المصادر:  


خوخ (لسان العرب) [219]


الخَوْخَةُ: واحدة الخَوخِ. كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء. مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب، بلغة أَهل الحجاز، وعم به بعضهم فقال: هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين؛ وفي الحديث: لا تَبْقى خَوخةٌ في المسجد إِلاْ سُدَّتْ غير خَوخةِ أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه؛ وفي حديث آخر: إلاَّ خَوْخةَ عليّ، رضوان الله عليه، هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب. قال الليث: وناس يسمون هذه الأَبواب التي تسميها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ. الدُّبُر. ثمرة معروفة وجمعها خَوْخٌ. ضرب من الثياب الخُضْر؛ قال الأَزهري: . . . أكمل المادة وضرب من الثياب أَخْضَرُ يسميه أَهل مكة الخَوْخة.والخَوْخاةُ الرجل الأَحمق. ابن سيده: الخَوْخاء، ممدود، الأَحمق، والجمع خَوْخاؤون؛ قال الأَزهري: الذي أَعرفه لأَبي عبيد الهَوْهاة الجبان الأَحمق، بالهاء، ولعل الخاء لغة فيه. أَبو عمرو: والخُوَيْخِيَة الداهية، والياء مخففة؛ قال لبيد: وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ خُوَيْخِيَةٌ، تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ ويروى بيتهم. قال شمر: لم أَسمع خُوَيخِيَة إِلاَّ للبيد، وأَبو عمرو ثقة؛ وقال الأَزهري: هذا حرف غريب، ورواه بعضهم دُوَيْهِيَة؛ قال: ومن الغريب أَيضاً ما روي عن ابن الأَعرابي، قال: الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الداهية. التهذيب: واسم موضع يقال له رَوْضةُ خاخٍ بين الحرمين، وكانت المرأَة التي أَدركها عليّ والزبير، رضي الله عنهما، وأَخذا منها كتاباً كتبه حاطببن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مكة، إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ؛ ففَتَّشاها وأَخذا منها الكتاب.

خوخ (الصّحّاح في اللغة) [62]


الخَوْخَةُ: واحدة الخَوْخِ. أيضاً: كَوَّةٌ في الجدار تؤدي الضوءَ.
والخُوَيْخِيَةُ: الداهية، والياء مخففة. قال لبيد:
خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأنامِلُ      وكُلُّ أناسٍ سوف تدخلُ بينهم

الخَوْخَةُ (القاموس المحيط) [60]


الخَوْخَةُ: كُوَّةٌ تُؤَدِّي الضَّوْءَ إلى البيتِ، ومُخْتَرَقُ ما بينَ كُلِّ دارَيْنِ ما عليه بابٌ، والدُّبُرُ، وضَرْبٌ من الثِّيابِ أخْضَرُ،
وثَمَرَةٌ م،
ج: خَوْخٌ.
والخَوْخَاءُ، وبهاءٍ: الأحْمَقُ،
ج: خَوْخاؤونَ.
والخُوَيْخِيَةُ، كبُلَهْنِيَةٍ: الدَّاهِيَةُ.
ورَوْضَةُ خاخٍ: بَيْنَ مَكَّةَ والمدينَةِ،
وخاخٌ، يُصْرَفُ ويُمْنَعُ، وأحمدُ بنُ عُمَرَ الخاخِيُّ القُطْرُبُّلِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأخاخَ العُشْبُ إخاخَةً: خَفِيَ، وقَلَّ.
فَصْلُ الدّال

خوخ (مقاييس اللغة) [50]



الخاء والواو والخاء ليس بشيء.
وفيه الخَوْخُ، وما أُراه عربيّاً.

وخوخ (الصّحّاح في اللغة) [50]


الوَخْواخُ: الضعيف.

خ - أ - و - ي (جمهرة اللغة) [5]


خوي: خَوِيَ الموضعُ يَخْوَى خَواءً، ممدود، وخُوِيّا، إذا خَلا. وخَوِيَ جوفُه يَخوَى خَوًى، مقصور. وخَوَى النَّوْءُ خُوِيّا، إذا أخلف مطرُه. قال الشاعر: قوم إذا خَوَتِ النجومُ فإنَّهم ... للطارقِين النازلين مَقاري رجل مِقْرًى والجمع مقارٍ. والخَواء: الهواء بين كل شيئين. قال الراجز: يبدو خَواءُ الأرض من خَوائهِ وخوَّى البعير، إذا بركَ متجافياً على يديه ورجليه وصدره. قال الراجز: خَوَى على مستوِياتِ خَمْس ... كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ مُلْس وخَوّ وخُوَيّ: موضعان. خوخ: والخُوَيْخِيَة: الداهية. قال لبيد: وكلُّ أناس سوف تدخل بينهم ... خُوَيخِيَّة تصفر منها الأناملُ والثمر الذي يسمى الخَوْخ، عربي معروف يسمِّيه أهل الحجاز: الفِرْسِك. والخَوْخَة كُوًة في البيت تؤدي إليه الضوءَ. خوي: ويومُ خُوَيّ يوم معروف، وهو يوم قَتل . . . أكمل المادة فيه ذُؤاب بن رُبَيِّعة الأسدي عُتيبةَ بن حارث بن شهاب اليربوعي. والوَخْواخ: المسترخي اللحم، يقال: رجل وَخْواخ وامرأة وَخْواخة. وخي: وِالوَخْي: الطريق القاصد المستوي. ومنه قولهم: وَخَيْتُ وتوخيتُ بمعنًى، إذا قصدت للأمر. قال الراجز: قالت ولم تَقْصِد له ولم تَخِهْ ... ولم تُقارف مَأثَماً فتَمَّخِهْ ما بالُ شيخ آضَ مِن تشيُّخِهْ ... كالكرَّزِ المربوط بين أفْرُخِهْ

الدَّرَّاقُ (القاموس المحيط) [4]


الدَّرَّاقُ، مُشدَّدَةً،
والدِّرْياقُ والدِّرْياقَةُ، بكسرهما، ويُفْتَحَانِ: التِّرْيَاقُ، والخَمْرُ.
والدَّرَقَةُ، محرَّكةً: الحَجَفَةُ،
ج: دَرَقٌ وأدْرَاقٌ ودِراقٌ، والخَوْخَةُ في النَّهْرِ، مُعَرَّبُ: دَريجَه.
والدَّرْقُ، بالفتح: الصُّلْبُ من كلِّ شيءٍ.
والتَّدْريقُ: التَّلْيينُ.
والدَّرْدَقُ: الأطفالُ، وصِغارُ الإِبِلِ وغيرِهَا، ومِكْيالٌ للشَّرابِ.
والدَّوْرَقُ: الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَةِ،
ود بخوزِسْتانَ، منه: بِشْرُ بنُ عُقْبَةَ، وحِصْنٌ على نَهْرٍ من دِجْلَةَ،
وبهاءٍ: د بالأَنْدَلُسِ، أو هو بتقديمِ الراءِ، منه: أبو الإِصْبَعِ عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ.
ودَوْرَقَسْتانُ: د بين عَبَّادانَ وعَسْكَرِ مُكَرَّمٍ.
والدَّرْقاءُ السحابُ.
والدَّرْداقُ: دَكٌّ صغيرٌ مُتَلَبِّدٌ، فإذا حُفِرَ حُفِرَ عن رَمْلٍ.

كَظَمَ (القاموس المحيط) [3]


كَظَمَ غَيْظَه يَكْظِمُه: رَدَّهُ، وحَبَسَهُ،
و~ البابَ: أغْلَقَهُ،
و~ النَّهْرَ والخَوْخَةَ: سَدَّهُما،
و~ البعيرُ كُظوماً: أمْسَكَ عن الجِرَّةِ.
ورجُلٌ كَظيمٌ ومَكْظومٌ: مَكْروبٌ.
والكَظَمُ، محرَّكةً: الحَلْقُ، أو الفَمُ، أو مَخْرَجُ النَّفَسِ.
وكُظِمَ، كعُنِيَ كُظوماً: سَكَتَ.
وقَوْمٌ كُظَّمٌ، كرُكَّعٍ: ساكِتونَ.
والكِظامةُ، بالكسر: فَمُ الوادي، ومَخْرَجُ البَوْلِ من المرأةِ، وبِئْرٌ بجَنْبِ بِئْرٍ بَيْنَهُما مَجْرًى في بَطْنِ الأرضِ،
كالكَظيمَةِ، والحَلْقَةُ تُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ، وسيرٌ يُدارُ بطَرَفِ السِّيَةِ العُلْيا من القَوْسِ، ومِسْمارُ الميزانِ، أو الحَلْقَةُ يُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ من طَرَفِ الحَديدةِ، وحَبْلٌ يُشَدُّ به أنْفُ البعيرِ، والعَقَبُ على رُؤُوسِ قُذَذِ السَّهْمِ، أو مَوْضِعُ الريشِ منه.
وككِتابٍ: سِدادُ الشيءِ.
وكاظِمَةُ: ع م.
. . . أكمل المادة وأخَذَ بكِظامِ الأمْرِ، بالكسر، أي: بالثِّقَةِ.
والكَظِيمةُ: المَزادَةُ.

كفر (لسان العرب) [1]


الكُفْرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً.
ويقال لأَهل دار الحرب: قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا.
والكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، وهو نقيض الشكر.
والكُفْرُ: جُحود النعمة، وهو ضِدُّ الشكر.
وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون.
وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها.
وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه.
ورجل مُكَفَّر: مجحود النعمة مع إِحسانه.
ورجل كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطامِيّ: وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى، وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ.
وفي حديث القُنُوتِ: واجْعَلْ . . . أكمل المادة قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، يعني في التَّعادِي والاختلاف، والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر، ورجل كَفَّارٌ وكَفُور: كافر، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ، ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة الله، وهو مذكور في موضعه.
وقوله تعالى: فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً؛ قال الأَخفش: هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ؛ قال بعض أَهل العلم: الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء: كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة، وكفر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد، وكذلك روي في قوله تعالى: إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله، وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ، ومنه قوله تعالى: فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به؛ يعني كُفْرَ الجحود، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه، وفي التهذيب: يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول:ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ، لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه. قال الهروي: سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً؟ فقال: الذي يقوله كفر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر: قد يقول المسلم كفراً. قال شمر: والكفر أَيضاً بمعنى البراءة، كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار: إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبرأْت.
وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال: الكفر على وجوه: فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر، وكفر بكتاب الله ورسوله، وكفر بادِّعاء ولد الله، وكفر مُدَّعي الإِسْلام، وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كفر نعمة الله، والآخر التكذيب بالله.
وفي التنزيل العزيز: إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل فيه غير قول، قال بعضهم: يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى، عليه السلام، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر، وقيل: جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر، فإِن قال قائل: الله عز وجل لا يغفر كفر مرة، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا، والله أَعلم، أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره، والدليل على ذلك قوله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالإِجماع.
وقوله سبحانه وتعالى: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء، عليهم السلام، باطل فهو كافر.
وفي حديث ابن عباس: قيل له: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر، قال: وقد أَجمع الفقهاء أَن من قال: إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين، كافر، وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له، ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو قال كافر.
وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها.
وفي الحديث: من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة، وكذلك الحديث الآخر: من أَتى حائضاً فقد كفر، وحديث الأَنْواء: إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين؛ يقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله؛ ومنه الحديث: فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن، قيل: أَيَكْفُرْنَ بالله؟ قال: لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن؛ والحديث الآخر: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها؛ والأَحاديث من هذا النوع كثيرة، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه.
وقال الليث: يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله؛ قال الأَزهري: ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره، كما يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطاه السلاح، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة، وماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه، وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: في قوله كفاراً قولان: أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب، والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم، وهو كقوله، صلى الله عليه وسلم: من قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ، فإِن صدق فهو كافر، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم. قال: والكفر صنفان: أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان.
وفي حديث الردّة: وكفر من كفر من العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما، والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ، عليه السلام، من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة، رضي الله عنهم، حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى، والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى: خذ من أَموالهم صدقة؛ خاصة بزمن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتبه على عمر، رضي الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أَبو بكر، رضي الله عنه، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يُقَرّوا على ذلك، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق.
وفي حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه: تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه؛ والعُرُش: بيوت مكة، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومُعاوية أَسلم عام الفتح، وقيل: هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ.
وأَكْفَرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً. يقال: لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك.
وكَفَّرَ الرجلَ: نسبه إِلى الكفر.
وكل من ستر شيئاً، فقد كَفَرَه وكَفَّره.
والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب.
والكُفَّارُ: الزُّرَّاعُ.
وتقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ؛ ومنه قوله تعالى: كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن، والغيث المطر ههنا؛ وقد قيل: الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين.
والكَفْرُ، بالفتح: التغطية.
وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه، بالكسر، أَي سترته.
والكافِر: الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء.
وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه: غَطَّاه.
وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي: غَطَّاه بسواده وظلمته.
وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان: غَطّاه.
والكافر: البحر لسَتْرِه ما فيه، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ وأَنشد اللحياني: وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء: اسم للشمس. أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب، قال الجوهري: ويحتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال: حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها قال: ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل؛ قال الأَزهري: ونعمه آياته الدالة على توحيده، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له؛ وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه.
ويقال: كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول: كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً.
وفي حديث عبد الملك: كتب إِلى الحجاج: من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم؛ ومنه حديث الحجاج: عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال: إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر، فقال: عن دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ؛ وحمار: رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً.
والكافِرُ: الوادي العظيم، والنهر كذلك أَيضاً.
وكافِرٌ: نهر بالجزيرة؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته: وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ؛ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري: الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم؛ ابن بري في ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد: وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما، وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ وقال: كافر أَي مطر. الليث: والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد؛ وأَنشد: تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل: فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً: الكافر لغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هذا البيت.
ورجل مُكَفَّرٌ: وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه.
والكافِرُ: السحاب المظلم.
والكافر والكَفْرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ وقول لبيد:فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، وهي لاهِيَةٌ، في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي.
والكَفْرُ: الترابُ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته.
ورماد مَكْفُور: مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ: ظلمة الليل وسوادُه، وقد يكسر؛ قال حميد: فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ، وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل.
وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ.
والكُفْر: القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع. ابن شميل: القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ: الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ، فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ، والزفت يُجْعَل في الزقاق، والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن.
والكافِرُ: الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه.
وكلُّ شيء غطى شيئاً، فقد كفَرَه.
وفي الحديث: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى: وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة.
وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر.
وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛ وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَره.
ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه.
ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح: داخل فيه.والمُكَفَّرُ: المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ.
والمُتَكَفِّرُ: الداخل في سلاحه.
والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه؛ ومنه قول الفرزدق: هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح.
وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه، وهو من ذلك.
والكَفَّارة: ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم: كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة.
وتَكْفِيرُ اليمين: فعل ما يجب بالحنث فيها، والاسم الكَفَّارةُ.
والتَّكْفِيرُ في المعاصي: كالإِحْباطِ في الثواب. التهذيب: وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده.
وأَما الحدود فقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا.
وفي حديث قضاء الصلاة: كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها، وفي رواية: لا كفارة لها إِلا ذلك.
وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها، وهي فَعَّالَة للمبالغة، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك، كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية.
وفي الحديث: المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه.
والكَفْرُ: العَصا القصيرة، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن الأَعرابي: الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة.
والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر.
والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى: وعاء طلع النخل، وهو أَيضاً الكافُورُ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى.
وفي حديث الحسن: هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول (* قوله« ويشهد للاول إلخ» هكذا في الأصل.
والذي في النهاية: ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى.) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى، وقيل: وعاء كل شيء من النبات كافُوره. قال أَبو حنيفة: قال ابن الأَعرابي: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافُور كوافير، وجمع الكافر كوافر؛ قال لبيد: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به، من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور: الطَّلْع. التهذيب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها، سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها؛ وقول العجاج: كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود، شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً.
وفي الحديث: أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ.
والكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن دريد: لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور.
وقوله عز وجل: إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً؛ قيل: هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه؛ قال ابن سيده: قوله جعله تشبيهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه؛ وقال الزجاج: يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ. الليث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان، والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح، والكافور من أَخلاط الطيب.
وفي الصحاح: من الطيب، والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي: تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ قال الجوهري: الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً. ابن سيده: والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل.
والكافورُ أَيضاً: الإَغْرِيضُ، والكُفُرَّى: الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ.
وقال أَبو حنيفة: مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ.
والكافِرُ من الأَرضين: ما بعد واتسع.
وفي التنزيل العزيز: ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة، وأَراد عقد نكاحهن.
والكَفْرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال، وجمعه كُفُور.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام. قال أَبو عبيد: قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية، وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر.
وروي عن مُعَاوية أَنه قال: أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهري: يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يقول: إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها.
والكَفْرُ: القَبْرُ، ومنه قيل: اللهم اغفر لأَهل الكُفُور. ابن الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ.
وفي الحديث: لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور. قال الحَرْبيّ: الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور.
وفي الحديث: عُرِضَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية.
وقول العرب: كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض.
وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التهذيب: إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه.
والتَّكْفِير: إِيماءُ الذمي برأْسه، لا يقال: سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً.
والكُفْرُ: تعظيم الفارسي لِمَلكه.
والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب: أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا، وقد كَفَّر له.
والتكفير: أَن يضع يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم: وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها، فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم، فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه، وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا.
وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان، تقول: اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا. قوله: تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره.
والتَّكْفِير: هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه.
والتكفير: تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له. الجوهري: التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ، وأَنشد بيت جرير.
وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي: رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل.
وفي حديث أَبي معشر: أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثوراً: مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ قال ابن سيده: وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ.
والكَفِرُ، بكسر الفاء: العظيم من الجبال.
والجمع كَفِراتٌ؛ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ، تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الكَفَرُ الثنايا العِقَاب، الواحدة كَفَرَةٌ؛ قال أُمية: وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ، إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ: داهٍ، وكَفَرْنى: خاملٌ أَحمق. الليث: رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث. التهذيب: وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له: مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ.
وفي نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ.

درقن (لسان العرب) [0]


الدُّرَّاقِنُ: الخَوْخ الشامي.
وقال أَبو حنيفة: الدُّرّاقِنُ الخوخ بلغة أَهل الشام.

فرسك (لسان العرب) [0]


الفِرْسِكُ: الخَوْخ، يمانية، وقيل: هو مثل الخَوْخ في القَدْرِ، وهو أَجْرَدُ أَحمر وأَصفر. قال شمر: سمعت حِميْرِيَّة فصيحة سألتها عن بلادها فقالت: النخل قُلٌّ ولكن عيشتنا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ، فقلت لها: ما الفِرْسِكُ؟ فقالت: هو امْتِينُ عندكم؛ قال الأَغلب: كَمُزْلَعِبّ الفِرْسِكِ المهالب (* قوله «المهالب» كذا بالأَصل). الجوهري: الفِرْسِكُ ضرب من الخَوْخ ليس يَتَفَلَّق عن نواه.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كتب إليه سفيانُ بن عبد الله الثَّقَفي، وكان عاملاً له على الطائف: إنَّ قِبَلَنا حِيطاناً فيها من الفِرْسِكِ؛ هو الخَوْخ، وقيل: هو مثل الخوخ من شجر العِضاه، وهو أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر وأَصفر وطَعْمُه . . . أكمل المادة كطعم الخوخ، ويقال له الفِرْسِقُ أَيضاً.

الدراقن (المعجم الوسيط) [0]


 الخوخ (فِي لُغَة أهل الشَّام) 

فرسك (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الفرسك: ضرب من الخوخ ليس ينفلق عن نواه.

الزليق (المعجم الوسيط) [0]


 الخوخ الأملس الزليق:  من الأجنة السقط (ج) زلقاء 

الفِرْسِكُ (القاموس المحيط) [0]


الفِرْسِكُ، كزِبْرِجٍ: الخَوْخُ، أو ضَرْبٌ منه أجْرَدُ أحْمَرُ، أو ما يَنْفَلِقُ عن نَواهُ.

الدُّراقِنُ (القاموس المحيط) [0]


الدُّراقِنُ، كعُلابِطٍ وقد تُشَدَّدُ الراءُ: المِشْمِشُ، والخَوْخُ، شامِيَّةٌ.

القراصيا (المعجم الوسيط) [0]


 شجر مثمر من الفصيلة الوردية وَتطلق فِي مصر على البرقوق المجفف وتعرف فِي الشَّام بالخوخ المجفف 

اللوزين (المعجم الوسيط) [0]


 (فِي الكيمياء) مَادَّة بَيْضَاء تكون فِي اللوز المر وَفِي نوى المشمش والخوخ ينشأ عَنْهَا بحلها بِالْمَاءِ بعض الأحماض (مج) 

الفليق (المعجم الوسيط) [0]


 من الخوخ والمشمش وَنَحْوه مَا يتفلق من نَوَاه الفليق:  الْأَمر العجيب وعرق ينتأ ويرتفع فِي الْعُنُق والمنخفض فِي مقدم عنق الْبَعِير عِنْد مجْرى الْحُلْقُوم 

الخوخ (المعجم الوسيط) [0]


 شجر من الفصيلة الوردية من أَشجَار الْفَوَاكِه وثمره 

الخوخة (المعجم الوسيط) [0]


 كوَّة فِي الْبَيْت تُؤدِّي إِلَيْهِ الضَّوْء وَبَاب صَغِير وسط بَاب كَبِير نصب حاجزا بَين دارين ومخترق مَا بَين كل دارين 

كرك (لسان العرب) [0]


كالكَرِكُ: الأَحمر؛ ثوب كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ لأَبي دُواد: كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ، مُتَراكبُ الأَكمامِ غير صَوادِي والكُرْكِيُّ: طائر، والجمع الكَراكِيّ.
والكَرْك: جبل.
والكُرَّك: الكُرَّجُ الذي يلعب به. قال أَبو عمر الزاهد: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛ قال:لاحَظَّ في الدينارِ للكارُوكَه قال: وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ورأَيت في بعض حواشي أَمالي ابن بري: أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ونسب إلى الصاغاني.

زَعِرَ (القاموس المحيط) [0]


زَعِرَ الشَّعَرُ والرِّيشُ، كفَرِحَ،
فهو زَعِرٌ، وأزْعَرُ: قَلَّ وتَفَرَّقَ،
كازْعَرَّ وازْعارَّ.
ورجلٌ زَيْعَرٌ: قليلُ المالِ.
وزُعْرُورٌ: سَيِّئُ الخُلُقِ، وهو ثَمَرُ شَجَرٍ م.
والزَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ،
وع.
والزَّعارَّةُ، وتُخَفَّفُ الراءُ: الشَّراسَةُ.
والزَّعْرُ: الجِماعُ، والفِعْلُ كجَعَلَ،
وع بالحِجازِ.
وكتُؤَدَةٍ: طائِرٌ لا يُرَى إلاَّ مَزْعُوراً.
وزَعْوَرٌ، كجَدْوَلٍ: أبو بَطْنٍ.
والأَزْعَرُ: الموضع القليلُ النَّباتِ،
كالزَّعِرِ.
وزَعَّرَ بالجَحْشِ تَزْعيراً: دَعاهُ للسِّفادِ.

ف ل ق (المصباح المنير) [0]


 فَلَقْتُهُ: "فَلْقًا" من باب ضرب: شققته "فَانْفَلَقَ" ، و "فَلّقْتُهُ" بالتشديد مبالغة ومنه خوخ "مُفَلّقٌ" اسم مفعول وكذلك المشمش ونحوه إذا "تَفَلّقَ" عن نواه وتجفف فإن لم يتجفف فهو "فُلُّوق" بضم الفاء واللام مع تشديدها، و "تَفَلّقَ" الشيء تشقق، و "الفِلْقَةُ" : القطعة وزنا ومعنى، و "الفِلْقُ" مثال حمل: الأمر العجيب، و "أَفْلَقَ" الشاعر بالألف: أتى "بالفِلْقِِ" ، و "الفَلَقُ" بفتحتين: ضوء الصبح، و "الفَيْلَقُ" مثال زينب: الكتيبة العظيمة. 

ف ل ق (المصباح المنير) [0]


 فَلَقْتُهُ: "فَلْقًا" من باب ضرب: شققته "فَانْفَلَقَ" ، و "فَلّقْتُهُ" بالتشديد مبالغة ومنه خوخ "مُفَلّقٌ" اسم مفعول وكذلك المشمش ونحوه إذا "تَفَلّقَ" عن نواه وتجفف فإن لم يتجفف فهو "فُلُّوق" بضم الفاء واللام مع تشديدها، و "تَفَلّقَ" الشيء تشقق، و "الفِلْقَةُ" : القطعة وزنا ومعنى، و "الفِلْقُ" مثال حمل: الأمر العجيب، و "أَفْلَقَ" الشاعر بالألف: أتى "بالفِلْقِِ" ، و "الفَلَقُ" بفتحتين: ضوء الصبح، و "الفَيْلَقُ" مثال زينب: الكتيبة العظيمة. 

زلق (الصّحّاح في اللغة) [0]


مكانٌ زَلَقٌ بالتحريك، أي دَحْضٌ.
وهو في الأصل مصدر زَلِقَتْ رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً؛ وأَزْلَقَها غيره.
والزَلَقُ أيضاً: عَجُزُ الدابّة.
وأَزْلَقَتِ الناقةُ: أسقطتْ.
والمَزْلَقُ والمَزْلَقَةُ: الموضع الذي لا تثبت عليه قدم، وكذلك الزَلاَّقَةُ.
وقوله تعالى: "فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً" أي أرضاً ملساءَ ليس بها شيء.
والمِزْلاقُ: لغةٌ في المِزْلاج الذي يُغْلَق به الباب ويفتح بلا مفتاح.
وفرسٌ مِزْلاقٌ: كثيرةُ الإزْلاقِ.
والزَليقُ: السِقْطُ.
وزَلَقَ رأسَه يَزْلُقُهُ زَلْقاً: حَلَقَه، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَهُ تَزْليقاً.
ورَجلٌ زَلِقٌ وزُمَلِق وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ وهو الذي يُنْزِلُ قبل أن يجامع.
والزُلَّيْقُ بالضم والتشديد ضرب من الخوخ أملس، يقال له بالفارسية: شيفته رنك.

زَلَقَ (القاموس المحيط) [0]


زَلَقَ، كفرِحَ ونَصَرَ: ذَلَّ،
و~ بمكانِه: مَلَّ منه فَتَنَحَّى عنه.
والزَّلَقُ، محرَّكةً، وككتِفٍ ونَجْمٍ،
والزَّلاَّقَةُ والمَزْلَقُ: المَزْلَقَةُ.
والزَّلَقُ أيضاً: عَجُزُ الدابةِ، وبهاءٍ: الصَّخْرَةُ المَلْساءُ، والمِرْآةُ.
وناقةٌ زَلُوقٌ: سريعةٌ.
وعَقَبَةٌ زَلُوقٌ: بعيدةٌ.
والزَّلاَّقَةُ: أرضٌ بقُرْطُبَةَ، ونَهْرٌ بواسِطَ.
وكصاحِبٍ: رُسْتاقٌ بِسِجِسْتانَ.
وزَلَقَه عن مكانِهِ يَزْلِقُه: بَعَّدَه ونَحَّاهُ،
و~ فلاناً: أزَلَّه،
كأَزْلَقَه.
والمِزْلاقُ: المِزْلاجُ، يُغْلَقُ به البابُ ويُفْتَحُ بِلا مِفْتاحٍ، والفرسُ الكثيرُ إسْقاطِ الوَلَدِ.
وكأَميرٍ: السِقْطُ.
وككتِفٍ: مَن يُنْزِلُ قَبْلَ أن يُولِجَ، والسريعُ الغَضَبِ.
وكقُبَّيْطٍ: الخَوْخُ الأمْلَسُ.
وأزْلَقَتِ الناقةُ: أجْهَضَتْ،
و~ فلاناً ببَصَرِهِ: نَظَرَ إليه نَظَرَ مُتَسَخِّطٍ،
و~ رأسَه: حَلَقَه،
. . . أكمل المادة كزَلَقَه وزَلَّقَه.
ومُزْلَقٌ، كمُكْرمٍ: فرسُ المُغِيرةِ بنِ خَليفَةَ.
والتَّزْليقُ: صِبْغَةُ البَدَنِ بالأدْهانِ ونحوها،
حتى يصيرَ كالمَزْلَقَةِ.
وزَلَّقَ الحديدةَ: أدْمَنَ تَحْديدَها،
و~ المَوْضِعَ: جَعَلَهُ زَلَقاً.
وتَزَلَّقَ: تَزَيَّنَ وتَنَعَّمَ، حتى يكونَ للَوْنِهِ وبيصٌ، ولِبَشَرَتِهِ بَريقٌ.

زعر (لسان العرب) [0]


الزَّعَرُ في شعر الرأْس وفي ريش الطائر: قِلَّةٌ ورِقَّةٌ وتفرُّق، وذلك إِذا ذهبت أُصول الشعر وبقي شَكِيرُه؛ قال ذو الرمة: كأَنها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوادِمُهُ، أَجْنَا له باللِّوَى آءٌ وتَنُّومُ ومنه قيل للأَحْداثِ: زُعْرانٌ.
وزَعِرَ الشعر والريش والوَبَرُ زَعَراً، وهو زَعِرٌ وأَزْعَرُ، والجمع زُعْرٌ، وازْعَرَّ: قَلَّ وتَفَرَّقَ؛ وَزَعِرَ رأْسُه يَزْعَرُ زَعَراً.
وفي حديث ابن مسعود: أَن امرأَة قالت له: إِني امرأَة زَعْراءُ أَي قليلة الشعر.
وفي حديث علي، رضي الله عنه، يصف الغيث: أَخْرَجَ به من زُعْرِ الجبال الأَعْشابَ؛ يريد القليلة النبات تشبيهاً بقلة الشعر.
والأَزْعَرُ: الموضع القليلة النبات.
ورجل زَيْعَرٌ: قليل المال.
والزَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ.
وزَعَرَها يَزْعَرُها زَعْراً: نكحها.
وفي خُلُقِه زَعارَّة، بتشديد الراء، مثل . . . أكمل المادة حَمارَّةِ الصَّيْفِ، وزَعَارَةٌ بالتخفيف؛ عن اللحياني، أَي شَرَاسَةٌ وسُوءُ خُلُقِ، لا يتصرف منه فِعْلٌ، وربما قالوا: زَعِرَ الخُلُق.والزُّعْرُورُ: السَّيِّءُ الخُلُقِ، والعامة تقول: رجل زَعِرٌ.
والزُّعْرُورُ: ثمر شجرة، الواحدة زُعْرُورَةٌ، تكون حمراء وربما كانت صفراء، له نَوًى صُلْبٌ مستدير.
وقال أَبو عمرو: النُّلْكُ الزُّعْرُورُ؛ قال ابن دريد: لا تعرفه العرب وفي التهذيب: الزُّعْرُورُ شجرة الدُّبِّ.
وزَعْوَرٌ: اسم.
والزَّعْرَاءُ: موضع.
وزَعْرٌ، بسكون العين المهملة: موضع بالحجاز.

فلق (الصّحّاح في اللغة) [0]


فَلَقْتُ الشيء فَلْقاً: شققته.
والتَفْليقُ مثله. يقال: فَلَقْتُهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ.
وفي رِجله فُلوقٌ، أي شقوقٌ.
ويقال: كلَّمني من فَلْقِ فيه.
والفَلَقُ بالتحريك: الصبحُ بعينه. يقال: فَلَقَ الصبحَ فالِقُهُ.
وأما قوله تعالى: "قُلْ أعوذ بربِّ الفَلَقِ" فيقال هو الصبح، ويقال الخَلْقُ كلُّه.
والفَلْقُ أيضاً: المطمئنّ من الأرض بين الربوتين، وجمعه فُلْقانٌ.
وربَّما قالوا: كان ذلك بفالِقِ كذا وكذا، يريدون المكان المنحدر بين الربوتين.
والفَلَقُ أيضاً: مِقْطَرَةُ السجّان.
والفَلْق: الشقُّ، يقال مررت بجَرَّةٍ فيها فُلوقٌ، أي شقوقٌ.
وقولهم: صار البيضُ فِلاقاً وفُلاقاً، أي صار أفْلاقاً.
والفِلْقُ بالكسر: الداهيةُ والأمرُ العجبُ. تقول منه: أفْلَقَ الرجلُ وافْتَلَقَ.
وشاعرٌ مُفْلِقٌ: قد جاء بالفِلْقِ.
والفِلْقُ أيضاً: القضيب يُشقُّ باثنين فيعمل منه قوسان، ويقال لكلِّ واحد منهما فِلْقٌ.
والفِلْقَةُ أيضاً: . . . أكمل المادة الكِسرةُ. يقال: أعطني فِلْقَةَ الجَفنةِ، وهي نصفها.
وقولهم: جاء بعُلَقَ فُلَقَ، وهي الداهية، لا تُجرى. يقال منه للرجل: أعْلَقَتْ وأفْلَقَتْ، أي جئت بعُلَقَ فُلَقَ.
ومرَّ يَفْتَلِقُ في عدْوه، أي يأتي بالعجب من شدَّته.
والفَليقَةُ: الداهيةُ.
والعرب تقول: يا للفَليقَةِ.
والفَليقُ في جرانِ البعير: الموضع المطمئنُّ عند مجرى الحُلقوم.
والفُلَّيْقُ بالضم والتشديد: ضربٌ من الخوخ يَتَفَلَّقُ عن نواهُ.
والمُفَلَّقُ منه: المجفَّف.
والفَيْلَقُ: الجيشُ، والجمع الفيالِقُ.

نبج (لسان العرب) [0]


النبَّاجُ: الشديدُ الصَّوت.
ورجل نَبَّاجٌ.
ونَبَّاحٌ: شديدُ الصَّوت، جافي الكلام.
وقد نَبَج يَنْبِجُ نَبيجاً؛ قال الشاعر: بأَسْتاهِ نَبَّاجِينَ شُنْجِ السَّواعد ويقال أَيضاً للضَّخْم الصوتِ من الكِلاب؛ إِنه لَنَبَّاجٌ ونُباجُ الكلب ونَبِيجُه ونَبْْجُه، لغة في النُّباح.
وكلْبٌ نُبَاجِيٌّ: ضَخْم الصوت؛ عن اللحياني.
وإِنه لشديد النُّباجِ والنُّباحِ.
وأَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ في كلامه.
والنَّبَّاجُ: المتكلم بالحُمْق.
والنبَّاجُ: الكَذَّابُ، هذه عن كراع.
والنَّبْج: ضَرْبٌ من الضَّرْطِ.
والنَّبَّاجة: الاسْتُ؛ يقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق.
والنُّباجُ، بالضم: الرُّدامُ.
ونَبَجَت القَبَجَةُ، وهو دخيلٌ، إِذا خرجت من جُحْرها. قال أَبو تراب: سأَلت مُبْتَكراً عن النُّباج، فقال: لا أَعْرِفُ النُّباج إِلا الضُّراطَ.
والأَنْبِجاتُ، بكسر الباء: للمُرَببَّاتُ من الأَدْوية؛ قال الجوهري: أَظنُّه مُعَرَّباً.
والنَّبْج: نبات.
والأَنْبَجُ: حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد يُرَبَّبُ بالعسل على . . . أكمل المادة خِلْقة الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس، يُجْلَب إِلى العراق في جَوفهِ نَوَاةٌ كنواة الخَوْخ، فمن ذلك اشتقوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ التي تُربَّبُ بالعسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَج ونحوه؛ قال أَبو حنيفة: شجر الأَنْبَج كثير بأَرْض العرب من نواحي عُمان، يُغْرَس غَرْساً، وهو لونان: أَحدُهما ثمرَتُه في مثل هيئة اللَّوز لا يزال حُلْواً من أَوَّلِ نباته، وآخَرُ في هيئة الإِجَّاصِ يبدو حامِضاً ثم يَحْلو إِذا أَيْنَع، ولهما جميعاً عَجْمة وريحٌ طيِّبة ويُكْبس الحامِضُ منهما، وهو غَضٌّ في الجِباب حتى يُدْرِك فيكون كأَنه المَوْز في رائحته وطَعْمه، ويَعْظُم شجَرُه حتى يكونَ كشَجَرِ الجَوْزِ، وورَقهُ كوَرَقهِ، وإِذا أَدْرَك فالحُلْو منه أَصْفَر والمُزُّ منه أَحمر. أَبو عمرو: النَّابِجَةُ والنَّبِيجُ كان من أَطْعِمة العَرَب في زمن المَجاعة، يُخَاضُ الوَبَرُ باللبن ويُجْدَح؛ قال الجعدي يذكر نساء: تَرَكْنَ بَطالَةً، وأَخَذْنَ جِذًّا، وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيج ابن الأَعرابي: الجِذُّ والمِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ؛ قال المفضل: العرب تقول للمِخْوَضِ المِجْدَحَ والمِزْهَفَ والنَّبَّاجَ.
ونَبَجَ إِذا خاضَ سَويقاً أَو غيره.
ومَنْبِجٌ: مَوْضِعٌ؛ قال سيبويه: الميم في مَنْبِجٍ زائدة بمنزلة الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مزيدة أَولاَّ، فموضع زيادتها كموضع الأَلف، وكثرتها ككثرتها إِذا كانت أَوَّلاً في الاسم والصفة، فإِذا نسبت إِليه فتحت الباء، قلت: كِساءٌ مَنْبَجَانيٌّ، أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانيّ ومَنظرانيّ؛ قال ابن سيده: كساء مَنْبَجاني منسوب إِليه، على غير قياس.
وعَجِينٌ أَنْبَجانٌ أَي مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ (* قوله «منتفخ» هو في الأصل بالخاء والجيم وعليه لفظ معاً اهـ.)، ولم يأْت على هذا البناء إِلا حرفان: يومُ أَرْوَنانٍ (* قوله «يوم أَروتان» في مادة رون من القاموس ويوم أَرونان مضافاً ومنعوتاً صعب وسهل ضد. اهـ.) وعجين أَنبجان؛ قال الجوهري: وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء المعجمة، قال: وسماعي بالجيم عن أَبي سعيد وأَبي الغوث وغيرهما. ابن الأَعرابي: أَنْبَجَ الرجلُ جلس على النِّباج، وهي الإِكام العاليةُ؛ وقال أَبو عمرو: نَبَجَ إِذا قعد على النَّبَجةِ، وهي الأَكَمَةُ.والنُّبُجُ: الغَرَائِرُ السُّودُ. النِّباجُ وهما نِباجانِ (* قوله «النباج وهما إلخ» كذا بالأصل ولعله والنباج نباجان.): نِباجُ ثَيْتَلَ، ونِباجُ ابن عامرٍ. الجوهري: والنِّباجُ قَرية بالبادية أَحياها عبدُ اللهِ بنُ عامر. الأَزهري: وفي بلاد العرب نِباجانِ، أَحدهما على طريق البصرة، يقال له نِباجُ بني عامرٍ وهو بِحذاء فَيْدَ، والنِّباجُ الآخرُ نِباجُ بني سعد بالقَرْيَتَيْن.
وفي الحديث: ائْتُوني بِأَنْبِجانيَّةِ أَبي جَهمِ؛ قال ابن الأَثير: المحفوظ بكسر الباء، ويُروى بفتحها. يقال: كساء أَنْبِجانيٌّ، منسوب إِلى مَنْبِج المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحت في النسب وأُبدلت الميم همزة، وقيل: إِنها منسوبة إِلى موضع اسمه أَنْبِجان، وهو أَشبه لأَن الأَوّل فيه تعسف، وهو كساء يُتخذ من الصوف له خَمْلٌ ولا عَلَم له، وهي من أَدون الثياب الغليظة، وإِنما بعث الخميصة إِلى أَبي جهم لأَنه كان أَهْدَى للنبي، صلى الله عليه وسلم، الخَمِيصَةَ ذَاتَ الأَعْلام، فلما شغلته في الصلاة قال: رُدُّوها عليه وائْتُوني بأَنْبِجانِيَّتِه، وإِنما طَلَبها لئلا يُؤَثِّر رَدُّ الهديَّةِ في قلبه؛ قال: والهمزة فيها زائدة في قول.

فَلَقَهُ (القاموس المحيط) [0]


فَلَقَهُ يَفْلِقُه: شَقَّهُ،
كفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ.
وفي رِجْلِهِ فُلوقٌ: شُقوقٌ.
و{فالِقُ الحَبِّ}: خالقُهُ أو شاقُّهُ بِإِخْراجِ الوَرَقِ منه.
والفالِقُ: ع لِبَني كِلابٍ، به مُوَيْهَةٌ، والنَّخْلَةُ المُنْشَقَّةُ عنِ الطَّلْعِ.
والفَلْقَةُ: هذه السِّمَةُ: oo تَحْتَ أُذُنِ البَعيرِ، وهو مَفْلوقٌ.
والفَلْقُ: نَزْعُ صوف الجلْدِ ط إذا أصِلَ ط كالمَرْقِ.
وكَلَّمَني مِن فِلْقِ فيه، بالكَسر ويُفْتَحُ: مِن شِقِّهِ.
والفِلْقُ، بالكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ،
كالفِلْقَةِ والفَليقِ والفَليقَةِ والمَفْلَقَةِ والفَلْقَى، كسَكْرَى،
وة باليَمامَةِ، والأَمْرُ العَجَبُ، وقَوْسٌ تُتَّخَذُ مِن نِصْفِ عُودٍ، والقَضيب يُشَقُّ بِاثْنَيْنِ، فكُلُّ شِقٍّ: فِلْقٌ، وبهاءٍ: الكِسْرَةُ،
و~ منَ الجَفْنَةِ: نِصْفُها.
والفَلَقُ، مُحرَّكةً: الصُّبْحُ، أو . . . أكمل المادة ما انْفَلَقَ مِن عَمودِهِ، أوِ الفَجْرُ، والخَلْقُ كُلُّهُ، وجَهَنَّمُ، أو جُبٌّ فيها، والمُطْمَئِنُّ من الأرْضِ بينَ رَبْوَتَيْنِ،
ج: فُلْقانٌ، بالضَّمِّ،
كالفالِقِ والفالِقَةِ، أو الفَضاءُ بَيْنَ شَقيقَتَيْنِ مِنْ رَمْلٍ، ومَقْطَرَةُ السَّجَّانِ، وهيَ خَشَبَةٌ فيها خُروقٌ على قَدْرِ سَعَة السَّاقِ، يُحْبَسُ فيها الناسُ على قِطارٍ، وما يَبْقَى من اللَّبَنِ في أسْفَلِ القَدَحِ، ومنه يقالُ: يا ابنَ شَارِبِ الفَلَقِ، والشَّقُّ في الجَبَلِ،
كالفالِقِ،
و~ من اللَّبَنِ: المُنْقَطِعُ حُمُوضَةً،
كالمُتَفَلِّقِ،
وة باليَمنِ بِعَثَّرَ.
وأفْلَقَ الشاعرُ: أتَى بالعَجيبِ،
كافْتَلَقَ.
وجاء بعُلَقَ فُلَقَ، كزُفَرَ ويُنَوَّنانِ، أي: الداهيةِ، تقولُ منه أعْلَقَ وأفْلَقَ.
وكأَميرٍ: الأمرُ العَجَبُ،
وة بالطائِفِ،
وعِرْقٌ يَنْشَأُ في العُنُقِ، وعِرْقٌ في العَضُدِ، أو المَوْضِعُ المُطْمَئِنُّ في جِرانِ البعيرِ عندَ مَجْرَى الحُلْقومِ.
وكالقُبَّيْطِ: خَوْخٌ يَتَفَلَّقُ عن نَواهُ.
والمُفَلَّقُ منه، كمُعَظَّمٍ: المُجَفَّفُ.
والفَيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: الجَيْشُ،
ج: فيالِقُ، والرجُلُ العظيمُ.
وتَفَيْلَقَ: ضَخُمَ وسَمِنَ، واجْتَهَدَ في العَدْوِ حتى أُعْجِبَ من شِدَّتِه،
كَتَفَلَّقَ وافْتَلَقَ.
ورجُلٌ مِفْلاقٌ: دنيءٌ رَذْلٌ قليلُ الشيءِ.
وكعِنَبٍ: ة بنيسابورَ.
ولَبَنٌ فُلاقٌ كغُرابٍ وصَبورٍ: مُتَجَبِّنٌ.
وفِلاقُ اللَّبَنِ، بالكسر: أن يَخْثُرَ ويَحْمُضَ حتى يَتَفَلَّقَ.
وصارَ البَيْضُ فِلاقاً، بالكسرِ والضم،
وأفْلاقاً، أي: مُتَفَلِّقاً.
وفُلاقَة آجُرٍّ، كثُمامَةٍ: قطْعَةٌ منه،
ج: فُلاقٌ.
وشاةٌ فَلْقاءُ الضَّرَّةِ: واسِعَتُها.
وكسَفينةٍ: القَليلَةُ من الشَّعَرِ.
وكانَ ذلك بِفالِقِ كذا: يريدونَ المَكانَ المُنْحَدِرَ بين الرَّبْوَتَيْنِ.
وكعثمانَ: الكَذِبُ الصُّراحُ.

شعر (مقاييس اللغة) [0]



الشين والعين والراء أصلان معروفان، يدلُّ أحدهما على ثَباتٍ، والآخر على عِلْمٍ وعَلَم.فالأوّل الشَّعَْر، معروف، والجمع أشعار، وهو جمع جمعٍ، والواحدة شَعَْرة.
ورجلٌ أَشْعَرُ: طويل شَعَْر الرّأس والجسد.
والشَّعار: الشَّجر، يقال أرض كثيرة الشَّعار.
ويقال لِمَا استدار بالحافر من مُنتهى الجلد حيثُ ينبت الشَّعر حوالَيِ الحافر: أَشْعَرٌ، والجمع الأشاعر.
والشَّعراء من الفاكهة: جنسٌ من الخَوْخِ، وسمي بذلك لشيءٍ يعلوها كالزَّغَب.
والدليل على ذلك أنَّ ثَمَّ جنساً ليس عليه زَغَب يسمُّونه: القَرْعَاء.
والشَّعْراء: ذبابةٌ كأنَّ على يديها زَغَبا.ومن الباب: داهيةٌ شَعْراء، وداهيةٌ وَبْرَاء. قال ابن دريد: ومن كلامهم إذا تكلَّمَ الإنسانُ بما استُعْظِمَ: "جئت بها شَعراءَ ذاتَ وبَر".
وروضةٌ شَعْراء: كثيرة النَّبْت.
ورملةٌ شَعْرَاء: تُنبِت النَّصِيَّ وما . . . أكمل المادة أشبهه.
والشَّعراء: الشَّجَر الكثير.ومما يقرب من هذا الشَّعير، وهو معروف، فأمَّا الشعيرة: الحديدة التي تُجعَل مِسَاكاً لنصل السّكِّين إذا رُكّب، فإنّما هو مشبَّه بحبّة الشَّعير.
والشَّعارير: صِغار القِثَّاء.
والشِّعار: ما وَلِيَ الجسدَ من الثِّياب؛ لأنّه يَمُسُّ الشَّعر الذي على البشَرة.والباب الآخر: الشِّعار: الذي يتنادَى به القومُ في الحرب ليَعرِف بعضُهم بعضاً.
والأصلُ قولُهم شَعَرتُ بالشّيء، إذا علمتَه وفطِنْتَ له.
ولَيْتَ شِعْرِي، أي ليتني علِمْتُ. قال قومٌ: أصله من الشَّعْرة كالدُّرْبة والفِطنة، يقال شَعَرَت شَُِعْرة. قالوا: وسمِّي الشَّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن لـه غيرُهُ. قالوا: والدليل على ذلك قولُ عنترة:
هل غادَرَ الشُّعراءُ من مُتَرَدَّمِ      أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم

يقول: إنَّ الشّعراء لم يغادِرُوا شيئاً إلاّ فطِنُوا لـه.
ومَشَاعِرُ الحجّ: مواضِع المَناسك، سمِّيت بذلك لأنَّها مَعالم الحجّ.
والشعِيرة: واحدة الشَّعائر، وهي أعلامُ الحجّ وأعمالُه. قال الله جل جلالُه: إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ [البقرة 158].
ويقال الشعيرة أيضاً: البَدَنَة تُهدَى.
ويقال إشعارها أنْ يُجَزَّ أصل سَنامها حتَّى يسيلَ الدّمُ فيُعلَم أنّها هَدْي.
ولذلك يقولون للخليفة إن قُتِلَ: قد أُشْعِر، يُختَصّ بهذا من دون كلِّ قتيل.
والشِّعْرى: كوكبٌ، وهي مُشتهِرة.
ويقال أَشْعَرَ فلانٌ فلاناً شرّاً، إذا غَشِيه به.وأشعَرَه الحبُّ مَرَضاً، فهذا يصلُح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعَلَم، ويصلح أن يكون من الأوّل، كأنّه جُعِلَ له شِعاراً.فأمّا قولهم: تفرّق القومُ شعاريرَ، فهو عندنا من باب الإبدال، والأصل شَعاليل، وقد مضى.

س ب ح (المصباح المنير) [0]


 التَّسْبِيحُ: التقديس والتنزيه يقال: "سَبَّحْتُ" الله أي نزهته عما يقول الجاحدون، ويكون بمعنى الذكر والصلاة يقال: فلان يسبح الله أي يذكره بأسمائه نحو "سُبْحَانَ اللهِ" ، وهو "يُسَبِّحُ" أي يصلي "السُّبْحَةَ" فريضة كانت أو نافلة و "يُسَبِّحُ" على راحلته أي يصلي النافلة و "سُبْحَةُ" الضحى ومنه: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ} أي من المصلين، وسميت الصلاة ذكرا لاشتمالها عليه، ومنه: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ} أي اذكروا الله ويكون بمعنى التحميد نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} وسبحان ربي العظيم أي الحمد لله ويكون بمعنى التعجب والتعظيم لما اشتمل الكلام عليه نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} إذ فيه معنى التعجب من الفعل الذي خصّ عبده به ومعنى التعظيم بكمال قدرته وقيل في قوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} أي لولا تستثنون . . . أكمل المادة قيل كان استثناؤهم سبحان الله وقيل إن شاء الله لأنه ذكر الله تعالى و "المُسَبِّحَةُ" الإصبع التي تلي الإبهام اسم فاعل من "التَّسْبِيحِ" لأنها كالذاكرة حين الإشارة بها إلى إثبات الإلهية و "السُّبحَاتُ" التي في الحديث جلال الله وعظمته ونوره وبهاؤه، و "السُّبْحَةُ" خرزاتٌ منظومة قال الفارابي وتبعه الجوهري و "السُّبْحَةُ" التي "يُسَبَّحُ" بها وهو يقتضي كونها عربية وقال الأزهري كلمة مولدة وجمعها "سُبَحٌ" مثل غرفة وغرف و "الْمُسَبِّحَةُ" اسم فاعلٍ من ذلك مجازا، وهي الإصبع التي بين الإبهام والوسطى وهو "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ" بضم الأول أي منزه عن كلّ سوء وعيبٍ قالوا وليس في الكلام فعول بضم الفاء وتشديد العين إلا "سُبُّوحٌ وَقُدُّوسٌ" . وذروحٌ وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير وهي من السموم وفتح الفاء في الثلاثة لغة على قياس الباب وكذلك ستوق وهو الزيف وفلوق وهو ضرب من الخوخ يتفلق عن نواه لكنهما بالضم لا غير وتقول العرب: "سُبْحَانَ" من كذا أي ما أبعده قال: سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِوقال قوم: معناه عجبا له أن يفتخر ويتبجح، و "سَبَّحْتُ" "تَسْبِيحًا" إذا قلت "سُبْحَانَ اللهِ" و "سُبْحَانَ اللهِ" علم على التسبيح ومعناه تنزيه الله عن كل سوء وهو منصوب على المصدر غير متصرف لجموده و "سَبَحَ" الرجل في الماء "سَبْحًا" من باب نفع والاسم "السِّبَاحَةُ" بالكسر فهو "سَابِحٌ" و "سَبَّاحٌ" مبالغة و "سَبَحَ" في حوائجه تصرف فيها. 

شعر (الصّحّاح في اللغة) [0]


الشَعَر للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ.
ويقال: رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشَيْبَ.
ورجل أَشْعَرُ: كثيرُ شَعْرِ الجسدِ.
وقومٌ شُعْرٌ.
والأَشْعَرُ: ما أحاط بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ.
وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها.
والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصّة.
والشَعيرُ من الحبوب، الواحدة شَعَرةٌ.
وشَعيرَةُ السكين: الحديدةُ التي تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل.
والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى.
والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ.
وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ.
والمَشاعِرُ: مواضع المناسك.
والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ.
وكسر الميم لغةٌ.
والمَشاعِرُ: الحواسُّ. قال بَلْعاءُ بن قيس:
يَهْدي السبيلَ له سَمْعٌ وعينانِ      والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ

والشِعارُ: ما وَلِيَ الجسدَ من الثياب.
وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً.
والشَعارُ . . . أكمل المادة بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار.
وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هَدْيٌ.
وأُشْعِرَ الرجلُ هَمّاً، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد.
وشَعَرْتُ بالشيء بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له.
ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليتني علمت.
والشِعْرُ: واحد الأَشْعارِ.
ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها.
والشاعِرُ جمعه الشعَراءُ، على غير قياس.
وقال الأخفش: الشاعِرُ صاحب شِعْر.
وسمِّي شاعِراً لفِطْنته.
وما كان شاعِراً ولقد شَعرَ بالضم، وهو يَشْعُرُ.
والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ.
وشاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ.
وشاعَرْتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ.
واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره.
وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً.
وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى.
وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ.
وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً.
وأَشْعَرَ الجنينُ وتَشَعَّرَ، أي نبَت شَعْرُهُ.
والشِعْرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ.
وهما الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع. تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ.
والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء.
والشَعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة.
وداهيةٌ شَعْراءُ، وداهيةٌ وَبْراءُ.
ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وَبَرٍ.
والشَعْراءُ: الشجر الكثير.
والشَعاريرُ: صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ.
والشَعاريرُ: لُعبةٌ، لا تُفرَد. يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ.
وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له.

حمط (لسان العرب) [0]


حَمَطَ الشيءَ يَحْمِطُه حَمْطاً: قشَره، وهذا فِعْلٌ مماتٌ.
والحَماطةُ: حُرْقةٌ وخُشونةٌ يجدُها الرجل في حَلْقِه.
وحَماطةُ القلب: سَوادُه؛ وأَنشد ثعلب: ليتَ الغُرابَ، رَمى حَماطَةَ قَلْبِه عَمْرٌو بأسْهُمِه، التي لم تُلْغَبِ وقولهم أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَي حَبَّةَ قَلبِه. الأَزهري: يقال إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع ولا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْميطَ ليس بشيء؛ يقول: بالِغْ.
والتحْمِيطُ: أَن يُضْرَبَ الرجلُ فيقولَ ما أَوْجَعني ضرْبُه أَي لم يُبالِغْ. الأَزهري: الحَماطُ من ثَمَر اليمن معروف عندهم يُؤكل، قال: وهو يشبه التِّين، قال: وقيل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ. ابن سيده: الحَماطُ شجر التين الجبليِّ؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض الأَعراب أَنه في مثل نبات التين غير أَنه أَصغر ورقاً وله . . . أكمل المادة تين كثير صغار من كل لون: أَسود وأَملح وأَصفر، وهو شديد الحلاوة يُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً ويَعْقِرُه، فإِذا جَفَّ ذهب ذلك عنه، وهو يُدَّخَر، وله إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة، والإِبل والغنم ترعاه وتأْكل نَبْتَه؛ وقال مرّة: الحَماط التين الجبليّ.
والحَماطُ: شجر من نبات جبال السَّراةِ، وقيل: هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ. قال أَبو حنيفة: هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الواحدة منها حَماطةٌ. أَبو عمرو: إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط. قال الأَزهري: الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجَنْبةِ، وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر. الجوهري: الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات. يقال: شيطانُ حَماط كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ؛ قال الراجز وقد شبه المرأَة بحَيَّةٍ له عُرْف: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ الواحدة حَماطة. الأَزهري: العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ الحَماط، وقيل: الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات؛ وأَنشد بعضهم: كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ والحَماطُ: تبن الذُّرة خاصّة؛ عن أَبي حنيفة.
والحَمَطِيطُ: نبت كالحَماطِ، وقيل: نبت، وجمعه الحَماطِيطُ. قال الأَزهري: لم أَسمع الحَمْطَ بمعنى القَشْر لغير ابن دريد، ولا الحَمَطيِطَ في باب النبات لغير الليث.
وحَماطانُ: شجر، وقيل: موضع؛ قال: يا دارَ سَلْمَى بحَماطانَ اسْلَمِي والحِمْطاطُ والحُمْطُوطُ: دُوَيْبَّة في العشب منقوشة بأَلوان شتى، وقيل: الحَماطِيطُ الحيات؛ الأَزهري: وأَما قول المتلمس في تشبيهه وَشْيَ الحُلَل بالحماطيط: كأَنما لونُها، والصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ قَبْلَ الغَزالةِ، أَلْوانُ الحماطِيطِ فإِنَّ أَبا سعيد فقال: الحَماطِيطُ جمع حَمَطيطٍ وهي دودة تكون في البقل أَيام الربيع مفصّلة بحمرة يشبّه بها تَفْصِيلُ البَنانِ بالحِنّاء، شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْيَ الحلل بأَلوان الحَماطِيط.
وحَماط: موضع ذكره ذو الرمة في شعره: فلمّا لَحِقْنا بالحُمولِ، وقد عَلَتْ حَماطَ وحرْباء الضُّحَى مُتَشاوِسُ (* قوله «بالحمول» في شرح القاموس بالحدوج، وقوله «وحرباء» كذا هو في الأصل وشرح القاموس بالحاء، والذي في معجم ياقوت: وجرباء بالجيم.) الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه ذكر عن كعب أَنه قال: أَسماء النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، في الكتب السَّالِفةِ محمد وأَحمد والمتوَكِّلُ والمُختارُ وحِمْياطا، ومعناه حامي الحُرَم، وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحقِّ والباطل؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو عمرو سأَلت بعض من أَسلم من اليهود عن حِمْياطا، فقال: معناه يحْمي الحُرَمَ ويمنع من الحرام ويُوطِئ الحَلال.

زلق (لسان العرب) [0]


الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو.
والزَّلَقُ: المكان المَزْلَقة.
وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى: فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان.
والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة: كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ، أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق (* قوله «الحق» هكذا في الأصل) والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة.
وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها.
ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.
وفي . . . أكمل المادة الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه.
وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه.
وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق.
والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إِذا تزَيَّن.
وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما؟ قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين تَزَلَّق الرجل إِذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص.
والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.
وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ: كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إِذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً. الأَصمعي: إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.
وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة.
وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.
والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح.
وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي.
ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إِذا نحّاه عن مكانه.
وقوله تعالى: وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة ليَزْلِقونك، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إِذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك؛ وأَنشد: يَتقارَضونَ، إِذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ، نظراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ؛ قال الفراء: وكانت العرب إِذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا أَحسنَ فيتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك فقالوا: ما رأَينا مثل حُجَجه، ونظروا إِليه ليَعِينوه.
ورجل زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مثال هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ، بتشديد الميم: وهو الذي يُنْزِل قبل أَن يجامِعَ؛ قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَري:إِن الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ، جاءَت به عنْسٌ من الشَّأْم تَلِقْ وقوله إِن الحصين، صوابه إِن الجُلَيد وهو الجُلَيد الكلابي؛ وفي رجزه: يُدْعَى الجُلَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ، لا آمِنٌ جلِيسهُ ولا أَنِقْ، مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابيُّ الخُلُقْ التهذيب: والعرب تقول رجل زَلِقٌ وزُمَّلِق، وهو الشَّكَّاز الذي يُنْزِل إِذا حدّث المرأَة من غير جماع، وأَنشد الفراء هذا الرجز أَيضاً، والفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة، وأَنشد أَبو عبيد هذا الرجز في باب فُعَّلِل.ويقال للخفيف الطيّاش: زُمَّلِق وزُمْلوق وزُمالِقٌ.
والزُّلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس، يقال له بالفارسية شَبْتَهْ رَنْك.

شَعَرَ (القاموس المحيط) [0]


شَعَرَ به، كنَصَرَ وكَرُمَ، شِعْراً وشَعْراً وشَـعْرَةً، مُثَلَّثَةً، وشِعْرَى وشُعْرَى وشُعُوراً وشُعُورَةً ومَشْعوراً ومَشْعورَةً ومَشْعوراءَ: عَلِمَ به، وفَطِنَ له، وعَقَلَه.
ولَيْتَ شِعرِي فلاناً،
و~ له،
و~ عنه ما صَنَعَ، أي: لَيْتَنِي شَعَرْتُ.
وأشْعَرَه الأَمْرَ،
و~ به: أعْلَمَه.
والشِّعْرُ: غَلَبَ على مَنْظُومِ القولِ، لِشَرَفِهِ بالوزْنِ والقافِيةِ، وإن كان كلُّ عِلْمٍ شِعْراً
ج: أشْعارٌ.
وشَعَرَ، كنصَرَ وكرُمَ، شِعْراً وشَعْراً: قاله،
أو شَعَرَ: قاله،
وشَعُر: أجادَهُ، وهو شاعِرٌ من شُعراءَ.
والشاعِرُ المُفْلِقُ: خِنْذِيذٌ، ومن دُونَه شاعِرٌ، ثم شُوَيْعِرٌ، ثم شُعْرُورٌ، ثم مُتَشاعِرٌ.
وشاعَرَه فشَعَرَه: كان أشْعَرَ منه.
وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ.
والشُّوَيْعِرُ: لَقَبُ محمدِ بنِ حُمْرانَ الجُعْفِيِّ، ورَبيعةَ بنِ عثمانَ الكِنَانِيِّ، وهانِئِ بنِ . . . أكمل المادة تَوْبَةَ الشَّيْبانِيِّ الشُّعَراءِ.
والأَشْعَرُ: اسمُ شاعِرٍ بَلَوِيٍّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارثَةَ الأَسَدِيِّ، ولَقَبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ، لأَنَّه وُلِدَ وعليه شَعَرٌ، وهو أبو قَبيلَةٍ باليمنِ، منهم أبو موسى الأَشْعَرِيُّ.
ويقولون: جاءَتْكَ الأَشْعَرونَ، بحذف ياءِ النَّسَبِ.
والشَّعْرُ، ويُحَرَّكُ: نِبْتَةُ الجِسْمِ مِمَّا ليس بصوفٍ ولا وَبَرٍ
ج: أشْعارٌ وشُعورٌ وشِعارٌ، الواحدةُ: شَعْرَةٌ، وقد يُكْنَى بها عن الجميعِ.
وأشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانِيٌّ: كثيرُهُ طويلهُ.
وشَعِرَ، كفَرِحَ: كثُرَ شَعْرُهُ، ومَلَكَ عبيداً.
والشِّعْرَةُ، بالكسر: شَعَرُ العانةِ،
كالشِّعْراءِ، وتَحْتَ السُّرَّةِ مَنْبِتُهُ، والعانةُ، والقِطعةُ من الشَّعْرِ.
وأشْعَرَ الجَنِينُ وشَعَّرَ تَشْعيراً واسْتَشْعَرَ وتَشَعَّرَ: نَبَتَ عليه الشَّعرُ.
وأشْعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَعَرٍ،
كشَعَّرَه وشَعَرَه،
و~ الناقةُ: ألْقَتْ جَنِينَها وعليه شَعَرٌ.
والشَّعِرَةُ، كفرِحةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّعَرُ بين ظِلْفَيْها فَتَدْمَيانِ، أو التي تَجِدُ أُكَالاً في رُكَبِها.
والشَّعْراءُ: الخَشِنَةُ، والمُنْكَرَةُ، والفَرْوَةُ، وكثْرَةُ الناسِ، وذُبابٌ أزْرَقُ أو أحمرُ، يَقَعُ على الإِبِلِ والحُمُرِ والكِلابِ، وشَجَرَةٌ من الحَمْضِ، وضَرْبٌ من الخَوْخِ، جَمْعُهُما كواحدِهِما،
و~ من الأرضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أو كثيرَتُهُ، والرَّوْضَةُ يَغْمُرُ رأسَها الشَّجَرُ،
و~ من الرِمالِ: ما يُنْبِتُ النَّصِيَّ وشِبْهَه،
و~ من الدَّوَاهي: الشديدةُ العظيمةُ
ج: شُعْرٌ.
والشَّعَرُ: النباتُ، والشَّجَرُ، والزَّعْفرانُ.
وكسحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، وما كان من شَجَرٍ في لِينٍ من الأرضِ، يَحُلُّه الناسُ يَسْتَدْفِئُونَ به شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ به صَيْفاً،
كالمَشْعَرِ.
وككِتابٍ: جُلُّ الفَرَسِ، والعَلامةُ في الحَرْبِ والسَّفَرِ، وما وُقِيَتْ به الخَمْرُ، والرَّعْدُ، والشَّجَرُ، ويفتحُ، والموتُ، وما تَحْتَ الدِثارِ من اللِّباسِ، وهو يَلِي شَعَرَ الجَسَدِ، ويفتحُ
ج: أشْعِرَةٌ وشُعُرٌ.
وشاعَرَها وشَعَرَها: نام مَعَهَا في شِعارٍ.
واسْتَشْعَرَه: لَبِسَهُ.
وأشْعَرَه غيرهُ: ألبَسَهُ إِياه.
وأشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي: لَزِقَ به، وكلُّ ما ألزَقْتَه بِشيءٍ، أشْعرْتَه به،
و~ القومُ: نادَوْا بِشِعارِهم، أو جَعَلوا لأَنْفُسِهِمْ شِعاراً،
و~ البَدَنَة: أعْلَمَها، وهو أن يَشُقَّ جِلْدَها، أو يَطْعَنَها حتى يَظْهَرَ الدَّمُ.
والشَّعِيرةُ: البَدَنَةُ المُهْداةُ
ج: شَعائرُ، وهَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أو حَديدٍ على شَكْلِ الشَّعيرةِ، تكونُ مِساكاً لِنِصابِ النَّصْلِ.
وأشْعَرَها: جَعَلَ لها شَعيرةً.
وشِعارُ الحَج: مَناسِكُهُ وعَلاَماتُه.
والشَّعِيرَةُ والشَّعارَةُ والمَشْعَرُ: مُعْظَمُها،
أو شَعائِرهُ: مَعالِمُه التي نَدَبَ اللّهُ إِليها، وأمَرَ بالقيامِ بِها.
والمَشْعَرُ الحَرامُ، وتكسرُ مِيمُه: بالمُزْدَلِفَةِ، (وعليه بناءٌ اليَوْمَ، ووهِمَ من ظَنَّهُ جُبَيْلاً بِقُرْبِ ذلك البِناءِ).
والأَشْعَرُ: ما اسْتَدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهَى الجِلْدِ، وجانِبُ الفَرْجِ، وشيءٌ يَخْرُجُ من ظِلْفَيِ الشَّاةِ كأنه ثُؤْلُولٌ، وجَبَلٌ، واللَّحْمُ يَخْرُجُ تحت الظُّفُرِ
ج: شُعُرٌ.
والشَّعيرُ: م، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، والعَشيرُ المُصاحِبُ، عن النَّوَوِيِّ، ومَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ، منها الشيخُ الصالِحُ عبدُ الكَريمِ بنُ الحَسنِ بنِ عليٍّ، وإِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ،
وع بِبِلادِ هُذَيْلٍ.
والشُّعْرورَةُ: القِثَّاءُ الصَّغيرُ
ج: شَعاريرُ.
وذَهَبُوا شَعارِيرَ بِقَذَّانَ أو بِقِنْدَحْرَةَ، أي: مُتَفَرِّقِينَ مِثْلَ الذِّبَّانِ.
والشَّعارِيرُ: لُعْبَةٌ، لا تُفْرَدُ.
وشِعْرَى، كذكْرَى: جَبَلٌ عندَ حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ.
والشِّعْرَى العَبُورُ،
والشِّعْرَى الغُمَيْصاءُ: أُخْتا سُهَيْلٍ.
وشَعْرُ، بالفتح مَمنوعاً: جَبَلٌ لبنِي سُلَيْمٍ أو بني كلابٍ، وبالكسر: جَبَلٌ بِبلادِ بني جُشَمَ.
والشَّعْرانُ، بالفتح: رِمْثٌ أخْضَرُ يَضْرِبُ إلى الغُبْرَةِ، وجَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ من أعْمَرِ الجِبالِ بالفَواكه والطُّيُورِ.
وكعثمانَ: ابنُ عبدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ.
وشُعارَى، ككُسالَى: جَبَلٌ، وماءٌ باليَمامةِ.
والشَّعَرِيَّاتُ: فِراخُ الرَّخَمِ.
وكصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبَطاتِ.
والشُّعَيْراءُ: شَجَرٌ، وابْنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ، أمُّ قَبيلَةٍ، أو لَقَبُ ابنها بَكْرِ بنِ مُرٍّ.
وذُو المِشْعارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدانِيُّ الخارِفِيُّ صحابِيٌّ، وحَمْزَةُ بنُ أيْفَعَ الناعِطِيُّ الهَمْدانِيُّ: كان شَريفاً هاجَرَ زَمَنَ عُمَرَ إِلى الشامِ، ومعه أربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأعْتَقَهُمْ كلَّهم، فانْتَسَبوا في هَمْدانَ.
والمُتَشاعِرُ: من يُري من نَفْسِهِ أنه شاعِرٌ.

فلق (لسان العرب) [0]


الفَلْق: الشق، والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه، والتَّفْليقُ مثله، وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ، والفِلَقُ: ماتَفَلَّق منه، واحدتها فِلْقَةٌ، وقد يقال لها فِلْقٌ، بطرح الهاء. الأَصمعي: الفُلُوق الشقوق، واحدها فَلَقٌ، محرك؛ وقال أَبوالهيثم: واحدهافَلْق، قال: وهو أَصوب من فَلَق.
وفي رجله فُلُوق أَي شقوق.والفِلْقةُ: الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز.
ويقال:أعطني فِلْقةَ الجفنة وفِلقَ الجفنة وهونصفها، وقال غيره: هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَلَقَتْ.وفي حديث جابر: صنعت للنبي، صلى الله عليه وسلم، مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ؛ قيل: هي قدر تطبخ ويثرد فيها فِلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ، وفَلَقْت الفستقة وغيرها فانْفَلَقَت.
والفِلْق: القَضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان، فيقال لكل واحدة فِلْقٌ.
والفَلْق: الشق. . . . أكمل المادة يقال: مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي شقوق.
وفي الحديث: يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر للإنبات.
وفي حديث علي، عليه السلام: والذي فَلَقَ الحبة وبرأَ النََّسَمَةَ، وكثيراً ما كان يقسم بها.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إن البكاء فالِقٌ كبدي.
والفِلْق: القوس يشف من العودِ فِلْقة مع أُخرى، فكل واحدة من القوسين فِلْقٌ.
وقال أبو حنيفة: من القِسيّ الفِلْق، وهي التي شُقَّت خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ، قال: وهي الفَلِيقُ؛ وأَنشد للكميت: وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ حَطِ تعطي، وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا وقوس فِلْقٌ: وصف بذلك؛ عن اللحياني.
وفِلْقَةُ القوس: قطعتها.
وفُلاقهُ الآجُرّ: قطعتها؛ عن اللحياني. يقال: كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة.
وفُلاق البيضة: ما تَفَلَّقَ منها.
وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً أي مُتَفَلِّقاً.
وفِلاقُ اللَّبَن: أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَلَّق؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ، تُعارضُ الكلبَ، إذا الكلبُ رَشَنْ وجمعه فُلُوق.
وتَفَلَّق اللبن: تقطع وتشقق من شدة الحموضة؛ وسمعت بعض العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع: قد تَفَلَّق وامْزَقَرَّ، وهو أن يصير اللبن ناحية، وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق.
وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات: شقه.
والفَلْقُ: الخلق.
وفي التنزيل: إن الله فالِقُ الحب والنوى.
وقال بعضهم: وفالِق في معنى خالق، وكذلك فَلَقَ الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأَملت الخَلْق تبين لك أَن أكثره عن انِفلاق، فالفَلَقُ جميع المخلوقات، وفَلَقُ الصبح من ذلك.
وانْفَلَقَ المكان به: انشق.
وفَلَقَت النخلة، وهي فالِقٌ: انشقت عن الطَّلْع والكافور، والجمع قُلْق.
وفَلَقَ الله الفجر: أَبداه وأَوضحه.
وقوله تعالى: قالِقُ الأصْباح؛ قال الزجاج: جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح، وهو راجع إلى معنى خالق.
والفَلَق، بالتحريك: ما انفَلَقَ من عمود الصبح، وقيل: هو الصبح بعينه، وقيل: هو الفجر، وكلٌّ راجع إلى معنى الشق. قال الله تعالى: قل أَعوذ برب الفَلَق؛ قال الفراء: الفَلَق الصبح. يقال: هو أَبين من فَلَقِ الصبح وفَرَق الصبح.
وقال الزجاج: الفَلَق بيان الصبح.
ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله، والفَلَق بيان الحق بعد إشكال.
ويقال: فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي: حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَلَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ قال ابن بري: الرواية الصحيحة: حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ لأن بعده: أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ تَطَحْطُخُ الغيمِ، حتى ما له جُوَبُ وفي الحديث: أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَلَقِ الصبح؛ هو بالتحريك: ضوءُه وإنارته.
والفَلْق، بالتسكين: الشَّقّ. كلمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه وسمعته من فَلْق فيه وفِلْق فيه؛ الأخيرة عن اللحياني، أي شِقِّه، وهي قليلة، والفتح أَعْرَف.
وضربه على فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه ووسطه.
والفَلَق والفالِقُ: الشق في الجبل والشِّعب: الأُولى عن اللحياني.
والفَلَقُ: المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ؛ وأنشد: وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال، وبالشَّوْل في الفَلَقِ العاشب ويقال: كان ذلك بفالِق كذا وكذا؛ يريدون المكان المنحدر بين رَبْوَتَيْن، وجمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالِق فضاء بين خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالق فضاء بين شَقِيقَتين من رمل، وجمعهما فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران.
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو خيرة أو غيره من الأعراب: الفالِقَةُ، بالهاء، تكون وسط الجبال تنبت الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَرَّة، فجعل الفالِقَ من جَلَد الأرض، قال: وكلا القولين ممكن.
وفي حديث الدجال: فأَشرق على فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة؛ الفَلَقُ، بالتحريك: المطمئِنُّ من الأرض بين رَبوَتَين.
والفَلَقُ: جهنم، وقيل: الفَلَقُ وادٍ في جهنم، نعوذ بالله منها.
والفَلَقُ: المَقْطَرة، وفي الصحاح: الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان.والفَلَقة والفَلْقة: الخشبة؛ عن اللحياني.
والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى، كله: الداهية والأمر العجب؛ قال أَبو حَيَّة النميري: وقالت: إنها الفَلَقى، فأَطْلِقْ على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا والعرب تقول: يا لَلْفَلِيقة.
وكَتِيبة فَيْلَق: شديدة شبهت بالداهية، وقيل: هي الكثيرة السلاح؛ قال أبو عبيد: هي اسم للكتيبة. قال ابن سيده: وليس هذا بشيء. التهذيب: القَيْلَق الجيش العظيم؛ قال الكميت: في حَوْمة القَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ قَسْراً، وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا وامرأَة فَيْلَق: داهية صخابة؛ قال الراجز: قلتُ: تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ، عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ وجاء بالفِلْقِ أي بالداهية؛ عن اللحياني.
وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أي بعجب عجيب.
وقد أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتََلَقْت أي جئت بعُلَق فُلَقَ، وهي الداهية، لا تُجْرى.
وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بالعجب: أتى به؛ عن اللحياني؛ وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ، وكراع اسم أُمه واسم أَبيه عُمَيْر: إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا قال ابن الأَنباري: أراد عملن بها سيراً عجباً.
والفِلْق العَجَب أي عملن بها داهية من شدة سيرها، والفَرْيُ: العمل الجيد الصحيح، والإفراء الإفساد، وغَرَّدَ: طرَّب في حُدائهِ، وعَرَّد: جَبُن عن السير؛ قال القالي: رواية ابن دريد غَرَّد، بغين معجمة، ورواية ابن الأعرابي عَرَّد، بعين مهملة، وأنكر ابن دريد هذه الرواية.
ويقال: مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب.
ويقال: أَفْلَقَ فلانٌ اليوم وهو يُفْلِقُ إذا جاء بعجَب.
وشاعر مُفْلِقٌ: مجيد، منه، يجيء بالعجائب في شعره.
وأَفْلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به.
ومرَّ يَفْتَلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته.
وقُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أي أشدّ قِتْلَةٍ.
وما رأَيت سيراً أَفْلَقَ من هذا أي أَبعد؛ كلاهما عن اللحياني. ابن الأَعرابي: جاء فلانٌ بالفْلْقانِ أي بالكذب الصُّرَاح، وجاء فلان بالسُّمَاق مثله.
والفَلِيقُ: عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف، وقيل: هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحلقوم؛ قال أبو محمد الفقعسي:بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ، جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ والفَليقُ: باطن عنق البعير في موضع الحلقوم؛ قال الشماخ: وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه، إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة، فَلِيقُ وقيل: الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بين العِلْباوَيْن، قال: ولا يقال في الإنسان.
وفي النوادر: تَفَيْلَم الغلام وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن.
وفي حديث الدجال وصفته: رجل فَيْلَقٌ؛ قال الأزهري: هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف، وقال: لا أَعرف الفَيْلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة، قال: فإن كان جعله فَيْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً، وإلا فهو الفَيْلَمُ، بالميم، يعني العظيم من الرجال. قال أَبو منصور: والفَيْلَم والفَيْلَق العظيم من الرجال، ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد؛ الفَيْلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة، والياء زائدة.
ورجل مِفْلاق: دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء.
وخليته بِفالقَةِ الوَرِكِةِ: وهي رملة، وفي التهذيب: خليته بفَالِق الوَرْكاءِ وهي رملة.
والفُلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضرب من الخَوْخ يتَفَلَّقُ عن نَواهُ، والمفَلَّق منه المجفف.
والفَيْلِقُ: الجيش، والجمع الفَيَالِقُ.
وفي حديث الشعبي: وسئل عن مسأَلة فقال: ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ؟ هم الذي لا مال لهم، الواحد مِفْلاق كالمَفَاليس، شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من المال.
وفَالِق: اسم موضع بغير تعريف، وفي المحكم: والفَالِقُ اسم موضع؛ قال: حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

شعر (لسان العرب) [0]


شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن اللحياني، كله: عَلِمَ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام العرب.
ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، . . . أكمل المادة وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛ وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ، وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد: يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا، وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد: ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.
وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه.
وفي التنزيل: وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم.
وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى.
وشَعَرَ به: عَقَلَه.
وحكى اللحياني: أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك (* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ» بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.
وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.
واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.
وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به.
ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.
والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ، والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض.
وقال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم.
وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر، والجمع شُعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه.
ويقال: شَعَرْتُ لفلان أَي قلت له شِعْراً؛ وأَنشد: شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي شاعِراً لفِطْنَتِه.
وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.
والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر.
وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه، بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه.
وشِعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه: أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.
وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب شِعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من قولهم شعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا، اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه.
وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ.
والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال رأَى (* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّعْرَة إِذا رأَى الشيب في رأْسه.
ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كثير شعر الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُعْرٌ.
ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار، وأَعْنَقُ: طويل العُنق.
وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار، رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.
ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن ثمّ شَعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير شعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً.
وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره ولم يُرَجّلْهُ.
وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر طويله.
وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وتيس شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ، وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كلما كثر شعره.
والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ الرَّكَبِ للنساء خاصة.
والشِّعْرَةُ: منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة، وقيل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها.
وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ، بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر: فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً، على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها؛ وقوله تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها.
وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عليه الشعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد ابن السكيت في ذلك: كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ وكذلك تَشَعَّرَ.
وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ، وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته.
وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت جنينها وعليه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله: وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه.
والشِّعارُ: جمع شَعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو كأَنه مدهون بالسليط.
والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ.
والمُوارَى: هو الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛ يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر، وإِذا كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله.
وداهية شَعْراءُ وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ.
وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌّ مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ.
وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر، وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.
والشَّعِرَةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ، وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.
وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها.
والشَّعْرَاءُ: الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.
والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً: وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل: الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين، قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه شَعار، بفتح الشين، في الشجر.
وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر.
والشَّعارُ: مكان ذو شجر.
والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر.
ورَوْضَة شَعْراء: كثيرة الشجر.
ورملة شَعْراء: تنبت النَّصِيَّ.
والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ، وقيل: هو مثل المَشْجَرِ.
والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو الرمة يصف ثور وحش: يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه، إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
والشَّعْراء: الشجر الكثير.
والشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ، يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ.
والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ.
والشَّعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه بالشَّعَر.
وشَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح: شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير: حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه.
وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ: حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.
وشَعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ: فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ، ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا وقيل: هو شِعِرٌ.
والأَشْعَرُ: جبل بالحجاز.
والشِّعارُ: ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ.
وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم بالمودّة والقرب.
وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ.
والدثار: الثوب الذي فوق الشعار.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في شُعُرِنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها.
وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِياه؛ فإِن أَبا عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها، وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ.
والشِّعارُ: ما استشعرتْ به من الثياب تحتها.
والحِقْوَة: الإِزار.
والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان.
وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ.
واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ وقال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ طاعَتِه؛ استعمله في العَرَضِ.
والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس: والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ، يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ: جُلُّ الفرس.
وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك.
وكل ما أَلزقه بشيء، فقد أَشْعَرَه به.
وأَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي: فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع يريد أَشعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال: فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها، مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ ويقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها شعاراً وكانت لك شعاراً.
ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِينِي.
وشاعَرَتْه: ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد.
والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.
وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه.
وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة.
واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال النابغة: مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ، دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم.
وشِعارُ القوم: علامتهم في السفر.
وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.
وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني.
والإِشْعارُ: الإِعلام.
والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ من هذا لأَنها علامات له.
وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه، وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه وسلم، أَحق بالاتباع.
وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَميرُ المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ: ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة.
ولهب: قبيلة من اليمن فيهم عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ: قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير؛ يريدون دية الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه، لما صَدَرَ من الحج قُتل.
وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛ وأَنشد لكثيِّر: عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها، وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر: يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ: لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة: نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره.
وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ.
والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر.
وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.
والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ (* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها).
والمَشْعَرُ: كالشِّعارِ.
وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة.
وقوله تعالى: فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى بهما جميعاً.
والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.
والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام.
وفي التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء: كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل: شعائر الله مناسك الحج.
وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.
والمشاعر: مواضع المناسك.
والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال: وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد.
والأَشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.
وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ لأَنه اسم.
وأَشْعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه.
وأَشْعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشعر.
وأَشاعِرُ الناقة: جوانب حيائها.
والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ، وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ.
والأَشْعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني.
والأَشْعَرُ: اللحم تحت الظفر.
والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا النحو.
وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.
والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْعَرَ السكين: جعل لها شَعِيرة.
والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على هيئة الشعيرة.
وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.
والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّعْراء ذباب يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، وللإِبل شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس شيئاً غير الكلب، وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم من شعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها دَوِيّاً، قال الشماخ: تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ والجمع من كل ذلك شَعارٍ.
وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛ الشُّعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشعر.
وفي الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّعْرِ، وقياس واحدها شُعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ تطايرتْ عنها.
والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً.
والشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه وواحده سواء.
والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ أَخضر أَغبر.
والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.
والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور.
وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء.
وذهبوا شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُعْرُور، وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد.
والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛ يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.
وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى؛ الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول العرب: إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى.
وهما الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ التي في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ، وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ.
وعبد الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشعرى؛ أَي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.
والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.
وأَشْعَرُ: قبيلة من العرب، منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ، ويجمعون الأَشعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري: والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ.
وتقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف ياءي النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة معروفة.
والشُّوَيْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ، وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال فيه: أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا حريم: هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس: أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها، وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً، على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ، وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟ والشويعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو العباس ثعلب له: وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ، لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فسمي الشويعر بهذا البيت.

خير (لسان العرب) [0]


الخَيْرُ: ضد الشر، وجمعه خُيور؛ قال النمر ابن تولب: ولاقَيْتُ الخُيُورَ، وأَخْطَأَتْني خُطوبٌ جَمَّةٌ، وعَلَوْتُ قِرْني تقول منه: خِرْتَ يا رجل، فأَنتَ خائِرٌ، وخارَ اللهُ لك؛ قال الشاعر: فما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخَائِرَةٍ، ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بَِأَشْرارِ وهو خَيْرٌ منك وأَخْيَرُ.
وقوله عز وجل: تَجِدُوه عند اللهِ هو خَيْراً؛ أَي تجدوه خيراً لكم من متاع الدنيا.
وفلانة الخَيْرَةُ من المرأَتين، وهي الخَيْرَةُ والخِيَرَةُ والخُوْرَى والخِيرى.
وخارَهُ على صاحبه خَيْراً وخِيَرَةً وخَيَّرَهُ: فَضَّله؛ ورجل خَيْرٌ وخَيِّرٌ، مشدد ومخفف، وامرأَة خَيْرَةٌ وخَيِّرَةٌ، والجمع أَخْيارٌ وخِيَارٌ.
وقال تعالى: أُولئك لهم الخَيْراتُ؛ جمع خَيْرَةٍ، وهي الفاضلة من كل شيء.
وقال الله تعالى: فيهن خَيْرَاتٌ حِسَان؛ قال . . . أكمل المادة الأَخفش: إِنه لما وصف به؛ وقيل: فلان خَيْرٌ، أَشبه الصفات فأَدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أَفعل؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من بني عَدِيّ تَيْمِ تَمِيمٍ جاهليّ: ولقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ، رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكاتِ فإِن أَردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناسِ ولم تقل خَيْرَةُ، وفلانٌ خَيْرُ الناس ولم تقل أَخْيَرُ، لا يثنى ولا يجمع لأَنه في معنى أَفعل.
وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: فيهنّ خَيرات حِسان؛ قال: المعنى أَنهن خيرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ، قال: وقرئ بتشديد الياء. قال الليث: رجل خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فاضلة في صلاحها، وامرأَة خَيْرَةٌ في جمالها ومِيسَمِها، ففرق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتج بالآية؛ قال أَبو منصور: ولا فرق بين الخَيِّرَة والخَيْرَة عند أَهل اللغة، وقال: يقال هي خَيْرَة النساء وشَرَّةُ النساء؛ واستشهد بما أَنشده أَبو عبيدة: ربلات هند خيرة الربلات وقال خالد بن جَنَبَةَ: الخَيْرَةُ من النساء الكريمة النَّسَبِ الشريفة الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثيرة المال التي إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وقوله في الحديث: خَيْرُ الناس خَيْرُهم لنفسه؛ معناه إِذا جامَلَ الناسَ جاملوه وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بمثله.
وفي حديث آخر: خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله؛ هو إِشارة إِلى صلة الرحم والحث عليها. ابن سيده: وقد يكون الخِيارُ للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث.
والخِيارُ: الاسم من الاخْتَِيارِ.
وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً: كان خَيْراً منه، وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه؛ الأَخيرة نادرة.
ويقال: ما أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه، وهذا خَيْرٌ منه وأَخْيَرُ منه. ابن بُزُرج: قالوا هم الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ من الشَّرَارَة والخَيَارَةِ، وهو أَخْير منك وأَشر منك في الخَيَارَة والشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف.
وقالوا في الخَيْر والشَّرِّ: هو خَيْرٌ منك وشَرٌّ منك، وشُرَيْرٌ منك وخُيَيْرٌ منك، وهو شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله.
وخارَ خَيْراً: صار ذا خَيْر؛ وإِنَّكَ ما وخَيْراً أَي إِنك مع خير؛ معناه: ستصيب خيراً، وهو مَثَلٌ.
وقوله عز وجل: فكاتبوهم إِن علمتم فيهم خيراً؛ معناه إِن علمتم أَنهم يكسبون ما يؤدونه.
وقوله تعالى: إِن ترك خيراً؛ أَي مالاً.
وقالوا: لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذي الخَيْرِ.
وروى ابن الأَعرابي: لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ، قال: والوجه الجر، وكذلك جاء في الشَّرِّ.
وخار الشيءَ واختاره: انتقاه؛ قال أَبو زبيد الطائي:إِنَّ الكِرامَ، على ما كانَ منْ خُلُقٍ، رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّينِ مُخْتارُ وقال: خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار؛ وقال الفرزدق: ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً وجُوداً، إِذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ أَراد: من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر، تقول: اخترته من الرجال واخترته الرجالَ.
وفي التنزيل العزيز: واختار موسى قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا؛ وليس هذا بمطرد. قال الفراء: التفسير أَنَّه اختار منهم سبعين رجلاً، وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إِذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم، فلما جازت الإِضافة مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا: اخْتَرْتُكم رَجُلاً واخترت منكم رجلاً؛ وأَنشد: تَحْتَ التي اختار له اللهُ الشجرْ يريد: اختار له الله من الشجر؛ وقال أَبو العباس: إِنما جاز هذا لأَن الاختيار يدل على التبعيض ولذلك حذفت من. قال أَعرابي: قلت لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ: ما خَيْرَ اللَّبَنَ (* قوله: «ما خير اللبن إلخ» أي بنصب الراء والنون، فهو تعجب كما في القاموس). للمريض بمحضر من أَبي زيد، فقال له خلف: ما أَحسنها من كلمة لو لم تُدَنِّسْها بإِسْماعِها للناس، وكان ضَنِيناً، فرجع أَبو زيد إِلى أَصحابه فقال لهم: إِذا أَقبل خلف الأَحمر فقولوا بأَجمعكم: ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمريض؟ ففعلوا ذلك عند إِقباله فعلم أَنه من فعل أَبي زيد.
وفي الحديث: رأَيت الجنة والنار فلم أَر مثلَ الخَيْرِ والشَّرِّ؛ قال شمر: معناه، والله أَعلم، لم أَر مثل الخير والشر، لا يميز بينهما فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار. الأَصمعي: يقال في مَثَلٍ للقادم من سفر: خَيْرَ ما رُدَّ في أَهل ومال قال: أَي جعلَ الله ما جئت خَيْرَ ما رجع به الغائبُ. قال أَبو عبيد: ومن دعائهم في النكاح: على يَدَي الخَيْرِ واليُمْنِ قال: وقد روينا هذا الكلام في حديث عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ الليثي في حديث أَبي ذر أَن أَخاه أُنَيْساً نافَرَ رجلاً عن صِرْمَةٍ له وعن مثلها فَخُيِّرَ أُنَيْسٌ فَأَخذ الصرمة؛ معنى خُيِّرَ أَي نُفِّرَ؛ قال ابن الأَثير: أَي فُضِّل وغُلِّبَ. يقال: نافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غلبته، وخايَرْتُه فَخِرْتُه أَي غلبته، وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه بمعنى واحد، وناجَبْتُه؛ قال الأَعشى: واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ وقوله عز وجل: وَرَبُّكَ يَخْلُق ما يشاء ويَخْتارُ ما كان لهم الخِيَرَةُ؛ قال الزجاج: المعنى ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة وما كانت لهم الخيرة أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله؛ قال: ويجوز أَن يكون ما في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة، وهو ما تَعَبَّدَهم به، أَي ويختار فيما يدعوهم إِليه من عبادته ما لهم فيه الخِيَرَةُ.
واخْتَرْتُ فلاناً على فلان: عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ؛ وقول قَيْسِ بن ذريحٍ: لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنتِ ضَجِيعُه، من الناسِ، ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ معناه: ما اختيرت على مَضْجَعِه المضاجعُ، وقيل: ما اختيرت دونه، وتصغير مختار مُخَيِّر، حذفت منه التاء لأَنها زائدة، فأُبدلت من الياء لأَنها أُبدلت منها في حال التكبير.
وخَيَّرْتُه بين الشيئين أَي فَوَّضْتُ إِليه الخِيارَ.
وفي الحديث: تَخَيَّرُوا لنُطَفِكُمْ، أَي اطلبوا ما هو خير المناكح وأَزكاها وأَبعد من الخُبْثِ والفجور.
وفي حديث عامر بن الطُّفَيْلِ: أَنه خَيَّر في ثلاث أَي جَعَلَ له أَن يختار منها واحدة، قال: وهو بفتح الخاء.
وفي حديث بَرِيرة: أَنها خُيِّرَتْ في زوجها، بالضم. فأَما قوله: خَيَّرَ بين دور الأَنصار فيريد فَضَّلَ بعضها على بعض.
وتَخَيَّر الشيءَ: اختاره، والاسم الخِيرَة والخِيَرَة كالعنبة، والأَخيرة أَعرف، وهي الاسم من قولك: اختاره الله تعالى.
وفي الحديث: محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، خِيَرَةُ الله من خلقه وخِيَرَةُ الله من خلقه؛ والخِيَرَة: الاسم من ذلك.
ويقال: هذا وهذه وهؤلاء خِيرَتي، وهو ما يختاره عليه.
وقال الليث: الخِيرةُ، خفيفة، مصدر اخْتارَ خِيرة مثل ارْتابَ رِيبَةً، قال: وكل مصدر يكون لأَفعل فاسم مصدره فَعَال مثل أَفاق يُفِيقُ فَوَاقاً، وأَصابل يُصيب صَوَاباً، وأَجاب يُجيب جَواباً، أُقيم الاسم مكان المصدر، وكذلك عَذَّبَ عَذاباً. قال أَبو منصور: وقرأَ القراء: أَن تكون لهم الخِيَرَةُ، بفتح الياء، ومثله سَبْيٌ طِيَبَةٌ؛ قال الزجاج: الخِيَرَة التخيير.
وتقول: إِياك والطِّيَرَةَ، وسَبْيٌ طِيَبَةٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرَةُ؛ أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله. يقال: الخِيرَةُ والخِيَرَةُ كا ذلك لما تختاره من رجل أَو بهيمة يصلح إِحدى (* قوله: «يصلح إحدى إلخ» كذا بالأصل وإن لم يكن فيه سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره) هؤلاء الثلاثة.
والاختيار: الاصطفاء وكذلك التَّخَيُّرُ.
ولك خِيرَةُ هذه الإِبل والغنم وخِيارُها، الواحد والجمع في ذلك سواء، وقيل: الخيار من الناس والمال وغير ذلك النُّضَارُ.
وجمل خِيَار وناقة خيار: كريمة فارهة؛ وجاء في الحديث المرفوع: أَعطوه جملاً رَباعِياً خِيَاراً؛ جمل خيار وناقة خيار أَي مختار ومختار. ابن الأَعرابي: نحر خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وأَنت بالخِيارِ وبالمُخْتارِ سواءٌ، أَي اختر ما شئت.
والاسْتِخارَةُ: طلَبُ الخِيرَة في الشيء، وهو استفعال منه.
وفي الحديث: كان رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الاستخارة في كل شيء.
وخارَ اللهُ لك أَي أَعطاك ما هو خير لك، والخِيْرَةُ، بسكون الياء: الاسم من ذلك؛ ومنه دعاء الاستخارة: اللهم خِرْ لي أَي اخْتَرْ لي أَصْلَحَ الأَمرين واجعل لي الخِيْرَة فيه.
واستخار اللهَ: طلب منه الخِيَرَةَ.
وخار لك في ذلك: جعل لك فيه الخِيَرَة؛ والخِيْرَةُ الاسم من قولك: خار الله لك في هذا الأَمر.
والاختيار: الاصطفاء، وكذلك التَّخَيُّرُ.
ويقال: اسْتَخِرِِ الله يَخِرْ لك، والله يَخِير للعبد إِذا اسْتَخارَهُ.
والخِيرُ، بالكسر: الكَرَمُ.
والخِيرُ: الشَّرَفُ؛ عن ابن الأَعرابي.
والخِيرُ: الهيئة.
والخِيرُ: الأَصل؛ عن اللحياني.
وفلان خَيْرِيَّ من الناس أَي صَفِيِّي.
واسْتَخَارَ المنزلَ: استنظفه؛ قال الكميت: ولَنْ يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار، بِعَوْلَتِهِ، ذُو الصِّبَا المُعْوِلُ واستخارَ الرجلَ: استعطفه ودعاه إِليه؛ قال خالد بن زهير الهذلي: لَعَلَّك، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِيلاً، شاتِمي تَسْتَخِيرُها قال السكري: أَي تستعطفها بشتمك إِياي. الأَزهري: اسْتَخَرْتُ فلاناً أَي استعطفته فما خار لي أَي ما عطف؛ والأَصل في هذا أَن الصائد يأْتي الموضع الذي يظن فيه ولد الظبية أَو البقرة فَيَخُورُ خُوارَ الغزال فتسمع الأُم، فإِن كان لها ولد ظنت أَن الصوت صوت ولدها فتتبع الصوت فيعلم الصائد حينئذٍ أَن لها ولداً فتطلب موضعه، فيقال: اسْتَخَارَها أَي خار لِتَخُورَ، ثم قيل لكل من استعطف: اسْتَخَارَ، وقد تقدّم في خور لأَن ابن سيده قال: إِن عينه واو.
وفي الحديث: البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لم يَتَفَرَّقَا؛ الخيارُ: الاسم من الاختيار، وهو طلب خَيْرِ الأَمرين: إِما إِمضاء البيع أَو فسحه، وهو على ثلاثة أَضرب: خيار المجلس وخيار الشرط وخيار النقيصة، أَما خيار المجلس فالأَصل فيه قوله: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرّقا إِلاَّ بَيْعَ الخِيارِ أَي إِلا بيعاً شُرط فيه الخيار فلم يلزم بالتفرق، وقيل: معناه إِلا بيعاً شرط فيه نفي خيار المجلس فلزم بنفسه عند قوم، وأَما خيار الشرط فلا تزيد مدّته على ثلاثة أَيام عند الشافعي أَوَّلها من حال العقد أَو من حال التفرق، وأَما خيار النقيصة فأَن يظهر بالمبيع عيب يوجب الرد أَو يلتزم البائع فيه شرطاً لم يكن فيه ونحو ذلك.
واسْتَخار الضَّبُعَ واليَرْبُوعَ: جعل خشبة في موضع النافقاء فخرج من القاصِعاء. قال أَبو منصور: وجعل الليث الاستخارة للضبع واليربوع وهو باطل.
والخِيارُ: نبات يشبه القِثَّاءَ، وقيل هو القثاء، وليس بعربي.
وخِيار شَنْبَر: ضرب من الخَرُّوبِ شجره مثل كبار شجر الخَوْخِ.
وبنو الخيار: قبيلة؛ وأَما قول الشاعر: أَلا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ: بِعَمْرِو بن مَسعودٍ، وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ فإِنما ثناه لأَنه أَراد خَيِّرَيْ فخففه، مثل مَيّتٍ ومَيْتٍ وهَيِّنٍ وهَيْنٍ؛ قال ابن بري: هذا الشعر لسَبْرَةَ بن عمرو الأَسدي يرثي عمرو بن مسعود وخالدَ بن نَضْلَةَ وكان النعمان قتلهما، ويروى بِخَيْرِ بَني أَسَد على الإِفراد، قال: وهو أَجود؛ قال: ومثل هذا البيت في التثنية قول الفرزدق: وقد ماتَ خَيْرَاهُمْ فلم يُخْزَ رَهْطُهُ، عَشِيَّةَ بانَا، رَهْطُ كَعْبٍ وحاتم والخَيْرِيُّ معرَّب.