المصادر:  


جمد (لسان العرب) [265]


الجَمَد، بالتحريك: الماء الجامد. الجوهري: الجَمْد، بالتسكين، ما جَمَد من الماء، وهو نقيض الذوب، وهو مصدر سمي به. بالتحريك، جمع جامد مثل خادم وخدم؛ يقال: قد كثر الجمد. ابن سيده: جمَدَ الماء والدم وغيرهما من السيالات يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قام، وكذلك الدم وغيره إِذا يبس، وقد جمد، وماء جَمْد: جامد. الماءُ والعصارة: حاول أَن يَجْمُد. الثلج.
ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَمَد منه وما ذاب؛ وقيل: أَي صامته وناطقه؛ وقيل: حجره وشجره.
ومُخَّةٌ جامدة أَي صُلْبة.
ورجلٌ جامدُ العين: قليل الدمع. الكسائي: ظلت العين جُمادَى أَي . . . أكمل المادة جامدةً لا تَدْمَع؛ وأَنشد: من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً، فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ لم تَنَمِ تَرْعى جُمادَى، النهارَ، خاشعةً، والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت.
وعين جَمود: لا دَمْع لها.
والجُمادَيان: اسمان معرفة لشهرين، إِذا أَضفت قلت: شهر جمادى وشهرا جمادى.
وروي عن أَبي الهيثم: جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع، وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى، وهي الخامسة من أَول شهور السنة؛ قال لبيد: حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة هي جمادى الآخرة. أَبو سعيد: الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه؛ وأَنشد للطرماح: ليلة هاجت جُمادِيَّةً، ذاتَ صِرٍّ، جِرْبياءَ النسام أَي ليلة شتوية. الجوهري: جمادى الأُولى وجمادى الآخرة، بفتح الدال فيهما، من أَسماء الشهور، وهو فعالى منَ الجمَد (* قوله «فعالى من الجمد» كذا في الأصل بضبط القلم، والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر). ابن سيده: وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور؛ وقال أَبو حنيفة: جمادى عند العرب الشتاء كله، في جمادى كان الشتاء أَو في غيرها، أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان، وهو مأْخوذ من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف؟ قال: وفيه التصدع عن المبادي والرجوع إِلى المخاض. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما مؤَنثان؛ قال بعض الأَنصار: إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ (* قوله «عطن» كذا بالأصل ولعله عطل باللام أي شمراخ النخل.) يعني نخلاً. يقول: إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس فجناني تزين بالنخل؛ قال الفراء: فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به إِلى الشهر، والجمع جُماديات على القياس، قال: ولو قيل جِماد لكان قياساً.وشاة جَماد: لا لبن فيها.
وناقة جماد، كذلك لا لبن فيها؛ وقيل: هي أَيضاً البطيئة، قال ابن سيده: ولا يعجبني: التهذيب: الجَمادُ البَكيئَة، وهي القليلة اللبن وذلك من يبوستها، جَمَدَت تَجْمُد جموداً.
والجَماد: الناقة التي لا لبن بها.
وسنة جَماد: لا مطر فيها؛ قال الشاعر: وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً، إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التهذيب: سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر.
وناقة جَماد: لا لبن لها.
والجماد، بالفتح: الأَرض التي لم يصبها مطر.
وأَرض جماد: لم تمطر؛ وقيل: هي الغليظة. التهذيب: أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها؛ قال لبيد: أَمْرَعَتْ في نَداهُ، إِذ قَحَطَ القط ـرُ، فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا ابن سيده: الجُمْد والجُمُد والجَمَد ما ارتفع من الأَرض، والجمع أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح. والجُمُد مثل عُسْر وعُسُر: مكان صلب مرتفع؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة على جُمُدٍ، خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ ورجل جَماد الكف: بخيل، وقد جَمَد يَجْمُد: بخل؛ ومنه حديث محمد بن عمران التيمي: إِنا والله ما نَجْمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل، حكاه ابن الأَعرابي.
وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق.
والجامد: البخيل؛ وقال المتلمس: جَمادِ لها جَمادِ، ولا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ ويروى ولا تقولي.
ويقال للبخيل: جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال، وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي الفجرة، وهو نقيض قولهم حَمادِ، بالحاء، في المدح؛ وأَنشد بيت المتلمس، وقال: معناه أَي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها: حمداً وشكراً؛ وفي نسخة من التهذيب: حَمادِ لها حَمادِ، ولا تَقُولي طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت: جَمادِ وفسر فقال: احمدها ولا تذمها. البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار. قال ابن سيده: والمجمد البخيل المتشدّد؛ وقيل: هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل بين أَهل الميسر، فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه؛ وقيل: هو الذي لم يفز قدحه في الميسر؛ قال طرفة بن العبد في المجمد يصف قِدْحاً: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بري: ويروى هذا البيت لعدي بن زيد؛ قال وهو الصحيح، وأَراد بالأَصفر سهماً.
والمضبوح: الذي غيرته النار.
وحويرُه: رجوعه؛ يقول: انتظرت صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته، فهو كالمحاورة منه، وكان الأَصمعي يقول: هو الداخل في جمادى، وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد.
وقال ابن الأَعرابي: سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه؛ وقيل: المجمد هنا الأمين: التهذيب: أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً، فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم. أَبو عبيد: رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يخدع.
وقال خالد: رجل مُجْمِد بخيل شحيح؛ وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة: استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء. القوم: قلَّ خيرهم وبخلوا.
والجَماد: ضرب من الثياب؛ قال أَبو دواد: عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية، وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابن الأَعرابي: الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين، واحدها جامد، والجامد: الحد بين الدارين، وجمعه جَوامد.
وفلان مُجامدي إِذا كان جارك بيتَ بيتَ، وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي.
وفي الحديث: إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة، هي الحدود. الفراء: الجِماد الحجارة، واحدها جَمَد. أَبو عمرو: سيف جَمَّاد صارم؛ وأَنشد: والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد، لسمعتم، من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا، ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ: مكان حزن؛ وقال الأَصمعي: هو المكان المرتفع الغليظ؛ وقال ابن شميل: الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أُخرى، تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة، سميت جُمُداً من جُمُودها أَي من يبسها. أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً، والقارة مستديرة طويلة في السماء، ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس ويسميان جميعاً أَكمة. قال: وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر؛ قال: وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول، ويكون الجُمُود في ناحية القُفِّ وناحية السهول، وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً؛ قال لبيد:فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد: جبل، مثل به سيبويه وفسره السيرافي؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له، وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد، بضم الجيم والميم وفتحهما: جبل معروف؛ ونسب ابن الأَثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل.
ودارة الجُمُد: موضع؛ عن كراع. موضع بين قُدَيْد وعُسْفان؛ قال حسان: لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ، ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وفي الحديث ذكر جُمْدان، بضم الجيم وسكون الميم، وفي آخره نون: جبل على ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون.

جَمَدَ (القاموس المحيط) [223]


جَمَدَ الماءُ، وكلُّ سائِلٍ، كنَصَرَ وكَرُمَ،
جَمْداً وجُمُوداً: ضِدُّ ذاب، فهو جامدٌ وجَمْدٌ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ.
وجَمَّد تَجْميداً: حاوَلَ أن يَجْمُدَ. والجَمَدُ، محرَّكةً: الثَّلْجُ، وجمْعُ جامِدٍ، والماءُ الجامِدُ.
والجَمادُ: الأرضُ، والسَّنَةُ لم يُصِبْها مَطَرٌ، والناقةُ البَطيئَةُ، والتي لا لَبَنَ لها، وضَرْبٌ من الثِّيابِ، ويُكْسَرُ،
ويقالُ للبَخيلِ: جمادِ، كقَطامِ، ذَمّاً له، وهو جمادُ الكَفِّ.
وجَمَدَ: بَخِلَ.
وكحُبارَى: من أسْماءِ الشُّهورِ، مَعْرِفَةٌ، مُؤَنَّثَةٌ،
ج: جُمادَياتٌ.
وجُمادَى خَمْسَةٍ: الأُولَى،
وجُمادَى سِتَّةٍ: الآخِرَةُ.
وظَلَّتِ العَيْنُ جُمادَى: جامِدَة لا تَدْمَعُ.
وعَيْنٌ جَمُودٌ، ورجُلٌ جامِدُ العَيْنِ.
والجُمْدُ، بالضم، وبضمَّتينِ، وبالتَّحْريكِ: ما ارْتَفَعَ من الأرضِ،
ج: أجْمادٌ وجِمادٌ، وأجْمَدُ . . . أكمل المادة بنُ عُجَيَّانَ: صَحابِيٌّ فَرْدٌ.
والجَوَامِدُ: الحُدُودُ بينَ الأَرَضينَ. الكِنْدِيُّ: صَحابِيٌّ، وابنُ مَعْديكرِبَ من مُلوكِ كِنْدَةَ، أو هو بالتَّحْريكِ.
وككِتابٍ: مُحَدِّثٌ.
وكعُنُقٍ: جَبَلٌ بنَجْدٍ،
وكجَبَلٍ: ة بِبَغْدادَ، وابنُ مَعْديكرِبَ.
وكعُثْمانَ: جَبَلٌ بطَريقِ مكَّةَ بينَ يَنْبُعَ والعِيصِ، ووادٍ بينَ أمَجَ وثَنِيَّةِ غَزَالٍ.
وجَمَدَهُ: قَطَعَهُ.
وسَيْفٌ جَمَّادٌ: صارِمٌ.
وجامِدُ المالِ وذائِبُهُ: صامِتُهُ وناطِقُهُ.
وجَمَدَ حَقِّي: وجَبَ، وأجْمَدْتُهُ. والمُجْمِدُ: البَخيلُ، والمُتَشَدِّدُ، والأَمينُ في القِمارِ أو بينَ القَوْمِ، والدَّاخِلُ في جُمادَى، والقَليلُ الخَيْرِ.
وهو مُجامِدِي: جارِي بَيْتَ بَيْتَ.
وسَعيدُ بنُ أبي سَعيدٍ الجامِدِيُّ: زاهِدٌ، وله رِوايَةٌ.

جمد (الصّحّاح في اللغة) [220]


الجَمْدُ بالتسكين: ما جَمَدَ من الماء، وهو نقيض الذَوْبِ؛ وهو مصدر سميِّ به. الجَمَدُ، بالتحريك: جمع جامِدٍ. يقال: قد كثُر الجَمَدُ. الماء يَجْمُدُ جَمْداً وجُموداً، أي قام.
وكذلك الدمُ وغيره إذا يَبِسَ.
وجُمادى الأولى وجُمادى الاخرة، بفتح الدال من أسماء الشهور، وهو فُعالى من الجَمْدِ. مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: مكانٌ صلبٌ مرتفعٌ. قال امرؤ القيس:
على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولٌ بأَجْلالِ      كَأَنَّ الصُِوارَ إذْ يُجاهِدْنَ غُدْوَةً

والجمع أَجْماد وجِمادٌ.
والجَمادُ بالفتح: الأرض التي لم يصبها مطرٌ.
وناقةٌ جَمادٌ: لا لبنَ لها.
وسنةٌ جَمادٌ: لا مطر فيها.
ويقال للبخيل: جَمادَ له، أي لا زال جامِدَ الحال.
وإنما بني على الكسر لأنه . . . أكمل المادة معدول عن المصدر، أي الجُمود. كقولهم فَجارِ أي الفَجْرَةُ.
وهو نقيض قولهم حَمادِ، بالحاء، في المدح. قال المتلمِّس:
لها أبداً إذا ذُكِرَتْ حَمادِ      جَمادِ لها جَمادِ ولا تقولي

أي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها حمداً وشكراً.
وعينٌ جَمودٌ: لا دمع لها. البَرَمُ.
وربما أفاض بالقَداحِ لأجل الأيسار.

ج م د (المصباح المنير) [215]


 جَمَدَ: الماء وغيره "جَمَدًا" من باب قتل و "جُمُودًا" خلاف ذاب فهو "جَامِدٌ" و "جَمَدَتْ" عينه: قلّ دمعها كناية عن قسوة القلب، و "جَمَدَ" كفه كناية عن البخل وماء "جَمْدٌ" بالسكون تسمية بالمصدر خلاف الذائب، و "الجَمَدُ" بالفتح جمع "جَامِدٌ" مثل خادم وخدم و "جُمَادَى" من الشهور مؤنثة، قال ابن الأنباري: وأسماء الشهور كلها مذكرة إلا جماديين فهما مؤنَّثتان تقول مضت جمادى بما فيها قال الشاعر: إِذَا جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا زَانَ جَنَابَيْ عَطَنٍ مُعْصِفٍثم قال: فإن جاء تذكير جمادى في شعر فهو ذهاب إلى معنى الشهر كما قالوا: هذه ألف درهم على معنى هذه الدراهم وقال الزجاج: "جُمَادَى" مؤنثة والتأنيث للاسم فإن ذكرت في شعر فإنما يقصد بها الشهر وهي غير مصروفة للتأنيث والعلمية والجمع . . . أكمل المادة على لفظها "جُمَادَيَاتٌ" والأولى والآخرة صفة لها فالآخرة بمعنى المتأخرة قالوا ولا يقال "جُمَادَى الأُخْرَى" لأن الأخرى بمعنى الواحدة فتتناول المتقدمة والمتأخرة، فيحصل اللبس فقيل الآخرة لتختص بالمتأخرة. ويحكى أن العرب حين وضعت الشهور وافق الوضع الأزمنة، فاشتق للشهور معانٍ من تلك الأزمنة ثم كثر حتى استعملوها في الأهلة، وإن لم توافق ذلك الزمان فقالوا "رَمَضَانُ" لما أرمضت الأرض من شدة الحرّ، و "شَوَّالُ" لما شالت الإبل بأذنابها للطروق، و "ذُو القِعْدَةِ" لما ذللوا القعدان للركوب، و "ذُو الحِجَّةِ" لمَّا حجوا، و "المُحَرَّمُ" لما حرموا القتال أو التجارة، و "الصَّفَرُ" لما غزوا فتركوا ديار القوم صفرا، و "شَهْرُ رَبِيعٍ" لما أربعت الأرض وأمرعت، و "جُمَادَى" لما جمد الماء، و "رَجَبُ" لما رجّبوا الشجر، و "شَعْبَانُ" لما أشعبوا العود. 

جمد (مقاييس اللغة) [211]



الجيم والميم والدال أصلٌ واحد، وهو جُمُود الشيء المائع من بردٍ أو غيره. يقال: جمَدَ الماء يجْمُد. جَمادٌ قليلة المطر.
وهذا محمولٌ على الأوَّل، كأنَّ مطرها جَمَدَ. الشّيباني يقول: الجماد الأرض لم تمْطرْ.
ويقول العرب للبخيل: "جَمادِ له"، أي لا زال جامدَ الحال، وهو خلاف حَمَادِ. قال المتلمّس:
جَمَادِ لها جَمَادِ ولا تقولي      لها أبداً إذا ذُكِرتْ حَمَادِ

جمد (المعجم الوسيط) [211]


 المَاء والسائل جمدا وجمودا صلب (ضد ذاب) فَهُوَ جامد وجمد وعينه قل دمعها فَهِيَ جامدة وجمود والناقة أَو الشَّاة قل لَبنهَا وَالْأَرْض لم يصبهَا مطر وَالسّنة لم يَقع فِيهَا مطر فَهِيَ جامدة وجماد وَفُلَان بخل وَيُقَال جمدت كَفه فَهُوَ جامد وجماد وَهُوَ جامد الْكَفّ وجماد الْكَفّ وَحقّ فلَان وَجب وَالشَّيْء جمدا قطعه 

ج - د - م (جمهرة اللغة) [212]


تقول العرب للفَرَس: إجْدمِ، ضرب من الزَّجر. والجَدَم: ضرب من التمر، زعموا، ولا أدري ما صحّته. وجَمَدَ الماءُ والدمُ وغيره جُموداً، إذا يبس، فهو جامد. وكان الأصمعي يقول: أكثر ما تستعمل العرب في الماء جَمَدَ، وفي السمن وغيره جَمَسَ. وكان يعيب على ذي الرّمة قوله: نَغَارُ إذا ما الرَّوْعِ أبدَى عن البُرَى ... ونقري سديفَ الشَّحم والماءُ جامسُ ولا يقال للماء إلا جامد. والجَمَد: الثلج الذي يسقط من السماء. وأرض جَمْد وجُمْد، والجمع أجماد، إذا كانت صلبة شديدة. وسنة جَماد: لا مطر فيها. وناقة جَماد: لا لبن لها. والمُجْمِد: البخيل المتشدِّد. وسمِّيت جُمادى لجمود الماء فيها . . . أكمل المادة أيامَ سُمِّيت الشهور. وقال قوم: المُجْمِد: الذي لم يَفُزْ قِدْحُه في المَيْسِر. وأنشدوا: وأصفرَمضبوحٍ نظرتُ حَويرَه ... على النار واستودعتُه كفُّ مُجْمِدِ مضبوح: قد ضَبَحَتْه النار. وحَويره: ما يرجع من نصيبه إذا فاز وهو رجوعه من حال العِوَج إلى التقويم، أي لم يخرج كما أراد وتركتُه في كفِّ بخيل لا يُلتفت إليه. والدَّجْم يقال: دَجِمَ الرجل يدجَم ودُجِمَ،. إذا حزن. وما سمعت لفلان دَجْمة ودُجْمة ولا زُجْمة، أي كلمة. وأدمجتُ الفرسَ، إذا أضمرته. وكل شيء شددتَ فَتْلَه فقد أدمجتَه. واندمجت في الموضع، إذا دخلت فيه. والمَجْد من قولهم: رجل ماجِد. وأصل المَجْد أن تأكل الماشية حتى تمتلىء بطونُها. يقال: راحت الإبلُ مُجُداً ومواجدَ. وتماجدَ القومُ، إذا تفاخروا وأظهروا مَجْدَهم، والمصدر المِجاد. والمجد لله تبارك وتعالى: الثناء الجميل. يقال: سبَّح اللهَ عزّ وجلّ ومجَّده، أي ذكرَ الآءه. وقد سمّت العرب مَجْداً وماجِداً ومُجَيْداً.

جمد (المعجم الوسيط) [55]


 المَاء والسائل أوشك أَن يجمد 

الجمد (المعجم الوسيط) [16]


 مَا جمد من المَاء فَصَارَ ثلجا (تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ) الجمد:  الجمد والصلب الْمُرْتَفع من الأَرْض وَالْحجر (ج) أجماد وجماد الجمد:  الصلب الْمُرْتَفع من الأَرْض (ج) جماد وأجماد الجمد:  الجمد 

القرت (المعجم الوسيط) [6]


 الجمد الْيَابِس 

الثَّلج (المعجم الوسيط) [5]


 مَا جمد من المَاء (ج) ثلوج 

الْجُبْن (المعجم الوسيط) [5]


 مَا جمد من اللَّبن وصنع بطريقة خَاصَّة 

أعقد (المعجم الوسيط) [5]


 السَّائِل غلظه أَو جمده بالتسخين أَو بالتبريد 

القند (المعجم الوسيط) [5]


 عسل قصب السكر إِذا جمد 

التيع (المعجم الوسيط) [5]


 مَا يسيل على وَجه الأَرْض من جمد ذائب وَنَحْوه 

انساع (المعجم الوسيط) [5]


 المَاء أَو السراب ساع والجمد ذاب وسال 

الثغب (المعجم الوسيط) [5]


 مَا يذوب من الجمد والغدير فِي ظلّ جبل (ج) أثغاب وثغبان 

جسا (المعجم الوسيط) [5]


 جسوا وجسوا يبس وصلب وَغلظ وخشن وَالْمَاء جمد وَالشَّيْخ بلغ غَايَة السن 

ر م ص (المصباح المنير) [5]


 رَمِصَتِ: العين "رَمَصًا" من باب تعب إذا جمد الوسخ في موقها فالرجل "أَرْمَصُ" والأنثى "رْمَصَاءُ" . 

القنديد (المعجم الوسيط) [5]


 الْحَال وعصارة قصب السكر إِذا جمد وَالْخمر والكافور والعنبر والورس الْجيد والمسك (ج) قناديد 

جمس (مقاييس اللغة) [5]



الجيم والميم والسّين أصلٌ واحد، من جُمُوس الشَّيء. يقال: جَمَس الوَدَك إذا جَمَدَ. البُسْرَة إذا أرْطَبَتْ وهي بعد صُلْبَة.

جسا (الصّحّاح في اللغة) [5]


جَسا: ضدُّ لَطُفَ. وجَسِيّتِ اليدُ وغيرها جُسُوًّا: يَبِسَتْ. وجَسا الشيخُ جُسُوًّا: بلغ غاية السنّ، والماءُ: جَمُدَ.

القريس (المعجم الوسيط) [5]


 يُقَال أصبح المَاء قريسا جَامِدا وَمن الطَّعَام الْمبرد الجامد وَيُقَال سمك قريس طبخ وَاتخذ لَهُ صباغ وَترك فِيهِ حَتَّى جمد 

صئك (المعجم الوسيط) [5]


 الشَّيْء صأكا تَغَيَّرت رَائِحَته من عرق أَو ندى وَيُقَال صئك الرجل وصئكت الْخَشَبَة وَالدَّم جمد وَالشَّيْء بِغَيْرِهِ لزق فَهُوَ صئك 

القشع (المعجم الوسيط) [5]


 مَا جمد من المَاء رَقِيقا على شَيْء وكناسة الْحمام القشع:  السَّحَاب الذَّاهِب المتقشع وكناسة الْحمام القشع:  من الرِّجَال الَّذِي لَا يثبت على أَمر واليابس 

ضمز (الصّحّاح في اللغة) [5]


ضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً: سكَتَ ولم يتكلَّم.
وكذلك البعيرُ إذا أمسك جِرَّتَهُ في فيه ولم يجترّ.
وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَموزٌ.
وضمز فلانٌ على مالي، أي جَمَد عليه ولزمه.

أقرس (المعجم الوسيط) [5]


 الْعود جمد مَاؤُهُ من شدَّة الْبرد وَالْبرد أَصَابِعه يبسها وَيُقَال أقرسه الْبرد إِذا يبس أَصَابِعه وَالْمَاء برده تبريدا شَدِيدا 

صَئِكَ (القاموس المحيط) [5]


صَئِكَ، كفرِحَ: عَرِقَ فهاجَتْ منه ريحٌ مُنْتِنَةٌ،
و~ الدَّمُ: جَمَدَ،
و~ به: لَزِقَ.
والصَّأْكَةُ: رائحةُ. الخَشَبَةِ إذا نَدِيَتْ.
ورجُلٌ صَئِكٌ، ككَتِفٍ: شديدٌ.
وظَلَّ يُصائِكُنِي: يُشادُّنِي.

جسأ (المعجم الوسيط) [5]


 جسئا وجسوءا وجسأة يبس وصلب وخشن يُقَال جسأ النبت وجسأت يَده من الْعَمَل وَالْمَاء وَنَحْوه جمد وَالشَّيْخ بلغ غَايَة السن فَهُوَ جاسي 

القَرْسُ (القاموس المحيط) [6]


القَرْسُ: البَرْدُ الشديدُ،
كالقارِسِ والقَريسِ، والبارِدُ وأكْثَفُ الصَّقيعِ وأبْرَدُه، وبالتحريك: الجامِدُ، وبالكسرِ: صِغارُ البَعوضِ،
كالقِرْقِسِ.
وقَرَسَ الماءُ يَقرُسُ: جَمَدَ،
و~ البَرْدُ: اشْتَدَّ،
كقَرِسَ، كفرحَ.
والقارِسُ والقَريسُ: القديمُ.
وككِتابٍ: ابنُ سالِمٍ الغَنَوِيُّ الشاعرُ.
والقُراسِيَةُ، بالضم وتخفيفِ الياءِ: الضخمُ الشديدُ من الإِبِلِ.
وقُورِسُ، بالضم وكسر الراءِ: كُورَةٌ بنواحِي حَلَب خَرابٌ.
وأقْرَسَهُ البرد وقَرَّسه تقْريساً: بَرَّدَهُ.
وآلُ قَراسٍ، كسَحابٍ: أجْبُلٌ بارِدَةٌ، أو هِضابٌ بناحيةِ السَّراةِ.
وسَمَكٌ قَريسٌ: طُبخَ، وعُمِلَ فيه صِباغٌ، وتُرِكَ حتى جَمَدَ.

الخَشْفُ (القاموس المحيط) [6]


الخَشْفُ، والخَشْفَةُ، ويُحَرَّكُ: الصوتُ والحَركةُ، أو الحِسُّ الخَفِيُّ، أو الخَشْفَةُ: صوتُ دَبيبِ الحَيَّاتِ، وصَوْتُ الضَّبُعِ، وقُفٌّ قد غَلَبَ عليه السُّهولَةُ.
وخَشَفَ، كضَرَبَ وَنَصَرَ: صَوَّتَ،
و~ في السَّيْرِ: أسْرَعَ،
و~ رأسَهُ بالحَجَرِ: فَضَخَه،
و~ المرأةُ بالوَلَدِ: رَمَتْ به.
وكرُمَّانٍ: الخُفَّاشُ، ومُحدِّثٌ، ووالِدُ طَلْقٍ التابِعِيِّ.
وكغُرابٍ: ع.
وكشدَّاد: والِدُ فاطِمَةَ التابِعِيَّةِ، وجَدُّ زَمْلِ بنِ عَمْرٍو.
وأُمُّ خَشَّافٍ: الداهِيَةُ.
وخَشَفَ خُشُوفاً وخَشَفاناً: ذَهَبَ في الأرضِ،
فهو خاشِفٌ وخَشُوفٌ وخَشِيفٌ،
و~ في الشيءِ: دَخَلَ فيه،
كانْخَشَفَ، فهو مِخْشَفٌ، كمِنْبَرٍ وأمِيرٍ وصَبورٍ وصاحِبٍ،
و~ الماءُ: جَمَدَ،
و~ البَرْدُ: اشْتَدَّ،
و~ فلانٌ: . . . أكمل المادة تَغَيَّبَ،
و~ زيدٌ: مَشَى بالليلِ خَشَفاناً، محرّكةً.
وكمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ الجَمْدِ. الأسَدُ، والدليلُ الماضي، وقد خَشَفَ بِهم خَشافَةً، وخَشَّفَ تَخْشيفاً،
و~ : الجَرِيءُ على السُّرَى، أو الجَوَّالُ بالليلِ،
كالخَشُوفِ، والمَصْدَرُ: الخَشَفَانُ.
والأخْشَفُ: من عَمَّهُ الجَرَبُ فَيَمْشِي مِشْيَةَ الشيخِ،
ج: خُشْفٌ، بالضم، وقد خَشِفَ كفرِحَ.
والخَشْفُ، مُثَلَّثَةً: ولَدُ الظَّبْيِ أوَّلَ ما يُولَدُ، أو أوَّلَ مَشْيِهِ، أو التي نَفَرَتْ من أولادِها وتَشَرَّدَتْ،
ج: كقِرَدَةٍ، وهي: بهاءٍ، وبالفتح: الذُّلُّ، والرَّديءُ من الصُّوفِ، ويُضَمُّ، والذُّبابُ الأخْضَرُ، ويُثَلَّثُ، ويقالُ: كصُرَدٍ، وبالكسر: (ابنُ مالِكٍ الطائِيُّ)، وبالتحريكِ: الثَّلْجُ الخَشِنُ، والجَمْدُ الرِّخْوُ،
كالخَشِيفِ فيهما.
وكَصبور: مَنْ يَدْخُلُ في الأمُورِ.
والأخاشِفُ: العَزازُ الصُّلْبُ من الأرض، وبالسينِ المُهْمَلَةِ: اللَّيِّنَةُ.
وكأميرٍ: يَبيسُ الزَّعْفَرانِ، والماضي من السُّيوفِ،
كالخاشِفِ والخَشُوفِ،
وظَبْيَةٌ مُخْشِفٌ، كمُحْسِنٍ: لها خِشْف.
وانْخَشَفَ فيه: دَخَلَ.
وخاشَفَ في ذِمَّتِهِ: سارَعَ في إخْفارِها،
و~ الإِبِلَ لَيْلَتَهُ: سايَرَها،
و~ السَّهْمُ: سُمِعَ له خَشَفَةٌ عند الإِصابةِ.

الخشيف (المعجم الوسيط) [5]


 الجمد والرخو والثلج الخشن وَذَلِكَ فِي شدَّة الْبرد تسمع لَهُ خشفة عِنْد الْمَشْي ويبيس الزَّعْفَرَان وَمن المَاء مَا يجْرِي فِي الْبَطْحَاء تَحت الْحَصَى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يذهب وَالسيف الْمَاضِي (ج) خشف 

الثَّغْبُ (القاموس المحيط) [4]


الثَّغْبُ: الطَّعْنُ، والذَّبْحُ، وأكْثَرُ مابَقِيَ منَ الماءِ في بَطْنِ الوادِي، ويُحَرَّكُ،
ج: ثِغَابٌ وَأَثْغَابٌ وثُغْبانٌ، بالكسرِ والضمّ.
وتَثَغَّبَتْ لِثَتُهُ بالدم: سالَتْ.
والثِّغَبُ، مُحَرَّكَةً: ذَوْبُ الجَمْد، والغديرُ في ظِلِّ جَبَلٍ.

ج م س (المصباح المنير) [4]


 جَمَسَ: الودك "جُمُوسًا" من باب قعد جمد و "الجَامُوسُ" نوع من البقر كأنه مشتق من ذلك؛ لأنه ليس فيه لين البقر في استعماله في الحرث والزرع والدياسة، وفي التهذيب "الجَامُوسُ" دخيل والجمع "جَوَامِيسُ" تسميه الفرس كاوميش. 

ترز (المعجم الوسيط) [4]


 ترزا وتروزا يبس وَيُقَال ترز لَحْمه صلب وَغلظ وَفُلَان جَاع وَمَات وأذناب الْإِبِل ذهب شعرهَا من دَاء أَصَابَهَا وَفُلَانًا ترزا صرعه ترز:  اللَّحْم ترزا صلب وَالْمَاء وَنَحْوه ترزا جمد 

سيع (مقاييس اللغة) [4]



السين والياء والعين أصلٌ يدلُّ على جريانِ الشيء. فالسَّيْع: الماء الجاري على وجْه الأرض، يقال ساع وانساع.
وانساع الجَمَد: ذاب.
والسَّيَاع: ما يُطيَّن به الحائط.
ويقال إنَّ السَّياع الشحمة تُطلَى بها المزادة.
وقد سَيَّعَت المرأةُ مَزادتَها.

العَمَرَّدُ (القاموس المحيط) [4]


العَمَرَّدُ، كعَمَلَّسٍ: الطَّويلُ من كُلِّ شيءِ،
كالعُمْرودِ، والشَّرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ، والذِّئْبُ الخَبيثُ، والخَبيثُ الدَّاهِيَةُ، والنَّجيبُ الرَّحيلُ من الإِبِلِ، وفَرَسُ وعْلَةَ بنِ شَراحِيل، وبِهاءٍ: أُخْتُ مِشْرَحٍ ومِخْوَسٍ وجَمَدٍ وأبْضَعَةَ الذينَ لَعَنَهُم النبي صلى الله عليه وسلم.

جمس (المعجم الوسيط) [4]


 السّمن وَنَحْوه جمسا وجموسا جمد والنبت ذهبت غضوضته ورطوبته وصلب فَهُوَ جامس وَفِي حَدِيث عمر لما سُئِلَ عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن (إِن كَانَ جامسا ألقِي مَا حوله وَأكل وَإِن كَانَ مَائِعا أريق كُله) جمس:  السّمن وَنَحْوه جموسة جمس فَهُوَ جميس 

صلد (المعجم الوسيط) [4]


 صَلدًا وصلودا صلب وَالْأَرْض لم تنْبت وَفُلَان بخل وجمد على مَاله وقسا قلبه وَالدَّابَّة ضربت بِيَدَيْهَا الأَرْض فِي عدوها والزند صَوت وَلم يور وَفُلَان بيدَيْهِ صفق وأنيابه صوتت وَسمع صريفها وَالشَّيْء برق صلد:  صلودا وصلادة صَار صَلدًا وبخل 

التَّارِزُ (القاموس المحيط) [4]


التَّارِزُ: اليابسُ لا رُوحَ فيه، والمَيِّتُ، والفِعْلُ كضَرَبَ وسَمِعَ.
والتَّرْزُ: الجُوعُ، والصَّرْعُ، وأن تأكُلَ الغَنَمُ حَشيشاً فيه النَّدَى، فَيَقْطَعَ أجوافَها.
والتُّرازُ، كغُرابٍ: القُعَاصُ.
وتَرِزَ الماءُ، كفرِحَ: جَمَدَ. والتُّرُوزُ: الغلَظُ، والاشْتِدادُ.
وأتْرَزَهُ: صَلَّبَهُ، وأيْبَسَهُ.
وتَرِزَتْ أذْنابُ الإِبِلِ: ذَهَبَتْ شُعورُها من داءٍ أصابَها.

رمص (الصّحّاح في اللغة) [4]


أبو زيد: رَمَصَ الله مُصيبَتك يَرْمُصُها رَمْصاُ، أي جَبَرَها.
ورَمَصْتُ بينهم، أي أصلحتُ ورَمَصَتِ الدجاجةُ، أي ذَرَفَتْ. قال ابن السكيت: يقال قَبَحَ الله أمَّا رَمَصَتْ به! أي ولدتْه.
والرَمَصُ بالتحريك: وسخٌ يجتمع في الموقِ فإن سالِ فهو غَمَصٌ، وإن جمد فهو رَمَصٌ.
وقد رَمَصتْ عينُه بالكسر.
والرجل أَرْمَصُ.

ضَمَزَ (القاموس المحيط) [4]


ضَمَزَ يَضْمُزُ ويَضْمِزُ: سَكَتَ، ولم يَتَكَلَّمْ، فهو ضامِزٌ وضَموزٌ،
و~ البعيرُ: أمْسَكَ جِرَّتَهُ في فيه، ولم يَجْتَرَّ،
و~ على مالي: جَمَدَ عليه، ولَزِمَهُ،
و~ على مالِه: شَحَّ،
و~ اللُّقْمَةَ: الْتَقَمها.
والضَّمْزُ: المكانُ الغليظُ، والأَكَمَةُ الخاشِعَةُ، وكلُّ جَبَلٍ مُنْفَرِدٍ، حجَارَتُهُ حُمْرٌ صِلابٌ، ما فيه طينٌ،
كالضَّمُوزِ، الواحدةُ: بهاءٍ.
والضَّمُوزُ: الأَسَدُ.
والضامِزُ: العَيَّابُ للناس.

لثى (الصّحّاح في اللغة) [4]


لَثِيَ الشيءُ بالكسر يَلْثى لَثىً، أي نَدِيَ.
وهذا ثوبٌ لَثٍ، أي ابتلَّ من العرق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخه. قال أبو عمرو: اللثى: ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإذا جمد فهو صُعْرورٌ.
وألْثَتِ الشجرة ما حولها، إذا كانت يقطرُ منها ماء.
واللِثَةُ بالتخفيف: ما حول الأسنان، وأصلها لِثَيٌ، وجمعها لِثاتٌ ولِثًى.

تاع (المعجم الوسيط) [4]


 الجمد وَنَحْوه تيعا وتيعا وتيعانا ذاب وسال وَالْمَاء وَنَحْوه انبسط على وَجه الأَرْض وَالدَّم والقيء خرج والسنبل يبس بعضه وَبَقِي بعضه رطبا وبالشيء أَخذ بِيَدِهِ وَإِلَى الشَّيْء تاق واشتاق وَإِلَى فلَان عجل وَذهب وَالسمن وَنَحْوه تنَاوله بِقِطْعَة خبز يرفعهُ بهَا وَالطَّرِيق قطعه 

ذوب (الصّحّاح في اللغة) [5]


ذاب الشيء يذوب ذَوباً وذوباناً: نقيضُ جَمَدَ، وأَذابَهُ غَيْرُهُ وذَوَّبَهُ، بمعنىً.
وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها. قال ذو الرمّة:
بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ      إذا ذابَتِ الشَمْسُ اتَّقَى صَقَراتِها

 والذَوْبُ: ما في أبياتِ النَحْلِ من العَسَلِ.
والإذوابُ والإذْوابَةُ: الزُبْدُ حين يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْناً. أبو زيد: الإذابةُ: الإغارةُ؛ يقال أذاب علينا بنو فلانٍ، أي أغاروا. قال: ومنه قولُ بشرٍ:
أَتَتْرُكُها مَذْمـومَةً أمْ تُـذيبُـهـا      فكانوا كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ

أي تُنْهِبُها.
وقال غيره: تُثَبِّتُها؛ من قولهم: ذاب لي عليه من الحقّ كذا، إذا وَجبَ عليه وثَبَتَ.
وقال الأصمعي: هو من ذاب نقيض جَمَدَ. المَثَلِ في الزُبْدِ، يقال: ما يَدري أَيُخْثَرُ أم . . . أكمل المادة يُذيبُ، أي لا يدري أيتركها خاثِرَةً أمْ يُذيبُها، وذلك إذا خاف أن يَفْسُدَ الإذْوابُ. ابن السكيت: الذابُ: العيبُ مثل الذامِ، والذَيْمِ والذانِ.

قَرَتَ (القاموس المحيط) [4]


قَرَتَ الدَّمُ، كَنَصَرَ وسَمِعَ، قُرُوتاً: يَبِسَ بعضُهُ على بعضٍ، أو اخْضَرَّ تحتَ الجِلدِ من الضَّرْبِ.
وقَرِتَ، كفَرِحَ: تَغَيَّرَ وجْهُهُ من حُزْنٍ أو غَيْظٍ.
والقارِتُ من المِسْكِ: أجْوَدُهُ، وأجَفُّهُ، والذي يأكُلُ كُلَّ شيءٍ وجَدَه، كالمُقْتَرِتِ.
وقَرَتَيًّا، محرَّكةً: د بِفَلَسْطِينَ.
وقَرَتانُ، محرَّكةً: ع م.
وقاروتُ: حِصْنٌ.
والقَرَتُ، محرَّكةً: الجَمَدُ. والقَريتُ: القَريسُ.
وكغُرابٍ: وادٍ بينَ تِهامَةَ والشَّام م.

الجامُوسُ (القاموس المحيط) [4]


الجامُوسُ: م، مُعَرَّبُ كاوْمِيش
ج: الجَواميسُ، وهي جامُوسَةٌ.
وجُمُوسُ الوَدَكِ: جُمُودُهُ، أو أكثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الماءِ: جَمَدَ، وفي السَّمْنِ وغيرِه: جَمَسَ.
والجامِسُ من النَّباتِ: ما ذَهَبَتْ غُضُوضَتُهُ.
والجُمْسَةُ، بالضم: القِطْعَةُ من الإِبِلِ،
و~ من التَّمْرِ: اليابِسُ، والبُسْرَةُ أرْطَبَ كلُّها، وهي صُلْبَةٌ لم تَنْهَضِمْ بعدُ، وبالفتح: النارُ.
وليلةٌ جُماسِيَّةٌ، بالضم: بارِدَةٌ، يَجْمُسُ فيها الماءُ.
والجَمامِيسُ: جنْسٌ من الكَمْأَةِ لم يُسْمَعْ بواحِدها.
وصَخْرَةٌ جامِسَةٌ: ثابِتَةٌ في مَوْضِعِها.

خشف (المعجم الوسيط) [4]


 خشفا وخشوفا وخشفانا صَوت وتغيب فِي الأَرْض وجال بِاللَّيْلِ وَفِي الأَرْض ذهب فِيهَا وَفِي الشَّيْء دخل فِيهِ وَفِي السّير أسْرع وَالْبرد اشْتَدَّ وَالْمَاء جمد والثلج سمع لَهُ خشفة عِنْد الْمَشْي فِي شدَّة الْبرد وَالدَّلِيل بالقوم خشافة دلهم وَمضى بهم وَالْمَرْأَة بِالْوَلَدِ خشفا رمت بِهِ وَرَأسه بِالْحجرِ شدخه خشف:  الْبَعِير خشفا عَمه الجرب ويبس جلده من الجرب وَالشَّيْء يبس فَهُوَ أخشف (ج) خشف 

هيد (الصّحّاح في اللغة) [4]


هِدْتُ الشيءَ أهيدُهُ هَيْداً: حرَّكتُهُ.
وفي الحديث: "هِدْهُ"، يعنون به المسجد، أي هُدَّهُ ثم أصلِحْهُ.
وتقول: ما يَهيدُني ذلك، أي ما يزعجني وما أكترث له ولا أباليه قال يعقوب: لا ينطق بيهيد إلا بحرف جمد. الجبانُ.
وهَيْدِ وهادِ: زجرٌ للإبل.
وقولهم: ما له هَيْدٌ ولا هادٌ، أي ما يقال له هَيْدِ ولا هادِ.
وأنشد لابن هَرْمة:
فمـا يُقـالُ هَـيْدٌ ولا هـادُ      حتَّى استقامتْ له الآفاقُ طائعةً

أي لا يحرك ولا يمنع من شيء ولا يُزجر عنه. تقول منه: هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُهُ.

خَاسَ (القاموس المحيط) [4]


خَاسَ به خَوْساً: غَدَرَ به، وخانَ،
و~ الجيفَةُ: أرْوَحَتْ،
و~ الشيءُ: كَسَدَ،
و~ بالعَهْدِ: أخْلَفَ.
ومِخْوَسٌ، كمِنْبَرٍ، ومِشْرَحٌ وجَمْدٌ وأبْضَعَةُ: بنو مَعْدِيكَرِبَ، المُلوكُ الأربعةُ الذين لَعَنَهُم رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ولَعَنَ أُخْتَهُمُ العَمَرَّدَةَ.
وفَدُوا مع الأشْعَثِ، فأَسْلَموا، ثم ارْتَدُّوا، فَقُتِلوا يومَ النُّجَيْرِ، فقالتْ نائِحَتُهُمْ:
يا عَيْنُ بَكِّي لي المُلوكَ الأرْبَعَهْ.
والتَّخْوِيسُ في الوِرْدِ: أن تُرْسِلَ الإِبِلَ إلى الماء بَعيراً بعيراً، ولا تَدَعَهَا تَزْدَحِمُ.
والمُتَخَوِّسُ: الذي ظَهَرَ لَحْمُهُ وشَحْمُهُ سِمَناً.

الصَّعَرُ (القاموس المحيط) [5]


الصَّعَرُ، محركةً،
والتَّصَعُّرُ: مَيْلٌ في الوجهِ، أو في أحدِ الشِّقَّيْنِ، أو داءٌ في البَعيرِ، يلوِي عُنُقَه منه، صَعِرَ، كفَرِحَ، فهو أصْعَرُ.
وصَعَّرَ خَدَّه تَصْعِيراً
وصاعَرَهُ وأصْعَرَهُ: أمالَهُ عن النَّظَرِ إلى الناسِ تَهاوُناً من كِبْرٍ، ورُبَّما يكونُ خِلْقَةً.
وقَرَبٌ مُصْعَرٌ، كمُكْرَمٍ: شديدٌ.
والصَّيْعَرِيَّةُ: اعْتِراضٌ في السَّيْرِ، وسِمَةٌ في عُنُقِ الناقةِ لا البَعيرِ.
وأوهَمَ الجوهريَّ بَيْتُ المُسَيَّبِ الذي قال فيه طَرَفَةُ لَمَّا سَمِعَه: قد اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، وتمامُه في ن و ق.
وأحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ: قانِئٌ.
وسَنامٌ صَيْعَرِيٌّ: عظيمٌ.
والصُّعَيْراءُ، كحُمَيْراءَ: ع مُقابِلَ صَعْنَبَى.
وكعَجْلانَ: أرضٌ.
وصُعارَى، بالضم: ع.
والصَّعَرُ، محركةً: صِغَرُ الرأسِ، وأكلُ الصَّعارِيرِ.
والصُّعْرورُ والصُّعُرُّرُ، بالضَّمَّاتِ وتشديدِ الراءِ الأُولى: ما جَمَدَ . . . أكمل المادة من اللَّثَا، والصَّمْغُ الطويلُ الدَّقيقُ المُلْتَوِي، وشيءٌ أصْفَرُ غليظٌ يابسٌ فيه رَخاوَةٌ، وبَلَلٌ يَخْرُجُ من الإِحْليلِ، أو أولُ ما يُحْلَبُ من اللِّبَأ، وحَمْلُ شجرةٍ يكونُ مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ ونحوهِ مما فيه صلابَةٌ، أو الصَّمْغُ عامَّةً
ج: صَعارِيرُ.
وضَرَبَهُ فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّرَ: اسْتدارَ من الوجعِ مكانَهُ، وتَقَبَّضَ.
وسَمَّوْا: أصْعَرَ وصَعْرانَ.
وكزُبَيْرٍ: جَدٌّ لأبي ذَرٍّ، ووالدُ ثَعْلَبَةَ الصحابِيِّ، وعُقْبَةَ المحدِّثِ.
والصُّعْرُورَةُ، بالضم: دُحْرُوجَةُ الجُعَلِ.
وصَعْرَرْتُهُ فَتَصَعْرَرَ: دَحْرَجْتُه فَتَدَحْرَجَ واسْتدارَ
والصَّعارِيرُ: ما جَمَدَ من اللَّثَا.

ذوب (لسان العرب) [5]


الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ. ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً: نَقيض جمَدَ. غيرُه، وأَذَبْته، وذَوَّبْته، واسْتَذَبْته: طَلَبْت منه ذاكَ، على عامَّة ما يدُلُّ عليه هذا البِـناءُ.
والـمِذْوَبُ: ما ذَوَّبْتُ فيه.
والذَّوْبُ: ما ذَوَّبْت منه.
وذاب إِذا سال.
وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قال ذو الرُّمة: إِذا ذابتِ الشمسُ، اتَّقى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبُوعِ الصَّريمةِ، مُعْبِلِ وقال الرَّاجز: وذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ ويقال: هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الـحَرِّ؛ قال الشاعر: وظَلْـماءَ، من جَرَّى نَوارٍ، سَرَيْتُها، * وهَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ، لا أَقِـيلُها والذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ وقيل: هو ما في أَبياتِ النَّحْل من العَسَلِ خاصَّة؛ وقيل: هو العَسَل الذي خُلِّص من شَمْعِه ومُومِه؛ قال الـمُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ: شِرْكاً . . . أكمل المادة بماءِ الذَّوْب، تَجْمَعُه * في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ أَيْمن: موضع. أَبو زيد قال: الزُّبْدُ: حين يَحْصُلُ في البُرْمة فيُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّـبَنُ بالزُّبْدِ، قيل: ارْتجَنَ.
والإِذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ.
وذَابَ إِذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ، وهو العَسَل.
ويقال في الـمَثل: ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وذلك عند شدَّةِ الأَمر؛ قال بشر بن أَبي خازم: وكُنْـتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ، * أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها؟ أَي: لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرةً أَم تُذِيبُها؟ وذلك إِذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ.
وقال أَبو الهيثم: قوله تُذِيبُها تُبْقيها، من قولك: ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِـيَ.
وقال غيره: تُذِيبُها تُنْهِبُها.
والـمِذْوَبةُ: الـمِغْرَفَةُ، عن اللحياني.
وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل، وما ذابَ في يدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل.
والإِذابةُ: الإِغارةُ.
وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وفي حديث قس: أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِـيبَ صَداكُما أَي: أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة.
والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ لا مصدَر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم، وشرح قوله: أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها؟ فقال: أَي تُنْهِبُها؛ وقال غيره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لي عليه من الـحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَـبَتَ.
وذابَ عليه من الأَمْركذا ذَوْباً: وجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ وبَرَدَ.
وقال الأَصمعي: هو مِن ذابَ، نَقِـيض جَمَدَ، وأَصلُ الـمَثَل في الزُّبْدِ.
وفي حديث عبداللّه: فيَفْرَحُ الـمَرْءُ أَن يَذُوبَ له الـحَقُّ أَي يَجِبَ.
وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة.
ويقال: ذابَتْ حدَقَة فلان إِذا سالَتْ.
وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِـينَةٌ، وليست في غايةِ السِّمَنِ.
والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وقيل: هو الشَّعَر على عُنُقِ البَعِـيرِ ومِشْفَرِه، وسنذكر ذلك في الذِّيبانِ، لأَنهما لغتان، وعسى أَن يكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما على صاحِـبَتها.
وفي الحديث: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهي له. الذَّوْبة: بقيَّة المال يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِـيها؛ والـمَأْثَرة: الـمَكْرُمة.
والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ.
وفي حديث ابن الـحَنَفِـيَّة: أَنه كان يُذَوِّبُ أُمـَّه أَي يَضْفِرُ ذَوائبَها؛ قال: والقياس يُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عين الذُّؤَابةِ همزة، ولكنه جاءَ غيرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، على خلافِ القياس.
وفي حديث الغار: فيُصْبِـحُ في ذُوبانِ الناسِ؛ يقال لصَعالِـيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، ولكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.

جسا (لسان العرب) [4]


جَسَا: ضِدُّ لَطُفَ، وجَسَا الرجلُ جَسْواً وجُسُوّاً: صَلُبَ.
ويَدٌ جاسِيَةٌ:يابسة العظام قليلة اللحم.
وجَسِيَتِ اليَدُ وغيرُها جُسُوّاً وجَساً: يَبِسَتْ.
وجَسا جُسُوّاً: بلغ غاية السِّنِّ.
وجَسا الماءُ: جَمُدَ. جاسِيَةُ القوائم: يابستُها.
ورِماحٌ جاسِيَةٌ: كَزَّةٌ صُلْبة، وقد ذكر بعض ذلك في باب الهمز.
والجَيْسُوانُ، بضم السين: جنس من النَّخْلِ له بُسْرٌ جَيِّدٌ، واحدته جَيْسُوانةٌ؛ عن أَبي حنيفة.
وقال مرة: سمي الجَيْسُوانَ لطُول شَماريخه، شُبِّه بالذَّوائب، قال: والذَّوائبُ بالفارسية كَيْسُوان.

القَنْدُ (القاموس المحيط) [4]


القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْديدُ: عَسَلُ قَصَبِ السُّكَّرِ إذا جُمِّدَ، مُعَرَّبٌ.
وسَويقٌ مُقَنَّدٌ ومَقْنودٌ ومُقَنْدًى.
والقِنْديدُ: الوَرْسُ، والخَمْرُ، أو عصيرٌ يُجْعَلُ فيه أفْواهٌ ثم يُفْتَقُ، والعَنْبَرُ، والكافورُ، والمِسْكُ، وطيبٌ يُعْمَل بالزَّعْفَرانِ، وحالُ الرَّجُلِ حَسَنَةً أو قبيحةً، كالقِنْدِدِ.
والقِنْدَأْوُ: في الهمْزِ.
وسَمَرْقَنْدُ: في الراء.
وقَنادٌ، كسَحابٍ: ع شرقِيَّ واسِطَ.
ومحمدُ بنُ سعيدِ بنِ قَنْدٍ: مُحَدِّثٌ.
وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: تَمْرٌ.
وأبو القُنْدَيْنِ، بالضم، الأَصْمَعِيُّ: كُنِيَ به لعِظَمِ
قُنْدَيْهِ، أي: خُصْيَيْهِ.
وجاءَ بالأَمْرِ على قَناديدِهِ، أي: وجْهِهِ.

عقد (المعجم الوسيط) [3]


 السَّائِل عقدا غلظ أَو جمد بالتبريد أَو التسخين (مج) والزهر تضامت أجزاؤه فَصَارَ ثمرا وَلفُلَان على الْبَلَد ولاه عَلَيْهِ وَالْحَبل وَنَحْوه جعل فِيهِ عقدَة وَيُقَال عقد ناصيته غضب وتهيأ للشر وطرفي الْحَبل وَنَحْوه وصل أَحدهمَا بِالْآخرِ بعقدة تمسكهما فأحكم وصلهما وَالْبناء ألصق بعض حجارته بِبَعْض بِمَا يمْسِكهَا فأحكم إلصاقها وبناه مقوسا والتاج فَوق رَأسه عصبه بِهِ وَالْبيع وَالْيَمِين والعهد أكده وَقَلبه على الشَّيْء لزمَه عقد:  الشَّيْء عقدا التوى كَأَن فِيهِ عقدَة وَالرجل كَانَ فِي لِسَانه حبسة وعقدة وَاللِّسَان احْتبسَ فَهُوَ أعقد وَعقد وَهِي عقدَة وعقداء 

جمس (لسان العرب) [4]


الجامِسُ من النبات: ما ذهبت غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا.
وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس: جَمَدَ، وكذا الماءُ، والماءُ جامِسٌ أَي جامد، وقيل: الجُمُوسُ للودك والسمن والجُمُودُ للماء؛ وكان الأَصمعي يعيب قول ذي الرمة: ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول: إِنما الجُموس للودك.
وسئل عمر، رضي اللَّه عنه، عن فأْرَة وقعت في سمن، فقال: إِن كان جامِساً أُلْقيَ ما حوله وأُكلَ، وإِن كان مائعاً أُريقَ كله؛ أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِيَ وكان باقيه طاهراً، وإِن كان ذائباً حين مات فيه نَجُسَ كله.
وجَمَس وجَمَدَ بمعنى واحد.
ودَمٌ جَمِيسٌ: يابس.
وصخرة جامسة: يابسة لازمة . . . أكمل المادة لمكانها مقشعرّة.
والجُمْسَةُ: القطعة اليابسة من التمر.
والجُمْسَةُ: الرُّطَبَة التي رَطُبَتْ كلها وفيها يُبْسٌ. الأَصمعي: يقال للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ وهي صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهي جُمْسَة، وجمعها جُمْسٌ.
وفي حديث ابن عمير: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ وتريد بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ، وإِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد؛ قال ابن الأَثير: قاله الخطابي، قال: وقال الزمخشري الجَمْسُ، بالفتح، الجامد، وبالضم: جمع جُمْسَة، وهي البُسْرَة التي أَرْطَبت كلُّها وهي صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ.
والجاموس: الكَمْأَةُ. ابن سيده: والجَمامِيسُ الكمأَة، قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ أَنشد أَبو حنيفة عن الفراء: ما أَنا بالغادي، وأَكْبَرُ هَمِّه جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ والجامُوسُ: نوع من البَقر، دَخيلٌ، وجمعه جَوامِيسُ، فارسي معرّب، وهو بالعجمية كَوامِيشُ.

ذَابَ (القاموس المحيط) [3]


ذَابَ ذَوْبَاً وذَوَباناً، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ جَمَدَ، وأذَابَهُ غيْرُهُ وذَوَّبَهُ،
و~ الشمسُ: اشْتَدَّ حَرُّها،
و= دَامَ على أكْلِ العَسَلِ، وحَمُقَ بعد عَقْلٍ،
و~ عليه حَقٌّ: وجَبَ.
وما ذَابَ في يَدِي منه خَيْرٌ: ما حَصَلَ.
واسْتَذبْتُه: طَلَبْتُ منه الذَّوْبَ.
والذَّوْبُ: العَسَلُ، أو ما في أبْيَاتِ النَّحْلِ، أو ما خَلَصَ من شَمْعِهِ.
والمِذْوَبُ، بالكسرِ: ما يُذَابُ فيه، وبِهاءٍ: المِغْرَفَةُ.
ولإِذْوابُ والإِذْوابَةُ، بكسرِهما: الزُّبْدُ يُذَابُ في البُرْمَةِ لِلسَّمْنِ، فلا يَزَالُ ذلك اسْمَهُ حتى يُحْقَنَ في سِقاءٍ.
وأذابُوا عليهم: أغارُوا،
و~ أمْرَهُمْ: أصْلَحُوهُ.
والذُّوبانُ، بالضمِّ،
والذِّيبانُ، بالكسرِ: بَقِيَّةُ الوَبَرِ أو الشَّعَرِ على عُنُقِ الفَرَسِ أو البَعيرِ.
والذَّابُ: العَيْبُ.
وناقَةٌ ذَوُوبٌ، كَصَبُورٍ: سَمينَةٌ.
وكَشَدَّادٍ: . . . أكمل المادة صَحابِيُّ.
وذَوَّبَهُ تَذْوِيباً: عَمِلَ له ذُوابَةً، والأصلُ الهَمْزُ، ولكِنَّهُ جاءَ على غيرِ قِياسٍ.

خشف (لسان العرب) [4]


الخَشْفُ: الـمَرُّ السريعُ.
والخَشُوفُ من الرجال: السريعُ.
وخَشَفَ في الأَرض يَخْشُفُ ويَخْشِفُ خُشوفاً وخَشَفاناً، فهو خَاشِفٌ وخَشوفٌ وخَشِيفٌ: ذَهَب. أَبو عمرو: رجل مِخَشٌّ مُخْشَفٌ وهو الجَريءُ على هَوْلِ الليل.
ورجل خَشُوفٌ ومِخْشَفٌ: جريء على الليل طُرَقَةٌ.
وحكى ابن بري عن أَبي عمرو: الخَشُوفُ الذاهبُ في الليل أَو غيره بجُرْأَةٍ؛ وأَنشد لأَبي الـمُساوِرِ العَبْسِيّ: سرينا، وفِينا صارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ، سَرَنْدَى خَشُوفٌ في الدُّجى، مُؤْلِفُ القفرِ وأَنشد لأَبي ذؤيب: أُتِيحَ له من الفِتْيانِ خِرْقٌ أَخُو ثِقةٍ وخِرّيقٌ خَشُوفُ ودليلٌ مِخْشَفٌ: ماضٍ.
وقد خَشَفَ بهم يَخشِفُ خَشافةً وخَشَّفَ وخَشَفَ في الشيء وانْخَشَفَ، كلاهما: دَخَل فيه؛ قال: وأَقْطَعُ الليلَ، إذا ما أَسْدَفا، وقَنَّعَ الأَرضَ قِناعاً مُغْدَفا وانْغَضَفَتْ لِمُرْجَحِنٍّ . . . أكمل المادة أَغْضَفا جَوْنٍ، تَرى فيه الجِبالَ خُشَّفا والخُشّافُ: طائر صغيرُ العَيْنَينِ. الجوهري: الخُشّافُ الخُفّاشُ، وقيل الخُطَّافُ. الليث: الخَشَفانُ الجَوَلانُ بالليل، وسُمّي الخُشّافُ به لخَشَفانِه، وهو أَحْسَنُ من الخُفّاشِ. قال: ومن قال خُفّاشٌ فاشْتِقاقُ اسمه من صِغَر عَينيه.
والخَشْفُ والخِشْفُ: ذُبابٌ أَخْضر.
وقال أَبو حنيفة: الخُشْفُ الذبابُ الأَخضر، وجمعه أَخْشافٌ.
والخِشْفُ: الظَّبْيُ بعد أَن يكون جَِدايةً، وقيل: هو خِشْفٌ أَوَّلَ ما يولد، وقيل: هو خشف أَوَّل مَشْيِه، والجمع خِشَفةٌ، والأَنثى بالهاء. الأَصمعي: أَوَّلَ ما يولد الظبيُ فهو طَلاً، وقال غير واحد من الأَعراب: هو طَلاً ثم خشْفٌ.
والأَخْشَفُ من الإبل: الذي عَمَّه الجَرَبُ. الأَصمعي: إذا جَرِبَ البعيرُ أَجْمَعُ فيقال: أَجْرَبُ أَخْشَفُ، وقال الليث: هو الذي يَبِسَ عليه جَرَبَهُ؛ وقال الفرزدق: على الناسِ مَطْلِيُّ الـمَساعِرِ أَخْشَفُ والخُشَّفُ من الإبل: التي تسير في الليل، الواحد خَشُوفٌ وخاشِفٌ وخاشِفةٌ؛ وأَنشد: باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقطا عَجَمْجَماتٍ، خُشَّفاً تحْتَ السُّرى قال ابن بري: الواحد من الخُشَّفِ خاشِفٌ لا غير، فأَمّا خَشُوفٌ فجمعه خشُفٌ، والوَرِشاتُ: الخِفافُ من النوقِ، والخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ، وهو الذُّلُّ.
والأَخاشِفُ، بالشين: العَزازُ الصُّلْبُ من الأَرض، وأَما الأَخاسِفُ فهي الأَرض اللَّيِّنةُ.
وفي النوادر: يقال خَشَفَ به وخَفَشَ به وحَفَشَ به ولَهَطَ به إذا رَمَى به.
وخَشَفَ البرْدُ يَخْشُفُ خَشْفاً: اشْتَدَّ.
والخَشَفُ: اليُبْسُ.
والخَشَفُ والخَشِيفُ: الثلْجُ، وقيل: الثلج الخَشِنُ، وكذلك الجَمْدُ الرِّخْو، وقد خَشَفَ يَخْشِفُ ويَخْشُفُ خُشُوفاً.
وقال الجوهري: خَشَفَ الثلْجُ وذلك في شدَّةِ البَرْدِ تَسْمَعُ له خَشْفة عند الـمَشْيِ؛ قال: إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السماءَ بشَتْوةٍ، على حِينَ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ قال: إنما نَصَبَ حين لأَنه جَعَلَ على فَضْلاً في الكلام وأَضافَه إلى جملة فتُركت الجملة على إعرابها كما قال الآخر: على حِينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أُمُورِهم، فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثْعالِبِ ولأَنه أُضِيفَ إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل، فلم يوفَّرْ حظُّه من الإعرابِ؛ قال ابن بري: البيت للقطامي والذي في شعره: إذا كبَّدَ النجمُ السماء بسُحْرةٍ قال: وبنى حين على الفتح لأَنه أَضافه إلى هرَّ وهو فعل مبني فبُني لإضافته إلى مبني؛ ومثله قول النابغة: على حينَ عاتَبْتُ الـمَشِيبَ على الصِّبا وماءٌ خاشِفٌ وخَشْفٌ: جامِدٌ.
والخَشِيفُ من الماء: ما جرى في البَطْحاء تحتَ الحَصى يومين أَو ثلاثةً ثم ذهب. قال: وليس للخشيف فعل، يقال: أَصبح الماءُ خَشِيفاً؛ وأَنشد: أَنـْتَ إذا ما انْحَدَرَ الخَشِيفُ ثَلْجٌ، وشَفَّانٌ له شَفِيفُ والخَشَفُ: اليُبْسُ؛ قال عمرو بن الأَهتم: وشَنَّ مائِحةً في جِسْمِها خَشَفٌ، كأَنـَّه بِقِباصِ الكَشْحِ مُحْتَرِقُ والخَشْفُ والخَشْفةُ والخَشَفةُ: الحركة والحِسُّ.
وقيل: الحِسُّ الخَفِيُّ.
وخَشَفَ يَخْشِفُ خَشْفاً إِذا سُمع له صَوت أَو حَركة.
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: ما دَخَلْتُ مَكاناً إلا سمعت خشفة فالتَفَتُّ فإذا بلال.
ورواه الأَزهري: أَنه صلى اللّه عليه وسلم، قال لِبلالٍ: ما عَمَلُك؟ فإني لا أَراني أَدخلُ الجنة فأَسْمَعُ الخَشْفَةَ فأَنظُرُ إلا رأَيتُكَ؛ قال أَبو عبيد: الخَشْفةُ الصوت ليس بالشديد، وقيل: الصوتُ، ويقال خَشْفةٌ وخَشَفَةٌ للصوت.
وروى الأَزهري عن الفراء أَنه قال: الخَشْفةُ، بالسكون، الصوتُ الواحدُ.
وقال غيره: الخشَفة، بالتحريك، الحِسُّ والحركة، وقيل: الحِسُّ إذا وقَع السيفُ على اللحم قلتَ سمعت له خَشْفاً، وإذا وقَع السيفُ على السِّلاح قال: لا أَسمع إلا خَشْفاً.
وفي حديث أَبي هريرة: فسَمِعَتْ أُمـّي خَشْفَ قَدَمَيَّ.
والخَشْفُ: صوت ليس بالشديد.
وخَشْفَةُ الضَبُعِ: صَوْتُها.
والخَشْفةُ: قُفٌّ قد غَلَبَتْ عليه السُّهُولةُ.
وجِبالٌ خُشَّفٌ: مُتواضِعةٌ؛ عن ثعلب، وأَنشد: جَوْنٍ تَرى فيه الجِبالَ الخُشَّفا، كما رأَيتَ الشَّارِفَ الـمُوَحَّفا وأُمُّ خَشَّافٍ: الدّاهِيةُ؛ قال: يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا، وأُمّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا ويقال لها أَيضاً: خَشّاف، بغير أُم.
ويقال: خاشَفَ فلان في ذِمَّته إذا سارَعَ في إخْفارِها، قال: وخاشَفَ إلى كذا وكذا مِثْلُه.
وفي حديث معاوية: كان سَهْم بن غالِبٍ من رُؤوس الخَوارِج، خرج بالبصرة فآمَنَه عبدُ اللّه بن عامر فكتب إليه معاويةُ: لو كنتَ قَتَلْتَه كانت ذِمّةً خاشَفْتَ فيها أَي سارَعْتَ إلى إخْفارها. يقال: خاشَفَ إلى الشرِّ إذا بادَرَ إليه؛ يريد: لم يكن في قَتْلِكَ له إلا أَن يقالَ قد أَخْفَرَ ذِمَّتَه.
والـمَخْشَفُ: النَّجْرانُ (* قوله «والمخشف النجران» كذا بالأصل.
وفي القاموس مع شرحه: والمخشف كمقعد: اليخدان؛ عن الليث، قال الصاغاني: ومعناه موضع الجمد. قلت: واليخ بالفارسية الجمد، ودان موضعه. هذا هو الصواب وقد غلط صاحب اللسان فقال هو النجران.) الذي يَجْري فيه البابُ، وليس له فعل.وسيف خاشِفٌ وخَشِيفٌ وخَشُوفٌ: ماضٍ.
وخَشَفَ رأْسَه بالحجر: شَدَخَه، وقيل: كل ما شُدِخَ، فقد خُشِفَ.
والخَشَفُ: الخَزَفُ (* قوله «والخشف الخزف» في شرح القاموس الصواب: الخسف، بالسين المهملة.)، يمانية؛ قال ابن دريد: أَحْسَبُهم يَخُصُّون به ما غَلُظَ منه.
وفي حديث الكعبة: إنها كانت خَشَفةً على الماء فدُحِيَتْ عنها الأَرضُ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي الخَشَفةُ واحدة الخَشَف، وهي حجارة تنبت في الأَرض نباتاً، قال: وتروى بالحاء المهملة وبالعين بدل الفاء، وهي مذكورة في موضعها.

كبرت (لسان العرب) [3]


الكِبْريتُ: من الحجارة المُوقَد بها؛ قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً. الليث: الكِبْريت عَينٌ تجْري، فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ كِبْريتاً أَبيضَ وأَصفَرَ وأَكْدَرَ. قال أَبو منصور: يقال كَبْرَتَ فلانٌ بعيرَه إِذا طَلاه بالكِبْريتِ مَخلُوطاً بالدَّسم. التهذيب: والكِبْريتُ الأَحمرُ يقال هو من الجَوْهر، ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّتِ، وادي النمل الذي مَرَّ به سليمان،على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ ويقال في كل شيء كِبْريتٌ، وهو يُبْسُه، ما خلا الذَّهَبَ والفضة، فإِنه لا ينكسر، فإِذا صُعِّدَ، أَي أُذِيبَ، ذهَبَ كِبْريتُه.
والكِبْريتُ: الياقوتُ الأَحمرُ.
والكِبْريتُ: الذهبُ الأَحمر؛ قال رؤبة:هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ قال ابن الأَعرابي: ظَنَّ رؤبةُ أَن . . . أكمل المادة الكِبْريتَ ذهبٌ.

قرس (الصّحّاح في اللغة) [3]


القَرْسُ: البرد الشديد. قال الشاعر:
إذا اصفرَّ آفاقُ السماءِ من القَـرْسِ      مَطاعينُ في الهَيْجا مطاعيم في القِرى

يقال: ليلةٌ ذات قَرْسٍ، أي بردٍ.
وقد قَرَسَ البرد يَقْرِسُ قَرْساً: اشتدَّ.
وفيه لغةٌ أخرى: قَرِسَ البردُ قَرَساً.
وقال أبو زُبَيد:
كما تَصَلَّى المَقْرورُ من قَرَسِ      وقد تَصَلَّيْتُ حَـرَّ حَـرْبِـهِـم

وقال ابن السكيت: القَرَسُ: الجامد.
والبردُ اليومَ قارِسٌ وقَريسٌ، ولا تقل: قارِصٌ.
وقَرَسَ الماء، أي جَمَدَ. الماء اليومَ قَريساً وقارِساً، أي جامداً.
ومنه قيل: سمكٌ قَريسٌ.
وأقْرَسَهُ البرد وقَرَّسَهُ تَقْريساً. يقال: قَرَّسْتُ الماء في الشَنِّ، إذا برَّدتَه.
والقُراسِيَةُ من الإبل: الضخم الشديد.

ج - س - م (جمهرة اللغة) [3]


والجَمْس من قولهم: جَمَسَ السمنُ وغيره يجمُس جُموساً أجمس، وجَمْساً، إذا جَمَدَ، ولا يكادون يقولون ذلك للماء. وكان الأصمعي يعيب ذا الرُّمّة في قوله: ونَقري سديفَ اللَّحم والماءُ جامسُ فيقول: هذا غلط فعنده أن الجمود للماء والجُموس لغيره. والجُمْسة: القطعة اليابسة من التمر أتانا بجُمسة، أي بقطعة. والسَّجْم: مصدر سَجَمَ الماءُ يسجُم سَجْماً وسُجوماً، والماء ساجِم وكذلك الدمع. وعين سَجوم، وقالوا: سَجَمَها غيرُه وأسجمَها. والسَّمِج: معروف سَمِجُ الوجهِ من قوم سَماجى وسَمِجين، وأجاز أبو زيد: قوم سِماج لأنه أجاز سَميجاً وسِماجاً، مثل قبيح وقِباح. قال الهذلي: فإنْ تَصرِمي حَبلي وإن تتبدَّلي ... خليلاً، ومنهم صالحٌ وسَميجُ

صعر (الصّحّاح في اللغة) [3]


الصَعَرُ: الميل في الخَدِّ خاصةً.
وقد صَعَّرَ خَدَّه وَصاعَرَهُ، أي أمالَه مر الكِبْرِ.
ومنه قوله تعالى: "ولا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للناسِ".
وقال الشاعر:
أَقَمْنا له من دَرْئِهِ فتَقَوَّما      وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ

وفي الحديث: "ليس فيه إلا أَصْعَرُ أو أَبْتَرُ"، أي ليس فيه إلاَّ ذاهبٌ بنفسه أو ذليلٌ.
وربَّما كان الإنسانُ والظليم أَصْعَرَ، خِلْقةً.
وقول الراجز:
      وقد قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرّاً

يعني شديداً.
والصَيْعَريَّةُ: اعتراضٌ في السَيْرِ، وهو من الصَعَرِ.
والصَيْعَرِيَّةُ: سِمَةٌ في عُنق البعير. قال الشاعر:  
بناجٍ عليه الصَيْعَرِيَّةُ مُكْـدَمِ      وقد أَتَناسى الهَمَّ عند احْتِضارِهِ

والصُعْرورُ: قِطعة من الصمغ فيها طولٌ والتواء.
وقال أبو عمرو: الصَعاريرُ ما جَمَدَ من اللَثى.
وصَعْرَرْتُ الشيء فَتَصَعْرَرَ، أي استدار. قال . . . أكمل المادة الراجز:
      سودٌ كحَبِّ الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ

ترز (لسان العرب) [3]


التَّارِزُ: اليابس الذي لا رُوحَ فيه. تَرِزَ تَرْزاً وتُرُوزاً.
وتَرِزَ: ماتَ ويَبِسَ؛ قال أَبو ذؤيب: فَكَبا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزُ بالخَبْتِ، إِلاَّ أَنه هو أَبْرَعُ وتَرَزَ الماءُ إِذا جَمَدَ. قال أَبو منصور: ومنهم من أَجاز تَرَزَ، بالفتح، إِذا هَلَكَ.
وتَرَزَ اللحمُ: صَلُبَ.
وكلُّ قويّ صُلْب تارِزٌ.
وأَتْرَزَتِ المرأَة عجينها، وأَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفَرسِ: أَيْبَسَه. ابن سيده: وأَتْرَزَ الجَرْيُ لحم الدابة: صَلَّبَهُ، وأَصله من التَّارِزِ اليابس الذي لا رُوحَ فيه؛ قال امرؤ القيس: بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها كُمَيْتٍ، كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سَمَّوا الموتَ تارِزاً؛ قال الشماخ: كأَنَّ الذي يَرْمي من الموت تارِزٌ وفي حديث مجاهد: . . . أكمل المادة لا تقوم الساعة حتى يَكْثُرَ التُّرازُ؛ هو بالضم والكسر: موت الفجأَة؛ وأَصله من تَرَزَ الشيءُ إِذا يَبِسَ، وسُمِّيَ المَيِّتُ تارزاً لأَنه يابِسٌ.
وفي حديث الأَنصاري الذي كان يَسْتَقي لِيَهُودِيٍّ كلَّ دلو بتمرة: واشترط أَن لا يأْخذ تمرةً تارِزَةً أَي حَشَفَةً يابسةً.

خوس (العباب الزاخر) [4]


خاسَ به يَخوسُ ويَخيسُ خَيْساً: غَدَرَ به.
والخَوْس: الخيانة. ومِخْوَس -بكسر الميم- ومِشرَح وجَمَدٌ وأبْضَعَة: بنو مَعْدي كَرِب بن وَليعة بن شُرَحبيل بن معاويَة بن حُجرٍ القَرِدِ، وهم الملوك الأربعة الذين لعنهُم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولعن أختَهُم العَمَرَّدَة، كان لكل واحدٍ منهم وادٍ يملكه بما فيه، وفدوا مع الأشعث فأسْلَموا، ثمَّ ارتَدّوا فَقُتِلوا يوم النُّجَير، قالَت نائِحَتُهُم:
يا عينُ بَكِّي لي الملوك الأربـعة      مِخوَساً ومِشرَحاً وجَمَداً وأبْضَعَهْ

وقال ابن فارس: خاسَتِ الجيفة: في أوَّلِ ما تُرْوِح، قال: وقال ابن قتيبة: خاس الشيء: إذا كَسَدَ حتى فَسَدَ، ثُمَّ حُمِلَ على هذا فقيل: خاسَ بعهدِهِ إذا أخْلَفَ وخان، . . . أكمل المادة وهذه كلمات يشترِكُ فيها الواو والياء وهما متقارِبَتان، وحَظُّ الياء فيها أكثر. والتَّخويس في الوِرْدِ: كالتَّخويص؛ وذلك أن يُرْسِلَ إلى الماء بعيراً بعيرا ولا يدعها تزدحم على الماء. والمُتَخَوِّس: الذي قد ظَهَرَ لحمُه وشحمُه من السِّمَنِ. والتركيب يدُلُّ على الفساد.

القَشْعُ (القاموس المحيط) [3]


القَشْعُ، بالفتح: الفَرْوُ الخَلَقُ، القِطْعَةُ منه: بهاءٍ، وكُناسةُ الحَمَّامِ، ويُثَلَّثُ، والأحمقُ لأنَّ عَقْلَه قد تَقَشَّعَ عنه، وريشُ النَّعامِ، والنُّخامةُ تُرْمَى،
كالقِشْعَةِ، بالكسر.
وكثُمامةٍ: بيتٌ من جِلْدٍ،
ج: قُشوعٌ، والنِطَعُ، أو قِطْعَةٌ من نِطَعٍ خَلَقٍ، والقِرْبَةُ اليابِسَةُ، والرَّجُلُ المُنْقَشِعُ لَحْمُهُ كِبَراً، وهي: بهاءٍ، الحِرْباءُ، والسَّحابُ الذاهِبُ المُنْقَشِعُ عن وجهِ السماءِ، ويُكْسَرُ، والزِّنْبيلُ، وذَكَرُ الضِّباعِ، وما جَمَدَ من الماءِ رَقيقاً على شيءٍ، وما تَقَلَّفَ من يابِسِ الطينِ، والقِطْعَةُ منه: قَشْعَةٌ، وما تَقْشَعُ من وجهِ الأرضِ بيَدِكَ ثُم تَرْمِي به، والجِلْدُ اليابِسُ،
ج: كعِنَبٍ.
وقَشَعَ القومَ، كَمَنَعَ: فَرَّقَهُم فأقْشَعوا، نادِرٌ،
و~ الريحُ السَّحابَ: كشَفَتْهُ،
كأَقْشَعَتْهُ، . . . أكمل المادة فأَقْشَعَ وانْقَشَعَ وتَقَشَّعَ،
و~ الناقَةَ: حَلَبَهَا.
والقَشْعَةُ: الكَشوثاءُ، والعَجوزُ، وبالكسرِ والفتحِ: القِطْعَةُ من السَّحابِ تَبْقَى بعد انْقِشاعِ الغَيْمِ، والقِطْعَةُ من الجِلْدِ اليابِسِ، جَمْعُ المَكْسورِ: كعِنَبٍ، والمَفْتوحِ: كجِبالٍ.
وشاةٌ قَشِعَةٌ، كفرِحَةٍ: غَثَّةٌ.
والقَشِعُ، ككتِفٍ: اليابِسُ، والرجُلُ لا يَثْبُتُ على أمرٍ.
وما عليه قِشَاعٌ كقِزاعٍ زِنَةً ومَعْنىً.
وكغُرابٍ: صَوْتُ الضَّبُعِ الأُنْثَى.
وقَشِعَ، كسمِعَ: جَفَّ.
وكَلأَ قَشيعٌ، كأميرٍ: مُتَفَرِّقٌ.
وهو أقْشَعُ منه: أشْرَفُ.
وأقْشَعوا: تَفَرَّقُوا،
و~ عن الماءِ: أقْلعوا.

سيع (لسان العرب) [4]


السَّيْعُ: الماءُ الجاري على وجه الأَرض، وقد انساع.
وانساع الجَمَدُ: ذابَ وسال.
وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ، كلاهما: اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض، وهو مذكور في الصاد، وسرابٌ أَسْيَعُ؛ قال رؤبة: فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا، شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا وقيل: أَفعل هنا للمفاضلة، والانْسِياعُ مثله.
والسَّياعُ والسِّياعُ: الطينُ، وقيل: الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال القطامي: فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها، كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وهو مقلوب، أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر، تقول منه: سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين.
وقال أَبو حنيفة: السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر؛ وأَنشد لرجل من بني . . . أكمل المادة ضبة:فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه هذاذَيْكَ، حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ: طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً.
والسياع: الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده؛ قال: كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وقيل: إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين، والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ. قال ابن بري: أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر، وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء، بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر، قال: وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها، وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به؛ قال الأَزهري: السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ، تقول: سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً؛ وقول رؤْبة: مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قال يصفه بالرِّقَّةِ.
وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً: طَيَّنَه بالسّياعِ.
والمِسْيعة: المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها.
وسَيَّعَ الجُبَّ: طينه بطين أَو جص.
وساعَ الشيءُ يَسِيعُ: ضاعَ، وأَساعَه هو؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري: وكَفاني اللهُ ما في نفسِه، ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ أَي لا يُضَيَّعُ.
وناقة مِسْياعٌ: تصبر على الإِضاعة والجَفاءِ وسُوءِ القيام عليها.
وفي حديث هشام في وصف ناقة: إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تحتمل الضيعة وسوءَ الوِلاية، وقيل: ناقة مِسْياعٌ وهي الذاهبة في الرَّعْي.
وقال شمر: تَسِيعُ مكان تسُوعُ، قال: وناقة مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتى يأْكلها السبع.ويقال: رُبَّ ناقة تُسيع وَلَدَها حتى يأْكله السِّباعُ؛ ومن الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ؛ قال:ويْلُ مِّ أَجْيادَ شاةً شاةً مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ، قَليلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ وأُم أَجْياد: اسم شاة.
وقد أَضَعْتُ الشيء وأَسَعْتُه.
ورجل مِسْياعٌ: وهو المِضْياعُ للمال.
وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه.
وتَسَيَّعَ البقْلُ: هاجَ.
وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ: أَساء حفظها فضاعَتْ وأَهْمَلَها، وساعت هي تَسُوعُ سَوْعاً.
والسَّياعُ: شجر البانِ، وهو من شجر العِضاه له ثمر كهيئة الفُسْتُق، قال: ولِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ.

س ي ل (المصباح المنير) [2]


 السَّيْلُ: معروف وجمعه "سُيُولٌ" وهو مصدر في الأصل من "سَالَ" الماء "يَسِيلُ" "سَيْلاً" من باب باع و "سَيَلانًا" إذا طغا وجرى ثم غلب "السَّيْلُ" في المجتمع من المطر الجاري في الأودية و "أَسَلْتُهُ" "إِسَالَةً" أجريته، و "الْمَسِيلُ" مجرى "السَّيْلِ" والجمع "مَسَايِلُ" و "مُسُلٌ" بضمتين وربما قيل "مُسْلانٌ" مثال رغيف ورغفان، و "سَالَ" الشيء خلاف جمد فهو "سَائِلٌ" وقولهم: "لا نَفْسَ لَهَا سَائِلَةٌ" "سَائِلَةٌ" مرفوعة؛ لأنه خبر مبتدأ في الأصل. وحاصل ما قيل في خبر لا لنفي الجنس إن كان معلوما فأهل الحجاز يجيزون حذفه وإثباته فيقولون لا بأس عليك ولا بأس والإثبات أكثر وبنو تميم يلتزمون الحذف وإن لم يكن عليه دليل وجب الإثبات؛ لأن المبتدأ لا بدّ له من خبر، والنفي العام لا يدلّ على خبر خاص فتعين أن يكون "سَائِلَةٌ" هي الخبر؛ لأن الفائدة لا تتم إلا بها ولا يجوز النصب . . . أكمل المادة على أنها صفة تابعة لنفس؛ لأن الصفة منفكة عن الموصوف غير لازمة له يجوز حذفها ويبقى الكلام بعدها مفيدا في الجملة، فإذا قلت: لا رجل ظريفا في الدار وحذفت ظريفا بقي لا رجل في الدار وأفاد فائدة يحسن السكوت عليها، وإذا جعلت "سَائِلَةٌ" صفةً وقلت "لا نَفْسَ عَلَيْهَا" تسلط النفي على وجود نفس وبقي المعنى وإن كان ميتة ليس لها نفس وهو معلوم الفساد لصدق نقيضه قطعا، وهو كلّ ميتة لها نفس، وإذا جُعِلَت خبراً استقام المعنى وبقي التقدير وإن كان ميتة لا يسيل دمها وهو المطلوب؛ لأن النفي إنما يسلط على سيلان نفس لا على وجودها و "لها" في موضع نصب صفةٌ للنفس وقد قالوا لا يجوز حذف العامل وإبقاء عمله إلا شاذاً. 

قند (لسان العرب) [2]


القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْدِيدُ كله: عُصارة قصَب السُّكَّر إِذا جَمُدَ؛ ومنه يتخذ الفانيذُ.
وسويق مَقْنُودٌ ومُقَنَّدٌ: معمول بالقِنْدِيدِ، قال ابن مقبل: أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ ونِسْوَةٍ بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا (* قوله «يعتفن» في الاساس يسقين.) والقَنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ.
والقِنْدِدُ: حال الرجل، حَسَنة كانت أَو قبيحة.
والقِنْدِيدُ: الوَرْسُ الجَيَّدُ.
والقِنْدِيدُ: الخمر. قال الأَصمعي: هو مثل الإِسْفَِنْطِ؛ وأَنشد: كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وذكره الأَزهري في الرباعي؛ وقيل: القِنْدِيدُ عصير عنب يطبخ ويجعل فيه أَفواهٌ من الطيب ثم يُفْتَقُ، عن ابن جني، ويقال إِنه ليس بخمرٍ. أَبو عمرو: هي القِنْدِيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ للخمر. ابن الأَعرابي: . . . أكمل المادة القنادِيدُ الخُمُورُ، والقناديدُ الحالات، الواحد منها قِنْدِيد.
والقِنْدِيدُ أَيضاً: العَنْبَرُ؛ عن كراع؛ وبه فسر قول الأَعشى: بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ، تُخالِطُ قِنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.
وأَبو القُنْدَينِ: كُنْية الأَصمعي؛ قالوا: كني بذلك لعظم خُصْيَيْه؛ قال ابن سيده: لم يحك لنا فيه أَكثر من ذلك والقضية تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْية الكبيرة.
وناقة قِنْدَأْوَةٌ وجمل قِنْدَأْوٌ أَي سرِيعٌ. أَبو عبيدة: سمعت الكسائي يقول: رجل قِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوَةٌ وهو الخفيف؛ وقال الفراء: هي من النُّوق الجَرِيئةُ. شمر: قِنْدَاوة يهمز ولا يهمز. أَبو الهيثم: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، وكذلك سِنْداوَةٌ وعِنْداوَةٌ. الليث: القِنْدَأْوُ: السيءُ الخُلُق والغذاء؛ وأَنشد: فجاءَ به يُسَوِّقُه، ورُحْنا به في البَهْم قِنْدَأْواً بَطِينا وقَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَي حادّة.
وغيره يقول: فندأْوة، بالفاء. أَبو سعيد: فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ أَي حديدة، وقال أَبو مالك: قدوم قِندأْوة حادّة.

دور (مقاييس اللغة) [2]



الدال والواو والراء أصلٌ واحد يدلُّ على إحداق الشيء بالشيء من حوالَيه. يقال دارَ يدُور دَوَراناً.
والدّوَّارِيُّ: الدَّهر؛ لأنَّه يَدُور بالنَّاس أحوالاً. قال:والدُّوَار، مثقَّل ومخفّف: حَجَرٌ كان يُؤخذ من الحرم إلى ناحيةٍ ويُطافُ به،ويقولون: هو من جِوار الكعبة التي يُطافُ بها.
وهو قوله:وقال:
تركتُ بني الهُجَيمِ لهم دُوَارٌ      إذا تمضي جماعتُهمْ تَدُورُ

والدُّوَار في الرأس هو من الباب، يقال دِير به وأُدِير به، فهو مَدُورٌ به ومُدَار به.
والدَّائرة في حَلْق الفرس: شُعَيرات تدور؛ وهي معروفة.
ويقال دارت بهم الدوائر، أي الحالات المكروهة أحدقت بهم.
والدار أصلها الواو.
والدار: القبيلة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألاَ أُنَبِّئكم بخَيْر دُورِ الأنصار؟". أراد . . . أكمل المادة بذلك القبائلَ.
ومن ذلك الحديث الآخَر: "فلم تَبْقَ دارٌ إلاّ بُنِي فيها مَسجد". أي لم تَبق قبيلةٌ.
والدّارِيُّ: العطّار. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ كَمثل الدّارِيّ إِنْ لم يُحْذِك مِن عِطره عَلِقَكَ مِن ريحه".أراد العَطَّار.
وقال الشاعر:
إذا التّاجرُ الداريُّ جاءَ بفارةٍ      مِن المِسك راحَتْ في مفارقها تَجْرِي

وإنَّما سُمِّي داريّاً من الدّار، أي هو يسكن الدّار.
والدّارِيّ: الرجُل المقيم في داره لا يَكاد يَبْرَح. قال:
لَبِّثْ قليلاً يلْحَقِ الدَّارِيُّونْ      ذَوُو الجيادِ البُدَّنِ المَكْفِيُّونْ

والدَّارة: أرضٌ سَهلٌة تدور بها جِبال، وفي بِلاد العرب منها داراتٌ كثيرة.
وأصل الدار دَارةٌ. قال:
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاَءٍ      لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهاد

وقال في جمع دارةٍ دارتٍ:
تربَّصْ فإِن تُقْوِ المَرَوْرَاةُ منهمُ      وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نَخْلُ

ودارة صارة، ودارة دَمُّون، ودارة رُمْح، ودارة المَلِكَة، ودارة مَلْحُوب، ودارة مِحْصَرٍ، ودارة أَهْوَى، ودارة الجُمُْد، ودارة رِمْرِم ، ودارة قُرْح، ودارة اليَعْضيد، ودارة الخَرْج، ودارة رَدْم، ودارة جُدَّى، ودارة النِّصَاب.

القَوْمُ (القاموس المحيط) [2]


القَوْمُ: الجَماعَةُ من الرِّجالِ والنِّساءِ مَعاً، أو الرِّجالُ خاصَّةً، أو تَدْخُلُهُ النِّساءُ على تَبَعِيَّةٍ، ويُؤَنَّثُ
ج: أقوامٌ
جج: أقاوِمُ وأقاويمُ وأقائِمُ.
وقام قَوْماً وقَوْمَةً وقِياماً وقامَةً: انْتَصَبَ، فهو قائِمٌ، من قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقُوَّامٍ وقُيَّامٍ.
وقاوَمْتُهُ قِواماً: قُمْتُ معه.
والقَوْمَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ، وما بينَ الرَّكْعَتَيْنِ قَوْمَةٌ.
والمَقامُ: مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ،
وقامَتِ المرأةُ تَنُوحُ: طَفِقَتْ،
و~ الأمْرُ: اعْتَدَلَ،
كاسْتَقَام،
و~ في ظَهْرِي: أوْجَعَنِي،
و~ الرجلُ المَرْأةَ،
و~ عليها: مانَها، وقام بشَأْنها،
و~ الماءُ: جَمَدَ،
و~ الدابَّةُ: وقَفَتْ،
و~ السوقُ: نَفَقَتْ،
و~ ظَهْرَهُ به: أوجَعَهُ،
و~ الأمَةُ مِئَةَ دِينارٍ: بَلَغَتْ قيمَتُها،
و~ أهلَهُ: قامَ بشأنِهِم، يُعَدَّى بنفسِه.
وأقامَ بالمكاننِ إقامةً وقامةً: . . . أكمل المادة دامَ،
و~ الشيءَ: أدامَهُ،
و~ فلاناً: ضِدُّ أجْلَسَهُ،
و~ دَرْأهُ: أزالَ عِوَجَهُ،
كقَوَّمَهُ.
والمَقامَةُ: المَجْلِسُ، والقومُ، وبالضم: الإِقامَةُ،
كالمَقامِ والمُقامِ، ويَكونانِ للمَوْضِعِ،
وقامةُ الإِنْسانِ وقَيْمَتُهُ وقَومَتُهُ وقُومِيَّتُهُ وقَوامُه: شَطَاطُه
ج: قاماتٌ وقِيَمٌ، كعِنَبٍ.
وهو قَوِيمٌ وقَوَّامٌ، كشَدَّادٍ: حَسَنُ القامةِ
ج: كجِبالٍ.
والقيمةُ، بالكسر: واحدةُ القِيَمِ.
وما لَه قِيمةٌ: إذا لم يَدُمْ على شيءٍ.
وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ واسْتَقَمْتُه: ثَمَّنْتُه.
واسْتَقَامَ: اعْتَدَلَ.
وقَوَّمْتُه: عَدَّلْتُه،
فهو قَويمٌ ومُسْتَقِيمٌ،
وما أقْوَمَهُ: شاذٌّ.
والقَوامُ، كسَحابٍ: العَدْلُ، وما يُعاش به، وبالضم: داءٌ في قوائِمِ الشاءِ، وبالكسرِ: نِظامُ الأمْرِ، وعِمادُه، ومِلاكُه،
كقِيامِهِ وقُومِيَّته.
والقامةُ: البَكَرَةُ بأداتِها
ج: قِيَمٌ، كعِنَبٍ، وجبلٌ بنَجْدٍ.
والقائمةُ: واحدَةُ قَوائِمِ الدابَّةِ، والوَرَقَةُ من الكِتابِ،
و~ من السَّيْفِ: مَقْبِضُه،
كقائِمِه.
والقَيُّومُ والقَيَّامُ: الذي لا نِدَّ لَهُ، من أسْمائِهِ عزَّ وجلَّ.
وقُوَيْمَةٌ من نَهارٍ، كجُهَيْنَةَ: ساعةٌ.
والقوائِمُ: جِبالٌ لِهُذَيْلٍ.
والقائِمُ: بِناءٌ كان بِسُرَّ مَن رَأى، ولَقَبُ أبي جعفرٍ عبدِ الله بنِ أحمدَ من الخُلَفَاءِ.
ومُقامَى، كحُبارَى: ة باليَمامةِ.
والمِقْوَمُ، كمِنْبَرٍ: خَشَبَةٌ يُمْسِكُها الحَرَّاثُ.
وكمُعَظَّمٍ: سَيْفُ قَيْسِ بنِ المَكْشوحِ المُرادِيِّ.
واقْتامَ أنْفَه: جَدَعَهُ.
والعينُ القائِمَةُ: التي ذَهَبَ بَصَرُها، والحَدَقَةُ صحيحةٌ.
وقولُ حكيمِ بنِ حِزامٍ: بايَعْتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أخِرَّ إلاَّ قائِماً، أي: لا أموتَ إلاَّ ثابِتاً على الإِسْلامِ.

ثغب (لسان العرب) [2]


الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ: ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ الوادي؛ وقيل: هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل: هو أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ الـمَسايِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ.
وقيل: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان. قال الأَخطل: وثالثةٍ من العَسَل الـمُصَفَّى، * مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح ومنهم من يرويه(1) (1 قوله «ومنهم من يرويه إلخ» هو ابن سيده في محكمه كما يأتي . . . أكمل المادة التصريح به بعد.) بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ، بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
وقيل: كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ وثِغابٌ. الليث: الثَّغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو جَهْلةٍ، قليلٌ.
وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عبيد: الثَّغْبُ، بالفتح والسكون: الـمُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر. قال عَبيدٌ: ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها * ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ وقيل: هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً.
وفي حديث زياد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ.
وقال ابن الأَعرابي: الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مـما يَبْقَى مِن السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: واضْطُرَّ شاعر إِلى إِسْكان ثانِيه، فقال: وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ ، * أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني. ابن السكيت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه الـمَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قال الشاعر: وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا، * قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ والثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ.
وأَنشد ابن سيده بيت الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإِذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، وأَنشد: مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ

جمس (العباب الزاخر) [2]


الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة:
لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَمـوسـا      والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا

وقال جرير:
تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سـبـأٍ      قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ

والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر:
جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْـزَرُ      وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ

وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله:
نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى      ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ

ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: . . . أكمل المادة ما ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه. وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور:
قُعُوداً وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم      قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّـفُ


وسُئلَ ابن عمر -رضي الله عنهما- عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعاً فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِساً فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ. وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: "جَمْس" أي جامِس، ويجوز أن يُروى: "جُمْس" بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ.
وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر. ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبلِ: أي قطعة منها. وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ. وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة. وقال ابن عبّاد: الجمْسَة -بالفتح-: النّار؛ بلغة هذيل. وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة -بالضم-: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء. وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء:
وما أنا والعاوي وأكبر هَـمِّـه      جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ

والتركيب يدل على جمود الشيء.

خشف (العباب الزاخر) [3]


شمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف -بالكسر- خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة، قال القطامي:
إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّـمَـاءَ بِـشَـتْـوَةٍ      على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ

إنما نصب "حين" لأنه جعل "على" فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان:
على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ      فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ

ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ . . . أكمل المادة فلم يوفر حظه من الإعراب. وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته. والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف. وطلق بن خشاف: من التابعين. وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه. وخشاف -بالتخفيف-: موضع، قال الأعشى:
ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَـافٍ      أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ

وخشف يخشف -بالضم- خشوفاً: ذهب في الأرض. ورجل مخشف -بكسر الميم-: جريء على السرى.
وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد:
تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها      فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَـفـا

ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل. وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد:
باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَـطـا      عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى

والخشاف -بالفتح ولتشديد- والخاشف والمخشف: من صفات الأسد. قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال:
أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ     

وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ      بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ

يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: "خواشف": سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل. وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل. وأم خشاف: الداهية. وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري -رضي الله عنه-: وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء. وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات. وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف.
وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة، قال الفرزدق:
كِلانـا بـه عَـرُّ يُخَـافُ قِـرَافُــهُ      على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ

وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه. والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف. والخشف: الذل، مثل الخسف -بالسين المهملة-. وخشف به وخفش به: إذا رمى به. ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف -بالسين المهملة- فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. والخشف -بالتحريك- والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث:
جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ     


ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران. وسيف خشيف: أي ماض. والمخشف -بالفتح-: اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد.  وقال أبن دريد: الخشف -بالكسر-: ولد الظبي، والأنثى: خشفة.
وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف.
وظبية مخشف: لها خشف. وانخشف في الشيء: أي دخل فيه. ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة. وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها.
وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية رضي الله عنه-: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية -رضي الله عنه-: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي. والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر.

قرس (العباب الزاخر) [3]


القَرْسُ: البَرْد الشديد، قال:
كأنَّ قُـرْقُـوْفـاً بـمـاءٍ قَــرْسِ     


وقال الليث: القَرْسُ: أكْثَفُ الصَّقيع وأبْرَدُه، قال العجّاج:
يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ      دُوْنَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ

وليلةٌ ذاةُ قَرْسٍ: أي بَرْدٍ.
وقد قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِسُ قَرْساً: أي اشْتَدَّ، وفي لغةٍ أخرى: قَرِسَ البَرْدُ -بالكسر- قَرَساً -بالتحريك-، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي:
وقد تَصَلَّيْتُ حَـرَّ حَـرْبِـهـم      كما تَصَلّى المَقْرُوْرُ من قَرَسِ

وقال ابن السكِّيت: القَرَسُ: الجامِدُ.
ولم يَعرِفْه أبو الغَوْث. والبَرْدُ قارِسٌ وقَرِيْسٌ، ولا تَقُل قارِصٌ. وقَرَسَ الماءُ: أي جَمَدَ. ويومٌ قارِسٌ وليلَةٌ قارِسَةٌ. وأصبح الماءُ اليومَ قَرِيْساً وقارِساً: أي جامِداً.
ومنه سمك قَرِيْس: وهو أنْ يُطْبَخ ثمَّ يُتَّخَذ له صِبَاغٌ فَيُتْرَك فيه حتى . . . أكمل المادة يَجْمُدَ. وقال ابن عبّاد: القَارِس والقَرِيْس: القديم. وقال أبو سعيد: آلُ قَرَاسٍ: أجْبُلٌ بارِدَة، وقال الأصمَعيّ: أجْبُلٌ بارِدَة أو جَبَلٌ بارِد، وآلُه: ما حَوْلَه من الأرض، أبو ذُؤيب الهُذَليّ:
يَمَانِيّةٍ أحْيَا لـهـا مَـظَّ مَـأْبِـدٍ      وآلَ قَراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ


ويروى: صَوْبُ أسْفِيَةٍ.
وقال الأزهري: آلُ قَرَاسٍ: هِضاب بناحيَة السَّرَاةِ. والقِرْسُ -بالكسر-: القِرْقِس وهو صِغار البعوض. وقِراس بن سالِم الغَنَويّ -بكسر القاف-: شاعِر. وقال أبو زيد: القُرَاسِيَة -بالضم وتخفيف الياء-: الضخم الشديد من الإبل، والياء زائدة كما زِيْدَت في ثَمَانِيَة وَرَباعِيَة، قال:
لَمّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِيّاتِ      قَرَّبْتُ أجْمالاً قُرَاسِيَاتِ

وقال الليث: تقولُ هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَة، وهو من الفُحُول أعَمُّ، وليست القُرَاسِيَةُ نسْبَةً، وإنَّما هي على بِنَاءِ رَبَاعِيَة، وهذه ياءاتٌ تُزاد، كقولِكَ: هَدْراً وهَدَراناً، قال جرير:
يَكْفي بَني سَعْدٍ إذا ما حارَبُوا      عِزٌّ قُرَاسِيَةٌ وجَدٌّ مِـدْفَـعُ

وقُوْرِس: كورة من نواحي حَلَب، وهي الآن خَراب. وأقْرَسَه البَرْد، وقَرَّسَهُ تَقْريْساً: أي بَرَّدَه.
وكذلك قَرَّسْتُ الماءَ في الشَّنِّ: إذا بَرَّدْتَه، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ قَوماً مَرُّوا بِشَجَرَةٍ فَأَكَلوا منها فكأنَّما مَرَّت بهم رِيْحٌ فأخْمَدَتْهُم، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنَانِ وصُبُّوه عليهم فيما بَيْنَ الأذانَيْنِ. يَعْني أذانَ الفَجْرِ والإقامَةَ. والتركيب يدل على البَرْد، وقد شَذَّ عن هذا التركيب القُرَاسِيَة.

قرس (لسان العرب) [3]


القَرْسُ والقِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقيع وأَكثره وأَشدُّ البَرْدِ؛ قال أَوس بن حَجَر: أَجاعِلَةً أُمَّ الحُصَيْنِ خَزايَةً عَلَيَّ فِرارِي أَن عَرَفْتُ بني عَبْس ورَهْطَ أَبي شَهْمٍ وعَمْرَو بنَ عامِرٍ وبَكْراً فجاشَتْ من لقائِهمْ نَفْسي مَطاعِينُ في الهَيْجا، مَطاعيمُ للْقِرَى، إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ المَطاعين: جمع مِطْعانٍ للكثير الطَعْن، ومَطاعيمُ: جمع مِطْعام للكثير الإِطعام.
والقِرَى: الضيافة.
والآفاق: النواحي، واحدها أُفُق.
وأُفُقُ السماء: ناحيتها المتصلة بالأَرض؛ قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم: قوله المتصلة بالأَرض كلام لا يصح فإِنه لا شيء من السماء مُتَّصل بالأَرض، وفي هذا كلام ليس هذا موضعه.
وقَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً، فهو قَرِيسٌ: جَمَدَ. وأَقْرَسْناه: بَرَّدْناه.
ويقال: قَرَّسْت الماء في الشَّنِّ . . . أكمل المادة إِذا بَرَّدْته، وأَصبح الماء اليوم قَرِيساً وقارساً أَي جامداً؛ ومنه قيل: سمك قَرِيسٌ وهو أَن يُطْبخ ثم يُتَّخذ له صِباغ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُد. قارسٌ: بارد.
وفي الحديث: أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ؛ أَبو عبيد: يعني بَرّدُوه في الأَسْقِيَة، وفيه لغتان: القَرْس والقَرْش، قال: وهذا بالسين.
وأَما حديثه الآخر: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحيص فقال: قَرِّصِيه بالماء، فإِنه بالصاد، يقول: قَطِّعِيه، وكل مُقَطَّع مُقَرَّص.
ومنه تقريص العجين إِذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ.
وقَرَس الرجل قَرْساً: بَرَدَ، وأَقْرَسَه البَرْدُ وقَرَّسَه تَقْريساً.
والبَرْدُ اليَوْمَ قارِس وقَرِيس، ولا تقل قارصٌ؛ قال العجاج: تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ، دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ قال: وقد قَرَسَ المَقْرُور إِذا لم يستطع عملاً بيده من شدة الخَصَر.
وإِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ، وإِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ. ابن السِّكِّيت: هو القِرْقِس الذي تقوله العامَّة الجِرْجِس.
وليست ذات قَرْسٍ أَي بَرْد.
وقَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً: اشتدّ، وفيه لغة أُخرى قَرِسَ قَرَساً؛ قال أَبو زيد الطائي: وقد تَصلَّيْتُ حَرَّ حَرْبهِم، كما تَصلَّى المَقْرُورُ من قَرَسِ وقال ابن السكيت: القَرَسُ الجامِد ولم يعرفه أَبو الغيث (* قوله «ولم يعرفه أبو الغيث» هكذا في الأصل وشرح القاموس بالياء، والذي في الصحاح: ولم يعرفه أَبو الغوث، بالواو.). ابن الأَعرابي: القَرَسُ الجامِد من كل شيء.
والقِرْسُ: هو القِرقِس.
والقَرِيس من الطعام: مشتق من القَرَس الجامِد، قال؛ وإِنما سمي القريس قريساً لأَنه يجمُد فيصير ليس بالجامِس ولا الذائب، يقال قَرَسْنا قَرِيساً وتركناه حتى أَقْرَسَه البَرْد.
ويقال: أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس ماؤه فيه.
وفي المحكم: أَقْرَس العُود حُبِس فيه ماؤه.
وقَراسٌ: هَضِبات شديدة البَرْد في بلاد أَزْد السَّراة؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً: يَمانِيةٍ، أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ ورواه أَبو حنيفة قُرَّاس، بضم القاف، ويروى: صَوْبُ أَسقِية كحل، وهما بمعنى واحد.
ويقال: مائد وقَرَاس جبَلان باليمن؛ ويمانية خفض على قوله: فجاءَ بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثْلَه (* قوله «فجاء بمزج إلخ» تمام البيت كما في الصحاح وشرح القاموس: هو الضحك الا أَنه عمل النحل.) والمَظُّ: الرُّمَّان البَرِّي. الأَصمعي: آلُ قُرَاس هَضَبات بناحية السَّراة كأَنهن سُمِّين آل قُراس لبَرْدِها. قال الأَزهري: رواه أَبو حام بفتح القاف وتخفيف الراء. قال: ويقال أَصبح الماء قَريساً أَي جامداً، ومنه سمي قَرِيس السَّمك. قال أَبو سعيد الضرير: آل قُراس أَجْبُل بارِجة.
والقُرَاس والقُراسِيَة: الضَّخْم الشديد من الإِبل وغيرها، الذكر والأُنثى، بضم القاف، في ذلك سواء، والياء زائدة كما زِيدَتْ في رَباعِية وثمانية؛ قال الراجز: لما تَضَمَّنْتُ الحَوَارِياتِ، قَرَّبْتُ أَجْمالاَ قُرَاسِيَاتِ وهي في الفحول أَعمُّ، وليست القُراسِية نِسْبة إِنما هو بناء على فُعاليَة وهذه ياءات تُزاد؛ قال جرير: يَلِي بني سعْدٍ، إِذا ما حاربُوا، عِزُّ قُراسِيَة وجَدٌّ مِدْفَعُ وقال ذو الرمة: وفَجّ، أَبَى أَن يَسْلُك الغُفْرُ بيته، سَلَكْتُ قُرَانَى من قُرَاسِية شمْرِ وقال العجَّاج: من مُضَرَ القُراسِيات الشُّمِّ يعني بالقُراسِيات الضّخام الهامِ من الإِبل، ضرَبها مثلاً للرجال، وملك قُراسِية: جليل.
والقَرْس: شجر.
وقُرَيسات: اسم؛ قال سيبويه: وتقول هذه قُرَيْسات كما تراها، شبَّهُوها بهاء التأْنيث لأَنَّ هذه الهاء تجيء للتأْنيث ولا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة ولا الأَربعة بالخمسة.

جلد (لسان العرب) [4]


الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، حكاها ابن السكيت عنه؛ قال: وليست بالمشهورة، والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد؛ وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه، ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله؛ كما قال: علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ شُربَ النبيذ، واعتقالاً بالرِّجِلْ.
وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قال ابن السكيت: وهذا لا يُعرف، وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار: حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم؛ قيل: . . . أكمل المادة معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل عنه بالجلد كما قال عز وجل: أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط؛ والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أَو قضى أَحد منكم حاجته.
والجِلْدة: الطائفة من الجِلْد.
وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جماعة شخصه؛ وقيل: جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما؛ قال الأَسود بن يعفر:أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضني ما نِيلَ من بَصَري، ومن أَجْلادي؟ غاضني: نقصني.
ويقال: فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم، وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص.
ويقال: فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد، وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه؛ وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال: ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم، وكذلك التجاليد؛ وقال الشاعر: يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وفي حديث ابن سيرين: كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه.
وفي الحديث: قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا؛ وقول الأَعشى: وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قال الأَزهري: هكذا رواه الأَصمعي، قال: ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم، ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ.
وعظم مُجَلَّد: لم يبق عليه إِلا الجلد؛ قال: أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها، فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد: خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى، وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، وخص بعضهم به البعير. التهذيب: التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ.
وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة؛ يقال جَلَّدَ جزوره، وقلما يقال: سلخ. ابن الأَعرابي: أَحزرت (* قوله «أحزرت» كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل، لا تقول العرب غير ذلك.
والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب؛ قال العجاج يصف أَسداً: كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد: جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها. غيره: الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه. الجوهري: الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج: وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا مُلاوَةً، كأَنَّ فوقي جَلَدا أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ.
وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التهذيب: الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان، ويقال: جِلْدة العين.
والمِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها، والجمع مجاليد؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً. التهذيب: ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد، وجمعه مجالد؛ قال أَبو عبيد: وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وقال عدي بن زيد: إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ، فلا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها، واضرب في الأَرض لسواها.
والجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه.
وامرأَة جَلِيد وجليدة؛ كلتاهما عن اللحياني، أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد؛ قال ابن سيده: وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد، وجلائد جمع جليدة.
وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه.
وفرس مُجَلَّد: لا يجزع من ضرب السوط.
وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته.
وجَلَد به الأَرض: ضربها.
وفي الحديث: أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم. يقال: جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث الزبير: كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع.
ويقال: جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه.
والمُجالَدَة: المبالطة، وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا.
وفي الحديث: فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، أَي إِلى موضع الجِلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال.
وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات: أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال، وهي لغة.
وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً: ضاربناهم.
وجَلَدَتْه الحية: لدغته، وخص بعضهم به الأَسود من الحيات، قالوا: والأَسود يَجْلِدُ بذنبه.
والجَلَد: القوة والشدة.
وفي حديث الطواف: لِيَرى المشركون جَلَدَهم؛ الجَلَد القوّة والصبر؛ ومنه حديث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده.
والجَلَدُ: الصلابة والجَلادة؛ تقول منه: جَلُد الرجل، بالضم، فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة.
والمَجْلود، وهو مصدر: مثل المحلوف والمعقول؛ قال الشاعر: واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال: وربما قالوا رجل جَضْد، يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت.
وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد، وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة، والاسم الجَلَدُ والجُلودُ.
والتَّجَلُّد: تكلف الجَلادة.
وتَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ وقوله: وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه، ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم؟ عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر. أَبو عمرو: أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه.
والجَلَد: الغليظ من الأَرض.
والجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قال النابغة: إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ وكذلك الأَجْلَد؛ قال جرير: أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصى، من كلِّ سَهْلٍ، وأَجْلَدا وفي حديث الهجرة: حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة؛ ومنه حديث سراقة: وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض.
وأَرض جَلَد: صلبة مستوية المتن غليظة، والجمع أَجلاد؛ قاله أَبو حنيفة: أَرض جَلَدٌ، بفتح اللام، وجَلْدة، بتسكين اللام، وقال مرة: هي الأَجالد، واحدها جَلَد؛ قال ذو الرمة:فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك، واكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ الليث: هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ (* قوله «ومكان جلدة» كذا بالأصل وعبارة شرح القاموس؛ وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد.) ومكان جَلَد، والجمع الجلَدات.
والجلاد من النخل: الغزيرة، وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب؛ قال سويد بن الصامت الأَنصاري: أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم، ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده: كذا رواه أَبو حنيفة، قال: ورواه ابن قتيبة على الشم، واحدتها جَلْدَة.
والجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، وفي حديث عليّ، كرَّم الله تعالى وجهه: كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة، بالفتح والكسر: هي اليابسة اللحاءِ الجيدة.
وتمرة جَلْدَة: صُلْبة مكتنزة؛ وأَنشد: وكنتُ، إِذا ما قُرِّب الزادُ، مولَعاً بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ والجِلادُ من الإِبِلِ: الغزيرات اللبن، وهي المَجاليد، وقيل: الجِلادُ التي لا لبن لها ولا نِتاح؛ قال: وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب والجَلَد: الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان، الواحدة بالهاءِ؛ قال محمد بن المكرم: قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر عليها، ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار، والله أَعلم.
والجَلْد، بالتسكين: واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً.
وناقة جَلْدة: مِدْرار؛ عن ثعلب، والمعروف أَنها الصلبة الشديدة.
وناقة جَلْدة ونوق جَلَدات، وهي القوية على العمل والسير.
ويقال للناقة الناجية: جَلْدَة وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة؛ وأَنشد: من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها، يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قال أَبو الدقيش: يعني بقية جلدها.
والجَلَد من الغنم والإِبِل: التي لا أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع؛ وقيل: إِذا مات ولد الشاة فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة، وجمعها جَلَد؛ وقيل: الجَلَدُ والجلَدة الشاة التي يموت ولدها حين تضعه. الفراء: إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهي شاة جَلَد، ويقال لها أَيضاً جَلَدَة، وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات.
وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد.
والجَلَد من الإِبل: الكبار التي لا صغار فيها؛ قال: تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل قال الفراء: الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر والبرد؛ قال الأَزهري: الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها، ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن، ويجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ، ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح، وناقة جَلْدة: لا تُبالي البرد؛ قال رؤبة: ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وقال العجاج: كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال، يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال، من صفرة الماءِ وعهد محتال أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه.
ويقال: جَلَدات المخاض شدادها وصلابها.
والجَليد: ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد. مَجْلُودة: أَصابها الجليد.
وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد، وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ، ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله.
والجليد: ما جَمَد من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد. الجوهري: الجليد الضَّريب والسَّقيطُ، وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد على الأَرض.
وفي الحديث: حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس الجليدَ؛ هو الماء الجامد من البرد.
وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به، ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ، بالذال المعجمة.
وفي حديث الشافعي: كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة.
واجْتَلَد ما في الإِناء: شربه كله. أَبو زيد: حملت الإِناء فاجتلدته واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه. سلمة: القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة (* قوله «والغرلة» كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر.) والجُلْدَة: كله الغُرْلة؛ قال الفرزدق: مِنْ آلِ حَوْرانَ، لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ مُوسَى، فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد قال: وقد ذكر الأُرْلَة؛ قال: ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة؛ قال: وهو عندي بالراء.
والمُجلَّدُ: مقدار من الحمل معلوم المكيلة والوزن.
وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء؛ يقال ذلك في الأَمر إِذا بان.
وقال اللحياني: صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ.
وبنو جَلْد: حيّ.
وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ: أَسماء؛ قال: نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه كَريح الكلب، مات قَريبَ عَهْدِ فقلت له: متى استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود: موضع بأَفْريقيَّة؛ ومنه: فلان الجَلوديّ، بفتح الجيم، هو منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية، ولا تقل الجُلودي، بضم الجيم، والعامة تقول الجُلُودي.
وبعير مُجْلَنْدٌ: صلب شديد.
وجْلَنْدى: اسم رجل؛ وقوله: وجْلَنْداء في عُمان مقيما (قوله «وجلنداء إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط.
وفي القاموس وجلنداء، بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة: اسم ملك عمان، ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه، قال الأعشى وجلنداء اهـ بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر.) إِنما مده للضرورة، وقد روي: وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الجوهري: وجُلَنْدى، بضم الجيم مقصور، اسم ملك عمان.

صَبَرَهُ (القاموس المحيط) [2]


صَبَرَهُ عنه يَصْبِرُهُ: حَبَسَهُ.
وصَبْرُ الإِنسانِ وغيرِهِ على القتلِ: أن يُحْبَسَ ويُرْمَى حتى يموتَ.
وقد قَتَلَه صَبْراً، وصَبَرَه عليه.
ورجلٌ صَبُورَةٌ: مَصْبُورٌ للقتلِ.
ويَمينُ الصَّبْرِ: التي يُمْسِكُكَ الحَكَمُ عليها حتى تَحْلِفَ، أو التي تَلْزَمُ وَيُجْبَرُ عليها حالِفُها.
وصَبَرَ الرجلَ: لَزِمَهُ.
والمَصْبُورةُ: اليمينُ.
والصَّبْرُ: نقِيضُ الجَزَعِ، صَبَرَ يَصْبِرُ، فهو صابرٌ وصَبيرٌ وصَبُورٌ، وتَصَبَّرَ واصْطَبَرَ واصَّبَرَ.
وأصْبَرَه: أمَرَه بالصَّبْر،
كصَبَّرَه، وجعل له صَبْراً.
وصَبَرَ به، كنَصَرَ، صَبْراً وصَبَارَةً: كَفَلَ.
واصْبُرْني، كانْصُرني: أعطِني كَفِيلاً.
والصَّبيرُ: الكَفيلُ، ومُقَدَّمُ القومِ في أمورهِم، والجَبَلُ
ج: صُبَراءُ، والسحابَةُ البيضاءُ، أو الكَثيفةُ التي فَوقَ السحابةِ، أو الذي يصيرُ بعضُه فوق بعضٍ، أو القِطْعَةُ الواقِفةُ منها، أو السحابُ . . . أكمل المادة البِيضُ
ج: صُبُرٌ، والرُّقاقةُ العريضةُ تُبْسَطُ تحتَ ما يُؤْكلُ من الطعامِ، أو رُقاقةٌ يُغْرَفُ عليها طَعامُ العُرْسِ، كالصَّبيرَة.
والأَصْبِرَةُ من الغنمِ والإِبِلِ: التي تَروحُ وتَغْدُو ولا تَعْزُبُ، بِلا واحدٍ.
والصُّبْرُ، بالكسر والضم: ناحيةُ الشيءِ، وَحَرْفُه، والسحابةُ البيضاءُ
ج: أصْبارٌ، وبالضم: بَطْنٌ من غَسَّانَ، وبالتحريكِ: الجَمَدُ. ومَلَأَ الكأسَ إلى أصْبارِها، أي: رَأسِها.
وأخَذَه بأَصْبارِهِ: بجَمِيعِهِ.
والصُّبْرَةُ، بالضم: ما جُمِعَ من الطعامِ بِلا كَيْلٍ ووزنٍ، وقد صَبَّرُوا طعَامَهُمْ، والطعامُ المَنْخولُ، والحجارَةُ الغليظَةُ المجتمعةُ
ج: صِبارٌ.
والصُّبْرُ، بالضم وبضمتينِ: الأرضُ ذاتُ الحَصْباءِ.
والصَّبارَةُ: الحجارَةُ، ويُثَلَّثُ، وقِطْعَةٌ من حديدٍ أو حِجارَةٍ، وبتشديدِ الراءِ: شِدَّةُ البَرْدِ، وقد تُخَفَّفُ،
كالصَّبْرَة.
وأمُّ صَبَّارٍ وأم صَبُّورٍ: الحَرُّ، والداهِيَةُ، والحَرْبُ الشديدَةُ.
والصَّبِرُ، ككَتِفٍ، ولا يُسَكَّنُ إلا في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ: عُصارَةُ شَجَرٍ مُرٍّ، وجَبَلٌ مُطِلٌّ على تَعِزَّ.
ولَقِيطُ بنُ عامِرِ بنِ صَبِرَةَ: صحابيٌّ.
وككتابٍ: السِّدادُ، والمُصابَرَةُ، وحَمْلُ شَجَرَةٍ حامِضةٍ.
وكغُرابٍ ورُمَّانٍ: التَّمْرُ الهندِيُّ.
وأبو صُبَيْرَة، كجُهَيْنَة: طائِرٌ أحْمَرُ البَطْنِ، أسْودُ الظَّهْرِ والرأسِ والذَّنَبِ.
وأصْبَرَ: أكَلَ الصَّبِيرَةَ.
ووقعَ في أُمِّ صَبُّورٍ، وقعدَ على الصَّبِيرِ، وسَدَّ رأسَ الحَوْجَلَةِ بالصِّبَارِ،
و~ اللَّبَنُ: اشْتَدَّتْ حُمُوضتُهُ إلى المَرَارةِ.
واسْتَصْبَرَ: اسْتَكْثَفَ.
والاصْطِبارُ: الاقْتِصاصُ.
وصَبَّرَهُ: طَلَبَ منه أن يَصْبِرَ.
والصَّبُورُ: الحليمُ الذي لا يُعاجِلُ العُصاةَ بالنِّقْمَةِ، بَلْ يَعْفُو أو يُؤَخِّر، وفَرَسُ نافِعِ بنِ جَبَلَةَ.
و{ما أصبَرَهُم على النارِ}، أي: ما أجرأهُم، أو ما أعْمَلَهُم بعَمَلِ أهلِها.
وشَهْرُ الصَّبْرِ: شَهْرُ الصَّوْمِ.
وكجَبَّانَةٍ: الأرضُ الغَليظَةُ المُشْرِفَةُ الشَّأْسَةُ.
وسَمَّوْا: صابراً وصَبِرَةَ، بكسر الباءِ.
وأما قولُ الجوهريِّ، الصَّبَارُ: جَمْعُ صَبْرَةٍ، وهي الحجارَةُ الشديدةُ، قال الأَعْشَى:
قُبَيْلَ الصُّبْحِ أصواتُ الصَّبَارِ
فَغَلَطٌ.
والصوابُ في اللُّغَةِ والبيتِ: الصِّيارُ، بالكسر والياءِ، وهو صَوتُ الصَّنْجِ، والبَيْتُ ليس لَلْأَعْشَى، وصَدْرُه:
كأَنَّ تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فيها.
وصابِر: سِكَّةٌ بِمَرْوَ.
والصَّبْرَةُ، بالفتح: ما تَلَبَّدَ في الحَوْضِ من البَوْلِ والسِّرْقينِ والبَعَرِ،
و~ من الشِّتاءِ: وَسَطُه،
وبِلا لامٍ: د بالمَغْرِبِ.
والصُّنْبُور: يأتي إن شاء الله تعالى.

قوم (الصّحّاح في اللغة) [2]


القَوْمُ: الرجال دون النساء، لا واحد له من لفظه. قال زهير:
أقَوْمٌ آلُ حِصْـنٍ أم نـسـاءُ      وما أدري وسَوف إخالُ أدري

وقال تعالى: "لا يسخر قومٌ من قومٍ" ثم قال سبحانه: "ولا نساءٌ من نساءٍ".
وربَّما دخل النساء فيه على سبيل التبَع، لأن قوم كلِّ نبيّ رجالٌ ونساء.
وجمع القَوْمِ أقوامٌ، وجمع الجمع أقاوِمُ. قال أبو صخر:
فُؤادَكَ لا يَعْذِرْكَ فـيه الأقـاوِمُ      فإن يَعْذِرِ القلبُ العَشِيَّةُ في الصِبا

 عَنى بالقلب العقل. ابن السكيت: يقال أقايمُ وأقاومُ.
والقَوْمُ يذكَّر ويؤنث، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميِّين يذكر ويؤنث، مثل رَهْطٍ ونَفَرٍ. قال تعالى: "وكذبَ به قومُك" فذكر.
وقال . . . أكمل المادة تعالى: "كَذّبتْ قومُ نوحٍ" فأنث. فإن صغّرتَ لم تدخل فيها الهاء، وقلت قُوَيْمٌ ورُهَيْطٌ ونُفَيْرٌ.
وقام الرجل قِياماً.
والقَوْمَةُ: المرّةُ الواحدةُ.
وقامَ بأمر كذا.
وقامَ الماءُ: جَمَدَ. الدابة: وقَفَت.
وقال الفراء: قامَتِ السوقُ: نَفَقَت.
وقاوَمَهُ في المصارعة وغيرها.
وتَقاوَموا في الحرب، أي قامَ بعضُهم لبعض.
وأقامَ بالمكان إقامَةً.
والهاء عوض من عين الفعل، لأن أصله إقواماً.
وأقامَهُ من موضعه.
وأقامَ الشيءَ، أي أدامَه، من قوله تعالى: "ويُقيمونَ الصَّلاةَ".
والمُقامَةُ بالضم: الإقامَة.
والمَقامَةُ بالفتح: المجلسُ، والجماعة من الناس.
وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كلُّ واحدٍ منهما بمعنى الإقامةِ، وقد يكون بمعنى موضع القِيامِ.
وقوله تعالى: "لا مَقامَ لَكُم" أي لا موضع لكم.
وقرئ "لا مُقامَ لكم" بالضم أي لا إقامة لكم.
و "حَسُنت مُسْتَقرًّا ومُقاما"، أي موضعاً.
وقول لبيد:
      عَفَتِ الديارَ مَحَلُّها فمُقامُها

يعني الإقامَةَ.
والقِيَمةُ: واحدة القِيَمِ؛ وأصله الواو لأنه يقوم مقام الشيء. يقال: قَوَّمْتُ السلعة.
والاسْتِقامَةُ: الاعتدالُ. يقال: اسْتَقامَ له الأمر.
وقوله تعالى: "فاسْتقيموا إليهِ" أي في التوجُّه إليه دون الآلهة.
وقَوَّمْتُ الشيء فهو قَويمٌ، أي مُستَقيمٌ.
وقولهم: ما أقْوَمَهُ، شاذٌّ.
وقوله تعالى: "وذلك دينُ القَيِّمَةِ" إنما أنّثه لأنه أراد المِلَّة الحنيفية.
والقوامُ: العَدْلُ. قال تعالى: "وكان بين ذلك قَواما".
وقوامُ الرجل أيضاً: قامَتُهُ وحُسْن طوله.
والقُومِيَّةُ مثله.
وقِوامُ الأمر بالكسر: نظامه وعِماده. يقال: فلانٌ قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأنهم: ومنه قوله تعالى: "ولا تُؤْتوا السُفهاءَ أموالَكُم التي جَعَلَ الله لَكم قِياماً".
وقِوامُ الأمر أيضاً: مِلاكُهُ الذي يقوم به.
والقامَةُ: البَكَرَةُ بأداتها.
والجمع قِيَمٌ.
وقامَةُ الإنسان: قدّهُ، وتجمع على قاماتٍ وقِيَمٍ.
وقائِمُ السيف وقائِمته: مقبِضُه.
والقائِمَةُ: واحدة قَوائِمِ الدوابّ.
والمِقْوَمُ: الخشبة التي يُمسكها الحرَّاث. الكسائي: القُوامُ: داءٌ يأخذ الشاة في قوائمها تقوم منه.
والقَيُّومُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى.
ويوم القيامةِ معروف.

ضمز (لسان العرب) [2]


ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة.
وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو.
وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو.
وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء.
والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه، بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل: وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون.
ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ . . . أكمل المادة إِذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً، ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ.
وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما.
وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم.
وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه.
والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما، يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما، تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه.
وأَسْلم: اسم راعٍ.
والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء.
وعبل المشاش: غليظ العظام.
والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء.
ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها.
والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات.
والشجعم: الجريء.
والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها.
وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد: مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً.
والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز.
والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ، ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع.
وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة.
وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم.
والضَّمُوز: الكَمَرة.

غمص (لسان العرب) [1]


غَمَصَه وغَمِصَه يَغْمِصُه ويَغْمَصُه غَمْصاً واغْتَمَصَه: حَقَّرَه واسْتَصْغَره ولم يره شيئاً، وقد غَمِصَ فلانٌ يَغْمَصُ غَمَصاً، فهو أَغْمَصُ.
وفي حديث مالك بن مُرَارة الرَّهَاوِيّ: أَنه أَتى النبيَّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: إِني أُوتِيتُ من الجَمالِ ما تَرى فما يسُرُّني أَن أَحداً يَفْضُلني بشِرَاكي فما فوقها فهل ذلك من البَغْي؟ فقال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِنما ذلك مَنْ سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناس، وفي بعض الرواية: وغَمَصَ الناسَ أَي احْتَقَرهم ولم يَرَهم شيئاً.
وفي حديث عمر أَنه قال لقَبِيصة بن جابر حين اسْتَفْتاه في قَتْلِه الصيدَ وهو مُحْرِم قال: أَتَغْمِصُ الفُتْيا وتقْتُل الصيدَ وأَنتَ مُحْرم؟ أَي تحتقر الفتيا وتَسْتَهِينُ . . . أكمل المادة بها. قال أَبو عبيد وغيره: غَمَصَ فلان الناس وغَمَطهم وهو الاحتقار لهم والازْدِراءُ بهم، ومنه غَمْصُ النعمة.
وفي حديث عليّ: لما قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَمَصَ اللّهُ الخلقَ، أَراد نَقَصَهم من الطول والعرض والقوّة والبَطْش فصغّرهم وحقَّرهم.
وغَمَصَ النعمة غَمْصاً: تهاوَنَ بها وكفَرَها وازْدَرَى بها.
واغْتَمَصْت فلاناً اغْتِماصاً: احتقرته.
وغَمَصَ عليه قولاً قاله: عابَه عليه.
وفي حديث الإِفك: إِن رأَيتُ منها أَمْراً أَغْمِصُه عليها أَي أَعِيبُها به وأَطْعَنُ به عليها.
ورجلٌ غَمِصٌ على النسب: عَيّاب.
ورجل مَغْموص عليه في حَسبَه أَو في دِينِه ومَغْموزٌ أَي مطعون عليه.
وفي حديث توبة كعب: إِلاَّ مَغْموصاً عليه بالنِّفَاق أَي مطعوناً في دِينه متَّهماً بالنفاق.
والغَمَصُ في العين: كالرَّمَص.
وفي حديث ابن عباس: كان الصبيان يُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً ويُصْبِح رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، صَقِيلاً دَهِيناً يعني في صِغَره؛ وقيل: الغَمَصُ ما سالَ والرَّمَصُ ما جَمَدَ، وقيل: هو شيء تَرْمِي به العينُ مثل الزَّبَدِ، والقطعة منه غَمَصة، وقد غَمِصَت عينُه، بالكسر، غَمَصاً. ابن شميل: الغَمَصُ الذي يكون مثل الزبد أَبيض يكون في ناحية العين، والرَّمَصُ الذي يكون في أُصول الهُدْب.وقال: أَنا مُتَغَمِّصٌ من هذا الخبر ومتوصِّمٌ ومُمْدَئِلٌّ ومرنّحٌ ومُغَوثٌ، وذلك إِذا كان خبراً يسُرّه ويخاف أَن لا يكون حقّاً أَو يخافه ويسره.
والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء ويقال الرميصاء: من منازل القمر، وهي في الذراع أَحد الكوكبين، وأُخْتُها الشعرى العَبُور، وهي التي خَلْف الجوزاءِ، وإِنما سميت الغُمَيْصاء بهذا الاسم لصِغرَها وقلة ضوئها من غَمَصِ العين، لأَن العين إِذا رَمِصَت صَغُرت. قال ابن دريد: تزعم العرب في أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها كانت مجتمعة، فانحدَرَ سُهَيْلٌ فصار يمانيّاً، وتَبِعَتْه الشعرى اليمانية فعَبَرت البحرَ فسُمِّيت عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حتى غَمِصت عينُها، وهي تصغير الغَمْصاء، وبه سميت أُم سليم الغَمْصاء، وقيل: إِن العَبُور ترىى سُهَيلاً إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء لا تراه فقد بَكتْ حتى غَمِصت، وتقول العرب أَيضاً في أَحاديثها: إِن الشعرى العَبور قطعت المَجَرَّةَ فسميت عَبُوراً، وبكت الأُخرى على إِثْرها حتى غَمِصَت فسميت الغُمَيصاء.
وفي الحديث في ذكر الغُمَيصاء: هي الشعرى الشاميّةُ وأَكبرُ كوكبي الذراع المقبوضة.
والغُمَيْصاءُ: موضع بناحية البحر.
وقال الجوهري: الغُمَيْصاء اسم موضع، ولم يُعَيّنْه. قال ابن بري: قال ابن ولاّد في المقصور والممدود في حرف الغين: والغُمَيْصاء موضع، وهو الموضع الذي أَوْقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد ببَني جَذِيمةَ من بني كنانة؛ قالت امرأَة منهم: وكائِنْ تَرى يوم الغُمَيْصاء من فَتىً أُصِيبَ، ولم يَجْرَحْ، وقد كان جارحا وأَنشد غيره في الغُمَيْصاء أَيضاً: وأَصبحَ عنّي بالغُمَيْصاء جالساً فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ يَسْأَلُ قال ابن بري: وفي إِعرابه إِشكال وهو أَن قوله فريقان مرفوع بالابتداء ومسؤول وما بعده بدل منه وخبرُ المبتدإ قولهُ بالغُمَيْصاء وعني متعلق بيسأَل وجالساً حال والعامل فيه يسأَل أَيضاً، وفي أَصبح ضمير الشأْن والقصة، ويجوز أَن يكون فريقان اسمَ أَصبح وبالغميصاء الخبر، والأَول أَظهر.
والغُمَيْصاءُ: اسم امرأَة.

لثي (لسان العرب) [1]


اللَّثى: شيء يسقط من السَّمُر، وهو شجر؛ قال: نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، أَهلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ وقيل: اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر، وقال أَبو حنيفة: اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر. الليث: اللثى ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكيت: اللثى شيء ينضحه الثمام حُلو، فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء، فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، وربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثى يسيل من الثمام وغيره، وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو، له لَثًى حلو يُداوى به المَصْدُور، وهو جيد . . . أكمل المادة للسعال اليابس، وللعُرْفُط لَثًى حلو يقال له المَغافير.
وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللِّثَأُ، بالهمز، لما يسيل من الشجر. الجوهري: قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإِذا جَمد فهو صُعْرُور.
وأَلثَت الشجرة ما حولها إِذا كانت يقطر منها ماء.
ولَثِيَت الشجرة لَثًى فهي لَثِيةٌ وأَلثَت: خرج منها اللَّثى وسال.
وأَلثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى.
وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثى.
واللَّثى أَيضاً: شبيه بالنَّدى، وقيل: هو النَّدى نَفْسه.
ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت.
وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًى شديداً: نَدَّتْه. الجوهري: لَثِيَ الشيءُ، بالكسر، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ.
وهذا ثوب لَثٍ، على فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخُه.
واللَّثَى: الصِّمَغُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما يعني باللَّثى ريقَها، ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ.
وامرأَة لَثِيةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها.
وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كانت رَطْبة المكان، ونساء العرب يتسابَبْن بذلك، وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف، ويُحمد ذلك منها. ابن السكيت: هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق والوسَخ.
ويقال: لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثًى إِذا تلطَّخت به. ابن الأَعرابي: لَثا إِذا شرب (* قوله« لثا إذا شرب إلخ» كذا هو في الأصل والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً، وضبط في القاموس كرضي خطأ،واطلاقه قاض بالفتح.) الماء قليلاً، ولَثا إِذا لَحِسَ القِدْر.
واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصمغ؛ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت: لَثا الكلب ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ في الإِناء.
واللَّثا: وطء الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم؛ قال: بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتسخ.
واللَّثَى: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن كراع.
واللَّثاةُ: اللَّهاةُ.
واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثًى. أَبو زيد: اللِّثةُ مَراكز الأَسنان، وفي اللثة الدُّرْدُرُ، وهي مخارِجُ الأَسنان، وفيها العُمور، وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو منصور: وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص.
واللِّثةُ: مَغْرِز الأَسنان.
والحروف اللّثَوِية: الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة.
واللَّثاةُ واللِّثةُ: شجرة مثل السِّدْر، وهي من ذوات الياء. الجوهري: اللِّثة، بالتخفيف، ما حول الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ،والهاء عوض من الياء. قال ابن بري: قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان.
وفي حديث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ، قال نافع: الوَشْمُ في اللّثة.
واللثةُ، بالكسر والتخفيف: عُمور الأَسنان، وهي مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قول العجاج: لاتٍ بها الأَشياءُ والعُبْرِيُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثا يَلْثُو فهو لاثٍ، ومثله: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ على القلب، قال: ومثله عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا.

صحف (لسان العرب) [1]


الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ.
وفي التنزيل: إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى؛ يعني الكتب المنزلة عليهما، صلوات اللّه على نبينا وعليهما؛ قال سيبويه: أَما صَحائِفُ فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإنما شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ وجِماد. قال الأَزهري: الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع فَعِيلةً على فُعُل، قال: ومثله سَفينة وسُفُنٌ، قال: وكان قياسهما صَحائف وسفائِنَ.
وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، وقيل: هي ما أَقبل عليك منه، والجمع صَحِيفٌ؛ وقوله: . . . أكمل المادة إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده، ويجوز أَن يكون أَراد بالصحيف الصحيفة.
والصَّحيف: وجْه الأَرض؛ قال: بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها.
والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أَبو عبيد: تميم تكسرها وقيس تضمها، ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن الكسائي، قال الأَزهري: وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين، قال الفراء: يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قال: وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة في حروف فكسرت الميم، وأَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به على أَصله، ومن كسره فلاستثقاله الضِمة، وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قال أَبو زيد: تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وقيس تقول المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قال الجوهري: أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف، وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بري: صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ.
وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب.
وفي الحديث: أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: يا محمد، أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً كصحيفة المُتَلَمِّس؟ الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: شاعر معروف واسمه عبد المَسيح بن جَرير، وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ، فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها في الماء ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأَبى عليه ومضى إلى عامله فقتله، فضُرب بهما المثل.
والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة (* في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة الصحف.).
والصَّحْفة: كالقَصْعةِ، وقال ابن سيده: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم، والجمع صِحافٌ.
وفي التنزيل: يُطاف عليهم بِصِحافٍ من ذهب؛ وأَنشد: والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْـ ـضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها، وهي تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مصغّر لا مكَبَّر له. قال الكسائي: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تليها تشبع العشرة، ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل.
وفي الحديث: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها، هو من ذلك، وهذا مثل يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره وقَلَب ما في إنائه.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ.

سفن (لسان العرب) [1]


السَّفْنُ: القَشْر. سَفَن الشيءَ يَسْفِنه سَفْناً: قشره؛ قال امرؤُ القيس: فجاءَ خَفِيَّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه، تَرى التُّرْبَ منه لاصقاً كلَّ مَلْصَق.
وإنما جاء متلبداً على الأَرض لئلا يراه الصيد فينفر منه.
والسَّفِينة: الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَي تقشره، فَعِيلة بمعنى فاعلة، وقيل لها سفينة لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء، قال: ويكون مأْخوذاً من السفن، وهو الفأْس التي يَنْحَت بها النجارُ، فهي في هذه الحال فعيلة بمعنى مفعولة، وقيل: سميت السفينة سفينة لأَنها تَسْفِنُ على وجه الأَرض أَي تَلزَق بها، قال ابن دريد: سفينة فعيلة بمعنى فاعلة كأَنها تَسْفِنُ الماء أَي تَقْشِره، والجمع سَفائن وسُفُن وسَفِين؛ قال عمرو ابن . . . أكمل المادة كلثوم: مَلأْنا البَرَّ حتى ضاقَ عَنَّا، ومَوْجُ البحر نَمْلَؤُه سَفينا (* قوله «وموج البحر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: ونحن البحر).
وقال العجاج: وهَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن يكونا بحْراً يَكُبُّ الحُوتَ والسَّفِينا وقال المَثقَّب العَبْدي: كأَنَّ حُدوجَهُنَّ على سَفِين. سيبويه: أَما سَفائن فعلى بابه، وفُعُلٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإِنما شبهوه بِقَليب وقُلُب كأَنهم جمعوا سَفيناً حين علموا أَن الهاء ساقطة، شبهوها بجُفرةٍ وجِفارٍ حين أَجرَوْها مُجرى جُمْد وجِماد.
والسَّفَّانُ: صانع السُّفن وسائسها، وحِرْفَته السِّفانة.
والسَّفَنُ: الفأْس العظيمة؛ قال بعضهم: لأَنها تَسْفِنُ أَي تَقْشر، قال ابن سيده: وليس عندي بقويّ. ابن السكيت: السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع؛ وقال ذو الرمة يصف ناقة أَنضاها السير: تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامكاً قَرِداً، كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ (* قوله «تخوف السير إلخ» الذي في الصحاح: الرحل بدل السير، وظهر بدل عود. قال الصاغاني: وعزاه الأزهري لابن مقبل وهو لعبد الله بن عجلان النهدي، وذكر صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية أَنه لابن مزاحم الثمالي). يعني تَنقَّص. الجوهري: السَّفَنُ ما يُنْحَت به الشيء، والمِسْفَن مثله؛ وقال: وأَنتَ في كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقول: إِنك نجَّار؛ وأَنشد ابن بري لزهير: ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ: جِلدٌ أَخشَن غليظ كجلود التماسيح يكون على قوائم السيوف، وقيل: هو حجَرٌ يُنْحَت به ويُليَّن، وقد سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه.
وقال أَبو حنيفة: السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة يُسْحَج بها القِدْح حتى تذهب عنه آثار المِبراة، وقيل: السَّفَنُ جلد السمك الذي تُحَكُّ به السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ، ويكون على قائم السيف؛ وقال عديّ بن زيد يصف قِدْحاً: رَمَّه البارِي، فَسوَّى دَرْأَه غَمْزُ كَفَّيه، وتحْليقُ السَّفَنْ وقال الأََعشى: وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو.
وقال الليث: وقد يجعل من الحديد ما يُسَفَّن به الخشبُ أَي يُحَك به حتى يلين، وقيل: السَّفَنُ جلد الأَطومِ، وهي سمكة بحرية تُسَوَّى قوائمُ السيوف من جلدها.
وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً: جعلته دُقاقاً؛ وأَنشد: إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّن أَبو عبيد: السَّوافِنُ الرياح التي تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه، وقال غيره: تقشره، الواحدة سافِنَة، وسَفَنَت الريح التراب عن وجه الأَرض؛ وقال اللحياني: سَفَنَتِ الريح تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إذا هَبَّتْ على وجه الأرض، وهي ريح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً؛ وأَنشد: مَطاعِيمُ للأَضيافِ في كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ، تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ: اسم، وبه سمي عبد أَو عَسِيف مُتكَهِّن كان لعلي بن أَبي طالب، رضي الله عنه، وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سمي سفِينَة لأَنه كان يحمل الحسنَ والحسين أَو متاعَهما، فشبَّه بالسَّفينة من الفُلْكِ.
وسَفَّانة: بنت (* قوله «وسفانة بنت إلخ» أصل السفانة اللؤلؤة كما في القاموس). حاتم طَيِّءٍ، وبها كان يُكنى.
وورد في الحديث ذكر سَفَوانَ، بفتح السين والفاء، وادٍ من ناحية بدر بلغ إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في طلب كُرْزٍ الفِهْرِي لما أَغار على سَرْحِ المدينة، وهي غزوة بدر الأُولى، والله أَعلم.

تيع (لسان العرب) [1]


التَّيْعُ: ما يَسيل على وجه الأَرض من جَمَد ذائب ونحوه؛ وشيء تائع مائع.
وتاعَ الماءُ يَتِيعُ تَيْعاً وتَوْعاً، الأَخية نادرة، وتَتَيَّعَ كلاهما: انبسط على وجه الأَرض.
وأَتاعَ الرجلُ إِتاعة، فهو مُتِيع: قاء.
وأَتاع قَيْأَه وأَتاعَ دَمَه فتاعَ يَتِيعُ تُيُوعاً.
وتاعَ القَيْءُ يَتِيع تَوْعاً أَي خرج، والقَيءُ مُتاعُ؛ قال القُطامي وذكر الجراحات: فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدي كُلُوماً، تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا وتاعَ السُّنْبُلُ: يَبِس بعضُه وبعضُه رَطْب، والريحُ تَتَّايَعُ باليَبِيسِ؛ قال أَبو ذؤيب يذكر عَقْره ناقة وأَنها كاسَتْ فخَرَّتْ على رأْسها: ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فخَرّتْ، كما تَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ قال الأَزهري: يقال اتَّايَعَتِ الريحُ بورق الشجر إِذا ذهَبت به، وأَصله تَتايَعت به.
والقَفْلُ: . . . أكمل المادة ما يَبِسَ من الشجر.
والتَّتايُع في الشيء وعلى الشيء: التَّهافُت فيه والمُتايَعةُ عليه والإِسْراعُ إِليه. يقال: تَتايَعُوا في الشرّ إِذا تَهافَتُوا وسارَعُوا إِليه.
والسكْرانُ يَتَتايَعُ أَي يَرْمِي بنفسه.
وفي حديثه، صلى الله عليه وسلم: ما يحمِلُكم على أَن تَتايَعُوا (* قوله« أن تتايعوا» أصله بثلاث تاءات حذف احداها كالواجب كما يستفاد من هامش النهاية.) في الكَذِب كما يَتتايَعُ الفَراشُ في النار؟ التَّتايُعُ: الوقوع في الشرّ من غير فِكْرةٍ ولا رَوِيّةٍ والمُتايَعةُ عليه، ولا يكون في الخيْر.
ويقال في التَّتايُع: إِنه اللَّجاجةُ، قال الأَزهري: ولم نسمع التَّتايُع في الخير وإِنما سمعناه في الشر.
والتتايُع: التهافُت في الشر واللَّجاج ولا يكون التتايع إِلا في الشرّ؛ ومنه قول الحسن بن علي، رضوان الله عليهما: إِنَّ عليّاً أَراد أَمْراً فتَتايَعَتْ عليه الأُمور فلم يَجِد مَنْزَعاً، يعني في أَمْرِ الجَمَل.
وفلان تَيِّعٌ ومُتتيِّعٌ أَي سريع إِلى الشر، وقيل: التتايُع في الشر كالتتايُع في الخير.
وتَتايَعَ الرجل: رمى بنفسه في الأَمر سريعاً.
وتَتايَعَ الحَيْرانُ: رَمى بنفسه في الأمر سريعاً من غير تثبُّت.
وفي الحديث: لما نزل قوله تعالى: والمُحْصَناتُ من النساء، قال سَعْد بنُ عُبادة: إِنْ رأَى رجل مع امرأَته رجلاً فيَقْتُله تَقْتُلونه، وإِن أَخْبر يُجْلَد ثمانين جَلْدة، أَفلا نَضْرِبه بالسيف؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: كفى بالسيف شا؛ أَراد أَن يقول شاهداً فأَمسك ثم قال: لولا أَن يَتتايَعَ فيه الغَيْرانُ والسّكْرانُ، وجواب لولا محذوف أَراد لولا تَهافُتُ الغَيْرانِ والسكْرانِ في القَتْل لتَمَّمْتُ على جعله شاهداً أو لحكَمْت بذلك، وقوله لولا أَن يتتايع فيه الغيران والسكران أَي يَتهافَت ويقع فيه.
وقال ابن شميل: التتايُع ركوب الأَمر على خلاف الناس.
وتَتايَعَ الجملُ في مَشْيِه في الحر إِذا حرَّك أَلواحه حتى يكاد يَنْفَكُّ.
والتِّيعةُ، بالكسر: الأَربعون من غَنَم الصدَقة، وقيل: التيعة الأَربعون من الغنم من غير أَن يُخص بصدقة ولا غيرها.
وفي الحديث: أَنه كتَب لوائل ابنُ حجر كتاباً فيه على التِّيعةِ شاةٌ والتِّيمةُ لصاحبها؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد التِّيعةُ الأَربعون من الغنم لم يزد على هذا التفسير، والتِّيمة مذكورة في موضعها، قال: والتيعة اسم لأَدنى ما يجب فيه الزكاة من الحيوان، وكأَنها الجملة التي للسُّعاة عليها سَبِيل من تاعَ يَتِيعُ إِذا ذهَب إِليه كالخمس من الإِبل والأَربعين من الغنم.
وقال أَبو سعيد الضرير: التِّيعةُ أَدنى ما يجب من الصدقة كالأَربعين فيها شاة وكخمس من الإِبل فيها شاة، وإِنما تَيَّعَ التِّيعةَ الحَقُّ الذي وجب للمصدِّق فيها لأَنه لو رامَ أَخْذ شيء منها قبل أَن يبلُغ عددها ما يجب فيه التِّيعةُ لمنَعَه صاحبُ المال، فلما وجَب فيه الحق تاعَ إِليه المصدِّق أَي عَجِل، وتاعَ رَبُّ المال إِلى إِعْطائه فجاد به، قال: وأَصله من التَّيْعِ وهو القَيْءُ. يقال: أَتاعَ قَيْأَه فَتاعَ.
وحكى شمر عن ابن الأَعرابي قال: التِّيعة لا أَدري ما هي، قال: وبلغنا عن الفراء أَنه قال: التيعة من الشاء القِطْعة التي تجب فيها الصدقة ترعى حول البيوت. ابن شميل: التيْعُ أَن تأْخذ الشيء بيدك، يقال: تاعَ به يَتِيع تَيْعاً وتَيَّع به إِذا أَخذه بيده؛ وأَنشد: أَعْطَيْتُها عُوداً وتِعْتُ بتَمْرةٍ، وحَيْرُ المَراغِي، قد عَلِمْنا، قِصارُها قال: هذا رجل يزعم أَنه أَكل رَغْوة مع صاحبة له فقال: أَعطيتها عُوداً تأْكل به وتِعْت بتمرة أَي أَخَذْتها آكُل بها.
والمِرْغاة: العود أَو التمر أَو الكسرة يُرْتَغى بها، وجمعه المَراغِي. قال الأَزهري: رأَيته بخط أَبي الهيثم: وتِعْت بتمرة، قال: ومثل ذلك وبَيَّعْتُ بها، وأَعطاني تمرة فتِعْت بها وأَنا فيه واقف، قال: وأَعطاني فلان درهماً فتِعت به أَي أَخذته، الصواب بالعين غير معجمة.
وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة: اليَتُوعاتُ كل بقلة أَو ورقة إِذا قُطِعَت أَو قُطِفَت ظهر لها لبن أَبيض يَسِيل منها مثلُ ورَق التين وبُقُول أُخر يقال لها اليَتُوعات. حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: تُعْ تُع إِذا أَمرته بالتواضُع.
وتتايَعَ القومُ في الأَرض أَي تَباعَدوا فيها على عَمًى وشِدَّة. قال ابن الأَعرابي: التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَاءِ الثَّخينةُ.وفي نوادر الأَعراب: تتيَّع عَلَيّ فلان، وفلان تَيَّعانُ وتَيِّعانُ وتَيَّحانُ وتَيِّحانُ وتيِّعٌ وتَيّحٌ وتَيَّقانُ وتَيِّقٌ مثله.

صعر (لسان العرب) [1]


الَّصعَر: مَيَلٌ في الوَجْهِ، وقيل: الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ خاصة، وربما كان خِلْقة في الإِنسان والظَّليم، وقيل: هو مَيَلٌ في العُنُق وانْقِلاب في الوجه إِلى أَحد الشقَّين.
وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه: أَمالهُ من الكِبْرِ؛ قال المُتَلَمِّس واسمه جَرير بن عبد المسيح: وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا لَهُ من مَيلِهِ فَتَقَوَّما يقول: إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حتى يتقوَّم مَيْلُه، وقيل: الصَّعَرُ داءٌ يأْخذ البعير فيَلْوِي منه عُنُقَه ويُميلُه، صَعِرَ صَعَراً، وهو أَصْعَر؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: وتَرَى لهَا دَلاًّ إِذا نَطَقَتْ، تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا وقول أَبي ذؤيب: فَهُنَّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولم . . . أكمل المادة يُجْرَ، ولم يُسْلِهِ عَنْهُنَّ إِلقاحُ عدَّاه بإِلى لأَنه في معنى مَوائِلَ، كأَنه قال: فَهُنَّ مَوائِلُ إِلى هَدْر الفَنيق.
ويقال: أَصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ أَي أَصابه دَاءٌ يَلْوي منه عُنُقه.
ويقال للمتكبِّر: فيه صَعَرٌ وَصَيَدٌ. ابن الأَعرابي: الصَّعَر والصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس.
والصَّعَرُ: التَّكَبُّرُ.
وفي الحديث: كلُّ صَعَّارٍ مَلْعون؛ أَي كل ذي كِبْرٍ وأُبَّهَةٍ، وقيل: الصَّعَّارُ المتكبر لأَنه يَمِيل بِخَدِّه ويُعْرِض عن الناس بوجهه، ويروى بالقاف بدل العين، وبالضاد المعجمة والفاء والزاي، وسيذكر في موضعه.
وفي التنزيل: ولا تُصَعِّرْ خَدَّك للناس، وقرئ: ولا تُصاعِرْ؛ قال الفراء: معناهما الإِعراض من الكِبْرِ؛ وقال أَبو إِسحق: معناه لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً، ومجازُه لا تلزم خدَّك الصَّعَر.
وأَصْعَره: كصَعَّرَه.
والتَّصْعِيرُ: إِمالَةُ الخدِّ عن النظر إِلى الناس تَهاوُناً من كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ.
وفي الحديث: يأْتي على الناس زَمان ليس فيهم إِلاَّ أَصْعَرُ أَو أَبْتَر؛ يعني رُذالة الناس الذين لا دين لهم، وقيل: ليس فيهم إِلا ذاهب بنفسه أَو ذَلِيل.
وقال ابن الأَثير: الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً.
وفي حديث عمَّار: لا يَلي الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر أَي كلُّ مُعْرِض عن الحق ناقِص.
ولأُقِيمَنَّ صَعَرك أَي مَيْلك، على المثَل.
وفي حديث تَوْبَةِ كَعْب: فأَنا إِليه أَصْعَر أَي أَمِيل.
وفي حديث الحجاج: أَنه كان أَصْعَرَ كُهاكِهاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ومَحْشَك أَمْلِحِيه، ولا تُدَافي على زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ قال: فيها صَعَرٌ من صِغَرها يعني مَيَلاٌ.
وقَرَبٌ مُصْعَرٌّ: شديدٌ؛ قال: وقَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا، أَذا الهِدَانُ حارَ واسْبَكَرَّا والصَّيْعَرِيَّةُ: اعْتِراضٌ في السَّير، وهو من الصَّعَرِ.
والصَّيْعَرِيَّةُ: سِمَة في عنق الناقة خاصَّة.
وقال أَبو علي في التذكرة: الصَّيْعَرِيَّة وَسْم لأَهل اليَمن، لم يكن يُوسم إِلا النُّوق؛ قال وقول المُسَيَّب بن عَلَس: وقد أَتَنَاسَى الهَمَّ عند احْتِضَارِه بِناجٍ، عليه الصَّيْعَرِيَّة، مُكْدَم (* وينسب هذا البيت إِلى المتلمّس). يدلُّ على أَنه قد يُوسَم بها الذُّكُور.
وقال أَبو عبيد: الصَّيْعَريَّة سِمَة في عُنُق البعير، ولما سَمعَ طَرَفَةُ هذا البيت من المسيَّب قال له: اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَي أَنك كنتَ في صفة جَمل، فلما قلت الصَّيْعَرِيَّة عُدْت إِلى ما تُوصَف به النُّوق، يعني أَن الصَّيْعَرِيَّة سِمَة لا تكون إِلا للإِناث، وهي النُّوق.
وأَحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ: قانئٌ.
وصَعْرَرَ الشيءَ فَتَصَعْرَرَ: دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ واسْتَدَارَ؛ قال الشاعر: يَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ وقد صَعْرَرْت صُعْرُورَة، والصُّعْرُورَةُ: دُحْرُوجَة الجُعَلِ يَجمَعُها فَيُدِيرُها ويدفعها، وقد صَعْرَرَها، والجمع صَعارِير.
وكلُّ حمل شجرة تكون مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ وشِبْهِه مما فيه صَلابَةٌ، فهو صُعْرُورٌ، وهو الصَّعارِيرُ.
والصُّعْرُور: الصَّمْغُ الدَّقِيق الطويل الملْتَوِي، وقيل: هو الصَّمْغ عامَّة، وقيل: الصَّعارِير صمغ جامد يشبِه الأَصابِع، وقيل: الصُّعْرُور القِطعة من الصَّمْغ؛ قال أَبو حنيفة: الصُّعْرُورَة، بالهاء، الصَّمْغَة الصَّغيرة المُسْتَدِيرة؛ وأَنشد: إِذا أَوْرَقَ العَبْسِيُّ جاعَ عِيالُه، ولم يَجِدُوا إِلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما ذهَب بالعَبْسِيِّ مَجْرَى الجِنْس كأَنه قال: أَوْرَقَ العَبْسِيُّون، ولولا ذلك لقال: ولم يَجِدْ، ولم يَقُلْ: ولم يَجِدُوا، وعَنى أَن مُعَوَّله في قوتِه وقوتِ بَنَاته على الصَّيْدِ، فإِذا أَوْرَقَ لم يجدْ طَعاماً إِلا الصَّمْغ، قال: وهم يَقْتاتون الصَّمْغ.
والصَّعَرُ: أَكلُ الصَّعارِير، وهو الصَّمْغ قال أَبو زيد: الصُّعْرُور، بغير هاء، صَمْغَة تطول وتَلتَوِي، ولا تكون صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِيَة، وهي نحو الشّبر.
وقال مرَّة عن أَبي نصْر: الصُّعْرُورُ يكون مثلَ القَلَم وينعطِف بمنزلة القَرْن.
والصَّعَارِيرُ: الأَباخِس الطِّوال، وهي الأَصابع، واحدها أَبْخَس.
والصَّعارِير: اللبَنُ المصمَّغ في اللبَإ قبل الإِفْصاح.
والاصْعِرارُ: السَّيرُ الشديد؛ يقال: اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً، ويقال: اصْعَرَّت الإِبل واصْعَنْفَرَت وتَمَشْمَشَتْ وامْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت.
وضرَبه فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّر، بإِدغام النون في الراء، أَي استدار من الوجع مكانه وتقبَّض.
والصَّمْعَرُ: الشديد، والميم زائدة؛ يقال: رجل صَمْعَرِيٌّ.
والصَّمْعَرَةُ: الأَرض الغلِيظة.
وقال أَبو عمرو: الصَّعارِيرُ ما جَمَدَ من اللَّثَا.
وقد سَمَّوْا أَصْعَرَ وصُعَيراً وصَعْرانَ، وثَعْلَبَةُ بن صُعَيرٍ المازِني.

الدارُ (القاموس المحيط) [1]


الدارُ: المحلُّ يَجمعُ البِناءَ والعَرْصَةَ،
كالدارَةِ، وقد تُذَكَّرُ
ج: أُدْؤُرٌ وأدْوُرٌ وآدُرٌ ودِيارٌ ودِيَارَةٌ ودِيرانٌ ودُورانٌ (ودُوراتٌ) ودِياراتٌ وأدوارٌ وأدوِرةٌ، والبلدُ، ومدينةُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وع، والقبيلةُ،
كالدارَةِ، وبهاءٍ: كلُّ أرضٍ واسعةٍ بينَ جبالٍ، وما أحاطَ بالشيءِ،
كالدائِرَةِ،
و~ من الرملِ: ما اسْتَدارَ منه،
كالدِّيرَةِ والتَّدْوِرةِ ج: داراتٌ ودُورٌ،
ود بالخابورِ، وهالةُ القَمَرِ.
وداراتُ العربِ تُنِيفُ على مئةٍ وعشْرٍ، لم تَجْتَمِعْ لغيري، مع بَحْثِهِم وتَنْقيرِهمْ عنها، ولله الحمد، وأنا أذكُرُ ما أُضيفَ إليه الداراتُ مُرَتَّبَةً على الحروفِ، وهي دارَةُ الآرام، وأَبْرَقَ، وأُحُدٍ، والأرْحامِ، والأَسواطِ، والإِكْلِيلِ، والأَكوارِ، وأهْوى، وباسِلٍ، وبُحْثُرٍ، وبَدْوَتَيْنِ، والبيضاءِ، والتُّلَّى، وتِيلٍ، والثَّلْماءِ، والجأْبِ، والجَثُومِ، . . . أكمل المادة وجُدَّى، وجُلْجُلٍ، والجَلْعَبِ، والجُمُدِ، وجَوْداتٍ، والجَوْلاءِ، وجَوْلَةَ، وجُهْدٍ، وجَيْفُونٍ، وحُلْحُلٍ، وليسَ بتَصْحيفِ جُلْجُلٍ، وحَوْقٍ، والخَرْجِ، والخَلاءَةِ، والخَنازيرِ، وخَنْزَرٍ، والخَزْرَتَيْنِ، والخِنْزِيرَيْنِ، وخَوٍّ، وداثِرٍ، ودَمْخٍ، ودَمُّونٍ، والدُّورِ، والذِّئْبِ، والذُّؤَيْبِ، وذاتِ عُرْشٍ، ورابِغٍ، والرَّجْلَيْنِ، والرَّدْمِ، ورَدْهَةَ، ورَفْرَفٍ، بمهملتينِ مفتوحتينِ أو بمعجمتينِ مضمومَتَينِ، والرُّمْحِ، والرِّمْرِمِ، ورَهْبَى، والرُّهَى، وسَعْرٍ، ويكسرُ، والسَّلَمِ، وشُبَيْثٍ، وشَجا، بالجيم كقَفا، وليسَ بتَصْحيفِ وُشْحَى، وصارَةَ، والصفائِحِ، وصُلْصُلٍ، وصَنْدَلٍ، وعَبْسٍ، وعَسْعَسٍ، والعَلْياءِ، وعُوارِضٍ، وعُوارِمٍ، والعُوجِ، وعُوَيْجٍ، والغُبَيْرِ، والغُزَيِّلِ، والغُمَيْرِ، وفَتْكٍ، والفُرُوعِ، وفَرْوَعٍ، كجَرْوَلٍ، وهي غيرُ دارَةِ الفُروعِ، والقِداحِ، ككِتابٍ وكَتَّانٍ، وقُرْحٍ، والقُطْقُطِ، بكسرتين وبضمتين، والقَلْتِينِ، والقِنَّعْبَةِ، والقَمُوصِ، وقَوٍّ، وكامِسٍ، وكِبْدٍ، والكَبْساتِ، والكَوْرِ، والكُوْرِ، وهي غيرُ الأُولى، ولاقِطٍ، ومأْسَلٍ، ومُتالِعٍ، والمَثامِنِ، ومِحْصَنٍ، والمَراضِ، والمَرْدَمَةِ، والمَرْوَراتِ، ومَعْروفٍ، ومُعَيْطٍ، والمَكامِنِ، ومَكْمَنٍ، ومَلْحوبٍ، والمَلِكَةِ، ومَنْوَرٍ، ومَواضيعَ، ومَوْضوعٍ، والنَّشَّاشِ، والنِّصابِ، وواحِدٍ، وواسِطٍ، ووَسْطٍ، ويُحَرَّكُ، ووَشْحَى، ويضمُّ، وهَضْبٍ، واليَعْضِيدِ، ويَمْغُونٍ، أو يَمْعُونٍ.
ودارَ دَوْراً ودَوَراناً واسْتَدارَ وأدَرْتُهُ ودَوَّرْتُهُ وبه،
وأدَرْتُ: اسْتَدَرْتُ.
وداوَرَهُ مُداوَرَةً ودِواراً: دارَ معه.
والدهرُ دَوَّارٌ به ودَوَّارِيٌّ: دائِرٌ.
والدُّوارُ، بالضم وبالفتح: شِبْهُ الدَّوَرانِ يأْخُذُ في الرأس.
ودِيرَ به،
و~ عليه،
وأدِيرَ به: أخَذَهُ.
ودُوَّارَةُ الرأسِ، كرُمانةٍ ويفتحُ: طائفةٌ منه مستديرةٌ،
و~ من البطنِ: ما تَحَوَّى من أمْعاءِ الشَّاة.
والدَّوَّارُ، ككتَّانٍ ويضمُّ: الكَعْبَةُ، وصَنَمٌ، ويُخَفَّفُ.
وكجَبَّانةٍ: الفِرْجارُ، وبالضم: مُستدارُ رَمْلٍ يَدُورُ حَوْلَهُ الوَحْشُ.
ويقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم يَدُرْ: دَوَّارَةٌ وفَوَّارَةٌ، بفتحهما، فإذا تَحرَّكَ أو دارَ،
فهو دُوَّارَةٌ وفُوَّارَةٌ، بضمِّهما.
والدَّائِرَةُ: الحَلْقَةُ، والشَّعَرُ المُسْتديرُ على قَرْنِ الإِنسانِ، أو موضعُ الذُّؤَابَةِ، والهَزِيمَةُ، والتي تحتَ الأَنْفِ،
كالدَّوَّارَةِ.
والدَّارِيُّ: العَطَّارُ منسوبٌ إلى دارِينَ، فُرْضَةٍ بالبَحْرينِ، بها سُوقٌ يُحْمَلُ المِسْكُ من الهندِ إليها، ورَبُّ النَّعَمِ، والمَلاَّحُ الذي يلِي الشِّراعَ، واللازِمُ لدارِهِ،
كالدَّاريَّةِ،
و~ من الإِبِلِ: المُتَخَلِّفُ في مَبْرَكِه.
والمُدَاوَرَةُ، كالمُعالَجَةِ،
وكرُمَّانٍ: ع.
وككَتَّانٍ: سِجْنٌ باليمامةِ.
وابنُ دارةَ: من الفُرْسانِ.
والدارُ: صَنَمٌ به سُمِّيَ عبدُ الدارِ، أبو بطنٍ، وابنُ هانِئِ بن حبيبٍ: أبو بطنٍ، منهم: أبو رُقَيَّةَ تَميمُ بنُ أوْسٍ، وأبو هندٍ بُرَيْرُ بنُ رَزينٍ الدَّارِيَّانِ الصَّحابِيَّانِ.
ودَارِينُ: ع بالشامِ.
وذُو دَوْرانَ، كحَوْرانَ: ع بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَةِ.
ودَارَا: د بينَ نَصيبِينَ ومارِدِينَ، بَناها دارَا بنُ دارَا المَلِكُ، وقَلْعَةٌ بِطَبَرَسْتانَ، ووادٍ بِدِيارِ بني عامِرٍ، وناحيةٌ بالبحرينِ، ويُمَدُّ.
ودَارُ البَقَرِ: قريتانِ بِمصر.
ودارُ عُمارَةَ: مَحَلَّتانِ بِبغْدَاد شَرقِيَّةٌ وغربيَّةٌ.
ودارُ القُطْنِ مَحَلَّةٌ بها، منها الإِمامُ أبو الحسن عليُّ بنُ عُمَرَ، ومَحَلَّةٌ بِحَلَبَ، منها عُمَرُ بنُ عليِّ بنِ قُشامٍ ذُو التَّصانيف الكثيرَةِ المبسوطَةِ في الفُنونِ.
ودُرْنَى: ع، وموضعُ ذِكْرِها النُّونُ.
وما به دارِيٌّ ودَيَّارٌ ودُوْرِيٌّ ودَيُّورٌ: أحدٌ.
وأدَارَهُ عن الأمرِ،
و~ عليه،
وداوَرَه: لاوصَهُ.
ودارَةُ، معرفةً: الدَّاهِيةُ.
والمُدارَةُ: جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ، ويُسْتَقَى به، وإزارٌ مُوَشًّى.
ودَوَّرَهُ: جَعَلَه مُدَوَّراً.
والدَّوْدَرَى، كضَوْطَرَى: الجاريةُ القَصِيرَةُ.
والدُّوَيْرَةُ: د بالرِّيف،
وع سَكَنَهُ حَسُّونُ بنُ الهَيْثَمِ المقرئُ الدُّوَيْرِيُّ.
وكصَحيفةٍ: ة بِنَيْسابورَ، منها محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يوسُفَ بنِ خُرْشِيدَ.
والدُّورُ، بالضم: قريتانِ بينَ سُرَّ مِنْ رَأى وتَكْرِيتَ، عُلْيا وسُفْلى، منها محمدُ بنُ الفَرُّخانِ بنِ رُوزْبَةَ، وناحيةٌ من دُجَيْلٍ، ومَحَلَّةٌ قُرْبَ مَشْهدِ أبي حَنيفةَ، منها محمدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ، ومَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، منها أبو عبدِ الله الدُّورِي،
ود بالأَهْوازِ،
وع بالبادِيَةِ.
والدُّورَةُ، بهاءٍ: ة بينَ القُدْسِ والخَليلِ، منها بَنُو الدُّورِيِّ قومٌ بِمِصْرَ.
ودُورانُ: ع، وبفتح الدالِ والواوِ مشَدَّدَةً: ة بالصِّلْحِ.
ودَارَيَّا: ة بالشأم، والنسبةُ: دَارَانِيٌّ على غيرِ قياسٍ.
وتَدْوِرَةُ: دارَةٌ بينَ جِبالٍ.
والمُدْوَرَةُ من الإِبِلِ: التي يَدُورُ فيها الراعِي ويَحْلُبُها، أُخْرِجَتْ على الأصلِ.

عصف (لسان العرب) [1]


العَصْفُ والعَصْفة والعَصِيفة والعُصافة؛ عن اللحياني: ما كان على ساق الزرع من الورق الذي يَيْبَسُ فَيَتَفَتَّتُ، وقيل: هو ورقه من غير أَن يُعَيَّن بيُبْس ولا غيره، وقيل: ورقه وما لا يؤكل.
وفي التنزيل: والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ؛ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه، وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه، وقيل: العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن، وقيل: هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن.
وقال النضر: العَصْف القَصِيل، وقيل: العصف بقل الزرع لأَن العرب تقول خرجنا نَعْصِفُ الزرع إذا قطعوا منه شيئاً قبل إدْراكه فذلك العَصْفُ.
والعَصْفُ والعَصِيفةُ: ورق السُّنْبُل.
وقال بعضهم: ذو العَصف، يريد المأْكول من الحبّ، والريحان الصحيح . . . أكمل المادة الذي يؤكل، والعصْفُ والعَصِيف: ما قُطِع منه، وقيل: هما ورق الزرع الذي يميل في أَسفله فتَجُزّه ليكون أَخفّ له، وقيل: العصْفُ ما جُزَّ من ورق الزرع وهو رَطْب فأُكل.
والعَصِيفةُ: الورق المُجْتَمِع الذي يكون فيه السنبل.
والعَصف: السُّنْبل، وجمعه عُصوف.
وأَعْصَفَ الزرعُ: طال عَصْفُه.
والعَصِيفةُ: رؤوس سنبل الحِنْطة.
والعصف والعَصِيفة: الورق الذي يَنْفَتح عن الثمرة والعُصافة: ما سقط من السنبل كالتبن ونحوه. أَبو العباس: العَصْفانِ التِّبْنانِ، والعُصوفُ الأَتْبانُ. قال أَبو عبيدة: العصف الذي يُعصف من الزرع فيؤكل، وهو العصيفة؛ وأَنشد لعَلْقَمة بن عَبْدَة: تَسقِي مذانِبَ قد مالَتْ عَصِيفَتُها ويروى: زالت عصيفتها أَي جُزَّ ثم يسقى ليعود ورقه.
ويقال: أَعْصَف الزرع حان أَن يجزَّ.
وعَصَفْنا الزرع نَعْصِفُه أَي جززنا ورقه الذي يميل في أَسفله ليكون أخف للزرع، وقيل: جَزَزْنا ورقه قبل أَن يُدْرِك، وإن لم يُفعل مالَ بالزرع، وذكر اللّه تعالى في أَول هذه السورة ما دلَّ على وحدانيته من خَلْقِه الإنسان وتَعْلِيمه البيانَ، ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأَرض وما أَنبت فيها من رزقِ من خلق فيها من إنسيّ وبهيمة، تبارك اللّه أَحسن الخالقين.
واسْتعْصفَ الزرعُ: قَصَّب.
وعَصَفَه يَعْصِفُه عَصْفاً: صرمَه من أَقْصابه.
وقوله تعالى كعَصْف مأَْكول، له معنيان: أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفيل كورق أُخذ ما فيه من الحبّ وبقي هو لا حب فيه، والآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم.
وروي عن سعيد بن جبير أَنه قال في قوله تعالى كعصف مأَكول، قال: هو الهَبُّور وهو الشعير النابت، بالنبطية.
وقال أَبو العباس في قوله كعصف قال: يقال فلان يَعْتَصِفُ إذا طلب الرزق، وروي عن الحسن أَنه الزرع الذي أُكل حبه وبقي تِبْنه؛ وأَنشد أَبو العباس محمد بن يزيد: فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأَْكولْ أَراد مثل عصف مأْكول، فزاد الكاف لتأْكيد الشبه كما أَكده بزيادة الكاف في قوله تعالى: ليس كمثله شيء، إلا أنه في الآية أَدخل الحرف على الاسم وهو سائغ، وفي البيت أَدخل الاسم وهو مثل على الحرف وهو الكاف، فإن قال قائل بماذا جُرَّ عَصْف أَبالكاف التي تُجاوِرُه أَم بإضافة مثل إليه على أَنه فصل بين المضاف والمضاف إليه؟ فالجواب أَن العصف في البيت لا يجوز أَن يكون مجروراً بغير الكاف وإن كانت زائدة، يدُلّك على ذلك أَن الكاف في كل موضع تقع فيه زائدة لا تكون إلا جارَّة كما أَنَّ من وجميع حروف الجرّ في أَي موضع وقَعْن زوائد فلا بد من أَن يجررن ما بعدهن، كقولك ما جاءني من أَحد ولست بقائم، فكذلك الكاف في كعصف مأْكول هي الجارَّة للعصف وإن كانت زائدة على ما تقدَّم، فإن قال قائل: فمن أَيْنَ جاز للاسم أَن يدخل على الحرف في قوله مثل كعصف مأْكول؟ فالجواب أَنه إنما جاز ذلك لما بين الكاف ومثل من المُضارَعة في المعنى، فكما جاز لهم أَن يُدخلوا الكاف على الكاف في قوله: وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَينْ لمشابهته لمثل حتى كأَنه قال كمثل ما يؤثفين كذلك أَدخلوا أَيضاً مثلاً على الكاف في قوله مثل كعصف، وجعلوا ذلك تنبيهاً على قوَّة الشبه بين الكاف ومثل.
ومَكان مُعْصِفٌ: كثير الزرع، وقيل: كثير التبن؛ عن اللحياني؛ وأَنشد: إذا جُمادَى مَنَعَت قَطْرها، زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ (* قوله «جنابي» بالجيم مفتوحة وبالباء هو الفناء وعطن بالنون، وتقدم البيت في مادة جمد بلفظ زان جناني جمع الجنة، ولعلّ الصواب ما هنا.) هكذا رواه، وروايتنا مُغْضِف، بالضاد المعجمة، ونسب الجوهري هذا البيت لأَبي قيس بن الأَسلت الأَنصاري؛ قال ابن بري: هو لأُحَيْحةَ بن الجُلاح لا لأَبي قيس.
وعَصَفَتِ الرِّيحُ تَعْصِف عَصْفاً وعُصوفاً، وهي ريح عاصِف وعاصِفةٌ ومُعْصِفَة وعَصوف، وأَعْصفت، في لغة أَسد، وهي مُعصِف من رياح مَعاصِفَ ومَعاصِيفَ إذا اشتدَّت، والعُصوف للرِّياح.
وفي التنزيل: والعاصفاتِ عَصْفاً، يعني الرياح، والرّيحُ تَعْصِفُ ما مَرَّت عليه من جَوَلان التراب تمضي به، وقد قيل: إن العَصْف الذي هو التِّبْن مشتق منه لأَن الريح تعصف به؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي.
وفي الحديث: كان إذا عَصَفَتِ الريحُ أَي إذا اشتدَّ هُبوبُها.
وريح عاصف: شديدة الهُبوب.
والعُصافةُ: ما عَصَفَت به الريح على لفظ عُصافة السُّنْبُل.
وقال الفراء في قوله تعالى: أَعمالُهم كَرماد اشتدَّت به الريح في يوم عاصف، قال: فجعل العُصوف تابعاً لليوم في إعرابه، وإنما العُصوف للرياح، قال: وذلك جائز على جهتين: إحداهما أَن العُصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به لأَن الريح تكون فيه، فجاز أَن يقال يوم عاصف كما يقال يوم بارد ويوم حارّ والبرد والحرّ فيهما، والوجه الآخر أَن يريد في يوم عاصِف الريحِ فتحذف الريح لأَنها قد ذكرت في أَوَّل كلمة كما قال: إذا جاء يومٌ مُظْلِمُ الشمسِ كاسِفُ يريد كاسِف الشمس فحذفه لأَنه قدم ذكره.
وقال الجوهري: يوم عاصف أَي تَعْصِف فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم لَيْلٌ نائمٌ وهَمٌّ ناصبٌ، وجمع العاصِف عَواصِفُ.
والمُعْصِفاتُ: الرِّياحُ التي تُثير السَّحاب والوَرَق وعَصْفَ الزَّرعِ.
والعَصْفُ والتعصُّف: السُّرعة، على التشبيه بذلك.
وأَعْصَفَتِ الناقةُ في السير: أَسْرَعتْ، فهي مُعْصفة؛ وأَنشد: ومن كلِّ مِسْحاجٍ، إذا ابْتَلَّ لِيتُها، تَخَلَّبَ منها ثائبٌ مُتَعَصِّفُ يعني العَرَق.
وأَعْصَفَ الفَرِسُ إذا مرَّ مرّاً سَريعاً، لغة في أَحْصَف.
وحكى أَبو عبيدة: أَعْصَف الرجل أَي هَلَك.
والعَصيفةُ: الوَرقُ المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبُل.
والعَصُوف: السريعة من الإبل. قال شمر: ناقة عاصف وعَصُوفٌ سريعة؛ قال الشمَّاخ: فأَضْحَت بصَحْراء البَسِيطةِ عاصفاً، تُوالي الحَصى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا وتُجْمَعُ الناقةُ العَصوفُ عُصُفاً؛ قال رؤبة: بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ يعني الأَمعاء.
وقال النضر: إعْصافُ الإبل اسْتِدارتها حول البِئر حِرْصاً على الماء وهي تطحنُ التراب حوله وتُثِيره.
ونَعامة عَصُوفٌ: سريعة، وكذلك الناقة، وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتَمضي به.
والإعصاف: الإهْلاك.
وأَعْصَف الرجلُ: هلَك.
والحَرب تَعْصِف بالقوم: تَذهَب بهم وتُهْلِكُهم؛ قال الأَعشى: في فَيْلَقٍ جَأْواء مَلْمُومةٍ تَعْصِف بالدَّارِعِ والحاسِر أَي تُهْلِكهما.
وأَعصَف الرجلُ: جار عن الطريق. قال المُفَضَّل: إذا رمى الرجل غَرَضاً فصاف نبلُه قيل إن سهمك لعاصِفٌ، قال: وكلُّ مائل عاصِفٌ؛ وقال كثِّير: فَمَرّت بلَيْلٍ، وهي شَدْفاء عاصِفٌ بمُنْخَرَقِ الدَّوداة، مَرَّ الخَفَيدَدِ (* قوله «الدوداة» كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس، وهي الجلبة والأرجوحة كما في القاموس وغيره.
وفي معجم ياقوت: الدوداء، بالمدّ، موضع قرب المدينة ا هـ.
وشكلت الدوداء فيه بالضم.) قال اللحياني: هو يَعْصِفُ ويَعْتَصِفُ ويَصْرِفُ ويَصْطَرِف أَي يكسب.
وعَصَفَ يَعْصِفُ عَصْفاً واعتصَف: كسَب وطلَب واحْتالَ، وقيل: هو كَسْبُه لأَهله.
والعَصْفُ: الكسب؛ ومنه قول العجاج: قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي، بغَير ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ والعُصُوفُ: الكَدُّ (* قوله «والعصوف الكد» عبارة القاموس وشرحه: قال ابن الاعرابي: العصوف الكدرة، هكذا في سائر النسخ، وفي العباب: الكدر، وفي اللسان: الكد.).
والعُصوفُ: الخُمور.

جثم (مقاييس اللغة) [1]



الجيم والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع الشيء. فالجُثْمان: شخص الإنسان.
وجَثَم، إذا لَطِئ بالأرض.
وجَثَم الطّائر يَجْثُِمُ.
وفي الحديث: "نهى عن المُجَثَّمة"، وهي المصبورة على الموت.وذلك على أضرب:فمنه ما نُحِت من كلمتين صحيحتي المعنى، مطّردتَيِ القياس.
ومنه ما أصله كلمةٌ واحدة وقد أُلحِق بالرُّباعي والخماسي بزيادةٍ تدخله.
ومنه ما يوضع كذا وَضْعا.
وسنفسر ذلك إن شاء الله تعالى.فمن المنحوت قولهم للباقي من أصل السَّعَفة إذا قُطِعت جُذمُور. قال:
بَنَانَتَيْنِ وجُذْمُوراً أُقِيمُ بها      صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا

وذلك من كلمتين: إحداهما الجِذْم وهو الأصل، والأخرى الجِذْر وهو الأصل.
وقد مرّ تفسيرهما.
وهذه الكلمة من أدَلّ الدليل على صحّة مذهبنا في هذا الباب.
وبالله التوفيق.ومن ذلك . . . أكمل المادة قولهم للرجل إذا سَتَر بيديه طعامَه كي لا يُتَناوَل جَرْدَبَ من كلمتين: من جَدَب لأنه يمنع طعامه، فهو كالجَدْب المانع خَيْرَه، ومن الجيم والراء والباء، كأنه جعل يديه جراباً يَعِي الشيءَ ويَحويه. قال:
إذا ما كُنْتَ في قومٍ شَهَاوَى      فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَُرْدُبَانا

ومن ذلك [قولهم] للرَّملة المشرفة على ما حولها جُمْهُور.
وهذا من كلمتين من جَمَرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلُّ على الاجتماع، ووصفنا الجَمَرات من العرب بما مضى ذِكره.
والكلمة الأخرى جَهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ. فالجمهور شيءٌ متجمِّعٌ عالٍ.ومن ذلك قولهم لقرية النّمل جُرثُومة. فهذا من كلمتين: من جَرَموجَثَم، كأنه اقتَطَعَ من الأرض قطعةً فجثم فيها.
والكلمتان قد مضتا بتفسيرهما.ومن ذلك قولهم للرجل إذا صُرع جُعْفِلَ.
وذلك من كلمتين: من جُعِف *إذا صُرع، وقد مرّ تفسيره.
وفي الحديث: "حتى يَكون انجعافُها مرة".
ومن كلمة أخرى وهي جَفَل، وذلك إذا تجمَّع فذَهَب. فهذا كأنه جُمِع وذُهِب به.
ومن ذلك قولهم للحَجَر وللإبل الكثيرة جَلْمَدٌ. قال الشاعر في الحجارة:
جَلامِيدُ أملاءُ الأكُفِّ كأنها      رُؤوسُ رِجالٍ حُلِّقت في المواسِمِ

وقال آخر في الإبل الجَلْمَد:
أو مائةٍ تُجْعَلُ أولادُها      لَغْواً وعُرْضَ المائَةِ الجَلْمَدِ

وهذا من كلمتين: من الجَلَد، وهي الأرض الصُّلبة، ومن [الجَُمَُد]، وهي الأرض اليابسة، وقد مرَّ تفسيرهما.ومن ذلك قولهم للجمل العظيم جُرَاهِمٌ جُرْهُم.
وهذا من كلمتين من الجِرْم وهو الجَسَد، ومن الجَره وهو الارتفاع في تجمُّع. يقال سمِعْتُ جَرَاهِيَة القوم، وهو عالي كلامِهم دون السِّرّ.ومن ذلك قولهم للأرض الغليظة جَمْعَرَة. فهذا من الجمْع ومن الجمْر.
وقد مضى ذكره.ومن ذلك قولهم للطويل جَسْرَبٌ. فهذا من الجَسْر وقد ذكرناه، ومن سَرَب إذا امتدَّ.ومن ذلك قولهم للضخم الهامة المستدير الوجه جَهْضَمٌ. فهذا من الجَهْم ومن الهَضَم.
والهَضَم: انضمامٌ في الشيء.
ويكون أيضاً من أهضام الوادي، وهي أعاليه.
وهذا أقْيَسُ من الذي ذكرناه في الهَضَم الذي معناه الانضمام.ومن ذلك قولهم للذاهب على وَجْهِه مُجْرَهِدٌ. فهذا من كلمتين: من جَرَد أي انجرَدَ فمَرَّ، ومن جَهَد نَفْسَه في مُرُوره.ومن ذلك قولهم للرّجُل الجافي المُتَنَفِّج بما ليس عنده جِعْظَارٌ.
وهذا من كلمتين من الجَظِّ والجَعْظ، كلاهما الجافي، وقد فُسِّرَ فيما مضى.ومنه الجِـنْعَاظ وهو من الذي ذكرناه آنفاً والنون زائدة. قال الخليل: يقال إنه سيئ الخُلق، الذي يتسخَّط عند الطَّعام.
وأنشد:ومن ذلك قولهم للوحشيِّ إذا تَقَبَّض في وجاره تَجَرْجَمَ، والجيم الأولى زائدةٌ، وإنما هو من قولنا للحجارة المجتمعة رُجْمَةٌ.
وأوضحُ من هذا قولهم للقَبْر الرَّجَم، فكأنَّ الوحشيَّ لمّا صار في وِجاره صار في قبرٍ.ومنها قولهم للأرض ذات الحجارة جَمْعَرة.
وهذا من الجمرات، وقد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، ومن المَعِر وهو الأرض لا نبات به.ومنها قولهم للنهر جَعْفر.
ووجهه ظاهر أنه من كلمتين: من جَعَف إذا صَرَع؛ لأنه يصرع ما يلقاه من نباتٍ وما أشبهه، ومن الجَفْر والجُفْرَة والجِفار والأجْفَر وهي كالجُفَر.ومن ذلك قولهم في صفة الأسد جِرْفاسٌ فهو من جَرَف ومن جرَس، كأنّه إذا أكل شيئاً وجَرَسه جَرَفَه.وأما قولهم للداهية ذات الجنادِع فمعلوم في الأصل الذي أصَّلناه أنّ النون زائدة، وأنه من الجَدْع، وقد مضى.
وقد يقال إنّ جَنادع كلِّ شيءٍ أوائلُه، وجاءت جنادع الشرِّ.ومن ذلك قولهم للصُّلب الشديد جَلْعَدٌ فالعين زائدة، وهو من الجَلَد.
وممكنٌ أنْ يكون منحوتاً من الجَلَعِ أيضاً، وهو البُروز؛ لأنه إذا كان مَكاناً صُلْباً فهو بارزٌ؛ لقلّةِ النبات به.ومن ذلك قولهم للحادِرِ السمين جَحْدَلٌ فممكن أن يقال إن الدال زائدةٌ، وهو من السِّقاء الجَحْل، وهو العظيم، ومن قولهم مَجدُول الخَلْق، وقد مضى.
ومن ذلك قولهم تَجَرْمَزَ اللَّيلُ ذهَبَ. فالزاء زائدة، وهو من تجرّم.
والميم زائدةٌ في وجهٍ آخر، وهو من الجَرْز وهو القَطْع، كأنه شيءٌ قُطِعَ قَطْعاً؛ ومن رَمَزَ إذا تحرّكَ واضطرب. يقال للماء المجتمع المضطرب رَامُوزٌ.
ويقال الرّاموز اسمٌ من أسماء البحر.ومن ذلك تَجَحْفَلَ القوم: اجتمعوا، وقولهم للجيش العظيم جَحفَلٌ، وجَحْفَلة الفَرَس.
وقياس هؤلاء الكلماتِ واحدٌ، وهو من كلمتين: من الحَفْل وهو الجَمْع، ومن الجَفْل، وهو تَجَمُّع الشيء في ذهابٍ.
ويكون لـه وجه آخر: أن يكون من الجَفْل ومن الجَحْف، فإنهم يَجْحَفُون الشيءَ جحفاً. *وهذا عندي أصوبُ القولين.ومن ذلك قولهم للبعير المنتفخ الجنبين جَحْشَمٌ فهذا من الجَشِمِ، وهو الجسيم العظيم، يقال: "ألقى عليَّ جُشَمَه"، ومن الجَحْش وقد مضى ذكره، كأنّه شُبّه في بعض قوّته بالجَحْش.ومن ذلك قولهم للخفيف جَحْشَلٌ فهذا مِمّا زيدت فيه اللام، وإنّما هو من الجَحْشِ، والجحشُ خفيف.ومن ذلك قولهم للانقباض تَجَعْثُم.
والأصل فيه عندي أنّ العين فيه زائدة، وإنما هو من التجثم، ومن الجُثمان.
وقد مضى ذكره.ومن ذلك قولهم للجافي جَرْعَب فيكون الراء زائدة.
والجَعَب: التَقَبُّض والجَرَع: التِواءٌ في قُوَى الحبل. فهذا قياسٌ مطرد.ومن ذلك قولهم للقصير جَعْبَر، وامرأةٌ جَعْبَرة: قصيرة. قال:فيكون من الذي قبله، ويكون الراء زائدة.ومن ذلك قولهم للِثَّقيل الوَخِم جَلَنْدَحٌ. فهذا من الجَلْح والجَدْع، والنون زائدة.
وقد مضى تفسير الكلمتين.ومن ذلك قولهم للعجوز المُسِنّة جَلْفَزِيزٌ. فهذا من جَلَزَ وجلف. أمّاجلز فمن قولنا مجلوز، أي مطويٌّ، كأنّ جسمَها طُوِي من ضُمْرها وهُزالها.
وأمّا جَلَفَ فكأنّ لحمها جُلِفَ جَلْفاً أي ذُهِب به.ومن ذلك قولهم للقاعد مُجْذَئِرٌّ فهذا مِنْ جَذَا: إذا قَعَد على أطراف قدمَيه. قال:ومن الذَّئر وهو الغَضْبان النّاشز. فالكلمة منحوتة من كلمتين.ومن ذلك قولهم للعُسِّ الضَّخْم جُنْبُل فهذا ممّا زيدت فيه النون كأنّه جَبَل، والجَبَل كلمة وجْهها التجمُّع.
وقد ذكرناها.ومن ذلك قولهم للجافي جُنادِفٌ فالنون فيه زائدة، والأصل الجَدْفُ وهو احتقار الشَّيء؛ يقال جَدَف بكذا أي احتقر، فكأن الجُنادِفَ المحتقر للأشياء، من جفائه.ومن ذلك قولهم للأكول جُِرْضُِم. فهذا ممّا زيدت فيه الميم، فيقال [من] جَرَض إذا جَرَشَ وجَرَسَ.
ومن رضَم أيضاً فتكون الجيم زائدة.ومعنى الرّضم أن يَرضِمَ ما يأكله بَعضَه على بعضٍ.ومن ذلك قولهم للجمل العظيم جُخْدَُب، فالجيم زائدة.
وأصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ.
وتكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جِخَبٌّ أيضاً. فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين.ومن ذلك قولهم للعظيم الصدر جُرْشُعٌ فهذا من الجَرْش، والجَرْش. صدر الشيء. يقال جَرْشٌ من اللَّيل، مثل جَرْس.
ومن الجَشَع، وهو الحرص الشديد. فالكلمة أيضاً منحوتة من كلمتين.ومن ذلك قولهم للجرادة جُنْدَُبٌ. فهذا نونه زائدةٌ، و[هو] من الجَدْب؛ وذلك أنّ الجراد يَجْرُد فيأتي بالجدْب، وربما كَنَوا في الغَشْم والظُّلم بأمِّ جُنْدَُب، وقياسُه قياسُ الأصل.
ومن ذلك قولهم للشيخ الهِمِّ جِلْحابَة. فهذا من قولهم جَنَحَ ولَحَبَ. أمَّا الجَلَح فذَهابُ شَعَْر مقدَّم الرأس.
وأمّا لحب فمن قولهم لُحِبَ لحمُهُ يُلْحَبُ، كأنه ذُهِبَ به.
وطَرِيقٌ لَحْبٌ من هذا.ومن ذلك قولهم للحجر جَنْدَل. فممكنٌ أن يكون نونه زائدة، ويكون من الجَدْل وهو صلابةٌ في الشّيء وطَيٌّ وتداخُل، يقولون خَلْقٌ مَجْدُول.
ويجوز أن يكون منحوتاً من هذا ومن الجَنَد، وهي أرضٌ صُلْبة. فهذا ما جاء على المقاييس الصحيحة.ومما وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً:المُجْلَنْظِي: الذي يستلقي على ظهره ويرفع رِجْلَيْهِ.والمجلَعِبُّ: المضطجع.
وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ: كثير القَمْشِ.والمجْلَخِدّ: المستلقِي.

جهد (لسان العرب) [1]


الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ وقيل: الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة. الليث: الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق، فهو مجهود؛ قال: والجُهْد لغة بهذا المعنى.
وفي حديث أُمِّ معبد: شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم؛ قال ابن الأَثير: قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث، وهو بالفتح، المشقة، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة، فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير؛ ويريد به في حديث أُم معبد في الشاة الهُزال؛ ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل، قال: جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال.
وجُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ؛ قال سيبويه: وقالوا طلبتَه جُهْدَك، أَضافوا المصدر . . . أكمل المادة وإِن كان في موضع الحال، كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين قالوا: أَرسَلَها العِراكَ؛ قال: وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف واللام.وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد، كلاهما: جدَّ.
وجَهَدَ دابته جَهْداً وأَجْهَدَها: بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها. الجوهري: جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى؛ قال الأَعشى: فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ، جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جاهد: يريدون المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل؛ قال سيبويه: وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب؛ تجعل جَهْد (* قوله «تجعل جهد إلخ» كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة.) ظرفاً وترفع أَن به على ما ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب.
وجُهِد الرجل: بلغ جُهْده، وقيل: غُمَّ.
وفي خبر قيس بن ذريح: أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ وضَمِنَ.
وجَهَد بالرجل: امتحنه عن الخير وغيره. الأَزهري: الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه؛ تقول: جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي. قال: وجهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا. ابن الكسيت: الجَهْد الغاية. قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَي الغاية.
وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ.
وفي حديث الغسل: إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم جَهَدَها أَي دفعها وحفزها؛ وقيل: الجَهْد من أَسماء النكاح.
وجَهَده المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً: هزله.
وأَجْهَدَ الشيبُ: كثر وأَسرع؛ قال عدي بن زيد: لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجـ ـهَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر.
والجُهْدُ: الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش.
وفي التنزيل العزيز: والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم؛ على هذا المعنى.
وقال الفراء: الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة؛ تقول: هذا جهدي أَي طاقتي؛ وقرئ: والذين لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم، بالضم والفتح؛ الجُهْد، بالضم: الطاقة، والجَهْد، بالفتح: من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك، ولا يقال اجْهَد جُهْدك.
والجَهاد: الأَرض المستوية، وقيل: الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد. ابن شميل: الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ، ليس قربه جبل ولا أَكمة.
والصحراء جَهاد؛ وأَنشد: يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ، ويَنْبُتُ الـ ـجَهادُ بها، والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عمرو: الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها، والجماعة جُهُد وجُمُد؛ قال الكميت: أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط ـرُ، فأَمْسى جَهادُها ممطورا قال الفراء: أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد.
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، نزل بأَرضٍ جَهادٍ؛ الجَهاد، بالفتح، الأَرض الصلبة، وقيل: هي التي لا نبات بها؛ وقول الطرمَّاح: ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة، غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض، أَلا ترى أَنه لو قال غربة العين جهاد لم يجز، لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة ولا أَرضاً غليظة؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض: برزت.
وفلان مُجهِد لك: محتاط.
وقد أَجْهَد إِذا احتاط؛ قال: نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها قِيلِي: ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ؟ ويقال: أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح.
وقال أَبو عمرو بن العلاء: حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد، ولا يكون فَجَهَد.
وقال أَبو سعيد: أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك. أَبو عمرو: أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا؛ قال الشاعر: لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا، ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عن الشعبي قال: الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل. ابن عرفة: الجُهد، بضم الجيم، الوُسع والطاقة، والجَهْدُ المبالغة والغاية؛ ومنه قوله عزّ وجل: جَهْد أَيمانهم؛ أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها.
وفي الحديث: أَعوذ بالله من جَهْد البلاء؛ قيل: إِنها الحالة الشاقة التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت.
ويقال: جَهْد البلاء كثرة العيال وقلة الشيء.
وفي حديث عثمان: والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون. يقال: جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة، وجُهِدَ الناس فهم مَجُهودون إِذا أَجدبوا؛ فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ، بالكسر، فمعناه ذو جَهْد ومشقة، أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها.
ورجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب، فاستعاره للحال في قلة المال.
وأُجْهِد فهو مُجْهَد، بالفتح، أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة.
وفي حديث الأَقرع والأَبرص: فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله، لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل.
والمجهود: المشتهَى من الطعام واللبن؛ قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة: تَضْحَى، وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون، حُلْوِ الطَّعْمِ، مَجْهودِ فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود: المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته، ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه: أَنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها؛ وفي المحكم: معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه؛ وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود: أَي أَنه لا يمذق لأَنه كثير. قال الأَصمعي: كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود.
وجَهَدت اللبن فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله.
وجَهدْتُ الطعامَ: اشتهيته.
والجاهد: الشهوان.
وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ.
وجَهَدْتُ الطعامَ: أَكثرت من أَكله.
ومرعى جَهِيد: جَهَدَه المال.
وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة. يقال: أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً.
وجَهِدَ عيشهم، بالكسر، أَي نكد واشتد.
والاجتهاد والتجاهد: بذل الوسع والمجهود.
وفي حديث معاذ: اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ؛ بذل الوسع في طلب الأَمر، وهو افتعال من الجهد الطاقة، والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو سنة.أَبو عمرو: هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها، وهذا كَلأٌ يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته.
وأَجْهَدوا علينا العداوة: جدُّوا.
وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً: قاتله وجاهَد في سبيل الله.
وفي الحديث: لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ؛ الجهاد محاربة الأَعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل، والمراد بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام، وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار.
والجهاد: المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء.
وفي حديث الحسن: لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس؛ قال النضر: قوله لا يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا؛ قال الحسن ذلك في قوله عز وجل: يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو. ابن الأَعرابي: الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك.
وبنو جُهادة: حيّ، والله أَعلم.

سند (لسان العرب) [1]


السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي، والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً، فهو مُسْنَد.
وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه.
ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد: سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه شُدَّ أَجلادُه على التسنيد وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري: السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح.
والسَّنَدُ: سنود القوم في الجبل.
وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن، ويروى بالشين المعجمة وسنذكره.
وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا إِليه في مَشْرُبة أَي . . . أكمل المادة صَعِدوا.
وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ.
وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ وكاتَفْتَه.
وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ.
وفي خبر أَبي عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر.
والمُسْنَد والسَّنِيد: الدَّعِيُّ.
ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد: كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ.
وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. الحديثَ: رفعه. الأَزهري: والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل.
والإِسنادِ في الحديث: رَفْعُه إِلى قائله.
والمُسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر.
وناقة مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب: مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى، جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها.
وقال الأَصمعي في المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل.
وأَزَجُّ الخَطْوِ: واسِعُه.
وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ والهَمْلَجَة.
ويقال: سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها (* قوله «جبلها فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) .
وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا إِليه. يقال: أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.
والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود.
وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّندُ ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً: كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ وقال ابن بُزُرخ: السنَدُ الأَسنادُ (* قوله «السند الأسناد» كذا بالأصل ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد أي من أسناد.) من الثياب وهي من البرود، وأَنشد: جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها، لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود.
وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على راياتٍ شَتَّى.
وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين به.والمُسْنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن.
وفي حديث عبد الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل: هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث.
والسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة إِليهم سِنْديّ. أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول عَبِيد بن الأَبرص: فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ، كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ ثم قال: فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال: وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول.
وروي عن ابن سلام أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة: وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله: شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا وقوله فيها: أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ، جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟ فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود، وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال: ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال الشاعر: فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب؛ قال وقوله: فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة: وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛ المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها، والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك (* قوله «فالسند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط فالسند أَو زيادة والمسند). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم: تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم، تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه عن الخليل. الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر.
والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.
والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ وزِنْجٍ.
والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.
وسٍَِنْدادٌ: موضع.
والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله: يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ والعَلياءُ: اسم بلد آخر.
وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُر: والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

جود (لسان العرب) [1]


الجَيِّد: نقيض الرديء، على فيعل، وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء، ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها، والجمع جِياد، وجيادات جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب، ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه جيائد، بالهمز على غير قياس.
وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً، وأَجدت الشيءَ فجاد، والتَّجويد مثله.
وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا: أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام.
ويقال: هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة.
وقد جاد جَوْدة وأَجاد: أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل.
ويقال: أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة، وجُدْت له بالمال جُوداً.
ورجل . . . أكمل المادة مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً.
وأَجَدْته النقد: أَعطيته جياداً.
واستجدت الشيء: أَعددته جيداً.
واستَجاد الشيءَ: وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً.
ورجل جَواد: سخيّ، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع أَجواد، كسَّروا فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً.
وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي غلبته بالجود، كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد.
وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً، بالضم، فهو جواد.
وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل، وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة، وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء؛ وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور؛ قال أَبو شهاب الهذلي: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بشَكرِها، جَوادٌ بقُوت البَطْن، والعِرْقُ زاخِر قوله: العرق زاخر، قال ابن برّي: فيه عدّة أَقوال: أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع؛ الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال: عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم؛ الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه، يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره؛ الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم.
وفي الحديث: تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها. قال أَبو سعيد: سمعت أَعرابيّاً قال: كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له: ما يتجاودون؟ فقال: ينظرون أَيهم أَجود حجة.
وأَجواد العرب مذكورون، فأَجواد أَهل الكوفة: هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي؛ وأَجواد أَهل البصرة: عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة؛ وأَجواد الحجاز: عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة، فهؤلاء الأَجواد المشهورون؛ وأَجواد الناس بعد ذلك كثير، والكثير أَجاود على غير قياس، وجُود وجُودة، أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة، وقد جاد جُوداً؛ وقول ساعدة: إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ، جادت بِنائلها إِليه، مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه.
ونساء جُود؛ قال الأَخطل: وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود واستجاده: طلب جوده.
ويقال: جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً؛ وقال الفرزدق: قوم أَبوهم أَبو العاصي، أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً: أَعطاه إِياه.
وفرس جواد: بَيِّنُ الجُودة، والأُنثى جواد أَيضاً؛ قال: نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح: أَفضل من الحمل على عشرين جواداً.
وفي حديث سليم بن صرد: فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد، ويجوز أَن يريد سيراً جواداً، كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة.
وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة، بالضم، فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد.
وأَجياد: جبل بمكة، صانها الله تعالى وشرّفها، سمي بذلك لموضع خيل تبع، وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه.
وفي الحديث: باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد؛ المجيد: صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد، كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة.
وفي حديث الصراط: ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل، هي جمع أَجواد، وأَجواد جمع جواد؛ وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب: وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد، رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه: إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك؛ شبهها بالفرس أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك؛ أَنشد ثعلب: إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ، أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ (* قوله «زل فوه» هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً.) والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد، فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل، ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة، فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا جياد، كما قالوا حياض وسياط، ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال.
وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد؛ قال الأَعشى: فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ، لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ الفرسَ: طلبه جَواداً.
وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة، وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً، كذلك إِذا كانت بعيدة.
ويقال: جوّد في عدوه تجويداً.
وجاد المطر جَوْداً: وبَلَ فهو جائد، والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب، وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً.
ومطر جَوْد: بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وفي المحكم يروي كل شيء.
وقيل: الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة.
وفي حديث الاستسقاء: ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير. قال الحسن: فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع، وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء؛ قال ابن سيده: هذا قول بعضهم، وسماء جَوْد وصفت بالمصدر، وفي كلام بعض الأَوائل: هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا، وسحابة جَوْد كذلك؛ حكاه ابن الأَعرابي.
وجِيدَت الأَرضُ: سقاها الجَوْد؛ ومنه الحديث: تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً.
وتقول: مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين.
وأَرض مَجُودة: أَصابها مطر جَوْد؛ وقال الراجز: والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي: الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان؛ وقول صخر الغيّ: يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه، والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير، وقد يكون جمع تَجْواد، وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً: كثر دمعها؛ عن اللحياني.
وحتف مُجِيدٌ: حاضر، قيل: أُخذ من جَوْدِ المطر؛ قال أَبو خراش:غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ، فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ وأَجاده: قتله.
وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً: قارب أَن يِقْضِيَ؛ يقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو يَجُود بنفسه، معناه يسوق بنفسه، من قولهم: إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه.
وفي الحديث: فإِذا ابنه إِبراهيم، عليه السلام، يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به؛ قال: والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت.
ويقال: جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده؛ وأَنشد: وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ، إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا ويقال: إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره؛ وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه، وإِني لأُجادُ إِلى القتال: لأَشتاق إِليه.
وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً، فهو مَجُود إِذا عَطِش.
والجَوْدة: العَطشة.
وقيل: الجُوادُ، بالضم، جَهد العطش. التهذيب: وقد جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة؛ وقال ذو الرمة: تُعاطِيه أَحياناً، إِذا جِيدَ جَوْدة، رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة؛ وقال الباهلي: ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ، كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً.
ويقال للذي غلبه النوم: مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره. قال: والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره؛ عن اللحياني؛ وبه فسر قول لبيد:ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى، عاطِفِ النُّمْرُقِ، صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ، يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه؛ وقيل: معنى قوله ومجود من صبابات الكرى، قيل معناه شَيِّق، وقال الأَصمعي: معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه.
والجُواد: النعاس.
وجادَه النعاس: غلبه.
وجاده هواها: شاقه.
والجُود: الجوع؛ قال أَبو خراش: تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود، لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال، وقال الأَصمعي: من الجُود أَي من السخاءِ.
ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل.
والجُوديُّ: موضع، وقيل جبل، وقال الزجاج: هو جبل بآمد، وقيل: جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام؛ وفي التنزيل العزيز: واستوت على الجوديّ؛ وقرأَ الأَعمش: واستوت على الجودي، بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي، ثم أُدخل عليه الأَلف واللام؛ عن الفراءِ؛ وقال أُمية ابن أَبي الصلت: سبحانه ثم سبحاناً يعود له، وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو الجُوديّ: رجل؛ قال: لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ، بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ، مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ، بالذال، وسنذكره.
والجِودِياء، بالنبطية أَو الفارسية: الكساء؛ وعربه الأَعشى فقال: وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان: اسم. الجوهري: والجاديُّ الزعفران؛ قال كثير عزة: يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع، ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ المَفِيدُ: المَدوف.

سرب (لسان العرب) [1]


السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ. تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة.
وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ.
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والـمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ.
ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري.
وقال أَبو العباس: المستخفي الـمُسْتَتِرُ؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ. يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه. قال الأَزهري: تقول . . . أكمل المادة العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ.
والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم: أَنـَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، * وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب.
ومن رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.
وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي: وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.
وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالاً جاثِـماً، بَصُرَتْ به، * لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ ورواه بعضهم: سالِبِ.
وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد.
وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه ثعلب.
ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ الـمَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرَى، وهو ابن أُخْت تأَبـَّط شَرّاً: خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ، * وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَـأْتُ سُرْبَتي(1) (1 قوله «وبين الجبا» أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.) أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِـيري !ابن الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْـأَةُ: السَّفَرُ البَعيد.
والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي.
والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب.
وفي الحديث :مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ، بكسر السين.
وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه.
والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِـيعُ البَقَرِ، والظِّـباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً.
وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِـي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه.
والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الـهَجَري؛ وأَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، * وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي والسِّرْب، بالكسر: القَطِـيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والـحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى: رَكِبْتُ الـمَطايا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ * أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه، * يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعي: السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِـبَاءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِـيعٌ.
وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الـحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِـيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه. ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون.
والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العِشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً: سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ * أَطافَتْ به من أُمـَّهاتِ الجَوازِلِ وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِـباءٍ؛ السِّرْبُ، بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِـيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباءِ.
وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِـي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ.
ومنه حديث عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عليه أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً.
وفي حديث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شيئاً أَي أَرْسِلْه؛ يقال: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ وقيل: سِرْباً سِرباً، وهو الأَشْبَه.
ويقال: سَرَّبَ عليه الخيلَ، وهو أَن يَبْعَثَها عليه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً.
والسَّرْبُ: الطريقُ.
وخَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَي طريقَه ووجهَه؛ وقال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة: خَلَّى لَـها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، * من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِـيمُ قال شمر: أَكثر الرواية: خَلَّى لَـها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال الأَزهري: وهكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه.
وفي حديث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى له سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الذي يَمُرُّ به.
وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والـهَوَى، وقيل: هو الرَّخِـيُّ البال، وقيل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِـيءُ الغَضَب؛ ويُروى بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، وهو الـمَسْلَك والطريقُ.
والسَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعي؛ وقيل: الإِبل وما رَعَى من المالِ. يقال: أُغِـيرَ على سَرْبِ القومِ؛ ومنه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لا أَرُدُّ إِبلكَ حتى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لا حاجة لي فيك.
ويقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبـي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة.
وفي الصحاح: وكانوا في الجاهليةِ يقولون في الطَّلاقِ، فَقَيَّده بالجاهليةِ.
وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ في قوله تعالى: فاتخذَ سبيلَه في البحرِ سَرَباً؛ قال: كان الـحُوت مالحاً، فلما حَيِـيَ بالماءِ الذي أَصابَه من العَينِ فوقَع في البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه في البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، وقال أَبو إِسحق: كانت سمكةً مملوحةً، وكانت آيةً لموسى في الموضعِ الذي يَلْقَى الخَضِرَ، فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً؛ أَحْيا اللّه السمكة حتى سَرَبَتْ في البحر. قال: وسَرَباً منصوبٌ على جهتَين: على المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طريقِـي في السَّرَب، واتخذتُ طريقي مكانَ كذا وكذا، فيكون مفعولاً ثانياً، كقولك اتخذت زيداً وكيلاً؛ قال ويجوز أَن يكونَ سَرَباً مصدراً يَدُلُّ عليه اتخذ سبيلَه في البحر، فيكون المعنى: نَسِـيَـا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه في البحر؛ ثم بَيَّن كيف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وقال الـمُعْتَرِض الظَّفَرِي في السَّرَب، وجعله طريقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، * تَنُوبُ اللحمَ في سَرَبِ الـمَخِـيمِ قيل: تَنُوبُه تأْتيه.
والسَّرَب: الطريقُ.
والمخيم: اسم وادٍ؛ وعلى هذا معنى الآية: فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِـيدُ عنه. المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، عليهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ.
والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ.
وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ.
والسُّرْبة، والـمَسْرَبةُ، والـمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر الـمُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر الـمُسْتَدِقُّ، الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة. قال سيبويه: ليست الـمَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي: أَلآنَ لـمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، * وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، * وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها، * هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الـحُلْمِ! قوله: وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْمِ نابي. قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا.
والـمَسْرَبة، بالفتح: واحدة الـمَسارِبِ، وهي الـمَراعِـي.
ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِـيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وهو خالُه، * مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ قال: أَقْرابهُ مَراقُّ بُطُونه.
وفي حديث صفةِ النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: كان دَقِـيقَ الـمَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة.
وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه.
وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالـحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بـحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ الـمَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الـحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الـحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب الـمَسْلَك.
وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ.
والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ.
والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالـمَلا، بينَ السماءِ والأَرض.
وقال ابن السكيت: السَّرَابُ الذي يَجْرِي على وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِـير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِـيرَ لازِقاً بالأَرضِ، لا شَخْصَ له.
وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ. ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه.
وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنـَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛ يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.
والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها.
والسَّرَبُ: حَفِـير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد سَرَّبْتُه.
وتَسْريبُ الـحَافِرِ: أَخْذُه في الـحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة. الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَبَ أَي أَخذ يميناً وشمالاً.
والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.
والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِـي، والجمع أَسْرابٌ.
وانْسَرَب الوَحْشِـي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.
ومَسارِب الـحَيَّاتِ: مَواضِـعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها.
والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ. السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ.
وقال ابن. .
والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ.
ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من الـمَزادَة ونحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة: ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ * كأَنـَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت الـمَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت.
وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها.
ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ.
وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ.
والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً.
ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِـخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير: نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، * كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَـَّلأْتُ.
وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ: فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ، * طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ(1) (1 قوله «كزلق الرخ إلخ» هكذا في الأصل ولعله كرأس الزج.) وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا.
والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ.
والسَّرْبةُ: الخَرْزة.
وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَريباً، عن ابن الأَعرابي. شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِـيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال: ورُبَّ أَسْرابِ حَجِـيجٍ نظمِ والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِـيٌّ، وهو في الأَصْل سُرْبْ.
والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ، ورُبَّما ماتَ.
وقد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً.
وقال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وهو بالفارسية سُرْبْ، واللّه أَعلم.

دور (لسان العرب) [1]


دَارَ الشيءُ يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ، ودَاوَرَهُ مُدَاوَرَةً ودِوَاراً: دَارَ معه؛ قال أَبو ذؤيب: حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ ذُو مِرَّةٍ، بِدِوَارِ الصَّيْدِ، وَجَّاسُ عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك عالم به.
والدهر دَوَّارُ بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء إِلى نفسه؛ قال ابن سيده: هذا قول اللغويين، قال الفارسي: هو على لفظ النسب وليس بنسب، ونظيره بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم. الليث: الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً؛ قال العجاج: والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ، أَفْنَى القُرُونَ، وهو قَعْسَرِيُّ ويقال: دَارَ دَوْرَةً واحدةً، . . . أكمل المادة وهي المرة الواحدة يدُورُها. قال: والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة، ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها.
والدُّوَارُ والدَّوَارُ: كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس.
ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ به: أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس.
وتَدْوِيرُ الشيء: جعله مُدَوَّراً.
وفي الحديث: إِن الزمان قد اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض. يقال: دَارَ يَدُورُ واستدار يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي ابتدأَ منه؛ ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر، وهو النسيء، ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص به قبل النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى.
ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه: طائفة منه.
ودَوَّارَةُ البطن ودُوَّارَتُه؛ عن ثعلب: ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة.
والدَّائرة والدَّارَةُ، كلاهما: ما أَحاط بالشيء.
والدَّارَةُ: دَارَةُ القمر التي حوله، وهي الهَالَةُ.
وكل موضع يُدَارُ به شيء يَحْجُرُه، فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر؛ وأَنشد: تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتها فَوْضَى، وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ قال: ومعنى البيت أَنه رأَى حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت التبن.
وفي الحديث: أَهل النار يحترقون إِلا دارات وجوههم؛ هي جمع دارة، وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه، أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود.
ودارة الرمل: ما استدار منه، والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ؛ قال العجاج: من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ الأَزهري: ابن الأَعرابي: الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل. ابن الأَعرابي: يقال دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ، فإِذا تحرك ودار، فهو دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ.
والدَّارَةُ: كل أَرض واسعة بين جبال، وجمعها دُورٌ ودَارَات؛ قال أَبو حنيفة: وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة؛ وقال الأَصمعي: هي الجَوْبَةُ الواسعة تَحُفُّها الجبال، وللعرب دارات؛ قال محمد بن المكرم: وجدت هنا في بعض الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد ابن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن النحاس النحوي، فسح الله في أَجله: قال كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة والدارة تكون غليظة وسهلة. قال: وهذا قول أَبي فَقْعَسٍ.
وقال غيره: الدارة كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل، وجمعها دُورٌ كما قيل ساحة وسُوحٌ. قال الأَصمعي: وعِدَّةٌ من العلماء، رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في كلام بعض: فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ صُلْصُلٍ ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ ودارة رَهْبى ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ ودارةُ القِدَاحِ ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى ودارةُ الدُّورِ، فهذه عشرون دَارَةً وعلى أَكثرها شواهد، هذا آخر الحاشية.
والدَّيِّرَةُ من الرمل: كالدَّارةِ، والجمع دَيِّرٌ، وكذلك التَّدْورِةُ، وأَنشد سيبويه لابن مقبل: بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا دَسَمُ السَّلِيطِ، يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ ويروى: بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا والدَّارَةُ: رمل مستدير، وهي الدُّورَةُ، وقيل: هي الدُّورَةُ والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ، وربما قعدوا فيها وشربوا.
والتَّدْوِرَةُ. المجلسُ؛ عن السيرافي.
ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون: معالجتها.
والمُدَاوَرَةُ: المعالجة؛ قال سحيم بن وثيل: أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي، ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ والدَّوَّارَةُ: من أَدوات النَّقَّاشِ والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان وتنفرجان لتقدير الدَّارات.
والدَّائِرَةُ في العَرُوض: هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها على شكل الدائرة التي هي الحلقة، وهي خمس دوائر: الأُولى فيها ثلاثة أَبواب الطويل والمديد والبسيط، والدائرة الثانية فيها بابان الوافر والكامل، والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج والرجز والرمل، والدائرة الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث، والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط.
والدائرة: الشَّعَرُ المستدير على قَرْنِ الإِنسان؛ قال ابن الأَعرابي: هو موضع الذؤابة.
ومن أَمثالهم: ما اقْشَعَرَّتْ له دائرتي؛ يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك.
ودائرة رأْس الإِنسان: الشعر الذي يستدير على القَرْنِ، يقال: اقشعرت دائرته.
ودائرة الحافر: ما أَحاط به من التبن.
والدائرة: كالحلقة أَو الشيء المستدير.
والدائرة: واحدة الدوائر؛ وفي الفرس دوائر كثيرة: فدائرة القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما؛ وقال أَبو عبيدة: دوائر الخيل ثماني عشرة دائرة: يكره منها الهَقْعَةُ، وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه، ودائرة القَالِعِ، وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ، ودائرة النَّاخِسِ، وهي التي تكون تحت الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ، ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة وليست تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا: فرس نَطِيحٌ، وهي مكروهة وما سوى هذه الدوائر غير مكروهة.
ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي.
والدائرة: الهزيمة والسوء. يقال: عليهم دائرة السوء.
وفي الحديث: فيجعل الدائرة عليهم أَي الدَّوْلَة بالغلبة والنصر.
وقوله عز وجل: ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر؛ قيل: الموت أَو القتل.
والدُّوَّارُ: مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش؛ أَنشد ثعلب: فما مُغْزِلٌ أَدْماءُ نام غَزَالُها، بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ بأَحْسَنَ من لَيْلَى، ولا أُمُّ شَادِنٍ غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ والدائرة: خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر. الليث: المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ، ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه.
ودُوَّارٌ، بالضم: صنم، وقد يفتح، وفي الأَزهري: الدَّوَّارُ صنم كانت العرب تنصبه يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به، واسم ذلك الصنم والموضع الدُّوَارُ؛ ومنه قول امرئ القيس: فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ عَذَارَى دُوَارٍ، في مُلاءٍ مُذَيَّلِ السرب: القطيع من البقر والظباء وغيرها، وأَراد به ههنا البقر، ونعاجه إِناثه، شبهها في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن الملاء.
والمذيل: الطويل المهدّب.
والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ، بالفتح، وأَما الدُّوَارُ، بالضم، فهو من دُوَارِ الرأْس، ويقال في اسم الصنم دُوارٌ، قال: وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ.
وقوله تعالى: نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة؛ قال أَبو عبيدة: أَي دَوْلَةٌ، والدوائر تَدُورُ والدَّوائل تَدولُ. ابن سيده: والدَّوَّار والدُّوَّارُ؛ كلاهما عن كراع، من أَسماء البيت الحرام.
والدَّارُ: المحل يجمع البناء والعرصة، أُنثى؛ قال ابن جني: هي من دَارَ يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها، والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى العدد والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على الواو؛ قال الجوهري: الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة، قال: ولك أَن لا تهمز، والكثير دِيارٌ مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ.
وفي حديث زيارة القبور: سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين؛ سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار الأَحياء لاجتماع الموتى فيها.
وفي حديث الشفاعة: فأَسْتَأْذِنُ على رَبِّي في دَارِه؛ أَي في حضرة قدسه، وقيل: في جنته، فإِن الجنة تسمى دار السلام، والله عز وجل هو السلام، قال ابن سيده في جمع الدار: آدُرٌ، على القلب، قال: حكاها الفارسي عن أَبي الحسن؛ ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ ودُورٌ ودُورَاتٌ؛ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة.
والدَّارَةُ: لغة في الدَّارِ. التهذيب: ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ وأَدْوِرَةٌ؛ قال: وأَما الدَّارُ فاسم جامع للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ.
وكلُّ موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ.
والدنيا دَارُ الفَناء، والآخرة دَارُ القَرار ودَارُ السَّلام. قال: وثلاث أَدْؤُرٍ، همزت لأَن الأَلف التي كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم تردّ إِلى أَصلها.
ويقال: ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد، وهو فَيْعَالٌ من دار يَدُورُ. الجوهري: ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد، وهو فَيْعَالٌ من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ؛ قالوا: وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام.
وما بالدّارِ دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء، أَي ما بها أَحد، لا يستعمل إِلا في النفي، وجمع الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ دَواوِيرُ، صحت الواو لبعدها من الطرف؛ وفي الحديث: أَلا أُنبئكم بخير دُورِ الأَنصار؟ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ؛ الدُّورُ: جمع دار، وهي المنازل المسكونة والمَحَالُّ، وأَراد به ههنا القبائل؛ والدُّورُ ههنا: قبائل اجتمعت كل قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على حذف المضاف، أَي أَهل الدُّورِ.
وفي حديث آخر: ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ بُنِيَ فيها مسجد؛ أَي ما بقيت قبيلة.
وأَما قوله، عليه السلام: وهل ترك لنا عَقِيلٌ من دار؟ فإِنما يريد به المنزل لا القبيلة. الجوهري: الدار مؤنثة وإِنما قال تعالى: ولنعم دار المتقين؛ فذكَّر على معنى المَثْوَى والموضع، كما قال عز وجل: نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، فأَنث على المعنى.
والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ؛ وفي حديث أَبي هريرة: يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها، على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ ويقال للدَّارِ: دَارَة.
وقال ابن الزِّبَعْرَى: وفي الصحاح قال أُمية بن أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان: لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ، وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنادِي والمُدَارَات: أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى؛ وقال الشاعر: وذُو مُدَارَاتٍ على حَصِير والدَّائِرَةُ: التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ ودَائِرَةٌ ودِيرَةٌ.
والدَّارُ: البلد. حكى سيبويه: هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث البلد على معنى الدار.
والدار: اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم.
وفي التنزيل العزيز: والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان.
والدَّارِيُّ: اللازِمُ لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً.
وفي الصحاح: الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ، سمي بذلك لأَنه مقيم في داره فنسب إِليها؛ قال: لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون، ذَوُو الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون، سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون يقول: هم أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي ليس بمالك لها.
وبَعِيرٌ دَارِيٌّ: متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه، وكذلك الشاة والدَّارِيُّ: المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ.
وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ: لاوَصَهُ.
ويقال: أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه، وأَدَرْتُهُ عن الأَمر إِذا طلبت منه تركه؛ ومنه قوله: يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ، وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ وفي حديث الإِسراء: قال له موسى، عليه السلام: لقد دَاوَرْتُ بني إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا؛ هو فاعَلْتُ من دَارَ بالشيء يَدُورُ به إِذا طاف حوله، ويروى: رَاوَدْتُ. الجوهري: والمُدَارَةُ جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها؛ قال الراجز: لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول: لا يمكن أَن يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه؛ ويقال: هي من المُدَارَاةِ في الأُمور، فمن قال هذا فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر، أَي بمداراة الدلاء، ويقول لا يستقى على ما لم يسمَّ فاعله.
ودَارٌ: موضع؛ قال ابن مقبل: عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ، وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ وابنُ دَارَةَ: رجل من فُرْسَانِ العرب؛ وفي المثل: محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا والدَّارِيُّ: العَطَّارُ، يقال: أَنه نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من ناحية الهند؛ وقال الجعدي: أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا رِينَ، وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ وفي الحديث: مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه؛ قال الشاعر: إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍ من المِسْكِ، رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري والدَّارِيُّ، بتشديد الياء: العَطَّارُ، قالوا: لأَنه نسب إِلى دَارِينَ، وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب؛ ومنه كلام عليّ، كرّم الله وجهه: كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب إِلى هذا الموضع البحري؛ الجوهري: وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ: فلا تُكْثِرَا فيه المَلامَةَ، إِنَّهُ مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قال ابن بري: الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف، وقال ابن الأَعرابي: هو للكميت بن ثعلبة الأَكبر؛ قال: وصدره: فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ، فإِنه مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله، وهو: خُذُوا العَقْلَ، إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم، وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا قال: وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال: أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها، حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق المدينة فقتله وقال: أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ، ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ ويروى: وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ.
وبعده: ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ البَكَارَهْ جمع بَكْرٍ. قال: يعقل المقتول بَكارَةً.
ومَسَانّ وعبدُ الدَّار: بطنٌ من قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ؛ قال سيبويه: وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ الأَول والثاني كما أُدخلت في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ؛ قال أَبو الحسن: كأَنهم صاغوا من عَبْدِ الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه.
ودارِين: موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك فنسبوا المسك إِليه، وسأَل كسرى عن دارين: متى كانت؟ فلم يجد أَحداً يخبره عنها إِلا أَنهم قالوا: هي عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها.
ودَارَانُ: موضع؛ قال سيبويه: إِنما اعتلَّت الواو فيه لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ: موضع؛ قال:لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ ودَارَةُ: من أَسماء الداهية، معرفة لا ينصرف؛ عن كراع، قال: يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن تَدُورَا ودَارَةُ الدُّور: موضع، وأُراهم إِنما بالغوا بها، كما تقول: رَمْلَةُ الرِّمالِ.
ودُرْنَى: اسم موضع، سمي على هذا بالجملة، وهي فُعْلى.
ودَيْرُ النصارى: أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ.
والدَّيْرَانِيُّ: صاحب الدَّيْرِ.
وقال ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ.

سبح (لسان العرب) [1]


السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ سَبْحاًوسِباحةً، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء، وسَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحين؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ وبه فسر قول الشاعر: وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه، سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ.
ويعني بالماء هنا السَّرابَ.
والمُواشِكةُ: الجادَّةُ في سيرها.
والخَبُوب، من الخَبَب في السير؛ جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء.
وأَسْبَح الرجلَ في الماء: عَوَّمَه؛ قال أُمية: والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها، في اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه.
وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بيديه في سيره.
والسَّوابِحُ: الخيل لأَنها تَسْبَح، وهي صفة غالبة.
وفي حديث المقداد: أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال . . . أكمل المادة له سَبْحَة؛ قال ابن الأَثير: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي؛ وقوله أَنشده ثعلب: لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ، وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ فسره فقال: معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد.
والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها.
والسَّبْحُ: الفَراغُ.
وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً؛ إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً؛ وقال الليث: معناه فراغاً للنوم؛ وقال أَبو عبيدة: مُنْقَلَباً طويلاً؛ وقال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ والجَيئَة والذهاب؛ قال أَبو الدُّقَيْش: ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل؛ وقال الفراء: يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَ سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح، وقال ابن الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان.قال ابنُ الفَرَج: سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول: سَبَحْتُ في الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها؛ ومنه قوله تعالى: وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ، ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل؛ وكذلك قوله: والسَّابحاتِ سَبْحاً؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً؛ وكذلك السابح من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً؛ وقال الأَعشى: كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ، وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ وقال الأَزهري في قوله عز وجل: والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ سَبْقاً؛ قيل: السابحاتُ السُّفُنُ، والسابقاتُ الخيلُ، وقيل: إِنها أَرواح المؤمنين تخرج بسهولة؛ وقيل: الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض.
وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر فيه.
والتَّسبيح: التنزيه.
وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً، قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء؛ قال ابن شميل: رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله، فقال: أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته؟ وقال: سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته، وجِماعُ معناه بُعْدُه، تبارك وتعالى، عن أَن يكون له مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ؛ قال سيبويه: زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً؛ وقيل: قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك.
وروى الأَزهري بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً، رضوان الله تعالى عليه، عن سبحان الله، فقال: كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها.
والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه؛ وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً: أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه: سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَي براءةً منه؛ وكذلك تسبيحه: تبعيده؛ وبهذا استدل على أَن سبحان معرفة إِذ لو كان نكرة لانصرف.
ومعنى هذا البيت أيضاً: العجب منه إِذ يَفْخَرُ، قال: وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث؛ وقال ابن بري: إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون، وتعريفه كونه اسماً علماً للبراءة، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول، وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق؛ قال: وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة؛ قال أُمية: سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له، وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ وقال ابن جني: سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ وعِمْرانَ، اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون، وكلاهما علة تمنع من الصرف.
وسَبَّح الرجلُ: قال سبحان الله؛ وفي التنزيل: كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه وتسبيحَه؛ قال رؤبة: سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ وسَبَحَ: لغة، حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً، وعندي أَن سُبْحاناً ليس بمصدر سَبَّح، إِنما هو مصدر سَبَح، إِنما هو مصدر سَبَح.
وفي التهذيب: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح، والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر.
وأَما قوله تعالى: تُسَبِّح له السمواتُ السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا تَفْقَهُونَ تسبيحَهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ بحمده، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح، فيكون على هذا الخطابُ للمشركين وحدهم: ولكن لا تفقهون تسبيحهم؛ وجائز أَن يكون تسبيح هذه الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه، قال: وقال قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن الله، عز وجل، خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم، أَيها الكفار، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات؛ قال أَبو إِسحق: وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ السماء والأَرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها؟ قال الأَزهري: ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به قولُ الله عز وجل للجبال: يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ؛ ومعنى أَوِّبي سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل؛ ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها؛ وكذلك قوله تعالى: أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها؛ وكذلك قوله: وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله؛ وقد عَلِم اللهُ هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها.
ومن صفات الله عز وجل: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قال أَبو إِسحق: السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء، والقُدُّوسُ: المُبارَك، وقيل: الطاهر؛ وقال ابن سيده: سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ، ويقال: سَببوحٌ قَدُّوسٌ؛ قال اللحياني: المجتمع عليه فيها الضم، قال: فإِن فتحته فجائز؛ هذه حكايته ولا أَدري ما هي. قال سيبويه: إِنما قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح؛ فليس بمنزلة سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره، كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ، فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً، أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك، فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك إظهار ما يَنْصِب؛ قال أَبو إِسحق: وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول، بضم أَوّله، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر (* قوله «وحرف آخر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اهـ ملخصاً. قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية.
وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم، والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه.) وهوقولهم للذِّرِّيحِ، وهي دُوَيْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زادها ابن سيده فقال: وفُرُّوجٌ، قال: وقد يفتحان كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع.
وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع.وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ، فإِن الضم فيهما أَكثر؛ وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بواحدة، هذا قول الجوهري؛ قال الأَزهري: وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما، والفتح فيهما أَقْيَسُ، والضم أَكثر استعمالاً، وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.
وسُبُحاتُ وجهِ الله، بضم السين والباء: أَنوارُه وجلالُه وعظمته.
وقال جبريل، عليه السلام: إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا؛ رواه صاحب العين، قال ابن شميل: سُبُحاتُ وجهه نُورُ وجهه.
وفي حديث آخر: حجابُه النورُ والنارُ، لو كشفه لأَحْرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه؛ سُبُحاتُ وجه الله: جلالُه وعظمته، وهي في الأَصل جمع سُبْحة؛ وقيل: أَضواء وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ الوجه محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت: سبحان الله وقيل: معناه تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره، فكأَنه قال: لأَحرقتُ سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره، كما تقول: لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل، والعِياذُ بالله، كلَّ من فيه؛ قال: وأَقرب من هذا كله أَن المعنى: لو انكشف من أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك النورُ، كما خَرَّ موسى، على نبينا وعليه السلام، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً، لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى؛ ويقال: السُّبُحاتُ مواضع السجود.والسُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه، وهي كلمة مولَّدة.
وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر، تقول: قَّضَيْتُ سُبْحَتي.
وروي أَن عمر، رضي الله عنه، جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا؛ قال الأَعشى: وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى، ولا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء، وعليه فسر قوله: فسُبْحانَ الله حين تُمْسون وحين تُصْبحون؛ يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين؛ وقال الفراء: حين تمسون المغرب والعشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، وعشيّاً العصر، وحين تظهرون الأُولى.
وقوله: وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ.
وقوله عز وجل: فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين؛ أَراد من المصلين قبل ذلك، وقيل: إِنما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت: لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني كنت من الظالمين.
وقوله: يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ؛ يقال: إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن النَّفَسِ شيء.
وقوله: أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تستثنون، وفي الاستثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء.
والسُّبْحةُ: الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ؛ يقال: فرغ فلانٌ من سُبْحَته أَي من صلاته النافلة، سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كلِّ سوء؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خُصت النافلة بالسُّبْحة، وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأَن التسبيحات في الفرائض نوافلُ، فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في أَنها غير واجبة؛ وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها: اجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة، ومنها: كنا إِذا نزلنا منزلاً لا نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال؛ أَراد صلاة الضحى، بمعنى أَنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها وإِحساناً.
والسُّبْحَة: التطوُّع من الذِّكر والصلاة؛ قال ابن الأَثير: وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد وغيرهما.
وسُبْحَةُ الله: جلالُه.
وقيل في قوله تعالى: إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم، وقد يكون السَّبْحُ بالليل.
والسَّبْحُ أَيضاً: النوم نفسه.
وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى: فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه، قال: ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه، وكلُّ من دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً؛ قال الله تعالى: ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها، وهي صفاته التي وصف بها نفسه، وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه.
وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَحدٌ أَغْيَرَ من الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ، وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله تعالى.
والسَّبْحُ أَيضاً: السكون.
والسَّبْحُ: التقَلُّبُ والانتشار في الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش، فكأَنه ضِدٌّ.
وفي حديث الوضوء: فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه؛ السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ: الإِصبع التي تلي الإِبهام، سميت بذلك لأَنها يشار بها عند التسبيح.
والسَّبْحَةُ، بفتح السين: ثوب من جُلُود، وجمعها سِباحٌ؛ قال مالك بن خالد الهذلي: وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ، إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم؛ قال ابن بري: لم يذكر، يعني الجوهري، السَّبْحَة، بالفتح، وهي الثياب من الجلود، وهي التي وقع فيها التصحيف، فقال أَبو عبيدة: هي السُّبْجة، بالجيم وضم السين، وغلط في ذلك، وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود، واستشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول مالك الهذلي: إِذا عاد المسارح كالسباج فصحَّف البيت أَيضاً، قال: وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللحياني، وأَوَّلها: فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا، وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ والمسارح: المواضع التي تسرح إِليها الإِبل، فشبهها لمَّا أَجدبت بالجلود المُلْسِ في عدم النبات، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج، بالجيم، ما صورته: والسِّباحُ ثياب من جلود، واحدتها سُبْجَة، وهي بالحاء أَعلى، على أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة: إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً، ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي عبيدة أَنه وقع فيه، اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه، وكان يتعين عليه أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد. أَبو عمرو: كساءٌ مُسبَّح، بالباء، قوي شديد، قال: والمُسَبَّحُ، بالباء أَيضاً، المُعَرَّضُ، وقال شمر: السِّباحُ، بالحاء، قُمُصٌ للصبيان من جلود؛ وأَنشد: كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها جَواري الهِنْدِ، مُرْخِيةَ السِّباحِ قال: وأَما السُّبْحَة، بضم السين والجيم، فكساء أَسود.
والسُّبْحَة: القطعة من القطن.
وسَبُوحةُ، بفتح السين مخففة: البلدُ الحرامُ، ويقال: وادٍ بعرفات؛ وقال يصف نُوقَ الحجيج: خَوارِجُ من نَعْمانَ، أَو من سَبُوحةٍ إِلى البيتِ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ

برد (لسان العرب) [1]


البَرْدُ: ضدُّ الحرّ.
والبُرودة: نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سيده: فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر: عافَتِ الماءَ في الشتاء، فقلنا: بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله. الجوهري: بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه؛ . . . أكمل المادة فقال: وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب، فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا والبَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر: فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه: خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر.
وأَبْرَدَه: جاء به بارداً.
وأَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً.
وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه.
ويقال: اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي.
ويقال: سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً.
وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا، بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها.
وفي الحديث: إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه.
وفي حديث عمر: أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر.
ويُقال: جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر.
وفي الحديث: لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بريدة، قال لأَبي بكر: بَرَدَ أَمرنا وصلح (* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب للأسلمي فانه، صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ الفأل من اللفظ). أَي سهل.
وفي حديث أُم زرع: بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى.
والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث: البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري: ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين.
وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر: بَرْدُهما.
والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.
والبَرَدَةُ: التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك: التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل: سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه.
وفي الحديث: إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء: علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة.
ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء.
وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال الراجز. لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ، فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ، مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال: إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي، أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟ وتَبَرَّدَ فيه: استنقع.
والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به.
والبَرُودُ من الشراب: ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد: ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يتبرّد بالماء: يغتسل به.
وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء.
والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال الشماخ بن ضرار: إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ سيأْتي في ترجمة جزأَ (* وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري.) ؛ وقول أَبي صخر الهذلي: فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى، ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما الغداة والعشيّ؛ وقيل: البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل: هما الغداة والعشي؛ وقيل: ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ.
وفي الحديث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير: الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛ وقيل: معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله.
وأَبرد القومُ: دخلوا في آخر النهار.
وقولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ.
ويقال: جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ الحر.
وقال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال: والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر: في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد قال الأَزهري: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم: أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث: يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت القُرِّ آخر القيظ.
وفي الحديث: من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛ البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير: كان يسير بنا الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك: وسِرْ بها البَرْدَيْن.وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا: أَصابنا برده.
وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه: هنيئته؛ قال نصيب: فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً، بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قوله: لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه قال: وعيش بارد هنيء طيب؛ قال: قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ أَي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها ونعيمها. قال ابن شميل: إِذا قال: وابَرْدَهُ (* قوله «قال ابن شميل إِذا قال وابرده إلخ» كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ.) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً، وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد.
ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول: إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى.
ويقول الرجل من العرب: إِنها لباردة اليوم فيقول له الآخر: ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى. ابن الأَعرابي: الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها.
والباردة: الغنيمة الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة.
وكل محبوب عندهم: بارد؛ وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر: وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا. ابن الأَعرابي: يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ.والمبرود: خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال: بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز المبلول: البَرُودُ والمبرود.
والبَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده.
وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ: ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال: يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ، أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ وقال: كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة، وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء. الأَزهري: أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد.
والبَرَدُ: حبُّ الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض.
وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ، وأَرض مبرودة كذلك.
وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها. الأَزهري: وأَما قوله عز وجل: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع: وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة.
والبَرْد. النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛ وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي: فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ، وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم. الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم: بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه.
وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت.
ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.
وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين.
وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات.
وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛ وأَنشد:اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قال: وأَصله من النوم والقرار.
ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي.
وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة: اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه، مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات.
وبَرَدَ السيفُ: نَبا.
وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.
وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي: الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي، الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.
وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه.
والبَرْد: تبرِيد العين.
والبَرود: كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل.
وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود: أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فيه أَشياء باردة.
وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ: بَرُود.
وبَرَدَ عليه حقٌّ: وجب ولزم.
وبرد لي عليه كذا وكذا أَي ثبت.
ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب.
ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال: اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه، مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر: أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه، وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب.
وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك.
وفي حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي. يقال: لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث: لا تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه.
والبَرِيدُ: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بَرِيد.
والبَريدُ: الرسل على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد.
وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد: الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز: رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به.
وسِكَكُ البرِيد: كل سكة منها اثنا عشر ميلاً.
وفي الحديث: لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛ وقيل لدابة البريد: بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر: إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني، عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد.
وفي الحديث: لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين عليّ؛ قال الزمخشري: البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة. الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس: على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي: فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي، وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في البرِيد.
وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو مُبْرِدٌ.
والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد.
والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده: البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ.
والبُرْدَة: كساء يلتحف به، وقيل: إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر: أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة؛ قال شمر: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت: ما تسميه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهري: وجمعها بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي، قال: وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛ وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري: وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني، من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد.
وشريت أَي بعت.
وقولهم: هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب: فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها، كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ: مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا، طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ.
وثوب بَرُودٌ: ليس فيه زِئبِرٌ.
وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب.
وثوب أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية.
وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ، إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الكميت يهجو بارقاً: تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف: كنية الجراد.
وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة.
وقال أَبو عبيد: هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً.
وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد: هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً.
وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه: سحله.
والبُرادة: السُّحالة؛ وفي الصحاح: والبُرادة ما سقط منه.
والمِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية.
والبَرْدُ: النحت؛ يقال: بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها.
والبُرْدِيُّ، بالضم: من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة.
وقيل: البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث: أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر.
والبَرْدِيُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم: السرير ساقُ البَرْدي، وقيل: قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت: إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال: الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر.
والغريف: نبت معروف. قال: والسرور جمع سُرّ، وهو باطن البَرْدِيَّةِ.
والأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ.
وبَرَدَى: نهر بدمشق؛ قال حسان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء بَرَدَى والبَرَدانِ، بالتحريك: موضع؛ قال ابن مَيَّادة: ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا: موضع أَيضاً، وقيل: نهر، وقيل: هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم.
والأُبَيْرِد: لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري: وقول الشاعر: بالمرهفات البوارد قال: يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت: وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته: قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته؛ قال وصوابه: وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال: وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء، وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها: ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ؟ بلغت الرشيد فقال: لمن هذه؟ فقيل: لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال الرشيد: ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته وقالت: هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً وأَنت. كما ترى؛ فقال: تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ، زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا، مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً، ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

قوم (لسان العرب) [1]


القيامُ: نقيض الجلوس، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً، والقَوْمةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابي: قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً، وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً، أي أَبغضت قياماً من موضعي؛ قال: قد صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامتي، وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً، وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة، وأَراد من خوف النار التي أَعددت؛ وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال: قد قمت ليلي، فتقبَّل قَوْمَتي، وصمت يومي، فتقبَّل صَوْمَتي ورجل . . . أكمل المادة قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ.
وقَوْمٌ: قيل هو اسم للجمع، وقيل: جمع. التهذيب: ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف.
والقامةُ: جمع قائم؛ عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو؛ ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم:قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه: ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه، فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه؛ وكقول النابغة الذبياني: نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا؛ وكقول حسان بن ثابت: علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ، كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ (* قوله «علاما» ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ). معناه علام يعزم على شتمي؛ وكقول الآخر: لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى: وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه؛ أي لما عزم.
وقوله تعالى: إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض؛ أي عزَموا فقالوا، قال: وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح؛ ومنه قوله تعالى: الرجال قوّامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائماً؛ أي ملازماً محافظاً.
ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا أَظلم عليهم قاموا؛ قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له؛ ومنه الحديث: المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ، وعلى ذلك قول الأَعشى: كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ، لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها: يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه، يَعَضُّ على إبْهامِه، وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر؛ قال: ومنه قول مزاحم: أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ، منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً، ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير.
وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح؛ ومنه قولهم: أقام بالمكان هو بمعنى الثبات.
ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً، وإذا جَمد أيضاً؛ قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب: وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ، سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً.
وقامَت السُّوق إذا نفَقت، ونامت إذا كسدت.
وسُوق قائِمة: نافِقة.
وسُوق نائِمة: كاسِدة.
وقاوَمْتُه قِواماً: قُمْت معه، صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم.
والقَوْمةُ: ما بين الركعتين من القِيام. قال أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، والمغرب ثلاث قَوْمات، وكذلك قال في الصلاة.
والمقام: موضع القدمين؛ قال: هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ، غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى: بِراحِ.
والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تُقيم فيه.
والمُقامة، بالضم: الإقامة.
والمَقامة، بالفتح: المجلس والجماعة من الناس، قال: وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة، وقد يكون بمعنى موضع القِيام، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح، وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا.
وقوله تعالى: لا مقَامَ لكم، أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم، بالضم، أي لا إقامة لكم.
وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً؛ أَي موضعاً؛ وقول لبيد: عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة.
وقوله عزَّ وجل: كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم؛ قيل: المَقامُ الكريم هو المِنْبَر، وقيل: المنزلة الحسَنة.
وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ؛ قال لبيد: قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي، لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه.
وقولهم: ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها، وكأنَّ هذا جعل اسماً، وإن كان فِعْلاً، لكونه من عادتها كما قال: إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ.
وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سيده: وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التهذيب: أَقَمْتُ إقامةً، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى: وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ. الجوهري: وأَقامَ بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً، وأَقامَه من موضعه.
وأقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ، وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح؛ هذا قول الزجاج.
والاسْتِقامةُ: الاعْتدالُ، يقال: اسْتَقامَ له الأمر.
وقوله تعالى: فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ.
وقامَ الشيءُ واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى.
وقوله تعالى: إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه، صلى الله عليه وسلم.
وقال الأَسود بن مالك: ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً، وقال قتادة: استقاموا على طاعة الله؛ قال كعب بن زهير: فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى، بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال: القِيَمُ الاسْتِقامةُ.
وفي الحديث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛ فسر على وجهين: قيل هو الاسْتقامة على الطاعة، وقيل هو ترك الشِّرك. أَبو زيد: أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام، قال: والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه.
واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه.
وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز: وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله، والإيمانُ برُسُله، والعمل بطاعته.
وقَوَّمَه هو؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال: استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ.
وقَوّمَََ دَرْأَه: أَزال عِوَجَه؛ عن اللحياني، وكذلك أَقامَه؛ قال: أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم، وإلا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قوله: وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا، وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف، والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول. أَبو الهيثم: القامةُ جماعة الناس.
والقامةُ أيضاً: قامةُ الرجل.
وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قال العجاج: أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ، فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد؛ حكان اللحياني عن الكسائي.
ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، وجمعهما قِوامٌ.
وقَوام الرجل: قامته وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مثله؛ وأنشد ابن بري رجز العجاج: أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ، صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ: حُسْنُ الطُّول. يقال: هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ. الجوهري: وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر، قال: وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ.
والقُومِيَّةُ: القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد؛ وأَنشد: فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ ويقال: فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره.
وتقول: هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له.
والقُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة: واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها.
وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض.
وقِوامُ الأمر، بالكسر: نِظامُه وعِماده. أَبو عبيدة: هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى: ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً.
وقال الزجاج: قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً.
ويقال: هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به؛ قال لبيد: أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟ قال: وقد يفتح، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا، والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ وقال الفراء: التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً، وقرأَ نافع المدني قيَماً، قال: والمعنى واحد.
ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح، وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ.
وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها: قَدَّرها.
وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه؛ قال أَبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني قوَّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته، وهما بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز؛ قال أَبو عبيد: وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة، لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحق كما قال.
والقِيمةُ: واحدة القِيَم، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء.
والقيمة: ثمن الشيء بالتَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه.
ويقال: كم قامت ناقتُك أي كم بلغت.
وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت.
والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته.
وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو المُقَوِّم، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قيمة الشيء، أي حَدَّدْت لنا قيمتها.
ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر.
وقامت الدابة: وَقَفَت.
وفي الحديث: حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده، ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائمُ قائمُ الظهيرة.
ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ، وهو من القيام.
وعَيْنٌ قائمة: ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة.
والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه.
وفي الحديث: إنَّ حكيم بن حِزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أخِرَّ إلا قائماً؛ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق؛ قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به.
وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه.
وقال تعالى: ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ؛ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به؛ الفراء: القائم المتمسك بدينه، ثم ذكر هذا الحديث.
وقال الفراء: أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها.
وقوله عز وجل: لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً؛ أي مُواظِباً مُلازِماً، ومنه قيل في الكلام للخليفة: هو القائِمُ بالأمر، وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بري: والقائِمُ على الشيء الثابت عليه، وعليه قوله تعالى: من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ؛ أي مواظِبة على الدين ثابتة. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به؛ ومنه الحديث: اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم، فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم، أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام. يقال: قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ؛ قال الخطابي: الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام، ودليله في حديث آخر: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب، قالوا: يا رسول الله، أَفلا تُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقاموا الصلاة، وحديثه الآخر: الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ ومنه الحديث: لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت، والحديث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قائماً، والحديث الآخر: ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها.
وقائِمُ السيف: مَقْبِضُه، وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة.
وقَوائِم الخِوان ونحوها: ما قامت عليه. الجوهري: قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه.
والقائمةُ: واحدة قوائم الدَّوابّ.
وقوائم الدابة: أربَعُها، وقد يستعار ذلك في الإنسان؛ وقول الفرزدق يصف السيوف: إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها، وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت.
والقوائم: مقَابِض السيوف.
والقُوام: داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه. ابن السكيت: ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة، بالضم، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث. الكسائي: القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه؛ وقَوَّمت الغنم: أَصابها ذلك فقامت.
وقامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم.
وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل: ما قام به. الليث: القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة، والجمع القِيم، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح، والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، وروي عن أبي زيد أنه قال: النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة، وهي البَكْرة من النعامة. ابن سيده: والقامةُ البكرة يُستقَى عليها، وقيل: البكرة وما عليها بأَداتِها، وقيل: هي جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر: لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ، وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ، وقامٌ؛ قال الطِّرِمّاح: ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز: يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه، يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ، واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر: لَمّا رأَيت أَنها لا قامه قال: قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه، قال: ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي: وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ، حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري؛ قال: وقال عديّ بن زيد: وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث؛ ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله: نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها؛ قال ابن بري: وشاهد القامة للبكرة قول الراجز:إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ، تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر: قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى، كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم: الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث.
وقوله في الحديث: إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم، يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره.
وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ.
وأمرٌ قَيِّمٌ: مُسْتقِيم.
وفي الحديث: أتاني مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن.
وفي الحديث: ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق.
وقوله تعالى: فيها كُتب قيِّمة؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان؛ عن الزجاج.
وقوله تعالى: وذلك دِين القَيِّمة؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق، ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة؛ قال الجوهري: إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية.
والقَيِّمُ: السيّد وسائسُ الأَمر.
وقَيِّمُ القَوْم: الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم.
وفي الحديث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة.
وقَيِّمُ المرأَةِ: زوجها في بعض اللغات.
وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب. يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما: أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها، ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟ قَيِّماهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ.
وفي الحديث: حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد؛ قَيِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه.
وقام بأَمر كذا.
وقام الرجلُ على المرأَة: مانَها.
وإنه لَقَوّام علهيا: مائنٌ لها.
وفي التنزيل العزيز: الرجالُ قَوَّامون على النساء؛ وليس يراد ههنا، والله أَعلم، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن، وكذلك قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه، لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه، فيصير هذا كقوله: وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا؛ وقال هذا، أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة، فحذف ذلك للدلالة عليه، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً؛ ومنه قول طرفة: إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه، وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها، إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده، وهذا واضح.
وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً؛ فإقامةً على العوض، وإقاماً بغير عوض.
وفي التنزيل: وإقامَ الصلاة.
ومن كلام العرب: ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة.
وقالوا: قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام، وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة. قال ابن سيده: وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب.
والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كذلك.
وفي التنزيل: وذلك دين القَيّمة؛ أي الأُمَّة القيمة.
وقال أَبو العباس والمبرد: ههنا مضمرٍ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛ وقال الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه؛ قال الأَزهري: والقول ما قالا، وقيل: أباء في القَيِّمة للمبالغة، ودين قَيِّمٌ كذلك.
وفي التنزيل العزيز: ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم.
وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً. قال أَبو إسحق: القَيِّمُ هو المُسْتَقيم، والقِيَمُ: مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله: لا يبغون عنها حِوَلاً؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِيَم، وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل؛ وقال الزجاج: قِيَماً مصدر كالصغر والكبر، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ.
ويقال: رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير: فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ (* قوله «ضربوكم حين جرتم» تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل: صرفوكم حين جزتم، ولعله مروي بهما).
وقال حسان: وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيـ ـكِ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال: إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة.
والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ. ابن الأَعرابي: القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد.
وقال الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالى: وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها.
وقال الفراء: صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول، وصورة القَيَّام الفَيْعال، وهما جميعاً مدح، قال: وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، يقولون الصَّيَّاغ.
وقال الفراء في القَيِّم: هو من الفعل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف؛ وقال سيبويه: قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء مشدّدة، وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن. قال الفراء: ليس في أَبنية العرب فَيْعِل، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً، فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة.
وقال مجاهد: القَيُّوم القائم على كل شيء، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم.
وقال الكلبي: القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له.
وقال أَبو عبيدة: القيوم القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام، وهو لغة، والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم.
وفي حديث الدعاء: ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض، وفي رواية: قَيِّم، وفي أُخرى: قَيُّوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله، وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول.
والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به.
والقِوامُ من العيش (* قوله «والقوام من العيش» ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من القوت، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما يُقيمك.
وفي حديث المسألة: أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية.
وقِوامُ العيش: عماده الذي يقوم به.
وقِوامُ الجِسم: تمامه.
وقِوام كل شيء: ما استقام به؛ قال العجاج: رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها هامِد ومنها قائم. الجوهري: وقَوَّمت الشيء، فهو قَويم أي مستقيم، وقولهم ما أَقوَمه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم، كما قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير. قال: ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله.
وفي الحديث: مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره. قال ابن الأَثير: قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها.وفي الحديث: تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال: فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم.
وفي حديث عمر: في العين القائمة ثُلُث الدية؛ هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها.
وفي حديث أَبي الدرداء: رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه.
وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً.
والقَوْمُ: الجماعة من الرجال والنساء جميعاً، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى: لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن؛ أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء؛ وكذلك قول زهير: وما أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري، أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ وقَوْمُ كل رجل: شِيعته وعشيرته.
وروي عن أَبي العباس: النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء.
وفي الحديث: إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذَّبَ به قومك، فذكَّر، وقال تعالى: كذَّبتْ قومُ نوح، فأَنَّث؛ قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير، وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأُنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أَنثت. ابن سيده: وقوله تعالى: كذَّبت قوم نوح المرسلين، إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا، على اللفظ وعلى المعنى.
وقال مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم؛ كلاهما على الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب: فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ويروى: الأقايِمُ، وعنى بالقلب العقل؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان:مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين؛ قال الزجاج: قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مَبْعثهم؛ وقيل: عنى به من آمن من أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَتباعه، وقيل: يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة، وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً: يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة؛ قال أُمية: وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ، مَلائِكُ ذُلُِّلوا، وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة: المجلس.
ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري: فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد: ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير: وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ، وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً.
والمَقامة والمَقام: الموضع الذي تَقُوم فيه.
والمَقامةُ: السّادةُ.
وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك. أَبو زيد في نوادره: قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.
ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم.
وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب قِيَمْثَا (* قوله «تعريب قيمثا» كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما.
ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.