المصدر.
ويقال: الغُرفة، بالضم، مِلء اليد. قال: وقال الكسائي لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما كان اغترف لم يخرج على فَعْلة.
وروي عن يونس أَنه قال: غَرْفة وغُرْفة عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء حُسْوة. الجوهري: الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما . . . أكمل المادة لم تَغْرِفه لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف.
والغُرافة: كالغُرْفة، والجمع غِرافٌ.
وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت: يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير غِراف.
والغِرافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل.
والمِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، وبئر غَروف: يُغْرَف ماؤها باليد.
ودلو غَرِيفٌ وغريفة: كثيرة الأَخذ من الماء.
وقال الليث: الغَرْف غَرْفُك الماء باليد أَو بالمِغْرفة، قال: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء. قال: ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف.
وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ بالغَرف.
ونهر غَرَّافٌ: كثير الماء.
وغيث غرَّاف: غزير؛ قال: لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ ويروى عزَّاف، وقد تقدم.
وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها.
وغَرَفْتُ ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، نهى عن الغارفة، قال الأَزهري: هو أَن تُسَوِّي ناصيتها مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها. ابن الأعرابي: غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا حلَقه.
وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛ ومنه قول قيس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع. قال الأَزهري: والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى: لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين: والغارفة في غير هذا: الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال الخطابي: يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة.
وغرَف شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية.
وناقة غارفة: سريعة السير.
وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف: كـأَنها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم: بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف ابن دريد (* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.): فرس غَرَّافٌ رَغيبُ (* قوله « رغيب» هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس بالحاء المهلة.) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض.
وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم: تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ قال يعقوب: معناه تتثَنَّى، وقيل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها.
وانْغَرَف العظم: انكسر، وقيل: انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم يُنْعم كَسْرُه.
وانْغَرَفَ إذا مات.
والغُرْفة: العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.
والغُرفة: السماء السابعة؛ قال لبيد: سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ، سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم: فوق فرع المَعْقِل؛ قال: ويروى المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: دون عِزَّة عَرشه. الطريق في الجبل.
والغُرْفةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في عُنُق البعير.
وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً: أَلقى في رأْسه الغُرفة، يمانية.
والغَرِيفةُ: النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر: وطيِّء تقول ذلك، وقال اللحياني: الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ.
والغريفة: جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ البعير: تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي، كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ (* قوله «ذي غضون» كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.) وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته.
وقال اللحياني: الغَريفة في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم غَريفة أَيضاً.
والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير: يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى: كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا السَّريرُ: ساق البَرْديّ. قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل.
والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من شجرها.
والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال الأَعشى:كبردية الغِيل، وسط الغريـ ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين: كبردية الغيل، وسط الغريف، إذا خالط الماء منها السُّرورا والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو: أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل: الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل: هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي: أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير: يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى، فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.
والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف: تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها، هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف.
وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ: الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة، ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف، وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل الطائف يسمونه النَّفْس.
وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة وغيره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد. قال ابن الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح. قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور.
وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً.
وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من البحرين.
وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية، متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف.
ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال ذو الرمة: وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله: ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ، كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟ قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء الغرف بالتحريك؛ وأَنشد: ومَرِّ الرّيح بالغَرَف قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً. أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد.
وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت القِسِيُّ تُعمل من عيدانه.
وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة: مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف.
وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛ ومنه قول امرئ القيس: ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.
والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل: إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره، بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال: وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم: رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ، يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ والغِرْيَفُ: رمل لبني سعد.
وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ: اسمان.
والغَرَّافُ: فرس خُزَزَ بن لُوذان.

أما (لسان العرب) [2]


الأَمَةُ: المَمْلوكةُ خِلاف الحُرَّة.
وفي التهذيب: الأَمَة المرأَة ذات العُبُودة، وقد أَقرّت بالأُمُوَّة. تقول العرب في الدعاء على الإِنسان: رَماه الله من كل أَمَةٍ بحَجَر؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وأُراهُ (* قوله «قال ابن سيده وأراه إلخ» يناسبه ما في مجمع الامثال: رماه الله من كل أكمة بحجر). مِنْ كل أَمْتٍ بحَجر، وجمع الأَمَة أَمَواتٌ وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوانٌ وأُمْوانٌ؛ كلاهما على طرح الزائد، ونظيره عند سيبويه أَخٌ وإِخْوانٌ: قال الشاعر: أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لها وأَبي، إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار وقال القَتَّالُ الكِلابي: أَما الإِماءُ فلا يَدْعُونَني وَلَداً، إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار ويروى: بَنُو الأُمْوانِ؛ . . . أكمل المادة رواه اللحياني؛ وقال الشاعر في آم: مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها، فلم يَبْقَ فيها غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ وقال السُّلَيْك: يا صاحِبَيَّ، أَلا لا حَيَّ بالوادي إِلا عبيدٌ وآمٍ بين أَذْواد وقال عمرو بن مَعْديكرب: وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ، بَني آمٍ مَرَنَّ على السِّفاد وقال آخر: تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عليه، كما تَرْدي إِلى العُرُشاتِ آمِ (* قوله «العرشات» هكذا في الأصل وشرح القاموس بالمعجمة بعد الراء، ولعله بالمهملة جمع عرس طعام الوليمة كما في القاموس.
وتردي: تحجل، من ردت الجارية رفعت إحدى رجليها ومشت على الأخرى تلعب).
وأَنشد الأَزهري للكميت: تَمْشِي بها رُبْدُ النَّعام تَماشِيَ الآمِ الزَّوافِر قال أَبو الهيثم: الآم جمع الأمَة كالنَّخْلة والنَّخْل والبَقْلَة والبَقْل، وقال: وأَصل الأَمَة أَمْوَة، حذفوا لامها لَمَّا كانت من حروف اللين، فلما جمعوها على مثال نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَن يقولوا أَمَة وأَمٌ، فكرهوا أَن يجعلوها على حرفين، وكرهوا أَن يَرُدُّوا الواو المحذوفة لما كانت آخر الاسم، يستثقلون السكوت على الواو فقدموا الواو فجعلوها أَلفاً فيما بين الأَلف والميم.
وقال الليث: تقول ثلاث آمٍ، وهو على تقدير أَفْعُل، قال أَبو منصور: لم يَزد الليث على هذا، قال: وأُراه ذهب إِلى أَنه كان في الأَصل ثلاث أَمْوُيٍ، قال: والذي حكاه لي المنذري أَصح وأَقيس، لأَني لم أَرَ في باب القلب حرفين حُوِّلا، وأُراه جمع على أَفْعُل، على أَن الأَلف الأُولى من آم أَلف أَفْعُل، والألف الثانية فاء أَفعل، وحذفوا الواو من آمُوٍ، فانكسرت الميم كما يقال في جمع جِرْوٍ ثلاثة أَجْرٍ، وهو في الأَصل ثلاثة أَجْرُوٍ، فلما حذفت الواو جُرَّت الراء، قال: والذي قاله أَبو الهيثم قول حَسَنٌ، قال: وقال المبرد أَصل أَمَة فَعَلة، متحركة العين، قال: وليس شيء من الأَسماء على حرفين إِلاَّ وقد سقط منه حرف، يُسْتَدَل عليه بجمعه أَو بتثنيته أَو بفعل إن كان مشتقّاً منه لأَن أَقلَّ الأُصول ثلاثة أَحرف، فأَمَةٌ الذاهب منه واو لقولهم أُمْوانٌ. قال: وأَمَةٌ فَعَلة متحركة يقال في جمعها آمٍ، ووزن هذا أَفْعُل كما يقال أَكَمَة وآكُم، ولا يكون فَعْلة على أَفْعُل، ثم قالوا إِمْوانٌ كما قالوا إِخْوان. قال ابن سيده: وحمل سيبويه أَمَة على أَنها فَعَلة لقولهم في تكسيرها آمٍ كقولهم أَكَمة وآكُم قال ابن جني: القول فيه عندي أَن حركة العين قد عاقَبَتْ في بعض المواضع تاء التأْنيث، وذلك في الأَدواء نحو رَمِث رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فإِذا أَلحقوا التاء أَسكنوا العين فقالوا حَقِلَ حَقْلةً ومَغِلَ مَغْلةً، فقد ترى إِلى مُعاقبة حركة العين تاءَ التأْنيث، ومن ثم قولهم جَفْنة وجَفَنات وقَصْعة وقَصَعات، لَمَّا حذفوا التاء حَرَّكوا العين، فلما تعاقبت التاءُ وحركة العين جَرَتا في ذلك مَجْرى الضِّدين المتعاقبين، فلما اجتمعا في فَعَلة تَرافَعا أَحكامَهما، فأَسقطت التاءُ حُكْمَ الحركة وأَسقطت الحركةُ حكمَ التاء، وآل الأَمر بالمثال إِلى أَن صارَ كأَنه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تكسيره أَفْعُل. قال الجوهري: أَصل أَمَة أَمَوَة، بالتحريك، لأَنه يُجْمع على آمٍ، وهو أَفْعُل مثل أَيْنُق. قال: ولا يجمع فَعْلة بالتسكين على ذلك. التهذيب: قال ابن كيسان يقال جاءَتْني أَمَةُ الله، فإِذا ثنَّيت قلت جاءَتني أَمَتا الله، وفي الجمع على التكسير جاءَني إِماءُ الله وأُمْوانُ الله وأَمَواتُ الله، ويجوز أَماتُ الله على النقص.
ويقال: هُنَّ آمٌ لزيد، ورأَيت آمِياً لزيد، ومرَرْت بآمٍ لزيد، فإِذا كَثُرت فهي الإِماء والإِمْوان والأُمْوان.
ويقال: اسْتَأْمِ أََمَةً غير أَمَتِك، بتسكين الهمزة، أَي اتَّخِذ، وتَأَمَّيْتُ أَمةً. ابن سيده: وتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذها، وأَمَّاها جعلَها أَمَة.
وأَمَتِ المرأَةُ وأَمِيَتْ وأَمُوَتْ؛ الأَخيرة عن اللحياني، أُمُوَّةُ: صارت أَمَةً.
وقال مُرَّة: ما كانت أَمَةً ولقد أَمُوَت أُمُوَّة.
وما كُنْتِ أَمَةً ولقد تَأَمَّيْتِ وأَمِيتِ أُمُوَّة. الجوهري: وتَأَمَّيتُ أَمَةً أَي اتَّخَذت أَمَة؛ قال رؤبة: يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ والتَّآمي ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّة. قال ابن بري: وتقول هو يأْتَمِي بزيد أَي يَأْتَمُّ به؛ قال الشاعر: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقي، وأَمّا بفِعْل الصَّالحِينَ فَيَأْتَمِي والنسبة إِليها أَمَويٌّ، بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّة.
وبَنو أُمَيَّة: بطن من قريش، والنسبة إِليهم أُمَويٌّ، بالضم، وربما فَتَحوا. قال ابن سيده: والنسب إِليه أُمَويٌّ على القياس، وعلى غير القياس أَمَويٌّ.
وحكى سيبويه: أُمَيِّيٌّ على الأَصل، أَجروه مُجْرى نُمَيْريّ وعُقَيْلّي، وليس أُمَيِّيٌّ بأَكثر في كلامهم، إِنما يقولها بعضهم. قال الجوهري: ومنهم من يقول في النسبة إليهم أُمَيِّيٌّ، يجمع بين أَربع ياءَات، قال: وهو في الأَصل اسم رجل، وهما أُمَيَّتانِ: الأَكبر والأَصغر، ابنا عَبْدِ شمس بن عبد منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى أَبو سفيان بن حرب والعَنابِسُ والأعْياصُ، وأُمَيَّة الصُّغْرى هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة، يقال هم العَبَلات، بالتحريك.
وأَنشد الجوهري هذا البيت للأَحْوَص (* قوله «وأنشد الجوهري هذا البيت للاحوص» الذي في التكملة: أن البيت ليس للاحوص بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه).
وأَفرد عجزه: أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار قال:وقد تكسر. قال ابن بري: وصوابه إِيما، بالكسر، لأَن الأَصل إِما، فأَما أَيْما فالأَصل فيه أَمّا، وذلك في مثل قولك أَمّا زيد فمنطلق، بخلاف إِمّا التي في العطف فإِنها مكسورة لا غير.
وبنو أَمَة: بطن من بني نصر بن معاوية. قال: وأَمَا، بالفتح، كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا، ومعناهما حقّاً، ولذلك أَجاز سيبويه أَمَا إِنَّه منطلق وأَما أنه، فالكسر على أَلا إِنَّه، والفتح حقّاً أَنَّه.
وحكى بعضهم: هَما والله لقد كان كذا أَي أَما والله، فالهاء بدل من الهمزة.
وأَمَّا أَما التي للاستفهام فمركبة من ما النافية وأَلف الاستفهام. الأَزهري: قال الليث أَمَا استفهام جحود كقولك أَمَا تستحي من الله، قال: وتكون أَمَا تأْكيداً للكلام واليمين كقولك أَما إِنَّه لرجلٌ كريم، وفي اليمين كقولك: أَمَا والله لئن سهرت لك ليلة لأَدَعَنَّكَ نادماً، أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه.
وقال الفراء في قوله عز وجل: مِمّا خَطاياهم، قال: العرب تجعل ما صِلَةً فيما ينوى به الجزاء كأَنه من خطيئاتهم ما أغرقوا، قال: وكذلك رأَيتها في مصحف عبد الله وتأْخيرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها في مصحفه: أَيَّ الأَجَلَيْنِ ما قَضَيْتُ؛ أَلا ترى أَنك تقول حَيْثُما تكن أَكن ومهْما تَقُلْ أَقُلْ؟ قال الفراء: قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا: إذا كنت آمراً أَو ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو مُخَيِّراً أَو مختاراً فهي إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: وتقول من ذلك في الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج، قال: وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم عنك، وتقول في الشك: لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو، وتقول في التخيير: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو، وتقول في المختار: لي دار بالكوفة فأَنا خارج إِليها، فإِما أَن أَسكنها، وإِمّا أن أَبيعها؛ قال الفراء: ومن العرب من يجعل إِمّا بمعنى أَمّا الشرطية؛ قال: وأَنشدني الكسائي لصاحب هذه اللغة إِلاَّ أَنه أبدل إِحدى الميمين ياء: يا لَيْتَما أُمَّنا شالت نَعامتُها، إِيما إلى جنة إِيما إِلى نار قال الجوهري: وقولهم إِيما وأَيْما يريدون أَمّا، فيبدلون من إِحدى الميمين ياء.
وقال المبرد: إِذا أَتيت بإِمّا وأَما فافتحها مع الأَسماء واكسرها مع الأَفعال؛ وأَنشد: إِمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنت ذا سفر، فاللهُ يَحْفَظُ ما تأْتي وما تَذَرُ كسرت إِمّا أَقمتَ مع الفعل، وفتحت وأَمّا أَنت لأَنها وَلِيَت الاسم؛ وقال: أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذا نَفَرٍ المعنى: إِذا كنت ذا نَفَر؛ قال: قاله ابن كَيْسان. قال: وقال الزجاج إِمّا التي للتخيير شبهت بأَن التي ضمت إِليها ما مثل قوله عز وجل: إِمّا أَن تُعذبَ وإِما أَن تَتَّخذَ فيهم حُسْناً؛ كتبت بالأَلف لما وصفنا، وكذلك أَلا كتبت بالأَلف لأَنها لو كانت بالياء لأَشبهت إِلى، قال: قال البصريون أَمّا هي أَن المفتوحة ضمت إِليها ما عوضاً من الفعل، وهو بمنزلة إِذ، المعنى إِذا كنت قائماً فإِني قائم معك؛ وينشدون: أَبا خراشة أَمَّا كنت ذا نفر قالوا: فإِن ولي هذه الفعل كسرت فقيل إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ معك؛ وأَنشد: إِمّا أَقمت وأَما أَنت مرتحلا فكسر الأُولى وفتح الثانية، فإِن ولي هذه المكسورة فعل مستقبل أَحدثت فيه النون فقلت إِمّا تذهبنَّ فإِني معك، فإِن حذفت النون جزمت فقلت إِما يأْكلْك الذئب فلا أَبكيك.
وقال الفراء في قوله عز وجل: انا هديناه السبيل إِمّا شاكراً وإِمَّا كفوراً، قال: إِمّا ههنا جزاء أَي إِن شكر وإِن كفر. قال: وتكون على إِما التي في قوله عز وجل: إِمّا يعذبهم وإِما يتوب عليهم، فكأَنه قال خلقناه شقيّاً أَو سعيداً. الجوهري: وإِمّا، بالكسر والتشديد، حرف عطف بمنزلة أَو في جميع أَحوالها إِلا في وجه واحد، وهو أَنك تبتدئ بأَو متيقناً ثم يدركك الشك، وإما تبتدئ بها شاكّاً ولا بد من تكريرها. تقول: جاءني إِمّا زيد وإِمّا عمرو؛ وقول حسان بن ثابت: إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لونُه شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل (* قوله «الممحل» كذا في الأصل، والذي في الصحاح: كالثغام المخلس، ولم يعز البيت لاحد). يريد: إِنْ تَرَيْ رأْسي، وما زائدة؛ قال: وليس من إِمّا التي تقتضي التكرير في شيء وذلك في المجازاة تقول: إِمّا تأْتني أُكرمْك. قال عز من قائل: فإِمَّا تَرَيِنَّ من البشر أَحداً.
وقولهم: أَمَّا، بالفتح، فهو لافتتاح الكلام ولا بد من الفاء في جوابه تقول: أَما عبد الله فقائم، قال: وإِنما احتيج إِلى الفاء في جوابه لأَن فيه تأويل الجزاء كأَنك قلت مهما يكن من شيء فعبد الله قائم. قال: وأَمَا، مخفف، تحقيق للكلام الذي يتلوه، تقول: أَمَا إِن زيداً عاقل، يعني أَنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز.
وتقول: أَمَا والله قد ضرب زيد عمراً. الجوهري: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمو أُماء أَي صاحت، وكذلك ماءت تَمُوءُ مُواء.

هيد (لسان العرب) [2]


هادَه الشيءُ هَيْداً وهاداً: أَفزَعَه وكرَبَه.
وما يَهِيدُه ذلك أَي ما يكْتَرِثُ له ولا يُزْعِجُه. تقول: ما يَهِيدُني ذلك أَي ما يُزْعِجُني وما أَكتَرِثُ له ولا أُبالِيه. قال يعقوب: لا يُنطق بِيَهِيدُ إِلا بحرف جَحْدٍ.
وفي الحديث: كلوا واشربوا ولا يَهِيدَنَّكم الطالِعُ المُصَعِدُ أَي لا تَنْزَعِجوا للفجر المستطيلِ فتمتنِعوا به عن السَّحورِ فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ. قال: وأَصل الهَيْدِ الحركَةُ.
وفي حديث الحسن: ما من أَحَدٍ عَمِلَ لله عملاً إِلا سارَ في قلبِه سَوْرتان فإذا كانت الأُولى منهما لله فلا تَهِيدَنَّه الآخرةُ أَي لا يَمْنَعَنَّه ذلك الذي تقدَّمت فيه نيته لله ولا يُحَرِّكَنَّه ولا يُزِيلَنَّه عنها، والمعنى: إِذا أَراد فعلاً وصحت نيته . . . أكمل المادة فيه فوَسوس له الشيطانُ فقال إِنك تريد بهذا الرِّياءَ فلا يمنعه هَيْداً وهَيَّدَه: حَرَّكَه وأَصلَحَه.
وفي الحديث: أَنه قيل للنبي، صلى الله عليه وسلم، في مسجده: يا رسول الله، هِدْه، فقال: بل عَرْشٌ كَعَرْشِ موسى؛ قوله هِدْه: كان ابن عيينة يقول معناه أَصْلِحْه؛ قال: وتأْويله كما قال وأَصله أَن يُرادَ به الإِصلاحُ بعدَ الهَدْم أَي هُدَّه ثم أَصْلِحْه.
وكلُّ شيءٍ حَرَّكْتَه، فقد هِدْتَه تَهِيدُه هَيْداً، فكأَنّ المعنى أَنه يُهْدَمُ ويُسْتأْنَفُ بناو ه ويُصْلَح.
وفي الحديث: يا نارُ لا تَهيدِيه أَي لاتَزْعِجيه.
وفي حديث ابن عمر: لو لَقِيتُ قاتِلَ أَبي في الحرم ما هِدْتُه؛ يريد ما حَرَّكْتُه ولا أَزعَجْتُه.
وما هادَه كذا وكذا أَي ما حَرَّكَه.
وما هَيَّدَ عن شَتْمِي أَي ما تأَخَّرَ ولا كذَّب؛ وقد ذُكِرَ ذلك في النون لأَنهما لغتان هَنَّدَ وهَيَّدَ.
وقال بعضهم في قوله: ما هَيَّدَ عن شَتْمِي، قال: لا يُنْطَقُ بِيَهِيدُ في المستقبل منه إِلا مع حرف الجحد.
ولا يَهِيدَنَّكَ هذا عن رَأْيِكَ أَي لا يُزِيلَنَّكَ.
وما لَهُ هَيْدٌ ولا هادٌ أَي حركة؛ قال ابن هرمة: ثم اسْتَقامَتْ له الأَعْناقُ طائعةً، فما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: فما يقال له هَيْدٌ ولا هادِ، فيكون هَيْدِ مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ؛ وأَول القصيدة: إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه، ولم يُقَلْ دُونَه هَيْدِ ولا هادِ، لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه، وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ وقيل: معنى ما يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء ولا يُزْجَرُ عنه. تقول: هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُه؛ عن يعقوب.
وهِدْتُ الرجل أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه. يقال: هِدْه يا رجل أَي أَزِلْه عن موضعه؛ وأَنشد بيت ابن هرمة: فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: فما يقال له هَيْدٌ ولا هادِ، فيكون هَيْدِ مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ؛ وأَول القصيدة: إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه، ولم يُقَلْ دُونَه هَيْدِ ولا هادِ، لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه، وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ وقيل: معنى ما يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء ولا يُزْجَرُ عنه. تقول هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُه، عن يعقوب.
وهِدْتُ الرجل أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه. يقال: هِدْه يا رجل أَي أَزِلْه عن موضعه؛ وأَنشد بيت ابن هرمة: فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ أَي لا يحرَّك ولا يمنع من شيء ولا يزجر عنه، ويجوز ما يقال له هَيْدِ بالخفض في موضع رفع حكاية مثل صهْ وغاقِ ونحوه.
والهَيْدُ: من قولك هادَني هَيْدٌ أَي كربني.
وقولُهم ما له هَيْد ولا هاد أَي ما يقال له هَيْد ولا هاد.
ويقال: أَتى فلان القوم فما قالوا له هَيد ما لَك أَي ما سأَلوه عن حاله؛ وأَنشد: يا هَيْدَ مالَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ، ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهْوالِ طَرّاقِ ويروى: يا عِيدُ مالَكَ.
وقال اللحياني: يقال لَقِيَه فقال له: هَيْدَ مالَك، ولقِيتُه فما قال لي: هَيْدَ ما لك.
وقال شمر: هِيَد وهَيْدَ جائزان. قال الكسائي: يقال يا هَيْدَ ما لِصحابِك ويا هَيْدَ ما لأَصْحابِك. قال: وقال الأَصمعي: حكى لي عيسى بن عمر هَيْدَ مالك أَي ما أَمْرُكَ.
ويقال: لو شَتَمَني ما قلتُ هَيْدَ مالَك. التهذيب: والعرب تقول: هَيْدَ مالك إِذا استفهموا الرجل عن شأْنه، كما تقول: يا هذا مالك. أَبو زيد: قالوا تقول: ما قال له هَيْدَ مالك فنصبوا وذلك أَن يَمُرَّ بالرجل البعيرُ الضالُّ فلا يعُوجه ولا يتلفت إِليه؛ ومرَّ بَعِيرٌ فما قال له هَيْدِ مالَك؛ فَجَرُّ الدال حِكايةٌ عن أَعرابي؛ وأَنشد لكعب بن زهير: لوْ أَنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: يا هَيْدِ مالَكِ، أَو لو آذَنَتْ نَصَفَا ورجل هَيْدان: ثقِيلٌ جَبانٌ كَهِدانٍ.
والهَيْدانُ: الجَبانُ، والهَيْدُ: الشيءُ المُضْطَرِبُ.
والهَيْدُ: الكَبِيرُ؛ عن ثعلب، وأَنشد:أَذاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيْدَبَا وهادَ الرجلَ هَيْداً وهاداً: زَجَرَه.
وهَيْدٌ وهِيدٌ وهِيدِ وهادِ (* قوله «وهيد وهاد» في شرح القاموس كلاهما مبني على الكسر.): من زَجْر الإِبل واسْتِحْثاثِها؛ وأَنشد أَبو عمرو: وقد حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا، حتى تَرَى أَسْفَلَها صارَ عَلا والهِيد في الحُداءِ كقول الكميت: مُعاتَبة لَهُنَّ حَلا وحَوْبا، وجُلُّ غِنائِهِنَّ هَنا وهِيدِ وذلك أَن الحادِي إِذا أَراد الحُداءَ قال: هيد هيد ثم زَجِلَ بصوته.
والعرب تقول: هِيدْ، بسكون الدال، مالك إِذا سأَلوه عن شأْنه.
وأَيامُ هَيْدٍ: أَيامُ مُوتانٍ كانت في العرب في الدهر القديم، يقال: مات فيها اثنا عشر أَلْف قتيل.
وفلان يعطي الهَيْدانَ والزَّيْدانَ أَي يُعْطِي مَنْ عَرَفَ ومَنْ لم يَعْرِفْ.
وهَيُودٌ: جبل أَو موضع.
وفي حديث زينب: ما لي لا أَزالُ أَسْمَعُ الليل أَجمع هِيدْ؛ قيل: هذه عير لعبد الرحمن بن عوف: هِيدْ، بالسكون: زجر للإِبل وضرب من الحُداءِ.

كرس (لسان العرب) [1]


تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس: تَراكَمَ وتَلازَبَ.
وتَكَرَّس أُسُّ البِناء: صَلُبَ واشتدَّ.
والكِرْسُ: الصَّارُوجُ.
والكِرْس، بالكسر: أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بعضها على بعض في الدار، والدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر وغيره.
ويقال: أَكْرَسَتِ الدار.
والكِرْس: كِرْس البِناء، وكِرْس الحَوض: حيث تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، وكذلك كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض.
ورسم مُكْرَس، بتخفيف الراء، ومُكْرِس: كَرِسٌ؛ قال العجاج: يا صاحِ، هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟ قال: نعم أَعْرِفه، وأَبْلَسَا، وانْحَلَبَتْ عَيْناه من فَرْط الأَسَى قال: والمَكْرس الذي قد بَعَرَت فيه الإِبل وبوّلتْ فركِب بعضه بعضاً؛ ومنه سُمِّيت الكُرَّاسة.
وأَكْرَس المكان: صار فيه كِرْس؛ قال أَبو محمد الحذلمي: في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها أَبو عمرو: الأَكارِيسُ الأَصْرام . . . أكمل المادة من الناس، واحدها كِرْس، وأَكْراس ثم أَكارِيس.
والكِرْس: الطِّين المتلبِّد، والجمع أَكْراس. أَبو بكر: لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فيها شجر تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت فُرُوعها.
والكِرْس: القلائد (* قوله «والكرس القلائد» عبارة القاموس والكرس واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها.) المضموم بعضها إِلى بعض، وكذلك هي من الوُشُح ونحوها، والجمع أَكراس.
ويقال: قلادة ذاتُ كِرْسَين وذات أَكْراس ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلى بعض؛ وأَنشد: أَرِقْتُ لِطَيْف زارني في المَجَاسِدِ، وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ وقِلادة ذات كِرْسَيْن أَي ذات نَظْمين.
ونظم مُكَرَّس ومُتَكَرِّس: بعضه فوق بعض.
وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض.
وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض، فقد كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ. ابن الأَعرابي: كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه على قلبه؛ والكُرَّاسة من الكتب سُمِّيت بذلك لتَكَرُّسِها. الجوهري: الكُرَّاسة واحدة الكُرَّاس (* قوله «الكراسة واحدة الكراس» إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أَراد أَنها واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، وقد حققته في شرح الاقتراح وغيره اهـ من هامش القاموس.) والكرارِيس؛ قال الكميت: حتى كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِيةٌ من التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار جمع سِفْر.
وفي حديث الصِّراط: ومنهم مَكْروسٌ في النار، بَدَل مُكَرْدَس وهو بمعناه.
والتَكرِيس: ضَمُّ الشيء بعضه إِلى بعض، ويجوز أَن يكون من كِرْس الدِّمْنة حيث تَقِف الدوابُّ.
والكِرْس: الجماعة من الناس، وقيل: الجماعة من أَيِّ شيء كان، والجمع أَكْراس، وأَكارِيسُ جمع الجمع؛ فأَما قول ربيعة بن الجحدر: أَلا إِن خَيْرَ الناس رِسْلاً ونَجْدَةً، بِعَجْلان، قد خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ فإِنه أَراد الأَكارِيس فحذف للضرورة، ومثله كثير.
وكِرس كل شيء: أَصله. يقال: إِنه لكريم الكِرْس وكَريم القِنْس وهما الأَصل؛ وقال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك: أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ الكِرْس: الأَصل.
والكُرْسِيّ: معروف واحد والكَرَاسِي، وربما قالوا كِرْسِيّ؛ بكسر الكاف.
وفي التنزيل العزيز: وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض؛ في بعض التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال. قال ابن عباس: كُرْسِيُّه عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا، واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً؛ قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل.
والانْكِراس: الانْكِباب.
وقد انْكَرَس في الشيء إِذا دخل فيه مُنْكَبّاً.
والكَرَوَّس، بتشديد الواو: الضخم من كل شيء، وقيل: هو العَظِيم الرأْس والكاهِلِ مع صَلابة، وقيل: هو العظيم الرأْس فقط، وهو اسم رجل. التهذيب: والكَرَوَّس الرجل الشديد الرأْس والكاهل في جِسْم؛ قال العجاج: فِينا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا ابن شميل: الكَرَوَّس الشديد، رجلٌ كَرَوَّس.
والكَرَوَّس: الهُجَيْمِي من شُعَرائهم.
والكِرْياس: الكَنِيف، وقيل: هو الكنِيف الذي يكون مُشْرفاً على سَطْح بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه قال: ما أَدْرِي ما أَصْنَع بهذه الكَرَاييِس، وقد نَهَى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل يعني الكُنُف. قال أَبو عبيد: الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، وهو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس. قال الأَزهري: سُمِّي كِرْياساً لما يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً ويتكرَّس مثل كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ، وهو فِعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال؛ قال الزمخشري: وفي كتاب العين الكِرْناس، بالون.

سوف (لسان العرب) [1]


سوف: كلمة معناها التنفيس والتأْخير؛ قال سيبويه: سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، أَلا ترى أَنك تقول سَوَّفْتُه إذا قلت له مرة بعد مَرَّة سَوْفَ أَفْعل؟ ولا يُفْصل بينها وبين أَفعل لأَنها بمنزلة السين في سيَفْعَل. ابن سيده: وأَما قوله تعالى ولسوف يُعْطيك ربُّك فترضى، اللام داخلة فيه على الفعل لا على الحرف، وقال ابن جني: هو حرف واشتقُّوا منه فِعْلاً فقالوا سَوَّفْتُ الرجل تسويفاً، قال: وهذا كما ترى مأْخوذ من الحرف؛ أَنشد سيبويه لابن مقبل: لو ساوَفَتْنا بِسَوْف من تَجَنُّبِها سَوْفَ العَيُوفِ لراحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا انتصب سوف العَيُوفِ على المصدر المحذوف الزيادة.
وقد قالوا: سو يكون، . . . أكمل المادة فحذفوا اللام، وسا يكون، فحذفوا اللام وأَبدلوا العين طَلَبَ الخِفَّةِ، وسَفْ يكون، فحذفوا العين كما حذفوا اللام. التهذيب: والسَّوْفُ الصبر.
وإنه لَمُسَوِّفٌ أَي صَبُور؛ وأَنشد المفضل:هذا، ورُبَّ مُسَوِّفينَ صَبَحْتُهُمْ من خَمْرِ بابِلَ لَذَّة للشارِبِ أَبو زيد: سَوَّفْت الرجل أَمْري تَسْويفاً أَي ملَّكته، وكذلك سَوَّمْته.
والتَّسْويف: التأْخير من قولك سوف أَفعل.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لعن المُّسَوِّفَة من النساء وهي التي لا تُجِيبُ زوجَها إذا دعاها إلى فراشه وتُدافِعُه فيما يريد منها وتقول سوف أَفْعَلُ.
وقولهم: فلان يَقْتاتُ السَّوْفَ أَي يَعِيشُ بالأَماني.
والتَسْوِيفُ: المَطْلُ.
وحكى أَبو زيد: سَوَّفْت الرجلَ أَمري إذا ملَّكته أَمرَك وحَكَّمته فيه يَصْنَعُ ما يشاء.
وسافَ الشيءَ يَسُوفُه ويَسافُه سَوْفاً وساوَفَه واسْتافه، كلُّه: شَمَّه؛ قال الشماخ: إذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ والاسْتِيافُ: الاشْتِمامُ. ابن الأعرابي: سافَ يَسُوفُ سَوْفاً إذا شمَّ؛ وأَنشد: قالت وقد سافَ مِجَذَّ المِرْوَدِ قال: المِرْوَدُ المِيلُ، ومِجَذُّه طرَفُه، ومعناه أَن الحسناء إذا كَحَلت عينيها مَسَحَتْ طَرَفَ الميل بشفتيها ليزداد حُمَّةً أَي سواداً.والمسافة: بُعْدُ المَفازةِ والطريق، وأَصله من الشَّمِّ، وهو أَن الدليل كان إذا ضَلَّ في فلاة أَخذ التراب فشمه فعلم أَنه على هِدْية؛ قال رؤبة: إذا الدليلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافةً، وقيل: سمي مسافة لأَن الدليل يستدل على الطريق في الفلاة البعيدة الطرفين بِسَوْفِه تُرابَها ليعلم أَعَلى قَصْدٍ هو أَم على جَوْرٍ؛ وقال امرؤ القيس: على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بِمَنارِه، إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقوله لا يُهْتَدى بِمَناره يقول: ليس به مَنار فَيُهْتَدى به، وإذا سافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده وقلة مائه.
والسَّوْفَةُ والسَّائفةُ: أَرض بين الرَّمل والجَلَد. قال أَبو زياد: السائفةُ: جانِبٌ من الرمل أَلينُ ما يكون منه، والجمع سَوائفُ؛ قال ذو الرمة: وتَبْسِم عن أَلْمَى اللِّثاتِ، كأَنه ذَرا أُقْحُوانٍ من أَقاحي السَّوائفِ وقال جابر بن جبلة: السائفة الحبل من الرمل. غيره: السائفة الرملة الرقيقة؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النعامة: كأَنَّ أَعْناقَها كُرَّاثُ سائفةٍ، طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ الهَيْشَرَةُ: شجرة لها ساقٌ وفي رأْسها كُعْبُرة شَهْباء، والسُّلُبُ: الذي لا وَرَقَ عليه، والسائفة: الشَّطُّ من السَّنام؛ قال ابن سيده: هو من الواو لكون الأَلف عيناً.
والسَّوافُ والسُّوافُ: الموتُ في الناسِ والمال، سافَ سَوْفاً وأَسافَه اللّه، وأَسافَ الرجلُ: وقَع في ماله السَّوافُ أَي الموت؛ قال طُفَيْل: فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ.
ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّلِ ابن السكيت: أَسافَ الرجلُ فهو مُسِيف إذا هلَك مالُه.
وقد سافَ المال نَفْسُه يَسُوفُ إذا هلَك.
ويقال: رماه اللّه بالسَّواف، كذا رواه بفتح السين. قال ابن السكيت: سمعت هِشاماً المَكْفُوفَ يقول لأَبي عمرو: إنَّ الأَصمعي يقول السُّواف، بالضم، ويقول: الأدْواء كلها جاءت بالضم نحو النُّحازِ والدُّكاعِ والزُّكامِ والقُلابِ والخُمالِ.
وقال أَبو عمرو: لا، هو السَّوافُ، بالفتح، وكذلك قال عُمارة بن عَقِيل بن بلال بن جرير؛ قال ابن بري: لم يروه بالفتح غير أَبي عمرو وليس بشيء.
وسافَ يَسُوفُ أَي هلَك ماله. يقال: أَسافَ حتى ما يَتَشَكى السُّوافَ إذا تعوَّد الحوادثَ، نعوذ باللّه من ذلك؛ ومنه قولُ حميد بن ثور: فيا لَهما من مُرسَلَيْنِ لِحاجَةٍ أَسافا من المالِ التِّلادِ وأَعْدَما وأَنشد ابن بري للمَرَّارِ شاهداً على السُّوافِ مَرَضِ المالِ: دَعا بالسُّوافِ له ظالماً، فذا العَرْشِ خَيْرَهما أَن يسوفا أَي احفظ خَيْرهما من أَن يسوف أَي يَهْلِك؛ وأَنشد ابن بري لأَبي الأَسود العِجْلي: لَجَذْتَهُمُ، حتى إذا سافَ مالُهُمْ، أَتَيْتَهُمُ في قابِلٍ تَتَجَدَّفُ والتَّجَدُّفُ: الافتِقارُ.
وفي حديث الدُّؤلي: وقف عليه أَعرابي فقال: أَكلَني الفَقْرُ ورَدَّني الدهرُ ضعيفاً مُسِيفاً؛ هو الذي ذهب مالُه من السُّوافِ وهو داء يأْخذ الإبل فَيُهْلِكُها. قال ابن الأَثير: وقد تفتح سينه خارجاً عن قِياس نَظائِره، وقيل: هو بالفتح الفَناءُ. أَبو حنيفة: السُّوافُ مَرَضُ المالِ، وفي المحكم: مرض الإبل، قال: والسَّوافُ، بفتح السين، الفَناء.
وأَسافَ الخارِزُ يُسِيفُ إسافةً أَي أَثْأَى فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ.
وأَسافَ الخَرَزَ: خَرمَه؛ قال الراعي: مَزَائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا قال ابن سيده: كذا وجدناه بخط عليّ بن حمزة مزائد، مهموز.
وإنها لَمُساوِفةُ السَّيْر أَي مُطِيقَتُه.
والسافُ في البناء: كلُّ صَفٍّ من اللَّبِن؛ يقال: سافٌ من البناء وسافانِ وثلاثة آسُف وهي السفوف.
وقال الليث: السافُ ما بين سافات البناء، أَلفه واو في الأَصل، وقال غيره: كل سَطْر من اللَّبِن والطين في الجدارِ سافٌ ومِدْماكٌ. الجوهري: السافُ كلُّ عَرَقٍ من الحائط.
والسافُ: طائر يَصِيدُ؛ قال ابن سيده: قَضينا على مجهول هذا الباب بالواو لكونها عيناً.والأَسْوافُ: موضع بالمدينة بعينه.
وفي الحديث: اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ. ابن الأَثير: هو اسم لحَرَمِ المدينة الذي حَرَّمه سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.
والنُّهَسُ: طائر يشبه الصُّرَدَ، مذكور في موضعه.

شجن (لسان العرب) [1]


الشَّجَنُ: الهمّ والحُزْن، والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ. شَجِنَ، بالكسر، شَجَناً وشُجُوناً، فهو شاجِنٌ، وشَجُنَ وتشَجَّنَ، وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ: أَحزنه؛ وقوله: يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غير الشَّواجِنِ إِنما يريد أَنهن لا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها من الصيد بل يَصِدْنَه ما شاء.
وشَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً: ناحت وتَحَزَّنتْ.
والشَّجَنُ: هَوَى النَّفْس.
والشَّجَنُ: الحاجة، والجمع أَشْجان، والشَّجَنُ، بالتحريك: الحاجة أَينما كانت؛ قال الراجز: إني سأُبْدي لكَ فيما أُبْدي لي شَجَنانِ: شَجَنٌ بنَجْدِ، وشَجَنٌ لي ببِلادِ الهِنْدِ (* قوله «ببلاد الهند» مثله في المحكم، والذي في الصحاح: ببلاد السند).
والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ؛ قال: ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ، والتَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ . . . أكمل المادة شَتَّى شُجُونُها ويروى: لُحونُها أَي لغاتها، وأَراد أَرضاً كانت له شَجَناً لا وَطَناً أَي حاجةً، وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتممه ابن بري وذكر عجزه: ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ، والْتَقَتْ رِفاقٌ به، والنفسُ شَتَّى شُجُونُها قال: ومن هذه القصيدة: رَغا صاحبي، عندَ البكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها وأَنشد ابن بري أَيضاً: حتى إذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ، وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قال: فلان كناية عن المعرفة، وهَنٌ كناية عن النكرة.
وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً: حَبَسَتْه، وشَجَنَتْني تشْجُنُني.
وما شَجَنَكَ عنا أَي ما حَبَسك، ورواه أَبو عبيد: ما شَجَرَكَ.
وقالوا: شاجِنَتي شُجُونٌ كقولهم عابِلَتي عُبُول.
وقد أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً. الليث: شَجُنْتُ شَجَناً أَي صار الشَّجَنُ فيَّ، وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بمعنى تذَكَّرْت، وهو كقولك فَطُنْتُ فَطَناً، وفَطِنْتُ للشيء فِطْنةً وفَطَناً؛ وأَنشد: هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تشَجَّنا والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ: الغُصْنُ المشتبك. ابن الأَعرابي: يقال شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن، وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ. الجوهري: والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عروق الشجر المشتبكة.
وبيني وبينه شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة.
والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة: الشُّعْبة من الشيء.
والشِّجْنة: الشُّعبة من العُنقود تُدْرِكُ كلها، وقد أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشجر: التف.
وفي المثل: الحديث ذو شُجُون أَي فنون وأَغراض، وقيل: أَي يدخل بعضه في بعض أَي ذو شُعَب وامْتِساك بعضُه ببعض؛ وقال أَبو عبيد: يُراد أَن الحديث يتفرَّق بالإنسان شُعَبُه ووَجْهُه؛ وقال أَبو طالب: معناه ذو فنون وتشَبُّث بعضه ببعض؛ قال أَبو عبيد: يضرب هذا مثلاً للحديث يستذكر به غيره؛ قال: وكان المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عن ضَبَّة بن أُدٍّ بهذا المثل، وقد ذكره غيره؛ قال: كان قد خرج لضبَّة ابن أُدٍّ ابنان: سَعْدٌ وسَعِيد في طلب إِبل، فرجع سعد ولم يرجع سعيد، فبينا هو يُسايِرُ الحرثَ بن كعب إذ قال له: في هذا الموضع قتلت فتى، ووصف صفة ابنه، وقال هذا سيفه، فقال ضَبَّةُ: أَرِني أَنْظُرْ إليه، فلما أَخذه عرف أَنه سيف ابنه، فقال: الحديث ذُو شُجُونٍ، ثم ضرب به الحرث فقتله؛ وفيه يقول الفرزدق: فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ، إنّ اسْتِعارَها كضَبَّةَ إذْ قال: الحديثُ شُجُونُ ثم إن ضبة لامه الناس في قتل الحرث في الأَشهر الحرم فقال: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ.
ويقال: إنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ.
والشُّجْنة والشِّجْنة: الرَّحِمُ المشتبكة.
وفي الحديث: الرَّحِمِ شِجْنة من الله مُعَلَّقة بالعرش تقول: اللهم صِلْ من وَصَلَني واقْطع من قطعني، أَي الرَّحِمُ مشتقة من الرَّحْمن تعالى؛ قال أَبو عبيدة: يعني قَرابةٌ من الله مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً أَو اتساعاً، وأَصل الشُّجْنة، بالكسر والضم، شُعْبة من غُصْن من غصون الشجرة، والشَّجْنةُ لغة فيه؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: الشُّجْنةُ الصِّهْرُ.
وناقة شَجَنٌ: مُتَداخِلَة الخَلْق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة؛ وفي حديث سَطِيح الكاهنِ: تجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَي ناقة مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شجرة مُتَشَجِّنَة أَي متصلة الأَغصان بعضها ببعض، ويروى: شزن، وسيجيء، والشِّجْنة، بكسر الشين: الصَّدْعُ في الجبل؛ عن اللحياني.
والشاجِنَةُ: ضرب من الأَوْدية يُنْبت نباتاً حسناً، وقيل: الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الوادي، واحدها شَجْن؛ قال ابن سيده: وإِنما قلت إن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبيدة حكى ذلك، وليس بالقياس لأَن فَعْلاً لا يكسَّر على فَواعل، لا سيما وقد وجدنا الشاجِنة، فأَنْ يكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولى؛ قال الطرماح: كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به نَهاراً، لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ وكذلك روى الأَزهري عن أَبي عمرو: الشَّواجِنُ أَعالي الوادي، واحدتها شاجِنَة.
وقال شِمرٌ: جمع شَجْنٍ أَشْجان. قال الأَزهري: وفي ديار ضبَّة وادٍ يقال له الشَّواجِنُ في بطنه أَطْواء كثيرة، منها لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ، ومياهُها عذبة. الجوهري: الشَّجْنُ، بالتسكين، واحدُ شُجُون الأَودية وهي طُرُقُها.
والشاجِنة: واحدة الشواجِنِ، وهي أَودية كثيرة الشجر؛ وقال مالك بن خالد الخُناعي: لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوِي على أَحَدٍ، إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ: جمع عاد كغَزِيٍّ جمع غازٍ، وقوله: يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لما هربوا تعلقت ثيابُهم بالطَّلْح فتركوها؛ وأَنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة: أَمِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ، عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وقول الحَذْلَمِيِّ: فضارِبَ الضَّبْه وذي الشُّجُونِ يجوز أَن يعني به وادياً ذا الشُّجون، وأَن يعني به موضعاً.
وشِجْنَة، بالكسر: اسم رجل، وهو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم؛ قال الشاعر: كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم يَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً، ولا من نَهْشَلِ.

غرف (العباب الزاخر) [1]


الغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ:
ومـا يَزَالُ لـهـا شَـأْوٌ يُوَقِّـرُهُ      مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ

يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ -بالتَّحريك-، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ:
أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به      إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ

سُقامُ: وادٍ. وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه.
وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها.
ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- عن الغارِفَةُ.
والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن . . . أكمل المادة تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ. وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً.
وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ:
جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ      بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ

ويُرْوى: "قَصِيْرٌ"، ويُرْوى: "صَعَّدَتْ له". وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ. وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ -بالضَّمِّ:- اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو: (إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً). بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ.
وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ. والغِرَافُ -أيضاً- مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ. والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به. وغرِفَتِ الإبل -بالكَسْر- تَغْرَفُ غَرَفاً -بالتَّحريك-: إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ. والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى:
كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَـرِيْفِ      إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا

ويُرْوى: "السَّدِيْرا"، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ.
وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ      كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ

وقال آخر:
لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْـتُ لَـهُ      منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ

والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول:
أنْفي به مَنْ رامَ منهـم فُـرْقَةً      وبمِثْلِهِ قـد تُـدْرَكُ الأوْتـارُ


والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير:
خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي      كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُـوْنِ

جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها. وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ. والغِرْيَفُ -مِثال حِذْيَمٍ-: ضَرْبٌ من الشجر.
وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ.
وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ:
رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ      يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِـرْيَفُ

وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ:
يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْـدِقٌ      بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

والغِرْيَفُ -أيضاً-: جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ:
كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفـا      هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا

وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ. وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ. والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ. وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه:
سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ      سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ

يعني به السماءَ السابعة. والغُرْفَةُ -أيضاً-: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ. والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ.
وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ. والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ. وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد. وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء. ونهرٌ غَرَّافٌ -بالفتح والتَّشديد-: كثيرُ الماء. والغَرّافُ -أيضاً- نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ. وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض. وغَرّافٌ -أيضاً-: فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه:
فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِسـاً      سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا

قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت. والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم:
تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِهـا فـإذا      قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ

رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته "لِشَيْءٍ" مكان "رُوَيْداً". والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه.

حزز (لسان العرب) [1]


الحَزُّ: قطْع في عِلاج، وقيل: هو في اللَّحْم ما كان غيرَ بائن، حَزَّه يَحُزُّه حَزّاً واحْتَزَّه احْتِزازاً.
وفي الحديث: أَنه احْتَزَّ من كَتِف شاة ثم صَلَّى ولم يتوضأْ؛ هو افْتَعَل من الحَزّ القَطْع، وقيل: الحَزُّ القطع من الشيء في غير إِبانَة؛ وأَنشد: وعَبْد يَغُوث تَحْجِل الطَّيْرُ حَوْله، قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ فجعل الحَزّ ههنا قَطْع العُنق، والمَحَزّ موضعه، وأَعطيته حِذْيَةً من لحم وحُزَّةً من لحم.
والتَّحَزُّز: التَّقَطُّع.
والحُزَّة: ما قطع من اللحم طولاً؛ قال أَعشى باهلة: تَكْفِيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بها من الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ ويقال: ما به وَذْيَةٌ، وهو مثل حُزَّة، وقيل: الحُزَّة القطعة من الكَبِد . . . أكمل المادة خاصة، ولا يقال في سَنام ولا لحم ولا غيره حُزّة.
والحازّ: قطع في كِرْكِرَة البعير، وهو اسم كالنّاكت والضَّاغط.
والحَزّ: الفَرْض في الشيء، الواحدة حَزَّة، وقد حَزَزْت العود أَحُزّه حَزّاً.
والحَزّ: فرض في العود والمِسْواك والعظم غير طائل.
والتَّحْزِيز: كثرة الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل، وربما كان ذلك في أَطراف الأَسنان، وهو الذي يسمى الأَشَر، وقد حزز أَسنانه، والتَّحْزِيزُ: أَثر الحَزّ أيضاً؛ قال المتنخل الهذلي: إِن الهَوان، فلا يَكْذِبكُما أَحدٌ، كأَنه في بَياضِ الجِلْدِ تَحْزِيز والتَّحَزُّز: التقطُّع.
وحَزَّ الشيءُ في صدره حَزّاً: حَكَّ.
والحَزازَة والحَزَازُ والحَزَّاز والحُزَّاز، كله: وجع في القلب من خوف؛ قال الشماخ يصف رجلاً باع قوساً من رجل وغبن فيه: فلما شراها فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً، وفي الصَّدْر حَزَّاز من الهَمِّ حامِزُ والحزَّاز: ما حَزَّ في القلب.
وكلّ شيء حَكّ في صدرك، فقد حَزّ، ويروى حُزَّاز.
والحَزْحَزَة: كالحُزّاز. الأَزهري: الحَزَازَة وجع في القلب من غيظ ونحوه، ويجمع حَزَازَات.
والحَزَاز أَيضاً: وجع كذلك، قال زفر بن الحرث الكلابي: وقد يَنْبُت المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى، وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هيا قال أَبو عبيد: ضربه مثلاً لرجل يُظهر مودّة وقلبه نَغِلٌ بالعداوة.
والحَزَاحِزُ: الحركات؛ قال أَبو كبير: وتَبَوَّأَ الأَبْطال، بعد حَزاحِزٍ، هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ والحَزَاز: هِبْرِيَةٌ في الرأْس كأَنه نُخالة، واحدته حَزَازَةٌ.
والحَزُّ: غامِضٌ من الأَرض ينقاد بين غليظتين.
والحَزِيزُ من الأَرض: موضع كثرت حجارته وغلظت كأَنها السَّكاكِين؛ وقيل: هو المكان الغليظ ينقاد.
وقال ابن دريد: الحَزِيزُ غلظ في الأَرض فلم يزد على ذلك. ابن شُميل: الحَزِيزُ ما غلظ وصَلُبَ من جَلَد الأَرض مع إِشْرافٍ قليل، قال: وإِذا جلست في بطن المِرْبَد فما أَشْرَفَ من أَعلاه فهو حَزِيزٌ.
وفي حديث مطرّف: لقيتُ عَلِيّاً بهذا الحَزِيز؛ هو المُنْهبط من الأَرض، وقيل: هو الغليظ منها، ويجمع على حُِزَّان؛ ومنه قصيد كعب بن زهير: تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ، إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان والمِيلُ وفي المحكم: والجمع أَحِزَّةٌ وحُزَّان وحِزَّانٌ؛ عن سيبويه؛ قال لبيد: بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها، قَفْرَ المَرَاقِبِ، خَوْفُها آرَامُها وقال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة: نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ، إِذا غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرابِ وقال زهير: تَهْوي مَدافِعُها في الحَزْنِ ناشِزَة الـ أَكتاف، نَكَّبَها الحِزَّانُ والأَكَمُ وقد قالوا: حُزُزٌ، فاحتملوا التضعيف؛ قال كثير عزة: وكم قد جاوَزَت نِقْضي إِليكمْ من الحُزُزِ الأَماعِرِ والبِرَاقِ قال: وليس في القِفاف ولا في الجبال حِزَّانٌ إِنما هي جَلَد الأَرض، ولا يكون الحَزيز إِلاَّ في أَرض كثيرة الحَصْباء.
والحَزِيزُ والحَزَازُ من الرجال: الشديدُ على السَّوق والقتال والعمل؛ قال: فَهْيَ تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ أَي من حَزَازٍ حَزِقٍ،وهو الشيديد جَذْبِ الرِّباط، وهذا كقولك: هذا ذُو زَيْد وأَتانا ذو تَمْرٍ؛ قال الأَزهري: والمعنى هذا زيد وأَتانا تمر. قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول مرّ بنا ذو عَوْن بن عَدِيّ، يريد: مرَّ بنا عون بن عدّي، قال: ومثله كثير في كلامهم، قال: ويقال أَخذ بحُزَّته أَي بعنقه، قال: وهو من السراويل حُزَّة وحُجْزَة، والعنق عندي مشبه به، وحُزَّة السراويل: حُجْزته؛ قال الأَزهري: وقيل أَراد بحُجْزَته، وهي لغة فيها. الأَصمعي: تقول حُجْزة السراويل ولا تقل حُزَّة. ابن الأَعرابي: يقال حُجْزَتُه وحُذْلته وحُزَّتُه وحُبْكَتُه، والحُزَّةُ العُنق.
وفي الحديث: آخذ بحُزَّته، والحُزَّة من السراويل الحُجْزة.
وفي الحديث عن ابن مسعود، رضي الله عنه: الإِثْم حُزّاز القلوب؛ هي الأُمور التي تَحُزُّ فيها أَي تُؤَثر كما يؤَثر الحَزُّ في الشيء، وهو ما يخطر فيها من أَن تكون معاصي لفقد الطمأْنينة إِليها،وهي بتشديد الزاي جمع حازٍّ. يقال إِذا أَصاب مِرْفَقَ البعير طَرَفُ كِرْكِرَتِه فقطعه وأَدماه، قيل: به حازٌّ.
وقال الليث: يعني ما حَزَّ في القلب وحَكَّ.
وقال العَدَبَّس الكناني: العَرَك والحازّ واحد، وهو أَن يُحَزَّ في الذراع حتى يُخْلَصَ إِلى اللحم ويُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة.
وقال ابن الأَعرابي: إِذا أَثَّر فيه قيل ناكِتٌ، فإِذا حَزَّ به قيل به حازٌّ، فإِذا لم يُدْمه فهو الماسح؛ ورواه شمر: الإِثم حَوَّاز القلوب، بتشديد الواو، أَي يَحُوزها ويتملكها ويغلب عليها، ويروى: الإِثم حَزَّازُ القلوب، بزايين الأُولى مشددة، وهو فعَّال من الحَزّ.
والحَزّ: الحِينُ والوقت؛ قال أَبو ذؤَيب: حتى إِذا حَزَزَتْ مِياهُ رُزُونِهِ، وبأَيِّ حَزّ مَلاوَةٍ يتقطع أَي بأَي حين من الدهر.
والحَزَّة: الساعة؛ يقال: أَيَّ حَزَّة أَتيتني قضيتُ حقك؛ وأَنشد: وأَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعي أَي أَبَنْت لهم قولي حين ادَّعيت إِلى قومي فقلت: أَنا فلان بن فلان. قال أَبو الهثيم: سمعت أَبا الحسن الأَعرابي يقول لآخر: أَنت أَثقل من الخاثر، وفسره فقال: هو حَزَّاز يأْخذ على رأْس الفؤاد يُكْره على غِبِّ تُخَمة.
وبعير مَحْزوز: موسوم بِسِمَة الحُزّة يُحَزُّ بشَفْرة ثم يفتل. ابن الأَعرابي: الحَزّ الزيادة على الشرف؛ يقال: ليس في القبيل أَحد يَحُزُّ على كرم فلان أَي يزيد عليه. الأَزهري: قال مبتكر الأَعرابي: المُحازَّة الاسْتِقْصاء، تقول: بيننا حِزاز شديد أَي استقصاء، وبينهما شركة حِزَازٍ إِذا كان كل واحد منهما لا يَثِق بصاحبه.
والحَزْحَزة: من فعل الرئيس في الحرب عند تَعْبِيَة الصفوف، وهو أن يقدّم هذا ويؤخر هذا؛ يقال: هم في حَزاحِز من أَمرهم؛ قال أَبو كبير الهذلي:وتَبَوَّأَ الأَبْطالُ، بعد حَزاحِزٍ، هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخ المَوْحِف والموحف: المَنْزل بعينه، وذلك أَن البعير الذي به النُّحاز يترك في مُناخه لا يثار حتى يبرأَ أَو يموت. أَبو زيد: من أَمثالهم: حَزَّت حازَّةٌ من كُوعِها؛ يضرب عند اشتغال القوم، يقول: فالقوم مشغولون بأُمورهم عن غيرها أَي فالحازّة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها.
وتَحَزْحَز عن الشيء: تَنَحَّى.
والحَزُّ: موضع بالسَّرَاة.
وحَزَّازٌ: اسم.
وأَبو الحَزَّاز: كنية أَرْبدَ أَخي لبيد الذي يقول فيه: فَأَخي إِن شَرِبُوا من خَيْرهم، وأبو الحَزَّاز من أَهل مَلِك

سبد (لسان العرب) [1]


السَّبَدُ: ما يطلع من رؤوس النبات قبل أَن ينتشر، والجمع أَسباد؛ قال الطرماح: أَو كأَسبادِ النَّصِيَّةِ، لم تَجْتَدِلْ في حاجر مُسْتَنامْ وقد سَبَّدَ النباتُ. يقال: بأَرض بني فلان أَسبادٌ أَي بقايا من نبت، واحدها سَبَدٌ؛ وقال لبيد: سَبَداً من التَّنُّومِ يَخْبِطُه النَّدَى، ونَوادراً من حَنْظلٍ خُطْبَانِ وقال غيره: أَسبَدَ النَّصِيُّ إِسباداً، وتسبد تسبداً إِذا نبت منه شيء حديث فيما قَدُمَ منه، وأَنشد بيت الطرماح وفسره فقال: قال أَبو سعيد: إِسباد النَّصِيَّةِ سَنَمَتها وتسميها العرب الفوران لأَنها تفور؛ قال أَبو عمرو: أَسبادُ النَّصِيِّ رؤُوسه أَوّل ما يَطلع، جمع سَبَدٍ؛ قال الطرماح يصف قِدحاً فائزاً: مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ، خَصْلُ الجَوارِي، . . . أكمل المادة طرائفٌ سَبَدُهْ أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه وكسبه.
والسُّبَدُ: الشُّؤْم؛ حكاه الليث عن أَبي الدُّقيش في قوله: امرُؤُ القيس بن أَرْوَى مولياً، إِن رآني لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ قلت: بحراً قلت: قولاً كاذباً، إِنما يمنعني سيفي ويَدْ والسَّبَدُ: الوَبَر، وقيل: الشعر.
والعرب تقول: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له ذو وبر ولا صوف متلبد، يكنى بهما عن الإِبل والغنم؛ وقيل يكنى به عن المعز والضأْن؛ وقيل: يكنى به عن الإِبل والمعز، فالوبر للإِبل والشعر للمعز؛ وقال الأَصمعي: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له قليل ولا كثير؛ وقال غير الأَصمعي: السبد من الشعر واللبد من الصوف، وبهذا الحديث سمي المال سبَداً.
والسَّبُّود: الشعر.
وسَبَّدَ شعره: استأْصله حتى أَلزقه بالجلد وأَعفاه جميعاً، فهو ضد؛ وقوله: بأَنَّا وقعنا من وليدٍ ورَهْطهِ خِلافَهمُ، في أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ عنى بأُم فأْر الداهية، ويقال لها: أُم أَدراص.
والدِّرْصُ يقع على ابن الكلبة والذِّئبة والهرة والجُرَذ واليَرْبُوع فلم يستقم له الوزن؛ وهذا كقوله: عَرَق السِّقاء على القَعودِ اللاغِبِ أَراد عَرَقَ القِرْبَة فلم يستقم له.
وقوله مُسَبَّد إِفراط في القول وغلوّ، كقول الآخر: ونحن كشفنا من معاويةَ التي هي الأُمُّ، تغشى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عنى الدماغ لأَن الدماغ يقال لها فرخ، وجعله منقنقاً على الغلوِّ.
والتسبيد: أَن ينبت الشعر بعد أَيام.
وقيل: سَبَّدَ الشعرُ إِذا نبت بعد الحلق فبدا سواده.
والتسبيد: التشعيث.
والتسبيد: طلوع الزَّغَب؛ قال الراعي: لَظَلَّ قُطاميٌّ وتحتَ لَبانِه نَواهِضُ رُبْدٌ، ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذكر الخوارج فقال: التسبيد فيهم فاشٍ. قال أَبو عبيد: سأَلت أَبا عبيدة عن التسبيد فقال: هو ترك التدهن وغسل الرأْس؛ وقال غيره: هو الحلق واستئصال الشعر؛ وقال أَبو عبيد؛ وقد يكون الأَمران جميعاً.
وفي حديث آخر: سيماهم التحليق والتسبيد.
وسَبَّدَ الفرخُ إِذا بدا ريشه وشوّك؛ وقال النابغة الذبياني في قصر الشعر: مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قوادِمُه في حاجب العين، من تسْبيدِه، زَبَبُ يصف فرخ قطاة حَمَّمَ وعنى بتسبيده طلوع زغبه.
والمنهرت: الواسع الشدق.
وقوادمه: أَوائل ريش جناحه.
والزبب: كثرة الزغب؛ قال: وقد روي في الحديث ما يثبت قول أَبي عبيدة؛ روي عن ابن عباس أَنه قدم مكة مُسَبِّداً رأْسه فأَتى الحجر فقبله؛ قال أَبو عبيد: فالتسبيد ههنا ترك التدهن والغسل، وبعضهم يقول التسميد، بالميم، ومعناهما واحد؛ وقال غيره: سَبَّدَ شعرُه وسَمَّدَ إِذا نبت بعد الحلق حتى يظهر.
وقال أَبو تراب: سمعت سليمان بن المغيرة يقول: سَبَّدَ الرجل شعره إِذا سَرَّحَه وبله وتركه، قال: لا يُسَبِّدُ ولكنَّه يُسَبِّدُ (* قوله «لا يسبد ولكنه يسبد» كذا بالأصل.
ولعل معناه: لا يستأصل شعره بالحلق ولا يترك دهنه ولكنه يسرحه ويغسله ويتركه فيكون بينهما الجناس التام) .
وقال أَبو عبيد: سَبَّدَ شعرَه وسَمَّدَه إِذا استأْصله حتى أَلحقه بالجلد. قال: وسَبَّدَ شعرَه إِذا حلقه ثم نبت منه الشيء اليسير.
وقال أَبو عمرو: سَبَدَ شعرَه وسَبَّده وأَسْبَدَه وسَبَتَه وأَسبَتَه وسَبَّتَه إِذا حلقه.
والسُّبَدُ: طائر إِذا قَطَرَ على ظهره قطرةٌ من ماء جَرى؛ وقيل: هو طائر لين الريش إِذا قطر الماء على ظهره جرى من فوقه للينه؛ قال الراجز: أَكُلَّ يوم عرشُها مَقِيلي، حتى ترى المِئْزَرَ ذا الفُضولِ، مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسيلِ والعرب تسمي الفرس به إِذا عرق؛ وقيل: السُّبَدُ طائر مثل العُقاب؛ وقيل: هو ذكر العقبان، وإِياه عنى ساعدة بقوله: كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، غَدَاةَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسِيلُ وجمعه سِبْدانٌ؛ وحكى أَبو منجوف عن الأَصمعي قال: السُّبَدُ هو الخُطَّاف البَرِّيُّ، وقال أَبو نصر: هو مثل الخطاف إِذا أَصابه الماء جرى عنه سريعاً، يعني الماء؛ وقال طفيل الغنوي: تقريبُه المَرَطَى والجَوزُ مُعْتَدِلٌ، كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ المرطى: ضرب من العدو.
والجوز: الوسط.
والسُّبَدُ: ثوب يُسَدُّ به الحوضُ المَرْكُوُّ لئلا يتكدر الماء يفرش فيه وتسقى الإِبل عليه وإِياه عنى طفيل؛ وقول الراجز يقوي ما قال الأَصمعي:حتى ترى المئزر ذا الفضول، مثل جناح السُّبَدِ المغسول والسُّبَدَةُ: العانة (* قوله «والسبدة العانة» وكذلك السبد كصرد كما في القاموس وشرحه).
والسِّبَدَةُ: الداهية.
وإِنه لَسِبْدُ أَسباد أَي داه في اللصوصية.
والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتى: النمر، وقيل الأَسد؛ وأَنشد يعقوب: قَرْمٌ جَوادٌ من بني الجُلُنْدى، يمشي إِلى الأَقران كالسَّبَنْدَى وقيل: السبندى الجريء من كل شيء، هذلية؛ قال الزَّفَيَان: لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَى، أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِيّاً مَعْدَا أَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَنْدَى، يَدَّرِعُ الليلَ إِذا ما اسْوَدَّا وقيل: هو الجريء من كل شيء على كل شيء، وقيل: هي اللَّبْوَةُ الجريئة، وقيل: هي الناقة الجريئة الصدر وكذلك الجمل؛ قال: على سَبَنْدَى طالما اعْتَلى به الأَزهري في الرباعي: السَّبَنْدى الجريء، وفي لغة هذيل: الطويل، وكل جريء سَبَنْدى وسَبَنْتى.
وقال أَبو الهيثم: السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ ويوصف بها السبع؛ وقول المُعَذَّلِ بن عبد الله: من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَه يُصَرِّفُ سِبْداً، في العِيانِ، عَمَرَّدا ويروى سِيداً. قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أَي تصب.
والعمرَّد: الطويل، وظن بعضهم أَن هذا البيت لجرير وليس له، وبيت جرير هو قوله: على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحَى، إِذا عاد فيه الركضُ سِيداً عَمرَّدا

خرر (لسان العرب) [1]


الخَرِيرُ: صوت الماء والريح والعُقاب إِذا حَفَّتْ، خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ خَرِيراً وخَرْخَر، فهو خارٌّ؛ قال الليث: خَرِيرُ العُقاب حَفِيفُه؛ قال: وقد يضاعف إِذا توهم سُرْعَة الخَرِيرِ في القَصَبِ ونحوه فيحمل على الخَرْخَرَةِ، وأَما في الماء فلا يقال إِلاَّ خَرْخَرَةً.
والخَرَّارَةُ: عَيْنُ الماءِ الجارِيَةُ، سميت خَرَّارَةً لِخَرِيرِ مائها، وهو صوته.
ويقال للماء الذي جَرَى جَرْياً شديداً: خَرَّ يَخِرُّ؛ وقال ابن الأَعرابي: خَرَّ الماءُ يَخِرُّ، بالكسر، خَرّاً إِذا اشتدّ جَرْيُه؛ وعينٌ خَرَّارَةٌ، وخَرَّ الأَرضَ خَرّاً.
وفي حديث ابن عباس. من أَدخل أُصْبُعَيْهِ في أُذنيه سَمِعَ خَرِيرَ الكَوْثَرِ؛ خَرِيرُ الماء: صَوْتُه، أَراد مثل صوت خرير الكوثر.
وفي حديث قُسٍّ: إِذا أَنا بعين خَرَّارَةٍ أَي كثيرة . . . أكمل المادة الجَرَيانِ.
وفي الحديث ذِكْرُ الخَرَّارِ، بفتح الخاء وتشديد الراء الأُولى، موضع قُرْبَ الجُحْفَةِ بعث إِليه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، سَعْدَ بن أَبي وَقَّاصٍ في سَرِيَّةٍ.
وخَرَّ الرجلُ في نومه: غَطَّ، وكذلك الهِرَّةُ والنَّمِرُ، وهي الخَرْخَرَةُ.
والخَرْخَرَةُ: صوتُ النائِم والمُخْتَنِقِ؛ يقال: خَرَّ عند النوم وخَرْخَرَ بمعنى.
وهِرَّةٌ خَرُورٌ: كثيرة الخَرِيرِ في نومها؛ ويقال: للهِرَّةِ خُرُورٌ في نومها.
والخَرْخَرَةُ: صوتُ النَّمِر في نومه، يُخَرْخِرُ خَرْخَرَةً ويَخِرُّ خَرِيراً؛ ويقال لصوته: الخَرِيرُ والهَرِيرُ والغَطِيطُ.
والخَرْخَرَةُ: سُرْعَةُ الخَرِير في القَصَب ونحوها.
والخَرَّارَةُ: عود نحو نصف النعل يُوثَقُ بخيط فَيُحَرَّكُ الخَيْطُ وتُجَرُّ الخَشَبَةُ فَتَصَوِّتُ تلك الخَرَّارَةُ؛ ويقال لخُذْرُوف الصِّبِي التي يُدِيرُها: خَرَّارَةٌ، وهو حكاية صوتها: خِرْخِرْ.
والخَرَّارَةُ: طائر أَعظم من الصُّرَدِ وأَغلظ، على التشبيه بذلك في الصوت، والجمع خَرَّارٌ؛ وقيل: الخَرَّارُ واحِدٌ؛ وإِليه ذهب كراع.
وخَرَّ الحَجَرُ يَخُرُّ خُرُوراً: صَوَّتَ في انحداره، بضم الخاء، من يَخُرُّ .
وخَرَّ الرجلُ وغيره من الجبل خُرُوراً.
وخَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَى من الجبل.
وخَرَّ الرجلُ يَخُرُّ إِذا تَنَعَّمَ.
وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سقط، قاله بضم الخاء؛ قال أَبو منصور وغيره: يقول خَرَّ يَخِرُّ، بكسر الخاء.
والخُرْخُورُ: الرجل الناعم في طعامه وشرابه ولباسه وفراشه.
والخارُّ: الذي يَهْجُمُ عليك من مكان لا تعرفه؛ يقال: خَرَّ علينا ناسٌ من بني فلان.
وخَرَّ الرجلُ: هجم عليك من مكان لا تعرفه.
وخَرَّ القومُ: جاؤوا من بلد إِلى آخر، وهم الخَرَّارُ والخَرَّارَةُ.
وخَرُّوا أَيضاً: مَرُّوا، وهم الخَرَّارَةُ لذلك.
وخَرَّ الناسُ من البادية في الجَدْبِ: أَتوا.
وخَرَّ البناء: سقط.
وخَرَّ يَخِرُّ خَرّاً: هَوَى من عُلْوٍ إِلى أَسفل. غيره: خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ، بالكسر والضم، إِذا سقط من علو.
وفي حديث الوضوء: إِلاَّ خَرَّت خطاياه؛ أَي سقطت وذهبت، ويروى جَرَتْ، بالجيم، أَي جَرَتْ مع ماء الوضوء.
وفي حديث عمر: قال الحرث بن عبدالله: خَرِرْتَ من يديك أَي سَقَطْتَ من أَجل مكروه يصيب يديك من قطع أَو وجع، وقيل: هو كناية عن الخجلِ؛ يقال: خَرِرْتُ عن يدِي أَي خَجِلْتُ، وسياق الحديث يدل عليه، وقيل: معناه سَقَطْتَ إِلى الأَرض من سبب يديك أَي من جنايتهما، كما يقال لمن وقع في مكروه: إِنما أَصابه ذلك من يده أَي من أَمر عمله، وحيث كان العمل باليد أُضيف إليها.
وخَرَّ لوجهه يَخِرُّ خَرّاً وخُرُوراً: وقع كذلك.
وفي التنزيل العزيز: ويَخِرُّونَ للأَذقان يبكون.
وخَرَّ لله ساجداً يَخِرُّ خُرُوراً أَي سقط.
وقوله عز وجل: ورفع أَبويه على العرش وخرُّوا له سُجَّداً؛ قيل: خَرُّوا لله سجداً، وقيل: إِنهم إِنما خَرُّوا ليوسف لقوله في أَوّل السورة: إِني رأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكباً والشمسَ والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجدين؛ وقوله عز وجل: والذين إِذا ذُكِّرُوا بآيات ربهم لم يَخِرُّوا عليها صُمّاً وعُمياناً؛ تأْويله: إِذا تليت عليهم خَرُّوا سُجَّداً وبكياً سامعين مبصرين لما أُمروا به ونهوا عنه؛ ومثله قول الشاعر: بأَيْدِي رِجالٍ لم يَشِيمُوا سُيوفَهُمْ، ولم تَكْثُر القَتْلَى بها حِينَ سُلَّتِ أَي شَامُوا سيوفهم وقد كثرت القتلى.
وخَرَّ أَيضاً: مات، وذلك لأَن الرجل إِذا ماتَ خَرَّ.
وقوله: بايعتُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ لا أَخرَّ إِلاَّ قائماً؛ معناه أَنْ لا أَمُوتَ لأَنه إِذا مات فقد خَرَّ وسقط، وقوله إِلاَّ قائماً أَي ثابتاً على الإِسلام؛ وسئل إِبراهيم الحَرْبِيُّ عن قوله: أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً، فقال: إِني لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ بها منتصباً لها. الأَزهري: وروي عن حَكِيم بنِ حِزامٍ أَنه أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أُبايعك أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً، قال الفراء: معناه أَن لا أُغبن ولا أَغبن، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لستَ تُغْبَنُ في دين الله ولا في شيء من قِبَلِنا ولا بَيْعٍ؛ قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم، أَما من قِبَلِنَا فلست تخرّ إِلاَّ قائماً أَي لسنا ندعوك ولا نبايعك إِلاَّ قائماً أَي على الحق؛ ومعنى الحديث: لا أَموت إِلاَّ متمسكاً بالإِسلام، وقيل: معناه لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ منتصباً له؛ وقيل: معناه لا أُغبن ولا أَغبن؛ وخَرَّ الميتُ يَخِرُّ خَرِيراً، فهو خارٌّ.
وقوله تعالى: وخَرُّوا له سُجَّداً؛ قال ثعلب: قال الأَخفش: خَرَّ صار في حال سجوده؛ قال: ونحن نقول، يعني الكوفيين، بضربين بمعنى سَجَدَ وبمعنى مَرَّ من القوم الخَرَّارَةِ الذين هم المارَّةُ.
وقوله تعالى: فلما خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ؛ ويجوز أَن تكون خَرَّ هنا بمعنى وَقَعَ، ويجوز أَن تكون بمعنى مات.
وخُرَّ إِذا أُجْرِيَ.
ورجل خارٌّ: عاثِرٌ بعد استقامةٍ؛ وفي التهذيب: وهو الذي عَسَا بعد استقامة.
والخِرِّيانُ: الجَبَانُ، فِعْلِيانٌ منه؛ عن أَبي علي.
والخَرِيرُ: المكان المطمئن بين الرَّبْوَتَيْنِ ينقاد، والجمع أَخِرَّةٌ؛ قال لبيد: بأَخِرَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبأْ فَوْقَها قَفْرَ المراقِبِ خَوْفُها آرامُها (* قوله: «بأَخرة الثلبوت» بفتح المثلثة واللام وضم الموحدة وسكون الواو فمثناة فوقية: واد فيه مياه كثيرة لبني نصر بن قعين كما في ياقوت). فأَما العامة فتقول أَحزَّة، بالحاء المهملة والزاي، وهو مذكور في موضعه، وإِنما هو بالخاء.
والخُرُّ: أَصل الأُذن في بعض اللغات.
والخُرُّ أَيضاً: حَبَّةٌ مدوّرةُ صفَيْراءُ فيها عُلَيْقمَةٌ يسيرة؛ قال أَبو حنيفة: هي فارسية.
وتَخَرْخَرَ بَطْنُه إِذا اضطرب مع العِظَمِ، وقيل: هو اضطرابه من الهزال؛ وأَنشد قول الجعدي: فأَصْبَحَ صِفْراً بَطْنُه قد تَخَرْخَرَا وضرب يده بالسيف فأَخَرَّها أَي أَسقطها؛ عن يعقوب.
والخُرُّ من الرَّحَى: اللَّهْوَةُ، وهو الموضع الذي تلقي فيه الحنطة بيدك كالخُرِّيِّ؛ قال الراجز: وخُذْ بِقَعْسَرِيِّها، وأَلْهِ في خُرِّيّها، تُطْعِمْكَ من نَفِيِّها والنَّفِيُّ، بالفاء: الطحين، وعنى بالقَعْسَرِيّ الخشبة التي تدار بها الرحى.

ثمم (لسان العرب) [1]


ابن الأَعرابي: ثُمَّ إِذا حُشي، وثُمَّ إِذا أُصلِحَ. ابن سيده: ثَمّ يَثُمُّ، بالضم، ثَمّاً أَصلَح.
وثمَمْت الشيء أَثُمُّه، بالضم، ثَمّاً إِذا أَصلَحته ورمَمْتَه بالثُّمام؛ ومنه قيل: ثَمَمْت أُموري إِذا أَصلَحتها ورمَمْتَها.
ورُوي عن عُرْوة بن الزبير أَنه ذكر أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فيه: كنَّا أَهلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ حتى استَوى على عُمَمِه وعَمَمِه؛ قال أَبوعبيد: المحدّثون هكذا يَرْوُونه، بالضم، ووجْهه عندي بالفتح.
والثَّمُّ: إِصلاحُ الشيء وإِحكامُه، وهو والرَّمُّ بمعنى الإِصلاح، وقيل: هما، بالضم، مصدران كالشكر أَو بمعنى المفعول كالذُّخْر أَي كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمُتَولِّين لإِصلاح شأْنه، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ ثَمّاً؛ وقال هِمْيان بن قُحافة يذكر الإِبل وأَلْبانَها: حتى إِذا ما . . . أكمل المادة قضَتِ الحوائجا، ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجا منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا قال: أَراد أَنهم شدُّوها وأَحكَموها، قال: والنَّواشجُ الممتلئة؛ قال أَبو منصور: يعني بقوله ثَمُّوا الأَوْطُب النَّواشِجَ أَي فَرشوا لها الثُّمامَ وظَلَّلوها به، قال: وهكذا سمعت العرب تقول: ثَمَمْت السِّقاء إذا فَرَشْت له الثُّمام وجعلتَه فوقه لئلا تُصيبه الشمسُ فَيَتَقطَّع لَبَنُه.
والثُّمامُ: نَبْت معروف في البادية ولا تَجْهَدُه النَّعَم إِلاَّ في الجُدوبة، قال: وهو الثُّمَّةُ أَيضاً، وربما خفِّف فقيل: الثُّمَة، والثُّمَةُ: الثُّمامُ.
ورجلٌ مِعَمٌّ مِثَمٌّ مِلَمٌّ للذي يُصْلح الأَمْر ويقوم به. ابن شميل: المِثَمُّ الذي يَرْعَى على مَن لا راعِيَ له، ويُفْقِرُ مَنْ لا ظهر له، ويَثُمُّ ما عجز عنه الحيُّ من أَمرهم، وإِذا كان الرجل شديداً يأْتي من وراء الصاغية ويحمل الزيادة ويردُّ الرِّكاب قيل له: مِثَمٌّ، وإِنه لَمِثَمٌّ لأَسافِل الأَشياء.
ومَثَمُّ الفَرس، بالفتح: منقطَع سُرَّتِه، والمَثَمَّةُ مثله.
وثَمَّ الشيءَ يَثُمه ثَمّاً: جمعه، وأَكثرُ ما يُستعمَل في الحَشيش.
ويقال: هو يَثُمُّه ويقمُّه أَي يَكْنُسُه ويَجمع الجيِّد والرَّديء.
ورجل مِثَمٌّ ومِقَمٌّ، بكسر الميم، إِذا كان كذلك، ومِثَمَّةٌ ومِقَمَّةٌ أَيضاً، الهاء للمبالغة.
وقال أَعرابي: جَعْجَع بي الدهرُ عن ثُمِّه ورُمِّه أَي عن قليله وكثيره.
والثُّمَّةُ، بالضم: القَبْضة من الحشيش.
وثَمَّ يده بالحشيشِ أَو الأَرضِ: مَسَحها، وثَمَمْت يدي كذلك.
وانْثَمَّ عليه أَي انْثال عليه.
وانْثَمَّ جسمُ فلان أَي داب مثل انْهَمَّ؛ عن ابن السكيت. أَبو حنيفة: الثُّمُّ لغة في الثُّمامِ، الواحدة ثُمَّةٌ؛ قال الشاعر: فأَصبح فيه آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، وثُمٍّ على عَرْش الخيام غَسيِل وقالوا في المَثَلِ لنَجاحِ الحاجة: هو على رأْس الثُّمَّة؛ وقال: لا تَحْسبي أَنَّ يَدي في غُمَّهْ، في قَعْر نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ جَمَّهْ، أَمسحُها بتُرْبَةٍ أَو ثُمَّهْ وثَمَّتِ الشاةُ الشيءَ والنَّباتَ بفِيها تَثُمُّه ثَمّا، وهي ثَمُومٌ: قَلَعَتْه بفِيها، وكلَّ ما مرَّت به، وهي شاة ثَمُومٌ. الأُموي: الثَّمُومُ من الغنم التي تَقْلَع الشيء بفيها، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ، والعرب تقول للشيء الذي لا يَعسُر تَناوُلُه: هو على طَرَف الثُّمام، وذلك أَن الثُّمامَ لا يَطول فيَشُقّ تناوُلُه. أَبو الهيثم: تقول العرب في التشبيه هو أَبوه على طَرَف الثُّمَّة إِذا كان يُشْبهه، وبعضهم يقول الثَّمَّة، مفتوحة. قال: والثُّمَّة الثُّمام إِذا نُزِع فجعل تحت الأَساقي. يقال: ثَمَمْتُ السِّقاء أَثُمُّه إِذا جعلت تحتَه الثُّمَّة، ويقال: ثُمَّ لها أَي اجْمع لها.
وثَمَّ الشيءَ يَثُمُّه وثَمَّمَهُ: وطِئَه، والاسم الثُّمُّ، وكذلك ثَمَّ الوَطْأَة.
وثَمَّمَ الكثيرُ: لغة في ثَمَّمَ (* قوله «وكذلك ثم الوطأة وثمم الكثير لغة في ثمم» هكذا في الأصل)، ويقال ذلك على الثُّمَّة، يضرَب مثلاً في النجاح.
وانْثَمَّ الشيخ انْثِماماً: ولَّى وكَبِرَ وهَرِمَ.
وثَمَّ الطَّعامَ ثَمّاً: أَكلَ جَيِّده.
وما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقيهم وآنِيتَهُم، والرُّمُّ مَرمَّةُ البيت.
وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً أَي قليلاً ولا كثيراً، لا يُستعمل إِلاَّ في النفي. قال أَبو منصور: الثُّمُّ والرُّمُّ صحيح من كلام العرب. قال أَبو عمرو: الثُّمُّ الرُّمُّ؛ وأَنشد لأَبي سلمة المحاربي: ثَمَمْت حوائجي ووَذَأْتُ عَمْراً، فبئس مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغاب (* قوله «ووذأت عمراً» في نسخة: بشراً وهو كذلك في الصحاح هنا وفي مادة وذأ، وفي الأصل: الشعاب بالشين المعجمة والعين المهملة.
وفي الصحاح في المادتين المذكورتين: السغاب بالسين المهملة والغين المعجمة). ثَمَمْت: أَصلحت؛ ومنه قولهم: كنَّا أَهل ثُمِّه ورُمِّه.
والثُّمامُ: شجر، واحدته ثُمامة وثُمَّة؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: لا أَدري كيف ذلك، وبه فسر قولهم: هو لك على رأْس الثُّمَّةِ، وبها سمي الرجل ثُمامة.
والثُّمام: نبت ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص، وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاص البيوت؛ قال الشاعر يصف ضعيف الثُّمام: ولو أَنّ ما أَبْقَيْت مِني مُعَلَّقٌ بعُودِ ثُمامٍ، ما تأَوَّدَ عُودُها وفي حديث عمر: اغْزوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قبل أَن يصير ثُماماً ثم رُماماً ثم حُطاماً؛ والثُّمام: نبت ضعيف قصير لا يطول، والرُّمامُ: البالي، والحُطامُ: المتَكسِّر المُتَفَتِّت؛ المعنى: اغْزُوا وأَنتم تُنْصَرون وتُوفِّرُون غنائمكم قبل أَن يَهِنَ ويَضْعُف ويصير كالثُّمام.
والثُّمام: ما يَبِس من الأَغْصان التي توضَع تحت النَّضَدِ.
وبيتٌ مَثْمومٌ: مُغَطىًّ بالثُّمامِ، وكذلك الوَطْب، وهو على طَرَف الثُّمام أَي ممكن لا مُحال؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري: الثُّمامُ أَنواع: فمنها الضَّعَة ومنها الجَليلةُ ومنها الغَرَفُ، وهو شبيه بالأَسَل وتُتَّخذ منه المَكانِس ويُظَلَّل به المَزاد فيُبَرِّد الماء.
وشاة ثَمومٌ: تأْكل الثُّمامَ، وقد قلنا إِنها التي تقلَع الشيء بفِيها. ابن السكيت: ثَمَّمْتُ العَظْم تَثْميماً، وذلك إِذا كان عَنِتاً فأَبَنْتَه.
والثَّمِيمةُ: التّامورةُ المشدودةُ الرأْس، وهي الثِّفالُ وهي الإِبريقُ.
وثَمَّ، بفتح الثاء: إِشارة إلى المكان؛ قال الله عز وجل: وإِذا رأَيت ثَمَّ رأَيت نَعيماً؛ قال الزجاج: ثَمَّ يعني به الجَنَّة، والعامل في ثمَّ معنى رأَيت، المعنى وإِذا رميت ببصَرك ثَمَّ؛ وقال الفراء: المعنى إِذا رأَيت ما ثَمَّ رأَيت نَعيماً، وقال الزجاج: هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ على هذا التفسير، ولا يجوز إِسقاط الموصول وتَرْكُ الصِّلة، ولكن رأَيت متعدٍّ في المعنى إِلى ثَمَّ.
وأَما قول الله عز وجل: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وجْهُ الله، فإِن الزجاج قال أَيضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، ولكنه مبني على الفتح ولا يجوز أَن يكون ثَمّاً زيدٌ (* قوله «ولا يجوز أن يكون ثماً زيد» هكذا في الأصل ولعله ولا يجوز أن تقول ثماً زيد)، وإِنما بُنيَ على الفتح لالتقاء الساكنين.
وثَمَّ في المكان: إِشارة إِلى مكان مُنْزاحٍ عنك، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قال: ولا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح، وأَما هنا فهو إِشارة إِلى القريب منك.
وثَمَّ: بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة هنا للتقريب. قال أَبو إِسحق: ثَمَّ في الكلام إِشارة بمنزلة هناك زيد، وهو المكان البعيد منك، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت على الفتح لالتقاء الساكنين.
وثَمَّتَ أَيضاً: بمعنى ثَمَّ.
وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ، كلها: حرف نَسَق والفاء في كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال. الليث: ثُمَّ حرف من حروف النَّسَق لا يُشَرِّك ما بعدَها بما قبلها إِلا أَنها تبيّن الآخر من الأَوّل، وأَما قوله: خلَقكم من نفسٍ واحدةٍ ثم جعَل منها زَوْجَها، والزَّوْج مخلوق قبل الولد، فالمعنى أَن يُجْعَل خلْقُه الزوجَ مردوداً على واحدةٍ، المعنى خلقها واحدة ثم جعل منها زَوْجَها، ونحو ذلك قال الزجاج، قال: المعنى خلقكم من نفسٍ خلقها واحدة ثمَّ جعل منها زَوجَها أَي خلق منها زوجَها قبلكم؛ قال: وثُمَّ لا تكون في العُطوف إِلاَّ لشيء بعد شيء، والعرب تزيد في ثُمَّ شاءً تقول فعلت كذا وكذا ثُمَّت فعلت كذا؛ وقال الشاعر: ولقد أَمُرُّ على اللَّئِيم يَسُبُّني، فمضَيْت ثُمَّت قلت: لا يَعْنِيني وقال الشاعر: ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشجاعْ وثُمَّ: حرف عطف يدل على الترتيب والتراخي.

خوف (لسان العرب) [1]


الخَوْفُ: الفَزَعُ، خافَه يخافُه خَوْفاً وخِيفةً ومَخافةً. قال الليث: خافَ يخافُ خَوْفاً، وإنما صارت الواو أَلفاً في يَخافُ لأَنه على بناء عمِلَ يَعْمَلُ، فاستثقلوا الواو فأَلقَوْها، وفيها ثلاثة أَشياء: الحَرْفُ والصَّرْفُ والصوتُ، وربما أَلقوا الحَرْفَ بصرفها وأَبقوا منها الصوت، وقالوا يَخافُ، وكان حدّه يَخْوَفُ بالواو منصوبة، فأَلقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو، وقالوا خافَ، وكان حدّه خوِف بالواو مكسورة، فأَلقوا الواو بصرفها وأَبقوا الصوت، واعتمد الصوت على فتحة الخاء فصار معها أَلفاً ليِّنة، ومنه التَّخْويفُ والإخافةُ والتَّخَوّف، والنعت خائفٌ وهو الفَزِعُ؛ وقوله: أَتَهْجُرُ بَيْتاً بالحِجازِ تَلَفَّعَتْ به الخَوْفُ والأَعْداءُ أَمْ أَنتَ زائِرُهْ؟ إنما أَراد بالخوف المخافةَ فأَنَّث . . . أكمل المادة لذلك.
وقوم خُوَّفٌ على الأَصل، وخُيَّفٌ على اللفظ، وخِيَّفٌ وخَوْفٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع، كلُّهُم خائفونَ، والأَمر منه خَفْ، بفتح الخاء. الكسائي: ما كان من ذوات الثلاثة من بنات الواو فإنه يجمع على فُعَّلٍ وفيه ثلاثة أَوجه، يقال: خائف وخُيَّفٌ وخِيَّفٌ وخَوْفٌ.
وتَخَوَّفْتُ عليه الشيء أَي خِفْتُ.
وتَخَوَّفَه: كخافه، وأَخافَه إياه إخافة وإخافاً؛ عن اللحياني.
وخَوَّفَه؛ وقوله أَنشده ثعلب: وكانَ ابْن أَجمالٍ إذا ما تَشَذَّرَت صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ فسّره فقال: يكفيهن أَن يُضْرَبَ غيرُهنّ.
وخَوَّف الرجلَ إذا جعل فيه الخوف، وخَوَّفْتُه إذا جعلْتَه بحالة يخافُه الناس. ابن سيده: وخَوَّف الرجلَ جعل الناسَ يَخافونه.
وفي التنزيل العزيز: إنما ذلِكمُ الشيطان يُخَوِّفُ أَولياءه أَي يجعلكم تخافون أَولياءه؛ وقال ثعلب: معناه يخوّفكم بأَوليائه، قال: وأَراه تسهيلاً للمعنى الأَول، والعرب تُضِيفُ المَخافةَ إلى المَخُوف فتقول أَنا أَخافُك كخَوْفِ الأَسد أَي كما أُخَوَّفُ بالأَسد؛ حكاه ثعلب؛ قال ومثله: وقد خِفْتُ حتى ما تزيدُ مَخافَتي على وَعِلٍ، بذي المطارةِ، عاقِلِ (* قوله «بذي المطارة» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت بذي مطارة.
وقوله «حتى ما إلخ» جعله الأصمعي من المقلوب كما في المعجم.) كأَنه أَراد: وقد خافَ الناسُ مني حتى ما تزِيدُ مخافَتُهم إياي على مخافةِ وعِلٍ. قال ابن سيده: والذي عندي في ذلك أَن المصدر يضاف إلى المفعول كما يضاف إلى الفاعل.
وفي التنزيل: لا يَسْأَمُ الإنسان من دُعاء الخير، فأَضاف الدعاء وهو مصدر إلى الخير وهو مفعول، وعلى هذا قالوا: أَعجبني ضرْبُ زيدٍ عمرٌو فأَضافوا المصدر إلى المفعول الذي هو زيد، والاسم من ذلك كله الخِيفةُ، والخِيفةُ الخَوْفُ.
وفي التنزيل العزيز: واذكُرْ ربك في نفسِك تضرُّعاً وخِيفةً، والجمع خِيفٌ وأَصله الواو؛ قال صخر الغي الهذلي:فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ، وتُضْمِرَ في القَلْبِ وجْداً وخِيفا وقال اللحياني: خافَه خِيفَةً وخيِفاً فجعلهما مصدرين؛ وأَنشد بيت صخر الغي هذا وفسّره بأَنه جمع خيفة. قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأَن المصادِرَ لا تجمع إلا قليلاً، قال: وعسى أَن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت فيصح قول اللحياني.
ورجل خافٌ: خائفٌ. قال سيبويه: سأَلت الخليل عن خافٍ فقال: يصلح أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ويصلح أَن يكون فَعِلاً، قال: وعلى أَيّ الوجهين وجَّهْتَه فتَحْقِيرُه بالواو.
ورجل خافٌ أَي شديد الخَوْف، جاؤُوا به على فَعِلٍ مثل فَرِقٍ وفَزِعٍ كما قالوا صاتٌ أَي شديدُ الصوْتِ.
والمَخافُ والمَخِيفُ: مَوْضِعُ الخَوْفِ؛ الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَم يَخَفِ اللّه لم يَعْصِه، أَراد أَنه إنما يُطِيع اللّهَ حُبّاً له لا خَوْفَ عِقابه، فلو لم يكن عِقابٌ يَخافُه ما عصى اللّهَ، ففي الكلام محذوف تقديره لو لم يخف اللّه لم يعصه فكيف وقد خافه.
وفي الحديث: أَخِيفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخيفَكم أَي احْتَرِسُوا منها فإذا ظهر منها شيء فاقتلوه، المعنى اجعلوها تخافكم واحْمِلُوها على الخَوْفِ منكم لأَنها إذا أرادتكم ورأَتْكم تقتلونها فرت منكم.
وخاوَفَني فَخُفْتُه أَخُوفُه: غَلَبْتُه بما يخوِّفُ وكنت أَشدَّ خَوْفاً منه.
وطريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: تَخافُه الناسُ.
ووجع مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: يُخِيفُ مَنْ رآه، وخصَّ يعقوب بالمَخُوفِ الطريق لأَنه لا يُخِيفُ، وإنما يُخِيفُ قاطِعُ الطريق، وخصَّ بالمُخِيفِ الوجَعَ أَي يُخِيفُ مَن رآه.
والإخافة: التَّخْويفُ.
وحائط مَخُوفٌ إذا كان يُخْشى أَن يقَع هو؛ عن اللحياني.
وثَغْرٌ مَتَخَوَّفٌ ومُخِيفٌ: يُخافُ منه، وقيل: إذا كان الخوف يجيء من قِبَلِه.
وأَخافَ الثَّغْرُ: أَفْزَعَ.
ودخل القومَ الخَوْفُ، منه؛ قال الزجاجي: وقولُ الطِّرِمَّاحِ: أَذا العَرْشِ إنْ حانَتْ وفاتي، فلا تَكُنْ على شَرْجَعٍ يُعْلى بِخُضْر المَطارِف ولكِنْ أَحِنْ يَوْمي سَعِيداً بعصْمةٍ، يُصابُونَ في فَجٍّ مِنَ الأَرضِ خائِفِ (* قوله «بعصمة» كذا بالأصل ولعله بعصبة بالباء الموحدة.) هو فاعلٌ في معنى مَفْعُولٍ.
وحكى اللحياني: خَوِّفْنا أَي رَقِّقْ لنا القُرآنَ والحديث حتى نَخافَ.
والخَوْفُ: القَتْلُ.
والخَوْفُ: القِتالُ، وبه فسّر اللحياني قوله تعالى: ولنبلونَّكم بشيء من الخَوْفِ والجوع، وبذلك فسّر قوله أَيضاً: وإذا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمْنِ أَو الخَوْفِ أَذاعُوا به.
والخوفُ: العِلْم، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: فمَن خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إثْماً وإِنِ امرأَة خافَتْ من بَعْلها نُشُوزاً أَو إِعراضاً.
والخَوْفُ: أَديمٌ أَحْمَرُ يُقَدُّ منه أَمثالُ السُّيُورِ ثم يجعل على تلك السُّيُور شَذْرٌ تلبسه الجارِيةُ؛ الثُّلاثِيَّةُ عن كراع والحاء أَوْلى.
والخَوَّافُ: طائر أَسودُ، قال ابن سيده: لا أَدري لم سمي بذلك.
والخافةُ: خَريطةٌ من أَدَمٍ؛ وأَنشد في ترجمة عنظب: غَدا كالعَمَلَّسِ في خافةٍ رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجد (* قوله «في خافة» يروى بدله في حدلة، بالحاء المهملة مضمومة والذال المعجمة، حجزة الازار، وتقدم لنا في مادة عنجد بلفظ في خدلة، بالخاء المعجمة والدال المهملة، وهي خطأ.) والخافةُ: خَريطةٌ من أَدَمٍ ضَيِّقَةُ الأَعلى واسِعةُ الأَسفل يُشْتارُ فيها العَسلُ.
والخافةُ: جُبَّةٌ يلْبَسها العَسَّالُ، وقيل: هي فَرْوٌ من أَدَمٍ يلبسها الذي يدخل في بيت النحل لئلا يلسَعَه؛ قال أَبو ذؤيب: تأَبَّطَ خافةً فيها مِسابٌ، فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ قال ابن بري، رحمه اللّه: عَيْن خافةٍ عند أَبي عليٍّ ياء مأْخوذة من قولهم الناس أَخْيافٌ أَي مُخْتَلِفُون لأَن الخافةَ خريطة من أَدَم منقوشة بأَنواع مختلفة من النقش، فعلى هذا كان ينبغي أَن تذكر الخافة في فصل خيف، وقد ذكرناها هناك أَيضاً.
والخافةُ: العَيْبةُ.
وقوله في حديث أَبي هريرة: مَثَلُ المُؤمِن كمثل خافةِ الزّرع؛ الخافةُ وِعاء الحَبّ، سميت بذلك لأَنها وِقايةٌ له، والرواية بالميم، وسيأْتي ذكره في موضعه.
والتخَوُّفُ: التَّنَقُّصُ.
وفي التنزيل العزيز: أَو يأْخُذَهم على تَخَوُّفٍ؛ قال الفراء: جاء في التفسير بأَنه التنقص. قال: والعرب تقول تَخَوَّفته أَي تنقصته من حافاته، قال: فهذا الذي سمعته، قال: وقد أَتى التفسير بالحاء، قال الزجاج: ويجوز أَن يكون معناه أَو يأْخذهم بعد أَن يُخِيفَهم بأَن يُهْلِك قَريةً فتخاف التي تليها؛ وقال ابن مقبل: تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكاً قَرِداً، كما تَخَوَّفَ عودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ السَّفَنُ: الحديدة التي تُبْرَدُ بها القِسِيُّ، أَي تَنَقَّصَ كما تأْكلُ هذه الحَديدةُ خشَبَ القِسيّ، وكذلك التخْويفُ. يقال: خَوَّفَه وخوَّفَ منه؛ قال ابن السكيت: يقال هو يَتَحَوّفُ المال ويَتَخَوّفُه أَي يَتَنَقَّصُه ويأْخذ من أَطْرافِه. ابن الأَعرابي: تَحَوَّفْتُه وتَحَيَّفْته وتَخَوَّفْتُه وتَخَيَّفْته إذا تَنَقَّصْته؛ وروى أَبو عبيد بيت طرَفة: وجامِلٍ خَوَّفَ من نِيبه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ يعني أَنه نقصها ما يُنْحَر في المَيْسِر منها، وروى غيره: خَوَّعَ من نِيبه، ورواه أَبو إسحق: من نَبْتِه.
وخَوَّفَ غنمه: أَرسلها قِطعة قِطعة.

حفف (العباب الزاخر) [1]


الحفوف: اليبس، من قولهم، حف رأسه يحف -بالكسر- حفوفاً: أي بعد عهده بالدهن.
ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه أرسل إلى أبي عبيدة -رضي الله عنه- رسولاً، فقال له حين رجع: كيف رأيت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت بللاً من عيش، فقصر من رزقه ثم أرسل أليه وقال للرسول حين قدم: عليه: كيف رأيته؟ قال: رأيت حفوفاً، فقال: رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط وقبضنا فقبض. جعل البلل والحفوف عبارة عن الرخاء والشدة، لأن الخصب مع وجود الماء؛ والجدب مع فقده، يقال: حفت أرضنا: إذا يبس بقلها. وقال الليث: سويق حاف: أي غير ملتوت. وقال أعرابي: أتونا بعصيدة قد حفت فكأنها . . . أكمل المادة عقب فيها شقوق، وقال الكميت يصف وتدأ:
وأشْعَثَ في الدّارِ ذا لِمَّةٍ      يُطِيْلُ الحُفُوْفَ ولا يَقْمَلُ

وقال رؤبة:
تَنْدى إذا ما يَبِسَ الكُفُـوْفُ      لا حَصَرٌ فيها ولا حُفُوْفُ

وقال اللحياني: إنه لحاف بين الحفوف: أي شديد العين؛ ومعناه: أنه يصيب الناس بعينه. وقال أبن الأعرابي: إذا ذهب سمع الرجل كله قيل: حف سمعه حفوفاً، قال:
قالتْ سُلَيْمى إذْ رَأتْ حُفُوْفـي      مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوْفِ

أنشده الأزهري لرؤبة، وليس له. والحفيف والجفيف: اليابس من الكلأ. وحف الفرس حفيفاً: سمع عند ركضه صوت، وكذلك حفف جناح الطائر، قال رؤبة:
وَلَّتْ حُبَاراهُمْ لها حَفِيْفُ     

وأنْشَدَ الأصمعيُّ يَصِف حفيف: هوي حجر المنجنيق:
حتّى إذا ما كَلَّتِ الطُّرُوْفُ      من دُوْنِهِ واللُّمَّحُ الشُّنُوْفُ

أقْبَلَ يَهْوي وله حَفِيْفُ والفيف: حفيف السهم النافذ، وكذلك حفيف الشجر.
والأفعى تحف حفيفاً: أي تفح فحيحاً، إلا أنَّ الحَفِيف من جلدها والفحيح من فيها، وهذا عن أبي خيرة. والحفة: كورة غربي حلب. وقال الأصمعي: الحفة: المنوال: وهو الخشبة التي يلف عليها الثوب، قال: والذي يقال له الحف هو المنسج، وقال أبو سعيد: الحفة: المنوال؛ ولا يقال له حف؛ وإنما الحف المنسج. والحفان: فراخ النعام، الواجد: حفانة، الذكر والأنثى فيه سواء، وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وزَفَّتِ الَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما      زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفّانِهِ الرُّوْحُ

وقال أسامة الهذلي:
وإلاّ النّـعَـامَ وحَـفَّـانَـهُ      وطغْيَا مِنَ اللَّه قش النّاشِطِ

وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: "وطَغْيَاً" بالتنوين: أي صوتاً، يقال: طغى يطغى طغياً، والطغيا: الصغير من بقر الوحش، وقال ثعلب: هو الطغيا -بالفتح-. والحفان -أيضاً-: الخدم. وإناء حفان: بلغ المكيل حفافيه، وحفافا الشيء: جانباه، قال طرفة بن العبد:
كأنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّـفـا      حِفَافَيْهِ شُكّا في العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ

ويقال: جاء على حفافه: أي أثره. ويقال: بقي من شعره حفاف: وذلك إذا صلع فبقيت من شعره طرة حول رأسه، وكان عمر -رضي الله عنه- أصلع له حفاف، والجمع: أحفة، قال ذو الرمة يذكر الجفان:
لَهُنَّ إذا صَبَّحْنَ منهم أحِـفَّةٌ      وحِيْنَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أقْبَلَ جائيا

أحفة: أي قوم استداروا حولها. والحفاف -أيضاً-: مصدر قولهم: حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفافاً وحفاً: إذا قشرته. وحف شاربه: إذا أحفاه، وكذلك حف رأسه.
وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم -عليه السلام- ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم -عليه السلام- من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم -عليه السلام- يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم -عليه السلام- وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم -عليه السلام- القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل: (وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ) أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل -والحمد لله- منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً. وقوله تعالى: (وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ) أي محدقين بأحفته أي بجوانبه. وقوله تعالى: (وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما. والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها. وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه. وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه. وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق. والمحفة -بالكسر-: مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج. وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب، قال لبيد رضي الله عنه:
من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ      زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُهـا

ويقال: الحفة: الكرامة التامة. وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا.
وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه. وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك.
وقد كتب أصل المثل في تركيب. ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه. والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه. وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون. وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة. قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف. قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما. وأحففته: ذكرته بالقبيح. وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن. وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه. وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ:
يَسُدُّ به نَوَائبَ تَـعْـتَـرِيْهِ      من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ


وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف. وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا. وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت. وأحتففت النبت: جزرته. وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين. وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها. وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر. ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها. وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته. والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي.

ظلل (لسان العرب) [2]


ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولاً إِذا عَمِلْته بالنهار دون الليل؛ ومنه قوله تعالى: فَظَلْتم تَفَكَّهون، وهو من شَواذِّ التخفيف. الليث: يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، ولا تقول العرب ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل، قال: ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران، فإِن أَهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قال تعالى: ظَلْتَ عليه . . . أكمل المادة عاكفاً، وقرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت، قال: وهذا قول حُذَّاق النحويين؛ قال ابن سيده: قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت، وهذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال: والأَصل فيه عربي كثير، قال: وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما ما أَنشده أَبو زيد لرجل من بني عقيل: أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً على طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جني: قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم.
وظِلُّ النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ.
والظِّلُّ: نقيض الضَّحِّ، وبعضهم يجعل الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة: كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء، وقيل: الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد.
وقالوا: ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقال فَيْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء، إِنما هي أَبداً ظِلٌّ، ولذلك قال عز وجل: أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها؛ أَراد وظِلُّها دائم أَيضاً؛ وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة الجعدي:فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم، وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وقال كثير: لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها، وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها ويروى: لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة: الظِّلال.
والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد المطلب: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها.
والظِّلال: ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه.
وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يقال: أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو الرُّمَّة: قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ.
والظُّلَّةُ أَيضاً (* قوله «والظلة أيضاً إلخ» هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي، وهي قوله: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، الى أن قال: والظلة أيضاً الى آخر ما هنا): أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد.
وقوله تعالى: يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد: فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قال: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره: يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ.
والعرب تقول: ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه.
وظِلُّ الليل: جُنْحُه، وقيل: هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها.
وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرى بها.
وفي الحديث: إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها.
وفي قول العباس: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى.
وقوله عز وجل: ولله يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير: أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير.
وفي حديث ابن عباس: الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛ قالوا: معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ.
ويقال للمَيِّت: قد ضَحَا ظِلُّه.
وقوله عز وجل: ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب: قيل الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه.
واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ.
واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِليه وقَعَد فيه.
ومكان ظَلِيلٌ: ذو ظِلٍّ، وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه.
وقولهم: ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا، وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر.
وفي التنزيل العزيز: ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً؛ وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل: هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيـ ـلِ، والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سيده: المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل، فوضع المصدر موضع الاسم.
وقوله عز وجل: وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ؛ قيل: سَخَّر اللهُ لهم السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ والسَّلْوى، والاسم الظَّلالة. أَبو زيد: يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء.
وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي: غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه، في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه (* قوله «غلسته إلخ» كذا في الأصل والاساس، وفي التكملة: تقدم العجز على الصدر).
وقولهم: مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة الذِّئب.
وظِلُّ الشيءِ: كِنُّه.
وظِلُّ السحاب: ما وَارَى الشمسَ منه، وظِلُّه سَوادُه.
والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب.
وكُلُّ شيء أَظَلَّك فهو ظُلَّة.
ويقال: ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل.
وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ.
وظِلُّ كلِّ شيء: شَخْصُه لمكان سواده.
وأَظَلَّني الشيءُ: غَشِيَني، والاسم منه الظِّلُّ؛ وبه فسر ثعلب قوله تعالى: إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب، قال: معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا.
والظُّلَّة: الغاشيةُ، والظُّلَّة: البُرْطُلَّة.
وفي التهذيب: والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال: والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس.
والظُّلَّة: الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد، وهي كالصُّفَّة.
والظُّلَّة: الصَّيْحة.
والظُّلَّة، بالضم: كهيئة الصُّفَّة، وقرئ: في ظُلَلٍ على الأَرائك مُتَّكئون، وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة؛ والجمع ظُلَلٌ وظِلال.
والظُّلَّة: ما سَتَرك من فوق، وقيل في عذاب يوم (* قوله «وقيل في عذاب يوم إلخ» كذا في الأصل) الظُّلَّة، قيل: يوم الصُّفَّة، وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ عليهم وهَلَكوا تحتها.
وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة، وكذلك كل ما أَظَلَّك. الجوهري: عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ؛ وقوله عز وجل: لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم، وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ وأَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا إِلى القَعْر.
وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قل: هي كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قال الكميت: فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها، إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل؟ وظِلالُ البحر: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها، ومنه عذاب يوم الظُّلَّة، وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم.
وفي الحديث: رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ منها السَّمْنُ والعسلُ، ومنه: البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان؛ وقوله: وَيْحَكَ، يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ، وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟ قيل: يَعْني بُيوتَ السَّجْن.
والمِظَلَّة والمَظَلَّة: بيوت الأَخبية، وقيل: المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب، وهي كبيرة ذات رُواقٍ، وربما كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً، وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها. قال ابن الأَعرابي: وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت.
وقال ثعلب: المِظَلَّة من الشعر خاصة. ابن الأَعرابي: الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب، وأَما المَظَلَّة فمن ثياب؛ رواه بفتح الميم.
وقال أَبو زيد: من بيوت الأَعراب المَظَلَّة، وهي أَعظم ما يكون من بيوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء وهو أَصغر بيوت الشَّعَر.
والمِظَلَّة، بالكسر: البيت الكبير من الشَّعَر؛ قال: أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه، وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ.
وقال أَبو مالك: المِظَلَّة والخباء يكون صغيراً وكبيراً؛ قال: ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم.
ومَظَلَّة ومِظَلَّة: دَوْحة (* قوله «ومظلة دوحة» كذا في الأصل والتهذيب).
ومن أَمثال العرب: عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي: ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء؛ ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سيبويه لعِمْران بن حِطَّان: قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً، لا يُرَوَّعُني فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه.
وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ.
واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه.
وفي التنزيل العزيز: وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ.
والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ يقال: أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه من قُرْبه.
وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك.
وأَظَلَّك فلان: دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه، ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ.
وفي الحديث: أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال: أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه.
وفي حديث كعب ابن مالك: فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي.
وفي الحديث: الجنَّةُ تحت ظِلالِ السيوف؛ هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه.
والظِّلُّ: الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان، وقيل: هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء.
وفي الحديث: سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته.
وفي الحديث الآخر: السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس، قال: وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف والناحية.
وأَظَلَّك الشيء: دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه من قربه.
والظِّلُّ: الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى، وفي التهذيب: شِبْه الخيال من الجِنِّ، ويقال: لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك.
ومُلاعِب ظِلَّه: طائرٌ سمي بذلك.
وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن، كل هذ في لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وقول عنترة: ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه، حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل أَراد: وأَظَلُّ عليه.
وقولهم في المثل: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله. الأَزهري: وفي أَمثال العرب: تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً، وذلك إِذا نَفَر، والأَصل في ذلك أَن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه، فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود إِليه. الأَزهري: ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه، وذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه.
ويقال: أَتيته حين يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه من شدة الحر.
ويقال: انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز: قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها، وذابَت الشَّمْس على قِلالها وقال آخر في مثله: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا والظِّلُّ: العِزُّ والمَنَعة.
ويقال: فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه وكَنَفه.
وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه.
واسْتَظَلَّ الكَرْمُ: التَفَّتْ نَوامِيه.
وأَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وهو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛ وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير: دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ، وليس في لحم البعير مُضْغة أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه.
وقال أَبو عبيد في باب سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه: قال أَبو عبيدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي؛ يقول: إِنه في مثل حالك؛ قال لبيد: بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ قال: والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان.
ويقال للدم الذي في الجوف مُسْتَظِلُّ أَيضاً؛ ومنه قوله: مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ ويقال: اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة: على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ، شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها ومنه قول الراجز: كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم: أَراد الوَقاحة، وقيل: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه. غيره: الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير؛ قال العَجَّاج: تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل، مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا والجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف (* قوله «عاملوا الوصف» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن سيده: وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة.
وقولهم في المثل: لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم.
والظَّلِيلة: مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي.
والظَّلِيلة: الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات، وفي التهذيب: الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ في مَسِيل ونحوه، والجمع الظَّلائل، وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها؛ قال رؤبة: غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا (* قوله «غادرهن السيل» صدره كما في التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا). ابن الأَعرابي: الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة.
والظِّلُّ: اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك.
وظَلِيلاء: موضع، والله أَعلم.

كرم (لسان العرب) [2]


الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق.
والكَريم: الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل.
والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.
وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة (* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط في الأصل والمحكم . . . أكمل المادة بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).
وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.
وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول: امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح (* قوله «مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى، وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني: أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ، وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى، وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟ فكتب إليه أَبو خالد: لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي، وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي، فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري، وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا، وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟ قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ.
وقال أَبو عبيد: رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون.
وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو المُثَلم:ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم (* هذا الشطر لزهير من معلقته). ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي، وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم.
ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه، وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين: يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ، إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ، أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير وَسِيلة.
وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه، بالضم، إذا غلبته فيه.
والكَريم: الصَّفُوح.
وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه: كنت أَكْرَمَ منه.
وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه.
ورجل مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما فأَخرجه على الأصل.
ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل.
وله عليَّ كَرامةٌ أَي عَزازة.
واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك.
ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا تُظهر له فعلاً.
وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ (* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم، وبعدها: نعام عين أي بالفتح).
ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة.
وحكي عن زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.
وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع للإكرام (* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.
والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد.
ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً.
والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال المتلمس: تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني: مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي، ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ ويروي: نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي وقال جميل: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه، على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.
والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ.
والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.
وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام.
واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كريماً.
وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه.
وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.
والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد: وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه، وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ (* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش). أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك.
وأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن.
والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه.
ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه.
وفي حديث آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم، والهاء للمبالغة؛ قال صخر: أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي، وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو.
وأَرض مَكْرَمةٌ (* قوله «وأرض مكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة، وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم.
والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون.
وقال الفراء: هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام، ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.
وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.
وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال: ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة.
وقال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة.
وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً.
وقوله تعالى: وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً.
وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة.
وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت عليّ؛ أي فضَّلْت.
وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم.
وقوله: إنَّ ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل.
والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛ قال: إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم.
ويقال: هذه البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة.
وتقول العرب: هي أَكثر الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.
وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال: الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد: والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛ وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم.
وفي الحديث: إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع أربعة في النبوة.
ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.
وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي العزيزة على صاحبها.
والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال: تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛ قال الشاعر: ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا وأَنشد ابن بري لجرير: لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى، عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث: إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب.
وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد غيره تقوية لهذا: فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ وقال آخر: تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ، مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.
وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من الكرامة.
والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس: أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً: وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه. الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.
والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر.
ويقال: حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف.
وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ، وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام، ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال أَبو ذؤيب (* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب، إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الكُرْم: وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية، وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق.
والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

بطن (لسان العرب) [2]


البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان: معروفٌ خلاف الظَّهْر، مذكَّر، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري: شاهدُ التذكير فيه قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار: يَطْوي، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، بَطْناً، من الزادِ الخبيثِ، خَميصا وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه سيبويه من قولِ العرب: ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهرُ.
وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب: وهي ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ البَطْنِ بُطَيْنٌ.
والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، وهي الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً. بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ وهو بَطينٌ، وذلك . . . أكمل المادة إذا عَظُمَ بطْنُه.
ويقال: ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ، وهي الكِظَّة، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً.
ويقال: ليس للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ.
ومن أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر: يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطـ ـنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما ويقال: مات فلانٌ بالبَطَنِ. الجوهري: وبُطِنَ الرجلُ، على ما لم يسمَّ فاعله، اشْتَكَى بَطْنَه.
وبَطِن، بالكسر، يَبْطَن بَطَناً: عَظُم بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ: ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ، ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ والغَدَنُ: الإسْتِرخاءُ والفَتْرة.
وفي الحديث: المَبْطونُ شهيدٌ أَي الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه؛ ومنه الحديث: أَنَّ امرأَةً ماتت في بَطَن، وقيل: أَراد به ههنا النِّفاسَ، قال: وهو أَظهر لأَن البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء.
وقوله في الحديث: تَغْدُو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ.
وفي حديث موسى وشعيبٍ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام، وعَوْد غَنَمِه: حُفَّلاً بِطاناً؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى؛ المِبْطان: الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ.
وفي صفة علي، عليه السلام: البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ.
ورجلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له إلاَّ بَطْنُه، وقيل: هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل، وقيل: هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، وقالوا: كِيسٌ بَطينٌ أَي مَلآنُ، على المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص: فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ، وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ ورجل مِبْطانٌ: كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه، وبَطينٌ: عظيمُ البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قال: وهذا على السَّلْب كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة: رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات، جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا ومن أَمثالهم: الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد: وذلك أَنه لا يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ وأَنشد: ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه، ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ وفي صفة عيسى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: فإذا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، ويقال للذي لا يَزالُ ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة: فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها: إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها، بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من اللَّبَن.
والبَطينُ: الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه.
والمَبْطُونُ: العَليل البَطْنِ.
والمِبْطانُ: الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ.
والبَطَنُ: داءُ البَطْن.
ويقال: بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً.
ورجل مَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه.
وفي حديث عطاء: بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي أَثَّرَت في باطنك. يقال: بَطَنَه الداءُ يبطُنه.
وفي الحديث: رجل ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج.
وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه.
وضرَب فلانٌ البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر: إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فزاد لاماً، وقيل: بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له، قال ابن بري: وإنما أَسكن النون للإدغام في اللام؛ يقول: إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ به الضربُ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره.
وأَلقَى الرجلُ ذا بَطْنه: كناية عن الرَّجيع.
وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها: يعني مَزْقَها إذا باضت.
ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُر ولدُها.
وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت.
وفي حديث القاسم بن أَبي بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة: الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار؛ قال بعضهم: البَطِنة هي الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال شمر: والانتِضاحُ (* قوله «والانتضاح» هكذا بدون ذكره في الحديث). الاسْتِنجاءُ بالماء.
والبَطْنُ: دون القبيلة، وقيل: هو دون الفَخِذِ وفوق العِمارة، مُذَكَّر، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ.
وفي حديث علي، عليه السلام: كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال: البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ، أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم منها؛ فأَما قوله: وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ، وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر.
وفرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما كان.
والبَطْنُ من كل شيء: جَوْفُه، والجمع كالجمع.
وفي صفة القرآن العزيز: لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر، والجمع بَواطِنُ؛ وقوله:وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا أَراد: وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، ولذلك استَجاز أَن يقول حُمْراً، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ.
والباطِنُ: من أَسماء الله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه ما روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في تَمْجيد الربّ: اللهمّ أَنتَ الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء، وقيل: معناه أَنه علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، وقيل: الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر ولا يُحيطُ به وَهْم، وقيل: هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن. يقال: بَطَنْتُ الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه.
وقوله تعالى: وذَرُوا ظاهرَ الإثْمِ وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال: ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وهو مذكور في موضعه.
والباطِنةُ: خلافُ الظاهرة.
والبِطانةُ: خلافُ الظِّهارة.
وبِطانةُ الرجل: خاصَّتُه، وفي الصحاح: بِطانةُ الرجل وَليجتُه.
وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً.
وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك.
وفي الحديث: ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ؛ بِطانةُ الرجل: صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله.
وقوله في حديث الاستسقاء: وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون؛ البِطانةُ: الخارجُ من المدينة.
والنَّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، والظاهرةُ: العامَّةُ.
ويقال: بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ.
ويقال: باطنُ الإبْط، ولا يقال بطْن الإبْط.
وباطِنُ الخُفّ: الذي تَليه الرجْلُ.
وفي حديث النَّخَعي: أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر: معنى يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ، والله أَعلم.
وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف على دَخْلَته.
وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به داخلاًفي أَمره، وقيل: بَطَنَ به دخل في أَمره.
وبَطَنتُ بفلان: صِرْتُ من خواصِّه.
وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره.
ويقال: أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني، وهو مُبَطَّنٌ إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم؛ قال الزجاج: البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ؛ يقال: فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس، والمعنى أَن المؤمنين نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم أَسرارَهم.
ويقال: أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه.
وتبَطَّنْت الأَمرَ: عَلِمت باطنَه.
وبَطَنْت الوادي: دَخَلْته.
وبَطَنْت هذا الأَمرَ: عَرَفْت باطنَه، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل.
والبطانةُ: السريرةُ.
وباطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، وظاهرتُها: ما تنَحَّى منها.
والباطنةُ من البَصْرةِ والكوفة: مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها، والضاحيةُ: ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً.
وبَطْنُ الأَرض وباطنُها: ما غَمَض منها واطمأَنّ.
والبَطْنُ من الأَرض: الغامضُ الداخلُ، والجمعُ القليل أَبْطِنةٌ، نادرٌ، والكثير بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ كالبَطْن.
وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه. ابن شميل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه، وهي البواطنُ والبُطون.
ويقال: أَخذ فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها.
وتبطَّنْتُ الوادي: دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه.
وبُطْنانُ الجنة: وسَطُها.
وفي الحديث: ينادي مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه، وقيل: من أَصله، وقيل: البُطْنان جمع بطن، وهو الغامض من الأَرض، يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلام علي، عليه السلام، في الاستسقاء: تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان.
والبُطْنُ: مسايلُ الماء في الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح: مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه نَوىً، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق قال: بَطِناتُه مَحاجُّه.
والبَطْنُ: الجانب الطويلُ من الريش، والجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
والبَطْنُ: الشِّقُّ الأَطولُ من الريشة، وجمعها بُطْنان.
والبُطْنانُ أَيضاً من الريش: ما كان بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى، وقيل: البُطْنانُ ما كان من تحت العَسيب، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب الريشة.
ويقال: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الريش قِصار، وواحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه.
وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه: جعله بطانتَه.
وأَبطنَ السيفَ كشْحَه إذا جعله تحت خَصْره.
وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر: جعله تحته.
وبِطانةُ الثوب: خلافُ ظِهارته.
وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً: جعل له بطانةً، ولِحافٌ مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وهي البِطانة والظِّهارة. قال الله عز وجل: بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ.
وقال الفراء في قوله تعالى: مُتَّكِئِين على فُرُشٍ بَطائنُها من إستبرقٍ؛ قال: قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً، وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً، قال: وقد تقول العربُ هذا ظهرُ السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه.
وقال غير الفراء: البِطانةُ ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه، والظهارة ما ظَهَرَ وكان من شأْن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه قوماً، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ لمن يليه، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن، وكذلك وجْها الجبل وما شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه بِطانةً، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً وبطْناً، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت. أَبو عبيدة: في باطِن وظِيفَيِ الفرس أَبْطَنانِ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في عَصَب الوَظيف. الجوهري: الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها، وهما أَبْطَنانِ.
والأبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين.
والبِطانُ: الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ.
والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وقيل: هو للبعير كالحِزام للدابة، والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن.
وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه. قال ابن الأَعرابي وحده: أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه، بغير أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم: أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه، بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛ فشبَّه استِرْخاء (* قوله «فشبه استرخاء إلخ» كذا بالأصل والتهذيب أيضاً، ولعلها مقلوبة، والأصل: فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه). عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت، وقال: لا يجوز إلا أَبْطَنت، واحتجَّ ببيت ذي الرمة. قال الأَزهري: وبَطَنْتُ لغةٌ أَيضاً.
والبِطانُ للقَتَب خاصة، وجمعه أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج. ابن شميل: يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه. الجوهري: البِطانُ للقَتَب الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير. يقال: التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا اشتدَّ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل، يقال منه: أَبْطَنْتُ البعيرَ إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه.
وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ.
وقال أَبو عبيد في باب البخيل، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً: مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء، ومثله: مات فلانٌ وهو عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد: ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلِمْ دينَه شيءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات: هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين، وتغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قال: وقد يكون ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ.
ورجل بَطِنٌ: كثيرُ المال.
والبَطِنُ: الأَشِرُ.
والبِطْنةُ: الأَشَرُ.
وفي المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ، وقد بَطِنَ.
وشأْوٌ بَطِينٌ: واسعٌ.
والبَطين: البعيد، يقال: شأْوٌ بطين أَي بعيد؛ وأَنشد: وبَصْبَصْنَ، بين أَداني الغَضَا وبين عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً قال: وفي حديث سليمان بن صُرَد: الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد.
وتبطَّن الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها، وقيل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه فيها؛ قال امرؤُ القيس: كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ، ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ وقال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله: إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها ويقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه أَوْدع نطفتَه بطونها؛ ومنه قول الكميت: فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ، وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ صرَّتُها: جماعة كواكبها، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء.
وقال عمرو بن بَحْر: ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح، قال: والبهائم تأْتي إناثها من ورائها، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدبر، قال أَبو منصور: وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها ليُجامِعَها.
واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فيه.
وابْتَطنْتُ الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات.
ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان يَخبَأُ زادَه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلاً: أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ والبُطَيْن: نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن والثُّرَيَّا، جاء مصغَّراً عن العرب، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي، وهو بطن الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل، والشرَطان قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، والثريا أَليتُه، والعرب تزعُم أَن البُطَين لا نَوْء له إلا الريحُ.
والبَطينُ: فرس معروف من خيل العرب، وكذلك البِطان، وهو ابن البَطين (* قوله «وهو ابن البطين» عبارة القاموس: وهو أبو البطين).
والبَطين: رجل من الخَوارج.
والبُطَين الحِمْضيّ: من شُعَرائهم.