المصادر:  


دقل (لسان العرب) [231]


الدَّقَل من التَّمر: معروف،، قيل: هو أَردأُ أَنواعه؛ ومنه قول الراجز: لو كُنْتُمُ تَمْراً لكنتم دَقَلا، أَو كنتُمُ ماء لكنتم وَشَلا واحدته دَقَلة، وقد أَدْقَلَ النخلُ. ما لم يكن من التمر أَجناساً معروفة. أَيضاً: ضَرْبٌ من النخل؛ عن كراع، والجمع أَدقال، وقيل: الدَّقَل من النخل يقال لها الأَلوان واحدها لَوْن؛ قال الأَزهري: وتَمْر الدَّقَل رديء إِلا أَن الدَّقَل يكون ميقاراً، ومن الدَّقَل ما يكون تمره أَحمر، ومنه ما تمره أَسود وجِرْمُ تمرِه صغير ونواه كبير.
وفي حديث ابن مسعود: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل؛ هو رديء التمر . . . أكمل المادة ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليُبْسِه ورَداءته لا يجتمع ويكون منثوراً.
وشاة دَقْلة ودَقِلة ودَقِيلة: ضاوِيَةٌ قَمِيئة، والجمعِ دقالٌ. قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة وعندي أَن جمع دَقِيلة إِنما هو دَقائل، إِلا أَن يكون على طرح الزائد، وقد أَدْقَلَت وهي مُدْقِل. والدَّوْقَل: خشبة طويلة تُشَدُّ في وسط السَّفينة يُمَدُّ عليها الشِّراع.
وفي الحديث: فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل، هو من ذلك، وتسميه البحرية الصَّاري، وقيل: الدَّقَل سهم السفينة وأَصله من ذلك الأَول الذي هو ضرب من النخل. ابن الأَعرابي: الدَّقْل ضَعَف جسم الرجل.
والدَّوْقَل: من أَسماء رأْس الذكر.
والدَّوْقَلة: الكَمَرة الضَّخْمة.
ويقال: كَمَرة دَوْقَلة ضَخْمة.
والدَّوْقَلة: الأَكل وأَخذ الشيء اختصاصاً يُدَوْقِله لنفسه.
ودَوْقَل الشيءَ: أَخَذَه وأَكله.
ويقال: دَوْقَل فلان إِذا اختص بشيءٍ من مأْكول.
ويقال: دوقل فلان جاريته دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فيها كَمَرته.
وفي النوادر: يقال دَوْقَلَتْ خُصْيَتا الرجل إِذا خَرَجتا من خَلْفه فَضَرَبتا أَدبار فخذيه واسْتَرْخَتا.
ودَوْقَلْت الجَرَّة: نَوَّطتها بيدي. أَبو تراب: سمعت مُبْتَكراً يقول: دَقَل فلان لَحْيَ الرجل ودَقَمَه إِذا ضرب أَنفه وفمه. لا يكون إِلا في اللَّحْي والقفا، والدَّقْم في الأَنف والفم.
ودَوْقَل: اسم.

الدَّقَلُ (القاموس المحيط) [218]


الدَّقَلُ، محرَّكةً: الخِضابُ، وأرْدَأُ التَّمْرِ، وقد أدْقَلَ النَّخْلُ، أو ما لم يكن أجناساً مَعْروفَةً، وسَهْمُ السَّفينَةِ،
كالدَّوْقَلِ.
وشاةٌ دَقَلَةٌ، محرَّكةً، وكفرِحَةٍ وسَفينَةٍ: ضاوِيَةٌ قَمِئَةٌ،
ج: ككِتابٍ، وقد أدْقَلَتْ، وهي مُدْقِلٌ. والدَّوْقَلُ: الذكَرُ، واسمٌ، وبهاءٍ: الكَمَرَةُ الضَّخْمَةُ، وشاعِرٌ.
ودَقَلَهُ: مَنَعَه وحَرَمَهُ، وضَرَبَ أنْفَهُ وفَمَهُ، أو قَفاهُ ولَحْيَيْه.
والدَّقْلُ: ضَعْفُ الجِسْمِ.
والدُّقولُ: التَّغَيُّبُ والدُّخولُ.
ودَقَلَة، محرَّكةً: ع باليَمامَةِ.
ودَوْقَلَهُ: أخَذَهُ وأكَلَهُ،
و~ المَرْأةَ: جامَعَها،
و~ خُصْيَتاهُ: خَرَجَتا من خَلْفِهِ فَضَرَبَتا أدْبارَ فَخِذَيْهِ، واسْتَرْخَتا.

د ق ل (المصباح المنير) [216]


 الدَّقَلُ: بفتحتين أردأ التمر الواحدة "دَقَلَةٌ" ، و "أَدْقَلَ" النخل حمل "الدَّقَلَ" وقال السرقسطي: "أَدْقَلَ" النخل صار تمره دقلا وهو ثمر الدوم. 

دقل (الصّحّاح في اللغة) [215]


الدَقَلُ: الخِصابُ، الواحدة دَقَلَةٌ. سَهمُ السفينة، وأصله الأوّلُ. أردأ التمر.
وقد أدْقَلَ النخلُ.
ويقال دَوْقَلَ فلانٌ، إذا اخْتُصَّ بشيءٍ من مأكول.

د - ق - ل (جمهرة اللغة) [213]


الدَّقَل: دَقَل السّفينة، عربي معروف، والجمع أدقال ودِقال. وأهل المدينة يسمون النخل الذي يسمّيه أهل البصرة الدَّقَل: اللِّين واللُّونة، واحدها لِينة ولُونة، وهو من قوله تعالى: " ما قطعتم من لِينة " ، وتُجمع لِياناً. قال امرؤ القيس: وسالفةٌ كسَحوق اللِّيا ... نِ أضْرَمَ فيها الغَويُّ السُّعُرْ قال ابن دريد: بلغني عن بعض علماء البغداديين أنه قال: كسَحوق اللُّبان، أراد شجر اللُّبان، فلا تلتفتنّ الى ذلك، فإن شجر اللُّبان لا يبلغ قامة الرجل ولا يسمّى سَحوقاً إلاّ النخل. ويقال: دَقِلَ المولودُ، إذا تضاءل جسمُه وصغر. والدَّقَل من النخل من هذا إن شاء الله. والدَّلْق: أصل بناء . . . أكمل المادة قولهم: سيف دَلوق ودَلِق، إذا كان سلس الخروج من جَفنه. قال الشاعر: أصابته رماحُ بني حُيَيٍّ ... كأنّ جبينه سيفٌ دَلوقُ وكان رجل من فرسان العرب وهو الربيع بن زياد يُدعى دالقاً لكثرة غاراته. وضُرب الرجل فاندلقت أعفاجُ بطنه، إذا خرجت حِشوته. والدَّلَق: دابّة؛ أعجمي. والقَلْد: نحو الفَتْل؛ قَلَدْتُ الحبلَ وغيره أقلِده قَلْداً، إذا فتلتَه. والقِلادة: معروفة، والجمع قلائد. وقلائد الهَدْي: لفائف كانت تُعمل من لحاء الشجر ويُقلد بها أعناقها فيكون ذلك شعاراً لها. وتقلّدت السيفَ تقلّداً. ومقلَّد الرجل: موقع نِجاد السيف على مَنْكِبيه. والقِلْد: الحظّ من الماء؛ سقينا أرضَنا قِلْدَنا، أي حظّنا؛ وسقتنا السماءُ قِلْداً كذلك. وفي الحديث: " فقَلَدَتْنا السماءُ قِلْداً في كل أسبوع " . وضاقت مَقاليد الرجل، إذا ضاقت عليه أموره. والأقاليد والمقاليد: المفاتيح، ولم يتكلّم فيها الأصمعي، وقال غيره: واحد المقاليد مِقْلَد ومِقْليد، وواحد الأقاليد إقليد. ومقلَّد الذهب: رجل من سادات العرب يُعرف بهذا اللقب. ويقال: قلَّد فلانٌ فلاناً قِلادةَ سَوْدٍ، إذا هجاه هجاءً يبقى عليه وَسْمُه. ومقلَّدات الشِّعر: البواقي على الدهر. والقِلْدَة والقِشْدَة: التمر والسويق الذي يُخلط به السمن. وقد سمّت العرب مقلَّداً. وبنو مقلَّد: بطن منهم. والمِقْلَد: عصا في رأسها اعوجاج يُقلد بها الكلأ كما يُقلد القَتّ إذا جُعل حبالاً. وحبل قليد ومقلود، والشريط يسمّى القليد؛ لغة عبدية. والإقليد: المفتاح؛ فارسي معرَّب. والقَدْل: فعل ممات، وهو أصل بناء القَنْدَل، النون زائدة، وهو الصلب الشديد. وقال قوم: هو الصلب الرأس.

دقل (مقاييس اللغة) [61]



الدال والقاف واللام ليس بأصلٍ يُقاس عليه، ولا له فروعٌ.
وإنَّما يقال دَقَلُ السَّفينة. أردأ التَّمْر.
وذُكِر عن الخليل، ولا أَدري أصحيحٌ عنْهُ ذلك أمْ لا: دَوْقَلَ الرَّجُل لنَفْسه، إذا اختَصَّها بشيءٍ من المأكول.

دقل (المعجم الوسيط) [55]


 جِسْمه دقلا ضعف وَفُلَانًا مَنعه وَحرمه 

الدقلة (المعجم الوسيط) [10]


 شَاة دقلة ضاوية قميئة (ج) دقال 

الراعل (المعجم الوسيط) [8]


 الدقل وَهُوَ ضرب من التَّمْر أَو فحال نَخْلَة الدقل أَو الْكَرِيم مِنْهَا 

الدقيلة (المعجم الوسيط) [6]


 الدقلة من الشَّاء (ج) دقال ودقائل 

أدقلت (المعجم الوسيط) [7]


 الشَّاة ضويت وَالنَّخْل أثمر دقلا وَفُلَان جَاءَ بِولد دقل (صَغِير) 

خصب (مقاييس اللغة) [5]



الخاء والصاد والباء أصلٌ واحد، وهو ضدُّ الجَدْب. مكانٌ مُخْصِبٌ: خَصِيبٌ.
ومن الباب الخِصَاب: نَخْل الدَّقَل.

لون (لسان العرب) [6]


اللَّوْنُ: هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة، ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ.
ولَوْنُ كلِّ شيء: ما فَصَلَ بينه وبين غيره، والجمع أَلْوَان، وقد تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه.
والأَلْوانُ: الضُّروبُ.
واللَّوْنُ: النوع.
وفلان مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحد.
واللَّوْنُ: الدَّقْلُ، وهو ضَرْب من النخل؛ قال الأَخفش: هو جماعة واحدتها لِينَة، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء؛ ومنه قوله تعالى: ما قطَعْتُمْ من لِينَةٍ، قال: وتمرُها سَمِينُ العَجْوة. ابن سيده: الأَلْوانُ الدِّقَلُ، واحدها لَوْنٌ، واللِّينَةُ واللُّونَة: كل ضربٍ من النخل ما لم يكن عجوة أو بَرْنيّاً. قال الفراء: كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من الليِّنِ، واحدته لِينَةٌ، وقيل: هي الأَلْوانُ، الواحدة لُونَة فقيل . . . أكمل المادة لِينَةٌ، بالياء، لانكسار اللام، قال ابن سيده: والجمع لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ؛ قال: تَسْأَلُني الليِّنَ وهَمِّي في الليِّنْ، واللِّينُ لا يَنْبُتُ إلاَّ في الطينْ وقال امرؤ القيس: وسالفةٍ، كسَحوقِ اللِّيَا نِ، أَضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ قال ابن بري: صوابه وسالفةٌ، بالرفع؛ وقبله: لها ذَنَبٌ مثل ذيْلِ العَرُوسِ، تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ ورواه قوم من أَهل الكوفة: كسَحُوق اللُّبَان، قال: وهو غلط لأَن شجر اللُّبان الكُنْدُرِ لا يطول فيصير سَحُوقاً، والسَّحُوق: النخلة الطويلة.والليَّانُ، بالفتح: مصدر لَيِّنٌ بيِّنُ اللِّينَةِ واللَّيانِ؛ وقال الأَصمعي في قول حُميدٍ الأَرْقط: حتى إذا أَغْسَتْ دُجَى الدُّجُونِ، وشُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوينِ يقال: كيف تركتم النخل؟ فيقال: حين لَوَّنَ، وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَوْنِه الذي يصير إليه، فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب يكون أَولاً أَصفر ثم يحمرُّ ثم يسودُّ بتلوين البُسْرِ يصفرُّ ويحمرّ ثم يسودّ.
ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْويناً إذا بدا فيه أَثَرُ النُّضج.
وفي حديث جابر وغُرَمائه: اجْعَلِ اللَّوْنَ على حِدَته؛ قال ابن الأَثير: اللَّوْنُ نوع من النخل قيل هو الدَّقَلُ، وقيل: النخل كله ما خلا البَرْنِيَّ والعجوةَ، تسميه أَهل المدينة الأَلوانَ، واحدته لِينَة وأَصله لِوْنَة، فقُلبت الواو ياء لكسرة اللام.
وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنه كتب في صدقة التمر أَن يؤْخذ في البَرْنِيِّ من البَرْنِيِّ، وفي اللَّوْنِ من اللَّوْنِ، وقد تكرر في الحديث.
ولُوَيْنٌ اسم.

ش - ق - ق (جمهرة اللغة) [5]


ومن معكوسه: قششت الشيء أقُشُه قشًا، إذا جمعته. وقَشَ الرجلُ ما على الخوان، إذا أكله كله أجمعَ. والقَشّ والتقشيش: أن تطلب الأكل من هاهنا وهاهنا. والقِشَة: ولد القرد الأنثى، لغة يمانية، والذكر الرباح. والقَشَ: رديء النخل، نحو الدقَل وما أشبهه، لغة يمانية.

رَعَلَهُ (القاموس المحيط) [5]


رَعَلَهُ، كَمَنَعَهُ: طَعَنَهُ طَعْناً شَديداً،
كأَرْعَلَهُ،
و~ بالسَّيْفِ: نَفَحَهُ.
والرَّعْلَةُ: النَّعامَةُ، وجِلْدَةٌ من أُذُنِ الناقةِ والشاةِ تُشَقُّ فَتُعَلَّقُ في مُؤَخَّرِها، كأنها زَنَمَةٌ، والشاةُ رَعْلاءُ من رُعْلٍ، والقُلْفَةُ، ونَخْلَةُ الدَّقَلِ، أو النَّخْلَةُ الطويلةُ، والعِيالُ، أو الكثيرُ منهم، والقِطْعَةُ من الخَيْلِ القليلَةُ،
كالرَّعيلِ، أو مُقَدِّمَتُها، أو قَدْرُ العِشْرينَ، أَو الخَمْسَةِ والعِشرينَ،
ج: رِعالٌ وأرْعالٌ وأراعيلُ، وقد تكونُ من البَقَرِ.
والمُسْتَرْعِلُ: الخارِجُ في الرَّعيلِ، أو هو قائِدُها، أو ذو الإِبِلِ.
والرَّعْلُ: أنْفُ الجَبَلِ،
و~ من الرجُلِ: ثيابُه،
وع.
وبالكسر: ذَكَرُ النَّحْلِ.
ورِعْلٌ وذَكْوانُ: قَبيلَتانِ من سُلَيْمٍ.
والراعِلُ: الدَّقَلُ. خِيارُ . . . أكمل المادة المال.
والرُّعْلولُ، كسُرْسورٍ: بَقْلَةٌ، أو الطَّرْخونُ.
ويقالُ لِما تَهَدَّلَ من النباتِ: أرْعَلُ، وكذا ما انْثَنَى من العُشْبِ وطابَ.
والأرْعَلُ: الأحمقُ.
والرَّعالَةُ: الحُمْقُ، وقد رَعِلَ، كفرِحَ.
وكمِنْبَرٍ: الباتِكُ من السُّيوفِ.
والرُّعْلَةُ، بالضم: إكْليلٌ من رَيْحانٍ وآسٍ.
وأبو رِعْلَةَ، بالكسر: الذئبُ.
وكغُرابٍ: ما سالَ من الأنْفِ.
وكزُبيرٍ: ابنُ آبِدِ بنِ الصَّدَفِ من حَضْرَمَوْتَ.
وشِواءٌ رَعْوَلِيٌّ: لم يُطْبَخ جَيِّداً.
وعَدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ: شاعِرٌ.

صعل (لسان العرب) [5]


الصَّعْلة من النَّخْل: التي فيها عَوَجٌ وهي جَرْداء أُصولِ السَّعَف؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو؛ وأَنشد: لا تَرْجُوَنَّ بذي الآطامِ حامِلَةً، ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِيها ويقال للنخلة إِذا دَقَّتْ صَعْلة؛ قال ابن بري: والصَّعْلة من النخل الطويلة؛ قال: وهي مذمومة لأَنها إِذا طالت ربما تَعْوَجُّ؛ قال ذَكْوان العِجْلي: بعِيدة بيْن الزَّرْع لا ذات حُشْوَةٍ صِغارٍ، ولا صَعْلٍ سَريعٍ ذَهابُها قال: والجَمْع صَعْلٌ.
والصَّعْلُ والأَصْعَلُ: الدَّقيق الرأْس والعنق، والأُنثى صَعْلة وصَعْلاء، يكون في الناس والنعام والنخل، وقد صَعِلَ صَعَلاً واصْعالَّ؛ قال العجاج يصفُ دَقَل السفينة وهو الذي يُنْصَب في وَسَطه الشِّراع: ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ، صَعْلٌ . . . أكمل المادة من السَّاجِ ورُبَّانِيُّ أَراد بالصَّعْل الطَّوِيل، وإِنما يصف مع طوله استواء أَعلاه بوسطه ولم يَصِفْه بدِقَّة الرأْس. رأَيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله صَعْل من الساج، قال: صوابه من السَّامِ، بالميم، شجر يُتَّخَذُ منه دَقَلُ السُّفُن.
وفي حديث عليٍّ: اسْتَكْثِروا من الطَّواف بهذا البيت قبل أَن يَحُولَ بينكم وبينه من الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع؛ وفي حديث آخر له: كأَنِّي برَجُلٍ من الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ عليها وهي تُهْدَم؛ قال الأَصمعي: قوله أَصْعَل هكذا يروى، فأَما كلام العرب فهو صَعْلٌ، بغير أَلف، وهو الصغير الرأْس.
وقد ورد في حديث آخر في هَدْم الكعبة: كأَنِّي به صَعْلٌ يَهْدِم الكعبةَ، وأَصحاب الحديث يَرْوونه أَصْعَل.
وفي حديث أُمِّ مَعْبَد في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: لم تُزْرِ به صَعْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، ويقال: هي أَيضاً الدِّقّة والنُّحول والخِفَّة في البدن؛ قال الشاعر يصف عَيْراً: نَفى عنها المَصِيفَ وصارَ صَعْلاً يقول: خَفَّ جِسْمُه وضَمُر؛ وقال الراجز: جاريَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا، أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَيْن أَرْقَبا وفي صفة الأَحْنف: كان صَعْلَ الرأْس.
وقال أَبو نصر: الأَصْعَلُ الصغير الرأْس، وقال غيره: الصَّعَل الدِّقَّة في العُنُق والبدن كُلِّه؛ قال ابن بري: الذي ذكره الأَصمعي رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَة صَعْلَةٌ لا غير؛ قال: وحَكى غيره وامرأَة صَعْلاءُ، والرجل على هذا أَصْعَلُ.
ويقال: رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كان صغير الرأْس، ولذلك يقال للظَّلِيم صَعْلٌ لأَنه صغير الرأْس.
والصَّعْلة: النَّعامة؛ عن يعقوب، ولم يعين أَيّ نعامة هي.
والصَّاعِل: النَّعَامُ الخفيف.
وقال شَمِر: الصَّعْل من الرِّجال الصغيرُ الرأْس الطويلُ العُنُق الدَّقِيقُهُما.
وحِمارٌ صَعْلٌ: ذاهِبُ الوَبَر؛ قال ذو الرمة: بها كُلُّ خَوّارٍ إِلى كُلِّ صَعلةٍ ضَهُولٍ، ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب وهذا البيت اسْتَشْهَدَ الجوهري بصدره كما ذكرناه على قوله.
وحِمَار صَعْلٌ: ذاهب الوَبَر. قال ابن بري: الصَّعْلة في بيته النَّعَامة، والخَوَّارُ: الثَّورُ الوحشي الذي له خُوَارٌ وهو صوته، وضَهُول: تَذْهَب وتَرْجَع، والمُذْرِعات من البقر: التي معها أَولادُها، يقال: ذَرَعٌ، وجَمْعُه ذِرْعانٌ.
والصَّعَلُ: الدِّقَّة؛ قال الكميت: رَهْطٌ من الهِنْدِ في أَيدِيهِمُ صَعَلُ ( * قوله «في أيديهم» كذا أنشده الجوهري، قال في التكملة: والرواية في أبدانهم، وصدر البيت: كأنها وهي سطع للمشبهها)

اللَّوْنُ (القاموس المحيط) [4]


اللَّوْنُ: ما فَصَلَ بينَ الشيءِ وبين غيرِه، والنَّوْعُ، وهَيْئَةٌ كالسَّوادِ، والدَّقَلُ من النَّخْلِ، أَو هو جماعةٌ،
واحِدَتُها: لُونةٌ، بالضم،
ولِينَةٌ، بالكسر، وتُجْمَعُ لِينَةٌ على لِينٍ، ولِينٌ على لِيانٍ.
والمُتَلَوِّنُ: مَنْ لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ.
واللاَّنُ: بلادٌ، وأُمَّةٌ في طَرَفِ إرْمِينِيةَ، وعَلاَّنٌ لَحْنُ العامَّةِ.
وأبو عبدِ الله اللاَّنِيُّ: مُعَلِّمُ الأمَراءِ.
والْوَنَّ، كاسْوَدَّ: تَلَوَّنَ.
ولُوَيْنٌ، كزُبيرٍ،
ولَوْنٌ: لَقَبا محمدِ بنِ سليمانَ الحافِظِ.

الرَّعْلَة (المعجم الوسيط) [4]


 الْجَمَاعَة القليلة أَو الَّتِي تتقدم غَيرهَا والنعامة لسبقها وتقدمها والعيال أَو الْكثير مِنْهُم وَيُقَال ترك رعلة وَترك عيالا رعلة وجلدة من أذن الدَّابَّة تشق فَتعلق فِي مؤخرها وتترك نائسة كَأَنَّهَا زنمة وَمن العوسجة شَيْء كالزنمة والنخلة الطَّوِيلَة وَتقول نَخْلَة رعلة ونخلة الدقل والقلفة (ج) رعال الرَّعْلَة:  الإكليل من ريحَان وآس يتَّخذ على الرؤوس والطرف الغض من الْكَرم الرَّعْلَة:  (أَبُو رعلة) كنية الذِّئْب 

ح ب ق (المصباح المنير) [4]


 حَبَقَتِ: العنز "حَبْقًا" من باب ضرب: ضرطت، ثم صغر المصدر وسمي به الدقل من التمر؛ لرداءته، وفي حديث: نهى عن الجعرور وعذق الحُبَيق المراد به إخراجهما في الصدقة عن الجيد، قال أبو حاتم: حدثني الأصمعي قال سمعت مالك بن أنس يحدث قال: لا يأخذ المصدق الجعرور ولا مصران الفأرة ولا عذق ابن الحُبيق، قال الأصمعي: لأنهن من أردأ تمورهم، ففي الحديث الأول: "عِذْقُ الحُبَيْقِ" وفي الثاني: "عِذْقُ ابْنِ الحُبَيْقِ" بزيادة ابن. 

لون (الصّحّاح في اللغة) [4]


اللَوْنُ: هيئةٌ كالسَواد والحمرة.
ولَوَّنْتُهُ فتَلَوَّنَ.
واللَوْنُ: النوع.
وفلان مُتَلَوِّنٌ، إذا كان لا يثبُت على خُلُق واحد.
ولَوَّنَ البسرُ تَلْويناً، إذا بدا فيه أثر النُضْج.
واللَوْنُ: الدَقَلُ، وهو ضربٌ من النخل.
وقال الأخفش: هو جماعةٌ، واحدتها لِينَةٌ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء.
ومنه قوله تعالى: "ما قَطَعْتُمْ من لينَةٍ" وتمرها سمين يسمى العجوة، والجمع لينٌ، وجمع اللينِ لِيانٌ. قال امرؤ القيس:
نِ أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُعُرْ      وسالفةٍ كَسـحـوقِ الـلِـيا

خصب (لسان العرب) [5]


الخِصْبُ: نَقِيضُ الجَدْبِ، وهو كَثرةُ العُشْبِ، ورفَاغةُ العَيْشِ؛ قال الليث: والإِخصابُ والاختِصابُ من ذلك. قال أَبو حنيفة: والكَمْأَةُ من الخِصْب، والجَرادُ من الخِصْبِ، وإِنما يُعَدُّ خِصْباً إِذا وقع إِليهم، وقد جَفَّ العُشْبُ، وأَمِنُوا مَعَرَّتَه.
وقد خَصَبَتِ الأَرضُ، وخَصِبَتْ خِصْباً، فهي خَصِبةٌ، وأَخْصَبَتْ إِخصاباً؛ وقولُ الشاعر أَنشده سيبويه: لقد خَشِيتُ أَنْ أَرَى جَدَبَّا، * في عامِنا ذا، بَعْدَما أَخْصَبَّا فرواه هنا بفتح الهمزة؛ هو كأَكْرَمَ وأَحسَنَ إِلاَّ أَنه قد يُلْحَقُ في الوَقْفِ الحَرْفُ حَرْفاً آخر مثلَه، فيشدَّد حِرْصاً على البيانِ، لِيُعْلَم أَنه في الوَصْل مُتَحَرِّك، من حيث كان الساكِنانِ لا يَلْتَقِيانِ في الوَصْل، فكان سبيلُه إِذا أَطْلَق الباء، . . . أكمل المادة أَن لا يُثَقِّلَها، ولكنه لما كان الوقفُ في غالِب الأَمر إِنما هو عى الباءِ، لم يَحْفِل بالأَلف، التي زِيدَتْ عليها، إِذ كانت غيرَ لازمةٍ فثَقَّل الحَرْفَ، على من قال: هذا خالدّْ، وفَرَجّْ، ويجْعَلّْ، فلما لم يكن الضم لازماً، لأَن النصب والجرّ يُزِيلانِه، لم يُبالوا به. قال ابن جني: وحدثنا أَبو علي أَن أَبا الحسن رواه أَيضاً: بعدما إِخْصَبَّا، بكسر الهمزة، وقطَعها ضرورةً، وأَجراه مُجْرَى اخْضَرَّ، وازْرَقَّ وغيرِه منَ افْعَلَّ، وهذا لا يُنْكَر، وإِن كانت افْعَلَّ للأَلوانِ، أَلا تراهم قد قالوا: اصْوابَّ، وامْلاسَّ، وارْعَوَى، واقْتَوَى؟ وأَنشدَنا لِيَزيد بن الحَكَمِ: تَبَدَّلْ خَلِيلاً بي، كَشَكْلِكَ شَكْلُهُ، * فَإِني، خَلِيلاً صالحاً، بكَ، مُقْتَوِي فمِثالُ مُقْتَوِي مُفْعَلٌّ، مِنَ القَتْوِ، وهو الخِدْمةُ، وليس مُقْتَوٍ بمُفْتَعِلٍ، مِن القُوَّةِ، ولا مِن القَواءِ والقِيِّ؛ ومنه قول عَمْرو بن كُلْثُوم: متى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا؟ ورواه أَبو زيد أَيضاً: مَقْتَوَيْنا، بفتح الواو.
ومكانٌ مُخصِبٌ وخَصيبٌ، وأَرض خِصْبٌ، وأَرَضُون خِصْبٌ، والجمعُ كالواحد، وقد قالوا أَرَضُون خِصْبةٌ، بالكسر، وخَصْبةٌ، بالفتح: فَإِما أَن يكون خَصْبةٌ مصدراً وُصِفَ به، وإِما أَن يكون مخففاً من خَصِبةٍ.
وقد قالوا أَخصابٌ، عن ابن الأَعرابي، يقال: بَلَدٌ خِصْبٌ وبَلَدٌ أَخْصابٌ، كما قالوا: بَلدٌ سَبْسَبٌ، وبلدٌ سَباسِبٌ، ورُمْح أَقصادٌ، وثوب أَسْمالٌ وأَخْلاقٌ، وبُرْمةٌ أَعْشارٌ، فيكون الواحد يُراد به الجمعُ، كأَنـَّهم جعلوه أَجْزاء.
وقال أَبو حنيفة: أَخْصَبَتِ الأَرضُ خِصْباً وإِخصاباً، قال: وهذا ليس بِشيءٍ لأَنّ خِصْباً فعْلٌ، وأَخْصَبَتْ أَفْعَلَتْ؛ وفِعلٌ لا يكون مصدراً لأَفْعَلَتْ.
وحكى أَبو حنيفة: أَرض خَصِيبةٌ وخَصِبٌ، وقد أَخْصَبَتْ وخَصِبَتْ، قال أَبو حنيفة: الأَخيرة عن أَبي عبيدة، وعيشٌ خَصِبٌ مُخصِبٌ، وأَخْصَبَ القومُ: نالوا الخِصْبَ، وصاروا إِليه، وأَخْصَب جَنابُ القوم، وهو ما حولهم.
وفلان خَصِيبُ الجنابِ أَي خَصِيبُ الناحِيةِ.
والرجلُ إِذا كان كَثِيرَ خَيرِ المنزِلِ يقال: إِنه خَصِيبُ الرَّحْل.
وأَرضٌ مِخْصابٌ: لا تكاد تُجْدِبُ، كما قالوا في ضدّها: مِجْدابٌ.
ورجل خَصِيبٌ: بَيِّنُ الخِصْبِ، رَحْبُ الجَنابِ، كَثيرُ الخَير.
ومَكانٌ خَصِيبٌ: مِثْلُه؛ وقال لبيد: هَبَطَا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها والـمُخْصِبةُ: الأَرضُ الـمُكْلِئَةُ، والقومُ أَيضاً مُخْصِبُون إِذا كثر طَعامُهم ولَبَنُهُم، وأَمْرَعَتْ بِلادُهم. وأَخْصَبتِ الشاءُ إِذا أَصابَتْ خِصْباً.
وأَخْصَبَتِ العِضاهُ إِذا جَرَى الماءُ في عِيدانِها حتى يَصِلَ بالعُرُوقِ. التهذيب، الليث: إِذا جَرَى الماءُ في عُود العِضاهِ، حتى يَصِلَ بالعُروق، قيل: قد أَخْصَبَتْ، وهو الإِخْصابُ. قال الأَزهري: هذا تصحيف مُنكر، وصوابه الإِخْضابُ، بالضاد المعجمة، يقال: خَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ. الليث: الخَصْبةُ، بالفتح، الطَّلْعة، في لغة، وقيل: هي النَّخْلة الكثِيرة الحَمْلِ في لغة، وقيل: هي نَخْلة الدَّقَلِ، نَجْدِيَّةٌ، والجمع خَصْبٌ وخِصابٌ؛ قال الأَعشى: وكلِّ كُمَيْتٍ، كَجذْعِ الخِصا * ب، يُرْدي على سَلِطاتٍ لُثُمْ وقال بشر بن أَبي خازم: كأَنَّ، عَلى أَنْسائِها، عِذْقَ خَصْبةٍ * تَدَلَّى، من الكافُورِ، غيرَ مُكَمَّمِ أَي غير مَسْتُور. قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسير الخَصْبةِ.
والخِصابُ، عند أَهْلِ البَحْرَينِ: الدَّقَلُ، الواحدةُ خَصْبةٌ.
والعرب تَقُول: الغَداء لا يُنْفَجُ إِلا بالخِصابِ، لكثرة حَمْلِها، إِلا أَنَّ تَمْرها رَديءٌ، وما قال أَحدٌ إِنَّ الطَّلْعةَ يقال لها الخَصْبة، ومن قاله فقد أَخْطأَ.
وفي حديث وَفْدِ عبدِالقَيسِ: فأَقْبَلْنا مِن وِفادَتِنا، وإِنما كانت عندَنا خَصْبةٌ، نَعْلِفُها إِبِلَنا وحمِيرَنا. الخَصْبةُ: الدَّقَلُ، وجمعها خِصابٌ، وقيل: هي النخلة الكثيرة الحَمْل.
والخُصْبُ: الجانِبُ، عن كراع، والجمع أَخْصابٌ.
والخِصْبُ: حَيَّةٌ بيضاء تكون في الجَبَلِ. قال الأَزهري: وهذا تصحيف، وصوابه الحِضْبُ، بالحاءِ والضاد، قال: وهذه الحروف وما شاكلها، أُراها منقولة من صُحُفٍ سَقيمة إِلى كتابِ الليث، وزِيدَت فيه، ومَن نَقَلَها لم يَعْرف العربية، فصَحَّفَ وغيَّر فأَكْثر.
والخَصِيبُ: لَقَبُ رَجُل من العرب.

سوم (لسان العرب) [5]


السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ على البيع. الجوهري: السَّوْمُ في المبايعة يقال منه ساوَمْتُهُ سُواماً، واسْتامَ عليَّ، وتساوَمْنا، المحكم وغيره: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بها سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بها وعليها غاليت، واسْتَمْتُه إِياها وعليها غالَيْتُ، واسْتَمْتُهُ إِياها سأَلته سَوْمَها، وسامَنيها ذَكَرَ لي سَوْمَها.
وإِنه لغالي السِّيمَةِ والسُّومَةِ إِذا كان يُغْلي السَّوْمَ.
ويقال: سُمْتُ فلاناً سِلعتي سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بكذا من الثمن؟ ومثل ذلك سُمْتُ بسِلْعتي سَوْماً.
ويقال: اسْتَمْتُ عليه بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تذكر ثمنها.
ويقال: اسْتامَ مني بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كان هو العارض عليك الثَّمَن.
وسامني الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: وذلك حين يذكر لك هو ثمنها، والاسم من جميع ذلك السُّومَةُ والسِّيمَةُ.
وفي الحديث: نهى . . . أكمل المادة أَن يَسومَ الرجلُ على سَومِ أَخيه؛ المُساوَمَةُ: المجاذبة بين البائع والمشتري على السِّلْعةِ وفصلُ ثمنها، والمنهي عنه أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ في السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فيجيء رجل آخر يريد أَن يشتري تلك السِّلْعَةَ ويخرجها من يد المشتري الأَوَّل بزيادة على ما اسْتَقَرَّ الأَمرُ عليه بين المُتساوِمَيْنِ ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة لما فيه من الإِفساد، ومباح في أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ.
وفي الحديث أَيضاً: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن السَّوْم قبل طلوع الشمس؛ قال أَبو إِسحق: السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه، ونهى عن ذلك في ذلك الوقت لأَنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره، قال: ويجوز أَن يكون السَّوْمُ من رَعْي الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قبل شروق الشمس عليه وهو نَدٍ أَصابها منه داء قتلها، وذلك معروف عند أَهل المال من العرب.
وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حسنة، وإِنه لغالي السِّيمةِ.
وسامَ أَي مَرَّ؛ وقال صخر الهذلي: أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ، إِذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وسَوْمُ الرياح: مَرُّها، وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً: استمرّت؛ وقول ذي الرُّمَّةِ: ومُسْتامة تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ، تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ يعني أَرضاً تَسُومُ فيها الإِبل، من السَّوْم الذي هو الرَّعْي لا من السَّوْم الذي هو البيع، وتُباعُ: تَمُدُّ فيها الإِبل باعَها، وتَمْسَحُ: من المسح الذي هو القطع، من قول الله عز وجل: فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ. الأَصمعي: السَّوْمُ سرعة المَرِّ؛ يقال: سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً؛ وأَنشد بيت الراعي: مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة بالسَّوْمِ، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ ومنه قول عبد الله ذي النِّجادَيْنِ يخاطب ناقةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي، تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ وقال غيره: السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب في السير.
والسَّوَامُ والسائمةُ بمعنى: وهو المال الراعي.
وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ والغنم تَسُومُ سَوْماً: رعت حيث شاءت، فهي سائِمَةٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب: ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ غَرْبَةُ العَيْنِ، جِهادُ المَسامْ (* قوله «جهاد المسام» البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم) وفسره فقال: المَسامُ الذي تَسومُهُ أَي تلزمه ولا تَبْرَحُ منه.
والسَّوامُ والسائمةُ: الإِبل الراعية.
وأَسامَها هو: أَرعاها، وسَوَّمَها، أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ؛ قال الله تعالى: فيه تُسِيمون.
والسَّوَامُ: كل ما رعى من المال في الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يرعى حيث شاء.
والسَّائِمُ: الذاهب على وجهه حيث شاء. يقال: سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعًّيْتَها. ثعلب: أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها ترعى.
وقال الأَصمعي: السَّوامُ والسائمة كل إِبل تُرْسَلُ ترعى ولا تُعْلَفُ في الأصل، وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ.
وفي الحديث: في سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ.
وفي الحديث أَيضاً: السائمة جُبَارٌ، يعني أَن الدابة المُرْسَلَة في مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت جنايتُها هَدَراً.
وسامه الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِياه، وقال الزجاج: أَولاه إِياه، وأَكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم.
وفي التنزيل: يَسُومونكم سُوءَ العذاب؛ وقال أَبو إِسحق: يسومونكم يُولُونَكم؛ التهذيب: والسَّوْم من قوله تعالى يسومونكم سوء العذاب؛ قال الليث: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً، وقال شمر: سامُوهم أَرادوهم به، وقيل: عَرَضُوا عليهم، والعرب تقول: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قال الكسائي: وهو بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ؛ قال شمر: يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ، كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً فَيَعْرِضُ عليك القِرى.
وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه.
ويقال: سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها، من قوله تعالى: يَسُومُونكم سُوءَ العذاب؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب.
وفي حديث فاطمة: أَنها أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ فأَكل وما سامني غَيْرَهُ، وما أَكل قَطُّ إِلاَّ سامني غَيْرَهُ؛ هو من السَّوْمِ التكليف، وقيل: معناه عَرَضَ عَليَّ، من السَّوْمِ وهو طلب الشراء.
وفي حديث علي، عليه السلام: مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ.
والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: العلامة.
وسَوَّمَ الفرسَ: جعل عليه السِّيمة.
وقوله عز وجل: حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربك للمُسْرفين؛ قال الزجاج: روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة، وقال غيره: مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها؛ الجوهري: مُسَوَّمة أَي عليها أَمثال الخواتيم. الجوهري: السُّومة، بالضم، العلامة تجعل على الشاة وفي الحرب أَيضاً، تقول منه: تَسَوَّمَ. قال أَبو بكر: قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ معناه علامة، وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ، قال: والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين، كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه، فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
وفي التنزيل العزيز: والخيلِ المُسَوَّمَةِ. قال أَبو زيد: الخيل المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها، وهو من قولك: سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد، وقيل: الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة.
وقال ابن الأَعرابي: السِّيَمُ العلاماتُ على صُوف الغنم.
وقال تعالى: من الملائكة مُسَوَّمين؛ قرئَ بفتح الواو، أَراد مُعَلَّمين.
والخَيْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِيَّة، والمُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ.
وقوله تعالى: مُسَوّمين، قال الأَخفش: يكون مُعَلَّمين ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها؛ ومنه السائمة، وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها.
وفي الحديث: إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ.
وفي الحديث: قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً.
وفي حديث الخوارج: سِيماهُمُ التحليق أَي علامتهم، والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر، الليث: سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به، قال: والسِّيما ياؤها في الأَصل واو، وهي العلامة يعرف بها الخير والشر. قال الله تعالى: تَعْرفُهم بسيماهم؛ قال: وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد؛ قال الراجز: غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً، له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ (* قوله سيماء؛ هكذا في الأصل، والوزن مختل، ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية). تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً. الجوهري: السيما مقصور من الواو، قال تعالى: سِيماهُم في وجوههم؛ قال: وقد يجيء السِّيما والسِّيميَا ممدودين؛ وأَنشد لأُسَيْدِ ابن عَنْقاء الفَزارِيِّ يمدح عُمَيْلَةَ حين قاسمه مالَه:غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافعاً، له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ، وفي جِيدِه الشِّعْرَى، وفي وجهه القَمَر له سِيمياء لا تشق على البصر أَي يَفْرَح به من ينظر إِليه. قال ابن بري: وحكى عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قال: لا يَرْوي بيتَ ابن عنقاء الفزاري: غلام رماه الله بالحسن يافعاً إِلا أَعمى البصيرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود، وإِنما هو: رماه الله بالخير يافعاً قال: حكاه أَبو رِياشٍ عن أَبي زيد. الأَصمعي: السِّيماءُ، ممدودة، السِّيمِياءُ؛ أَنشد شمر في باب السِّيما مقصورةً للجَعْدِي: ولهُمْ سِيما، إِذا تُبْصِرُهُمْ، بَيَّنَتْ رِيبةَ من كانَ سَأَلْ والسَّامةُ: الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة، والجمع سِيَمٌ، وقد أَسامَها، والسَّامَةُ: عِرْقٌ في الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من المُشْرِقِ إِلى المغرب لم يُخْلِف أَن يكون فيه مَعْدِنُ فضَّة، والجمع سامٌ، وقيل: السَّامُ عُروق الذهب والفضة في الحَجر، وقيل: السَّامُ عُروق الذهب والفضة، واحدته سامَةٌ، وبه سمي سامَةُ بن لُؤَيِّ بن غالب؛ قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ: لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْقَ بَيْضِنا، تَدَحْرَجَ عن ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ أَي على ذي سامه، وعن فيه بمعنى على، والهاء في سامه ترجع إِلى البيض، يعني البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي البيض الذي له سامٌ؛ قال ثعلب: معناه أَنهم تَراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رؤوسهم على امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لم ينزل إِلى الأَرض، قال: وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وغيره: السامُ الذهب والفضة؛ قال النابغة الذُّبْيانيُّ: كأَنَّ فاها، إِذا تُوَسَّنُ، من طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ في السَّامِ والزبيب أَقا حِيُّ كَثِيبٍ، يَنْدَى من الرِّهَمِ قال: فهذا لا يكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها في بياضها، والأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة. أَبو سعيد: يقال للفضة بالفارسية سِيمٌ وبالعربية سامٌ.
والسامُ: المَوْتُ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: في الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل داء إِلا السَّامَ، قيل: وما السَّامُ؟ قال: المَوْتُ .
وفي الحديث: كانت اليهود إِذا سَلَّموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، قالوا السَّامُ عليكم، ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عليكم، فكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَرُدُّ عليهم فيقول: وعليكم أَي وعليكم مثلُ ما دَعَوْتم.
وفي حديث عائشة: أَنها سمعت اليهود تقول للنبي، صلى الله عليه وسلم: السَّامُ عليك يا أَبا القاسم، فقالت: عليكم السامُ والذامُ واللعنةُ، ولهذا قال، عليه السلام: إِذا سلم عليكم أَهل الكتاب فقولوا وعليكم، يعني الذي يقولون لكم رُدُّوه عليهم؛ قال الخطابي: عامة المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هذا الحديث يقولون وعليكم، بإِثبات واو العطف، قال: وكان ابن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة، وإِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه لأن الواو تجمع بين الشيئين، والله أَعلم.
وفي الحديث: لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ يعني الموت.
والسَّامُ: شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ؛ هذه عن كراع؛ وأَنشد شمر قول العجاج: ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّامِ ورُبَّانيُّ أَجْرَدُ يقول الدَّقَلُ لا قِشْر عليه، والصَّعْلُ الدقيق الرأْس، يعني رأْس الدَّقَل، والسَّام شجر يقول الدَّقَلُ منه، ورُبَّانيٌّ: رأْس المَلاَّحين.
وسامَ إِذا رَعى، وسامَ إِذا طَلَبَ، وسامَ إِذا باع، وسامَ إِذا عَذَّبَ. النَّضْرُ: سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ.
وسامَتِ الناقةُ إِذا مضت، وخلى لها سَومْها أَي وَجْهها.
وقال شجاع: يقال سارَ القومُ وساموا بمعنىً واحد.ابن الأَعرابي: السَّامَةُ الساقةُ، والسَّامَةُ المَوْتَةُ، والسَّامَةُ السَّبِيكةُ من الذَّهب، والسَّامةُ السَّبِيكة من الفضة، وأَما قولهم لا سِيمَّا فإِن تفسيره في موضعه لأَن ما فيها صلة.
وسامَتِ الطيرُ على الشيء تَسُومُ سَوْماً: حامت، وقيل: كل حَومٍ سَوْمٌ.
وخلَّيْتُه وسَوْمَه أَي وما يريد.
وسَوَّمَه: خَلاَّه وسَوْمَه أَي وما يريد.
ومن أَمثالهم: عَبْدٌ وسُوِّمَ أَي وخُلِّيَ وما يريد.
وسَوَّمه في مالي: حَكَّمَه.
وسَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِيماً إِذا حَكَّمْتَه في مالك.
وسَوَّمْتُ على القوم إِذا أَغَرْتَ عليهم فعِثْتَ فيهم.
وسَوَّمْتُ فلاناً في مالي إِذا حَكَّمْتَه في مالك.
والسَّوْمُ: العَرْضُ؛ عن كراع.
والسُّوامُ: طائر.
وسامٌ: من بني آدم، قال ابن سيده: وقضينا على أَلفه بالواو لأَنِها عين. الجوهري: سامٌ أَحد بني نوح، عليه السلام، وهو أَبو العرب.
وسَيُومُ: جبل (* قوله «وسيوم جبل إلخ» كذا بالأصل، والذي قي القاموس والتكملة: يسوم، بتقديم الياء على السين، ومثلهما في ياقوت). يقولون، والله أَعلم: مَنْ حَطَّها من رأْسِ سَيُومَ؟ يريدون شاة مسروقة من هذاالجبل.

جعر (الصّحّاح في اللغة) [3]


الجَعْرُ: نَجْوُكلِّ ذات مِخلبٍ من السباع. وقد جَعَرَ يَجْعَرُ. والمَجْعَرُ: الدُبُر. وجَعَارِ: اسمٌ للضبع، لكثرة جَعْرِها. والجاعِرَتانِ: موضع الرقْمتين من إسْتِ الحِمار، وهو مَضرِب الفرس بذنَبه على فخذَيه.
وقال الأصمعيّ: هما حَرْفا الوِركين المُشرِفان على الفخِذين. قال كعب بن زُهير يصف الحِمار والأتُن:
رأيتَ لجَاعِرَتَيْهِ غُضونا      إذا ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُـهُ

وبعضهم يجعل الجاعِرَةَ حَلْقة الدبر. والجِعارُ بكسر الجيم: حَبلٌ يشدُّه الساقي إلى وَتِد ثم يشدُّه في حِقْوِهِ إذا نزل البئرَ لئلا يقعَ فيها. تقول منه: تَجَعَّرْتُ.
وقال الراجِز:
      وإن تَجَعَّرْتُ بِمَحْبوكٍ مُمَـرْ


والجَعْرورُ: ضرب من الدَقَلِ، وهو أردأ التمر.

رعل (الصّحّاح في اللغة) [3]


الرَعْلَةُ: القطعة من الخيل، وكذلك الرَعيلُ، والجمع الرِعالُ. قال طرفة:
كرِعالِ الطيرِ أَسْراباً تَمُرّْ      ذلُقٌ في غابةٍ مَسْـفـوحةٍ

واسْتَرْعَلَتِ الغنمُ، أي تتابَعتْ في السير.
واسْتَرْعَلَ، أي خرج في أوّل الرعيل.
وأَراعيلُ الرياحِ: أوائلها.
والرَعْلَةُ والرَعْلُ: ما يُقْطَعُ من أذن الشاة ويُتْرَكُ معلّقاً لا يَبين، كأنّه زَنَمَةٌ.
والشاةُ رَعْلاءُ.
وناقةٌ رَعْلاءُ، والجمع رُعْلٌ.
وأَرْعَلَتِ العوسَجة: خرجتْ رَعْلَتُها.
ويقال أيضاً للشاةِ الطويلةِ الأذنِ: رَعْلاءُ.
والإرْعالُ: سُرعة الطعنِ وشدَّته.
والرَعْلَةُ أيضاً: واحدة الرِعالِ، وهي الطِوال من النخل. قال ابنُ الأعرابي: يقال مرَّ فلانٌ يجرّ رَعْلَهُ، أي ثيابَه. قال: وتركت عِيالاً رَعْلَةً، أي كثيراً ويقال لما تهدّل من النبات: أَرْعَلُ.
والراعِلُ: الدَقَلُ. خيارُ المالِ.
والرُعْلولُ: بقلٌ، ويقال هو الطَرْخونُ.

قَشَّ (القاموس المحيط) [3]


قَشَّ القومُ قُشوشاً: صَلَحُوا بعدَ الهُزال،
و~ الرجُلُ: أكلَ من ههُنا وههنا،
كقشَّشَ، ولَفَّ ما قَدَرَ عليه مما على الخِوانِ،
و~ الشيءَ: جَمَعَهُ،
و~ الناقَةَ: أسْرَعَ حَلْبَهَا،
و~ الشيءَ: حَكَّهُ بيدِهِ حتى يتَحاتَّ، ومَشَى مَشْيَ المَهْزُولِ، وأكَلَ مما يُلْقِيهِ الناسُ على المَزابِلِ، أو أكَلَ كِسَرَ الصَّدَقَةِ،
و~ النباتُ: يَبِسَ،
و~ القَوْمُ: انْطَلَقُوا، فَجَفَلوا،
كانْقَشُّوا.
والقشُّ: رَدِيء النَّخْلِ، كالدَّقَلِ ونحوِهِ، والدَّلْوُ الضخم.
والقِشَّةُ، بالكسر: القِرْدَةُ، أو وَلَدُهَا الأنْثَى، والصَّبِيَّةُ الصغيرةُ الجُثَّةِ، ودُوَيبَّةٌ كالخُنْفَساء، وصُوفةٌ كالهِناء المُسْتَعْمَلَةِ المُلْقَاةِ.
والقَشِيشُ، كأميرٍ: اللُّقَاطَةُ،
كالقُشاشِ، بالضم، وصَوْتُ جِلْدِ الحَيَّةِ تَحُكُّ بعضَها ببعضٍ، وجَدُّ ووالِدِ عَلِيِّ بنِ محمدِ بنِ عَلِيٍّ المالكِيِّ.
وأقشَّ من . . . أكمل المادة الجُدَرِيِّ: بَرَأ منه،
كتَقَشْقَشَ،
و~ البِلاَدُ: كَثُرَ يُبْسُهَا.
والمُقَشْقِشَتَانِ: قُلْ يا أيُّهَا الكافِرُونَ والإِخْلاصُ، أي: المُبَرِّئَتانِ من النِّفَاقِ والشِّرْكِ، أو تُبْرِئانِ كما تُقَشْقِشُ الهِناءُ الجَرَبَ.

الحَبَقُ (القاموس المحيط) [3]


الحَبَقُ، محرَّكةً: نباتٌ طَيِّبُ الرائحةِ، فارِسِيَّتُه: الفُوتَنْجُ، يُشْبِهُ الثُّمامَ.
وحَبَقُ الماءِ، وحَبَقُ التِّمْساحِ: الفُوتَنْجُ النَّهْرِيُّ.
وحَبَقُ الفَتَى أو الفِيلِ: المَرْزَنْجوشُ.
وحَبَقُ الراعي: البَرَنْجاسِفُ.
وحَبَقُ البَقَرِ: البابونَجُ.
وحَبَقُ الشُّيوخِ: المَرْوُ.
والحَبَقُ الصَّعْتَرِيُّ والكِرْمانِيُّ: الشاهِسْفَرَمُ.
والحَبَقُ القَرَنْفُلِيُّ: الفَرَنْجَمَشْكُ.
والحَبَقُ الرَّيْحانِيُّ: هو الذي يُؤْكَلُ من المُقْلِ المَكِّيِّ.
والحِبْقُ، بالكسر، وكالغُرابِ: الضُّراطُ، وأكثَرُ اسْتِعْمَالِهِ في الإِبِلِ والغَنَمِ.
وقد حَبَقَ يَحْبِقُ حَبْقاً وحَبِقاً، ككتِفٍ وغُراب.
والحَبْقَةُ: الضَّرْطَةُ،
ويقالُ للْأَمَةِ: يا حَباقِ، كَقطامِ.
وعِذْقُ حُبَيْقٍ، كزُبَيْرٍ: تَمْرٌ دَقَلٌ. أو غُرابٍ: أبو بَطْنٍ من تَميمٍ.
وكالزِمِكَّى: سَيْرٌ سريعٌ.
والحَبَقَةُ، محرَّكةً: الجاهِلُ، . . . أكمل المادة وبكَسْرَتَيْنِ مُشدَّدَةَ القاف: القَصِيرُ.
وكصًرَدٍ: القلِيلُ العَقْلِ، وهي: بهاءٍ.
والحَبْقُ: الضَّرْبُ بالجَريدِ وبالحَبْلِ وبالسَّوْطِ.
وأحْبَقَ القومُ بما عندَهم: سَلِسوا وأذْعَنوا.
وحَبَّقَ مَتاعَهُ تَحْبيقاً: جَمَعَه، وأحْكَمَ أمرَهُ.
وسَلَمَةُ بنُ المُحَبِّقِ، كمُحَدِّثٍ: صحابيٌّ.

ب - خ - ص (جمهرة اللغة) [3]


البخص: لحم العين. يقال: بَخَصَ عينَه، إذا أصاب بَخَصَتَها. وبَخَصُ القدم: لحم أخْمَصِها. والخَبْص: خلطك الشيءَ بالشيء. وبه سُمِّي الخَبيص، إن شاء اللّه. يقال: خَبَصْتُ الدقيقَ وغيره بالماء، إذا خلطته. والخِصاب: نخل الدَقل بلغة أهل نجد. والخِصْب: ضد الجَدْب، مكان مُخْصِب وخَصيب. والخَصيب: لقب رجل من العرب. ورجل خَصيب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحْل. والصبَخَة: لغة في السَّبَخَة، والسين أعلى. والصَّخَب: اختلاط الأصوات، يقال: سمعت اصطخابَ الطير، أي اختلاط أصواتها. ورجل صُخب وامرأة صخُبَّة، إذا كانا شديدي الصَّخَب. ويقال: حمار صَخِب الشَّوارب، أي يردد نُهاقَه في شواربه، والشَّوارب: مجاري الماء في الحلق. قال أبو ذؤيب الهُذلي: صَخِبُ الشوارب لا يزال . . . أكمل المادة كأنه ... عَبدٌ لآل أبي رَبيعةَ مُسْبَعُ وللمُسْبَع مواضع: المسْبَع: الذي قد أهمل حتى صار كأنه سَبُع. والمُسْبَع: الذي قد وقع السَّبُعُ في غنمه. والمُسْبَع: الدَّعيّ. قال الراجزْ: إنّ تميماً لم يُراضِع مُسْبَعا ... ولم تَلِده أمُه مقنَّعا

رنح (لسان العرب) [2]


التَّرَنُّحُ: تَمَزُّزُ الشراب؛ عن أَبي حنيفة.
ورَنَّحَ الرجلُ وغيره وتَرَنَّح: تمايل من السُّكْرِ وغيره.
وتَرَنَّح إِذا مال واستدار؛ قال امرؤ القيس يصف كلب صيد طعنه الثور الوحشي بقرنه، فظل الكلب يستدير كما يستدير الحمار الذي قد دخلت النُّعَرة في أَنفه، والنُّعَرُ ذباب أَزرق يَتَتَبَّع الحُمُر ويَلْسَعُها، والغَيْطَلُ شجر، الواحدة غَيْطَلة (* قوله «ويلسعها والغيطل إلخ» هكذا في الأصل بهذا الترتيب.): فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ، كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ وقيل: رُنِّح به إِذا دِيرَ به كالمَغْشِيِّ عليه.
وفي حديث الأَسود بن يزيد: أَنه كان يصوم في اليوم الشديد الحَرِّ الذي إِن الجَمَل الأَحمر ليُرَنَّح فيه من شدّة الحر أَي يُدارُ به ويختلِط؛ . . . أكمل المادة يقال: رُنِّح فلانٌ تَرْنِيحاً إِذا اعتراه وَهْنٌ في عظامه من ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر؛ ومنه قولهم: رَنَّحه الشرابُ، ومَن رواه يُرِيح، بالياء، أَراد يَهْلِك مِن أَراحَ الرجلُ إِذا مات، وسيأْتي ذكره؛ ومنه حديث يزيد الرَّقاشِيِّ: المريضُ يُرَنَّحُ والعَرَق من جبينه يَتَرَشَّحُ.
ورُنِّحَ على فلان تَرْنِيحاً، ورُنِّحَ فلان على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا غُشِيَ عليه واعتراه وَهْنٌ في عظامه وضَعْفٌ في جسده عند ضرب أَو فزع، حتى يَغْشاه كالمَيْدِ، وتمايل فهو مُرَنَّحٌ، وقد يكون ذلك من هَمٍّ وحُزْنٍ؛ قال: تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيدُ مُرَنَّحاً، كأَنَّ به سُكْراً، وإِن كان صاحِيا وقال الطِّرِمَّاحُ: وناصِرُكَ الأَدْنَى عليه ظَعِينةٌ تَمِيدُ، إِذا اسْتَعْبَرْتَ، مَيْدَ المُرَنَّحِ وقوله: وقد أَبِيتُ جائعاً مُرَنَّحا هو من هذا. الأَزهري: والمَرْنَحَة صدرُ السفينة. قال: والدَّوطِيرَة كَوْثَلُها، والقَبُّ رأْسُ الدَّقَل، والقَرِيَّةُ خشبة مُرَبَّعَةٌ على رأْس القَبِّ.
وفي حديث عبد الرحمن بن الحرث: أَنه كان إِذا نظر إِلى مالك ابن أَنس قال: أَعوذ بالله من شَرِّ ما تَرَنَّح له أَي تحرَّك له وَطَلَبه.
والمُرْنَحُ: ضرب (* قوله «والمرنح ضرب إلخ» كذا ضبط بالأصل، بضم الميم وسكون الراء وفتح النون مخففة.
ويؤيده قوله: وهو اسم، ونظيره المخدع، إذ المخدع بهذا الضبط، اسم للخزانة.
وضبط المجد المرنح كمعظم، وبهامش شارحه المرنح كمعظم كما في منتهى الأرب والأوقيانوس.) من العُود من أَجوده يُسْتَجْمَرُ به، وهو اسم ونظيره المُخْدَعُ.

حبق (لسان العرب) [2]


الحَبْقُ والحَبِقُ، بكسر الباء، والحُباقُ: الضُّراطُ؛ قال خِداشُ بن زهير العامريّ: لهم حَبِقٌ، والسَّوْدُ بيني وبينهم، يَدِيَّ لكم والعادِياتِ المُحَصَّبا (* قوله «والعاديات» في مادة سود والزائرات وفيها ضبط حبق بفتح الباء والصواب كسرها). قال ابن بري: السَّوْدُ اسم موضع؛ ويَدِيٌّ: جمع يَدٍ مثل قوله: فإنَّ له عِندي يَدِيّاً وأَنْعُما وأَضافها إلى نفسه، ورواه أَبو سهل الهروي: يَدِيّ لكم، وقال: يقال يديّ لك أَن يكون كذا كما تقول علَيَّ لك أَن يكون كذا؛ ورواه الجرمي: يَدِي لكم، ساكنة الياء، والعادياتِ مخفوض بواو القسم وأَكثر ما يستعمل في الإبل والغنم.
وقال الليث: الحَبِقُ ضُراطُ المَعز، تقول: حبَقَت تَحْبِقُ حَبْقاً، وقد . . . أكمل المادة يستعمل في الناس: حبَق يحبِق حبْقاً وحَبِقاً وحُباقاً، لفظ الاسم ولفظ المصدر فيه سواء، وأَفعال الضَّرِطِ تجيءُ كثيراً متعدية بحرف كقولهم عفَق بها وحَطَأَ بها ونفَخ بها إذا ضَرطَ.
وفي حديث المُنْكَر الذي كانوا يأْتُونه في نادِيهم قال: كانوا يَحْبِقُون فيه؛ الحَبِق، بكسر الباء: الضُّراط.
ويقال للأَمة: يا حَباقِ كما يقال يا دَفارِ. الأَزهري: الحبَقُ دَواءٌ من أَدْوِيةِ الصَّيادِلة، والحَبَقُ الفُوذَنْج.
وقال أَبو حنيفة: الحَبَقُ نبات طيب الريح مُرَبَّعُ السوق وورقه نحو ورق الخِلافِ منه سُهْلِيّ ومنه جَبَلي وليس بمَرْعًى. ابن خالويه: الحبقُ الباذَرُوجُ، وجمعه حِباقٌ؛ وأَنشد: فأَتَوْنا بدَرْمَقٍ وحِباقٍ، وشِواء مُرَعْبَلٍ وصِنابِ قال ابن سيده: والحَباقَى الحَنْدَقُوقَى لغة حِيرِيّةٌ؛ أنشد الأَصمعي لبعض البغداديين: ليت شِعْري، متى تَخُبُّ بي النا قةُ، بين العُذَيْبِ فالصِّـنَّـيْنِ مُحْقباً زُكْرةً وخُبْزاً رقاقاً، وحَباقى وقِطْعةً من نُونِ وما في النِّحْيِ حَبَقةٌ أَي لطْخُ وضَرٍ؛ عن كراع، كقولك ما في النحي عَبَقة.
وعِذْقُ الحْبَيْق: ضرْب من الدَّقَل رَديء، وهو مصغّر، هو نوع من التمر رديء منسوب إلى ابن حُبَيْق، وهو تمر أَغبر صغير مع طول فيه. يقال: حُبَيْقٌ ونُبَيْقٌ وذوات العُنيق لأَنواع من التمر، والنبيق أَغبر مدوَّر، وذوات العُنيق لها أَعناق مع طول وغُبرة، وربما اجتمع ذلك كله في عِذْق واحد.
وفي الحديث: أَنه نهى عن لَوْنَين من التمر: الجُعْرُورِ ولون الحُبَيْق، يعني أَن تؤْخذ في الصدقة. أَبو عبيدة: هو يمشي الدِّفِقَّى والحِبِقَّى وهي دون الدفقَّى. ابن خالويه: الحُبَيْبِيق الأَحمق، والحُباق لقب بطن من بني تميم؛ قال: يُنادِي الحُباقَ وخَمّانَها، وقد شيَّطُوا رأْسَه فالتَهَبْ

غسن (لسان العرب) [2]


الغُسْنَةُ: الخُصْلةُ من الشَّعَر، وكذلك الغُسْناةُ؛ وقال حُمَيْدٌ الأَرْقطُ: بينا الفَتى يَخْبِطُ في غُسْناتِه، إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه، فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه. قال ابن بري: ويروى هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ، قال: والذي رواه ثعلب وأَبو عمرو: في غَيْساتِه، قالا: والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة.
ويقال للفرس الجميل: ذو غُسَنٍ. الأَصمعي: الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من المرأَة والفرس، وهي الغَدائر.
وقال غيره: الغُسَنُ شعر الناصية، فرس ذو غُسَن؛ قال عدي بن زيد يصف فرساً: مُشْرِفُ الهادي له غُسَنٌ، يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا (* قوله «يعرق العلجين» كذا بالأصل يعرق بالعين المهملة، والعلجين بالتثنية، ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة). أَي يسبقها إذا . . . أكمل المادة أَحْضَرَ.
والغُسَنُ: خُصَلُ الشعر من العُرْفِ والناصية والذوائب، وفي المحكم وغيره: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ والناصية والذوائب؛ قال الأََعشى: غَدا بتَليلٍ، كجِذْعِ الخِضا بِ حُرِّ القَذالِ، طويلِ الغُسَنْ. قال ابن بري: الخضاب جمع خَضْبةٍ وهي الدَّقْلَةُ من النخل؛ ومثله لعَدِيّ: وأَحْوَرُ العينَ مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ، مُقَلَّدٌ من جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا.
ورجل غَسَانيٌّ: جميلٌ جدّاً.
والغَيْسان: حِدَّة الشباب، وقيل: الشبابُ، إن جعلته فَيْعالاً فهو من هذا الباب؛ وأَنشد ابن بري للراجز: لا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ، والخَبْطُ في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ.
والغَمَيْدَرُ: الناعم.
ويقال: لستَ من غَسَّانه ولا غَيْسَانِه أَي من ضَرْبِه.
ولستَ من غَسَّانِ فلان وغَيْسانِه أَي لست من رجاله.
ويقال: كان ذلك في غَيْسانِ شبابه أَي في نَعْمَةِ شبابه وطَراءتِه.
وقال شمر: كان ذلك في غَيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِه بمعنى واحدٍ أَي في حِينه.
ويقال في جمع الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات؛ قال الراجز: فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ، ذِي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزُمُهْ. السُّلَميُّ: فلان على أَغْسانٍ من أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق.
ويقال: امرأَة غَيْسَة ورجل غَيْسٌ أَي حَسَنٌ، قال: فهذا يقضي بزيادة النون.
ويقال: هو في غَيْسان شَبابه أَي في حُسْنه، ومن جعله من الغُسْنة، وهي الخُصْلةُ من الشعر، لأَنه في نَعْمَةِ شَبابه واسترخائه كالغُسْنَةِ، فالنون عنده أَصلية. أَبو زيد: لقد علمتُ أَنَّ ذاك من غَسَّانِ قلبك أَي من أَقصى نفسك.
والغَيْسَانة: الناعمة.
والغَيْسانُ: الناعم؛ قال أَبو وَجْزَة: غَيْسَانَةٌ ذلك من غَيْسانِها.
وغَسَّانُ: اسم ماء نزل عليه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إليه، ومنهم بنو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ؛ قال حسان: إما سأَلتَ، فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ، الأَزْدُ نِسْبَتُنا، والماء غَسَّانُ.
ويقال: غَسَّان اسم قبيلة.

قشش (لسان العرب) [2]


قَشَّ القومُ يَقُشُّون ويَقِشُّون قُشُوشاً، والضم أَعْلى: أَحْيَوْا بعد هُزال.
وأَقَشُّوا إِقْشاشاً وانْقَشُّوا: انطلقوا وجَفَلوا، فجعلوا الفاء لغةً (* يريد بقوله: جعلوا الفاء لغة أَي انهم قالوا أَفشوا، بالفاء، بمعنى أَقشوا، بالقاف.)، فهم مُقِشُّون. قال: ولا يقال ذلك إلا للجميع فقط.
والقَشُّ: ما يُكْنَسُ من المنازل أشو غيرها.
والقَشُّ والتقْشَِيشُ والاقْتِشاشُ والتقَشّشُ: تطَلّبُ الأَكل من هنا وهنا ولَفُّ ما يُقْدر عليه.
والقَشِيشُ والقُشَاشُ: ما اقْتَشَشْته، ورجل قَشَّان وقَشَّاش وقَشُوش ومِقَشّ.
وقَشَّ الشيء يَقُشُّه قَشّاً: جمعه.
وقَشَّ الماءُ قَشِيشاً: صَوَّتَ.
وقَشَّشَهم بكلامه: سَبَعَهم وآذاهم.والقِشَّةُ: دُوَيْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل.
والقِشَّةُ، بالكسر: الأُنثى من ولد القُرود، وقيل: هي كل أُنثى منها؛ يمانية، والذكر رُبّاحٌ.
وفي حديث جعفر الصادق، رضي . . . أكمل المادة اللَّه عنه: كونوا قِشَشاً؛ هي جمع قِشَّة وهي القرد، وقيل جِرْوُه، وقيل دُوَيْبّة تُشْبِه الجُعَلَ.
والقِشَّةُ: الصَّبِيّةُ الصغيرةُ الجُثّةِ القصيرةُ الجُبَّةِ التي لا تكاد تَنْبُت ولا تَنْمي، يقال: إِنما هي قِشَّةٌ.
والقَشُّ: رَدِيءُ التمر نحو الدَّقَل، عُمانِيّة؛ قال: يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا والبَلْعَقُ مذكور في موضعه، وجمعه قُشُوشٌ.
وقَشَّ الرجل من مَرَضِه يَقشُّ قُشُوشاً وتقَشْقَشَ: بَرأَ. قال ابن السكيت: يقال للقَرْح والجُدَرِيّ إِذا يَبِس وتَقَرَّفَ وللجَرَب في الإِبل إِذا قَفَل: قد تَوَسَّفَ جلدُه وتقَشَّر جلْدُه وتقَشْقَشَ جلدُه.
والقَشْقَشَةُ: تَهيُّؤُُ البُرْء وقد تقَشْقَشَ.
وتَقَشْقَشَ الجُرْحُ: تَقَرَّفَ قَرْحُه للبُرْء.والمُقَشْقِشَتان: قل هو اللَّه أَحد، وقل أَعوذ برب الناس، لأَنهما كانا يُبْرَأُ بهما من النفاق؛ قال أَبو عبيد: كما يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فيُبْرِئُه، وقيل: هما: قل يا أَيها الكافرون، وقل هو اللَّه أَحد؛ وفي الحديث كان يقال لسورتي: قل هو اللَّه أَحد، وقل يا أَيها الكافرون، المُقَشْقِشَتان، سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان من الشرك والنفاق إِبراءَ المريضِ من علَّته. قال أَبو عبيدة: إِذا بَرَأَ الرجل من عِلّته قيل: قد تَقَشْقَشَ، والعرب تقول للراتع الذي يلقُطُ الشيء الحقيرَ من الطعام فيأْكله: القَشّاشُ والرمّامُ، وقد قَشَّ يَقُشُّ قَشّاً.
والقَشُّ: أَكْلُ كِسَرِ السؤال.
والقَشُّ: أَكلُ ما على المزابِل مما يُلْقِيه الناسُ.
وصُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بها الهِناءُ ودُلِك بها البعيرُ وأُلقِيَت، فهي قِشَّةٌ.
والقَشْقَشةُ: حكايةُ الصوت قبل الهَدير في مَخْض الشَقْشِقةِ قبل أَن يَزْغَدَ البَكْرُ بالهدير. قال الأَزهري: الذي قاله الليث في القَشْقَشةِ أَنه الصوت قبل الهدير فهو الكشْكَشةُ، بالكاف، وهو الكَشِيشُ، فإِذا ارتفع قليلاً فهو الكَتِيتُ.
والقَشْقَشةُ: نَشِيشُ اللحم في النار.
والقِشْقِشةُ: ثمرةُ أُمّ غَيْلان، والجمع قِشْقِش.

الجمعُ (القاموس المحيط) [2]


الجمعُ، كالمَنْعِ: تأْليفُ المُتَفَرِّقِ، والدَّقَلُ، أو صِنْفٌ من التَّمْرِ، أو النَّخْلُ خرجَ من النَّوى لا يُعْرَفُ اسمُهُ، والقِيامَةُ، والصمغُ الأحمرُ، وجماعةُ الناسِ،
ج: جُموعٌ،
كالجَميعِ، ولبنُ كلِّ مَصْرورَةٍ والفُواقُ: لبنُ كُلِّ باهِلةٍ كالجَميعِ، وبلا لامٍ: المُزْدَلِفَةُ،
ويومُ جَمْعٍ: يومُ عَرَفَةَ،
وأيامُ جمعٍ: أيامُ مِنىً.
والمَجْموعُ: ما جُمِعَ من هَاهُنا وهَاهُنا وإن لم يُجْعَلْ كالشيءِ الواحِدِ.
والجَميعُ: ضِدُّ المُتَفَرِّقِ، والجَيْشُ، والحَيُّ المُجْتَمِعُ، وعَلَمٌ،
كجامِعٍ.
وأتانٌ جامِعٌ: حَمَلَتْ أوَّلَ ما تَحْمِلُ.
وجملٌ جامِعٌ،
وناقَةٌ جامِعَةٌ: أخْلَفَا بُزولاً، ولا يقالُ هذا إلا بَعْدَ أربعِ سنينَ
ودابَّةٌ . . . أكمل المادة جامِعٌ: تَصْلُحُ للإِكافِ والسَّرْجِ.
وقِدْرٌ جامِعٌ وجامِعَةٌ وجِماعٌ، ككِتابٍ: عَظيمةٌ،
ج: جُمْعٌ، بالضم.
والجامِعَةُ: الغُلُّ.
ومَسْجِدُ الجامِعِ، والمسجدُ الجامِعُ، لُغَتانِ، أي: مَسْجِدُ اليومِ الجامِعِ، أو هذِهِ خَطَأ.
وجامِعُ الجارِ: فُرْضَةٌ لأهْلِ المدينةِ.
والجامِعُ: ة بالغُوطَة.
والجامِعانِ: الحِلَّةُ المَزْيَدِيَّةُ.
وجَمَعَتِ الجارِيَةُ الثِّيابَ: شَبَّتْ.
وجُمَّاعُ الناسِ، كرُمَّانٍ: أخْلاطُهُم من قبائِلَ شَتَّى، ومن كلِّ شيءٍ: مُجْتَمَعُ أصْلِه، وكلُّ ما تَجَمَّعَ وانضمَّ بعضُه إلى بعض.
والمَجْمَعُ، كَمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: موضِعُ الجَمْعِ، وكَمَقْعَدَةٍ: الأرضُ القَفْر، وما اجْتَمَعَ من الرِّمالِ،
وع بِبلادِ هُذَيْلٍ له يومٌ.
وجُمْعُ الكَفِّ، بالضم: وهو حين تَقْبِضُها،
ج: أجْماعٌ.
وأمرُهُمْ بِجُمْعٍ، أي: مَكْتومٌ مَسْتُورٌ،
وهي من زَوْجِها بجُمْعٍ، أي: عَذْراءُ،
وذَهَبَ الشهرُ بجُمْعٍ، أي: كُلُّهُ، ويكسرُ فيهنَّ،
وماتَتْ بِجُمْع، مثلثَةً: عَذْراءَ أو حاملاً أو مُثْقَلَةً.
وجُمْعَةٌ من تَمْرٍ، بالضم: قُبْضَةٌ منه.
والجُمْعَةُ: المَجْموعَةُ.
ويومُ الجُمْعَةِ، وبضمَّتين، وكهُمَزَةٍ: م،
ج: كصُرَدٍ، وجُمُعاتٌ بالضم، وبضمَّتين، وتفتحُ الميمُ.
وأدامَ اللّهُ جُمْعَةَ ما بَيْنَكُما، بالضم: أُلْفَةَ مَا بَيْنَكُما.
والجَمْعاءُ: الناقةُ الهَرِمَةُ،
و~ من البَهائِم: التي لم يَذْهَبْ من بَدَنِها شيءٌ، وتأنيثُ أجْمَعَ، وهو واحِدٌ في معنَى جَمْعٍ،
وجَمْعُهُ: أجْمَعونَ، وهو تَوْكيدٌ مَحْضٌ، وتَقَدَّمَ في: ب ت ع.
وجاؤوا بأجمَعِهِم، وتضمُّ الخِباءِ: كُلُّهُم.
وجِماعُ الشيءِ: جَمْعُه، يقالُ: جِماعُ الخِباءِ الأخْبِيَةُ، أي: جَمْعُها، لأَنَّ الجِماعَ: ما جَمَعَ عَدَداً، وفي الحديثِ : "أوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ"، أي: القرآنَ، وكان يَتَكَلَّمُ بِجَوامِعِ الكَلِمِ، أي كانَ كثيرَ المَعَانِي، قَليلَ الألْفاظِ، وسَمَّوْا: كشَدَّادٍ وقَتادَةَ وثُمامَةَ.
وما جَمَعْتُ بامرأةٍ قَطُّ،
و~ عن امرأةٍ: ما بَنَيْتُ.
والإِجْماعُ: الاتِّفاقُ، وصَرُّ أخْلافِ الناقَةِ جُمَعَ، وجَعْلُ الأمرِ جَميعاً بعدَ تَفَرُّقِهِ، والإِعدادُ، والتَّجْفيفُ والإِيباسُ، وسَوْقُ الإِبِلِ جَميعاً، والعَزْمُ على الأمرِ، أجمَعْتُ الأمرَ، وعليه، والأمرُ مُجْمَعٌ.
وكمُحْسِنٍ: العامُ المُجْدِبُ.
وقوله تعالى: {فأجمِعوا أمرَكُمْ وشُرَكَاءَكُمْ}، أي: وادْعوا شُرَكاءَكُمْ، لأنه لا يقالُ: أجمِعوا شُرَكَاءَكُمْ، أو المعنَى: أجمِعوا مع شُرَكائِكُمْ على أمْرِكُمْ.
والمُجْمَعَةُ، بِبِناءِ المَفْعولِ مُخَفَّفَةً: الخُطْبَةُ التي لا يَدْخُلُها خَلَلٌ.
وأجمعَ المَطَرُ الأرضَ: سالَ رَغابُها وجَهادُها كُلُّها.
والتَّجْميعُ: مُبالَغَةُ الجَمْعِ، وأن تَجْمَعَ الدَّجاجَةُ بَيْضَها في بَطْنِها.
واجْتَمَعَ: ضِدُّ تَفَرَّقَ،
كاجْدَمَعَ وتَجَمَّعَ واسْتَجْمَعَ،
و~ الرجُلُ: بَلَغَ أشُدَّهُ، واسْتَوَتْ لِحْيَتُهُ.
واسْتَجْمَعَ السيلُ: اجْتَمَعَ من كلِّ موضِعٍ،
و~ له أمورُهُ: اجْتَمَعَ له كُلُّ ما يَسُرُّه،
و~ الفَرَسُ جَرْياً: بالَغَ.
وتَجَمَّعوا: اجْتَمَعوا من هَاهُنا.
والمُجامَعَةُ: المُباضَعَةُ.
وجامَعَهُ على أمرِ كذا: اجْتَمَعَ معه.
ومَشَى مُجْتَمِعاً: مُسْرِعاً في مَشْيِهِ.

ج م ع (المصباح المنير) [2]


 جَمَعْتُ: الشيء "جَمْعًا" وجَمَّعته بالتثقيل مبالغة و "الجَمْعُ" الدقل؛ لأنه يجمع ويخلط ثم غلب على التمر الرديء وأطلق على كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه و "الجَمْعُ" أيضا الجماعة تسمية بالمصدر ويجمع على "جُمُوعٍ" مثل فلس وفلوس، و "الجَمَاعَةُ" من كل شيءّ يطلق على القليل والكثير ويقال لمزدلفة "جَمْعٌ" إما لأن الناس يجتمعون بها، وإما لأن آدم اجتمع هناك بحواء ويوم الجمعة سمّي بذلك لاجتماع الناس به وضمّ الميم لغة الحجاز وفتحها لغة بني تميم وإسكانها لغة عقيل، وقرأ بها الأعمش والجمع "جُمَعٌ" و "جُمْعَاتٌ" مثل غرف وغرفات في وجوهها و "جَمَّعَ" الناس بالتشديد إذا شهدوا الجمعة كما يقال "عَيَّدُوا" إذا شهدوا العيد وأما "الجُمْعَةُ" بسكون الميم فاسم لأيام الأسبوع وأولها يوم السبت قال أبو عمر الزاهد في كتاب المدخل: أخبرنا . . . أكمل المادة ثعلب عن ابن الأعرابي قال: أول الجمعة يوم السبت وأول الأيام يوم الأحد، هكذا عند العرب وضربه "بِجُمْعِ كَفِّهِ" بضم الجيم أي مقبوضة وأخذ "بِجُمْعِ" ثيابه أي "بِمُجْتَمَعِهَا" والفتح فيهما لغة، وفي النوادر: سمعت رجلا من بني عقيل يقول: ضربهُ "بِجِمْعِ كَفِّهِ" بالكسر، وماتت المرأة "بِجُِمْعِ" بالضم والكسر إذا ماتت وفي بطنها ولد، ويقال أيضا للتي ماتت بكرا و "المَجْمَِعُ" بفتح الميم وكسرها مثل المطلع، والمطلع يطلق على الجمع وعلى موضع الاجتماع والجمع "المُجَامِعُ" و "جُمَّاعُ" الناس بالضم والتثقيل أخلاطهم و "جِمَاعُ" الإثم بالكسر والتخفيف جمعه و "أَجْمَعْتُ" المسير والأمر و "أَجْمَعْتُ" عليه يتعدى بنفسه وبالحرف عزمت عليه، وفي حديث: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" أي من لم يعزم عليه فينويه، و "أَجْمَعُوا" على الأمر: اتفقوا عليه و "اجْتَمَعَ" القوم و "اسْتَجْمَعُوا" بمعنى "تَجَمَّعُوا" و "اسْتَجْمَعْتُ" شرائط الإمامة و "اجْتَمَعْتُ" بمعنى حصلت، فالفعلان على اللزوم، وجاء القوم "جَمِيعًا" أي "مُجْتَمِعِينَ" وجاءُوا "أَجْمَعُونَ" ورأيتُهم "أَجْمَعِينَ" ومررت بهم "أَجْمَعِينَ" وجاءُوا "بِأَجْمَعِهِمْ" بفتح الميم وقد تضمّ، حكاه ابن السكيت، وقبضت المال "أَجْمَعَهُ" و "جَمِيعَهُ" فتؤكد به كلّ ما يصحّ افتراقه حسا أو حكما. وتتبعه المؤكد في إعرابه ولا يجوز قطع شيء من ألفاظ التوكيد على تقدير عامل آخر ولا يجوز في ألفاظ التوكيد أن تنسق بحرف العطف فلا يقال جاء زيد نفسه وعينه؛ لأن مفهومها غير زائد على مفهوم المؤكد والعطف إنما يكون عند المغايرة بخلاف الأوصاف حيث يجوز جاء زيد الكاتب والكريم؛ فإن مفهوم الصفة زائد على ذات الموصوف فكأنها غيره، وفي حديث: "فصلوا قعودا أجمعين" فغلط من قال: إنه نصب على الحال؛ لأن ألفاظ التوكيد معارف والحال لا تكون إلا نكرة وما جاء منها معرفة فمسموع وهو مؤول بالنكرة والوجه في الحديث فصلوا قعودا أجمعون وإنما هو تصحيف من المحدثين في الصدر الأول وتمسك المتأخرون بالنقل و "جَامِعَةٌ" في قول المنادي: "الصَّلاةُ جَامِعَةٌ" حال من الصلاة والمعنى عليكم الصلاة في حال كونها جامعة الناس وهذا كما قيل للمسجد الذي تصلى فيه الجمعة الجامع لأنه يجمع الناس لوقت معلوم، وكان عليه الصلاة والسلام يتكلم "بِجَوَامِعِ الكَلِمِ" أي كان كلامه قليل الألفاظ كثير المعاني وحمدت الله تعالى "بِمَجَامِعِ الحَمْدِ" أي بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله تعالى. 

جمع (الصّحّاح في اللغة) [2]


جَمَعْتُ الشيءَ المتفرقَ فاجْتَمَعَ.
والرجلُ المُجْتَمِعُ: الذي بلغ أشُدَّهُ.
ولا يقال ذلك للنساء.
ويقال للجارة إذا شَبَّتْ: قد جمعت الثياب، أي قد لبست الدرعَ والخمارَ والملحفةَ.
وتَجَمَّعَ القومُ، أي اجتمعوا من ههنا وههنا.
وجُمَّاعُ الناس بالضم: أَخْلاطُهُمْ، وهم الأُشابَةُ من قبائلَ شتَّى.
والجَمْعُ: مصدر قولك جَمَعْتُ الشيء.
وقد يكون اسماً لجماعة الناس، ويُجْمَعُ على جُموعٍ، والموضِعُ مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ.
والجمع أيضاً: الدَقَلُ. يقال: ما أَكْثَرَ الجَمْعَ في أرض بني فلان: لنخلٍ يخرج من النَوى ولا يُعْرَفُ اسْمُهُ.
ويقال أيضاً للمُزْدَلِفَةِ: جَمْعٌ، لاجتماع الناس فيها.
وجُمْعُ الكَفِّ بالضم، وهو حين تَقْبِضُها. يقال: ضربته بجُمْعِ كفّي.
وجاء فلان بقُبضةٍ مِلْءِ جُمْعِهِ. قال الشاعر:
تُقَلِّبُ رأْساً مثلَ جُمْعيَ عارِيا      وما فَعَلَتْ بي ذاكَ . . . أكمل المادة حتّى تَرَكْتُها

وتقول: أخذت فلاناً بجُمْعٍ ثيابه.
وأمرُ بَني فلانٍ بجَمْعٍ وجِمْعٍ، أي لم يَقْتَضَّها. قالت دَهْناء بنت مِسْحَلٍ امرأةُ العجاج للعامل: أصلح الله الأمير، إنِّي منه بجُمْعٍ، أي عذراء لم يَقْتَضَّني.
وماتت فلانة بجُمْعٍ وجِمْعٍ، أي ماتت وولدُها في بطنها.
وجُمْعَةٌ من تمرٍ، أي قُبْضَةٌ منه.
ويومُ الجُمْعَةِ: يومُ العَروبةِ.
وكذلك يومُ الجُمُعَةِ بضم الميم.
ويُجْمَعُ على جُمُعاتٍ وجُمَعٍ.
وأتانٌ جامِعٌ، إذا حملتْ أوَّلَ ما تحمل.
وقِدْرٌ جامِعَةٌ، وهي العظيمة.
والجامِعَةُ: الغُلُّ؛ لأنَّها تجمع اليدين إلى العنق.
والمسجدُ الجامِعُ، وإن شئت قلت مسجدُ الجامِع بالإضافة، كقولك: الحقُّ اليقينُ وحقُّ اليقينِ، بمعنى مسجدِ اليوم الجامعِ وحقِّ الشيءِ اليقينِ.
والجَمْعاءُ من البهائم: التي لم يذهب من بدَنها شيء.
وأَجْمَعَ بناقته، أي صَرَّ أَخْلافَها جُمَعَ. قال الكسائي: يقال أَجْمَعْتُ الأمرَ وعلى الأمرِ، إذا عزمتَ عليه؛ والأمرُ مُجْمَعٌ.
ويقال أيضاً: أَجْمِعْ أمرَكَ ولا تَدَعْهُ منتشراً، قال الشاعر:
لها أمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمِعُ      تُهِلُّ وتَسْعى بالمصابيح وَسْطَها

وقال آخر:
هل أَغْدُوَنْ يوماً وأمري مُجْمَعُ      يا ليتَ شِعري والمُنى لا تنفـع

وقوله تعالى: "فأَجْمِعوا أَمْرَكُمْ وشُرَكاءَكُم" أي وادْعوا شركاءكم، لأنَّه لا يقال أَجْمَعْتُ شركائي، إنما يقال جَمَعْتُ.
وأَجْمَعْتُ الشيءَ: جعلتُه جَميعاً.
والمَجْموعُ: الذي جُمِعَ من ههنا وههنا وإن لمْ يُجْعَلْ كالشيء الواحد.
وفلاةٌ مُجْمِعَةُ: يجتمع القومُ فيها ولا يتفرَّقون، خوفَ الضلال ونحوِه، كأنَّها هي التي جمعتهم.
واسْتَجْمَعَ السيلُ: اجتمع من كلِّ موضع.
ويقال للمُسْتَجيش: اسْتَجْمَعَ كلَّ مَجْمَعٍ.
واستَجْمَعَ الفرسُ جَرْياً.
وقال يصف سراباً:
تُباريه في ضاحي المِتانِ سَواعِدُهْ      ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً وليس بِـبـارِحٍ

وجُمِعَ: جَمْعُ جُمْعَةٍ، وجَمْعُ جَمْعاءَ في توكيد المؤنَّث.
وأَجْمَعونَ: جَمْعُ أَجْمَعَ.
وأَجْمَعُ واحدٌ في معنى جَمْعٍ وليس له مفردٌ من لفظه.
والمؤنث جَمْعاءُ.
ويقال: جاء القوم بأَجْمَعِهِمْ وبأَجْمُعِهِمْ أيضاً بضم الميم.
وجَميعٌ يُؤَكَّدُ به، يقال جاءوا جميعاً، أي كلهم.
والجَميعُ: ضدُّ المتفرِّق. قال الشاعر: فَقَدْتُكِ من نَفْسٍ شَعاعٍ فأنني=نَهَيْتُكِ عن هذا وأنتِ جَميعُ والجميعُ: الجَيْشُ. قال لبيد:
منها وغودِرَ نُؤْيُها وثُمامُـهـا      عَرِيَتْ وكان بها الجميعُ بَأَبْكَروا

وجِماعُ الشيء بالكسر: جَمْعُهُ. تقول: جِماعُ الخِباءِ الأخبيةُ، لأنَّ الجِماعَ ما جَمَعَ عدداً، يقال: الخمرُ جِماعُ الإِثم.
وقِدْرٌ جِماعٌ أيضاً للعظيمة.
وجَمَّعَ القومُ تَجْميعاً، أي شهدوا الجُمْعَةَ وقَضَوا الصلاة فيها.
وجَمَعَ فلانٌ مالاً وعدَّدَهُ.
والمُجامَعَةُ: المُباضَعَةُ.
وجامَعَهُ على أمر كذا، أي اجتمع معه.

رمق (لسان العرب) [1]


الرَّمَقُ: بقيّة الحياةِ، وفي الصحاح: بَقِية الرُّوح، وقيل: هو آخِر النفْس.
وفي الحديث: أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ، والجمع أَرْماقٌ.
ورجل رامِق: ذو رَمَقٍ؛ قال: كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَدِ أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. يقال: رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه.
ويقال: ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قال رؤبة: ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، ولا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عن يعقوب: القليل من العَيْش الذي يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال: ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق.
والمُرْمَقُّ من العَيش: الدُّون اليَسِير.
وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ: قليل يَسير؛ قال الكميت: . . . أكمل المادة أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِها، يُجَدُّ بِنا، في كلِّ يَوْمٍ، ونَهْزِل (* قوله «يجد» رواه الجوهري في مادة هزل بالبناء للفاعل ونقل المؤلف عن ابن بري فيها أنه بالبناء للمفعول وقال: قال وهو الصحيح). نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فانياً، له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق.
وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق أَي بلغة.
والرُّمُق: الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش؛ التهذيب: وأَنشد المُنذِري لأَوْس: صَبَوْتَ، وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَبُ؟ قال أَبو الهيثم: الرَّهْن المُرامَق، ويروى المُرامِق، وهو الرَّهن الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس.
والمُرامِقُ: الذي بآخِر رَمَقٍ؛ وفلان يُرامِقُ عيْشَه إِذا كان يُدارِيه؛ فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه.
والمُرامِقُ: الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إِلا قليل؛ قال الراجز: وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه، دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه، على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه ورامَقْتُ الأَمر إِذا لم تُبرمه؛ قال العجاج: والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا يُضْوِيك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت.
والرُّمَّقُ: الضعيفُ من الرِّجال.
وحَبْل مُرْماقٌّ: ضعيف، وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً.
وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف.
وحبل أَرْماقٌ: ضعيف خَلَقٌ وارْمَقَّ العيْشُ: ضَعُف.
وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وغيره: حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى.
والرَّمَقُ: القَطيعُ من الغنم. فارسي معرب.
ومن كلامهم: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى تُنزل قبل نِتاجها بأَيام، يقول: فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً قليلاً.
ورجل مُرامِق: سَيِّء الخُلُق عاجز.
ورامَقَه: داراه مَخافة شره.
والرِّماقُ: النِّفاق.
وفي حديث طَهْفةَ: ما لم تُضْمِروا الرِّماق، وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرويّ في الغريبين. يقال: رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يعني ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ.
وفي حديث قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً.
والمُرَمِّقُ في الشيء: الذي لا يُبالِغ في عَمَله.
والتَّرْمِيقُ: العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ به. يقال: رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما.
ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه: نظر إِليه.
ورمقْتُه ببصري ورامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه.
ورمَّقَ تَرْمِيقاً: أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ.
ورجل يَرْموقٌ: ضعيف البصر.
والرُّمُقُ: الحسَدةُ، واحدهم رامِق ورَمُوقٌ.
والرَّامِقُ والرَّامِجُ: هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ والصُّقور، وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل، فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً.
وارْمقّ الطريقُ: امتدّ وطال؛ قال رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا فيه، إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا الأَصمعي: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ العيش؛ وأَنشد غيره: ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئٍ، فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا والمُرْمَقُّ: الفاسد من كل شيء.

سوس (لسان العرب) [2]


السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ، ودَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من اليَمامة، فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان يتخلف خلف القوم فقالت العامرية: لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا، يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه، وقيل: هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها زُرارة: قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا، مُسَوِّساً . . . أكمل المادة مُدَوِّداً حَجْرِيَّا الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر.
وحَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى حَجْر اليمامة، وهو قصبتها. ابن سيده: السُّوس العُثُّ، وهو الدود الذي يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه.
وكل آكلِ شيء، فهو سُوسُه، دوداً كان أَو غيره والسَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عن كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّسَ؛ وقول العجاج: يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ، غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ والمُفَصَّم: المُكَسَّر.
والساسُ: الذي قد ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وهو مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قال العجاج: صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ، ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً.
وطعامٌ وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة.
وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وهي مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها.
وأَساسَتْ مثله؛ وقال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ. أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز ولا ثقيل، القادحُ في السنّ.
والسَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيده: والسَّوَسُ داء في عَجُز الدابة، وقيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها.
والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ، يقال ساسوهم سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه.
وسَاس الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب: سادَة قادة لكل جَمِيعٍ، ساسَة للرجال يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم.
ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة.
وسُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى قول الحطيئة: لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ.
وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي أَمَرَ وأُمِرَ عليه.
وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة.
والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه.
والسياسةُ: فعل السائس. يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها، والوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له.
وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه.
والسُّوسُ: الأَصل.
والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال: الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه.
وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق.
وسَوْ يكون وسَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، وقد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل.
والسُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيده: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان؛ ويقال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في (* كذا بياض بالأصل، ولعل محله في الأدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار) .، وفي عروقه حلاوة شديدة، في فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير.
والسَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا ورق، يطول في السماء ويُستظل تحته.
وقال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة متشابهة، وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ؛ وقال الطِّرِمَّاح: وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى، لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ والواحدة: سَواسَة.
وقال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، وهي شجرة تنبت في جبل سلمى.
وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه، وهو الزند الأَعلى.
وسَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب: وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ، لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه، ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

رعل (لسان العرب) [2]


الرَّعْل: شِدَّة الطعن، والإِرْعال سرعته وشِدَّته.
ورَعَله وأَرْعَله بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شديداً.
وأَرْعَل الطَّعْنة: أَشبعها وملك بها يده، ورَعَله بالسيف رَعْلاً إِذا نَفَخه به، وهو سيف مِرْعَلٌ ومِخْذَم.
والرَّعْلة: القَطِيع أَو القِطْعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل: هي أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وقيل: هي القطعة من الخيل قدر العشرين (* قوله «قدر العشرين» في المحكم زيادة: والخمسة والعشرين) ، والجمع رِعال وكذلك رِعال القَطا؛ قال: تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها رِعال القَطا، في وِرْدهن بُكُور وقال امرؤ القيس: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، كأَن أَسرابَها الرِّعال وأَنشد الجوهري لَطَرفة: ذُلُقٌ في غارة مسفوحة، كَرِعال الطير أَسراباً تَمُرّ قال ابن بري: رواية الأَصمعي في صدر هذا . . . أكمل المادة البيت: ذُلُق الغارة في أَفْراعِهم ورواية غيره: ذُلُق في غارة مسفوحة، ولَدى البأْس حماة ما تَفِرّ قال: وصوابه أَن يقول الرَّعْلة القطعة من الطير، وعليه يصح شاهده لا على الخيل، قال: والرَّعْلة القطعة من الخيل، متقدمة كانت أَو غير متقدمة.قال: وأَما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال ونجوم وإبل وغير ذلك؛ قال: وشاهد الرَّعيل للإِبل قول القُحَيف العُقَيلي:أَتَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، من العام يغشاه، ومن عام أَوَّلا؟ قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها مَضَلَّة بَوٍّ في رَعِيل تَعَجَّلا وقال الراعي: يَجْدُون حُدْباً مائلاً أَشرافها، في كل مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا قال ابن سيده: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وقد يكون من الخيل والرجال؛ قال عنترة: إِذ لا أُبادِر في المَضِيق فوارسي، أَو لا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول ويكون من البقر؛ قال: تَجَرَّدُ من نَصِيَّتها نَواجٍ، كما يَنْجو من البَقَر الرَّعِيلُ والجمع أَرعال وأَراعيل، فإِما أَن يكون أَراعيل جمع الجمع، وإِما أَن يكون جمع رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: سِراعاٌ إِلى أَمره رَعِيلاً أَي رُكَّاباً على الخيل.
وفي حديث ابن زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حين أَشْفَوا على المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال: يقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل.
والمُسْتَرْعِل: الذي يَنْهَض في الرَّعِيل الأَول، وقيل: هو الخارج في الرَّعِيل، وقيل: هو قائدها كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قال اتأَبَّط شَرًّا: متى تَبْغِني، ما دُمْت حيّاً مُسَلّماً، تَجِدْني مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل وقيل: المُسْترعِل ذو الإِبل، وبه فسر ابن الأَعرابي المسترعِل في هذا البيت؛ قال ابن سيده: وليس بجَيِّد.
والرَّعْل: أَنف الجبل كالرَّعْن، ليست لامه بدلاً من النون؛ قال ابن جني: أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلة والرَّعِيل وهي القطعة المتقدمة من الخيل، وذلك أَن الخيل توصف بالحركة والسرعة.
وأَراعيل الرياح: أَوائلُها، وقيل: دُفَعُها إِذا تتابعت.
وأَراعيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة: تُزْجي أَراعيلَ الجَهام الخُور والرَّعْلة: النَّعامة، سميت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ تُرى إِلا سابقة للظَّلِيم.
واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تتابعت في السير والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بعضاً.
ورَعَل الشيءَ رَعْلاً: وَسَّع شَقَّه، وروى الأَحمر من السَّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلقاً، واسم ذلك المُعَلَّق الرَّعْل.
والرَّعْلة: جلدة من أُذن الشاة والناقة تشق فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة، والصفة رَعْلاء، وقيل: الرَّعْلاء التي شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً في وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبيها؛ قال الجوهري: الرَّعْلة والرَّعْل ما يقطع من أُذن الشاة ويترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمة.
والرَّعْلة: القُلْفة على التشبيه بَرْعلة الأُذن.
وغلام أَرْعَل: أَقلف، وهو منه، والجمع أَرعال ورُعْل؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّاني واسمه سَهْل بن شيبان وكان عَدِيد الأَلف في الجاهلية: رأَيت الفِتْيَة الأَعزا ل مثل الأَينُق الرُّعْل (* قوله «الأعزال» هي رواية التهذيب والجوهري والصاغاني، والذي في المحكم: الأرغال). قال ابن بري: رواه الهَرَوي في الغريبين الأَعزال جمع عُزُل الذي لا سلاح معه مثل سُدُم وأَسدام، ورواه ابن دريد الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل وهو الأَغلف. قال ابن بري: والرُّعْل جمع رَعْلاء أَي لا تمتنع منم أَحد. قال الأَزهري: وكل شيء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل.
ويقال للقَلْفاء من النساء إِذا طال موضع خَفْضها حتى يسترخي أَرْعَل؛ ومنه قول جرير: رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل العريض الواسع؛ ويقال للشاة الطويلة الأُذن رَعْلاء.
ونَبْت أَرْعَلُ: طويل مُسْتَرْخٍ؛ قال: تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، ومُظْلِماً ليس على دَمَال ورواه أَبو حنيفة: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ.
وعُشْبٌ أَرعل إِذا تَثَنَّى وطال (* قوله «وطال» هكذا في الأصل، والذي في التكملة والقاموس: وطاب بالباء) ؛ قال: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا وفي النوادر: شجرة مُرْعِلة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهي مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خرجت رَعْلتها.
ورَجُل أَرْعَل بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مضطرب العقل أَحمق مُسْتَرْخٍ.
والرَّعالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء.
وفي الأَمثال: العرب تقول للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعالة أَي زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنىً.
والرَّعالة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الحال والغِنى. الأَصمعي: الأَرعل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِل يَرْعَل، فهو أَرْعَل.
والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلة؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وقد رَعَّل الكَرْمُ.
والرَّعْلة: اسم نخْلة الدَّقَل، والجمع رِعال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وقيل: هو الكريم منها، والراعِل الدَّقَل.والرِّعْل ذكر النَّحْل، ومنه سُمِّي رِعْل بن ذَكْوان.
والرَّعْلة: واحدة الرِّعال وهي الطِّوال من النخل.
وترك فلان رَعْلة أَي عِيالاً.
ويقال: هو أَخْبَث من أَبي رِعْلة، وهو الذئب، وكذلك أَبو عِسْلة.
والرَّعْلة: اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: والرَّعْلة الخِيرة من بناتها ورَعْلة: اسم فرس أَخي الخنساء؛ قالت: وقد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت، فَلَيْتَ الخَيْل فارسها يراها ويقال: مَرَّ فلان يَجُرُّ رَعْله أَي ثيابه.
ويقال لما (* قوله «ويقال لما إلخ» عبارة القاموس وشرحه: ويقال لما تهدل من النبات أرعل، كذا في العباب، وفي اللسان: لما تهدل من الثياب) تَهَدَّل من الثياب أَرْعَل.
والمُرَعَّل: خيار المال؛ قال الشاعر: أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا نساءً، وجئنا بالهِجان المُرَعَّل والرُّعْلول: بَقْل، ويقال هو الطَّرْخون.
وابن الرَّعْلاء: من شُعَرائهم.
ورِعْل وذَكْوان: قبيلتان من سُلَيْم. قال ابن سيده: رِعْل ورِعْلة جميعاً قبيلة باليمن، وقيل: هم من سُلَيْم.
والرَّعْل: موضع.

نثر (لسان العرب) [1]


الليث: النَّثْرُ نَثْرُكَ الشيءَ بيدك تَرْمي به متفرقاً مثلَ نَثْرِ الجَوْزِ واللَّوْزِ والسُّكَّرِ، وكذلك نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ، وهو النِّثَارُ؛ وقد نَثَرَهُ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُهُ نَثراً ونِثاراً ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتناثَرَ؛ والنُّثارةُ: ما تناثَرَ منه، وخص اللحياني به ما يَنْتَثِرُ من المائدة فَيُؤكل فيرجى فيه الثوابُ. التهذيب: والنُّثارُ فُتاتُ ما يَتَناثَرُ حَوالي الخِوانِ من الخبز ونحو ذلك من كل شيء. الجوهري: النُّثارُ، بالضم، ما تناثر من الشيء.
ودُرٌّ مُنَثَّرٌ: شُدِّدَ للكثرة، وقيل: نُثارةُ الحِنْطة والشعيرِ ونحوهما ما انْتَثَرَ منه.
وشيءٌ نَثَرٌ: مُنْتَثِرٌ، وكذلك الجمع؛ قال: حَدَّ النهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرا ويقال: شَهِدتُ نِثارَ فلان؛ وقوله أَنشده ثعلب: هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، مُوشِكُ السَّقْطةِ، . . . أكمل المادة ذُو لُبٍّ نَثِر قال ابن سيده: لم يفسر نَثِراً، قال: وعندي أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لا يَثْبُتْ.
وفي حديث ابن مسعود وحذيفةَ في القراءة: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْرِ ونَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ أَي كما يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ من العِذْقِ إِذا هُزَّ.
وفي حديث أَبي ذر: يُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثورٍ؛ هي الواسعة الإِحليلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً وتَفْتَحُ سَبِيلَه، ووجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ.
وتَناثَرَ القوم: مَرِضُوا فماتوا.
والنَّثورُ: الكثِيرُ الولد، وكذلك المرأَة، وقد نَثَرَ ولداً ونثر كلاماً: أَكثره، وقد نَثَرَتْ ذا بَطْنِها ونَثَرَتْ بَطْنَها.
وفي الحديث: فلما خلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَرادت أَنها كانت شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عنده.
وقيل لامرأَةٍ: أَيُّ البُغاةِ أَبغضُ إِليكِف فقالت: التي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ، وإِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ.
ورجلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النَّثَرِ ومِنْثَرٌ، كِلاهُما: كثيرُ الكلام، والأُنثى نَثِرَةٌ فقط.
والنَّثْرةُ: الخَيْشومُ وما والاه.
وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ: تَطْرَحُ من أَنفها كالدُّود.
والنَّثِيرُ للدّواب والإِبلِ: كالعُطاسِ للناس؛ زاد الأَزهري: إِلا أَنه ليس بغالب له ولكنه شيءٌ يفعله هو بأَنفه؛ يقال: نَثَرَ الحِمارُ وهو يَنْثِرُ نَثِيراً. الجوهري: والنَّثْرةُ للدواب شِبْهُ العَطْسةِ، يقال: نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ من أَنفها الأَذى. قال الأَصمعي: النافر والناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَيَنْتَثرُ من أَنفها شيءٌ.
وفي حديث ابن عباس: الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ أَي عَطْسَتُهُ؛ وحدثِ كعبٍ: إِنما هو نَثْرَةُ حوتٍ، وقد نَثَرَ يَنْثِرُ نَثِيراً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:فما أَنْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ علاجِيمَ، عيرُ ابني صُباحٍ نَثِيرُها واستَنْثَر الإِنسانُ: استَنْشَقَ الماء ثم استخرج ذلك بِنَفَسِ الأَنفِ.
والانْتِثارُ والاستِنْثارُ بمعنى: وهو نَثْرُ ما في الأَنف بالنَّفَسِ.
وفي الحديث: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر، وفي التهذيب: فانْثِر، وقد روي: فأَنْثِرْ، بقطع الأَلف، قال: ولا يعرفه أَهل اللغة، وقد وُجِدَ بخطه في حاشية كتابه في الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِرْ، بكسر الثاء، يقال: نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ، بضم الثاء، ونَثَرَ من أَنفه يَنْثِرُ، بكسر الثاء لا غير؛ قال: وهذا صحيح كذا حفظه علماء اللغة. ابن الأَعرابي: النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في الطهارة: اسْتَنْثِرْ؛ قال: ومعناه اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ. الفراء: نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ في الطهارة؛ قال أَبو منصور: وقد روي هذا الحرف عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ، من الإِنْثار، إِنما يقال: نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ.
وروى أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، أَنه قال: إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ في أَنْفِه ثم لِيَنْثِرْ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحديث، قال: وهو الصحيح عندي، وقد فسر قوله لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ على غير ما فسره الفراء وابن الأَعرابي، قال بعض أَهل العلم: معنى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أَذى أَو مُخاط، قال: ومما يدل على هذا الحديث الآخر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَستنشِق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ؛فجعل الاستنثار غير الاستنشاق، يقال منه: نَثَر يَنْثِر، بكسر الثاء.
وفي الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِر، بكسر الثاء، لا غير.
والإِنسان يستنثر إِذا استنشق الماء ثم استخرج نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ. ابن الأَثير: نَثَرَ يَنثِرُ، بالكسر، إِذا امتخط، واستَنْثَر استفعل منه: استنشق الماء ثم استخرج ما في الأَنف، وقيل: هو من تحريك النَّثْرةِ، وهي طرَف الأَنف؛ قال: ويروى فأَنْثِر بأَلف مقطوعة، قال: وأَهل اللغة لا يجيزونه والصواب بأَلف الوصل.
ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره، بالضم، قال: وأَما قول ابن الأَعرابي النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحيح، وبه سمي النجْم الذي يقال له نَثْرةُ الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه.
والنثرة: فُرْجة ما بين الشاربين حِيالَ وتَرةِ الأَنف، وكذلك هي من الأَسَدِ، وقيل: هي أَنف الأَسد.
والنَّثْرةُ: نَجْم من نُجوم الأَسَد ينزلها القمر؛ قال: كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ التهذيب: النثْرة كوكب في السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين، تسميه العرب نثرة الأَسد وهي من منازل القمر، قال: وهي في علم النجوم من بُرْجِ السرَطانِ. قال أَبو الهيثم: النثرة أَنف الأَسد ومنْخراه، وهي ثلاثة كواكبَ خَفِيَّة متقاربة، والطرْفُ عينا الأَسَد كوكبان، الجبهة أَمامَها* قوله« كوكبان، الجبهة امامها» كذا بالأصل.
وعبارة القاموس: الطرف كوكبان يقدمان الجبهة.
وهي أَربعةُ كواكِبَ. الجوهري: النثرة كوكبان بينهما مقدار شبر، وفيهما لَطْخ بياض كأَنه قِطْعة سحاب وهي أَنف الأَسد ينزلها القمر.
والعرب تقول: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، وطلوع النثرة على إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى.
وطعَنه فأَنْثَره عن فرسه أَي أَلقاه على نَثْرَتِه؛ قال: إِنّ عليها فارِساً كَعَشَرَهْ؛ إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ قال ثعلب: معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه، ويروى رئِيسَ. الجوهري: ويقال طعنه فأَنْثَره أًي أَرعفه؛ وأَنشد الراجز: إِذا رأَى فارس قوم أَنثره والنثْرةُ: الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس، وقيل: هي الدرْعُ الواسِعةُ.
ونَثَر دِرْعَه عليه: صَبَّها، ويقال للدِّرعِ: نثْرةٌ ونَثْلَةٌ.قال ابن جني: ينبغي أَن تكون الراء في النثرة بدلاً من اللام لقولهم نَثَلَ عليه دِرْعَه ولم يقولوا نثرها، واللام أَعمّ تصرفاً، وهي الأَصل، يعني أَن باب نَثَلَ أَكثر من باب نثر.
وقال شمر في كتابه في السلاح: النثرة والنثْلةُ اسم من أَسماء الدرْعِ، قال: وهي المَنْثُولةُ؛ وأَنشد:وضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً، تَرُدُّ القَواضِبَ عنها فُلُولا وقال ابن شميل: النَّثْلُ الأَدْراعُ، يقال نَثَلَها عليه ونَثَلَها عنه أَي خَلَعها.
ونَثَلَها عليه إِذا لَبِسَها. قال الجوهري: يقال نَثَر دِرْعه عنه إِذا أَلقاها عنه، قال: ولا يقال نَثَلَها.
وفي حديث أُم زرع: ويَمِيسُ في حَِلَقِ النثْرةِ، قال: هي ما لَطُفَ من الدُّرُوع، أَي يَتَبَخْتَرُ في حَِلَقِ الدِّرْعِ، وهو ما لطُف منها.

ملط (لسان العرب) [1]


المِلْطُ: الخَبِيثُ من الرّجال الذي لا يُدْفَع إِليه شيء إِلا أَلْمَأَ عليه وذهَب به سَرَقاً واسْتِحلالاً، وجمعه أَمْلاطٌ ومُلُوط، وقد مَلَطَ مُلوطاً؛ يقال: هذا مِلْطٌ من المُلوط.
والمَلاَّطُ: الذي يملُط بالطين، يقال: ملَطْت مَلْطاً.
وملَط الحائطَ مَلْطاً ومَلَّطَه: طَلاه.
والمِلاط: الطين الذي يُجعل بين سافَيِ البِناء ويُمْلَطُ به الحائط، وفي صفة الجنة: ومِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ، هو من ذلك، ويُمْلَطُ به الحائط أَي يُخْلط.
وفي الحديث: إِنّ الإِبل يُمالِطُها الأَجْربُ أَي يُخالِطُها.
والمِلاطانِ: جانِبا السَّنام ممَّا يلي مُقدَّمَه.
والمِلاطانِ: الجَنْبانِ، سميا بذلك لأَنهما قد مُلِطَ اللحمُ عنهما مَلْطاً أَي نُزِع، ويجمع مُلُطاً.
والمِلاطانِ: الكَتِفان، وقيل: المِلاطُ وابن المِلاط الكتف بالمَنكِب والعَضُدِ والمِرفقِ.
وقال ثعلب: المِلاطُ المِرْفق فلم . . . أكمل المادة يزد على ذلك شيئاً؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط والجمع مُلُط؛ الأَزهري في قول قَطِرانَ السَّعدي: وجَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها قال: إِلى مُلُط أَي مع مُلط؛ يقول: بان مِرْفقاها من جَنْبِها فليس بها حازٌّ ولا ناكِتٌ، وقيل للعَضُد مِلاط لأَنه سمي باسم الجنب، والمُلُط: جمع مِلاط للعَضُدِ والكتفِ. التهذيب: وابنا مِلاط العضُدانِ، وفي الصحاح: ابنا ملاط عضدا البعير لأَنهما يَليانِ الجنبين؛ قال الراجز يصف بعيراً:كِلا مِلاطَيْهِ إِذا تَعَطَّفا بانَا، فما رَاعى براع أَجْوَفا قال: والمِلاطانِ ههنا العَضُدانِ لأَنهما المائران كما قال الراجز: عَوْجاء فيها مَيَلٌ غَيْرُ حَرَدْ تُقَطِّع العِيسَ، إِذا طال النّجُدْ، كِلا مِلاطَيْها عن الزَّوْرِ أَبَدّْ قال النضر: الملاطان ما عن يمين الكِركرة وشمالها.
وابنا مِلاطَي البعير: هما العَضُدانِ، وقيل ابنا ملاطي البعير كتفاه، وابنا مِلاطٍ: العضُدانِ والكتفان، الواحد ابن مِلاط؛ وأَنشد ابن بري لعُيينة ابن مِرْداس:تَرَى ابْنَيْ مِلاطَيْها، إِذا هي أَرْقَلَتْ، أُمِرّا فبانا عن مُشاشِ المُزَوَّر المُزَوَّرُ: موضع الزَّور.
وقال ابن السكيت: ابنا مِلاط العضدان، والملاطانِ الإِبْطانِ؛ وقال أَنشدني الكلابي: لقد أُيِّمَتْ، ما أُيِّمتْ، ثم إِنه أُتِيحَ لها رِخْوُ المِلاطَيْن قارِسُ القارِسُ: البارِد، يعني شيخاً وزوجته؛ وأَنشد لجُحَيْشِ بن سالم: أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِي رُمَيْحٍ، سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ ويُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسى جَنِيباً، حَذْو مائرةِ المِلاطِ (* في هذا البيت إِقواء.) وابن المِلاطِ: الهِلال؛ حكي عن ثعلب.
وقال أَبو عبيدة: يقال للهلال ابن مِلاط.
وفلان مِلْطٌ، قال الأَصمعي: المِلْط الذي لا يُعرف له نَسب ولا أَب من قولك أَمْلَطَ رِيش الطائر إِذا سقط عنه.
ويقال غلام مِلْطٌ خِلْطٌ، وهو المختلط النسب.
والمِلاطُ: الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي: ملاط تَرى الذِّئْبانَ فيه كأَنَّه مَطينٌ بثّأْطٍ، قد أُمِيرَ بِشَيَّانِ الثأْطُ: الحَمأَة الرَّقيقةُ.
والذِّئبانُ: الوبَرُ الذي يكون على المَنْكِبين.
وأُمِيرَ: خُلِطَ.
والشَّيّانُ: دَمُ الأَخَوَيْن؛ قال ابن بري: وهذا البيت دليل على أَنه يقال للمنكب والكتف أَيضاً مِلاطٌ وللعضدين ابنا مِلاطٍ؛ قال وقالت امرأَة من العرب: ساقٍ سَقاها لَيْسَ كابْنِ دَقْلِ، يُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ، بِمنْكِبٍ وابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ والمِلْطَى من الشِّجاجِ: السِّمْحاقُ. قال أَبو عبيد: وقيل المِلطاةُ، بالهاء، قال: فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مَقْصورة، وتفسيرُ الحديث الذي جاء: يُقْضَى في المِلْطَى بدمها، معناه أَنه حين يُشَجُّ صاحبها يؤْخذ مِقدارُها تلك الساعةَ ثم يُقْضَى فيها بالقِصاص أَو الأَرْشِ، ولا يُنظر إِلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان، وهذا قول بعض العلماء وليس هو قول أَهلِ العراق، قال الواقدي: المِلْطى مقصور، ويقال المِلْطاةُ، بالهاء، هي القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأْس ولحمه.
وقال شمر: يقال شَجَّه حتى رأَيت المِلْطَى، وشجَّةٌ مِلطى مقصور. الليث: تقدير الملطاء أَنه ممدود مذكر وهو بوزن الحرباء. شمر عن ابن الأَعرابي: أَنه ذكر الشجاج فلما ذكر الباضِعةَ قال: ثم المُلْطِئةُ؛ وهي التي تخرق اللحم حتى تَدْنُو من العظم.
وقال غيره: يقول الملطى؛ قال أَبو منصور: وقول ابن الأَعرابي يدل على أَن الميم من المِلْطى ميم مِفْعل وأَنها ليست بأَصلية كأَنها من لَطَيْت بالشيء إِذا لَصِقْت به. قال ابن بري: أَهمل الجوهري من هذا الفصل المِلْطَى، وهي المِلْطاةُ أَيضاً، وهي شَجَّة بينها وبين العظم قشرة رقيقة، قال: وذكرها في فصل لطي.
وفي حديث الشَّجاج: في المِلْطى نصف دِيةِ المُوضِحة، قال ابن الأَثير: المِلْطى، بالقصر، والمِلْطاةُ القشرة الرقيقة بين عظم الرأْس ولحمه، تمنع الشجةَ أَن تُوضِحَ، وقيل الميم زائدة، وقيل أَصلية والأَلف للإِلحاق كالذي في مِعْزى، والمِلْطاةُ كالعِزْهاةِ، وهو أَشبه. قال: وأَهل الحجاز يسمونها السِّمْحاقَ.
وقوله في الحديث: يُقْضى في المِلْطَى بدمها، قوله بدمها في موضع الحال ولا يتعلق بيقضى، ولكن بعامل مضمر كأَنه قيل: يقضى فيها مُلْتَبِسة بدمها حال شجها وسيلانه.
وفي كتاب أَبي موسى في ذكر الشجاج: المِلطاط وهي السمحاق، قال: والأَصل فيه من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه.
والمِلْطاطُ: أَعلى حرف الجبل وصحنُ الدار.
وفي حديث ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طريق بِقِيَّةِ المؤْمنين؛ هو ساحل البحر؛ قال ابن الأَثير: ذكره الهروي في اللام وجعل ميمه زائدة، وقد تقدم، قال: وذكره أَبو موسى في الميم وجعل ميمه أَصلية.
ومنه حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه: فأَمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأْتيهم أَمري، يريد به شاطِئَ الفُراتِ.
والأَمْلَطُ: الذي لا شعر على جسده ولا رأْسه ولا لحيته، وقد مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً.
ومَلَطَ شعرَه مَلْطاً: حَلَقه؛ عن ابن الأَعرابي. الليث: الأَمْلَطُ الرجل الذي لا شعر على جسده كله إِلا الرأْس واللِّحيةَ، وكان الأَحْنَفُ بن قيس أَمْلَطَ أَي لا شعر على بدنه إِلا في رأْسه، ورجل أَمْلَطُ بَيِّنُ الملَطِ وهو مثل الأَمْرَطِ؛ قال الشاعر: طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهةٍ، دقيقُ العِظامِ، سَيِّءُ القِشْمِ، أَمْلط يقول: كانت أُمه به حاملة وبها نُحاز أَي سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِياً.
والقِشْمُ: اللحْمُ.
وأَملطت الناقةُ جَنِينها وهي مُمْلِطةٌ: أَلْقَتْه ولا شعر عليه، والجمع مَمالِيطُ، بالياء، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِمْلاطٌ، والجنين مَلِيطٌ.
والمَلِيطُ: السَّخْلةُ.
والمَلِيطُ: الجَدْي أَوَّل ما تضعه العنز، وكذلك من الضأْن.
ومَلَطَتْه أُمُّه تَمْلُطه: ولدته لغير تمام.
وسهم أَمْلَطُ ومَلِيطٌ: لا ريش عليه مثل أَمْرَط؛ وأَنشد يعقوب: ولو دَعا ناصِرَه لَقِيطا، لذاقَ جَشْأً لم يَكُنْ مَلِيطا لَقِيطٌ: بدل من ناصِر.
وتَمَلَّطَ السهمُ إِذا لم يكن عليه ريش.
ومَلَطْيةُ: بلد.
ويقال: مالَط فلان فلاناً إِذا قال هذا نصف بيت وأَتَمَّه الآخر بيتاً. يقال: مَلَّطَ له تَمْلِيطاً.
والمِلْطَى: الأَرض (* قوله «والملطى الأرض» الملطى مرسوم في الأَصل بالياء، وعلى صحته يكون مقصوراً ويوافقه قول شارح القاموس: هي بالكسر مقصورة.) السهلة. قال أَبو علي: يحتمل وزْنُها أَن يكون مِفْعالاً وأَن يكون فِعْلاء، ويقال: بعتُه المَلَسَى والمَلَطَى وهو البيع بلا عُهْدَةٍ.
ويقال: مضى فلان إِلى موضع كذا فيقال جعله اللّه مَلَطَى لا عُهْدَة أَي لا رجعة.
والمَلَطَى مثل المَرَطَى: من العَدْوِ.
والمُتَمَلِّطَةُ: مَقْعَد الاشْتِيامِ، والاشْتِيامُ: رَئيسُ الرُّكّابِ.

جعر (لسان العرب) [1]


الجِعَارُ: حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر لئلا يقع فيها، وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل: هو حبل يشده الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به؛ قال: لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد: لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ: شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ، ولسنبله حروف عِدَّةٌ، وحبه طويل عظيم أَبيض، وكذلك سُنبله وسَفاه، وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ، والآفة إِليه . . . أكمل المادة سريعة، وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ؛ كله عن أَبي حنيفة.
والجُعْرورانِ: خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم، يملؤهما جميعاً الغيث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير، ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ: العَرِيضُ القصير؛ يقول: إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير، غدير الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه.
وفي التهذيب: والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ، والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ لبني عبدالله بن دارِمٍ.
وجَعَارٍ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، وإِنما بنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعِرَة، فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع: عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ، فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قيل: ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر؛ وقيل: هي أَولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قال بعضهم: جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثيرة.
والجراهمة: المغتلمة. قال الأَزهري: الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها.
والجَواعِرُ: جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر، كقول العرب: سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها، وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها؛ وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ. قال الله تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة؛ أَي ليس لها من دونه عز وجل كشف وظهور.
وقال الله عز وجل: لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله كثير في كلام العرب، ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان، ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ، وهي من آكل الدواب؛ وقيل: وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن كان له مِعىً واحدٌ، وهو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بري البيت أَعني: عشنزرة جواعرها ثمان لحبيب بن عبدالله الأَعلم.
وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون، وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه.
وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها.
وفي المثل: روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛ وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه. ابن السكيت: تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها: قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع.
ويقال للضبع: تِيسِي أَو عِيثي جَعَار؛ وأَنشد: فَقُلْتُ لهَا: عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ: الدُّبُر.
ويقال للدُّبُر: الجاعِرَةُ والجَعْراءُ.
والجَعْرُ: نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع.
والجَعْرُ: ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة.
والجَعْرُ: يُبْسُ الطبيعة، وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان يابساً، والجمع جُعُورٌ؛ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك.
وفي حديث عمرو ابن دينار: كانوا يقولون في الجاهلية: دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثير: الجَعْرُ ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً؛ ومنه حديث عمر: إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة؛ وفي حديثه الآخر: إِياكم ونومة الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ؛ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك.
وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ.
والجَعْرَاء: الاسْتُ، وقال كراعٌ: الجِعِرَّى، قال: ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى، وهي الاست أَيضاً، والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً: كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الاست.
وبَنُو الجَعْراء: حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك؛ قال: دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ (* قوله: «مغنج» كذا بالأصل بالغين المعجمة، وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج، وفي بعض النسخ منعج، قال المغفل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم؛ قاله البكري في شرح أمالي القالي) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ، وذلك أَنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت: يا أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه؟ ففهمت عنها فقالت: نعَمْ ويدعو أَباه؛ فتميم تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك.
والجاعِرَةُ: مثل الروث من الفَرس.
والجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن: إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل: هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس أَعالي الفخذين، وقيل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ.
وفي حديث العباس: أَنه وَسَمَ الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ.
وفي الحديث: أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه.
وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين قيل: هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ.
والجِعَارُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي.
والجِعْرانَةُ: موضع؛ وفي الحديث: أَنه نزل الجِعْرانَةَ، وتكرر ذكرها في الحديث، وهي موضع قريب من مكة، وهي في الحل وميقات الإِحرام، وهي بتسكين العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتشدد الراء.
والجُعْرُورُ: ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به.
وفي الحديث: أَنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر: الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قال الأَصمعي: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه، ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً.
والجُعْرُورُ: دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض.
ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى، الراء شديدة، وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما؛ ولعبة أُخرى يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض، كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه.
وأَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، وقيل: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ.
وأُم جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع.

صري (لسان العرب) [1]


صَرَى الشيءَ صَرْياً: قَطَعَه ودَفَعه؛ قال ذو الرُّمة: فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ، هَواهُنَّ، إن لم يَصْرِهِ اللهُ، قاتِلُهْ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال إنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ يمشي على الصراط فيَنْكَبُّ مرة ويمشي مرة وتَسْفَعُه النارُ، فإذا جاوز الصراطَ تُرْفَع له شَجرةٌ فيقول يا ربِّ أَدْنِني منها؛ فيقول اللهُ عز وجل أَي عبدي ما يَصْرِيك مني؟ قال أَبو عبيد: قوله ما يَصْرِيكَ ما يَقطَعُ مَسْأَلتَك عني ويَمْنَعُك من سؤالي. يقال: صَرَيْتُ الشيءَ إذا قطَعْته ومنَعْته.
ويقال: صَرَى اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَي دَفَعه؛ وأَنشد ابن بري للطرماح: ولو أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ يوماً . . . أكمل المادة عليَّ ببَطْنِ ذي نَفْرٍ، صَراني (* قوله «ذي نفر» هكذا في الأصل بهذا الضبط، ولعله ذي بقر). أَي دَفعَ عني ووقاني.
وصَرَيْتهُ: منَعْتُه؛ قال ابن مقبل: ليس الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً، وليس صارِيَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً أَي فَصَلْتُ. يقال: اخْتَصَمنا إلى الحاكم فصَرَى ما بينَنا أَي قَطَعَ ما بينَنا وفَصَلَ.
وصَرَيْتُ الماءَ إذا اسْتَقَيْتَ ثم قَطَعْتَ.
والصاري: الحافِظُ.
وصَراةُ الله: وقاه، وقيل: حَفِظَه، وقيل: نَجَّاه وكَفاهُ، وكلُّ ذلك قريبٌ بعضهُ من بعضٍ.
وصَرَى أَيضاً: نَجَّى؛ قال الشاعر: صَرَى الفَحْلَ مِنِّي أَنْ ضَئِيلٌ سَنامُه، ولم يَصْرِ ذاتَ النَّيِّ منها بُرُوعُها وصَرَى ما بينَنا يَصْري صَرْياً: أَصْلَحَ.
والصَّرَى والصِّرَى: الماءُ الذي طالَ اسْتِنقاعه؛ وقال أَبو عمرو: إذا طال مُكْثُه وتغَيَّر، وقد صَرِي الماءُ بالكسر؛ قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة: صَرىً آجِنٌ يَزْوي له المَرْءُ وجْهَه، إذا ذاقَه ظَمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ وأَنشد لذي الرمة أَيضاً: وماء صَرىً عافي الثَّنايا كأَنه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ ونُطْفةٌ صَراةٌ: مُتَغيِّرَة.
وصَرَى فُلانٌ الماءَ في ظَهْرِه زَماناً صَرْياً: حَبَسه بامْتِساكه عن النكاح، وقيل جَمَعه.
ونُطْفةٌ صَراةٌ: صَرَاها صاحِبُها في ظَهْرهِ زماناً؛ قال الأَغلب العجلي: رُبَّ غُلامٍ قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ، عُنْقُوانَ سَنْبَتِهْ، أَنْعَظَ حتى اشتَدَّ سََمُّ سُمَّتِهْ ويروى: رأَتْ غلاماً، وقيل: صَرَى أَي اجْتَمع، والأَصل صَرِيَ، فقلبت الياءُ أَلفاً كما يقال بَقَى في بَقِيَ. المُنْتَجع: الصَّرْيانُ من الرجال والدوابِّ الذي قد اجْتَمع الماءُ في ظَهْرهِ؛ وأَنشد: فهو مِصَكُّ صَمَىان صَرْيان أَبو عمرو: ماءٌ صَرىً وصِرىً، وقد صَرِي يَصْرى.
والصَّرَى: اللبن الذي قد بَقِيَ فتَغَيَّرَ طَعْمهُ، وقيل: هو بقيَّةُ اللَّبَنِ، وقد صَرِيَ صَرىً، فهو صَرٍ، كالماء.
وصَرِيَتِ الناقةُ صَرىً وأَصْرَتْ: تَحَفَّل لبَنُها في ضَرْعِها؛ وأَنشد: مَنْ للجَعافِرِ يا قوْمي، فقد صَرِيَتْ، وقد يُساقُ لذاتِ الصَّرْيةِ الحَلَبُ الليث: صَرِيَ اللَّبَنُ يَصْرى في الضَّرْعِ إذا لم يُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ، وهو لَبَنٌ صَرىً.
وفي حديث أَبي موسى: أَنَّ رجلاً اسْتَفْتاه فقال: امرأَتي صَرِيَ لبَنُها في ثَدْيها فدَعَتْ جارِيةً لها فمَصَّته، فقال: حَرُمَت عليكَ، أَي اجْتَمَع في ثدْيِها حتى فسَدَ طَعْمُه، وتحْريمُها على رأْيِ من يَرَى أَنَّ إرْضاع الكبير يُحَرِّم.
وصَرَيْتُ الناقةَ وغيرَها من ذواتِ اللَّبنِ وصَرَّيْتُها وأَصْرَيتها: حفَّلْتها.
وناقةٌ صَرْياءُ: مُحَفَّلة، وجمعُها صَرايا على غير قياس.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من اشترى مُصَرَّاة فهو بخير النَّظَرَينِ، إن شاءَ رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من تمرٍ؛ قال أَبو عبيد: المُصَرّاة هي الناقةُ أَو البَقرة أَو الشاة يُصَرَّى اللبنُ في ضَرْعِها أَي يُجْمَعُ ويُحْبَسُ، يقال منه: صَرَيْتُ الماءَ وصَرَّيْتُه.
وقال ابن بزرج: صَرَتِ الناقةُ تَصْرِي من الصَّرْيِ، وهو جمع اللبنِ في الضَّرْعِ: وصَرَّيْت الشاة تَصْرِيةً إذا لم تَحْلُبْها أَياماً حتى يجتمعَ اللَّبَنُ في ضَرْعِها، والشاةُ مُصَرَّاة. قال ابن بري: ويقال ناقةٌ صَرْياءُ وصَرِيَّة؛ وأَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِيِّ: لَيَاليَ لم تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِيَّةً، تُسَوِّقُ صَرْىَا في مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ (* قوله «ليالي إلخ» هذا البيت هو هكذا بهذا الضبط في الأصل). قال: وقال ابن خالَويَه الصَّرْية اجتماعُ اللبنِ، وقد تُكْسَر الصادُ، والفتح أَجْوَدُ.
وروى ابن بري قال: ذكر الشافعي، رضي الله عنه، المُصَرَّاةَ وفسرها أَنها التي تُصَرُّ أَخلافُها ولا تحْلَبُ أَياماً حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها، فإذا حَلَبَها المشتري اسْتغْزرَها. قال: وقال الأَزهري جائزٌ أَن تكونَ سُمِّيَتْ مُصَرَّاةً من صَرِّ أَخلافِها كما ذكر، إلاَّ أَنهم لما اجتَمع في لهم الكلمة ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إحداها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تَظنَّنْتُ، ومثلهُ تَقَضَّى البازِي في تَقَضَّضَ، والتَّصَدِّي في تَصَدَّدَ، وكثيرٌ من أَمثالِ ذلك أَبْدلوا من أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ ياءً كراهيةً لاجتماعِ الأَمثالِ، قال: وجائز أَن تكون سمِّيتْ مُصَرَّاةً من الصَّرْيِ، وهو الجمع كما سَبق، قال: وإليه ذهب الأَكثرون، وقد تكررت هذه اللفظةُ في أَحاديث منها قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَصُرُّوا الإبِلَ والغَنَم، فإن كان من الصَّرِّ فهو بفتح التاء وضم الصاد، وإن كان من الصَّرْيِ فيكون بضم التاء وفتح الصاد، وإنما نَهَى عنه لأَنه خِداعٌ وغِشٌّ. ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الطعَامِ أَثْقَلُ؟ فقالت: بَيْضُ نَعامْ وصَرَى عامٍ بعدَ عامْ أَي ناقة تُعَزِّزُها عاماً بعدَ عامٍ؛ الصَّرَى اللَّبَنُ يُتْرَكُ في ضَرْعِ النَّاقَةِ فلا يُحتَلَبُ فَيصِيرُ مِلْحاً ذا رِياحٍ.
وردَّ أَبو الهيثم على ابن الأَعرابي قوله صَرَى عامٍ بعدَ عامٍ، وقال: كيف يكونُ هذا والناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ في كلامٍ طَويلٍ قَدْ وَهِمَ في أَكْثَرِه؛ قال الأَزهري: والذي قاله ابن الأَعرابي صحيحٌ، قال: ورأَيتُ العَرَب يَحْلُبْونَ النَّاقَةَ من يومِ تُنْتَجُ سَنَةً إذا لم يَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَيْها كِشافاً، ثم يُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ ليَبْقَى طِرْقُها، وإذا غَرَّزُوها ولم يَحْتَلِبُوها وكانت السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ في ضَرْعِها فَخَثُرَ وخَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح، قال: ولقد حَلَبْتُ لَيلَةً من اللَّيالي ناقةً مُغَرَّزَة فلم يَتَهيأْ لي شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ ودَفَقْتُه، وإنما أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَى عامٍ بعد عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بعد انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فيه، ولم يَعْرِف أَبو الهيثم مُرادَها ولم يَفْهم منه ما فَهِمَه ابن الأَعرابي، فطِفِقَ يَرُدُّ على من عَرَفَه بتَطْويلٍ لا معنى فيه.
وصَرَى بَوْله صَرْياً إذا قَطَعَه.
وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلانٍ إذا بَقِيَ في يَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً؛ قال رؤْبة: رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَريتُ والصَّرى: ما اجْتَمع من الدَّمْعِ، واحدته صَراةٌ.
وصَرِيَ الدَّمْعُ إذا اجْتَمع فَلَمْ يَجْرِ؛ وقالت خَنْساء: فلم أَمْلِكْ، غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ، سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابن الأَعرابي: صَرَى يَصْرِي إذا قَطَع، وصَرَى يَصْرِي إذا عَطَفَ، وصَرَى يَصْرِي إذا تقدَّم، وصَرَى يَصْري إذا تأَخَّرَ، وصَرَى يَصْري إذا عَلا، وصَرَى يَصْرِي إذا سَفَلَ، وصَرَى يَصْرِي إذا أَنْجَى إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ وأَغاثَهُ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً بَيْنَ الفَراعِلِ، إنْ لَمْ يَصْرِني الصاري وقال آخر في صَرَى إذا سَفَل: والناشِياتِ الماشياتِ الخَيْزَرَى وفي الحديث: أَنه مَسَحَ بيدهِ النَّصْلَ الذي بَقِيَ في لَبَّةِ رافِعِ بن خَدِيجٍ وتَفَلَ عليه فلم يَصْرِ أي لم يَجْمَع المِدَّةَ.
وفي حديث عَرْضِ نَفْسِه على القبائل: وإنما نزلنا الصَّرَيَيْنِ اليَمامةَ والسَّمامة؛ هما تثنيةُ صَرى، ويروى الصِّيرَيْن، وهو مذكور في موضعه.
وكلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَرىً، ومنه الصراة؛ وقال: كعُنُق الآرام أَوْفى أَو صرى (* قوله «كعنق الآرام إلى قوله وصرى سفل» هكذا في الأصل.
ومحل هذه العبارة بعد قوله: والناشيات الماشيات الخيزرى). قال: أَوْفى عَلا، وصَرَى سَفَلَ؛ وأَنشد في عَطَفَ: وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ في مَجْدُولةٍ، وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِيدَا قال ابن بزرج: صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إذا رَفَعَتْه من ثِقَلِ الوِقْرِ؛ وأَنشد: والعِيسُ بيْنَ خاضِعٍ وصارِي والصَّراة: نهرٌ معروف، وقيل: هو نهر بالعراق، وهي العظمى والصغرى.
والصَّرَاية: نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ. الأَصمعي: إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ، ممدودٌ؛ وروي قول امرئِ القيس: كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ، أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ (* صدر البيت مختلّ الوزن، ورواية المعلقة: كأنَّ على المتنين منه، إذا انتحى، * مداكَ عروسٍ أو صَلايةَ حَنظلِ).
والصَّرَاية: الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ، وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا. قال ابن الأَعرابي: أَنشد أَبو مَحْضَة أَبياتاً ثم قال هذه بِصَراهُنَّ وبِطَراهُنَّ؛ قال أَبو تراب: وسأَلت الحُصَيْنيَّ عن ذلك فقال: هذه الأَبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَواتَهِنَّ أَي بِجِدَّتِهِنَّ وغَضاضَتِهِنَّ؛ قال العجاج: قُرْقُورُ ساجٍ، ساجُه مَصْليُّ بالقَيْرِ والضَّباب زَنْبَرِيُّ رَفَّعَ من جِلالِهِ الدَّارِيُّ، ومَدَّهُ، إذْ عَدلَ الخَليُّ، جَلٌّ وأَشْطانٌ وصرَّارِيُّ، ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِيُّ وقال سُلَيْك بنُ السُّلَكة: كأْنَّ مفالِق الهامات مِنهُمْ صَراياتٌ نهادَتْها الجواري قال بعضهم: الصِّرايَةُ نقِيعُ الحَنظل.
وفي نوادر الأَعراب: الناقةُ في فِخاذِها، وقد أَفْخَذتْ، يعني في إلْبائِها، وكذلك هي في إحْدائها وصَراها.
والصَّرى: أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَي عشر شهراً فتُلْبئَ فذلك الصَّرى، وهذا الصَّرى غير ما قاله ابن الأَعرابي، فالصَّرى وجهان.
والصَّاريَةُ من الرَّكايا: البَعِيدَة العَهْد بالماء فقد أَجَنَت وعَرْمَضَتْ.
والصَّاري: الملاّحُ، وجمعه صُرٌّ على غير قياس، وفي المحكم: والجمع صُرَّاءٌ، وصَرارِيُّ وصَرارِيُّون كلاهما جمع الجمع؛ قال: جذْبُ الصَّراريِّين بالكُرُور وقد تقدم أَنّ الصَّرارِيَّ واحد في تَرْجمة صَرر؛ قال الشاعر: خَشِي الصَّرارِي صَوْلةً منهُ، فعاذوا بالكلاكِلْ وصاري السَّفِينة: الخَشَبة المُعترضةُ في وَسَطِها.
وفي حديث ابن الزُّبَيْر وبناء البيت: فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة؛ هي جمع الصَّاري وهُو ذَقَلُ السفينة الذي يُنصَبُ في وَسَطِها قائماً ويكُون عليه الشِّراعُ.
وفي حديث الإسراء في فَرْض الصلاة: علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ الله صِرَّى أََي حَتْمٌ واجبٌ، وقيل: هي مُشتَقَّة من صَرَى إذا قَطَع، وقيل: من أَصْرَرْت على الشيء إذا لزمنه، فإن كان هذا فهو من الصَّاد والرَّاءِ المُشَدَّدة.
وقال أَبو موسى: هوصِرِّيٌّ بوزن جِنِّيٍّ، وصِرِّيُّ العَزْم ثابتُه ومُستَقِرُّه، قال: ومن الأَول حديث أَبي سَمَّال الأَسَدي وقد ضَلَّت ناقَتُه فقال: أَيْمُنكَ لئِنْ لم ترُدَّها عليَّ لا عَبَدْتُك فأَصابها وقد تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها وقال: علِمَ ربَّي أَنَّها مني صِرَّى أَي عزيمة قاطعةٌ ويمينٌ لازمَة. التهذيب في قوله تعالى: فصُرْهُنَّ إليكَ، قال: فسروه كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلَّهُنَّ، قال: وأَما فصِرْهُنَّ، بالكسر، فإنه فُسِّر بمعنى قَطِّعْهُنَّ، قال: ولم نجد قَطِّعْهُنَّ معروفة، قال: وأُراها إن كانت كذلك من صَرَيْتُ أَصْري أَي قطَعْت، فقُدِّمَتْ ياؤُها وقلب، وقيل: صِرْتُ أَصِير كما قالوا عَثَيْت أَعْثي وعِثْت أَعيثُ بالعين، من قولك عِثْتُ في الأَرض أَي أَفسَدْت.

جمع (لسان العرب) [1]


جَمَعَ الشيءَ عن تَفْرِقة يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَه وأَجْمَعَه فاجتَمع واجْدَمَعَ، وهي مضارعة، وكذلك تجمَّع واسْتجمع.
والمجموع: الذي جُمع من ههنا وههنا وإِن لم يجعل كالشيء الواحد.
واسْتجمع السيلُ: اجتمع من كل موضع.
وجمَعْتُ الشيء إِذا جئت به من ههنا وههنا.
وتجمَّع القوم: اجتمعوا أَيضاً من ههنا وههنا.
ومُتجمَّع البَيْداءِ: مُعْظَمُها ومُحْتَفَلُها؛ قال محمد بن شَحّاذٍ الضَّبّيّ: في فِتْيَةٍ كلَّما تَجَمَّعَتِ الـ ـبَيْداء، لم يَهْلَعُوا ولم يَخِمُوا أَراد ولم يَخِيمُوا، فحذف ولم يَحْفَل بالحركة التي من شأْنها أَن تَرُدَّ المحذوف ههنا، وهذا لا يوجبه القياس إِنما هو شاذ؛ ورجل مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ.
والجَمْع: اسم لجماعة الناس.
والجَمْعُ: مصدر قولك جمعت الشيء.
والجمْعُ: المجتمِعون، وجَمْعُه جُموع.
والجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ: . . . أكمل المادة كالجَمْع وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا جَماعة الشجر وجماعة النبات.
وقرأَ عبد الله بن مسلم: حتى أَبلغ مَجْمِعَ البحرين، وهو نادر كالمشْرِق والمغرِب، أَعني أَنه شَذَّ في باب فَعَل يَفْعَلُ كما شذَّ المشرق والمغرب ونحوهما من الشاذ في باب فَعَلَ يَفْعُلُ، والموضع مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ مثال مَطْلَعٍ ومَطْلِع، وقوم جَمِيعٌ: مُجْتَمِعون.
والمَجْمَع: يكون اسماً للناس وللموضع الذي يجتمعون فيه.
وفي الحديث: فضرب بيده مَجْمَعَ بين عُنُقي وكتفي أَي حيث يَجْتمِعان، وكذلك مَجْمَعُ البحرين مُلْتَقاهما.
ويقال: أَدامَ اللهُ جُمْعةَ ما بينكما كما تقول أَدام الله أُلْفَةَ ما بينكما.
وأَمرٌ جامِعٌ: يَجمع الناسَ.
وفي التنزيل: وإِذا كانوا معه على أَمر جامِعٍ لم يَذهبوا حتى يَستأْذِنوه؛ قال الزجاج: قال بعضهم كان ذلك في الجُمعة قال: هو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل أَمر المؤمنين إِذا كانوا مع نبيه، صلى الله عليه وسلم، فيما يحتاج إِلى الجماعة فيه نحو الحرب وشبهها مما يحتاج إِلى الجَمْعِ فيه لم يذهبوا حتى يستأْذنوه.
وقول عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه: عَجِبْت لمن لاحَنَ الناسَ كيف لا يَعْرِفُ جَوامِعَ الكلم؛ معناه كيف لا يَقْتَصِر على الإِيجاز ويَترك الفُضول من الكلام، وهو من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِم يعني القرآن وما جمع الله عز وجل بلطفه من المعاني الجَمَّة في الأَلفاظ القليلة كقوله عز وجل: خُذِ العَفْو وأْمُر بالعُرْف وأَعْرِضْ عن الجاهلين.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يتكلم بجَوامِعِ الكَلِم أَي أَنه كان كثير المعاني قليل الأَلفاظ.
وفي الحديث: كان يَستحِبُّ الجَوامع من الدعاء؛ هي التي تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ والمَقاصِدَ الصحيحة أَو تَجْمع الثناء على الله تعالى وآداب المسأَلة.
وفي الحديث: قال له أَقْرِئني سورة جامعة، فأَقرأَه: إَذا زلزلت، أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء من الخير والشر لقوله تعالى فيها: فمن يَعمل مِثقالَ ذرَّة خيراً يره ومن يَعمل مثقال ذرَّة شرّاً يره.
وفي الحديث: حَدِّثْني بكلمة تكون جِماعاً، فقال: اتَّقِ الله فيما تعلم؛ الجِماع ما جَمَع عَدداً أَي كلمةً تجمع كلمات.
وفي أَسماء الله الحسنى: الجامعُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يَجْمع الخلائق ليوم الحِساب، وقيل: هو المؤَلِّف بين المُتماثِلات والمُتضادّات في الوجود؛ وقول امرئ القيس: فلو أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَميعةً، ولكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا إِنما أَراد جميعاً، فبالغ بإِلحاق الهاء وحذف الجواب للعلم به كأَنه قال لفَنِيت واسْتراحت.
وفي حديث أُحد: وإِنَّ رجلاً من المشركين جَمِيعَ اللأْمةِ أَي مُجْتَمِعَ السِّلاحِ.
والجَمِيعُ: ضد المتفرِّق؛ قال قيس بن معاذ وهو مجنون بني عامر: فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، فإِنَّني نَهَيْتُكِ عن هذا، وأَنتِ جَمِيعُ (* قوله «فقدتك إلخ» نسبه المؤلف في مادة شعع لقيس بن ذريح لا لابن معاذ.) وفي الحديث: له سَهم جَمع أَي له سهم من الخير جُمع فيه حَظَّانِ، والجيم مفتوحة، وقيل: أَراد بالجمع الجيش أَي كسهمِ الجَيْشِ من الغنيمة.
والجميعُ: الجَيْشُ؛ قال لبيد: في جَمِيعٍ حافِظِي عَوْراتِهم، لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجَمِيعُ: الحيُّ المجتمِع؛ قال لبيد: عَرِيَتْ، وكان بها الجَمِيعُ فأَبْكَرُوا منها، فغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها وإِبل جَمّاعةٌ: مُجْتَمِعة؛ قال: لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جَمّاعهْ، مَشْرَبُها الجِيّةُ أَو نُقاعَهْ والمَجْمَعةُ: مَجلِس الاجتماع؛ قال زهير: وتُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ، لكم في كلِّ مَجْمَعَةٍ، لِواءُ والمَجْمعة: الأَرض القَفْر.
والمَجْمعة: ما اجتَمع من الرِّمال وهي المَجامِعُ؛ وأَنشد: باتَ إِلى نَيْسَبِ خَلٍّ خادِعِ، وَعْثِ النِّهاضِ، قاطِعِ المَجامِعِ بالأُمّ أَحْياناً وبالمُشايِعِ المُشايِعُ: الدليل الذي ينادي إِلى الطريق يدعو إِليه.
وفي الحديث: فَجَمعْتُ على ثيابي أَي لبستُ الثيابَ التي يُبْرَزُ بها إِلى الناس من الإِزار والرِّداء والعمامة والدِّرْعِ والخِمار.
وجَمَعت المرأَةُ الثيابَ: لبست الدِّرْع والمِلْحَفةَ والخِمار، يقال ذلك للجارية إِذا شَبَّتْ، يُكْنى به عن سن الاسْتواء.
والجماعةُ: عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه.
وفي حديث أَبي ذرّ: ولا جِماعَ لنا فيما بَعْدُ أَي لا اجتماع لنا.
وجِماع الشيء: جَمْعُه، تقول: جِماعُ الخِباء الأَخْبِيةُ لأَنَّ الجِماعَ ما جَمَع عدَداً. يقال: الخَمر جِماعُ الإِثْم أَي مَجْمَعهُ ومِظنَّتُه.
وقال الحسين (* قوله «الحسين» في النهاية الحسن.
وقوله «التي جماعها» في النهاية: فان جماعها.)، رضي الله عنه: اتَّقوا هذه الأَهواء التي جِماعُها الضلالةُ ومِيعادُها النار؛ وكذلك الجميع، إِلا أَنه اسم لازم.
والرجل المُجتمِع: الذي بَلغ أَشُدَّه ولا يقال ذلك للنساء.
واجْتَمَعَ الرجلُ: اسْتَوت لحيته وبلغ غايةَ شَابِه، ولا يقال ذلك للجارية.
ويقال للرجل إِذا اتصلت لحيته: مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ بعد ذلك؛ وأَنشد أَبو عبيد:قد سادَ وهو فَتًى، حتى إِذا بلَغَت أَشُدُّه، وعلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا ورجل جميعٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أَنه سمع أَنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو يومئذ جَمِيعٌ أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لم يَهْرَم ولم يَضْعُفْ، والضمير راجع إِلى أَنس.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان إِذا مَشَى مشى مُجْتَمِعاً أَي شديد الحركة قويَّ الأَعضاء غير مُسْتَرْخٍ في المَشْي.
وفي الحديث: إِن خَلْقَ أَحدِكم يُجْمَعُ في بطن أُمه أَربعين يوماً أَي أَن النُّطفة إِذا وقَعت في الرحم فأَراد الله أَن يخلق منها بشراً طارتْ في جسم المرأَة تحت كل ظُفُر وشعَر ثم تمكُث أَربعين ليلة ثم تنزل دَماً في الرحِم، فذلك جَمْعُها، ويجوز أَن يريد بالجَمْع مُكْث النطفة بالرحم أَربعين يوماً تَتَخَمَّرُ فيها حتى تتهيَّأَ للخلق والتصوير ثم تُخَلَّق بعد الأَربعين.
ورجل جميعُ الرأْي ومُجْتَمِعُهُ: شديدُه ليس بمنْتشِره.
والمسجدُ الجامعُ: الذي يَجمع أَهلَه، نعت له لأَنه علامة للاجتماع، وقد يُضاف، وأَنكره بعضهم، وإِن شئت قلت: مسجدُ الجامعِ بالإِضافة كقولك الحَقُّ اليقين وحقُّ اليقينِ، بمعنى مسجد اليومِ الجامعِ وحقِّ الشيء اليقينِ لأَن إِضافة الشيء إِلى نفسه لا تجوز إِلا على هذا التقدير، وكان الفراء يقول: العرب تُضيف الشيءَ إِلى نفسه لاختلاف اللفظين؛ كما قال الشاعر:فقلت: انْجُوَا عنها نَجا الجِلْدِ، إِنه سَيُرْضِيكما منها سَنامٌ وغارِبُهْ فأَضاف النَّجا وهو الجِلْد إِلى الجلد لمّا اختلف اللفظانِ، وروى الأَزهري عن الليث قال: ولا يقال مسجدُ الجامعِ، ثم قال الأَزهري: النحويون أَجازوا جميعاً ما أَنكره الليث، والعرب تُضِيفُ الشيءَ إِلى نفْسه وإِلى نَعْتِه إِذا اختلف اللفظانِ كما قال تعالى: وذلك دِينُ القَيِّمةِ؛ ومعنى الدِّين المِلَّةُ كأَنه قال وذلك دِين الملَّةِ القيِّمةِ، وكما قال تعالى: وَعْدَ الصِّدْقِ ووعدَ الحقِّ، قال: وما علمت أَحداً من النحويين أَبى إِجازته غيرَ الليث، قال: وإِنما هو الوعدُ الصِّدقُ والمسجِدُ الجامعُ والصلاةُ الأُولى.
وجُمّاعُ كل شيء: مُجْتَمَعُ خَلْقِه.
وجُمّاعُ جَسَدِ الإِنسانِ: رأْسُه.
وجُمّاعُ الثمَر: تَجَمُّعُ بَراعيمِه في موضع واحد على حمله؛ وقال ذو الرمة: ورأْسٍ كَجُمّاعِ الثُّرَيّا، ومِشْفَرٍ كسِبْتِ اليمانيِّ، قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ وجُمّاعُ الثريَّا: مُجْتَمِعُها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُرَيّا، حَوَيْتُه غِشاشاً بمُجْتابِ الصِّفاقَيْنِ خَيْفَقِ فقد يكون مُجتمِعَ الثُّريا، وقد يكون جُمَّاع الثريا الذين يجتمعون على مطر الثريا، وهو مطر الوَسْمِيّ، ينتظرون خِصْبَه وكَلأَه، وبهذا القول الأَخير فسره ابن الأَعرابي.
والجُمّاعُ: أَخلاطٌ من الناس، وقيل: هم الضُّروب المتفرّقون من الناس؛ قال قيس بن الأَسلت السُّلَمِيّ يصف الحرب: حتى انْتَهَيْنا، ولَنا غايةٌ، مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غيرِ جُمّاعِ وفي التنزيل: وجعلناكم شُعوباً وقَبائلَ؛ قال ابن عباس: الشُّعوبُ الجُمّاعُ والقَبائلُ الأَفْخاذُ؛ الجُمَّاع، بالضم والتشديد: مُجْتَمَعُ أَصلِ كلّ شيء، أَراد مَنْشأَ النَّسَبِ وأَصلَ المَوْلِدِ، وقيل: أَراد به الفِرَقَ المختلفةَ من الناس كالأَوْزاعِ والأَوْشابِ؛ ومنه الحديث: كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة.
وامرأَةُ جُمّاعٌ: قصيرة.
وكلُّ ما تَجَمَّعَ وانضمّ بعضُه إِلى بعض جُمّاعٌ.
ويقال: ذهب الشهر بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَي أَجمع.
وضربه بحجر جُمْعِ الكف وجِمْعِها أَي مِلْئها.
وجُمْعُ الكف، بالضم: وهو حين تَقْبِضُها. يقال: ضربوه بأَجماعِهم إِذا ضربوا بأَيديهم.
وضربته بجُمْع كفي، بضم الجيم، وتقول: أَعطيته من الدّراهم جُمْع الكفّ كما تقول مِلْءَ الكفّ.
وفي الحديث: رأَيت خاتم النبوَّة كأَنه جُمْعٌ، يُريد مثل جُمْع الكف، وهو أَن تَجمع الأَصابع وتَضُمَّها.
وجاء فلان بقُبْضةٍ مِلْء جُمْعِه؛ وقال منظور بن صُبْح الأَسديّ: وما فعَلتْ بي ذاكَ حتى تَركْتُها، تُقَلِّبُ رأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيا وجُمْعةٌ من تمر أَي قُبْضة منه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: صلى المغرب فلما انصرف دَرَأَ جُمْعةً من حَصى المسجد؛ الجُمْعةُ: المَجموعةُ. يقال: أَعطِني جُمعة من تَمْر، وهو كالقُبْضة.
وتقول: أَخذْت فلاناً بجُمْع ثيابه.
وأَمْرُ بني فلان بجُمْعٍ وجِمْعٍ، بالضم والكسر، فلا تُفْشُوه أَي مُجتمِعٌ فلا تفرِّقوه بالإِظهار، يقال ذلك إِذا كان مكتوماً ولم يعلم به أَحد، وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذكر الشهداء فقال: ومنهم أَن تموت المرأَة بجُمْع؛ يعني أَن تموتَ وفي بطنها ولد، وكسر الكسائي الجيم، والمعنى أَنها ماتت مع شيء مَجْموع فيها غير منفصل عنها من حَمْل أَو بَكارة، وقد تكون المرأَة التي تموت بجُمع أَن تموتَ ولم يمسّها رجل، وروي ذلك في الحديث: أَيُّما امرأَة ماتتْ بجُمع لم تُطْمَثْ دخلت الجنة؛ وهذا يريد به البكْر. الكسائي: ما جَمَعْتُ بامرأَة قط؛ يريد ما بَنَيْتُ.
وباتتْ فلانةُ منه بجُمْع وجِمْع أَي بكراً لم يَقْتَضَّها. قالت دَهْناء بنت مِسْحلٍ امرأَة العجاج للعامل: أَصلح الله الأَمير إِني منه بجُمع وجِمْع أَي عَذْراء لم يَقْتَضَّني.
وماتت المرأَة بجُمع وجِمع أَي ماتت وولدها في بطنها، وهي بجُمع وجِمْع أَي مُثْقلة. أَبو زيد: ماتت النساء بأَجْماع، والواحدة بجمع، وذلك إِذا ماتت وولدُها في بطنها، ماخِضاً كانت أَو غير ماخَضٍ.
وإِذا طلَّق الرجلُ امرأَته وهي عذراء لم يدخل بها قيل: طلقت بجمع أَي طلقت وهي عذراء.
وناقة جِمْعٌ: في بطنها ولد؛ قال: ورَدْناه في مَجْرى سُهَيْلٍ يَمانِياً، بِصُعْرِ البُرى، ما بين جُمْعٍ وخادجِ والخادِجُ: التي أَلقت ولدها.
وامرأَة جامِعٌ: في بطنها ولد، وكذلك الأَتان أَوّل ما تحمل.
ودابة جامِعٌ: تصلحُ للسرْج والإِكافِ.
والجَمْعُ: كل لون من التمْر لا يُعرف اسمه، وقيل: هو التمر الذي يخرج من النوى.
وجامَعها مُجامَعةً وجَماعاً: نكحها.
والمُجامعةُ والجِماع: كناية عن النكاح.
وجامَعه على الأَمر: مالأَه عليه واجْتمع معه، والمصدر كالمصدر.
وقِدْرٌ جِماعٌ وجامعةٌ: عظيمة، وقيل: هي التي تجمع الجَزُور؛ قال الكسائي: أَكبر البِرام الجِماع ثم التي تليها المِئكلةُ.ويقال: فلان جماعٌ لِبني فلان إِذا كانوا يأْوُون إِلى رأْيه وسودَدِه كما يقال مَرَبٌّ لهم.واسَتَجمع البَقْلُ إِذا يَبِس كله.
واستجمع الوادي إِذا لم يبق منه موضع إِلا سال.
واستجمع القوم إِذا ذهبوا كلهم لم يَبْق منهم أَحد كما يَستجمِع الوادي بالسيل.
وجَمَعَ أَمْرَه وأَجمعه وأَجمع عليه: عزم عليه كأَنه جَمَع نفسه له، والأَمر مُجْمَع.
ويقال أَيضاً: أَجْمِعْ أَمرَك ولا تَدَعْه مُنْتشراً؛ قال أَبو الحَسْحاس: تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصابِيح وسْطَها، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّق مُجْمَع وقال آخر: يا ليْتَ شِعْري، والمُنى لا تَنفعُ، هل أَغْدُوَنْ يوماً، وأَمْري مُجْمَع؟ وقوله تعالى: فأَجمِعوا أَمركم وشُرَكاءكم؛ أَي وادْعوا شركاءكم، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله لأَنه لا يقال أَجمعت شركائي إِنما يقال جمعت؛ قال الشاعر: يا ليتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقلِّداً سيْفاً ورُمحا أَراد وحاملاً رُمْحاً لأَن الرمح لا يُتقلَّد. قال الفرّاء: الإِجْماعُ الإِعْداد والعزيمةُ على الأَمر، قال: ونصبُ شُركاءكم بفعل مُضْمر كأَنك قلت: فأَجمِعوا أَمركم وادْعوا شركاءكم؛ قال أَبو إِسحق: الذي قاله الفرّاء غَلَطٌ في إِضْماره وادْعوا شركاءكم لأَن الكلام لا فائدة له لأَنهم كانوا يَدْعون شركاءهم لأَن يُجْمعوا أَمرهم، قال: والمعنى فأَجْمِعوا أَمرَكم مع شركائكم، وإِذا كان الدعاء لغير شيء فلا فائدة فيه، قال: والواو بمعنى مع كقولك لو تركت الناقة وفَصِيلَها لرضَعَها؛ المعنى: لو تركت الناقة مع فصيلِها، قال: ومن قرأَ فاجْمَعوا أَمركم وشركاءكم بأَلف موصولة فإِنه يعطف شركاءكم على أَمركم، قال: ويجوز فاجْمَعوا أَمرَكم مع شركائكم، قال الفراء: إَذا أَردت جمع المُتَفرّق قلت: جمعت القوم، فهم مجموعون، قال الله تعالى: ذلك يوم مجموع له الناسُ، قال: وإِذا أَردت كَسْبَ المالِ قلت: جَمَّعْتُ المالَ كقوله تعالى: الذي جَمَّع مالاً وعدَّده، وقد يجوز: جمَع مالاً، بالتخفيف.
وقال الفراء في قوله تعالى: فأَجْمِعوا كيْدَكم ثم ائتُوا صفًّا، قال: الإِجماعُ الإِحْكام والعزيمة على الشيء، تقول: أَجمعت الخروج وأَجمعت على الخروج؛ قال: ومن قرأَ فاجْمَعوا كيدَكم، فمعناه لا تدَعوا شيئاً من كيدكم إِلاّ جئتم به.
وفي الحديث: من لم يُجْمِع الصِّيامَ من الليل فلا صِيام له؛ الإِجْماعُ إِحكامُ النيةِ والعَزيمةِ، أَجْمَعْت الرأْي وأَزْمَعْتُه وعزَمْت عليه بمعنى.
ومنه حديث كعب بن مالك: أَجْمَعْتُ صِدْقَه.
وفي حديث صلاة المسافر: ما لم أُجْمِعْ مُكْثاً أَي ما لم أَعْزِم على الإِقامة.
وأَجْمَعَ أَمرَه أَي جعلَه جَميعاً بعدَما كان متفرقاً، قال: وتفرّقُه أَنه جعل يديره فيقول مرة أَفعل كذا ومرَّة أَفْعل كذا، فلما عزم على أَمر محكم أَجمعه أَي جعله جَمْعاً؛ قال: وكذلك يقال أَجْمَعتُ النَّهْبَ، والنَّهْبُ: إِبلُ القوم التي أَغار عليها اللُّصُوص وكانت متفرقة في مراعيها فجَمَعوها من كل ناحية حتى اجتمعت لهم، ثم طَرَدوها وساقُوها، فإِذا اجتمعت قيل: أَجْمعوها؛ وأُنشد لأَبي ذؤيب يصف حُمُراً: فكأَنها بالجِزْعِ، بين نُبايِعٍ وأُولاتِ ذي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال: وبعضهم يقول جَمَعْت أَمرِي.
والجَمْع: أَن تَجْمَع شيئاً إِلى شيء.
والإِجْماعُ: أَن تُجْمِع الشيء المتفرِّقَ جميعاً، فإِذا جعلته جميعاً بَقِي جميعاً ولم يَكد يَتفرّق كالرأْي المَعْزوم عليه المُمْضَى؛ وقيل في قول أَبي وجْزةَ السَّعْدي: وأَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ منَ الأَجْمادِ والدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَي يَبَّسَتْ، والرجْعُ: الغديرُ.
والبَثاءُ: السهْل.
وأَجْمَعْتُ الإِبل: سُقْتها جميعاً.
وأَجْمَعَتِ الأَرضُ سائلةً وأَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها.
وفَلاةٌ مُجْمِعةٌ ومُجَمِّعةٌ: يَجتمع فيها القوم ولا يتفرّقون خوف الضلال ونحوه كأَنها هي التي تَجْمَعُهم.
وجُمْعةٌ من أَي قُبْضة منه.
وفي التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نُودِي للصلاةِ من يوم الجمعة؛ خففها الأَعمش وثقلها عاصم وأَهل الحجاز، والأَصل فيها التخفيف جُمْعة، فمن ثقل أَتبع الضمةَ الضمة، ومن خفف فعلى الأَصل، والقُرّاء قرؤوها بالتثقيل، ويقال يوم الجُمْعة لغة بني عُقَيْلٍ ولو قُرِئ بها كان صواباً، قال: والذين قالوا الجُمُعَة ذهبوا بها إِلى صِفة اليومِ أَنه يَجْمع الناسَ كما يقال رجل هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة، وهو الجُمْعة والجُمُعة والجُمَعة، وهو يوم العَرُوبةِ، سمّي بذلك لاجتماع الناس فيه، ويُجْمع على جُمُعات وجُمَعٍ، وقيل: الجُمْعة على تخفيف الجُمُعة والجُمَعة لأَنها تجمع الناس كثيراً كما قالوا: رجل لُعَنة يُكْثِر لعْنَ الناس، ورجل ضُحَكة يكثر الضَّحِك.
وزعم ثعلب أَن أَوّل من سماه به كعبُ بن لؤيّ جدُّ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان يقال له العَرُوبةُ، وذكر السهيلي في الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كعب بن لؤيّ أَوّلُ من جَمَّع يوم العَرُوبةِ، ولم تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جاء الإِسلام، وهو أَوَّل من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمِعُ إِليه في هذا اليوم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهم بمَبْعَث النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُعلمهم أَنه من ولده ويأْمرهم باتِّبَاعِه، صلى الله عليه وسلم، والإِيمان به، ويُنْشِدُ في هذا أَبياتاً منها: يا ليتني شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه، إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الحَقَّ خِذْلانا وفي الحديث: أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بالمدينة؛ جُمّعت بالتشديد أَي صُلّيت.
وفي حديث معاذ: أَنه وجد أَهل مكة يُجَمِّعُون في الحِجْر فنهاهم عن ذلك؛ يُجمِّعون أَي يصلون صلاة الجمعة وإِنما نهاهم عنه لأَنهم كانوا يَستظِلُّون بفَيْء الحِجْر قبل أَن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم في الوقت.
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: إِنما سمي يوم الجمعة لأَنَّ الله تعالى جَمَع فيه خَلْق آدم، صلى الله على نبينا وعليه وسلم.
وقال أَقوام: إِنما سميت الجمعة في الإِسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد.
وقال ثعلب: إِنما سمي يوم الجمعة لأَن قريشاً كانت تجتمع إِلى قُصَيّ في دارِ النَّدْوةِ. قال اللحياني: كان أَبو زياد (* كذا بياض بالأصل.) .
وأَبو الجَرّاح يقولان مضَت الجمعة بما فيها فيُوَحِّدان ويؤنّثان، وكانا يقولان: مضى السبت بما فيه ومضى الأَحد بما فيه فيُوَحِّدان ويُذَكِّران، واختلفا فيما بعد هذا، فكان أَبو زياد يقول: مضى الاثْنانِ بما فيه، ومضى الثَّلاثاء بما فيه، وكذلك الأَربعاء والخميس، قال: وكان أَبو الجراح يقول: مضى الاثنان بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهنّ، ومضى الأَرْبعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذلك مُخْرج العدد.
وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً: شَهِدوا الجمعة وقَضَوُا الصلاة فيها.
وجَمَّع فلان مالاً وعَدَّده.
واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً؛ عن اللحياني: كل جمعة بِكراء.
وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لانك جُمَعِيّاً، بفتح الميم، أَي ممن يصوم الجمعة وحْده.
ويومُ الجمعة: يومُ القيامة.
وجمْعٌ: المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات؛ قال أَبو ذؤيب: فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى، فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ ويروى: ثم تَمّ إِلى منًى.
وسميت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل؛ جَمْعٌ علم للمُزْدلفة، سميت بذلك لأَن آدمَ وحوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها.
وتقول: اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره.
ويقال للمَسْتَجِيش: اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ.
واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً: تكَمَّش له؛ قال يصف سراباً: ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً، وليس ببارِحٍ، تُبارِيهِ في ضاحِي المِتانِ سَواعدُه يعني السراب، وسَواعِدُه: مَجارِي الماء.
والجَمْعاء: الناقة الكافّة الهَرِمَةُ.
ويقال: أَقمتُ عنده قَيْظةً جَمْعاء وليلة جَمْعاء.
والجامِعةُ: الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ اليدين إِلى العنق؛ قال: ولو كُبِّلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ وأَجْمَع الناقةَ وبها: صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، وكذلك أَكْمَشَ بها.
وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها في بطنها.
وأَرض مُجْمِعةٌ: جَدْب لا تُفَرَّقُ فيها الرِّكاب لِرَعْي.
والجامِعُ: البطن، يَمانِيةٌ.
والجَمْع: الدَّقَلُ. يقال: ما أَكثر الجَمْع في أَرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه.
وفي الحديث أَنه أُتِيَ بتمر جَنِيب فقال: من أَين لكم هذا؟ قالوا: إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَيْنِ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا، بِعِ الجَمْع بالدّراهم وابتع بالدراهم جَنِيباً. قال الأَصمعي: كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمع. يقال: قد كثر الجمع في أَرض فلان لنخل يخرج من النوى، وقيل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة وليس مرغوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلا لرداءته.والجَمْعاء من البهائم: التي لم يذهب من بَدَنِها شيء.
وفي الحديث: كما تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سليمة من العيوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها ولا كيّ.
وأَجْمَعْت الشيء: جعلته جميعاً؛ ومنه قول أَبي ذؤيب يصف حُمراً: وأُولاتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع وقد تقدم.
وأُولاتُ ذي العرجاء: مواضعُ نسبها إِلى مكان فيه أَكمةٌ عَرْجاء، فشبه الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ وخُرِقتْ من طَوائِفها.
وجَمِيعٌ: يؤكّد به، يقال: جاؤوا جميعاً كلهم.
وأَجْمعُ: من الأَلفاظ الدالة على الإِحاطة وليست بصفة ولكنه يُلَمّ به ما قبله من الأَسماء ويُجْرَى على إِعرابه، فلذلك قال النحويون صفة، والدليل على أَنه ليس بصفة قولهم أَجمعون، فلو كان صفة لم يَسْلَم جَمْعُه ولكان مُكسّراً، والأُنثى جَمْعاء، وكلاهما معرفة لا ينكَّر عند سيبويه، وأَما ثعلب فحكى فيهما التنكير والتعريف جميعاً، تقول: أَعجبني القصرُ أَجمعُ وأَجمعَ، الرفعُ على التوكيد والنصب على الحال، والجَمْعُ جُمَعُ، معدول عن جَمعاوات أَو جَماعَى، ولا يكون معدولاً عن جُمْع لأَن أَجمع ليس بوصف فيكون كأَحْمر وحُمْر، قال أَبو علي: بابُ أَجمعَ وجَمْعاء وأَكتعَ وكتْعاء وما يَتْبَع ذلك من بقيته إِنما هو اتّفاق وتَوارُدٌ وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها، لأَن باب أَفعلَ وفَعلاء إِنما هو للصفات وجميعُها يجيء على هذا الوضع نَكراتٍ نحو أَحمر وحمراء وأَصفر وصفراء، وهذا ونحوه صفاتٌ نكرات، فأَمَّا أَجْمع وجمعاء فاسمانِ مَعْرفَتان ليسا بصفتين فإِنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلمة المؤكَّد بها.
ويقال: لك هذا المال أَجْمعُ ولك هذه الحِنْطة جمعاء.
وفي الصحاح: وجُمَعٌ جَمْعُ جَمْعةٍ وجَمْعُ جَمْعاء في تأْكيد المؤنث، تقول: رأَيت النسوة جُمَعَ، غير منون ولا مصروف، وهو معرفة بغير الأَلف واللام، وكذلك ما يَجري مَجراه منه التوكيد لأَنه للتوكيد للمعرفة، وأَخذت حقّي أَجْمَعَ في توكيد المذكر، وهو توكيد مَحْض، وكذلك أَجمعون وجَمْعاء وجُمَع وأَكْتعون وأَبْصَعُون وأَبْتَعُون لا تكون إِلا تأْكيداً تابعاً لما قبله لا يُبْتَدأُ ولا يُخْبر به ولا عنه، ولا يكون فاعلاً ولا مفعولاً كما يكون غيره من التواكيد اسماً مرةً وتوكيداً أُخرى مثل نفْسه وعيْنه وكلّه وأَجمعون: جَمْعُ أَجْمَعَ، وأَجْمَعُ واحد في معنى جَمْعٍ، وليس له مفرد من لفظه، والمؤنث جَمعاء وكان ينبغي أَن يجمعوا جَمْعاء بالأَلف والتاء كما جمعوا أَجمع بالواو والنون، ولكنهم قالوا في جَمْعها جُمَع، ويقال: جاء القوم بأَجمعهم، وأَجْمُعهم أَيضاً، بضم الميم، كما تقول: جاؤوا بأَكلُبهم جمع كلب؛ قال ابن بري: شاهد قوله جاء القوم بأَجْمُعهم قول أَبي دَهْبل: فليتَ كوانِيناً مِنَ اهْلِي وأَهلِها، بأَجمُعِهم في لُجّةِ البحر، لَجَّجُوا ومُجَمِّع: لقب قُصيِّ بن كلاب، سمي بذلك لأَنه كان جَمَّع قَبائل قريش وأَنزلها مكةَ وبنى دار النَّدْوةِ؛ قال الشاعر: أَبُوكم: قُصَيٌّ كان يُدْعَى مُجَمِّعاً، به جَمَّع الله القَبائلَ من فِهْرِ وجامِعٌ وجَمّاعٌ: اسمان.
والجُمَيْعَى: موضع.

حقق (لسان العرب) [1]


الحَقُّ: نقيض الباطل، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وليس له بِناء أدنى عدَد.
وفي حديث التلبية: لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك، كما تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد، وتَعَبُّداً مفعول له (* قوله «وتعبداً مفعول له» كذا هو في النهاية أيضاً.) وحكى سيبويه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال: لَيقِينُ ذاك أمرُك، وليست في كلام كل العرب، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه، قال سيبويه: سمعنا . . . أكمل المادة فصحاء العرب يقولونه، وقال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه، على قِلَّته، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئاً؟ ولو قلت: ما أنا بالذي قائم لقَبُح.
وقوله تعالى: ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل؛ قال أبو إسحق: الحق أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن؛ وكذلك قال في قوله تعالى: بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل.
وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً: صار حَقّاً وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب وجُوباً، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا.
وفي التنزيل: قال الذي حَقَّ عليهم القولُ؛ أي ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطين.
وقوله تعالى: ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين؛ أي وجبت وثبتت، وكذلك: لقد حقَّ القول على أكثرهم؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه، كلاهما: أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه.
وأحقَّه: صيره حقّاً.
وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وقال ابن دريد: صدَّق قائلَه.
وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق.
ويقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته؛ وأنشد:قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه: كان منه على يقين؛ تقول: حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه.
ويقال: ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة.
وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره.
وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه؛ حكاه أبو عبيد. قال الأَزهري: ولا تقل حَقَّ حذَرَك، وقال: حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه. قال ابن سيده: وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه.
واحْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ في يدي.
وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن: متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا، يعني المِراء في القرآن، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم: الحقُّ بيدي ومعي؛ ومنه حديث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه؛ ومنه الحديث: من يحاقُّني في ولدي؟ وحديث وهْب: كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ، عليه السلام: أتحاقُّني بِخِطْئِك؛ ومنه كتابه لحُصَين: إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد.
وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته، ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ.
وفي حديث تأخير الصلاة: وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.
والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته؛ قال ابن الأَثير: هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه.
والحَق: ضدّ الباطل.
وفي التنزيل: ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ.
وقوله تعالى: ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ.
وقوله تعالى: وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل: الحق هنا الله تعالى.
وقولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل.
وقال الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ، إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه؛ قال الأَزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً، وقرأ من قرأ: فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ.
وقال الفراءُ في قوله تعالى: قال فالحق والحقَّ أقول، قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ، وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء، منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف؛ قال ابن سيده: ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً؛ وقال ثعلب: تقديره فأقول الحقَّ حقّاً؛ ومن قرأ فالحقِّ، أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر.
وأما قول الله عز وجل: هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله.
وفي الحديث: من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ.
ومنه الحديث: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً، وقيل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ ومنه الحديث: أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ؛ ومنه الحديث: الحقُّ بعدي مع عمر.
ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال: يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً، وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون.
وقال الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا، فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك، قال: وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل.
وقوله تعالى: وأَذِنَت لربِها وحُقَّت؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل.
ومعنى قول من قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك.
وقالوا: حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل.
وفي التنزيل: حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ.
وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بمعنى مَفْعول، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله، وتقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر: قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل: فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا.
ويقال للمرأَة: أَنت حقِيقة لذلك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت مَحْقوقة لذلك، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك؛ وأَما قول الأَعشى: وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه، وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ، ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير، وهذا كله تعليل الفارسي؛ وقول الفرزدق: إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً، بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها، فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له.
والحَقُّ واحد الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه، وهو في معنى الحَق؛ قال الأزهري: كأنها أوجَبُ وأخصّ، تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي.
وفي الحديث: أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له.
ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها، وقيل: أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟ وفي الحديث: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم؛ ومنه الحديث: أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله؛ وقال الخطابي: يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه، وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا. قال ابن سيده: قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال، قال: وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً.
وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن (* قوله «وحققت أن إلخ» كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر.) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك.
وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت، والعرب تقول: حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته. قال الأزهري: قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق.
وقوله تعالى: حَقّاً على المُحسنين، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً؛ هذا قول أبي إسحق النحوي؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً، قال: وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً، إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال الأزهري: هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكريا الفراء: وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً، فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى: وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ؛ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه.
وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه.
وفي الحديث: لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه؛ يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه.
وحقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته؛ والعرب تقول: فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل، سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها، والوَديقةُ شدّة الحر، والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه، وجمعها الحَقائقُ.
والحقيقةُ في اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه، والمَجازُ ما كان بضد ذلك، وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة: وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ، وقيل: الحقيقة الرّاية؛ قال عامر بن الطفيل: لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل: الحقيقة الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء.
وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أي وجب.
وفي حديث حذيفة: ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم.
وفي التنزيل: ولكن حَقَّ القولُ مني.
وأحقَقْت الشئ أي أوجبته.
وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ.
وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ.
وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين؛ قال الراجز: دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ: صِدْق الحديثِ.
والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.
وأحقِّ الرجالُ: قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له.
واستحقَّ الشيءَ: استوجبه.
وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء.
وأما قوله تعالى: لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما، فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت.
وفي حديث ابن عمر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده؛ قال الشافعي: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض، وقيل: معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث، وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله.
وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أنه أولى بالحق منه، وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب.
وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق.
وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل حَقَّه.
والتَّحَاقُّ: التخاصمُ.
والاحْتِقاقُ: الاختصام.
ويقال: احْتَقَّ فلان وفلان، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، ورواه بعضهم: نَصُّ الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلى؛ قال أبو عبيدة: نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه.
والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها، ويقولون بل نحن أحَقُّ، وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر؛ يقول: ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام؛ وقال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل، وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك.
وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة، وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإبل؛ ومنه قولهم: فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه.
ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء.
والحاقَّةُ: النازلة وهي الداهية أيضاً.
وفي التهذيب: الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ.
وفي التنزيل: الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة والقيامة، سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر؛ قال ذلك الزجاج، وقال الفراء: سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ.
والحَقَّةُ: حقيقة الأمر، قال: والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد؛ وقيل: سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه.
وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ: رفعت بالابتداء، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً، والحاقَّةُ الثانية خبر ما، والمعنى تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ.
وقوله عز وجل: وما أدراكَ ما الحاقَّةُ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ.
ومن أيمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنية على الضم؛ قال الجوهري: وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك؛ قال ابن بري: يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام.
والحَقُّ: المِلْك.والحُقُقُ: القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها، قال: والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً.
والحِقُّ من أولاد الإبل: الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب، يعني أن يضرب الناقةَ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق، وقيل: إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قال الأَزهري: ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء، وقيل: إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهري: سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وهو مصدر، وقيل: الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة؛ قال: إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً؛ قال ابن سيده: والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً.
والحِقَّةُ أيضاً: الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين.
وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس: قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ قال ابن بري: الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان؛ قال الجوهري: وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل، قال ابن سيده: وهو نادر؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق: ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ، لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر، وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد.
والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات، قال أَبو عبيد: البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ، والأُنثى حِقَّة.
والحِقَّة: نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له: إِنها لصغيرة صُرْعةٌ، قال سويد: لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها، تشبيهاً بِحقاق الإبل.
وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشى: بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ نِ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ قال ابن بري: يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة، يقول: قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ؛ قال الجوهري: ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها، ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت، وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل، وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ، وقيل: حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة: أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها، إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً، وقيل: معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وقال بعضهم: سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وقولهم: كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بالكسر، أَي حين ثبت ذلك فيها. الأَصمعي: إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ؛ وقولُ عَدِيّ:أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى: وقامت حقاقهم بالرفاق، قال: وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل.
ويقال: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم.
وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً.
وثوب مُحقَّق: عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ.
وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر: تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه؛ عن أَبي عليّ، وبه فسر قوله تعالى: حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ، في قراءة من قرأَ به، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق.
والحُقُّ والحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح؛ قال الأَزهري: وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم: وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً، حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا قال الجوهري: والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قال ابن سيده: وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة: سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين.
والحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، وقيل: الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ.
والحُق أَيضاً: النُّقْرة التي في رأْس الكتف.
والحُقُّ: رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها.
ويقال: أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه، وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ.
وفي الحديث: ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه.
وفي حديث يوسف بن عمر: إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ؛ الحُق: الأَرض المطمئنة، واللُّق: المرتفعة.
وحُقُّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت؛ ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما: لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم، في حديث فيه طول، قال: أَي واهٍ.
وحُقُّ الكَهول: بيت العنكبوت. قال الأَزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء، والصواب مثل حُق الكَهول، والكَهول العنكبوت، وحُقَّه بيته.
وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا.
ويقال: استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه.
وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم.
واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه. قال ابن سيده: وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبي حنيفة، يريد سَمِنت مَواشِيهم.
وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت: سمنت.
وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه قال: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه، قلت: من بني تميم، قال: من أَيّ تميم؟ قلت: رباني، قال: وما صنعتُك؟ قلت: الإِبل، قال: فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبيراً: هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات، فقال لي: لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح. قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى، والثانية منها لِبَأٌ.
والمَحاقُّ: اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه.
واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر.
ويقال: لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً، معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً.
وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت.
ويقال: رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً؛ والمُحْتقُّ من الطعْن: النافِذُ إِلى الجوف؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي: هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها، ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف.
والأَحقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَق، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده، وهما عيب؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ: بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أَبي عبيد: وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ، كُمَيْتٌ، لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ: الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه، والأَحقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه، والشَّئيتُ: الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك أَيضاً عيب، والاسم الحَقَق.
وبنات الحُقَيْقِ: ضرْب من رَدِيء التمر، وقيل: هو الشِّيص، قال الأَزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء.
وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولَوْنُ الحُبيق معروف. قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق (* قوله «عذق ابن حبيق» ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.) وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال: لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق؛ قال الشافعي: وهذا تمر رديء والسس (* قوله «والسس» كذا بالأصل ولعله وأيبس.) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.
والحَقْحقةُ: شدَّة السير. حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير.
وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه.
وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه: يا عبد الله، العلمُ أَفضلُ من العمل، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين، وخيرُ الأُمور أَوساطُها، وشرُّ السير الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة، يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم؛ وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك.
والحَقحقةُ: أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر.
وقال الليث: الحقحقة سير الليل في أَوّله، وقد نهي عنه، قال: وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة؛ قال الأَزهري: فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه، وقيل: هو المُتعِب من السير، قال: وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله أَحد، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه.
وقال ابن الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير. قال ابن سيده: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل.
وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً.
وأُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً، وأَنْكَرها ما شئت، والودُّ خادِعُ

الدقل (المعجم الوسيط) [0]


 أردأ التَّمْر وخشبة طَوِيلَة تشد فِي وسط السَّفِينَة يمد عَلَيْهَا الشراع وتسميه البحرية الصاري (ج) أدقال