المصادر:  


صحب (لسان العرب) [263]


صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره. جمع الصاحب مثل راكب وركب.
والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ.
والصاحب: الـمُعاشر؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل، أَعني أَنك لا تقول: زيد صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء، نحو غلام زيد؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زيد صاحِبٌ عمراً، أَو زيد صاحبُ عَمْرو، على إِرادة التنوين، كما تقول: زيد ضاربٌ عمراً، وزيد ضاربُ عمْرٍو؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين؛ والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان، مثل شابّ وشُبّان، وصِحاب مثل جائع وجِـياع، وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حكاها جميعاً الأَخفش، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ، وعلى الفتح . . . أكمل المادة معها، والكسر معها عن الفراء خاصة.
ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع.
وفي حديث قيلة: خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؛ هو بالفتح جمع صاحب،ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا؛ قال امرؤُ القيس: فكانَ تَدانِـينا وعَقْدُ عِذارهِ، * وقال صِحابي: قَدْ شَـأَونَك، فاطْلُب قال ابن بري: أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع، كأَنه قال: فكان تدانينا مع عقد عذاره، كما قالوا: كل رجل وضَيْعَتُه؛ فكل مبتدأ، وضيعته معطوف على كل، ولم يأْت له بخبر، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع، والضيعة هنا: الحرفة، كأَنه قال: كل رجل مع حرفته.
وكذلك قولهم: كل رجل وشأْنه.
وقال الجوهري: الصَّحابة، بالفتح: الأَصْحاب، وهو في الأَصل مصدر، وجمع الأَصْحاب أَصاحِـيب.
وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع.
وقال الأَخفش: الصَّحْبُ جمع، خلافاً لمذهب سيبويه، ويقال: صاحب وأَصْحاب، كما يقال: شاهِد وأَشهاد، وناصِر وأَنْصار.
ومن قال: صاحب وصُحْبة، فهو كقولك فارِه وفُرْهَة، وغلامٌ رائِق، والجمع رُوقَة؛ والصُّحْبَةُ مصدر قولك: صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً. في النساءِ: هنَّ صواحِبُ يوسف.
وحكى الفارسي عن أَبي الحسن: هنّ صواحبات يوسف، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة، كقوله: فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وقوله: جَذْب الصَّرارِيِّـين بالكُرور والصِّحابَة: مصدر قولك صاحبَك اللّهُ وأَحْسَن صحابَتَك.
وتقول للرجل عند التوديع: مُعاناً مُصاحَـباً.
ومن قال: مُعانٌ مَصاحَبٌ، فمعناه: أَنت معان مُصاحَب.
ويقال: إِنه لَـمِصْحاب لنا بما يُحَبّ؛ وقال الأَعشى: فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ.
واصْطَحَب الرجلان، وتصاحبا، واصْطَحَبَ القوم: صَحِبَ بعضهم بعضاً؛ وأَصله اصْتَحَب، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضْطَربَ، وعند الطاء مثل اطَّلَب، وعند الظاء مثل اظَّلَم، وعند الدال مثل ادَّعى، وعند الذال مثل اذّخَر، وعند الزاي مثل ازْدَجَر، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها، لتخفّ على اللسان، ويَعْذُبَ اللفظ به.
وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة. صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب. بلغ ابنه مبلغ الرجال، فصار مثله، فكأَنه صاحبه. الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه؛ قال: إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي، * والـمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك: نوع من الطيب رديء خسيس. الشيء: جعلته له صاحباً، واستصحبته الكتاب وغيره. الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه.
وفي الحديث: اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا.
وفي التنزيل: ولا هم منا يُصْحَبون ؛ قال: يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا، ولا هم منا يُصْحَبون: يجارون أَي الكفار؛ أَلا ترى أَن العرب تقول: أَنا جارٌ لك؛ ومعناه: أُجِـيرُك وأَمْنَعُك. فقال: يُصْحَبون بالإِجارة.
وقال قتادة: لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير؛ وقال أَبو عثمان المازنيّ: أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه؛ وأَنشد قَوْلَ الـهُذَليّ: يَرْعَى بِرَوْضِ الـحَزْنِ، من أَبِّه، * قُرْبانَه، في عابِه، يُصْحِبُ يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون.
وقال غيره: هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً؛ وقال: جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما، * وصاحِـبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ: انقادا.
ومنهم مَن عَمَّ فقال: وأَصْحَبَ ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة؛ قال امرؤ القيس: ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ، * إِذا قِـيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ: الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه، والرَّثْيَةُ: وجَع المفاصل.
وفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، واسترسلت، وتبعت صاحبها. قال أَبو عبيد: صحِـبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة، وأَصْحَبْتُ أَي انقدت له؛ وأَنشد: تَوالى بِرِبْعِـيِّ السّقابُ، فأَصْحَبا والـمُصْحِبُ الـمُستَقِـيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يا ابن شهابٍ، لَسْتَ لي بِصاحِب، * مع الـمُماري ومَعَ الـمُصاحِب فسره فقال: الـمُمارِي الـمُخالِفُ، والـمُصاحِبُ الـمُنْقاد، من الإِصْحابِ. الماءُ: علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ. مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه، وقد أَصْحَبْته: تركت ذلك عليه.
وقِربَةٌ مُصْحِـبَة: بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ.
والـحَمِـيتُ: ما ليس عليه شعر.
ورجل مُصْحِب: مجنون. الـمَذْبوحَ: سلَخه في بعض اللغات. من مُجالَسَتِنا: استَحْيا.
وقال ابن برزح (1) (1 قوله «برزح» هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا.) إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِـي منها.
وإِذا قيل: فلان يتسَحَّب علينا، بالسين، فمعناه: أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل.
وقولهم في النداءِ: يا صاحِ، معناه يا صاحبي؛ ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده، سُمِـعَ من العرب مُرخَّماً.
وبنو صُحْب: بَطْنان، واحدٌ في باهِلَة، وآخر في كلْب. اسم رجلٍ.

صحب (الصّحّاح في اللغة) [227]


صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحابة بالفتح.
وجمع الصاحِب صَحْبٌ وصُحْبَةٌ، وصِحابٌ. قال الشاعر امرؤ القيس:
      وقال صِحابي قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ
. جمع صحب والصحابة بالفتح: الأصحاب وهي في الأصل مصدرٌ.
وجمع الأصحابِ أصاحيبُ.
وقولهم في النداء يا صاحِ، معناه يا صاحبي.
ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحدَه، سُمِعَ من العرب مرخَّماً. الشيءَ: جعلته له صاحباً. الكتابَ وغيره.
وكل شيء لاءَمَ شيئاً فقد استصحبه. القومُ: صَحِبَ بعضهم بعضاً، وأصله اصْتَحَبَ. البعيرُ والدابةُ، إذا انقاد بعد صُعوبة، قال الشاعر:
إذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا      ولَسْتُ بِذي رَثْيَةٍ إمَّـرٍ

وأَصْحَبَ الرجلُ، . . . أكمل المادة إذا بَلَغَ ابنُهُ. من الزِقاقِ: ما الشَعَرُ عليه.
وقد أَصْحَبْتَهُ، إذا تَرَكْتَ صوفَهُ أو شَعَرَهُ عليه ولم تَعْطُِنْهُ. الماءُ، إذا علاه الطُحْلُبُ.
وحمارٌ أصحبُ، أي أَصْحَرُ يَضرِبُ لَوْنُهُ إلى الحُمْرَةِ.

ب - ح - ص (جمهرة اللغة) [220]


وجدتَ المُنْدِيات أقلَّ رزْءاً ... عليكَ من المصابيح الجِلادِ المُنْدِيات: الدواهي التي يشيع أمرها. والصَّحْب والصِّحاب والأصحاب والصَّحابة واحد؛ فإذا قالوا صِحابة فهم الأصحاب، وإذا قالوا صَحابة فهم القوم الذين يصحبونه. وربما كانت الصَحابة مصدراً، يقولون: فلان حسنُ الصَّحابة، أي الصُّحبة. وبنو صَحْب: بطنان من العرب، واحد في باهِلة، وآخر في كَلْب. فالذي في كلب يقال لهم بنو صُحْب، والذي في باهلة يقال لهم بنو صَحْب. ويقال صحِبَه اللّه واصحبَه وصاحَبَه، أي حفظَه. وقال أبو عبيدة: وقوله جلّ ثناؤه: " ولا هم منّا يُصْحَبون " ، أي لا يُحفظون، واللّه أعلم. وأنشد: جاري ومصلايَ لا . . . أكمل المادة يُبْزَى حريمُهما ... وصاحبي من دواعي الشر مصطحب أي محفوظ. ومنه قولهم: لا صَحِبَه الله، أي لا حفظَه. ويقال: بأهله صُحْبة الله وصاحِبُه، أي حِفْظه. وتقول: أصْحبتُ الرجلَ إذا اتَّبعته منقاداً، فأنا مُصْحِب والرجل مصحَب. وصاحَبْتُه، إذا رافقته فهو مصحوب. وصَحَبْتُ المذبوحَ، إذا سلختَه وأبقيت على الجلد صوفاً أو شَعَراً في بعض اللغات. وأديم مصحَب، إذا دبغتَه وتركتَ عليه بعضَ الصّوف أو الشَّعَر.

ص ح ب (المصباح المنير) [217]


 صَحِبْتُهُ: أصحبه صحبة فأنا "صَاحِبٌ" والجمع "صَحَبٌ" و "أَصْحَابٌ" و "صَحَابَةٌ" قال الأزهري: ومن قال "صَاحِبٌ" و "صُحْبَةٌ" فهو مثل فاره وفرهة. والأصل في هذا الإطلاق لمن حصل له رؤية ومجالسة ووراء ذلك شروط للأصوليين ويطلق مجازا على من تمذهب بمذهبٍ من مذاهب الأئمة فيقال "أَصْحَابُ" الشافعي و "أَصْحَابُ" أبي حنيفة، وكلّ شيء لازم شيئا فقد "اسْتَصْحَبَهُ" قال ابن فارس وغيره، و "اسْتَصْحَبْتُ" الكتاب وغيره حملته صحبتي ومن هنا قيل "اسْتَصْحَبْتُ" الحال إذا تمسكت بما كان ثابتا كأنك جعلت تلك الحالة مصاحبة غير مفارقة و "الصَّاحِبَةُ" تأنيث الصاحب وجمعها "صَوَاحِبٌ" وربما أنث الجمع فقيل "صَوَاحِبَاتٌ" . 

صحب (مقاييس اللغة) [213]



الصاد والحاء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مقارَنة شيءٍ ومقاربته. من ذلك الصَّاحب والجمع الصَّحْب، كما يقال راكبٌ ورَكْبٌ.
ومن الباب: أصحب فلانٌ، إِذا انقاد. الرَّجُل، إذا بلغَ ابنُهُ.
وكلُّ شيءٍ لاءم شيئاً فقد استصحبه. للأديم إِذا تُرِكَ عليه شَعَرُه مُصْحَبٌ. أَصحبَ الماءُ، إذا علاهُ الطُّحْلَب.

صَحِبَه (القاموس المحيط) [27]


صَحِبَه، كسَمِعَه، صَحابَةً، ويُكْسَرُ، وصُحْبَةً: عاشَرَهُ.
وهُم: أصحابٌ وأصاحِيبُ وصُحْبانٌ وصِحابٌ وصَحابَةٌ وصِحابَةٌ وصَحْبٌ. واسْتَصْحَبَهُ: دَعاهُ إلى الصُّحْبَةِ، ولازَمَه.
والمُصْحِبُ، كمُحْسِنٍ: الذَّليلُ المُنْقادُ بعدَ صُعوبةٍ،
كالمُصاحِبِ، والمُسْتَقيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّثُ، والماءُ عَلاه الطُّحْلُبُ، والرَّجُلُ بَلَغَ ابْنُه فصارَ مِثْلَه، والرَّجُلُ الذي يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وقد تُفْتَحُ حاؤُه، وبفتح الحاءِ: المَجْنُونُ، وأديمٌ بَقِيَ عليه صوفُه وشَعَرُه ووبَرُه، ومنه: قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ. وصَحَبَ المَذْبُوحَ، كمنَعَ: سَلَخَه.
وأصْحَبْتُه الشيء: جَعَلْتُه له صاحِباً،
و~ فلاناً: حَفِظَه،
كاصْطَحَبه، ومَنَعَه،
و~ الرَّجُلُ: صارَ ذا صاحِبٍ.
وصَحْبُ بنُ سَعْدٍ، بالفتح: قَبيلَةٌ، منها: الأَشْعَثُ الصَّحْبِيُّ الشاعِرُ.
وبَنو . . . أكمل المادة class="baheth_marked">صُحْبٍ، بالضم: بَطْنان. رَجُلٌ.
والأَصْحَبُ: الأَصْحَرُ.
واصْطَحَبوا: صحِبَ بعضُهُم بعضاً.
ويَتَصَحَّبُ مِنَّا: يَسْتَحي.
والصاحِبُ: فَرَسٌ من نَسْلِ الحَرُونِ.
والمَصْحَبِيَّةُ: ماءٌ لِقُشَيْرٍ،
وهو مِصْحابٌ لنا بما نُحِبُّ، بالكسر كمِحْرابٍ: مُنْقَادٌ.

صَحبه (المعجم الوسيط) [10]


 صحابة وصحبة رافقه وَيُقَال فِي الدُّعَاء صحبك الله حفظك ورافقتك عنايته 

شايعه (المعجم الوسيط) [7]


 مشايعة وشياعا تبعه وَصَحبه وأيده وَصَحبه مودعا 

استصحب (المعجم الوسيط) [7]


 الشَّيْء لَازمه وَيُقَال استصحبه الشَّيْء سَأَلَهُ ن يَجعله فِي صحبته وَفُلَانًا دَعَاهُ إِلَى الصُّحْبَة 

باوكهم (المعجم الوسيط) [5]


 خالطهم فِي جوَار أَو صُحْبَة 

أدوى (المعجم الوسيط) [5]


 فلَان صحب مَرِيضا وَفُلَانًا أمرضه وعالجه 

اصطحب (المعجم الوسيط) [5]


 فلَانا اتَّخذهُ صاحبا وَيُقَال اصطحب الْقَوْم صحب بَعضهم بَعْضًا 

الرَّضَاع (المعجم الوسيط) [5]


 يُقَال بَينهمَا رضَاع اللَّبن أخوة من الرضَاعَة وَبَينهمَا رضَاع الكأس صُحْبَة فِي الشَّرَاب 

الشموس (المعجم الوسيط) [5]


 النفور الْعسر الصُّحْبَة يُقَال رجل شموس وَامْرَأَة شموس وَالْخمر (ج) شمس 

باش (المعجم الوسيط) [5]


 الرجل بوشا صحب الغوغاء وَالْقَوْم كَثُرُوا واختلطوا وضجوا وصاحوا وَالشَّيْء خلطه بِغَيْرِهِ 

الْحُرْمَة (المعجم الوسيط) [5]


 مَا لَا يحل انتهاكه من ذمَّة أَو حق أَو صُحْبَة أَو نَحْو ذَلِك وَالْمَرْأَة وَحرم الرجل وَأَهله والمهابة (ج) حرم 

الرّفْقَة (المعجم الوسيط) [5]


 الرفاقة (ج) رفق ورفاق (جج) أرفاق الرّفْقَة:  الصُّحْبَة تَقول جمعتني وإياه رفْقَة وَاحِدَة 

تجر (مقاييس اللغة) [5]



التاء والجيم والراء، التِّجارة معروفة.
ويقال تاجر وتَجْرٌ، كما يقال صاحبٌ وصحبٌ. تكاد تُرى تاءٌ بعدها جيم.

هجا (المعجم الوسيط) [5]


 الْكتاب هجوا وهجاء قَرَأَهُ وتعلمه وَفُلَانًا هجوا وهجاء ذمه وَعدد معايبه وَيُقَال الْمَرْأَة تهجو صُحْبَة زَوجهَا 

صنبح (لسان العرب) [4]


صُنابِح: اسم، وهو أَبو بطن من العرب، منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صحب النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ.

و ف د (المصباح المنير) [4]


 وَفَدَ: على القوم "وَفْدًا" من باب وَعَدَ، و "وُفُودًا" فهو "وَافِدٌ" ، وقد يجمع على "وُفَّادٍ" ، و "وُفَّدٍ" وعلى "وَفْدٍ" مثل صاحب وصحب، ومنه "الحَاجُّ وَفْدُ اللهِ" وجمع "الوَفْدِ" "أَوْفَادُ" ، و "وُفُودُ" . 

واءمه (المعجم الوسيط) [4]


 مواءمة ووئاما وَافقه وَيُقَال (لَوْلَا الوئام لهلك الْأَنَام) لَوْلَا مُوَافقَة النَّاس بَعضهم بَعْضًا فِي الْعشْرَة والصحبة لكَانَتْ الهلكة وَيُقَال واءمت الْمَرْأَة صواحباتها تكلفت مَا يتكلفن من الزِّينَة 

الصاحب (المعجم الوسيط) [4]


 الْمرَافِق وَمَالك الشَّيْء والقائم على الشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا جعلنَا أَصْحَاب النَّار إِلَّا مَلَائِكَة} وَيُطلق على من اعتنق مذهبا أَو رَأيا فَيُقَال أَصْحَاب أبي حنيفَة وَأَصْحَاب الشَّافِعِي (ج) صحب وَأَصْحَاب وصحاب وَيَقُولُونَ يَا صَاح يَا صَاحِبي 

الْحَاشِيَة (المعجم الوسيط) [4]


 من كل شَيْء جَانِبه وطرفه وَمن الْإِبِل صغارها الَّتِي لَا كبار فِيهَا والأهل والخاصة يُقَال هَؤُلَاءِ حَاشِيَته وَمَا علق على الْكتاب من زيادات وإيضاح (ج) حواش وَيُقَال عَيْش رَقِيق الْحَوَاشِي ناعم فِي دعة وَكَلَام رَقِيق الْحَوَاشِي لين وَرجل رَقِيق الْحَوَاشِي لطيف الصُّحْبَة 

التَّاجِرُ (القاموس المحيط) [4]


التَّاجِرُ: الذي يَبيعُ ويَشْتَرِي، وبائِعُ الخَمْرِ،
ج: تِجَارٌ وتُجَّارٌ وتَجْرٌ وتُجُرٌ، كرِجالٍ وعُمَّالٍ وصَحْبٍ وكُتُبٍ، والحاذِقُ بالأَمْرِ، والناقَةُ النافِقَةُ في التِّجارَةِ وفي السُّوقِ،
كالتَّاجِرَةِ.
وأرضٌ مَتْجَرَةٌ: يُتَّجَرُ فيها وإليها، وقد تَجَرَ تَجْراً وتِجارَةً.
وهو على أكْرَمِ تاجِرَة: على أكْرَمِ خَيْلٍ عِتاقٍ.

ت ج ر (المصباح المنير) [4]


 تَجَرَ: "تَجْرًا" من باب قتل و "أَتَّجَرَ" والاسم "التِّجَارَةُ" وهو "تَاجِرٌ" والجمع "تَجْرٌ" مثل صاحب وصحب، و "تُجَّارٌ" بضمّ التاء مع التثقيل وبكسرها مع التخفيف ولا يكاد يوجد تاء بعدها جيم إلا نتج وتجر والرتج وهو الباب ورتج في منطقه وأما تجاه الشيء فأصلها واو. 

د - ش - ه (جمهرة اللغة) [5]


دُهِشَ الرجلُ فهو مدهوش، وشُدِهَ فهو مشدوه بمعنى، والاسم من هذا الشُّداهُ ومن ذلك الدَّهَشُ. والشُّهْد: العسل الذي لم يُصَفَّ، وقد قيل شَهْد أيضاً، والضمّ أعلى. والشَّهْد: جمع شاهد، كما قالوا: صاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب. وشهِدَ الرجلُ يشهَد شهادةً فهو شاهد وشهيد. والأشهاد: جمع شَهْد، مثل صحْب وأصحاب. والرجل شاهد وشهيد، وقد جمعوا شهيداً على شُهَداء. ويقال: فلانة شاهدي، مثل الذكر سواء. والمَشْهَد: الموضع الذي يشاهد فيه القومُ القومَ، أي يحضر بعضهم بعضاً. والشاهد: خلاف الغائب. ويقال: أشهدَ الرجلُ، إذا أمذى؛ ذكر ذلك يونس عن رؤبة. والشّهيد في سبيل الله: معروف. وشُهود الناقة: آثار مواضع مَنْتَجِها من . . . أكمل المادة دم أو سَلًى. قال الهذلي: فجاءت بمثل السّابريِّ تعجّبوا ... له والثّرى ما جفَّ عنه شُهودُها

قرصف (العباب الزاخر) [4]


ابن الأعرابي: القُرْصُوْفُ: القاطِعُ. والقِرْصافَةُ: الخُذْرُوْفُ. والقِرْصافَةُ: المرأة التي تتدحرجُ كأنها كرة، وكذلك الناقة. وأبو قِرْصافَةَ جَنْدَرَةُ بن خَيشَنَةَ الكِنانيُّ -رضي الله عنه-: له صُحْبَةٌ. وقال ابنُ عَبّاد: لُعْبةٌ لهم يُقال لها قاصَّةُ قِرْصَافَةَ. وقال ابنُ خالَوَيْهِ: المُقْرَنْصِفُ: الأسدُ. تَقَرْصَفَ: أسرع.

الرَّتْنُ (القاموس المحيط) [4]


الرَّتْنُ: خَلْطُ الشحْمِ بالعَجينِ.
والمِرْتَنَةُ، كمِكْنَسةٍ ومُعَظَّمةٍ: الخُبْزَةُ المُشَحَّمةُ.
والراتِينُ: صَمْغٌ مع الصَّفَّارِينَ للإِلْحامِ.
ورَتَنٌ، محركاً: ابنُ كِرْبالِ بنِ رَتَنٍ البَتْرَنْدِيِّ، ليس بصحابيٍّ، وإنَّما هو كذَّابٌ ظَهَرَ بالهِنْدِ بعدَ السِّتِّمِئَةِ، فادَّعَى الصُّحْبَةَ، وصُدِّقَ، ورَوَى أحاديثَ سَمِعْناها من أصْحابِ أصْحابِهِ.
ووَادِي راتُونا، (صوابُه: رانُونا، بنونَيْنِ): بين المَدينةِ وقُبا.

وأم (الصّحّاح في اللغة) [4]


أبو زيد: المُواءمَةُ: الموافقة. يقال: واءَمَهُ مُواءَمَةً ووِئاماً، إذا فعل كما يفعل.
وفي المثل: لولا الوِئامُ لهلك الأنام. أي لولا موافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُحبة والعِشرة لكانت الهَلَكَة.
ويقال: لولا الوِئامُ هلك اللئام، والوِئام: المباهاة. أي إنَّ الرجال ليسوا يأتون الجميل من الأمور على أنَّها أخلاقهم، وإنَّما يفعلونها مباهاةً وتشبّهاً بأهل الكرم، ولولا ذلك لهلكوا.

أرْدف (المعجم الوسيط) [4]


 توالى وتتابع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} وَفُلَانًا جَاءَ بعده وَتَبعهُ وَركب خَلفه وَالشَّيْء بالشَّيْء أتبعه وأردفه الْأَمر دهمه وَفُلَانًا جعله ردفه وأركبه خَلفه وَفِي حَدِيث وَائِل بن حجر (أَن مُعَاوِيَة سَأَلَهُ أَن يردفه وَقد صَحبه فِي طَرِيق فَقَالَ لست من أرداف الْمُلُوك) 

عرج (المعجم الوسيط) [3]


 الشَّيْء عروجا ارْتَفع وَعلا فَهُوَ عريج وَفُلَان أَصَابَهُ شَيْء فِي رجله فغمز كَأَنَّهُ أعرج وَلَيْسَ بخلقه وَفِي السّلم وَعَلِيهِ ارْتقى وَصعد وبالشيء صَحبه فِي عروجه وَمِنْه عرج بِالروحِ وَالْعَمَل صعد بهما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح إِلَيْهِ} عرج:  عرجا وعرجانا كَانَ فِي رجله شَيْء خلقَة فَجعله يغمز بهَا وغمز بِرجلِهِ لعِلَّة طارئة فَهُوَ أعرج وَهِي عرجاء (ج) عرج وَالشَّمْس عرجا مَالَتْ للغروب 

ي ب س (المصباح المنير) [3]


 يِبَسَ: "يَيْبَسُ" من باب تعب وفي لغة بكسرتين: إذا جفّ بعد رطوبته فهو "يَابِسٌ" وشيء "يَبْسُ" ساكن الباء بمعنى "يابِسٍ" أيضا وحطب "يَبْسٌ" كأنه خلقة ويقال هو جمع "يَابِس" مثل صاحب وصحب ومكان "يَبَسٌ" بفتحتين إذا كان فيه ماء فذهب، وقال الأزهري: طريق "يَبَسٌ" لا ندوّة فيه ولا بلل، و "اليُبْسُ" نقيض الرطوبة، و "اليَبِيسُ" من النبات ما يبس فعيل بمعنى فاعل وقال الفارابي: مكان "يَبَسٌ" ، و "يَبْسٌ" وكذلك غير المكان. 

الخَزْعُ (القاموس المحيط) [3]


الخَزْعُ، كالمنع: القطعُ،
كالتَّخْزِيع، والتَّخَلُّفُ عن الصَّحْبِ. والخُزاعَةُ، بالضم: القِطْعَةُ تُقْتَطَعُ من الشيءِ، وبلا لامٍ: حَيٌّ من الأزْدِ سُمُّوا بذلك لأنهم تَخَزَّعُوا عن قومِهِم، وأقاموا بمكَّةَ.
ورجلٌ خُزَعَةٌ، كهمزةٍ: عُوَقَةٌ.
والخَوْزَعُ، كجَوْهَرٍ: العَجُوزُ، وبهاءٍ: الرمْلَةُ المُنْقَطِعَةُ من مُعْظمِ الرملِ.
وبه خَزْعَةٌ، أي: ظَلْعٌ من إحْدَى رجْلَيْه، وبالكسر: القطعةُ من اللحم.
وكغراب: الموتُ.
وانْخَزَعَ: انْقَطَعَ،
و~ مَتْنُه: انْحَنَى كِبَراً وضَعْفاً.
وتَخَزَّعَ اللحمَ من الجَزُور: اقْتَطَعَه،
و~ القومُ الشيءَ: اقْتَسَمُوه قِطَعاً.

عدن (مقاييس اللغة) [3]



العين والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على الإقامة. قال الخليل: العَدْن: إقامة الإبل في الحَمْض خاصّة. تقول: عَدَنَت الإبل تَعْدِن عَدْناً.
والأصل الذي ذكره الخليل هو أصلُ الباب، ثمَّ قيس به كلُّ مُقام، فقيل جنةُ عَدْنٍ، أي إقامة.
ومن الباب المعدِنُ: مَعدن الجواهر.
ويقيسون على ذلك فيقولون: هو مَعدن الخَير والكَرَم.
وأمّا العِدَان والعَدان فساحِلُ البحر.
ويجوز أن يكون من القياس الذي ذكرناه، وليس ببعيد.
وقال لبيد:
لقد يعلم صَحبي كلُّهم      بِعَدَانِ السَّيفِ صبري ونَقَلْ

وعَدَنُ: بلد.

عنبس (العباب الزاخر) [3]


الليث: العَنْبَسُ: من أسماء الأسد، إذا نَعَتَّهُ قلت: عَنْبَسٌ وعُنابِسٌ.
وإذا خَصَصْتَه باسْمٍ قُلْتَ: عَنْبَسَة -غير مُجْرىً-؛ كما تقول: أُسامَةُ وساعِدَة، ذكره الأزهَريّ والليث في الرُّباعيّ، وقال هشام: لا أدري اسمٌ هو أم صِفةٌ ولا أدري ما أصلُهُ، وقال أبو عُبَيد: هو من العُبُوْسِ، فَعَلى هذا النون زائدة ووزنُهُ فَنْعَلٌ. والعَنَابِسُ من قُرَيْش: أولادُ أُمَيَّة بن عبد شمس الأكبر؛ وهم سِنَّة: حَرْب وأبو حَرْب وسُفيان وأبو سُفيان وعمرو وأبو عمرو. وخالِد بن عَنْبَس بن ثعلَبَة البلويّ -رضي الله عنهما-: له ولأبيه عَنْبَسٍ صُحبَة.

نول (مقاييس اللغة) [3]



النون والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إعطاءٍ.
ونَوَّلته: أعطيته.
والنَّوال: العَطاء.
ونُلْتُه نَولاً مثل أنلته.
وقولك: ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضاً، أي ليس ينبغي أن يكون ما تُعطِيناهُ مِنْ نوالِك هذا.
وقولُ لبيد:
وقفتُ بهنَّ حتَّى قال صحبي      جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ

قالوا: النّوال: الصَّواب، وتلخيصه: ليس ذلك بالعطاء الذي [إن] أعطيتَناه كنتَ فيه مصيباً.
وكذا قوله:
فدَعِي الملامةَ ويْبَ غيرِكِ إنَّه      ليس النّوال بلوم كلِّ كريم

والقياس في كلِّه واحد.ومما شذَّ عن الباب المِنْوال: الخَشَبة* يلُفُّ عليها النَّاسِج الثَّوب.

غ ي ب (المصباح المنير) [3]


 الغَابَةُ: الأجمة من القصب وهي في تقدير فعلة بفتح العين قاله الفارابي، والجمع "غَابٌ" ، و "غَابَاتٌ" ، و "غَابَ" الشيء "يَغِيبُ" "غَيْبًا" ، و "غَيْبَةً" ، و "غِيَابًا" بالكسر، و "غُيُوبًا" ، و "مَغِيبًا" بعد فهو "غَائِبٌ" والجمع "غُيَّبٌ" ، و "غُيَّابٌ" ، و "غَيْبٌ" مثل ركّع وكفار وصحب، و "تَغَيَّبَ" مثل "غَابَ" ويتعدى بالتضعيف فيقال "غَيَّبْتُهُ" ، و "غَابَ" القمر والشمس "غِيَابًا" ، و "غَيْبُوبَةً" ، و "تَغَيَّبَ" مثل "غَابَ" أيضا وهو التوّاري في "المَغِيبِ" ، و "اغْتَابَهُ" "اغْتِيَابًا" إذا ذكره بما يكره من العيوب وهو حق والاسم "الغِيبةُ" فإن كان باطلا فهو "الغِيبَةُ" في بهت، و "الغَيْبُ" كل ما غاب عنك وجمعه "غُيُوبٌ" وفي التنزيل: {عَلَّامُ الغُيُوبِ} ، و "أَغَابَتِ" المرأة بالألف "غَابَ" زوجها فهو "مُغِيبٌ" ، و "مُغِيبَةٌ" ، و "غَيَابَةُ" الجبّ بالفتح قعره والجمع "غَيَابَاتٌ" . 

غ ي ب (المصباح المنير) [3]


 الغَابَةُ: الأجمة من القصب وهي في تقدير فعلة بفتح العين قاله الفارابي، والجمع "غَابٌ" ، و "غَابَاتٌ" ، و "غَابَ" الشيء "يَغِيبُ" "غَيْبًا" ، و "غَيْبَةً" ، و "غِيَابًا" بالكسر، و "غُيُوبًا" ، و "مَغِيبًا" بعد فهو "غَائِبٌ" والجمع "غُيَّبٌ" ، و "غُيَّابٌ" ، و "غَيْبٌ" مثل ركّع وكفار وصحب، و "تَغَيَّبَ" مثل "غَابَ" ويتعدى بالتضعيف فيقال "غَيَّبْتُهُ" ، و "غَابَ" القمر والشمس "غِيَابًا" ، و "غَيْبُوبَةً" ، و "تَغَيَّبَ" مثل "غَابَ" أيضا وهو التوّاري في "المَغِيبِ" ، و "اغْتَابَهُ" "اغْتِيَابًا" إذا ذكره بما يكره من العيوب وهو حق والاسم "الغِيبةُ" فإن كان باطلا فهو "الغِيبَةُ" في بهت، و "الغَيْبُ" كل ما غاب عنك وجمعه "غُيُوبٌ" وفي التنزيل: {عَلَّامُ الغُيُوبِ} ، و "أَغَابَتِ" المرأة بالألف "غَابَ" زوجها فهو "مُغِيبٌ" ، و "مُغِيبَةٌ" ، و "غَيَابَةُ" الجبّ بالفتح قعره والجمع "غَيَابَاتٌ" . 

أرن (مقاييس اللغة) [3]



الهمزة والراء والنون أصلان، أحدهما النّشاط.
والآخر مأْوىً يأوِي إليه وحْشِيٌّ أو غيرهُ. فأمّا الأول فقال الخليل: الأَرَنُ النّشاط، أرِنَ يأْرَنُ أرَناً. قال الأعشى:
تراه إذا ما غدا صَحْبُه      به جانبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ

والأصل الثاني قولُ القائل:
وكم من إرَانٍٍ قد سَلَبْتُ مَقِِيلَهُ      إذا ضَنَّ بالوَحْشِِ العِِتَاق معَاقِِلُه

أراد المَكْنَس، أي كم مَكنَسٍ قد سلبْتُ أن يُقالَ فيه، من القيلولة. قال ابن الأعرابي: المئرانُ مأوى البَقَر من الشّجر.
ويقال للموضع الذي يأوي إليه الحِرباء أُرْنَةٌ. قال ابنُ أحمر:
وتَعَلَّلَ الحِرْبَاء أُرْنَتَهُ      متشاوِساً لِوَريدهِ نَقْرُ

بوش (لسان العرب) [3]


البَوْش: الجماعةُ الكثيرةُ. ابن سيده: البَوْش والبُوش جماعةُ القومِ لا يكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّى، وقيل: هما الجماعةُ والعيَال، وقيل: هما الكَثْرة من الناس، وقيل: الجماعة من الناس المُختَلِطِين. يقال: بَوْش بائِشٌ، والأَوْباش جمعٌ مقلوب منه.
والبَوْشِي: الرجُل الفقير الكثيرُ العيالِ.
ورجل بَوْشِيٌّ: كثير البَوْشِ؛ قال أَبو ذؤيب: وأَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ، غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل وجاء من الناس الهَوْش والبَوْش أَي الكثرة؛ أَي الكثرة؛ عن أَبي زيد.
وبَوّشَ القومُ: كثرُوا واختَلطوا.
وتركهم هَوْشاً بَوْشاً أَي مختلطين. الفراء: شابَ خانَ، وباشَ خَلَط، وباشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ، وهم الغَوْغاء.
ورجل بَوْشِيّ وبُوشِيّ: من خُمّان الناس ودَهْمائِهم؛ وروي بيت أَبي ذؤيب: وأَشعث . . . أكمل المادة بُوشِيّ، بالضم، وقد ذكرناه آنفاً.

غطف (العباب الزاخر) [3]


الغَطَفُ والغَضَفُ: سَعةُ العيش، يُقال: عَيْشٌ أغْطَفُ وأغْضَفُ. والغَطَفُ في الأشُفَارِ: أن تَطُوْلَ ثمَّ تَنْثَنِيَ.
وقال ابنُ دريدٍ: الغَطَفُ ضِدُّ الوَطَفِ وهو قِلَّةُ شَعَرِ الحاجب.
وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وفي أشْفارِه غَطَفٌ، وقد كُتِبَ الحديثُ بتمامه في تَركيبِ ع ز ب. وغَطَفَانُ: حيٌّ من قَيْسٍ، وهو غَطَفانُ بن سَعْدِ بن قيس عَيْلانَ، قال:
لو لم تَكُنْ غَطَفَانٌ لا ذُنُوْبَ لها      إلَيَّ لامَتْ ذَوُوْ أحْسَابِها عُمَرا

قال الأخْفَشُ: "لا" زائدَةٌ. وبنو غُطَيْفٍ: حَيٌّ من العرب، وقيل: قومٌ بالشَّأمِ.
والغُطَيْفيُّ: فَرَسٌ كان لهم في الإسلام، قال الخُزَاعيُّ يُفْخَرُ بما صار إليه من نَسْلِه:
أنْعَتُ طِرْفاً من خِيَارِ المِصْرَيْنْ      من الغُطَيْفِيّاتِ في صَرِيْحَيْنْ

وأُمُّ غُطَيْفٍ الهُذَليَّةُ -رضي الله . . . أكمل المادة عنهما-: لها صُحْبَةٌ.

الدَّواءُ (القاموس المحيط) [3]


الدَّواءُ، مثلثةً: ما داوَيْتَ به،
و~ بالقَصْرِ: المَرَضُ، دَوِيَ دَوًى، فهو دَوٍ ودَوًى، والأحْمَقُ، واللازِمُ مكانَه.
وأرضٌ دَوِيَّةٌ، ويُضَمُّ: غيرُ مُوافقةٍ.
والدَّواةُ: م
ج: دَوًى ودُوِيٌّ، بالضم والكسر، وقِشْرُ الحَنْظَلةِ والعِنَبَةِ والبِطِّيخةِ، لغةٌ في الذالِ.
والدُّوايَةُ، كثُمامَةٍ ويُكْسَرُ: ما يَعْلُو الهَرِيسَةَ واللَّبَنَ ونحوَه إذا ضَرَبَتْها الرِيحُ، كغِرْقِئِ البَيْضِ، وهو لَبَنٌ داوٍ،
وقد دَوَّى تَدْوِيَةً.
ودَوَّيْتُه: أعْطَيْتُه إيَّاها،
فَادَّوَاها، كافْتَعَلَها: أَخَذَها فأَكَلَها،
و~ الماءُ: عَلاهُ ما تَسْفيهِ الرِيحُ.
والدُّوايَةُ في الأسْنانِ: كالطُّرامَةِ.
وطَعامٌ داوٍ ومُدَوٍّ: كَثيرٌ.
وما بِها دَوِّيٌّ ودُوِّيٌّ ودَوَوِيٌّ: أحَدٌ.
وداوَيْتُه: عالَجْتُه، وعانَيْتُه.
وأدْوَيْتُه: أمْرَضْتُه.
وأمْرٌ مُدَوٍّ: مُغَطًّى.
والمُدَوِّي أيضاً: السَّحابُ المُرْعِدُ.
وأدْوَى: صَحِبَ مَرِيضاً.
ودَوِيُّ . . . أكمل المادة الرِيحِ: حَفِيفُها، وكذا من النَّحْلِ والطائِر.
ودَوَّى الفَحْلُ تَدْوِيَةً: سُمِعَ لهَدِيرِهِ دَوِيٌّ.

رَضِيَ (القاموس المحيط) [4]


رَضِيَ عنه،
و~ عليه يَرْضَى رِضاً ورِضْواناً، ويُضَمَّانِ، ومَرْضاةً: ضِدُّ سَخِطَ، فهو راضٍ من رُضاةٍ، ورَضِىٌّ من أرْضِياءَ ورُضاةٍ، ورَضٍ من رَضِينَ.
وأرْضاهُ: أعْطاهُ ما يُرْضيهِ.
واسْتَرْضاهُ وتَرَضَّاهُ: طَلَبَ رِضاهُ، ورَضِيتُهُ،
و~ به، فهو مَرْضُيٌّ ومَرْضِيٌّ، وارْتَضاهُ لِصُحْبَتِهِ وخِدْمَتِهِ.
وتَراضَياهُ: وَقَعَ به التَّراضِي.
واسْتَرْضاهُ: طَلَبَ إليه أن يُرْضِيَهُ.
وما فَعَلْتُه إلا عن رِضْوَته، بالكسرِ: رِضاهُ.
والرِّضاءُ: المُراضاةُ، وبالقَصْرِ: المَرْضاةُ، ويُثَنَّى رِضَوانِ ورِضَيانِ.
و{عِيشَةٌ راضِيَةٌ}: مَرْضِيَّةٌ.
ورُضِيَتْ مَعِيْشَتُهُ، كعُنِيَتْ، لا رَضِيَتْ، بالفتح.
وراضانِي فَرَضَوْتُه أرْضُوهُ: غَلَبْتُه.
ورجلٌ رِضاً: مَرْضِيٌّ.
والرَّضِي: الضَّامِنُ، والمُحِبُّ، ووالدُ غَنِيَّةَ التابِعِيَّةِ، ولَقَبُ عَلِيِّ بنِ مُوسَى بنِ جَعْفَرٍ، ولَقَبُ جَعْفَرِ بنِ دَبُوقَا المُقْرِئَ.
ورُضاً، كسُدًى: ابنُ زاهِرٍ.
وعبدُ . . . أكمل المادة رُضاً الخَوْلانِيُّ: له صُحْبَةٌ. ورُضاً: بَيْتُ صَنَمٍ لِرَبِيعَةَ.
ورَضْوَى، كسَكْرَى: فَرَسٌ، وجَبَلٌ بالمَدِينَةِ.
وذُو رِضْوانَ: جَبَلٌ، وخازِنُ الجَنَّةِ.

هجا (لسان العرب) [4]


هَجاه يَهْجُوه هَجْواً وهِجاء وتَهْجاء، مدود: شتمه بالشِّعر، وهو خلاف المَدْح. قال الليث: هو الوَقِيعةُ في الأَشْعار.
وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: اللهم إِنَّ فلاناً هَجاني فاهْجُه اللهم مكانَ ما هَجاني؛ معنى قوله اهْجُه أَي جازِه على هِجائه إِيايَ جَزاءَ هِجائه، وهذا كقوله عز وجل: وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، وهو كقوله تعالى: فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدُوا عليه؛ فالثاني مُجازاةٌ وإِن وافَق اللفظُ اللفظَ. قال ابن الأَثير: وفي الحديث اللهم إِنَّ عمرو بنَ العاصِ هَجاني، وهو يعلم أَني لست بشاعر، فاهْجُه اللهم والْعَنْه عدَدَ ما هَجاني أَو مكان ما هَجاني، قال: وهذا كقوله مَن يُرائي يُرائي اللهُ . . . أكمل المادة به أَي يُجازِيه على مُراءَاته.
والمُهاجاةُ بين الشاعِرَيْنِ: يَتهاجَيانِ. ابن سيده: وهاجَيْتُه هَجَوْتُه وهَجاني.
وهم يَتهاجَوْنَ: يَهْجُو بعضُهم بعضاً، وبينهم أُهْجُوَّةٌ وأُهْجِيّةٌ ومُهاجاةٌ يتَهاجَوْن بها؛ وقال الجعدي يَهْجُو ليلى الأَخْيَلِيَّة: دَعي عَنْكِ تَهْجاءَ الرِّجالِ، وأَقْبلي على أَذْلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا الأَذَلَغِيُّ: منسوب إِلى رجل من بني عُبادة بن عُقَيْلٍ رَهْطِ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة، وكان نَكَّاحاً، ويقال: ذكر أَذْلَغِيٌّ إِذا مَذى؛ وأَنشد أَبو عمرو الشيباني: فدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ، فصَرَخَتْ: قد جُزْتَ أَقْصى المَسْلَكِ وهو مَهْجُوٌّ.
ولا تقل هَجَيْتُه.
والمرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَي تَذُمُّ صُحبته؛ وفي التهذيب: تَهْجُو صُحبة زوجها أَي تَذُمُّه وتَشْكُو صُحْبتَه. أَبو زيد: الهِجاءُ القِراءَة، قال: وقلت لرجل من بني قيس أَتَقْرَأُ من القرآن شيئاً؟ فقال: واللهِ ما أَهْجُو منه حَرفاً؛ يريد ما أَقْرَأُ منه حَرْفاً. قال: ورَوَيْتُ قَصِيدةً فما أَهْجُو اليومَ منها بيتين أَي ما أَرْوي. ابن سيده: والهِجاء تَقْطِيعُ اللفظة بحُروفِها.
وهَجَوْتُ الحروف وتَهَجَّيْتُها هَجْواً وهِجاء وهَجَّيْتها تَهْجِيةً وتَهَجَّيتُ كله بمعنى؛ وأَنشد ثعلب لأَبي وَجْزةَ السَّعْدي: يا دارَ أَسْماءَ، قد أَقْوَتْ بأَنْشاجِ كالوَحْيِ، أَو كإِمامِ الكاتِبِ الهاجِي قال ابن سيده: وهذه الكلمة يائية وواوية، قال: وهذا على هِجاء هذا أَي على شَكْلِه وقَدْرِهِ ومِثاله وهو منه.
وهَجُوَ يَوْمُنا: اشتَدَّ حَرُّه.
والهَجاةُ: الضِّفْدَعُ، والمعروف الهاجةُ.
وهَجِيَ البيتُ هَجْياً: انْكَشَفَ.
وهَجِيَتْ عَيْنُ البعير: غارَتْ. ابن الأَعرابي: الهِجى الشِّبعُ من الطَّعام.

ط ي ر (المصباح المنير) [3]


 الطَّائِرُ: على صيغة اسم الفاعل من "طَارَ" "يَطِيرُ" "طَيَرَانًا" وهو له في الجو كمشي الحيوان في الأرض ويعدى بالهمزة والتضعيف فيقال "طَيَّرْتُهُ" و "أَطرْتُهُ" وجمع "الطَّائِرِ" "طَيْرٌ" مثل صَاحِب وصَحْب ورَاكِب ورَكْب وجمع "الطَّيْرِ" طُيُور و "أَطْيَارٌ" وقال أبو عبيدة وقطرب: ويقع الطير على الواحد والجمع، وقال ابن الأنباري: "الطَّيْرُ" جماعة وتأنيثها أكثر من التذكير ولا يقال للواحد "طَيْرٌ" بل "طَائِرٌ" وقلما يقال للأنثى "طَائِرَةٌ" و "طَائِرُ" الإنسان عمله الذي يقلده، و "طَارَ" القوم: نفروا مسرعين و "اسْتَطَارَ" الفجر انتشر و "تَطَيَّرَ" من الشيء و "اطَّيَّرَ" منه والاسم "الطِيرَةُ" وزان عنبة وهي التشاؤم وكانت العرب إذا أرادت المضيّ لمهم مرت "بِمَجَاثِمِ الطَّيْرِ" وأثارتها لتستفيد هل تمضي أو ترجع فنهى الشارع عن ذلك وقال: "لا هَام وَلا طِيَرَةَ" ، وقال: "أَقِرُّوا الطَّيْرَ فِي وُكُنَاتِهَا" أي على مجاثمها. 

زَعَبَ (القاموس المحيط) [3]


زَعَبَ الإِنَاءَ، كَمَنَعَ: مَلأَهُ، وقَطَعَه،
كازْدَعَبَهُ،
و~ الوادي: تَمَلأَّ،
و~ القِرْبَةَ: احْتَمَلَهَا مُمْتَلِئَةً،
و~ المَرْأَةَ: جَامَعَهَا فَمَلأَها مَنِيًّا،
و~ البَعِيرُ بِحِمْلِهِ: مَرَّ مُثْقَلاً، أو تَدَافَع،
كازْدَعَبَ فيهما،
و~ له مِنَ المالِ زَعْبَةً، ويُضَمُّ، وزِعْباً، بالكسرِ: دَفَعَ له قِطْعَةً منه،
و~ الغُرابُ زَعِيباً: نَعَبَ.
وزَاعِبٌ: د، أو رَجُلٌ، ومنه:
الرِّماحُ الزَّاعِبِيَّةُ، أو هي: التي إذا هُزَّتْ كَأَنَّ كُعوبَها يَجْري بعضُها في بَعْضٍ.
وزَعِيبُ النَّحْلِ: دَوِيُّها.
وكَسَحَابَةٍ: ة باليمامةِ.
وكَغُرابٍ: مَوْضِعٌ بالمدينةِ، أو الصَّوابُ بالغَيْنِ.
وكَزُبَيْرٍ: اسْمٌ.
وكَجِلْدٍ: أبو قَبيلَةٍ، منها: مَعْنُ بنُ يَزيدَ بنِ زِعْبٍ، ولِمَعْنٍ ولأَبِيهِ صُحْبَةٌ. وتَزَعَّبَ: نَشِطَ، وتَغَيَّظَ،
و~ في أَكْلِهِ وشُرْبِهِ: أكْثَرَ،
و~ القَوْمُ المالَ: اقْتَسَمُوهُ.
والزُّعْبُوبُ، . . . أكمل المادة بالضمِّ: اللئيمُ القصيرُ،
كالأَزْعَب، ج: زُعْبٌ، بالضَّمِّ شاذٌّ.
والأَزْعَبُ: الغَليظُ.
وزُعْبُبٌ، كَقُنْفُذٍ: اسْمٌ.
وزُعْبَةُ، بالضمِّ: حِمارٌ.
والزَّاعِبُ: الهادي السَّيّاحُ في الأرضِ. (ومحمدُ بنُ نِعْمَةَ بنِ محمودِ بنِ زَعْبَانَ: شاعِرٌ مُتَأَخِّرٌ).

زُنَيْمٌ (القاموس المحيط) [3]


زُنَيْمٌ، كزبيرٍ: والِدُ سارِيَةَ الصَّحبِيِ الذي ناداهُ عُمَرُ وهو بنَهاوَنْدَ، ونُغاشِيٌّ رآهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَسَجَدَ شُكْراً، ووالدُ ذُؤَيْبٍ الطَّهَوِيِّ، وجدُّ أنس ابنِ أبي إياسٍ الشاعِرَيْنِ.
وزَنَمَتا الأُذُنِ، مُحَرَّكَتَيْنِ: هَنتانِ تَلِيانِ الشَّحْمَةَ، وتُقابِلانِ الوَتَرَةَ،
و~ من الفُوقِ: حَرْفاهُ، وتُسَكَّنُ نونُهُ.
وهو العبدُ زَنْمَةً: كَزَلْمَةٍ في لُغاتِهِ ومَعانِيه.
والزَّنَمَةُ، محرَّكةً: بَقْلَةٌ، وشيءٌ يُقْطَعُ من أُذُنِ البعيرِ، فَيُتْرَكُ مُعَلَّقاً، يُفْعَلُ بِكرامِها.
بعيرٌ زَنِمٌ وأزْنَمُ ومُزَنَّمٌ، كمُعَظَّمٍ،
وناقةٌ زَنِمَةٌ وزَنْماءُ ومُزَنَّمَةٌ.
والزَّنَمُ: الزَّلَمُ الذي خَلْفَ الظِّلْفِ.
والزَّنِيمُ: المُسْتَلْحَقُ في قومٍ ليسَ منهم، والدَّعِيُّ،
كالمُزَنَّمِ، كمُعَظَّمٍ فيهما، واللئيمُ المَعْروفُ بِلُؤْمِهِ أو شَرِّهِ.
وكمُعَظَّمٍ: صِغارُ الإِبِلِ، وفَحْلٌ.
وأزْنَمُ: بَطْنٌ من بني . . . أكمل المادة يَرْبوعٍ، وابنُ جُشَمَ: أبو بَطْنٍ من تَميمٍ،
وع.
وكغُرابٍ: الداهِيَةُ، وزَمَّارٌ حاذِقٌ كان للرشيدِ.
وزَنَّمُوا لي هذا الخَصْمَ، أي: بعثوهُ لِيُخاصِمَنِي.
وأزْنَمَ الشجرُ: صارتْ له زَنَمَةٌ.
والأَزْنَمُ: الجَذَعُ، كالأَزْلَمِ.

ش ر ب (المصباح المنير) [3]


 الشَّرَابُ: ما يشرب من المائعات، و "شَرِبْتُهُ" "شُرْبًا" بالفتح والاسم "الشُّرْبُ" بالضم وقيل هما لغتان، والفاعل شاربٌ والجمع "شَارِبُونَ" و "شَرْبٌ" مثل صاحب وصحب ويجوز "شَرَبَةٌ" مثل كافر وكفرة، قال السرقسطي: ولا يقال في الطائر "شَرِبَ" الماء ولكن يقال حساه، وتقدم في الحاء، وقال ابن فارس في متخير الألفاظ: العبّ "شُرْبُ" الماء من غير مصّ، وقال في البارع: قال الأصمعي: يقال في الحافر كله وفي الظلف جرع الماء يجرعه وهذا كله يدلّ على أن "الشُّرْبَ" مخصوص بالمص حقيقة ولكنه يطلق على غيره مجازا و "الشِّرْبُ" بالكسر النصيب من الماء و "المَشْرَبَةُ" بفتح الميم والراء الموضع الذي يشرب منه الناس وبضم الراء وفتحها الغرفة وماء "شَرُوبٌ" و "شَرِيبٌ" صالح لأن يشرب وفيه كراهة، و "الشَّارِبُ" الشعر الذي يسيل على الفم قال أبو حاتم: ولا يكاد يثنى وقال . . . أكمل المادة أبو عبيدة قال الكلابيون "شَارِبَانِ" باعتبار الطرفين والجمع "شَوَارِبُ" . 

بهز (لسان العرب) [3]


بَهَزَهُ عَنِّي يَبْهَزُه بَهْزاً: دفعه دفعاً عنيفاً ونَحَّاه، وبَهَزْتُه عني.
والبَهْزُ: الضَّرْبُ والدفع في الصدر بالرجل واليد أَو بكلتا اليدين.
وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ وبُهِزَ بالأَيْدِي؛ البَهْزُ: الدفع العنيف. قال ابن الأَعرابي: هو البَهْزُ واللَّهْزُ.
وَبَهَزَهُ ولَهَزَه إِذا دفعه.
والبَهْزُ: الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ؛ قال رؤبة: دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَرِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي ورجل مِبْهَزٌ، مِفْعَلٌ: من ذلك؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمُزِ، أَنْقَذَني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ شَكْسٍ على الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ، إِن قام نَحْوي بالعَصَا لم تُحْجَزِ مِثَلٍّ: يَصْرَعُه، ورواه ثعلب: مِثَلٍّ. يَثُلُّهُم: يُهْلِكُهُم.
والمُشارَزَةُ: المُشارَّة بين الناس.
وبَهْزُ بن حَكيم بن معاوية بن حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ . . . أكمل المادة class="baheth_marked">صَحِبَ جَدُّهُ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم.
وبَهْزٌ: من اسماء العرب.
وبَهْزٌ: حَيٌّ من بني سُلَيْمٍ؛ قال الشاعر: كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوَارِ، وكانوا مَعْشراً غُدُرا

الفاكِهَةُ (القاموس المحيط) [3]


الفاكِهَةُ: الثَّمَرُ كُلُّهُ، وقولُ مُخْرِجِ التَّمْرِ والعِنَبِ والرُّمَّانِ منها مُسْتَدِلاًّ بقولِه تعالى: {فيهما فاكِهَةٌ ونَخْلٌ ورُمَّانٌ} باطِلٌ مَرْدودٌ، وقد بَيَّنْتُ ذلك مَبْسوطاً في "اللاَّمِعِ المُعْلَمِ العُجابِ".
والفاكِهانِيُّ: بائِعُها.
وكخَجِلٍ: آكِلُها.
والفاكِهُ: صاحِبُها.
وفَكَّهَهُمْ تَفْكِيهاً: أتاهُمْ بها.
والفاكِهَةُ: النَّخْلَةُ المُعْجِبَةُ، واسمٌ، والحَلْواءُ.
وفَكَّهَهُمْ بِمُلَحِ الكَلامِ تَفْكيهاً: أطْرَفَهُمْ بها، والاسمُ: الفَكِيهَةُ والفُكاهَةُ، بالضم.
وفَكِهَ، كفَرِحَ، فَكَهاً وفَكاهَةً،
فهو فَكِهٌ وفاكِهٌ: طَيِّبُ النَّفْسِ ضَحُوكٌ، أَو يُحَدِّثُ صَحْبَهُ فَيُضْحِكُهُمْ،
و~ منه: تَعَجَّبَ،
كَتَفَكَّهَ.
والتفاكُهُ: التَّمازُحُ.
وفاكَهَهُ: مازَحَهُ.
وتَفَكَّهَ: تَنَدَّمَ،
و~ به: تَمَتَّعَ، وأكَلَ الفاكِهَةَ، وتَجَنَّبَ عن الفاكِهَةِ، ضِدٌّ.
والأُفْكُوهَةُ: الأُعْجوبَةُ.
وناقَةٌ مُفْكِهٌ ومُفْكِهَةٌ، كمُحْسِنٍ ومُحْسِنَةٍ: خاثِرَةُ اللَّبَنِ.
وفَكْهَةُ وفُكَيْهَةُ، كجُهَيْنَةَ: امرأتانِ.
وأبو . . . أكمل المادة فُكَيْهَةَ: صَحابِيٌّ.
وهو فَكِهٌ بأَعراضِ الناسِ، ككتِفٍ: يَتَلَذَّذُ بِاغْتيابِهِمْ.
وقوله تعالى: {فَظَلْتُم تَفَكَّهونَ} تَهَكُّمُ، أي: تَجْعَلونَ فاكِهتَكُمْ قَوْلَكُم: {إنَّا لَمُغْرَمُونَ}.
أو تَفَكَّهَ هنا، بمعنى: ألْقَى الفاكِهَةَ عن نفسِه، قاله ابنُ عَطيَّةَ.

ر ك ب (المصباح المنير) [3]


 رَكِبْتُ: الدابة و "رَكِبْتُ" عليها "رُكُوبًا" و "مَرْكِبًا" ثم استعير للدين فقيل "رَكِبْتُ" الدَّيْن و "ارْتَكَبْتُهُ" إذا أكثرت من أخذه ويسند الفعل إلى الدين أيضا فيقال "رَكِبَنِي" الدَّيْن و "ارْتَكَبَنِي" ، و "رَكِبَ" الشخص رأسه إذا مضى على وجهه بغير قصد ومنه "رَاكِبُ" التعاسيف وهو الذي ليس له مقصد معلوم. و "رَاكِبُ" الدابة جمعه "رَكْبٌ" مثل صاحب وصحب و "رُكْبَانُ" و "المَرْكَبُ" السفينة والجمع "المَرَاكِبُ" ، و "الرِّكَابُ" بالكسر المطيّ الواحدة راحلة من غير لفظها، و "الرَّكُوبَةُ" بالفتح الناقة "تُرْكَبُ" ثم استعير في كلّ "مَرْكُوبٍ" و "الرُّكْبَةُ" من الشخص معروفة والجمع "رُكَبٌ" مثل غرفة وغرف، و "أَرْكَبَ" المهر "إِرْكَابًا" حان وقت ركوبه، و "الرَّكَبُ" بفتحتين قال ابن السكيت: هو منبت العانة وعن الخليل: هو للرجل خاصة، وقال الفراء: للرجل والمرأة وأنشد: لا يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ وَلا الوِشَاحَانِ وَلا الجِلْبَابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ وَيَقْعُدُ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُوقال الأزهري: الركب من أسماء الفرج وهو مذكر ويقال للمرأة . . . أكمل المادة والرجل أيضا. 

فر (مقاييس اللغة) [2]



الفاء والراء أصول ثلاثة: فالأوّل الانكشاف وما يقاربُهُ من الكَشْف عن الشَّيء، والثاني جنسٌ من الحيوان، والثالث دالٌّ على خِفّة وطَيْش.فالأوّل قولهم: فَرّ عن أسنانه.
وافتَرَّ الإنسان، إذا تبسَّمَ. قال:
يفترُّ مِنْك عن الواضحا      تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ

ويقولون في الأمثال:أي يَغنيك مَنظرُه من مَخْبَره.
وكأَنَّ معنَى هذا إنَّ نَظَرَك إليه يُغنيك عن أن تَفُرَّه، أي تكشفَه وتبحثَ عن أسْنانِه .
ويقولون: أفرَّ المُهرُ، إذا دنا أن يُفَرَّ جَذَعاً.
وأفَرَّت الإبلُ للإثناء إفراراً، إذا ذهبَتْ رَواضِعُها وأَثْنَتْ.
ويقولون: فُرَّ فلاناً عمَّا في نفسه، أي فتِّشْه.
وفُرَّ عن الأمر: ابحثْ.ومن هذا القياس وإن كانا متباعدَين في المعنى: الفِرار، وهو الانكشاف، يقال فَرَّ يَفِرّ، والمَفَرّ المصدر.
والمَفَرّ: . . . أكمل المادة الموضع يُفَرُّ إليه.
والفرّ: القَوم الفارُّون. يقال فَرٌّ جمع فارّ، كما يقال صَحْبٌ جمع صاحب، وشَرْبٌ جمع شارب.والأصل الثاني: الفَرير: ولد البقرة.
ويقال الفُرَار من ولد المَعْز: ما صَغُر جسمُه، واحدة فَرِيرٌ، كرَخْل ورُخال، وظئر وظُؤار.والثالث: الفَرْفَرة: الطَّيْش والخِفَّة. يقال: رجلٌ فَرْفارٌ وامرأةٌ فرفارة.
والفَرفارة: شجرة.

لوس (العباب الزاخر) [2]


الليث: اللَّوْس: أن يَتَتَبَّعَ الإنسان الحَلاواتِ وغيرها فَيأْكُل، يُقال: لاسَ يَلوسُ لَوْساً. فهو لائسٌ ولَؤوسٌ ولَوّاسٌ، وجَمْعُ اللاّئسِ: لُوْسٌ، كبازِلٍ وبُزْلٍ وفارِهٍ وفُرْهٍ. واللَّوْس -أيضاً-: الذّوْق. وقال ابن دُرَيْد: اللَّوْسُ: مَصْدَرُ لُسْتُ الشَّيْءَ في فَمي ألُوْسُه لَوْساً: إذا أدَرْتَه بِلِسانِكَ في فيكَ. واللُّوس -بالضم-: الطَّعام، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارِث العُكْليّ:
لُوْسُهُ الطَّمْشُ إنْ أرادَ شَمَاجاً      خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيّاً هَمُوْسا

وقال ابن فارِس: اللُّوَاسَة -بالضم-: اللُّقْمَة، وقال غيره: هي أقَلُّ مِنَ اللُّقْمَة. ويقال: ما ذُقْتُ عَلُوْساً ولا لَؤوُساً ولا عَلاساً ولا لَوَاساً: أي ما ذُقْتُ ذَوَاقاً، قال رؤبة يصف البخيل:
لو سَألَتْهُ أُخْتُه لَـؤوْسـا      أو أُمُّهُ لم يَكْسُها دَرِيْسا

وبَنو ضَبَّة يقولون: . . . أكمل المادة لُسْتُ ولُسْنا -بضم اللام- بمعنى الفتح، وبعضُهم يقولُ: لِسْتُ ولِسْنا -بكسرها-. وأبو لاسٍ الخُزاعيّ -رضي الله عنه-: له صحبة، واسْمُه محمد بن الأسْوَد بن خَلَفٍ. والتركيب يدل على شَيْءٍ من التَّطَعُّم.

كثف (العباب الزاخر) [2]


الكَثْفُ -بالفتح-: الجماعة، ومنه قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: وأنا في كَثْفٍ.
وقد كُتب الحديث بتمامِه في تركيب ح م ش. والكَثَافَةُ: الغِلَظُ، وقد كَثُفَ الشيء -بالضَّمِّ- فهو كَثِيْفٌ.
وقال الليث: الكَثَافَةُ والالْتِفَافُ.
والكَثِيْفُ: اسم كَثْرَتِه، يُوصفُ به العسكر والسّحابُ والماء.
وأنشد لأُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ:
وتَحْتَ كَثِيْفِ الماءِ في باطِنِ الثَّرى      ملائِكَةٌ تَنْحَطُّ فـيه وتَـصْـعَـدُ

ويروى: "كَنِيْفِ الماء". وكَثِيْفٌ السُّلَمِي: من التابعين. وكُثَيْفٌ -مُصغَّراً-: هو مَوْءلَةُ بن كُثَيْفِ بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية -وهو الضِّبابُ- بن كِلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ -رضي الله عنه-، له صُحْبَةٌ. وقال ابن عبّاد: أكثف منك كذا: أي قَرُب وأمكن؛ مثل أكْثَبَ. وكَثَّفْتُ الشيء تَكْثِيْفاً: . . . أكمل المادة أي جعلْتُه كَثِيْفاً. واسْتَكْثَفَ الشيء: أي كَثُفَ. وقال ابن دريد: كل مُتراكِب مُتكاثِفٌ، ومنه تَكَاثَفَ السحاب: إذا تراكب وغلُظ. والتركيب يدل على تراكب شيء على شيء وتجمُّع.

كهمس (العباب الزاخر) [2]


كَهْمَسٌ: أبو حَيٍّ من العَرَبِ، قال أبو حُزَانَة الوليد بن حنيفة من بَني رَبيعَة بن حَنْظَلَة بن مالِك بن زَيد مَناةَ بن تَميم:
وكُنّا حَسِبْناهُمْ فَـوارِسَ كَـهْـمَـسٍ      حَيُوا بَعْدَما ماتُوا من الدَّهْرِ أعْصُرا

وقال الليث: الكَهْمَس: الأسد. وقال ابن خالَوَيْه: الكَهْمَس: القبيح الوجه. وقال ابن عبّاد: ناقةٌ كَهْمَس: أي عليها مِثْلُها من سَنَامِها. وكَهْمَس الهِلاليُّ -رضي الله عنه-: له صحبة. قال: أسْلَمْتُ فأتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلّم- وأخْبَرْتُه بإِسلامي، فَمَكَثْتُ حَوْلاً وقد ضَمَرْتَ ونَحَلَ جِسْمي، فَخَفَّضَ فِيَّ البَصَرَ ثمَّ رَفَعَه، قلت: أما تَعْرِفُني؟ قال: ومَن أنتَ؟ قلتُ: أنا كَهْمَس الهِلاليّ، قال: فما بَلَغَ بِكَ ما أرى؟ قال: ما أفْطَرْتُ بَعْدَكَ . . . أكمل المادة نهراً ولا نِمْتُ ليلاً، قال: ومَنْ أمَرَكَ أن تُعَذِّبَ نَفْسَك؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يوماً، قلتُ: زِدُني، قال صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يومين، قلتُ: زِدُني، قال: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أيّام. وكَهْمَس بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْريُّ: من أتباع التابعين. وقال ابن عبّاد: الكَهْمَسَة في المَشْيِ: كالحَفَدَانِ، وهو تَقارُبُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْن وحَثَيانُهما التُّرابَ.

عفف (العباب الزاخر) [3]


عَفَّ عن الحرام عَفّاً وعَفَافاً وعِفَّةً، وهو يَعِفُّ، فهو عَفٌّ وعَفِيْفٌ: أي كَفَّ، قال ذو الإصبع العدواني:
عَفٌّ يؤوس إذا ما خفت من بلد      هُوْناً فلست بوقاف على الهون

والجمع: أعِفّاءُ.
وامرأة عَفَّةٌ وعَفِيْفَةٌ من نسوة عَفَائفَ وعَفِيْفاتٍ.
وعطية بن عازب بن عُفَيْف -مثال نُمَيْرٍ- الكندي -رضي الله عنه-: له صُحْبَةٌ. وعُفَيِّفٌ -بتشديد الياء-: هو عُفَيِّفُ بن معدي كرب -رضي اله عنه-، له صحبة أيضاً. وعُفَيْفُ بن بجيد بن رؤاسٍ وهو الحارث بن كلاب، له أخ يقال له عُفَيِّفٌ، كذا قاله ابن ماكولي، وفي جمهرة النسب: أخوه عَفِيْفٌ -بفتح العين-. وقال ابن دريد: عَفَّ اللبن يَعِفُّ عَفّاً: إذا اجتمع في الضرع، والاسم . . . أكمل المادة منه العُفَافَةُ.
وقال ابن عباد: عَفَّ اللبن في الضرع: بقي. وقال غيره: العُفَّةُ والعُفَافَةُ-بالضم فيهما-: بقية اللبن في الضرع بعدما امْتُكَّ أكثره، قال الأعشى يصف ظبية وغزالها:
ما تعادى عنه النهار وما تع      جُوْهُ إلا عُفَافَةٌ أو فُـوَاقُ

هذه رواية أبي عمرو، وروى الأصمعي: "ما تَجافى"، ويروى: "ولا تَعْجُوه" أي لا تَغْذُوْه، ومعناه: لم تبرح الظبية عن ولدها نهارها، ونصب النهار على الظَّرْفِ. وقولهم: جاء فلان على فلان ذلك-بكسر العين-: لغة في إفّان ذلك أي حينه وأوانه، وقال ابن فارس: إنه من باب الإبدال. وقال أبو عمرو: العِفَافُ: الدواء. وقال ابن الفرج: العُفَّةُ -بالضم-: العجوز. والعُفَّةُ-أيضاً-: سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخَت فهي كالأرز في طعمها. وعَفّانُ: من الأعلام، والكلام في صرفه كالكلام في حَسّان. وقال أبو عمرو: العَفْعَفُ: ثمر الطلح، وقال ابن دريد: العَفْعَفُ: ضرب من ثمر العِضَاهِ. وأعَفَّتِ الشّاةُ: من العُفَافَةِ. وأعَفَّه الله: من العِفَّةِ. وعَفَّفْتُه تَعْفِيْفاً: سقيته العُفَافَةَ.
وتَعَفَّفَ الرجل: شرب العُفَافَةَ.
وقالت امرأة لأبنتها: تجملي وتَعَفَّفي؛ أي ادهني بالجميل واشربي العُفَافَةَ. وتَعَفَّفَ: أي تكلف العفَّةَ، قال جرير:
وقائلة ما للفـرزدق لا يرى      مع السن يستغني ولا يَتَعَفَّفُ

ومن أبيات العروض:
تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئسْ      فما يقض يأتيكا

وتَعَافَّ يا هذا ناقتك: أي احلبها بعد الحلبة الأولى. واعْتَفَّتِ الإبل اليبيس واسْتَعَفَّتْ: أخذته بلسانها فوق التراب مُسْتَصْيِفَةً له. وقال أبو عمرو: يقال بأي شيء تَتَعافَّ: أي تتداوى. واسْتَعَفَّ عن المسألة: أي عَفَّ، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: اسْتَعْفِفْ عن السؤال ما استطعت. وقال ابن عباد: عَفْعَفَ: إذا أكل العَفْعَفَ. والتركيب يدل على الكف عن القبيح؛ وعلى قلة في شيء.

ظيا (لسان العرب) [2]


الظَّياةُ: الرجلُ الأحْمَقُ.
والظيَّانُ: نَبْتٌ باليمن يُدْبَغُ بوَرَقه، وقيل: هو ياسَمينُ البَرّ، وهو فَعْلانُ، واحدتُه ظَيَّانَةٌ.
وأَدِيمٌ مُظَيّاً: مدبوغ بالظَّيّان.
وأَرضِ مِظَياةٌ: لكثيرة الظيّان. الأَصمعي: من أَشجارِ الجبالِ العَرْعَرُ والظيَّاّنُ والتَّبّعُ والنَّشَمُ. الليث: الظيّانُ شيء من العسَل، ويجيءُ في بعض الشعرِ الظِّيُّ والظِّيُ، بلا نون، قال: ولا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ فتُعْرَف ياؤُه، وبعضهم يُصَغِّرُه ظُيَيّاناً، وبعضهم ظُوَيَّاناً. قال أَبو منصور: ليس الظيّانُ من العسل في شيءٍ، إنما الظيّانُ ما فسره الأصمعي أَوَّلاً؛ وقال مالك بن خالد الخُناعِي: يا مَيُّ ، إن سِباعَ الأرضِ هالِكةٌ، والغُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ والجَيشُ لن يُعْجِزَ الأَيامَ ذُو حِيَدٍ بمُشْمَخِرّ، به الظَّيَّانُ والآسُ أَرادَ: بذي حِيَدٍ . . . أكمل المادة وعلاً في قَرْنِهِ حِيَدٌ، وهي أَنابيبهُ، وحِيَدٌ جمع حَيدَة كَحَيْضَةٍ وحِيَضٍ؛ قال ابن بري: وهذه الكلمة قد عَزَبَ أَن يُعْلَم أَصلُها من طريقِ الاشتِقاقِ فلم يَبْقَ إِلا حَمْلُها على الأَكثر، وعند المحققين أَن عينَها واوٌ، لأَنّ باب طَوَيْت أَكثر من باب حَيِيت، والمُشْمَخِرُّ: الجبل الطويلُ: والآسُ ههنا: شجر، والآسُ: العسلُ أَيضاً، والمعنى لا يَبْقى لأَنه لو أَراد الإِيجابَ لأَدْخَلَ عليه اللامَ لأَنَّ اللامَ في الإِيجاب بمنْزلة لا في النَّفْي.
والظَّيَّان: العَسَل، والآس: بَقِيَّةُ العَسَل في الخَلِيَّةِ.
والظاءُ: حرفٌ من حُرُوفِ المُعْجَم، وهو حرف مُطبَقٌ مستَعْل.
والظاء: نَبِيبُ التَّيْسِ وصَوْتُه؛ وعليه قوله: له ظاءٌ كما صحب الغريمُ ويروى: ظَأْبٌ.
وظَيَّيْتُ ظاءً: عَمِلْتها.

النَّدبَةُ (القاموس المحيط) [2]


النَّدبَةُ: أَثَرُ الجُرْحِ الباقي على الجِلْدِ،
ج: نَدَبٌ وأندابٌ ونُدوبٌ.
ونَدِبَ الجُرْحُ، كَفَرِحَ: صَلُبَتْ نَدبَتُهُ،
كأَنْدَبَ،
و~ الظَّهْرُ نَدَباً ونُدوبَةً ونُدُوباً، فهو نَديبٌ: صارَتْ فيه نُدوبٌ.
ونَدَبَهُ إلى الأَمْرِ، كَنَصَرَهُ: دَعاه، وحَثَّهُ، ووجَّههُ،
و~ المَيِّتَ: بَكاهُ، وعَدَّدَ مَحاسنَهُ، والاسْمُ: النُّدْبَةُ، بالضمِّ.
والمنْدوبُ: المُسْتَحبُّ، واسْمُ فَرسِ (أبي طَلْحَةَ زَيْدِ بنِ سَهْلٍ، رَكِبَهُ، صلى الله عليه وسلم، فقال: "وإِن وجَدْناهُ لَبَحْراً"، وفَرَسُ مُسْلِمِ بنِ رَبيعَةَ الباهِلِيِّ)،
وع.
والنَّدْبُ: الخَفيفُ في الحاجَةِ، الظَّريفُ النَّجيبُ،
ج: نُدوبٌ ونُدَباءُ.
وقد نَدُبَ، كَظَرُفَ، وبالتَّحْرِيكِ: الرَّشْقُ، والخَطَرُ، وقَبيلَةٌ، منها: بِشْرُ بنُ جَريرٍ، ومحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ.
ونَدَبُنا يَوْمُ كذا، أي: يَوْمُ ابْتدائِنا للرَّمْيِ.
ونَدْبَةُ، كَحَمْزَةَ: مَوْلاةُ . . . أكمل المادة مَيْمونَةَ بِنْتِ الحارث، لهَا صُحْبَةٌ. ابنُ نَدْبَةَ، وهي أُمُّهُ، وأبوهُ حَبيبٌ.
والنَّدْبَةُ من كُلِّ حافِرٍ وخُفٍّ: التي لا تَثْبُتُ على حالَةٍ واحِدَةٍ.
وعَرَبِيٌّ نُدْبَةٌ، بالضم: فَصيحٌ.
وخُفافُ بنُ نُدْبَةَ، ويُفْتَحُ: صَحابِيُّ.
وبابُ المَنْدَبِ: مَرْسًى بِبَحْرِ اليَمَنِ.
وأنْدَبَهُ الكَلْمُ: أثَّرَ فيه،
و~ نَفْسَه،
و~ بها: خاطَرَ بِها.
و"انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ": أجابَهُ إلى غُفْرانِهِ، أو ضَمِنَ وتَكَفَّلَ، أو سارَعَ بِثوابِهِ وحُسْنِ جَزائِهِ، أو أوجَبَ تَفَضُّلاً، أي: حَقَّقَ وأَحْكَمَ أن يُنْجِزَ له ذلك،
و~ فلانٌ لِفُلانٍ: عَارَضَهُ في كلامِهِ.
وخُذْ ما انْتَدَبَ: نَضَّ.
ورَجُلٌ مِنْدَبَى، مِنْدِبَى، كَهِنْدَبَى: كَهِنْدِبَى: خَفيفٌ في الحاجَةِ.

خَنَسَ (القاموس المحيط) [2]


خَنَسَ عنه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ خَنْساً وخُنُوساً: تأخَّر،
كانْخَنَسَ،
و~ زَيْداً: أخَّرَهُ،
كأخْنَسَهُ،
و~ الإِبهامَ: قَبَضَها،
و~ بِفُلانٍ: غابَ به،
كتَخَنَّسَ به.
والخَنَّاسُ: الشيطانُ.
والخُنَّسُ، كرُكَّعٍ: الكَواكِبُ كُلُّها، أو السَّيَّارَةُ أو النُّجُومُ الخَمسةُ: زُحَلُ، والمُشْتَرِي، والمِرِّيخُ، والزُّهَرَةُ، وعُطارِدُ.
وخُنُوسُها: أنَّها تَغيبُ، كما يَخْنِسُ الشيطانُ إذا ذُكِرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ.
والخَنَسُ، محركةً: تأخُّرُ الأنْفِ عن الوَجْهِ، مع ارْتِفاعٍ قَليلٍ في الأرْنَبَةِ، وهو أخْنَسُ، وهي خَنْساءُ.
والأَخْنَسُ: القُرادُ، والأَسَدُ،
كالخِنَّوسِ، كسِنَّوْرٍ، وابنُ غِياثِ بنِ عِصْمَةَ، وابنُ العباسِ بنِ خُنَيْسٍ، وابنُ نَعْجَةَ بنِ عَدِيٍّ: شُعراءُ، وابنُ شِهابِ بنِ شَريقٍ، وابنُ جَنَّابٍ السُّلَمِيُّ: صحابيَّانِ.
وأبو عامِرِ بنُ أبي الأَخْنَسِ: شاعِرٌ.
وخَنْساءُ بنتُ خِذامٍ، وبنتُ عَمْرِو . . . أكمل المادة بنِ الشَّريدِ: صحابيَّتانِ، وبنتُ عَمْرٍو، أُخْتُ صَخْرٍ: شاعرةٌ، ويقالُ لها: خُناسٌ أيضاً.
والخنساءُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ، صِفَةٌ لها، وفرسُ عُمَيْرَةَ بنِ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ.
وكغُرابٍ: ع باليمن، وجَدُّ المُنْذِرِ بنِ سَرْحٍ، وابْناهُ: يَزيدُ ومَعْقِلٌ.
وعبدُ الله بنُ النُّعْمَانِ بنِ بَلذَمَةَ بنِ خُناسٍ، وأُمُّ خُناسٍ: لهم صُحْبَةٌ. ابنُ خُناسٍ: تابعيٌّ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ خالِدٍ، وابنُ أبي السائِبِ، وابنُ حُذافَةَ، وأبو خُنَيْسٍ الغِفارِيُّ: صحابيُّونَ.
والخُنُسُ، بضمتينِ: الظِّباءُ، ومَوْضِعُها أيضاً، والبَقَرُ.
وانْخَنَسَ: تأخَّر، وتَخَلَّفَ.
وتَخَنَّسَ بهم: تَغَيَّبَ.

س ف ر (المصباح المنير) [2]


 سَفَرَ: الرجل "سَفْرًا" من باب ضرب فهو "سَافِرٌ" والجمع "سَفْرٌ" مثل راكب وركب وصاحب وصحب وهو مصدر في الأصل والاسم "السَّفَرُ" بفتحتين وهو قطع المسافة يقال ذلك إذا خرج للارتحال أو لقصد موضع فوق مسافة العدوى؛ لأن العرب لا يسمون مسافة العدوى سفرا وقال بعض المصنفين: أقل السفر يوم كأنه أخذ من قوله تعالى: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} فإن في التفسير: كان أصل أسفارهم يوما يقيلون في موضع ويبيتون في موضع ولا يتزودون لهذا لكن استعمال الفعل واسم الفاعل منه مهجور وجمع الاسم "أَسْفَارٌ" وقوم "سَافِرَةٌ" و "سُفَّارٌ" ، و "سَافَرَ" "مُسَافَرَةً" كذلك وكانت "سَفْرَتُهُ" قريبة وقياس جمعها "سَفَرَاتٌ" مثل سجدة وسجدات، و "سَفَرَتِ" الشمس "سَفْرًا" من باب ضرب: طلعت، و "سَفَرْتُ" بين القوم "أُسْفِرُ" أيضا "سِفَارَةً" بالكسر أصلحت فأنا "سَافِرٌ" و "سَفِيرٌ" ، وقيل للوكيل ونحوه "سَفِيرٌ" والجمع "سُفَرَاءُ" مثل شريف وشرفاء وكأنه مأخوذ من قولهم "سَفَرْتُ" الشيء "سَفْرًا" من باب ضرب إذا . . . أكمل المادة كشفته وأوضحته؛ لأنه يوضح ما ينوب فيه ويكشفه، و "سَفَرَتِ" المرأة "سُفُورًا" كشفت وجهها فهي "سَافِرٌ" بغير هاء، و "أَسْفَرَ" الصبح "إِسْفَارًا" أضاء، و "أَسْفَرَ" الوجه من ذلك إذا علاه جمال، و "أَسْفَرَ" الرجل بالصلاة صلاها في "الأَسْفَارِ" ، و "السُّفْرَةُ" طعام يصنع للمسافر والجمع "سُفَرٌ" مثل غرفة وغرف وسميت الجلدة التي يوعى فيها الطعام "سُفْرَةً" مجازا. 

ردس (العباب الزاخر) [2]


رَدَستُ القومَ أرْدُسُهم رَدْساً: إذا رَمَيْتَهُم بِحَجَر، قال:
إذا أخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضـاً      فارْدُسْ أخاكً بعِبءٍ مِثْلِ عَتّابِ

يعني: مثل بني عَتّابٍ. وقال الخليل: الرَّدْسُ دَكُّكَ حائطاً أو أرْضاً أو مَدَراً بشَيءٍ صُلْب عَريض يقال له المِرْدَس والمِرْدَاس، قال العجّاج:
يُغَمِّدُ الأعداء جَوْزاً مِرْدَسا      وهامَةً ومَنْكِباً مُفَرْدَسـا

وقال رؤبة:
هناك مِرْدانا مِدَقٌ مِرْداسْ     

وقال ابن دريد: الرَّدْس: أن تضرِبَ حجراً بحَجَرٍ أو صخرة بصخرة حتى تَكسِرَها، تقول: رَدَسْتُ الحَجَرَ بالحَجَرِ أردِسُه وأردُسُه رَدْساء قال: ومنه اشتقاق اسم مِرْداس، وهو مِفعالٌ من ذلك. وعباس بن مرداس السُّلَمي -رضي الله عنه-: له صحبة، وكان من المؤلَّفة قلوبهم، وهو عباس بن مِرداس . . . أكمل المادة بن أبي عامِر بن جارية بن عبد بن عبس بن رِفاعة بن الحارث بن بُهْثة بن سُلَيم بن منصور بن عِكرِمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان. والمِرداس -أيضاً-: الرَّأس، قال الطِرماح يَصِف ناقَتَه:
تَشُقُّ مُغَمّضاتِ اللَّيل عنـهـا      إذا اطَّرَقَتْ بِمِرْداسِ رَعُوْنِ


أي بِرأسٍ تَرْدُسُ به: أي تدفع، والرَّعون: المتحرِّك. ورجل رِدِّيس: أي دفوع، وكذلك الرَّدُوْس، قال رؤبة:
وكاهِلاً ذا بِرْكَةٍ هَـرُوْسـا      لاقَيْنَ منه حَمِساً حَمِـيْسـا


ويقال: ما أدري أينَ رَدَسَ به: أي أين ذَهَبَ به. والمُرَادَسَة: المُرَاماةُ. وقال ابن عبّاد: تَرَدَّسَ الشَّيء من مكانه وتَرَدّى: بمعنىً واحِد. والتركيب يدل على ضَرْبِ شيءٍ بشَيْء.

نوس (العباب الزاخر) [2]


النَّوْسُ والنَّوَسان: تَذَبْذُب الشَّيْء، وقد ناسَ يَنوس. وذو نُوَاسٍ: من أذْواءِ اليَمَن، واسمه زُرْعَة بن حَسّان، وهو ذو مُعَاهِرٍ تُبَّعٌ، وسُمِّيَ ذا نُوَاسٍ لِذُؤابَةٍ كانتْ تَنوسُ على ظَهْرِه. وأبو نُوَاسٍ: الحَسَن بن هانئ الشاعِر المَعروف. وقال الدِّيْنَوَرِيّ: النُّوَاسِيّ: عِنَبٌ أبيَ عَظيم العناقيد مُدَحْرَج الحَبِّ كثير الماء حُلوٌ جَيِّد الزَّبِيْب، يَنْبُتُ بالسَّرَاةِ، وقد يَنْبُتُ بغَيْرِها. والنَّوَاسُ -بالفتح والتَّشْديد-: هو النَّوّاس بن سِمْعان -رضي الله عنه-، له صحبة. ورجُلٌ نَوّاس: إذا اضْطَرَبَ واسْتَرْخى. والنّاسُ: قد يكون مِنَ الإنْسِ ومِنَ الجِنِّ، وأصلُهُ أُناسٌ فَخُفِّفَ، ولم يَجْعَلوا الألِفَ واللام فيه عِوَضاً من الهمزة المَحذوفَة، لأنَّه لو كانَ كذلك لَمَا اجْتَمَعَ مَعَ المُعَوَّضِ منه في قَوْلِ ذي جَدَنٍ الحِمْيَرِيّ: . . . أكمل المادة
فَيَدَعْنَهُم شَـتّـى وقـد      كانُوا جَمِيْعاً وافِرِيْنـا


والنّاسُ: اسمُ قَيْسِ عَيْلان، وهو النّاس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان. قال ابن الكَلْبيّ: عَيْلانُ عَبْدٌ لِمُضَرَ، فَحَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه. وأصلُ النَّوْسِ: المَيَلان. ونُسْتُ الإبل: سُقْتُها. وقال ابن عبّاد: النَّوَاس: ما يَتَعَلّق من السَّقْفِ. وأناسَ الشَّيْء: حَرَّكَه، ومنه حديث أُمُّ زَرْعٍ: أنَاسَ من حُلِيٍّ أُذُنَيَّ. أرادَت أنَّه حَلّى أُذُنَيْها قِرَطَةً وشُنُوفاً تَنُوْسُ فيهما، وقد كُتِبَ الحَديثُ بِتَمامِه في تركيب ز ر ن ب. وقال ابن عَبّاد: نَوَّسَ بالمَكان: أقامَ به. والمُنَوِّسُ من التَّمْرِ: الذي يَسْوَدُّ طَرَفُه. والتركيب يدل على اضْطِرابٍ وتَذَبْذُبٍ.

ح - ز - ق (جمهرة اللغة) [2]


الحَزْق من قولهم: حَزَقتُ القوسَ أحزِقها حَزْفاً، إذا شددتها بالوَتَر، الفاعل حازق والمفعول محزوق. وحازوق: اسم رجل من فرسان الخوارج له حديث. قالت الحنفية: أُقَلِّبُ عيني في الفَوارس لا أرى ... حِزاقاً وعيني كالحَجاة من الَقطْرِ أرادت حازوقاً فلم يَستَّقْم لها البيت فقالت حِزاقاً. والحَجاة: النُّفّاخةّ من الماء التي يقطر. والحِزْقَّة من الناس وغيرهم: الجماعة، والجمع حِزَق. قال الشاعر: دانيةً لِشَرَوْرَى أو قَفا أدَمٍ ... تَسعى الحُداةُ على آثارهم حِزَقا ورجل حُزُقَّة: قصير غليظ زريّ الخَلْق. قال امرؤ القيس: وأعجبني مَشْيُ الحُزُقَّة خالدٍ ... كمَشْي أَتانٍ حُلِّئتْ عن مَناهلِ حُلِّئتْ: منعت الماءَ. قال الشاعر: لِحائم حامَ حتى لا حِيامَ به ... مُحَلأٍ عن سبيل الماء مطرودِ والحَزيقة . . . أكمل المادة أيضاً، جماعة من الناس والنُّحل، والجمع حزائق. وقالوا: الحُزقَّة: السيّىء الخلق البخيل. والقَحْز أن يرميَ الرامي بالسهم فيقعَ بين يديه، يقال: قَحَز أقحز، السهمَ يقحَز قَحزاً فهو قاحز. قال: إذا تنَزَّى قاحِزاتُ القَحْزِ عنه وأَكبَى واقِذاتُ الرَّمْزِ والقُحاز: داء يصيب الغنم. والقزْح: أبزار القدر قزَّح قدْرَه تقزيحاً، إذا ألقى فيها الأبزار، ومنه قولهم مَليح قَزيح، كأن قزيحاً إتباع. وقُزحُ: اسم رجل. قال الأعشى: جالسٌ في أًنْفُس قد يئسوا ... في مُحِيل القِدِّ من صَحْبِ قُزَحْ فأما القوس التي تسمَّى قوس قُزَحَ فقد نُهي عن ذلك. وقالوا: قُزَخ اسم شيطان، وقال بعض أهل اللغة: القُزَح: الخطوط من الألوان التي فيه. وقَزحَ الكلب ببوله، إذا أخرجه دُفَعاً، وقال قوم: القَزْح: بول الكلب خاصّة.

ق - ل - ن (جمهرة اللغة) [2]


لقِنَ الرجلُ الشيءَ يلقَنه لَقَناً، إذا فهمه. ولقّنتُه تلقيناً، إذا فهّمته. وغلام لَقِنٌ: سريع الفهم، والاسم اللَّقانة. والنقل: مصدر نقلتُ الشيءَ أنقُله نَقْلاً، إذا حوّلته من موضع الى موضع آخر. قال أوس بن حجَر: نقلناهمُ نَقْلَ الكلابِ جِراءها ... الى سَنَةٍ جِرذانُها لم تَحَلَّمِ وتناقل القومُ الكلامَ بينهم، إذا تنازعوا، والاسم النَّقَل. قال لبيد: ولقد يعلم صَحبي كُلُّهم ... بعِدانِ السيف صبري ونَقَلْ يعني مناقلة الخصوم. والنّواقل، واحدتها ناقلة، وهي قبيلة تنتقل من قوم الى قوم. ورجل نَقيل في بني فلان، أي ليس منهم. والمَنْقَلَة: المَنزل؛ يقال: بيننا وبين موضع كذا وكذا مَنْقَلَة أو مَنْقَلَتان. والنَّقَل: المجادلة؛ قال يونس: النَّقَل: ما يبقى . . . أكمل المادة من هَدْم البيت أو الحصن. والنَّقْل: الذي يُنتقل به على الشراب، لا يقال الى بفتح النون. وأرض مَنْقَلَة: ذات نَقَل، أي حجارة. والمَنْقَلَة والنَّقْلَة، والجمع نِقال، الخُفّ الخَلَق أو النعل الخَلَقَة. والنِّقال: ما أخلقَ من النِّعال. قال الراجز: تربّعتُ أرْعَلَ كالنِّقالِ ومُظْلِماً ليس على دَمالِ والنَّقْلَة، والجمع نِقال: نصل عريض قصير. وقال أيضاً: والنِّقال: نِصال من نِصال السِّهام، الواحدة نَقْلَة؛ لغة يمانية. والمنقِّلة: ضرب من الشِّجاج، وهي التي ينقَّل منها العظم. وأرض ذات نِقال: ذات حجارة. وناقلَ الفرسُ مناقلةً ونقالاً، إذا جرى كأنه يتّقي، وذلك لا يكون إلا في أرض ذات حجارة. قال جرير: طافي الخَبارِ مُناقِلِ الأجرالِ الخَبار: الأرض التي فيها جِحَرَة الضِّباب واليرابيع؛ والأجرال: جمع جَرِلة، وهي أرض تركبها حجارة، ويقال لها الجراول.

الشَّلَلُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّلَلُ، محرَّكةً: أن يُصيبَ الثوبَ سَوادٌ ولا يَذْهَبَ بغَسْلِهِ، والطَّرْدُ،
كالشَّلِّ، شَلَّهُ فانْشَلَّ، واليُبْسُ في اليَدِ، أو ذَهابُها، شَلَّتْ تَشَلُّ، بالفتح، شَلاًّ وشَلَلاً، وأُشلَّتْ وشُلَّتْ، مَجْهولَيْنِ، ورجُلٌ أشَلُّ، وقد أشَلَّ يَدَهُ.
ولا شَلَلاً ولا شَلالِ، كقَطامِ، أي: لا تَشْلَلْ يَدُكَ.
وعَيْنٌ شَلاَّءُ: قد ذَهَبَ بَصَرُها.
والشَّلِيلُ، كأميرٍ: د، ومِسْحٌ مِنْ صُوفٍ أو شَعَرٍ، يُجْعَلُ على عَجُزِ البَعيرِ من وَرَاءِ الرَّحْلِ، والغِلالَةُ تُلْبَسُ تَحْتَ الدِرْعِ، والدِرْعُ الصَّغيرَةُ تَحْتَ الكبيرَة، أو عامٌّ،
ج: شِلَّةٌ، بالكسر، ومَجْرَى الماءِ في الوادِي، أو وَسَطُه، والنُّخاعُ، وطَرائِقُ طِوالٌ من لَحْمٍ تكونُ مُمْتَدَّةً مَعَ الظَّهْرِ، وجَدُّ جَريرِ بنِ عبدِ الله . . . أكمل المادة البَجَلِيِّ.
وشَليلُ بنُ مُهَلْهِلٍ: شَيْخٌ للحافِظِ عبدِ المُؤْمِنِ الدِمْياطِيِّ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ إسحاقَ الزِنْبَقِيُّ.
وأبو الشُّلَيْلِ النُّفاثِيُّ: لِصٌّ شاعِرٌ مِنْ بَني كِلابٍ.
وحِمارٌ مِشَلٌّ، بكسر الميمِ: كثيرُ الطَّرْدِ.
ورَجُلٌ مِشَلٌّ وشَلولٌ، كصَبورٍ وعُنُقٍ وصُرَدٍ وبُلْبُلٍ وفَدْفَدٍ: خَفيفٌ في الحاجَةِ سَريعٌ، حَسَنُ الصُّحْبَةِ، طَيِّبُ النَّفْسِ.
وشُلْشُلٌ، كبُلْبُلٍ،
ومُتَشَلْشِلٌ: قَليلُ اللحمِ، خَفيفٌ فيما أخَذَ فيه.
والشَّلْشَلَةُ: قَطَرانُ الماءِ.
وماءٌ شَلْشَلٌ، كفَدْفَدٍ،
ومُتَشَلْشِلٌ: مُتَتابعُ القَطْرِ، وكذلكَ الدَّمُ.
وشَلْشَلَ السَّيفُ الدَّمَ،
وتَشَلْشَلَ به: صَبَّهُ.
وشَلْشَلَ بَوْلَهُ،
و~ به شَلْشَلَةً وشِلْشالاً: فَرَّقَهُ وأرْسَلَهُ مُنْتَشِراً،
والاسمُ: الشَّلْشالُ، بالفتح.
وشَلَّتِ العينُ دَمْعَها: أَرْسَلَتْهُ.
والشُّلَّةُ، بالضم: النِيَّةُ، أو النِّيةُ في السَّفَرِ، والأمرُ البعيدُ تَطْلُبُه، ويُفْتَحُ.
وكمُحَدِّثٍ: الحِمارُ النهارُ في العِناية بأُتُنِهِ.
وكمُعَظَّمٍ: جَبَلٌ يُهْبَطُ منه إلى قُدَيْدٍ.
وانْشَلَّ السَّيْلُ: ابْتَدَأ في الانْدِفاعِ قَبْلَ أن يَشْتَدَّ،
و~ المطرُ: انْحَدَرَ.
والشَّلولُ: من إناثِ الإِبِلِ والشاءِ نحوُ النابِ، وماءٌ لبني العَجْلانِ.

ب - ت - ل (جمهرة اللغة) [2]


بَتَلْتُ الشيءَ أبْتُلُه وأبْتِلُه بَتْلاً، إذا قطعته. قال الشاعر: كأن لها في الأرض نِسْياً تَقُصهُ ... على أمَها وإن تُكَلمْكَ تَبْلِتِ تَبْلِت، أي تنقطع فلا تطيق الكلام إذا تحدَّثتْ وتكلَّمتْ، ولكنها جاءت بالمعنى في كلمة واحدة. قال الراجزْ: وصاحب صاحبْتُهُ زَمِيتِ ... مُقَرْطِسً في قوله بَلِيتِ ليس على الزّادِ بمُسْتَمِيتِ والنِّسْي: ما يُنسى من شيء. يقول: إذا مَشت نظرت إلى الأرض كأنّها تطلب شيئاً سقط منها. وعلى أمَها، أي على قصدها وطريقها، أي تقطِّع كلامَها رويداً رويداً، وهو مقلوب من البَتْل. وحَلَفَ على يمينٍ بتَةً بَتْلَةً، أي قَطَعَها قَطْعاً. وسُمِّيت مريم عليها السلام البَتُولَ لانقطاعها عن الناس. والراهب المتبتِّل: المنقطع عن الناس. وفي التنزيل: . . . أكمل المادة " وتَبَتَّلْ إليه تَبْتيلاً " ، أي انقطِعْ إليه انقطاعاً، هكذا يقول أبو عُبيدة، واللُه أعلم. وانبتلتِ الفَسِيلةُ عن أمها، إذا انقطعت عنها، فالنَّخلة مُبْتِلَة والفَسِيلة بَتِيلة. قال الشاعر: ذلك ما دِينُك إذ جنِّبَت ... أحمالُها كالبُكُرِ المُبْتِل ما: لَغْو، أي ذلك دأبُك. ويُروى: أجمالُها بالجيم، شبَّه الجمال بالنخل المنبتِل، وهو الذي يتفرق عنها فسيلُها. والبُكر: جمع بَكُور، وهي النخلة التي تَعْجَل ثمرتُها. وبَتِيل اليمامة: جبل منقطع عن الجبال. والتَّبْل: الوَغْم في القلب. يقال: تَبَلَتْ فلانة فلاناً، إذا هيَّمته كأنها أصابت قلبَه بتَبْلٍ. وتَبالة: موضع معروف. والتّابِل: الأبزار، والجمع التَوابل. ولَتَبَ في سَبَلَة الناقة، إذا نَحَرَها، يَلْتِب لَتْباً وهو لاتِب. قال: وأحسب أن بني لتْب بطن من العرب، منهم ابن اللُّتْبِية من الأزد له صُحبة. ولَتَبَ بالمكان، إذا أقام به. ولَتَبَ الجُلَّ عن الدّابة، إذا تركه أياماً وألْتَبه.

عبس (العباب الزاخر) [3]


عَوْبَس -مثال كَوْثَر-: اسم ناقة غَزيرَة، قال مُزَرِّد واسمه يَزيد بن ضِرار:
فَلمّا رَأيْنا ذاكَ لم يُغْـنِ نَـقْـرَةً      صَبَبْنا له ذا وَطْبِ عَوْبَسَ أجْمَعا

ذو وَطْبِها: اللَّبَن. وعَبَسَ الرجل وَجْهَه يَعْبِسُه -بالكسر- عَبْساً وعُبُوْساً: إذا كَلَحَ، قال الله تعالى: (عَبَسَ وتَوَلّى)، وقال زيد الخَيل رضي الله عنه:
ولَسْتُ بذي كُهْرُوْرَةٍ غَيْرَ أنَّنـي      إذا طَلَعْتُ أُوْلى المُغِيرةِ أعْبِسُ

وأنشد ابن دريد:
يُحَيَّوْنَ بَسَّامِـيْنَ طَـوْراً وتـارةً      يُحَيَّوْنَ عَبّاسِيْنَ شُوْسَ الحَواجِب

والعابِس: سيفُ عبد الرحمن بن سُلَيم الكَلْبي؛ قال ابن الكَلْبي، وفي شِعْرِ الفَرَزْدَق: عبد الرحيم، وقال يَمْدَحُه:
إذا ما تردّى عابِساً فاضَ سَيْفُه      دِماءً ويُعطي مالَهُ إنْ تَبَسَّما

وعابِس بن ربيعة الغُطَيْفي، . . . أكمل المادة وعابِس الغِفَاريّ، وعابِس مَوْلى حُوَيْطِب بن عبد العُزّى -رضي الله عنهم-: لهم صُحبَة. والعابِس والعَبُوْسُ والعَبّاس: الأسَد، وُصِفَ بذلك لِكُلُوح وَجهِه، قال طُرَيْح بن إسماعيل يصف أسُوداً:
حتّى بَرَزْنَ لنا وهُنَّ عَوَابِسٌ      غُمٌ كأنَّ عُيُوْنَهُنَّ نُـجـومُ

والعَبّاسِيَّة: قريةٌ من قُرى نَهَرِ المَلِكِ.
ومن قُرى الخالِص أيضاً. وقوله تعالى: (يَوْماً عَبُوْساً) أي كريهاً تُعَبَّسُ منه الوجوه. وقال أبو تُراب: هو جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ. والعَبَس -بالتحريك-: ما تَعَلَّقَ بأذناب الإبِل من أبوالِها وأبعارِها فَيَجِفُّ عليها، قال جرير يَهجو أم البَعيث:
ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً تَسوْفُهُ      لها مَسَكاً من غَيْرِ عاجٍ ولا ذَبْلٍ

وقال أبو النجم:
كأنَّ في أذنابِـهِـنَّ الـشُّـوَّلِ      من عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُوْنَ الإيَّلِ

وقد عَبِسَ الوَسَخ في يد فُلان -بالكسر-: أي يَبِسَ.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه مرَّ هو وأصحابُه على ابِلٍ لِحَيٍّ يقال لهم بنو الملوَّح أو بَنو المُصْطَلِق قد عَبِسَت في أبوالها من السِّمَن، فَتَقَنَّعَ بثَوبِه ثمَّ مرَّ، لقول الله تعالى: (ولا تَمُدُّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا به أزْواجاً منهم) الآية.
ومنه حديث شُرَيْح: أنَّه كان يَرُدُّ من العَبَسِ. أي كان يرُدُّ العَبْدَ البَوّالَ في الفِراشِ؛ الذي اعْتيدَ منه ذلك حتى بانَ أثَرُهُ على بَدَنِه من كَثْرَتِه، وإنْ كان شيئاً يسيراً نادِراً لم يَرُدَّه. وعَلْقَمَة بن عَبَس: أحّد الستَّة الذين وَلُوا عثمان رضي الله عنه. وأبو نَجِيح عمرو بن عَبَس بن خالِد -رضي الله عنه-: له صحبة. وعَبْسٌ أبو قبيلة من قَيْس، وهو عَبْسُ بن بَغِيْضِ بن رَيْثِ بن غَطَفان بن سَعْدِ بن قَيس عَيلان. وقال ابن دريد: العَبْس: ضَرْبٌ من النَّبْت، قال أبو حاتِم: يُسَمّى بالفارِسِيَّة: شابابَكْ، وقال مَرَّة: سِيْسَنْبَرَ، ولم يَذْكُر العَبْسَ الدِّيْنَوَرِيُّ. وعَبْس: جبل. وعَبْس: ماء بنجد في ديار بني أسد. وعَبْس: محلة بالكوفة، نُسِبَت إلى عَبْس بن بَغيض. والعَبْسِيّة: ماءة بالعُرَيمة بين جَبَلَي طَيِّئٍ. والعبّاسة: بُليدة على خمسة عشر فرسخاً من القاهرة، سُمِّيَت بِعَبّاسة بنتِ أحمد بن طولون. وعُبَيْس -مصغرّاً-: هو عُبَيْس بن بَيْهَس. وعُبَيْس بن ميمون: من أصحاب الحديث، وضَعَّفوا ابن ميمون. وعُبَيْس بن هشام الناشري: من شيوخ الشيعة. وعَبُّوس -مثال سَفُّود-: موضع، قال كُثَيِّر يصف الضُّعْنَ:
طالعاتِ الغَميس مِنْ عَبُّوسٍ      سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أملالِ

ويُروى: عَبُّودٍ. وقال ابن دريد: عَبْوّسٌ -مثال جَرْوَل-: جمع كثير. ويقال: أعْبَسَت الإبل: أي صارت ذاتَ عَبَسٍ. وعَبَّسَ وَجْهَه: شُدِّدَ للمبالغة، ومنه قراءة زيد بن علي: (عَبَّسَ وتَوَلَّى) بتشديد الباء على إرادة أنَّه دام ذلك إلى انْصِرافِه؛ فكأنَّه تَكَرَّرَ. والتَّعَبُّس: التَّجَهُّم. والتركيب يدل على تَكَرُّهٍ للشَّيءِ.

خرق (الصّحّاح في اللغة) [2]


خَرَقْتُ الثوب وخَرَّقْتُهُ، فانْخَرَقَ وتَخَرَّقَ، واخْرَوْرَقَ. يقال: في ثوبه خَرْقٌ؛ وهو في الأصل مصدر.
وخَرَقْتُ الأرض خَرْقاً، أي جُبْتُها.
والخَرْقُ: الأرضُ الواسعة تَتَخَرَّقُ فيها الرياحُ وجمعها خُروقٌ. قال الهذليَّ:
      وإنَّهُما لَجَوَّابا خُروقٍ

والخَريقُ: المطمئنُّ من الأرض وفيه نباتٌ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض، بين مَسْحاوَيْنِ.
والجمع خُرُقٌ.
والخَريقُ: الريحُ الباردةُ الشديدة الهبوب قال الشاعر:
خَريقٍ بين أَعْلامٍ طِوالِ      كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحِ

وهو شاذٌّ؛ وقياسه خَريقَةٌ.
واخْتِراقُ الرياح: مُرورُها.
والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ.
ومُنْخَرَقُ الريح: مَهَبُّها.
والخِرْقُ بالكسر: السخيُّ الكريمُ. يقال: هو يَتَخَرَّقُ في السَخاء، إذا توسَّع فيه.
وكذلك الخِرّيقُ. قال أبو ذؤيب يصف رجلاً صحِبَهُ رجلٌ كريم:
أَخُو ثِقَةٍ وخِرِّيقٌ حَشوفُ      أُتيحَ له من الفِتْيانِ . . . أكمل المادة خِرْقٌ

والتَخَرُّقُ: لغةٌ في التَخَلُّقِ من الكذب. والخِرْقَةُ: القِطْعَةُ من خِرَقِ الثوب.
والمِخْراقُ: المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به، عربيٌّ صحيحٌ. قال عمرو بن كلثوم:
مَخاريقٌ بأيدي لاعِبينا      كأنَّ سُيوفَنا مِنَّا ومنهم

وفلان مِخْراقُ حربٍ، أي صاحبُ حروبٍ يَخِفُّ فيها. قال الشاعر يمدح قوماً:
يُعينُ على السيادةِ أو يَسودُ      وأَكْثَرَ ناشِئاً مِخْراقَ حربٍ

يقول: لم أر معشراً أكثر فتيانَ حربٍ منهم.
وأما المَخْرَقَةُ فكلمةٌ مولَّدةٌ.
والخَرَقُ بالتحريك: الدَهَشُ من الخوف أو الحياء.
وقد خَرِقَ بالكسر فهو خَرِقٌ.
وأَخْرَقْتُهُ أنا، أي أدهشْتُهُ.
والخَرْقُ أيضاً: مصدر الأَخْرَقِِ، وهو ضدُّ الرفيق.
وقد خَرِقَ بالكسر يَخْرَقُ خَرَقاً.
والاسم: الخُرْقُ بالضم.
وفي المثل: لا تعدمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً ومعناه أنَّ العلل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرْقاءُ فضلاً عن الكَيِّس.
والخَرْقاءُ من الغنم: التي في أذنها خَرْقٌ، وهو ثَقْبٌ مستديرٌ.
وريحٌ خَرْقاءُ، أي شديدةٌ.

سيف (العباب الزاخر) [2]


السَّيْفُ: جمعه سُيُوْفٌ وأسْيُفٌ وأسْيَافٌ ومَسْيَفَةٌ -كمَشْيَخَةٍ-، قال:
كأنهم أسْـيُفٌ بـيض يمـانـية      عضبٌ مضاربها باقٍ بها الأثر

وسافَهُ يَسِيْفُه: أي ضربه بالسيف، يقال سِفْتُه.
ورجل سائفٌ: أي ذو سيفٍ، وسَيّافٌ: أي صاحب سيفٍ؛ والجمع: سَيّافَةٌ.
وقال الليث: قوم سَيّافَةٌ حصونهم سُيُوفُهم. وقال ابن عباد: السَّيْفُ: سَمَكَةٌ كأنها السَّيْفُ. وفي الدار أسْيَافٌ من الناس: أي أحزاب. وسافَتْ يده تَسِيْفُ: بمعنى سَئفَتْ. قال: والمَسَايِفُ: السِّنُوْنَ والقحط. وقال الكسائي: رجل سَيْفَانٌ: أي طويل ممشوق ضامر البطن، وامرأة سَيْفَانَةٌ: وهي الشَّطْبَةُ كأنها نصل سَيْفٍ. وقال الخليل: لا يُوصَفُ الرجل بالسَّيْفَانِ. والسِّيْفُ: ساحل البحر. والسِّيْفُ: ما كان مُلتزقاً بأصول السَّعَفِ من جُلاَلِ اللِّيْفِ؛ وهو أردؤه وأخشنه، قال في صفة أذناب اللقاح:
كأنما احتُثَّ . . . أكمل المادة على حُـلاّبِـهـا      نخل جؤاثى نيل من أرطابها

والسِّيْفُ واللِّيْفُ؛ على هُدّابها والسِّيْفُ في قول لبيد رضي الله عنه:
ولقد يعلم صحبي كلُّهم      بعدان السِّيْفِ صبري

ونقل موضع، والعَدَان: السّاحل. وذكر الليث السّائفَةَ في هذا التركيب، وقد ذكرتها في س أ ف وفي س و ف. وسِيْفَةٌ من كلأ وسائفَةٌ: أي قطعة. والسِّيْفُ الطويل: ساحل طويل جداً كأنه قُطِعَ بالسَّيْفِ؛ مسيرة مائة فرسخ، وهو ساحل بحر البربرة مما يلي مقدوشوه. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وقد رأيته في شهر رمضان سَنة تسع وستمائة. والمُسِيْفُ: الذي عليه السيف. وقال ابن عباد: المُسِيْفُ: الشجاع الذي معه سَيْفٌ. وذكر ابن فارس: أسَافَ الخرز في هذا التركيب. وقال ابن الأعرابي: درهم مُسَيَّف ٌ-بفتح الياء المشددة-: إذا كانت جوانبه نقية من النقشِ. والمُسَايَفَةُ: المُجَالَدَةُ بالسُّيُوْفِ، وتَسَايَفُوا: تضاربوا بالسُّيُوْفِ، كذلك اسْتَافُوا، وقال الليث: اسْتِيْفَ القوم. والتركيب يدل على امتداد في شيء وطول.

عكف (العباب الزاخر) [2]


عَكَفَه: أي حبسه ووقفه يَعْكفُه عَكْفاً، ومنه قوله تعالى: (والهَديَ مَعْكُوْفاً)، يقال: ما عَكَفَكَ عن هذا. وعَكَفَ على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عكُوْفاً: أي أقبل عليه مواظباً، وقرأ الكوفيون غير عاصم: (يَعْكِفُوْنَ على أصنام لهم) بكسر الكاف، "و" الباقون بضمها.
وقوله تعالى: (لن نبرح عليه عاكِفِيْنَ) أي لن نزال عليه مقيمين.
وكذلك قوله تعالى: (سواء العاكِفُ فيه والبادِ).
وقوم عُكُوْفٌ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي :
فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم      قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ

ويروى: "قد لاح أكبادَهُنَّ" أي غير. ويقال: فلان عاكِفٌ على فرج حرام. وعَكَفُوا حول الشيء: استداروا، قال العجاج:
عَكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجـا     


وعَكَفَتِ الطير على القتيل: كذلك، قال عمرو بن . . . أكمل المادة كلثوم:
تركنا الطير عاكِفَةً عليه      مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنـا

ويروى: "عاطفَةً"، وروى أبو عبيدة: "تركنا خيله نَوْحا عليه". ويقال: عَكَفَ الجوهر في النظم: إذا استدار فيه. وعَكّافُ بن وداعة الهلالي -رضي الله عنه-: له صحبة، وهو الذي قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ؟. الشّاعَةُ: الزوجة. وقال ابن عباد: العَكِفُ -مثال كَتِفٍ-: الجَعْدُ من الشعر. وقال ابن دريد: عُكَيْفٌ -مصغراً-: اسم. وعَكَفَ في المسجد: أي اعْتَكَفَ، قال الله تعالى: (ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُونَ في المساجد). وعَكَفَ عَكْفاً: أي رعى. وعَكَفَ: أصلح. وعَكَفَ: تأخر. وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ: أي ممشوط مضفور. الليث: قل ما يقولون عَكَفَ، وإن قيل كان صواباً. قال: ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر: عُكِّفَ تَعْكِيْفاً، قال الأعشى:
وكأن السُّمُوْطَ عَكَّفَها السِّلْ      ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال

أي حبسها ولم يدعها تتفرق. وعُكِّفَ الشَّعَرُ: أي جعد. والتَّعَكُّفُ: التحبس.
والاعْتِكافُ: الاحتباس في المسجد. والتركيب يدل على إقامة وحبس.

ر ج ل (المصباح المنير) [2]


 رِجْلُ: الإنسان التي يمشي بها من أصل الفخذ إلى القدم وهي أنثى وجمعها "أَرْجُلٌ" ولا جمع لها غير ذلك، والرَّجَلُ الذكر من الأناسي جمعه "رِجَالٌ" وقد جمع قليلا على "رَجْلَةٍ" وزان تمرة حتى قالوا: لا يوجد جمع على فعلة بفتح الفاء إلا "رَجْلَةٌ" وكمأة جمع كمء وقيل كمأة للواحدة مثل نظيره من أسماء الأجناس قال ابن السراج: جمع رجل على "رَجْلَةٌ" في القلة استغناء عن "أَرْجَالٍ" ، ويطلق "الرَّجُلُ" على "الرَّاجِلِ" وهو خلاف الفارس وجمع "الرَّاجِلِ" "رَجُلٌ" مثل صاحب وصحب و "رَجَّالَةٌ" و "رُجَّالٌ" أيضا وَرَجِلَ "رَجَلًا" من باب تعب قوي على المشي و "الرُّجْلَةُ" بالضم اسم منه وهو "ذُو رُجْلَةٍ" أي قوة على المشي وفي الحديث: "أن رجلا من حضرموت وآخر من كندة اختصما إلى النبي في أرض" فالحضرمي اسمه عيدان "بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة آخر الحروف" ابن الأشوع، والكندي . . . أكمل المادة امرؤ القيس بن عابس بكسر الباء الموحدة، واستعمل النبي رجلا على الصدقات يقال اسمه "عبد الله بن اللتيبة" بضم اللام وسكون التاء نسبة إلى لتب بطن من أزد عمان وقيل فتح التاء لغة ولم يصحّ، وجاء رجل إلى النبي فقال: هلكت وأهلكت قال: "ما فعلت؟" قال: وقعت على امرأتي في نهار رمضان هو "صخر بن خنساء" ، والرجلة بالكسر البقلة الحمقاء وترجلت في البئر نزلت فيها من غير أن تدلي. و "المِرْجَلُ" بالكسر قِدْر من نحاس وقيل يطلق على كلّ قدر يطبخ فيها، و "رَجَّلْتُ" الشعر "تَرْجِيلًا" سرحته سواء كان شعرك أو شعر غيرك و "تَرَجَّلْتَ" إذا كان شعر نفسك و "رَجِلَ" الشعر "رَجَلًا" من باب تعب فهو "رَجِلٌ" بالكسر والسكون تخفيف أي ليس شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما، و "ارْتَجَلْتُ" الكلام: أتيت به من غير روية ولا فكر، و "ارْتَجَلْتُ" برأي انفردت به من غير مشورة فمضيت له. 

وأم (لسان العرب) [2]


ابن الأَعرابي: المُواءَمَةُ المُوافقةُ.
واءَمَه وِئاماً ومُواءَمةً: وافقَه.
وواءَمْتُه مُواءَمةً ووِئاماً: وهي المُوافَقة أَن تفعل كما يفعل.
وفي حديث الغِيبَةِ: إِنه لَيُوائمُ أَي يُوافِق؛ وقال أَبو زيد: هو إِذا اتَّبَع أَثَره وفعَل فِعْلَه، قال: ومن أَمثالهم في المُياسَرة: لولا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ؛ قال السيرافي: المعنى أَن الإِنسانِلولا نظرُه إِلى غيره ممن يفعلُ الخيرَ واقتداؤه به لهَلَك، وإِنما يعيشُ الناسُ بعضُهم مع بعض لأَن الصغيرَ يقتدي بالكبير والجاهلِ بالعالِم، ويروى: لهلَك اللِّئامُ أَي لولا أَنه يَجِد شَكْلاً يَتَأَسَّى به ويفعل فِعْلَه لهلَك.
وقال أَبو عبيد: الوِئامُ المُباهاةُ، يقول: إِن اللِّئامَ ليسوا يأْتون الجَمِيلَ من الأُمور على أَنها أَخلاقُهم، وإما يفعلونها مُباهاةً وتشبيهاً بأهل . . . أكمل المادة الكَرَم، فلولا ذلك لهَلكوا، وأَما غير أَبي عبيد من علمائنا فيُفَسِّرون الوِئام المُوافَقةَ، وقال: لولا الوِئام، هلَك الأَنام؛ يقولون: لولا مُوافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُّحْبةِ والعِشْرة لكانت الهَلَكةُ، قال: ولا أَحْسَبُ الأَصْلَ كان إِلا هذا، قال ابن بري: وورد أَيضاً لولا الوِئام، هلكت جُذام.
وذقال: فلانةُ تُوائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت ما يَتَكلَّفْن من الزينة؛ وقال المرَّار: يَتَواءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحى، حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ والمُوَأّمُ: العظيم الرأْسِ؛ قال ابن سيده: أُراه مقلوباً عن المُؤَوَّمِ، وهو مذكور في موضعه.
والتَّوْأَمُ: أَصلُه وَوْأَمٌ، وكذلك التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ، وهو الكِناسُ، وأَصل ذلك من الوِئام وهو الوِفاقُ، وقد ذكر في فصل التاء متقدِّماً؛ قال الأَزهري: وأَعَدْتُ ذِكْرَه في هذه الترجمة لأُعَرِّفَك أَن التاء مبدلةٌ من الواو، وأَنه وَوْأَمٌ. الليث: المُواءَمةُ المُباراةُ.
ويَوْأَمٌ: قبيلةٌ من الحَبشِ أَو جِنْسٌ منه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:وأَنتُم قَبيلةٌ من يَوْأَمْ، جاءت بِكُمْ سَفينةٌ من اليَمّْ أَراد من يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف، وقوله من يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ. قال ابن بري: وحكى حمزة عن يعقوب أَنه يقال للبُعْد ابن يَوْأَمٍ؛ وأَنشد: وإِنَّ الذي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه مع ابن عِبادٍ، أَو بأَرضِ ابن يَوْأَما على كل نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ، ترى له شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما

ريط (العباب الزاخر) [2]


الرَّيطةُ: المُلاَءةُ إذا كانت واحدةً ولم تكن لفقْينِ، والجمعُ ريطّ، قال سلِمي بن ربيعة:  
والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في      الريِطْ والمذهبِ المصونِ

وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها.
وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:
كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.     

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ. لبيدّ رضي الله عنه:
يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً      أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ      عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا


وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم "رائطةُ" في أسْماء . . . أكمل المادة النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف. وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ. وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.
لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ      فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ      وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:
صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ      ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

زطط (العباب الزاخر) [2]


الزّط: جيلّ من النّاسِ، الواحد زطيّ؛ مثل الزّنجِ والزنجيّ والرومّ والروميّ، قال أبو النجم:
جاريةّ إحدى بنات الزّط      ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ

وقال ابن دريدٍ: الزّط: هذا الجيلْ وليس بعربيّ محْضٍ وقد تكلمتْ به العربَ، وأنشدَ:
والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في      الريِطْ والمذهبِ المصونِ


وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ- رضي الله عنهما- فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها.
وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:
كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.     

وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ -رضي الله عنهما-: لهما صُحبةُ. لبيدّ رضي الله عنه:
يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً      أشباهَ جنّ عليها . . . أكمل المادة الريطُ والأزُرُ

وقال امرؤ القيس:
نواعمِ تجْلو عن مـتـوُنٍ نـقِـيةٍ      عبيراً وريطاً جاسداً وشقـائقـا


وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم "رائطةُ" في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- كلتاهما بالألف. وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ -رضي الله عنه-: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ. وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.
لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَـيبـوسِ      فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ

وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:
هوَْتُ بنّ إذ مَـلـقـي مَـلـيحّ      وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَـاطِ

ورِياطّ: من الأعلام، قال:
صُبَّعلى آل أبـي رِياطِ      ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ

عرفط (العباب الزاخر) [2]


العُرْفُطُ: شجر من العضاه، الواحدةُ: عرفطةُ. وعُرْفُطة بن الحبان بن جبيرة القرشي -رضي الله عنه-: له صحبة. وفي الحديث: جرست نحلهُ العرفط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ر س. وفي حديث أبي وجزة السعدي: يأكلها صغار الإبل من وراء حقاق العرفط، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ق ل د. وقال شعبة: مالك بن عرفطة يروي عن عبد خير، وقال البخاري: هذا وهم والصواب: خالد بن علقمة الهمداني. وقال الدينوري: قال أبو زياد: من العضاه العرفط؛ وهو فرش على الأرض لا يذهب في السماء؛ وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناءُ؛ وهو يلتحى لحاؤه وتصنع منه الأرشية التي يستقى بها؛ وللعوفط برمة . . . أكمل المادة بيضاء وقال غيره: يقال لبرمته: الفتلة؛ ولا يقال لغير برمته فتلة، وذلك أنها بيضاء كأن هيادبها القطن قال: وهي مثل زر القميص أو أشف، ويخرج في تلك البرمة علف طوال كأنها الباقلى تأكله الإبل والغنم، وهو خرج العيدان وليس له خشب ينتفع به فيما ينتفع من الخشب، وصمغه كثير وربما ألْثى من الصمغ، وإلثاؤه: أن يقطر الصمغ من عيدانه على الأرض حتى يصير تحت العرفط مثل الإرخاء العظام، قال الشماخ يصف إبلاً:
تُصْبح وقد ضمنَتْ ضرّاتُها غُرقـاً      من طيَّبِ الطَّعْم حُلْوٍ غير مجهود


وأنشد الأصمعي:
كأنَّ غُصْن سلمٍ أو عُرْفُـطـه      مُعْترضاً بشوْكِهِ في مسْرطه

وقال شمر: العُرْفُطُ: شجرة قصيرة متدانية الأغصان؛ ذاة شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركاً؛ لها وريقة صغيرة؛ تنبت في الجبال، تعلقها الإبل -أي: تأكل بفيها أعراض غصنتها-، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
أغضي ولو أنَّي أشاءُ كسوْتُـهُ      جرباً وكُنْتُ له كشوْك العُرْفُط

وقال مسافر العبسي:
لكن رعّيْنَ الحزْنَ حتى ادْلهما      بقلاً تعَاشيْب ونوْراً توءمـا


وقال ابن الأعرابي: أعْرنْفط الرجل: إذا انقبض.

الشَّعْبُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّعْبُ، كالمَنْعِ: الجَمْعُ، والتَّفْريقُ، والإِصْلاحُ، والإِفْسادُ، والصَّدْعُ، والتَّفَرُّقُ، والقَبيلَةُ العَظِيمَةُ، والجَبَلُ، ومَوْصِلُ قَبائِلِ الرَّأسِ، والبُعْدُ، والبَعيدُ، وبَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، وبالكسرِ: الطَّريقُ في الجَبَلِ، ومَسيلُ الماءِ في بَطْنِ أرضٍ، أو ما انْفَرَجَ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ، وسِمَةٌ للإِبِلِ، وهو مَشْعوبٌ،
و ع، وبالتَّحْرِيك: بُعْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ وما بَيْنَ القَرْنَيْنِ. شَعِبَ، كَفَرِحَ.
والشَّاعِبانِ: المَنْكِبانِ.
والشُّعَبُ، كَصُرَدٍ: الأَصابعُ.
والشَّعيبُ: المَزادَةُ، أو مِنْ أَدِيمَيْنِ، أو المَخْرُوزَةُ مِنْ وَجْهَيْنِ، والسِّقاءُ البالي،
ج: كَكُتُبٍ.
والشُّعْبَةُ، بالضمِّ: ما بَيْنَ القَرْنَيْنِ والغُصْنَينِ، والطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ، وطَرَفُ الغُصْنِ، والمَسِيلُ في الرَّمْلِ، وما صَغُرَ مِنَ التَّلْعَةِ، وما عَظُمَ مِنْ سَواقي الأَوْدِيَةِ، وصَدْعٌ في الجَبَلِ يَأْوِي إليه المَطَرُ،
ج: شُعَبٌ . . . أكمل المادة وشِعابٌ.
وشُعَبُ: الفَرَسِ: نواحِيهِ كُلُّها، أو ما أَشْرَفَ منها.
وشَعُوبُ: قَبيلَةٌ، والمَنِيَّةُ،
كالشَّعوبِ، و ع باليَمَنِ.
وشَعَبَ، كَمَنَعَ: ظَهَرَ،
و~ البَعِيرُ: اهْتَضَمَ الشَّجَرَ مِنْ أعلاهُ،
و~ فُلاناً: شَغَلَهُ،
و~ رسولاً إليهِ: أرسلَهُ،
و~ اللِّجامُ الفَرَسَ: كَفَّهُ عن جِهَةِ قَصْدِهِ وصَرَفَهُ،
و~ إلَيْهِمْ: نَزَعَ، وفارَقَ صَحْبَهُ. وشَعْبانُ: قَبِيلَةٌ،
و ع بالشَّامِ، وشَهْرٌ م،
ج: شَعْباناتٌ وشَعابينُ،
من تَشَعَّبَ: تَفَرَّقَ،
كانْشَعَبَ، وصارَ ذا شُعَبٍ.
وأشْعَبَ: ماتَ،
كانْشَعَبَ، وفارَقَ فِراقاً لا يَرْجعُ،
كشَعَّبَ.
والمَشْعَبُ: الطَريقُ.
وكَمِنْبَرٍ: المِثْقَبُ.
وشاعَبَهُ: باعَدَهُ،
و~ نَفْسُهُ: ماتَ،
كانْشَعبَ.
وانْشَعَبَ: تَباعَدَ، وانْصَلَحَ، وتَفَرَّقَ،
كتَشَعَّبَ. في الكُلِّ.
والشَّعُوبِيُّ: ة باليَمَنِ، وبالضم: مُحْتَقِرُ أمْرِ العَرب، وهُم الشُّعوبِيَّةُ.
وشِعْبانُ، بالكسرِ: ماءٌ لِبَنِي بَكْرِ بنِ كلابٍ.
وكَقُفْلٍ: وادٍ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ. وذاتُ الشَّعْبَيْنِ: ة باليَمامةِ.
وشُعْبَةُ: ع قُرْبَ يَلْيَل.
ط والشُّعْبَتَان: أكَمَةٌ ط.
و"لا تَكُنْ أشْعَبَ فَتَتْعَبَ": هو طَمَّاعٌ م.
و"بَيْنَ شُعَبِها الأَرْبَعِ": هي يَداها ورِجْلاها، أو رِجْلاها وشَفْرَا فَرْجِها، كَنَى بذلكَ عن تَغْييبِ الحَشَفَةِ في فَرْجِها.
والشُّعَيْبَةُ، كَجُهَيْنَةَ: وادٍ.
وغَزَالُ شَعْبانَ: دُوَيْبَّةٌ.
وشُعَيْبٌ: مِنَ الأَنْبِياءِ،
و ع.
ومُحمدُ بنُ أحمدَ بنِ شُعَيْبٍ، وجعفرُ بنُ مُحمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ شُعَيْبٍ، وصاعِدُ بنُ أبي الفَضْلِ، وعبدُ الأَوَّلِ الشُّعَيْبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
وشَعَبْعَبٌ: ع.
وشُعَبَى، كأُرَبَى: ع.
والأَشْعَبُ: ة باليَمامَةِ.
ومَشْعَبُ الحَقِّ: طَرِيقُهُ الفارِقُ بينهُ وبينَ الباطِلِ.
والشُّعْبَتانِ: أكَمَةٌ لها قَرْنانِ ناتِئَانِ.
والشَّعْبِيُّ: مِنْ شَعْبِ هَمْدان، وبالضم: مُعاوِيَةُ بنُ حَفْصٍ الشُّعْبيُّ، نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ، وبالكسرِ: عبدُ اللَّهِ بنُ المُظَفَّرِ الشِّعبيُّ: مُحَدِّثونَ.

خنس (العباب الزاخر) [3]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها.
ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار . . . أكمل المادة فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:
وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء.
والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة.
وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس: القُرَاد. والأخْنَس: الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:
أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ      وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:
كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها      أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم      عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها


وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله:
أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم      وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب:
ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا      أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:
تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها      جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه.
وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ      ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ      من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا


ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

عدس (العباب الزاخر) [2]


أبو عمرو: عَدَسَ يَعْدِسُ -بالكسر-: أي خَدَمَ. وعَدَسَ في الأرضِ يَعْدِسُ -أيضاً- عَدْساً: أي ذَهَبَ، وزاد ابن عبّاد: عَدَساناً وعِدَاساً، وزاد غيرُه: عُدُوْساً. يقال عَدَسَت به المَنِيَّة: أي ذَهَبَت بِه، قال الكُمَيت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:  
أُكَلِّفُها هَوْلَ الظّـلامِ ولـم أزَل      أخا الليلِ مَعْدُوساً عَلَيَّ وعادِسا


ويروى: "إلَيَّ"، أي يُسَارُ اليَّ بالليل. والعَدْسُ -أيضاً-: الحَدْسُ. والعَدْسُ: شِدَّة الوَطْء، والكَدْح أيضاً.
ويقال للقوي على السُّرى: عَدُوْسُ السُّرى، وأنشد ابن دريد:
عَدُوْسُ السُّرى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيْدُها     

قال: وعُدَس -مثال زُفَر-: اسم رجل.
وقالوا: عُدُسُ -بضمَّتَين- أيضاً.
وقال ابنُ حبيب في كتاب المُخْتَلِف من القبائل: في تَمِيْمٍ عُدُسُ بن زيد بن عبد الله بن دارِ -مضموم . . . أكمل المادة الدال-، وكل عُدَس في العرب غير هذا فهو مفتوح الدال. وقال ابن عبّاد: عَدَسْتُ المالَ عَدْساً: أي رَعَيْتُه، وهو يَعْدِسُ عليه: أي يرعى عليه. قال: والعَدُوْس: الجريئة. والعَدَس: حَبٌّ معروف، الواحدة: عَدَسَة.
وقال محمد بن أبي سِدْرَة: دَخَلْتُ على عُمَر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يلتوي من بطنه قال: عَدَسٌ أكَلْتُه أذِيْتُ منه، ثم قال: بطيءٌ بَطينٌ مُتَلَوِّث من الذنوب. وقال الليث: العَدَسَة بَثْرَةٌ تخرُجُ فَتَقْتُلُ؛ يقال هو مِن جِنس الطّاعون قَلَّ ما يُسْلَم منه، فيقال: عُدِسَ الرَّجُلُ فهو مَعْدوس، كما تقول: طُعِنَ فهو مَطْعون؛ من الطاعون.
وقال أبو رافِع: رَمى الله أبا لَهَبٍ بالعَدَسَةِ.
وكانت قريش تَتَّقي العَدَسَةَ وتخاف عَدْواها. وعَدَسْ: زَجْرٌ، قال ابن دريد: عَدَسْ زَجْرٌ من زَجْرِ البِغال خاصةً، قال يزيد بن عمرو بن مُفَرِّغٍ يُخَاطِب بَغْلَتَه:
عَدَسْ ما لعَبّادٍ عليك إمارَةٌ      نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلِيْنَ طَلِيْقُ

وكان الخليل يَزْعُمُ أنَّ عَدَساً رَجُلٌ كان عنيفاً بالبِغال أيّامَ سُلَيْمانَ -صلوات الله عليه-، فالبِغال إذا قيل لها عَدَسْ انزَعَجَت.
وهذا ما لا تُعْرَف حقيقَتُه في اللُّغة، وربَّما سَمَّوا البَغْلَ عَدَسْ، قال:
فما أُبالي مَنْ غَزا أو مَنْ جَلَسْ     


وعَدَسْتُه وعَدَسْتُ به: إذا قُلْتُ له عَدَسْ. وعَدَسَةُ: من أعلام النِساء. وفي طَيِّئٍ بَنو عَدَسَة، وكذلك في كَلْبٍ. وعبد الله وعبد الرحمن ابنا عُدَيْس بن عمرو البَلَوِيّانِ -رضي الله عنهما-: لهما صحبة، وعُدَيْس أبوهما مُصَغَّر. وقد سَمَّوا عَدّاساً -بالفتح والتَّشْديد-.

الشَّريعَةُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّريعَةُ: ما شَرَعَ اللّهُ تعالى لعبادِهِ، والظاهرُ المُسْتَقيمُ من المَذاهِبِ،
كالشِّرْعَةِ، بالكسر فيهما، والعَتَبَةُ، ومَوْرِدُ الشارِبَةِ،
كالمَشْرَعَةِ، (وتُضَمُّ راؤُها).
والشِّرْعُ، بالكسر: ع، وشِراكُ النَّعْلِ، وأوتارُ البَرْبَطِ، وبهاءٍ: حِبالَةٌ للقَطا، والوَتَرُ، ويُفْتَحُ، ومِثْلُ الشيءِ،
كالشِّرْعِ،
ج: شِرْعٌ أيضاً، ويُفْتَحُ، وشِرَعٌ، كعِنَبٍ،
جج: شِراعٌ.
وككِتابٍ: الوَتَرُ ما دامَ مَشْدوداً على القَوْسِ،
و~ من البَعيرِ: عُنُقُهُ، وكالمُلاءَة الواسِعَةِ فَوْقَ خَشَبَةٍ، تُصَفِّقُهُ الرِيحُ فَيَمْضي بالسَّفينَةِ،
ج: أشْرِعَةٌ وشُرُعٌ، بضمتين.
وكغُرابٍ: رجُلٌ كان يَعْمَلُ الأسِنَّةَ والرِّماحَ،
و~ من النَّبْتِ: المعْتَمُّ.
والشُّراعِيَّةُ، بالضم ويُكسرُ: الناقةُ الطَّويلَةُ العُنُقِ.
وشَرَعَ لهم، كمنَعَ: سَنَّ،
و~ المنْزِلُ: صارَ . . . أكمل المادة على طَريقٍ نافِذٍ، وهي دارٌ شارِعَةٌ، ومَنْزِلٌ شارِعٌ،
و~ الدَّوابُّ في الماءِ شَرْعاً وشُروعاً: دَخَلَتْ، وهي إِبلٌ شُروعٌ، بالضم، وشُرَّعٌ، كركَّعٍ،
و~ في الأَمْرِ: خاضَ،
و~ الْحَبْلَ: أنْشَطَه وأدخَلَ قُطْرَيْهِ في العُرْوَةِ،
و~ الإِهابَ: سَلَخَهُ،
و~ الشيءَ: رَفَعه جدّاً،
و~ الرِّماحُ: تَسَدّدَتْ، فهي شارِعَةٌ وشَوارِعُ، وشَرَعْناها وأشْرعْناها فهي مَشْروعَةٌ ومُشْرَعَةٌ.
و"شَرْعُكَ ما بَلَّغَكَ المَحَلَّ"، أي: حَسْبُكَ من الزادِ ما بَلَّغَكَ مَقْصِدَكَ؛ يُضْرَبُ في التَّبَلُّغ باليَسيرِ.
ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ شَرْعُكَ من رَجُلٍ، أي: حَسْبكَ، يَسْتَوِي فيه الواحِدُ والجَميعُ.
والناسُ شَرْعٌ واحِدٌ، ويُحَرَّكُ، أي: باجٌ واحدٌ.
والناسُ في هذا شَرْعٌ، ويُحَرَّكُ، أي: سواءٌ.
وحِيتانٌ شُرَّعٌ، كرُكَّعٍ: رافِعَةٌ رُؤوُسَها.
والشارِعُ: العالِمُ الرَّبَّانِيُّ العامِلُ المُعَلِّمُ، وكلُّ قَريبٍ.
وشارِعٌ: جَبَلٌ بالدَّهْناءِ،
وة.
وشارِعُ الأنْبارِ والْمَيْدانِ: مَحلَّتانِ ببغْدَادَ.
والشَّوارِعُ من النُّجومِ: الدانِيَةُ من المغيبِ.
وكأَميرٍ: الشُّجاعُ بَيِّنُ الشَّراعَةٍ، كسحابةٍ، والكَتَّانُ الجَيِّدُ، وكشَدّادٍ: بائِعهُ.
والأشْرَعُ: الأنْفُ الذي امْتَدّتْ أرْنَبَتهُ.
وشُراعةُ، كثُمامةٍ: د لهُذَيْلٍ، ورجلٌ.
والشَّرَعةُ، محرَّكةً: السَّقيفَةُ،
ج: أشْراعٌ.
وأشْرَعَ باباً إلى الطريقِ: فَتَحَه،
و~ الطريقَ: بَيَّنه،
كشَرَّعهُ تَشْريعاً.
والتَّشْريعُ: إيرادُ الإِبِلِ شَريعَةً لا يُحْتاجُ مَعَها إلى نَزْعٍ بالعَلَقِ، ولا سَقْيٍ في الحَوْضِ، وفي حَديثِ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنه: أنَّ رَجُلاً سافَرَ في صَحْبٍ له، فَلَمْ يَرْجِعْ بِرُجوعِهِم، فاتُّهِمَ أصْحابُهُ، فَرُفِعُوا إلى شُرَيْحٍ، فَسَألَ أولياءَ المَقْتولِ البَيِّنَةَ، فَلَمَّا عَجَزُوا، ألْزَمَ القَوْمَ الأَيْمانَ، فأَخْبَروا عَلِيّاً بِحُكْم شُرَيْحٍ، فقال:
أوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ **** ياسَعْدُ لا تَرْوَى بهذاكَ الإِبِل
ويُرْوَى: ما هكذا تورَدُ يا سَعْدُ الإِبِلُ، ثُمَّ قال: إنَّ أهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثُم فَرَّقَ عَلِيٌّ بَيْنَهُمْ وسأَلَهُمْ، فأَقَرّوا فَقَتَلَهُم، أي: ما فَعَلَهُ شُرَيْحٌ كان هَيِّناً، وكان نَوْلُهُ أنْ يَحْتاطَ ويَسْتَبْرِئَ الحالَ بأَيْسرِ ما يُحْتاطُ بِمثْلِهِ في الدِّماءِ.

تجر (لسان العرب) [2]


تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً؛ باع وشرى، وكذلك اتَّجَرَ وهو افْتَعَل، وقد غلب على الخَمَّار قال الأَعشى: ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ آلْـ أُمَّانَ، مَوْرُوداً شَرَابُهْ وفي الحديث: مَنْ يَتَّجِرُ على هذا فيصلي معه. قال ابن الأَثير: هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأَنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من الأَجر على هذه الرواية لأَن الهمزة لا تدغم في التاء وإِنما يقال فيه يأْتَجِرُ. الجوهري: والعرب تسمي بائع الخمر تاجراً؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ: ولَقَدْ أَروحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً، مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادي أَي مائلاً عُنُقي من السُّكْرِ.
ورجلٌ تاجِرٌ، والجمع تِجارٌ، بالكسر والتخفيف، وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مثل صاحب وصَحْبٍ؛ فأَما . . . أكمل المادة قوله: إِذ ذُقْتَ فاها قلتَ: طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ، مما يجيء به التُّجُرْ فقد يكون جمع تِجَارٍ، على أَن سيبويه لا يَطْرُدُ جمع الجمع؛ ونظيره عند بعضهم قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة؛ قال: هو جمع رهانٍ الذي هو جَمْعُ رَهْنٍ وحمله أَبو عليُّ على أَنه جمع رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ، وإِنما ذلك لما ذهب إِليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إِلا فيما لا بدّ منه، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ في البيت من باب: أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ على نقل الحركة، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف وشُرُفٍ وبازل وبُزُلٍ، إِلا أَنه لم يسمع إِلا في هذا البيت.
وفي الحديث: أَن التُّجَّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله وبَرَّ وصَدَقَ؛ قال ابن الأَثير: سماهم فجاراً لما في البيع والشراء من الأَيمان الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أَكثرهم أَو لا يفطنون له، ولهذا قال في تمامه: إِلاَّ من اتقى الله وبرّ وصدق؛ وقيل: أَصل التاجر عندهم الخمَّار يخصونه به من بين التجار؛ ومنه حديث أَبي ذر: كنا نتحدث أَن التاجر فاجر؛ والتَّجْرُ: اسمٌ للجمع، وقيل: هو جمع؛ وقول الأَخطل: كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها، حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ قال ابن سيده: أُراه على التشبيه كَطَهِرٍ في قول الآخر: خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ وأَرضَ مَتْجَرَةٌ: يُتَّجَرُ إِليها؛ وفي الصحاح: يتجر فيها.
وناقة تاجر: نافقة في التجارة والسوق؛ قال النابغة: عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة. التهذيب: العرب تقول ناقة تاجرة إِذا كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ على البيع لنجابتها، ونوق تواجر؛ وأَنشد الأَصمعي: مَجَالِحٌ في سِرِّها التَّواجِرُ ويقال: ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كاسدة. ابن الأَعرابي: تقول العرب إِنه لتاجر بذلك الأَمر أَي حاذق؛ وأَنشد: لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ، لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ويقال: رَبِحَ فلانٌ في تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ، وأَرْبَحَ إِذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ.

شرس (العباب الزاخر) [2]


رَجُلٌ أشْرَسُ وشَرِسٌ بَيِّنُ الشَّرَسِ والشَّرَاسَةِ: أي سَيِّئُ الخُلُقِ عَسِرٌ شَديدُ الخِلافِ، وأنشد الليث:
فَظَلْتُ ولي نَفْسانِ نَفْسٌ شَرِيْسَةٌ      ونَفْسٌ تَعَنّاها الفِراقُ جَزُوْعُ

والأشْرَسُ: الجريء في القتال. والأشْرَسُ والشَّرِسُ: الأسد، سمِّيَ بذلك لسوءِ خُلُقِه، قال أبو زبَيْد حَرْمَلة بن المنذر الطائي يصف الأسد:
جَهْمَ المُحَيّا عَبُوْساً ضَيْغَماً شَرِساً      ما إنْ يَطُوْرُ حِماهُ غَيْرُ مَعْرُورِ

وأشْرَسُ بن غاضِرَةَ -رضي الله عنه-: له صحبة. وأرضٌ شَرْساء وشَرَاسٍ -على فَعَالٍ- مثال شَنَاحٍ ورَبَاعٍ وحَزَابٍ وشَرَاسٌ -مثال سَراب وزَمان ومَكان-:غليظة. والشِّرَاسُ -بالكسر-: دِباقُ الأساكِفَةِ، ويكْتُبُونَه في كُتُبِ الطِّبِّ: إشْرَاسٌ. والشَّريس: الشَّراسَة.
ومنه حديث عمر -رضي الله عنه- أنَّه قال لعمرو بن معدي كَرِب -رضي الله عنه-: ما . . . أكمل المادة قَولُك في عُلَة بن جَلدٍ؟ قال: أولئك فوارِسُ أعراضِنا وشِفاءُ أمراضِنا؛ أحَثُّنا طَلَباً وأقَلُّنا هَرَباً، قال: فَسَعْدُ العشيرَة؟ قال: أعظمُنا خَميساً وأكثرُنا رئيساً وأشدُّنا شَرِيساً، قال: فبنو الحَرثِ؟ قال: حَسَكَة مَسَكَة، قال: فَمُراد؟ قال: أولئك الأتقياء البَرَرَة والمَسَاعير الفَخَرَة؛ أكرمنا قراراً وأبعَدُنا آثاراً. وناقةُ ذات شَرِيس: أي شَرِسَة، قال:
قد عَلِمَت عَمْرَةُ بالغَمِـيْسِ      أنَّ أبا المِسْوَرِ ذو شَرِيْسِ

ولانَ شَرِيسُه: كقولِهِم لانَت عَريكَتُه. والشَّرْس: جَذْبُكَ الناقة بالزِّمام.
وقال ابن عبّاد: شَرَسْتُ الجِلْدَ والرّاحِلَة: إذا مَرَسْتُهما، وكذلك الرجل إذا أمَضَّكَ بالكلام. ولم يُشْرَسْ جَمَلُه: أي لم يُرَضْ ولم يُهَنْ. والشِّرْسُ -بالكسر-: عِضَاهُ الجبل، وهو ما صَغُرَ من شَجَر الشَّوْكِ، كالشُّبْرُم والحاجِ والشُّكَاعى والقَتَادِ، وأنشد ابن الأعرابي:
واضِعَةٌ تأكُلُ كُلَّ شِرْسِ     

ومكان شَرْس -بالفتح-: أي غليظ، قال:
إذا أُنيخَت بِمَكانٍ شَرْسِ     

وقال الدِّيْنَوَريّ: الشَّرَسُ -بالتحريك-: ما صَغُرَ من شَجَر الشَّوْكِ. قال: ومن أمثال العَرَب: عثرَ بأشْرَس الدَّهر: أي بالشِّدَّة. والشَّرْساء: السحابة الرقيقة البيضاء. وقال ابن الأعرابي: شَرِسَ -بالكسر-: إذا تَحَبَّبَ إلى الناس. وشَرِسَ: إذا دام على رعي الشِّرْسِ. وقال أبو عمرو: الشُّرْسُ -بالضم-: الجَرَبُ في مشافِرِ الأبِل، وإبلٌ مَشروسَة. وقال أبو زيد: الشَّراسَة: شِدَّة أكل الماشِيَة، يقال منه: شَرَسَتْ تَشْرُسُ شَرَاسَة، وانَّه لَشَرِس الأكل. والمُشَارَسَة والشِّرَاسُ: الشِّدَّة في معاملة الناس، يقال: ناقةٌ ذات شِراس. وقال ابن فارِس: تَشَارَسَ القَوْمُ: إذا تَعَادَوا. والتركيب يدل على خِلاف الخَير في جميع فُروعِه.

ثطف (العباب الزاخر) [2]


أبن الأعرابي: الثطف: النعمة في الطعام والشراب والمنام. وقال أبن عباد: الثطف: الخصب والسعة. ثقف -بالضم- يثقف ثقافة وثقفاً: أي صار حاذقاً خفيفاً؛ فهو ثقف؛ كضخم فهو ضخم، وثقف.
وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بر مكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهما- وهو غلام شاب أمرد لقن ثقف؛ يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- منحه، فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس، ويروى: وصرفها. قال:
أوَ ما عَلِمْتَ غَداةَ تثوْعِدُني      أنّي بِخِزْيِكَ عالِمٌ ثَقِـفُ

وقال الليث: رجل ثقف لقف وثقف . . . أكمل المادة لقف: أي راوٍ شاعر رامٍ، وزاد اللحيان: ثقيف لقيف. وقال أبن عباد: ثقف فهو ثقف وثقيف، قال: وقالوا ثقفف أيضاً ثقفاً فهو ثقف وثقف -مثال حذر وحذر وندس وندس-: إذا حذف وفطن. وثقيف: أبو قبيلة، واسمه: قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال أبو ذؤيب الهذلي:
تُؤمِّلُ أنْ تُلاقـيَ أُمَّ وَهْـبٍ      بِمَخْلضفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ

وخل ثقيف وثقيف -مثال سكين-: أي حامض جداً. وثقفته ثقفاً -مثال بلعته بلعاً-: أي صادفته، وقال الَّليث: أخذته، وقال أبن دريد: ظفرت به، وقال أبن فارس: أدركته، قال الله تعالى: (إنْ يَثْقَفُوكم)، وقال جل وعز: (واقْتُلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوْهم)، وقال جل ذكره: (فَأمّا تَثْقَفَنَّهم في الحَرْب). وامرأة ثقاف -بالفتح-: أي فطنة، وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب لما جاورت أم جميل بنت حرب: إني حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم؛ قريش بعد ذلك أعلم. والثقاف -بالكسر-: ما تسوى به الرماح، قال عمرو بن كلثوم:
إذا عَضَّ الثِّقَافُ بها اشْمَأزَّتْ      ووَلَّتْهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنـا

وثقف بن عمرو بن شميط -ويقال: ثقاف رضي الله عنه-: له صحبة. من أشكال الرمل؛ فرد وزوجان وفرد، وهو من قسمة زحل. ويقال: أثقفته -على ما لم يسم فاعله-: أي قيض لي، قال عمرو ذو الكلب:
فإنْ أُثْقِفتُموني فاقْـتُـلُـونـي      فَمَنْ أثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي

أُثقفتموني: ظفرتم بي، أي: إن قدر لكم أن تصادفوني، ويروى: ومَنْ أُثْقَفْ أي مَنْ أثقفه منكم. وثقفت الماح تثقيفاً: إذا سويتها، قال عمرو بن كلثوم:
عَشَوْزَنَةً إذا انْقَلَبَتْ أرَنَّـتْ      تَشُجُّ قَفضا المُثَقِّفِ والجَبِيْنا

والتركيب يدل على إقامة درء الشيء.

سيف (لسان العرب) [2]


السَّيْفُ: الذي يُضربُ به معروف، والجمع أَسْيافٌ وسُيُوفٌ وأَسْيُفٌ؛ عن اللحياني؛ وأَنشد الأَزهري في جمع أَسْيُفٍ: كأَنهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ، عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ واسْتافَ القومُ وتَسايَفُوا: تضاربوا بالسيوف.
وقال ابن جني: استافوا تَناولوا السُّيوفَ كقولك امْتَشَنُوا سُيُوفَهم وامْتَخَطوها، قال: فأَما تفسير أَهل اللغة أَنَّ اسْتافَ القومُ في معنى تَسايَفُوا فتفسيره على المعنى كعادتهم في أَمثال ذلك، أَلا تراهم قالوا في قول اللّه سبحانه: من ماءٍ دافِقٍ، إنه بمعنى مَدْفُوق؟ قال ابن سيده: فهذا لعمري معناه غير أَن طريق الصَّنْعة فيه أَنه ذو دَفْق كما حكاه الأَصمعي عنهم، من قولهم ناقة ضارب إذا ضُرِبَت، وتفسيره أَنها ذاتُ ضَرْب . . . أكمل المادة أَي ضُربت، وكذلك قول اللّه تعالى: لا عاصِمَ اليومَ من أَمرِ اللّه، أَي لا ذا عِصْمة، وذو العصمة يكون مفعولاً فمن هنا قيل: إن معناه لا معصوم.
ويقال لجماعة السُّيوف: مَسْيَفةٌ، ومثله مَشْيَخَةٌ. الكسائي: المُسِيفُ المُتَقَلِّدُ بالسيف فإذا ضَرَبَ به فهو سائفٌ، وقد سِفْتُ الرجل أَسِيفه. الفراء: سِفْتُه ورَمَحْتُه. الجوهري: سافَه يَسِيفُه ضربه بالسيف.
ورجل سائفٌ أَي ذو سَيْف، وسَيَّافٌ أَي صاحبُ سيف، والجمع سَيَّافةٌ.
والمُسِيفُ: الذي عليه السَّيْفُ.
والمُسايَفَةُ: المُجالَدَةُ.
وريح مِسْيافٌ: تَقْطَعُ كالسَّيْفِ؛ قال: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تزال تَهُجُّهُ شَمالٌ، ومِسْياف العَشِيِّ جَنُوب؟ وبُرْد مُسَيَّفٌ: فيه كصُوَر السيوف.
ورجل سَيْفانٌ: طويل مَمْشُوقٌ كالسَّيْفِ، زاد الجوهري: ضامرُ البطن، والأَنثى سَيْفانةُ. الليث: جاريةٌ سَيْفانةٌ وهي الشِّطْبَةُ كأَنها نَصْل سَيْفٍ، قال: ولا يُوصَفُ به الرجل.
والسَّيْفُ، بفتح السين: سَيْبُ الفَرَس.
والسِّيفُ: ما كان مُلْتَزِقاً بأُصول السَّعَفِ كاللِّيف وليس به؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سَماعٍ. ابن سيده: والسِّيفُ ما لزِقَ بأُصول السَّعَفِ من خِلال اللِّيفِ وهو أَرْدَؤُه وأَخْشَنُه وأَجْفاه، وقد سَيِفَ سَيَفاً وانسافَ، التهذيب: وقد سَيِفَتِ النخلةُ؛ قال الراجز يصف أَذْنابَ اللِّقاحِ: كأَنَّما اجْتُثَّ على حلابِها نَخْلُ جُؤاثَى نِيل من أَرْطابِها، والسِّيفُ واللِّيفُ على هُدّابِها والسَّيفُ: ساحل البحر، والجمع أَسياف.
وحكى الفارسي: أَسافَ القومُ أَتوا السِّيفَ، ابن الأَعرابي: الموضع النَّقِيُّ من الماء، ومنه قيل: درهم مُسَيَّفٌ إذا كانت له جوانبُ نَقِيَّة من النَّقْشِ.
وفي حديث جابر: فأَتينا سِيفَ البحر أَي ساحله.
والسِّيفُ: موضع؛ قال لبيد: ولقد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ، بِعَدانِ السِّيفِ، صَبري ونَقَلْ وأَسَفْتُ الخَرَزَ أَي خَرمْتُه؛ قال الراعي: مَزائِدَ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا وقد تقدَّم في سوف أَيضاً. قال ابن بري في تفسير البيت: أَي حملهما على الإسراع، ومزائدُ: كان قياسُها مَزاوِدَ لأَنها جمع مَزادة، ولكن جاء على التشبيه بفعالة، ومثله مَعائش فيمن همزها. ابن بري: والمُسِيفُ الفقير؛ وأَنشد أَبو زيد للقِيطِ ابن زُرارَةَ: فأَقْسَمْتُ لا تأتِيكَ مِني خُفارَةٌ على الكُثْرِ، إنْ لاقَيْتَني، ومُسِيفا والسائفةُ من الأَرض: بين الجَلَد والرَّمل.
والسائفة: اسم رمل.

خلس (العباب الزاخر) [2]


الدِّينوري: الخَلْسُ -بالفتح-: الكلأ اليابس ينبت في أصلِه الرَّطِب فيختَلِط، مثل الخليس، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة:
كأنَّ ضِعافَ المَشْيِ من وَحْشِ بِينَةٍ      تَتَبَّعُ أوراقَ العِضاةِ معَ الخَلْـسِ

وخَلَسْتُ الشيء: إذا سَلَبتَه، والاسم: الخُلْسَة -بالضم-، يقال: الفرصَةُ خَلْسَة. والخُلْسَةُ -أيضاً-: الاسم من قولهم: أخْلَسَ النباتُ: إذا اختلط رَطْبُه ويابِسُه، قال سُوَيد المراثِد:
فتىً قبلٌ لم تُـعْـبِـسِ الـسِّـنُّ وجـهَـهُ      سِوى خُلْسَةٍ في الرأسِ كالبَرْقِ في الدُّجى

والخَلِيْس: الأشمط. والخَلِيْس: النبات الهائج. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه بعث رجلاً إلى الجِنِّ فقال: سِرْ ثلاثاً حتى إذا لم ترَ شمساً فاعلِفْ بعيراً أو أشْبِع نفساً؛ . . . أكمل المادة حتى تأتي فتياتٍ قعساً ورجالاً طُلْساً ونساءً خُلْساً. قوله: "خُلْساً" أي سُمْراً قد خالَطَ بياضهُنَّ سوادٌ، من قولهم: شَعَرٌ خليس، والجمع: خُلُس؛ مثل نذير ونُذُر، فخفَّفَ. والخِلاسيُّ: الولد بين أبوين أسود وأبيض؛ والديك بين دجاجتين هندية وفارسيَّة. وفي واحد الخُلُس ثلاثة أوجه: أن يكون فَعلاء تقديراً، وأن يكون خَليساً، وخِلاسيَّة على تقدير حذف الزائدتين كأنَّكَ جَمَعْتَ خِلاساً.
والقياس خُلُس؛ نحو كِناز وكُنُز، فَخَفَّفَ. وإذا ضَرَبَ الفحل الناقة ولم يكن أُعِدَّ لها قيل لذلك الولد: الخُلْسُ. وخِلاس بن عمرو الهَجَري: من التابعين. وخِلاس بن يَحيى التَّميمي: من أتباع التابعين. وسِماك وبشير ابْنا سَعْد بن ثعلَبَة بن خَلاّس -بالفتح والتشديد- رضي الله عنهما: لهما صُحبة، وكذلك لعبد الله بن عُمَير بن حارِثَة بن ثَعْلَبَة بن خلاّس- رضي الله عنه-. وعبّاس بن خُلَيس -مصغراً-: من أتباع التابعين. وأخْلَسَ رأسه: إذا خالط سوادُهُ البياض. وأخْلَسَ النَّبات: إذا اختلط رَطبُه ويابِسُه. ومُخالِس: اسم حصان من خيل العرب معروف، قيل: هو لِبَني هلال، وقال أبو محمد الأعرابي: هو لِبَني عقيل، وقال أبو النَّدى: هو لِبَني فقيم، قال مُزاحِم العقيلي:
يقودانِ جُرْداُ من بَناتِ مُخالِسٍ      وأعوَجَ تُقْفى بالأجِلَّةِ والرِّسْلِ

وقال الليث: الاختلاس أوحى من الخَلْس وأخَصُّ.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: ليس على المُنْتَهَب ولا على المُختَلِسِ قَطْعٌ. وقال الخليل: من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَد، فالمُخْتَلَس ما كان على حَذو الفِعْلِ؛ نحوَ انصَرَفَ انصِرافاً ورَجَعَ رجوعاً، والمُعْتَمَد ما اعتَمَدْتَ عليه فَجَعَلْتَه اسماً للمصدر، نحو المَذْهَب والمَرْجِع وقولك أجَبْتَه جابَةً، وهو المُعتَمَد عليه، ولا يُعْرَف المُعْتَمَد إلاّ بالسماع. وتَخَلَّسْتُ الشيء: مثل اختَلَسْتُه. والتخالُسُ: التَّسالُب. وقال الليث: القِرنان يَتَخالَسَان. أيُّهُما يقدِر على قتل صاحِبِه. قال أبو ذُؤيب الهُذَليُّ يَصِف شُجاعَيْنِ:
فَتَخالَسا نفسَيهِما بِـنَـوافِـذٍ      كنَوافِذِ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ

وروى الأصمعيُّ: "كنوافِذِ العُطُبِ" أي القُطن.
وقال الباهلي: أراد مَوْضِعَ الجَيبِ والكُمِّ؛ شَبَّهَ الطَّعْنَةَ بهما، أي جعل كل واحد منهما يَخْتَلِسُ نفس صاحِبِه، يطعنُ هذا هذا و هذا هذا. والتركيب يدل على الاختطاف والالتماع.

شمس (العباب الزاخر) [2]


الشَّمْسُ: تُجْمَع على شُمُوْسٍ، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ ناحيَةٍ منها شَمْساً، كما قال ذو الرُّمَّة:
بَرّاقَةُ الجِيْدِ واللَّبّاتُ واضِحَةٌ      كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضى بها لَبَبُ

قال مالِك الأشْتَر النَّخَعِيُّ:
حَمِيَ الحَدِيْدُ عليهـم فَـكـأنَّـهُ      وَمَضَانُ بَرْقٍ أو شعَاعُ شُمُوْسِ

وتَصْغيرُها: شُمَيْسَة. وقد سَمَّت العربُ عَبْدَ شَمْسَ، ونَصَّ أبو عَلّيٍ في التذكِرَة على ترك الصَّرف في عبد شَمس للتعريف والتأنيث، وفَرَقَ بينه وبين دَعْدَ في التخيير بين الصَّرفِ وتَرْكِه.
وأُضيفَ إلى الشمس من السَّيّارات التي كانوا يعبُدُونها، لا إلى صَنَمٍ اسْمُه شَمْسٌ؛ كعبد مناة وعبدِ يغوث وعبد العُزّى. ومن الأصنام صَنَمٌ اسْمُهُ شَمْس، وذكر ابنُ الكَلْبي: أنَّ أوَّلَ مّنء سُمِّيَ عَبْدَ شَمْس: سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن . . . أكمل المادة يَعْرُب، وذَكَرَ: أنَّ شَمْسَاً صَنَمٌ قَديم، قال جرير:
أنتَ ابْنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافْتَخِر      من عَبْدِ شَمْسَ بذِرْوَةٍ وصَمِيْمِ

وما يَجِيءُ في الشِّعْرِ مَصْروفاً يُحْمَلُ على الضّرورة.
وقال ابن الأنباري: تقول: قد أتَتْكَ عَبْدُ شَمْسٍ يا فَتى، فتؤنِّثُ الفِعْلَ، ولا تُجْري الشَّمْسَ للتأنيث والتعريف. والنِّسبة إلى عَبْدِ شَمْسٍ عَبْشَمِيٌّ، لأنَّ في النِّسْبَة إلى كلِّ اسْمٍ مُضافٍ ثلاثةُ مَذاهِب: إنْ شِئتَ نَسَبْتَ إلى الأولى منهما، كقولِكَ: عَبْدِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عَبدِ القيس، قال:
وهم صَلَبوا العَبْدِيَّ في جِذُعِ نَخْلَةٍ      فلا عَطَسَت شَيْبانُ إلاّ بأجْدَعـا

وإن شِئتَ نَسَبْتَ إلى الثاني إذا خِفْتَ اللّبْسَ فقُلْتَ: مُطَّلِبِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عبد المُطَّلِب.
وإن شِئتَ أخَذتَ من الأوّل حرفين ومن الثاني حرفين؛ وَرَدَدْتَ الاسم إلى الرُّباعيِّ؛ ثُمَّ نَسَبْتَ إليه، فقُلْتَ: عَبْدَرِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وعَبْشَمِيٌّ؛ في النِّسْبَةِ إلى عبد الدار وعبد القيس وعبد شمس، قال عبد يَغوث بن وقّاص الحارثيُّ:
وتَضْحَكُ منِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِـيَّة      كأن لم ترى قَبلي أسيراً يمانياً

وأما عَبْشَمْس بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم فانًّ أبا عمرو بن العلاء يقول: أصْلُهُ عَبُّ شمس: أي حبُّ شمس؛ وهو ضوؤها؛ والعين مبدّلة من الحاء، كما قالوا في عَبِّقُرٍ وهو البَرَدُ، وقد تُخَفَّفُ، قال:
إذا ما رَأت شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ بادَرَتْ      إلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَـمِـيْدُهـا

ويروى: "شَمَّرَتْ"، ويروى: "والجُرْهُمِيُّ"، وقال ابن الأعرابي: اسمُه عِبءُ الشَّمسِ- بالهمزِ-، والعِبءُ: العِدْلُ، أي هو نَظيرها وعِدْلُها.
وعَبْءَ الشمس- أيضاً-، كالعِدْلِ والعَدْلِ. وشمسُ: عين ماء. وعينُ شَمْسٍ: موضع. وبَنو الشَّمس: بطن من العرب. وأما قول تأبَّطَ شَرّاً:
إنّي لَمٌهْدٍ من ثَـنـائي فـقـاصِـدٌ      به لابْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بن مالِك

فانَّه يُروى بفتح الشين وضمها، فمَن ضمَّها قال انَّه عَلَمٌ لهذا الرَّجُلِ فقط، كحَجَرٍ في أنَّه عَلَمٌ لأبي أوس؛ وأبي سُلمى في أنَّه عَلَمٌ لأبي زهير؛ الشّاعرين، والأعلام لا مُضايَقَةَ فيها. وعُقاةُ بن شُمْسٍ، ومَعْوَلَة بن شُمْسٍ، وحُدّانُ بن شُمْسٍ، ونحوَ بن شُمْسٍ، ونَدَب بن شُمْسٍ. وقال ابن دريد: الشَّمْسَة -وقال غيره: الشَّمسُ-: ضَرْبٌ من المَشْطِ كانَ بعضُ نساء الجاهليَّة يَمْتَشِطْنَه. قال:
وخَضَبْتِ الكَفَّ بالحِن      اءِ والجِيْدَ بِـوَرْسِ


والشَّمْسُ: ضَربٌ من القلائِد. والشَّمْسَتان: مُوَيْهَتَانِ في جوف عريض، وهو قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بطَرَفِ النِّيْرِ؛ نِيْرِ بَني غاضِرَةَ.
وقال ابن الأعرابي والفرّاء: الشُّمَيْسَتانِ: جَنَّتانِ بازاءِ الفِرْدَوْسِ. وثابِت بن قيس بن شَمّاس -رضي الله عنه-: له صحبة. الليث: الشمّاس من رؤوس النَّصارى: الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسِهِ لازِماً للبيعة.
وهذا عَمَلُ عُدُوْلهم.
وقال ابن دريد: فأما شَمّاسُ النَّصارى فليس بعربي مَحْضٍ، ويُجْمَعُ على شَمَامِسَة. والشَّمّاسِيَّة: محلة بدمشق، وموضع قريب من رصافة بغداد. وشَمَسَ يومُنا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ -وزاد ابن دريد: شَمِسَ؛ بكسر الميم-: إذا كان ذا شَمْسٍ وأنشد:
فلو كان فينا إذ لَحِقنـا بُـلالَة      وفيهنَّ واليَوْمُ العَبُوْرِي شامِسُ

وقال ذو الرمّة يَصِف الظُّعنَ:
تَحَمَّلْنَ من قاعِ القَرِيْنَةِ بَـعْـدَ مـا      تَصَيَّفْنَ حتى ما عن العِدِّ حابِـسُ

تَصَيَّفْنَ حتى ما عن العِدِّ حابِـسُ

وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوْساً وشِمَاساً فهو شامِس وشَمُوْس: أي مَنَعَ ظَهْرَه، وخَيْلُ شُمْسٌ وشُمُسٌ -مثال خُلْق وخُلُق-.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- الذي رواه سَمُرَة بن جُنْدُب -رضي الله عنه-: مالي أراكُم رافِعي أيديكِم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؛ اسْكنوا في الصلاة، ثمَّ خَرَجَ علينا فَرَآنا حِلَقاً فقال: مالي أراكَم عِزِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ علينا فقال: ألاَ تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ قالوا: يا رسول الله وكيف تَصُفُّ الملائكة ربَّها؟ قال: يتمُّونَ الصفوف الأولى ويَتَراصُّونَ في الصَّفِّ. قال النابغة الذبياني:
شُمْسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُـرَّةٍ      يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِ

والشَّمُوْسُ: فَرَسُ الأسوَدِ بن شَرِيكٍ. والشَّمُوْس -أيضاً-: فَرَسُ يَزيد بن خَذّاقٍ العَبْديِّ، وهو القائل فيها:
وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَـشِـيَّةً      كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُـدُوْسـا


والشَّمُوْسُ: فَرَسُ سُويد بن خَذّاقٍ العَبْديّ. والشَّمُوْسُ -أيضاً-: فَرَسُ عبد الله بن عامر القُرَشِّي، وهو القائل فيه:
جرى الشَّمُوْسُ ناجِزاً بناجِزِ     

والشَّمُوْسُ: فَرَسُ شَبِيْب بن جَراد أحد بني الوحيد. والشَّمُوْسُ: هضبة معروفة، سُمِّيتْ بذلك لأنها صعبة المُرتقى. والشَّمُوْسُ: بنت أبي عامِر الرّاهب واسمه عبد عمرو بن صَيْفيٍّ، والشَّمُوْسُ: بنت عمرو بن حرام، والشَّمُوْسُ: بنت مالك بن قيس، والشَّمُوْسُ: بنت النعمان بن عامِر الأنصاريَّة. رضي الله عنهن، لهنَّ أربعهن صحبة. ورجُلٌ شَمُوْسٌ: صعب الخُلُق، ولا تَقُل شَمُوصٌ. وشَمَسَ لي فلان: إذا أبدى لك عداوةً. وشامِسْتان: من قرى بَلْخَ. وأشْمَسَ يومُنا: صار ذا شَمْسٍ. والتَّشْمِيْسُ: بَسْطُ الشيء في الشمس، يقال: شيء مُشَمَّس: أي عُمِلَ في الشمس. والمُشَمِّس: الذي يعبد الشمس. والمُتَشَمِّس من الرجال: الذي يمنع ما وراءَ ظهرِه، وهو الشديد القوة. والبخيل -أيضاً-: مُتَشَمِّسٌ، وهو الذي لا يُنال منه خير، يقال: أتَيْنا فلاناً نتعَرَّضُ لِمَعْروفِه فَتَشَمَّسَ علينا: أي بَخِلَ. وتَشَمَّسَ -أيضاً-: انْتَصَبَ للشمس، قال ذو الرمَّة:
كأنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّسـاً      يَدا مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ الله تائبِ

والتركيب يدل على تلوُّنٍ وقِلَّةِ استقرار.

ينع (لسان العرب) [1]


يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً، فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً، كلاهما: أَدْرَكَ ونَضِجَ، قال الجوهري: ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها.
وفي حديث خَيّابٍ: ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها. أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ: أَدْرَكَ ونَضِجَ، وأَيْنَعَ أَكثر استعمالاً، وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه؛ قال الشاعر: في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ، حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَعا قال ابن بري: هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان؛ وقال آخر: لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً.
واليَنْعُ: النضجُ.
وفي التنزيل: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه.
وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ . . . أكمل المادة ويانِعٌ، واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ؛ قال عمرو بن معديكرب: كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً، يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري: له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به، لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ؛ عن ابن كيسان: ويقال: أَيْنَعَ الثَّمَرُ، فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ، وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ؛ ومنه قول أَبي سَمّالٍ للنجاشي: هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ؟ وكان ذلك في رمضان، قال له النجاشي: أَفي رمضان؟ قال له أَبو السمّال: ما شَوّالٌ ورمضانُ إِلا واحداً، أَو قال نَعَمْ، قال: فما تَسْقيني عليها؟ قال: شراباً كالوَرْس، يُطيِّبُ النفْس، يُكَثِّر الطِّرْق، ويُدِرُّ في العِرْق، يَشُدُّ العِظام، ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام، قال: فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، فقال: هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال سَكْرانَيْنِ من الخمر؟ فبعث إِليهما عليّ، رحمه الله، فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى جِيرانٍ له، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، فقال: أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ؟ فأَمر به فجلد ثمانين وزاده عشرين، فقال: أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ؟ فقال: لِجُرْأَتِكَ على الله تعالى، فجعل أَهل الكوفة يقولون: ضَرطَ النجاشِيُّ، فقال: كلا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر؛ كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي.
وأَما قول الحجاج: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنما أَراد: قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها، شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ.
واليانِعُ: الأَحمر من كمل شيء.
وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ؛ وقال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ: ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه، تَرائبَ، لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْبا قال ابن بري: واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ؛ قال المرّار: وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ، تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوعا قال ابن الأَثير: ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ.
واليَنَعةُ: خَرَزَةٌ حَمْراء.
وفي حديث الملاعنة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في ابن الملاعنة: إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه؛ قيل: اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء، وجمعه يَنَعٌ.
واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ من العَقِيق معروف، وفي التهذيب: اليَنَعُ، بغير هاء، ضرب من العقيق معروف، والله أَعلم.

عم (مقاييس اللغة) [1]



العين والميم أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على الطُّول والكَثرة والعُلُوّ. قال الخليل: العميم: الطَّويل من النَّبات. يقال نخلةٌ عميمة، والجمع عُمٌّ.
ويقولون: استوى النَّبات على عَُمَُمه، أي على تمامه.
ويقال: جارية عميمة، أي: طويلةٌ.
وجسم عَمَمٌ. قال ابن شأس:
      فإنِّي أحبُّ الجَوْنَ ذا المَنكِبِ العَمَم

قال ابن الأعرابيّ: رجل عَمَمٌ وامرأة عَمَم، ويقال عُشْبٌ عميم، وقد اعْتمّ. قال الهذليّ :
يرتدن ساهِرَةً كأنَّ عميمَها      وجميمَها أسدافُ ليلٍ مُظلمِ

وقال بعضهم: يقال للنَّخلة الطويلة عَمَّة، وجمعها عَمٌّ.
واحتجَّ بقول لبيد:
سُحُقٌ يمتِّعُها الصَّفَا وَسرِيُّهُ      عَمٌّ نواعمُ بينهن كرومُ

قال أبو عمرو: العميم من النخل فوق الجَبَّار. قال:
فَعُمٌّ لعُمِّكُمُ نافعٌ      وطِفْلٌ لِطفلكم يُوهَلُ

أي صغارُها لصغاركم، . . . أكمل المادة وكبارُها لكباركم.
وقال أبو دُواد :
مَيَّالةٌ رُودٌ خَدَّلَجةٌ      كعَميمة البَرديِّ في الرَّفْضِ

العميمة: الطَّويلة.
والرَّفض: الماء القليل.ومن الباب: العمامة، معروفة، وجمعها عِمامات وعمائم.
ويقال تعمَّمت بالعِمامة واعتممت، وعمَّمني غيري.
وهو حسن العِمَّة، أي الاعتمام. قال:
تنجو إذا جَعلَتْ تَدْمَى أخِشَّتُها      واعتمّ بالزَّبَدِ الجعدِ الخراطيمُ

ويقال عُمِّمَ الرجُل: سُوِّد؛ وذلك أنّ تِيجان القوم العمائم، كما يقال في العجم تُوِّجَ يقال في العرب عُمِّمَ. قال العجاج:أي سُوِّد فأُلبس عمامةَ التَّسويد.
ويقال شاة مُعمَّمة، إذا كانت سوداء الرَّأس. قال أبو عبيد: فرس مُعَمَّمٌ، للذي انحدَرَ بياضُ ناصيته إلى منْبِتها وما حولها من الرأْس.
وغُرَّةٌ معمَّمة، إذا كانت كذلك.
وقال: التعميم في البَلَق: أن يكون البياضُ في الهامة ولا يكون في العُنق. يقال أبلقُ مُعَمَّمٌ.فأمّا الجماعة التي ذكرناها في أصل الباب، فقال الخليلُ وغيره: العمائم: الجماعات واحدها عَمٌّ. قال أبو عمرو: العمايم بالياء: الجماعات. يقال قوم عمايم .قال: ولا أعرف لها واحداً. قال العجاج:قال ابن الأعرابيّ: العَمّ: الجماعة من النّاس.
وأنشد:
يُريح إليه العمُّ حاجةَ واحدٍ      فأُبْنا بحاجاتٍ وليس بذي مال

يريد الحجر الأسودوقال آخر .
والعَدْوَ بين المجلسَينِ إذا      آدَ العَشِيُّ وتنادى العَمّْ

ومن الجمع قولهم: عَمَّنا هذا الأمر يُعُمّنا* عموماً، إذا أصاب القَوم أجمعين. قال: والعامَّة ضدّ الخاصّة.
ومن الباب قولهم: إنّ فيه لعُمِّيَّةً، أي كِبْراً.
وإذا كان كذا فهو من العلوّ.فأمّا النَّضْر فقال: يقال فلانٌ ذو عُمِّيّة، أي إنَّه يعمُّ بنصره أصحابَه لا يخُصّ. قال:
فذادَها وهو مخضرٌّ نواجذُه      كما يذود أخُو العُمِّيَّة النَّجِدُ

قال الأصمعيّ: هو [من ] عميمِهم وصميمهم، وهو الخالص الذي ليس بمُؤتَشَب.
ومن الباب على معنى التشبيه: عمّم اللّبنُ: أرغَى.
ولا يكون ذلك إلاّ إذا كان صريحاً ساعةَ يُحلَب. قال لَبيد:
      وتُوفَى جفانُ الضَّيف مَحْضاً مُعَمَّما

ومما ليس له قياس إلاّ على التمحُّل عَمَّان: اسم بلد. قال أبو وجزة:
حَنَّت بأبواب عَمَّانَ القطاةُ وقد      قضى به صحبها الحاجاتِ والوطرا

القطاة: ناقته.

نشأ (العباب الزاخر) [1]


النّاشئُ: الحدث الذي جاوز حدَّ الصِّغر، والجارية ناشئٌ أيضاً، والجمْع: النَّشأُ -بالتحريك مثال طالب وطَلَبٍ-، وكذلك النَّشْءُ -مثال صاحب وصحْب. -أيضاً-: أول ما ينشأُ من السَّحاب. ونَشأتُ في بني فلان ونَشُؤْتَ نَشْأً ونُشُوْء: إذا شَبَبْتَ فيهم. ونَشَأَتِ السَّحابَةُ: ارتَفَعَتْ، وفي حديث النبي -صلّى الله عليه وسلَّم-: اذا نَشَأَت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة، أي سحابة بحرية، والبحر من المدينة، -على ساكنيها السلام- يمانٍ وهو الجانب الذي تهب منه الجَنوبُ، وتشاءمت: أخذت نحو الشام وهي الجانب الذي تهب منها الشَّمال، والغَديقة: الغزيرة.
وناشِئةُ الليل: أول ساعاته، وقال ابن عرفة: كل ساعةٍ قامها قائمٌ من الليل فهي ناشِئةٌ، وقيل: كلُّ ما حدث . . . أكمل المادة باللَّيل وبدأ فهو ناشىء؛ والجمع ناشئةْ، وقال الازهريُّ: ناشئة الليل مصدرٌ جاء على فاعلةَ؛ وهي بمعنى النَّشْءِ؛ كالعافية بمعنى العفوِ والعاقِبَةِ بمعنى العقبِ والخاتِمَةِ بمعنى الختم. وقال الدّينوري: النَّشأةُ والنَّشِيئَة من كل النبات: ناهِضه الذي لم يغْلُظ بعد، وأنشد:
أرِنات صُفْر المَنَاخِرِ والأشْ      داقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيْدِ

قال: وقال ابن الأعرابي: التَّفِرَةُ: ما ابتدأ من الطَّريفة ينبت ليِّنا صغاراً رَطباً؛ فإذا غلُظ قليلا وارتفع وهو رطْب فهو النَّشِيْئَةُ؛ فإذا يَبِس فهو الطريفَة. ابن السكِّيت: النَّشِيئَةُ: أول ما يُعمل من الحوض، يقال: هو بادي النَّشِيئَة: إذا جفَّ عنه الماء وظهرت أرضه، قال ذو الرمّة:
دَفَقْنَاهُ في بادي النَّشـيئةِ دائرٍ      بَعيْدٍ بِعَهْدِ النّاسِ بُقْعٍٍ نَصَائبُه

وقال أبو عُبيد: هي حجر يُجعل أسفل الحوض. والنَّشْأةُ والنَّشَاءَةُ: بالفتح فيهما وبالمد في الثانية عن أبي عمرو بن العلاء-: اسم من لأنشَأَ الله الخلْقَ. وأنشَأََ يَفعَلُ كَذا: أي ابتَدَأَ.
وأنشَأَ الشاعِرُ. وفلان يُنْشِئُ الأحاديث: أي يضعها. وقوله تعالى: (وله الجَوَاري المُنْشَآتُ) قال مجاهد: هي السفن التي رُفعت قلو عها وإذا لم تُرفع قلوعها فليست بِمُنشآت، وقيل: هي التي ابتُدئَ بهن في البحر لتجري فيه، وقرأ حمزة بن حبيب الزَّيّات وعلي بن حمزة الكِسائي: (المُنْشِئآت) -بكسر الشين- ومعناها: المُبتَدِئاتُ في الجري: وأنشأ الله السّحاب: رفَعَها. أبو زيد: تقول هُذيل: أنْشَأَتِ الناقة: إذا لَقِحَتْ. وأُنْشِئ ونُشِّئَ: بمعنى، وقرأ الكوفيون غير أبي بكر (أوَ مَنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَة) مُشَدَّدة؛ والباقون: (يُنْشَأُ) مُخفَّفة: أي يُرشَّح ويُنبَّت. وتَنَشَّأْتُ إلى حاجتي: نَهَضتُ إليها ومَشيْت، عن أبي عمرو، وأنشد للبُرج ابن مُسْهِر الطائيِّ:
فلمّا أنْ تَنَشَّأ قـام حِـرْقٌ      من الفِتْيَانِ مُخْتَلَقٌ هَضُوْمُ

ويُروى "تَنَشّى" -بغير هَمْز-: أي سَكِرَ. وتَنَشَّأ فلان غادياً: إذا ذهب لحاجته. ابنُ السكِّيت: الذِّئبُ يَستَنشِئُ الريح -بالهمز-، قال: وإنما هو من نَشَيْتُ الرِّيح -غير مهموز-: أي شَممتُها، وفي الحديث: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على خديجة -رضي الله عنها- يخطُبُها ودخلَت عليها مُستَنْشِئة من مولَّدات قريش فقالت: أمحمد هذا! والذي يُحْلَ به إن جاء لَخاطباً. المُستَنشئَةُ: الكاهنة لأنها تتعاطى عِلْم الأكوان والأحداث وتستبحثُها. والمُسْتَنْشَآت في قول الشَّمّاخ:
عَلَيْها الدُّجى مُسْتَنْشَأتٍ كأنَّـهـا      هَوادِجُ مَشدُوْدٌ عليها الجَزَاجِزُ

ويروى: "الجزائز" و"الجَلائز" و"الجَلامِز". والتركيب يدل على ارتفاع في شيء وسمو.

حوط (العباب الزاخر) [1]


الحائط: واحد الحيطان، صارت الواو في الحيطان ياء لانكسار ما قبلها. والحائط -أيضاً-: من نواحي اليمامة. وقد حاطه يحوطه حوطاً وحياطة: أي كلاه ورعاه.
ومع فلان حيطه لك -ولا تقل عليك- أي تحنن "21-أ" وتعطف. والحمار يحوط عانته: أي يجمعها. وقال ابن الأعرابي: الحوط: خيط مفتول من لونين أحمر وأسود يقال له البريم تشده المرأة في وسطها لئلا تصيبها العين؛ فيه خرزات وهلال من فضة، يسمى ذلك الهلال الحوط ويسمى الخيط به. قال: وحط حط: إذا أمرته بان يحلي صبيه بالحوط. وحط وحط: إذا أمرته بصلة الرحم. وقال ابن دريد: حوط الحظائر: رجل من النمر بن قاسط وكانت له منزلة من المنذر الأكبر، وهو المنذر بن . . . أكمل المادة المنذر، وله حديث. وحوط بن عبد الله -رضى الله عنه: له صحبه، وكذلك حوط بن يزيد- رضى الله عنه-. وقرواش بن حوط الضبي: شاعر. وجنبة بن طارق بن عمرو بن حوط بن سلمى ابن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة: مؤذن سجاح. وحوط: قرية بحمص أو بجبلة من الشام. وقال ابن السكيت: تحوط: السنة الشديدة، قال أوس بن الحجر يرثي فضاله بن كلدة، ويروى لبشر أبى خازم، ومن رواهخ لأوس أكثر:
والحافظ الناس في تحوط إذا      لم يرسلوا تحت عائذ ربعا

والحواطة -بالضم-: حظيرة تتخذ للطعام. وقال ابن عباد: الحوطة -بالضم-: هي اللعبة التي تسمى الدارة. وحويط -مصغراً-: من الأعلام. وقال ابن بزرج: يقولون للدراهم إذا نقضت في الفرائض أو غيرها: هلم حوطها- بكسر الحاء وفتح الواو-، قال: والحوط: ما تتم به الدراهم إذا نقصت. ويقال: حاطونا القصا: أي تباعدوا عناؤهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال بشر بن أبي خازم:
فحاطونا القصا ولقد رأونا      قريباً حيث يستمع السرار

وتحيط -بالضم التاء-: السنة المجدبة، أي تحيط بأموال الناس، لغة في تحوط. وأحاط به علمه، وأحاط به علماً. وقوله تعالى: (والله مُحِيْط بالكافِرين) قال مجاهد: أي جامعهم يوم القيامة. وقوله تعالى: (إنّ رَبّك أحَاطَ بالنّاسِ) يعني أنهم في قبضته. وقوله عز وجل: (عَذَاّبَ يَوْم مُحِيطْ) من قولهم: أحاط به الأمر: إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه "21-ب" مخلص. وقوله تعالى: (وأحَاطَتْ به خَطِيئُته) أي مات على شركه. نعوذ بالله من خاتمة السوء. وقوله تعالى: (أحَطْتُ بما لم تحط به) أي علمته من جميع جهاته.
وأحاطت به الخيل. وقال أبو عمرو: حوطوا غلامكم: أي البسوه الحوط. واحتاطت به: أي أحدقت. واحتاط الرجل لنفسه: أخذ بالثقة. وحاوطت فلاناً: إذا داورته في أمر تريده منه ويأباه كأنك تحوطه ويحوطك، قال تميم بن أبي بن مقبل:
وحاوطني حتى ثنيت عنـانـه      على مدبر العلباء ريان كاهله

والتركيب يدل على الإحاطة بالشيء على الشيء يحيط بالشيء حيط: في السنة المجدبة خمس لغات عن الفراء، وقد مر منها في تركيب ح و ط ثنتان وهما تحوط وتحيط -بضم التاء-، وبقيت ثلاث وهن: تحيط -بفتح التاء-، وتحيط -بكسرها- ويحيط -بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها-.

علط (العباب الزاخر) [1]


العلاطانِ: صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء: وقال حميدُ بن ثوءرٍ -رضي الله عنه-:
من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ      عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما


وعلاطاَ الحمامةِ: طوقهاُ "في صَفْحتيْ" "عنقهاِ " بسوادٍ. والعلاطُ -أيضاً- حبلُ في عنق البعيرَ.
فلا والله نادى الحيّ ضيْفي      هدُوءاً بالمساءةَ والعلاطِ

أي: لا يوْصَمُ بشرّ. وأصْلُ العلاطَ: وسْمّ في عنقِ البعير.
وقال ابن دريدٍ: العلطُ: ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ: العلاطُ، قال رؤية:
فيهنّ وسْم لازمُ الألـبـاطِ      سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ

ويقول الرّجلُ للرجلُ: لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ: أي لأسمنكَ وسمْاً يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ:
ولستْ بواذيء الأحْباءِ . . . أكمل المادة حوْباً      ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي

وقال الليثُ: علاطَ الإبرة: خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ: الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها. والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ -رضي الله عنه-: له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ.
وفي الإكمال لابن ماكوْلا: ثوْيرةَ -بالثاء المثلثة-، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ.
وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل: أبو محمد؛ وقيل: أبو عبد الله. قال تعالى: (فلما جنّ عليه الليلُ) وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أماناً، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول:
حتّى اؤوْبَ سالماً وركْبيْ     


فَسمعَ قائلاً يقول: (يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان)، فلماّ قدموا مكةّ -حرسها الله تعالى- أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا: صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال: والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي. ثمّ أسلمَ. وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطاً: وسمهَ. وعلَط بشرّ: إذا ذكرهَ بسوءٍ. وبعير علطَ وناقةَ عُلُط -بضمّتينَ-: أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ: بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ:
وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ      أمّ الفوارِس بالـدّيدْاءِ والـربـعةَ

وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ:
ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ      عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ

وقال ابن عباد: العِمْرِطُ والعُمْرُطُ -كَزِبرِجٍ وبرقُع-: الطويل من الرجال. والعُمَارِطِي: فَرج المرأة العظيم. ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط: يأخذ كل ما وجد.

فره (لسان العرب) [1]


فَرُهَ الشيءُ، بالضم، يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قال: ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها، أَعْطَيْتُ فيها، طائِعاً أَوكارِها، حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها، وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الجوهري: فارِهٌ نادر مثل حامض، وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح.
ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار: فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ. قال ابن سيده: وأَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سيبويه، وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، قال: ولا يقال للفرس فارِِهٌ إنما يقال في . . . أكمل المادة البغل والحمار والكلب وغير ذلك.
وفي التهذيب: يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ، ويقال له رائع.
وفي حديث جريج: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس: فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه، يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل، وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قال الجوهري: كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله: فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حتى شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ قال: لم يكن له عِلْمٌ بالخيل. قال ابن بري: بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله: يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا وقول النابغة: أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد قال ابن سيده: إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب، والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ؛ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ.
ويقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ.
وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، وقال: فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول: جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة.
وغلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الوجه، والجمع فُرْه.
وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري: إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ.
وأَفْرَهَت الناقةُ، فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبي: فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً، تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ، على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابن سيده: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤيب: ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ ويروى: كما تَتايَع.
والفارِهُ: الحاذِقُ بالشيء.
والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ.
وفَرِهَ، بالكسر: أَشِرَ وبَطِرَ.
ورجل فَرِهٌ: نَشيطٌ أَشِرٌ.
وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين، ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بري عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفي: لا أَسْتَكِينُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء: معنى فارِهِين حاذقِين، قال: والفَرِحُ في كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر. يقال: لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ. قال الله عز وجل: لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ؛ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء.
والفَرَهُ: الفَرَحُ.
والفَرِهُ: الفَرِحُ.
ورجل فارِهٌ: شديدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً.

جرس (العباب الزاخر) [2]


ابن دريد: الجَرْس: صوت خفي، يقال ما سَمِعتُ له جَرْساً: أي ما سمعت له حِساً إذا أفردوا فَتَحوا الجيم، وإذا قالوا: ما سَمِعتُ له حِسّاً ولا جِرْساً؛ كَسَروا وأتبعوا اللفظَ اللفظَ. وقال ابن السكِّيت: الجَرْس والجِرْس: الصوت، ولم يفرِّق، قال العجّاج:
يَنْفينَ بالزأرِ وأخـذٍ هـمـسِ      عن باحةِ البطحاءِ كل جَرْسِ

وقال الليث: الجَرْسُ: مصدر الصوت المجروس، والجِرْسُ -بالكسر-: الصوت نفسه، قال:
أنا في المُخْدَعِ أُخفي جِرْسي     

قال: وتقولُ جَرَسْتُ الكلامَ: أي تكلَّمْتُ به. وجَرْسُ الحرف: نَعْمَةُ الصوت. والحروف الثلاثة الجُوْفُ: لا جُروسَ لها؛ أعني الواو والياء والألف اللينة، وسائر الحروف مجروسة. قال: وتَجرُسُ البقرةُ وَلَدَها جَرْسا: وهو لَحْسُها إيّاه. والجَرْس: أكل النحل الثَّمَر، . . . أكمل المادة والغابر يفعُل ويفعِل.
ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- أنَّها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يحبُّ العسل والحَلواء، وكان إذا انصَرَفَ من العصرِ دَخَلَ على نِسائه؛ فيدنو من إحداهُنَّ- في حديثٍ طويل- وفيه: جَرَسَت نَحْلُه الغرْفُطَ.
وقد ذَكَرْتُ الحديث بتمامه في تركيب غ ف ر، قال أبو ذؤيب الهُذَلي:
يَظَلُّ على الثَّمراءِ منـهـا جَـوَارِسٌ      مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها

مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها 

ويُروى: وتَنْقَضُّ ألهاباً مَضيقاً شِعابُها، والجوارِس: الذَّكور. ويقال: فلان مَجْرَسٌ لفلان: أي يأخذ منه ويأكل عنده، وأنشد:
أنت لي مَجْرَسٌ إذا      ما نَبَا كُلُّ مَجْرسِ

وقال الأصمعي: كنتُ في مجلس شُعْبَة بن الحجّاج قال: فيسمعون جَرْشَ طَيْرِ الجنَّة -بالشين المُعجَمَة-، فقلت: جَرْسَ، فنظرَ إليَّ وقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلم بها منّا. ومضى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ وجَوْشٌ: أي طائفةٌ منه. وجَرَسْتُ بكلِمَةٍ: أي تكلَّمتُ بها. والجِرس -بالكسر-: الأصل. والجَرَس -بالتحريك-: الذي يعلّق في عنق البعير، والذي يضرب به أيضاً. قال ابن دريد: اشتقاقه من الجَرْسِ أي الصوت والحس.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تَصحَب الملائِكَةُ رُفقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ. وجَرَس -أيضاً-: اسم كلب. وجَرَس بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينَة. وجُرَيس -مصغَّراً- هو عبد الرحمن وعَوف ابنا جُرَيس الجعفري: من أتباع التابعين. وقال ابن الأعرابي: الجاروس: الكثير الأكل.
والجاوَرس: هذا الحَبُّ الذي يؤكَل؛ مثل الدُخن، وهو خير من الدُّخن في جميع أحواله، مُعَرَّبٌ كاوَرْسْ، وهو ثلاثة أصناف. وجاوَرْسَة: من قرى مَرو، بها قبر عبد الله بن بُرَيدَة بن الحُصَيب من التابعين، وكان قاضي مَرو، وأبوه بُرَيدَة بن الحُصَيب -رضي الله عنه- له صُحبَة. وجاوَرسان من قرى الرَّي. وقال ابن عبّاد: الجَريسَة: كالحَريسَة؛ وهي ما يُسرَق من الغنم بالليل. وأجْرَسَ الطائر: إذا سَمِعتَ صوت مَرِّه، قال جندل بن المثنى الطُّهويّ:
تَمَيَّزَ اللـيلُ لأحـوى جـاشِـرِ      قامَتْ تُغَنْظي بك سِمْعَ الحاضِرِ


وكذلك أجرَسَ الحَليُ: إذا سَمِعتَ جَرْسَهُ، قال العجّاج:
زَفْزَفَةَ الريح الحَصَادَ اليَبَسا     


وأجرَسَ الحادي: إذا حدا الإبِلَ، قال ذلك ابن السِّكِّيت، وأنشد:
غَيرَ السُّرى وسائقٍ نَجّاشِ     


والرَّواية:
فما لها اللـيلة مـن انْـفـاشِ      غير العَصا والسائق النَّجّاشِ

غير العَصا والسائق النَّجّاشِ

وقد أجرَسَني السَّبُعُ: إذا سَمِعَ جَرَسي؛ عن ابن السِّكِّيت. والتجريس: التحكيم والتجربة. والمُجَرَّسُ: الذي جَرَّسَتْهُ الأمور: أي جرَّبَته وأحكَمَته، وكذلك المُجَرِّس، قال العجّاج:
بالرَّيم والرَّيمُ على المزجورِ     


وقال ابن عبّاد: جَرَّسَ بالقوم: أي سَمَّعَ بهم. وقال أبو تراب: اجْتَرَستُ واجْتَرَشْتُ: أي اكتسَبْتُ. وتجَّرَّسْتُ: أي تكلَّمْتُ. والتركيب يدلُّ على الصوت؛ وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الرجل المجرَّس ومضى جَرْسٌ من الليل.

سمط (العباب الزاخر) [1]


السّمط: الخيط مادام فيه الخرزَ؛ والأ فهو سلّكّ، والجمعُ سموطّ، قال طرفةُ بن العبدْ:
وفي الحيّ أحْوى ينفضُ المردْشادنّ      مظاهرُ سمْطي لؤلؤٍ وزبـرجـدِ

وقال ابن دريدٍ: السمطُ: واحدُ السموطُ وهي السيْور التي تعلق من السرْج. والسموْطُ: المعاليقُ من القلائدِ، قال:
وصادْيتُ من ذي بهجةٍ ورقيتهُ      عليه السموطُ عابسٍ متغضبِ

وسموْطُ العمامةِ: ما أفضلَ منها على الصدْرِ والكتفْينِ. وقصيدةُ سمْطيةُ: وهي كما قال:
وشيبةٍ كالقسمِ غير سوْدَ اللّممَ      دَاويتها بالكتمِ زوْراً ويهناْنا

وسمطت الجديْ اسمطهُ وأسمطه سْمطاً: إذا نظفته من الشعرَ بالماءِ الحارّ لتشويهُ؛ فهو سمْيط ومسمْوطُ. وعن أنسٍ -رضي الله عنه- أنه قال: ما أعْلمُ رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- أكلّ . . . أكمل المادة شاةً سميطاً ولا خُبزَ له مرققَ حتىّ لحق بالله.
والسمّيط من النعالِ: الطاق الفردُ بلا رقعةٍ.
ونعلّ سمط وأسماط: وهي التي ليستْ بمخصوفةٍ، عن ابي زَيدٍ، وأنشدَ:
بيضُ السوَاعد أسماطّ نعالهمُ      بكلّ ساحةِ قومٍ منهم أثـر

وسراويلُ أسماطّ: غير محشوةٍ، قال جساسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً:
معتجراً بخلقٍ شمْطـاطِ      على سراويلَ له أسماطِ

وقال ابن شميلْ: السمطُ: الثوبُ الذي ليستْ له بطانة؛ طيلسانّ أو ما كان من قطنٍ، ولا يقالُ: كساءّ سمط ولا ملحفة سمطّ؛ لأنها لا تبطنُ. وأبو يزيد شرُحبيلُ بن السمط بن الأسودِ الكندي رضي الله عنه-: له صحبةُ، وأهلُ المغرب من أصحاب الحديث يقولون: ابن السمطِ مثال كنفس- منهم أبو عليّ الغساني، والصوابُ فيه السمطُ بكسر السين. ومنه روبةُ يصف صائداً خَفيف اللّحْمِ نحيلَ الحسْم وردَتْ عليه الحمرُ:
سمطاً يربي ولدةَ زعَـابـلا     


والسميط: الآجرُ القائمُ بعضهُ فوق بعضٍ، قال أبو عبيدٍ: هو الذي يسمىّ بالفارسّةِ: البراسْتقَ. وقال الأصمعي: السّامطُ: اللبنُ إذا ذهبَ عنه حلاوةُ الحليبِ ولم يتغير طعْمه، والسينْ مبدلة من الخاء.
وقد سمطَ اللبنَ يسمطُ سمموْطاً قال: وناقة سمط -بضمينِ، مثالث علطٍ- وأسماطّ أيضاً: لا وسمَ عليها. وقال الليثُ: السماط: معروفّ.
وقال غيرهُ: السماطانِ من الناس والنخلَ: الجانبانِ، يقال: مش بين السماطينِ، ويقال: همَ على سماطٍ واحدٍ: أي على نظمٍ واحدٍ، قال روبة:
في مصمعداتّ على السماطِ     

وسمطَ: حلفَ، يقال: سمطتَ على أمرٍ أنت فيه فاجرّ، وذلك إذا أوكد اليمن وأحْلطها. وقال ابن الأعرابيّ: السمطُ: الصمْتُ عن الفضول، يقال: سمط سمطاً وأسْمطَ وسمطّ تسمْيطاً: إذا سكتَ. وسمطت الرجل يميناً على حقي: أي استحلفته. وقال أبو عمرو: المسمط: المرسل، وأنشد لرؤبة: ينْضُو المطايا عنق المسمَّط ويقال: سرت يوماً مسمطاً: أي لا يعُوجني شيء. وقال الليُث: الشعر المسمط: الذي في شطر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة، مقفاة ثم تجمعها قافية مخالفة لازمة في القصيدة حتى تنقضي، كقول امرئ القيس قصيدتين على ذلك البناء تسميان المسمطين وصدر قصيدة مصراعان في بيت ثم سائره ذو سموطٍ، قال:
كأنَّ على سرْباله نضخَ جرْيال     



ولم يذكر المسمطة الأخرى. هذا أخر كلام الليث، وقد روى الأزهري في كتابه على الوجه الذي ذكره الليث تقليداً. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا المسمط في شعر امرئ القيس بن حجر ولا في شعر من يقال له امرؤ القيس سواه. وقال المُبرَّدُ: من أمثال العرب السائرة: حكمك مسمطاً للرجل يجوز حكمه وهو على مذهب لك حكمك مسمطاً أي متمماً الا أنهم يحذفون منه لك. وقال ابن شميل: يقال للرجل: حكمك مسمطاً، قال: معناه مرسلاً يعني به جائزاً، قال: ويقال: سمط غريمه: أي أرسله. وسمطت الشيء: علقته على السموط.
وتسمط تعلق. والتركيب يدل على ضم شيء إلى شيء وشدة به.

حنف (العباب الزاخر) [1]


الحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى.
وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها.
وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم.
والرجل أحنف والرجل حنفاء. والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه:
واللهِ لولا حَنَفٌ بِـرِجْـلِـهِ      ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ

وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال:
مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِهـا      حَفُوْظ . . . أكمل المادة لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ

وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة. والحنفاء: القوس. والحنفاء: الموسى. والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري. والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة، قال الضحاك بن عقيل:
ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي      به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَـامُ

وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة. والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى. والحنفاء: الحرباءة.
والسلحفاة.
والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة. والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه.
وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم صلوات الله عليه-.
وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس -رضي الله عنهما- والحسن الصري والسدي. وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له، قال المعيرة بن حبناء:
وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَـالٍ      تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ

والحنيف: القصير. والحنيف: الحذاء. وحنيف: وادٍ. وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه. وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق[ال1]يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة. وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى: (حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به) قالا: حجاجاً. وفي حديث النبي -صلى اله عليه وسلم-: بعثت بالحنيفية السمحة السهلة.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما:- سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم صلوات الله عليه- لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق.
وقال عمر -رضي الله عنه-:
حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي      إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ

وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة:
فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي      بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَـالِ

وأما محمد أبن الحنفية -رحمه الله- فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة. وحنيف -مصغراً-: هو حنيف بن رئاب الأنصاري.  وسهل وعثمان أبنا حنيف -رضي الله عنهم-: لهم صحبة. وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة. وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام، قال جران العود:
وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما      أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَـحَـنِّـفُ


وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه. والتركيب يدل على الميل.

ضبن (لسان العرب) [1]


الضِّبْنُ: الإِبْطُ وما يليه.
وقيل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بين الإِبط والكَشْح، وقيل: ما تحت الإِبط والكَشْح، وقيل: ما بين الخاصرة ورأْس الورك، وقيل: أَعلى الجَنْب.
وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً: جعله فوق ضِبْنِه.
واضْطَبَنَ الشيءَ: حمله في ضِبْنِه أَو عليه، وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت: لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه، آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ (* قوله «في ضبن مضبوّ» الذي في التهذيب: مضيّ). قال ابن الأَعرابي: أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه.
وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه؛ وقال غيره: . . . أكمل المادة ضِبْنه الذي يكون فيه؛ وقال: ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سلاحي.
وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جعلته في ضِبْني. أَبو عبيد: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه.
وفي الحديث: فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه.
وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ، وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه.
وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه؛ وأَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا وقال أَوس: أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو رُ، في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ أَي في جَنْبه.
وفي حديث ابن عمر: يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي، وجمع الضِّبْن أَضبان؛ ومنه حديث شُمَيط: لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم، ويروى بالثاء المثلثة، وهو مذكور في موضعه.
وفلان في ضِبْنِ فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه.
والضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه، معناه يُعانقها؛ وفي التهذيب: لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه.
وضَبِنَهُ الرجل: حَشَمُه.
وعليه ضِبْنةٌ من عيال، بكسر الضاد وسكون الباء، أَي جماعة. ابن الأَعرابي: ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه. قال الفراء: نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد.
وفي حديث ابن عباس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل؛ الضُِّبْنةُ: ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم، تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق، إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه.
وضِبْنةُ الرجل: خاصته وبِطانتُه وعياله، وكذلك الضَّبِنة، بفتح الضاد وكسر الباء.
والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جرير: وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَنْ والضَّبْنةُ: الزَّمانة.
ورجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ.
وقد أَضْبَنَه الداء: أَزمنه؛ قال طُرَيْحٌ: وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون: الزَّمِنُ، ويشبه قلب الباء من الميم.
وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه. قال اللحياني: وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، والصاد أَعلى، وهو قول الأَصمعي. قال: وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم، وفي النوادر: ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه.
ومكان ضَبْن أَي ضيق.
وضَبِينةُ: اسم.
وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ: حيَّان. قال ابن بري: ضَبِينةُ حيّ من قيس؛ وأَنشد سيبويه للبيد: فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ.
وذكر الأَزهري في هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي، ومنهم من يقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ.

قزح (لسان العرب) [1]


القِزْحُ: بِزْرُ البصل، شاميةٌ.
والقِزْحُ والقَزْحُ: التابَلُ، وجمعهما أَقْزاحٌ؛ وبائعه قَزَّاح. ابن الأَعرابي: هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا.
والمِقْزَحةُ: نحوٌ من المِمْلَحة.
والتقازيح: الأَبازير .
وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً: جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها الأَبازيرَ.
وفي الحديث: إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً،وضَرَبَ الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً، وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه، من القِزْح، وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ ونحو ذلك، والمعنى: أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر، فكذلك الدنيا المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار.
وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ، قلت: فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها، بالتخفيف. . . . أكمل المادة الأَزهري: قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها، ومَليح قَزيحٌ؛ فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح.
وقَزَّحَ الحديثَ: زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه، وهو من ذلك.
والأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَيَّات، واحدها قِزْحٌ.
وقَزَحَ الكلبُ (* قوله «وقزح الكلب إلخ» بابه منع وسمع كما في القاموس.) ببوله، وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً، بالفتح، وقُزوحاً: بالَ، وقيل: رَفَعَ رجله وبالَ، وقيل: رَمَى به ورَشَّه، وقيل: هو إِذا أَرسله دفعاً.
وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة: بَوَّلَه.
والقازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صفة غالبة.
وقوسُ قُزَحَ: طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع، زاد الأَزهري: غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة، وهو غير مصروف، ولا يُفْصَلُ قُزَحُ من قوس؛ لا يقال: تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه؛ وفي الحديث عن ابن عباس: لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان، وقولوا: قوس الله عز وجل؛ قيل: سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من التقزيح، وهو التحسين؛ وقيل: من القُزَحِ، وهي الطرائق والأَلوان التي في القوس، الواحدة قُزْحة، أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع، كأَنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله (* قوله «وأن يقال قوس الله» كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ: كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية، وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ.) فَيُرْفَعَ قدرُها، كما يقال بيت الله، وقالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ والقُزْحة: الطريقة التي في تلك القَوس. الأَزهري: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ.
وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل؛ وقال المبرد: لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين: المعرفة والعدل؛ قال ثعلب: ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة، فإِذا كان هذا، أَلحقته بزيد، قال: ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهري: وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. الأَزهري: وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو وَجْزَة: لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً: جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له، وليس باسم، وقيل: هو اسم.
والتقزيح: رأْسُ نَبْتٍ (* قوله «رأس نبت إلخ» عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ.) أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وقد قَزَّحتْ.
وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة؛ وقد تَقَزَّح الشجر والنبات؛ وقيل: هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب؛ وقيل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها؛ يقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال. قال ابن الأَعرابي: من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ ومنه خبر الشَّعْبي: كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة.
وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وهو أَول نباته.
وقُزَحُ أَيضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثير: وفي حديث أَبي بكر: أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة، ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ؛ قال: وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، وقد ذكرناه آنفاً.

فرك (لسان العرب) [1]


الفَرْك: دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز، فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك.
والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره.
واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة: سَمِنَ واشتدّ.
وبُرٌّ فرِيكٌ: وهو الذي فُرِكَ ونُقِّي.
وأَفْرَك الحبُّ: حان له أَن يُفْرك.
والفَرِيك: طعام يُفْرك ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره، وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً.
وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً، وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل، ويقال للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع: نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ.
وفي الحديث: نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي. يقال: أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد، وفَرَكْته وهو مفروك وفَرِيك، . . . أكمل المادة ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره.
وثوب مَفْرُوك بالزعفران وغيره: صبغ به صبغاً شديداً.
والفَرَكُ، بالتحريك: استرخاء أَصل الأُذن. يقال: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وقيل: الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء، وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً.
والإنْفِراكُ: استرخاء المَنْكِب.
وانْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق. الليث: إذا زالت الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انْفرك منكبه وانْفَركت وابلتُه، وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك، ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعير مَفْرُوك وهو الأَفَكُّ الذي ينخرم منكبه، وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم.
وتَفَرَّك المخنثُ في كلامه ومِشْيَته: تَكَسَّرَ.
والفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة، وقيل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له، وهو أَشهر؛ وقد فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته.
وحكى اللحياني: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف، ويقال للرجل أَيضاً: فَرِكَها فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قال رؤبة: فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ، ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قال القطامِيّ: لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ وجمعها فَوارِكُ.
ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظى عند النساء، وفي التهذيب: تُبْغِضهُ النساء، وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً.
وامرأَة مُفَرَّكة: لا تحظى عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها، ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ أَي مخالف عن الجَوْدة، يقول: لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يقول: أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى فهو يُفْزِع، ويروى عند أَهلها، وقيل: إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب.
وفي حديث ابن مسعود: أَن رجلاً أَتاه فقاله له: إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن تَفْرُكَني فقال عبد الله: إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان، فإذا دخلت عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ، قال: ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين.
وفي الحديث: لا يَفْرُك مؤمنٌ مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة؛ وقال ذو الرمة يصف إبلاً: إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن بقاصرات الطرف على الأزواج، يقول: فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير. ابن الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم، وذلك إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها، وإذا أَبغض الزوج المرأَة قيل: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبيدة: خرج أَعرابي وكانت امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت: شَطَّتْ نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثم أَتبعتَه حَصاةً وقالت: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد: وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني، وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد. الفراء: المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ. يقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه.
وفَرَك بلدَه ووطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي: مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍوبِغْضَةٍ مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السيرافي.
وفُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن بري: وفِرِكَّان اسم أَرض، وكذلك فِرِكٌ؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

ولج (لسان العرب) [1]


ابن سيده: الوُلُوجُ الدخولُ.
وَلَجَ البيتَ وُلُوجاً ولِجَةً، فأَما سيبويه فذهب إِلى إِسقاط الوسط، وأَما محمد بن يزيد فذهب إِلى أَنه متعد بغير وسط؛ وقد أَولَجَه.
والمَوْلَجُ: المَدْخَلُ.
والوِلاجُ: الباب.
والوِلاجُ: الغامض من الأَرض والوادي، والجمع وُلُجٌ ووُلُوجٌ، الأَخيرة نادرة لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعول، وهي الوَلَجَةُ، والجمع وَلَجٌ. ابن الأَعرابي: وِلاجُ الوادي (* قوله «ولاج الوادي إلخ» بكسر الواو، وقوله واحدتها ولجة، أي بالتحريك، وقوله والجمع ولج أي جمع ولاج، بالكسر: ولج بضمتين، هكذا يفهم من شرح القاموس ومن سياق عبارة المؤلف المارة قريباً.) معاطفه، واحدتها وَلَجَةٌ، والجمع الوُلُجُ؛ وأَنشد لِطُرَيْحٍ يمدح الوليد بن عبد الملك: أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، . . . أكمل المادة ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ لو قلتَ للسَّيْلِ: دَعْ طَريقَكَ، والـ ـمَوْجُ عليه كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ، لارْتَدَّ أَوْ ساخَ، أَو لكانَ له في سائرِ الأَرضِ، عنكَ، مُنْعَرَجُ وقال: الحُنِيُّ والوُلُجُ الأَزِقَّةُ.
والوُلُجُ: النَّواحي.
والوُلُجُ: مَغارِفُ العسلِ.
والوَلَجَةُ، بالتحريك: موضع أَو كَهْف يستتر فيه المارَّةُ من مطر أَو غيره، والجمع وَلَجٌ وَأَولاجٌ.
وفي حديث ابن مسعود: إِياكم والمُناخَ على ظهر الطريق فإِنه منزل الوالِجَةِ، يعني السباع والحيات، سمِّيت والِجَةً لاستتارها بالنهار في الأَوْلاجِ، وهو ما وَلَجْتَ فيه من شِعْب أَو كهف وغيرهما.
والوَلَجُ والوَلَجَةُ: شيء يكون بين يَدَيْ فِناء القوم، فإِما أَن يكون من باب حِقٍّ وحِقَّةٍ أَو من باب تَمْر وتَمْرَةٍ.
ووِلاجَا الخَلِيَّة: طَبَقاها من أَعلاها إِلى أَسفلها، وقيل: هو بابها، وكله من الدخول.
ورجل خَرّاجٌ وَلاّجٌ، وخَرُوجٌ وَلُوجٌ؛ قال: قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً، لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ، مثل هُمَزَة، أَي كثير الدخول والخروج.
ووَلِيجةُ الرجل: بِطانَتُه وخاصته ودِخْلَتُه؛ وفي التنزيل: ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وَلِيجَة؛ قال أَبو عبيدة: الوَلِيجَة البِطانَةُ، وهي مأْخوذة من وَلَجَ يَلِجُ وُلُوجاً وَلِجَةً إِذا دخل أَي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دَخِيلَةَ مَوَدّةٍ؛ وقال أَيضاً: ولِيجةً. كلُّ شيء أَولَجْته فيه وليس منه، فهو وَلِيجَة؛ والرجل يكون في القوم وليس منهم، فهو وَلِيجَة فيهم، يقول: ولا يتخذوا أَولياء ليسوا من المؤمنين دون الله ورسوله؛ ومنه قوله: فإِن القَوافي يَتَّلِجْنَ مَوالِجاً، تَضايَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ وقال الفرّاء: الوَليجَة البطانة من المشركين، قال سيبويه: إِنما جاء مصدره وُلُوجاً، وهو من مصادر غير المتعدي، على معنى وَلَجْتُ فيه، وأَولَجَه: أَدخله.
وفي حديث عليّ: أَقَرَّ بالبَيْعَةِ وادَّعى الوَلِيجةَ؛ وَلِيجة الرجلِ: بِطانَتُه ودُخلاؤه وخاصته.
واتَّلَجَ مَوالِجَ، على افْتَعَل، أَي دخل مَداخل.
وفي حديث ابن عمر: أَن أَنساً كان يَتَوَلَّجُ على النساء وهنَّ مُكَشَّفاتُ الرؤوس أَي يدخل عليهن، وهو صغير، ولا يحتجبن منه. التهذيب: وفي نوادرهم: وَلَّجَ مالَه تَوْلِيجاً إِذا جعله في حياته لبعض وَلَده، فتسامعَ الناسُ بذلك فانْقَدَعُوا عن سؤاله.
والوالِجةُ: وجع يأْخذ الإِنسان.
وقوله تعالى: يُولِجُ الليلَ في النهار ويولج النهار في الليل: أَي يزيد من هذا في ذلك ومن ذلك في هذا.
وفي حديث أُمِّ زَرْع: لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَمَ البَثِّ أَي لا يدخل يده في ثوبها ليعلم منها ما يسوءُه إِذا اطلع عليه، تصفه بالكرم وحسن الصحبة، وقيل: إِنها تذمه بأَنه لا يتفقد أَحوال البيت وأَهله.
والوُلوجُ: الدخول.
وفي الحديث: عُرِضَ عليَّ كلُّ شيء تُولَجُونَه، بفتح اللام، أَي تُدْخَلُونه وتصيرون إِليه من جنة أَو نار.
والتَّوْلَجُ: كناس الظبي أَو الوحش الذي يلج فيه، التاء فيه مبدلة من الواو، والدَّولَجُ لغة فيه، داله عند سيبويه بدل من تاء، فهو على هذا بدل من بدل، وعَدَّه كُراعٌ فَوْعَلاً؛ قال ابن سيده: وليس بشيء؛ وأَنشد يعقوب: وبادَرَ العُفْر تَؤُمُّ الدَّولَجَا الجوهري: قال سيبويه التاء مبدلة من الواو، وهو فَوْعَل لأَنك لا تجد في الكلام تَفْعَلٌ اسماً، وفَوعَل كثير؛ وقال يصف ثوراً تَكَنَّسَ في عِضاه، وهو لجرير يهجو البَعِيثَ: قد غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حَجِجَا، على السَّوايا ما تَحُفُّ الهَوْدَجا، فوَلَدتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا، كأَنه ذِيخٌ إِذا ما مَعَجا، مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجا غَبَرَت: بقيت.
والسَّوايا: جمع سَوِيَّة، وهو كساء يجعل على ظهر البعير، وهو من مراكب الإِماء.
وقوله: ما تحف الهودَجا أَي ما توطئه من جوانبه وتَفْرُشُ عليه تجلس عليه.
والذِّيخُ: ذَكَر الضِّباع.
والأَعْثى: الكثير الشعر.
والعُنْبُجُ: الثقيل الوَخِمُ.
ومَعَجَ: نفش شعره.
والضَّعَواتُ: جمع ضَعَةٍ لنبتٍ معروف.
وقد اتَّلَجَ الظبي في كناسه وأَتْلَجَه فيه الحَرُّ أَي أَوْلَجه.
وشَرٌّ تالِجٌ والِجٌ؛ الليث: جاء في بعض الرُّقَى: أَعوذ بالله من شرِّ كلِّ تالِجٍ ومالِجٍ

جفا (لسان العرب) [1]


جَفَا الشيءُ يَجْفُو جَفَاءً وتَجافَى: لَمْ يلزم مكانَه، كالسَّرْجِ يَجْفُو عن الظَّهْر وكالجَنْب يَجْفُو عن الفِراشِ؛ قال الشاعر:إِنَّ جَنْبي عن الفِراش لَنابِ، كتَجافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِ والحُجَّةُ في أَن الجَفاءَ يكون لازماً مثل تَجافَى قولُ العجاج يصف ثوراً وحشيّاً: وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه فَجَفَا يقول: رفع هُدْب الأَرْطى بقَرْنه حتى تجافى عنه.
وأَجْفَيْتُه أَنا: أَنزلته عن مكانه؛ قال: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو نتَلْوِيها وتَشْتَكي لَوْ أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايانا فَلم نُجْفِيها أَي فلَمَّا نرفع الحَوِيَّة عن ظهرها.
وجَفَا جنْبُه عن الفراش وتَجافَى: نَبَا عنه ولم يطمئنّ عليه.
وجافَيْت جَنْبي عن الفراش فتَجافى، وأَجْفَيْت القَتَب عن ظهر البعير فَجَفا، وجَفَا السرجُ عن ظهر الفرس . . . أكمل المادة وأَجْفَيْته أَنا إِذا رفعته عنه، وجافاه عنه فتَجافى.
وتَجافَى جَنْبُه عن الفراش أَي نَبَا، واسْتجفاه أَي عدّه جافياً.
وفي التنزيل: تَتَجافى جُنُوبُهم عن المضاجع؛ قيل في تفسير هذه الآية: إِنهم كانوا يصلون في الليل، وقيل: كانوا لا ينامون عن صلاة العَتَمة، وقيل: كانوا يصلون بين الصلاتين صلاةِ المغربِ والعشاءِ الأَخيرةِ تَطَوُّعاً. قال الزجاج: وقوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أََعْيُنٍ، دليل على أَنها الصلاة في جوف الليل لأَنه عملٌ يَسْتَسِرُّ الإِنسان به.
وفي الحديث: أَنه كان يُجافي عَضُدَيْه عن جَنْبَيْهِ في السجود أَي يباعدهما.
وفي الحديث: إِذا سَجَدْتَ فَتَجافَ، وهو من الجَفاءِ البُعْدِ عن الشيء، جفاه إِذا بعد عنه، وأَجْفاه إِذا أَبعده؛ ومنه الحديث: اقْرَؤُوا القرآن ولا تَجْفُوا عنه أَي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته. قال ابن سيده: وجَفا الشيءُ عليه ثَقُل، لما كان في معناه، وكان ثَقُل يتعدى بعلى، عدَّوْه بعلى أَيضاً، ومثل هذا كثير، والجَفا يقصر ويمدّ خلاف البِرّ نقيض الصلة، وهو من ذلك. قال الأَزهري: الجفاء ممدود عند النحويين، وما علمت أَحداً أَجاز فيه القصر، وقد جَفَاه جَفْواً وجَفَاءً.
وفي الحديث: غير الْغَالي فيه والْجافي؛ الجفاءُ: ترك الصلة والبرّ؛ فأَما قوله: ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ فإِن الفراء قال: بناه على جُفِيَ، فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسمَّ فاعله بني المفعول عليه؛ وأَنشد سيبويه للشاعر: وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عليه وعادِيَا وفي الحديث عن أَبي هريرة قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: الحياءُ من الإِيمان والإِيمانُ في الجنة والبَذَاءُ من الجَفَاء والجَفاءُ في النار؛ البَذاء، بالذال المعجمة: الفُحْش من القول.
وفي الحديث الآخر: مَنْ بَدَا جَفَا، بالدال المهملة، خرج إِلى البادية، أَي من سكن البادية غلُظ طبعه لقلة مخالطة الناس، والجَفاءُ غِلَظ الطبع. الليث: الجَفْوة أَلْزَم في تَرْكِ الصِّلَة من الجَفاءِ لأَن الجَفاء يكون في فَعَلاته إِذا لم يكن له مَلَقٌ ولا لَبَقٌ. قال الأَزهري: يقال جَفَوْته جَفْوَة مرّةً واحدة، وجفاءً كثيراً، مصدر عام، والجَفاء يكون في الخِلْقة والخُلُق؛ يقال: رجل جافِي الخِلْقة وجافِي الخُلُق إِذا كان كَزّاً غليظَ العِشْرة والخُرْقِ في المعاملة والتحامُلِ عند الغضب والسَّوْرةِ على الجليس.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: ليس بالجافي المُهِين أَي ليس بالغليظ الخِلْقة ولا الطبع أَو ليس بالذي يجفو أَصحابه، والمهين يروى بضم الميم وفتحها، فالضم على الفاعل من أَهان أَي لا يهين من صحبه، والفتح على المفعول من المَهانة والحَقارة، وهو مَهِين أَي حقير.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تَزْهَدَنَّ في جَفاءِ الحِقْوِ أَي لا تَزْهَدْ في غلظ الإِزار، وهو حثٌّ على ترك التنعم.
وفي حديث حُنَيْنٍ: خرج جُفَاءٌ من الناسِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا: ومعناه سَرَعانُ الناس وأَوائِلُهم، تشبيهاً بجُفاء السيل وهو ما يقذفه من الزَّبَدِ والوسخ ونحوهما.
وجَفَيْت البَقْلَ واجْتَفَيْته: اقتلعته من أُصوله كجَفأَه واجْتَفأَه. ابن السكيت: يقال جَفَوْته، فهو مَجْفُوّ، قال: ولا يقال جَفَيْت، وقد جاء في الشعر مَجْفِيّ؛ وأَنشد: ما أَنا بالجافِي ولا المَجْفِيِّ وفلان ظاهرُ الجِفْوة، بالكسر، أَي ظاهر الجَفاء. أَبو عمرو: الجُفاية السفينة الفارغة، فإِذا كانت مشحونة فهي غامِدٌ وآمِدٌ وغامِدة وآمِدة.
وجَفا مالَه: لم يُلازمه.
ورجل فيه جَفْوة وجِفْوة وإِنه لَبَيِّن الجِفْوة، بالكسر، فإِذا كان هو المَجْفُوّ قيل به جَفْوة.
وقولُ المِعْزَى حين قيل لها ما تصنعين في الليلة المَطِيرة فقالت: الشَّعْر دُقاقٌ والجِلْدُ رُقاق والذَّنَبُ جُفاءٌ ولا صَبْر بي عن البَيْت؛ قال ابن سيده: لم يفسر اللحياني جُفاء، قال: وعندي أَنه من النُّبُوِّ والتباعد وقلة اللُّزُوق.
وأَجْفَى الماشيةَ، فهي مُجْفاة: أَتعبها ولم يَدَعْها تأْكل، ولا عَلَفها قبلَ ذلك، وذلك إِذا ساقها سوقاً شديداً.