المصادر:  


عبر (لسان العرب) [370]


عَبَرَ الرُؤيا يَعْبُرُها عَبْر وعِبارةً وعبَّرها: فسَّرها وأَخبر بما يؤول إِليه أَمرُها.
وفي التنزيل العزيز: إِن كنتم للرؤُيا تَعْبُرون؛ أَي إِن كنتم تعْبُرون الرؤيا فعدّاها باللام، كما قال: قُلْ عسى أَن يكون رَدِفَ لكم؛ أَي رَدِفَكم؛ قال الزجاج: هذه اللام أُدْخِلت على المفعول للتَّبْيين، والمعنى إِن كنتم تَعْبُرون وعابرين، ثم بَيَّنَ باللام فقال: للرؤيا، قال: وتسمى هذه اللام لامَ التعقيب لأَنها عَقَّبَت الإِضافةَ، قال الجوهري: أَوصَل الفعل باللام، كما يقال إِن كنت للمال جامعاً. إِياها: سأَله تَعْبِيرَها.
والعابر: الذي ينظر في الكتاب فيَعْبُره أَي يَعْتَبِرُ بعضه ببعض حتى يقع فهمُه عليه، . . . أكمل المادة ولذلك قيل: عبَر الرؤْيا واعتَبَر فلان كذا، وقيل: أُخذ هذا كله من العِبْرِ، وهو جانبُ النهر، وعِبْرُ الوادي وعَبْرُه؛ الأَخيرة عن كراع: شاطئه وناحيته؛ قال النابغة الذبياني يمدح النعمان: وما الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبهُ، ترْمي أَواذِيُّه العِبْرَينِ بالزَّبَدِ قال ابن بري: وخبر ما النافية في بيت بعده، وهو: يوماً، بأَطيبَ منه سَيْبَ نافلةٍ، ولا يَحُول عطاءُ اليوم دُون غد والسَّيْب: العطاءُ.
والنافلة: الزيادة، كما قال سبحانه وتعالى: ووهبنا له إِسحق ويعقوب نافلةً.
وقوله: ولا يَحُول عطاءُ اليوم دون غد إِذا أَعْطى اليوم لم يمنعه ذلك من أَن يُعْطِي في غدٍ.
وغواربُه: ما علا منه.
والأَوَاذيُّ: الأَمواج، واحدُها آذيّ.
ويقال: فلان في ذلك العِبر أَي في ذلك الجانب. النهرَ والطريق أَعْبُره عَبْراً وعُبوراً إِذا قطعته من هذا العِبْر إِلى ذلك العِبر، فقيل لعابر الرؤيا: عابر لأَنه يتأَمل ناحيَتي الرؤيا فيتفكر في أَطرافها،ويتدبَّر كل شيء منها ويمضي بفكره فيها من أَول ما رأَى النائم إِلى آخر ما رأَى.
وروي عن أَبي رَزِين العقيلي: أَنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الرُّؤْيا على رِجْل طائر، فإِذا عُبِّرت وقَعَت فلا تَقُصَّها إِلا على وادٍّ أَو ذي رَأْيٍ، لأَن الوادَّ لا يُحبّ أَن يستقبلك في تفسيرها إِلا بما تُحِبّ، وإِن لم يكن عالماً بالعبارة لم يَعْجَل لك بما يَغُمُّك لا أَن تَعْبِيرَه يُزِيلُها عما جعلها الله عليه، وأَما ذُو الرأْي فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو يُخْبِرُك بحقيقة تفسيرها أَو بأَقْرَب ما يعلمه منها، ولعله أَن يكون في تفسيرها موعظةٌ تَرْدَعُك عن قبيح أَنت عليه أَو يكون فيها بُشْرَى فَتَحْمَد الله على النعمة فيها.
وفي الحديث: الرأيا لأَول عابر؛ العابر: الناظر في الشيء، والمُعْتَبرُ: المستدلّ بالشيء على الشيء.
وفي الحَديث: للرؤيا كُنًى وأَسماءٌ فكنُّوها بكُناها واعتَبروها بأَسمائها.
وفي حديث ابن سيرين: كان يقول إِني أَعْتَبرُ الحديث؛ المعنى فيه أَنه يُعَبِّر الرؤيا على الحديث ويَعْتَبِرُ به كما يَعْتبرها بالقرآن في تأْويلها، مثل أَن يُعَبِّر الغُرابَ بالرجل الفاسق، والضِّلَعَ بالمرأَة، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سمى الغُرابَ فاسقاً وجعل المرأَة كالضِّلَع، ونحو ذلك من الكنى والأَسماء.
ويقال: عَبَرْت الطير أَعْبُرها إِذا زجَرْتها. عمَّا في نفسه: أَعْرَبَ وبيّن. عنه غيرُه: عيِيَ فأَعْرَب عنه، والاسم العِبْرةُ (* قوله: «والاسم العبرة» هكذا ضبط في الأصل وعبارة القاموس وشرحه: والاسم العبرة، بالفتح كما هو مضبوط في بعض النسخ وفي بعضها بالكسر).
والعِبارة والعَبارة. عن فلان: تكلَّم عنه؛ واللسان يُعَبّر عما في الضمير. بفلان الماءَ وعَبَّرَهُ به؛ عن اللحياني.والمِعْبَرُ ما عُبِرَ به النهر من فُلْكٍ أَو قَنْطَرة أَو غيره. الشطُّ المُهَيّأُ للعُبور. قال الأَزهري: والمِعْبَرَةُ سفينة يُعْبَرُ عليها النهر.
وقال ابن شميل: عَبَرْت مَتاعي أَي باعَدْته.
والوادي يَعْبرُ السيلَ عَنّا أَي يُباعِدُه. من السِّدْر: ما نبت على عِبْر النهر وعَظُم، منسوب إِليه نادر، وقيل: هو ما لا ساقَ له منه، وإِنما يكون ذلك فيما قارَب العِبْرَ. يعقوب: العُبْرِيّ والعُمْرِيُّ منه ما شرب الماء؛ وأَنشد: لاث به الأَشاءُ والعُبْرِيُّ قال: والذي لا يشرب يكون بَرِّيّاً وهو الضالُ.
وإن كان عِذْياً فهو الضال. أَبو زيد: يقال للسدْر وما عظُم من العوسج العُبْريّ. القديمُ من السدر؛ وأَنشد قول ذي الرمة: قَطَعْت، إِذا تخوّفت العَواطِي، ضُروبَ السدْرِ عُبْرِيّاً وضالا ورجل عابرُ سبيلٍ أَي مارّ الطريق. السبيلَ يَعْبُرُها عُبوراً: شَقَّها؛ وهم عابرُو سبيلٍ وعُبّارُ سبيل، وقوله تعالى: ولا جُنُباً إِلا عابري سبيل؛ فسّره فقال: معناه أَن تكون له حاجة في المسجد وبيتُه بالبُعد فيدخل المسجد ويخرج مُسْرِعاً.
وقال الأَزهري: إِلا عابري سبيل، معناه إِلا مسافرين، لأَن المسافر يُعْوِزُه الماء، وقيل: إِلا مارّين في المسجد غَير مُرِيدين الصلاة. السَّفَر يعبُره عَبراً: شَقّة؛ عن اللحياني.
والشَّعْرَى العَبور، وهما شِعْريانِ: أَحدُهما الغُمَيصاء، وهو أَحدُ كوكَبَي الذراعين، وأَما العَبور فهي مع الجوْزاء تكونُ نيِّرةً، سُمّيت عَبوراً لأَنها عَبَرت المَجَرَّةَ، وهي شامية، وتزعم العرب أَن الأُخرى بكت على إِثْرِها حتى غَمِصَت فسُمّيت الغُمَيْصاءَ.
وجمل عُبْرُ أَسفارٍ وجمال عُبْرُ أَسفارٍ، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث مثل الفُلك الذي لا يزال يُسافَر عليها، وكذلك عِبْر أَسفار، بالكسر.
وناقة عُبْر أَسْفارٍ وسفَرٍ وعَبْرٌ وعِبْرٌ: قويَّةٌ على السفر تشُقُّ ما مرّت به وتُقْطعُ الأَسفارُ عليها، وكذلك الرجل الجريء على الأَسفَارِ الماضي فيها القوي عليها.
والعِبَارُ: الإِبل القوية على السير.
والعَبَّار: الجمل القوي على السير. الكتابَ يعبُره عَبْراً: تدبَّره في نفسه ولم يرفع صوته بقراءته. قال الأَصمعي: يقال في الكلام لقد أَسرعت اسْتِعبارَك للدراهم أَي استخراجك إِياها. المتاعَ والدراهم يعبرها: نَظر كَمْ وزْنُها وما هي، وعبَّرها: وزنَها ديناراً ديناراً، وقيل عبّر الشيءَ إِذا لم يبالغ في وزنه أَو كيله، وتعبير الدراهم وزنُها جملة بعد التفاريق. العجب.
واعْتَبَر منه: تعجّب.
وفي التنزيل: فاعْتَبِرُوا يا أُولي الأَبصار؛ أَي تدبّروا وانظُروا فيما نزل بقُرَيْظةَ والنضير، فقايِسوا فِعالَهم واتّعِظُوا بالعذاب الذي نزل بهم.
وفي حديث أَبي ذرّ: فما كانت صُحُفُ موسى؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها؛ العِبَرُ: جمعُ عِبْرة، وهي كالمَوْعِظة مما يَتّعِظُ به الإِنسان ويَعمَلُ به ويَعتبِر ليستدل به على غيره. الاعتبارُ بما مضى، وقيل: العِبْرة الاسم من الاعتبار. الفراء: العَبَرُ الاعتبار، قال: والعرب تقول اللهم اجْعَلْنا ممن يَعبَرُ الدنيا ولا يَعْبُرها أَي ممن يعتبر بها ولا يموت سريعاً حتى يُرْضيَك بالطاعة.
والعَبورُ: الجذعة من الغنم أَو أَصغر؛ وعيَّنَ اللحياني ذلك الصِّغَرَ فقال: العبور من الغنم فوق الفَطيم من إناث الغنم، وقيل: هي أَيضاً التي لم تَجُز عامَها، والجمع عبائر.
وحكي عن اللحياني: لي نعجتان وثلاث عبائرَ.
والعَبِير: أَخْلاطٌ من الطيب تُجْمَع بالزعفران، وقيل: هو الزعفران وحده، وقيل: هو الزعفران عند أَهل الجاهلية؛ قال الأَعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرو س، في الصَّيْفِ، رَقْرَقْت فيه العَبيرا وقال أَبو ذؤيب: وسِرْب تَطَلَّى بالعَبير، كأَنه دِماءُ ظباء بالنحور ذبيح ابن الأَعرابي: العبيرُ الزعفرانة، وقيل: العبيرُ ضرْبٌ من الطيب.
وفي الحديث: أَتَعْجَزُ إِحْداكُنّ أَن تتخذ تُومَتينِ ثم تَلْطَخَهما بِعَبِيرٍ أَو زعفران؟ وفي هذا الحديث بيان أَن العبير غيرُ الزعفران؛ قال ابن الأَثير: العَبيرُ نوعٌ من الطيب ذو لَوْنٍ يُجْمع من أَخْلاطٍ. الدَّمْعة، وقيل: هو أَن يَنْهَمِل الدمع ولا يسمع البكاء، وقيل: هي الدمعة قبل أَن تَفيض، وقيل: هي تردُّد البكاء في الصدر، وقيل: هي الحزن بغير بكاء، والصحيح الأَول؛ ومنه قوله: وإِنّ شِفائي عَبْرةٌ لو سَفَحْتُها الأَصمعي: ومن أَمثالهم في عناية الرجل بأَخيه وإِيثارِه إِياه على نفسه قولهم: لك ما أَبْكِي ولا عَبْرَةَ بي؛ يُضْرَب مثلاً للرجل يشتد اهتمامه بشأْن أَخيه، ويُرْوَى: ولا عَبْرَة لي، أَي أَبكي من أَجْلِك ولا حُزْن لي في خاصّة نفسي، والجمع عَبَرات وعِبَر؛ الأَخيرة عن ابن جني. الدمعِ: جرْيُه. عينُه واسْتَعْبَرت: دمَعَتْ. عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وحزن.
وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: عَبِر الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إِذا حزن.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه ذكَرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَعْبَر فبكى؛ هو استفْعل من العَبْرة، وهي تحلُّب الدمع.
ومن دُعاء العرب على الإِنسان: ماله سَهِر وعَبِر. عابرٌ وعَبْرى وعَبِرةٌ: حزينة، والجمع عَبارى؛ قال الحرث بن وعْلةَ الجَرْمي، ويقال هو لابن عابس الجرمي: يقول لِيَ النَّهْديُّ: هل أَنتَ مُرْدِفي؟ وكيف ردافُ الفَرِّ؟ أُمُّك عابرُ أَي ثاكل يُذَكّرُني بالرُّحْمِ بيني وبينه، وقد كان في نَهْدٍ وجَرْمٍ تدارُ أَي تقاطع نجوْت نجاءً لم يَرَ الناسُ مثلَه، كأَني عُقابٌ عند تَيْمَنَ كاسِرُ والنَّهْديّ: رجل من بني نَهْد يقال له سَلِيط، سأَل الحرث أَن يُرْدِفَه خَلْفه لينجُوَ به فأَبى أَن يُرْدِفَه، وأَدركت بنو سعد النَّهْدِيّ فقتلوه.
وعينٌ عَبْرى أَي باكية.
ورجل عَبرانُ وعَبِرٌ: حزِينٌ. الثَّكْلى. البكاء بالحُزْن؛ يقال: لأُمِّه العُبْرُ والعَبَرُ. والعَبْرانُ: الباكي. والعَبَر: سُخْنةُ العين من ذلك كأَنه يَبْكي لما به. بالتحريك: سُخنة في العين تُبكيها.
ورأَى فلان عُبْرَ عينه في ذلك الأَمر وأَراه عُبْرَ عينه أَي ما يبكيها أَو يُسْخِنها. به: أَراه عُبْرَ عينه؛ قال ذو الرمة: ومِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها على مَلَقِيَّات يُعَبِّرْنَ بالغُفْر وفي حديث أُمْ زرع: وعُبْر جارتِها أَي أَن ضَرَّتَها ترى من عِفَّتِها ما تَعْتَبِرُ به، وقيل: إِنها ترى من جَمالِها ما يُعَبِّرُ عينها أَي يُبكيها.
وامرأَة مُسْتَعْبِرة ومُسْتَعْبَرَة: غير حظية؛ قال القُطامي: لها روْضة في القلب لم تَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائف والعُبْر، بالضم: الكثير من كل شيء، وقد غلب على الجماعة من الناس. جماعة القوم؛ هذلية عن كراع.
ومجلس عِبْر وعَبْر: كثير الأَهل.
وقوم عِبِير: كثير. السحائب التي تسير سيراً شديداً. يقال: عَبَّرَ بفلان هذا الأَمرُ أَي اشتد عليه؛ ومنه قول الهذلي: ما أَنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ، يُعَبِّرُ بالذَّكَر الضَّابِط ويقال: عَبَرَ فلان إِذا مات، فهو عابر، كأَنه عَبَرَ سبيلَ الحياة. القومُ أَي ماتوا؛ قال الشاعر: فإِنْ نَعْبُرْ فإِنْ لنا لُمَاتٍ، وإِنْ نَعْبُرْ فنحن على نُذُور يقول: إِن متنا قلنا أَقرانٌ، وابن بَقينا فنحن ننتظر ما لا بد منه كأَن لنا في إِتيانه نذراً.
وقولهم: لغة عابِرَة أَي جائزة.
وجارية مُعْبَرَة: لم تُخْفَض. الشاة: وفرَّ صوفها.
وجمل مُعْبَر: كثير الوبَر كأَن وبره وُفِّر عليه وإِن لم يقولوا أَعْبَرْته؛ قال: أَو مُعْبَرُ الظَّهْر يُنْبى عن وَلِيَّتِهِ، ما حَجَّ رَبُّه في الدنيا ولا اعْتَمَرَا وقال اللحياني: عَبَرَ الكَبشَ ترك صوفه عليه سنة.
وأَكْبُشٌ عُبرٌ إِذا ترك صوفها عليها، ولا أَدري كيف هذا الجمع. الكسائي: أَعْبَرْت الغنم إِذا تركتها عاماً لا تُجزّها إِعْباراً.
وقد أَعْبَرْت الشاة، فهي مُعْبَرَة. التيس الذي ترك عليه شعره سنوات فلم يُجَزَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف كبشاً: جَزيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرة، حديثُ الخِصَاء وارمُ العَفْل مُعْبَرُ أَي غير مجزوز.
وسهم مُعْبَرٌ وعَبِرٌ: مَوْفُور الريش كالمُعْبَر من الشاء والإِبل. ابن الأَعرابي: العُبْرُ من الناس القُلْف، واحدهم عَبُورٌ.وغلام مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتلم ولم يُخْتَن بَعْدُ؛ قال: فَهْوَ يُلَوِّي باللِّحاءِ الأَقْشَرِ، تَلْويَةَ الخاتِن زُبِّ المُعْبَرِ وقيل: هو الذي لم يُخْتَن، قارَب الاحتلام أَو لم يُقارِب. قال الأَزهري: غلام مُعْبَرٌ إِذا كادَ يحتلم ولم يُخْتَن.
وقالوا في الشتم: يا ابن المُعْبَرَة أَي العَفْلاء، وأَصله من ذلك. العُقاب، وقد قيل: إِنه العُثْرُ، بالثاء، وسيذكر في موضعه.
وبنات عِبْرٍ: الباطل؛ قال: إِذا ما جِئْتَ جاء بناتُ عِبْرٍ، وإِن ولَّيْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهابا وأَبو بناتِ عِبْرٍ: الكَذَّاب.
والعُبَيْراءُ، ممدود: نبت؛ عن كراع حكاه مع الغُبَيْراء.
والعَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْد؛ عن كراع أَيضاً. وبنو عَبْرَة، كلاهما: قبيلتان. قبيلة.
وعابَرُ بنُ أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح، عليه السلام. لغة اليهود. بالكسر: العِبْراني، لغة اليهود.

عبَرَ (القاموس المحيط) [271]


عبَرَ الرُّؤيا عَبْراً وعِبارةً
وعَبَّرَها: فَسَّرَها، وأخْبَرَ بآخِرِ ما يَؤُولُ إليه أمْرُها.
واسْتَعْبَرَه إيَّاها: سَألَهَ عَبْرَها. وعَبَّرَ عما في نفسه: أعْرَبَ، وعَبَّرَ عنه غيرهُ فأعْرَبَ عنه، والاسم: العَبْرَةُ والعِبارةُ.
وعِبْرُ الوادِي، ويفتحُ: شاطِئُه، وناحِيَتُه.
وعَبَرَه عَبْراً وعُبوراً: قَطَعَه من عِبْرِه إلى عِبْرِهِ،
و~ القومُ: ماتوا،
و~ السَّبيلَ: شَقَّها،
و~ به الماءَ،
وعَبَّرَه به: جازَ،
و~ الكتابَ عَبْراً: تَدَبَّرَه، ولم يَرفَعْ صَوْتَه بِقِراءَتِهِ،
و~ المَتاعَ والدَّراهِمَ: نَظَرَ كَمْ وزْنُها، وما هي،
و~ الكَبْشَ: تَرَكَ صُوفَه عليه سَنَةً، وأكبُشٌ عُبْرٌ،
و~ الطَّيْرَ: زَجَرَها، . . . أكمل المادة class="baheth_marked">يَعْبُرُ ويَعْبِرُ. والمِعْبَرُ: ما عُبِرَ به النَّهْرُ، وبالفتح: الشَّطُّ المُهَيَّأ للعُبُورِ،
ود بِساحِلِ بَحْرِ الهِندِ.
وناقةٌ عُبْرُ أسْفارٍ، مُثَلَّثَةً: قَوِيَّةٌ تَشُقُّ ما مَرَّتْ به، وكذا رجلٌ، للواحدِ والجَمْع.
وجَمَلٌ عَبَّارٌ، ككَتَّانٍ: كذلكَ.
وعَبَّرَ الذَّهَبَ تَعْبيراً: وزَنَه دِيناراً دِيناراً، ولم يُبالِغْ في وَزْنِه.
والعِبْرَةُ، بالكسر: العَجَبُ.
واعْتَبَرَ منه: تَعَجَّبَ، وبالفتح: الدَّمْعَةُ قبلَ أن تَفيضَ، أو تَرَدُّدُ البُكاءِ في الصَّدْرِ، أو الحُزْنُ بلا بُكاءٍ
ج: عَبَراتٌ وعِبَرٌ. وعَبَرَ عَبْراً،
واسْتَعْبَرَ: جَرَتَ عَبْرَتُه، وحَزِنَ.
وامرأةٌ عابِرٌ وعَبْرَى وعَبِرَةٌ
ج: عَبارَى.
وعينٌ عَبْرَى، ورجلٌ عَبْرانُ وعَبِرٌ. والعُبْرُ، بالضم: سُخْنَةُ العينِ، ويُحَرَّكُ، والكثيرُ من كلِّ شيءٍ، والجَماعةُ.
وعَبَّرَ به: أراهُ عُبْرَ عَيْنِه.
وامرأةٌ مُسْتَعْبِرَةٌ، وتفتحُ الباءُ، (أي): غيرُ حَظِيَّةٍ.
ومجلسٌ عَبْرٌ، بالكسر والفتح: كثيرُ الأهْلِ.
وقَوْمٌ عَبِيرٌ: كثيرٌ.
وأعْبَرَ الشاةَ: وفَّرَ صُوفَها.
وجَمَلٌ مُعْبَرٌ: كثيرُ الوَبَرِ، ولا تَقُلْ أعْبَرْتُه. وسَهْمٌ مُعْبَرٌ وعَبيرٌ: مَوْفُورُ الرِّيشِ.
وغُلامٌ مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ بعدُ.
ويا ابنَ المُعْبَرَةِ: شَتْمٌ، أي: العَفْلاءِ.
والعُبْرُ، بالضم: قبيلَةٌ، والثَّكْلَى، والسَّحائِبُ التي تَسيرُ شديداً، والعُقابُ، وبالكسر: ما أخَذ على غَرْبِيِّ الفُراتِ إلى بَرِّيَّةِ العَرَبِ، وقبيلَةٌ.
وبناتُ عِبْرٍ: الكَذِبُ، والباطِلُ.
والعِبْرِيُّ والعِبْرانِيُّ: لُغَةُ اليَهودِ، وبالتحريكِ: الاعْتبارُ، ومنه قولُ العَرَبِ: اللهمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيا ولا يَعْمُرُها.
وأبو عَبَرَةَ، أو أبو العَبَرِ: هازِلٌ خَليعٌ.
والعَبيرُ: الزَّعْفرانُ، أو أخْلاطٌ من الطِّيبِ.
والعَبُورُ: الجَذَعَةُ من الغَنَمِ
ج: عَبائِرُ، والأَقْلَفُ
ج: عُبْرٌ. والعُبَيْراءُ: نَبْتٌ.
والعَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْدِ.
والمَعابِيرُ: خَشَبٌ في السفينةِ يُشَدُّ إليها الهَوْجَلُ.
وعابَرُ، كهاجَرَ: ابنُ أرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نوحٍ عليه السلامُ.
وعَبَّرَ به الأمرُ تَعْبيراً: اشْتَدَّ عليه.
وعَبَّرْتُ به: أهْلَكْتُهُ.
وكمُعَظَّمٍ: جَبلٌ بالدَّهْناءِ.
وقَوْسٌ مُعَبَّرَةٌ: تامَّةٌ.
والمُعْبَرَةُ، بالتخفيفِ: الناقةُ لم تُنْتَجْ ثلاثَ سنين، فيكونُ أصْلَبَ لها.
والعَبْرانُ: ع.
وعَبَرْتَى: ة قُرْبَ النَّهْرَوانِ.
والعُبْرَةُ، بالضم: خَرَزَةٌ كانَ يَلْبَسُها ربيعةُ بنُ الحَريشِ، فَلُقِّبَ ذا العُبْرَةِ. ويومُ العَبَراتِ، محركةً: م.
ولُغَةٌ عابِرَةٌ: جائزَةٌ.

عبر (الصّحّاح في اللغة) [258]


العِبْرَةُ: الاسم من الاعتبار. بالفتح: تحلُّب الدمع. تقول منه: عَبِرَ الرجل بالكسر يَعْبَرُ عَبَراً، فهو عابِرٌ، والمرأة عابِرٌ أيضاً. قال الحارث بن وعلة:
وكيف رِداف الغِرِّ أمُّك عابِـرُ      يقولُ ليَ النَهديُّ هل أنتَ مُردِفي

وكذلك عَبِرَتْ عينه واسْتَعْبَرَتْ، أي دَمَعت. الباكي. بالتحريك: سُخْنةٌ في العين تُبكيها. بالضم مثله. يقال: لأمِّه العُبْرُ والعَبَر. فلانٌ عُبْرَ عينيه، أي ما يُسخِّن عينيه. النهر وعَبْرُهُ: شَطُّه وجانبه. قال الشاعر:
تَرمي أَواذِيُّه العِبْرَيْنِ بالزَبَدِ      وما الفرات إذا جادت غواربُه

وجملٌ عُبْرُ أسفار، وجمال عُبْرُ أسفار، وناقة . . . أكمل المادة عُبْرُ أسفار، يستوي فيه الجمع والمؤنث، وكذلك عِبْرُ أسفار بالكسر. أيضاً بالضم: الكثير من كلِّ شيء. ما نبت من السِدْرِ على شطوط الأنهار وعَظُمَ.
والشِعْرى العُبورُ: إحدى الشِعْرَيَيْنِ، وهي التي خلفَ الجوزاء، سمِّيت بذلك لأنها عَبَرَتِ المجرّة. ما يُعْبَرُ عليه من قنطرةٍ أو سفينة.
وقال أبو عبيد: المِعْبَرُ: المركَبُ الذي يُعْبَرُ فيه.
ورجلٌ عابِرُ سبيل، أي مارُّ الطريقِ وعَبَرَ القومُ، أي ماتوا. قال الشاعر:
وإن نَغْبُرْ فنحن على نذُورِ      فإن نَعْبُرْ فإنَّ لنا لُـمَـاتٍ

يقول: إنْ مُتْنا فلنا أقرانٌ، وإن بقَينا فنحن ننتظر ما لا بدَّ منه، كأنَّ لنا في إتيانه نَذْراً. النهر وغيره أَعْبُرُهُ عَبْراً، وعُبوراً. الرؤيا أَعْبُرُها عِبارَةً: فَسَّرتها، قال الله تعال: "إن كُنْتُمْ للرؤيا تَعبُرون"َ أوصَلَ الفعل باللام كما يقال: إن كنتَ للمال جامعاً. قال الأصمعي: عَبَرْتُ الكتاب أَعْبُرُهُ عَبْراً، إذا تدبّرتَه في نفسك ولم تَرْفَعْ به صوتك.
وقولهم: لغة عابِرَة، أي جائزة. قال الكسائي: أعْبَرْتُ الغنمَ، إذا تركتها عاماً لا تجزّها.
وقد أَعْبَرْتُ الشاةَ فهي مُعْبَرَةٌ. مُعْبَرٌ أيضاً: لم يُخْتَنْ.
وجارية مُعْبَرَةٌ: لم تُخْفَضْ.
وسهم مُعْبَرٌ: مُوفَّرُ الريش. الرؤيا تَعْبيراً: فَسّرتها. عن فلانٍ أيضاً، إذا تكلمت عنه.
واللسان يُعَبِّرُ عما في الضمير.
وتَعْبِيرُ الدراهم: وزنُها جملةً بعد التفاريق. فلاناً لرؤيايَ، أي قصصتُها عليه ليَعْبُرَها. أخلاط تجمع بالزَعفران، عن الأصمعي.
وقال أبو عبيدة: العَبِيرُ عند العرب: الزعفرانُ وحْدَه.
وأنشد للأعشى:
سِ في الصيف رَقرقَت فيه العَبيرا      وتـبـردُ بَـرْدَ رداءِ الـعـــرو

عبر (مقاييس اللغة) [254]



العين والباء والراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على النفوذ والمضيِّ في الشيء. يقال: عَبَرت النّهرَ عُبُوراً. النهر: شَطُّه .
ويقال: ناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ: لا يزال يُسافَرُ عليها. قال الطّرِمّاح:
وقد تبطَّنْتُ بِهِلْوَاعةٍ      عُبْرِ أسفارٍ كَتُوم البُغَامْ

والمَعْبَر: شطّ نهرٍ هُيئ للعُبور. سفينة يُعبَر عليها النّهر.
ورجل عابرُ سبيلٍ، أي مارّ. قال الله تعالى: وَلاَ جُنُباً إلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ [النساء 43]، ومن الباب العَبْرَة، قال الخليل: عَبْرَة السدَّمع: جَرْيُه. قال: والدَّمع أيضاً نفسُه عَبْرة. قال امرؤ القيس:
وإنّ شِفائي عَبْرَةٌ إن سَفَحتُها      فهَلْ عند رسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّلِ

وهذا من القياس؛ لأنّ . . . أكمل المادة الدّمع يعبُرُ، أي ينفُذ ويَجري.
والذي قاله الخليل صحيحٌ يدلُّ على صِحّة القياس الذي ذكرناه.وقولهم: عَبِرَ فلانٌ يَعْبَرُ عَبَراً من الحزن، وهو عَبْرَانُ، والمرأةُ عَبْرى وعَبِرَةٌ، فهذا لا يكون إِلاَّ وثَمَّ بكاء.
ويقَال: استَعْبَرَ، إذا جَرَتْ عَبْرَته. من هذا: امرأةٌ عابر، أي بها العَبَر. يقولُ لي الجَرْمِيُّ هل أنت مُرْدِفِي      وكيف رِدَافُ الفَلِّ أمُّك عابِرُ

فهذا الأصل الذي ذكرناه. ثم يقال *لضرب من السدر عُبْرِيٌّ، وإنما يكون كذلك إذا نَبَتَ على شُطوط الأنهار.
والشّطُّ يُعْبَرُ ويعبر إليه. قال العجّاج:الأَشاء: الفَسِيل ، الواحدة أَشَاءة وقد ذكرناه.
ويقال إنّ العُبْريَّ لا يكون إلاّ طويلاً، وما كان أصغَرَ منه فهو الضَّالُ. قال ذو الرُّمّة:
قَطعْتُ إذا تجوّفت العواطِي      ضَرُوبَ السِّدْرِ عَبْرِيّاً وضَالا

ويقال: بل الضّالُ ما كان في البَرّ.ومن الباب: عَبَرَ الرُّؤْيا يعبرها عَبْرَاً وعِبارة، ويُعبِّرُها تعبيراً، إذا فسَّرَها.
ووجه القياس في هذا عُبُور النَّهْر؛ لأنه يصير من عَِبْر إلى عَِبْر. كذلك مفسِّر الرُّؤيا يأخُذُ بها من وجهٍ إلى وجهٍ، كأن يُسأل عن الماء، فيقول: حياة. ألا تراه قد عَبَر في هذا من شيءٍ إلى شيء.ومما حُمِل على هذه: العِبارة، قال الخليل: تقول: عَبَّرت عن فلانٍ تعبيراً، إذا عَيَّ بحُجّته فتكلَّمت بها عنه.
وهذا قياسُ ما ذكرناه؛ لأنَّه لم يقدِر على النُّفوذ في كلامه فنفَذَ الآخَر بها عنه.فأمّا الاعتبار والعِبْرة فعندنا مقيسانِ من عَبْريِ النَّهر؛ لأنّ كلَّ واحدٍمنهما عِبرٌ مساوٍ لصاحبه فذاك عِبرٌ لهذا، وهذا عِبرٌ لذاك. فإذا قلت اعتبرت الشَّيء، فكأنك نظرتَ إلى الشَّيء فجعلتَ ما يَعْنِيك عِبراً لذاك: فتساويا عندك. هذا عندنا اشتقاقُ الاعتبار. قال الله تعالى: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ [الحشر 2]، كأنَّه قال: انظروا إلى مَنْ فعل ما فَعل فعُوقِب بما عوقب به، فتجنَّبوا مثلَ صنيعهم لئلاَّ ينزل بكم مثلُ ما نَزَل بأولئك.
ومن الدَّليل على صِحَّة هذا القياس الذي ذكرناه، قولُ الخليل: عَبَّرت الدَّنانيرَ تعبيراً، إذا وزَنْتَها ديناراً [ديناراً]. قال: والعِبرة: الاعتبارُ بما مضى.ومما شذَّ عن الأصل: المُعْبَر من الجِمال: الكثير الوَبر. من الغِلمان: الذي لم يُخْتَن.
وما أدرِي ما وجهُ القياس في هذا.
وقال في المُعْبَر الذي لم يُختَن بشرُ بن [أبي] خازم:ومن هذا الشّاذّ: العبير، قال قوم: هو الزَّعفران.
وقال قوم: هي أخلاط طِيب.
وقال الأعشَى:
وتَبرُد بَردَ رِداء العَرُو      سِ بالصيفى رَقْرقتَ فيه العبيرا

ع ب ر (المصباح المنير) [231]


 عَبَرْتُ: النهر "عَبْرًا" من باب قتل و "عُبُورًا" : قطعته إلى الجانب الآخر، و "المَعْبَرُ" وزان جعفر شطّ نهر هيئ للعبور، و "المِعْبَرُ" بكسر الميم ما يعبر عليه من سفينة أو قنطرة، و "عَبَرْتُ" الرؤيا "عَبْرًا" أيضا و "عِبَارَةً" فسرتها وبالتثقيل مبالغة وفي التنزيل: {إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} ، و "عَبَرْتُ" السبيل بمعنى مررت "فَعَابِرُ" السبيل مارّ الطريق، وقوله تعالى: {إِلاّ عَابِرِي سَبِيلٍ} قال الأزهري: معناه إلا مسافرين؛ لأن المسافر قد يعوزه الماء وقيل المراد إلا مارين في المسجد غير مريدين للصلاة، و "عَبَرَ" مات، و "عَبَرْتُ" الدراهم، و "اعْتَبَرْتُهَا" بمعنى، و "الاعْتِبَارُ" يكون بمعنى الاختيار والامتحان مثل "اعْتَبَرْتُ" الدراهم فوجدتها ألفا ويكون بمعنى الاتعاظ نحو قوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ} و "العِبْرَةُ" اسم منه قال الخليل: "العِبْرَةُ" و "الاعْتِبَارُ" بما مضى أي الاتعاظ والتذكر وجمع "العِبْرَةِ" "عِبَرٌ" مثل سدرة . . . أكمل المادة وسدر، وتكون "العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ" بمعنى الاعتداد بالشيء في ترتب الحكم نحو: و "العِبْرَةِ" بالعقب أي والاعتداد في التقدم بالعقب، ومنه قول بعضهم: ولا "عِبْرَةَ" "بِعَبْرَةِ" "مُسْتَعْبِرٍ" ما لم تكن "عَبْرَةَ" "مُعْتَبرٍ" وهو حَسَن "العِبَارَةِ" أي البيان بكسر العين وحكى في المحكم فتحها أيضا، و "العَبِيرُ" مثل كريم أخلاط تجمع من الطيب و "العَنْبَرُ" فنعل طيب معروف يذكر ويؤنث فيقال هو "العَنْبَرُ" وهي "العَنْبَرُ" و "العَنْبَرُ" حوت عظيم، و "عَبَّرْتُ" عن فلان تكلمت عنه، واللسان "يُعَبِّرُ" عما في الضمير أي يبين. 

عبر (المعجم الوسيط) [221]


 فلَان عبرا جرت دمعته وَالْقَوْم مَاتُوا وَالنّهر عبرا وعبورا قطعه من شاطئ إِلَى شاطئ وَكَذَلِكَ الطَّرِيق قطعه من جَانب إِلَى جَانب وَيُقَال عبر بِهِ المَاء وَالْكتاب عبرا تدبره فِي نَفسه وَلم يرفع صَوته بقرَاءَته وَالْمَتَاع وَالدَّرَاهِم نظركم وَزنهَا وَمَا هِيَ والرؤيا عبرا وَعبارَة فَسرهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون} عبر:  عبرا جرت دمعته وَيُقَال عبرت عينه فَهُوَ وَهِي عَابِر وَهُوَ عبر وَهِي عِبْرَة (ج) عبارى عبر:  عَمَّا فِي نَفسه وَعَن فلَان أعرب وَبَين بالْكلَام وَبِه الْأَمر اشْتَدَّ عَلَيْهِ وبفلان شقّ عَلَيْهِ وأهلكه والرؤيا فَسرهَا وَفُلَانًا أبكاه وَيُقَال عبر عينه أبكاها 

العبر (المعجم الوسيط) [16]


 من النَّهر شاطئه وناحيته وَمن الْمجَالِس الْكثير الْأَهْل يُقَال مجْلِس عبر العبر:  الْكثير من كل شَيْء وَقد غلب على الْجَمَاعَة من النَّاس والسحاب السَّرِيع وَالْعِقَاب وَيُقَال أرى فلَان فلَانا عبر عينه مَا يبكيه العبر:  يُقَال رجل عبر أسفار وجمل عبر أسفار قوي عَلَيْهَا (للمذكر والمؤنث وَالْوَاحد وَالْجمع) وَهُوَ عبر لكل عمل صَالح لكل عمل 

الْعبْرَة (المعجم الوسيط) [13]


 الدمعة وَفِي الْمثل (لَك مَا أبكى وَلَا عِبْرَة بِي) أَي أبْكِي من أَجلك وَلَا حزن لي فِي خَاصَّة نَفسِي يضْرب للرجل يشْتَد اهتمامه بشأن أَخِيه وإيثاره (ج) عبر الْعبْرَة:  الاتعاظ وَالِاعْتِبَار بِمَا مضى وَالْعجب (ج) عبر 

العبري (المعجم الوسيط) [12]


 العبراني العبري:  مَا نبت على عبر الْبَحْر (نِسْبَة على غير قِيَاس) 

إيل (المعجم الوسيط) [5]


 اسْم الله تَعَالَى (بالعبرية) 

الجهشة (المعجم الوسيط) [5]


 الْجَمَاعَة من النَّاس وَالْعبْرَة تتساقط عِنْد الجهش 

المشنى (المعجم الوسيط) [5]


 كتاب مؤلف بالعبرية فِي الْفِقْه الْيَهُودِيّ (مَعَ) 

النشيج (المعجم الوسيط) [5]


 الصَّوْت المتردد فِي الصَّدْر (ج) نشج وَيُقَال عِبْرَة نشج لَهَا صَوت 

التمثيلية (المعجم الوسيط) [5]


 عمل فني منثور أَو منظوم يءلف على قَوَاعِد خَاصَّة ليمثل حَادِثا حَقِيقِيًّا أَو مُخْتَلفا قصدا للعبرة (مو) 

العبرية (المعجم الوسيط) [5]


 العبرانية 

ز - ف - ن (جمهرة اللغة) [5]


والنَّزْف: مصدر نُزِفَ الرجل دمَه يُنْزَف نزْفاً، إذا سال حتى يُفْرِط فهو منزوف ونَزيف. والنَّزيف: السكران أيضاً، وهو المنْزَف. وفي التنزيل: " لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزَفون " ، أي لا يَسكرون، هكذا يقول أبو عبيدة، وقد قرئ: " يُنْزِفون " ، أي يُنْفِدونها، واللهّ أعلم. قال الشاعر: لَعَمْري لئن أنزفتمُ أو صَحوتمُ ... لبئسَ النَّدامى كنتم آلَ أبْجَرا وأنزفتُ الشيءَ، إذا أفنيته. قال الراجز: وقد أراني بالديار مُتْرفا أيّام لا أحسِب شيئاً مُنْزَفا أي فانياً. وأنزفَ عَبرَتَه، إذا أفنى دمعَه البكاءُ. قال الراجز: وصَرحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمرْ وأنزفَ العَبرةَ مَن لاقى العِبَرْ ونَزَفْتُ البئرَ أنزِفها نَزْفاً، إذا استقيت ماءها حتى لا تُبقي . . . أكمل المادة فيها شيئاً. والمِنْزَفَة: دلو تُشَدّ في رأس عود طويل ويُنصب عُود ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدّلو على العود المنصوب ويُستقى به الماء. وبئر نَزوف، إذا أنزِفت باليد. ومثل من أمثالهم: " أجْبَنُ من المنزوف ضَرِطاً " ، وهو رجل ضرط حتى مات فزعاً، وله حديث. والنَّفْز شبيه بالقَفْز، نَفَزَ ينفِز نَفْزاً ونَفَزاناً، ونَفْزُ الظبي، وهو وثبُه ثم وقعُه منتشرَ القوائم، فالقَفْر انضمام قوائمه، والنَفْز انتشارها.

نزف (العباب الزاخر) [6]


نزَفْتُ البئر أنْزِفُه نَزْفاً: إذا نزحْتَه كله، ونَزَفَتْ هي؛ يتعدى ولا يتعدى، ونُزِفَتْ أيضاً- على ما لم يُسمّ فاعله، ومنه الحديث في زمزم: لا تُنْزَفُ ولا تُذَم. ويقال أيضاً- نُزِف الرجل: إذا ذهب عقلُه، ومنه قوله تعالى: (ولا يُنْزَفُونَ) أي لا يَسْكَرون. وقال أبو عُبيدة: نَزِفَتْ عَبْرَتُه بكسر الزاي-: أي فَنِيَتْ. والنُّزْفَةُ بالضم-: القليل من الماء والشراب، والجمْع: نُزَفٌ مثال غرفة وغُرَف، قال العجّاج يَصف الخمر:
فَشَنَّ في الإبْرِيْقِ منها نُـزَفـا      من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا

وعُروق نُزَّف مثال رُكَّع-: غير سائلة، قال العجّاج يصِف ثوراً:
أعْيَنُ بَرْبَارٌ إذا تَعَـسَّـفـا      أجْوَازَها هَذَّ العُروقَ لنُّزَّفا

والنُّزْفُ بالضم-: الاسم من النَّزْفِ، قال:
. . . أكمل المادة تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهي لاهِيَةٌ      كأنَّما شَفَّ وجْهَها نُـزُف

أراد أنها رقيقة المحاسن حتى كأن دمها مَنزوف. وقال ابن دريد: نُزِفَ الرجل دمه يُنْزف نَزْفا: إذا سال حتى يُفْرِط، فهو مَنزوف ونَزِيف. قال: ومَثل من أمثالهم: أجْبَن من المَنزُوف ضَرِطاً.
وهو رجل ضَرَطَ حتى مات فَزَعا. قال: وله حديث: قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب: ذَكَرت حديثه في تركيب ض ر ط. قال: والمِنْزَفَةُ: دُلَيَّةٌ تُشد في رأس عود طويل؛ ويُنصب عود؛ ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدَّلو على العود المنصوب، ويُسقى به الماء. وقال ابن عبّاد: المِنْزَافُ من المَعَزِ: التي يكون لها لَبن ثم ينقطِع. وقال غيره: بئر نَزُوْف: إذا نُزِفَت باليد. ويقال للرجل إذا عطِش حتى يبسَت عروقه وجف لسانه: مَنْزُوف ونزيف، قال جميل:
فَلَثِمْتُ فاها آخِـذاً بـقُـرُونِـهـا      شُرْبَ النَّزِيْفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ

والنّزِيْف أيضاً-: المَحمُوم. وقال أبو عمرو: النَّزِيْفُ: السَّكران، قال امرؤ القيس:
وإذْ هي تَمْشِي كمَشْيِ النَّزِيْفِ      يَصْرَعُهُ بالكَثِيْبِ البُـهُـرْ

وقال آخر:
بَدّاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ النَّزِيْفِ     

والنَّزِيْف: سيف عِكْرِمة بن أبي جهل رضي الله عنه-، وفيه يقول:  
وقَبْلَهُما أرْدى النَّزِيفُ سَمَـيْدَعـاً      له في سَنَاءِ المَجْدِ بَيْتٌ ومَنْصِبُ

ونُزِفَ الرجل في الخُصومة: إذا انقطعت حُجته. ونَزَافِ مثال نَزَال-: أي انْزِفْ.
ومنه قول ابنة الجُلَنْدى مَلِك عمان حين ألبْست السلحفاة حُلِيَّها فغاصَت في البحر: نَزَنافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدافٍ، أي غيرُ غُرفة، أمَرَتْ بالنَّزْفِ. وأنْزَفَ القوم: إذا ذهب ماء بِئرِهم، وكذلك إذا ذهب ماء العين. وأنْزَفَ الرجل العَبْرة: أفناها بُكاء، قال العجّاج:
وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ دَمَـرْ      وأنْزَفَ العَبْرَةَ مَنْ لاقى العِبَرْ

وقال أيضاً:
وقد أراني بالدِّيارِ مُتْـرَفـا      أزْمَانَ لا أحسِبُ شَيْئاً مُنْزَفا

وأنْزَفَ أيضاً-: أي سَكِر.
ومنه قِراءة الكُوفيين غير عاصم في الصَّافّات: (ولا هُمْ عَنْها يُنْزِفُوْنَ)، وقراءة الكوفيين في الواقعة: (ولا يُنْزِفُوْنَ) كذلك. قال الأُبَيْرِدُ اليربوعي:
لَعمْري لَئنْ أنْزَفْتُمُ أوْ صَحَوْتُمُ      لَبِئْسَ النَّدَامى كُنْتُمُ آلَ أبْجَرا

وقال أبو عبيدة: قوم يجعلون المُنْزَفَ مثل المَنْزُوْفِ الذي قد نُزِفَ دمه. وقال الفرّاءُ: أنْزَفَ الرجل: إذا فَنِيَت خمْرُه، أي خَمْرُ أهل الجنة دائبَةٌ لا تَفْنى. وقال أبو زيد: نَزَّفَتِ المرأة تَنْزِيفاً: إذا رأت دما على حملِها، وذلك مما يزيد الولد صِغراً. والتركيب يدُل على نفاد شيء وانقطاعه.

ذبحه (المعجم الوسيط) [4]


 ذبحا قطع حلقومه وَالشَّيْء شقَّه وثقبه يُقَال ذبح الدن وَيُقَال ذبحته الْعبْرَة خنقته وذبحه الظمأ جهده وذبحت فلَانا لحيته سَالَتْ تَحت ذقنه 

الفهر (المعجم الوسيط) [4]


 الْحجر (يذكر وَيُؤَنث) وَحجر ناعم صلب يسحق بِهِ الصيدلي الْأَدْوِيَة (ج) أفهار وفهور الفهر:  عيد للْيَهُود يَقع فِي الْيَوْمَيْنِ الرَّابِع عشر وَالْخَامِس عشر من (آذار) من شهورهم العبرية (مَعَ) 

التَّذْكِرَة (المعجم الوسيط) [4]


 مَا تستذكر بِهِ الْحَاجة وَمَا يَدْعُو إِلَى الذّكر وَالْعبْرَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كلا إِنَّهَا تذكرة فَمن شَاءَ ذكره} وبطاقة يثبت فِيهَا أجر الرّكُوب فِي السكَك الحديدية وَمَا جرى مجْراهَا (ج) تَذَاكر (محدثة) 

الفصح (المعجم الوسيط) [4]


 من الْأَيَّام الصحو الَّذِي لَا غيم فِيهِ وَلَا برد و (عِنْد الْيَهُود) عيد ذكرى خُرُوجهمْ من مصر و (عِنْد المسيحيين) عيد ذكرى قِيَامَة السَّيِّد الْمَسِيح من الْمَوْت فِي اعْتِقَادهم وَيعرف بالعيد الْكَبِير (مَعَ) أَصله بالعبرية ببيسح مر وَجَاوَزَ 

أول (المعجم الوسيط) [4]


 أَولا سبق أول:  الشَّيْء إِلَيْهِ أرجعه يُقَال فِي الدُّعَاء لمن فقد شَيْئا أول الله عَلَيْك ضالتك وَفِي الدُّعَاء عَلَيْهِ لَا أول الله عَلَيْك شملك وَالْكَلَام فسره وَفَسرهُ ورده إِلَى لغاية المرجوة مِنْهُ والرؤيا عبرها 

البصيرة (المعجم الوسيط) [4]


 قُوَّة الْإِدْرَاك والفطنة وَالْعلم والخبرة وَيُقَال فراسة ذَات بَصِيرَة صَادِقَة وَفعل ذَلِك عَن بَصِيرَة عَن عقيدة ورأي وَالْحجّة والرقيب وَالْعبْرَة والستارة تغطي الْبَاب وكل مَا اتخذ جنَّة كالدرع والترس وَغَيرهمَا والقليل من الدَّم يسْتَدلّ بِهِ على الرَّمية (ج) بصائر وبصار 

لمل (لسان العرب) [4]


اللَّمَالُ: الكُحْل؛ حكاه أَبو رِياش؛ وأَنشد: لها زَفَراتٌ من بَوَادِرِ عَبْرةٍ، يَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدِنيَّ انْسِجالُها وقيل: إِنما هو اللُّمَالُ، بالضم، وكذلك حكاه كراع.
والتَّلَمُّلُ بالفم: كالتَّلَمُّظ؛ قال كعب بن زهير: وتكون شَكْواها إِذا هي أَنْجَدَتْ، بعدَ الكَلالِ، تَلَمُّلٌ وصَرِيفُ

بوع (الصّحّاح في اللغة) [4]


الباعُ: قَدْرُ مَدِّ اليدين.
وبُعْتُ الحبلَ أَبوعُهُ بَوْعاً، إذا مددتَ باعَكَ به؛ كما تقول: شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ.
وربَّما عُبِّرَ بالباعِ عن الشَرف والكرم. قال العجَّاج:
      إذا الكِرامُ ابتدروا الباعَ بَدَرْ

وباعَ الفرسُ في جَرْيِهِ، أي أبعَدَ الخطوَ؛ وكذلك الناقةُ.

جَهَشَ (القاموس المحيط) [4]


جَهَشَ إليه، كسَمِعَ ومَنَعَ،
جَهْشاً وجُهوشاً وجَهَشَاناً: فَزِعَ إليه، وهو يُريدُ البُكاءَ، كالصبيّ يَفْزَعُ إلى أُمِّه،
كأجْهَشَ،
و~ من الشيءِ جَهَشاناً: خافَ، أو هَرَبَ.
والجَهْشَةُ: العَبْرَةُ، والجماعةُ من الناسِ،
كالجاهِشَةِ.
وكصَبورٍ: السريعُ الذي يَجْهَشُ من أرضٍ إلى أرضٍ، أي: يَتَقَلَّعُ، ويُسْرِعُ.
وأجهَشَ فلاناً: أعْجَلَهُ،
و~ بالبُكاءِ: تَهَيَّأ له.

جلى (المعجم الوسيط) [4]


 الْفرس تجلية سبق فِي الحلبة والبازي رفع رَأسه ثمَّ نظر وببصره رمى بِهِ كَمَا ينظر الصَّقْر إِلَى الصَّيْد وَعَن نَفسه عبر عَن ضَمِيره وَالنَّهَار الظلمَة كشفها والهم وَالْأَمر عَنهُ كشفه وَالْقَوْم عَن أوطانهم أجلاهم وَفُلَان عروسه وصيفة أَو غَيرهَا أَعْطَاهَا إِيَّاهَا وَقت الجلوة 

مثل (المعجم الوسيط) [4]


 بفلان مثل (وَالتَّشْدِيد للْمُبَالَغَة) وَالشَّيْء بالشَّيْء تمثيلا وتمثالا شبهه بِهِ وَقدره على قدره وَالشَّيْء لفُلَان صوره لَهُ بِكِتَابَة أَو غَيرهَا حَتَّى كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهِ وَقَومه فِي دولة أَو مؤتمر نَاب عَنْهُم (مج) والمسرحية عرضهَا على المسرح عرضا يمثل الْوَاقِع للعظة وَالْعبْرَة (مج) والتماثيل صورها 

ترح (مقاييس اللغة) [4]



التاء والراء والحاء كلمتان متقاربتان. قال الخليل: التَّرَح نقيض الفَرَح.
ويقولون: "بعْدَ كلِّ فرْحَةٍ تَرْحَةٌ، وبعد كل حَبْرَةٍ عَبْرَةٌ"، قال الشاعر:
وما فَرْحَةٌ إلاّ سَتُعْقِبُ تَرْحَةً      وما عامرٌ إلا وَشِيكاً سَيَخْرَبُ

والكلمة الأخرى: الناقة المِتْراح، وهي التي يُسرع انقطاعُ لبنِها؛ والجمع مَتَاريح.

نزف (لسان العرب) [5]


نزَفْت ماء البئر نَزْفاً إذا نزحْته كله، ونزَفَت هي، يتعدّى ولا يتعدى، ونُزِفت أَيضاً، على ما لم يسم فاعله. ابن سيده: نزَف البئرَ ينْزِفها نَزْفاً وأَنْزَفها بمعنى واحد، كلاهما: نزَحها.
وأَنزَفَت هي: نزَحت وذهب ماؤها؛ قال لبيد: أَرَبَّتْ عليه كلُّ وطْفاء جَوْنةٍ هَتُوفٍ، متى يُنْزَفْ لها الماء تَسْكُبِ قال: وأَما ابن جني فقال: نزَفْت البئر وأَنزَفَت هي فإنه جاء مخالفاً للعادة، وذلك أَنك تَجد فيها فعَل متعدياً، وأَفعَل غير متعدّ، وقد ذكر علة ذلك في شَنَق البعيرَ وجَفَلَ الظَّلِيمَ.
وأَنزَف القومُ: نَفِدَ شرابُهم. الجوهري: أَنزَف القومُ إذا انقطع شرابهم، وقرئ: ولا هم عنها يُنْزِفُون، بكسر الزاي.
وأَنزف القوم إذا ذهب ماء . . . أكمل المادة بئرهم وانقطع.
وبئر نَزيفٌ ونَزُوف: قليلة الماء مَنزوفة.
ونزَفْت البئر أَي استقَيْت ماءها كلَّه.
وفي الحديث: زَمْزمُ لا تُنْزَف ولا تُذَمُّ أَي لا يَفْنى ماؤها على كثرة الاستقاء. أَبو عبيدة: نَزِفَت عَبْرتُه، بالكسر، وأَنزَفها صاحبها؛ قال العجاج: وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ، وأَنزَفَ العَبْرةَ من لاقى العِبَرْ ذمَره: زجَره أَي قال له جِدَّ في الأَمْر؛ وقال أَيضاً: وقد أَراني بالدِّيارِ مُنْزَفا، أَزْمانَ لا أَحْسَبُ شيئاً مُنْزَفا والنُّزْفةُ، بالضم: القليل من الماء والخمر مثل الغُرْفة، والجمع نُزَفٌ؛ قال ذو الرمة: يُقَطِّعُ مَوضُونَ الحديثِ ابتِسامُها، تَقَطُّعَ ماء المُزْن في نُزَفِ الخَمْر (* قوله «موضون الحديث» كذا بالأصل هنا، وقدم المؤلف في مادة قطع: موضوع الحديث بدل ما هنا، وقال في التفسير: موضوع الحديث محفوظه.) وقال العجاج: فشَنَّ في الإبرِيق منها نُزَفا والمِنْزَفَةُ: ما يُنْزَف به الماء، وقيل: هي دُلَيَّة تُشَدُّ في رأْس عود طويل، ويُنْصب عود ويُعَرَّض ذلك العود الذي في طرَفه الدَّلْو على العود المنصوب ويُستقى به الماء.
ونزَفه الحجَّام يَنْزِفُه وينْزُفُه: أَخرج دمه كله.
ونُزِف دمه نَزْفاً، فهو مَنْزوف ونَزِيف: هُرِيق.
ونزَفَ فلان دَمَه يَنْزِفُه نزْفاً إذا استخرجه بحِجامة أَو فَصْد، ونزَفه الدمُ يَنْزفه نزْفاً، قال: وهذا هو من المقلوب الذي يُعرف معناه، والاسم من ذلك كله النُّزْف.
ويقال: نزَفه الدم إذا خرج منه كثيراً حتى يَضْعُف.
والنُّزْف: الضعْف الحادث عن ذلك؛ فأَما قول قَيس بن الخَطِيم: تَغْتَرِقُ الطرْفَ، وهي لاهِيةٌ، كأَنَّما شَفَّ وجْهَها نُزْفُ فإن ابن الأَعرابي قال: يعني من الضعْفِ والانْبِهار، ولم يزد على ذلك؛ قال غيره: النُّزف هنا الجرح الذي ينْزِفُ عنه دم الإنسان؛ وقال أَبو منصور: أَراد أَنها رَقِيقة المَحاسن حتى كأَنَّ دمها مَنْزُوف.
وقال اللحياني: أَدركه النُّزْف فصرعه من نَزْفِ الدم.
ونزَفه الدمُ والفَرَقُ: زال عقْلُه؛ عن اللحياني. قال: وإن شئت قلت أَنْزَفَه.
ونزَّفت المرأَة تَنزيفاً إذا رأَت دماً على حملها، وذلك يَزيد الولد ضَعفاً وحَمْلَها طولاً.
ونُزِفَ الرجلُ دماً إذا رَعَف فخرج دمه كله.
وفي المثل: فلان أَجْبَنُ من المَنزوف ضَرِطاً وأَجبن من المنزوف خَضْفاً؛ وذلك أَن رجلاً فَزِع فضَرطَ حتى مات؛ وقال اللحياني: هو رجل كان يدعي الشجاعة، فلما رأَى الخيل جعل يَفْعل حتى مات هكذا، قال: يفعل يعني يَضْرَطُ؛ قال ابن بري: هو رجل كان إذا نُبِّه لشُرب الصَّبوح قال: هلاَّ نَبَّهْتني لخيل قد أَغارت؟ فقيل له يوما على جهة الاختبار: هذه نواصي الخيل فما زال يقول الخيل الخيلَ ويَضْرَط حتى مات؛ وقيل: المَنزوف هنا دابّة بين الكلب والذئب تكون بالبادية إذا صيح بها لم تزل تَضْرَط حتى تموت.
والنَّزِيفُ والمَنْزوفُ: السكرانُ المنزوفُ العقْلِ، وقد نُزِفَ.
وفي التنزيل العزيز: لا يُصَدَّعُون عنها ولا يُنْزَفُون أَي لا يَسكَرون؛ وأَنشد الجوهري للأُبَيْرِد: لَعَمْرِي لئنْ أَنْزَفْتُمُ أَو صَحَوتُمُ، لبئسَ النَّدامَى كنتمُ، آلَ أَبْجَرا شرِبتم ومَدَّرْتُمْ، وكان أَبوكُمُ كَذا كمْ، إذا ما يَشْرَبُ الكاسَ مَدَّرا قال ابن بري: هو أَبجرُ بن جابر العَجليّ وكان نصرانياً. قال: وقوم يجعلون المُنْزِف مثل المَنْزُوف الذي قد نُزِفَ دمُه.
وقال اللحياني: نُزف الرجل، فهو مَنزوف ونَزِيف، أَي سَكِر فذهب عقلُه. الأَزهري: وأَما قول اللّه تعالى في صفة الخمر التي في الجنة: لا فيها غَول ولا هم عنها يُنْزَفُون؛ قيل أَي لا يَجدون عنها سُكْراً، وقرئت: يُنزِفُون؛ قال الفراء وله معنيان: يقال قد أَنْزَفَ الرَّجلُ فَنِيت خمره، وأَنزَفَ إذا ذهبَ عقله من السكر، فهذان وجهان في قراءة مَن قرأَ يُنْزِفون، ومن قرأَ يُنْزَفون فمعناه لا تذهب عُقولهم أَي لا يسْكرون؛ قال الشاعر في أََنْزَف: لعَمْرِي لئن أَنْزَفْتُمُ أَو صحَوْتمُ قال أَبو منصور: ويقال للرجل الذي عَطِشَ حتى يَبِست عُروقه وجَفَّ لِسانه نَزِيف ومَنْزُوف؛ قال الشاعر: شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماء الحَشْرَجِ أَبو عمرو: النَّزيفُ السكران، والسكرانُ نَزيف إذا نُزِف عقله.
والنَّزيف: المَحْمُوم؛ قال أَبو العباس: الحَشْرَجُ النُّقْرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصْفُو.
ونَزَف عَبْرتَه وأَنْزَفَها: أَفناها.
وأَنزف الشيءَ؛ عن اللحياني؛ قال: أَيامَ لا أَحْسَبُ شيئاً مُنْزَفا وأَنزفَ القومُ: لم يبقَ لهم شيء.
وأَنزف الرجلُ: انقطع كلامه أَو ذهب عقله أَو ذهبت حجته في خُصومة أَو غيرها؛ وقال بعضهم: إذا كان فاعلاً، فهو مُنزِف، وإذا كان مفعولاً، فهو مَنزوف، كأَنه على حذف الزائد أَو كأَنه وُضِع فيه النَّزْف. الجوهري: ونُزِف الرجل في الخصومة إذا انقطعت حُجته. الليث: قالت بنت الجَلَنْدى ملك عُمان حين أَلبست السُّلَحْفاةَ حُلِيَّها ودخلت البحر فصاحت وهي تقول: نَزافِ نَزاف، ولم يبقَ في البحر غير قَذاف؛ أَرادت انْزِفْن الماء ولم يبق غير غرفة.

الآيَةُ (القاموس المحيط) [4]


الآيَةُ: العَلاَمَةُ، والشخصُ، وزْنُها فَعْلَةٌ، بالفتح، أو فَعَلَةٌ، محرَّكةً، أَو فَاعِلَةٌ
ج: آياتٌ وآيٌ (وآيايٌ)
جج: آياءٌ، والعِبْرَةُ
ج: آيٌ، والإِمارَةُ،
و~ من القُرْآنِ: كلامٌ مُتَّصِلٌ إلى انْقِطَاعِهِ.
وآيةٌ مما يُضافُ إلى الفِعْلِ لقُرْبِ معناها من معنى الوَقْتِ.
وإِيَا الشمسِ: في الحُرُوفِ اللَّيِّنَةِ.
وتآيَيْتُه وتأَيَّيْتُه: قَصَدْتُ شَخْصَهُ، وتَعَمَّدْتُه.
وتأيَّى بالمكانِ: تَلَبَّثَ عليه، وتأنَّى.
وموضِعٌ مائِيُّ الكَلأَ: وخِيمُه.

ف ك ر (المصباح المنير) [4]


 الفِكْرُ: بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، ولي في الأمر "فِكْرٌ" أي نظر وروية، و "الفَكْرُ" بالفتح مصدر "فَكَرْتُ" في الأمر من باب ضرب، و "تَفَكَّرْتُ" فيه، و "أَفْكَرْتُ" بالألف، و "الفِكْرَةُ" اسم من "الافِتِكَارِ" مثل العبرة والرحلة من الاعتبار والارتحال وجمعها "فِكَرٌ" مثل سدرة وسدر، ويقال "الفِكْرُ" ترتيب أمور في الذهن يتوصل بها إلى مطلوب يكون علما أو ظنا. 

ف ك ر (المصباح المنير) [4]


 الفِكْرُ: بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، ولي في الأمر "فِكْرٌ" أي نظر وروية، و "الفَكْرُ" بالفتح مصدر "فَكَرْتُ" في الأمر من باب ضرب، و "تَفَكَّرْتُ" فيه، و "أَفْكَرْتُ" بالألف، و "الفِكْرَةُ" اسم من "الافِتِكَارِ" مثل العبرة والرحلة من الاعتبار والارتحال وجمعها "فِكَرٌ" مثل سدرة وسدر، ويقال "الفِكْرُ" ترتيب أمور في الذهن يتوصل بها إلى مطلوب يكون علما أو ظنا. 

الْآيَة (المعجم الوسيط) [4]


 الْعَلامَة والإمارة وَالْعبْرَة قَالَ تَعَالَى {فاليوم ننجيك ببدنك لتَكون لمن خَلفك آيَة} والمعجزة قَالَ تَعَالَى {وَجَعَلنَا ابْن مَرْيَم وَأمه آيَة} والشخص وَالْجَمَاعَة وَمن الْقُرْآن جملَة أَو جمل أثر الْوَقْف فِي نهايتها غَالِبا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا بدلنا آيَة مَكَان آيَة وَالله أعلم بِمَا ينزل قَالُوا إِنَّمَا أَنْت مفتر} (ج) آي 

عهل (الصّحّاح في اللغة) [3]


العَيْهَلُ من النوق: السريعة. قال أبو حاتم: ولا يقال جملٌ عَيْهَلٌ.
وقال:
      زَجرتُ فيها عَيْهَلاً رَسوما

وكذلك العَيْهَلَةُ. قال الشاعر:
عُبْرِ السِفارِ مَلوسِ الليلِ بالكورِ      ناشوا الرِجالَ فسالَتْ كل عَيْهَلَةٍ

وامرأةٌ عَيْهَلٌ وعَيْهَلة أيضاً: لا تستقر نَزَقاً.
وريحٌ عَيْهَلٌ: شديدةٌ.
والعاهِلُ: المَلِك الأعظم، كالخليفة.
ويقال للمرأة التي لا زوج لها: عاهِلٌ.

ح ر ذ (المصباح المنير) [3]


 الحِرْذَوْنُ: قيل بالدال وقيل بالذال وعن الأصمعي وابن دريد وجماعة أنه دابة لا نعرف حقيقتها ولهذا عبّر عنها جماعة بأنها دابة من دوابّ الصحارى وفي العباب أنها دويبة تشبه الحرباء موشاة بألوان ونقط وتكون بناحية مصر وللذكر نزكان مثل ما للضبّ نزكان ومنهم من يجعل النون زائدة ومنهم من يجعلها أصلية والجمع "الحَرَاذِينُ" وقيل هو ذكر الضبّ. 

العُبْسُورة (مقاييس اللغة) [3]



والعُبْسُرة : النَّاقة السريعة. قال:
لقد أُرانِيَ والأيام تعجبُني      والمفْقِرات بها الْخُور العَبَاسِيرُ

والسين في ذلك زائدة، وإنما هو من ناقة عُبْر أسفار.
وقد مرَّ تفسيره. يومعَمَرَّسٌ : شديدٌ ذو شَرٍّ، قال الأرَيقِط:وهذا منحوتٌ من يومٌ عَمَاسٌ: شديد.
ومن المرس: الشيء الشديد الفتْل، وقد فُسّرا .عُمْروس: الحَمَلُ إذا بلغ النَّزْو.
وهذا مما زيدت فيه الميم، وهو من عرِس بالشَّيء: لازَمَه وأُولع به.
وممكن أن تكون منحوتةً من عَرِس ومَرِس، لأنّه يتمرَّس بالإناث ويَعْرَسُ بها.

نكل (الصّحّاح في اللغة) [3]


النِكْلُ بالكسر: القَيْدُ.
والنِكْلُ أيضاً: حديدةُ اللِجامِ.
وقال أبو عبيد: النِكْلُ لِجامُ البَريد.
ورجلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ، كأنَّه يُنَكِّلُ به أعداؤهُ.
ورماهُ اللهُ بنُكْلَةٍ، أي بما يُنَكِّلُهُ.
ويقال: نَكَّلَ به تَنْكيلاً، إذا جعله نَكالاً وعِبْرَةً لغيرِهِ.
والمَنْكَلُ: الذي يُنَكِّلُ بالإنسانِ.
وقال:
      وارْمِ على أَقْفائهِمْ بالمَنْكَلِ

ونَكَلَ عن العَدُوِّ وعن اليمينِ يَنْكُلُ بالضم، أي جَبُنَ.
والناكِلُ: الجبانُ الضعيفُ.
ونَكِلٌ بالكسر: لغةٌ فيه.
وفي الحديث: "إنَّ الله يُحِبَّ النَكَلَ على النَكَلِ: بالتحريك، يعني الرجلَ القويَّ المجرَّبَ على الفرسِ القويِّ المجرَّب.

حمز (مقاييس اللغة) [3]



الحاء والميم والزاء أصلٌ واحد، وهو حدَّة في الشيء كالحَرافة وما أشبهها. فالحَمْزَة حَرافَة في الشيء. يقال شرابٌ يحمِزُ اللسانَ.
ومنه الحَمْزة، وهي بقلةٌ تَحْمِز اللسان، وقال أنس بن مالك: "كنّاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببقلةٍ كنت اجتنيتُها"؛ وكان يكنّى با حمزة.
وقال الشماخ يصف رجلاً باع [قوساً] وأسِفَ عليها:
فلما شَرَاها فاضَتِ العَين عَبْرَةً      وفي القلب حَُزَّازٌ من اللّوم حامِزُ

فأما قولهم للذكّي القلبِ اللوذعيِّ حَمِيز، وهو حَميز الفؤاد، فهو من الباب؛ لأن ذلك من الذكاء والحدّة، والقياس فيه واحد.

حز (مقاييس اللغة) [3]



الحاء والزّاء أصلٌ واحد، وهو الفَرْضُ في الشيءِ بحديدة أو غيرها، ثم يشتقُّ منه. تقول من ذلك: حزَزْت في الخشَبة حَزَّاً.
وإذا أصاب مِرفَقُ البعير كِركِرتَه فأثَّر فيها، قيل به حازٌّ.
والحُزَّازُ: ما في النَّفس من غيظٍ؛ فإنّه يحزُّ القلبَ وغيرَه حزّا. قال الشمّاخ:
فلما شَرَاها فاضَت العَينُ عَبْرَةً      وفي الصدر حُزَّازٌ من اللّوْمِ حامِزُ

والحَزَازَة من ذلك.
وكلُّ شيءٍ حَكَّ في صدرك فقد حَزَّ.
ومنه حديث عبد الله: "الإثْم حَزَّازُ القُلُوب". [ و] من الباب الحَزيز، وهو مكانٌ غليظٌ مُنقاد، والجمع أحِزَّة. قال:ومنه الحَزاز، وهو هِبْرِيَةٌ في الرأس.
ويقال جئت على حَزَّةٍ مُنكَرة، أي حالٍ وساعةٍ.
وما أُراه يقال في حالٍ صالحة. قال:

مطو (مقاييس اللغة) [3]



الميم والطاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على مدٍّ في الشَّيء وامتداد.
ومطَوْتُ بالقوم أمْطُو مَطْواً: مددت بهم في السَّير. قال امرؤ القيس:
مَطَوْتُ بهم حتَّى تَكِلَّ مَطيُّهمْ      وحَتَّى الجيادُ ما يُقَدنَ بأرْسَانِ

والمطيّة من ذلك القياس، ويقال بل سمِّيت لأنَّه يُركَب مَطَاها، أي ظَهرها.
وسمِّي الظّهر المَطَا للامتداد الذي فيه.
والمِطْو: الصَّاحب، لأنَّه يمطو معك. قال:
ناديت مِطْوِي وقد مالَ النَّهارُ بهم      وَعَبْرَةُ العينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ

قال ابنُ الأعرابيّ: اشتقاقُه من امتَطَيْتُ البعير.
ومما يجوز أن يقاس على هذا المَِطْو: عذْق النخلة، لامتداده.

جيز (لسان العرب) [3]


الجِيزَةُ: الناحية والجانب، وجمعها جِيزٌ وجِيَزٌ. النهر: جِيزَتُه.
وجِيزَةُ: قرية من قُرَى مصر إِليها ينسب الربيع بن سليمان الجِيزي.
والجِيزُ: جانب الوادي وقد يقال فيه الجِيزَةُ، وقد تكرر في الحديث ذكر الجِيزة، وهي بكسر الجيم وسكون الياء: مدينة تلقاء مصر على النيل المبارك.
والجِيزَةُ: الناحية من الوادي ونحوه. الأَزهري: الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهل إِلى منهل. يقال: اسقني جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً.
والجِيزُ: القبر؛ قال المتنخل: يا لَيْتَه كان حَظِّي من طعامكما أَنِّي أُجَنّ سَوَادي عَنْكما الجِيزُ وقد فُسِّر بأَنه جانب الوادي، وفسره ثعلب بأَنه القبر، والله تعالى أَعلم.

نكظ (لسان العرب) [3]


النَّكْظةُ والنَّكَظةُ: العَجَلة، والاسم النَّكَظُ؛ قال الأَعشى: قد تجاوَزْتُها على نَكَظِ المَيْـ ـطِ، إِذا خَبَّ لامِعاتُ الآلِ وقيل: هو مصدر نَكِظَ؛ وقال آخر: عبرات على نَياسِبَ شَتَّى، تَقْتَرِي القَفْرَ آلِفاتٍ قُراها قد نَزَلْنا بها على نَكَظِ المَيـ ـطِ، فَرُحْنا وقَد ضَمِنَّا قِراها الأَصمعي: أَنْكَظْته إِنْكاظاً إِذا أَعجلته، وقد نَكِظ الرَّجل، بالكسر. ابن سيده: نَكَظَه يَنْكُظُه نَكْظاً ونكَّظه تنكِيظاً وأَنكظه غيره أَي أَعجله عن حاجته.
وتنكَّظ عليه أَمرُه: التوى، وقيل: تنكَّظَ الرجل اشتدّ عليه سفَرُه، فإِذا التوى عليه أَمره فقد تَعَكَّظ؛ هذا الفرق عن ابن الأَعرابي.
والمَنْكَظةُ: الجهد والشدّة في السفر؛ قال: ما زِلْتُ في مَنْكَظةٍ وسَيْرِ لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بغَيْرِي . . . أكمل المادة أَبو زيد: نَكِظَ الرَّحِيلُ نكَظاً إِذا أَزِفَ، وقد نَكِظْت للخُروج وأَفِدْت له نَكَظاً وأَفَداً.

دمع (مقاييس اللغة) [3]



الدال والميم والعين أصلٌ واحد يدلُّ على ماءٍ أو عَبْرةٍ. فمن ذلك الدَّمْع ماءُ العَين، والقَطرةُ دَمْعةٌ.
والفِعْل دَمَعَتِ العينُ دَمْعاً ودَمِعَتْ دَمَعاً* ودَمَعَتْ دُمُوعاً أيضاً.
وعينٌ دامعةٌ.
وجمعُ الدَّمْع دُموع. قال الخليل: المَدْمَع مجتَمَع الدَّمع في نَوَاحي العَيْن، والجميع المَدامع.
ويقال امرأة دَمِعَةٌ: سريعةُ البكاء كثيرةُ الدَّمْع.
ويقال شَجَّةٌ دامعةٌ: تسيل دَماً. كذا هو في كتاب الخليل.
والأصحُّ مِن هذا أنّ التي تسيلُ دماً هي الدَّامِية، فأمّا الدّامعة، فأمْرُها دون ذلك، لأنّها التي كأنّها يَخْرُج منها ماءٌ أحمرُ رقيق، وذكر اليزيديُّ أنّ الدُّمَاع أَثَرُ الدَّمْع على الخَدّ.
وأنشد:
يا مَنْ لِعَينٍ لا تَنِي تَهْماعَا      قد تَرَك الدّمْعُ بها دِمَاعا

ويقال دُماعاً.
والدُّماع مخفَّف ومثقّل: . . . أكمل المادة ما يَسِيل من الكَرْم أيَّامَ الرَّبيع.

وجه (مقاييس اللغة) [3]



الواو والجيم والهاء: أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء.
والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء. يقال وَجْه الرّجلِ وغَيره.
وربَّما عُبِّر عن الذات بالوَجْه. [و] تقول: وَجْهي إليك. قال:
أستغفِرُ اللهَ ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ      ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ

وواجهتُ فلاناً: جعلتُ وجهي تِلقاءَ وجهه.ومن الباب قولُهم: هو وجيهٌ بيِّنُ الجاه.
والجاه مقلوبٌ.
والوِجهة: كلُّ موضعٍ استقبلتَه. قال الله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ [البقرة 148].
ووجَّهت الشَّيءَ: جعلتُه على جهة.
وأصل جِهَتهِ وِجْهَته.
والتَّوجيه: أن تَحفِر تحت القِثَّاءَة أو البِطِّيخة ثم تُضجِعَها.
وتَوجَّهَ الشَّيْخُ: ولَّى وأدْبَر، كأنَّه أقْبَلَ بوجهه على الآخر.
ويقال للمُهْر إذا خَرَجَتْ يداه من الرّحم: وَجِيهٌ.

ت ر ج (المصباح المنير) [3]


 الأُتْرُجُّ: بضمّ الهمزة وتشديد الجيم فاكهة معروفة الواحدة "أُتْرُجَّةٌ" وفي لغة ضعيفة "تَرْنَجٌ" قال الأزهري والأولى هي التي تكلم بها الفصحاء وارتضاها النحويون. وتَرْجَمَ فلان كلامه إذا بينه وأوضحه و "تَرْجَمَ" كلام غيره إذا عبّر عنه بلغة غير لغة المتكلم واسم الفاعل "تُرْجُمُانٌ" وفيه لغات أجودها فتح التاء وضم الجيم والثانية ضمهما معا بجعل التاء تابعة للجيم والثالثة فتحهما بجعل الجيم تابعة للتاء والجمع "تَرَاجِمُ" والتاء والميم أصليتان فوزن "تَرْجَمَ" فعلل مثل دحرج وجعل الجوهري التاء زائدة وأورده في تركيب "رَجَمَ" ويوافقه ما في نسخة من التهذيب من باب "رَجَمَ" أيضا قال اللحياني: وهو التَّرْجُمَانُ والتُّرْجُمَانُ لكنه ذكر الفعل في الرباعي وله وجه؛ فإنه يقال لسان مْرجُمٌ إذا كان فصيحا قوالا لكن الأكثر على أصالة التاء. 

ج م م (المصباح المنير) [3]


 جَمَّ: الشيء "جَمًّا" من باب ضرب كثر فهو "جَمٌّ" تسمية بالمصدر ومال "جَمٌّ" أي كثير وجاءوا "الجَمَّاءَ" الغفير و "جَمَّاءُ" الغفير أي بجملتهم و "الجُمَّةُ" من الإنسان مجتمع شعر ناصيته يقال هي التي تبلغ المنكبين والجمع "جُمَمٌ" مثل غرفة وغرف و "جَمَمْتُ" الشاة "جَمَمًا" من باب تعب إذ لم يكن لها قرن فالذكر "أَجَمُّ" والأنثى "جَمَّاءُ" والجمع "جُمٌّ" مثل أحمر وحمراء وحمر و "جَُِمَامُ القَدَحِ" ملؤه بغير رأس مثلث الجيم قال ابن السكيت: وإنما يقال "جُِمام" في الدقيق وأشباهه يقال أعطاني "جُمَامَ" القدح دقيقا و "جَمَامُ" الفرس بالفتح لا غير راحته و "أَجَمَّ" الشيء بالألف دنا وحضر. والجُمْجُمَةُ: عظم الرأس المشتمل على الدماغ وربما عبر بها عن الإنسان فيقال خذ من كلّ جمجمة درهما كما يقال خذ من كلّ رأس بهذا المعنى. 

أنّ (مقاييس اللغة) [3]



وأما الهمزة والنون مضاعفة فأصلٌ واحد، وهو صوتٌ بتوجّع. قال الخليل: تقول: أنّ الرجل يئِنّ أنيناً وأنّةً وأنّاً، وذلك صوتُه بتوجُّع. قال ذو الرّمّة:
تشكو الخِشاشَ ومَجْرَى النِّسْعَتَيْنِ كما      أنَّ المريضُ إلى عوّادِهِ الوَصِبُ

ويقال رجل أنّانٌ، أي كثير الأنين. اللِّحيانيّ: يقال القوس تئنّ أنيناً، إذا لأن صوتها وامتدّ، قال الشّاعر:
تَئنُّ حين تجذب المخْطُوما      أنينَ عَبْرَى أَسلَمَتْ حَميما

قال يعقوب: الأنّانة من النّساء: التي يموت عنها زوجُها وتتزوج ثانياً، فكلما رَأته رَنّتْ وقالت: رحم الله فُلاناً.وأما الهمزة والهاء فليس بأصلٍ واحد، لأنّ حكايات الأصوات ليست أصولاً يقاس عليها، لكنهم يقولون: أهّ أهّةً وآهة. قال مثقِّب:
إذا ما قمت . . . أكمل المادة أرحُلُها بِليلٍ      تأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحزينِ

وعظ (لسان العرب) [2]


الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب؛ قال ابن سيده: هو تذكيرك للإِنسان بما يُلَيِّن قلبَه من ثواب وعِقاب.
وفي الحديث: لأَجْعلنك عِظة أَي مَوْعظة وعِبرة لغيرك، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة.
وفي التنزيل: فمَن جاءه مَوْعِظة من ربه؛ لم يجئ بعلامة التأْنيث لأَنه غير حقيقي أَو لأَن الموعِظة في معنى الوَعْظ حتى كأَنه قال: فمن جاءه وعظ من ربه، وقد وَعَظه وَعْظاً وعِظة، واتَّعَظَ هو: قَبِل الموعظة، حين يُذكر الخبر ونحوه.
وفي الحديث: وعلى رأْس السّراط واعظُ اللّه في قلب كل مسلم، يعني حُجَجه التي تَنْهاه عن الدُّخول فيما منعه اللّه منه وحرَّمه عليه والبصائر التي جعلها فيه.
وفي . . . أكمل المادة الحديث أَيضاً: يأْتي على الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فيه الرّبا بالبيع والقَتلُ بالموعظة؛ قال: هو أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ به المُرِيب كما قال الحجاج في خطبته: وأَقْتلُ البريء بالسَّقِيم.
ويقال: السَّعِيدُ من وُعِظ بغيره والشقيُّ من اتَّعَظ به غيره. قال: ومن أَمثالهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي ولا تَعِظيني؛ قال الأَزهري: وقوله وتعظعظي وإِن كان كمكرّر المضاعف فأَصله من الوعظ كما قالوا خَضْخَضَ الشيءَ في الماء، وأَصله من خَضَّ.

رجي (مقاييس اللغة) [2]



الراء والجيم والحرف المعتلّ أصلان متباينان، يدلُّ أحدُهما على الأمَل، والآخَر على ناحية الشيء.فالأول الرَّجاءُ، وهو الأمل. يقال رجَوت الأمْرَ أرجُوه رجاءً. ثم يُتَّسع في ذلك، فربما عُبِّر عن الخوف بالرَّجاء. قال الله تعالى: مَالَكُمْ لاَ تَرْجُونَ ِللهِ وَقَاراً [نوح 13]، أي لا تخافون لـه عَظَمَةً.
وناسٌ يقولون: ما أرجو، أي ما أبالي.
وفسَّروا الآية على هذا، وذكروا قول القائل:
إذا لَسَعَته النحلُ لم يَرْجُ لَسْعَها      وخالَفَها في بيت نُوبٍ عَوَامِلِ

قالوا: معناه لم يكترِثْ.
ويقال للفرَس إذا دنا نِتاجها: قد أرْجَتْ تُرْجِي إرجاءً.وأمَّا الآخَر فالرَّجَا، مقصور: النَّاحية من البئر؛ وكل ناحيةٍ رَجاً. قال الله جلّ جلاله: وَالمَلَكُ عَلى أَرْجَائِهَا . . . أكمل المادة [الحاقة 17].
والتثنيةُ الرَّجَوَانِ. قال:
فلا يُرْمَى بيَ الرَّجَوَانِ إنِّي      أقَلُّ الناس مَن يُغني غَنائِي

وأما المهموز فإِنّه يدلُّ على التأخير. يقال أرجأْتُ الشيءَ: أخّرته. قال الله جلّ ثناؤُه: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ [الأحزاب 51]؛ ومنه سمِّيت المُرْجئة.قال الشيبانيّ: أَرْجَأَتْ.

عرز (لسان العرب) [2]


العَرْزُ: اشتداد الشيء وغلظه، وقد عَرَزَ واسْتَعْرَزَ.
واسْتَعْرَزَت الجلدة في النار: انْزَوَتْ.
والمُعارَزَة: المُعانَدَة والمُجانَبَة؛ قال الشماخ: وكلُّ خَلِيلٍ غيرِ هاضِمِ نَفْسِهِ لِوَصْلِ خَلِيلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ وقال ثعلب: المُعارِز المنقبض، وقيل: المعاتب.
والعازِرُ: العاتب.
والعَرْز: الانقباض.
واسْتَعْرَز الشيءُ: انقبض واجتمع.
واسْتَعْرَز الرجل: تصَعَّب.
والتَّعْرِيز: كالتَّعْرِيض في الخصومة.
ويقال: عَرَزْت لفلان عَرْزاً، وهو أَن تقبض على شيء في كفك وتضم عليه أَصابعك وتُرِيَهُ منه شيئاً صاحبك (* قوله« وتربة منه شيئاً صاحبك» هكذا في الأصل ولفظ صاحبك غير مذكور في عبارة القاموس) لينظر إِليه ولا تُرِيَهُ كلَّه.
وفي نوادر الأَعراب: أَعْرَزْتَني من كذا أَي أَعْوَزْتَني منه.
والعُرَّازُ: المُغْتالُونَ للناس (* قوله« المغتالون للناس» كذا بالأصل باللام. قال شارح . . . أكمل المادة القاموس وهو الأشبه، أي مما عبر به القاموس وهو المغتابون بالباء الموحدة.) والعَرَزُ: ضرب من أَصغر الثُّمام وأَدَقِّ شجره، له ورق صغار متفرق، وما كان من شجر الثمام من ضربه فهو ذو أَماصِيخَ، أُمْصُوخَةٌ في جوف أُمْصُوخَةٍ، تَنْقَلع العُلا من السُّفَل انقلاعَ العِفاصِ من رأْس المُكْحُلَة، الواحدة عَرَزَة، وقيل: هو الغَرَزُ، والغَرَزَة: شجرة، وجمعها غَرَزٌ.
وعَرْزَة: اسم، والله أَعلم.

مطا (الصّحّاح في اللغة) [2]


المطا مقصورٌ: الظهرْ؛ والجمع الأمْطاءُ.
والمَطِيَّةُ: واحدة المَطِيِّ واحدٌ وجمعٌ، يذكَّر ويؤنث. قال أبو زيد لربيعة بن مقرومٍ الضّبّي:
يشكو الكَلالَ إلَيَّ دامي الأظْلَلِ      ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظلامِ بَعَـثْـتُـهُ

والمَطايا فَعالى، وأصله فَعائِلُ، إلا أنه فعل به ما فعل بخطايا.
والتَمَطِّي: التبختر ومدُّ اليدين في المشي.
ويقال: التَمَطِّي مأخوذ من المَطيطَةِ، وهو الماء الخاثر في أسفل الحوض، لأنه يَتَمَطَّطُ أي يتمدد.
والمُطَواءُ من التَمَطِّي.
والمَطْوُ: المدّ. يقال: مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً، إذا مددتَ بهم في السير. قال الأصمعي: المَطِيَّةُ: التي تَمُطُّ في سيرها. قال: وهو مأخوذ من المَطْوِ، أي المد. قال أبو زيد: يقال منه: امْتَطَيْتُها، أي اتَّخذتها مَطِيَّةً.
وقال الأموي: امْتَطَيْناها، أي جعلناها مَطايانا.
والمِطْوُ: عذق النخلة، . . . أكمل المادة والجمع مطاءٌ.
ومِطْوُ الشيء: نظيره وصاحبه.
وقال:
وعَبْرَةُ العَينِ جارٍ دَمْعُها سَجِـمُ      نادَيْتُ مِطْوي وقد مال النهار بهمْ

وقال رجلٌ من أسد السَراة يصف برقاً:
ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرِقانِ      فظَلْتُ لدى البيتِ العتيق أخيلهُ

أي صاحبايَ.

أ و ى (المصباح المنير) [2]


 أَوَى: إلى منزله يأوي من باب ضرب "أُوْيًّا" أقام وربما عدّي بنفسه فقيل: أوى منزله و "المَأْوَى" بفتح الواو لكلّ حيوان سكنه وسمع "مَأْوِي" الإبل بالكسر شاذا ولا نظير له في المعتل وبالفتح على القياس ومأوى الغنم مراحها الذي تأوي إليه ليلا و "آوَيْتُ" زيدا بالمدّ في التعدي ومنهم من يجعله مما يستعمل لازما ومتعديا فيقول "أَوَيْتُهُ" وزان ضربته ومنهم من يستعمل الرباعي لازما أيضا ورده جماعة و "ابْنُ آوَى" قال في المجرد: هو ولد الذئب ولا يقال للذئب "آوَى" بل هذا اسم وقع عليه كما قيل للأسد أبو الحرث وللضبع أم عامر والمشهور أن ابن آوى ليس من جنس الذئب بل صنف متميز وفي التثنية والجمع ابنا آوى وبنات آوى وهو غير منصرف . . . أكمل المادة للعلمية ووزن الفعل و "الآيَةُ" العلامة والجمع "آيٌ" "وآيَاتٌ" ، و "الآيَةُ" من القرآن ما يحسن السكوت عليه و "الآيَةُ" العبرة قال سيبويه: العين واو واللام ياء من باب شوى ولوى قال: لأنه أكثر مما عينه ولامه ياآن مثل حييت وقال الفراء الأصل آيبة على فاعلة فحذفت اللام تخفيفا. 

ص ف ر (المصباح المنير) [2]


 صِفْرٌ: يقال بيت "صِفْرٌ" وزان حمل أي خال من المتاع وهو "صِفْرُ اليَدَيْنِ" ليس فيهما شيء مأخوذ من "الصَّفِيرِ" وهو الصوت الخالي عن الحروف، و "صَفِرَ" الشيء "يَصْفَرُ" من باب تعب إذا خلا فهو "صِفْرٌ" و "أَصْفَرَ" بالألف لغة، و "الصُّفْرُ" مثل قفل وكسر الصاد لغة النحاس، و "صَفَرُ" اسم الشهر وأورده جماعة معرفا بالألف واللام وقال ابن دريد: "الصَّفَرَانِ" شهران من السنة سمي أحدهما في الإسلام "المُحَرَّمُ" وجمعه "أَصْفَارٌ" مثل سبب وأسباب وربما قيل "صَفَرَاتٌ" قال ابن الجواليقي في شرح أدب الكاتب: ولا شيء من أسماء الشهور يمتنع جمعه من الألف واللام، و "الصُّفْرَةُ" لون دون الحمرة، و "الأَصْفَرُ" الأسود أيضا فالذكر "أَصْفَرُ" والأنثى "صَفْرَاءُ" وبها سميت بقعة بين مكة والمدينة فقيل "وادي الصَّفْرَاءِ" ويقال "الصَّفْرَاءُ" أيضا. "صَفَعَهُ" "صَفْعًا" و "الصَّفْعَةُ" المرة وهو أن يبسط الرجل كفه فيضرب بها الإنسان أو بدنه فإذا قبض كفه ثم ضربه فليس بِصَفْع بل يقال ضربه بجمع . . . أكمل المادة كفه قاله الأزهري وغيره، ورجل "صَفْعَانِيٌّ" لمن يفعل به ذلك ولا عبرة بقول من جعل هذه الكلمة مولدة مع شهرتها في كتب الأئمة. 

سدر (لسان العرب) [3]


السِّدْرُ: شجر النبق، واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ (* قوله: «سدور» كذا بالأَصل بواو بعد الدال، وفي القاموس سقوطها، وقال شارحه ناقلاً عن المحكم هو بالضم)؛ الأَخيرة نادرة. قال أَبو حنيفة: قال ابن زياد: السِّدْرُ من العِضاهِ، وهو لَوْنانِ: فمنه عُبْرِيٌّ، ومنه ضالٌ؛ فأَما العُبْرِيُّ فما لا شوك فيه إِلا ما لا يَضِيرُ، وأَما الضالُ فهو ذو شوك، وللسدر ورقة عريضة مُدَوَّرة، وربما كانت السدرة محْلالاً؛ قال ذو الرمة: قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي، ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضالا قال: ونبق الضَّالِ صِغارٌ. قال: وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ في بقعة واحدة يُسْمَى . . . أكمل المادة للسلطانِ، هو أَشد نبق يعلم حلاوة وأَطْيَبُه رائحةً، يفوحُ فَمْ آكلِهِ وثيابُ مُلابِسِه كما يفوحُ العِطْر. التهذيب: السدر اسم للجنس، والواحدة سدرة.
والسدر من الشجر سِدْرانِ: أَحدهما بَرِّيّ لا ينتفع بثمره ولا يصلح ورقه للغَسُولِ وربما خَبَط ورَقَها الراعيةُ، وثمره عَفِصٌ لا يسوغ في الحلق، والعرب تسميه الضالَ، والسدر الثاني ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العُنَّاب له سُلاَّءٌ كَسُلاَّئه وورقه كورقه غير أَن ثمر العناب أَحمر حلو وثمر السدر أَصفر مُزٌّ يُتَفَكَّه به.
وفي الحديث: من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأْسَه في النار؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد به سدرَ مكة لأَنها حَرَم، وقيل سدرَ المدينة، نهى عن قطعه ليكون أُنْساً وظلاًّ لمنْ يُهاجِرُ إِليها، وقيل: أَراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أَبناء السبيل والحيوان أَو في ملك إِنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق، ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية فإِن أَكثر ما يروى عن عروة بن الزبير، وكان هو يقطع السدر ويتخذ منه أَبواباً. قال هشام: وهذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَي وأَهل العلم مجمعون على إِباحة قطعه.
وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ: لم يكد يبصر.
ويقال: سَدِرَ البعيرُ، بالكسر، يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ من شدة الحرّ، فهو سَدِرٌ.
ورجل سادر: غير متشتت (* قوله: «غير متشتت» كذا بالأَصل بشين معجمة بين تاءين، والذي في شرح القاموس نقلاً عن الأَساس: وتكلم سادراً غير متثبت، بمثلثة بين تاء فوقية وموحدة).
والسادِرُ: المتحير.
وفي الحديث: الذي يَسْدَرُ في البحر كالمتشحط في دمه؛ السَّدَرُ، بالتحريك: كالدُّوارِ، وهو كثيراً ما يَعْرِض لراكب البحر.
وفي حديث عليّ: نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً أَي لاهياً.
والسادِرُ: الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع؛ قال: سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَدَاً، فَتَنَاهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ (* وقوله: «صابت بقر» في الصحاح وقولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَي صارت الشدة في قرارها).
والسَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ. ابن الأَعرابي: سَدِرَ قَمِرَ، وسَدِرَ من شدّة الحرّ.
والسَّدَرُ: تحيُّر البصر.
وقوله تعالى: عند سِدْرَةِ المُنْتَهى؛ قال الليث: زعم إِنها سدرة في السماء السابعة لا يجاوزها مَلَك ولا نبي وقد أَظلت الماءَ والجنةَ، قال: ويجمع على ما تقدم.
وفي حديث الإِسْراءِ: ثم رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى؛ قال ابن الأَثير: سدرةُ المنتهى في أَقصى الجنة إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين والآخرين ولا يتعدّاها.
وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً: شَقَّه؛ عن يعقوب.
والسَّدْرُ والسَّدْلُ: إِرسال الشعر. يقال: شَعَرٌ مَسدولٌ ومسدورٌ وشَعَرٌ مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلاٍ.
وسَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر: لغة في سَدَلَتْه فانسدل. ابن سيده: سدَرَ الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه سَدْراً أَرسله، وانسَدَرَ هو.
وانسَدَرَ أَيضاً: أَسرع بعض الإِسراع. أَبو عبيد: يقال انسَدَرَ فلان يَعْدُو وانْصَلَتَ يعدو إِذا أَسرع في عَدْوِه. اللحياني: سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله طولاً.
وقال أَبو عمرو: تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به.
والسِّدارُ: شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ في الخباء.
والسَّيدارَةُ: القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ؛ عن الهَجَرِيّ.
والسَّديرُ: بِناءٌ، وهو بالفارسية سِهْدِلَّى أَي ثلاث شهب أَو ثلاث مداخلات.
وقال الأَصمعي: السدير فارسية كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة في ثلاث قِباب متداخلة، وهي التي تسميها الناس اليوم سِدِلَّى، فأَعربته العرب فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ: النَّهر، وقد غلب على بعض الأَنهار؛ قال: أَلابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا، ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير؟ التهذيب: السدِيرُ نَهَر بالحِيرة؛ قال عدي: سَرَّه حالُه وكَثَرَةُ ما يَمْـ ـلِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً، والسَّدِيرُ والسدِيرُ: نهر، ويقال: قصر، وهو مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية سِهْ دِلَّه أَي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ. ابن سيده: والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ.
وسدِيرُ النخل: سوادُه ومُجْتَمَعُه.
وفي نوادر الأَصمعي التي رواها عنه أَبو يعلى قال: قال أَبو عمرو بن العلاء السَّدِيرُ العُشْبُ.
والأَسْدَرانِ: المنكِبان، وقيل: عِرقان في العين أَو تحت الصدغين.
وجاء يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه؛ يُضْرَبُ مثلاً للفارغ الذي لا شغل له، وفي حديث الحسن: يضرب أَسدريه أَي عِطْفيه ومنكبيه يضرب بيديه عليهما، وهو بمعنى الفارغ. قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا جاء فارغاً: جاء يَنفُضُ أَسْدَرَيْه، وقال بعضهم: جاء ينفض أَصْدَرَيْه أَي عطفيه. قال: وأَسدراه مَنْكِباه.
وقال ابن السكيت: جاء ينفض أَزْدَرَيْه، بالزاي وذلك إِذا جاء فارغاً ليس بيده شيء ولم يَقْضِ طَلِبَتَه. أَبو عمرو: سمعت بعض قيس يقول سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذهب فيها فلم يَثْنِه شيء.
ولُعْبَة للعرب يقال لها: السُّدَّرُ والطُّبَن. ابن سيده: والسُّدَّرُ اللعبةُ التي تسمى الطُّبَنَ، وهو خطٌّ مستدير تلعب بها الصبيان؛ وفي حديث بعضهم: رأَيت أَبا هريرة: يلعب السُّدَّر؛ قال ابن الأَثير: هو لعبة يُلْعَبُ بها يُقامَرُ بها، وتكسر سينها وتضم، وهي فارسية معربة عن ثلاثة أَبواب؛ ومنه حديث يحيى بن أَبي كثير: السُّدّر هي الشيطانة الصغرى يعني أَنها من أَمر الشيطان؛ وقول أُمية بن أَبي الصلت: وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَها، سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ (* قوله: «برقع» هو كزبرح وقنفذ السماء السابعة اهـ قاموس). سَدِرٌ؛ للبحر، لم يُسْمع به إِلاَّ في شعره. قال أَبو علي: وقال أَجرد لأَنه قد لا يكون كذلك إِذا تَموَّجَ. الجوهري: سَدِرٌ اسم من أَسماء البحر، وأَنشد بيت أُمية إِلاَّ أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه، وقال عوض أَجرد أَجْرَبُ، بالباء، قال ابن بري: صوابه أَجرد، بالدال، كما أَوردناه، والقصيدة كلها دالية؛ وقبله: فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها، وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ قال: وصواب قوله حوله أَن يقول حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنيث والتعريف، وأَراد بالقوائم ههنا الرياح، وتواكلته: تركته. يقال: تواكله القوم إِذا تركوه؛ شبه السماء بالبحر عند سكونه وعدم تموجه؛ قال ابن سيده وأَنشد ثعلب: وكأَنَّ بِرقع، والملائك تحتها، سدر، تواكله قوائم أَربع قال: سدر يَدُورُ.
وقوائم أَربع: قال هم الملائكة لا يدرى كيف خلقهم. قال: شبه الملائكة في خوفها من الله تعالى بهذا الرجل السَّدِرِ.
وبنو سادِرَة: حَيٌّ من العرب.
وسِدْرَةُ: قبيلة؛ قال: قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها، وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى فأَما قوله: عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ فقد يجوز أَن يريد بذي سِدْرٍ فصغر، وقيل: ذو سُدَيْرٍ موضع بعينه.
ورجل سَنْدَرَى: شديد، مقلوب عن سَرَنْدَى.

ر ي ق (المصباح المنير) [2]


 الرِّيقُ: ماء الفم ويؤنث بالهاء في الشعر فيقال "رِيقَةٌ" وقيل التأنيث بالهاء للوحدة، و "رَاقَ" الماء والدم وغيره "رَيْقًا" من باب باع: انصبّ ويتعدى بالهمزة فيقال "أَرَاقَهُ" صاحبه والفاعل "مُرِيقٌ" والمفعول "مُرَاقٌ" وتبدل الهمزة هاء فيقال "هَرَاقَهُ" والأصل "هَرْيَقَهُ" وزان دحرجه، ولهذا تفتح الهاء من المضارع فيقال يهريقه كما تفتح الدال من يدحرجه وتفتح من الفاعل والمفعول أيضا فيقال "مُهَرِيقٌ" و "مُهَرَاقٌ" قال امرؤ القيس: وَإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌوالأمر "هَرِقْ" ماءك والأصل "هَرْيِقْ" وزان دحرج وقد يجمع بين الهاء والهمزة فيقال "أَهْرَاقَهُ" "يُهْرِيقُهُ" ساكن الهاء تشبيها له بأسطاع يسطيع كأن الهمزة زيدت عوضاً عن حركة الياء في الأصل ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزيادة خماسيا، ودعا بذنوب "فَأُهْرِقَ" ساكن الهاء، وفي التهذيب: من قال "أَهْرَقْتُ" فهو خطأ في القياس ومنهم من يجعل الهاء كأنها أصل ويقول "هَرَقْتُهُ" "هَرْقًا" من باب نفع وفي الحديث: "إِنَّ امْرَأَةً . . . أكمل المادة كَانَتْ تُهْرَاقُ الدِّمَاءَ" بالبناء للمفعول والدماء نصب على التمييز ويجوز الرفع على إسناد الفعل إليها والأصل "تُهْرَاقُ" دماؤها لكن جعلت الألف واللام بدلا عن الإضافة كقوله تعالى: {عُقْدَةُ النِّكَاحِ} أي نكاحها. 

أبب (لسان العرب) [2]


الأَبُّ: الكَلأُ، وعَبَّر بعضُهم(1) (1 قوله بعضهم: هو ابن دريد كما في المحكم.) عنه بأَنه الـمَرْعَى.
وقال الزجاج: الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُه الماشِية.
وفي التنزيل العزيز: وفاكِهةً وأَبّاً. قال أَبو حنيفة: سَمَّى اللّهُ تعالى المرعَى كُلَّه أَبّاً. قال الفرَّاءُ: الأَبُّ ما يأْكُلُه الأَنعامُ.
وقال مجاهد: الفاكهةُ ما أَكَله الناس، والأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ من الـمَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للانسان.
وقال الشاعر: جِذْمُنا قَيْسٌ، ونَجْدٌ دارُنا، * ولَنا الأَبُّ بهِ والـمَكْرَعُ قال ثعلب: الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ.
وقال عطاء: كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ على وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ.
وفي حديث أنس: أَنَّ عُمر بن الخَطاب، رضي اللّه عنهما، قرأً قوله، . . . أكمل المادة عز وجل، وفاكِهةً وأَبّاً، وقال: فما الأَبُّ، ثم قال: ما كُلِّفْنا وما أُمِرْنا بهذا.
والأَبُّ: الـمَرْعَى الـمُتَهَيِّئُ للرَّعْيِ والقَطْع.
ومنه حديث قُسّ بن ساعِدةَ: فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً.
وأَبَّ للسير يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً: تَهَيَّأً للذَّهابِ وتَجَهَّز. قال الأَعشى: صَرَمْتُ، ولم أَصْرِمْكُمُ، وكصارِمٍ؛ * أَخٌ قد طَوى كَشْحاً، وأَبَّ لِيَذْهَبا أَي صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئي لـمُفارَقَتِكم، ومن تَهَيَّأَ للـمُفارقةِ، فهو كمن صَرَمَ.
وكذلك ائْتَبَّ. قال أَبو عبيد: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاًإِذا عَزَمْتَ على الـمَسِير وتَهَيَّأْتَ.
وهو في أَبَابه وإِبابَتِه وأَبابَتِه أَي في جَهازِه. التهذيب: والوَبُّ: التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ في الحَرْبِ، يقال: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ. قال أَبو منصور: والأَصل فيه أَبَّ فقُلبت الهمزة واواً. ابن الأَعرابي: أَبَّ إِذا حَرَّك، وأَبَّ إِذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها.
والأَبُّ: النِّزاعُ إِلى الوَطَنِ.
وأَبَّ إِلى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وإِبابةً: نَزَعَ، والـمَعْرُوفُ عند ابن دريد الكَسْرُ، وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذي الرُّمة: وأَبَّ ذو الـمَحْضَرِ البادِي إِبَابَتَه، * وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنابَ تَخْيِيمِ وأَبَّ يدَه إِلى سَيْفهِ: رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه.
وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه: اسْتَقامَت طَريقَتُه.
وقالوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فلا عَباب، وإِنْ لم تُصِب الماءَ، فلا أَبابَ. أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهيَّأ لطلَبه، وهو مذكور في موضعه.
والأُبابُ: الماءُ والسَّرابُ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ، * تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ.
وأُبابُ الماءِ: عُبابُه. قال: أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوقِ قال ابن جني: ليست الهمزة فيه بدلاً من عين عُباب، وإِن كنا قد سمعنا، وإِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إِذا تَهَيَّأَ.
واسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نادر، عن ابن الأَعرابي، وإِنما قياسه اسْتَأْبِ.

نشج (لسان العرب) [2]


النَّشِيج: الصَّوت.
والنَّشِيج: أَشدُّ البُكاء، وقيل: هي مَأَقَةٌ يرتفع لها النفَسُ كالفُؤَاق.
وقال أَبو عبيد: النَّشِيجُ مِثْلُ البُكاء للصبيِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه في صدرِه ولم يُخْرجه.
وفي حديث عمر، رحمه الله: أَنه صلى الفجرَ بالناس فقَرأَ سورة يوسف، حتى إِذا جاء ذِكرُ يوسف بَكى حتى سُمِعَ نَشِيجُه خَلْفَ الصُّفوف؛ والفعْلُ من ذلك كلِّه نَشَجَ يَنْشِجُ.
وفي حديثه الآخرِ: فنَشَجَ حتى اختَلَفَتْ أَضلاعُه.
وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: شَجِيّ النَّشِيجِ؛ أَرادت أَنه كان يُحْزِنُ مَن يسمعه يَقرأُ. أَبو عبيد: النَّشِيجُ مِثْلُ بُكاءِ الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فلم يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه في صدرِه، ولذلك قيل لِصَوت الحمار: نَشِيج. ابن الأَعرابي: النَّشِيجُ من الفَمِ، . . . أكمل المادة والخَنِينُ والنَّخِيرُ من الأَنْفِ.
ونَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ في حَلقِه من غير انْتِحابٍ؛ وفي التهذيب: وهو إِذا غَصَّ البُكاءَ في حَلْقِه عند الفَزْعة.
وفي حديث وَفاةِ النبي، صلى الله عليه وسلم: فَنَشَجَ الناسُ يبكون؛ النَّشِيجُ: صوتٌ معه تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ كما يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه في صدرِه.
والطَّعْنَة تَنْشِجُ عند خروج الدَّمِ: تَسْمَعُ لها صَوتاً في جَوفِها، والقِدْرُ تَنْشِجُ عند الغَلَيانِ. نُشُجٌ: لها نَشِيجٌ.
والحِمار يَنْشِجُ نَشِيجاً عند الفَزَعِ؛ وقال أَبو عبيد: هو صَوتُ الحِمارِ، مِن غير أَن يَذكُرَ فزَعاً.
ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً: ردَّدَه في صَدرِه؛ وكذلك نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى ما فيه حتى يُسْمَع له صوتٌ.
والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ ماءَ مَطَر: ضَفادِعُه غُرْقَى، رِواءٌ كأَنها قِيانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِيج أَي رَجْعُ الضَّفادِع، وقد يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ.
ونَشَجَ المُطَرِِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً: جاشَتْ به (* قوله: جاشت به: هكذا في الأصل.
وفي سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ؛ وقد يكون سقط شيء من كلام المؤلف.) ؛ قال أَبو ذؤيب يصف قُدوراً: لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ، كأَنها ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَش غارُها والنَّشِيجُ: مَسِيلُ الماء (* قوله «والنشيج مسيل الماء» كذا بالأصل.) والجمع أَنْشاج. أَبو عمرو: الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ، واحدها نَشَجٌ، بالتحريك؛ وأَنشد شمر: تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ، فذو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُهْ والنَّشِيجُ: صَوتُ الماء يَنْشِجُ، ونُشُوجُه في الأَرض أَن يُسْمَعَ له صوتٌ؛ قال هميان: حتى إِذا ما قَضَتِ الحَوائِجا، ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجا منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا ثَمُّوا: أَصْلَحوا.
والنُّوشَجانُ: قبيلة أَو بلدٌ؛ قال ابن سيده: وأُراه فارسيّاً.

نفس (الصّحّاح في اللغة) [2]


النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش:
ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا      نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِـدْقِـهِ

والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ.
وفي الحديث: "ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه".
والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر:
أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ      نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا

والتامورُ: الدمُ.
وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان.
والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ.
ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ.
والنافِسُ: العائِنُ.
والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع.
ونَفْسُ الشيء: عينه يؤكَّد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ.
والنَفْسُ أيضاً: قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ . . . أكمل المادة لي نَفْساً من دِباغٍ.
والنَفَسُ بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ.
وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء.
وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ.
ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها.
وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج.
وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ.
ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء.
وقول الشاعر:
      عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أي ساعة بعد ساعة.
والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال: اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جُرعةٌ أو جرعتين، ولا تزد عليه.
والجمع أَنْفاسٌ. قال جرير:
بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ      تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيهـا

ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعةٍ.
وشيءٌ نَفيسٌ، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ.
وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي.
وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه.
ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ.
ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشيءَ نَفاسَةً إذا لم تَره يستأهله.
ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدتْ.
ونَفُسَ الشيء بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه.
ونافَسْتُ في الشيء مُنافسةً ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم.
وتنافسوا فيه، أي رغِبوا.
وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ.
ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها.
والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوةٌ نِفاسٌ.
ويجمع على نُفَساواتٍ، وامرأتان نُفَساوانِ.
وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً.
ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمّ فاعله، والولد منْفوسٌ.
وفي الحديث: "ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار".
وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد.

سيع (لسان العرب) [2]


السَّيْعُ: الماءُ الجاري على وجه الأَرض، وقد انساع.
وانساع الجَمَدُ: ذابَ وسال.
وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ، كلاهما: اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض، وهو مذكور في الصاد، وسرابٌ أَسْيَعُ؛ قال رؤبة: فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا، شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا وقيل: أَفعل هنا للمفاضلة، والانْسِياعُ مثله.
والسَّياعُ والسِّياعُ: الطينُ، وقيل: الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال القطامي: فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها، كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وهو مقلوب، أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر، تقول منه: سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين.
وقال أَبو حنيفة: السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر؛ وأَنشد لرجل من بني . . . أكمل المادة ضبة:فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه هذاذَيْكَ، حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ: طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً.
والسياع: الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده؛ قال: كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وقيل: إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين، والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ. قال ابن بري: أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر، وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء، بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر، قال: وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها، وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به؛ قال الأَزهري: السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ، تقول: سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً؛ وقول رؤْبة: مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قال يصفه بالرِّقَّةِ.
وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً: طَيَّنَه بالسّياعِ.
والمِسْيعة: المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها.
وسَيَّعَ الجُبَّ: طينه بطين أَو جص.
وساعَ الشيءُ يَسِيعُ: ضاعَ، وأَساعَه هو؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري: وكَفاني اللهُ ما في نفسِه، ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ أَي لا يُضَيَّعُ.
وناقة مِسْياعٌ: تصبر على الإِضاعة والجَفاءِ وسُوءِ القيام عليها.
وفي حديث هشام في وصف ناقة: إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تحتمل الضيعة وسوءَ الوِلاية، وقيل: ناقة مِسْياعٌ وهي الذاهبة في الرَّعْي.
وقال شمر: تَسِيعُ مكان تسُوعُ، قال: وناقة مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتى يأْكلها السبع.ويقال: رُبَّ ناقة تُسيع وَلَدَها حتى يأْكله السِّباعُ؛ ومن الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ؛ قال:ويْلُ مِّ أَجْيادَ شاةً شاةً مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ، قَليلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ وأُم أَجْياد: اسم شاة.
وقد أَضَعْتُ الشيء وأَسَعْتُه.
ورجل مِسْياعٌ: وهو المِضْياعُ للمال.
وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه.
وتَسَيَّعَ البقْلُ: هاجَ.
وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ: أَساء حفظها فضاعَتْ وأَهْمَلَها، وساعت هي تَسُوعُ سَوْعاً.
والسَّياعُ: شجر البانِ، وهو من شجر العِضاه له ثمر كهيئة الفُسْتُق، قال: ولِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ.

الفَرُّ (القاموس المحيط) [2]


الفَرُّ والفِرارُ، بالكسر: الرَّوَغانُ والهَرَبُ،
كالمَفَرِّ والمَفِرِّ، والثاني لِمَوْضِعِه أيضاً. فَرَّ يَفِرُّ، فهو فَرُورٌ وفَرورَةٌ وفُرَرَةٌ، كهُمَزَة، وفَرَّارٌ وفَرٌّ، كصَحْبٍ، وقد أفْرَرْتُهُ.
وفَرَّ الدابَّةَ يَفِرُّها فَرًّا وفُراراً، مُثَلَّثَةً: كشَفَ عن أسْنانِها لِيَنْظُرَ ما سِنُّها،
و~ عن الأمرِ: بَحَثَ عنه.
و"عَيْنُهُ فِرارُهُ"، مُثَلَّثَةً: مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمن يَدُلُّ ظاهِرُهُ على باطِنِه، ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عن أن تَفِرَّ أسْنانَه وتَخْبُرَهُ.
وامرأةٌ فَرَّاءُ: غَرَّاءُ.
وأفَرَّتِ الخَيْلُ والإِبِلُ للإِثْناءِ: سَقَطَتْ رَواضِعُها، وطَلَعَ غيرُها.
وافْتَرَّ: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً،
و~ البَرْقُ: تَلَأْلأَ،
و~ الشيءَ: اسْتَنْشَقَهُ.
والفَريرُ، كأميرٍ وغُرابٍ وصَبُورٍ وزُنْبُورٍ وهدْهُدٍ وعُلابِطٍ: ولَدُ النَّعْجَةِ والماعِزَةِ والبَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، أو هي الخِرْفانُ والحُمْلانُ
ج: كَغُرابٍ أيضاً نادِرٌ.
والفَريرُ: الفَمُ، . . . أكمل المادة ومَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ، وَوالِدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلَمَةَ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ عُنَيْنِ بنِ سَلاَمانَ.
والفُرْفُرُ، كهُدْهُدٍ وزِبْرِجٍ وعصْفورٍ: طائرٌ
وفُرَّةُ الحَرِّ، بالضم،
وأُفُرَّتُهُ، بِضَمَّتَيْنِ وقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ: شِدَّتُهُ، وأوَّلُهُ، وهي الاخْتِلاطُ، والشِدَّةُ أيضاً.
وهو فُرُّ القَوْمِ
وفُرَّتُهُم، بضَمِّهِما، أي: من خِيارِهِم، وَوَجْهِهِم الذي يَفْتَرُّونَ عنه.
وفَرْفَرَهُ: صاحَ به،
و~ في كلامِهِ: خَلَّطَ، وأكْثَرَ،
و~ الشيءَ: كسَرَهُ، وقَطَعَهُ، وحَرَّكَهُ، ونَفَضَهُ،
و~ الرَّجُلَ: نالَ من عِرْضِهِ، ومَزَّقَهُ،
و~ البَعيرُ: نَفَضَ جَسَدَهُ، وأسْرَعَ، وقارَبَ الخَطْوَ، وطاشَ، وخَفَّ،
و~ الفَرَسُ: ضَرَبَ بِفاسِ لِجامِهِ أسْنانَهُ، وحَرَّكَ رَأسَهُ.
والفَرْفارُ: الطَيَّاشُ، والمِكْثارُ، وهي: بِهاءٍ، والذي يَكْسِرُ كُلَّ شيءٍ،
كالفُرافِرِ، كعُلابِطٍ، وشَجَرٌ تُنْحَتُ منه القِصاعُ، ومَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِساءِ.
وفَرْفَرَ: عَمِلَهُ، وأوْقَدَ بِشَجَرِ الفَرْفارِ، وخَرَقَ الزِقاقَ وغيرَها.
والفِرْفيرُ، كجِرْجيرٍ: نَوْعٌ من الأَلْوان.
والفُرْفُورُ: سَوِيقٌ من ثَمَرِ اليَنْبُوتِ، والغُلامُ الشابُّ،
كالفُرافِرِ، بالضم فيهما، والجَمَلُ السَّمينُ، والعُصْفورُ،
كالفُرْفُرِ، كهُدْهُدٍ.
والفُرافِرُ، كعُلابِطٍ: فَرَسُ عامِرِ بن قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ، وسَيْفُ عامِرِ بن يَزيدَ الكِنانِيِّ، والرَّجُلُ الأَخْرَقُ، وفَرَسٌ يُفَرْفِرُ اللِجامَ في فيه، والأَسَدُ الذي يُفَرْفِرُ قِرْنَهُ،
كالفُرافِرَةِ والفُرْفِرِ، بضَمِّهِما،
والفَرْفارِ، ويُكْسَرُ، والجَمَلُ إذا أكَلَ واجْتَرَّ،
كالفُرْفورِ.
وفِرِّينُ، كغِسْلينٍ: ع.
وأفَرَّهُ: فَعَلَ به ما يَفِرُّ منه،
و~ رَأسَهُ بالسَّيْفِ: أفْراهُ.
والأَيَّامُ المُفِرَّاتُ: التي تُظْهِرُ الأَخْبارَ.
وتَفارُّوا: تَهارَبُوا.
وفَرَسٌ مِفَرٌّ، بالكسر: يَصْلُحُ لِلفرارِ عليه، أو جَيّدُ الفِرارِ.
وقُرِئ{أيْنَ المِفَرُّ}، عُبِّرَ عن المَوْضِعِ بِلَفْظِ الآلَةِ.
وعَمْرُو بنُ فُرْفُرٍ الجُذامِيُّ، بالضم: سَيِّدُ بَني وائِلٍ.
وكَتِيبَةٌ فُرَّى، كعُزَّى: مُنْهَزِمَةٌ.
وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً، بالضم: إذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ.
وفي المَثَلِ: "نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَا"، وذلكَ أنَّهُ إذا شَبَّ، أخَذَ في النَّزَوانِ، فَمَتَى رَآهُ غيرُهُ، نَزَا لِنَزْوِهِ. يُضْرَبُ لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُهُ، أي: إذا صَحِبْتَهُ، فَعَلْتَ فِعْلَهُ.
وتَفَرَّرَ بي: ضَحِكَ.
وأفْرَرْتُ رَأسَهُ بالسَّيْفِ: أفْرَيْتُهُ، وشَقَقْتُهُ.

كتم (لسان العرب) [3]


الكِتْمانُ: نَقِيض الإعْلانِ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه؛ قال أَبو النجم: وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ، لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ وكَتَمه إياه؛ قال النابغة: كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً، وهمَّيْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، وظاهرا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها، ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا وكاتَمه إياه: ككَتَمه؛ قال: تَعَلََّمْ، ولوْ كاتَمْتُه الناسَ، أَنَّني عليْكَ، ولم أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ وقوله: ولم أَظلم بذلك، اعتراض بين أَنّ وخبرِها، والاسم الكِتْمةُ.
وحكى اللحياني: إنه لحَسن الكِتْمةِ.
ورجل كُتَمة، مثال هُمَزة، إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه.
وكاتَمَني سِرَّه: كتَمه عني.
ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه: قد كَتَمَ الرَّبْوَ؛ قال بشر: كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه، إذا ما . . . أكمل المادة كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ يقول: مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه، وكتَمه عنه وكتَمه إياه؛ أَنشد ثعلب: مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ.
وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ؛ عن كراع.
ومُكَتَّمٌ، بالتشديد: بُولِغ في كِتْمانه.
واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ : سأَله كَتْمَه.
وناقة كَتُوم ومِكتامٌ: لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها، كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً؛ قال الشاعر في وصف فحل: فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ، إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ابن الأَعرابي: الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو.
والكَتِيمُ: القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ.
وسحاب مَكْتُومٌ (* قوله «وسحاب مكتوم» كذا في الأصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد، والذي في الصحاح والأساس: مكتتم): لا رَعْد فيه.
والكَتُوم أَيضاً: الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها، والجمع كُتُمٌ؛ قال الأَعشى: كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ، وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وقال آخر: كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ وقال الطِّرِمّاح: قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ (* قوله «عبر أسفار» هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأصل وهو تصحيف).
وناقة كَتُوم: لا تَرْغُو إذا رُكِبت.
والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيَِّ: التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، وربما جاءت في الشعر كاتمةً، وقيل: هي التي لا شَق فيها، وقيل: هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها، وقيل: هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره؛ وقال أَوس بن حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها، ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف، قال: ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً.
وفي الحديث: أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الكَتُومَ؛ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها، وقد كتَمت كُتوماً. أَبو عمرو: كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب، وهي مَزادة كَتُوم.
وسِقاءٌ كَتِيم، وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً: أَمسك ما فيه من اللبن والشراب، وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك، فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه، والتسريب: أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه.
وخَرْز كَتِيم: لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه.
والكاتِم: الخارِز، من الجامع لابن القَزاز، وأَنشد فيه: وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ، وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ وَهَتْ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها، وحكى كراع: لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ، بسكون التاء، أي كلمة.
ورجل أَكْتمُ: عظيم البطن، وقيل: شعبان.
والكَتَمُ، بالتحريك: نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود. الأَزهري: الكَتَم نبت فيه حُمرة.
وروي عن أَبي بكر، رضي الله عنه، أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم، وفي رواية: يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث: يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد، قال: ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم.
وقال أَبو عبيد: الكَتَّم، مشدد التاء، والمشهور التخفيف.
وقال أبَو حنيفة: يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه، قال: ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ.
وقال مرة: الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً، وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر؛ قال الهذلي ووصف وعلاً: ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له، بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وفي حديث فاطمة بنت المنذر: كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة؛ قال ابن الأَثير: هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكَتَم، وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود، وقيل: هو الوَسْمة.
والأَكْثَم: العظيم البطن.
والأَكثم: الشبعان، بالثاء المثلثة، ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره.
ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة: أَسماء؛ قال: وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك، وكنتَ الحليلا (* قوله «وأيمت» هذا ما في الأصل، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا: وأَيتمت، من اليتم). أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً.
وابنُ أُم مَكْتُوم: مؤذن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال.
وفي حديث زمزم: أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل: احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم؛ تُكْتَمُ: اسم بئر زمزم، سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب.
وبنو كُتامة: حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك، وقيل: كُتام قبيلة من البربر.
وكُتمان، بالضم: موضع، وقيل: اسم جبل؛ قال ابن مقبل:قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ: اسم ناقة.

ضيل (لسان العرب) [3]


الضَّالُ: السِّدْر البَرِّيُّ، غير مهموز، والضَّالُ من السَّدْر: ما كان عِذْياً، واحدته ضالَةٌ؛ ومنه قول ابن مَيَّادة: قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، على الكُرْهِ منها، ضالَةٌ وجَدِيلُ (* قوله «قطعت الى قوله من الضال» هذه عبارة الجوهري، قال الصاغاني: وهي تصحيف والرواية ضانة، بالنون، وهي البرة). يريد الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ.
وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صار فيها الضَّالُ مثل أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ.
وفي الحديث: قال لجرير أَيْنَ مَنْزلُك؟ قال: بأَكناف بِيشَةَ بين نَخْلَةٍ وضالَةٍ؛ الضالَة، بتخفيف اللام: واحدة الضَّالِ، وهو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ، فإِذا نَبَت على شَطِّ الأَنهار قيل له العُبْرِيُّ، وأَلفه منقلبة عن الياء.
وأَضْيَلَ المكانُ وأَضالَ: أَنْبَتَ الضَّالَ؛ . . . أكمل المادة عن أَبي حنيفة عن الفراء، وإِليه ترك ابن جني ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْيةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً، قال ابن جني: وأَردت أَن أَحْمِله على الضَّئِيل الذي هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلي، والجَبَليُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْري، حتى وجدت بخط أَبي إِسحق أَضْيَلَ المكانُ، فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر. قال أَبو حنيفة: الضَّالُ يَنْبُت في السُّهُول والوُعُور، وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً ليكون أَقوى لها، وإِنما يُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها؛ قال الأَعشى: لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: كَساها ضالةً ثُجْراً، كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِيَتْ من ضالَةٍ، يَدُلُّ على ذلك قوله ثُجْراً.
وقال أَبو حنيفة أَيضاً: الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف اليمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ، ولَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها من قَبْل أَن تَصِل إِليها، قال: وليست بِضالِ السِّدْر؛ هكذا حكاه؛ الضَّالُ شجرة فإِما أَن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالَةٍ وحالٍ، وإِمّا أَن يريد بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع. التهذيب: يقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَي بسِلاحِه.
والضَّالَة: السِّلاحُ أَجْمَعُ. يقال: إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ، والأَصل في الضالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ التي تُسَوَّى من الضَّالِ؛ وقال بعض الأَنصار: قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت: أَبُو سُلَيْمانَ وَصُنْعُ المُقْعَدِ، وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ (* قوله «وصنع» كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش). أَراد بالضالةِ السِّهامَ، شَبَّه نِصالَها في حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة؛ قال ابن بري: وقد يعبر بالضالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضالَةٍ مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلَّى من رأْس ضالٍ، هو بالتخفيف، مكانٌ أَو جَبَلٌ بعينه، يريد به تَوْهِين أَمره وتحقير قَدْره؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة.

حتن (لسان العرب) [2]


الحَتْنُ والحِتْنُ: المِثْلُ والقِرْنُ والمُساوِي.
ويقال: هما حَتْنانِ وحِتْنانِ أَي سِيَّانِ، وذلك إذا تَساويا في الرَّمْي.
وتَحاتَنُوا: تساوَوْا.
وفي الحديث: أَفَحِتْنُه فلانٌ؛ الجَتْنُ، بالكسر والفتح: المِثْلُ والقِرْنُ.
والمُحاتَنةُ: المُساواةُ، وكلُّ اثْنَيْنِ لا يَتخالفانِ فهما حَتْنانِ، وهما حَتْنان وتِرْبان مُسْتَوِيان، وهم أَحْتانٌ أَتْنانٌ.
والمحاتَنةُ: المسُاواةُ.
والتَّحاتُنُ: التساوِي والتَّبارِي.
والقوم حَتَنى وحَتْنى أَي مُسْتَوونَ أَو مُتشابِهُون؛ الأَخيرة عن ثعلب.
ووقَعَت النَّبْلُ حَتَنَى أَي متساوية.
وتحاتَنَ الرَّجُلان: تَرامَيا فكان رَمْيهُما واحداً، والاسم الحَتْنى؛ وفي المثل: الحَتَنَى لا خيرَ في سَهْم زَلَجْ.
وهو رجز.
والزالج من السهام: الذي مَرَّ على وجه الأَرض حتى وقَع في الهدَف ولم يُصب القرطاس، وهو مثَلٌ في تتميم الإحسان ومُوالاتِه.
ووقَعَت السِّهامُ في الهدَف حَتَنَى أَي مُتقاربة المَواقع ومُتساويَتَها؛ . . . أكمل المادة أَنشد الأَصمعي: كأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ، هاتِيك هاتا حَتَنَى تُكايِلُ، لَدْمُ العُجَى تَلْكُمُها الجَنادِلُ.
والحَتَنُ: متابعةُ السِّهام المُقَرْطِسَة أَي التي تُصِيب القِرْطاس؛ قال الشاعر: وهل غَرَضٌ يبقى على حَتَن النَّبْل؟ وحَتِنَ الحَرُّ: اشتدَّ.
ويومٌ حاتِنٌ: استوى أَوَّله وآخرُه في الحرّ.
وتحاتَنَ الدمعُ: وقَعَ دَمْعَتَيْن دَمعَتَيْن، وقيل: تتابَع مُتساوياً؛ قال الطِّرماح: كأَنَّ العُيونَ المُرْسَلاتِ، عَشِيَّةً، شَآبيبُ دَمْعِ العَبْرَة المُتَحاتِن.
والحَتَنُ: من قولك تحاتَنَت دُموعُه إذا تتابَعَت.
وتحاتَنَت الخِصال في النِّصال: وقعت في أَصل القرطاس على تقَارُبٍ أَو تساوٍ. الأَزهري: الخَصْلةُ كل رَمِيَّةٍ لَزِمَت القرطاس من غير أَن تُصيبَه، قال: إذا وقعت خَصَلاتٌ في أَصل القِرْطاس قيل تَحاتَنَت أَي تتابَعَت، قال: وأَهلُ النِّضَال يحسبون كل خَصْلَتَيْن مُقَرْطِسةً، قال: وإذا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثم قال: الحَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْمٍ زَلَج.
وقوله الحَتَنَى أَي عاوِدِ الصِّراع، والزّالجُ: السَّهمُ الذي يقع بالأَرض ثم يُصِيبُ القِرْطاسَ، قال: والتَّحاتُنُ التَّبارِي؛ قال النَّابغة يصف الرِّياح واختلافَها: شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها، ونَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ يُحاتِنُ.
والمُحْتَتِنُ: الشيءُ المستوي لا يخالف بعضُه بعضاً، وقد احْتَتَنَ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ، تحتَ الصَّقِيعِ، جَرْشُ أُفْعُوانِ. فإنه قال: يعني اثنين اثنين، قال ابن سيده: ولا أَعرف كيف هذا إنما معناه عندي المُحْتَتِنُ أَي المستوي، ثم حذف تاء مُفْتَعل فبقي المُحْتَن، ثم أَشبع الفتحة فقال المُحْتان كقوله: ومِن عَيْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ. أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع.
واحْتَتَنَ الشَّيءُ: استَوى؛ قال الطِّرماح: تِلْكَ أَحْسابُنا، إذا احْتَتَنَ الخَصْـ لُ، ومُدَّ المَدَى مَدَى الأَعْراضِ. احْتَتَنَ الخَصْلُ أَي استوى إصابةُ المُتَناضِلَيْن.
والخَصْلةُ: الإصابةُ.
ويقال: فلان سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان لِدَتَه على سِنِّه.
وجيءْ به من حَتْنِك أَي من حيث كان.
وحَوْتَنان: موضعٌ، وقيل: حَوْتَنانان وادِيانِ في بلاد قَيْس كلُّ واحد منهما يقال له حَوْتَنان؛ وقد ذكرهما تميم بن مقبل فقال: ثم اسْتَغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من حَوْتَنانَيْن، لا مِلْح ولا زَنَن.
ولا زَنَن أَي لا ضيِّق قليل.
ويقال: رمى القومُ فوقعت سِهامُهم حَتَنَى أَي مستوية لم يَفْضُل واحدٌ منهم أَصحابَه. ابن الأَعرابي: رمى فأَحْتَن إذا وقعت سِهامُه كلُّها في موضع واحد.

أمت (لسان العرب) [2]


أَمَتَ الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً، وأَمَّتَه: قَدَّرَهُ وحَزَرَه.
ويُقال: كم أَمْتُ ما بَيْنَكَ وبين الكُوفة؟ أَي قَدْرُ.
وأَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم.
وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ ما بينك وبينه؛ قال رؤبة: في بَلْدةٍ يَعْيا بها الخِرِّيتُ، رَأْيُ الأَدِلاَّءِ بها شَتِيتُ، أَيْهاتَ منها ماؤُها المَأْمُوتُ المَأْمُوتُ: المَحْزُورُ.
والخِرِّيتُ: الدَّليلُ الحاذِقُ.
والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّق، وعَنَى به ههنا المُخْتَلِفَ. الصحاح: وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته؛ يُقال: هو إِلى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ.
ويقال: امْتِ يا فلان، هذا لي، كم هو؟ أَي احْزِرْه كم هو؟ وقد أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً.
والأَمْتُ: المكانُ المرتفع.
وشيءٌ مأْمُوتٌ: معروف.
والأَمْتُ: الانْخفاضُ، والارْتفاعُ، والاختلافُ في الشيءِ.
وأُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ به؛ قال كثير عزة: يَؤُوب أُولُو الحاجاتِ منه، . . . أكمل المادة إِذا بَدا إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ، غيرِ مُؤَمَّتِ والأَمْتُ: الطريقةُ الحَسَنة.
والأَمْتُ: العِوَجُ. قال سيبويه: وقالوا أَمْتٌ في الحَجر لا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ في الحجارة لا فيك؛ ومعناه: أَبقاكَ اللَّهُ بعد فَناءِ الحجارة، وهي مما يوصف بالخلول والبقاء، أَلا تراه كيف قال: ما أَنْعَمَ العَيْش لو أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ، تَنْبُو الحَوادِثُ عنه، وهو مَلْمُومُ ورَفعُوه وإِن كان فيه معنى الدعاءِ، لأَنه ليس بجارٍ على الفِعْل، وصار كقولك التُّرابُ له، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة، لأَنه في قُوّة الدُّعاء.
والأَمْتُ: الرَّوابي الصِّغارُ.
والأَمْتُ: النَّبَكُ؛ وكذلك عَبَّرَ عنه ثعلب.
والأَمْتُ: النِّبَاكُ، وهي التِّلالُ الصِّغار.
والأَمْتُ: الوَهْدة بين كل نَشْزَيْن.
وفي التنزيل العزيز: لا تَرَى فيها عِوَجاً ولاأَمْتاً؛ أَي لا انخفاض فيها، ولا ارْتفاعَ. قال الفراء: الأَمْتُ النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع، ويقال مَسايِلُ الأَوْدية ما تَسَفَّلَ.
والأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول: قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فيه أَي ليس فيه استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها.
ويقال: سِرْنا سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا ضَعْفَ فيه، ولا وَهْنَ. ابن الأَعرابي: الأَمْتُ وَهْدَةٌ بين نُشُوزٍ.
والأَمْتُ: العَيْبُ في الفَم والثَّوْب والحجر.
والأَمْتُ: أَن تَصُبَّ في القِرْبة حتى تَنْثنِي، ولا تَمْلأَها، فيكون بعضُها أَشرف من بعض،والجمع إِمَاتٌ وأُمُوتٌ.
وحكى ثعلب: ليس في الخَمْر أَمْتٌ أَي ليس فيها شَكٌّ أَنها حرام.
وفي حديث أَبي سعيد الخدري: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ، فلا أَمْتَ فيها، وأَنا أَنْهي عن السَّكَر والمُسْكِر؛ لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْبَ فيها.
وقال الأَزهري: لا شكَّ فيها، ولا ارتيابَ أَنه من تنزيل رب العالمين؛ وقيل للشك وما يُرْتابُ فيه: أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير، ويدخُلهما الظَّنُّ والشك؛ وقول ابن جابر أَنشده شمر: ولا أَمْتَ في جُمْلٍ، لياليَ ساعَفَتْ بها الدارُ، إِلاَّ أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ قال: لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْب فيها. قال أَبو منصور: معنى قول أَبي سعيد عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر، فلا أَمْتَ فيها، معناه غَيْر معنى ما في البيت؛ أَراد أَنه حَرَّمها تحريماً لا هَوادةَ فيه ولا لِين، ولكنَّه شَدَّد في تحريمها، وهو من قولك سِرْتُ سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا وَهْنَ فيه ولا ضَعْفَ؛ وجائزٌ أَن يكون المعنى أَنه حَرَّمها تحريماً لا شك فيه؛ وأَصله من الأَمْتِ بمعنى الحَزْر، والتقدير، لأَنَّ الشك يدخلهما؛ قال العجاج: ما في انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ أَي من فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ.

كني (لسان العرب) [2]


الكُنْيَةُ على ثلاثة أوجه: أَحدها أَن يُكْنَى عن الشيء الذي يُستفحش ذكره، والثاني أَن يُكْنى الرجل باسم توقيراً وتعظيماً، والثالث أَن تقوم الكُنْية مَقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه كأَبي لهب اسمه عبد العُزَّى، عرف بكُنيته فسماه الله بها. قال الجوهري: والكُنْيةُ والكِنْية أَيضاً واحدة الكُنى، واكتَنى فلان بكذا.
والكناية: أَن تتكلم بشيء وتريد غيره.
وكَنَى عن الأَمر بغيره يَكني كِناية: يعني إِذا تكلم بغيره مما يستدل عليه نحو الرفث والغائط ونحوه.
وفي الحديث: من تَعَزَّى بعزَاء الجاهلية فأَعِضُّوه بأَيْر أَبيه ولا تَكْنُوا.
وفي حديث بعضهم: رأَيت عِلْجاً يومَ القادِسيةِ وقد تَكَنَّى وتَحَجَّى أَي تستر، من كَنَى عنه إِذا وَرَّى، . . . أكمل المادة أَو من الكُنْية، كأَنه ذكر كنْيته عند الحرب ليُعرف، وهو من شعار المُبارزين في الحرب، يقول أَحدهم: أَنا فلان وأَنا أَبو فلان؛ ومنه الحديث: خُذها مني وأَنا الغُلام الغِفاريُّ.
وقول علي، رضي الله عنه: أَنا أَبو حَسَنٍ القَرْم.
وكَنَوت بكذا عن كذا؛ وأَنشد: وإِني لأَكني عن قَذورَ بغَيْرِها، وأُعْرِبُ أَحْياناً بها فأُصارِحُ ورجل كانٍ وقوم كانُونَ. قال ابن سيده: واستعمل سيبويه الكناية في علامة المضمر.
وكَنَيْتُ الرجا بأَبي فلان وأَبا فلان على تَعْدِية الفعل بعد إِسقاط الحرف كُنْية وكِنْيةً؛ قال: راهِبة تُكْنَى بأُمِّ الخَيْر وكذلك كَنيته؛ عن اللحياني، قال: ولم يعرف الكسائي أَكْنَيْتُه، قال: وقوله ولم يعرف الكسائي أكنيته يوهم أَن غيره قد عرفه.
وكُنيةُ فلان أَبو فلان، وكذلك كِنْيَتُه أَي الذي يُكْنَى به، وكُنْوة فلان أَبو فلان، وكذلك كِنْوته؛ كلاهما عن اللحياني.
وكَنَوْتُه: لغة في كَنَيْته. قال أَبو عبيد: يقال كَنيت الرجل وكَنوته لغتان؛ وأَنشد أَبو زياد الكلابي: وإِني لأَكْنُو عن قَذُورَ بغيرها وقذور: اسم امرأَة؛ قال ابن بري: شاهد كَنَيت قول الشاعر: وقد أَرْسَلَتْ في السِّرِّ أَنْ قد فَضَحْتَني، وقد بُحْتَ باسْمِي في النَّسِيبِ وما تَكْني وتُكْنَى: من أَسماء (* قوله« وتكنى من أسماء إلخ» في التكملة: هي على ما لم يسم فاعله، وكذلك تكتم، وأنشد: طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما) النساء. الليث: يقول أَهل البصرة فلان يُكْنى بأَبي عبد الله، وقال غيرهم: فلان يُكْنى بعبد الله، وقال الجوهري: لا تقل يُكْنى بعبد الله، وقال الفراء: أَفصح اللغات أَن تقول كُنِّيَ أَخُوك بعمرو، والثانية كُنِّي أَخوك بأَبي عمرو، والثالثة كُنِّيَ أَخُوك أَبا عمرو.
ويقال: كَنَيْته وكَنَوْتُه وأَكْنَيْته وكَنَّيْته، وكَنَّيْته أَبا زيد وبأَبي زيد تَكْنية، وهو كَنِيُّه: كما تقول سَمِيُّه.
وكُنَى الرؤيا: هي الأَمثال التي يَضربها مَلك الرؤيا، يُكْنَى بها عن أَعْيان الأُمور.
وفي الحديث: إِنَّ للرُّؤيا كُنًى ولها أَسماء فكَنُّوها بكُناها واعتبروها بأَسمائها؛ الكُنى: جمع كُنْية من قولك كَنَيت عن الأَمر وكَنَوْت عنه إِذا ورَّيت عنه بغيره، أَراد مَثِّلوا لها أَمثالاً إِذا عبَّرْتموها، وهي التي يَضربها ملَك الرؤيا للرجل في منامه لأَنه يُكَنَّى بها عن أَعيان الأُمور، كقولهم في تعبير النخل: إِنها رجال ذوو أَحساب من العرب، وفي الجَوْز: إِنها رجال من العجم، لأَن النخل أَكثر ما يكون في بلاد العرب، والجوز أَكثر ما يكون في بلاد العجم، وقوله: فاعتبروها بأَسمائها أَي اجعلوا أَسماء ما يُرى في المنام عبرة وقياساً، كأَن رأَى رجلاً يسمى سالماً فأَوَّله بالسلامة، وغانماً فأَوله بالغنيمة.

عثث (لسان العرب) [1]


العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ.
ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ: ما هي إِلاّ عُثَّة.
وقال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ.
ورجل عَثٌّ؛ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً: عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ، ولا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء.
وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه.
والعِثَاثُ: الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب.
ويقال للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ.
وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه، فسَقَط لذلك شَعَرُه.
والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه.
وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وكذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثير يصف قَوساً: هَتُوفاً، . . . أكمل المادة إِذا ذاقَها النازِعُون، سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا وقال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ.
وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عليه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه.
ويقال: أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ.
والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، والجمع عُثٌّ وعُثَثٌ.
وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه.
وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ.
والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وقيل: هي دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا والجُدْجُد أَيضاً: دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وقال ابن دريد: العُثُّ، بغير هاء: دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف، فدلَّ على أَن العُثَّ جَمعٌ، وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ، لأَنه جنس معناه الجمع، وإِن كان لفظه واحداً.
وسئل أَعرابي عن ابنه، فقال: أُعْطِيه كلّ يومٍ من مالي دانِقاً، وإِنه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوف في الصَّيْفِ.
والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الذي لا نَبات فيه.
والعَثْعَثَة: اللَّيِّنُ من الأَرض؛ وقيل: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لم يُنْبِتْ؛ وقيل: هو الذي لا يُنْبِتُ خاصةً، والأَوَّل الصحيحُ، لقول القَطَامِيّ: كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لها في عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما وروايةُ أَبي حنيفة: خُطَّ لها؛ وقيل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً، أَحْرَقَ الخُفَّ، يعني خُفَّ البعير، والجمع: العَثاعِثُ؛ قال رؤبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ قال أَبو حنيفة: العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت.
والعَثْعَثُ أَيضاً: التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه في العَثْعَثِ.
وعَثْعَثَ الرجلُ بالمكان: أَقام به.
ويقال: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره وفرَّقَه.
وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه.
والعَثْعَثُ: الفَسادُ والعَثْعَثُ: الشدائد.
وفي الحديث: ذُكِرَ لعليٍّ، عليه السلام، زمانٌ، فقال: ذاك زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد.
وفي المثل: عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن رجلاً يَغْتابُه، فقال: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا؛ عُثَيْثةٌ: تصغير عُثَّةٍ، وهي دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر ما تكون في الصُّوفِ، والجمع: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل يَجْتَهِدُ أَن يُؤثِّرَ في الشيءِ، فلا يَقْدِرُ عليه، ويروى: تَقْرُمُ، بالميم، وهو بمعنى تَقْرِضُ.
وربما قيل للعجوز: عُثَّة.
وفلانٌ عُثُّ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ.
وفي النوادر: تَعاثَثْتُ فلاناً وتَعالَلْتُه.
ويقال: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخير والشَّرَف.
وبالمدينة جبل يقال له: عَثْعَثٌ، ويقال له أَيضاً: سُلَيْع، تصغير سَلْعٍ، وعَثْعَثٌ: اسم، وبنو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.

غمس (لسان العرب) [1]


الغَمْسُ: إِرْسابُ الشيء في الشيء السَّيَّال أَو النَّدَى أَو في ماء أَو صِبْغ حتى اللّقمة في الحَلِّ، غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي مَقَلَه فيه، وقد انْغَمَسَ فيه واغْتَمَس.
والمُغَامَسَة: المُمَاقَلَة، وكذلك إِذا رمَى الرجل نفسه في سِطَة الحرب أَو الخطب.
وفي الحديث عن عامر قال: يكتحِل الصائم ويَرْتَمِسُ ولا يَغْتَمِس. قال: وقال علي بن حجر: الاغْتِماس أَن يُطِيل اللبُّثَ فيه، والارْتماس أَن لا يطيل المكث فيه.
واخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً: غَمَسَتْ يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً من غير تَصْوِير.
والغمَّاسَة: طائر يَغْتَمِس في الماء كثيراً. التهذيب: الغَمَّاسَة من طير الماء غَطَّاط ينغمس كثيراً.
والطَّعْنَة النَّجْلاء: الواسِعَة، والغَمُوس مثلُها. ابن سيده: الطعنة الغَمُوس التي انغمست في اللَّحم، وقد . . . أكمل المادة عُبِّر عنها بالواسعة النافذة؛ قال أَبو زيد: ثم أَنقَضْتُه، ونَفَّسْتُ عنه بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ والأَمر الغَمُوس: الشديد.
وفي حديث المَوْلود: يكون غَمِيساً أَربعين ليلة أَي مَغْمُوساً في الرَّحمِ ؛ ومنه الحديث: فانْغَمَسَ في العَدُوِّ فقتلوه أَي دخل فيهم وغاصَ.
واليمينُ الغَموس: التي تَغْمِس صاحبَها في الإِثم ثم في النار، وقيل: هي التي لا استثناء فيها، وقيل: هي اليمين الكاذبة التي تُقْتَطع بها الحُقوق، وسُمِّست غموساً لغمسها صاحبها في الإِثم ثم في النار.
وقال ابن مسعود: أَعظمُ الكبائر اليمين الغَمُوس، وهو أَن يَحلِف الرجل وهو يعلم أَنه كاذب ليقتطع بها مال أَخيه.
وفي الحديث: اليمين الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ؛ هي اليمين الكاذبة الفاجرة، وفَعُول للمبالغة.
وفي حديث الهجرة: وقد غَمَس حِلْفاً في آل العاصِ أَي أَخذَ نصيباً من عَقْدهم وحلفهم يأْمن به، وكانت عادتُهم أَن يُحْضِروا في جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فيه أَيديَهم عند التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عليه باشتراكهم في شيء واحد.
وناقة غَمُوس: في بطنِها ولَدٌ، وقيل: هي التي لا تَشُول ولا يُسْتَبان حملُها حتى تُقْرِب. ابن شميل: الغَمُوس، وجمعها غُمُس: الغَدَويّ، وهي التي في صُلْب الفحل من الغنم كانوا يتبايعون بها. الأَثرم عن أَبي عبيدة: المَجْرُ ما في بطن الناقة، والثاني حَبَل الحَبَلَة، والثالث الغَمِيسُ؛ وقال غيره: الثالث من هذا النوع القُباقب، قال: وهذا هو الكلام، وقيل: الغَمُوس الناقة التي يُشَك في مُخِّها أَرِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ؛ وأَنشد: مُخْلِصٌ بي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ (* قوله «وأَنشد مخلص بي إلخ» انظر المستشهد عليه.) ورجل غَمُوسٌ: لا يُعَرِّس ليلاً حتى يُصبح؛ قال الأَخطل: غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ، طَلُوبُ الأَعادي لا سؤومٌ ولا وَجْبُ والمُغَامَسة: المداخلة في القتال، وقد غامسهم.
والغَمُوس: الشديد من الرجال الشجاع، وكذلك المُغامِس. يقال: أَسد مُغامس، ورجل مُغامِسٌ، وقد غامَس في القتال وغامز فيه. قال: ومُغَامَسة الأَمر دخولك فيه؛ وأَنشد: أَخُو الحرْبِ، أَما صادراً فَوَشِيقُهُ حَمِيلٌ، وأَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ والشيء الغَمِيس: الذي لم يظهر للناس ولم يُعرف بَعْدُ. يقال: قَصِيدة غَمِيس والليل غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي يُسْتَخْفَى غَمِيس؛ وقال أَبو زُبَيْد يصف أَسداً: رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً وعَيْراً أُصَيلالاً، وجُنَّته الغَمِيسُ وقيل: الغَمِيس الليل.
ويقال: غامِسْ في أَمرك أَي اعْجَلْ.
والمُغامِس: العَجْلان؛ وقال قعنب: إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها ضَبٌّ، ومِنْ دُون منْ يَرْمِي بها عَدَنُ والتَغْمِيس: أَن يِسْقِيَ الرجل إِبلَه ثم يَذْهب؛ عن كراع.
والغَمِيس من النَّبات: الغَمِير تحت اليَبِيس.
والغَمِيس والغَمِيسَة: الأَجمة، وخص بها بعضهم أَجمة القَصَب؛ قال: أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِيسة، ضامِرُ والغَمِيس: مَسِيل ماء، وقيل: مَسِيل صغير يَجْمَع الشجر والبَقْل.
والغُمَيْس: موضع.
والمُغُمَِّس: موضع من مكة.

بوص (لسان العرب) [1]


البَوْصُ: الفَوْتُ والسَّبْق والتقدُّم. باصَه يَبُوصُه بَوْصاً فاسْتَباصَ: سَبَقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، ولا تَبُصْنِي، فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيص هكذا أَنشده: فإِنك، ورواه بعضهم: فإِني إِن تبصني، وهو أَبْيَنُ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمّة: على رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَى، كأَنها قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ والبَوْصُ أَيضاً: الاستعجالُ؛ وأَنشد الليث: فلا تعجل عليّ، ولا تبصني، ولا تَرْمي بيَ الغَرَضَ البَعِيدا ابن الأَعرابي: بَوَّصَ إِذا سبَق في الحَلْبةِ، وبوّص إِذا صفَا لونه، وبَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه.
وبُصْتُه: استعجلته. قال الليث: البَوْصُ أَن تستعجل إِنساناً في تَحْميلِكَه أَمراً لا تدَعُه يتَمَهَّلُ فيه؛ وأَنشد: فلا تعجل عليَّ، ولا تبصني، ودالِكْنِي، . . . أكمل المادة فإِني ذُو دَلالِ وبُصْتُه: استعجلته.
وسارُوا خِمْساً بائِصاً أَي معجلاً سريعاً مُلِحّاً؛ أَنشد ثعلب: أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا وباصَه بَوْصاً: فاتَه. التهذيب: النَّوْصُ التأَخرُ في كلام العرب، والبَوْصُ التقدم، والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ، وقيل: لِينُ شَحْمتِه.
وامرأَة بَوْصاءُ: عظيمة العَجُزِ، ولا يقال ذلك للرجل. الصحاح: البُوصُ والبَوْصُ العَجِيزةُ؛ قال الأَعشى: عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِيم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ والبَوْصُ والبُوصُ: اللّونُ، وقيل: حُسْنُهُ، وذكره الجوهري أَيضاً بالوجهين؛ قال ابن بري: حكاه الجوهري عن ابن السكيت بضم الباء، وذكره السيرافي بفتح الباء لا غير.
وأَبْواصُ الغنمِ وغيرها من الدواب: أَلوانُها، الواحدُ بُوصٌ. أَبو عبيد: البَوْصُ اللَّوْنُ، بفتح الباء. يقال: حالَ بَوْصُه أَي تغيَّر لونُه.
وقال يعقوب: ما أَحسن بُوصَه أَي سَحْنَتَه ولونَه.
والبُوصِيُّ: ضرْبٌ من السُّفُن، فارسي معرب؛ وقال: كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد (* هذا البيت من معلقة طرفة وصدره: وأَتلعَ نهّاضٌ، إِذا صَعِدت به؛ يصف فيه عنق ناقته.) وعبر أَبو عبيد عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابن سيده: وهو خطأ.
والبُوصِيُّ: المَلاَّحُ؛ وهو أَحد القولين في قول الأَعشى: مثلَ الفُراتِيّ، إِذا ما طَمَا، يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ وقال أَبو عمرو: البُوصِيُّ زَوْرَقٌ وليس بالملاَّح، وهو بالفارسية بُوزِيْ؛ وقول امرئ القيس: أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ، فتَقْصُر عنها خَطْوةً وتَبُوصُ؟ أَي تَحْمِل على نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِي. قال ابن بري: البيت الذي في شعر امرئ القيس فتَقْصُر، بفتح التاء. يقال: قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر في مشيه، وأَقْصَرَ كَفَّ؛ يقول: تَقْصُر عنها خَطْوةً فلا تُدْرِكُها وتَبُوص أَي تَسْبِقُك وتتقدَّمُك.
وفي الحديث: أَنه كان جالساً في حُجْرة قد كاد يَنْباصُ عنه الظِّلُّ أَي ينتقص عنه ويسبِقُه ويفُوته.
ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أَراد أَن يَسْتعْمِلَ سعيدَ بنَ العاصِ فَبَاصَ منه أَي هرب واستتر وفاتَه.
وفي حديث ابن الزبير: أَنه ضرَبَ أَزَبّ حتى باصَ.
وسَفَرٌ بائِصٌ: شديدٌ.
والبَوْصُ: البُعْد.
والبائِصُ: البَعِيد. يقال: طريق بائِصٌ بمعنى بَعِيد وشاقٍّ لأَن الذي يَسْبِقك ويفُوتُك شاقٌّ وُصولُك إِليه؛ قال الراعي: حتى وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ، جُدًّا تَعاوَرَه الرِّياحُ وَبِيلا وقال الطرماح: مَلا بائِصاً ثم اعْتَرَتْه حَمِيّة على نَشْجِه من ذائدٍ غير واهِنِ وانْباصَ الشيءُ: انْقَبَض.
وفي الحديث: كادَ يَنْباصُ عنه الظِّلُّ.
والبَوْصاءُ: لُعْبةٌ يَلْعَبُ بها الصبيانُ يأْخذون عُوداً في رأْسه نارٌ فيُدِيرُونه على رؤوسِهم.
وبُوصان: بطنٌ من بني أَسد.

ع ن ن (المصباح المنير) [1]


 رَجُلٌ عِنِّينٌ: لا يقدر على إتيان النساء أو لا يشتهي النساء، وامرأة "عنِّينَةٌ" لا تشتهي الرجال والفقهاء يقولون به "عُنَّةٌ" وفي كلام الجوهري ما يشبهه ولم أجده لغيره، ولفظه "عُنِّنَ" عن امرأته "تَعْنِينًا" بالبناء للمفعول إذا حكم عليه القاضي بذلك أو منع عنها بالسحر والاسم منه "العُنَّةُ" وصرح بعضهم بأنه لا يقال "عِنِّينٌ" به "عُنَّةٌ" كما يقوله الفقهاء فإنه كلام ساقط، قال: والمشهور في هذا المعنى كما قال ثعلب وغيره رجل "عِنِّينٌ" بين "التَّعْنِينِ" ، و "العِنِينَةِ" ، وقال في البارع: بيّن "العَنَانَةِ" بالفتح، قال الأزهري: وسمي "عِنِّينًا" لأن ذكره "يَعِنُّ" لقبل المرأة عن يمين وشمال أي يعترض إذا أراد إيلاجه، وسمي "عِنَانُ" اللجام من ذلك؛ لأنه "يَعِنُّ" أي يعترض الفم فلا يلجه، و "العُنَّةُ" بالضم حظيرة من خشب تعمل للإبل والخيل هذا ما وجدته في الكتب، فقول الفقهاء: لو "عَنَّ" عن امرأة دون أخرى . . . أكمل المادة مخرج على المعنى الثاني دون الأول أي لو لم يشته امرأة واشتهى غيرها؛ لأنه يقال "عَنَّ" عن الشيء "يَعِنُّ" من باب ضرب بالبناء للفاعل إذا أعرض عنه وانصرف، ويجوز أن يقرأ بالبناء للفاعل لهذا وبالبناء للمفعول؛ لأنه يقال: "عُنَّ وعُنِّنَ وأُعِنَّ واعْتُنَّ" مبنيات للمفعول فهو "عَنِينٌ مَعْنُونٌ مُعَنٌّ" ، و "العَُنّة" بضمّ العين وفتحها: الاعتراض بالفضول يقال "عَنَّ عَنًّا" من باب ضرب إذا اعترض لك من أحد جانبيك بمكروه والاسم "العَنَنُ" ، و "عَنَّ" لي الأمر "يَعِنُّ" ، و "يَعُن" "عَنًّا" ، و "عَنَنًا" إذا اعترض، و "عِنَانُ" الفرس جمعه أعنة، و "أَعْنَنْتُهُ" بالألف جعلت له "عِنَانًا" ، و "عَنَنْتُهُ أَعُنُّهُ" من باب قتل حبسته "بِعِنَانِهِ" ، و "عَنَنْتُهُ" حبسته في "العُنَّةِ" وهي الحظيرة فهو "مَعْنُونٌ" قال ابن السكيت: وشركة "العِنَانِ" كأنها مأخوذة من "عَنَّ" لهما شيء إذا عرض فإنهما اشتركا في معلوم وانفرد كلّ منهما بباقي ماله، وقال بعضهم: مأخوذة من "عِنَانِ" الفرس؛ لأنه يملك بها التصرف في مال الغير كما يملك التصرف في الفرس بعنانه، وقال الزمخشري: بينهما شركة "العِنَانِ" إذا اشتركا على السواء؛ لأن العنان طاقان مستويان أو بمعنى "المُعَانَّةُ" وهي المعارضة، و "العَنَانُ" مثل السحاب وزنا ومعنى الواحدة "عَنَانَةٌ" وطائفة من اليهود تسمَّى "العَنَانِيَّةَ" بفتح العين ويقال: إنهم طائفة تخالف باقي اليهود في السبت والأعياد ويصدقون المسيح، ويقولون إنه لم يخالف التوراة وإنما قررها ودعا الناس إليها، ويقال إنهم منتسبون إلى "عَنَانِ بْنِ دَاودَ" رجل من اليهود كان رأس الجالوت فأحدث رأيا وعدل عن التأويل، وأخذ بظواهر النصوص، وقيل اسمه "عَانَانٌ" ولكنه خفف في الاستعمال بحذف الألف وقيل نسبة إلى عاني بزيادة نون على غير قياس كما قيل في النسبة إلى ماني "مَنَانِيَّةٌ" بزيادة نون، و "عَنْوَنْتُ" الكتاب: جعلت له "عُنْوَانًا" بضم العين وقد تكسر، و "عُنْوَانُ" كلّ شيء ما يستدل به عليه ويظهره. و "عَنْ" : حرف جرّ ومعناه المجاوزة؛ إما حسًّا نحو جلست عن يمينه أي متجاوزا مكان يمينه في الجلوس إلى مكان آخر، وإما حكمًا نحو أخذت العلم عنه أي فهمته عنه كأن الفهم تجاوز عنه، وأطعمته عن جوع جعل الجوع متروكا ومتجاوزا وعبّر عنها سيبويه بقوله: ومعناها ما عدا الشيء. 

غيض (لسان العرب) [2]


غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغِيضاً ومَغاضاً وانْغاضَ: نقَص أَو غارَ فذهبَ، وفي الصحاح: قَلَّ فنضَب.
وفي حديث سَطيح: وغاضَت بُحَيْرةُ ساوَةَ أَي غارَ ماؤها وذهَب.
وفي حديث خُزيمة في ذكر السَّنة: وغاضَت لها الدِّرّة أَي نقصَ اللَّبنُ.
وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي اللّه عنهما: وغاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ أَي أَذْهَب ما نَبَع منها وظَهر.
وغاضَه هو وغَيَّضَه وأَغاضَه، يتعدّى ولا يتعدّى، وقال بعضهم: غاضَه نقَصه وفَجَّرَه إِلى مَغيض.
والمَغِيضُ: المكان الذي يَغِيضُ فيه الماء.
وأَغاضَه وغَيَّضَه وغِيضَ ماءُ البحر، فهو مَغِيضٌ، مفعول به. الجوهري: وغِيضَ الماءُ فُعِلَ به ذلك.
وغاضَه اللّه يتعدّى ولا يتعدّى، وأَغاضَه اللّه أَيضاً؛ فأَما قوله: إِلى اللّه أَشْكُو من خليل أَوَدُّه . . . أكمل المادة ثلاثَ خِلال، كلُّها ليَ غائِضُ قال بعضهم: أَراد غائظ، بالظاء، فأَبدل الظاء ضاداً؛ هذا قول ابن جني، قال ابن سيده: ويجوز عندي أَن يكون غائِض غير بَدَل ولكنه من غاضَه أَي نَقصه، ويكون معناه حينئذ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني.
وقوله تعالى: وما تَغِيض الأَرحام وما تَزْدادُ؛ قال الزجاج: معناه ما نقَص الحَمْل عن تسعة أَشهر وما زاد على التسعة، وقيل: ما نقَص عن أَن يتم حتى يَموت وما زاد حتى يتمَّ الحمْل.
وغَيَّضْت الدَّمع: نَقَصْته وحَبَسْته.
والتغْيِيضُ: أَن يأْخذ العَبْرة من عَيْنه ويَقْذِف بها؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:غَيَّضْنَ من عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لي: ماذا لَقِيتَ من الهَوَى ولَقِينا؟ معناه أَنهنّ سَيَّلْنَ دموعهنّ حتى نَزَفْنَها. قال ابن سيده: من ههنا للتبعيض، وتكون زائدة على قول أَبي الحسن لأَنه يرى زيادة من في الواجِبِ.
وحكي قد كان مِنْ مَطَرٍ أَي قد كان مطَر.
وأَعطاه غَيْضاً من فيض أَي قليلاً من كثير؛ قال أَبو سعيد في قولهم فلان يُعْطِي غَيْضاً من فَيْضٍ: معناه أَنه قد فاض ماله ومَيْسَرَتُه فهو إِنّما يُعْطِي من قُلّه أَعظم أَجراً (* كذا بالأضل.).
وفي حديث عثمان بن أَبي العاصي: لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم من جَهْدِه خيرٌ من عشرة آلاف ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلُ أَحدكم مع فَقْرِه خير من كثيرِنا مع غنانا.
وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ: نقَص، وغاضَه وغَيَّضَه. الكسائي: غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا في باب فعَلَ الشيءُ وفعَلْته؛ قال الراجز: لا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا، أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن تَغِيضا يقول أَنَ تَمْلآه خير من أَن تَنْقُصاه؛ وقول الأَسود بن يعفر: أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضَني ما نِيل من بَصَرِي، ومن أَجْلادِي؟ معناه نَقَصَني بعد تمامي؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي رحمه اللّه تعالى:ولو قد عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي، لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه وغاضا فسَّره فقال: غاضَ أَثَّرَ في أَنفه حتى يَذِلَّ.
ويقال: غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا، وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا.
وفي الحديث: إِذا كان الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً أَي فَنُوا وبادُوا.
والغَيْضَةُ: الأَجَمةُ.
وغَيَّضَ الأَسَدُ: أَلِفَ الغَيْضَة.
والغَيْضَة: مَغِيضُ ماءٍ يجتمع فيَنْبت فيه الشجر، وجمعها غِياضٌ وأَغْياضٌ، الأَخيرة على طرْح الزائد، ولا يكون جَمْعَ جمعٍ لأَن جمع الجمع مُطَّرح ما وُجِدَت عنه مَنْدوحة، ولذلك أَقَرَّ أَبو عليّ قوله فَرُهُنٌ مقبُوضة على أَنه جمع رَهْن كما حكى أَهل اللغة، لا على أَنه جمع رِهان الذي هو جمع رَهْن، فافهم.
وفي حديث عمر: لا تُنْزِلُوا المسلمين الغِياض؛ الغِياضُ جمع غَيْضة وهي الشجر المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تفرّقوا فيها فتمكَّن منهم العدوّ.
والغَيْضُ: ما كثُرَ من الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش واليَنْبُوت.
وفي الحديث: كان مِنْبَر رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، من أَثْلِ الغابة؛ قال ابن الأَثير: الغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة.
والغِيضُ: الطَّلْع، وكذلك الغَضِيضُ والإِغْرِيض، واللّه أَعلم.

ضبط (العباب الزاخر) [2]


ضَبطُْ الشيء: حفْظهُ بالحزْم.
ورجلّ ضابطَ: أي حازمّ. والضبْطُ: لزوْمُكَ الشيَءَ لا تفَارِقهُ، يقالُ ذلك في كلّ شيْءٍ. وقال ابن دريدٍ: ضبطَ الرّجلُ الشيْءَ يضْبطهُ ضَبْطاً: إذا أخذَه أخذَاَ شديداً.
والرّجلُ الضاّبطَ: الشديدُ الأيدُ.
وقال غيرهُ: جملّ ضابّطِ: كذلك، وقال أسامةُ الهذّليَ:
وما أنا والسيّيرُ في متْلفٍ      يبُرجُ بالذكرِ الضّابِـط

ويرْوى: "يعبرُ" أي يرْيه عبرَ عينهْ. وفي المثلِ: أضبطُ من أعمى وأضبط من ذَرةٍ، وذلك أنها تجرماّ هوُ على أضعاَفهاِ، وربماّ سقطاَ من مكان مرتفع فلا ترسلهُ. ويقال: أضْبطَ من عائشةَ بن عثمْ من بنيَ عبد شمْسَ بن سعدٍْ، وكانّ من حدَيثهُ إنهَ سقى إبلهَ يوماً وقد أنزلَ أخاه في الركيةّ للميحِ فازدحمت الإبل . . . أكمل المادة فهوتْ بكرةَ منها في البئرِ فأخذَ بذَنبها؛ وصاحَ به أخوه: يا أخي الموتَ، قال: ذاك إلى ذَنبَ البكرةَ؛ يريْدَ: أنه انقطعَ ذَنبهاُ وقعتْ، ثم اجتْذبها فأخرجها. هذه رواية حمزَةَ وأبي الندى.
وقال المنذري: هو عابسةُ، من العبوسْ.
ولم يذكرُ عائشةَ بن عثمٍ ابن الكلْبي في جمهرةَ نسبٍ عَبد شمسَ بن سعدِ ابن زيدِ مناةَ بن تميمٍ. وأرْضّ مضبوْطةَ: عمها المطرُ. والضّابطُ والأضْبطُ: الأسدُ، وإنما وصفَ بذلك لأنهُ يأخذَُ الفريسْةَ أخذَاً شديداً ويضْبطها فلا تكادُ تفلتُ منه.
وقال الأصمعيّ: أخْبرنيَ من حضرَ جنازةَ رَوحِ بن حاتمٍ؛ وباكيتهَ تقولُ:
لبسهُ من نَسـجِ داود      كضحْضاحِ المسْيلِ


وقال الكمَيتُْ:
هو الأضْبطُ الهواسُ فينا شجاَعةً      وفيمنْ يعادْيهِ الهجفَ المثقـلُ

واللبؤةَ: ضبْطاءُ، قال الجميحُ- واسمهُ منقدّ- يصفَُ امرأتهَ:
أما اذا حردَتْ حرْدي فمـجـرية      ضبْطاءُ تمنعُ غيلاً غيرَ مقروْبِ

ويروْى: "جرْداء".
وكذلك ناقةّ ضبْطاء، قال:
عذُافرةَ ضَبْطاء تخْدي كأنها      فَنيْقّ غدا السوّامَ السوّارحا

وسُلَ النبّي-صلّى الله عليه وسلّم- عن الأضَبطَ فقال: الذي يعملُ بيسارهِ كما يعْملُ بيمينهِ. وقال ابن دريد: رَجلُ أضبطَ؛ ولا أعلمُ له فعْلاً يتصرفُ منه؛ وهو الذي يعْملُ بيدِيهَ جميعاً .
وكان عمرُ -رضي الله عنه- أضبطَ وربيعةُ بن الأضبطَ الأشجعيّ: من الأشدّاء على الأسراء، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ:
هزمَ الولائدُ رأسهَ فكـأنـمّـا      يشْكو إسارَ ربيعةَ بن الأضَبطِ

قال: والأضْبطُ بن كلاب. والأضْبطُ بن قريعْ بن عَوفْ بن كعب بن سعْد ابن زّيدِ مناة بن تميم، شاعرّ مشهورّ، ونبو تميمٍَ يزعمونُ أنهَ اولُ من رأسِ فيهم.  والضّبنْطى: القويَ، وبعضهم يجعلُ النونَ والألف زائدتينِ، وسنْعيدّ ذكرهُ إن شاء الله تعالى.
والضبْطة والمسةُ والطريدْةُ: من لعبُ العرَب. وتضبّطتُ فلاناً: أي أخذتهُ على حبسٍ مني له وقهرٍ، ومنه حديث أنيسٍ رضي الله عنه: سافر ناس من الأنصار فأرْملوا؛ فمروا بحي من العربَ فسألوهم القرى فلم يقروْهمُ وسألوهم الشرى فلم يبيعُوهم؛ فأصابوا منهم وتضبطوُا. ويقال: تَضّبطتِ الضّانُ: أي أسْرعتْ في المرْاعى وقويتْ. وقال ابن الأعرابيّ: إذا تضَبطتِ المعْزى شبعتِ الإبلُ، وذلك أنّ الضاَنَ يقال لها الإبل الصغرى لأنها أكثر أكلاً من المعزى والمعزلى ألطفُ أحْناكاً وأحْسنُ إراغةً وأزْهد زهداً منها، فإذا شَبعتِ الضانُ فقد أحيّا النّاسُ لكثيرةِ العُشب.

بصر (لسان العرب) [3]


ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة، والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ. الليث: البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر، وقيل: البَصَرُ حاسة الرؤْية. ابن سيده: البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ. بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ: نظر إِليه هل يُبْصِرُه. قال سيبويه: بَصُرَ صار مُبْصِراً، وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه، وحكاه اللحياني بَصِرَ به، بكسر الصاد، أَي أَبْصَرَهُ.
وأَبْصَرْتُ الشيءَ: رأَيته.
وباصَرَه: نظر معه إِلى شيء أَيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحبه.
وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَهُ؛ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلي: فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه، . . . أكمل المادة أُراقبُ رِدْفِي تارَةً، وأُباصِرُه الجوهري: باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد.
وتَباصَرَ القومُ: أَبْصَرَ بعضهم بعضاً.
ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ: خلاف الضرير، فعيل بمعنى فاعل، وجَمْعُه بُصَراءُ.
وحكى اللحياني: إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين.
والبَصارَةُ مَصْدَرٌ: كالبَصر، والفعل بَصُرَ يَبْصُرُ، ويقال بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ: شِبْهُ رَمَقْتُه.
وفي التنزيل العزيز: لا تدركه الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ ؛ قال أَبو إسحق: أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه، فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه، فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللطيف الخبير. فأَمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية، وصح عن رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها، لأَن معنى هذه الآية إِدراك الشيء والإِحاطة بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث.
وقوله تعالى: قد جاءَكم بصائرُ من رَبكم؛ أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ، فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك، ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك، لأَن الله عز وجل غني عن خلقه. ابن الأَعرابي: أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة الإِيمان؛ وأَنشد: قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ، وعلى بَصائِرِها، وإِنْ لَمْ تُبْصِر قال: بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها. ابن سيده: أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد، قال: فإِما أَن يكون على طرح الزائد، وإِما أَن يكون على النسب، والآخر مذهب يعقوب.
ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً. قال: ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر، فمعنى باصر ذو بَصَرَ، وهو من أَبصرت، مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ، أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً يُبْصِرُه.
وقال الليث: رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً منه. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل؛ وقوله عز وجل: فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً؛ قال الزجاج: معناه واضحةً؛ قال: ويجوز مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى.
وقوله تعالى: وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً؛ قال الفراء: جعل الفعل لها، ومعنى مُبْصِرَة مضيئة، كما قال عز من قائل: والنهارَ مُبْصِراً؛ أَي مضيئاً.
وقال أَبو إِسحق: معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم، ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة، ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها.
وقال الأَخفش: مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها؛ قال الأَزهري: والقول ما قال الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة. الجوهري: المُبْصِرَةُ المضيئة؛ ومنه قوله تعالى: فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً؛ قال الأَخفش: إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء.
والمَبْصَرَةُ، بالفتح: الحُجَّة.
والبَصِيرَةُ: الحجةُ والاستبصار في الشيء.
وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً: فتح عينيه.
ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً، وقيل: هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح، لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ؛ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه، ومنه الحديث: كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها؛ قيل: هي صلاة المغرب، وقيل: الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء.
والبَصَر ههنا: بمعنى الإِبصار، يقال بَصِرَ به بَصَراً.
وفي الحديث: بصر عيني وسمع أُذني، وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما اسمان.
والبَصَرُ: نَفاذٌ في القلب.
وبَصرُ القلب: نَظَرَهُ وخاطره.
والبَصِيرَةُ: عَقِيدَةُ القلب. قال الليث: البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأَمر؛ وقيل: البَصيرة الفطنة، تقول العرب: أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه؛ عن ابن الأَعرابي: وفي حديث ابن عباس: أَن معاوية لما قال لهم: يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم، قالوا له: وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم.
وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ.
وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين.
وفي حديث عثمان: ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين.
وفي حديث أُم سلمة: أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي المُسْتَبِينَ للشيء؛ يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم، أَرادت أَن تلك الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار.
وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة؛ عن اللحياني.
وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها؛ عنه أَيضاً.
ويقال للفِراسَةِ الصادقة: فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة.
والبصيرة: العِبْرَةُ؛ يقال: أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا؟ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها؛ وأَنشد: في الذَّاهِبِين الأَوَّلِيـ ـنَ مِن القُرُونِ، لَنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ: والبَصَرُ: العلم.
وبَصُرْتُ بالشيء: علمته؛ قال عز وجل: بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به.
والبصير: العالم، وقد بَصُرَ بَصارَةً.
والتَّبَصُّر: التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ.
والتَّبْصِيرُ: التعريف والإِيضاح.
ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم: عالم به.
وقوله، عليه السلام: اذهبْ بنا إِلى فلانٍ البصيرِ، وكان أَعمى؛ قال أَبو عبيد: يريد به المؤمن. قال ابن سيده: وعندي أَنه، عليه السلام، إِنما ذهب إِلى التَّفؤل (* قوله «إِنما ذهب إلى التفؤل إلخ» كذا بالأصل). إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى، أَلا ترى إِلى قول معاوية: والبصير خير من الأَعمى؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه واسْتَبْصَرَ: تبين ما يأْتيه من خير وشر.
واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان ذا بَصيرة.
والبَصيرة: الثبات في الدين.
وفي التنزيل العزيز: وكانوا مستبصرين: أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم، والدليل على ذلك قوله: وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون؛ فلما تبين لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلاً وكانوا مستبصرين؛ وقيل أَي كانوا في دينهم ذوي بصائر، وقيل: كانوا معجبين بضلالتهم.
وبَصُرَ بَصارَةً: صار ذا بصيرة.
وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً: فَهَّمَهُ إِياه.
وقال الأَخفش في قوله: بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به؛ أَي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة.
وقال اللحياني: بَصُرْتُ أَي أَبصرت، قال: ولغة أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته.
وقال ابن بزرج: أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ، وقيل: أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ.
والبصيرة: الشاهدُ؛ عن اللحياني.
وحكي: اجْعَلْنِي بصيرةً عليهم؛ بمنزلة الشهيد. قال: وقوله تعالى: بل الإِنسان على نفسه بَصيرة؛ قال ابن سيده: له معنيان: إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد، وإِن شئت جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة؛ وقال الأَخفش: بل الإِنسان على نفسه بصيرة، جعله هو البصيرة كما تقول للرجل: أَنت حُجة على نفسك؛ وقال ابن عرفة: على نفسه بصيرة، أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر بكل عهذر، يقول: جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ؛ قال الأَزهري: يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما حتى عليها، وهو قوله: يوم تشهد عليهم أَلسنتهم؛ قال: ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها، ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه؛ أَي ولو أَدْلى بكل حجة.
وقيل: ولو أَلقى معاذيره، سُتُورَه.
والمِعْذَارُ: السِّتْرُ.
وقال الفرّاء: يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان والعينان والذكر؛ وأَنشد: كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً بِمَقْعَدِهِ، أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ، من الخَوْفِ، لا تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ وقوله: قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ أَي لما هَمَّ هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت.
والباصِرُ: المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين.
وقال الجوهري في تفسير البيت: يعني طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ.
والبَصِيرَةُ: ما بين شُقَّتَي البيتِ وهي البصائر.
والبَصْرُ: أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا الثوب.
ويقال: رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً. الجوهري: والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم، فيخرزان كما تخاط حاشيتا الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخرى، وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ.
والبَصِيرَةُ: الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء.
وأَبْصَر إِذا عَلَّق على باب رحله بَصِيرَةً، وهي شُقَّةٌ من قطن أَو غيره؛ وقول توبة: وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي أَرَى نارَ لَيْلَى، أَو يَراني بَصِيرُها قال ابن سيده: يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العيونِ بَصَراً.
والبُصْرُ: الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ.
وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها: حُمْرَتُها؛ قال: ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السماء وبُصْرُ الأَرض: غِلَظُها، وبُصْرُ كُلّ شيء: غِلَظُهُ.
وبُصْرُه وبَصْرُه: جلده؛ حكاهما اللحياني عن الكسائي، وقد غلب على جلد الوجه.
ويقال: إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ، وهو داء يخرج به. الجوهري: والبُصْرُ، بالضم، الجانبُ والحَرْفُ من كل شيء.
وفي حديث ابن مسعود: بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، يريد غِلَظَها وسَمْكَها، وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً: بُصْرُ جِلْد الكافر في النار أَربعون ذراعاً.
وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ: قويٌّ وَثِيجٌ.
والبَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ: الحجر الأَبيض الرِّخْوُ، وقيل: هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غير، وجمعها بِصار؛ التهذيب: البَصْرُ الحجارة إِلى البياض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ. الجوهري: البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي، وبها سميت البصرة؛ وقال ذو الرمة يصف إِبلاً شربت من ماء: تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في مُتَثَلِّمٍ، جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قال: فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ، بالكسر.
والشِّيب: حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء؛ ومثله قول الراعي: إِذا ما دَعَتْ شِيباً، بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ، مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس به؛ وقال عباس بن مرداس: إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه، أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ أَبو عمور: البَصْرَةُ والكَذَّانُ، كلاهما: الحجارة التي ليست بصُلبة.
وأَرض فلان بُصُرة، بضم الصاد، إِذا كانت حمراء طيبة.
وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب. ابن سيده: والبُصْرُ الأَرض الطيبة الحمراءُ.
والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة: أَرض حجارتها جِصٌّ، قال: وبها سميت البَصْرَةُ، والبَصْرَةُ أَعم، والبَصِرَةُ كأَنها صفة، والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ، الأُولى شاذة؛ قال عذافر: بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا، يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً: أَتوا البَصْرَة؛ قال ابن أَحمر: أُخِبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ، وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وفي البَصْرَةِ ثلاثُ لغات: بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة، واللغة العالية البَصْرَةُ. الفرّاء: البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة.
وقال ابن شميل: البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ، وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها.
والبَصْرَتان: الكوفةُ والبصرة.
والبَصْرَةُ: الطِّين العَلِكُ.
وقال اللحياني: البَصْرُ الطين العَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى.
والبَصِيرَةُ: التُّرْسُ، وقيل: هو ما استطال منه، وقيل: هو ما لزق بالأَرض من الجسد، وقيل: هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير منه، وقيل: هو ما استدل به على الرَّمِيَّةِ.
ويقال: هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ، وهي الجَدِيَّةُ منها على الأَرض.
والبَصِيرَةُ: مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ.
والبَصِيرَةُ: الثَّأْرُ.
وفي الحديث: فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ. يقال: بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه، وقيل: البصيرة من الدم ما لم يسل، وقيل: هو الدُّفْعَةُ منه، وقيل: البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ؛ قال: رَاحُوا، بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ، وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يعني بالبصائر دم أَبيهم؛ يقول: تركوا دم أَبيهم خلفهم ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبْتُه أَنا؛ وفي الصحاح: وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي.
وكان أَبو عبيدة يقول: البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع، وكان يرويه: حملوا بصائرهم؛ وقال ابن الأَعرابي: راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على أَكتافهم لم يَثْأَرُوا بها.
والبَصِيرَة: الدِّيَةُ.
والبصائر: الديات في أَوَّل البيت، قال أَخذوا الديات فصارت عاراً، وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق. أَبو زيد: البَصيرة من الدم ما كان على الأَرض.
والجَدِيَّةُ: ما لَزِقَ بالجسد.
وقال الأَصمعي: البَصيرة شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ.
وفي حديث الخوارج: ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية ويستبينها به؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة: وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها شَهْبَاءُ، تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم كشَعِيرة وشَعِير ونحوها، ويجوز أَن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة، كما ذهب إِليه بعضهم في قول أَبي ذؤيب: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادِي عَلى الهِجْرانِ، أَمْ هُوَ يائِسُ؟ (* ورد هذا الشعر في كلمة «بشر» وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ ما هنا أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك).
ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة، كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياض وبياضة.
والبَصيرَةُ: الدِّرْعُ، وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ.
والبَصِيرَةُ: التُّرس، وكل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح.
والباصَرُ: قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب، وهي البواصر.
وأَبو بَصِير: الأَعْشَى، على التطير.
وبَصير: اسم رجل.
وبُصْرَى: قرية بالشام، صانها الله تعالى؛ قال الشاعر: ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وتنسب إِليها السيوف البُصْرِيَّة؛ وقال: يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ (* في أساس البلاغة: يَعلون بالقَلَع إلخ).
وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي: صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها، ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ؛ قال ابن دريد: أَحسبه دخيلاً.
والأَباصِرُ: موضع معروف؛ وفي حديث كعب: تُمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها.

كلت (لسان العرب) [2]


كَلَتَ الشيءَ كَلْتاً: جَمَعَه، كَكَلَده.
وامرأَةٌ كَلُوتٌ: جَمُوعٌ.
والكَلِيتُ: الحَجر الذي يُسَدُّ به وجارُ الضَّبُع، ثم يُحْفَرُ عنها؛ وقيل: هو حَجَر مُسْتَطيل كالبِرْطِيل، يُسْتَرُ به وجارُ الضَّبُع كالكِلِّيتِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: وصاحبٍ، صاحَبْتُه، زِمِّيتِ، مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّيتِ والكُلْتةُ: النَّصِيبُ من الطعام وغيره. الثعلبي: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، وفُلَتٌ كَلَتٌ إِذا كان سريعاً.
وفي نوادر الأَعراب: إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَي يَثِبُ جميعاً، فلا يُسْتَمْكَنُ منه لاجْتماع وَثْبه. الفراء: يقال خُذْ هذا الإِناءَ فاقْمَعْه في فمه، ثم اكْلِتْه في فيه، فإِنه يَكْتَلِتُه؛ وذلك أَنه وصف رجلاً يشرب النبيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً ويَكْتَلِتُه.
والكالِتُ: الصَّابُّ.
والمُكْتَلِتُ: الشاربُ. قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول: أَخَذْتُ قَدَحاً من لبن فكَلَتُّه . . . أكمل المادة في آخر. أَبو مِحْجَنٍ وغيرُه: صَلَتُّ الفرسَ وكَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه؛ قال: وصَبَبْتُه مثلهُ.
ورجل مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كان ماضياً في الأُمور. قال الأَزهري في هذه الترجمة قال أَبو بكر الأَنباريُّ: كِلْتا لا تُمال لأَن أَلفها أَلف تثنية، كأَلف غلاما وذوا؛ قال: وواحد كِلْتَا كِلْتٌ، ثم قال: ومن وقف على كِلْتَا، بالإِمالة، قال: كِلْتَى، اسم واحد عُبِّر به عن التثنية، بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى؛ وقال أَيضاً في هذه الترجمة ابن السكيت: رجل وُكَلة تُكَلَة إِذا كان عاجزاً يَكِلُ أَمْرَه إِلى غيره، ويَتَّكِلُ عليه؛ قال الأَزهري: والتاء في تُكَلَةٍ أَصلها الواو، قلبت تاء؛ وكذلك التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ.

و ج هـ (المصباح المنير) [2]


 وَجُهَ: بالضم "وَجَاهَةً" فهو "وَجِيهٌ" إذا كان له حظُّ ورتبة، و "الوَجْهُ" مستقبل كل شيء وربما عُبِّر "بِالوَجْهِ" عن الذّات، ويقال "وَاجَهْتُهُ" إذا استقبلت وجهه بوجهك، و "وَجَّهْتُ" الشيء جعلته على جهة واحدة، و "وَجَّهْتُهُ" إلى القبلة "فَتَوَجَّهَ" إليها، و "الوِجْهَةُ" بكسر الواو قيل مثل الوجه، وقيل كل مكان استقبلته، وتحذف الواو فيقال "جِهَةٌ" مثل عدة وهو أحسن القوم "وَجْهًا" قيل معناه أحسنهم حالا؛ لأن حسن الظَّاهر يدلُّ على حسن الباطن، و "شَرِكَةُ الوُجُوهِ" أصلها شركة بالوجوه، فحذفت الباء ثم أضيفت مثل شركة الأبدان أي بالأبدان؛ لأنهم بذلوا وجوههم في البيع والشراء وبذلوا جاههم، و "الجَاهُ" مقلوب من "الوَجْهِ" وقوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} أي جهته التي أمركم بها، وعن ابن عمر أنها نزلت في الصلاة على الراحلة، وعن عطاء: نزلت في اشتباه القبلة، و "الوَجْهُ" ما يتوجه إليه الإنسان من . . . أكمل المادة عمل وغيره، وقولهم: "الوَجْهُ" أن يكون كذا جاز أن يكون من هذا وجاز أن يكون بمعنى القوي الظاهر أخذا من قولهم قدمت "وُجُوهٌ" القوم أىْ ساداتُهُمْ، وجاز أن يكون من الأول، ولهذا القول "وَجْهٌ" أي مأخذ وجهة أخذ منها، و "تُجَاهَ" الشيء وزان غراب ما يواجهه وأصله "وُجَاهٌ" لكن قلبت الواو تاء جوازا ويجوز استعمال الأصل فيقال "وُجَاهٌ" لكنه قليل وقعدوا "تُجَاهَهُ" ، و "وُجَاهَهُ" أي مستقبلين له. 

غضن (لسان العرب) [2]


الغَضْنُ والغَضَنُ: الكَسْرُ في الجِلْد والثوب والدرع وغيرها، وجمعه غُضُون؛ قال كعب بن زهير: إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا. التهذيب: الغُضُون مكاسِرُ الجلد في الجَبين والنَّصِيلِ، وكذلك غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ درع الحديد؛ وأَنشد: تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا.
وغُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِيها، وكل تَثَنٍّ في ثوب أَو جلد غَضْنٌ وغَضَنٌ.
وقال اللحياني: الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ؛ وأَنشد: خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي، كأَخلاقِ الغَرِيقَةِ، ذا غُضُونِ.
واحدها غَضْنٌ وغَضَنٌ؛ قال: وهذا ليس بشيء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذي هو المصدر، والمصدر ليس يُجْمع فيكون له واحد.
وقد تَغَضَّنَ، وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ.
والتَّغْضِينُ أَيضاً: الرِّجاعُ.
والمُغاضَنَة: المُكاسَرة بالعينين للرِّيبة.
والأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عداوة أَو . . . أكمل المادة كِبْراً؛ قال: يا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْصَنِ.
والغَضَنُ: تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه.
وغَضَنُ العَيْنِ: جِلْدَتُها الظاهرة.
ويقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه: أَصبح جلده غَضْنَة واحدة، وقد يقال بالباء.
ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك. الأَزهري: أَبو زيد تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عناءك، ويقال غَضْنك؛ وأَنشد: أَرَيْتَ إن سُقْنا سِياقاً حَسَنا، نَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا.
وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً: حبسه.
ويقال: ما غَضَنك عنا أَي ما عاقك عنا. ابن الأَعرابي: غَصَننِي عن حاجتي يَغْصِنُني، بالصاد، وهو غلط، والصواب غَضَنَني يَغْضِنُني لا غير.
وغَضَنَتِ الناقة بولدها وغَضَّنَتْ: أَلقتْه لغير تمام قبل أَن ينبت الشعر عليه ويَسْتَبِينَ خَلْقُه. قال أَبو زيد: يقال لذلك الولد غَضِينٌ، والاسم الغِضانُ.
وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السماء إِغْضاناً: دام مطرها.
وأَغْضَنَتْ عليه الحُمَّى: دامت وأَلَحَّتْ؛ عن ابن الأَعرابي.

ب د ن (المصباح المنير) [2]


 البَدَنُ: من الجسد ما سوى الرأس والشَّوَى قاله الأزهري وعبّر بعضهم بعبارة أخرى فقال: هو ما سوى المقاتل وشركة "الأَبْدَانِ" أصلها شركة بالأبدان لكن حذفت الباء ثم أضيفت؛ لأنهم بدلوا أبدانهم في الأعمال لتحصيل المكاسب و "بَدَنُ" القميص مستعار منه وهو ما يقع على الظهر والبطن دون الكمّين والدخاريص والجمع "أَبْدَانٌ" و "البَدَنَةُ" قالوا هي ناقة أو بقرة وزاد الأزهري أو بعير ذكر قال: ولا تقع "البَدَنَةُ" على الشاة وقال بعض الأئمة "البَدَنَةُ" هي الإبل خاصة ويدل عليه قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} سميت بذلك لعظم بدنها وإنما ألحقت البقرة بالإبل بالسنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام "تجزئ البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة" ففرق الحديث بينهما بالعطف؛ إذ لو كانت البدنة في الوضع تطلق على . . . أكمل المادة البقرة لما ساغ عطفها؛ لأن المعطوف غير المعطوف عليه وفي الحديث ما يدل عليه قال: اشتركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة سبعة منا في بدنة فقال رجل لجابر: أنشترك في البقرة ما نشترك في الجزورظ فقال: ما هي إلا من البدن. والمعنى في الحكم إذ لو كانت البقرة من جنس البدن لما جهلها أهل اللسان ولفهمت عند الإطلاق أيضا والجمع "بَدَنَاتٌ" مثل قصبة وقصبات و "بُدْنٌ" أيضا بضمتين وإسكان الدال تخفيف وكأن "البُدُنَ" جمع "بَدِينٍ" تقديرا مثل نذير ونذر قالوا وإذا أطلقت "البَدَنَةُ" في الفروع فالمراد البعير ذكرا كان أو أنثى و "بَدَنَ" "بُدُونًا" من باب قعد عظم "بَدَنُهُ" بكثرة لحمه فهو "بَادِنٌ" يشترك فيه المذكر والمؤنث والجمع "بُدَّنٌ" مثل راكع وركّع و "بَدُنَ" "بَدَانَةً" مثل ضخم ضخامة كذلك فهو "بَدِينٌ" والجمع "بُدُنٌ" و "بَدَّنَ" "تَبْدِيًنا" كبر وأسنّ. 

نكل (لسان العرب) [3]


نَكَلَ عنه يَنْكِل (* قوله «نكل عنه ينكل إلخ» عبارة القاموس: نكل عنه كضرب ونصر وعلم نكولاً: نكص وجبن) ويَنْكُل نُكولاً ونَكِلَ: نَكَصَ. يقال: نَكَل عن العدوّ وعن اليمين يَنْكُل، بالضم، أَي جَبُنَ، ونَكَّله عن الشيء: صرفه عنه.
ويقال: نكَل الرجل عن الأَمر يَنْكُل نُكولاً إِذا جَبُنَ عنه، ولغة أُخرى نَكِل، بالكسر، يَنْكَل، والأُولى أَجود. الليث: النّكل (* قوله «الليث النكل إلخ» عبارة التهذيب: الليث النكال اسم إلخ) اسم لما جعلْته نَكالاً لغيره إِذا رآه خاف أَن يعمل عمله. الجوهري: نَكَّل به تَنْكِيلاً إِذا جعله نَكالاً وعِبْرة لغيره.
ويقال: نَكَّلْت بفلان إِذا عاقبته في جُرْم أَجرمه عُقوبةُ تَنَكِّل . . . أكمل المادة غيره عن ارتكاب مثله.
وأَنْكَلْت الرجلَ عن حاجته إِنْكالاً إِذا دفعته عنها.
وقوله تعالى: فجعلناهما نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفها؛ قال الزجاج: أَي جعلنا هذه الفَعلة عِبرةً يَنْكُل أَن يفعل مثلَها فاعلٌ فَيناله مثل الذي نال اليهود المُعْتَدِين في السَّبْت.
وفي حديث وِصالِ الصوم: لو تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِيل لهم أَي عُقوبة لهم. المحكم: ونَكَل بفلان إِذا صنع به صَنِيعاً يحذَر غيره منه إِذا رآه، وقيل: نَكَله نحَّاه عما قِبَلَه.
والنَّكال والنُّكْلة والمَنْكَل: ما نَكَلْت به غيرك كائناً ما كان. الجوهري: المَنْكَل الذي يُنَكِّل بالإِنسان.
ونَكِل الرجل: قَبِلَ النَّكَالَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فاتَّقُوا اللهَ، وخَلُّوا بيننا نَبْلغِ الثَّأْر، ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَي يُنَكَّل به أَعداؤه؛ حكاه يعقوب في المنطق، وفي بعض النسخ: يُنْكَل به أَعداؤه. التهذيب: وفلان نِكْلُ شَرٍّ أَي قويّ عليه، ويكون نِكْل شرّ أَي يُنَكِّل في الشر.
ورجل نِكْل ونَكَلٌ إِذا نُكِّل به أَعداؤه أَي دُفِعوا وأُذِلُّوا.
ورَماه الله بِنُكْلة أَي بما يُنَكِّله به.
والنِّكْلُ، بالكسر: القيد الشديد من أَي شيء كان، والجمع أَنْكال.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّ لدينا أَنْكالاً وجَحِيماً؛ قيل: هي قيود من نارٍ.
وفي الحديث: يؤتى بقوم في النُّكُول، بمعنى القُيود، الواحد نِكْل ويجمع أَيضاً على أَنْكال، وسميت القيود أَنْكالاً لأَنها يُنْكَل بها أَي يُمنع.
والناكِلُ: الجَبانُ الضعيفُ.
والنِّكْلُ: ضرْب من اللُّجُم، وقيل: هو لِجام البَرِيدِ قيل له نِكْل لأَنه يُنْكَل به المُلْجَم أَي يُدفَع، كما سميت حَكَمة الدابة حَكَمَة لأَنها تمنع الدابة عن الصُّعوبة. شمر: النِّكْل الذي يغلب قِرْنَه، والنِّكْل اللِّجام، والنِّكْل القيد، والنِّكْل حديدة اللجام.
والنَّكَلُ: عِناجُ الدَّلْوِ؛ وأَنشد ابن بري: تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْراب ورجل نَكَل: قويٌّ مجرَّب شجاع، وكذلك الفرَس.
وفي الحديث: إِن الله يحب النَّكَل على النَّكَل، بالتحريك، قيل له: وما النَّكَل على النَّكَل؟ قال: الرجل القويُّ المجرَّب المبدئ المعيدُ أَي الذي أَبدأَ في غَزْوِه وأَعاد على مثله من الخيل، وفي الصحاح: النَّكَل على النَّكَل يعني الرجل القويَّ المجرَّب على الفرس القوي المجرَّب؛ وأَنشد ابن بري للراجز: ضرْباً بكفَّيْ نَكَلٍ لم يُنْكَل قال ابن الأَثير: النَّكَل، بالتحريك، من التَّنْكِيل وهو المنع والتنحية عما يريد؛ ومنه النُّكول في اليمين وهو الامتناع منها وترك الإِقدام عليها؛ ومنه الحديث: مُضَرُ صَخْرة اللهِ التي لا تُنكل أَي لا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت عليه لثبوتها في الأَرض. يقال: أَنْكَلْت الرجل عن حاجته إِذا دَفَعْتَه عنها؛ ومنه حديث ماعِزٍ: لأَنْكُلَنَّه عنهنَّ أَي لأَمنَعنَّه.
وفي حديث عليّ: غير نِكْلٍ في قَدَمٍ ولا واهناً في عزم أَي بغير جُبن ولا إِحْجام في الإِقدام، وقد يكون القَدَم بمعنى التقدم. الفراء: يقال رجل نِكْل ونَكَل كأَنه تُنْكَل به أَعداؤه، ومعناه قريب من التفسير الذي في الحديث، قال: ويقال أَيضاً رجل بِدْل وبَدَل ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه، قال: ولم نسمع في فِعْل وفَعَل بمعنى واحد غير هذه الأَربعة الأَحرف.
والمَنْكَلُ: اسم الصخر، هذلية؛ قال: فارْمِ على أَقْفائهم بِمَنْكَل، بصخرةٍ أَو عَرْض جَيشٍ جَحْفَل وأَنْكَلْت الحجَر عن مكانه إِذا دفعته عنه.

عهل (لسان العرب) [2]


العَيْهَل والعَيْهَلة والعَيْهُول والعَيْهال: الناقة السريعة؛ وأَنشد في العَيْهَل: وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما وقال في العَيْهَلة: ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة، عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور (* قوله «ناشوا الرجال إلخ» هكذا في الأصل، وهذا البيت قد انفرد به الجوهري في هذه الترجمة فقط وفي نسخه اختلاف).
وقيل: العَيْهَل والعَيْهلة النجيبة الشديدة، وقيل: العَيْهَل الذكر من الإِبل، والأُنثى عَيْهَلة، وقيل: العَيْهل الطويلة، وقيل: الشديدة، قال الجوهري: وربما قالوا عَيْهَلٌّ، مشدداً في ضرورة الشعر؛ قال منظور بن مَرْثَد الأَسدي: إِنْ تَبْخَلي، يا جُمْل، أَو تَعْتَلِّي أَو تُصْبحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي نُسَلِّ وَجْد الهائم المُعْتَلِّ، ببازِلٍ وَجْناءَ . . . أكمل المادة أَو عَيْهَلِّ قال ابن سيده: شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَيْهَل، بالتخفيف، لكان من كامل السريع، والأَول كما تراه من مشطور السريع، وإِنما هذا الشدّ في الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حين وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف.
وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهلة: لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالاً وإِدباراً.
ويقال للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ؛ ولا يقال للناقة إِلاَّ عَيْهَلة (* قوله «إلا عيهلة» هكذا في الأصل، وفي نسخة من التهذيب: إلا عيهل، بغير تاء) وأَنشد: لِيَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَيْفٌ مُعَيَّلُ، وأَرْمَلةٌ تَغْشَى الدَّواخِنَ عَيْهَلُ وأَنشد غيره: فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتَجْرٍ، ومُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلة بَجَال وناقة عَيْهَلة: ضَخْمة عظيمة، قال: ولا يقال جَمَل عَيْهَل.
وناقة عَيْهلة وعَيْهَلٌ؛ قال ابن الزُّبَير الأَسدي: جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة، بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ: شديدة.
والعاهِلُ: المَلِك الأَعظم كالخليفة. أَبو عبيدة: يقال للمرأَة التي لا زوج لها عاهلٌ؛ قال ابن بري: قال أَبو عبيد عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها؛ وأَنشد لأَبي وجزة: عَيَاهلٌ عَيْهَلَها الذُّوَّاد (* قوله «الذواد» تقدم في عبهل: الرواد بالراء).

غفا (لسان العرب) [2]


الأَزهري: غَفَا الرجل وغيره غفوة إِذا نامَ نومَةً خَفيفة.
وفي الحديث: فَغَفَوْتُ غَفْوةً أَي نِمْتُ نَوْمةً خفيفة. قال: وكلام العرب أَغْفى.
وقلَّما يقال غَفا.ابن سيده: غَفَى الرجلُ غَفْيَةً وأَغْفى نَعَس.
وأَغْفَيتُ إِغفاءً نِمْتُ. قال ابن السكيت: ولا تقُلْ غَفَوْتُ.
ويقال: أَغْفى إِغْفاءً وإِغْفاءَةً إِذا نامَ. أَبو عمرو: وأَغْفى نامَ على الغَفا، وهو التِّبْنُ في بَيْدَرِه.
والغَفْيَةُ: الحُفْرة التي يَكْمُن فيها الصائد، وقال اللحياني: هي الزُّبيْة.
والغَفى: ما يَنْفونَه من إِبِلهم.
والغَفى، منقوصٌ: ما يُخْرَج من الطعام فيُرْمى به كالزُّؤان والقَصَل، وقيل: غفى الحِنْطةِ عيدانُها، وقيل: الغَفى حُطامُ البُرِّ وما تَكَسَّر منه، وقيل: هو كلُّ ما يُخْرَجُ منه فيُرْمى به. ابن الأَعرابي: يقال في الطَّعامِ حَصَلَة . . . أكمل المادة وغَفاءَةٌ، ممدود، وفَغاةٌ وحُثالَةٌ كل ذلك الرَّديءُ الذي يُرْمى به. قال ابن بري: والغَفا قِشْرُ الحنْطة، وتَثْنِيَتُه غَفَوان، والجمع أَغْفاءٌ، وهو سَقَطُ الطَّعام من عِيدانِه وقصبِه؛ وقول أَوس: حَسِبْتُمُ وَلَدَ البَرْشاءِ قاطِبَةً نَقْلَ السِّمادِ وتَسْلِيكاً غَفى الغِيَرِ (* قوله« الغير» هكذا في الأصل، وفي المحكم: العبر بالعين المهملة والياء المثناة.) يجوز أَن يُعْنى به هذا، ويجوز أَن يُعنى به السَّفِلة، والواحِدة من كلِّ ذلك غَفاةٌ.
وحِنْطة غَفِيَةٌ: فيها غَفًى على النَّسَب.
وغَفّى الطعامَ وأَغْفاه: نَقَّاه من غفاه.
والغَفى: قِشْرٌ صغِيرٌ يَعْلُو البُسْر، وقيل: هو التَّمْر الفاسِدُ الذي يَغْلُظ ويَصِيرُ فيه مثلُ أَجْنِحَة الجَرادِ، وقيل: الغفى آفةٌ تصيبُ النَّخْلَ، وهو شِبْهُ الغُبارِ يَقَع على البُسْر فيمْنعُه من الإِدْراك والنُّضْجِ ويَمْسَخ طَعْمَه.
والغَفَى: حُسافةُ التَّمْرِ ودُقاقُ التمر.
والغَفى: داءٌ يقع في التِّينِ فيُفْسِدُه؛ وقول الأَغلب: قَدْ سَرَّني الشيخُ الذي ساءَ الفَتى، إِذْ لم يَكُنْ ما ضَمَّ أَمْساد الغفى أَمْسادُ الغَفى: مُشاقَه الكَتَّانِ وما أَشْبَهَه. ابن سيده في غَفا بالأَلف: غَفا الشيءُ غَفْواً وغُفُوّاً طَفا فَوْقَ الماءِ.
والغَفْوُ والغَفْوَةُ جميعاً: الزُّبْيَة؛ عن اللحياني.

ن ص ف (المصباح المنير) [2]


 النِّصْفُ: أحد جزأي الشيء وكسر النون أفصح من ضمها، و "النَّصِيفُ" مثل كريم لغة فيه، و "نَصَّفْتُ" الشيء "تَنْصِيفًا" جعلته "نِصْفَيْنِ" "فَانْتَصَفَ" هو، و "المُنَصَّفُ" من العصير اسم مفعول: ما طبخ حتى بقي على النِّصف، و "نَصَفْتُ" الشيء "نَصْفًا" من باب قتل: بلغت نصفه وكل شيء بلغ نصف شيء قيل "نَصَفَهُ" "يَنْصُفُهُ" فإن بلغ نصف نفسه ففيه لغات "نَصَفَ" "يَنْصُفُ" من باب قتل، و "أَنْصَفَ" بالألف، و "تَنَصَّفَ" ، و "انْتَصَفَ" النهار: بلغت الشمس وسط السماء وهو وقت الزوال، و "نَصَفْتُ" المال بين الرجلين "أَنْصُفُهُ" من باب قتل: قسمته نصفين، و "أَنْصَفْتُ" الرجل "إِنْصَافًا" عاملته بالعدل والقسط والاسم "النَّصَفَةُ" بفتحتين؛ لأنك أعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك، و "تَنَاصَفَ" القوم أنصف بعضهم بعضا وامرأة "نَصَفٌ" بفتحتين أي كهلة ونساء "أَنْصَافٌ" وقولهم درهم و "نِصْفُهُ" المعنى: و "نِصْفُ" مثله لكن حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه؛ لفهم المعنى وعبَّر الأزهري بعبارة تؤدّي هذا المعنى فقال: و "نِصْفُ آخَرَ" وإنما . . . أكمل المادة جاز أن يقال: و "نِصْفُهُ" ؛ لأن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأول فيقال درهم و "نِصْفُ" درهم فكنى عنه مثل كناية الأول، ومثله قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} ، والتقدير في أحد التّأويلين ما يطول من عمر واحد ولا ينقص من عمر آخر غير الأول، وهذا قول سعيد بن جبير، والتّأويل الثاني في الآية عود الكناية إلى الأول أي ولا ينقص من عمر ذلك الشخص بتوالي الليل والنهار ويقال له: "نِصْفُ ورُبُعُ" درهم وهي طالق "نِصْفُ وَرُبُعُ" طلقة يجعل الأول في التقدير مضافا إلى المضاف إليه الظاهر وهو كثير في كلامهم نحو قطع الله يد ورجل من قالها و "بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الاسَدِ" : أي بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد وتقدّم في "ضيف" . 

البَصَرُ (القاموس المحيط) [2]


البَصَرُ، محرَّكةً: حِسُّ العَيْنِ،
ج: أبْصارٌ،
و~ من القَلْبِ: نَظَرُهُ وخاطِرُهُ،
وبَصُرَ به، ككَرُمَ وفَرِحَ،
بَصَراً وبَصارَةً، ويكسرُ: صارَ مُبْصِراً.
وأبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ: نَظَرَ هَلْ يُبْصِرُهُ.
وباصَرا: نَظَرا أيُّهُما يُبْصِرُ قَبْلُ.
وتَباصَروا: أبْصَرَ بعضُهُمْ بعضاً.
والبصيرُ: المُبْصِرُ،
ج: بُصَراءُ، والعالِمُ، وبالهاءِ: عَقيدَةُ القَلْبِ، والفِطْنَةُ، وما بينَ شُقَّتَي البيتِ، والحُجَّةُ،
كالمَبْصَرِ والمَبْصَرَة، بفتحِهما،
و~: شيءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ، ودَمُ البِكْرِ، والتُّرْسُ، والدِّرْعُ، والعِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها، والشَّهيدُ.
ولَمْحٌ باصِرٌ: ذُو بَصَرٍ وتَحْديقٍ.
والبَصْرَةُ: د، م، ويكسَرُ، ويُحرَّكُ، ويكْسَرُ الصادُ، أو هو مُعَرَّبُ: بَسْ راهْ، أي: كثيرُ الطُّرُقِ،
ود بالمَغْرِبِ خَرِبَتْ بعدَ الأرْبَعِ مِئَة، والأرضُ الغَليظَةُ، وحِجارَةٌ رِخْوةٌ . . . أكمل المادة فيها بياضٌ، وبالضم: الأرضُ الحَمْراءُ الطَّيِّبةُ، والأَثَرُ القليلُ من اللَّبَنِ.
وبُصْرَى، كحُبْلَى: د بالشامِ،
وة ببَغْدادَ قُرْبَ عُكْبَراءَ، منها: محمدُ بنُ محمدِ بنِ خَلَفٍ الشاعِرُ البُصْرَوِيُّ.
وبُوصيرُ: أربعُ قُرى بِمصْرَ، ونَبْتٌ.
والبَصْرُ: القَطْعُ،
كالتَّبْصيرِ، وأن تُضَمَّ حاشِيَتَا أديمَيْنِ يُخاطانِ، وبالضم: الجانِبُ، وحَرْفُ كُلِّ شيءٍ، والقُطْنُ، والقِشْرُ، والجِلْدُ، ويفتحُ، والحَجَرُ الغليظُ، ويُثَلَّثُ.
وكصُرَدٍ: ع.
والباصَرُ، بالفتح: القَتَبُ الصغيرُ.
والباصورُ: اللَّحمُ، ورَحْلٌ دونَ القِطْعِ.
والمُبْصِرُ: الوَسَطُ من الثَّوْبِ، ومن المَنْطِقِ والمَشْيِ،
ومَنْ عَلَّقَ على بابِهِ بَصيرَةً: لِلشُّقَّةِ، والأَسَدُ يُبْصِرُ الفَريسَةَ من بُعْدٍ فَيَقْصِدُها.
وأبْصَرَ وبَصَّرَ تَبْصيراً: أتَى البَصْرَةَ.
وأبو بَصْرَةَ: جَميلُ بنُ بَصْرَةَ الغِفارِيُّ،
وأبو بَصيرٍ: عُتْبَةُ بنُ أَسيدٍ الثَّقَفِيُّ،
وأبو بَصيرَةَ الأَنْصارِيُّ: صَحابِيُّونَ.
والأَباصِرُ: ع.
والتَّبَصُّرُ: التَّأَمُّلُ، والتَّعَرُّفُ.
واسْتَبْصَرَ: اسْتَبانَ.
وبَصَّرَهُ تَبْصيراً: عَرَّفَهُ، وأوضَحَهُ،
و~ اللَّحْمَ: قَطَعَ كُلَّ مَفْصِلٍ وما فيه من اللَّحْمِ،
و~ الجَرْوُ: فَتَحَ عَيْنَيْهِ،
و~ رأسَهُ: قَطَعَهُ.
وككِتابٍ: جَدُّ نَصْرِ بنِ دُهْمانَ.
وقولُهُ تعالى: {والنهارَ مُبْصِراً}، أي: يُبْصَرُ فيه.
{وجَعَلْنا آيَةَ النهارِ مُبْصِرَةً}، أي: بَيِّنَةً واضِحَةً.
{وآتَينا ثَمودَ الناقَةَ مُبْصِرَةً}، أي: آيَةً واضِحَةً بَيِّنَةً.
{فلما جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً}، أي: تُبَصِّرُهُمْ، أي: تَجْعَلُهُمْ بُصراءَ.

ب - س - ع (جمهرة اللغة) [2]


وأعطى رجل أعرابياً صلةً فقال: سَبَّعَ الله لك، أي أعطاك أجركَ سبعَ مرّات. وذلك قول الله عزّ وجلّ: " كمَثَل حَبة أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابلَ في كل سُنْبُلَةٍ مائةُ حَبّةٍ " . وسُبيعة بن غَزال: رجل من العرب له حديث، وَفَدَ على النبي صلّى الله عليه وسلَم وعلى أبي بكر رضي الله عنه. والسَّعْب: كل ما تسعَّب من الشراب وغيره، وهو أن يتمطَّط. والسَّعابيب من قولهم: سالت سَعابيب فيه، وهو الرِّيق الذي يخرج من فم الصبي متمطِّطاً. وواحد السعابيب سُعْبوب. وعَبس الرجلُ يَعْبِس عَبْساً وعُبوساً، إذا قطب وجهه وعبّس تعبيساً مثل عَبَرَ سواء. قال الشاعر: يُحَيَّون بَسّامِين طَوراً وتارةً ... يُحَيَّون عباسِين . . . أكمل المادة شُوسَ الحواجبِ قوله شُوس من الشَّوَس، وهو النظر بمُؤْخِر العين نَظَرَ الغضبان. وقد سمَّت العرب عبّاساً وعابساً وعَبْساً وعُبيساً وبنو عَبْس: قبيلة منهم. والعَبَس: ضرب من النبت. قال أبو حاتم: يسمّى بالفارسية شابابَك، وعنه أيضاً: السِّيسَنْبَر. والعَنْبس: اسم من أسماء الأسد، والنون زائدة فيه، وهو من تقطيب الوجه. والعَبَس: ما لصق بأوراك الإبل من خَطْرها بأذنابها. قال جرير يصف امرأة راعية يقول إنه قد صار على يديها شبيه بالمَسَك من الوسخ من الخَطْر: ترى العَبَسَ الحَوْليَ جَوْناً بِكُوعِها ... لها مَسَك من غير عاجٍ ولا ذبْلِ والعَسْب: عَسْبُ الفحل، يقال: أعطني عَسْبَ فحلك أي ماءه. وفي الحديث " نَهَى عن عَسْب الفحل " ، أي لا يؤخذ لضِرابه كِراء هذا وجه الكلام. قال زهير: ولولا عَسْبُه لَردَدْتموه ... وشَر منيحةٍ أير معارُ والعَسيب: عَسيب النَّخل، وهو السَّعَف قبل أن ييبس. ولا يسمَّى عسيباً حتى يُجْرَد عنه الخوص. وعسَيب الفرسِ: فَقار ذنَبه التي عليها منابتُ الهلْب، والهُلْب: شعر الذنب. وكان الأصمعي يقول: العَسيب: فِقْرَة من فِقَر الظهر فبذاك يُستدل على شدة متن الفرس أن يتمطى الرجل في عَسيبه فيجتذبه. وعَسيب: جبل معروف. قال الشاعر: أجارتَنا إنَ الخطوبَ تنوب ... وإني مُقيم ما أقام عَسيبُ

ح - ز - م (جمهرة اللغة) [2]


واللّهِ لولا قُرْزُلٌ إذ نجا ... لكان مأوى خَدَّك الأحْزَما وروى أبو عُبيدة: الأَخْرَما، أراد أنه يُقطع رأسُه فيسقط على أَخْرَم كَتِفِه. وقُرْزُل: اسم فرس طفيل أبي عامر بن الطّفيل. وحِزام الرَّحل: معروف. وحِزام السَّرج: ما شُدَّ على الدّابّة. وقد سمَّت العرب حِزاماً وحَزْماً وحَزيمةً وحازِماً. وحَزيمة: اسم فارس من فرسانهم. قال الشاعر: تَدارَك إرخاءَ العَرادة كَلْمُها ... وقد جعلتْني من حَزيمةَ إصْبَعا وحُزْمَة: اسم فرس معروفة. قال الشاعر: أعدَدْتُ حُزْمَةَ وهي مُقْرَبَةٌ ... تُقْفَى بقوتِ عيالِنا وتُصانُ وحَمَزَ هذا الأمرُ قلبي، إذا امتعضت منه. ومنه اشتقاق حَمزة. قال الشَّمّاخ: فلما شَراها فاضتِ العينُ عَبْرَةَ ... وفي الصدر حَزَازٌ من الوجد حامِزُ يُروى حَزاز وحُزاز. ورجل . . . أكمل المادة حَمِيز الفؤاد: حديده. ويقال: حمَزَ فاه الخل يحمِزه حَمزاً، إذا قبّضه من شدّة حموضته. والزَّحم: مصدر زحمتُ الرجلَ أزحَمه زَحْماً، إذا دفعته في مَضيق أو حاككته فيه. ورجل مِزْحَم، إذا كان فَعّالاً لذلك. والزَّحام: مصدر زاحمته مزاحمةً وزِحاماً. وتزاحم القومُ تزاحماً. وقد سمت العرب زَحْماً ومزاحِماً. ورجل زُمَّح: ضيّق بخيل من قوم زَمامحَ وزَماميحَ وزُمَّحِين والزُّمّاح: سهم يُجعل على رأسه طين كالبندقة يُرمى به الطيرة واحتجّوا برجز عن رجل من الجنّ: هل يُبْلِغَنِّيهم إلى الصَّباحْ هَيْقٌ كأنّ رأسَه زُمّاحْ قال أبو بكر: هذا غلط، إنما السهم يسمَّى الجُمّاح، فأما الزُّمّاح فطائر كان في الجاهلية يأتي المدينة فيقف على أُطُم بني واقِف فيصيح: حرب حرب، فرمَوه فقتلوه وله حديث، وحديثه أنه كان مَن أكل من لحمه أصابه حَبْنٌ. قال بعض الشعراء: أعَلَى العهدِ أصبحتْ أُمُّ عمرٍو ... ليت شِعري أم غالَها الزُّمّاحُ أي أكلت من لحمه فهلكت، وقيل إنه كان يختطف الصبيَّ من مهده. والمَزْح: ضِدُّ الجِدّ، والمِزاح: مصدر مازحتُه ممازحةً ومِزاحاً، والاسم المُزاح، ورجل مازِح ومُمازِح، وهو مصدر مزَحتُ أمزَح مَزْحاً.

و س ط (المصباح المنير) [2]


 الوَسَطُ: بالتحريك: المعتدل يقال شيء "وَسَطٌ" أي بين الجيد والرديء وعبد "وَسَطٌ" وأمة "وَسَطٌ" وشيء "أَوْسَطُ" ، وللمؤنث "وُسْطَى" بمعناه، وفي التنزيل: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ} أي من "وَسَطِ" بمعنى "المُتَوَسِّطِ" واليوم "الأوْسَطُ" والليلة "الوُسْطَى" ويجمع "الأوْسَطُ" على "الأوَاسِطِ" مثل الأفْضَلِ والأفَاضِلِ ويجمع "الوُسْطَى" على "الوُسَطِ" مثل الفُضْلَى والفُضَلِ وإذا أريد الليالي قيل العشر "الوُسَطُ" ، وإن أريد الأيام قيل العشرة "الأوَاسِطُ" وقولهم "العَشْرُ الأوْسَطُ" عامِّيٌّ ولا عبرة بما فشا على ألسنة العوام مخالفا لما نقله أئمة اللغة فقد قال أبو سليمان الخطَّابي وجماعة: إن لفظ الحديث تناقلته أيدي العجم حتى فشا فيه اللَّحن وتلعبت به الألسن اللُّكن حتى حرفوا بعضه عن مواضعه وما هذه سبيله فلا يحتج بألفاظه المخالفة؛ لأن المحدثين لم ينقلوا الحديث لضبط ألفاظه حتى يحتج بها بل لمعانيه ولهذا أجازوا نقل الحديث بالمعنى ولهذا قد تختلف ألفاظ الحديث الواحد اختلافا كثيرًا، . . . أكمل المادة ولأن العشر جمع، و "الأوْسَطَ" مفرد، ولا يخبر عن الجمع بمفرد على أنه يحتمل غلط الكاتب بسقوط الألف من الأوَاسِطِ والهاء من العَشَرَةِ وحقيقة "الوَسَطِ" ما تساوت أطرافه وقد يراد به ما يكتنف من جوانبه ولو من غير تساوٍ كما قيل: إنّ صلاة الظُّهر هي "الوُسْطَى" ويقال: ضربت "وَسَطَ" رأسه بالفتح؛ لأنه اسم لما يكتنفه من جهاته غيره، ويصح دخول العوامل عليه فيكون فاعلا ومفعولا ومبتدأ، فيقال اتَّسَعَ "وَسَطُهُ" وضربت "وَسَطَ" رأسه وجلست في "وَسَطِ" الدَّار، و "وَسَطُهُ" خير من طرفه قالوا والسكون فيه لغة، وأما "وَسْطٌ" بالسكون فهو بمعنى بين نحو جلست "وَسْطَ" القوم أي بينهم، ويقال: "وَسَطْتُ" القوم والمكان كتاب الواو "أَسِطُ" "وَسْطًا" من باب وعد إذا توسَّطتَ بين ذلك والفاعل "وَاسِطٌ" وبه سمي البلد المشهور بالعراق لأنّه توسّط الإقليم، و "وَسَطَ" الرجل قومه وفيهم "وَسَاطَةٌ" : "تَوَسَّطَ" في الحق والعدل، وفي التنزيل: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أي أقصدهم إلى الحق. 

دعق (لسان العرب) [2]


الدَّعْقُ: شِدَّةُ وطء الدابة. دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ تَدْعَقُها دَعْقاً: أَثَّرت فيها.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، وذكر فتنة فقال: حتى تَدْعقَ الخيلُ في الدِّماءِ أي تطأ فيه.
وطريقٌ دعْقٌ ومَدْعُوق.
ودُعِقَ الطريقُ: كثِر عليه الوطء؛ قال الراجز: يَرْكَبْن ثِنْيَ لاحبٍ مَدْعُوقِ، نائي القَراديدِ من البُثُوق (* قوله «نائي إلخ» تقدم في مادة قرد: نايي القراديد من البؤوق).
وقد دَعقَه الناسُ.
وطريق دَعْق وعْثٌ أَي مَوطوء كثير الآثار، وطريق دَعِق (* قوله «دعق» كذا ضبط في الأصل وقال شارح القاموس ككتف وشاهده قول رؤبة زوراً تجافى إلخ كدعق بالسكون ملخصاً فانظره، وضبط في مادة دعس بفتحتين تبعاً لما وقع في بعض نسخ الصحاح). . . . أكمل المادة قال رؤبة: زَوْراً تجافى عن أَشاآتِ العُوَقْ في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ ويقال دعقَت الإبلُ الحوضَ دعْقاً إذا وردت فازدحمت على الحوض؛ قال الراجز: كانت لنا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِي والدَّعْقُ: الدَّقُّ.
وقال بعض ضعَفَة أَهل اللغة: الدعُقُ الدَّقُّ، والعين زائدة كأَنها بدل من القاف الأُولى، وليس بصحيح.
ودعَقَت الإبلُ الحوض إذا خبَطَتْه حتى تُثَلِّمه من جوانبه.
ودَعَق الماء دَعْقاً. فَجَّره؛ قال رؤبة: يَضْرِبُ عِبْرَيْه ويَغْشَى المَدْعَقا ودَعَقه يَدْعَقُه دَعْقاً: أَجهز عليه.
والدَّعْقة: الدُّفْعة.
ويقال: أَصابتْنا دَعقة من مطر أَي دُفْعة شديدة.
ودعق عليهم الخيلَ يَدْعَقُها دَعْقاً إذا دفَعها عليهم في الغارة.
ودعَقوا عليهم الغارة دَعْقاً: دفعوها، والاسم الدَّعْقة، وقيل: الدَّعْقة المَصْبوب عليهم الغارة؛ عن ابن الأَعرابي.
والدَّعْقة: جماعة من الإبل.
وخيل مَداعِيقُ: متقدِّمة في الغارة تدُوس القوم في الغارات.
وأَدْعَقَ إبله: أَرسلها.
وشَلٌّ دَعْقٌ: شديد.
وفي نوادر الأَعراب: مَداعِقُ الوادي ومَثادِقُه ومَذابِحُه ومَهارِقُه مَدافِعُه.
والدَّعْقُ: الهَيْج والتَّنْفِير، وقد دَعَقَه دَعْقاً ولا يقال أَدعَقَه؛ وأَما قول لبيد: في جَمِيعٍ حافِظي عَوْراتِهمْ، لا يَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ فيقال: هو جمع دَعْق وهو مصدر فتوهَّمه اسماً، أي أَنهم إذا فزِعوا لا يُنَفِّرون إبلهم، ولكن يجمعونها ويقاتلون دونها لعِزِّهم؛ قال الأصعمي: أَساءَ لبيد في قوله: لا يهمون بإِدعاق الشلل وقال غيره: دعَقها وأَدعَقها لغتان.

وطس (لسان العرب) [2]


وَطَسَ الشيءَ وَطْساً: كسره ودقَّه.
والوَطِيس: المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها.
والوَطِيس: التنور.
والوَطِيس: حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى، وقيل: الوَطِيس شيء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه، وقيل: هي تنُّور من حديد، وبه شُبِّه حَرّ الحَرْب.
وقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في حُنَيْن: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، وهي كلمة لم تُسمع إِلا منه، وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب وقيامها على ساق. الأَصمعي: الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها، يُضْرب مثلاً للأَمر إِذا اشتد: قد حَمِي الوَطِيسُ.
ويقال: طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه وقال أَبو سعيد: الوَطِيس الضِّراب في الحرب، قال: ومنه قول . . . أكمل المادة عليّ، رضوان اللَّه عليه: الآن حين حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ واشتدت، قال: وقول الناس الوَطِيس التنور باطل.
وقال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس: هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم، وأَصل الوَطْس الوطء من الخيل والإِبل.
ويروى أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، رُفعت له (* هكذا في الأصل، ولعله أَراد: رفعت له ساحة الحرب، أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد.) يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم فقال: حمي الوطيس.
وقال زيد بن كُثْوة: الوَطِيسُ يحتفر في الأَرض ويُصَغَّر رأْسه ويُخْرق فيه خَرْق للدخان ثم يوقد فيه حتى يَحْمى ثم يوضع فيه اللحم ويُسَدّ، ثم يؤتى من الغد واللحم عاتٍ لم يحترق، وروي عن الأَخفش نحوه. ابن الأَعرابي: الوَطِيس البلاء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم؛ قال ابن سيده: وليس ذلك بقويّ وجمعه كله أَوْطِسَة ووُطُسٌ.
والوَطِيس: وطء الخيل؛ هذا هو الأَصل ثم استعمل في الإِبل؛ قال عنترة بن شدَّاد العبسي: خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة، تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم (* وفي معلقة عنترة: بوَخْدِ بدل بذات.) الوطْس: الضرب الشديد بالخف وغيره.
وخَطَّارة: تُحَرِّك ذنبها في مشيها لنشاطها.
وغِبّ السُّرى: بَعْدَه.
وموّارة: سريعةُ دورانِ اليدين والرجلين.
والإِكامُ: جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض.
وقوله: ذات خف مِيْثَم أَي تكسر ما تطؤُه. يقال: وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره.
وأَوْطاس: موضع.

الذِّكْرُ (القاموس المحيط) [2]


الذِّكْرُ، بالكسر: الحِفْظُ للشيءِ،
كالتَّذْكارِ، والشيءُ يَجْري على اللسان، والصِّيتُ،
كالذُّكْرَةِ، بالضم، والثَّناءُ، والشرفُ، والصلاةُ للّهِ تعالى، والدُّعاءُ، والكتابُ فيه تفصيلُ الدِّينِ.
ووضْعُ المِلَلِ،
و~ من الرجالِ: القويُّ الشجاعُ الأبِيُّ،
و~ من المَطَرِ: الوابِلُ الشديدُ،
و~ من القولِ: الصُّلْبُ المَتينُ،
وذِكْرُ الحقِّ: الصَّكُّ.
واذَّكَرَهُ واذدَكَرَهُ واسْتَذْكَرَهُ: تَذَكَّرَهُ وأذكَرَهُ إِيَّاهُ وذكَّرَهُ، والاسمُ: الذِّكْرَى، تقولُ: ذَكَّرْتُهُ ذِكْرَى، غيرَ مُجْراةٍ.
وقوله تعالى{وذِكْرَى لِلمُؤْمِنين}: اسمٌ لِلتَّذْكيرِ.
{وذِكْرَى لأُولي الألبابِ}: عِبْرَةٌ لهمْ.
{وأَنَّى له الذِّكْرَى}: من أينَ له التَّوْبَةُ
و{ذِكْرَى الدارِ}، أي: يُذَكَّرونَ بالدارِ الآخرةِ، ويُزَهَّدونَ في الدنيا.
{فأَنَّى لهم إذا جاءَتْهُم ذِكراهُمْ}: أي: فكيفَ لهم إذا جاءَتْهُمْ الساعةُ بِذِكْراهُمْ.
وما زالَ مِنِّي . . . أكمل المادة على ذُكْرٍ، ويكسرُ، أي: تَذَكُّرٍ.
ورجلٌ ذَكِرٌ وذَكُرٌ وذَكيرٌ وذِكِّيرٌ: ذو ذُكْرٍ.
والذَّكَرُ: خلافُ الأُنْثى
ج: ذُكورٌ وذُكورَةٌ وذِكارٌ وذِكارة وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ،
و= : العوفُ
ج: ذُكُورٌ ومَذَاكِيرُ، وأيْبَسُ الحديدِ، وأجْوَدُه، كالذَّكيرِ.
وذَكَرَهُ ذَكْراً، بالفتح: ضَرَبَه على ذَكَرِهِ،
و~ فلانَةَ ذَكْراً: خَطَبَهَا، أو تَعَرَّضَ لخِطْبَتها،
و~ حَقَّه: حَفِظَه ولم يُضَيِّعْه.
وامرأةٌ ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكورِ.
وأذكَرَتْ: ولَدَتْ ذَكَراً، وهي مُذْكِرٌ ومِذْكارٌ.
والذُّكْرَةُ، بالضم: قِطْعَةٌ من الفُولاذِ في رأسِ الفأْسِ وغيرِهِ،
و~ من الرجلِ،
و~ السيفِ: حِدَّتُهُما.
وهو أذكَرُ منه: أحَدُّ.
وذُكُورَةُ الطِّيبِ: ما ليس له رَدْعٌ.
وما اسْمُكَ أذكُرْهُ بقطع الهَمْزِ من أذكُرُ : إنكارٌ عليه.
ويَذْكُرُ، كيَنْصُرُ: بَطْنٌ من ربيعةَ.
والتَّذْكيرُ: خِلافُ التأنيثِ، والوعْظُ، ووضْعُ الذُّكْرَةِ في رأسِ الفأسِ وغيرِهِ.
والمُذَكَّرُ، من السيفِ: ذُو الماءِ،
و~ من الأيامِ: الشديدُ الصَّعبُ،
كالمُذْكِرِ، كمُحْسِنٍ، وهو المَخُوفُ من الطُّرُقِ، والشديدةُ من الدَّواهِي،
كالمُذَكَّرَةِ، كمُعَظَّمَةٍ.
وفَلاةٌ مِذْكارٌ: ذاتُ أهوالٍ لا يسلُكُها إلا ذُكورُ الرجالِ.
والتَّذْكِرَةُ ما يُسْتَذْكَرُ به الحاجةُ.
والذُّكَّارَةُ، كرُمَّانَةٍ: فُحَّالُ النخلِ.
والاسْتِذْكارُ: الدِّراسَةُ والحِفْظُ.
وناقةٌ مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا: عظيمةُ الرأسِ، لأَنَّ رأسَها مما يُسْتَثْنَى في القِمارِ لِبائِعها، وسَمَّوْا ذاكِراً ومَذْكَراً، كَمَسْكَنٍ.
و"القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوهُ" أي: جليلٌ نَبيهٌ خَطيرٌ فأَجِلُّوه، واعْرِفُوا له ذلك، وصِفُوه به، أو إذا اخْتَلَفْتُمْ في الياءِ والتَّاءِ، فاكْتُبُوه بالياءِ، كما صرَّحَ به ابنُ مسعودٍ، رضي الله تعالى عنه.

بلت (لسان العرب) [2]


البَلْتُ: القَطْعُ. بَلَتَ الشيءَ يَبْلَتُه، بالفتح (* قوله: «يبلته بالفتح» الذي في القاموس والصحاح أن المتعدي من باب ضرب واللازم من بابي فرح ونصر.)، بَلْتاً: قَطَعه. زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بَتَلَه، وليس كذلك لوجود المصدر؛ قال الشَّنْفَري: كأَنَّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّه على أَمِّها، وإِنْ تُحَدِّثُكَ تَبْلِتِ أَي تَبْلِتُ الكلام بما يَعْتَريها من البُهْرِ.
والبَلَتُ، بالتحريك: الانقطاع.
وقيل: تَبْلِتُ، في بيت الشنفرى، تَفْصِلُ الكلامَ؛ وقال الجوهري: أَي تَنْقَطِعُ حَياءً؛ قال: ومن رواه تَبْلِيتُ، بالكسر، يعني تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّلُ.
وانْبَلَتَ الرجلُ: انْقَطَع في كل خير وشر.
وبَلَتَ الرجلُ يَبْلُتُ، وبَلِتَ، بالكسر، وأَبْلَتَ: انقَطَع من الكلام فلم يتكلم، وبَلِتَ يَبْلَتُ . . . أكمل المادة إِذا لم يتحرَّك وسَكَتَ، وقيل: بَلَتَ الحَياءُ الكلامَ إِذا قَطَعه. قال، وقوله: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَي يَنْقَطِعُ كلامُها من خَفَرِها. أَبو عمرو: البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيتُ؛ والبِلِّيتُ: الفَصِيحُ الذي يَبْلِتُ الناسَ أَي يَقْطَعُهم؛ وقيل: البِلِّيتُ من الرِّجال: البَيِّنُ الفصِيحُ، اللَّبِيبُ، الأَرِيبُ؛ قال الشاعر: أَلا أَرى ذا الضَّعْفةِ الهَبِيتا، المُسْتَطَارَ قَلْبُه، المَسْحُوتا يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا، الصَّمَكِيكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّيتَا الهَبِيتُ: الأَحْمَق.
والعَمَيْثَلُ: السَّيِّدُ الكريم.
والمَسْحُوتُ: الذي لا يَشْبَعُ.
والهَشِمُ: السَّخِيُّ.
والزِّمِّيتُ: الحليم.
والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ: الصَّمَيَانُ من الرجال، وهو الأَهْوَجُ الشديدُ، وعبّر ابن الأَعرابي عنه بأَنه التَّامُّ، وأَنشد: وصَاحِبٍ، صاحَبْتُه. زَمِيتِ مُيَمِّنٍ في قوله، ثَبِيتِ ليسَ على الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ قال: وكأَنه ضِدّ، وإِن كان الضِّدّانِ في التصريف.
وتَبّاً له بَلْتاً أَي قَطْعاً؛ أَراد قاطعاً، فوضع المصدر موضع الصفة.
ويقال: لئِنْ فَعَلْتَ كذا وكذا، لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بيني وبينكَ إِذا أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ وكذلك بَتْلَة ما بَيْني وبَيْنَك بمعناه. أَبو عمرو: يقال أَبْلَتُّه يميناً إِذا أَحْلَفْته، والفعل بَلَتَ بَلْتاً، وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه، وقد صَبَرَ يميناً، قال: وأَبْلَتُّه أَنا يميناً أَي حَلَفْتُ له. قال الشنفرى: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَي تُوجِز.
والمُبَلَّتُ: المَهْرُ المضمون، حِمْيرية.
ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذلك؛ قال: وما زُوِّجَتْ إِلاَّ بمَهْرٍ مُبَلَّتِ أَي مضمون، بلغة حمير.
وفي حديث سليمان، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: احْشُرُوا الطيْرَ، إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء (* قوله «إلا الشنقاء» هي التي تزق فراخها، والرنقاء القاعدة على البيض. اهـ. تكملة.)، والبُلَتَ؛ قال ابن الأَثير: البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش، إِذا وَقَعَتْ ريشةٌ منه في الطير أَحْرَقَتْه.

حسس (الصّحّاح في اللغة) [2]


الحِسُّ والحَسيسُ: الصوت الخفي.
وقال الله تعالى: "لا يَسْمَعونَ حَسيسَها".
والحِسُّ أيضاً: وجعٌ يأخذ النَفساء بعد الولادة.
ويقال أيضاً: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ. معناه ألْحِقِ الشيء بالشيءِ، أي إذا جاءك شيءٌ من ناحية فافعلْ مثله.
والحِسُّ أيضاً: مصدر قولك حَسَّ له، أي رَقَّ له. قال القَطامي:
وتَرْفَضُّ عند المُحْفِضَاتِ الكَنائِفُ      أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُـهُ

والحِسُّ أيضاً: بردٌ يُحرِق الكلأ.
والحَسُّ بالفتح: مصدر قولك حَسَّ البردُ الكلأ يَحُسُّهُ، بالضم. وحَسَسْناهُمْ، أي استأصلناهم قتلاً.
وقال تعالى: "إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ".
وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. والحَسيسُ: القتيل. قال الأفوه:
وقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسيسْ      نَفْسي لهُمْ عند انْكِسارِ القَنا

وحَسَسْتُ الدابَّة أَحُسُّها حَسَّاً، إذا فَرْجَنْتَها.
ومنه قول زيد بن صوحانَ حين ارْتُثَّ . . . أكمل المادة يومَ الجملِ: ادْفِنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُراباً، أي لا تَنْفُضوه.
ويقال: البردُ مَحَسَّةٌ للكلأ، أي أنّه يحرقه.
والمَحَسَّةُ أيضاً: لغة في المَحَشَّةِ، وهي الدُبُرُ.
والحَواسُّ: المشاعر الخمس: السمع، والبصر، والشمّ، والذوق، واللمس.
ويقال أيضاً: أصابتهم حاسَّةٌ، وذلك إذا أضرَّ البردُ أو غيره بالكلأ.
وحَواسُّ الأرض خمسٌ: البَرْدُ، والبَرَدُ، والريح، والجراد، والمواشي.
وسنةٌ حَسوسٌ، أي شديدةُ المَحْلِ.
وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر، أي رَقَقْتُ له. قال الكميت:
أو يُبْكيَ الدارَ ماءُ العَبْرَةَ الخَضِلُ      هَلْ مَنْ بَكى الدارَ رادٍ أَنْ تَحِسَّ له

قال أبو الجرّاح العُقَيْليُّ: ما رأيت عُقَيليَّاً إلاَّ حَسَسْتُ له.
وحَسِسْتُ له أيضاً بالكسر لغة فيه.
ويقال أيضاً: حَسِسْتُ بالخبر وأَحْسَسْتُ به، أي أَيْقَنْتُ به.
وأَحْسَسْتُ الشيءَ: وجدت حِسَّهُ. قال الأخفش: أَحْسَسْتُ، معناه ظننت ووجدت، ومنه قوله تعالى: "فلما أَحَسَّ عيشى مِنْهُمُ الكُفْرَ".
والانْحِساسُ: الانقلاعُ والتحاتُّ. يقال انْحَسَّتْ أسنانُه.
وتَحَسَّسْتُ من الشيء، أي تخبّرت خبره. وحَسَسْتُ اللحم وحَسْحَسْتُهُ بمعنىً، إذا جعلتَه على الجمر.
ومنه جراد ٌمَحْسُوٍق، إذا مسّته النار أو قتلتْه.
وحَسَسْتُ النارَ، إذا رددْتها بالعصا على خُبْزِ المَلَّةِ أو الشِواءِ من نواحيه لينضَج.
وقولهم: ضربه فما قال حَسِّ يا هذا، بفتح أوله وكسر آخره: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه غَفْلَةً ما مَضَّهُ وأحرقه، كالجمرة.
وقولهم: ائْتِ من حَسِّكَ وبَسِّكَ، أي من حيث شئت.
ويقال: بات فلان بحَسِّهِ سَوْءٍ، أي بحالٍ سَوْءٍ.

حمز (لسان العرب) [2]


حَمَزَ اللبنُ يَحْمِز حَمْزاً: حَمُض، وهو دون الحازِرِ، والاسم الحَمْزة. قال الفراء: اشْرَبْ من نَبِيذك فإِنه حَمُوزٌ لما تجد أَي يَهْضِمه.
والحَمْز: حَرافَة الشيء. يقال: شَراب يَحْمِز اللسان.
ورُمَّانَةٌ حامِزَة: فيها حُمُوضة. الأَزهري: الحَمْزَةُ في الطعام شبه اللَّذْعَةِ والحَرَافَةِ كطعم الخَرْدل.
وقال أَبو حاتم: تَغَدَّى أَعرابي مع قوم فاعتمد على الخَرْدَل فقالوا: ما يعجبك منه؟ فقال: حَمْزُهُ وحَرَافته. قال الأَزهري: وكذلك الشيء الحامض إِذا لَذَعَ اللسانَ وقَرَصه، فهو حامزٌ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه شرب شراباً فيه حَمازة أَي لَذْع وحِدَّة أَي حُموضة.
وحَمَزه يَحْمِزُه حَمْزاً: قَبَضه وضَمَّه.
وإِنه لحَمُوزٌ لما حَمَزه أَي محتمل له.
وحَمَزَت الكلمةُ فؤاد تَحْمزه: قَبَضَتْه وأَوجعته.
وفي التهذيب: حَمَز . . . أكمل المادة الومُ فؤاده؛ قال اللحياني: كلمت فلاناً بكلمة حَمَزَتْ فؤاده، قبضته وغَمَّته فَتَقَبَّض فؤادهُ من الغم، وقيل: اشتدّت عليه.
ورجل حامِزُ الفؤاد: مُتَقَبّضه.
والحامزُ والحَمِيزُ: الشديد الذَّكيّ.
وفلان أَحْمَزُ أَمْراً من فلان أَي أَشدّ. ابن السكيت: يقال فلان أَحمَزُ أَمراً من فلان إِذا كان مُتَقَبِّض الأَمر مشمّره، ومنه اشتق حَمْزة.
والحامِزُ: القابض.
والحَمِيز: الظريف.
وكلُّ ما اشتد، فقد حَمُزَ.
وفي لغة هذيل: الحَمْز التحديد. يقال حَمَز حَدِيدَته إِذا حدَّدها، وقد جاء ذلك في أَشعارهم.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعمال أَفضل؟ فقال: أَحْمَزُها عليك يعني أَمْتَنها وأَقواها وأَشدّها، وقيل: أَمَضّها وأَشَقّها.
ويقال: رجل حامِز الفؤاد وحَمِيزُه أَي شديده.
وهَمُّ حامِزٌ: شديد؛ قال الشماخ في رجل باع قَوْساً من رجل: فلما شَراها فاضت العين عَبْرَةً، وفي الصدر حُزَّازٌ من الوجد حامِزُ وفي التهذيب: من اللَّوْم حامِزٌ. أَي عاصر، وقيل: أَي مُمِضّ مُحْرِق.
وحَمْزَةُ: بَقْلة، وبها سمي الرجل وكُنيَ. قال الجوهري: الحَمْزَة بقلة حِرِّيفَةٌ. قال أَنس: كنَّاني رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بِبَقْلة كنت أَجْتَنِيها، وكان يُكْنى أَبا حَمْزَةَ، والبقلة التي جَنَاها أَنس كان في طعمها لَذْع للّسان، فسُمِّيت البقلةُ حَمْزَة لفعلها، وكني أَنس أَبا حَمْزة لِجَنْيِه إِيَّاها.
والحَمازَةُ: الشدّة، وقد حَمُز الرجلُ، بالضم، فهو حَمِيزُ الفؤاد وحامِز أَي صلب الفؤاد.
ورجل مَحْموز البَنان أَي شديد؛ قال أَبو خِراش: أُقَيْدِرُ مَحْموز البَنانِ ضَئِيل

مشج (لسان العرب) [2]


المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ: كل لَوْنينِ اخْتلَطا، وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع أَمْشاجٌ مثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ؛ ومنه قول الهذلي: سيطَ به مَشِيجُ.
ومَشَجْتُ بَيْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ والشيءُ مَشيجٌ؛ ابن سيده: والمَشِيجُ اخْتِلاطُ ماء الرجل والمرأَة؛ هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقويّ؛ قال: والصحيحُ أَن يقال: المَشِيج ماء الرجل يختلط بماءِ المرأَة.
وفي التنزيل العزيز: إِنا خلقنا الإِنسان من نطفة أَمشاج نبتليه؛ قال الفراء: الأَمْشاجُ هي الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ وماء المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة، ويقال للشيء من هذا: خِلْطٌ مَشِيجٌ كقولك خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ، كقولك مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ، وذلك الدمُ دمُ الحيضِ.
وقال ابن السكيت: . . . أكمل المادة الأَمشاجُ الأَخلاطُ؛ يريد الأَخْلاطَ النطفةَ (* قوله «يريد الأخلاط النطفة» عبارة شرح القاموس: يريد النطفة.) لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ، ولذلك يولد الإِنسان ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ وقال الشَّمَّاخُ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ على مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِينُ وقال الأخر: فَهُنَّ يَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ، مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ (* قوله «مثل إلخ» كذا بالأصل.) وقال أَبو اسحق: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منيّ ودم، ثم يُنْقَلُ من حالٍ إِلى حالٍ.
ويقال: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل يختلط بماء المرأَةِ ودَمِها.
وفي الحديث في صفة المولود: ثم يكون مَشِيجاً أَربعين ليلة؛ المَشِيجُ: المختلِطُ من كل شيء مَخْلوطٍ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: ومَحَطَ الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ؛ يريد المنيَّ الذي يَتولَّدُ منه الجَنِينُ.
والأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ، وهي: المِرارُ الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ والمنيّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بالنطفة، هذا أَصله؛ وعن الحسن في قوله تعالى: أَمْشاجٍ؛ قال: نعم والله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة. ابن سيده: وأَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ، واحدها مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ؛ عن أَبي عبيدة.
وعليه أَمْشاجُ غُزولٍ أَي داخِلةٌ بعضُها في بعض؛ يعني البُرود فيها أَلوانُ الغُزُولِ. الأَصمعي: أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها في بعض؛ وقولُ زهَير بن حَرام الهذلي: كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ الرِّيشِ، سِيطَ به مَشِيجُ ورواه المبرد: كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ منه، خِلافَ النصْلِ، سِيطَ به مَشيجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ.
والشَّرْجَينِ: حَرْفَيِ الفُوقِ، وهو في الصحاح: سيطَ به المَشِيجُ؛ ورواه أَبو عبيدة: كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منها، خِلالَ النصْلِ، سِيطَ به المَشيجُ

لثي (لسان العرب) [1]


اللَّثى: شيء يسقط من السَّمُر، وهو شجر؛ قال: نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، أَهلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ وقيل: اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر، وقال أَبو حنيفة: اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر. الليث: اللثى ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكيت: اللثى شيء ينضحه الثمام حُلو، فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء، فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، وربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثى يسيل من الثمام وغيره، وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو، له لَثًى حلو يُداوى به المَصْدُور، وهو جيد . . . أكمل المادة للسعال اليابس، وللعُرْفُط لَثًى حلو يقال له المَغافير.
وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللِّثَأُ، بالهمز، لما يسيل من الشجر. الجوهري: قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإِذا جَمد فهو صُعْرُور.
وأَلثَت الشجرة ما حولها إِذا كانت يقطر منها ماء.
ولَثِيَت الشجرة لَثًى فهي لَثِيةٌ وأَلثَت: خرج منها اللَّثى وسال.
وأَلثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى.
وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثى.
واللَّثى أَيضاً: شبيه بالنَّدى، وقيل: هو النَّدى نَفْسه.
ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت.
وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًى شديداً: نَدَّتْه. الجوهري: لَثِيَ الشيءُ، بالكسر، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ.
وهذا ثوب لَثٍ، على فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخُه.
واللَّثَى: الصِّمَغُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما يعني باللَّثى ريقَها، ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ.
وامرأَة لَثِيةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها.
وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كانت رَطْبة المكان، ونساء العرب يتسابَبْن بذلك، وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف، ويُحمد ذلك منها. ابن السكيت: هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق والوسَخ.
ويقال: لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثًى إِذا تلطَّخت به. ابن الأَعرابي: لَثا إِذا شرب (* قوله« لثا إذا شرب إلخ» كذا هو في الأصل والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً، وضبط في القاموس كرضي خطأ،واطلاقه قاض بالفتح.) الماء قليلاً، ولَثا إِذا لَحِسَ القِدْر.
واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصمغ؛ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت: لَثا الكلب ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ في الإِناء.
واللَّثا: وطء الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم؛ قال: بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتسخ.
واللَّثَى: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن كراع.
واللَّثاةُ: اللَّهاةُ.
واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثًى. أَبو زيد: اللِّثةُ مَراكز الأَسنان، وفي اللثة الدُّرْدُرُ، وهي مخارِجُ الأَسنان، وفيها العُمور، وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو منصور: وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص.
واللِّثةُ: مَغْرِز الأَسنان.
والحروف اللّثَوِية: الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة.
واللَّثاةُ واللِّثةُ: شجرة مثل السِّدْر، وهي من ذوات الياء. الجوهري: اللِّثة، بالتخفيف، ما حول الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ،والهاء عوض من الياء. قال ابن بري: قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان.
وفي حديث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ، قال نافع: الوَشْمُ في اللّثة.
واللثةُ، بالكسر والتخفيف: عُمور الأَسنان، وهي مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قول العجاج: لاتٍ بها الأَشياءُ والعُبْرِيُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثا يَلْثُو فهو لاثٍ، ومثله: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ على القلب، قال: ومثله عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا.

ب - ح - ر (جمهرة اللغة) [1]


وأبرَحُ ما أدام الله قومي ... بحمد اللّه منتطِقاً مُجيدا وللعرب كلمتان عند الرمي، إذا أصاب قالوا: مَرْحَى، وإذا أخطأ قالوا: بَرْحَى، في وزن فَعْلَى. والحَبْر: العالِم. والحُبور: السرور. وكذلك الحَبْرة. ومن أمثالهم: " كلُّ حبرةٍ تعقِبها عبرة " . وأحبرني الأمر إحباراً، إذا سرك. وبُرْدُ حِبَرَةٍ، وبُرْد حِبَرَة من هذا، وهو الحَبِير أيضاً. قال الشاعر: ولقد غزاها تَبّع ... فكسا بَنيتَها الحَبِيرْ البَنِيَّة: الكعبة. وقال آخر في الحِبَرة: يا بيذرهْ يا بيذرهْ يا بيذرهْ ... يا مشتري الفَسْوِ ببرْدَيْ حِبَرَهْ شَلَّت يمينُ صافِقٍ ما أخْسَرَهْ ويقال: حَبِرَتْ أسنانُه، إذا اصفرَّت صُفرةً غليظةً. قال أبو الزحْف الكُليبيّ: تضحك عن أبيضَ لم يثَلَّم ... صافٍ من الحَبْر لذيذِ . . . أكمل المادة المَبْسَم وقال يونس: من هذا اشتقاق الحِبْر الذي يكتب به، وأنشد: ولستُ بسَعدي على فيه حَبْرَة ... ولستُ بعَبدي حَقيبتُه التَّمْرُ ويقال: ذهب حَبْرُ الرجل وسَبْرُه، وقالوا حِبْرُه وسِبْرُه، وهو أعلى، إذا تغيَّرت هيئتُه وذهب جمالُه. وفي الحديث: " يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حِبْره وسِبْره " ، أي بهاؤه وحُسنه. وقالوا: حَبْرُه وسَبْرُه. وحِبِرّ: موضع. قال عَبيد: فعردة فقفا حِبِر ... ليس به من أهله عَريبُ وحَبار كل شيء: أثره. قال الراجز: ولم يقلّبْ أرضَها بَيْطارُ ... ولا لحَبْلَيْه بها حَبارُ واليَحْبُور: ضرب من الطير، والجمع يَحابر. وبه سمِّي يَحابر أبو مراد، حي من اليمن. والحُبارى: معروفة، وستراها في بابها إن شاء الله. والحَرْب: معروفة، واشتقاقها من الحَرَب، وهو الهلاك. ورجل حَرِيب ومَحروب، إذا حرِبَ مالَه. والحَرْبة: الألَّة، والجمع حِراب. ورجل مِحْرَب ومِحْراب، إذا كان صاحبَ حرب. ومِحْراب البيت: صدره وأكرم موضع فيه. وبه سُمّي مِحْراب المسجد. والمِحراب أيضاً: الغرفة، من قولهم " مَحاريب غُمْدان " ، يريدون الغُرَف. وأنشدَنا أبو حاتم عن الأصمعي لوضاح اليَمَن: رُبَّةَ مِحراب إذا جِئتُها ... لم أدن حتى أرتقي سُلما وحَرّبت الرجلَ، إذا أغضبته، وكذلك الأسد فهو محرب. وحَرَّبت السِّنان، إذا حَددته. والحارث الحرّاب: ملك من ملوك كِندة. قال الشاعر: والحارثُ الحَرّابُ حلّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً أقامَ به ولم يتحوَّل وقد سمّت العرب محارِباً وحَرّاباً وحَرْباً. وحَرْبة: موضع، غير مصروف. والحِرْباء: دويبَّة. وحارِب: موضع بالشام. وحَريبة الرجل: مالُه إذا حَرِبَه، يقال: أخذت حريبتَه، أي مالَه. والرِّبح: ضد الخُسْران؛ وهو من قولهم: رَبِحَ فلان في تجارته يربَح رِبْحاً ورَباحاً. والمَتْجَر الرّابح والربيح: الذي يُربح فيه. والربّاح: ولد القرد، والجمع رَبابِيح. والربَح، زعموا: الشَّحم. وأنشدوا لخُفاف بن نَدْبَة: قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبُحّ ... يعيش بفَضلهنَّ الحَيُ سُمْرِ البُحّ: القِداح. ويُروى: يجيء بفضلهن المسّ. والمسّ: المَسْح؛ يَمَسُّه: يمسحه. ورَبَاح: اسم عربي صحيح. قال الشاعر: تفرَّقتِ القبائلُ عنِ رَبَاحِ ... تَفرق بيضةٍ عن ذي جناح والمكان الرحْب: الواسع، وكذلك الرَّحيب. والرَّحبة، بتسكين الحاء وفتحها: الفَجوة الواسعة بين دُور وغيرها. وقولهم: بالرُّحب والسَّعة، هما شيء واحد، ولكنه لما اختلف اللفظ حَسُنَ التكرير. فأما قولهم للرجل: مَرحباً وسهلاً، أي لقيت سَعةً وسهولةً. وبنو رَحْبة: بطن من حِمير. وقد سمَت العرب مَرْحَباً، وهو مَفْعَل من ذلك. وبنو أرْحَب: بطن من همدان. والرُّحابة: أطُم بالمدينة. والإبل الأرْحَبيَّة منسوبة إلى أرْحَبَ، رجل من هَمْدان معروف. والرًّحَيْباوان: الواحدة رُحَيباء، وهو من الفَرَس أعلى الكَشْحَين. ويقال لها: الرُّحْبَيان، الواحدة - أحسبه - رُحْبَى، مقصور. وكذلك من الإنس، وهي أواخر الأضلاع. وأنشد: شَكَكْتُ به مَجامع رحْبَيَيْه ... كأنَّ رداءه سهم طميل الطَّميل: قطعة كساء يُشَدُّ بها الغَرْض.

سهر (لسان العرب) [1]


السَّهَرُ: الأَرَقُ.
وقد سَهِرَ، بالكسر، يَسْهَرُ سَهَراً، فهو ساهِرٌ: لم ينم ليلاً؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه.
ورجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عن يعقوب.
ومن دعاء العرب على الإِنسان: ما له سَهِرَ وعَبِرَ. أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو الرمة ووصف حميراً وردت مصايد: وقد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً، له فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ الليث: السَّهَرُ امتناع النوم بالليل.
ورجل سُهَارُ العين: لا يغلبه النوم؛ عن اللحياني.
وقالوا: ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ، كما قالوا ليل نائم؛ وقول النابغة: كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهرا، وهَمَّيْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الاتساع، وأَن يكون حالاً . . . أكمل المادة من التاء في كتمتك؛ وقول أَبي كبير: فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ، فَلَمْ أَنَمْ حتى التَّفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سهرت معهما حتى ناما.
وفي التهذيب: السُّهارُ والسُّهادُ، بالراء والدال.
والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها.
وفي التنزيل: فإِذا هم بالسَّاهِرَة؛ وقيل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبير الهذلي: يَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِيمَا وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ وقيل: هي الأَرض التي لم توطأْ، وقيل: هي أَرض يجددها الله يوم القيامة. الليث: الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة.
وقال الفراء: الساهرة وجه الأَرض، كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن عباس: الساهرة الأَرض؛ وأَنشد: وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ، وما فاهوا به لَهُمُ مُقِيمُ وساهُورُ العين: أَصلها ومَنْبَعُ مائها، يعني عين الماء؛ قال أَبو النجم: لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ في ساهُورِها، بين الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها ويقال لعين الماء ساهرة إِذا كانت جارية.
وفي الحديث: خير المال عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ؛ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سَهَراً لها.
ويقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها.
والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفَيْشَلَةِ، وهما عِرْقا المَنِيِّ، وقيل: هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ، وقيل: عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر؛ قال الشماخ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قال: وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه ينام، وذكر أَن أَبا عبيدة غلط. قال أَبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأَبي عبيدة علم بصفة الخيل.
وقال الأَصمعي: لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على شيء منه ما درى أَين يضعها.
وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ: حوالب أَسهريه، قال: أَسهراه ذكره وأَنفه. قال ورواه شمر له يصف حماراً وأُتنه: والأَسهران عرقان في الأَنف، وقيل: عرقان في العين، وقيل: هما عرقان في المنخرين من باطن، إِذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء.
والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت: لا نَقْصَ فيه، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء؛ وقال آخر يصف امرأَة: كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ، أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر: كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ، أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ البُهْثَة: البقرة.
والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور.
والنَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتيبي: يقال للقمر إِذا كَسَفَ: دَخَلَ في ساهُوره، وهو الغاسقُ إِذا وَقَبَ.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا فإِنه الفاسِق إِذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ.
وكلُّ شيء اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ.
والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر.
والسَّاهُور: دَارَةُ القمر، كلاهما سرياني.
ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ الأَرض.

خيط (العباب الزاخر) [1]


الخَيْطُ: السلْكُ، وجمعهُ خَيوطةُ -مثال فحلٍ وفحولٍ وفحوُلةٍ-، قال الشّنفرى:
وأطْوي على الخَمْصٍ الحوايا كما انطَوتْ      خيوطْةُ مـارىّ تـغـارُ وتُـفْـتــلُ

والمخيط والخياط: الأبرةُ، قال الله تعالى: (حتىَ يلج الجملُ في سَم الخياطِ) والخياطُ -أيضاً- الخيطُ، يقال: أعْطني خياطاً ونصَاحاً، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أدوا الخياطَ والمخيطَ. والخيطُ الأسَودُ: الفجر المسْتطيلُ: ويقال: سوادُ اللْيل.
والخيطُ الأبيض: الفجرُ المعترضُ، قال أبو دوادٍ جاريةُ بن الحجاجِ الإياديّ:
غَدونا “به" كسوارِ الـهـوكِ      مُضْطمراً حالباهُ اضطمارا


وخيط الرقبة: نخاعها.
ويقال: جاحشي فلان عن خيط رقته: أي دافع عن دَمه. وخيط باطلِ: الذي يقال له لعابُ الشمسْ ومخاط الشيطان، وكان مرْوان بن الحكم يلقب بذلك لأنه . . . أكمل المادة كان طويلاً قال عبد الرحمن بن الحكم:
لحى الله قوماً ملكوا خيط بـاطـلٍ      على الناسِ يعطي منَ يشاءُ ويمنعُ

وقال ابن عبادٍ: خيط باطل: الهواء، يقال: أرق من خيط باطلٍ، وأنشد ابن فارسٍ:
غَدرتم بعمرو يا بني خيط باطلٍ      ومثلكم بني البيوت على عمروٍ

وقال ابن دريدٍ: الخيط والخيط -بالفتح والكسر-: القطيعُ من النعام.
وزاد غيره: الخيطى- مثال حيرى-، والجمع: خيطان وكان الأصمعي يختار الكسر، قال لبيدّ -رضي اللهّ عنه- يذكرُ الدمنَ:
وخيطاً من خواضبَ مؤلفات      كان رئالهـا أرقُ الإفـالِ


ويروى: "ورقُ". وأنشد ابن دريدٍ
لم أخشى خيطاناً من النعامِ     

ونعامة خيطاء: بينة الخيط، وهو طول عنقها.
وقد خطت الثوب خياطة فهو مخيوط ومخيط، وأنشد ابن دريدٍ:
هل في دجوب الحرة المخيطِ      وذيلة تشفي مـن الأطـيط

الوذيلةُ: القطعة من السنام شبهها بسبيكة الفضةِ، والأطيط: الجوعُ. فمن قال: مخيوط أخرجه على التمام، ومن قال: مخيط بناه على النقصِ لنقصانِ الياء في خطت، والياء في مخيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها: وإنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء، وإنما كسر ليعلم أن الساقط ياء.
وناس يقولون إن الياء في مخيط هي الأصلية، والذي حذف واو مفعول ليعرف الواوي من اليائي. والقول هو الأول، لأن الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أن تحذف، والأصْلي أحق بالحذف لاجتماع السامنين أو علة توجب أن يحذف حرف، وكذلك القول في كل مفعولٍ من ذوات الثلاثةِ إذا كانت من بنات الياء؛ فإنه يجيء بالنقصان والتمام. فأما من بنات الواو فلم يجيء على التمام إلاّ حرفان: مسْك مدووْف وثوب مصوونّ، فإن هذين جاءا نادرين، وفي النحويين من يقس على ذلك فيقول: قول مقوولّ وفرس مقوود قياساً مطرداً. والخيط: جبلّ. وقال أبو عبيدِ: رجل خاط، من الخياطة.
وخاط فلان إلى فلانٍ: إذا مر عليه مراً سريعا، ويقال: خط إليه خيطه: أي مر إليه مرة، قال رؤبة:
رعتَ اتقاءَ العبرِ بالضراطِ     


وخاطت الحية: إذا انسابتْ على الأرضِ. ومخيط الحية: مزحفها، قال:
وبينهما ملقى زمـام كـأنـه      مخيط شجاعٍ لآخرَ اللْيلِ ثائرِ

والخيطة في كلام هذيلٍ: الوتدُ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي يصف مشتار العسلِ:
تدلى عليها بـين سـبّ وخـيطةٍ      بجرداءَ مثلِ الوكفِ يكبو غرابهاُ

وقال أبو عمرو: الخيطةُ: حبل لطيف يتخذ من السلب. وقال ابن حبيب الخيطة: دراعة يلبسها. وخيط فيه الشيب تخييطاً: إذا، قال بدر بن عامرٍ الهذلي:
أقسْمتُ لاأنْس منيحة واحـد      حتى تخيط بالبياض قروني

وقال ابن حبيب: إذا اتصل الشيب في الرأس فقد خيط رأسه الشيبُ.
ويروى:تخيط: أي تتخيط.
ويروى: توخط.
وأراد بقوله: " واحد" أبا العيال الهذلي. والتركيب يدل على امتدادِ الشيءِ في دقةٍ ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصباً.

كسب (لسان العرب) [1]


الكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، وأَصلُه الجمع. كَسَبَ يَكْسِبُ كَسْباً، وتَكَسَّبَ واكْتَسَب. قال سيبويه: كَسَبَ أَصابَ، واكْتَسَب: تَصَرَّف واجْتَهَد. قال ابن جني: قولُه تعالى: لها ما كَسَبَتْ، وعليها ما اكْتَسَبَتْ؛ عَبَّر عن الحسنة بِكَسَبَتْ، وعن السيئة باكْتَسَبَتْ، لأَن معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِـما فيه من الزيادة، وذلك أَن كَسْبَ الحسنة، بالإِضافة إِلى اكْتِسابِ السيئة، أَمْرٌ يسير ومُسْتَصْغَرٌ، وذلك لقوله، عَزَّ اسْمُه: من جاءَ بالحسنة فله عَشْرُ أَمثالها، ومن جاءَ بالسيئة فلا يُجْزَى إِلا مِثْلَها؛ أَفلا تَرى أَن الحسنةَ تَصْغُر بـإِضافتها إِلى جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلى العشرة؟ ولما كان جَزاءُ السيئة إِنما هو بمثلها لم تُحْتَقَرْ إِلى الجَزاءِ عنها، . . . أكمل المادة فعُلم بذلك قُوَّةُ فِعْلِ السيئة على فِعْلِ الحسنة، فإِذا كان فِعْل السيئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغاية البعيدة الـمُتَرامِـيَة، عُظِّمَ قَدْرُها وفُخِّمَ لفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ، فزيدَ في لفظ فِعْل السيئة، وانْتُقِصَ من لفظ فِعْل الحسنة، لما ذَكَرْنا.
وقولهُ تعالى: ما أَغْنَى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ قيل: ما كَسَبَ، هنا، ولَدُه، إِنه لَطَيِّبُ الكَسْب، والكِسْبة، والـمَكْسِـبَة، والـمَكْسَبَةِ، والكَسِـيبةِ، وكَسَبْت الرجلَ خيراً فكَسَبَه وأَكْسَبَه إِياه، والأُولى أَعلى؛ قال: يُعاتِـبُني في الدَّيْنِ قَوْمي، وإِنما * دُيونيَ في أَشياءَ تَكْسِـبُهم حَمْدا ويُروى: تُكْسِـبُهم، وهذا مما جاءَ على فَعَلْتُه ففَعَل، وتقول: فلانٌ يَكْسِبُ أَهلَه خَيْراً. قال أَحمد بن يحيـى، كلُّ الناس يقول: كَسَبَكَ فلانٌ خَيْراً، إِلا ابنَ الأَعرابي، فإِنه قال: أَكْسَبَكَ فلانٌ خَيْراً.
وفي الحديث: أَطْيَبُ ما يأْكلُ الرجلُ من كسْبه، ووَلَدُه من كَسْبِه. قال ابن الأَثير: إِنما جَعَلَ الوَلَد كَسْباً، لأَن الوالدَ طَلَبه، وسَعَى في تحصيله؛ والكَسْبُ: الطَّلَبُ والسَّعْيُ في طَلَبِ الرزق والـمَعيشةِ؛ وأَراد بالطَّيِّب ههنا الـحَلالَ؛ ونفقةُ الوالِدَيْن واجبة على الولد إِذا كانا محتاجَيْنِ عاجِزَيْن عن السَّعْي، عند الشافعي؛ وغيرُه لا يشترط ذلك.
وفي حديث خديجة: إِنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ الـمَعْدُومَ. ابن الأَثير: يقال: كَسَبْتُ زيداً مالاً، وأَكْسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعَنْتُه على كَسْبه، أَو جَعَلْتُه يَكْسِـبُه، فإِن كان من الأَوّل، فتُريدُ أَنك تَصِلُ إِلى كلِّ مَعْدوم وتَنالُه، فلا يَتَعَذَّرُ لبُعْدِه عليك، وإِن جعلته متعدِّياً إِلى اثنين، فتُريدُ أَنك تُعْطِـي الناس الشيءَ المعدومَ عندهم، وتُوَصِّلُه إِليهم. قال: وهذا أَوْلَى القَوْلَين، لأَنه أَشبه بما قبله، في باب التَّفَضُّل والإِنْعامِ، إِذ لا إِنْعام في أَن يَكْسِبَ هو لنفسه مالاً كان معدوماً عنده، وإِنما الإِنعام أَن يُولِـيَه غيرَه.
وباب الحظِّ والسعادة في الاكتساب، غيرُ بابِ التفضل والإِنعام.
وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كَسْب الإِماءِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ مطلقاً في رواية أَبي هريرة، وفي رواية رافع بن خَديج مُقَيَّداً، حتى يُعْلَم من أَين هو، وفي رواية أُخرى: إِلا ما عَمِلَتْ بيدها، ووجهُ الإِطلاق أَنه كان لأَهل مكة والمدينة إِماءٌ، عليهنَّ ضَرائِبُ، يَخْدُمْنَ الناسَ ويأْخُذْنَ أَجْرَهُنَّ، ويُؤَدِّينَ ضَرائبَهن، ومن تكون مُتَبَذِّلة داخلةً خارجةً وعليها ضريبةٌ فلا يُؤْمَنُ أَن تَبْدُرَ منها زَلَّة، إِما للاستزادة في المعاش، وإِما لشَهوة تَغلِبُ، أَو لغير ذلك، والمعصومُ قليل؛ فنَهَى عن كَسْبِهنَّ مطلقاً تَنَزُّهاً عنه، هذا إِذا كان للأَمة وجهٌ معلومٌ تَكْسِبُ منه، فكيف إِذا لم يكن لها وجه معلوم؟ ورجل كَسُوبٌ وكَسَّابٌ، وتَكَسَّبَ أَي تَكَلَّف الكَسْبَ.
والكَواسِبُ: الجوارحُ.
وكَسابِ: اسم للذئب، وربما جاءَ في الشِّعر كُسَيباً. الأَزهري: وكَسابِ اسم كَلْبة.
وفي الصحاح: كَسابِ مثل قَطامِ، اسم كلبة. ابن سيده: وكَسابِ من أَسماءِ إِناث الكلاب، وكذلك كَسْبةُ؛ قال الأَعشى: ولَزَّ كَسْبةَ أُخْرى، فَرْعُها فَهِقُ وكُسَيْبٌ: من أَسماءِ الكلاب أَيضاً، وكلُّ ذلك تَفَؤُّلٌ بالكَسْب والاكتِسابِ.
وكُسَيْبٌ: اسم رجل، وقيل: هو جَدُّ العَجَّاج لأُمِّه؛ قال له بعضُ مُهاجِـيه، أُراه جريراً: يا ابْنَ كُسَيْبٍ! ما علينا مَبْذَخُ، * قد غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ يعني بالكاعب لَيْلى الأَخْيَلِـيَّة، لأَنها هاجتِ العَجَّاجَ فَغَلَبَتْه.
والكُسْبُ: الكُنْجارَقُ، فارسيةٌ؛ وبعضُ أَهل السَّواد يُسَمِّيه الكُسْبَجَ.
والكُسْبُ، بالضم: عُصارةُ الدُّهْن. قال أَبو منصور: الكُسْبُ مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية كُشْبٌ، فقُلِـبَت الشين سيناً، كما قالوا سابُور، وأَصله شاه بُور أَي مَلِكُ بُور.
وبُورُ: الابْنُ، بلسان الفُرْس؛ والدَّشْت أُعْرِبَ، فقيل الدَّسْتُ الصَّحْراءُ.
وكَيْسَبٌ: اسم.
وابنُ الأَكْسَبِ: رَجل من شعرائهم؛ وقيل: هو مَنِـيعُ بن الأَكْسَب بن الـمُجَشَّر، من بني قَطَن ابن نَهْشَل.

أرس (لسان العرب) [1]


الإِرْس: الأَصل، والأَريس: الأَكَّارُ؛ عن ثعلب.
وفي حديث معاوية: بلغه أَن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أَيام صفين، فكتب إِليه: تاللَّه لئن تممْتَ علة ما بَلَغَني لأُصالحنَّ صاحبي، ولأَكونن مقدمته إِليك، ولأَجعلن القُسطنطينية الحمراء حُمَمَةً سوداء، ولأَنْزِعَنَّك من المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة، ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَةِ تَرْعى الدَّوابِل، وفي رواية: كما كنت ترعى الخَنانيص؛ والإِرِّيس: الأَمير؛ عن كراع، حكاه في باب فِعِّيل، وعَدَلَه بإِبِّيلٍ، والأَصل عنده فيه رِئّيسٌ، عل فِعِّيل، من الرِّياسةِ.
والمُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كتب إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم يدعوه إِلى الإسلام وقال في آخره: إِن أَبَيْتَ فعليك إِثم الإِرِّيسين. ابن الأَعرابي: . . . أكمل المادة أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَريساً، وأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صار أَكَّاراً، وجمع الأَرِيس أَرِيسون، وجمع الإِرِّيسِ إِرِّيسُونٌ وأَرارِسَة وأَرارِسُ، وأَرارِسةٌ ينصرف، وأَرارِسُ لا ينصرف، وقيل: إِنما قال ذلك لأَن الأَكَّارينَ كانوا عندهم من الفُرْسِ، وهم عَبَدَة النار، فجعل عليه إِثمهم. قال الأَزهري: أَحسِب الأَريس والإِرِّيس بمعنى الأَكَّار من كلام أَهل الشام، قال: وكان أَهل السَّواد ومن هو على دين كِسْرى أَهلَ فلاحة وإِثارة للأَرض، وكان أَهل الروم أَهلَ أَثاثٍ وصنعة، فكانوا يقولون للمجوسي: أَريسيٌّ، نسبوهم إِلى الأَريس وهو الأَكَّارُ، وكانت العرب تسميهم الفلاحين، فأَعلمهم النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنهم، وإِن كانوا أَهل كتاب، فإِن عليهم من الإِثم إِن لم يؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس وفَلاَّحي السَّواد الذين لا كتاب لهم، قال: ومن المجوس قوم لا يعيدون النار ويزعمون أَنهم على دين إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وأَنهم يعبدون اللَّه تعالى ويحرّمون الزنا وصناعتهم الحراثة ويُخْرِجون العُشر مما يزرعون غير أَنهم يأْكلون المَوْقوذة، قال: وأَحسبهم يسجدون للشمس، وكانوا يُدعَوْن الأَريسين؛ قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة وغيره أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فيكون المعنى أَنه عبر بالأَكَّارين عن الأَتباع، قال: والأَجود عندي أَن يقال: إِن الإِرِّيس كبيرهم الذي يُمْتَثَلُ أَمره ويطيعونه إِذا طلب منهم الطاعة: ويدل على أَن الإِرِّيس ما ذكرت لك قول أَبي حِزام العُكْليّ: لا تُبِئْني، وأَنتَ لي، بك، وَغْدٌ، لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا يقال: أَبَأْتُه به أَي سَوَّيته به، يريد: لا تُسَوِّني بك.
والوَغْدُ: الخسيس اللئيم، وفصل بقوله: لي بك، بين المبتدإِ والخبر، وبك متعلق بتبئني، أَي لا تبئني بك وأَنت لي وغد أَي عَدوٌّ لي ومخالف لي، وقوله: لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا أَي لا تُسَوِّ الإِرِّيسَ، وهو الأَمير، بالمُؤَرَّس؛ وهو المأْمور وتابعه، أَي لا تُسَوِّ المولى بخادمه، فيكون المعنى في قول النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لهِرَقل: فعليك إِثم الإِرِّيسين، يريد الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، وأَنت إِرِّيسُهم الذي يجيبون دعوتك ويمتثلون أَمرك، وإِذا دعوتهم إِلى أَمر أَطاعوك، فلو دعوتهم إِلى الإِسلام لأَجابوك، فعليك إِثم الإِرِّيسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، وذلك يُسْخِط اللَّهَ ويُعظم إِثمهم؛ قال: وفيه وجه آخر وهو أَن تجعل الإِرِّيسين، وهم المنسوبون إِلى الإِرِّيس، مثل المُهَلَّبين والأَشْعَرين المنسوبين إِلى المُهَلَّب وإِلى الأَشْعَر، وكان القياس فيه أَن يكون بياءَي النسبة فيقال: الأَشْعَرِيُّون والمُهَلَّبيُّون، وكذلك قياس الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون في الرفع والإِرِّيسيِّين في النصب والجر، قال: ويقوي هذا رواية من روى الإِرِّيسيِّين، وهذا منسوب قولاً واحداً لوجود ياءَي النسبة فيه فيكون المعنى: فعليك إِثم الإِرِّيسيين الذين هم داخلون في طاعتك ويجيبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلى الإِسلام، ولو دعوتهم لأَجابوك، فعليك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام ولو أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا؛ وحكي عن أَبي عبيد: هم الخَدَمُ والخَوَلُ، يعني بصَدِّه لهم عن الدين، كما قال تعالى: ربَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادتنا وكُبراءَنا؛ أَي عليك مثل إِثمهم. قال ابن الأَثير: قال أَبو عبيد في كتاب الأَموال: أَصحاب الحديث يقولون الإِريسيين مجموعاً منسوباً والصحيح بغير نسب، قال: ورده عليه الطحاوي، وقال بعضهم: في رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف بالأَروسِيَّة فجاءَ على النسب إِليهم، وقيل: إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَريس، رجل كان في الزمن الأَول، قتلوا نبيّاً بعثه اللَّه إِليهم، وقيل: الإِرِّيسون الملوك، واحدهم إِرِّيس، وقيل: هم العَشَّارون.
وأَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ: معروف.
وفي حديث خاتم النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: فسقط من يد عثمان، رضي اللَّه عنه، في بئر أَريسَ، بفتح الهمزة وتخفيف الراء، هي بئر معروفة قريباً من مسجد قُباء عند المدينة.

حزا (لسان العرب) [1]


التَّحَزِّي: التَّكَهُّنُ. حَزَى حَزْياً وتَحَزَّى تكَهَّنَ؛ قال رؤْبة: لا يأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي فينا، ولا قوْلُ العِدَى ذو الأَزِّ والحازِي: الذي ينظر في الأَعضاء وفي خِيلانِ الوجْهِ يتَكَهَّنُ. ابن شميل: الحازِي أَقَلُّ علماً من الطارق، والطارقُ يكاد أَنْ يكون كاهِناً، والحازِي يقول بظَنٍّ وخَوْف، والعائِفُ العالم بالأُمور، ولا يُسْتَعافُ إِلا مَنْ عَلِمَ وجَرَّبَ وعرَفَ، والعَرّافُ الذي يَشُمُّ الأَرض فيعرف مَواقِعَ المياه ويعْرِفُ بأَيِّ بلد هو ويقول دَواءُ الذي بفلان كذا وكذا، ورجل عَرّافٌ وعائِفٌ وعنده عِرَافة وعِيافَةٌ بالأُمور.
وقال الليث: الحازِي الكاهِنُ، حَزَا يَحْزُو ويَحْزِي ويتَحَزَّى؛ وأَنشد: ومن تحَزَّى عاطِساً أَو طَرَقا وقال: وحازِيَةٍ مَلْبُونَةٍ ومُنَجِسٍ، وطارقةٍ في طَرْقِها لم . . . أكمل المادة تُسَدِّدِ وقال ابن سيده في موضع آخر: حَزَا حَزْواً وتحَزَّى تكَهَّنَ، وحَزَا الطيرَ حَزْواً: زَجَرَها، قال: والكلمة يائية وواوية.
وحَزَى النخلَ حَزْياً: خَرَصه.
وحَزَى الطيرَ حَزْياً: زَجَرَها. الأَزهري عن الأَصمعي: حَزَيْتُ الشيء أَحْزِيه إِذا خَرَصتَه وحَزَوْتُ، لغتان من الحازِي، ومنه حَزَيْتُ الطيرَ إِنما هو الخَرْصُ.
ويقال لخارص النخل حازٍ، وللذي ينظر في النجوم حَزَّاءٌ، لأَنه ينظر في النجوم وأَحكامها بظنه وتقديره فربما أَصاب. أَبو زيد: حَزَوْنا الطيرَ نحْزُوها حَزْواً زَجَرْناها زَجْراً. قال: وهو عندهم أَن يَنْغِقَ الغُرابُ مستقبِلَ رجل وهو يريد حاجة فيقول هو خير فيخرج، أَو يَنْغِقَ مُسْتدْبِرَه فيقول هذا شر فلا يخرج، وإِن سَنَح له شيء عن يمينه تيَمَّنَ به، أَو سَنَح عن يساره تشاءَم به، فهو الحَزْوُ والزَّجْرُ.
وفي حديث هِرقَل: كان حَزَّاء؛ الحَزَّاءُ والحازي: الذي يَحْزُرُ الأَشياء ويقَدِّرُها بظنه. يقال: حَزَوْتُ الشيءَ أَحْزُوه وأَحْزِيه.
وفي الحديث: كان لفرعونَ حازٍ أَي كاهِنٌ.
وحَزَاه السَّرابُ يَحْزِيه حَزْياً: رَفَعه؛ وأَنشد: فلما حَزَاهُنَّ السَّرابُ بعَيْنِه على البِيدِ، أَذْرَى عَبرَةً وتتَبَّعا وقال الجوهري: حَزَا السَّرابُ الشخصَ يَحْزُوه ويَحْزِيه إِذا رفعه؛ قال ابن بري: صوابه وحزَا الآل؛ وروى ا لأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: إِذا رُفِعَ له شخص الشيء فقد حُزِيَ، وأَنشد: فلما حَزَاهُنَّ السرابُ (البيت).
والحَزَا والحَزاءُ جميعاً: نبتٌ يشبِه الكَرَفْس، وهو من أَخْرار البُقول، ولريحه خَمْطَةٌ، تزعم الأَعراب أَن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحَزاءُ، والناس يَشْرَبون ماءَه من الرِّيح ويُعَلَّقُ على الصبيان إِذا خُشِيَ على أَحدهم أَن يكون به شيء.
وقال أَبو حنيفة: الحَزَا نوعانِ أَحدهما ما تقدم، والثاني شجرة ترتفع على ساق مقدارَ ذراعين أَو أَقلّ، ولها ورقة طويلة مُدْمَجة دقيقةُ الأَطراف على خِلْقَة أَكِمَّةِ الزَّرْع قبل أَن تتَفَقَّأ، ولها بَرَمَة مثل بَرَمَةِ السَّلَمَةِ وطولُ ورَقها كطول الإِصْبَع، وهي شديدة الخُضْرة، وتزداد على المَحْلِ خُضْرَةً، وهي لا يَرْعاها شيء، فإِن غَلِطَ بها البعير فذاقها في أَضعاف العُشْب قتَلَتْه على المكان، الواحدة حَزَاةٌ وحَزَاءةٌ.
وفي حديث بعضهم: الحَزاة يشربها أَكايِسُ النساء للطُّشَّةِ؛ الحَزَاة: نبت بالبادية يشبه الكَرَفْس إِلا أَنه أَعظم ورقاً منه، والحَزَا جِنسٌ لها، والطُّشَّةُ الزُّكامُ، وفي رواية: يَشْترِيها أَكايسُ النساء للخافِيَةِ والإِقْلاتِ؛ الخافِيَةُ: الجِنُّ، والإِقلاتُ: مَوْتُ الوَلد، كأَنهم كانوا يَرَوْنَ ذلك من قِبَلِ الجنّ، فإِذا تبَخَّرْنَ به منَعَهُنَّ من ذلك. قال شمر: تقول ريحُ حَزَاء فالنَّجاء؛ قال: هو نباتٌ ذَفِرٌ يُتَدَخَّنُ به للأَرْواح، يُشْبه الكَرَفْسَ وهو أَعظم منه، فيقال: اهْرُبْ إِن هذا ريحُ شرٍّ. قال: ودخل عَمْرو بن الحَكَم النَّهْدِيُّ على يزيد بن المُهَلَّب وهو في الحبس، فلما رآه قال: أَبا خالد ريحُ حَزَاء فالنَّجاء، لا تَكُنْ فَريسةً للأَسَدِ اللاَّبِدِ، أَي أَن هذا تَباشِيرُ شَرٍّ، وما يجيء بعد هذا شرٌّ منه.
وقال أَبو الهيثم: الحَزَاء ممدود لا يقصر.
وقال شمر: الحَزَاء يمدّ ويقصر. الأَزهري: يقال أَحْزَى يُحْزي إِحْزاءً إِذا هابَ؛ وأَنشد: ونفْسِي أَرادَتْ هَجْرَ ليْلى فلم تُطِقْ لها الهَجْرَ هابَتْه، وأَحْزَى جَنِينُها وقال أَبو ذؤَيب: كعُوذِ المُعَطَّعفِ أَحْزَى لها بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَدِي أَي رَجَع لها رَأْمٌ أَي ولدٌ رديءٌ هالكٌ ضعيفٌ.
والعُوذُ: الحديثةُ العهد بالنَّتاج.
والمُحْزَوْزي: المُنْتَصِبُ، وقيل: هو القَلِقُ، وقيل: المُنْكسر.
وحُزْوَى والحَزْواءُ وحَزَوْزَى: مواضع.
وحُزْوَى: جبل من جبال الدَّهْناء؛ قال الأَزهري: وقد نزلت به.
وحُزْوَى، بالضم: اسم عُجْمةٍ من عُجَمِ الدَّهْناء، وهي جُمْهور عظيم يَعْلو تلك الجماهيرَ؛ قال ذو الرمة: نَبَتْ عيناكَ عن طَللٍ بحُزْوَى، عَفَتْه الريحُ وامْتُنِحَ القِطارَا والنسبة إِليها حُزَاوِيٌّ؛ وقال ذو الرمة: حُزَاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقِلِيَّةٌ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَزَاورِ قال ابن بري: صوابه حُزاويةٍ بالخفض؛ وكذلك ما بعده لأَن قبله: كأَنَّ عُرَى المَرْجانِ منها تعلَّقَتْ على أُمِّ خِشْفٍ من ظِباءِ المَشاقِر قال: وقوله الحَزَاور صوابه الحَرَائِر وهي كرائم الرِّمال، وأَما الحَزَاورُ فهي الرَّوابي الصِّغارُ، الواحدة حَزْوَرَةٌ.

حمز (الصّحّاح في اللغة) [0]


الحَمْزُ: حَرَافَةُ الشيء. يقال: شَرابُ يحْمِزُ اللسان.
والحَمْزَةُ: بَقْلةٌ حِرِّيفةٌ.
والحَمازَةُ: الشِدّةُ، وقد حّمُزَ الرجل بالضم، فهو حَميزُ الفؤاد وحامِزٌ.
وفي حديث ابن عباس: أفضل الأعمال أحْمَزُها، أي أمتنها وأقواها. قال الشماخ:
وفي القَلْبِ حَزَّازٌ من اللومِ حامِزُ      فَلَمَّا شَراها فاضَتِ العينُ عَبْـرَةً

ورجل مَحْموزُ الجَنانِ، أي شديدُ.