المصادر:  


زمل (لسان العرب) [286]


زَمَلَ يَزْمِل ويَزْمُلُ زِمَالاً: عَدَا وأَسْرَعَ مُعْتَمِداً في أَحد شِقَّيْه رافعاً جنبه الآخر، وكأَنه يعتمد على رِجْل واحدة، وليس له بذلك تَمَكُّنُ المعتمِد على رجليه جميعاً.
والزِّمَال: ظَلْع يصيب البعير.
والزَّامِل من الدواب: الذي كأَنه يَظْلَع في سَيْره من نشاطه، زَمَلَ يَزْمُل زَمْلاً وزَمَالاً وزَمَلاناً، وهو الأَزْمَل؛ قال ذو الرمة:راحَتْ يُقَحِّمُها ذو أَزْمَلٍ، وُسِقَتْ له الفَرائشُ والسُّلبُ القَيادِيدُ والدابة تَزْمُل في مشيها وعَدْوِها زَمالاً إِذا رأَيتها تتحامل على يديها بَغْياً ونَشاطاً؛ وأَنشد: تراه في إِحْدى اليَدَيْن زامِلا الأَصمعي: الأَزْمَل الصوت، وجمعه الأَزامِل؛ ؤَنشد الأَخفش: تَضِبُّ لِثاتُ الخَيْل في حَجَراتها، . . . أكمل المادة وتَسْمَع من تحت العَجاج لها آزْمَلا يريد أَزْمَل، فحذف الهمزة كما قالوا وَيْلُمِّه. كل صوت مختلط. الصوت الذي يخرج من قُنْب الدابة، وهو وِعاء جُرْدانه، قال: ولا فعل له. القِسِيِّ: رَنِينُها؛ قال: وللقِسِيِّ أَهازِيجٌ وأَزْمَلةٌ، حِسّ الجَنوب تَسوق الماء والبَرَدا والأُزْمُولة والإِزْمَوْلة: المُصَوَّت من الوُعول وغيرها؛ قال ابن مقبل يصف وَعِلاً مُسِنًّا: عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلاً، على تُراث أَبيه يَتْبَع القُذَفا والأَصمعي يرويه: إِزْمَوْلة، وكذلك رواه سيبويه، وكذلك رواه الزبيدي في الأَبنية؛ والقُذَف: جمع قُذْفة مثل غُرْفة وغُرَف.
ويقال: هو إِزْمَوْل وإِزْمَوْلة، بكسر الأَلف وفتح الميم؛ قال ابن جني: إِن قلت ما تقول في إِزْمَوْل أَمُلْحَق هو أَم غير مُلْحق، وفيه كما ترى مع الهمزة الزائدة الواوُ زائدة، قيل: هو مُلْحَق بباب جِرْدَحْلٍ، وذلك أَن الواو التي فيه ليست مَدًّا لأَنها مفتوح ما قبلها، فشابهت الأُصول بذلك فأُلْحِقت بها، والقول في إِدْرَوْنٍ كالقول في إِزمَوْلٍ، وهو مذكور في موضعه.
وقال أَبو الهيثم: الأُزْمُولة من الأَوعال الذي إِذا عَدا زَمَل في أَحد شِقَّيه، من زَمَلَتِ الدابةُ إذا فَعَلَتْ ذلك؛ قال لبيد: فَهْوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ، لاحق البطن، إِذا يَعْدُو زَمَل الفراء: فَرَسٌ أُزْمُولة أَو قال إِزْمَولة إِذا انشمر في عَدْوِه وأَسْرَع.
ويقال للوَعِل أَيضاً أُزْمُولة في سرعته، وأَنشد بيت ابن مقبل أَيضاً، وفَسَّره فقال: القُذَفُ القُحَمُ والمَهالِكُ يريد المَفاوِز، وقيل: أَراد قُذَف الجبال، قال: وهو أَجود.
والزَّامِلة: البَعير الذي يُحْمَل عليه الطعامُ والمتاع. ابن سيده: الزَّامِلة الدابة التي يُحْمَل عليها من الإِبل وغيرها.
والزَّوْمَلة واللَّطِيمة: العِيرُ التي عليها أَحمالها، فأَما العِيرُ فهي ما كان عليها أَحمالُها وما لم يكن، ويقال للإِبِل اللَّطِيمة والعِير والزَّوْمَلة؛ وقول بعض لُصوص العرب: أَشْكُو إِلى الله صَبْري عن زَوامِلِهم، وما أُلاقي، إِذا مَرُّوا، من الحَزَن يجوز أَن يكون جمع زاملة. بالكسر: ما التفَّ من الجَبَّار والصَّوْرِ من الوَدِيِّ وما فات اليدَ من الفَسِيل؛ كُلُّه عن الهَجَري.
والزَّمِيل: الرَّدِيف على البعير الذي يُحْمَل عليه الطعام والمتاع، وقيل: الزَّمِيل الرَّدِيف على البعير، والرَّدِيف على الدابة يتكلم به العرب. يَزْمُله زَمْلاً: أَردفه وعادَلَه؛ وقيل: إِذا عَمِل الرجلان على بعيريهما فهُما زَمِيلانِ، فإِذا كانا بلا عمل فهما رَفِيقان. ابن دريد: زَمَلْتُ الرَّجلَ على البعير فهو زَمِيلٌ ومَزْمول إِذا أَردفته.
والمُزامَلة: المُعادَلة على البعير، وزامَلْته: عادلته.
وفي الحديث: أَنه مَشى على زَمِيل؛ الزَّمِيل: العَدِيل الذي حِمْلُه مع حِمْلك على البعير.
وزامَلني: عادَلَني.
والزَّمِيل أَيضاً: الرفيق في السفر الذي يعينك على أُمورك، وهو الرَّدِيف أَيضاً؛ ومنه قيل الأَزامِيل للقِسِيِّ، وهو جمع الأَزْمَل، وهو الصوت، والياء للإِشباع.
وفي الحديث: للقِسِيّ أَزامِيل وغَمْغَمة، والغَمْغَمة: كلام غير بَيِّن.
والزامِلة: بعير يَسْتَظْهِر به الرجلُ يَحْمِل عليه متاعه وطعامه؛ قال ابن بري: وهَجا مَرْوانُ بنُ سليمان بن يحيى بن أَبي حَفْصة قوماً من رُواة الشِّعر فقال: زَوامِل للأَشعار، لا عِلْم عندهم بجَيِّدها إِلا كعِلْم الأَباعر لعَمْرُك ما يَدْري البعيرُ، إِذا غدا بأَوساقِه أَو راح، ما في الغَرائر وفي حديث ابن رَواحَة: أَنه غزا معه ابن أَخيه على زامِلة؛ هو البعير الذي يُحْمَل عليه الطعام والمتاع كأَنَّها فاعِلة من الزَّمْل الحَمْلِ.
وفي حديث أَسماء: كانت زِمالة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وزِمالة أَبي بكر واحدة أَي مَركوبهما وإِداوتُهما وما كان معهما في السفر.
والزَّامِل من حُمُر الوحش: الذي كأَنه يَظْلَع من نَشاطه، وقيل: هو الذي يَزْمُل غيرَه أَي يَتْبَعه. الشيءَ: أَخفاه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يُزَمِّلون حَنينَ الضِّغْن بَيْنَهُم، والضِّغْن أَسْودُ، أَو في وَجْهه كَلَف وزَمَّله في ثوبه أَي لَفَّه. التلفُّف بالثوب، وقد تَزَمَّل بالثوب وبثيابه أَي تَدَثَّر، وزَمَّلْته به؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ أَباناً، في أَفانين وَدْقِه، كبير أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّل وأَراد مُزَمَّل فيه أَو به ثم حذف الجارِّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول.
وفي التنزيل العزيز: يا أَيُّها المُزَّمِّل؛ قال أَبو إِسحق: المُزَّمِّل أَصله المُتَزَمِّل والتاء تدغم في الزاي لقربها منها، يقال: تَزَمَّل فلان إِذا تَلَفَّف بثيابه.
وكل شيء لُفِّف فقد زُمِّل. قال أَبو منصور: ويقال للِفافة الراوية زِمالٌ، وجمعه زُمُلٌ، وثلاثة أَزْمِلةٍ. زُمَّالٌ وزُمَّيْلة وزِمْيَلٌّ إِذا كان ضعيفاً فَسْلاً، وهو الزَّمِل أَيضاً.
وفي حديث قَتْلى أُحُد: زَمَّلوهم بثيابهم أَي لُفُّوهم فيها، وفي حديث السقيفة: فإِذا رجل مُزَمَّل بين ظَهْرانَيْهم أَي مُغَطًّى مُدَثَّر، يعني سعد بن عُبَادة. الكَسْلان. والزُّمِّل والزُّمَّيْلُ والزُّمَيْلة والزُّمَّال: بمعنى الضعيف الجَبان الرَّذْل؛ قال أُحَيْحة: ولا وأَبيك ما يُغْني غَنائي، من الفِتْيانِ، وَمَّيْلٌ كَسُولُ وقالت أُمّ تأَبْط شَرًّا: واابناه واابن اللَّيْل، ليس بزُمَّيْل، شَرُوبٌ للقَيْل، يَضْرب بالذَّيْل، كمُقْرَب الخَيْل.
والزُّمَّيْلة: الضعيفة. قال سيبويه: غَلَب على الزُّمَّل الجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه مما تدخله الهاء. الحِمْل.
وفي حديث أَبي الدرداء: لَئِن فَقَدْتموني لتَفْقِدُنَّ زِمْلاً عظيماً؛ الزَّمْل: الحِمْل، يريد حِمْلاً عظيماً من العلم؛ قال الخطابي: ورواه بعضهم زُمَّل، بالضم والتشديد، وهو خطأٌ.أَبو زيد: الزُّمْلة الرُّفْقة؛ وأَنشد: لم يَمْرِها حالبٌ يوماً، ولا نُتِجَتْ سَقْباً، ولا ساقَها في زُمْلةٍ حادي النضر: الزَّوْمَلة مثل الرُّفْقة.
والإِزْمِيل: شَفْرة الحَذَّاء؛ قال عَبْدة بن الطبيب: عَيْرانة يَنْتَحِي في الأَرض مَنْسِمُها، كما انْتَحَى في أَدِيم الصِّرْف إِزْمِيلُ ورجل إِزْمِيلٌ: شديد الأَكل، شبه بالشَّفْرة، قال طرفة: تَقُدُّ أَجوازَ الفَلاة، كما قُدَّ بإِزْمِيل المعين حَوَر والحَوَر: أَديمٌ أَحمر، والإِزْمِيل: حديدة كالهلال تجعل في طرف رُمح لصيد بقر الوحش، وقيل: الإِزْمِيل المِطْرَقة.
ورَجُلٌ إِزْمِيلٌ: شديد؛ قال: ولا بِغُسّ عَنِيد الفُحْشِ إِزْمِيل وأَخذ الشيء بزَمَلته وأَزْمَله وأَزْمُله وأَزْمَلته أَي بأَثاثه.
وتَرَك زَمَلة وأَزْمَلة وأَزْمَلاً أَي عيالاً. ابن الأَعرابي: خَلَّف فلان أَزْمَلَة من عِيال؛ وأَنشد نَسَّى غُلامَيْك طِلابَ العِشْق زَوْمَلةٌ، ذات عَبَاء بُرْق ويقال: عِيَالات أَزْمَلة أَي كثيرة. أَبو زيد: خرج فلان وخَلَّف أَزْمَلَة وخرج بأَزْمَلة إِذا خَرَج بأَهله وإِبله وغنمه ولم يُخَلِّف من ماله شيئاً.
وأَخذ الشيء بأَزْمَله أَي كُلَّه.
وازْدَمل فلان الحِمْل إِذا حَمَله، والازْدِمال: احتمال الشيء كُلِّه بمَرَّة واحدة.
وازْدَمَل الشيءَ: احتمله مَرَّة واحدة. عند العرب: الحِمْل، وازْدَمل افتعل منه، أَصله ازْتَمله، فلما جاءت التاء بعد الزاي جعلت دالاً. الرَّجَز؛ قال: لا يُغْلب النازعُ ما دام الزَّمَل، إِذا أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَل يقول: ما دام يَرْجُز فهو قَوِيٌّ على السعي، فإِذا سكت ذهبت قوّته؛ قال ابن جني: هكذا رويناه عن أَبي عمرو الزَّمَل، بالزاي المعجمة، ورواه غيره الرَّمَل، بالراء أَيضاً غير معجمة، قال: ولكل واحد منهما صحة في طريق الاشتقاق، لأَن الزَّمَل الخِفَّة والسُّرْعة، وكذلك الرَّمَل بالراء أَيضاً، أَلا ترى أَنه يقال زَمَلَ يَزْمُل زِمالاً إِذا عَدَا وأَسرع معتمداً على أَحد شِقَّيه، كأَنه يعتمد على رجل واحدة، وليس له تمكن المعتمد على رِجْليه جميعاً.
والزِّمَال: مشي فيه ميل إِلى أَحد الشِّقَّين، وقيل: هو التحامل على اليدين نشاطاً؛ قال مُتَمَّم بن نُوَيْرة: فَهْيَ زَلُوجٌ ويَعْدُو خَلْفَها رَبِدٌ فيه زِمَالٌ، وفي أَرساغه جَرَدُ ابن الأَعرابي: يقال للرجل العالم بالأَمر هو ابن زَوْمَلتها أَي عالِمُها. قال: وابن زَوْمَلة أَيضاً ابن الأَمَة.
وزَامِل وزَمْلٌ وزُمَيْل: أَسماء، وقد قيل إِن زَمْلاً وزُمَيْلاً هو قاتل ابن دارة وإِنهما جميعاً اسمان له.
وزُمَيْل بن أُمِّ دينار: من شعرائهم.
وزَوْمَل: اسم رجل، وقيل اسم امرأَة أَيضاً.
وزامِلٌ: فرس معاوية بن مِرْداس.

زَمَلَ (القاموس المحيط) [236]


زَمَلَ يَزْمِلُ ويَزْمُلُ زِمالاً: عَدا مُعْتَمِداً في أحَدِ شِقَّيْهِ، رافِعاً جَنْبَهُ الآخَرَ.
وككِتابٍ: ظَلْعٌ في البَعيرِ، ولِفافةُ الراوِيَةِ،
ج: ككُتُبٍ وأشْرِبَةٍ.
والزامِلُ: من يَزْمُلُ غيرَهُ، أي: يَتْبَعُه،
و~ من الدوابِّ: الذي كأَنه يَظْلَعُ من نَشاطِهِ، زَمَلَ زَمْلاً وزَمالاً وزَمَلاً وزَمَلاناً، وفَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ.
والزامِلَةُ: التي يُحْمَلُ عليها من الإِبِلِ وغيرِها.
والأَزْمَلُ: كلُّ صَوْتٍ مُخْتَلِطٍ، أو صَوْتٌ يَخْرُجُ من قُنْبِ دابَّةٍ.
وأخَذَهُ بأزمَلِهِ، أي: جَميعَه.
والأَزْمَلَةُ: الكثيرَةُ، ورَنِينُ القوسِ.
والأُزْمولَةُ، بالضم، وكَبِرْذَوْنَةٍ: المُصَوِّتُ من الوُعُولِ وغيرِها.
والزَّوْمَلَةُ: سَوْقُ . . . أكمل المادة الإِبِلِ، والعيرُ التي عليها أحْمالُها.
والزُّمْلَةُ، بالضم: الرُّفْقَةُ، والجَماعَةُ، وبالكسرِ: ما الْتَفَّ من الجَبَّارِ، والصَّوْرُ منَ الوَدِيِّ، وما فاتَ اليَدَ من الفَسيلِ.
وكأَميرٍ: الرَّديفُ،
كالزِّمْلِ، بالكسرِ.
وزَمَلَهُ: أرْدَفَهُ أَو عادَلَهُ.
وإذا عَمِلَ الرَّجُلانِ على بَعِيرَيْهِمَا فهما: زَميلانِ، فإِذا كانا بِلا عَمَلٍ: فَرَفِيقَانِ.
والتَّزْمِيلُ: الإِخْفَاءُ، واللَّفُّ في الثَّوْبِ.
وتَزَمَّلَ: تَلَفَّفَ،
كازَّمَّلَ، على افَّعَّلَ.
وكسُكَّرٍ وصُرَدٍ وعِدْلٍ وزُبَيْرٍ وقُبَّيْطٍ ورُمَّانٍ وكَتِفٍ وقِسْيَبٍّ وجُهَيْنَةَ وقُبَّيْطَةٍ ورُمَّانَةٍ: الجَبانُ الضَّعيفُ.
والإِزْمِيلُ، بالكسرِ: شَفْرَةُ الحَذَّاءِ، وحَديدَةٌ في طَرَفِ رُمْحٍ لصَيْدِ البَقَرِ، والمطْرَقَةُ،
و~ من الرِّجَالِ: الشَّديدُ، والضَّعيفُ، ضِدٌّ.
وأخَذَهُ بأزْمَلِهِ وأزْمُلِهِ وأزْمَلَتِهِ: بأثاثِهِ.
وتَرَكَ زَمَلَةً، محرَّكةً،
وأزْمَلَةً وأزْمَلاً: عِيالاً.
وازْدَمَلَهُ: حَمَلَهُ بِمَرَّةٍ واحِدَةٍ.
وهو ابنُ زوْمَلَتِهَا: عالِمٌ بها.
وابنُ زَوْمَلَةَ أيضاً: ابنُ الأَمَةِ.
وعبدُ اللهِ بن زِمْلٍ، بالكسر: تابِعِيٌّ مَجْهولٌ غيرُ ثِقَةٍ، وقولُ الصَّغانِيِّ: صحابِيٌّ غَلَطٌ. أو زُمَيْلُ بنُ رَبِيعَةَ، أَو ابنُ عَمْرِو بن أبي العَنْزِ بن خُشافٍ: صَحابِيٌّ.
وكزُبيْرٍ: ابنُ عَيَّاشٍ، رَوَى عن مَوْلاهُ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ.
وكجهينَةَ: بَطْنٌ من تُجيبَ، منهم: سَلَمَةُ بنُ مَخْرَمَةَ الزُّمَيْلِيُّ التُّجِيبِيُّ المُحَدِّثُ.
والمُزَمَّلَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: التي يُبَرَّدُ فيها الماءُ، عِراقِيَّةٌ.
والزِّمْلُ، بالكسرِ: الحِمْلُ.
وما في جُوالِقِكَ إلاَّ زِمْلٌ: إذا كانَ نِصْفَ الجُوالِقِ.

زمل (الصّحّاح في اللغة) [214]


الأزْمَلُ: الصوتُ.
ويقال: أخذتُ الشيء بأَزْمَلِهِ، أي كلِّه ويقال: عِيالاتٌ أَزْمَلَةٌ، أي كثيرة. أبو عمرو: الأُزْمولَةُ بالضم: المصوِّت من الوعول وغيرها.
وقال يصف وَعِلاً مسِنَّاً:
على تُراثِ أبيه يتبع القُذَفا      عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمولَةً وَقِلا

ويقال: هو إزْمَوْلٌ وإزْمَوْلَةٌ. والزُمَّيْلُ، والزُمَّالُ بمعنىً، وهو الجبانُ الضعيف. قال أُحَيْحَةُ:
من الفتيان زُمَّيْلٌ كسولُ      فَلا وَأَبيكَ ما يُغْني غَنائي

والزُمَّيْلَةُ: الضعيفةُ.
والزامِلَةُ: بعيرٌ يَستظهِر به الرجل، يحمل متاعه وطعامَه عليه.
والمُزامَلَةُ: المعادَلةُ على البعير. في ثوبه، أي لفَّه. بثيابه، أي تدثَّر.
وازْدَمَلَهُ، أي احتمله.
والزَميلُ: الرديف.

زمل (مقاييس اللغة) [208]



الزاء والميم واللام أصلان: أحدهما يدلُّ علىحَملِ ثِقْل من الأثقال، والآخر صوتٌ.فالأول الزَّامِلة، وهو بعيرٌ يستظهِرُ به الرَّجل، يحملُ عليه متاعَه. يقال ازدَمَلْت الشّيءَ، إذا حملتَه.
ويقال عِيالاتٌ أَزْمَلَةٌ، أي كثيرة.
وهذا من الباب، كأنَّهُمْ كَلُّ أحمالٍ، لا يضطلعون ولا يطيقون أنفسَهم.ومن الباب الزُّمَّيل، وهو الرجل الضعيف، الذي إِذا حَزَبهُ أمرٌ تَزَمَّلَ، أي ضاعَفَ عليه الثِّياب حتَّى يصير كأنّه حِمْل. قال أُحيحة:
لا وأبيك ما يُغنِي غَنائِي      من الفِتيانِ زُمَّيل كَسُولُ

والمُزَامَلة: المعادلة على البعير.فأمّا الأصل الآخَر فالأزْمَلُ، وهو الصّوتُ في قول الشاعر:ومما شذّ عن هذين الأصلين الإِزْمِيل: الشَّفْرَة.
ومنه أخذت الشيءَ بأَزْمَلِه.

زمل (المعجم الوسيط) [208]


 زملا وزملانا عدا مُعْتَمدًا على أحد شقيه رَافعا جنبه الآخر وَالدَّابَّة مشت كَأَنَّهَا تظلع من نشاطها والسقاة على الْبِئْر زملا تراجزوا والقوس صوتت وَفُلَانًا زملا عادله وأردفه وَتَبعهُ وَالشَّيْء رَفعه وَحمله فَهُوَ مزمول وزميل 

ز م ل (المصباح المنير) [207]


 زَمَّلْتُهُ: بثوبه "تَزْمِيلاً" "فَتَزَمَّلَ" مثل: لففته به فتلفف به، و "زَمَلْتُ" الشيء حملته ومنه قيل للبعير "زَامِلَةٌ" الهاء للمبالغة؛ لأنه يحمل متاع المسافر. 

الزملة (المعجم الوسيط) [14]


 مَا التف من النّخل الطَّوِيل وَمَا فَاتَ الْيَد من الفسيل الزملة:  الرّفْقَة أَو الْجَمَاعَة الزملة:  الْعِيَال وَيُقَال ترك زملة وَيُقَال أَخذ الشَّيْء بزملته كُله 

الزمل (المعجم الوسيط) [12]


 الْحمل وَيُقَال مَا فِي جوالقك إِلَّا زمل إِذا كَانَ نصف الجوالق والرديف والجبان الضَّعِيف الرذل والكسلان (ج) أزمال الزمل:  الضَّعِيف الجبان الرذل 

الزمال (المعجم الوسيط) [8]


 الظلع ولفافة الراوية (ج) زمل وأزملة 

الزميل (المعجم الوسيط) [8]


 الزمل الزميل:  الرفيق فِي الْعَمَل أَو السّفر والرديف وَالْحَاصِل على دَرَجَة الزمالة الزميل:  الزمل 

الأزملة (المعجم الوسيط) [9]


الْكَثِيرَة يُقَال لَهُ عِيَال أزملة وَترك أزملة عيالا وَأخذ الشَّيْء بأزملته كُله ورنين الْقوس (ج) أزامل 

الأزمل (المعجم الوسيط) [8]


 كل صَوت مختلط يُقَال سَمِعت أزمل الْقوس رنينها (ج) أزامل وأزاميل وَيُقَال أَخذ الشَّيْء بأزمله كُله وَجَاء بأزمله بأَهْله وَمَاله لم يخلف شَيْئا وَترك أزملا عيالا 

سنق (لسان العرب) [3]


السَّنَقُ: البَشَمُ. أَبو عبيد: السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم. سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فهو سَنِقٌ وسَنق: بَشِم، وكذلك الدابة؛ يقال: شرب الفصيل حتى سَنِقَ، بالكسر، وهو كالتُّخَمَة. الليث: سَنِقَ الحمارُ وكل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتى أَصابه كالبَشَم، وهو الأَحمّ بعينه غير أن الأحمّ يستعمل في الناس، والفصيلُ إذا أكثر من اللبن يكاد يمرض؛ قال الأَعشى: ويأمُرُ لليَحْموم، كلَّ عَشِيّة، بِقَتٍّ وتَعْلِيقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وأَسْنَقَ فلاناً النعيمُ إذا قَرَّفَه، وقد سَنِقَ سَنَقاً؛ وقال لبيد يصف فرساً: فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ إذا يَعْدُو زَمَلْ والسُّنَّيْقُ: البيت المُجَصَّص.
والسُّنَّيْقُ: البقرة؛ ولم يفسر أَبو عمروقول امرئ القيس: وسِنّ كسُنَّيْقٍ . . . أكمل المادة سَناءً وسُنَّماً، دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجير نَهوضِ ويروى سَناماً وسُنَّماً، وفسره غيره فقال: هو جبل. التهذيب: وسُنَّيْق اسم أكمة معروفة؛ وأَورد بيت امرئ القيس. شمر: سُنَّيْقٌ جُمِعَ سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وهي الآكام.
وقال ابن الأعرابي: لا أدري ما سُنَّيْق. الأَزهري: جعل شمر سُنَّيقاً اسماً لكل أكمة وجعله نكرة مصروفة، قال: وإذا كان سُنَّيْق اسم أكمة بعينها فهي عندي غيرمجراة لأنها معرفة، وقد أجراها امرؤُ القيس وجعلها كالنكرة، وفي نسخة كالبقرة، على أن أن الشاعر إذا اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف.

الخَشْفُ (القاموس المحيط) [2]


الخَشْفُ، والخَشْفَةُ، ويُحَرَّكُ: الصوتُ والحَركةُ، أو الحِسُّ الخَفِيُّ، أو الخَشْفَةُ: صوتُ دَبيبِ الحَيَّاتِ، وصَوْتُ الضَّبُعِ، وقُفٌّ قد غَلَبَ عليه السُّهولَةُ.
وخَشَفَ، كضَرَبَ وَنَصَرَ: صَوَّتَ،
و~ في السَّيْرِ: أسْرَعَ،
و~ رأسَهُ بالحَجَرِ: فَضَخَه،
و~ المرأةُ بالوَلَدِ: رَمَتْ به.
وكرُمَّانٍ: الخُفَّاشُ، ومُحدِّثٌ، ووالِدُ طَلْقٍ التابِعِيِّ.
وكغُرابٍ: ع.
وكشدَّاد: والِدُ فاطِمَةَ التابِعِيَّةِ، وجَدُّ زَمْلِ بنِ عَمْرٍو.
وأُمُّ خَشَّافٍ: الداهِيَةُ.
وخَشَفَ خُشُوفاً وخَشَفاناً: ذَهَبَ في الأرضِ،
فهو خاشِفٌ وخَشُوفٌ وخَشِيفٌ،
و~ في الشيءِ: دَخَلَ فيه،
كانْخَشَفَ، فهو مِخْشَفٌ، كمِنْبَرٍ وأمِيرٍ وصَبورٍ وصاحِبٍ،
و~ الماءُ: جَمَدَ،
و~ البَرْدُ: اشْتَدَّ،
و~ فلانٌ: . . . أكمل المادة تَغَيَّبَ،
و~ زيدٌ: مَشَى بالليلِ خَشَفاناً، محرّكةً.
وكمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ الجَمْدِ.
وكمِنْبَرٍ: الأسَدُ، والدليلُ الماضي، وقد خَشَفَ بِهم خَشافَةً، وخَشَّفَ تَخْشيفاً،
و~ : الجَرِيءُ على السُّرَى، أو الجَوَّالُ بالليلِ،
كالخَشُوفِ، والمَصْدَرُ: الخَشَفَانُ.
والأخْشَفُ: من عَمَّهُ الجَرَبُ فَيَمْشِي مِشْيَةَ الشيخِ،
ج: خُشْفٌ، بالضم، وقد خَشِفَ كفرِحَ.
والخَشْفُ، مُثَلَّثَةً: ولَدُ الظَّبْيِ أوَّلَ ما يُولَدُ، أو أوَّلَ مَشْيِهِ، أو التي نَفَرَتْ من أولادِها وتَشَرَّدَتْ،
ج: كقِرَدَةٍ، وهي: بهاءٍ، وبالفتح: الذُّلُّ، والرَّديءُ من الصُّوفِ، ويُضَمُّ، والذُّبابُ الأخْضَرُ، ويُثَلَّثُ، ويقالُ: كصُرَدٍ، وبالكسر: (ابنُ مالِكٍ الطائِيُّ)، وبالتحريكِ: الثَّلْجُ الخَشِنُ، والجَمْدُ الرِّخْوُ،
كالخَشِيفِ فيهما.
وكَصبور: مَنْ يَدْخُلُ في الأمُورِ.
والأخاشِفُ: العَزازُ الصُّلْبُ من الأرض، وبالسينِ المُهْمَلَةِ: اللَّيِّنَةُ.
وكأميرٍ: يَبيسُ الزَّعْفَرانِ، والماضي من السُّيوفِ،
كالخاشِفِ والخَشُوفِ،
وظَبْيَةٌ مُخْشِفٌ، كمُحْسِنٍ: لها خِشْف.
وانْخَشَفَ فيه: دَخَلَ.
وخاشَفَ في ذِمَّتِهِ: سارَعَ في إخْفارِها،
و~ الإِبِلَ لَيْلَتَهُ: سايَرَها،
و~ السَّهْمُ: سُمِعَ له خَشَفَةٌ عند الإِصابةِ.

شحج (لسان العرب) [2]


الشَّحِيجُ والشُّحاج، بالضم: صَوْت البغل وبعض أَصوات الحمار؛ وقال ابن سيده: هو صوت البغل والحمار والغُراب إِذا أَسَنَّ.
ويقال للبغال: بنات شاحِج وبنات شَحَّاج، وربما استُعِير للإِنسان. شَحَجَ يَشْحَجُ ويَشْحِج شَحِيجاً وشُحاجاً وشَحَجاناً وتَشْحاجاً، وتَشَحَّج، واسْتَشْحَج؛ قال ذو الرمة: ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ، كأَنها مَثاكِيلُ، من صُيَّابة النُّوبِ، نُوَّحُ ويقال للغِرْبان: مُسْتَشْحَجات ومُسْتَشْحِجات، بفتح الحاءِ وكسرها، وشبَّهها بالنُّوبَةِ لِسَوادها. قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً قد حكى شَحِج، بالكسر، قال: ولست منه على ثِقَة.
وفي حدث ابن عمر: أَنه دخل المسجد فرأَى قاصّاً صَيّاحاً، فقال: اخفِضْ من صوتك، أَلم تعلم أَن الله يُبغِضُ كلَّ شَحَّاج؟ الشُّحَاج: رفع الصوت، وهو بالبغل والحمار أَخصُّ، كأَنه . . . أكمل المادة تَعْريض بقوله تعالى: إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوات لَصَوْتُ الحمير.
وهو الشُّحاج والشَّحِيجُ، والنُّهاقُ والنَّهِيقُ؛ الأَزهري: شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً، والغراب يَشْحَج شَحَجاناً؛ وقيل: شَحِيجُ الغُراب ترجيع صوته، فإِذا مدَّ رأْسه، قيل: نَعَبَ.
وغُرابٌ شَحَّاجٌ: كثير الشَّحِيج، وكذلك سائر الأَنواع التي ذكرنا؛ هذا قول ابن سيده؛ قال وقول الراعي: يا طِيبَها ليلةً حتى تَخَوَّنَها داعٍ دَعا، في فُروعِ لصبح، شَحَّاجُ إِنما أَراد شَحَّاجيّ، وليس بمنسوب، إِنما هو كأَحمر وأَحمريّ، وإِنما أَراد المؤَذِّن فاستعار؛ ومنه قول الآخر: والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاريُّ أَراد دَوَّارُ.
والمِشْحَجُ والشَّحَّاج: الحمار الوحشيُّ، صِفة غالبة؛ الجوهري: الحمار الوحشيُّ مِشْحَج وشَحَّاج؛ قال لبيد: فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ، إِذا يَعْدو زَمَلْ قال ابن سيده: وفي العرب بطنان يُنْسَبان إِلى شَحَّاج، كلاهما من الأَزْدِ لهم بقية فيهما.

ر - ش - ف (جمهرة اللغة) [2]


والشَّرَف والشُّرَيْف: موضعان بنجد. والشرَف: علوّ الحسب. وشَرَف الإنسان: أعلى جسمه. والرجل شريف، والذي دونه لا حَسَبَ له مشروف. والرجل الأشرف: الطويل الأذنين، وبه سُمّي الرجل أشرف. وناقة شُرافيّة: مرتفعة عالية. وناقة شارف: مسِنَّة. وشَراف: موضع معروف. وشرَّفتُ القصر وغيرَه، إذا جعلتَ له شُرَفاً. وأذُن شُرافية وشُفاريّة، إذا كانت عالية طويلة وعليها شَعَر. والفَرش: مصدر فرشتُ الفِراش أفرُشه فَرْشاً. وافترشت الأرض، إذا اتّخذتها فراشاً، وافترشَ الرجلُ المرأةَ كذلك. والفَريش من الخيل: التي يُحمل عليها بعد نَتاجها بسبعة أيام، والجمع الفرائش، قال الأصمعي: وهو خير أوقاتها في النِّتاج. قال ذو الرُّمَّة: باتت يقحِّمها ذو أزْمَلٍ وسَقَتْ ... له الفرائشُ والسُّلبٌ القياديدُ يصف . . . أكمل المادة آتناً، وسَقَتْ: جمعت الماء في رحمها، والسُّلْب: جمع سَلوب، وهي التي فقدت ولدها، والفَريش في الخيل والحمير سواء. والفَرْش من الإبل: صغارها التي لا يُحمل عليها، الواحد والجمع فيه سواء. وكذلك فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعز: " حَمولةً وفَرشاً " ، والله أعلم. والفَراش: جمع فَراشة، وهي دوَيْبَّة تطير بالليل فتسقط في النار. وفي الحديث: " فيتتابعون تتابع الفَراش في النار " . وفَراش الرأس: عظام رقاق متداخلة في مقدَّمه تحت الجبهة والجبينين. قال النابغة: تطير فضاضاً بينهم كلُّ قوْنَسٍ ... ويَتْبعُها منهم فَراشُ الحواجبِ والفَرْش: الفضاء الواسع من الأرض. والمَفارش: النساء، ويقال: فلان كريم المفارش، إذا تزَوَّج كرائم النساء. والمَفارش أيضاً: كل ما افترشته. وفَراشة القفْل أحسبها عربية صحيحة، وقد سمَّوها المِنْشَب. وأكَمَة مفترشة الظهر، إذا كانت دَكّاء، وكذلك الناقة، وجمل مفترِش الظهر: لا سَنام له. وما بقي من الغدير إلاّ فَراشة، أي ماء قليل.

غضر (لسان العرب) [1]


الغَضَارُ: الطّين الحُرّ. ابن سيده وغيره: الغَضارةُ الطين الحر، وقيل: الطين اللاَّزب الأَخضر.
والغَضارُ: الصَّحْفة المتخذة منه.
والغُضْرة والغَضْراء: الأَرض الطَّيّبة العَلِكة الخَضراء، وقيل: هي أَرض فيها طين حُرٌّ. يقال: أَنْبَطَ فلانٌ بئرَه في غَضْراءَ، وقيل: قول العرب أَنبَطَ في غَضْراءَ أَي استخرَج الماء من أَرض سهلة طيّبة التُّربة عَذْبة الماء، وسمي النَّبَطُ نَبَطاً لاستنباطهم ما يخرج من الأَرضين. ابن الأَعرابي: الغَضْراء المكان ذو الطين الأَحمر، والغَضْراء طينةٌ خضراء عَلِكة، والغَضَارُ خَزَفٌ أَخضر يُعَلَّق على الإِنسان يَقي العَين؛ وأَنشد: ولا يُغْني تَوَقِّي المَرْء شيئاً، ولا عُقَدُ التَّميم، ولا الغَضارُ إِذا لاقى مَنِيَّتَه فأَمْسى يُساقُ به، وقد حَقَّ الحِدارُ والغَضْراء: طين . . . أكمل المادة حرٌّ. شمر: الغَضارةُ الطين الحر نفسه ومنه يتخذ الخزف الذي يسمى الغَضارَ.
والغَضْراءُ والغُضْرة: أَرض لا ينبت فيها النخل حتى تُحْفَر وأَعلاها كَذّان أَبْيض.
والغَضْوَرُ: طِينٌ لَزِجٌ يلتزق بالرِّجْل لا تكاد تذهب الرّجْلُ فيه.
والغَضارة: النّعْمة والسَّعة في العيش.
وقولهم في الدعاء: أَبادَ اللّه خضراءَهم؛ ومنهم من يقول: غَضْراءَهم وغَضارَتَهم أَي نِعْمَتهم وخيرَهم وخِصْبَهم وبَهْجَتَهم وسعة عيشهم، من الغَضارة، وقيل: طِينَتهم التي منها خُلقوا. قال الأَصمعي: ولا يقال أَبادَ الله خَضْراءَهم ولكن أَبادَ اللّه غَضْراءَهم أَي أَهْلَك خيرَهم وغَضارتهم؛ وقول الشاعر: بخالِصة الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ عنى بخُضْرِ المناكب ما هم فيه من الخِصْب.
وقال ابن الأَعرابي: أَبادَ ا خَضْراءَهم أَي سوادَهم.
وقال أَحمد بن عبيد: أَبادَ اللّه خَضْراءَهم وغَضْراءَهم أَي جماعتهم.
وغَضِرَ الرجل بالمال والسَّعةِ والأَهلِ غَضراً: أَخصب بعد إِقطارٍ ؛ وغَضَره اللّه يَغْضُره غَضْراً.
ورجل مَغْضورٌ: مُبارَك.
وقوم مَغْضورون إذا كانوا في خير ونِعْمة.
وعَيْشٌ غَضِرٌ مَضِرٌ؛ فغَضرٌ ناعمٌ رافِةٌ، ومَضِرٌ إِتباع.
وإِنهم لفي غَضارةٍ من العيش وفي غَضْراءَ من العَيْشِ وفي غَضارةِ عَيْش أَي في خصب وخير.
والغَضارةُ: طِيبُ العيش؛ تقول منه: بنو فلان مغضورون.
وفي حديث ابن زِمْل: الدُّنْيا وغَضارَةَ عيشها أَي طِيبها وَلَذّتها.
وهم في غَضارةٍ من العيْش أَي في خِصْبٍ وخير.
ويقال: إِنه لفي غَضْراءِ عَيْشٍ وخَضْراءِ عَيْشٍ أَي في خِصْب.
وإِنه لفي غَضْراءَ من خَيْرٍ، وقد غَضَرَهم اللّه يَغْضُرهم.
واخْتُضِرَ الرجلُ واغْتُضِرَ إذا مات شابًّا مُصَحَّحاً.
والغَضيرُ: الناعم من كل شيء، وقد غَضُرَ غَضارةً؛ ونَبات غَضيرٌ وغَضِرٌ وغاضِرٌ. قال أَبو عمرو:الغَضِير الرَّطْبُ الطَّرِيّ؛ قال أَبو النجم: مِنْ ذابِلِ الأَرْضِ ومِنْ غَضيرِها والغَضارةُ: القَطاةُ؛ قال الأَزهري: ولا أَعرفه.
وما نام لِغَضْرٍ أَي لم يكد ينام؛ وغَضَر عنه يَغْضِر، وغَضِر، وتَغَضَّر: انْصَرَفَ وعدل عنه.
ويقال: ما غَضَرْتُ عن صَوْبي أَي ما جُرْتُ عنه؛ قال ابن أَحمر يصف الجواري: تَواعَدْنَ أَن لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ، فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ ، عن ذاكَ ، مَغْضَرا أَي لم يَعْدِلن ولم يجرن.
ويقال: غَضَرَه أَي حبسه ومنعه.
وحَمَل فما غَضَرَ أَي ما كذب ولا قَصَّر.وما غَضَرَ عن شتمي أَي ما تأَخّر ولا كذَب.
وغَضَرَ عليه يَغْضِر غضراً: عطف.
وغَضَر له من ماله: قَطَعَ له قِطْعة منه.
والغاضِرُ: الجِلْد الذي أُجِيدَ دباغُه.
وجلد غاضِرٌ: جيد الدباغ؛ عن أَبي حنيفة، والغَضِير: مثل الخَضير؛ قال الراجز: من ذابل الأَرْطى ومن غضيرها والغَضْرةُ. نَبْتٌ.
والغَضْوَرةُ: شجرة غبراء تَعْظُم، والجمع غَضْوَرٌ، وقيل: الغَضْوَرُ نبات لا يعقد عليه شحم، وقيل: هو نبات يَشْبِه الضَّعَةَ والثُّمامَ.
ويقال في مَثَلٍ: هو يأْكل غَضْرةً ويربض جَحْرةً.
والغَضْوَرُ، بتسكين الضاد: نبت يشبه السّبَط؛ قال الراعي يصف حُمُراً: تَثِير الدواجِنَ في قَصَّة عِراقِيّة ، حَوْلها الغَضْوَرُ وغَضْوَر: ثنيَّة بين المدينة وبلاد خزاعة، وقيل: هو ماء لطيِّء؛ قال امرؤ القيس: كأَثْلٍ من الأَعْراضِ من دون بِئشة ودُونَ الغَمِير، عامداتٍ لِغَضْوَرا وقال الشماخ: كأَنَّ الشبابَ كانَ رَوْحةَ راكبٍ، قضى حاجةً من سُقْفَ في آلِ غَضْوَرا والغاضِرُ: المانِعُ، وكذلك العاضِرُ، بالعين والغين. أَبو عمرو: الغاضِرُ المانع والغاضِرُ الناعم والغاضِرُ المُبَكِّرُ في حوائجه.
ويقال: أَردت أَن آتيكَ فَغَضَرَني أَمرٌ أَي منعني.
والغَواضِرُ: في قيس.
وغاضِرة: قبيلة في بني أَسد وحيٌّ من بني صَعْصَعَة، وبطن من ثَقِيف وفي بني كِنْدة.
ومسجدُ غاضِرةَ: مسجدٌ بالبصرة منسوب إِلى امرأَة.
وغُضَيْرٌ وغَضْران: اسمان.

رتع (لسان العرب) [1]


الرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَداً في الرِّيف، رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً، والاسم الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ. يقال: خرجنا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو.
وفي حديث أُمّ زَرْع: في شِبَعٍ ورِيٍّ ورَتْعٍ أَي تَنَعُّمٍ.
وقوم مُرْتِعُون: راتِعُون إِذا كانوا مَخاصِيبَ، والموضع مَرْتَعٌ، وكلُّ مُخْصِب مُرْتِع. ابن الأَعرابي: الرَّتْع الأَكل بشَرَهٍ.
وفي الحديث: إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا؛ أَراد بِرياض الجنة ذِكر الله، وشبَّه الخَوْضَ فيه بالرَّتْع في الخِصْب.
وقال الله تعالى مخبراً عن إِخوة يوسف: أَرسله معنا غداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ؛ أَي يلهو ويَنْعَم، وقيل: معناه يَسْعَى وينْبَسِط، وقيل: معنى يَرتَع يأْكل؛ واحتج بقوله: وحَبِيبٌ لي إِذا لاقَيْتُه، وإِذا يَخْلو له لَحْمِي رَتَعْ (* قوله «وحبيب . . . أكمل المادة لي إذا إلخ» في هامش الأصل بدل وحبيب لي ويحييني إذا إلخ.) معناه أَكله، ومن قرأَ نَرتع، بالنون (* قوله «ومن قرأ نرتع بالنون إلخ» كذا بالأصل، وقال المجد وشرحه: وقرئ نرتع، بضم النون وكسر التاء، ويلعب بالياء، أي نرتع نحن دوابنا ومواشينا ويلعب هو.
وقرئ بالعكس أي يرتع هو دوابنا ونلعب جميعاً، وقرئ بالنون فيهما.) ، أَراد نرتع. قال الفراء: يَرْتَعْ، العين مجزومة لا غير، لأَن الهاء في قوله أَرسله معرفة وغَداً معرفة وليس في جواب الأَمر وهو يرتع إِلاَّ الجزم؛ قال: ولو كان بدل المعرفة نكرة كقولك أَرسل رجلاً يَرتع جاز فيه الرفع والجزم كقوله تعالى: ابعث لنا مَلِكاً يُقاتِلْ في سبيل الله، ويقاتلُ، الجزم لأَنه جواب الشرط، والرفع على أَنها صلة للملك كأَنه قال ابعث لنا الذي يقاتل.
والرتْعُ: الرَّعيُ في الخِصْبِ. قال: ومنه حديث الغَضْبان الشَّيْباني مع الحَجّاج أَنه قال له: سَمِنْتَ يا غَضْبان فقال: الخَفْضُ والدَّعَةُ، والقَيْدُ والرَّتَعَة، وقِلّة التَّعْتَعة، ومن يكن ضَيْفَ الأَمير يَسْمَن؛ الرَّتَعَة: الاتّساع في الخصب. قال أَبو طالب: سماعي من أَبي عن الفراء والرَّتَعةُ مُثَقّل؛ قال: وهما لغتان: الرتَعة والرتْعة؛ بفتح التاء وسكونها، ومن ذلك قولهم: هو يَرْتَع أَي أَنه في شيء كثير لا يُمْنع منه فهو مُخْصِب. قال أَبو طالب: وأَوّل من قال القَيْدُ والرتعةُ عمرو بن الصَّعِق بن خُوَيْلد بن نُفَيْل بن عمرو بن كِلاب، وكانت شاكرٌ من هَمْدان أَسَرُوه فأَحسنوا إِليه ورَوَّحُوا عليه، وقد كان يومَ فارَق قومَه نحيفاً فهرَب من شاكر فلما وصل إِلى قومه قالوا: أَيْ عَمرُو خَرجت من عندنا نَحِيفاً وأَنت اليوم بادِنٌ فقال: القيدُ والرَّتعةُ، فأَرسلها مثلاً.
وقولهم: فلان يَرْتع، معناه هو مُخْصِب لا يَعْدَم شيئاً يريده.
ورتَعَت الماشِيَةُ تَرْتَع رَتْعاً ورُتُوعاً: أَكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في المَرْعَى نهاراً، وأَرْتَعْتُها أَنا فَرَتَعت. قال: والرَّتْع لا يكون إِلا في الخِصْب والسعة؛ ومنه حديث عمر: إِني والله أُرْتِعُ فأُشْبِعُ؛ يريد حُسْن رِعايَتِه للرَّعِيَّة وأَنه يَدَعُهم حتى يشبعوا في المَرْتع.
وماشِيةٌ رُتَّعٌ ورُتُوع ورَواتِعُ وَرِتاعٌ، وأَرْتَعَها: أَسامها.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: فمنهم المُرْتِع أَي الذي يُخَلِّي رِكابَه تَرْتَع.
وأَرْتَع الغيْثُ أَي أَنْبت ما تَرْتَع فيه الإِبل.
وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً أَي يُنْبِت من الكَلإِ ما تَرْتع فيه المَواشِي وتَرعاه، وقد أَرْتَعَ المالَ وأَرْتَعَتِ الأَرضُ.
وغَيث مُرْتِع: ذو خِصب.
ورَتَع فلان في مال فلان: تَقلَّب فيه أَكلاً وشرباً، وإِبل رِتاع.
وأَرْتَعَ القومُ: وقعوا في خِصب ورَعَوْا.
وقوم رَتِعُون مُرْتِعُون، وهو على النسب كَطَعِم، وكذلك كَلأٌ رَتِع؛ ومنه قول أَبي فَقْعس الأَعرابي في صفة كلإٍ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضَافٍ رَتِعٌ، أَراد خَضِع مَضِغ، فصير الغين عيناً مهملة لأَن قبله خَضِع وبعده رتِع، والعرب تفعل مثل هذا كثيراً.
وأَرْتعتِ الأَرضُ: كثر كَلَؤها.
واستعمل أَبو حنيفة المَراتِع في النَّعم.
والرَّتَّاعُ: الذي يَتَتَبَّعُ بإِبله المَراتِع المخْصِبة.
وقال شمر: يقال أَتَيْت على أَرض مُرْتِعة وهي التي قد طَمِعَ مالُها في الشِّبع.
والذي في الحديث: أَنه من يَرْتَع حَوْل الحِمى يُوشِك أَن يُخالِطه أَي يَطُوفُ به ويَدُور حولَه.

ترر (لسان العرب) [1]


تَرَّ الشَّيْءُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتُروراً: بان وانقطع بضربه، وخص بعضهم به العظم؛ وتَرَّتْ يَدُه تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وأَتَرَّها هو وتَرَّها تَرّاً؛ الأَخيرة عن ابن دريد؛ قال: وكذلك كل عضو قطع بضربه فقد تُرَّ تَرّاً؛ وأَنشد لطرفة يصف بعيراً عقره: تَقُولُ، وقد تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها: أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ؟ تُرَّ الوظيفُ أَي انقطع فبان وسقط؛ قال ابن سيده: والصواب أَتَرَّ الشَّيْءَ وتَرَّ هو نَفْسُه؛ قال: وكذلك رواية الأَصمعي: تقول، وقد تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها بالرفع.
ويقال: ضرب فلان يد فلان بالسيف فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها أَي قطعها وأَنْدَرَها.
وتَرَّ الرجلُ عن بلاده تُروراً: بَعُدَ.
وأَتَرَّه القضاءُ إِتْراراً: أَبعده.
والتُّرُورُ: وَثْبَةُ النَّواة من . . . أكمل المادة الحَيْس.
وتَرَّت النَّواةُ منْ مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً: وثَبَتْ ونَدَرَتْ.
وأَتَرَّ الغلامُ القُلَةَ بِمِقْلاتِه والغلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى: نَزَّاها.
والتَّرارَةُ: السِّمَنُ والبَضَاضَةُ؛ يقال منه: تَرِرْتَ، بالكسر، أَي صرت تارّاً وهو الممتلئ والتَّرارَةُ: امتلاء الجسم من اللحم ورَيُّ العظم؛ يقال للغلام الشاب الممتلئ: ثارٌّ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: رَبْعَةٌ من الرجال تارٌّ؛ التارُّ: الممتلئ البدن، وتَرَّ الرجلُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتَرارةً وتُروراً: امتلأَ جسمه وتَرَوَّى عظمه؛ قال العجاج: بِسَلْهَبٍ لُيِّنَ في تُرُورِ وقال: ونُصْبِحُ بالغَدَاةِ أَتَرَّ شَيْءٍ، ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا ورجلٌ تارٌّ وتَرٌّ: طويل. قال ابن سيده: وأُرَى تَرّاً فَعِلاً، وقد تَرَّ تَرارَةً، وقَصَرَةٌ تارَّةٌ.
والتَّرَّةُ: الجارية الحسناء الرَّعْناءُ. ابن الأَعرابي: التَّرَاتِيرُ الجواري الرُّعْنُ. ابن شميل: الأُتْرُورُ الغلام الصغير. الليث: الأُتْرُورُ الشُّرَطِيُّ؛ وأَنشد: أَعوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ مِنْ صاحِبِ الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وقيل: الأُتْرُورُ غلامُ الشُّرَطِيِّ لا يَلْبَسُ السَّوادَ؛ قالت الدهناء امرأَة العجاج: والله لولا خَشْيَةُ الأَمِيرِ، وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُترورِ، لَجُلْتُ بالشيخ من البَقِيرِ، كَجَوَلانِ صَعْبَةٍ عَسِيرِ وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِهِ وهَرَّ بِهِ رمى به.
وتَرَّ بِسَلْحِه يَتِرُّ: قذف به.
وتَرَّ النَّعامُ: أَلقى ما في بطنه.
وتُرَّ في يده: دفع.والتُّرُّ: الأَصل. يقال: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ وقُحاحِكَ. ابن سيده: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ أَي إِلى مجهودك.
والتُّرُّ، بالضم: الخيط الذي يُقَدَّرُ به البِناءُ، فارسي مُعَرَّبٌ؛ قال الأَصمعي: هو الخيط الذي يمدّ على البناء فيبنى عليه وهو بالعربية الإِمام، وهو مذكور في موضعه. التهذيب: الليث: التُّرُّ كلمة يتكلم بها العرب، إِذا غضب أَحدهم على الآخر قال: والله لأُقيمنك على التُّرِّ. قال الأَصمعي: المِطْمَرُ هو الخيط الذي يقدَّر به البناء يقال له بالفارسية التُّرُّ؛ وقال ابن الأَعرابي: التُّرُّ ليس بعربي.
وفي النوادر: بِرْذَوْنٌ تَرٌّ ومُنْتَرٌّ وَعَرِبٌ وقَزَعٌ ودُِفاقٌ إِذا كان سريعَ الرَّكْضِ، وقالوا: التَّرُّ من الخيل المعتدل الأَعضاء الخفيف الدَّرِيرُ؛ وأَنشد: وقَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْيَا نِ بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ (* قوله «وقد أغدو إلخ» هذه ثلاثة أبيات من الهزج كما لا يخفى، لكن البيت الثالث ناقص وبمحل النقص بياض بالأصل).
وذِي البِرْكَةِ كالتَّابُو تِ، والمِحْزَمِ كالقَرِّ، مع قاضيه في متنيه. كالدر وقال الأَصمعي: التَّارُّ المنفرد عن قومه، تَرَّ عنهم إِذا انفرد وقد أَتَرُّوه إِتْراراً. ابن الأَعرابي: تَرْتَرَ إِذا استرخى في بدنه وكلامه.
وقال أَبو العباس: التارّ المسترخي من جوع أَو غيره؛ وأَنشد: ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَيْءٍ قوله: أَترّ شيء أَي أَرخى شيء من امتلاء الجوف، ونمسي بالعشي جياعاً قد خلت أَجوافنا؛ قال: ويجوز أَن يكون أَتَرَّ شيء أَمْلأَ شيء من الغلام التَّارّ، وقد تقدم. قال أَبو العباس: أَتَرَّ شيء أَرخى شيء من التعب. يقال: تُرَّ يا رَجُلُ.
والتَّرْتَرَةُ: تحريك الشيء. الليث: التَّرْتَرَةُ أَن تقبض على يدي رجل تُتَرْتِرُه أَي تحركه.
وتَرْتَرَ الرجُلَ: تَعْتَعَهُ.
وفي حديث ابن مسعود في الرجل الذي ظُنَّ أَنَّهُ شرب الخمر فقال: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه أَي حركوه ليُسْتَنْكَهَ هل يُوجَدُ منه ريح الخمر أَم لا؛ قال أَبو عمرو: هو أَن يُحَرِّكَ ويُزَعْزَعَ ويُسْتَنْكَهَ حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب، وهي التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ؛ وفي رواية: تَلْتِلُوه، ومعنى الكل التحريك؛ وقول زيد الفوارس: أَلم تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي بنائِبَةٍ، زَلَّتْ وَلَمْ أَتَتَرْتَرِ أَي لم أَتزلزل ولم أَتقلقل.
وتَرْتَرَ: تكلم فأَكثر؛ قال: قُلْتُ لِزَيْدٍ: لا تُتَرْتِرْ، فإِنَّهُمْ يَرَوْنَ المنايا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِي ويروى: تُثَرْثِرْ وتُبَرْبِرْ.
والتَّراتِرُ: الشدائد والأُمور العظام.
والتُّرَّى: اليد المقطوعة.

خشف (العباب الزاخر) [1]


شمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف -بالكسر- خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة، قال القطامي:
إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّـمَـاءَ بِـشَـتْـوَةٍ      على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ

إنما نصب "حين" لأنه جعل "على" فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان:
على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ      فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ

ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ . . . أكمل المادة فلم يوفر حظه من الإعراب. وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته. والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف. وطلق بن خشاف: من التابعين. وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه. وخشاف -بالتخفيف-: موضع، قال الأعشى:
ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَـافٍ      أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ

وخشف يخشف -بالضم- خشوفاً: ذهب في الأرض. ورجل مخشف -بكسر الميم-: جريء على السرى.
وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد:
تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها      فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَـفـا

ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل. وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد:
باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَـطـا      عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى

والخشاف -بالفتح ولتشديد- والخاشف والمخشف: من صفات الأسد. قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال:
أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ     

وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ      بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ

يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: "خواشف": سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل. وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل. وأم خشاف: الداهية. وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري -رضي الله عنه-: وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء. وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات. وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف.
وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة، قال الفرزدق:
كِلانـا بـه عَـرُّ يُخَـافُ قِـرَافُــهُ      على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ

وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه. والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف. والخشف: الذل، مثل الخسف -بالسين المهملة-. وخشف به وخفش به: إذا رمى به. ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف -بالسين المهملة- فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. والخشف -بالتحريك- والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث:
جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ     


ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران. وسيف خشيف: أي ماض. والمخشف -بالفتح-: اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد.  وقال أبن دريد: الخشف -بالكسر-: ولد الظبي، والأنثى: خشفة.
وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف.
وظبية مخشف: لها خشف. وانخشف في الشيء: أي دخل فيه. ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة. وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها.
وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية رضي الله عنه-: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية -رضي الله عنه-: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي. والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر.

هبب (لسان العرب) [1]


ابن سيده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِـيباً: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبّاً، وليس بالعالي في اللغة، يعني أَن المعروف إِنما هو الـهُبُوبُ والـهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللّهُ. الجوهري: الـهَبُوبةُ الريح التي تُثِـير الغَبَرة، وكذلك الـهَبُوبُ والـهَبيبُ. تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: من أَين جِئْتَ؟ من أَينَ انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب: فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، * مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في الـمَنام كَذُوبُ وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا.
وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ.
وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ . . . أكمل المادة يَفْعَلُ كذا.
وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد.
وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللحياني. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهري: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة.
وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِـبَّةً إِذا قطَعَ.
وحكى اللحياني: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِـبَّتَه.
وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة؛ قال: جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما * جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة. شمر: هَبَّ السيفُ، وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه.
وهَبَّتِ الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِـباباً: أَسْرَعَتْ.
والـهِـبابُ: النَّشاطُ، ما كان.
وحكى اللحياني: هَبَّ البعيرُ، مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قال لبيد: فلها هِـبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها * صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِـباباً: نَشِطَ. يونس: يقال هَبَّ فلانٌ حِـيناً، ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ.
وأَينَ هَبِـبْتَ عَنَّا (1) (1 قوله «وأين هببت عنا» ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد.)؟ أَي أَينَ غِـبْتَ عَنَّا؟ أَبو زيد: غَنِـينا بذلك هَـِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قال الأَزهري: وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه من هِـبَّة الدَّهْرِ. الجوهري: يقال عِشْنا بذلك هِـبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كما يقال سَبَّةً.
والـهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر.
وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل، بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يَهُبُّونَ إِليهما، كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة؛ يعني الركعتين قبل المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والـهِبابُ: النَّشاطُ. قال النَّضْرُ: قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَوْنَ.
وقال ابن الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه (2) (2 قوله «هب إذا نبه» أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.) ، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ.
والـهِبَّةُ، بالكسر: هِـيَاجُ الفَحْل.
وهَبَّ التَّيْسُ يَهُـِبُّ هَبّاً وهِـباباً وهَبِـيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وقيل: الـهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ. ابن سيده: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِـباباً وهَبِـيباً، واهْتَبَّ: أَراد السِّفادَ.
وفي الحديث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه، قالت: فإِنه يا رسول اللّه، قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً؛ من هِـبابِ الفَحْل، وهو سِفادُه؛ وقيل: أَرادتْ بالـهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه.
وفي بعض الحديث: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وهو مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ.
وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه (1) (1 قوله «وهبهبته دعوته» هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.) ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ.
وإِنه لـحَسَن الـهِبَّةِ: يُرادُ به الحالُ.
والـهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب.
والـهِبَّة: الخِرْقة؛ ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِـبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَيْدٍ: غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، * فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ على جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِـبَبٌ، * وفيه، من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد؛ والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسَه، وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ والصائك: اللاَّصِقُ.
وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بلا همز فيهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً.
وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي.
وثَوْبٌ هِـبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وقد تَهَبَّبَ؛ وهَبـبه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ، في قمِـيصِه الـمُهَبَّبِ، * أَشْهَبَ، من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ وهَبَّ النجمُ: طَلَع.
والـهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب. ابن سيده: الـهَبْهابُ السَّرابُ.
وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ.
والـهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ.
والـهَبْهَبُ والـهَبْهَبِـيُّ: الجمل السريع؛ قال الراجز: قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ، بالـهَبْهَبِـيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ والاسْمُ: الـهَبْهَبةُ.
وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قال ابن أَحْمر: تَماثِـيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ، * نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ أَراد بالتماثيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها.
وفي الحديث: إِن في جهنم وادياً يقال له: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الـهَبْهَبُ: السَّريعُ.
وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ.
والـهَبْهَبِـيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وقيل: راعيها؛ قال: كأَنه هَبْهَبـيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، * مُسْـتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ والـهَبْهَبـيُّ: الـحَسَنُ الـحُداءِ، وهو أَيضاً الـحَسَنُ الخِدْمَةِ.
وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبـيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ.
والـهَبْهابُ: لُعْبة لصِـبيانِ العِراقِ؛ وفي التهذيب: ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الـهَبْهابَ؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، * كعَيْنِ الكَلْبِ، في هُبَّى قِـباعِ قال: هُبَّى من هُبُوب الريح؛ وقال: كعَيْن الكلب، لأَنه لا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها. قال ابن سيده: كذا وقع في نوادر ثعلب؛ قال: والصحيح هُبًّى قِـباع، من الـهَبْوةِ، وهو مذكور في موضعه.
وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ.
وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح.
وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه. ابن الأَعرابي: الـهَبْهَبـيُّ القَصَّابُ، وكذلك الفَغْفَغِـيُّ؛ قال الأَخطل: على أَنـَّها تَهْدي الـمَطِـيَّ إِذا عَوَى، * من الليل، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ أَراد به: الخَفيفَ من الذئاب.

رفف (العباب الزاخر) [1]


أبن دريد: رف الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه، وانشد:
إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَـايَ فـاكِ      رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ


وسئل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن القبلة للصائم فقال: غني لرف شفتيها وأنا صائم، أي أمص وأرتشف.
ومنه حديث عبيدة السلماني: وقال له محمد بن سيرين: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفُّ والاستملاق. أراد بالاستملاق المجامعة. والرف أيضاً-: الإكثار من الأكل، والمرف: المأكل، والرف: المأكل.
وروى بعضهم في حديث أم زرع: زوجي عن أكل رف -مكان لف-، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب غ ث ث. والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفاً: إذا أحسنت إليه أو أسديت إليه يداً.
وفي المثل: من حفنا أو . . . أكمل المادة رفنا فليترك، وفي مثل آخر: فليقتصد. وقال أبن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل: رفرف إذا بسط جناحيه.
والجمع: رفوف ورفاف.
وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما في رفي إلا شطر شعير.
وقال أبن عباس -رضي الله عنهما-: أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحج، فقالت امرأة لزوجها: أحجني، قال: ما عندي، قالت: بع تمر رفك.
وقال كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمراً من عجوة يغيب فيها الضرس. ورف من ضأن: أي جماعة.
والرف: الإبل العظيمة، ومنه الحديث: بعد الرف والوقير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج و ح. ورف لونه يرف -بالكسر- رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ، وأنشد أبن دريد:
في ظِلِّ أحوى الظِّلِّ رَفّافِ الوَرَقْ     

وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي -رضي الله عنه-: على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ك ب ب. وما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه. وقال اللحيانيُّ: يُقال للقطيع من البقر: الرَّفُّ. وحُكِيَ عن الكِسَائي: الرَّفَّةُ: الاختلاجةُ وأنْشَدَ:
لم أدرِ ألاّ الظَّنَّ ظَنَّ الغائبِ      أبِكِ أمْ بالغَيْثِ رَفَّ حاجبي

والرَّفَّةُ: الأكلة المُحْكَمَةُ. ويقال لكل مشرفٍ: رَفٌّ وقال أبن عَبّاد: الرَّفُّ أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مُشَمَّراً فتزيد في أسفله خِرقَةً من بيوت الشَّعَرِ والوبر، وجمعه: رُفُوْفٌ. قال: والرَّفِيْفُ: الخِصْبُ، والسُّوْسَنُ. والرَّفِيْفُ: الرَّوْشَنُ. وقال شَمر في حديث عقبة بن صوحان: رأيت عثمان -رضي الله عنه- نازلاً بالأبطحِ وإذا فسطاطٌ مضروبٌ وسيفٌ معلق في رفيف الفسطاط وليس عنده سَيَّافٌ ولا جِلْوَاز. رَفِيْفُه: سقفه. وقال في قول الأعشى:
وصَحِبْنا من آل جَفْنَةَ أمْـلا      كاً كِراماً بالشَّأْمِ ذاةِ الرَّفِيْفِ

أراد: البساتين التي تَرِفُّ بنضارتها واهتزازها، وقيل: ذاةُ الرَّفِيْفِ سفنٌ كان يُعْبِرُ عليها؛ وهي أنْ تُشَدَّ سفينتان أو ثلاث للمَلِكِ. وثوبٌ رَفيْفٌ: نَدٍ.
وشجرة رَفِيْفَةٌ: إذا تندت، قال الأعشى يصف ثغر امرأةٍ:
ومَهَاً تَـرِفُّ غُـرُوْبُـهُ      يشفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَهْ

وقال أبو عمرو: الرِّفافَةُ التي تُجْعَلُ في أسفل البيضة. وقال ابن دريد : الرُّفَّةُ -بالضم-: حُطامُ التبن أو التبن بعينه.
ومن أمثالهم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَةِ، وقالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ. والرَّفَفُ -بالتحريك-: الرِّقَّةُ، يقال: ثوب رَفِيْفٌ بَيِّنُ الرَّفَفِ. وقال غيره: الرَّفُّ: حظيرة الشاء. ورَفَّ قلبي إلى كذا: أي ارتاح. ورَفَّ فلانٌ بفلانِ: أي أكرمه. ورَفَّتِ الحُوار أُمه: أي رَضِعها. ورَفَّ له: سعى بما عز وهان من خدمةٍ؛ يَرُفُّ ويَرِفُّ، رُفُوْفاً، ورَفِيْفاً عن أبن عباد. ورَفَّ له: أي هشَّ له في تَخَلُّبٍ وخضوع. ورَفُّوا به: أي أحدقوا. والرُّفارِفُ: السريع. والرَّفْرَفُ: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، الواحدة: رَفْرَفَةٌ، وبعضهم يجعله واحدا، قال الله تعالى: (مُتَّكِئْين على رَفْرَفٍ خُضْرٍ)، وقيل: الرَّفْرَفُ فضول المحابس، وقال أبو عبيدة: الرَّفْرَفُ: الفًرًشُ، وقيل: الرَّفْرَفُ كل ما فضل فثُنِي.
وفي حديث أبن مسعود -رضي الله عنه-أنه قال في قوله تعالى: (لَقَدْ رأى من آيات رَبِّه الكُبْرى): رأى رَفْرَفاً أخضر سد الأفق؛ أي بساطاً. والرَّفْرَفُ -أيضا-: كِسْرُ الخِبَاء. ورَفْرَفُ الدرع: ما فضل من ذيلها وتدلى من جوانبها، قال العجّاج:
واجتاب بيضاء دِلاصاً زَغَفا      وبيضة مَسْرُوْدَةً ورَفْرَفا

وأنشد أبو عمرو:
وإنا لنَزّالُون تغشـى نِـعَـالَـنـا      سوابغُ من أصناف ريطٍ ورَفْرَفِ

ورَفْرَفُ الأيكة: ما تهدل من أغصانها. ودارَةُ رَفْرَفٍ -قال ثعلبٌ: هذا القول غير أبن الأعرابي، قال: وقال أبن الأعرابي: دارَةُ رُفْرُفٍ بالضم-: في ديار بني نُمَيْرٍ، قال الراعي:
رأى ما أرَتْهُ يوم دَارَةِ رَفْرَفٍ      لتصرعه يوماً هُنَيْدَةُ مصرعا

وذَاةُ رَفْرَفٍ: وادٍ لبني سُليمٍ. وقال اللَّيْث: الرَّفْرًفُ: ضرب من السمك. وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا:
له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غـيبـهـا      حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا

إن الرَّفْرَفَ شجر مسترسل ينبت باليمن. والرَّفْرَفُ -أيضاً-: الرَّفُّ تُجْعَلُ عليه طرائف البيت. والرَّفْرَاف: طائر؛ وهو خاطف ظله عن أبن سلمة، وربما سموا الظليم بذلك لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو.  وأرَفت الدجاجة على بيضها: بسطت عليه جناحيها. وقال أبن عباد: الرَّفْرَفَةُ: الصوت. ورَفْرَفَ الظَّلِيمُ: إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وقال أبن عباد: أرْتَفَّ: أي برق. والتركيب يدل على المَصِّ وما أشبهه؛ وعلى الحركة والبريق، وقد شذ عنه الرَّفُّ للقطيع من الإبل والشاء والبقر.

شفي (لسان العرب) [1]


الشِّفاء: دواءٌ معروفٌ، وهو ما يُبرئُ من السَّقَم، والجمعُ أَشْفِيةٌ، وأَشافٍ جمعُ الجْمع، والفعل شَفاه الله من مَرَضهِ شِفاءً، ممدودٌ.
واسْتَشْفى فلانٌ: طلبَ الشِّفاء.
وأَشْفَيتُ فلاناً إذا وهَبتَ له شِفاءً من الدواء.
ويقال: شِفاءُ العِيِّ السؤَالُ. أَبو عمرو: أَشْفى زيد عمراً إذا وَصَفَ له دواءً يكون شِفاؤه فيه، وأَشْفى إذا أَعْطى شيئاً ما؛ وأَنشد: ولا تُشْفِي أَباها، لوْ أَتاها فقيراً في مبَاءَتِها صِماما وأَشْفَيْتُك الشيءَ أَي أَعطيْتُكَه تَستَشْفي به.
وشفاه بلسانه: أَبْرأَهُ.
وشفاهُ وأَشْفاهُ: طلب له الشِّفاءَ.
وأَشْفِني عَسَلاً: اجْعَلْه لي شِفاءً.
ويقال: أَشْفاهُ اللهُ عسَلاً إذا جعله له شِفاءً؛ حكاه أَبو عبيدة.
واسْتَشْفى: طلب الشِّفاءَ، واسْتَشْفى: نال الشِّفاء.
والشَّفى: حرْفُ الشيءِ وحَدُّه، قال الله تعالى: على . . . أكمل المادة شَفى جُرُفٍ هارٍ؛ والاثنان شَفَوان.
وشَفى كلِّ شيء: حَرْفُه؛ قال تعالى: وكنتم على شَفى حُفْرة من النارِ؛ قال الأَخفش: لمَّا لم تَجُزْ فيه الإمالةُ عُرِفَ أَنه من الواو لأَنَّ الإمالة من الياء.
وفي حديث علي، عليه السلام: نازلٌ بِشَفا (* في النهاية: يشفى بدل بشفا). جُرُفٍ هارٍ أَي جانِبه، والجمع أَشْفاءٌ؛ وقال رؤبة يصف قوساً شَبَّه عِطْفَها بعِطْفِ الهلال: كأَنَّها في كَفِّه تحت الروق (* قوله «تحت الروق إلخ» هكذا في الأصل).
وفْقُ هِلالٍ بينَ ليْلٍ وأُفُقْ، أَمسى شَفىً أَو خَطُّهُ يومَ المَحَقْ الشَّفى: حَرْفُ كلِّ شيء، أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ يوم المَحَق.
وأَشْفْى على الشيء: أَشرفَ عليه، وهو من ذلك.
ويقال: أَشفى على الهلاك إذا أَشرفَ عليه.
وفي الحديث:فأَشْفَوْا على المرْج أَي أَشرَفُوا، وأَشْفَوْ على الموتِ.
وأَشافَ على الشيء وأَشفى أَي أَشرَفَ عليه.
وشَفَت الشمس تَشْفُوا: قارَبَت الغُروب، والكلمة واوِيَّة ويائيَّة.
وشفى الهلالُ: طَلعَ، وشَفى الشخصُ: ظَهَرَ؛ هاتان عن الجوهري. ابن السكيت: الشَّفى مقصورٌ بقيَّةُ الهلالِ وبقيةُ البصر وبقية النهار وما أَشبهه؛ وقال العجاج:ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا، أَشْرَفْتُه بلا شَفى أَو بِشَفى قوله بلا شَفى أَي وقد غابَتِ الشمسُ، أَو بشَفَى اي أَو قدْ بَقِيَتْ منها بقِيَّةٌ؛ قال ابن بري: ومثله قول أَبي النجم: كالشِّعْرَيَيْن لاحَتا بعْدَ الشَّفى شبَّه عيني أَسَدٍ في حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَيَيْن بعد غروب الشمس لأَنَّهما تَحْمَرَّان في أَوَّل الليلِ؛ قال ابن السكيت: يقال للرجل عند موتهِ وللقمر عند امِّحاقِه وللشمس عند غروبها ما بَقِيَ منه إلا شَفىً أَي قليلٌ.
وفي الحديث عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول ما كانت المُتْعة إلاَّ رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بها أُمَّة محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، فلولا نَهْيُه عنها ما احتاج إلى الزِّنا أَحَدٌ إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ قليلٌ من الناس؛ قال: والله لكَأَنِّي أَسمَعُ قوله إلاَّ شفىً؛ عطاء القائلُ؛ قال أَبو منصور: وهذا الحديث يدلُّ على أَنَّ ابن عباس عَلِمَ أَنَّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، نهى عن المُتْعة فرجع إلى تَحْرِيمِها بعدما كان باح بإحْلالِها، وقوله: إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ خَطِيئةً من الناس قليلةً لا يَجدونَ شيئاً يَسْتَحِلُّون به الفُروج، من قولهم غابتِ الشمسُ إلا شَفىً أََي قليلاً من ضَوْئِها عند غروبها. قال الأَزهري: قوله إلا شَفىً أَي إلا أَنْ يُشْفيَ، يعني يُشْرِفَ على الزِّنا ولا يُواقِعَه، فأَقام الاسمَ وهو الشَّفى مُقامَ المصدرِ الحقيقي، وهو الإشفاءُ على الشيء.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: فأَشْفَوْا على المَرْجِ أَي أَشرَفُوا عليه ولا يَكادُ يقالُ أَشْفَى إلا في الشَّرِّ.
ومنه حديث سَعدٍ: مَرِضْتُ مَرَضاً أَشْفَيْتُ منه على الموت.
وفي حديث عمر: لا تَنْظُروا إلى صلاة أَحدٍ ولا إلى صِيامِه ولكن انظروا إلى وَرَعه إذا أَشْفَى أَي إذا أَشرَف على الدُّنيا وأَقبَلَتْ عليه، وفي حديث الآخر: إذا اؤْْتُمِنَ أَدَّى وإذا أَشْفَى وَرِع أَي إذا أَشرف على شيءً توَرَّعَ عنه، وقيل: أَراد المَعْصِية والخِيانة.
وفي الحديث: أَن رجُلاً أَصابَ من مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتى به النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، يدْعُو له فيه فقال: ما شَفَّى فلانٌ أَفضلُ مما شَفَّيْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آياتٍ؛ أَراد: ما ازْدادَ ورَبِحَ بتَعلُّمِه الآيات الخمسَ أَفضلُ مما اسْتَزَدْتَ ورَبِحْتَ من هذا الذَّهَبِ؛ قال ابن الأَثير: ولعله من باب الإبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزيادةُ والرِّبْحُ، فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إحدى الفاءَات ياءً، كقوله تعالى: دَسّاها، في دَسَّسَها، وتقَضَّى البازي في تقَضَّضَ، وما بقِيَ من الشَّمْسِ والقَمَرِ إلا شَفىً أَي قليلٌ.
وشَفَتِ الشمسُ تَشْفي وشَفِيَتْ شَفىً: غَرَبَتْ، وفي التهذيب: غابَتْ إلا قليلاً، وأَتيتهُ بشَفىً من ضَوْءِ الشمسِ؛ وأَنشد: وما نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَى، إذا نفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ أَي قُبَيْلَ غروبِ الشمس.
ولما أَمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَيْشٍ ففَعَلَ قال: شَفَى واشْتَفَى؛ أَراد أَنه شفى المْؤمنين واشتَفَى بنفْسهِ أَي اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، وهو من الشِّفاءِ البُرْءِ من المرض، يقال: شَفاهُ الله يَشْفيه، واشتَفَى افتَعَل منه، فنقَله من شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاء القُلُوبِ والنُّفُوس.
واشتَفَيْتُ بكذا وتشَفَّيْتُ من غَيْظي.
وفي حديث الملْدُوغِ: فشَفَوْا له بكلِّ شيءٍ أَي عالَجُوهُ بكلِّ ما يُشْتَفَى به، فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ العِلاجِ والمُداواة.
والإشْفَى: المِثْقَب؛ حكى ثعلب عن العرب: إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإشْفَى، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه إنما ذهَب إلى حِدَّتهِ لأَن الإنسانَ لو لاطَمَ الإشْفَى لكان ذلك عليه لا له.
والإشْفَى: الذي للأساكِفة، قال ابن السكيت: الإشْفَى ما كان للأَساقي والمَزاود والقِرَبِ وأَشباهِها، وهو مقصور، والمِخْصَفُ للنِّعالِ؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:فحاصَ ما بينَ الشِّراكِ والقَدَمْ، وَخْزَة إشْفَى في عُطُوفٍ من أَدَمْ وقوله أَنشده الفارسي: مِئَبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَى المِرْفَقِ عَنَى أَنَّ مِرْفَقَها حديدٌ كالإشْفَى، وإن كان الجَوْهَر يقتضي وصفاً ما فإن العَرَب رُبما أَقامتْ ذلك الجَوْهَر مُقامَ تلك الصِّفةِ. يقولُ عليّ، رضي الله عنه: ويا طَغامَ الأَحلامِ، لأَنَّ الطَّغامةَ ضعيفةٌ فكأَنه قال: يا ضِعافَ الأَحلام؛ قال ابن سيده: أَلِفُ الإشْفَى ياءٌ لوجُود ش ف ي وعدم ش ف و مع أَنها لامٌ. التهذيب: الإشفى السِّرادُ الذي يُخْرَزُ به، وجمعه الأَشافي. ابن الأَعرابي: أَشْفَى إذا سار في شَفَى القمر، وهو آخرُ الليل، وأَشْفَى إذا أَشرف على وصِيَّةٍ أَو وَديعةٍ.
وشُفَيَّة: اسم رَكِيّة معروفة.
وفي الحديث ذكر شُفَيّة، وهي بضم الشين مصغرة: بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أَسد. التهذيب في هذه الترجمة: الليث الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ، تقول شَفَةٌ وثلاثُ شَفَواتٍ، قال: ومنهم من يقول نُقْصانُها هاءٌ وتُجْمَعُ على شِفاهٍ، والمُشافهة مُفاعَلة منه. الخليل: الباءُ والميمُ شَفَوِيّتانِ، نسَبهُما إلى الشَّفَة، قال: وسمعت بعض العرب يقول أَخْبَرَني فلانٌ خَبَراً اشْتَفَيْتُ به أَي انتَفَعْتُ بصحَّته وصدْقِه.
ويقول القائلُ منهم: تشَفَّيْتُ من فلانٍ إذا أَنْكَى في عَدُوِّه نِكايةً تَسُرُّه.

رحب (لسان العرب) [1]


الرُّحْبُ، بالضم: السَّعةُ. رَحُبَ الشيءُ رُحْباً ورَحابةً، فهو رَحْبٌ ورَحِـيبٌ ورُحابٌ، وأَرْحَبَ: اتَّسَعَ.
وأَرْحَبْتُ الشيءَ: وسَّعْتُه. قال الـحَجَّاجُ، حِـينَ قَتَلَ ابن القِرِّيَّة: أَرْحِبْ يا غُلامُ جُرْحَه! وقيل للخيل: أَرْحِبْ، وأَرْحِـبي أَي تَوَسَّعِـي وتَباعَدي وتَنَحِّي؛ زجر لها؛ قال الكميت بن معروف: نُعَلِّمُها: هَبِي، وهَلاَ، وأَرْحِبْ، * وفي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِـينا وقالوا: رَحُبَتْ عليكَ وطُلَّتْ أَي رَحُبَتِ البِـلادُ عليك وطُلَّتْ.
وقال أَبو إِسحق: رَحُبَتْ بِلادُكَ وطُلَّت أَي اتَّسَعَتْ وأَصابَها الطَّلُّ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: على طَريقٍ رَحْبٍ أَي واسِعٍ.
ورجُل رَحْبُ الصَّدْرِ، ورُحْبُ الصدر، ورحِـيبُ الجَوْفِ: واسِعُهما.
وفلان رحِـيبُ الصَّدْر أَي واسع الصدر؛ وفي حديث ابن عوف، رضي اللّه عنه: قَلِّدوا أَمْرَكُم . . . أكمل المادة رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القُوَّةِ عند الشَّدائد.
ورَحُبَت الدَّارُ وأَرْحَبَتْ بمعنى أَي اتَّسَعَتْ.
وامرأَةٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ.
والرَّحْبُ، بالفتح، والرَّحِـيبُ: الشيء الواسِعُ، تقول منه: بلد رَحْبٌ، وأَرضٌ رَحْبةٌ؛ الأَزهري: ذهب الفراء إِلى أَنه يقال بَلَدٌ رَحْبٌ، وبِلادٌ رَحْبةٌ، كما يقال بَلَدٌ سَهْلٌ، وبِلادٌ سَهْلة، وقد رَحُبَت تَرْحُبُ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْباً ورَحابةً، ورَحِـبَتْ رَحَباً؛ قال الأَزهري: وأَرْحَبَتْ، لغة بذلك المعنى.
وقِدْرٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ.
وقول اللّه، عز وجل: وضاقَتْ عليهم الأَرضُ بما رَحُبَتْ؛ أَي على رُحْبِها وسَعَتها.
وفي حديث كَعْب بن مالك: فنحنُ، كما قال اللّه تعالى: وضاقَت عليهم الأَرضُ بما رَحُبَتْ.
وأَرضٌ رَحِـيبةٌ: واسِعةٌ. ابن الأَعرابي: والرَّحْبةُ ما اتَّسع من الأَرض، وجمعُها رُحَبٌ، مثل قَرْيةٍ وقُرًى؛ قال الأَزهري: وهذا يجيء شاذاً في باب الناقص، فأَما السالم فما سمعت فَعْلةً جُمعت على فُعَلٍ؛ قال: وابن الأَعرابي ثقة، لا يقول إِلا ما قد سَمِعَه.
وقولهم في تحية الوارد: أَهْلاً ومَرْحَباً أَيْ صادَفْتَ أَهْلاً ومَرْحَباً.
وقالوا: مَرْحَبَك اللّهُ ومَسْهَلَكَ.
وقولهم: مَرْحَباً وأَهْلاً أَي أَتَيْتَ سَعةً، وأَتَيْتَ أَهْلاً، فاسْتَـأْنِس ولا تَسْتَوْحِشْ.
وقال الليث: معنى قول العرب مَرْحَباً: انزل في الرَّحْب والسَّعةِ، وأَقِمْ، فلَكَ عِندنا ذلك.
وسئل الخليل عن نصب مَرْحَباً، فقال: فيه كَمِـينُ الفِعْل؛ أَراد: به انْزِلْ أَو أَقِمْ، فنُصِب بفعل مضمر، فلما عُرِف معناه المراد به، أُمِـيتَ الفِعلُ. قال الأَزهري، وقال غيره، في قولهم مَرْحَباً: أَتَيْتَ أَو لَقِـيتَ رُحْباً وسَعةً، لا ضِـيقاً؛ وكذلك إِذا قال: سَهْلاً، أَراد: نَزَلْت بلَداً سَهْلاً، لا حَزْناً غَلِـيظاً. شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: مَرْحَبَكَ اللّهُ ومَسْهَلَكَ ! ومَرْحَباً بك اللّهُ؛ ومَسْهَلاً بك اللّهُ ! وتقول العرب: لا مَرْحَباً بك ! أَي لا رَحُبَتْ عليك بلادُك! قال: وهي من المصادر التي تقع في الدُّعاءِ للرجل وعليه، نحو سَقْياً ورَعْياً، وجَدْعاً وعَقْراً؛ يريدون سَقاكَ اللّهُ ورَعاكَ اللّهُ؛ وقال الفراءُ: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ كأَنه وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِـيبِ.
ورَحَّبَ بالرجل تَرْحِـيباً: قال له مَرْحَباً؛ ورَحَّبَ به دعاه إِلى الرَّحْبِ والسَّعَةِ.
وفي الحديث: قال لِخُزَيمةَ بن حُكَيْمٍ: مَرْحَباً، أَي لَقِـيتَ رَحْباً وسَعةً؛ وقيل: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ فجعلَ الـمَرْحَبَ موضع التَّرْحِـيب.ورَحَبةُ المسجِد والدارِ، بالتحريك: ساحَتُهما ومُتَّسَعُهما. قال سيبويه: رَحَبةٌ ورِحابٌ، كرَقَبةٍ ورِقابٍ، ورَحَبٌ ورَحَباتٌ. الأَزهري، قال الفراءُ: يقال للصَّحْراءِ بين أَفْنِـيَةِ القوم والـمَسْجِد: رَحْبةٌ ورَحَبةٌ؛ وسميت الرَّحَبةُ رَحَبةً، لسَعَتِها بما رَحُبَتْ أَي بما اتَّسَعَتْ. يقال: منزل رَحِـيبٌ ورَحْبٌ.
ورِحابُ الوادِي: مَسايِلُ الماءِ من جانِـبَيْه فيه، واحدتها رَحَبةٌ.
ورَحَبةُ الثُّمام: مُجْـتَمَعُه ومَنْبِتُه.
ورَحائبُ التُّخوم: سَعةُ أَقْطارِ الأَرض.
والرَّحَبةُ: مَوضِعُ العِنَبِ، بمنزلة الجَرينِ للتَّمر، وكلُّه من الاتساع.
وقال أَبو حنيفة: الرَّحْبةُ والرَّحَبةُ، والتثقيل أَكثر: أَرض واسِعةٌ، مِنْباتٌ، مِحْلالٌ.
وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيَّارٍ: أَرَحُبَكُم الدُّخولُ في طاعةِ ابن الكِرْمانِـي أَي أَوَسِعَكم، فعَدَّى فَعُلَ، وليست مُتَعدِّيةً عند النحويين، إِلا أَن أَبا علي الفارسي حكى أَن هذيلاً تعديها إِذا كانت قابلة للتعدّي بمعناها؛ كقوله: ولم تَبْصُرِ العَيْنُ فيها كِلابا قال في الصحاح:لم يجئْ في الصحيح فَعُلَ، بضم العين، متعدياً غير هذا.
وأَمـَّا المعتل فقد اختلفوا فيه، قال الكسائي: أَصل قُلْتُه قَوُلْتُه، وقال سيبويه: لا يجوز ذلك، لأَنه لا يتعدّى، وليس كذلك طُلْته، أَلا ترى أَنك تقول طويل؟ الأَزهري، قال الليث: هذه كلمة شاذة على فَعُلَ مُجاوِزٌ، وفَعُلَ لا يكون مُجاوِزاً أَبداً. قال الأَزهري: لا يجوز رَحُبَكُم عند النحويين، ونصر ليس بحجة.
والرُّحْبَـى، على بناءِ فُعْلَى: أَعْرَضُ ضِلَعٍ في الصدرِ، وإِنما يكون الناحِزُ في الرُّحْبَيَيْنِ، وهما مَرْجِعا الـمِرْفقين.
والرُّحْبَيانِ:الضِّلَعانِ اللتان تَلِـيانِ الإِبْطَيْنِ في أَعْلَى الأَضْلاع؛ وقيل: هما مَرْجِعا الـمِرْفقين، واحدهما رُحْبَـى.
وقيل: الرُّحْبـى ما بين مَغْرِز العُنق إِلى مُنْقَطَعِ الشَّراسِـيف؛ وقيل: هي ما بين ضِلَعَي أَصل العُنق إِلى مَرْجع الكَتِف.
والرُّحْبـى: سِمةٌ تَسِمُ بها العرَبُ على جَنْبِ البَعِـير.
والرُّحَيْباءُ من الفرس: أَعْلَى الكَشْحَيْنِ، وهما رُحَيْباوانِ. الأَزهري: الرُّحْبَـى مَنْبِضُ القَلْبِ من الدَّوابِّ والانسانِ أَي مكانُ نَبْض قلبه وخَفَقانِه.
ورَحْبةُ مالك بن طَوْقٍ: مَدينةٌ أَحْدَثَها مالكٌ على شاطِـئِ الفُراتِ.
ورُحابةُ: موضعٌ معروفٌ. ابن شميل: الرِّحابُ في الأَودية، الواحدة رحْبةٌ، وهي مواضع مُتَواطِئةٌ يَسْتَنْقِـعُ فيها الماءُ، وهي أَسْرَعُ الأَرض نباتاً، تكون عند مُنْتَهَى الوادِي، وفي وَسَطِه، وقد تكون في المكانِ الـمُشْرِف، يَسْتَنْقِـعُ فيها الماءُ، وما حَوْلَها مُشْرِفٌ عليها، وإِذا كانت في الأَرضِ الـمُسْتَوِيَةِ نزلَها الناسُ، وإِذا كانت في بطن الـمَسايِل لم يَنْزلْها الناسُ؛ فإِذا كانت في بطن الوادي، فهي أُقْنَةٌ أَي حُفْرةٌ تُمْسِكُ الماءَ، ليست بالقَعِـيرة جِدّاً، وسَعَتُها قَدْرُ غلْوةٍ، والناسُ يَنْزِلُون ناحيةً منها، ولا تكون الرِّحابُ في الرَّمل، وتكون في بطون الأَرضِ، وفي ظَواهِرِها.
وبنُو رَحْبةَ: بَطْنٌ مِن حِمْيَر.
وبنُو رَحَبٍ: بَطْن من هَمْدانَ. وأَرْحَبُ: قَبِـيلَةٌ من هَمْدانَ.
وبنُو أَرْحَبَ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، إِليهم تُنْسَبُ النَّجائبُ الأَرْحَبِـيَّةُ. قال الكميت، شاهداً على القبيلة بني أَرْحَبَ. يَقُولونَ: لَمْ يُورَثْ، ولَوْلا تُراثُه، * لقد شَرِكَتْ فيه بَكِـيلٌ وأَرْحَبُ الليث: أَرْحَبُ حَيٌّ، أَو موضع يُنْسَبُ إِليه النَّجائبُ الأَرْحَبِـيَّةُ؛ قال الأَزهري: ويحتمل أَن يكون أَرْحَبُ فَحْلاً تُنْسَبُ إِليه النجائب، لأَنها من نَسْلِه.
والرَّحِـيبُ: الأَكُولُ.
ومَرْحَبٌ: اسم.
ومَرْحَبٌ: فَرَسُ عبدِاللّه بن عَبْدٍ.
والرُّحابةُ: أُطُمٌ بالمدينة؛ وقول النابغة الجعدي: وبعضُ الأَخِلاَّءِ، عِنْدَ البَلا * ءِ والرُّزْءِ، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ وكيفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ * خَلالَـتُه كأَبِـي مَرْحَبِ؟ أَراد كخَلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ، يَعْنِـي به الظِّلَّ.

رعل (لسان العرب) [1]


الرَّعْل: شِدَّة الطعن، والإِرْعال سرعته وشِدَّته.
ورَعَله وأَرْعَله بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شديداً.
وأَرْعَل الطَّعْنة: أَشبعها وملك بها يده، ورَعَله بالسيف رَعْلاً إِذا نَفَخه به، وهو سيف مِرْعَلٌ ومِخْذَم.
والرَّعْلة: القَطِيع أَو القِطْعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل: هي أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وقيل: هي القطعة من الخيل قدر العشرين (* قوله «قدر العشرين» في المحكم زيادة: والخمسة والعشرين) ، والجمع رِعال وكذلك رِعال القَطا؛ قال: تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها رِعال القَطا، في وِرْدهن بُكُور وقال امرؤ القيس: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، كأَن أَسرابَها الرِّعال وأَنشد الجوهري لَطَرفة: ذُلُقٌ في غارة مسفوحة، كَرِعال الطير أَسراباً تَمُرّ قال ابن بري: رواية الأَصمعي في صدر هذا . . . أكمل المادة البيت: ذُلُق الغارة في أَفْراعِهم ورواية غيره: ذُلُق في غارة مسفوحة، ولَدى البأْس حماة ما تَفِرّ قال: وصوابه أَن يقول الرَّعْلة القطعة من الطير، وعليه يصح شاهده لا على الخيل، قال: والرَّعْلة القطعة من الخيل، متقدمة كانت أَو غير متقدمة.قال: وأَما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال ونجوم وإبل وغير ذلك؛ قال: وشاهد الرَّعيل للإِبل قول القُحَيف العُقَيلي:أَتَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، من العام يغشاه، ومن عام أَوَّلا؟ قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها مَضَلَّة بَوٍّ في رَعِيل تَعَجَّلا وقال الراعي: يَجْدُون حُدْباً مائلاً أَشرافها، في كل مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا قال ابن سيده: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وقد يكون من الخيل والرجال؛ قال عنترة: إِذ لا أُبادِر في المَضِيق فوارسي، أَو لا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول ويكون من البقر؛ قال: تَجَرَّدُ من نَصِيَّتها نَواجٍ، كما يَنْجو من البَقَر الرَّعِيلُ والجمع أَرعال وأَراعيل، فإِما أَن يكون أَراعيل جمع الجمع، وإِما أَن يكون جمع رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: سِراعاٌ إِلى أَمره رَعِيلاً أَي رُكَّاباً على الخيل.
وفي حديث ابن زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حين أَشْفَوا على المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال: يقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
والمُسْتَرْعِل: الذي يَنْهَض في الرَّعِيل الأَول، وقيل: هو الخارج في الرَّعِيل، وقيل: هو قائدها كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قال اتأَبَّط شَرًّا: متى تَبْغِني، ما دُمْت حيّاً مُسَلّماً، تَجِدْني مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل وقيل: المُسْترعِل ذو الإِبل، وبه فسر ابن الأَعرابي المسترعِل في هذا البيت؛ قال ابن سيده: وليس بجَيِّد.
والرَّعْل: أَنف الجبل كالرَّعْن، ليست لامه بدلاً من النون؛ قال ابن جني: أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلة والرَّعِيل وهي القطعة المتقدمة من الخيل، وذلك أَن الخيل توصف بالحركة والسرعة.
وأَراعيل الرياح: أَوائلُها، وقيل: دُفَعُها إِذا تتابعت.
وأَراعيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة: تُزْجي أَراعيلَ الجَهام الخُور والرَّعْلة: النَّعامة، سميت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ تُرى إِلا سابقة للظَّلِيم.
واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تتابعت في السير والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بعضاً.
ورَعَل الشيءَ رَعْلاً: وَسَّع شَقَّه، وروى الأَحمر من السَّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلقاً، واسم ذلك المُعَلَّق الرَّعْل.
والرَّعْلة: جلدة من أُذن الشاة والناقة تشق فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة، والصفة رَعْلاء، وقيل: الرَّعْلاء التي شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً في وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبيها؛ قال الجوهري: الرَّعْلة والرَّعْل ما يقطع من أُذن الشاة ويترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمة.
والرَّعْلة: القُلْفة على التشبيه بَرْعلة الأُذن.
وغلام أَرْعَل: أَقلف، وهو منه، والجمع أَرعال ورُعْل؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّاني واسمه سَهْل بن شيبان وكان عَدِيد الأَلف في الجاهلية: رأَيت الفِتْيَة الأَعزا ل مثل الأَينُق الرُّعْل (* قوله «الأعزال» هي رواية التهذيب والجوهري والصاغاني، والذي في المحكم: الأرغال). قال ابن بري: رواه الهَرَوي في الغريبين الأَعزال جمع عُزُل الذي لا سلاح معه مثل سُدُم وأَسدام، ورواه ابن دريد الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل وهو الأَغلف. قال ابن بري: والرُّعْل جمع رَعْلاء أَي لا تمتنع منم أَحد. قال الأَزهري: وكل شيء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل.
ويقال للقَلْفاء من النساء إِذا طال موضع خَفْضها حتى يسترخي أَرْعَل؛ ومنه قول جرير: رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل العريض الواسع؛ ويقال للشاة الطويلة الأُذن رَعْلاء.
ونَبْت أَرْعَلُ: طويل مُسْتَرْخٍ؛ قال: تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، ومُظْلِماً ليس على دَمَال ورواه أَبو حنيفة: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ.
وعُشْبٌ أَرعل إِذا تَثَنَّى وطال (* قوله «وطال» هكذا في الأصل، والذي في التكملة والقاموس: وطاب بالباء) ؛ قال: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا وفي النوادر: شجرة مُرْعِلة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهي مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خرجت رَعْلتها.
ورَجُل أَرْعَل بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مضطرب العقل أَحمق مُسْتَرْخٍ.
والرَّعالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء.
وفي الأَمثال: العرب تقول للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعالة أَي زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنىً.
والرَّعالة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الحال والغِنى. الأَصمعي: الأَرعل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِل يَرْعَل، فهو أَرْعَل.
والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلة؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وقد رَعَّل الكَرْمُ.
والرَّعْلة: اسم نخْلة الدَّقَل، والجمع رِعال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وقيل: هو الكريم منها، والراعِل الدَّقَل.والرِّعْل: ذكر النَّحْل، ومنه سُمِّي رِعْل بن ذَكْوان.
والرَّعْلة: واحدة الرِّعال وهي الطِّوال من النخل.
وترك فلان رَعْلة أَي عِيالاً.
ويقال: هو أَخْبَث من أَبي رِعْلة، وهو الذئب، وكذلك أَبو عِسْلة.
والرَّعْلة: اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: والرَّعْلة الخِيرة من بناتها ورَعْلة: اسم فرس أَخي الخنساء؛ قالت: وقد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت، فَلَيْتَ الخَيْل فارسها يراها ويقال: مَرَّ فلان يَجُرُّ رَعْله أَي ثيابه.
ويقال لما (* قوله «ويقال لما إلخ» عبارة القاموس وشرحه: ويقال لما تهدل من النبات أرعل، كذا في العباب، وفي اللسان: لما تهدل من الثياب) تَهَدَّل من الثياب أَرْعَل.
والمُرَعَّل: خيار المال؛ قال الشاعر: أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا نساءً، وجئنا بالهِجان المُرَعَّل والرُّعْلول: بَقْل، ويقال هو الطَّرْخون.
وابن الرَّعْلاء: من شُعَرائهم.
ورِعْل وذَكْوان: قبيلتان من سُلَيْم. قال ابن سيده: رِعْل ورِعْلة جميعاً قبيلة باليمن، وقيل: هم من سُلَيْم.
والرَّعْل: موضع.

كبب (لسان العرب) [2]


كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه: قَلَبه.
وكَبَّ الرجلُ إِناءَه يَكُبُّه كَبّاً، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد: يا صاحبَ القَعْوِ الـمُكَبِّ الـمُدْبِرِ، * إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه.
وأَكَبَّ هو على وجْهه.
وهذا من النوادر أَن يقال: أَفْعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَّ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق، هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ: كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ. يقال: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل: هو من باب حذف الجارِّ، وإِيصال الفعل، فالمعنى: جَعَلُوها مُكِـبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه.
وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: . . . أكمل المادة قَلَبْتُها على وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم: فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه وفي حديث معاوية: إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِـيَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح: شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه.
وكَبَّةُ النار: صَدْمَتُها.
وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بمعنًى؛ قال لبيد: جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ * مُكِـبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِـبُه.
والفرسُ يَكُبُّ الـحِمارَ إِذا أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد: فهو يَكُبُّ العِـيطَ منها للذَّقَنْ والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها.
وكَبَّ فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه؛ قال: يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم، * إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا أَي يَعْقِرُونَها.
وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ.
وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبل عليه ولزمه.
وأَكَبَّ للشَّيء: تَجانَـأَ.
ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ: كثير النَّظَر إِلى الأَرض.
وفي التنزيل العزيز: أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه.
وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وفي التنزيل العزيز: فكُبْكِـبُوا فيها.
والكُبَّةُ، بالضم: جماعةُ الخيل، وكذلك الكَبْكَبةُ.
وكُبَّةُ الخيلِ: مُعْظَمُها، عن ثعلب.
وقال أَبو رِياشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل(1) (1 قوله «والكبة إفلات إلخ» وقوله فيما بعد، والكبكبة كالكبة: بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس.) ، وهي على الـمُقَوَّسِ للجَرْي، أَو للحملة.
والكَبَّةُ، بالفتح: الـحَمْلةُ في الحرب، والدَّفْعة في القتال والجَرْي، وشدَّتُه؛ و أَنشد: ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك: طَعَنْتُه في الكَبَّة، طَعْنةً في السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة.
والكَبْكَبة: كالكَبَّةِ.
ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه.
وكَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته ودَفْعَتُه.
والكَبَّةُ: الزِّحام.
وفي حديث أَبي قتادة: فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، وهي الجماعة من الناس وغيرهم.
وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال: إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق.
والكُبُّ: الشيءُ الـمُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره.
وكُبَّةُ الغزل: ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك. الصِّحاح: الكُبَّةُ الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه: كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً. ابن سيده: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً.
والكُبَّةُ: الإِبلُ العظيمة.
وفي المثل: إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالـهُبَّة؛ الـهُبَّةُ: الريحُ.
ومنهم مَن رواه: لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة، بتخفيف الباءَين من الكلمتين؛ جعل الكُبَة من الكابي، والـهُبَة من الهابي. قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو زيد في هذا المثل، شدّد الباءَين من الكُبَّة والـهُبَّةِ؛ قال: ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِـيالٌ.
ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق: كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ * عليها، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ والكُبابُ: الكثيرُ من الإِبل، والغنم ونحوهما؛ وقد يُوصَفُ به فيقال: نَعَمٌ كُبابٌ.
وتَكَبَّـبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال.
والكُبابُ: التُّراب؛ والكُبابُ: الطين اللازِبُ؛ والكُبابُ: الثَّرَى؛ والكُبابُ، بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الـحَرِّ: تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتى كأَنما * يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده: يُثِـيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه.
والـمِحْمَل: محمل السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به.
ويقال: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل. والكُبابُ: الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه بعضاً؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ: فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ، * عليه الثَّـأْطُ والطينُ الكُبابُ والكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، والفعل التَّكْبِـيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه.
وكَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ.
والكُبُّ: ضَرْبٌ من الـحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ وقيل: هو من نَجِـيلِ العَلاةِ (1) (1 قوله «من نجيل العلاة» كذا بالأصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة.) ؛ وقيل: هو شجر. ابن الأَعرابي: من الـحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد: يا إِبلَ السَّعْدِيِّ !لا تَـأْتَبِّي * لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ أَبو عمرو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود، والواحدة كُبَّة.
وكُبَّ إِذا قُلِبَ.
وكَبَّ إِذا ثَقُلَ.
وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه. قال: والـمُكَبَّـبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ العصافير، وتِـبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة.
والكُبَّة: الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ: وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ، * وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِـيرِ وقال آخر : تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ، * وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ.
وفي الحديث: كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ.
والكَبابةُ: دواء.
والكَبْكَبَةُ: الرَّمْيُ في الـهُوَّةِ، وقد كَبْكَبَه.
وفي التنزيل العزيز: فَكُبْكِـبُوا فيها هُمْ والغاوونَ؛ قال الليثُ: أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثم رُمِـيَ بهم في هُوَّةِ النار؛ وقال الزجاج: كُبْكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة: معناه دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِـبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِـيَ يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتى يَسْتَقِرَّ فيها، نَسْتَجيرُ باللّه منها؛ وقيل قوله: فكُبْكِـبُوا فيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة.
وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعض.
ورجل كُباكِبٌ: مجتمع الخَلْق.
ورجل كُبَكِبٌ (2) (2 قوله «ورجل كبكب» ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان.): مجتمع الخَلْق شديد؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كثير.
وجاءَ مُتَكَبْكِـباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً. اسم جبل بمكة، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان؛ قال الشاعر: يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا وقيل: هو ثَنِـيَّة؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله: غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، * وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله: ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا ويقال للجارية السمينة (1) (1 قوله «ويقال للجارية السمينة إلخ» مثله في التهذيب. زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها.): كَبْكابة وبَكْباكَةٌ.
وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ: اسم ماء بعينه؛ قال الراعي: قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ * على كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ وقيل: كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها.
وقَيْسُ كُبَّةَ: قبيلةٌ من بني بَجيلةَ؛ قال الراعي يَهْجُوهم: قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها، * إِلى أَهْلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها وفي النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ وكذلك كَبْكَبْتُه.

شمس (لسان العرب) [1]


الشمس: معروفة.
ولأَبْكِيَنَّك الشمسَ والقَمَر أَي ما كان ذلك. نصبوه على الظرف أَي طلوعَ الشمس والقمر كقوله: الشمسُ طالعةٌ، ليسَتْ بكاسِفَةٍ، تَبْكِي عليكَ، نُجومَ الليلِ والقَمَرا والجمع شُموسٌ، كأَنهم جعلوا كل ناحية منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق مَفارِق؛ قال الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ: إِنْ لم أَشِنَّ على ابنِ هِنْدٍ غارَةً، لم تَخْلُ يوماً من نِهابِ نُفُوسِ خَيْلاً كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً، تَعْدُو ببيضٍ في الكريهةِ شُوسِ حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ شَنَّ الغارة: فرَّقها.
وابن هند: هو معاوية.
والسَّعالي: جمع سِعْلاةٍ، وهي ساحرة الجنّ، ويقال: هي الغُول التي تذكرها العرب في أَشعارها.
والشُّزَّبُ: الضامرة، واحدها شازِبٌ.
وقوله تَعْدُو ببيض أَي تعدو برجال . . . أكمل المادة بيض.
والكريهة: الأَمر المكروه.
والشُّوسُ: جمع أَشْوَسَ، وهو أَن ينظر الرجل في شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه.
وتصغير الشمس: شُمَيْسَة.
وقد أَشْمَسَ يومُنا، بالأَلف، وشَمَسَ يَشْمُِسُ شُموساً وشَمِسَ يَشْمَسُ، هذا القياس؛ وقد قيل يَشْمُسُ في آتي شَمِس، ومثله فَضِلَ يَفْضُل؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة والصحيح عندي أَن يَشْمُسُ آتي شَمَسَ؛ ويوم شامسٌ وقد شَمَس يَشْمِسُ شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كله، وشَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس.
ويوم شامِسٌ: واضحٌ، وقيل: يوم شَمْس وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيم فيه، وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحكي عن ثعلب: يوم مَشْمُوس كَشامِسٍ.
وشيء مُشَمَّس أَي عُمِلَ في الشمس.
وتَشَمَّسَ الرجلُ: قَعَدَ في الشمس وانتصب لها؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً، يَدا مُذْنِبٍ، يَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ الليث: الشمس عَيْنُ الضِّحِّ؛ قال: أَراد أَن الشمس هو العين التي في السماء تجري في الفَلَكِ وأَن الضِّح ضَوْءُه الذي يَشْرِقُ على وجه الأَرض. ابن الأَعرابي والفراء: الشُّمَيْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس.
والشَّمِسُ والشَّمُوسُ من الدواب: الذي إِذا نُخِسَ لم يستقرّ.
وشَمَسَت الدابة والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وهي شَمُوسٌ: شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظهرها، وبه شِماسٌ.
وفي الحديث: ما لي أَراكم رافعي أَيديكم في الصلاة كأَنها أَذْنابُ خيل شُمْسٍ؟ هي جمعُ شَمُوسٍ، وهو النَّفُورُ من الدواب الذي لا يستقرّ لشَغَبه وحِدَّتِه، وقد توصف به الناقة؛ قال أَعرابي يصف ناقة: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، وكل صفة من هذه مذكورة في فصلها.
والشَّمُوسُ من النساء: التي لا تُطالِعُ الرجال ولا تُطْمِعُهم، والجمع شُمُسٌ؛ قال النابغة: شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ، يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ وقد شَمَسَتْ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي: قِصارُ الخُطَى شُمٌّ، شُمُوسٌ عن الخَنا، خِدالُ الشَّوَى، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ جَمَعَ شامِسَةً على شُمُوسٍ كقاعدة وقُعُود، كَسَّره على حذف الزائد، وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِيلة على فُعُول؛ أَنشد الفرّاء: وذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطوفُ وقال: هو جَمع قَطِيفَة.
وفَعِّول أُخْت فَعِيل، فكما كَسَّروا فَعِيلاً على فُعُول كذلك كَسَّروا أَيضاً فَعُولاً على فُعُول، والاسم الشِّماسُ كالنِّوارِ؛ قال الجَعْدي: بآنِسَةٍ، غيرَ أُنْسِ القِراف، تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا ورجل شَمُوس: صَعْب الخُلُق، ولا تقل شَمُوص.
والشَّمُوسُ: من أَسماء الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به؛ وقال أَبو حنيفة: سميت بذلك لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ، فهي مثل الدابة الشَّمُوس، وسميت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة، وهو أَن يَهَشَّ للعَطاء ويَخِفَّ له؛ يقال: رِحْتُ لكذا أَراح؛ وأَنشد: وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وحالي ورجل شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ في عداوته شديد الخلاف على من عانده، والجمع شُمْسٌ وشُمْسٌ؛ قال الأَخطل: شُمْسُ العَداوةِ حتى يُسْتَقادَ لهم، وأَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا وشامَسَه مُشامَسَةً وشِماساً: عاداه وعانده؛ أَنشد ثعلب: قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وشَمِسَ لي فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم يقدر على كتمها، وفي التهذيب: كأَنه هَمَّ أَن يفعل، وإِنه لذو شِماسٍ شديدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرجال الذي يمنع ما وراء ظهره، قال: وهو الشديد القومية، والبخيل أَيضاً: مُتَشَمِّس، وهو الذي لا تنال منه خيراً؛ يقال: أَتينا فلاناً نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علينا أَي بخل.
والشَّمْسُ: ضَرْبٌ من القلائد.
والشَّمْسُ: مِعْلاقُ الفِلادةِ في العُنُق، والجمع شُمُوسٌ؛ قال الشاعر: والدُّرُّ، واللؤْلؤُ في شَمْسِه، مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ وجِيدٌ شامِس: ذو شُمُوسٍ، على النَّسَب؛ قال: بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما ضَمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ قال اللحياني: الشَّمْسُ ضرب من الحَلْيِ مذكر.
والشَّمْسُ: قِلادة الكلب.
والشَّمَّاسُ من رؤوس النصارى: الذي يحلق وسط رأْسه ويَلْزَمُ البِيعَة؛ قال ابن سيده: وليس بعربي صحيح، والجمع شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الهاء للعجمة أَو للعِوَض.
والشَّمْسَة: مَشْطَةٌ للنساء. أَبو سعيد: الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة، سميت به لأَنها صعبة المُرْتَقَى.
وبنو الشَّمُوسِ: بطنٌ.
وعَيْنُ شَمْس: موضع.
وشَمْسُ عَيْنِ: ماءٌ.
وشَمْسٌ: صَنَم قديم.
وعبدُ شَمْسٍ: بطنٌ من قريش، قيل: سُمُّوا بذلك الصنم، وأَوّل من تَسَمَّى به سَبَأْ بن يَشْجُبَ؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله:كَلاَّ وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما لم يصرف شمس لأَنه ذهب به إِلى المعرفة ينوي به الأَلف واللام، فلما كانت نيته الأَلف واللام لم يُجْره وجعله معرفة، وقال غيره: إِنما عنى الصنم المسمى شَمْساً ولكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة، وقال سيبويه: ليس أَحد من العرب يقول هذه شمسُ فيجعلها معرفة بغير أَلف ولام، فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم يجعله معرفة، وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو من نادر المدغم؛ حكاه الفارسي، وقد قيل: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال، وقيل: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قال الجوهري: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زيد مَناةَ ابن تميم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء يقول: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما تقول حَبُّ شَمْسٍ وهو ضَوءُها، والعين مُبْدَلة من الحاء، كما قالوا في عَبُّ قُرٍّ وهو البَرَدُ. قال ابن الأَعرابي: اسمه عَبءُّ شَمْسٍ، بالهمز، والعَبْءُ العِدْلُ، أَي هو عِدْلها ونظيرها، يُفْتَحُ ويكسر.
وعَبْدُ شَمْس: من قريش، يقال: هم عَبُ الشَّمْسِ، ورأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ، ومررت بعَبِ الشَّمْسِ؛ يريدون عبدَ شَمْسٍ، وأَكثر كلامهم رأَيت عبدَ شَمْس؛ قال: إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ إِلى زِمْلها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها وقد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًى في ترجمة عبأَ من باب الهمز. قال: ومنهم من يقول عَبُّ شَمْسٍ، بتشديد الباء، يريد عبدَ شمس. ابن سيده: عَبُ شَمْسٍ قبيلة من تميم والنسب إِلى جميع ذلك عَبْشَمِيّ لأَن في كل اسم مضاف ثلاثةَ مذاهب: إِن شئت نسبت إِلى الأَوّل منهما كقولك عَبْدِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد القَيْس؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل: وهم صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ، فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا وإِن شئت نسبت إِلى الثاني إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد المُطَّلِب، وإِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفين ومن الثاني حرفين فَرَدَدْتَ الاسم إِلى الرباعيِّ ثم نسبت إِليه فقلت عَبْدَرِيُّ إِذا نسبت إِلى عبد الجار، وعَبْشَمِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد شَمْسٍ؛ قال عبدُ يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ: وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ، كأَنْ لم تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني أَنا الليثُ، مَعْدُوّاً عليَّ وعادِيا وقد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ ـمَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا وقد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ.
وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمِيسٌ وشَمَّاسٌ: أَسماء.
والشَّمُوسُ: فَرَس شَبِيبِ بن جَرَادِ.
والشَّمُوس أَيضا: فرس سُوَيْد بن خَذَّاقٍ.
والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ: بلد باليمن؛ قال الراعي: وأَنا الذي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي ويروى: الشَّمِيس.

رفف (لسان العرب) [1]


رَفَّ لونُه يَرِفُّ، بالكسر، رَفّاً ورَفيفاً: بَرَقَ وتَلأْلأَ، وكذلك رَفَّتْ أَسنانه.
وفي الحديث: أَن النابغة الجَعْديَّ لما أَنشد سيدنا رسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إذا لم تكن له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرا ولا خَيْرَ في جَهْلٍ، إذا لم يكن له حَلِيمٌ، إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال: فبَقِيَتْ أَسْنانُه ترِفُّ حتى مات، وفي النهاية: وكأَنَّ فاه البَرَدُ، تَرِفُّ أَسنانُه أَي تَبْرُق أَسنانُه، من رَفَّ البرقُ يَرِفُّ إذا تلأْلأَ.
والرَّفَّةُ: البَرْقةُ.
ومنه الحديث الآخر: تَرفُّ غُروبُه، هي الأَسنان.
ورفَّ يَرِفُّ: بَرِحَ وتَخَيَّلَ؛ قال: وأُمُّ عَمّارٍ . . . أكمل المادة على القِرْد تَرِفْ ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إذا اهتز وتَنَعَّمَ؛ قال أَبو حنيفة: هو أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ ماؤه.
وثوب رَفِيفٌ وشجر رَفيفٌ إذا تَنَدَّى.
والرَّفَّةُ: الاخْتِلاجةُ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: لم تَرَ عَيْني مِثلَه قَطُّ يَرِفُّ رَفِيفاً يَقْطُرُ نداه. يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النَّعْمةِ والغَضاضةِ حتى يكاد يَهْتَزُّ: رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً.
وفي حديث معاوية، رضي اللّه عنه، قالت له امرأَة: أُعِيذُك باللّه أَن تنزل وادياً فَتَدَعَ أَوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ.
ورَفَّت عينُه تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً: اخْتَلَجَتْ، وكذلك سائر الأَعْضاء؛ قال أَنشد أَبو العلاء:لم أَدْرِ إلا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ، أَبِكِ أَم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبي وكذلك البَرْقُ إذا لَمَعَ.
ورَفُّ البَرْقِ: ومِيضُه.
ورَفَّتْ عليه النِّعْمة: ضَفَتْ.
ورَفَّ الشيءَ يَرُفُّه رَفّاً ورَفِيفاً: مَصَّه، وقيل أَكلَه.
والرَّفَّةُ: المَصّةُ.
والرَّفُّ: المَّصُّ والتَّرَشُّفُ، وقد رَفَفْتُ أَرُفُّ، بالضم؛ وأَنشد ابن بري: واللّهِ لولا رَهْبَتي أَباكِ، إذاً لَزَفَّتْ شَفَتايَ فاكِ، رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، وقد سُئِلَ عن القُبْلةِ للصائم فقال: إني لأَرُفُّ شَفَتَيْها وأَنا صائم؛ قال أَبو عبيد: وهو من شُرْب الرِّيق وتَرَشُّفه، وقيل: هو الرَّفُّ نَفْسُه (* قوله «هو الرف نفسه» كذا بالأصل.)، وقوله أَرُفُّ شَفَتَيْها أَي أَمَصُّ وأَتَرَشَّفُ.
وفي حديث عَبيدة السَّلْماني: قال له ابن سِيرينَ: ما يُوجِبُ الجَنابةَ؟ قال: الرَّفُ والاسْتِمْلاقُ يعني المَصَّ والجِماعَ لأَنه من مقدماته.
وقال أَبو عبيدة في قوله أَرُفُّ: الرَّفُّ هو مثل المَصِّ والرَّشْفِ ونحوه، يقال منه: رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً، وأَما رَفَّ يَرِفُّ، بالكسر، فهو من غير هذا، رَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ لونُه وتلأْلأَ؛ قال الأَعشى يذكر ثَغْرَ امْرأَةٍ: ومَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه، تَسْقي المُتَيَّمَ ذا الحراره قال ابن بري: ومثله لبِشرٍ: يَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ والرَّفَّةُ: الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ. قال أَبو حنيفة: رَفَّتِ الإبِلُ تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ، ورَفَّ المرأَةَ يَرُفُّها قَبَّلَها بأَطراف شَفَتَيْه.
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: زَوْجي إنْ أَكلَ رَفَّ؛ ابن الأَثير: وهو الإكْثارُ من الأَكل.
والرَّفْرَفةُ: تحريكُ الطائر جَناحَيهِ وهو في الهواء فلا يَبْرحُ مكانه. ابن سيده: رَفَّ الطائر ورَفْرَف حَرَّك جناحَيْه في الهواء.
والرَّفْرافُ: الظَّلِيمُ يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يَعْدو.
والرَّفْرافُ: الجناح منه ومن الطائر.
ورَفْرَف الطائر إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أَن يقع عليه.
والرَّفرافُ: طائر وهو خاطِفُ ظِلِّه؛ عن أَبي سلمة، قال: وربما سموا الظَّليمَ بذلك لأَنه يُرفْرِفُ بِجناحَيْه ثم يَعْدُو.
وفي الحديث: رَفْرَفَتِ الرحمةُ فوق رأْسه. يقال: رَفْرَفَ الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شيء يحوم عليه ليقع عليه.
وفي حديث أُمّ السائب: أَنه مرَّ بها وهي تُرَفرِف من الحُمّى، قال: ما لَكِ تُرفرِفِين؟ أَي تَرْتَعِدُ، ويروى بالزاي، وسنذكره.
والرَّفْرَفُ: كِسْرُ الخِباء ونحوه وجوانبُ الدِّرْعِ وما تَدَلَّى منها، الواحدة رَفْرَفَة، وهو أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط في أَسْفل السُّرادِق والفُسْطاط ونحوه، وكذلك الرَّفُّ رَفُّ البيت، وجمعه رُفُوفٌ.
ورَفَّ البيتَ: عَمِلَ له رَفّاً.
وفي الحديث: أَن امرأَة قالت لزوجها أَحِجَّني، قال: ما عندي شيء، قالت: بِعْ تَمر رَفِّكَ؛ الرَّفُّ، بالفتح خشب يرفع عن الأَرض إلى جَنْب الجِدارِ يُوقَى به ما يُوضَع عليه، وجمعه رُفُوفٌ ورِفافٌ.
وفي حديث كعب بن الأَشرف: إنَّ رِفافي تَقَصَّفُ تمراً من عجوة يغيب فيها الضِّرسُ.
والرَّفُّ: شبه الطاقِ، والجمع رُفُوفٌ. قال ابن بري: قال ابن حمزةَ الرَّفُّ له عشرة معانٍ ذكر منها رَفَّ يَرُفُّ، بالضم، إذا مَصَّ، وكذلك البعير يَرُفُّ البقلَ إذا أَكله ولم يملأْ به فاه، وكذلك هو يَرُفُّ له أَي يَكْسِب.
ورفَّ يَرِفُّ، بالكسر، إذا بَرَقَ لونه. ابن سيده: ورَفِيفُ الفُسْطاط سَقْفُه.
وفي الحديث: قال أَتيت عثمان وهو نازل بالأَبطح فإذا فُسْطاطٌ مضروب وإذا سيفٌ مُعَلَّقٌ على رَفِيف (* قوله «على رفيف» في النهاية: في رفيف.) الفسطاط؛ الفسطاط الخَيْمة؛ قال شمر: ورَفِيفُه سَقْفُه، وقيل: هو ما تدَلَّى منه.
وفي حديث وفاة سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يرويه أَنس قال: فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَينا وجْهَه كأَنه ورقة تَخَشْخِشُ؛ قال ابن الأَعرابي: الرَّفْرَفُ ههنا طَرَفُ الفُسْطاط، قال: والرَّفْرَفُ في حديث المِعراج البِساطُ. ابن الأَثير: الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر، وقوله: فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد شيئاً كان يَحْجُبُ بينهم وبينه.
وكلُّ ما فَضَلَ من شيء وثُنِيَ وعُطِفَ، فهو رَفْرَفٌ. قال: والرَّفْرَفُ في غير هذا الرَّفُّ يُجْعَل عليه طَرائفُ البيت.
وذكر ابن الأَثير عن ابن مسعود في قوله تعالى: لقد رأَى من آيات ربه الكبرى، قال: رأَى رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَي بِساطاً، وقيل فِراشاً، قال: ومنهم من يجعل الرَّفْرَف جمعاً، واحده رَفْرَفَةٌ، وجمع الرفْرفِ رَفارِفُ، وقيل: الرفرف في الأَصل ما كان من الديباج وغيره رَقيقاً حَسَن الصنْعة، ثم اتُّسِع به.
والرَّفْرَفُ: الرَّوْشَنُ.
والرَّفِيفُ: الروشن.
ورَفْرَفُ الدِّرْعِ: زَرَدٌ يشد بالبيضة يطرحه الرجل عى ظهره. غيره: ورَفْرَفُ الدِّرْعِ ما فضلَ من ذَيْلِها، ورَفْرَفُ الأَيكةِ ما تَهَدَّلَ من غُصونها؛ وقال المُعَطَّلُ الهُذَليُّ يصف الأَسد: له أَيْكَةٌ لا يَأْمَنُ الناسُ غَيْبَها، حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا قال الأَصمعي: حمى رَفْرَفاً، قال: الرَّفْرَفُ شجر مُسْترْسِلٌ ينبت باليمن.
ورَفَّ الثوبُ رَفَفاً: رَقَّ، وليس بثبت. ابن بري: رَفَّ الثوبُ رَفَفاً، فهو رَفِيفٌ، وأَصله فَعِلَ، والرَّفرَفُ: الرَّقِيقُ من الدِّيباج، والرَّفرَفُ: ثياب خُضْرٌ يُتَّخذ منها للمجالس، وفي المحكم: تُبْسَطُ، واحدته رَفْرَفَةٌ.
وفي التنزيل العزيز: متكئين على رَفرَفٍ خُضْر، وقرئ: على رَفارِفَ.
وقال الفراء في قوله متكئين على رفرف خضر قال: ذكروا أَنها رِياضُ الجنة، وقال بعضهم الفُرُشُ والبُسُطُ، وجمعه رفارِفُ، وقد قرئ بهما: متكئين على رَفارِف خُضْرٍ.
والرَّفرَفُ: الشجر الناعم المسترسل؛ وأَنشد بيت الهذلي يصف الأَسد: حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا والرَّفيفُ والوَرِيفُ لغتان، يقال للنبات الذي يهْتزُّ خُضْرَةً وتَلأْلُؤاً: قد رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً؛ وقول الأَعْشى: بالشام ذات الرَّفِيف؛ قال: أَراد البساتين التي تَرِفُّ من نَضارتها واهتزازها، وقيل: ذاتُ الرَّفِيف سُفُنٌ كان يُعْبَر عليها، وهو أَن تُشَدَّ سَفِينتانِ أَو ثلاث للملِك، قال: وكلُّ مُستَرِقٍّ من الرمل رَفٌّ.
والرَّفْرَفُ: ضَرْب من سَمَكِ البحر.
والرَّفرفُ: البَظْرُ؛ عن اللحياني.
ورَفرف على القوم: تَحَدَّب.
والرُّفَةُ: التِّبْنُ وحُطامُه.
ورَفُّه: عَلَفَه رُفَّة.
والرُّفافُ: ما انْتُحِتَ من التبن ويَبِيس السَّمر؛ عن ابن الأَعرابي.
ورَفَّ الرجلَ يَرُفُّه رَفّاً: أَحْسَنَ إليه وأَسْدَى إليه يداً.
وفي المثل: من حَفَّنا أَو رَفّنا فَلْيَتَّرِكْ، وفي الصحاح: فَليَقْتصد، أَراد المدْح والإطْراء. يقال: فلان يَرُفُّنا أَي يَحُوطُنا ويَعْطِفُ علينا، وما له حافٌّ ولا رافٌّ.
وفلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَميرُنا، وفي التهذيب: أَي يُؤوِينا ويُطْعِمُنا، وأَما أَبو عبيد فجعله إتباعاً، والأَوّل أَعْرَف. الأَصمعي: هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي هو يقوم له ويَقْعُد ويَنْصَح ويُشْفِقُ؛ أَراد بيَحِفُّ تسمع له حفيفاً.
ورجل يَرِفُّ إذا كان (* كذا بياض بالأصل.) . . . . . . كالاهْتِزاز من النَّضارةِ؛ قال ثعلب: يقال رَفَّ يَرُفُّ إذا أَكل، ورَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ، ووَرَفَ يَرِفُ إذا اتَّسَعَ.
وقال الفراء: هذا رفٌّ من الناس.
والرَّفُّ: المِيرةُ.
والرَّفُّ: القطعة العظيمة من الإبل، وعمَّ اللحياني به الغنم فقال: الرَّفُّ القطِيعُ من الغنم لم يخص معَزاً من ضأْن ولا ضأْناً من مَعَز.
والرَّفُّ: الجماعة من الضأْن؛ يقال: هذا رَفّ من الضأْن أَي جماعة منها.
والرفُّ: حَظِيرةُ الشاء.
وفي الحديث: بعد الرِّفِّ والوَقِيرِ؛ الرَّفُّ، بالكسر: الإبل العظيمة، والوَقِيرُ: الغنمُ الكثيرةُ، أَي بعدَ الغِنى واليَسار.
ودارةُ رَفْرَفٍ: موضع.

حين (لسان العرب) [1]


الحِينُ: الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين.
والحِينُ: الوقتُ، يقال: حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ: كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ.
والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى: هل أَتى على الإنسان حينٌ من الدَّهِرِ. التهذيب: الحِينُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها ياء وكتبوها بالياء.
وحانَ له أَن يَفْعَلَ . . . أكمل المادة كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ.
وقوله تعالى: تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل: كلَّ سنةٍ، وقيل: كُلَّ ستة أَشهر، وقيل: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قال الأَزهري: وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح لجميع الأَزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أُكلها كل حين، أَنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال: والدليل على أَن الحِينَ بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ. المعنى: أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء.
وقوله عز وجل: ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ.
وفي التنزيل العزيز: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا. قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله: نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً، وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا. أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أَبو زيد: سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أَراد العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أَنشدوا: أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ، أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ؟ فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري (* قوله «وأنشد الجوهري إلخ» عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية: العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يداً إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين المطعم.). بيت أَبي وجزة: العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ المُطْعِمُ قال ابن بري: أَنشد ابن السيرافي: فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله: همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما.
وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لقولك الآن.
وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ.
وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً.
وأَحانَ من الحِين: أَزْمَنَ.
وحَيَّنَ الشيءَ: جعل له حِيناً.
وحانَ حِينُه أَي قَرُبَ وَقْتُه.
والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت بُثَيْنة: وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ، من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها. قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال: ومثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ: وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها.
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة حِينٍ في الأَزمنة. قال الأَصمعي: ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم: رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه؛ قال أَبو حاتم: واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس جعلوهما معاً حيث، قال: والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت.
وفي التنزيل العزيز: وكُلا من حيث شِئْتُما.
وتقول: رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج.
وتقول: ائتِني حينَ مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لما جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث.
وعَامَلْته مُحايَنة: مثل مُساوَعة.
وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً. أَبو عمرو: أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها.
وفلان يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ.
وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي تَنَظَّرْتُه.
وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل.
وحَيَّنْتُ الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه.
وحَيَّنَ الناقةَ وتَحَيَّنها: حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال المُخَبَّلُ يصف إبلاً: إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها.
وفي حديث الأَذان: كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها.
والحينُ: الوقتُ.
وفي حديث الجِمارِ: كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس.
وفي الحديث: تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم. الأَصمعي: التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً، قال: والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب.
وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها.
وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز، يعني الفتح. قال ابن بري: فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة فقال: الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة، فالوَجْبة: أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ الناقة في اليوم مرة.
والحِينُ: يومُ القيامة.
والحَيْنُ، بالفتح: الهلاك؛ قال: وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا.
وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه الله.
وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه.
وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهري: يقال حانَ يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ.
والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة: بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ وقول مُلَيح: وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ. يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ.
وحانَ الشيءُ: قَرُبَ.
وحانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك.
وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه.
وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا. أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.
والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهري: والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر.
والحانِيَّةُ: الخمر منسوبة إلى الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله أَعلم.

فرع (لسان العرب) [1]


فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها.
وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه.
وفي حديث قيام رمضان: فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء: وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على أَعْلاهما وتَرْمِيهما.
وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا: فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ إِنما يريد أَعالِيَهما.
وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ . . . أكمل المادة وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب.
وقال أَبو حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال أَوس:على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها، ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال: أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً.
وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه.
وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر: وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ، هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه.
وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال: تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ، ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل فارِعٌ.
ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ.
ويقال: ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة.
وفارعةُ الجبل: أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله.
وتِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً.
ويقال: فلان فارِعٌ.
ونَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل.
والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء.
وفي حديث شريح: أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ.
والفارِعُ: العالي.
والفارِعُ: المُسْتَفِلُ.
وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ (* قوله« أعطى يوم حنين إلخ» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: اعطى العطايا إلخ.) فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.
وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر.
وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة عريضة.
ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ (* قوله«تفرع الناس» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.) طُولاً.
وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه.
والفُرُوعُ: الصُّعُود.
وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه.
وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً: عَلاه.
ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم.
وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ.
وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا.
وأَفْرَعَ في قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد: فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ.
وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه.
وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم.
وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي، لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر: إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها، ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل: صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد.
وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ.
وحكى ابن بري عن أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار: فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛ وبعده: فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد: إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني، وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ.
وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولي: فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي، أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ (* قوله «سراً» تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.) وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ.
وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.
والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون، وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب: كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ رئاس وحام: فحلانِ.
وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم.
وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا.
والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ.
والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر: إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا، كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث: فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة.
والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الـ ـأَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية.
ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال.
والعَبامُ: الثَّقِيلُ.
والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال: فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ، مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة.
والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله، وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.
وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم.
وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛ قال حسان بن ثابت: وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه، إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ والفَرْعُ: الشعر التام.
والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ الشعَر.
وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.
والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ.
وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ.
وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة.
وفي حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال: الفُرعان، قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.
وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت.
والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.
وأَفرَعَ به: نزل.
وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.
وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس.
وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً، وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد.
وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم.
وفي حديث علقمة: كان يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته.
والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ.
وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما.
وأَفْرَعُوا من سفَره: قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم.
وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم: بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ (* قوله« بمفرع إلخ» سيأتي إِنشاده في مادة عتل) : من مفرع الكتفين حر عطله شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر يرثي عبيد بن أَيوب: ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي، إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ.
وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.
وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة.
والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً.
وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها.
وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى: صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ، صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.
وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ.
والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء.
وأُفْرِعَ بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل.
وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب: أَفْرَعْتِ في فُرارِي، كأَنَّما ضِرارِي أرَدْتِ، يا جَعارِ وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ.
والفُرارُ: الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا: المُوَسْوِسُ.
والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ.
والفِراعُ: الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها: أَسماء رجال.
وفارِعة: اسم امرأَة.
وفُرْعانُ: اسم رجل.
ومَنازِلُ بن فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ.
والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.
وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي: وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ، وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه: قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً، وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ: ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو خِراشٍ:وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول الهذلي: وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا فَيْحَ يومئذ.

شرف (لسان العرب) [1]


الشَّرَفُ: الحَسَبُ بالآباء، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرافةً، فهو شريفٌ، والجمع أَشْرافٌ. غيره: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونانِ إلا بالآباء.
ويقال: رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في الشرَف. قال: والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ.
والشَّرَفُ: مصدر الشَّريف من الناس.
وشَريفٌ وأَشْرافٌ مثل نَصِيرٍ وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ، الجوهري: والجمع شُرَفاء وأَشْرافٌ، وقد شَرُفَ، بالضم، فهو شريف اليوم، وشارِفٌ عن قليل أَي سيصير شريفاً؛ قال الجوهري: ذكره الفراء.
وفي حديث الشعبي: قيل للأَعمش: لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من الشعبي؟ قال: كان يَحْتَقِرُني كنت آتِيه مع إبراهيم فَيُرَحِّبُ به ويقول لي: اقْعُدْ ثَمَّ أَيـُّها العبدُ ثم يقول: لا نَرْفَعُ العبدَ . . . أكمل المادة فوق سُنَّته، ما دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ أَي شريف. يقال: هو شَرَفُ قومه وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم، واستعمل أَبو إسحق الشَّرَفَ في القرآن فقال: أَشْرَفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي.
والمَشْرُوفُ: المفضول.
وقد شَرَفه وشَرَفَ عليه وشَرَّفَه: جعل له شَرَفاً؛ وكل ما فَضَلَ على شيء، فقد شَرَفَ.
وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه: فاقَه في الشرفِ؛ عن ابن جني.
وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته بالشرَفِ، فهو مَشْرُوف، وفلان أَشْرَفُ منه.
وشارَفْتُ الرجل: فاخرته أَيـُّنا أَشْرَفُ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: ما ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فيها من حُبِّ المرء المالَ والشَّرَفَ لِدِينه؛ يريد أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ والمُساماةِ. الجوهري: وشَرَّفَه اللّه تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بكذا أَي عَدَّه شَرَفاً، وشَرَّفَ العظْمَ إذا كان قليل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ ووضَعَه عليه؛ وقول جرير: إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً، فَشَرِّفُوا جَحِيشاً، إذا آبَتْ من الصَّيْفِ عِيرُها قال ابن سيده: أَرى أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ في أَعينكم هذه القبيلة من قبائلكم فزيدوا منها في جَحِيش هذه القبيلة القليلة الذليلة، فهو على نحو تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم.
والشُّرْفةُ: أَعلى الشيء.
والشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، والجمع أَشْرافٌ؛ قال الأَخطل: وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا، وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ ابن بزرج: قالوا: لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس. شمر: الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله، قادَ أَو لم يَقُد، سواء كان رَمْلاً أَو جَبَلاً، وإنما يطول نحواً من عشْر أَذرُع أَو خمس، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر.
وجبل مُشْرِفٌ: عالٍ.
والشَّرَفُ من الأَرض: ما أَشْرَفَ لك.
ويقال: أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى علوته؛ قال الهذلي: إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه وواكَظَ، أَوْشَكَ منه اقْتِرابا الجوهري: الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي؛ وقال الشاعر: آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي، وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري يقول: إني خَرِفْت فلا يُنتفع برَأْيي، وكبِرْت فلا أَستطيع أَن أَركب من الأَرض حماري إلا من مكان عال. الليث: المُشْرَفُ المكان الذي تُشْرِفُ عليه وتعلوه. قال: ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها.
ولذلك قيل: مَشارِفُ الشَّامِ. الأَصمعي: شُرْفةُ المال خِيارُه، والجمع الشُّرَفُ.
ويقال: إني أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذلك شُرْفةً أَي فَضْلاً وشَرَفاً.
وأَشْرافُ الإنسان: أُذُناه وأَنـْفُه؛ وقال عديّ: كَقَصِير إذ لم يَجِدْ غير أَنْ جَدْ دَعَ أَشْرافَه لمَكْر قَصِير ابن سيده: الأَشْرافُ أَعلى الإنسانِ، والإشرافُ: الانتصابُ.
وفرس مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق.
وفرس مُشْتَرِفٌ: مُشْرِفُ أَعالي العظام.
وأَشْرَف الشيءَ وعلى الشيء: عَلاه.
وتَشَرَّفَ عليه: كأَشْرَفَ.
وأَشْرَفَ الشيءُ: علا وارتفع.
وشَرَفُ البعير: سَنامه، قال الشاعر: شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ وأُذُن شَرْفاء أَي طويلة.
والشَّرْفاء من الآذان: الطويلة القُوفِ القائمة المُشْرِفةُ وكذلك الشُّرافِيَّة، وقيل: هي المنتصبة في طول، وناقة شَرْفاء وشُرافِيَّةٌ: ضَخْمةُ الأُذنين جسيمة، وضَبٌّ شُرافيٌّ كذلك، ويَرْبُوعٌ شُرافيّ؛ قال: وإني لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها: شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا ومنكب أَشْرَفُ: عال، وهو الذي فيه ارتفاع حَسَنٌ وهو نقِيض الأَهدإِ. يقال منه: شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً، وقوله أَنشده ثعلب: جَزى اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً، حين أَشْرَفَتْ بنا نَعْلُنا في الواطِئين فَزَلَّتِ لم يفسره وقال: كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة، وقال: ويروى حين أَزْلَفَتْ؛ قال ابن سيده: وقوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الرواية.
والشُّرْفةُ: ما يوضع على أَعالي القُصور والمدُن، والجمع شُرَفٌ.
وشَرَّفَ الحائطَ: جعل له شُرْفةً.
وقصر مُشَرَّفٌ: مطوَّل.
والمَشْرُوف: الذي قد شَرَفَ عليه غيره، يقال: قد شَرَفَه فَشَرَفَ عليه.
وفي حديث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً؛ أَراد بالشُّرَفِ التي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ، الواحدة شُرْفةٌ، وهو على شَرَفِ أَمر أَي شَفًى منه.
والشَّرَفُ: الإشْفاء على خَطَر من خير أَو شر.
وأَشْرَفَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك.
وشارَفَ الشيءَ: دنا منه وقارَبَ أَن يَظْفَرَ به.
ويقال: ساروا إليهم حتى شارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عليهم.
ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أَخذه، وما يُطِفُّ له شيء إلا أَخذه، وما يُوهِفُ له شيء إلا أَخذه.
وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه: أُمِرْنا في الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ العين والأُذن؛ معناه أَي نتأَمل سلامتهما من آفةٍ تكون بهما، وآفةُ العين عَوَرُها، وآفة الأُذن قَطْعها، فإذا سَلِمَت الأُضْحِية من العَوَر في العين والجَدْعِ في الأَذن جاز أَن يُضَحَّى بها، إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لم يُضَحَّ بها، وقيل: اسْتِشْرافُ العين والأُذن أَن يطلبهما شَريفَيْن بالتمام والسلامة، وقيل: هو من الشُّرْفةِ وهي خِيارُ المال أَي أُمِرْنا أَن نتخيرها.
وأَشْرَفَ على الموت وأَشْفى: قارَبَ.
وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه: وضع يده على حاجِبِه كالذي يَسْتَظِلُّ من الشمس حتى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه؛ ومنه قول ابن مُطَيْر: فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني، كأَنْ لم يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً ولا قبْلي وفي حديث أَبي طلحة، رضي اللّه عنه: أَنه كان حسَنَ الرمْي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لينظر إلى مَواقِعِ نَبْله أَي يُحَقِّقُ نظره ويَطَّلِعُ عليه.
والاسْتِشْرافُ: أَن تَضَع يدك على حاجبك وتنظر، وأَصله من الشرَف العُلُوّ كأَنه ينظر إليه من موضع مُرْتَفِع فيكون أَكثر لإدراكه.
وفي حديث أَبي عبيدة: قال لعمر، رضي اللّه عنهما، لما قَدِمَ الشامَ وخرج أَهلُه يستقبلونه: ما يَسُرُّني أَن أَهلَ هذا البلد اسْتَشْرَفُوك أَي خرجوا إلى لقائك، وإنما قال له ذلك لأن عمر، رضي اللّه عنه، لما قدم الشام ما تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فخشي أَن لا يَسْتَعْظِمُوه.
وفي حديث الفِتَن: من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له أَي من تَطَلَّعَ إليها وتَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فيها.
وفي الحديث: لا تُشْرِفْ يُصِبْك سهم أَي لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلى الموضع؛ ومنه الحديث: حتى إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها أَي قَرُبَت منها وأَشْرَفَت عليها.
وفي الحديث عن سالم عن أَبيه: أَن رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُعْطِي عُمَر العطاء فيقول له عمر: يا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إليه مني، فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ به، وما جاءك من هذا المال وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك، قال سالم: فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا يَسْأَلُ أحداً شيئاً ولا يُرُدُّ شيئاً أُعْطِيَه؛ وقال شمر في قوله وأَنت غير مُشْرِفٍ له قال: ما تُشْرِفُ عليه وتَحَدَّثُ به نفسك وتتمناه؛ وأَنشد: لقد عَلِمْتُ، وما الإشْرافُ من طَمَعي، أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني (* قوله «من طمعي» في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقي.) وقال ابن الأَعرابي: الإشْرافُ الحِرْصُ.
وروي في الحديث: وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه.
وقال ابن الأعرابي: اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني؛ وقال ابن الرِّقاع: ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ، غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلوم قال: غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم.
ويقال: أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه، وأَشْرَفْتُ عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، أَراد ما جاءك منه وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه، وقال الليث: اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه.
وفي الحديث: لا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها.
وفي الحديث: لا تَشَرَّفُوا (* قوله «لا تشرفوا» كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا تستشرفوا.) للبلاء؛ قال شمر: التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه؛ ومنه: فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها.
وأَشْرَفْت عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، وذلك الموضع مُشْرَفٌ.
وشارَفْتُ الشيء أَي أَشْرَفْت عليه.
وفي الحديث: اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم؛ قال أَبو منصور في حديث سالم: معناه وأَنت غير طامع ولا طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها، ومن أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فيها، أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ.
وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي علوته؛ قال العجاج: ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا، أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى قال الجوهري: بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس، أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من الشمس بقِيّة. يقال عند غروب الشمس: ما بَقِيَ منها إلا شَفًى.
واسْتَشْرَفَ إبلَهم: تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين.
والشارِفُ من الإبل: المُسِنُّ والمُسِنَّةُ، والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ، وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً.
والشارِفُ: الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ.
وقال ابن الأعرابي: الشارِفُ الناقة الهِمّةُ، والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ، ولا يقال للجمل شارِفٌ؛ وأَنشد الليث: نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة، كُمَيْت عليها كَبْرةٌ، فهي شارفُ وفي حديث عليّ وحَمْزة، عليهما السلام: أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء، فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً، ويروى ذا الشرَف، بفتح الراء والشين، أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ.
وفي حديث ابن زمْل: وإذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ؛ هي المُسِنّةُ.
وفي الحديث: إذا كان كذا وكذا أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ، قالوا: يا رسول اللّه وما الشُّرْفُ الجُون؟ قال: فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ؛ قال أَبو بكر: الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ، شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود، والجُونُ: السود؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى بسكون الراء (* قوله «يروى بسكون الراء» في القاموس: وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين.) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ إلا في أَسماء معدودة، وفي رواية أُخرى: الشُّرْقُ الجُون، بالقاف، وهو جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق، وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة: بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ.
وسهم شارِفٌ: بعيد العهد بالصِّيانةِ، وقيل: هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه، وقيل: هو الدقيق الطويل. غيره: وسهم شارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم؛ قال أَوس بن حجر: يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شارِفُ الليث: يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه، فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ.
والإشْرافُ: الشَّفَقة؛ وأَنشد: ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ علينا، وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا ودَنٌّ شارِفٌ: قدِيمُ الخَمْر؛ قال الأَخطل: سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ، كأَنـَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ وقول بشر: وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ، وطائرٌ ليس له وَكْرُ قال عمرو: الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظاهراً، وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش، وهو يَلِدُ ولا يبيض، والطير الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان كأَبوَيه في عادتهما.
والإشْرافُ: سُرعةُ عَدْوِ الخيل.
وشَرَّفَ الناقةَ: كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ، من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد من اللواتي، وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة. قال ابن الأَعرابي: ليس من الشَّرَف ولكن من التشريف، وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في أَخْلافِها؛ وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه: وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا، رَفَّهَ عن أَنـْفاسِه وما رَبا حَداها: ساقها، شرفاً أَي وجْهاً. يقال: طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين، يريد وجْهاً أَو وجْهَين؛ مُغَرِّباً: مُتَباعداً بعيداً؛ رَفَّهَ عن أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ.
وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ.
وفي حديث الخيل: فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين؛ عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن.
والمَشارِفُ: قُرًى من أَرض اليمن، وقيل: من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّيف، والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها. يقال: سَيفٌ مَشْرَفيّ، ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ.
وفي حديث سَطِيح: يسكن مَشارِفَ الشام؛ هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب، قيل لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد، ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ، وقيل: هي القرى التي تَقْرُب من المدن. ابن الأَعرابي: العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ، وهو طين أَحمر.
وثوب مُشَرَّفٌ: مصبوغ بالشَّرَف؛ وأَنشد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ، على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ.
وقال الليث: الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر يقال له الدّارْبَرْنَيان؛ قال أَبو منصور: والقول ما قال ابن الأعرابي في المُشَرَّفِ.
وفي حديث عائشة: أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً؛ قال: هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب.
والشُّرافيُّ: لَوْنٌ من الثياب أَبيض.
وشُرَيفٌ: أَطولُ جبل في بلاد العرب. ابن سيده: والشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض.
وشَرَفٌ: جبل آخرُ يقرب منه.
والأَشْرَفُ: اسم رجل: وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً: اسم ماء بعينه.
وشَراف: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ، ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ (* قوله «غظتني بالحزم حزم» في معجم ياقوت: عضني بالجوّ جوّ.) التهذيب: وشَرافِ ماء لبني أَسد. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، قال: وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها، وفيها حِمَى ضَرِيّةَ، وضرِيّة بئر، وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ، والشُّرَيْفُ إلى جنبه، يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ، فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف، وما كان مغرِّياً، فهو الشرَفُ؛ قال أَبو منصور: وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح.
وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن؛ شَرافِ: موضع، وقيل: ماء لبني أَسد.
وفي الحديث: أَن عمر حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ؛ قال ابن الأَثير: كذا روي بالشين وفتح الراء، قال: وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء.
وفي الحديث: ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ.
والشُّرَيْفُ، مُصَغّر: ماء لبني نُمير.
والشاروفُ: جبل، وهو موَلَّد.
والشاروفُ: المِكْنَسةُ، وهو فارسيٌّ معرَّب.
وأَبو الشَّرفاء: من كُناهم؛ قال: أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر.

جمم (لسان العرب) [1]


الجَمُّ والجَمَمُ: الكثير من كل شيء.
ومال جَمٌّ: كثير.
وفي التنزيل العزيز: ويُحِبُّون المالَ حُبّاً جَمّاً، أَي كثيراً، وكذلك فسره أَبو عبيدة؛ وقال أَبو خِراشٍ الهُذَلّيّ: إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمّا، وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟ وقيل: الجَمُّ الكثير المجتمع، جَمّ يَجِمُّ ويَجُمُّ، والضم أَعلى، جُمُوماً، قال أَنس: توفي سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والوَحْيُ أَجَمُّ ما كان لم يَفْتُرْ بعدُ؛ قال شمر: أَجَمُّ ما كان أَكثرُ ما كان وجَمَّ المالُ وغيره إِذا كثر.
وجَمُّ الظَّهِيرة: معظمها؛ قال أَبو كَبير الهذلي: ولقَد رَبَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَواكَلُوا، جَمَّ الظَّهِيرَةِ في اليَفَاعِ الأَطْوَلِ جَمَّ الشيءُ واسْتَجَمَّ، كلاهما: كَثُرَ.
وجَمُّ الماءِ: مُعْظَمُه إِذا . . . أكمل المادة ثاب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا نَزَحْنا جَمَّها عادَتْ بجَمّ وكذلك جُمَّتُه، وجمعها جِمامٌ وجُمُومٌ؛ قال زهير: فلما وَرَدْنا الماء زُرْقاً جِمامُه، وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وقال ساعدة بن جؤَية: فلما دَنا الإِفْرادُ حَطَّ بشَوْرِه إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحيرٍ جُمُومُها وجَمَّةُ المَرْكَبِ البحريّ: الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من حُزوزه، عربية صحيحة.
وماءٌ جَمٌّ: كثير: وجمعه جِمَام.
والجَمُوم: البئر الكثيرة الماء.
وبئر جَمَّة وجَمُوم: كثيرة الماء؛ وقول النابغة: كتَمْتُكَ لَيلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِرا يجوز أَن يَعْني رَكِيَّتَيْنِ قد غلبت هذه الصفة عليهما، ويجوز أَن يكونا موضعين.
وجَمَّتْ تَجِمُّ وتَجُمُّ، والضم أَكثر: تراجع ماؤها.
وأَجَمَّ الماءَ وجَمَّه: تركه يجتمع؛ قال الشاعر: من الغُلْبِ من عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُها والجُمَّة: الماء نفسه.
واسْتُجِمَّتْ جُمَّةُ الماء: شُرِبَتْ واسْتَقَاها الناسُ.
والمَجَمُّ: مُسْتَقَرُّ الماء.
وأَجَمَّه: أَعطاه جُمَّة الرِّكِيَّة. قال ثعلب: والعرب تقول منا من يُجيرُ ويُجِمُّ، فلم يفسر يُجِمُّ إِلاَّ أَن يكون من قولك أَجَمَّه أََعطاه جُمَّة الماء. الأَصمعي: جَمَّتِ البئرُ، فهي تَجُمُّ وتَجِمُّ جُمُوماً إِذا كَثُر ماؤها واجتمع؛ يقال: جئتها وقد اجتمعت جُمَّتُها وجَمُّها أَي ما جَمَّ منها وارتفع. التهذيب: جَمَّ الشيءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً، يقال ذلك في الماء والسيَّر؛ وقال امرؤ القيس: يَجِمُّ على السَّاقَيْنِ، بعد كَلاله، جُمومَ عُيونِ الحِسْيِ بعدَ المُحَيَّضِ أَبوعمرو: يَجِمُّ ويَجُمُّ أَي يكثر.
ومَجَمُّ البئر: حيث يَبْلُغ الماءُ وينتهي إليه.
والجَمُّ: ما اجتمع من ماء البئر؛ قال صخر الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّه، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا قال ابن بري: الصُّفْنُ مثل الرُّكْوْةِ، والمُدابِرُ صاحبُ الدابر من السهام، وهو ضِدُّ الفائِز، وعَطوفاً الذي تكرّر مرّة بعد مرة.
والجَمَّةُ: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، والجمع الجِمامُ، والجُمُومُ، بالضم، المصدرُ.
ويقال: جَمَّ الماءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً إِذا كثر في البئر واجتمع بعدما اسْتُقِيَ ما فيها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قَلَيْذَماً هَمُومَا، يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُومَا قَلَيْذَماً: بئراً غزيرة، هَمُوماً: كثيرة الماء، ومَخْجُ الدلو: أَن تَهُزَّها في الماء حتى تَمْتَلئ.
والجَمام، بالفتح: الراحة.
وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَمّاً وجَماماً.
وأَجَمَّ: تُرِكَ فلم يُرْكَبْ فعَفَا من تَعَبه وذهب إِعياؤه، وأَجَمَّه هو.
وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَماماً: ترك الضِّراب فتَجَمَّع ماؤه.
وجِمامُ الفرس وجُمامُه: ما اجتمع من مائه.
وأُجِمَّ الفرسُ إِذا تُرِك أَنْ يُرْكَب، على ما لم يسم فاعله، وجُمَّ وفرس جَمُومٌ إِذا ذهب منه إَحْضارٌ جاءه إِحْضار، وكذلك الأُنثى؛ قال النمر ابن تَولَب:جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى، تَخالُ بَياضَ غُرَّتِها سِراجَا قوله شائلة الذُّنابى يعني أَنها ترفع ذَنَبها في العَدْو.
واسْتَجَمَّ الفرسُ والبئر أَي جَمَّ.
ويقال: أَجِمَّ نَفْسَك يوماً أو يومين أَي أَرِحْها؛ وفي الصحاح: أَجْمِمْ نَفْسَك.
ويقال: إِني لأَسْتَجِمُّ قلبي بشيء من اللَّهو لأَقْوَى به على الحق.
وفي حديث طلحة: رَمَى إِليَّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بسَفَرْجلة وقال دونكها فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ أَي تُريحه، وقيل: تَجْمَعه وتُكَمِّلُ صَلاحَه ونَشاطَه؛ ومنه حديث عائشة في التَّلْبِينَةِ: فإِنها تُجِمُّ فؤادَ المريض، وحديثُها الآخر: فإِنها مَجَمَّة أَي مَظِنَّة الاستراحة.
وفي حديث الحُدَيْبية: وإِلاَّ فقد جَمُّوا أَي استراحوا وكثروا.
وفي حديث أَبي قتادة: فأَتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً أَي مُسْتريحين قد رَوُوا من الماء.
وفي حديث ابن عباس: لأَصْبَحْنا غَداً حين نَدْخُل على القوم وبنا جَمامةٌ أَي راحة وشِبَعٌ ورِيٌّ.
وفي حديث عائشة: بَلَغها أَن الأَحْنف قال شعراً يلومها فيه فقالت: سبحانَ الله لقد اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِياي، أَليَ كان يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه؟ أَرادت أَنه كان حليماً عن الناس فلما صار إِليها سَفِه، فكأَنه كان يُجِمُّ سَفَهه لها أَي يُريحُه ويَجْمعه.
ومنه حديث معاوية: من أَحَبَّ أَن يَسْتَجِمَّ له الناسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النار أَي يَجْتَمِعون له في القيام عنده ويَحْبِسون أَنفسَهم عليه، ويروى بالخاء المعجمة، وسنذكره.
والمَجَمُّ: الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لما وعاه من علم وغيره؛ قال تميم بن مُقْبِلٍ: رَحْبُ المَجَمِّ إِذا ما الأَمر بَيَّته، كالسَّيْفِ ليس به فَلٌّ ولا طَبَعُ ابن الأَعرابي: فلان واسعُ المَجَمِّ إِذا كان واسعَ الصدر رَحْبَ الذراع؛ وأَنشد: رُبَّ ابن عَمٍّ، ليس بابن عَمِّ، بادي الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِّ ويقال: إِنه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إِذا كان ضَيِّقَ الصدر بالأُمور؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وما كُنْتُ أَخْشى أَنَّ في الحَدِّ رِيبةً، وإِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام يَضِيرُ وقَفْنا فقلناها السَّلامُ عليكمُ، فأَنْكَرها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ أَي ضَيِّقُ الصَّدْر.
ورجُل رَحْبُ الجَمَمِ: واسع الصدر.
وأَجَمَّ العِنَبَ: قَطَعَ كلَّ ما فوق الأَرض من أَغصانه؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والجَمامُ والجِمامُ والجُمامُ والجَمَمُ: الكَيْلُ إِلى رأْس المكيال، وقيل: جُمامه طَِفافُُه وإِناء جَمَّامٌ: بلغ الكيلُ جُمامَه، ويقال: أَجْمَمْتُ الإِناء (* قوله «ويقال اجممت الاناء» وكذلك جمّمته وجممته مثقلاً ومخففاً كما في القاموس).
وقال أَبو زيد: في الإِناء جَمامُه وجَمُّه. أَبو العباس في الفصيح: عنده جِمام القَدَح وجُمام المَكُّوكِ، بالرفع، دَقيقاً.
وجَمَمْتُ المكيالَ جَمّاً. الجوهري: جِمامُ المَكُّوك وجُمامُه وجَمامُه وجَمَمُه، بالتحريك، وهو ما علا رأْسَه فوق طَِفافه.
وجَمَمْتُ المكيالَ وأَجْمَمْتُه، فهو جَمّان إِذا بلغ الكيلُ جُمامَه.
وقال الفراء: عندي جِمامُ القَدَحِ ماءً، بالكسر، أَي مِلْؤُه.
وجُمامُ المَكُّوم دَقيقاً، بالضم؛ وجَمامُ الفرس، بالفتح لا غير، ولا يقال جُمام بالضم إِلا في الدقيق وأَشباهه، وهو ما علا رأْسَه بعد الامتلاء. يقال: أَعْطِني جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ ما يَحْمله رأْسُه فأَعطاه، وجُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ، وقد جَمَّ الإِناءَ وأَجَمَّه. التهذيب: يقال أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَي مَكُّوكاً بغير رأْس، واشْتُقَّ ذلك من الشاة الجَمّاء، هكذا رأَيت في الأَصل، ورأَيت حاشية صوابه: ما حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ.
وجَمٌّ: ملك من الملوك الأَوَّلِين.
والجَمِيمُ: النبت الكثير، وقال أَبو حنيفة: هو أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ، وقد جَمَّم وتَجَمَّمَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ وذكر وحشاً: يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ في النَّدى، وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو حنيفة على الخَرْم، لأَنَّ قوله يَقْرِمْ فَعْلُن وحكمه فعولن، وقيل: إِذا ارتفعت البُهْمى عن البارِضِ قليلاً فهو جَميم؛ قال ذو الرمة يصف حماراً: (* قوله «يصف حماراً» المراد الجنس لقوله رعت وآنفتها، وأورد المؤلف كالجوهري هذا البيت كذلك في غير موضع، رواه الجوهري في هذه المادة: رعى وآنفته، قال الصاغاني: الرواية رعت وآنفتها، وقبل البيت: طوال الهوادي والحوادي كأنها * سماحيج قب طار عنها نسالها) رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً، * وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها والجمع من كل ذلك أَجِمَّاءُ.
والجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم.
واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خرج نبتها.
والجَمِيمُ: النبت الذي طال بعَض الطُّول ولم يَتِمَّ؛ ويقال: في الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النبت قد غَطَّى الأَرضَ ولم يَتِمَّ بَعْدُ. ابن شميل: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إِذا وفى جَمِيمُها، وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إِذا صار لهما جُمَّةٌ.
وفي حديث خُزيمة: اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس؛ الجَمِيمُ: نبت يطول حتى يصير مثل جُمَّة الشعر.
والجُمَّةُ، بالضم: مُجْتَمَعُ شعر الرأْس وهي أَكثر من الوَفْرَةِ.
وفي الحديث: كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، جُمَّةٌ جَعْدَةٌ؛ الجُمَّة من شعر الرأْس: ما سَقَط على المَنْكِبَيْن؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، حيث بَنى بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: وقد وَفتْ لي جُمَيْمَةٌ أَي كَثُرت؛ والجُمَيْمَةُ: تصغير الجُمَّة.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه أَي جُعل جُمَّةً، ويروى بالحاء وهو مذكور في موضعه.
وفي الحديث: لعن الله المُجَمِّماتِ من النساء؛ هنَّ اللواتي يَتَّخِذْن شعورَهن جُمَّةً تشبهاً بالرجال. ابن سيده: الجُمَّةُ الشعر، وقيل: الجمة من الشعر أَكثر من اللِّمَّةِ، وقال ابن دريد: هو الشعر الكثير، والجمع جُمَمٌ وجِمامٌ.
وغلام مُجَمَّمٌ: ذو جُمَّة. قال سيبويه: رجل جُمَّانيّ، بالنون، عظيم الجُمَّة طويلها، وهو من نادر النسب، قال: فإِن سميت بِجُمَّةٍ ثم أَضفت إِليها لم تقل إِلاَّ جُمِّيٌّ.
والجُمَّةُ: القوم يسأَلون في الحَمالة والدِّياتِ؛ قال: لَقَدْ كانَ في لَيْلى عَطاءٌ لجُمَّةٍ، أَناخَتْ بكم تَبْغي الفضائلَ والرِّفْدا ابن الأَعرابي: هم الجُمَّةُ والبُرْكَةُ؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيُّ: وجُمَّةٍ تَسْأَلني أَعْطَيْتُ، وسائِلٍ عن خَبَرٍ لَوَيْتُ، فقُلْتُ: لا أَدْري، وقد دَرَيْتُ ويقال: جاءَ فلان في جُمَّةٍ عظيمةٍ وجَمَّةٍ عظيمةٍ أَي في جماعة يسأَلون الدِّيَة، وقيل: في جَمَّةٍ غليظة أَي في جماعة يسأَلون في حَمالةٍ.
وفي حديث أُم زَرْعٍ: مالُ أَبي زَرْعٍ على الجُمَمِ محبوسٌ؛ الجُمَمُ: جمع جُمَّةٍ وهم القوم يسأَلون في الدَّيَةِ. يقال: أَجَمَّ يُجِمُّ إِذا أَعْطى الجُمَّةَ.
والجَمَمُ: مصدرُ؛ الشاة الأَجَمِّ: هو الذي لا قرن له.
وفي حديث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْنَيَ المَدائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً، يعني التي لا شُرَفَ لها، وجُمٌّ: جمع أَجَمَّ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرون.
وشاة جَمَّاءُ إِذا لم تكن ذات قَرْت بَيِّنَةُ الجَمَمِ.
وكبش أَجَمُّ: لا قَرْنَيْ له، وقد جَمَّ جَمَماً، ومثله في البَقر الجَلَحُ.
وفي الحديث: إِنَّ الله تعالى لَيَدِيَنَّ الجَمَّاءَ من ذات القَرْنِ، والجَمَّاء: التي لا قَرنَيْ لها، ويَدِيَنَّ أَي يَجْزي.
وفي حديث عمر ابن عبد العزيز: أَما أَبو بكر بنُ حَزْم فلو كَتَبْتُ إِليه اذْبَحْ لأَهل المدينة شاةً لراجعني فيها: أَقَرْناء أَم جَمَّاء؟ وبُنْيانٌ أَجَمُّ: لا شُرَف له.
والأَجَمُّ: القَصْر الذي لا شُرَفَ له.
وامرأَة جَمَّاء المَرافِقِ.
ورجل أَجَمُّ: لا رمح معه في الحرب؛ قال أَوس: وَيْلُمِّهِمْ مَعْشَراً جُمّاً بُيُوتُهُمُ من الرِّماح، وفي المَعْروفِ تَنْكِيرُ وقال الأَعشى: متى تَدْعُهُم لِقِراع الكُما ةِ، تأْتِك خَيْلٌ لهم غيرُ جُمّ وقال عنترة: أَلمْ تَعْلَمْ، لَحاكَ الله أَني أَجَمُّ إِذا لَقِيتُ ذَوِي الرِّماح والجَمَمُ: أَن تُسَكِّنَ اللامَ من مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِيلُنْ، ثم تُسْقِطَ الياء فيبقى مَفاعِلُنْ، ثم تَخْرِمَه فيبقى فاعِلُنْ؛ وبيته: أَنْتَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ المَطايا، وأَكْرَمُهُمْ أَخاً وأَباً وأُمّا والأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَة؛ قال: جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها، (* قوله «جارية أعظمها إلخ» سقط بعد الشطر الأول: قد سمنتها بالسوق أمها وبعد الثاني: تبيت وسنى والنكاح همها هكذا نص التكملة). بائِنةُ الرِّجْلِ فما تَضُمُّها، فهي تَمَنَّى عَزَباً يَشُمُّها ابن بري: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَى أَي فرجُها.
وجَمَّ العظمُ، فهو أَجَمُّ: كثر لحمه.
ومَرَةٌ جَمَّاءُ العِظام: كثيرة اللحم عليها؛ قال:يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ التهذيب: جُمَّ إِذا مُلِئَ، وجَمَّ إِذا عَلا. قال: والجِمُّ الشيطانُ.
والجِمُّ: الغَوْغاء والسِّفَل.
والجَمَّاء الغَفِيرُ: جماعة الناس.
وجاؤوا جَمّاً غَفِيراً، وجَمَّاء الغَفِير، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ أَي بجماعتهم؛ قال سيبويه: الجَمَّاءُ الغَفِيرُ من الأَسماء التي وضعت موضع الحال ودخلتها الأِلف واللام كما دخلت في العِراكِ من قولهم: أَرْسَلَها العِراكَ، وقيل: جاؤوا بجَمَّاء الغفير أَيضاً.
وقال ابن الأَعرابي: الجَمَّاءُ الغفِيرُ الجماعة، وقال: الجَمَّاءُ بَيْضَةُ الرأْس، سميت بذلك لأَنها جَمَّاء أَي مَلْساءُ، ووصفت بالغفير لأَنها تَغْفِر أَي تُغَطِّي الرأْسَ؛ قال: ولا أَعرف الجَمَّاءَ في بَيضة السلاح عن غيره.
وفي حديث أَبي ذرّ: قلت يا رسول الله، كم الرُّسُلُ؟ قال: ثلثمائة وخمسة عشر، وفي رواية: وثلاثة عشر جَمَّ الغَفِير؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت الرواية، قالوا: والصواب جَمّاً غَفِيراً؛ يقال: جاء القوم جَمّاً غَفِيراً، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَمَّاءَ غفيراً أَي مجتمعين كثيرين؛ قال: والذي أُنْكِرَ من الرواية صحيح، فإِنه يقال جاؤوا الجَمَّ الغفيَر ثم حذف الأَلف واللام وأَضاف من باب صلاة الأُولى ومسجد الجامع، قال: وأَصل الكلمة من الجُمُومِ والجَمَّةِ، وهو الاجتماع والكثرة، والغَفِيرُ من الغَفْر وهو التغطية والسَّتْر، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة، ولم تقل العرب الجَمَّاء إِلاَّ موصوفاً، وهو منصوب على المصدر كطُرّاً وقاطبةً فإنها أَسماء وضعت موضع المصدر.
وأَجَمَّ الأَمرُ والفِراقُ: دنا وحضر، لغة في أَحَمَّ؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وقوعُه فقد أَجَمَّ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّ، بالحاء؛ قال: حَيِّيَا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إِن يَكُنْ ذاكما الفِراقُ أَجَمَّا وقال عَدِيّ بن العذير: فإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها، تنافسُ دُنْيا قد أَجَمَّ انْصِرامُها ومثله لساعِدَةَ: ولا يُغْني امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ مَنِيَّتُه، ولا مالٌ أَثِيلُ ومثله لزُهَيرٍ: وكنتُ إِذا ما جِئتُ يوماً لحاجةٍ، مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لا تَخْلُو يقال: أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دنت وحانت تُجِمُّ إِجْماماً.
وجَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَي دنا وحان.
والجُمُّ: ضرب من صَدَف البحر؛ قال ابن دريد: لا أَعلم حقيقتها.
والجُمَّى، مَقْصور: الباقِلَّى؛ حكاه أَبو حنيفة.
والجَمَّاء، بالفتح والمدّ والتشديد: موضع على ثلاثة أميال من المدينة تكرَّر ذكره في الحديث.
والجَمْجَمةُ: أَن لا يُبَيِّنَ كلامَه من غير عِيٍّ، وفي التهذيب: أَن لا تُبين كلامك من عِيٍّ؛ وأَنشد الليث: لعَمْرِي لقد طالَ ما جَمْجَمُوا، فما أَخَّروه وما قَدَّموا وقيل: هو الكلام الذي لا يُبَيَّنُ من غير أَن يقيد بِعِيٍّ ولا غيره، والتَّجَمْجُمُ مثله.
وجَمْجَمَ في صدره شيئاً: أَخفاه ولم يُبْدِه؛ وقال أَبو الهيثم في قوله: إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ (* قوله «إلى مطمئن إلخ» صدره كما في معلقة زهير: ومن يوف لم يذمم ومن يهد قلبه). يقول: من أَفضى قلبُه إِلى الإِحسان المطمئن الذي لا شبهة فيه لم يَتَجَمْجَمْ لم يشتبه عليه أَمره فيتردّد فيه، والبِرُّ: ضدّ الفُجور.
وجَمْجَمَ الرجل وتَجَمْجَمَ إِذا لم يُبَيِّنْ كلامَه.
والجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرأْس المشتملُ على الدماغ. ابن سيده: والجُمْجُمة القِحْفُ، وقيل: العظْم الذي فيه الدماغ، وجمعه جُمْجُمٌ. ابن الأَعرابي: عظام الرأْس كلها جُمْجُمة وأَعلاها الهامةُ، وقال ابن شميل: الهامة هي الجُمْجُمة جمعاً، وقيل: القِحْفُ القِطْعة من الجُمْجُمة، وشحمة الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ، وهو ما لانَ من سُفْله. ابن بري: والجُمْجُمة رؤساء القوم.
وجَماجِمُ القوم: ساداتهم، وقيل: جَماجِمُهم القبائلُ التي تَجْمَع البطونَ ويُنسب إِليها دونهم نحو كلْب بن وَبْرة، إِذا قلت كَلْبِيٌّ استغنيت أَن تَنْسُب إِلى شيء من بطونه، سُمُّوا بذلك تشبيهاً بذلك.
وفي التهذيب: وجَماجم العرب رؤساؤهم، وكلُّ بَني أَبٍ لهم عِزٌّ وشَرَف فهم جُمْجُمة.
والجُمْجُمة: أَربعُ قَبائل، بين كل قبيلتين شأْنٌ. ابن بري: والجُمْجُمة ستون من الإِبل؛ عن ابن فارس.
والجُمْجُمة: ضرب من المكاييل.
وفي حديث عمرو بن أَخْطَبَ أَو عمر بن الخطاب: اسْتَسْقَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فأَتَيْتُه بجُمْجُمة فيها ماء وفيها شَعْرة فرفعتها وناولته، فنظر إِليَّ وقال: اللهم جَمِّلْه؛ قال القُتَيْبيُّ: الجُمْجُمَة قَدَح من خَشَب، والجمع الجَماجِمُ.
ودَيْرُ الجَماجِمِ: موضع؛ قال أَبو عبيدة: سمي دَيْر الجَماجم منه لأَنه يعمل فيها الأَقداح من خشب؛ قال أَبو منصور: تُسَوَّى من الزُّجاج فيقال قِحْفٌ وجُمْجمة؛ وبَديْرِ الجَماجم كانت وَقْعَةُ ابن الأَشعث مع الحَجاج بالعراق، وقيل: سمي دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني من جَماجم القَتْلى لكثرة من قتل به.
وفي حديث طلحة بن مُصَرِّف: رأَى رجلاً يضحك فقال: إِن هذا لم يشهد الجَماجِمَ؛ يريد وقعة دَير الجَماجم أَي أَنه لو رأَى كثرة من قتل به من قُرَّاء المسلمين وساداتهم لم يضحك، ويقال للسادات جَماجم.
وفي حديث عمر: إِيتِ الكوفة فإِن بها جُمْجُمةَ العرب أَي ساداتها لأَن الجُمْجُمة الرأْس وهو أَشرف الأعَضاء.
والجَماجم: موضع بين الدَّهْناء ومُتالِع في ديار تميم.
ويوم الجَماجمِ: يوم من وقائع العرب في الإسلام معروف.
وفي حديث يحيى ابن محمد: أَنه لم يَزَلْ يرى الناسَ يجعلون الجَماجم في الحَرْث، هي الخشبة التي تكون في رأْسها سِكَّةُ الحرث.
والجُمْجُمَة: البئر تُحْفَر في السَّبَخَة.
والجَمْجَمَة: الإِهْلاك؛ عن كراع.
وجَمْجَمه أَهلكه؛ قال رؤبة: كم من عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا

سما (لسان العرب) [1]


السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه: سَمَوتُ وسَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب.
وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع.
وسَمَا به وأَسْماهُ: أَعلاهُ.
ويقال للحَسيب وللشريف: قد سَما.
وإذا رَفَعْتَ بَصَرك إلى الشيء قلت: سَما إليه بصري، وإذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت: سَما لِي شيءٌ.
وسَما لِي شخصُ فلان: ارْتَفَع حتى اسْتَثْبَتّه.
وسَما بصرهُ: علا.
وتقول: رَدَدْت من سامي طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته.
ويقال: ذَهَبَ صيتهُ في الناس وسُماهُ أي صوته في الخير لا في الشر؛ وقوله أَنشده ثعلب: إلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه، وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ فسره فقال: سَوامٍ تَسْمُو إلى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف.
وساماهُ: عالاه.
وفلان . . . أكمل المادة لا يُسامَى وقد علا مَنْ صاماهُ.
وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا.
وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وإن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَع وعلا على جُلَسائه.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: رَجُل طُوال إذا تكلم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إذا تكلمَ.
وفلان يَسْمُو إلى المَعالِي إذا تَطاوَلَ إليها.
وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإفْكِ: إنه لم يكن في نِساءِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمها الله تعالى، ومعنى تُسامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها.
وقال أَبو عمرو: المُساماةُ المُفاخَرَةُ.
وفي الحديث: قالت زينبُ يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِينِي منهنّ أَي تُعاليني وتفاخِرُني، وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنِي في الحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ: أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون، ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب: باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا، سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا فسره فقال: سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله أَنشده ثعلب: فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا فسره فقال: سامِ الحَنْجَر ارفع يدَيْك إلى حَلْقهِ.
وسماءُ كلِّ شيء: أَعلاهُ، مذكَّر.
والسَّماءُ: سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ.
والسمواتُ السبعُ سمَاءٌ، والسمواتُ السبْع: أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً وسَمَواتٍ.
وقال الزجاج: السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو.
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ، والسماءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفِ البيت سماءٌ.
والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ، وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها.
والسماءةُ: أَصلُها سَماوةٌ، وإذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ.
ومنه قول الله تعالى: السماءُ مُنْفَطِرٌ به؛ ولم يقل مُنْفَطِرة. الجوهري: السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري في التذكير: فلَوْ رفَعَ السماءُ إليه قَوْماً، لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابِ وقال آخر: وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ، ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب (* عجز البيت مختلّ الوزن).
والجمع أَسْمِيةٌ وسُمِيٌّ وسَمواتٌ وسَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ: له ما رأَتْ عَيْنُ البَصِير، وفَوْقَه سَماءُ الإلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا (* قوله «سبع سمائيا» قال الصاغاني، الرواية: فوق ست سمائيا والسابعة هي التي فوق الست). قال الجوهري: جَمعَه على فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب، ثم ردَّه إلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ، ثم نصَبَ الياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ، وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال: قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً على فعائل، حيث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التي كُسِّرت على فَعائل، حيث كان واحداً مؤنثاً، والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ، فجمْعُه على فُعول إذا كان على مِثالِ عَناقٍ في التأْنيثِ هو المستعمل، فجاء به هذا الشعر في سَمائِيَا على غير المستعمل، والآخر أَنه قال سَمائي، وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ على القياس المتروك، فقال سَمائي على وزن سَحائبَ، فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إذ قُلِبَت فيما ليس فيه حرفُ اعتِلالٍ في هذا الجمع، وذلك قولهم مَداري وحروف الاعتلال في سَمائي أَكثر منها في مَداري، فإذا قُلِبت في مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا. . . (* بياض بأصله). الهمزة بين أَلفين وهي قريبة من الأَلف، فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا، وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ، فكان جمع سَماءٍ إذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا، لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح، وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ، فهذا وجهٌ آخرُ من الإخراج عن الأَصل المستعمَل والردِّ إلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ، ثم حرَّك الياءَ بالفتح في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله: أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإخراج عن الأَصل المستعمل، وإنما لم يأْتِ بالجمع في وجهه، أََعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إلى الضرب الثالث من الطويل، وإنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن، لا على الثالث الذي هو فعولن.
وقوله عز وجل: ثم استوى إلى السَّماءِ؛ قال أَبو إسحق: لفظُه لفظُ الواحد ومعناهُ مَعنى الجمع، قال: والدليل على ذلك قوله: فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ، فيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ وسَماوَة، وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدي الناس.
والسماء: السَّحابُ.
والسماءُ: المطرُ، مذكَّر. يقال: ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتى أَتَيْناكُم أَي المطر، ومنهم من يُؤنِّثُه وإن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإن كانت مؤَنَّثة، كقوله تعالى: السماءُ مُنفَطِرٌ به؛ قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ: إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ رعَيْناه، وإن كانوا غِضابا (* وفي رواية: إذا نَزَلَ السماءُ إلخ).
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة: أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي، إذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا ويجمع على أَسمِيَة، وسُمِيٍّ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة: تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ في دِفْءِ أَرْطاةٍ، لها حَنيُّ وهذا الرجز أَورده الجوهري: تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ والصواب ما أَوردناه؛ وأَنشد ابن بري للطرمَّاح: ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ، كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماء الذي هو المطر، كما سَمَّوا النبات ندَى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر، ويسمَّى الشحمُ ندىً لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر: فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم، أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إبِلَه فيه.
وفي الحديث: صلى بنا إثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إثْر مطرٍ، وسمِّي المطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء.
وقالوا: هاجَتْ بهم سَماء جَوْد، فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماء التي تُظِلُّ الأَرض.
والسماءُ أَيضاً: المطَرة الجديدة (* قوله «الجديدة» هكذا في الأصل، وفي القاموس: الجيدة). يقال: أَصابتهم سَماءٌ وسُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيٍّ، وقال: الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ.
والسماءُ: ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي: وأَحْمَر كالدِّيباجِ، أَما سَماؤُه فرَيَّا، وأَما أَرْضُه فمُحُول وسَماءُ النَّعْلِ: أَعلاها التي تقع عليها القدم.
وسَماوةُ البيتِ: سَقْفُه؛ وقال علقمة: سَماوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال ابن بري: صواب إنشاده بكماله: سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ، وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال: والبيت لطفيل.
وسَماءُ البيت: رُواقُه، وهي الشُّقة التي دونَ العُليا، أُنثى وقد تذكَّر.
وسَماوَتُه: كسمائِه.
وسَماوةُ كلِّ شيءٍ: شخْصُه وطلْعتُه، والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ وسَماوٌ، وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة: وأَقسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا هكذا أَنشده بتصحيح الواو.
واسْتماهُ: نظر إلى سَماوَتِه.
وسَماوَةُ الهِلالِ: شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج: ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا، سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها: يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها.
والسُّماةُ: الصَّيادُونَ، صفة غالبة مثل الرُّماةِ، وقيل: صَيَّادُو النهارِ خاصَّة؛ وأَنشد سيبويه: وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ لعَطْفٍ، ولا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها والسُّماةُ: جمعُ سامٍ.
والسَّامي: هو الذي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ ويعدُو خلْف الصيدِ نصف النهارِ؛ قال الشاعر: أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ بِه بَيْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا (* قوله «حرمل» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل، ولعله حومل أو جومل). قال ابن سيده: والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهْم سَامٍ؛ أَنشد ثعلب: ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ، قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع (* قوله «قليل إلخ» تقدم في مادة هلل بلفظ يظل).
والاسْتِماءُ أَيضاً: أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء، وذلك في الحَرّ.
واسْتَماهُ: اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك.
واسْمُ الجَوْرَبِ: المِسْماةُ، وهو يَلْبَسُه الصيَّادُ ليقيه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار.
وقد سَمَوْا واسْتَمَوْا إذا خرجوا للصَّيْدِ.
وقال ثعلب: اسْتَمانَا أَصادنَا. اسْتَمَى: تَصَيَّد؛ وأَنشد ثعلب: عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا، وُسِمْنَ على الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فلم يَجِدْ لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا أُناساً سِوانا، فاسْتمانَا فلا تَرَى أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمََعا أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ (* قوله «أي يطلب الصياد الظباء إلخ» هكذا في الأصل بعد الأبيات ويظهر أنه ليس تفسيراً لاستمانا الذي في البيت.
وعبارة القاموس مع شرحه: واستمى الصياد الظباء إذا طلبها من غير أنها عند مطلع سهيل: عن ابن الأَعرابي). في غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ؛ عن ابن الأَعرابي، يعني بالغِيرانِ الكُنُسَ.
وإذا خرج القومُ للصيدِ في قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قلت: سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون. أَبو عبيد: خرج فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها. قال ابن بري: وغلَّط ثعلب من يقول خرج فلانٌ يَسْتَمي إذا خرج للصيد، قال: وإنما يَسْتَمِي من المِسْمَاةِ، وهو الجَوْرَب من الصُّوف يَلْبَسُه الصائد ويخرُج إلى الظباء نصْفَ النَّهار فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها.
والقُرُومُ السَّوامِي: الفُحول الرافعة رؤُوسها.
وسَمَا الفحل سَماوةً: تَطاولَ على شُوَّلِهِ وسطَا، وسَماوَتُه شَخصه؛ وأَنشد: كأَنَّ على أَشْباتِهَا، حِينَ آنَسَتْ سَماوَتُهُ، قيّاً من الطَّيْرِ وُقَّعَا (* قوله «كأن على أشباتها إلخ» هو هكذا في الأصل).
وإنَّ أَمامي ما أُسامِي إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا؛ عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ معناه لا أُطِيقُ مُسامَاتَه ولا مُطاوَلَته.
والسَّماوَةُ: ماءٌ بالبَادِية.
وأَسْمَى الرجلُ إذا أَتَى السَّماوة أَو أَخذ ناحِيَتَها، وكانت أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بها فكان اسْمُها ماءَ السَّماوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ.
وفي حديث هاجَرَ: تلْكَ أُمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماء؛ قال: يريد العَرَب لأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بماءٍ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ.
والسَّماوَةُ: موضِع بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ.قال ابن سيده: كانت أُمُّ النُّعْمانِ تُسَمَّى ماء السَّماء. قال ابن الأَعرابي: ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني ماء السماءِ لم يكن اسمها غير ذلك.
والبَكْرَةُ من الإبل تُسْتَمَى بعد أَربع عشرةَ ليلةً أَو بعد إحدى وعشرين أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هي أَم قال لا؛ ابن سيده: حكاه ابن الأَعرابي، وأَنكر ثعلب وقال: إنما هي تُسْتَمْنَى من المُنْية، وهي العدَّة التي تعرف بانتهائها أَلاقح هي أَم لا.
واسم الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ: علامَتُه. التهذيب: والإسم أَلفُه أَلفُ وصلٍ، والدليل على ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإسمَ قلت سُمَيٌّ، والعرب تقول: هذا اسمٌ موصول وهذا أُسْمٌ.
وقال الزجاج: معنى قولنا اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ وهو الرِّفْعَة، قال: والأَصل فيه سِمْوٌ مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءِ. الجوهري: والإسمُ مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ، وتقديرُه إفْعٌ، والذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسماءٌ وتصغيره سُمَيٌّ، واخْتُلف في تقدير أَصله فقال بعضهم: فِعْلٌ، وقال بعضهم: فُعْلٌ، وأَسماءٌ يكونُ جَمْعاً لهذا الوَزْن، وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال، وهذا لا يُدْرَي صِيغتهُ إلاَّ بالسمعِ، وفيه أَربعُ لُغاتٍ: إسمٌ وأُسْمٌ، بالضم، وسِمٌ وسُمٌ؛ ويُنْشَد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا، آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكا وقال آخر: وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدِّمُهْ، يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهُ، مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ سُمُه وسِمُه، بالضم والكسر جميعاً، وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، وربما جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص: وما أَنا بالمَخْسُوسٍ في جِذْمِ مالِكٍ، ولا مَنْ تَسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإسْما قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لرجل من كَلْب: أَرْسَلَ فيها بازِلاً يُقَرِّمُهْ، وهْوَ بها يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ، باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سِمُهْ وإذا نَسَبْت إلى الاسم قلت سِمَوِيّ وسُموِيّ، وإنْ شئت اسْمِيٌّ، تَرَكْته على حاله، وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، وقال أَبو العباس: الاسْمُ رَسْمٌ وسِمَة تُوضَعُ على الشيء تُعرف به؛ قال ابن سيده: والاسمُ اللفظُ الموضوعُ على الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا، وإن شئتَ قلت أُسْمُ هذا كذا، وكذلك سِمُه وسُمُه. قال اللحياني: إسْمُه فلان، كلامُ العرب.
وحُكِيَ عن بني عَمْرو بن تَميمٍ: أُسْمه فلان، بالضم، وقال: الضمُّ في قُضاعة كثيرٌ، وأَما سِمٌ فعلى لغة من قال إسمٌ، بالكسر، فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها على السين أَيضاً؛ قال الكسائي عن بني قُضاعة: باسْمِ الذي في كلِّ سورةٍ سُمُهْ بالضم، وأُنْشِد عن غير قُضاعة سِمُهْ، بالكسر. قال أَبو إسحق: إنما جُعِلَ الإسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ على المعنى لأَنَّ المعنى تحت الإسْمِ. التهذيب: ومن قال إنَّ إسْماً مأْخوذٌ من وَسَمْت فهو غلط، لأَنه لو كان اسمٌ من سمته لكان تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وما أَشبههما، والجمع أَسْماءٌ.
وفي التنزيل: وعَلَّمَ آدمَ الأَسْماءَ كلَّها؛ قيل: معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ اللغات، فكان آدمُ، على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام، وولدُه يتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بها، وجمع الأَسماءِ أَساميُّ وأَسامٍ؛ قال: ولنا أَسامٍ ما تَلِيقُ بغَيْرِنا، ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا وحكى اللحياني في جمعِ الإسم أَسْماواتٌ، وحكى له الكسائي عن بعضهم: سأَلتُك بأَسماواتِ الله، وحكى الفراء: أُعِيذُكَ بأَسماواتِ الله، وأَشْبَه ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءِ وإلا فلا وجه له.
وفي حديث شُريح: أَقتَضِي مالي مُسَمّىً أَي باسمي، وقد سَمَّيْته فلاناً وأَسْمَيته إياه، وأَسْمَيته وسَمَّيته به. الجوهري: سَمَّيت فلاناً زيداً وسَمَّيْته بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى به؛ قال سيبويه: الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة وأَوضحته بها؛ قال اللحياني: يقال سَمَّيته فلاناً وهو الكلام، وقال: يقال أَسْمَيته فلاناً؛ وأَنشد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا وحكى ثعلب: سَمَّوْته، لم يَحْكِها غيرُه.
وسئل أَبو العباس عن الاسمِ: أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى؟ فقال: قال أَبو عبيدة الاسمُ هو المُسَمَّى، وقال سيبويه: الاسم غير المُسَمَّى، فقيل له: فما قولُك؟ قال: ليس فيه لي قول. قال أَبو العباس: السُّمَا، مقصور، سُمَا الرجلِ: بُعْدُ ذهابِ اسْمِه؛ وأَنشد: فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، واعْمِدْ بمِدْحةٍ لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى لأَْعْظَمِها قَدْراً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَحْسَنِها، وجْهاً، وأَعْلَنِها سُمَا يعني الصِّيتَ؛ قال ويروى: لأَوْضَحِها وجْهاً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَسْمَحِها كَفّاً، وأَبعَدِها سُمَا قال: والأَول أَصح؛ وقال آخر: أَنا الحُبابُ الذي يَكْفي سُمِي نَسَبي، إذا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ وفي الحديث: لما نزَلَتْ فسَبِّحْ باسْمِ ربِّكَ العظيم، قال: إجْعَلُوها في رُكوعِكم، قال: الإسمُ ههنا صلةٌ وزيادةٌ بدليل أَنه كان يقول في ركوعه سبحانَ رَبيَ العظيم فحُذف الاسمُ، قال: وعلى هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّى، ومن قال إنه غيرُه لم يَجْعَلْه صِلةً.
وسَمِيُّكَ: المُسمَّى باسْمِك، تقول هو سَمِيُّ فلان إذا وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو كَنِيُّه.
وفي التنزيل العزيز: لم نَجْعلْ له مِن قَبْلُ سَمِيّاً؛ قال ابن عباس: لم يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى، وقيل: معنى لم نَجْعلْ له من قبلُ سَمِيّاً أَي نَظِيراً ومِثلاً، وقيل: سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة.
وقوله عز وجل: هل تَعْلَمُ له سَمِيّاً؛ أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه، ويقال مُسامِياً يُسامِيه؛ قال ابن سيده: ويقال هل تَعْلَمُ له مِثْلاً؛ وجاء أَيضاً: لم يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ، وتأْويلُه، والله أَعلم، هلْ تعلمُ سَمِيّاً يستَحِق أٍَن يقال له خالِقٌ وقادِرٌ وعالِمٌ لِما كان ويكون، فكذلك ليس إلا من صفات الله، عز وجل؛ قال: وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ مِنَ الدَّهرِ، إلا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ وقوله، عليه الصلاة والسلام: سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا الله، عز وجل.
وقد تسَمَّى به، وتسَمَّى ببني فلان: والاهُمُ النَّسَبَ.
والسماء: فرَسُ صَخْرٍ أَخي الخنساء؛ وسُمْيٌ: اسم بلد؛ قال الهذلي: تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إذا اسْتباءَتْ، كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ ويروى إذا اسسات (* قوله «اسسات» هي هكذا بهذه الصورة في الأصل): وقال ابن جني: لا أَعرفُ في الكلام س م ي غير هذه، قال: على أَنه قد يجوز أَن يكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كحيوة.
وماسَى فلانٌ إذا سَخِرَ منه، وساماه إذا فاخَرَه، والله أَعلم.

ظلم (لسان العرب) [1]


الظُّلْمُ: وَضْع الشيء في غير موضِعه.
ومن أمثال العرب في الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم؛ قال الأصمعي: ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل: من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظلمَ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم يَعْدِلوا عنه؛ يقال: أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً؛ ومنه حديث أُمِّ سَلمَة: أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه؛ وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ، ومنه حديث الوُضُوء: فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من . . . أكمل المادة الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء.
وفي التنزيل العزيز: الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ؛ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير: لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ، ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ، وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل: إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم.
والظُّلْم: المَيْلُ عن القَصد، والعرب تَقُول: الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ عنه أي لا تَجُرْ عنه.
وقوله عزَّ وجل: إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم؛ يعني أن الله تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له، فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ، لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها. يقال: ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلمُ الاسمُ يقوم مَقام المصدر، وهو ظالمٌ وظَلوم؛ قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ: إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي، وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وقوله عز وجل: إن الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ؛ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم، وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي ظُلْماً حقيراً كمِثْقال الذرّة؛ وقوله عز وجل: فَظَلَمُوا بها؛ أي بالآيات التي جاءَتهم، وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها، والظُّلمُ الاسمُ، وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إياه؛ قال أبو زُبَيْد الطائيّ: وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ، وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا وقال: تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي، لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه: شَكا مِنْ ظُلْمِه.
وتَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأنشد: كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ، وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ قال ابن سيده: هذا قولُ ابن الأعرابي، قال: ولا أَدْري كيف ذلك، إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه، لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها.
والمُتَظَلِّمُ: الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ.
والمُتَظَلِّمُ أيضاً: الظالِمُ؛ ومنه قول الشاعر: نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم.
وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي؛ قال ابن بري: شاهده قول الجعدي: وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ قال: وقال رافِعُ بن هُرَيْم، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع، والأول أَصح: فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أي ظالِمِينَ.
ويقال: تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه؛ ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه: إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه، تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قال: أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه. قال أبو منصور: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم؛ قال: وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ: وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قال أبو منصور: يريد نَخْوةَ الظالم.
والظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يقال: ما ظَلَمَك عن كذا، أي ما مَنَعك، وقيل: الظَّلَمةُ في المُعامَلة. قال المُؤَرِّجُ: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه: أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا.
ويقال: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم؛ قال كُثَيْر: مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها يَدَاكَ، وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ.
وظَلَّمه: أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم؛ قال: أَمْسَتْ تُظَلِّمُني، ولَسْتُ بِظالمٍ، وتُنْبِهُني نَبْهاً، ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ: ما تُظْلَمُهُ، وهي المَظْلِمَةُ. قال سيبويه: أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك.
وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه؛ قال: ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ، وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ: ما تَطْلُبه عند الظّالم، وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك. التهذيب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم؛ يقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً.
ويقال: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه، وهو افتعال، وأَصله اظْتَلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها؛ وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم: مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً وأَنْفاً حَمِيّاً، تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بعضاً.
ويقال: أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه.
ويقولون: ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ؛ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو الجَرَّاحِ: ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ؛ وقول الشاعر: قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ: ألا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَلَمّْ؟ قالَ: بَلى يا مَيُّ، واليَوْمُ ظَلَمْ قال الفرّاء: هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً، وهو مَثَلٌ؛ قال: ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع. قال أبو منصور: وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً، قال: وأُراه قولَ المُفَضَّل، قال: وهو شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم: عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك، وقوله عز وجل: آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً.
وقال الفراء في قوله عز وجل: وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون، قال: ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم.
والظِّلِّيمُ، بالتشديد: الكثيرُ الظُّلْم.
وتَظَالَمتِ المِعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ؛ ومنه قول السّاجع: وتَظالَمَتْ مِعْزاها.
ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع.
والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال: وقائِلةٍ: ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ؟ وفي المثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وأنشد ثعلب: وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْرُ قال: هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه.
وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه.
وظَلَمْتُ سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب:ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْرُ قال الأزهري: هكذا سمعت العرب تنشده: وفي ظَلْمِي، بِنَصْب الظاء، قال: والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ.
وظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِيمةَ.
وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء. التهذيب: العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وقال أبو عبيد: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ، قال: ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ، وهو وَهَمٌ.
وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا: يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه.
وقال ابن السكيت: ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه.
والمَظْلُوم: اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الفراء: يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك؛ قال: وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً: يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ، فالوادي به شَرِقُ وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً: إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ. يقال: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض. قال: وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه؛ ومنه قول ابن مقبل: عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ، وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه.
وظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ.
وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ، وأنشد بيت ابن مقبل: هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ، فهو يَظْلِمُها ظَلْماً؛ وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً: أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً، وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، وقيل: هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ: ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ، حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أي الموضع المظلوم.
وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة: ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِىصَةٍ، فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى الإقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ، قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ.
وقال الباهلي في كتابه: وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ.
وفي الحديث: إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ. قال أبو منصور: المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ، والإغْذاذُ الإسْراعُ.
والأرضُ المَظْلومة: التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى؛ وأَنشد: فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ، على العَيْشِ، مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها.
وقالوا: لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه.
والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ، أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه، أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه، فهو مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم؛ أَنشد سيبويه قول زهير: هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ نائِله عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب، وهو عنده يَفْتعِلُ، ويروى يَظْطَلِمُ، ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ. الجوهري: ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل الظُّلْم؛ وأَنشد بيت زهير: ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ، وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ: من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات، ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّلَم، قال: وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما. قال ابن بري: جَعْلُ الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ، بالتشديد، وَهَمٌ، وإنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه، بالتخفيف كما قال زهير: ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِمُ قال: وأَما ظَلَّمْتُه، بالتشديد، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ، وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد، وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقَِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي؛ ومثله قوله تعالى: ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً؛ ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ.
وبيتٌ مُظَلَّمٌ: كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف، صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل؛ حكاه الهروي في الغريبين؛ قال ابن الأَثير: هو المُزَوَّقُ، وقيل: هو المُمَوَّهُ بالذهب والفضة، قال: وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى، وقال الزمخشري: هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب، ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ ظَلْمٌ.
ويقال: أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه؛ ومنه قول الشاعر: إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْلَما قال: أَضاء أَي أَصاب ضوءاً، أَظْلَم أصاب ظَلْماً.
والظُّلْمَة والظُّلُمَة، بضم اللام: ذهاب النور، وهي خلاف النور، وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات؛ قال الراجز: يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُماتِ قال ابن بري: ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة، بإسكان اللام، فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: قال الخطيب أَِبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ، ويجوز مُهَجات، بالفتح، ومُهْجاتٌ، بالتسكين، وهو أَضعفها؛ قال: والناس يأْلَفُون مُهَجات، بالفتح، كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ، فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم.
والظَّلْماءُ: الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة.
والظَّلامُ: إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ، يَجْري مجرى المصدر، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض، وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات. ابن سيده: وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن كان مُقْمِراً، يقال: أَتيته ظَلاماً أي ليلاً؛ قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفاً.
وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل.
وليلةٌ ظَلْمةٌ، على طرحِ الزائد، وظَلْماءُ كلتاهما: شديدة الظُّلْمة.
وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ ظَلْماءُ؛ وقال ابن سيده: وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة، كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة، قال: وظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء.
وأَظْلَم الليلُ: اسْوَدَّ.
وقالوا: ما أَظْلَمه وما أَضوأَه، وهو شاذ.
وظَلِمَ الليلُ، بالكسر، وأَظْلَم بمعنىً؛ عن الفراء.
وفي التنزيل العزيز: وإذا أَظْلَمَ عليهم قاموا.
وظَلِمَ وأَظْلَمَ؛ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء: فيه لغتان أَظْلَم وظَلِمَ، بغير أَلِف.
والثلاثُ الظُّلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ؛ قال أَبو عبيد: في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ، قال: والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ.
وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المبرد: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة؛ قال أَبو منصور: وهذا الذي قالاه هو القياس الصحيح. الجوهري: يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس، لأَن قياسه ظُلْمٌ، بالتسكين، لأَنَّ واحدتها ظَلْماء.
وأَظْلَم القومُ: دخلوا في الظَّلام، وفي التنزيل العزيز: فإذا هم مُظْلِمُونَ.
وقوله عزَّ وجل: يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور؛ أَي يخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ.
وليلة ظَلْماءُ، ويوم مُظْلِمٌ: شديد الشَّرِّ؛ أَنشد سيبويه: فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ، لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم: لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له؛ عن أَبي زيد.
وحكى اللحياني: أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى؛ وأَنشد: أُولِمْتَ، يا خِنَّوْتُ، شَرَّ إيلام في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ، حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل؛ قال: بَني أَسَدٍ، هل تَعْلَمونَ بَلاءَنا، إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ؟ وظُلُماتُ البحر: شدائِدُه.
وشَعرٌ مُظْلِم: شديدُ السَّوادِ.
ونَبْتٌ مُظلِمٌ: ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه؛ قال: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ، ومُظلِماً ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه، وفي التهذيب: وأَظْلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه. قال أَبو منصور: أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً، قال: وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين: أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً، وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ، وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ.
ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ، بالتحريك، يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ، وقيل: معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء، وقيل: أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ، وقال ثعلب: هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ، ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ، قال: وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار، قال: ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ؛ الجوهري: لقِيتُه أَوّلَ ذي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية، قال: ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ.
والظَّلَمُ: الجَبَل، وجمعه ظُلُومٌ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: تَعامَسُ حتى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها، إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ، ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم؛ عن كراع، أَي قدِمَ حقّاً؛ قال: إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ وقيل: معناه واليومُ ظَلَمنا، وقيل: ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه.
والظَّلْمُ: الثَّلْج.
والظَّلْمُ: الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد، حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء؛ قال كعب بن زهير: تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ، إذا ابتسمَتْ، كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ وقال الآخر: إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْمِ، طَيِّبَةِ الرُّضابِ قال: يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج. قال شمر: الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان. الجوهري: الظَّلْمُ، بالفتح، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها، وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف؛ قال يزيد ابن ضَبَّةَ: بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ، وثغْرٍ نائرِ الظلْمِ وقيل: الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها، والجمع ظُلُوم؛ قال: إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ، وتبسَّمَتْ ثنايا لها كالبَرْقِ، غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم: نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ؛ قال: إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه غُرُوبَ ثناياها، أَنارَ وأَظْلَما (* أضاء بدل أنار).
والظَّلِيمُ: الذكَرُ من النعامِ، والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ، قيل: سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ؛ حكاه ابن دريد، قال: وهذا ما لا يُؤْخذُ.
وفي حديث قُسٍّ: ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ؛ هو جمع ظَلِيم.
والظَّلِيمانِ: نجمان.
والمُظَلَّمُ من الطير: الرَّخَمُ والغِرْبانُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم، من الطيرِ، حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ والظِّلاَّمُ: عُشْبة تُرْعَى؛ أَنشد أَبو حنيفة: رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً، عَمِيماً من الظِّلاَّمِ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي: ومن غريب الشجر الظِّلَمُ، واحدتها ظِلَمةٌ، وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ؛ قال الأَصمعي: هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً.
وأَظْلَمُ: موضع؛ قال ابن بري: أَظْلمُ اسم جبل؛ قال أَبو وجزة: يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ، ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ الظُّلم: رجل معروف من العرب.
وظَلِيمٌ ونَعامَةُ: موضعان بنَجْدٍ.
وظَلَمٌ: موضع.
والظَّلِيمُ: فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ، وفيه يقول: نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر

حمم (لسان العرب) [1]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.
والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد.
والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ.
والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم.
والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم.
وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.
والحَمِيمُ: القَيْظ.
والحميم: العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد.
والحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء.
واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ.
واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.

زمله (المعجم الوسيط) [0]


 أخفاه وبثوبه وَفِيه لفه