المصادر:  


سفع (لسان العرب) [224]


السُّفْعةُ والسَّفَعُ: السَّوادُ والشُّحُوبُ، وقيل: نَوْع من السَّواد ليس بالكثير، وقيل: السواد مع لون آخر، وقيل: السواد المُشْرَبُ حُمْرة، الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ؛ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ، وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار؛ قال زهير: أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل وفي الحديث: أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ القيامة كَهاتَيْنِ، وضَمَّ إِصْبَعَيْه؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سوداء عاطفة على ولدها، أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها، وفي حديث أَبي عمرو النخعي: لما قدم عليه فقال: يا رسول الله إِني رأَيت في . . . أكمل المادة طريقي هذا رؤْيا، رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى، فقال له: هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً؟ قال: نعم، قال: فقد ولدت لك غلاماً وهو ابنك. قال: فما له أَسْفَعَ أَحْوى؟ قال: ادْنُ مِنِّي، فدنا منه، قال: هل بك من بَرَص تكتمه؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به قال: هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر: أَرَى في وجهك سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد.
ويقال: للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها.
وحَمامة سفعاء: سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ؛ وقال حميد بن ثور: منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ، مَطْلَع الشَّمْسِ، أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ: اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض. في الوجه: سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ.
وسُفَعُ الثوْرِ: نُقَط سُود في وجهه، ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ.
والأَسْفَعُ: الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً؛ قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به: كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ، يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ، ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً، وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ، والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ.
وظَلِيمٌ أَسْفَعُ: أَرْبَدُ.
وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ: لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه.
والسَّوافِعُ: لَوافِحُ السَّمُوم؛ ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي: ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار. ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض، وقيل: السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض؛ قال ذو الرمة: أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً، كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ ويروى: من دِمْنة، ويروى: أَو دِمْنة؛ أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل؛ وهو قوله: بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها: لَطَمَها بجناحه.
والمُسافَعةُ: المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ؛ ومنه قول الأَعشى: يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً، لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ، وثُكَنٌ: جماعاتٌ.
وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً: لَطَمَه.
وسَفَع عُنُقَه: ضربها بكفه مبسوطة، وهو مذكور في حرف الصاد.
وسَفَعَه بالعَصا: ضَربه.
وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً: قاتَلَه؛ قال خالد بن عامر (* قوله «خالد بن عامر» بهامش الأصل وشرح القاموس: جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب.): كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً: جذَب وأَخَذ وقَبض.
وفي التنزيل: لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة؛ ناصِيَتُه: مقدَّم رأْسِه، أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه؛ ويقال: لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال: فيؤخذ بالنواصي والأَقدام.
ويقال: معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه؛ قال الأَزهري: فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر: قَومٌ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ، أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته.
وحكى ابن الأَعرابي: اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده.
ويقال: سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه؛ ومنه حديث عباس الجشمي: إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال: أَنا قرينُك في الدنيا، أَي أَخذ بيده، ومن قال: لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد، اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه؛ والحجة له قوله: وكنتُ، إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به، سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه، وهو مثل قوله تعالى: سَنَسِمُه على الخُرْطوم.
وفي الحديث: ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم. يقال: سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة، يريد أَثراً من النار. العين.
ومرأَة مَسْفُوعةٌ: بها سَفعة أَي إِصابة عين، ورواها أَبو عبيد: شَفْعةٌ، ومرأَة مشفوعة، والصحيح ما قلناه.
ويقال: به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته.
وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها، أَنه، صلى الله عليه وسلم، دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ، فقال: إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان، وقيل: ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها، وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ، المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ، وقيل: السَّفْعةُ العين، والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين؛ ومنه حديث ابن مسعود: قال لرجل رآه: إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان، فقال له الرجل: لم أَسمع ما قلت، فقال: نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك؟ قال: لا، قال: فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ، جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون. والشُّفْعةُ، بالسين والشين: الجنون.
ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون.
والسَّفْعُ: الثوب، وجمعه سُفُوع؛ قال الطرماح: كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ، يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ.
وسُفُوعها: ثيابها.
واسْتَفَعَ الرجلُ: لَبِسَ ثوبه.
واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها، وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة.
وبنو السَّفْعاء: قبيلة.
وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ: أَسماء.

سفع (الصّحّاح في اللغة) [215]


سَفَعْتُ بناصيته، أي أخذتُ. قال الشاعر:
من بين مُلْجِمِ مُهْرِهِ أو سافِعِ      قومٌ إذا فَزِعوا الصَريخَ رَأَيْتَهُمْ

ومنه قوله تعالى: "لَنَسْفَعاً بالناصِيَةِ".
ويقال: به سَفْعَةٌ من الشَيطان، أي مَسٌّ، كأنَّه أخذ بناصيته.
وسَفَعَتْهُ النارُ والسمومُ، إذا لفحته لفحاً يسيراً فغيَّرتْ لونَ البشرة.
والسَوافِعُ: لوافحُ السَمومِ. بالضم: سَوادٌ مُشْربٌ حُمرةً.
والرجلُ أَسْفَعُ ومنه قيل للأثافي: سُفْعٌ. أيضاً في آثار الدار: ما خالف من سوادها سائرَ لون الأرض. في الوجه: سوادٌ في خدَّي المرأة الشاحبة، ويقال للحمامة سَفْعاءُ، لما في عنقها من السُفْعَةِ. كلُّها سُفْعٌ.
وسَفَعَ الطائرَ: لطمَه بجناحيه.
والمُسافَعَةُ، كالمطاردة. قال الأعشى:
لِيُدْرِكَها في حَمامٍ ثُكَنْ      يُسافِعُ وَرْقاءَ جُوِنـيَّةً

سفع (مقاييس اللغة) [214]



السين والفاء والعين أصلان: أحدهما لونٌ من الألوان، والآخر تناوُل شيءٍ باليد.فالأوّل السُّفْعَة، وهي السَّوَاد، ولذلك قيل للأثافيّ سُفْعٌ.
ومنه قولهم: أرى به سُفْعَةً من غضب، وذلك إذا تَمَعَّرَ لونُهُ.
والسَّفْعاء: المرأة الشاحبة؛ وكلُّ صَقْرٍ أسْفَعُ.
والسَّفْعَاء: الحمامة، وسُفعتُها في عنقِها، دُوَينَ الرّأس وفُوَيقَ الطّوق. في آثار الدار: ما خالَفَ من رَمادها سائرَ لونِ الأرض.
وكانالخليل يقول: لا تكون السُّفْعَةُ في اللَّوْن إلاّ سواداً مشْرَباً حُمْرَة.وأمّا الأصل الآخر فقولهم: سَفَعْتُ الفرسَ، إذا أخذْتَ بمقدّم رأسه، وهي ناصيته، قال الله جلَّ ثناؤه: لَنَسْفَعنْ بالنَّاصِيَةِ [العلق 15]، وقال الشاعر:ويقال سَفَعَ الطائرُ ضريبتَه، أي لَطَمَه.
وسَفَعْتُ رأس فلان بالعصا، هذا محمولٌ على . . . أكمل المادة الأخْذ باليد.
وفي كتاب الخليل: كان عُبيد الله بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول: "اسفَعا بيده فأقيماهُ"، أي خُذا بيده.

سَفَعَ (القاموس المحيط) [212]


سَفَعَ الطائِرُ ضَريبَتَهُ، كَمَنَعَ: لَطَمَهَا بجَناحَيْهِ،
و~ فُلانٌ فُلاناً: لَطَمَهُ وضَرَبَهُ،
و~ الشيءَ: أعْلَمَهُ ووَسَمَهُ،
و~ السَّمومُ وجْهَهُ: لَفَحَهُ لَفْحاً يَسيراً،
كسَفَّعَهُ،
و~ بناصِيَتِهِ: قَبَضَ عليها فاجْتَذَبَهَا، ومنه:
{لنَسْفَعاً بالناصيةِ}، أي: لَنَجُرَّنْهُ بها إلى النارِ، أَو لَنُسَوِّدَنْ وجْهَهُ، واكْتُفِيَ بالناصيةِ لأنها مُقَدَّمُهُ، أَو لَنُعْلِمَنْهُ عَلاَمَةَ أَهْلِ النارِ، أَو لَنُذِلَّنْهُ، أو لَنُقْمِئَنْهُ.
ورَجُلٌ مَسْفوعُ العَيْنِ: غائرُها،
ومَسْفوعٌ: مَعْيونٌ،
أَصابَتْهُ سَفْعَةٌ، أَي: عَيْنٌ.
والسَّوافِعُ: لوافِحُ السَّمومِ.
والسِّفْعُ: الثَّوْبُ أَيَّ ثَوْبٍ كان، وبالضم: حَبُّ الحَنْظَلِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ،
و~ : أُثْفِيَّةٌ من حَديدٍ، أو الأثافي، واحِدَتُها: سَفْعاءُ، والسودُ تَضْرِبُ . . . أكمل المادة إلى الحُمْرَةِ، وبالتَّحْريكِ: سُفْعَةُ سَوادٍ في الخَدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ.
والسُّفْعَةُ، بالضم: ما في دِمْنَةِ النارِ من زِبْلٍ أَو رَمادٍ أو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ، فَتَرَاهُ مُخالِفاً للَوْنِ الأرض،
و~ من اللَّوْنِ: سَوادٌ أُشْرِبَ حُمْرَةٌ.
والأسْفَعُ: الصَّقْرُ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ،
و~ من الثِّيابِ: الأَسْوَدُ.
ويقالُ: أَشْلِ إليكَ أَسْفَعَ: وهو اسْمٌ للغَنَمِ إذا دُعِيَتْ للحَلْب.
والسَّفْعاءُ: حَمامَةٌ صارَتْ سُفْعَتُها في عُنُقِها مَوْضِعَ العِلاطَيْنِ.
وبَنو السَّفْعاءِ: بَطْنٌ.
والمُسافِعُ: المُسافِحُ، والمُطارِدُ، والأسَدُ، والمُعانِقُ، والمُضارِبُ،
والاسْتِفاعُ: كالتَّهَبُّجِ.
واسْتُفِعَ لَوْنُه، للمَفْعُولِ: تَغَيَّرَ من خَوْفٍ أو نحوِهِ.
وَتَسَفَّعَ: اصْطَلَى.
وأُسَيْفِعُ: مُصَغَّرَ أسْفَعَ، اسمٌ، ومنه قولُ عُمَرَ: ألا إنَّ الأسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ، رَضِيَ من دِينِه وأمانَتِه بأن يقالَ: سابِقُ الحاجِّ فادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ به، فمن كان له عليه دَيْنٌ فَلْيَعُدْ بالغَداة فَلْنَقْسِمْ مالَه بينَهم بالحِصَص.

سفع (المعجم الوسيط) [61]


 بعضو من أَعْضَائِهِ سفعا قبض عَلَيْهِ وجذبه بِشدَّة يُقَال سفع بناصيته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كلا لَئِن لم ينْتَه لنسفعا بالناصية} وَيُقَال سفع بناصية الْفرس ليركبه والسموم وَالنَّار وَالشَّمْس وَجهه لفحته لفحا يَسِيرا فغيرت لون بَشرته وسودته وَالشَّيْء أعلمهُ ووسمه سفع:  سفعا وسفعة كَانَ لَونه أسود مشربا حمرَة فَهُوَ أسفع وَهِي سفعاء (ج) سفع 

س ف ع (المصباح المنير) [61]


 السُّفْعَةُ: وزان غرفة سواد مشرب بحمرة، و "سَفِعَ" الشيء من باب تعب إذا كان لونه كذلك فالذكر "أَسْفَعُ" والأنثى سَفْعَاءُ مثل أحمر وحمراء وسمي باسم الفاعل مصغرا، ومنه "الأُسَيْفِعُ" في حديث عمر. 

س - ع - ف (جمهرة اللغة) [53]


السَّعَف: سَعَف النخل، متحرّك العين، الواحدة سَعَفَة. والسّعَف: داء يصيب الإبل في رؤوسها تُخَصّ به الإناث دون الذكور؛ ناقة سَعْفاءُ. وبه سُمّيت السّعْفاء بنت عمرو بن تميم. والسّعْفَة، بتسكين العين: قروح تخرج في الرأس؛ سُعِفَ الرجلُ فهو مسعوف، إذا أصابه ذلك. وأسعفتُ الرجلَ بحاجته إسعافاً، إذا قضيتَها له؛ وأسعفتُه أيضاً، إذا أعنتَه على أمره. وبنو السّعْفاء: قبيلة من العرب. والسّفْع أصله أخذك بناصية الفرس لتركبه أو تلجمه، ثم صار كل آخذ بناصية أو غيرها سافعاً. وكان بعض الحكّام يقول: يا غلامُ اسفَعا بيده؛ قال أبو بكر: هذه لغة فصيحة. قال الشاعر: فإن تزجراني يا ابنَ عفّانَ أنزجِرْ ويقال: سَفَعَتْه النارُ تسفَعه . . . أكمل المادة سَفْعاً، إذا لفحته. وبنو السّفْعاء: قبيلة من العرب، فأما السّفْعاء فهي أمّ لبعضهم لا يُنسب إليها. ورجل به سَفْعَة من الشّيطان، أي مسٌّ. وقد سمّت العرب مُسافِعاً وسُفَيْعاً. والعَفْس أصله دَلْكُ الأديم في الدِّباغ؛ عَفَسْتُ الأديمَ أعفِسه عَفْساً، إذا دلكته بيديك، ثم كثر ذلك حتى قالوا: تعافس القومُ، إذا اعتلجوا في صراع أو نحوه. وعافسَ الرجلُ أهلَه معافسة وعِفاساً، وهو شبيه بالمعالجة. والعِفاس: اسم ناقة. قال الشاعر: فأوْلِعْ بالعفاسِ بني نُعيرٍ ... كما أولعتَ بالدَّبَر الغُرابا والعَفْس: مَبيت الدابّة على غير علف. قال الراجز: كأنه من طول جَذْعِ العَفْسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ والعَسْف أصله خبطُكَ الطريقَ على غير هداية، ثم كثر حتى قيل: عَسَفَ فلانٌ فلاناً، إذا ظلمه؛ وعسَفَ السلطانُ واعتسفَ من ذلك. وعسَفَ البعيرُ يعسِف عَسْفاً، إذا نَزَت حَنجرتُه عند الموت، وأكثر ما يعرو ذلك المُغِدَّ، فهو عاسف. والعَسيف: الأجير. وفي الحديث: " لا تقتلوا عَسيفاً ولا أسيفاً " ، فسّروا الأسيف: الشيخ الفاني، وقالوا: الأسيف: العبد. وعُسْفان: موضع.

الْمُوشى (المعجم الوسيط) [6]


 ثَوْر موشي القوائم فِيهِ سفعة وَبَيَاض 

يأيأ (العباب الزاخر) [7]


اليُؤْيُؤُ: طائر من الجوارح شِبه الباشِق، والجميع: اليَأييءُ، وقد لَيَّن أبو نواس الحسن بن هانيء الهمز من اليَأييءِ فقال:
ما في اليَأيي يُؤْيُؤٌ شَـرْواهُ      من سُفْعَةٍ طُرَّ بها خَـدّاهُ

من سُفْعَةٍ طُرَّ بها خَـدّاهُ

واليَأْياءُ: صِياح اليُؤْيُؤ. ويَأْيَأْتُ: حكاية صوتِ مَن يقول للقوم: يَأْيَأْ ليجتمعوا.

لعط (الصّحّاح في اللغة) [6]


قال أبو زيد: إن كان بعرض عُنق الشاةِ سَوادٌ فهي لَعْطاءُ، والاسمُ اللُعْطَةُ.
وهي أيضاً سُفْعَةُ الصَقر في وجهه.

لعط (مقاييس اللغة) [5]



اللام والعين والطاء. الصَّحيح منه لونٌ من الألوان، قال ابن دريد: "اللُّعْطَة: خَطٌّ بسواد.
ولعْطَةُ الصَّقْرِ: السُّفْعة في وجْهِه".ويقال اللُّعْطة: سوادٌ في عنق الشاة.
وذكر بعضهم: لعطه بحقِّه: اتّقاه به، ومرَّ فلانٌ لاعِطاً، أي مَرَّ معارِضاً إلى جنبِ حائط.

هزب (لسان العرب) [4]


الـهَوْزَبُ: الـمُسِنُّ، الجَرِيءُ من الإِبِل؛ وقيل: الشَّديدُ، القَوِيُّ الجَرْيِ؛ قال الأَعْشَى: أُزْجِـي سَراعِـيفَ كالقِسِـيِّ من الــ * ـشَوْحَطِ، صَكَّ الـمُسَفَّعِ الـحَجَلا والـهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِـيهِ بها، * والعَنْتَريسَ الوَجْناءَ، والجَمَلا والهاء في قوله بها، تعود على سَراعيف.
وأُزْجي: أَسُوقُ.
والسَّراعِـيفُ: الطِّوالُ من الإِبِل، الضَّوامِرُ، الخِفافُ، واحدُها سُرْعُوفٌ.
وجَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها، كصَكِّ الصَّقْرِ الـمُسَفَّعِ الـحَجَلَ.
والوَجْناءُ: الغَليظةُ، مأْخوذةٌ من الوَجْن، وهو ما غَلُظَ من الأَرض.
والـمُسَفَّعُ: الذي في لونه سُفْعة. النَّسْرُ، لِسِنِّهِ.
والهازِبى: جنسٌ من السَّمَك.
والـهَيْزَبُ: الحديدُ.
وهَزَّابٌ: اسم رجل.

لَعَطَهُ (القاموس المحيط) [4]


لَعَطَهُ، كَمَنَعه: كواهُ في عُرْضِ العُنُقِ،
و~ فلانٌ: أسْرَعَ،
و~ الإِبِلُ: رَعَتْ،
و~ فلاناً بِحَقِّهِ: اتَّقاهُ به،
و~ بِسَهْمٍ أو بِعَينٍ: أصابَهُ.
واللُّعْطَةُ، بالضم: الاسمُ منه، والعُلْطَةُ، وسُفْعَةٌ في وجْهِ الصَّقْرِ، وسَوادٌ بِعُرْضِ عُنُقِ الشَّاةِ،
وهي لَعْطاءُ، وخَطٌّ بِسوادٍ أو صُفْرَةٍ تَخُطُّه المرأةُ في خَدِّها.
والأَلْعاطُ: خُطُوطٌ تَخُطُّها الحَبَشُ في وُجُوهِها، الواحِدُ: لَعْطٌ.
وأسامَةُ بنُ لُعْطٍ، بالضم: في هُذَيْلٍ.
وَمرَّ لاعِطاً، أي: مُعارِضاً إلى جَنْبِ حائِطٍ أو جَبَلٍ.
وذلك المَوْضِعُ من الحائِطِ والجَبَلِ: لُعْطٌ، بالضم.
وكمَقْعَدٍ: كُلُّ مكانٍ يُلْعَطُ نَباتُه، أي: يُلْحَسُ من المَرَاعِي، أو المَرْعَى القَريبُ إنما يكونُ حَوْلَ . . . أكمل المادة البُيوتِ.
وكجَرْوَلٍ: اسمٌ.

لعط (العباب الزاخر) [3]


 أبو زيدٍ: إنْ كان بعرض عنقِ الشاةِ سوادُ فهي لعْطاءُ، والاسم: اللعْطة -بالضم-.
وهي أيضاً: سفعةُ الصقرِ في وجههِ.
وقال ابن دريد: اللعطةُ: خُّط بسوادٍ أو صفرةٍ تخطه المرأة في خدها. وقال ابن عباد: اللَّعْط: سمة الشاة يخططون على صفح رقبتها، وهي ملعوطة. قال: ومرَّ فلان يلعط: أي يسرع. وقال ابن شميل: مر فلان لاعطاً: إذا مر معارضاً إلى حائطٍ أو جبلٍ، وذلك الموضع من الحائط أو الجبل يقال له: اللُّعط. وأسامة بن لعط: رجل من هذيل، قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة:
أين الفتى أسامةُ بنُ لُعـط      هلاً تقُومُ أنْت أو ذو الأبْطِ

ولَعَطهُ بحقَّه: اتَّقاهُ به. وقال ابن عباد: لعطه بسهم: حشاه به. قال: . . . أكمل المادة والملْعطُ: كل مكان يُلْعط أي يلْحسُ من المراعي. وقال الأزهري: الملاَعطُ: المراعي حول البيُوت، يقال: إبلُ فُلان تلعطُ الملاعط: أي ترعى قريباً من البيوت، وأنشد شمرُ:
ذاةً فُضُوْلٍ تلْعطُ الملاعـطـا      تخالُ سرحان العضاه الناشطا


جعل "هابطاً" هاهنا واقعاً متعدياً. والخطوط التي الحبشُ في وجوهها تسمى الألْعاط، واحدها لعط -بالفتح-. واللَّعْطُ -أيضاً-: الكي في عرض العنُق ومنه الحديث: أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عاد البراء بن معرورٍ -رضي الله عنه- وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار. وقال ابن دريدٍ: لعوطُ -مثال جرول-: اسم. والتركيب يدلُ على لون من الألوان.

ط - ع - ل (جمهرة اللغة) [2]


طَلَعَ القمرُ وغيرُه طُلوعاً فهو طالِع، ووقت طلوعه المَطْلِع، وموضع طلوعه المَطْلَع؛ ويجوز مطلِع ومطلَع فيهما جميعاً. وكل بادٍ لك من عُلُوّ فقد طَلَعَ عليك. وفي الحديث: " هذا بُسْرٌ قد طلعَ اليمنَ " ، أي قصدها، وهو بُسر بن أرطاة. قال أبو بكر: طَلَعَ فلانٌ، إذا بدا؛ واطّلع، إذا أشرف من عُلْو الى سُفْل. وطُويلِع: موضع بنجد. ويقال: رجل طَلاّع أنْجُدٍ، إذا كان مغامساً للأمور ركّاباً لها. وعلوتُ طِلْع الأكَمَة، إذا علوت منها مكاناً تُشرف منه على ما حولها. وأطلعتُه طِلْعَ أمري، إذا أبثثته سرَّك. وطَلْع النخل: معروف. وما يسُرُّني بذلك طِلاعُ الأرض ذهباً، أي مِلؤها. وطلائع القوم . . . أكمل المادة في الحرب: الذين يتعرّفون أخبار أعدائهم، الواحدة طَليعة. ويقال: النفس طُلَعَة، أي تَطَلَّعُ الى كل شيء. ويقال: جارية طُلَعَة خُبَأة، إذا كانت تَطَلَّعُ مرّة وتختبئ أخرى. وفي كلام الحسن البصري: إن هذه النفوس طُلَعَة فاقدَعوها بالمواعظ وإلا نَزَعَتْ بكم الى شرّ غاية؛ قال أبو بكر: وأحسب أن يونس قال: سمعت الحسن يقول هذا الكلام فذُكر لأبي عمرو فعجب من فصاحته. والطالع من النجوم: الذي يرقُب الغاربَ منها فكلاهما يراقب صاحبه. والعَلْط: مِيسم في عُرْض خدّ البعير، والبعير مَعلوط، والاسم العِلاط. ويقول الرجل للرجل: لأعْلُطَنّكَ عَلْطَ سَوْءٍ ولأعلِطنّك، أي لأسِمَنَّكَ به وَسْماً يبقى عليك. والعُلْط: سواد تَخُطُّه المرأة في وجهها تتزيّن به، وهو العَلْط أيضاً. وقد سمّت العرب عِلاطاً ومَعلوطاً. وبعير عُلُط وعُطُل: لا خِطام عليه. قال الشاعر: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تَرْكُضُهُ ... أمُّ الفوارس بالدِّئداء والرَّبَعَهْ والعَطَل: تمام الجسد وطوله؛ وامرأة حسنة العَطَل، وكذلك الرجل. وعَطالة: جبل معروف. وامرأة عاطل: لا حَلْيَ لها. والعَطيل: شِمْراخ من طَلْع فُحّال النخل. وعَطّلَ القومُ منزلَهم تعطيلاً، إذا ارتحلوا عنه وأخْلَوه. وناقة عَيْطَل: تامّة طويلة. واللُّعْطَة: خطّ بسواد تَخُطُّه المرأة في خدّها. ولُعْطَة الصّقر: السُّفْعَة التي في وجهه. واللَّطْع من قولهم: لَطِعْتُ الشيءَ - بكسر الطاء لا غير - ألطَعه لَطْعاً، ولا يكون اللَّطْع إلا باللسان. وللّطَع مواضع؛ يقال: رجل ألطَعُ وامرأة لَطْعاءُ، إذا كان في شفاههما بياض، وأكثر ما يعتري ذلك السّودان. وعجوز لَطْعاء، إذا تحاتَّت أسنانها؛ وكذلك ناقة لَطْعاءُ، إذا هرِمت. قال الراجز: عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ أحسَنُ منها منظراً إبليسُ واللَّطَع أيضاً: قلّة لحم الفَرْج وما حوله وذلك عيب؛ امرأة لَطْعاءُ، إذا كانت كذلك.

مسد (لسان العرب) [1]


المسَدُ، بالتحريك: اللِّيف. ابن سيده: المَسَدُ حبل من ليفٍ أَو خُوص أَو شعر أَو وبَر أَو صوف أَو جلود الإِبل أَو جلود أَو من أَيّ شيء كان؛ وأَنشد: يا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي، إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِني ما شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال: وقد يكون من جلود الإِبل أَو من أَوبارِها؛ وأَنشد الأَصمعي لعمارة بن طارق وقال أَبو عبيد: هو لعقبة الهُجَيْمِي: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ، ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ، ليس بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ يقول: اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ ومَسَدٍ فُتِلَ من أَيانق، وأَيانِقُ: جمع أَيْنُق وأَينق جمع ناقة، والأَنْيابُ جمع ناب، وهي الهَرِمةُ، والحقائق . . . أكمل المادة جمع حِقَّة، وهي التي دخلت في السنة الرابعة وليس جلدها بالقويّ؛ يريد ليس جلدها من الصغير ولا الكبير بل هو من جلد ثنية أَو رَباعِية أَو سَديس أَو بازِل؛ وخص به أَبو عبيد الحبل من الليف، وقيل: هو الحبل المضفور المحكم الفتل من جميع ذلك.
وقال الزجاج في قوله عز وجل: في جيدها حبل من مسد؛ جاء في التفسير أَنها سلسلة طولها سبعون ذراعاً يسلك بها في النار، والجمع أَمساد ومِسادٌ؛ وفي التهذيب: هي السلسلة التي ذكرها الله، عز وجل، في كتابه فقال: ذرعها سبعون ذراعاً؛ يعني، جل اسمه، أَنْ امرأَة أَبي لهب تسْلك في سلسلة طولها سبعون ذراعاً. حبل من مَسَدٍ؛ أَي حبل مُسِدَ أَيَّ مَسْدٍ أَي فُتِل فلُوي أَي أَنها تسلك في النار أَي في سلسلةِ مَمْسُودٍ. الزجاج: المسد في اللغة الحبل إِذا كان من ليف المُقْل وقد يقال لغيره.
وقال ابن السكيت: المَسْدُ مصدر مَسَدَ الحبل يَمْسُدُه مَسْداً، بالسكون، إِذا أَجاد فتله، وقيل: حبل مَسَدٌ أَي ممسود قد مُسِدَ أَي أُجِيدَ فَتْلُهُ مَسْداً، فالمَسْدُ المصدر، والمَسَدُ بمنزلة المَمْسُود كما تقول نفَضْت الشجر نَفْضاً، وما نُفض فهو نَفَضٌ، ودل قوله عز وجل: حبل من مَسَدٍ، أَن السلسة التي ذكرها الله فُتِلت من الحديد فتلاً محكماً، كأَنه قيل في جيدِها حبل حديد قد لُوي لَيّاً شديداً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِيٍّ سَرَنداةً، لها مَسَدٌ مُغارُ فسره فقال: أَي لها ظهر مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَي الشديد الفتل.
ومَسَدَ الحبلَ يَمْسُدُه مَسْداً: فتله.
وجارية مَمْسُودةٌ: مَطْويّةٌ مَمْشوقةٌ.
وامرأَة مَمْسُودةُ الخَلْق إِذا كانت مُلتفّة الخَلْق ليس في خلْقها اضطراب.
ورجل مَمْسُود إِذا كان مَجْدُولَ الخَلْق.
وجارية ممسودة إِذا كانت حَسَنة طَيّ الخلق.
وجارية حسَنةُ المَسْد والعَصْب والجَدْل والأَرْم، وهي ممسودة ومعصوبة ومجدولة ومأْرومة، وبَطْن ممسود: لَيِّن لطيفٌ مُسْتَوٍ لا قُبْح فيه؛ وقد مُسِدَ مسْْداً.
وساقٌ مَسْداءُ: مستوية حسنة.
والمَسَدُ: المِحْوَرُ إِذا كان من حديد.
وفي الحديث: حَرَّمْتُ شَجَرَ المدينةِ إلا مَسَدَ مَحالة؛ المسَد: الحبل الممسود أَي المفتول من نبات أَو لِحاء شجرة (* قوله «أو لحاء شجرة» كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يظن بها الصحة لحاء شجر ونحوه)؛ وقيل: المَسَدُ مِرْوَدُ البَكَرَةِ الذي تدور عليه.
وفي الحديث: أَنه أَذنَ في قطْع المَسَدِ والقائِمتيْن.
وفي حديث جابر: أَنه كادَ (* قوله «أنه كاد إلخ» في نسخة النهاية التي بيدنا ان كان ليمنع بحذف الضمير وبنون بدل الدال، وعليها فاللام لام الجحود والفعل بعدها منصوب). رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَمْنَعُ أَنْ يُقْطَعَ المَسَدُ.
والمسَدُ: الليف أَيضاً، وبه فسر قوله تعالى: في جيدها حبل من مسد، في قوله.
ومَسَدَ يَمْسُد مَسْداً: أَدْأَب السير في الليل؛ وأَنشد: يُكابِدِ الليلَ عليها مَسْدَا والمَسْدُ: إِدْآبُ السير في الليل؛ وقيل: هو السير الدائمُ، ليلاً كان أَو نهاراً؛ وقول العبدي يذكر ناقة شبهها بثور وحشي: كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ، يَمْسُدُه القَفْرُ وليلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ في بُرْقُعٍ، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ قوله: يَمْسُدُه يعني الثور أَي يَطْوِيهِ ليل. سَدِيٌّ أَي نَدِيٌّ ولا يزال البقل في تمام ما سقط النَّدى عليه؛ أَراد أَنه يأْكل البقل فيجزئه عن الماء فيطويه عن ذلك، وشبه السُّفعة التي في وجه الثور ببرقع.
وجعل الليث الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه يَمْسُد خلق من يَدْأَبُ فَيطْوِيه ويُضَمِّرُه.
والمِسادُ: على فِعالٍ: لغة في المِسابِ، وهو نِحْي السَّمْن وسِقاء العَسل؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب: غَدَا في خافةٍ معه مِسادٌ فأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ والخافة: خَرِيطَةٌ يتقلدها المُشْتارُ ليجعل فيها العسل. قال أَبو عمرو: المساد، غير مهموز، الزِّقُّ الأَسود.
وفي النوادر: فلان أَحسَنُ مِسَادَ شِعْرً من فلان؛ يريد أَحْسَنَ قِوامَ شعر من فلان؛ وقول رؤبة: يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ، جادَتْ بِمَطْحُونٍ لها لا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروُعُها وتَأْدِمُهْ يصف راعياً جادت له الإِبل باللبَن، وهو الذي طبخته ضروعها؛ وقوله بمطحون أَي بلبَن لا يَحْتاج إِلى طحن كما يُحتاج إِلى ذلك في الحب، والضُّروُع هي التي طبخته، وقوله لا تَأْجِمُه أَي لا تَكرهه، وتأْدِمُه: تخلطه بأُدْم، وأَراد بالأُدم ما فيه من الدّسَم؛ وقوله يمسد أَعلى لحمه أَي اللبن يَشُدُّ لَحْمَه ويقوّيه؛ يقول: إِن البقل يقوّي ظهر هذا الحِمار ويشدّه؛ قال ابن بري: وليس يصف حماراً كما زعم الجوهري فإِنه قال: إِن البقل يقوّي ظهر هذا الحمار ويشدّه.

شفع (لسان العرب) [1]


الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً.
وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير: وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا، إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر.
والشَّفِيعُ من الأَعْداد: ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر؛ وقوله: لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي، وأَصْبَحَتْ تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لم يفسره ثعلب؛ وقوله: ما كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا، فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ معناه أَنه يحسَبُ الشخص اثنين لضَعْفِ بصره.
وعين شافِعةٌ: تنظُر نَظَرَيْنِ.
والشَّفْعُ: . . . أكمل المادة ما شُفِع به، سمي بالمصدر، والجمع شِفاعٌ؛ قال أَبو كبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَى خُلاَّنَه، تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا يكاد ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً.
وفي التنزيل: والشَّفْعِ والوَتْرِ. قال الأَسود بن يزيد: الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى، والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ.
وقال عطاء: الوتْرُ هو الله، والشفْع خلْقه.
وقال ابن عباس: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، وقيل في الشفْع والوتْر: إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَوِتْر.
وشُفْعةُ الضُّحى: رَكْعتا الضحى.
وفي الحديث: مَنْ حافَظَ على شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ له ذنوبُه، يعني ركعتي الضحى من الشفْعِ الزَّوْجِ، يُرْوى بالفتح والضم، كالغَرْفة والغُرْفة، وإِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة. قال القتيبي: الشَّفْعُ الزَّوْجُ ولم أَسمع به مؤنثاً إِلا ههنا، قال: وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلى الصلاةِ.
وناقة شافِعٌ: في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها، وقيل: في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قال الشاعر:وشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ، ومَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ وقال: ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ، ومَعَها لها وليدٌ تابِعُ وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ: شَفَعها ولَدُها.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم يأْخُذْها فقال: ائْتِني بِمُعْتاطٍ؛ فالشافِعُ: التي معَها ولدها، سمّيت شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها وشفَعَتْه هي فصارا شَفْعاً.
وفي رواية: هذه شاةُ الشافِعِ بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع.
وشاةٌ مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ؛ عن ابن الأَعرابي.
والشَّفُوعُ من الإِبل: التي تَجْمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبةٍ واحدة، وهي القَرُونُ.
وشَفَعَ لي بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ قال النابغة: أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً، له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ وتقول: إِنَّ فلاناً ليَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني؛ قال الأَحوص: كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها، كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا معناه أَنهم كانوا أَغْرَوني بها حين لامُوني في هَواها، وهو كقوله: إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ: طَلب.
والشَّفِيعُ: الشَّافِعُ، والجمع شُفَعاء، واسْتَشْفَعَ بفُلان على فلان وتَشَفَّع له إِليه فشَفَّعَه فيه.
وقال الفارسيّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له كُنْ لي شافِعاً.
وفي التنزيل: من يَشْفَعْ شَفاعةً حسَنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها.
وقرأَ أَبو الهيثم: من يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عملاً إِلى عَمَل.
وروي عن المبرد وثعلب أَنهما قالا في قوله تعالى: مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه، قالا: الشفاعة الدُّعاءُ ههنا.
والشَّفاعةُ: كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره.
وشَفَعَ إِليه: في معنى طَلَبَ إِليه.
والشَّافِعُ: الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب. يقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفّعَني فيه، واسم الطالب شَفِيعٌ؛ قال الأَعشى: واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ، فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه؛ وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه تَشْفِيعاً؛ قال حاتم يخاطب النعمان:فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها من إِسارِها، فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بن جَحْدَرِ وفي حديث الحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ.
وقد تكرر ذكر الشَّفاعةِ في الحديث فيما يتَعَلَّق بأُمُور الدنيا والآخرة، وهي السُّؤالُ في التَّجاوُزِ عن الذنوب والجَرائِمِ.
والمُشَفِّعُ: الذي يَقْبَل الشفاعة، والمُشَفَّعُ: الذي تُقْبَلُ شَفاعَتُه.
والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ في الدَّارِ والأَرضِ: القَضاء بها لصاحِبها.
وسئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ في اللغة فقال: الشُّفْعَةُ الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فيما تَطْلُب حتى تَضُمَّه إِلى ما عندك فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بها أَي أَن تزيده بها أَي أَنه كان وتراً واحداً فَضَمَّ إِليه ما زاده وشَفَعَه به.
وقال القتيبي في تفسير الشُّفْعة: كان الرجل في الجاهلية إِذا أَراد بَيْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِليه فيما باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسميت شُفْعَةً وسُمِّي طالبها شَفِيعاً.
وفي الحديث: الشُّفْعَةُ. في كُلّ ما يُقْسَمُ، الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأَن الشفِيع يضم المبيع إِلى ملكه فَيَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً.
وفي حديث الشعبي: الشُّفْعة على رؤوس الرجال؛ هو أَن تكون الدَّار بين جماعة مختلفي السِّهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم على رؤوسهم لا على سِهامِهم.
والشفِيعُ: صاحب الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ، والشُّفْعةُ: الجُنُونُ، وجمعها شُفَعٌ، ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ؛ ابن الأَعرابي: في وجهه شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ ونَظْرةٌ بمعنى واحد.
والشُّفْعةُ: العين.
وامرأَة مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ من العين، ولا يوصف به المذكر.
والأَشْفَعُ: الطوِيلُ.
وشافِعٌ وشفِيعٌ: اسمان.
وبنو شافِعٍ: من بني المطلب بنِ عَبد مناف، منهم الشافعيّ الفقيهُ الإِمام المجتهد، رحمه الله ونفعنا به.

نظر (لسان العرب) [1]


النَّظَر: حِسُّ العين، نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً ومَنْظَرة ونَظَر إِليه.
والمَنْظَر: مصدر نَظَر. الليث: العرب تقول نَظَرَ يَنْظُر نَظَراً، قال: ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر، وتقول نَظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَظَر العين ونَظَر القلب، ويقول القائل للمؤمَّل يرجوه: إِنما نَنْظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك. الجوهري: النَّظَر تأَمُّل الشيء بالعين، وكذلك النَّظَرانُ، بالتحريك، وقد نَظَرت إِلى الشيء.
وفي حديث عِمران بن حُصَين قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: النَّظَر إِلى وجه عليّ عِبادة؛ قال ابن الأَثير: قيل معناه أَن عليًّا، كرم الله وجهه، كان إِذا بَرَزَ قال . . . أكمل المادة الناس: لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما أَتْقَى، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته، عليه السلام، تحملُهم على كلمة التوحيد.
والنَّظَّارة: القوم ينظُرون إِلى الشيء.
وقوله عز وجل: وأَغرقنا آل فرعون وأَنتم تَنظُرون. قال أَبو إِسحق: قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم يغرَقون؛ قال: ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل. تقول العرب: دُور آل فلان تنظُر إِلى دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها.
وتَنَظَّر: كنَظَر.
والعرب تقول: داري تنظُر إِلى دار فلان، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وقيل: إِذا كانت مُحاذِيَةً.
ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي متجاورون ينظر بعضهم بعضاً. التهذيب: وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى، وقيل: الناظر في العين كالمرآة إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك.
والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ: السوادُ الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ، ويقال: العَيْنُ النَّاظِرَةُ. ابن سيده: والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين، وقيل: هي البصر نفسه، وقيل: هي عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر.
والناظران: عرقان على حرفي الأَنف يسيلان من المُوقَين، وقيل: هما عرقان في العين يسقيان الأَنف، وقيل: الناظران عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه. ابن السكيت: الناظران عرقان مكتنفا الأَنف؛ وأَنشد لجرير: وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ، وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ من الخُنَانِ والخنان: داء يأْخذ الناس والإِبل، وقيل: إِنه كالزكام؛ قال الآخر: ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها، ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراءِ قال أَبو زيد: هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه؛ وقال عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة: قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ، يَزِينُها شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها أَخُو سَقْطَة، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه، وهو المستحب.
والعيش البارد: هو الهَنِيُّ الرَّغَدُ.
والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن البُؤسِ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ. قال الله تعالى: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً؛ قيل: نوماً؛ وقوله: تناهى أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، وشبهها في انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة ضعفه.وتَناظَرَتِ النخلتان: نَظَرَتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه؛ قال ابن سيده: حكى ذلك أَبو حنيفة.
والتَّنْظارُ: النَّظَرُ؛ قال الحطيئة: فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها، كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ والنَّظَرُ: الانتظار.
ويقال: نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْتُه بمعنى واحد، فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت.
ومنه قوله تعالى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم، قرئ: انْظُرُونا وأَنْظِرُونا بقطع الأَلف، فمن قرأَ انْظُرُونا، بضم الأَلف، فمعناه انْتَظِرُونا، ومن قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا؛ وقال الزجاج: قيل معنى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم: أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا، وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا وقال الفرّاء: تقول العرب أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قليلاً، ويقول المتكلم لمن يُعْجِلُه: أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي.
وقوله تعالى: وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ؛ الأُولى بالضاد والأُخرى بالظاءِ؛ قال أَبو إِسحق: يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة والنَّظَرِ إِلى ربها.
وقال الله تعالى: تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم؛ قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتظرة فقد أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته، إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته؛ ومنه قول الحطيئة: نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ، طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين، وإِذا قلت نظرت في الأَمر احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب.
وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قال الراجز أَبو نُخَيْلَةَ: يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ نَظَّارِيَّةٌ: ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ، وهو فحل من فحول العرب؛ قال جرير: والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار لم تُهْجَم: لم تُحْلَبْ.
والمُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً كيف تأْتيانه.
والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: ما نظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك، وفي التهذيب: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِليه فأَعجبك، وامرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً.
ويقال: إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا مَخْبَرَةٍ.
والمَنْظَرُ: الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِليه ويَسُرُّه.
ويقال: مَنْظَرُه خير من مَخْبَرِه.
ورجل مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ، الأَخيرة على غير قياس: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ ورجل مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ.
ويقال: إِن فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ، وفي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي فيما أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه والاستماع.
ويقال: لقد كنت عن هذا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ؛ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد أَبَقَ فَقُتِلَ: قد كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ، عن نَصْرِ بَهْرَاءَ ، غَيرَ ذي فَرَسِ وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينظر بمِلءِ عينيه.
وبنو نَظَرَى ونَظَّرَى: أَهلُ النَّظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن؛ ومنه قول الأَعرابية لبعلها: مُرَّ بي على بَني نَظَرَى، ولا تَمُرَّ بي على بنات نَقَرَى، أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ فأُعجبهم وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي، ولا تَمُرَّ بي على النساء اللائي ينظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن.
وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كلاهما بالتخفيف؛ حكاهما يعقوب وحده: وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شيئاً فَظَنَّتْ.
والنَّظَرُ: الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك.
والنَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لك الأُولى وليست لك الآخرةُ.
والنَّظْرَةُ: الهيئةُ.
وقال بعض الحكماء: من لم يَعْمَلْ نَظَرُه لم يَعْمَلْ لسانُه؛ ومعناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب، وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم تعمل، ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع بالقول. الجوهري وغيره: ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم؛ قال ابن سيده: هو على المَثَلِ، قال: ولستُ منه على ثِقَةٍ.
والمَنْظَرَةُ: موضع الرَّبِيئَةِ. غيره: والمَنظَرَةُ موضع في رأْس جبل فيه رقيب ينظر العدوَّ يَحْرُسُه. الجوهري: والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.
ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ: سَيِّدٌ يُنْظَر إِليه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. الفراء: يقال فلان نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ، وهو الذي يَنْظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما امتثله، وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى.
ويقال: هو نَظِيرَةُ القوم وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم.
والنَّظُورُ: الذي لا يُغٌفِلُ النَّظَرَ إِلى ما أَهمه.
والمَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ منها.
وتَناظَرَتِ الدَّارانِ: تقابلتا.
ونَظَرَ إِليك الجبلُ: قابلك.
وإِذا أَخذت في طريق كذا فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره.
وقوله تعالى: وتَراهُمْ يَنْظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام أَي تقابلك، وليس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا يكون إِلا بمقابلةٍ حَسُنَ وقال: وتراهم، وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من يعقل.والنَّاظِرُ: الحافظ.
وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما: حَافِظُه؛ والطاء نَبَطِيَّة.
وقالوا: انْظُرْني اي اصْغ إِليَّ؛ ومنه قوله عز وجل: وقولوا انْظُرْنا واسمعوا.
والنَّظْرَةُ: الرحمةُ.
وقوله تعالى: ولا يَنْظُر إِليهم يوم القيامة؛ أَي لا يَرْحَمُهُمْ.
وفي الحديث: إِن الله لا يَنْظُر إِلى صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم؛ قال ابن الأَثير: معنى النظر ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك النظر دليل البغض والكراهة، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال الفائقة، والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نَظَرَهُ إِلى ما هو للسَّرِّ واللُّبِّ، وهو القلب والعمل؛ والنظر يقع على الأَجسام والمعاني، فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني.
وفي الحديث: مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّظَرَيْنِ أَي خير الأَمرين له: إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه، أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه؛ وكذلك حديث القصاص: من قُتل له قتيل فهو بخير النَّظَرَيْنِ؛ يعني القصاص والدية؛ أَيُّهُما اختار كان له؛ وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ.
ونَظَرَ الرجلَ ينظره وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه: تَأَنى عليه؛ قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ: إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ، تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَظَّرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ، ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ فسره فقال: الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول؛ هذا معنى قوله، ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم. قال ابن سيده: وهكذا وجدته بخط الحَامِضِ (* قوله« الحامض» هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد النحوي أخذ عن ثعلب، صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق الانسان والوحوش والنبات، روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني. مات سنة ؟؟) ، بفتح الياء، كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب، بالكسر.
والتَّنَظُّرُ: تَوَقَّع الشيء. ابن سيده: والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُهُ.
والنَّظِرَةُ، بكسر الظاء: التأْخير في الأَمر.
وفي التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ، وقرأَ بعضهم: فناظِرَةٌ، كقوله عز وجل: ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ أَي تكذيبٌ.
ويقال: بِعْتُ فلاناً فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه، والاسم منه النَّظِرَةُ.
وقال الليث: يقال اشتريته منه بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ.
وقوله تعالى: فَنَظِرَة إِلى مَيْسَرَةٍ؛ أَي إِنظارٌ.
وفي الحديث: كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ؛ الإِنظار: التأْخير والإِمهال. يقال: أَنْظَرْتُه أُنْظِره.
ونَظَرَ الشيءَ: باعه بِنَظِرَة.
وأَنْظَرَ الرجلَ: باع منه الشيء بِنَظِرَةٍ.
واسْتَنْظَره: طلب منه النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه.
ويقول أَحد الرجلين لصاحبه: بيْعٌ، فيقول: نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حتى أَشْتَرِيَ منك.
وتَنَظَّرْه أَي انْتَظِرْهُ في مُهْلَةٍ.
وفي حديث أَنس: نَظَرْنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ذاتَ ليلة حتى كان شَطْرُ الليلِ. يقال: نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ حضورَه.
ويقال: نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك: انْتَظِرْ، اسم وضع موضع الأَمر.
وأَنْظَرَه: أَخَّرَهُ.
وفي التنزيل العزيز: قال أَنْظِرْني إِلى يوم يُبْعَثُونَ.
والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ في الأَمر.
ونَظِيرُك: الذي يُراوِضُك وتُناظِرُهُ، وناظَرَه من المُناظَرَة.
والنَّظِيرُ: المِثْلُ، وقيل: المثل في كل شيء.
وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رآهما سواءً. الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه.
وحكى أَبو عبيدة: النِّظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ؛ وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن وَقَّاصٍ الحارِثيِّ: أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا؟ (* روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية: وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني * أنا الليثُ، مَعدُوّاً عليّ وعَاديا) وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ ـسَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا ويروى: عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِظْرِي مليكة. قال الفرّاء: يقال نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْظَر إِليه منهم، ويجمعان على نَظَائِرَ، وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، والجمع النَّظائر في الكلام والأَشياء كلها.
وفي حديث ابن مسعود: لقد عرفتُ النَّظائِرَ التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من المُفَصَّل، يعني سُوَرَ المفصل، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول.
وقول عَديّ: لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي.
والنَّظائِرُ: جمع نَظِيرة، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال والأَقوال.
ويقال: لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله، وفي رواية: ولا بِسُنَّةِ رسول الله؛ قال أَبو عبيد: أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به؛ يقول: لا تتبع قول قائل من كان وتدعهما له. قال أَبو عبيد: ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا، كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي يُرِيدُ صاحبُه: جئت على قَدَرٍ يا موسى، هذا وما أَشبهه من الكلام، قال: والأَوّل أَشبه.
ويقال: ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في المخاطبة.
وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له.
ويقال للسلطان إِذا بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ: بَعث ناظِراً.
وقال الأَصمعي: عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى، وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنظر إِلى جماعتها.
والنَّظْرَةُ: سُوءُ الهيئة.
ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ؛ وأَنشد شمر:وفي الهامِ منها نَظْرَةٌ وشُنُوعُ قال أَبو عمرو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ.
ويقال: إِن في هذه الجارية لَنَظْرَةً إِذا كانت قبيحة. ابن الأَعرابي: يقال فيه نَظْرَةٌ ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ.
وفيه نَظْرَةٌ أَي قبح؛ وأَنشد الرِّياشِيُّ: لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ، وفي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى جارية فقال: إِن بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها؛ وقيل: معناه إِن بها إِصابة عين من نَظَرِ الجِنِّ إِليها، وكذلك بها سَفْعَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: غيرَ ناظِرِينَ إِناهُ؛ قال أَهل اللغة: معناه غير منتظرين بلوغه وإِدراكه.
وفي الحديث: أَن عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مرّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ، فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ مائةً من الإِبل فأَبى، قوله: تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وهو نَظَرُ تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وكانت مُتَهَوِّدَةً قد قرأَت الكتب، وقيل: هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ.
والنَّظْرَةُ: عين الجن.
والنَّظْرَةُ: الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن، وقد نُظِرَ.
ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي عيبٌ.
والمنظورُ: الذي أَصابته نَظْرَةٌ.
وصبي مَنْظُورٌ: أَصابته العين.
والمنظورُ: الذي يُرْجَى خَيْرُه.
ويقال: ما كان نَظِيراً لهذا ولقد أَنْظَرْتُه، وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه.
ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ: رجلٌ.
ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قال: ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما لِنَزْعِ القَذَى، لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما وحَبَّةُ: اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما يُعَلِّمُها.
وناظِرَةُ: جبل معروف أَو موضع.
ونَواظِرُ: اسم موضع؛ قال ابن أَحمر:وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وآلا (* قوله « عيفياً» كذا بالأصل.) وبنو النَّظَّارِ: قوم من عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: منسوبة إِليهم؛ قال الراجز: يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا السَّعْمُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.

جرد (لسان العرب) [1]


جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ: قشَره؛ قال: كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا حَوْله، سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ، بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره.
واسمُ ما جُرِدَ منه: الجُرادَةُ.
وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً: نزع عنه الشعر، وكذلك جَرَّدَه؛ قال طَرَفَةُ: كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ ويقال: رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه.
وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ، وقيل: هو الذي بين الجديد والخَلَق؛ قال الشاعر: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً؟ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ. تُصِلحُ (* قوله «فأيِّ تصلح» كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو . . . أكمل المادة شأن أو شعب أو نحو ذلك.) بَعْدَهُ.
والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب، وأَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قال كُثَيِّرُ عزة:فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ رَميمٌ، وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك؛ قال الهذلي: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ، شَفَيْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ، في جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ: كثير العيال. متماحِلٌ: طويل: شفينا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه.
والجَرْدَةُ، بالفتح: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ.
وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ.
وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: قالت لها امرأَة: رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ، تصغير جَرْدَة، وهي الخِرْقة البالية.
والجَرَدُ من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ، والجمع الأَجاردُ.
والجَرَدُ: فضاءٌ لا نَبْتَ فيه، وهذا الاسم للفضاء؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً فيشرب: يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ، ثم إِذا أَضْحَى، تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ والجُرْدَةُ، بالضم: أَرض مسْتوية متجرِّدة.
ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، لا نبات به، وفضاءٌ أَجْرَدُ.
وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ، كذلك، وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً.
والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع.
وفي حديث أَبي موسى: وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات؛ ومنه الحديث: تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ، ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة؛ قيل: هي منسوبة إِلى الجَرَدِ، بالتحريك، وهي كل أَرض لا نبات بها.
وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ: فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي وسطه، وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء.
وسنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ.
ورجلٌ جارُودٌ: مَشْو ومٌ، منه، كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ.
وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين.
والجَرْدُ، مخفف: أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً، ولذلك سمي المشؤوم جاروداً، والجارودُ العَبْدِيُّ: رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس، وسمي الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء، ففشا ذلك الداء في إِبل أَخواله فأَهلكها؛ وفيه يقول الشاعر: لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ ومعناه: شُئِمَ عليهم، وقيل: استأْصل ما عندهم.
وللجارود حديث، وقد صحب النبي، صلى الله عليه وسلم، وقتل بفارس في عقبة الطين.
وأَرض جَرْداءُ: فضاء واسعة مع قلة نبت.
ورجل أَجْرَدُ: لا شعر على جسده.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ؛ قال ابن الأَثير: الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن، صلى الله عليه وسلم، كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ، وهو الذي على جميع بدنه شعر.
وفي حديث صفة أَهل الجنة: جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون، وخَدٌّ أَجْرَدُ، كذلك.
وفي حديث أَنس: أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال: هاتان نعلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي لا شعر عليهما.
والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها: القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم.
وفرس أَجْرَدُ: قصير الشعر، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ، وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق والكَرَم؛ وقولهم: أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم؛ قال:كأَنَّ قتودِي، والقِيانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ، جَردَاءُ اليدين وثيقُ وقيل: الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر، وهو مدح.
وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ: تَعرَّى. سيبويه: انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، وقد جَرَّده من ثوبه؛ وحكى الفارسيُّ عن ثعلب: جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه.
ويقال أَيضاً: فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى، وهما بمعنى.
والتجريدُ: التعرية من الثياب.
وتجريدُ السيف: انتضاؤه.
والتجريدُ: التشذيبُ.
والتجرُّدُ: التعرِّي.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف؛ يريد أَنه كان مشرق الجسد.
وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ، والفتح أَكثر، أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ على هذا مصدر؛ ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب، ومن قال بضة المتجرِّد، بالكسر، أَراد الجسمَ. التهذيب: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها. أَبو زيد: يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور: ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ.
والمتجرِّدةُ: اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ.
وفي حديث الشُّراةِ: فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها؛ ومنه حديث الحجاج؛ قال الأَنس: لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ، لأَنه إِذا شوي جُرَّدَ من جلده، ويروى: لأَجْرُدَنَّك، بتخفيف الراء.
والجَرْدُ: أَخذ الشيء عن الشيء عَسْفاً وجَرْفاً؛ ومنه سمي الجارودُ وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك الناس؛ ومنه الحديث: وبها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة تهلك ثَمرها ولا ورقها؛ وقيل: هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ، فهي مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ.
وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ: سَلَّهُ.
وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ: خرجت من لفائفها، وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ.
وانجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها.
وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ: عَرَّاه من الضبط والزيادات والفواتح؛ ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه صغيركم ولا يَنْأَى عنه كبيركم، ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه؛ قال ابن عيينة: معناه لا تقرنوا به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون وحده مفرداً، كأَنه حثَّهم على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله غيره، لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأْمونين عليها؛ وكان إِبراهيم يقول: أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها، واللام في ليَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا، والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه عليه، دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته وتدبره كباركم.
وتجرَّدَ الحِمارُ: تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها.
وتجَرَّدَ الفرسُ وانجرَدَ: تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل: نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تقدّمها، كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه.
والأَجْرَدُ: الذي يسبق الخيلَ ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته؛ عن ابن جني.
ورجلٌ مُجْرَد، بتخفيف الراء: أُخْرِجَ من ماله؛ عن ابن الأَعرابي.
وتجَرَّدَ العصير: سكن غَلَيانُه.
وخمرٌ جَرداءُ: منجردةٌ من خُثاراتها وأَثفالها؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للطرماح: فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ، وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي وتجَرَّدَ للأَمر: جَدَّ فيه، وكذلك تجَرَّد في سيره وانجَرَدَ، ولذلك قالوا: شَمَّرَ في سيره.
وانجرَدَ به السيرُ: امتَدَّ وطال؛ وإِذا جَدَّ الرجل في سيره فمضى يقال: انجرَدَ فذهب، وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر قيل: تجَرَّد لأَمر كذا، وتجَردَّ للعبادة؛ وروي عن عمر: تجرَّدُوا بالحج وإِن لم تُحرِموا. قال إِسحق بن منصور: قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج؟ قال: تَشَبَّهوا بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً، وقال إِسحق بن إِبراهيم كما قال؛ وقال ابن شميل: جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ.
والجرادُ: معروف، الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى. قال الجوهري: وليس الجرادُ بذكر للجرادة وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه ذلك، فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع؛ قال أَبو عبيد: قيل هو سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد، وقيل: الجراد الذكر والجرادة الأُنثى؛ ومن كلامهم: رأَيت جَراداً على جَرادةٍ كقولهم: رأَيت نعاماً على نعامة؛ قال الفارسي: وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه، ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث، وإِن كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً، يعني المؤَنث الذي لا علامة فيه كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ التأْنيث كالحمامة والحَيَّة؛ قال أَبو حنيفة: قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا يفارقها؛ وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر أَسمائه كما تقدم.
وقال أَعرابي: تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة.
وجُردت الأَرضُ، فهي مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها.
وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً: احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق منه شيئاً؛ وقيل: إِنما سمي جَراداً بذلك؛ قال ابن سيده: فأَما ما حكاه أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ، من الجراد، فالوجه عندي أَن يكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم، وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد، كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش، فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد، أَو كأَنها رُميَتْ بذلك، فأَما الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل، فإِنما سميت بواحد الجراد على التشبيه لها بها، كما سماها بعضهم خَيْفانَةً.
وجَرادةُ العَيَّار: اسم فرس كان في الجاهلية.
والجَرَدُ: أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ.
وجُردَ الإِنسانُ، بصيغة ما لم يُسَمَّ فاعلهُ، إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه، فهو مجرودٌ.
وجَرِدَ الرجلُ، بالكسر، جَرَداً، فهو جَرِدٌ: شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ.
وجُرِدَ الزرعُ: أَصابه الجرادُ.
وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به.
وفي الصحاح: ما أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه.
وجَرادَةُ: اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً بعثهم عاد إِلى البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك؛ وإِياها عنى ابن مقبل بقوله: سِحْراً كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها، بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان: مغنيتان للنعمان؛ وفي قصة أَبي رغال: فغنته الجرادَتان. التهذيب: وكان بمكة في الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء.
وخيلٌ جريدة: لا رَجَّالَةَ فيها؛ ويقال: نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً وأُتُنَه:يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً، تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قال الأَصمعي: الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من الصِّغار؛ ويقال: تَنَقَّ إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً. أَبو مالك: الجَريدةُ الجماعة من الخيل.والجاروديَّةُ: فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي زياد.ويقال: جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه.
والجَريدة: سَعفة طويلة رطبة؛ قال الفارسي: هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ؛ وقيل: الجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة، وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال: هي السعفة التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه، والجمع جَريدٌ وجَرائدُ؛ وقيل: الجريدة السعَفة ما كانت، بلغة أَهل الحجاز؛ وقيل: الجريد اسم واحد كالقضيب؛ قال ابن سيده: والصحيح أَن الجريد جمع جريدة كشعير وشعيرة، وفي حديث عمر: ائْتني بجريدة.
وفي الحديث: كتب القرآن في جَرائدَ، جمع جريدة؛ الأَصمعي: هو الجَريد عند أَهل الحجاز، واحدته جريدة، وهو الخوص والجردان. الجوهري: الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص، وإِنما يسمى سَعَفاً.
وكل شيء قشرته عن شيء، فقد جردته عنه، والمقشور: مجرود، وما قشر عنه: جُرادة.
وفي الحديث: القلوب أَربعة: قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ، فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر.
ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ: تامّ، وكذلك الشهر؛ عن ثعلب.
وعامٌ جَريد أَي تامّ.
وما رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان: يريدُ يومين أَو شهرين تامين.
والمُجَرَّدُ والجُردانُ، بالضم: القضيب من ذوات الحافر؛ وقيل: هو الذكر معموماً به، وقيل هو في الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار؛ قال جرير: إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ، نادَيْنَ: يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا الجمع جَرادين.
والجَرَدُ في الدواب: عيب معروف، وقد حكيت بالذال المعجمة، والفعل منه جَرِدَ جَرَداً. قال ابن شميل: الجَرَدُ ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ؛ قال أَبو منصور: ولم أَسمعه لغيره وهو ثقة مأْمون.
والإِجْرِدُّ: نبت يدل على الكمأَة، واحدته إِجْرِدَّةٌ؛ قال: جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ، من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النضر: الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل، قال: ومنهم من يقول إِجْرِدٌ، بتخفيف الدال، مثل إِثمد، ومن ثقل، فهو مثل الإِكْبِرِّ، يقال: هو إِكْبِرُّ قومه.
وجُرادُ: اسم رملة في البادية.
وجُراد وجَراد وجُرادَى: أَسماء مواضع؛ ومنه قول بعض العرب: تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة.
والجُراد والجُرادة: اسم رملة بأَعلى البادية.
والجارد وأُجارد، بالضم: موضعان أَيضاً، ومثله أُباتر.
والجُراد: موضع في ديار تميم. يقال: جَرَدُ القَصِيم والجارود والمجرد وجارود أَسماء رجال.
ودَرابُ جِرْد: موضع. فأَما قول سيبويه: فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب جِرْدين، وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة، فكما تجيء بعلم التثنية بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد، وإِنما هو تمثيل من سيبويه لا أَن دراب جردين معروف؛ وقول أَبي ذؤيب: تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ بِجَرْداءَ، مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها يعني صخرة ملساء؛ قال ابن بري يصف مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل.
والسبّ: الحبل.
والخيطة: الوتد.
والهاء في قوله عليها تعود على النحل.
وقوله: بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر.
والوكف: النطع شبهها به لملاستها، ولذلك قال: يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها؛ التهذيب: قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم: أَلا لها الوَيْلُ على مُبين، على مبين جَرَدِ القَصِيم قال ابن بري: البيت لحنظلة بن مصبح، وأَنشد صدره: يا رِيَّها اليومَ على مُبين مبين: اسم بئر، وفي الصحاح: اسم موضع ببلاد تميم.
والقَصِيم: نبت.
والأَجاردة من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ؛ وأَنشد في مثل ذلك: يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم، تحت الذُّنابى في مكانٍ سُخْن وقيل: القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدعناء.
ولبن أَجْرَدُ: لا رغوة له؛ قال الأَعشى: ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا، مِلءَ المراجِلِ، والصريحَ الأَجْرَدا

السفعاء (المعجم الوسيط) [0]


 الأثفية والحمامة المطوقة (ج) سفع 

ظمخ (لسان العرب) [0]


الظِّمْخُ: شجر السُّمَّاقِ. التهذيب: أَبو عمرو: الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخَةٌ شجرة على صورة الدُّلْب، يقطع منها خشب القصارين التي تُدفن، وهي العِرْنُ أَيضاً، الواحدة عِرْنَةٌ، والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً:خشبه الذي يدبغ به، والسَّفع طلعه.

السفع (المعجم الوسيط) [0]


 الثَّوْب أيا كَانَ (ج) سفوع 

عثلب (لسان العرب) [0]


عَثْلَبَ زَنْدَهُ: أَخَذَه من شجرة لا يَدرِي أَيُصْلِدُ أَم يُوري.
وعَثْلَبَ الـحَوْضَ وجِدارَ الـحَوْضِ ونحوَه: كسَرَه وهَدَمَه؛ قال النابغة: وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مَعَثْلَبُ(1) (1 قوله «ونؤي معثلب» ضبطه المجد كالذي بعده بكسر اللام وضبط في بعض نسخ الصحاح الخط كالتهذيب بفتحها ولا مانع منه حيث يقال عثلبت جدار الحوض إذا كسرته، وعثلبت زنداً أخذته لا أدري أَيوري أم لا بل هو الوجيه.) أَي مَهْدومٌ.
وأَمْرٌ مُعَثْلِبٌ إِذا لم يُحْكَم.
ورُمْح مُعَثْلِبٌ: مكسور.
وقيل: الـمُعَثْلِبُ المكسور من كل شيءٍ.
وعَثْلَبَ عَمَلَه: أَفْسَدَه.
وعَثْلَبَ طَعامَه: رَمَّدَه أَو طَحَنَه، فَجَشَّشَ طَحْنَه.
وعَثْلَبٌ: اسم ماء؛ قال الشَّمَّاخ: وصَدَّتْ صُدوداً عن شريعةِ عَثْلَبٍ، * ولابْنَيْ عِـياذٍ، في الصُّدُورِ، . . . أكمل المادة حَوامِزُ(2) (2 قوله «في الصدور حوامز» كذا بالأصل كالتهذيب والذي في التكملة: في الصدور حزائز.) وشَيْخ مُعَثْلِبٌ إِذا أَدْبَرَ كِبَراً

بوط (العباب الزاخر) [0]


ابنُ الأعْرابيّ: بَاطَ الّرجُلُ بَوْطاً: إذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنّى أوْ ذَلّ بعد عِزٍ. وقال اللَّيْث: البُوْطَةُ: التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع. وبُوَاطُ -بالضّمّ-: جِبالُ جُهَيْنَه من ناحِيِة ذي خُشُبِ، وبينَ بُوَاطَ والمَدينةِ -على ساكنِيِهاْ السَّلامُ- ثلاثَةُ بُرُدٍ أو أكْثَرُ. وغَزْوَةَ: من غَزَواتِ رسولِ الله-صلى الله عليى وسلم -يَعْتَرِضُ عِيرْ قُرَيْشٍ، قال حَسّان بن ثابتٍ -رضي الله عنه-:
اَمِنِ الدّارُ أقْفَرتْ بِـبـوُاطِ      غَيْرَ سُفْعٍ رَوَاكِدٍ كالغَطَاطِ

الغَطَاطُ: القَطَا. وبُوَيْطُ: قرْيةّ من قُرى مِصْرَ يُنْسَبُ إليها أبو يَعْقُوْبَ "11-ب" يوسُفُ بن يَحْيى البُوَيْطِيّ الفَقيه. بهط: البَهطّةُ: ضَرْبّ من الطّعَام؛ وهو أرُزَّ وماءَ، وهو مُعَربّ، وهو بالهْندِيّة: بَهَتا، ويُنْشَدُ:
تَفَقَّأتْ شَحْماّ كما الإوَزّ      من أكْلِها . . . أكمل المادة البَهَطّ بالأرُزَّ

وقال اللّيْثُ: البَهطّ سِنْدِيّةً؛ وهو الأرُزّ يُطْبَخُ باللّبِن والسّمْنِ خاصّةً، واسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ؛ تقول: بَهَطّةً طَيَبَة، قال:
من أكْلِها الأرُزّ بالبَهَط      هكذا أنْشَدَه اللّـيْثُ.

الحِضْنُ (القاموس المحيط) [0]


الحِضْنُ، بالكسر: ما دُونَ الإِبْطِ إلى الكَشْحِ، أو الصَّدْرُ والعَضُدانِ وما بَيْنَهما، وجانِبُ الشيءِ وناحِيَتُهُ
ج: أحْضانٌ، ووِجارُ الضَّبُعِ،
و~ من الجَبَلِ: ما أطافَ به، أو أصْلُهُ، ويُضَمُّ فيهما، وبالتَّحْريكِ: العاجُ، وجَبَلٌ بنَجْدٍ،
ومنه المَثَلُ: "أنْجَدَ من رَأى حَضَناً"، وقَبيلَةٌ من تَغْلِبَ.
والأَعْنُزُ الحَضَنِيَّةُ: شَديدَةُ السَّوادِ أو الحُمْرَةِ.
وحَضَنَ الصَّبِيَّ حَضْناً وحِضانَةً، بالكسر:
جَعَلَهُ في حِضْنِه، أو رَبَّاهُ،
كاحْتَضَنَهُ،
و~ الطائِرُ بَيْضَهُ حَضْناً وحِضاناً وحِضانَةً، بكسرهما، وحضُوناً: رَخَّمَ عليه للتَّفْريخِ، واسْمُ المَكانِ: كمَقْعَدٍ ومنْزِلٍ،
و~ مَعْروفَهُ من جيرانِهِ حَضْناً. كَفَّهُ، وصَرَفَهُ،
و~ فُلاناً عن كذا حَضْناً وحَضانَةً ؟؟بفَتحِهِما: نَحَّاهُ عنه، واسْتَبَدَّ به دونَهُ،
و~ عن حاجَتِه: حَبَسَه، ومَنَعَهُ،
. . . أكمل المادة كاحْتَضَنَهُ.
والحاضِنَةُ: الدَّايَةُ، والنَّخْلَةُ القَصيرَةُ العُذوقِ، أو التي خَرَجَتْ كبائِسُها، وفارَقَتْ كوافيرَها، وقَصُرَتْ عَراجِينُها.
والحَضونُ من الغَنَمِ والإِبِلِ والنِّساءِ: التي أحَدُ خِلْفَيْها وثَدْيَيْها أكبَرُ من الآخَرِ، وقد حَضُنَتْ، ككَرُمَ، حِضاناً، بالكسر، ومَن أحَدُ خُصْيَيْهِ أكْبَرُ من الآخَرِ، والفَرْجُ أحَدُ شَفْرَيْهِ أكْبَرُ من الآخَرِ.
وأحْضَنَهُ،
و~ به: أزْرَى،
و~ بِحَقِّي: ذَهَبَ به.
ويقالُ للأَسافِيِّ: سُفْعٌ حَواضِنُ، أي: جَوائِمُ.
وكمِكْنَسَةٍ: القَصْعَةُ الرَّوْحاءُ المَعْمولَةُ من الطِّيننِ للحَمامَةِ.
وأبو ساسانَ حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ، كزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ.
وأصْبَحَ بحُضْنَةِ سُوءٍ، بالضم: إذا أصابَتْهُ هَضيمَةٌ فلم يَنْتَصِرْ.

ذ - م - م (جمهرة اللغة) [0]


ذَمَمْتُ الشيء أذُمه ذماً. والذمّ: خلاف المدح. والمذمَة: مَفْعَلَة من ذلك. والمذمَة: مَفْعِلَة من الذِّمام، من قولهم: رَعَيْتُ ذِمامَ فلان وذِمَّتَه. والذِّمَّة: العهد. واستذمُّ إلى فلان، أي فعل ما يذمه عليه. وبئر ذمة: قليلة الماء. وفي الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مَرّ ببئر ذَمَّة. قال الشاعر: يزجّي نائلاً من سَيْب رَب ... له نُعْمَى وذَمَّته سِجالُ يريد أنّ قليله كثير. ورَجُل ذَمِيم: فَعِيل من الذّمّ، معدول عن مفعول. والذَّميم: بَثْر يظهر في الوجه من حَرّ الشمس أو سَفْع العَجَاج في الحرب. قال الشاعر: وترى الذَميمَ على مَراسنهم ... غِبَّ العَجَاج كمازِنِ الجَثْل المازن: بَيْض النمل. والجَثلَة: الكبيرة من النمل. وقالوا: . . . أكمل المادة الجَفْلَة أيضاً. والذميم أيضاً: ما انتضح من أخلاف النوق على أفخاذها من اللبن، وهو أيضاً ندىً يسقط من السماء على الشجر فيصيبه الترابُ فيصير كمثل قِطَع الطين. قال الشاعر: ترى لأخلافها مِن خَلْفِها نَسَلاً ... مثلَ الذَّميم على قُزْم اليعاميرِ اليعامير: ضرب من الشجر، الواحدة يَعمورة. وقزمه: صغاره. وأذَمَّت راحلةُ الرجل، إذا أعيَت فلم يكن بها حَراك. قال الشاعر: قوم أذَمَّتْ بهم رواحِلُهم ... فاستبدلوا مُخْلِقَ النعال بها النِّقال: ما أخلَقَ من النِّعال.

ج - و - ه (جمهرة اللغة) [0]


الجُؤوَة مثل الجُعْوَة مهموزة، وهي غُبْرَة تخلطها خُضْرَة فرس أجأى والأنثى جَأْواءُ. ومنه قيل: كتيبة جَأْواءُ لصدأ الحديد فيها. والجُؤْوَة في وزن جُعْوَة أيضاً: قطعة من الأرض غليظة فيها سواد. والجَهْوَة: موضع الدُّبُر من الإنسان وغيره، لغة يمانية. ويقال: قبَّح الله جَهوتُه. وزجر من زجر الإبل: جُوهْ جُوهْ، وقالوا جاهْ جاهْ. ويقال: جهجهت بالإبل، إذا قلت ذلك. ويومُ جُهْجُوه: يوم معروف لبني تميم. ووَجْه الإنسان وغيره: معروف. ووجه النهار: أوله. ووجه الكلام: السبيل التي تقصدها به. ووجوه القوم: سادتهم. وصرفت الشيءَ عن وجهه، أي عن سَنَنه. ورجل وجيه عند السلطان وموجَّه. وكِساء موجًّه: له وجهان. ويُجمع وجه على أَوْجُه ووُجوه وأُجوه. وبنو . . . أكمل المادة وَجيهةَ:َ بطن من العرب. وضَلَّ الرجلُ وِجْهَةَ أمره، إذا ضل قصدَه. قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤارَ وضلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ ... لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ وروي عن الأصمعي: هِدْيَةَ رَوقه وواجهتُ الرجلَ بكلام حسن أو قبيح، واستعمالهم هذه الكلمة في القبيح أكثر. وواجهتُك بالأمر مواجهةً ووِجاهاً. ودُورُ بني فلان تواجه دُورَ بني فلان، أي تُقابلها، وهي المواجَهة والوِجاه. والوَجيه: فرس من خيل العرب، قديم معروف. ورجل ذو وجهين، إذا لقيَ بخلاف ما في قلبه. وقال الأحنف في بعض كلامه: لا يكون ذو الوجهين عند الله وجيهاً. والوَهَج: وَهَجُ النار، وهو سَفْعها وأُوارها. ووَهَج الطِّيب: أَرَجه ورائحته. ووهِج يومنا وَهَجاً ووَهَجاناً. وسِراج وَهّاج: وقّاد، وكذلك نجم وهّاج، أي وقاد. والهَوَج: مصدر أهوجُ بَيِّنُ الهَوَج، وهو نقصان العقل. وضربة هَوجاءُ، إذا هجمت على الجوف. وريح هَوْجاءُ: متدارِكة الهبوب في وجه واحد. والهَجْوُ: مصدر هجا، يهجوه هَجْواً وهِجاء. وهَجُوَ يومُنا، إذا اشتدّ حرُّه. وهَجَوْتُ الكتابَ في معنى تهجَيتّه، لغة فصيحة.

ليط (العباب الزاخر) [0]


الكسائُّي: لاط الشَّيَّى بقلبي يليطُ ويلوطُ ليطاً ولوطاَ: أي لصق به. واللَّيطةُ: قشرةُ القصبة اللاَّزقة به، والجمع: لبطُ ولياطُ وألياطُ، وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال له رجل: بأي شيء أذكي إن لم أجد حديدي؟ قال: بليطةٍ فاليةٍ. الفالية: القاطعة الشاقَّةَّ. وكلُ شيءٍ كانت له صلابةٌ ومتانةٌ فالقطعةُ منه: لِيطةٌ، قال أوسُ بن حجرٍ:
فملكَ بالليِطِ الذي دونَ قـشـرهـا      كغرقيء بيضٍ كَنهُ القيضُ من علُ

وقال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ قوساً:
وصفراءُ البُراريةِ غيرُ خِلْطٍ      كوقفِ العاج عاتكةُ اللياطِ

وقال رؤبة:
فيهن وَسْـمٌ لازمُ الألـياطِ      سفعٌ وتخطيمٌ مع العِلاطِ

والليطُ -أيضاً-: اللونُ. واللياطُ: الربى، لأنه شيءٌ لِيط برأس المال. وكتبَ رسول اللّه . . . أكمل المادة -صلى اللّه عليه وسلم- كتاباً لِثقيفٍ حين أسلموا، فيه: إن لهم ذمة اللّه؛ وإن واديهم حرامٌ عضاهُهُ وصيدهُ وظلمٌ فيه؛ وإن ما كان لهم من دينٍ إلى أجلٍ فبلغَ اجله فأنه لِياطٌ مُبرأ من اللّه؛ وإن ما كان لهم من دينٍ في رهنٍ وراء عُكاظ فأنه يقضى على رأسه ويُلاطُ بِعُكاظَ ولا يؤخرُ. اللياطُ حقه أن يكون من الياء، ولو كان من الواوِ لقيل لِواطٌ كما قيل قِوامٌ وجوارٌ، يعني ما كانوا يُربون في الجاهليةِ؛ فأبطلهُ -صلى اللّه عليه وسلم-؛ ورد الأمر إلى رأس المال، كقوله تعالى: (فَلَكُم رؤوسُ أموالكمُ). والليطُ -أيضاً-: الجلدُ، والجمعُ: الألياطُ، ومنه حديث النبي -صلى اللّه عليه وسلم-: في التيعةِ شاةٌ ولا مُقورةٌ الألياطِ ولا صِناعكٌ، وكتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب ش ب ب. وقال جَساسُ بن قُطيبٍ:
وقلصٍ مُقورةِ الألياطِ     

وقال رؤبة:
فيهن وسمٌ لازمُ الألياطِ     

وقال أبو زيدٍ: ما يليطُ به النعيمُ: أي ما يليقُ. والولدُ أليطُ بالقلبِ وألوطُ: أي ألصقُ. واللياطُ: الكلسُ والجصُ. واللياطُ: السلحُ. وشيطانٌ ليطانٌ: إتباعٌ. ويُقال للأنسانِ اللينِ السيحةِ: إنه للينُ الليطِ.
وقال الليثُ": لاطهُ اللّه: أي لعنه، ومنه قولُ عدي بن زيدٍ العبادي يصفُ الحيةَ ودخولَ إبليس جوفها:
فلاطها اللّه إذ أغوت خليفـتـهُ      طُولَ الليالي ولم يجعلْ لها أجلا

أراد: أن الحيةَ لا تموتُ حتى تُقتلَ. والتلبيطُ: الالصاقُ، ومنه حديثُ عُمر -رضي اللّه عنه- أنه كان يُليطُ أولادَ الجاهليةِ بآبائهم؛ ويروى: بمن ادعاهُم في الأسلام، أي يلحقهم بهم، وأنشدَ الكسائي:
رأيتُ رِجالاً ليطوا ولدةً بهـم      وما بينهم قُربى ولاهم له ولدَ

والالتياطُ: مذكورٌ في تركيب ل و ط؛ لِكونهِ ذا وجهين.

أوس (العباب الزاخر) [0]


الأوْسُ: الإعطاءُ، قال أبو زيد: أُسْتُ القَوْمَ أوْساً: إذا أعطيتَهم، وكذلك إذا عوّضتهم من شيءٍ، قال أسماءُ بن خارجة الفزازيُّ:
فَلأَ حْشَأنَّكَ مِشْقَـصـاً      أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ

أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ 

والأَوسُ -وأوَيْسٌ مُصَغَّره-: الذئب، يعني عِوَضاً يا ذِئبُ من ناقتي الهَبَالَةِ. وقال أبو خِراش الهُدَلِي في رواية أبي عمرو؛ وعمرو ذو الكَلِبِ في رواية الأصمعيِّ؛ ورجُلٌ من هُذَيل غير مُسمى في رواية ابن الأعرابيِّ:
ما فعل اليوم أُوَيْسٌ في الغـنـم     


وقال أبو حِزام غالب بن الحارث العكلي:
اتِّئاباً من ابنِ سِـيدٍ أُوِيْسٍ      إذ تأرّى عَدُوْفَنا مُسْتَرِيْسا

وأوس: أبو قبيلة من اليمن، وهو أوس بن قَيلة أخو الخزرج، منهما . . . أكمل المادة الأنصار، وقَيلَة أُمُّهُما. والأوس: النُّهزَة. وأوس: زَجْرُ الغنم والبقر، يقولون: أوْسْ أوْسْ. وأُوَيس بن عامر المراديَّ ثم القَرَنيُّ.
وهو الذي قال فيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لعُمَرَ- رضي الله عنه-: يأتي عليكم أُوَيْسٌ بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قَرَنٍ، كان به بَرَصٌ فبَرَأ منه؛ إلاّ موضع درهمٍ، له والدة هو بها بَرٌ، لو أقسَمَ على الله لأبَرَّه، فإِن استطعت أن يغفِرَ لكَ فافعلْ. والآس: شَجَر معروف، الواحدة منها: آسة، وهو بأرض العرب كثير، ينبت في السهل والجبل، وخضرته دائمة أبداً، ويسمو حتى يكون شجراً عِظاما، وفي دوام خضرته يقول رُؤبَةُ:  
تراهُ منظوراً علـيه الأرغـاسْ      يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلاءُ والآسْ

وفي منابِتِه من الجبال يقول مالك بن خالد الخُناعيُّ، ويُروى لأبي ذؤيبٍ الهُذَليِّ، وهو لِمالِكٍ:
يامَيَّ لا يُعجِزُ الأيّامَ ذو حِيَدٍ      بِمُشْمَخِرٍ به الظَّيّانُ والآسُ

وللآسِ بَرَمَةٌ بيضاء طيبة الريح، وثمرة تَسْوَدُّ إذا أينعت وتَحْلو وفيها مع ذلك عَلْقَمَةٌ. والاس -أيضاً-: بقية الرماد في الموقد، قال النابغة الذبياني:
فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَـصَّـبٍ      وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ

وقال الأصمعي: الآسُ: آثار الديار وما يُعرف من علاماتها. والآسُ: بقية العسل في الخلية، وقيل هو العسل نفسه؛ وبه فسَّرَ بعضهم قَوْلَ مالك بن خالد الخُناعي الذي ذكرته آنفاً. والآس -أيضاً-: القَبْرُ. والآسُ: الصاحبُ. وقال الأزهريُّ: لا أعرف الآس بالمعاني الثلاثة من جهة تصح ورواية عن الثِّقات.
وقد احتجَّ الليث فيما قال بشعر لا يكون مثلُه حُجَّةً لأنه مصنوع:
وما اسْتَأسْتُ بعدها مـن آسِ      وَيْلي فانّي مُلْحـقٌ بـالآسِ

وَيْلي فانّي مُلْحـقٌ بـالآسِ

واسْتأسَهُ: أي استعاضَهُ. واسْتَأسَهُ: أي استصحبه. واسْتَأسَهُ: أي استعطاه، قال النابغة الجعديُّ رضي الله عنه:
ثلاثَةَ أهْلِيْنَ أفنَـيْتَـهُـمْ      وكان الإلهُ هو المُسْتَأسا


أي: اسْتَعاضَ، وقيل المُسْتَاسُ: المُسْتَعَانُ.

علط (العباب الزاخر) [0]


العلاطانِ: صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء: وقال حميدُ بن ثوءرٍ -رضي الله عنه-:
من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ      عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما


وعلاطاَ الحمامةِ: طوقهاُ "في صَفْحتيْ" "عنقهاِ " بسوادٍ. والعلاطُ -أيضاً- حبلُ في عنق البعيرَ.
فلا والله نادى الحيّ ضيْفي      هدُوءاً بالمساءةَ والعلاطِ

أي: لا يوْصَمُ بشرّ. وأصْلُ العلاطَ: وسْمّ في عنقِ البعير.
وقال ابن دريدٍ: العلطُ: ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ: العلاطُ، قال رؤية:
فيهنّ وسْم لازمُ الألـبـاطِ      سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ

ويقول الرّجلُ للرجلُ: لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ: أي لأسمنكَ وسمْاً يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ:
ولستْ بواذيء الأحْباءِ . . . أكمل المادة حوْباً      ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي

وقال الليثُ: علاطَ الإبرة: خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ: الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها. والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ -رضي الله عنه-: له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ.
وفي الإكمال لابن ماكوْلا: ثوْيرةَ -بالثاء المثلثة-، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ.
وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل: أبو محمد؛ وقيل: أبو عبد الله. قال تعالى: (فلما جنّ عليه الليلُ) وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أماناً، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول:
حتّى اؤوْبَ سالماً وركْبيْ     


فَسمعَ قائلاً يقول: (يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان)، فلماّ قدموا مكةّ -حرسها الله تعالى- أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا: صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال: والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي. ثمّ أسلمَ. وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطاً: وسمهَ. وعلَط بشرّ: إذا ذكرهَ بسوءٍ. وبعير علطَ وناقةَ عُلُط -بضمّتينَ-: أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ: بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ:
وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ      أمّ الفوارِس بالـدّيدْاءِ والـربـعةَ

وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ:
ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ      عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ

وقال ابن عباد: العِمْرِطُ والعُمْرُطُ -كَزِبرِجٍ وبرقُع-: الطويل من الرجال. والعُمَارِطِي: فَرج المرأة العظيم. ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط: يأخذ كل ما وجد.

حضن (لسان العرب) [0]


الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل: هو الصدر والعَضُدان وما بينهما، والجمع أَحْضانٌ؛ ومنه الاحْتِضانُ، وهو احتمالُك الشيءَ وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها.
وفي الحديث: أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً له في حِضْنه.
والحِضْنُ: الجَنْبُ، وهما حِضْنانِ.
وفي حديث أُسيدِ بن حُضَير: أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ حِضْنَيْك.
والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قال الأَعشى: عَرِيضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِيم الحَشا، شَخْتة المُحْتَـضَنْ البُوصُ: العَجُزُ.
وحِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قال الكميت: كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدَى الحَبْلِ، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها. قال ابن بري: حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه، ولَدى الحَبْل . . . أكمل المادة أَي عند الحَبْل الذي تصادُ به، ويروى: لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل، ويروى عالَ، بعين غير معجمة، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ روى غالَ، بالغين المعجمة، فمعناه أَكَلَ جراءَها.
وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً (* قوله «وحضانة» هو بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح).: جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه: شِقَّاها، والفلاة ناحيتاها؛ قال: أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما.
وحِضْنا الليل: جانباه (* قوله «وحضنا الليل جانباه» زاد في المحكم: والجمع حضون؛ قال: وأزمعت رحلة ماضي الهموم أطعن من ظلمات حضونا.
وحضن الجبل إلخ).
وحِضْنُ الجبل: ما يُطيف به، وحِضْنُه وحُضْنُه أَيضاً: أَصْلُه. الأَزهري: حِضْنا الجبل ناحيتاه.
وحضْنا الرجل: جَنْباه.
وحِضْنا الشيء: جانباه.
ونواحي كل شيء أَحْضانُه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ؛ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وفي حديث سَطِيح: كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ.
وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً وحِضاناً وحُضوناً: رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ؛ قال الجوهري: حَضَنَ الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه، وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ ولدها.
وحمامةٌ حاضِنٌ، بغير هاء، واسم المكان المِحْضَن (* قوله «واسم المكان المحضن» ضبط في الأصل والمحكم كمنبر، وقال في القاموس: واسم المكان كمقعد ومنزل).
والمِحْضَنةُ: المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من الطين.
والحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة.
والمَحاضنُ: المواضعُ التي تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن.
وحضَنَ الصبيَّ يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه.
والحاضِنُ والحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبيِّ يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه.
وفي حديث عروة بن الزبير: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ الطِّفْلَ إلى حِضْنِه، وبه سميت الحاضنةُ، وهي التي تُرَبِّي الطفلَ.
والحَضانة، بالفتح: فِعلُها.
ونخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحبيب القشيري: من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها عنها، وحاضِنة لها مِيقار.
وقال كراع: الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة. الليث: احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية.
وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في الخلافة: فقالوا لأَبي بكر، رضي الله عنه، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا. يقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ.
وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَي حَبَسْتُه عنها، واحتَضَنته عن كذا مثله، والاسم الحَضْنُ. قال ابن سيده: وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه خَزَلَه دونه ومنَعَه منه؛ ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني ساعدة للبَيْعة قال: فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد العزيز عن أَبي عُبيد، بفتح الياء، وهذا خلاف ما رواه الليث، لأَن الليث جعل هذا الكلام للأَنصار، وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر، وهو الصحيح وعليه الروايات التي دار الحديثُ عليها. الكسائي: حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد. قال الأَزهري: قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه، والصواب حضَنَني.
وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال: ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن ذلك، يعني امرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها، وقيل: معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها.
وفي الحديث: أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي، فقال: لا تَحْضُنْها وشاوِرْها.
وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها وصَرَفها؛ وقال اللحياني: حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه إلى غيرهم، وحكي: ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت.
وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه: أَزْرَى به.
وأَحْضَنْتُ الرجلَ: أَبْذَيتُ به.
والحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ الأُخرى جدّاً، فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بالكسر.
والحَضُون من الإبلِ والغنم والنساء: الشَّطُورُ، وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها أَكبرُ من الآخر، وقد حَضُنَت حِضاناً.
والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى: التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبي عبيد، استعمل الطُّبْيَ مكان الخِلْف.
والحِضانُ: أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ أَعظَمَ من الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك.
والحَضون من الفروجِ: الذي أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر.
وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي قَسْراً.
والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ: ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة. قال الليث: كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن، وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛ ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ: لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إليَّ من أَن أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ.
والحَضَنُ: العاجُ، في بعض اللغات. الأَزهري: الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وينشد في ذلك: تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً، وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ.
ويقال للأَثافيِّ: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم؛ وقال النابغة: وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ.
وحَضَنٌ: اسمُ جبل في أَعالي نجد.
وفي المثل السائر: أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد دَخل في ناحية نجدٍ.
وحَضَنٌ: قبيلةٌ؛ أَنشد سيبويه: فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ، وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا (* قوله «فما جمعت» في المحكم: بما جمعت.
وقوله: والجيادا، لعله نُصب على جعله إياه مفعولاً معه).
وحَضَنٌ: اسم رجل؛ قال: يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون قال ابن بري: وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن شَيبان بن ذُهْلٍ؛ وقال أَبو اليقظان: هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ، وكان شاعراً؛ وهو القائل لابنه غَيّاظ: وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي يَرَى منكَ من غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ.
وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ، رضوان الله تعالى عليه، يوم صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ وفيه يقول: لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها، إذ قِيلَ: قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما؟ ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما.

نأي (لسان العرب) [0]


النَّأْيُ: البُعدُ. نَأَى يَنْأَى: بَعُدَ، بوزن نَعى يَنْعَى.
ونَأَوْتُ: بَعُدْت، لغة في نأَيْتُ.
والنَّأْي: المُفارقة؛ وقول الحطيئة:وهِنْدٌ أَتى من دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ إِنما أَراد المُفارقةَ، ولو أَراد البُعْدَ لما جَمع بينهما. نَأَى عنه، وناء ونآه يَنْأَى نَأْياً وانْتَأَى، وأَنْأَيْتُه أَنا فانْتَأَى: أَبْعَدْتُه فبَعُد. الجوهري: أَنأَيْته ونَأَيْتُ عنه نأْياً بمعنى أَي بَعُدْت.
وتَناءَوا: تباعَدُوا.
والمُنْتَأَى: الموضع البعيد؛ قال النابغة:فإِنَّك كاللَّيْل الذي هُوَ مُدْرِكِي، وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عنك واسِعُ الكسائي: ناءَيْتُ عنك الشرَّ على فاعَلْت أَي دافعت؛ وأَنشد: وأَطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وقد عَلَتْ، وناءَيْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا ويقال للرجل إِذا تكبر وأعْرِض بوجهه: نَأَى بجانبه، ومعناه أَنه نأَى جانِبَه من وَراء أَي نَحّاه. . . . أكمل المادة قال الله تعالى: وإِذا أَنْعَمْنا على الإِنسان أَعْرَضَ ونأَى بجانبه؛ أَي أَنْأَى جانِبَه عن خالِقه مُتَغانياً مُعْرضاً عن عبادته ودعائه، وقيل: نأَى بجانبه أَي تباعَدَ عن القبول. قال ابن بري: وقرأَ ابن عامر ناءَ بجانِبه، على القلب؛ وأَنشد: أَقولُ، وقد ناءتْ بها غُرْبَةُ النَّوَى: نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِيارُكِ قال المنذري: أَنشدني المبرد: أَعاذِل، إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرةٍ بَعِيداً، نآني زائِرِي وقَريبي قال المبرد: قوله نآني فيه وجهان: أَحدهما أَنه بمعنى أَبعدني كقولك زِدْته فزاد ونقصته فنقص، والوجه الآخر في نآني أَنه بمعنى نَأَى عني،قال أَبو منصور: وهذا القول هو المعروف الصحيح.
وقد قال الليث: نأَيتُ الدمعَ عن خَدِّي بِإِصْبَعي نَأْياً؛ وأَنشد: إِذا ما التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا شآبِيبُ، يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِع قال: والانْتِياء بوزن الابْتِغاء افتعال من النَّأْي.
والعرب تقول: نأَى فلان عني يَنأَى إِذا بَعُد، وناء عني بوزن باع، على القلب، ومثله رآني فلان بوزن رَعاني، وراءني بوزن راعَني، ومنهم من يُميل أَوَّله فيقول نأَى ورَأَى.
والنُّؤْي والنِّئْي والنَّأْيُ والنُّؤَى، بفتح الهمزة على مثال النُّفَى؛ الأَخيرة عن ثعلب: الحَفِير حول الخِباء أَو الخَيْمة يَدْفَع عنها السيلَ يميناً وشمالاً ويُبْعِدُه؛ قال: ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رَمادٍ، وأَشْذابُ الخِيامِ وقَد بَلِينا وقال: عَليها مَوْقِدٌ ونُؤَى رَمادٍ والجمع أَنْآء، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناء، على القلب،مثل أَبْآرٍ وآبارٍ، ونُؤُيٌّ على فُعُول ونِئِيٌّ تتبع الكسرة. التهذيب: النُّؤْي الحاجز حول الخيمة،وفي الصحاح: النُّؤْي حُفرة حول الخِباء لئلا يدخله ماء المطر.
وأَنْأَيْتُ الخِباء: عملت له نُؤْياً.
ونَأَيْتُ النُّؤْيَ أَنْآه وأَنْأَيْتُه: عملته.
وانْتأَى نُؤْياً: اتخذه، تقول منه: نأَيْتُ نُؤْياً؛ وأَنشد الخليل: شَآبيبُ يُنأَى سيلُها بالأَصابع قال: وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً، والمُنْتَأَى مثله؛ قال ذو الرمة: ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ مَيّاً، وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ وتقول إِذا أَمرت منه: نَ نُؤْيَك أَي أَصْلِحْه، فإِذا وقفت عليه قلت نَهْ، مثل رَ زيداً، فإِذا وقَفت عليه قلت رَهْ؛ قال ابن بري: هذا إِنما يصح إِذا قدَّرت فعلَه نأَيتُه أَنْآه فيكون المستقبل يَنْأَى، ثم تخفف الهمزة على حدِّ يَرى، فتقول نَ نُؤْيَك، كما تقول رَ زيداً، ويقال انْأَ نُؤيك، كقولك انْعَ نُعْيَك إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حولَ خِبائه نُؤياً مُطيفاً به كالطَّوْف يَصْرِفُ عنه ماء المطر.
والنُّهَيْر الذي دون النُّؤْي: هو الأَتيُّ، ومن ترك الهمز فيه قال نَ نُؤْيَك، وللاثنين نَيا نُؤْيكما، وللجماعة نَوْا نُؤْيَكم، ويجمع نُؤْي الخِباء نُؤًى، على فُعَلٍ.
وقد تَنَأْيْتُ نؤياً، والمُنْتَأَى: موضعه؛ قال الطرماح: مُنْتَأًى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ ومن قال النُّؤي الأَتِيُّ الذي هو دون الحاجز فقد غلط؛ قال النابغة: ونُؤْيٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإِنما يَنْثَلِمُ الحاجزُ لا الأَتِيُّ؛ وكذلك قوْله: وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلَبُ: المَهْدُوم، ولا يَنْهَدِم إِلا ما كان شاخصاً.
والمَنْأَى: لغة في نؤي الدار، وكذلك النِّئْيُ مثل نِعْيٍ، ويجمع النُّؤْي نُؤْياناً بوزن نُعْياناً وأَنْآء.

خصص (لسان العرب) [0]


خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً، والفتح أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غيره.
ويقال: اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ له إِذا انفرد، وخَصّ غيرَه واخْتصّه بِبِرِّهِ.
ويقال: فلان مُخِصٌّ بفلان أَي خاصّ به وله به خِصِّيّة؛ فأَما قول أَبي زبيد: إِنّ امرأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه، على التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور فإِنه أَراد خَصَّني بمودّته فحذف الحرف وأَوصَل الفعلَ، وقد يجوز أَن يريد خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فيكون كقوله: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه قال ابن سيده: وإِنما وجّهْناه على هذين الوجهين لأَنا لم نسمع في الكلام خَصَصْته متعدية إِلى مفعولين، والاسم الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة والخِصِّيّة والخاصّة والخِصِّيصَى، وهي تُمَدُّ وتُقْصر؛ عن . . . أكمل المادة كراع، ولا نظير لها إِلا المِكِّيثَى.
ويقال: خاصٌّ بيّن الخُصُوصِيّة، وفعلت ذلك بك خِصِّيّةً وخاصّة وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة.
والخاصّةُ: خلافُ العامّة.
والخاصّة: مَنْ تخُصّه لنفسك. التهذيب: والخاصّة الذي اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور: خُوَيْصّة.
وفي الحديث: بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وكذا وكذا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يعني حادثةَ الموتِ التي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وهي تصغير خاصّة وصُغِّرَت لاحتقارها في جَنْب ما بعدها من البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا المَوت واجتهدُوا في العمل، ومعنى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ في الأَعمال الصالحة والاهتمامُ بها قبل وقوعها، وفي تأْنيث الست إِشارةٌ إِلى أَنها مصائب.
وفي حديث أُم سليم: وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الذي يختصّ بخِدْمتِك وصغّرته لصِغَره يومئذ.
وسمع ثعلب يقول: إِذا ذُكر الصالحون فبِخاصّةٍ أَبو بكر، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ.
والخُصَّانُ والخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ ومنه قولهم: إِنما يفعل هذا خُصّان الناس أَي خواصُّ منهم؛ وأَنشد ابن بري لأَبي قِلابة الهذلي: والقوم أَعْلَمُ هل أَرْمِي وراءَهُم، إِذ لا يُقاتِل منهم غيرُ خُصّانِ والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ.
وخَصَّه بكذا: أَعْطاه شيئاً كثيراً؛ عن ابن الأَعرابي.
والخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ في قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ الوَجْه: وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا، رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا شبّه القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بالغمام، وبعضهم يجعل الخَصَاصَ للواسع والضيّق حتى قالوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ.
وخَصَاصُ المُنْخُل والباب والبُرْقُع وغيرِه: خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛ وكذلك كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يكون في السحاب، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ ومنه قول الشاعر: مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل وربما سمي الغيمُ نفسُه خَصاصةً.
ويقال للقمر: بَدَا من خَصاصَةِ الغيم.
والخَصَاصُ: الفُرَجُ بين الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابن بري للأَشعري الجُعْفِيِّ: إِلاَّ رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ، سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلى والخَصَاصُ أَيضاً: الفُرَج التي بين قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابي.
والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ: الفقرُ وسوءُ الحال والخَلّة والحاجة؛ وأَنشد ابن بري للكميت: إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص، ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل وفي حديث فضالة: كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من الخَصَاصة أَي الجوع، وأَصلُها الفقر والحاجة إِلى الشيء.
وفي التنزيل العزيز: ويُؤْثِرُون على أَنْفُسِهم ولو كان بهم خَصَاصةٌ؛ وأَصل ذلك في الفُرْجة أَو الخَلّة لأَن الشيء إِذا انْفرج وَهَى واخْتَلّ.
وذَوُو الخَصَاصة: ذَوُو الخَلّة والفقر.
والخَصَاصةُ: الخَلَل والثَّقْبُ الصغير.
وصدَرَت الإِبل وبها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، وصدَرت بعطشها، وكذلك الرجل إِذا لم يَشْبَع من الطعام، وكلُّ ذلك من معنى الخَصَاصة التي هي الفُرْجة والخَلَّة.
والخُصَاصةُ من الكَرْم: الغُصْن إِذا لم يَرْوَ وخرج منه الحبّ متفرقاً ضعيفاً.
والخُصَاصةُ: ما يبقى في الكرم بعد قِطافه العُنَيْقِيدُ الصغيرُ ههنا وآخر ههنا، والجمع الخُصَاصُ، وهو النَّبْذ القليل؛ قال أَبو منصور: ويقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وقال أَبو حنيفة: هي الخَصَاصة، والجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح.
وشهرٌ خِصٌ أَي ناقص.
والخُصُّ: بَيْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، وقيل: الخُصّ البيت الذي يُسَقَّفُ عليه بخشبة على هيئة الأَزَجِ، والجمع أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وقيل في جمعه خُصُوص، سمي بذلك لأَنه يُرَى ما فيه من خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وفي التهذيب: سمي خُصّاً لما فيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفارِيجُ الضيّقة.
وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى باب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَلْقَمَ عَينَه خَصَاصةَ الباب أَي فُرجَتَه.
وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ ومنه قول امرئ القيس: كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ من الخُصِّ، حتى أَنزَلوها على يُسْرِ الجوهري: والخُصُّ البيت من القصب؛ قال الفزاريّ: الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا خَيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ وفي الحديث: أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو وهو يُصْلِح خُصّاً له.

أول (مقاييس اللغة) [0]



الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر وانتهاؤه. أما الأوَّل فالأوّل، وهو مبتدأُ الشيء، والمؤنَّثة الأولى، مثل أفعل وفُعْلى، وجمع الأُولى أولَيات مثل الأخْرى. فأمَّا الأوائل فمنهم من يقول: تأسيس بناء "أوّل" من همزة وواو ولام، وهو القولُ.
ومنهم مَن يقول: تأسيسُه من وَاوَينِ بعدهما لام.
وقد قالت العربُ للمؤنَّثة أَوَّلَةٌ.
وجمعوها أَوَّلاَت وأنشد في صفة جَمَلٍ:
آدَم معروف بأَوَّلاتِهِ      خالُ أبِيهِ لِبَنِي بَنَاتِهِ

أي خُيَلاءُ أبيه ظاهرٌ في أولاده. أبو زَيد: ناقَةٌ أوَّلةٌ وجمل أوّل، إذا تقدَّما الإبل.
والقياس في جمعه أواوِل، إلاّ أنَّ كلَّ واوٍ وقَعتْ طرفاً أو قريبةً منه بعد ألفٍ ساكنة قُلِبَتْ همزة. الخليل: رأيتهُ عاماً أوَّلَ يا فتى، لأنّ . . . أكمل المادة أوّلَ على بناء أفْعل، ومن نوّن حَمَله على النكرة. قال أبو النَّجْم:ابنُ الأعرابيّ: خُذْ هذا أوّلَ ذاتِ يَدَينِ، وأوَّلَ ذِي أوّل، وأوّلَ أوّل، أي قَبْلَ كلِّ شيء.
ويقولون: "أما أوَّل ذاتِ يَدَيْن فإنِّي أحمَدُ الله".
والصّلاة الأولىسمِّيت بذلك لأنّها أوّل ما صُلِّي. قال أبو زيد: كان الجاهليَّة يسمُّون يومَ الأحد الأوّل.
وأنشدوا فيه:
أؤَمّل أن أعِيشَ وأنَّ يَوْمِي      بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أو جُبَارِ

والأصل الثّاني قال الخليل: الأَيِّل الذكر من الوُعول، والجمع أيائِل.
وإنّما سمّي أَيِّلاً لأنّه يَؤُول إلى الجبل يتحصَّن. قال أبو النجم:
كأنّ في أذنابِهِنّ الشُّوَّلِ      مِنْ عَبَسِ الصّيفِ قُرُونَ الأَيِّلِ

شبّه ما التزَقَ بأذنابهنّ من أبعارِهنّ فيَبِس، بقرون الأوعال.
وقولهم آل اللّبنُ أي خَثُر من هذا الباب، وذلك لأنه لا يخثر [إلاّ] آخِر أمْرِه. قال الخليل أو غيرُه: الإيال على فِعالٍ: وعاءٌ يُجمع فيه الشَّرابُ أيّاماً حتّى يَجُود. قال:
يفُضّ الخِتامَ وقد أَزْمَنَتْ      وأَحْدَثَ بعدَ إيالٍ إيالاَ

وآلَ يَؤُول أَي رجع. قال يعقوب: يقال "أَوَّلَ الحُكْمَ إلى أَهْلِه" أي أرجَعه ورَدّه إليهم. قال الأعشى:قال الخليل: آلَ اللّبنُ يَؤُولُ أَوْلاً وأُوُولاً: خَثُرَ.
وكذلك النبات. قال أبو حاتم: آلَ اللّبَنُ على الإصبع، وذلك أَن يَرُوب فإذا جعلت فيه الإصبعَ قيل آلَ عليها.
وآلَ القَطِران، إذا خَثُرَ.
وآلَ جِسمُ الرّجل إذا نَحُفَ.
وهو من الباب، لأنّه يَحُورُ ويَحْرِي، أي يرجعُ إلى تلك الحال.
والإيالة السِّياسةُ من هذا الباب، لأن مرجعَ الرّعيةِ إلى راعيها. قال الأصمعي: آلَ الرَّجلُ رعِيّتَه يَؤُولُها إذا أَحْسَنَ سياستَها. قال الراجز:وتقول العرب في أمثالها: "أُلْنَا وإيلَ عَلَيْنا" أَي سُسْنا وساسَنا غيرُنا.
وقالوا في قول لبيد:هو تفتعل من ألْتُهُ أَي أَصلحته.
ورجل آيل مالٍ، مثال خائل مال، أي سائسه. قال الأصمعيّ: يقال رددته إلى آيلَتهِ أَي طبَعْه وسُوسه.
وآلُ الرَّجُلِ أَهلُ بيتِه من هذا أَيضاً* لأنه إليه مآلُهم وإليهم مآلُه.
وهذا معنَى قولهم يالَ فلان.
وقال طرَفة:
تحسَِبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً      يالَ قَوْمِي للشَّبابِ المُسْبَكِرّ

والدليل على أنّ ذلك من الأوّل وهو مخَفَّفٌ منه، قول شاعر:
قد كان حقُّكَ أنْ تَقولَ لبارقٍ      يا آل يارِقَ فيم سُبَّ جريرُ

وآلُ الرّجلِ شخصهُ من هذا أيضاً.
وكذلك آلُ كلِّ شيء.
وذلك أنَّهم يعبِّرون عنه بآلِه، وهم عشيرته، يقولون آل أبي بكر، وهم يريدون أبا بكر.
وفي هذا غموض قليل. قال الخليل: آلُ الجَبَلِ أطرافُه ونَواحِيه. قال:
كأَنّ رَعْن الآلِ منه في الآلْ      إذَا بدا دُهَانِجٌ ذو أَعْدَالْ

وآل البعير: ألواحه وما أشْرَفَ من أقطارِ جسمه. قال:
مِن اللّواتي إذا لانَتْ عريكتُها      يبقى لها بعدها آلٌ ومَجْلودُ

وقال آخر:وآلُ الخَيْمة: العَُمَُد. قال:
فلم يَبْقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٌ      وسُفْعٌ على آس ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ

والآلة: الحالة. قال :
سأَحْمِلُ نفسي على آلةٍ      فإمَّا عليها وإمَّا لها

ومن هذا الباب تأويل الكلام، وهو عاقبتُهُ وما يؤُولُ إليه، وذلك قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ تَأْوِيلَهُ [الأعراف 53]. يقول: ما يَؤُول إليه في وقت بعثهم ونشورهم.
وقال الأعشى:
على أنَّها كانَتْ تأَوّلُ حُبّها      تأَوُّلُ رِبِعِيِّ السِّقابِ فأصحبا

يريد مرجعَه وعاقبتَه.
وذلك مِنْ آل يَؤُولُ.

أوس (لسان العرب) [0]


الأَوْسُ: العطيَّةُ (* قوله «الأوس العطية إلخ» عبارة القاموس الأوس الاعطاء والتعويض.). أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطيتهم، وكذلك إِذا عوَّضتهم من شيء.
والأَوْس: العِوَضُ. أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً: عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً؛ وقال الجَعْدِيُّ: لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَيْتُهم، وأَفْنَيْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا ثلاثةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهم، وكان الإِلهُ هو المُسْتَآسَا أَي المُسْتَعاضَ.
وفي حديث قَيْلَةَ: ربِّ أُسْني لما أَمْضَيْت أَي عَوّضْني.
والأَوْسُ: العِوَضُ والعطية، ويروى: رب أَثِبْني، من الثواب.
واسْتَآسَني فأُسْتُه: طلب إِليَّ العِوَضَ.
واسْتَآسَهُ أَي اسْتَعَاضَه.
والإِياسُ: العِوَضُ.
وإِياسٌ: اسم رجل، منه.
وأَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قال المؤَرِّجُ: ما يُواسِيهِ ما يصيبه بخير، من قول العرب: أُسْ فلاناً بخير أَي أَصبه، وقيل: ما يُواسِيه من مودّته ولا قرابته . . . أكمل المادة شيئاً، مأْخوذ من الأَوْس وهو العِوَضُ. قال: وكان في الأَصل ما يُواوِسُه فقدَّموا السين، وهي لام الفعل، وأَخَّروا الواو، وهي عين الفعل، فصار يُواسِوُه، فصارت الواو ياء لتحريكها ولانكسار ما قبلها، وهذا من المقلوب، ويجوز أَن يكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ، وهو مذكور في موضعه.والأَوْسُ: الذئب، وبه سمي الرجل. ابن سيده: وأَوْسٌ الذئبي معرفة؛ قال: لما لَقِينا بالفَلاةِ أَوْسا، لم أَدْعُ إِلا أَسْهُماً وقَوْسا، وما عَدِمْتُ جُرْأَةً وكَيْسا، ولو دَعَوْتُ عامراً وعبْسا، أَصَبْتُ فيهمْ نَجْدَةً وأُنْسا أَبو عبيد: يقال للذئب: هذا أَوسٌ عادياً؛ وأَنشد: كما خامَرَتْ في حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدى الحَبْل، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها يعني أَكلَ جِراءَها.
وأُوَيْسٌ: اسم الذئب، جاءَ مُصَّغَّراً مثل الكُمَيْت واللُّجَيْن؛ قال الهذلي: يا ليتَ شِعْري عنكَ، والأَمْرُ أَمَمْ، ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟ قال ابن سيده: وأُويس حقروه مُتَفَئِّلِين أَنهم يقدرون عليه؛ وقول أَسماء بن خارجة: في كلِّ يومٍ من ذُؤَالَهْ ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَهْ الهبالة: اسم ناقته.
وأُويس: تصغير أَوس، وهو الذئب.
وأَوساً: هو موضع الشاهد خاطب بهذا الذئب، وقيل: افترس له شاة فقال: لأَضعنَّ في حَشاك مَشْقَصاً عوضاً يا أُويس من غنيمتك التي غنمتها من غنمي.
وقال ابن سيده: أَوساً أَي عوضاً، قال: ولا يجوز أَن يعني الذئب وهو يخاطبه لأَن المضمر المخاطب لا يجوز أَن يبدل منه شيء، لأَنه لا يلبس مع أَنه لو كان بدلاً لم يكن من متعلق، وإِنما ينتصب أَوساً على المصدر بفعل دل عليه أَو بلأَحشأَنك كأَنه قال أَوساً. (* قوله «كأنه قال أوساً» كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأحشأنك أوساً.).
وأَما قوله أُويس فنداء، أَراد يا أُويس يخاطب الذئب، وهو اسم له مصغراً كما أَنه اسم له مكبراً، فأَما ما يتعلق به من الهبالة فإِن شئت علقته بنفس أَوساً، ولم تعتدّ بالنداء فاصلاً لكثرته في الكلام وكونه معترضاً به للتأْكيد، كقوله: يا عُمَرَ الخَيْرِ، رُزِقْتَ الجَنَّهْ أُكْسُ بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ، أَو، يا أَبا حَفْصٍ، لأَمْضِيَنَّهْ فاعترض بالنداء بين أَو والفعل، وإِن شئت علقته بمحذوف يدل عليه أَوساً، فكأَنه قال: أَؤوسك من الهبالة أَي أُعطيك من الهبالة، وإِن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفاً لأَوساً فعلقته بمحذوف وضمنته ضمير الموصوف.
وأَوْسٌ: قبيلة من اليمن، واشتقاقه من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً، والاسم: الإِياسُ، وهو من العوض، وهو أَوْسُ بن قَيْلَة أَخو الخَزْرَج، منهما الأَنصار، وقَيْلَة أُمهما. ابن سيده: والأَوْسُ من أَنصار النبي، صّلى اللَّه عليه وسلم، كان يقال لأَِبيهم الأَوْسُ، فكأَنك إِذا قلت الأَوس وأَنت تعني تلك القبيلة إِنما تريد الأَوْسِيِّين.
وأَوْسُ اللات: رجل منهم أَعقب فله عِدادٌ يقال لهم أَوْس اللَّه، محوّل عن اللات. قال ثعلب: إِنما قَلَّ عدد الأَوس في بدر وأُحُدِ وكَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فيهما لتخلف أَوس اللَّه عن الإِسلام. قال: وحدث سليمان بن سالم الأَنصاري، قال: تخلف عن الإِسلام أَوْس اللَّه فجاءت الخزرج إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه ائذن لنا في أَصحابنا هؤلاء الذين تخلفوا عن الإِسلام، فقالت الأَوْس لأَوْسِ اللَّه: إِن الخَزْرَج تريد أَن تأْثِرَ منكم يوم بُغاث، وقد استأْذنوا فيكم رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فأَسْلِمُوا قبل أَن يأْذن لهم فيكم؛ فأَسْلَموا، وهم أُمَيَّة وخَطْمَةُ ووائل. أَما تسميتهم الرجل أَوْساً فإِنه يحتمل أَمرين: أَحدهما أَن يكون مصدر أُسْتُه أَي أَعطيته كما سموه عطاء وعطية، والآخر أَن يكون سمي به كما سَمَّوْهُ ذئباً وكَنَّوْه بأَبي ذؤَيب.والآسُ: العَسَلُ، وقيل: هو منه كالكَعْب من السَّمْن، وقيل: الآس أَثَرُ البعر ونحوه. أَبو عمرو: الآس أَن تَمُرَّ النحلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ من العسل على الحجارة فيستدل بذلك عليها.
والآس: البَلَحُ.
والآسُ: ضرب من الرياحين. قال ابن دريد: الآسُ هذا المشمومُ أَحسبه دخيلاً غير أَن العرب قد تكلمت به وجاءَ في الشعر الفصيح؛ قال الهذلي: بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ قال أَبو حنيفة: الآس بأَرض العرب كثير ينبت في السهل والجبل وخضرته دائمة أَبداً ويَسْمو حتى يكون شجراً عظاماً، واحدته آسَةٌ؛ قال: وفي دوام خضرته يقول رؤبة: يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلى والآسُ التهذيب: الليث: الآس شجرة ورقها عَطِرٌ.
والآسُ: القَبْرُ.
والآسُ: الصاحب.
والآس: العسل. قال الأَزهري: لا أَعرف الآس بالوجوه الثلاثة من جهة نصح أَو رواية عن ثقة؛ وقد احتج الليث لها بشعر أَحسبه مصنوعاً: بانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤادُ آسِي، أَشْكو كُلُوماً، ما لَهُنَّ آسِي من أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ، رِيقَتُها كمثل طَعْمِ الآسِ يعني العسل.
وما اسْتَأَسْتُ بعدَها من آسِي، وَيْلي، فإِني لاحِقٌ بالآسِ يعني القبر. التهذيب: والآسُ بقية الرماد بين الأَثافي في المَوْقِدِ؛ قال: فلم يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، وسُفْعٌ على آسٍ، ونُؤْيٌ مُعَتْلَبُ وقال الأَصمعي: الآسُ آثارُ النار وما يعرف من علاماتها.وأَوْسْ: زجر العرب للمَعَزِ والبقر، تقول: أَوْسْ أَوْسْ.

خيم (لسان العرب) [0]


الخَيْمَةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر؛ قال الشاعر: أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ (* قوله «أو مرخة خيمت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي: أو مرخة خيمت في أصلها البقر).
وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ، وقيل: الخَيْمُ أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال النابغة: فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ الآسُ: الرماد.
ومُعَثْلِبٌ: مهدوم.
والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى . . . أكمل المادة عَجُزُهُ أَيضاً: وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَيْمُ ما يبنى من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.
وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة.
والخَيْمَةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت خَيْمَةً لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخيمة لا تكون إلا من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر، فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة، فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة قولُ مُزاحِمٍ: مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا فَبانُوا، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ قال: ومثله قول زهير: أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ، فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ قال: وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ: هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ؟ وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان: ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَيْمَةُ: معروفة؛ ومنه: خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله وظِلِّ عَرْشِه.
وفي الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِيمُ وخَيِّمُ وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ، وقد تقدما.
والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى: أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي.
وتَخَيَّم مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَهُ.
وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة.
وخَيَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى: فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً، وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا والعرب تقول: خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ فيها؛ وقال زهير: وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.
وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَيَّمَه: غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد: مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية.
ويقال: خِيم السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ: الأَصل؛ وأَنشد: ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه، يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه.
وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد: رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا والخَائِمُ: الجَبان.
وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه: جَبُن عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر: لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ، ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ، وذلك أن الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.
والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه.
والخامُ: الدِّبْسُ الذي لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله.
والخِيمُ: الحَمْضُ. ابن بري: وخِيماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير: أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ وخِيمٌ: موضع معروف.
والمَخِيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب: ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا بطنَ المَخِيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا قال ابن جني: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.
وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وزعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.
وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب: رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛ يقال: إنه ليُخِيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب أَيضاً: رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها

بطن (لسان العرب) [0]


البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان: معروفٌ خلاف الظَّهْر، مذكَّر، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري: شاهدُ التذكير فيه قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار: يَطْوي، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، بَطْناً، من الزادِ الخبيثِ، خَميصا وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه سيبويه من قولِ العرب: ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهرُ.
وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب: وهي ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ البَطْنِ بُطَيْنٌ.
والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، وهي الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً. بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ وهو بَطينٌ، وذلك . . . أكمل المادة إذا عَظُمَ بطْنُه.
ويقال: ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ، وهي الكِظَّة، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً.
ويقال: ليس للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ.
ومن أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر: يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطـ ـنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما ويقال: مات فلانٌ بالبَطَنِ. الجوهري: وبُطِنَ الرجلُ، على ما لم يسمَّ فاعله، اشْتَكَى بَطْنَه.
وبَطِن، بالكسر، يَبْطَن بَطَناً: عَظُم بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ: ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ، ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ والغَدَنُ: الإسْتِرخاءُ والفَتْرة.
وفي الحديث: المَبْطونُ شهيدٌ أَي الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه؛ ومنه الحديث: أَنَّ امرأَةً ماتت في بَطَن، وقيل: أَراد به ههنا النِّفاسَ، قال: وهو أَظهر لأَن البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء.
وقوله في الحديث: تَغْدُو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ.
وفي حديث موسى وشعيبٍ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام، وعَوْد غَنَمِه: حُفَّلاً بِطاناً؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى؛ المِبْطان: الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ.
وفي صفة علي، عليه السلام: البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ.
ورجلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له إلاَّ بَطْنُه، وقيل: هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل، وقيل: هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، وقالوا: كِيسٌ بَطينٌ أَي مَلآنُ، على المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص: فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ، وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ ورجل مِبْطانٌ: كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه، وبَطينٌ: عظيمُ البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قال: وهذا على السَّلْب كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة: رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات، جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا ومن أَمثالهم: الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد: وذلك أَنه لا يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ وأَنشد: ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه، ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ وفي صفة عيسى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: فإذا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، ويقال للذي لا يَزالُ ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة: فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها: إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها، بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من اللَّبَن.
والبَطينُ: الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه.
والمَبْطُونُ: العَليل البَطْنِ.
والمِبْطانُ: الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ.
والبَطَنُ: داءُ البَطْن.
ويقال: بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً.
ورجل مَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه.
وفي حديث عطاء: بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي أَثَّرَت في باطنك. يقال: بَطَنَه الداءُ يبطُنه.
وفي الحديث: رجل ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج.
وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه.
وضرَب فلانٌ البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر: إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فزاد لاماً، وقيل: بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له، قال ابن بري: وإنما أَسكن النون للإدغام في اللام؛ يقول: إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ به الضربُ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره.
وأَلقَى الرجلُ ذا بَطْنه: كناية عن الرَّجيع.
وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها: يعني مَزْقَها إذا باضت.
ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُر ولدُها.
وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت.
وفي حديث القاسم بن أَبي بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة: الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار؛ قال بعضهم: البَطِنة هي الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال شمر: والانتِضاحُ (* قوله «والانتضاح» هكذا بدون ذكره في الحديث). الاسْتِنجاءُ بالماء.
والبَطْنُ: دون القبيلة، وقيل: هو دون الفَخِذِ وفوق العِمارة، مُذَكَّر، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ.
وفي حديث علي، عليه السلام: كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال: البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ، أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم منها؛ فأَما قوله: وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ، وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر.
وفرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما كان.
والبَطْنُ من كل شيء: جَوْفُه، والجمع كالجمع.
وفي صفة القرآن العزيز: لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر، والجمع بَواطِنُ؛ وقوله:وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا أَراد: وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، ولذلك استَجاز أَن يقول حُمْراً، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ.
والباطِنُ: من أَسماء الله عز وجل.
وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه ما روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في تَمْجيد الربّ: اللهمّ أَنتَ الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء، وقيل: معناه أَنه علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، وقيل: الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر ولا يُحيطُ به وَهْم، وقيل: هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن. يقال: بَطَنْتُ الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه.
وقوله تعالى: وذَرُوا ظاهرَ الإثْمِ وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال: ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وهو مذكور في موضعه.
والباطِنةُ: خلافُ الظاهرة.
والبِطانةُ: خلافُ الظِّهارة.
وبِطانةُ الرجل: خاصَّتُه، وفي الصحاح: بِطانةُ الرجل وَليجتُه.
وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً.
وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك.
وفي الحديث: ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ؛ بِطانةُ الرجل: صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله.
وقوله في حديث الاستسقاء: وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون؛ البِطانةُ: الخارجُ من المدينة.
والنَّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، والظاهرةُ: العامَّةُ.
ويقال: بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ.
ويقال: باطنُ الإبْط، ولا يقال بطْن الإبْط.
وباطِنُ الخُفّ: الذي تَليه الرجْلُ.
وفي حديث النَّخَعي: أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر: معنى يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ، والله أَعلم.
وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف على دَخْلَته.
وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به داخلاًفي أَمره، وقيل: بَطَنَ به دخل في أَمره.
وبَطَنتُ بفلان: صِرْتُ من خواصِّه.
وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره.
ويقال: أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني، وهو مُبَطَّنٌ إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم؛ قال الزجاج: البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ؛ يقال: فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس، والمعنى أَن المؤمنين نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم أَسرارَهم.
ويقال: أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه.
وتبَطَّنْت الأَمرَ: عَلِمت باطنَه.
وبَطَنْت الوادي: دَخَلْته.
وبَطَنْت هذا الأَمرَ: عَرَفْت باطنَه، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل.
والبطانةُ: السريرةُ.
وباطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، وظاهرتُها: ما تنَحَّى منها.
والباطنةُ من البَصْرةِ والكوفة: مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها، والضاحيةُ: ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً.
وبَطْنُ الأَرض وباطنُها: ما غَمَض منها واطمأَنّ.
والبَطْنُ من الأَرض: الغامضُ الداخلُ، والجمعُ القليل أَبْطِنةٌ، نادرٌ، والكثير بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ كالبَطْن.
وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه. ابن شميل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه، وهي البواطنُ والبُطون.
ويقال: أَخذ فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها.
وتبطَّنْتُ الوادي: دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه.
وبُطْنانُ الجنة: وسَطُها.
وفي الحديث: ينادي مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه، وقيل: من أَصله، وقيل: البُطْنان جمع بطن، وهو الغامض من الأَرض، يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلام علي، عليه السلام، في الاستسقاء: تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان.
والبُطْنُ: مسايلُ الماء في الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح: مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه نَوىً، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق قال: بَطِناتُه مَحاجُّه.
والبَطْنُ: الجانب الطويلُ من الريش، والجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
والبَطْنُ: الشِّقُّ الأَطولُ من الريشة، وجمعها بُطْنان.
والبُطْنانُ أَيضاً من الريش: ما كان بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى، وقيل: البُطْنانُ ما كان من تحت العَسيب، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب الريشة.
ويقال: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الريش قِصار، وواحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه.
وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه: جعله بطانتَه.
وأَبطنَ السيفَ كشْحَه إذا جعله تحت خَصْره.
وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر: جعله تحته.
وبِطانةُ الثوب: خلافُ ظِهارته.
وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً: جعل له بطانةً، ولِحافٌ مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وهي البِطانة والظِّهارة. قال الله عز وجل: بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ.
وقال الفراء في قوله تعالى: مُتَّكِئِين على فُرُشٍ بَطائنُها من إستبرقٍ؛ قال: قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً، وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً، قال: وقد تقول العربُ هذا ظهرُ السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه.
وقال غير الفراء: البِطانةُ ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه، والظهارة ما ظَهَرَ وكان من شأْن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه قوماً، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ لمن يليه، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن، وكذلك وجْها الجبل وما شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه بِطانةً، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً وبطْناً، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت. أَبو عبيدة: في باطِن وظِيفَيِ الفرس أَبْطَنانِ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في عَصَب الوَظيف. الجوهري: الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها، وهما أَبْطَنانِ.
والأبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين.
والبِطانُ: الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ.
والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وقيل: هو للبعير كالحِزام للدابة، والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن.
وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه. قال ابن الأَعرابي وحده: أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه، بغير أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم: أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه، بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛ فشبَّه استِرْخاء (* قوله «فشبه استرخاء إلخ» كذا بالأصل والتهذيب أيضاً، ولعلها مقلوبة، والأصل: فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه). عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت، وقال: لا يجوز إلا أَبْطَنت، واحتجَّ ببيت ذي الرمة. قال الأَزهري: وبَطَنْتُ لغةٌ أَيضاً.
والبِطانُ للقَتَب خاصة، وجمعه أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج. ابن شميل: يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه. الجوهري: البِطانُ للقَتَب الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير. يقال: التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا اشتدَّ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل، يقال منه: أَبْطَنْتُ البعيرَ إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه.
وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ.
وقال أَبو عبيد في باب البخيل، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً: مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء، ومثله: مات فلانٌ وهو عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد: ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلِمْ دينَه شيءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات: هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين، وتغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قال: وقد يكون ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ.
ورجل بَطِنٌ: كثيرُ المال.
والبَطِنُ: الأَشِرُ.
والبِطْنةُ: الأَشَرُ.
وفي المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ، وقد بَطِنَ.
وشأْوٌ بَطِينٌ: واسعٌ.
والبَطين: البعيد، يقال: شأْوٌ بطين أَي بعيد؛ وأَنشد: وبَصْبَصْنَ، بين أَداني الغَضَا وبين عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً قال: وفي حديث سليمان بن صُرَد: الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد.
وتبطَّن الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها، وقيل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه فيها؛ قال امرؤُ القيس: كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ، ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ وقال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله: إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها ويقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه أَوْدع نطفتَه بطونها؛ ومنه قول الكميت: فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ، وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ صرَّتُها: جماعة كواكبها، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء.
وقال عمرو بن بَحْر: ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح، قال: والبهائم تأْتي إناثها من ورائها، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدبر، قال أَبو منصور: وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها ليُجامِعَها.
واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فيه.
وابْتَطنْتُ الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات.
ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان يَخبَأُ زادَه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلاً: أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ والبُطَيْن: نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن والثُّرَيَّا، جاء مصغَّراً عن العرب، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي، وهو بطن الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل، والشرَطان قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، والثريا أَليتُه، والعرب تزعُم أَن البُطَين لا نَوْء له إلا الريحُ.
والبَطينُ: فرس معروف من خيل العرب، وكذلك البِطان، وهو ابن البَطين (* قوله «وهو ابن البطين» عبارة القاموس: وهو أبو البطين).
والبَطين: رجل من الخَوارج.
والبُطَين الحِمْضيّ: من شُعَرائهم.

حمم (لسان العرب) [0]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.
والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد.
والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ.
والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم.
والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم.
وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.
والحَمِيمُ: القَيْظ.
والحميم: العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد.
والحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء.
واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ.
واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.