المصادر:  


بهو (مقاييس اللغة) [215]



الباء والهاء والواو أصلٌ واحد، وهو البيتُ وما أشبَهَهُ. فالبَهْو البيتُ المقدَّم أمامَ البيوت. كِنَاس الثَّور.
ويقال البَهْو مَقِيل الولد بين الورِكَين من الحَامِلِ.
ويقال لجَوْف الإنسان وغيره البَهْو.

البَهْوُ (القاموس المحيط) [213]


البَهْوُ: البَيْتُ المُقَدَّمَ أمامَ البُيُوتِ، وكِناسٌ واسِعٌ للثَوْرِ
ج: أبْهاءٌ وبُهُوٌّ وبُهِيٌّ، والواسِعُ من الأرضِ ومن كُلِّ شيءٍ، وجَوْفُ الصَّدْرِ، أو فُرْجَةُ ما بينَ الثَّدْيَيْنِ والنَّحْرِ، ومَقِيلُ الوَلَدِ بين الوَرِكَيْنِ من الحامِلِ
ج: أبْهاءٌ وأبْهٍ وبِهِيٌّ وبُهِيٌّ.
والباهِي من البُيُوتِ: الخالِي المُعَطَّلُ، وأبهاهُ، فَبَهِي، كَعَلِمَ.
والبَهِيُّ: رَوَى عن عُرْوَةَ.
والبَهاءُ: الحُسْنُ، والفِعْلُ: بَهُوَ، كَسَرُوَ ورَضِيَ ودَعَا وسَعَى، وَوَبِيصُ رَغْوَةِ اللَّبَنِ.
وباهَيْتُهُ فَبَهَوْتُهُ: غَلَبْتُهُ بالْحُسْنِ.
وأبْهَى الإِناءَ: فَرَّغَهُ،
و~ الخَيْلَ: عَطَّلَها من الغَزْوِ،
و~ الرجُلُ: حَسُنَ وجْهُهُ.
وبَهَّى البَيْتَ تَبْهِيَةً: وسَّعَهُ، وعَمِلَهُ.
وبِئْرٌ باهِيَةٌ: واسِعَةُ الفَمِ.
وتَباهَوْا: تَفَاخَرُوا.
وبُهَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: تابِعِيَّةٌ.

ب - و - ه (جمهرة اللغة) [208]


البُوه: الكبير من البُوم. قال رؤبة: لمّا رأتني نَزِقَ التحفيشِ ذا رَثيّاتٍ دهشَ التدهيشِ كالبُوه تحت الظُّلَة المرشوشِ وإنما يصف صقراً أو بازياً فاضطرَّ إلى أن جعله بُوهاً. ورجل بُوهة، إذا كان ثقيلاً لا غَناء عنده. قال امرؤ القيس: يا هندُ لا تنْكِحي بُوهَةً ... عليه عقيقتُه أحْسَبا والبهْوُ: بهو الصَّدر، وهو فُرْجَةُ ما بهن الثديين والنَحر. ووَهْب: اسم، وهو من قولهم وهبت لك الشي وَهْباً ووهيباً، وقد سمت العرب وَهباً ووُهَيباً ووَهبان وواهِباً ومَوهِباً. ويقال: أوهبتُ لك كذا وكذا، أي أعددته لك. والمَوْهَبة: غدير ماء صغير في صخرة. قال الشاعر: ولفوكِ أطيبُ أن بذَلتِ لنا ... من ماء مَوْهَبَة على خَمْرِ والهبْوة: الغَبَرة تعلو . . . أكمل المادة في الهواء، يوم ذو هبوةْ. والهَوْب: اشتعال النار ووهجها لغة يمانية. ويقال: تركته بَهْوبٍ دابرٍ، أي بحيثُ لا يدرى أين هو. ويقال: بهُوبٍ دابرٍ.

هوه (لسان العرب) [52]


هَهْ: كلمة تَذَكُّرٍ وتكون بمعنى التحذير أَيضاً، ولا يُصَرَّفُ منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق، إلا أَن يضطر شاعر. قال الليث: هَهْ تَذْكِرَةٌ في حال، وتحذيرٌ في حال، فإذا مدَدْتَها وقلتَ هاهْ كانت كانت وعيداً في حال، وحكاية لضحك الضاحك في حال، تقول: ضحك فلان فقال هاهْ هاهْ؛ قال: وتكون هاهْ في موضع آهْ من التَّوَجُّعِ من قوله: إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ، تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزينِ ويروى: تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجلِ الحزين قال: وبيان القطع أَحسن. ابن السكيت: الآهةُ من التَّأَوُّهِ، وهو التوجع. يقال: تأَوَّهْتُ آهةً، وكذلك قولهم في الدعاء آهةً وأَمِيهَةً، وتفسيرهما مذكور في موضعه.
والهَوْهاءةُ . . . أكمل المادة والهَوْهاءُ: البئر التي لا مُتَعَلَّقَ بها ولا موضع لرِجْلِ نازِلها لبُعْدِ جالَيْها؛ قال: بهُوَّة هَوْهاءةِ التَّرَجُّلِ ورجل هَوْهاءٌ وهَوْهاءةٌ وهَوْهاةٌ: ضعيف الفؤاد جبان من ذلك. قال ابن بري: وحكى ابن السكيت هوَاهِيةً أَيضاً للجبان.
ورجل هُوهَةٌ، بالضم، أَي جبان.
وفي حديث عمرو بن العاص: كنتَ الهَوْهاةَ الهُمَزَةَ؛ الهَوْهاةُ: الأَحمق. أَبو عبيد: المَوْماةُ والهَوْهاةُ واحد، والجمع المَوَامي والهَياهي.
وتَهَوَّهَ الرجلُ: تفَجَّعَ.
والهَواهي: ضرب من السير، واحدتها هَوْهاةٌ.
ويقال: إن الناقة لَتَسِير هَواهِيَ من السير؛ قال الشاعر: تَغالَتْ يداها بالنَّجاءِ وتَنْتهِي هَواهِيَ من سَيرٍ، وعُرْضَتُها الصَّبرُ ابن السكيت: رجل هَواهِيَةٌ وهَوْهاءةٌ إذا كان منْخُوبَ الفؤاد، وأَصل الهواهاءة البئر لا مُتعلَّقَ بها، كما تقدم.
ويقال: جاء فلان بالهَواهِي أَي بالتخاليط والأَباطيل.
والهَواهِي: اللغو من القول والأَباطيل؛ قال ابن أَحمر: وفي كل يومٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً إليَّ، وما يُجْدُونَ إلا هَوَاهِيا وسمعتُ هَواهِيَةَ القومِ: وهو مثل عَزِيف الجِنِّ وما أَشبهه.
ورجل هُوهٌ: كهَوْهاءةٍ.
وهُوهْ: اسم لقارَبْتَ.
والعرب تقول عند التَّوَجُّعِ والتَّلَهُّفِ: هاهْ وهاهِيه؛ وأَنشد الأَصمعي: قال الغَوَاني: قد زَهاهُ كِبَرُهْ، وقُلْنَ: يا عَمِّ فما أُغَيِّرُهْ، وقلتُ: هاهٍ لحديثٍ أُكْثِرُهْ الهاء في أُْكْثِرُهُ لِهاهٍ.
وفي حديث عذاب القبر: هاهْ هاهْ. قال: هذه كلمة تقال في الإيعاد وفي حكاية الضحك، وقد تقال للتوجع، فتكون الهاء الأُولى مبدلة من همزة آه، وهو الأَليق بمعنى هذا الحديث. يقال: تأَوَّهَ وتَهَوَّهَ آهَةً وهاهةً.

بهو (المعجم الوسيط) [50]


 بهاء وبهاءة بهَا فَهُوَ بهي (ج) أبهياء وَهِي (بتاء) (ج) بهايا وَالْمَكَان اتَّسع 

بها (لسان العرب) [37]


البَهْوُ: البيتُ المُقدَّمُ أَمام البيوت.
وقوله في الحديث: تَنْتَقِلُ العرب بأبْهائِها إلى ذي الخَلَصَةِ أَي ببيوتها، وهو جمع البَهْوِ البَيْتِ المعروفِ. كِناسٌ واسع يتخذه الثور في أَصل الأَرْطى، والجمع أَبْهاء وبُهِيٌّ وبِهِيٌّ وبُهُوٌّ. البَهْوَ: عَمِلَهُ؛ قال: أَجْوَف بَهَّى بَهْوَهُ فاستَوْسَعَا وقال: رَأَيتُه في كلِّ بَهْوٍ دامِجَا والبَهْوُ من كل حامل: مَقْبَلُ الوَلد (* قوله «مقبل الولد إلخ» كذا بالأصل بهذا الضبط وباء موحدة ومثله في المحكم، والذي في القاموس والتهذيب والتكملة: مقيل، بمثناة تحتية بعد القاف، بوزن كريم). بين الوركين. الواسع من الأَرض الذي ليس فيه جبال بين نَشْزَيْنِ، وكلُّ . . . أكمل المادة هواء أَو فجوة فهو عند العرب بَهْوٌ؛ وقال ابن أَحمر: بَهْوٌ تَلاقَتْ بهِ الآرامُ والبَقَرُ والبَهْوُ: أَماكنُ البَقَر؛ وأَنشد لأَبي الغَرِيب النَّصْرِيّ: إذا حَدَوْتَ الذَّيْذَجانَ الدارِجا، رأَيتَه في كلِّ بَهْوٍ دامِجَا الذيذجان: الإبل تحمل التجارة، والدَّامِجُ الداخل.
وناقة بَهْوَةُ الجَنْبَيْن: واسعة الجنبين؛ وقال جَنْدَلٌ: على ضُلُوع بَهْوةِ المَنافِجِ وقال الراعي: كَأَنَّ رَيْطَة حَبَّارٍ، إذا طُوِيَتْ، بَهْوُ الشَّراسِيفِ منها، حين تَنْخَضِدُ شَبَّه ما تكسر من عُكَنِها وانطِواءَه برَيْطَةِ حَبّارٍ. ما بين الشَّراسِيفِ، وهي مَقَاطُّ الأَضْلاع. الصَّدْرِ: جوفه من الإنسان ومن كل دابة؛ قال: إذا الكاتِماتُ الرَّبْوِ أَضْحَتْ كَوَابِياً، تَنَفّسَ في بَهْوٍ من الصَّدْرِ واسِع يريد الخيل التي لا تكاد تَرْبُو، يقول: فقد رَبَتْ من شدّة السير ولم يَكْبُ هذا ولا رَبَا ولكن اتسع جَوْفُه فاحتمل، وقيل: بَهْوُ الصدر فُرْجَةُ ما بين الثديين والنحر، والجمع أَبْهاءٌ وأَبْهٍ وبُهِيٌّ وبِهِيٌّ. الأَصمعي: أَصل البَهْوِ السَّعَةُ. يقال: هو في بَهْوٍ من عَيْش أَي في سعة.
وبَهِيَ البيتُ يَبْهَى بَهاءً: انخرق وتَعَطَّلَ.
وبيت باهٍ إذا كان قليل المتاع، وأَبْهَاه: خَرَّقْه؛ ومنه قولهم: إن المِعْزَى تُبْهي ولا تُبْني، وهو تُفْعِل من البَهْوِ، وذلك أَنها تَصْعَدُ على الأَخْبية وفوق البيوت من الصوف فتخرقها، فتتسع الفواصلُ ويتباعد ما بينها حتى يكون في سعة البَهْوِ ولا يُقْدَرُ على سكناها، وهي مع هذا ليس لها ثَلَّةٌ تُغْزَلُ لأَن الخيام لا تكون من أَشعارها، إنما الأَبنيةُ من الوبر والصوف؛ قال أَبو زيد: ومعنى لا تُبْني لا تُتَّخذ منها أَبنيةٌ، يقول لأَنها إذا أَمكنتك من أَصوافها فقد أَبْنَتْ.
وقال القتيبي فيما ردّ على أَبي عبيد: رأَيت بيوت الأَعراب في كثير من المواضع مسوَّاة من شعر المِعْزَى، ثم قال: ومعنى قوله لا تُبْني أَي لا تُعِينُ على البناء. الأَزهري: والمعزى في بادية العرب ضربان: ضرب منها جُرْدٌ لا شعر عليها مثل معزى الحجاز والغَوْرِ والمعزى التي ترعى نُجُودَ البلادِ البعيدة من الريف كذلك، ومنها ضرب يأْلف الريف ويَرُحْنَ حوالي القُرَى الكثيرة المياه يطول شعرها مثل معزى الأَكراد بناحية الجبل ونواحي خُراسانَ، وكأَنَّ المَثل لبادية الحجاز وعاليةِ نَجْدٍ فيصح ما قاله. أَبو زيد: أَبو عمرو البَهْوُ بيت من بيوت الأَعراب، وجمعه أَبْهاءٌ.
والباهِي من البيوت: الخالي المُعَطَّلُ وقد أَبْهاه.
وبيتٌ باهٍ أَي خالٍ لا شيءَ فيه.
وقال بعضهم لما فتحت مكة: قال رجل أَبْهوا الخيلَ فقد وضَعَتِ الحربُ أَوزارَها، فقال، صلى الله عليه وسلم: لا تزالون تقاتلون عليها الكفار حتى يُقاتل بقيَّتُكم الدجالَ؛ قوله أَبْهُوا الخيلَ أَي عَطِّلُوها من الغزو فلا يُغْزَى عليها.
وكل شيء عَطَّلْته فقد أَبْهَيْتَه؛ وقيل: أَي عَرُّوها ولا تَرْكَبُوها فما بَقِيتم تحتاجون إلى الغزو، من أَبْهَى البيتَ إذا تركه غير مسكون، وقيل: إنما أَراد وَسِّعُوا لها في العَلَف وأَريحوها لا عَطّلُوها من الغزو، قال: والأَول الوجه لأَن تمام الحديث: فقال لا تزالون تقاتلون الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال.
وأَبْهَيْتُ الإناءَ: فَرَّغْته.
وفي الحديث: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: الخيلُ في نواصيها الخيرُ أَي لا تُعَطَّلُ، قال: وإنما قال أَبْهُوا الخيلَ رجلٌ من أَصحابه.
والبَهاء: المَنْظَر الحَسَنُ الرائع المالئ للعين.
والبَهِيُّ: الشيء ذو البَهاء مما يملأُ العينَ رَوْعُه وحُسْنه.
والبَهاءُ: الحُسْن، وقد بَهِيَ الرجلُ، بالكسر، يَبْهَى ويَبْهُو بَهاءً وبهاءةً فهو باهٍ، وبَهُوَ، بالضم، بهاءً فهو بَهِيٌّ، والأُنثى بَهِيَّة من نسوة بهيَّات وبَهايا.
وبَهيَ بَهاءً: كَبَهُوَ فهو بَهٍ كعَمٍ من قوم أَبْهِياءَ مثل عَمٍ من قوم أَعْمِياء.
ومَرَةٌ بَهِيَّة: كعَمِيَّة.
وقالوا: امرأَة بُهْيَا، فجاؤوا بها على غير بناء المذكر، ولا يجوز أَن يكون تأْنيثَ قولنا هذا الأَبْهَى، لأَنه لو كان كذلك لقيل في الأُنثى البُهْيا، فلزمتها الأَلف واللام لأَن اللام عقيب من في قولك أَفْعَلُ من كذا، غير أَنه قد جاء هذا نادراً، وله أَخوات حكاها ابن الأَعرابي عن حُنَيفِ الحَناتِم، قال: وكان من آبَلِ الناسِ أَي أَعْلَمِهم برِعْيةِ الإبل وبأَحوالها: الرَّمْكاءُ بُهْيَا، والحَمْراء صُبْرَى، والخَوَّارةُ غُزْرَى، والصهْباءُ سُرْعَى، وفي الإبل أُخْرَى، إن كانت عند غيري لم أَشترها، وإن كانت عندي لم أَبعها، حَمْراءُ بنتُ دَهماءَ وقَلَّما تجدها، أَي لا أَبيعها من نَفاسَتها عندي، وإن كانت عند غيري لم أَشترها لأَنه لا يبيعها إلا بغَلاءٍ، فقال بُهْيَا وصُبْرَى وغُزْرَى وسُرْعَى بغير أَلف ولام، وهو نادر؛ وقال أَبو الحسن الأَخفش في كتاب المسائل: إن حذف الأَلف واللام من كل ذلك جائز في الشعر، وليست الياء في بُهْيَا وضعاً، إنما هي الياء التي في الأَبْهَى، وتلك الياء واو في وضعها وإنما قلبتها إلى الياء لمجاوزتها الثلاثة، أَلا ترى أَنك إذا ثنيت الأَبْهَى قلت الأَبْهَيانِ؟ فلولا المجاوزة لصحت الواو ولم تقلب إلى الياء على ما قد أَحكمته صناعة الإعراب. الأَزهري: قوله بُهْيَا أَراد البَهِيَّة الرائعة، وهي تأَنيث الأَبْهَى.
والرُّمْكَةُ في الإبل: أَن تشتد كُمْتَتُها حتى يدخلها سوادٌ، بَعير أَرْمَكُ، والعرب تقول: إنّ هذا لَبُهْيَايَ أَي مما أتَباهَى به؛ حكى ذلك ابن السكيت عن أَبي عمرو.
وباهاني فَبَهَوْتُه أَي صرت أَبْهَى منه؛ عن اللحياني.
وبَهِيَ به يَبْهَى بَهْياً: أَنِسَ، وقد ذكر في الهمز.
وباهاني فَبَهَيْتُه أَيضاً أَي صِرْتُ أَبْهَى منه؛ عن اللحياني أيضاً. أَبو سعيد: ابتَهَأْتُ بالشيء إذا أَنِسْتَ به وأَحببت قُرْبَه؛ قال الأَعشى: وفي الحَيِّ مَن يَهْوَى هَوانا ويَبْتَهِي، وآخرُ قد أَبْدَى الكآبَة مُغْضَبا والمُباهاةُ: المُفاخرة.
وتَباهَوا أَي تفاخروا. أَبو عمرو: باهاه إذا فاخره، وهاباه إذا صايحه (* قوله «صايحه» كذا في التهذيب، وفي بعض الأصول: صالحه).
وفي حديث عرفة: يُباهِي بهم الملائكةَ؛ ومنه الحديث: من أَشراط الساعة أَن يَتباهَى الناسُ في المساجد.
وبُهَيَّةُ: امرأَةٌ، الأَخْلَقُ أَن تكون تصغير بَهِيَّة كما قالوا في المرأَة حُسَيْنَةُ فسموها بتصغير الحَسَنة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: قالتْ بُهَيَّةُ: لا تُجاورُ أَهْلَنا أَهْل الشَّوِيِّ، وغابَ أَهلُ الجامِلِ أَبُهِيَّ، إنَّ العَنْزَ تَمْنَعُ رَبَّها مِنْ أَن يُبَيِّتَ جارَه بالحابِلِ (* قوله «بالحابل» بالباء الموحدة كما في الأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: الحائل، بالهمز، اسم لعدة مواضع). الحابل: أَرض؛ عن ثعلب.
وأَما البهاء الناقة التي تستأْنس بالحالب فمن باب الهمز.
وفي حديث أُم معبد وصِفَتِها للنبي، صلى الله عليه وسلم، وأنه حلب عَنزاً لها حائلاً في قَدَح فدَرّت حتى ملأَت القَدَح وعَلاه البَهاءُ، وفي رواية: فحَلب فيه ثَجّاً حتى علاه البهاءُ؛ أَرادَت بهاء اللبن وهو وَبيصُ رَغْوته؛ قال: وبهاءُ اللبن ممدود غير مهموز لأنه من البَهْي، والله أَعلم.

البهو (المعجم الوسيط) [10]


 الْوَاسِع من كل شَيْء وَيُقَال هُوَ فِي بهو من الْعَيْش وَالْبَيْت الْمُقدم أَمَام الْبيُوت وَالْمَكَان الْمُخَصّص لاستقبال الضيوف (محدثة) (ج) أبهاء 

بهى (المعجم الوسيط) [7]


 البهو عمله ووسعه 

بها (الصّحّاح في اللغة) [7]


البَهاءُ: الحُسْنُ، تقول منه: بَهيَ الرجلُ بالكسر وبَهُوَ أيضاً، فهو بَهيٌّ.
وبَهيَ البيتُ أيضاً، أي تَخَرَّقَ وعُطِّلَ.
وأَبْهاهُ غيره.
وأَبْهَيْتُ الإناء: فرَّغته. حكاه أبو عبيد.
وبيتٌ باهٍ، أي خالٍ لا شيءَ فيه. البيتُ المقدَّم أمام البيوت.
والمُباهاةُ: المفاخرةُ.
وتَباهَوا، أي تفاخروا.

ذيذج (لسان العرب) [6]


التهذيب في الرباعي: شمر: الذَّيْذَجَانُ الإِبل تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّارِ؛ وأَنشد: إِذا وجَدْتَ الذَّيْذَجانَ الدَّارِجَا، رأَيْتَهُ في كلِّ بَهْوٍ دامِجَا

الصّفة (المعجم الوسيط) [6]


 الظلة والبهو الْوَاسِع العالي السّقف وَمَكَان مظلل فِي مَسْجِد الْمَدِينَة كَانَ يأوي إِلَيْهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين ويرعاهم الرَّسُول وهم أَصْحَاب الصّفة 

الِاسْتِقْبَال (المعجم الوسيط) [4]


 حجرَة الِاسْتِقْبَال البهو وَهِي إِحْدَى حجرات الْبَيْت تعد الْمُقَابلَة الضيوف وَالزُّوَّارِ وَيَوْم الِاسْتِقْبَال يَوْم تخصصه الأسره لاستقبال الزوار وحفلة الِاسْتِقْبَال حفلة خَاصَّة أَو عَامَّة تُقَام لتكريم زائر أَو نابه أَو قادم من سفر وجهاز الِاسْتِقْبَال (الراديو) جهاز كهربي يعد لاستقبال الرسائل اللاسلكية الْمُرْسلَة بطرِيق أجهزة الإذاعة (وكل هَذَا مُحدث) و (حُرُوف الِاسْتِقْبَال) حُرُوف تدخل على الْفِعْل الْمُضَارع فتجعله نصا فِي الْمُسْتَقْبل وَهِي السِّين وسوف (فِي حَالَة الْإِثْبَات) وَلنْ (فِي حَالَة النَّفْي) 

السَّفَطُ (القاموس المحيط) [4]


السَّفَطُ، محركةً: كالجُوالِقِ، أو كالقُفَّةِ
ج: أسْفاطٌ، والقِشْرُ على جِلد السَّمَكِ،
وسَفَّطَ حَوْضَه تَسْفيطاً: أصْلَحَهُ ولاطَه.
والسَّفيطُ: الطَّيِّبُ النَّفْسِ، والسَّخِيُّ، وقد سَفُطَ، ككَرُمَ، والنَّذْلُ، وكلُّ من لا قَدْرَ له، ضِدٌّ، والمُتَساقِطُ من البُسْرِ الأخْضَرِ.
والسُّفاطةُ، كثُمامةٍ: مَتاعُ البيتِ.
وسَفْطُ، مُضافةً إلى أبي جِرْجَى، والعُرَفاءِ، والقُدُورِ، والزَّيْتِ، وزُرَيْقٍ، والحِنَّاءِ، واللبن، والبَهْوِ، وأبي تُرابٍ، وسُلَيْطٍ، وكِرْداسَةَ، وقُلَيْشانَ، ومَيْدومٍ، ورَشينَ، والخَمَّارةِ، ونَهْيَا، والمُهَلَّبِي: سَبعةَ عَشَر قَرْيَةً بمِصْرَ.
والاسْتِفاطُ: الاشْتِفافُ.
ورجُلٌ مُسَفَّطُ الرَّأسِ: رَأسُه كالسَّفَطِ.
وما أسْفَطَ نَفْسَه عنك: ما أطْيَبَها.

ر - غ - ل (جمهرة اللغة) [3]


استُعمل من وجوهها الرُّغْل: نبت من أحرار البقل، زعموا. وأرغلتِ الأرضُ، إذا أنبتت الرُّغْل. وأرغلت القطاةُ فَرْخَها، إذا زقّته، والوجه أزغلت، بالزاي. ويُروى بيت ابن أحمر: فأرغلتْ في حَلْقِهِ رُغْلَةً ... لم تُخْطِىءِ الجِيد ولم تَشْفَتِر تَشْفَتِرّ: تَفرَّق، ويُروى: فأزغلت، بالزاي المعجمة، وهي الرواية العالية الصحيحة. ويقال: أرغلَ الماء يُرغِله إرغالاً، إذا صبّه صبًّا كثيراً، والمصدر الإرغال. ورُغْلان: اسم. وأبو رغال: صاحب القبر المرجوم، كأن اسمه مشتقّ من راغلَ يراغِل مراغلةً ورِغالاً. ويقال: فلان في عيش أرْغَلَ، أي واسع. وأرغلتُ إلى فلان إرغالاً، إذا مِلْتَ إليه بهوًى أو معونة، مثل أرغنتُ سواء. والأغْرَل والأقْلَف والأغْلَف واحد، وهي الغُرْلَة. قال الشاعر: رأيتُ الفِتْيَةَ . . . أكمل المادة الأغرا ... لَ مثلَ الأيْنُقِ الرُّعْل ويُروى: الأعزال. يقال: ناقة رَعْلاءُ، إذا شُقَّت أذنها وتُركت حتى تنوس أي تَحَركُ وتَرْعَى. قال: وقد رُوي الأرغال أيضاً.

همع (لسان العرب) [3]


هَمَعَ الدمْعُ والماءُ ونحوهما يَهْمَعُ ويَهْمُعُ هَمْعاً وهَمَعاً وهُمُوعاً وهَمَعَاناً وأَهْمَعَ: سالَ، وكذلك الطَّلُّ إثذا سَقَطَ على الشجر ثم تَهَمَّعَ أَي سالَ؛ قال رُؤْبةُ: بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطَلٍّ أَهْمَعا، أَجْوَفَ بهَّى بَهْوَه فاسْتَوْسَعا وهو في الصحاح: وطَلٍّ هَمَعا، بغير أَلف.
وهَمَعَتْ عينُه إِذا سالت دموعها، قال اللحياني: زعموا أَنَّ هَمِعَتْ لغة، وتَهَمَّعَ الرجل: بَكَى، وقيل تَباكَى.
وعين هَمِعةٌ: لا تزال تَدْمَعُ، بُنِيَتْ على صيغة الداء كَرَمِدَت، فهي رَمِدةٌ.
وسَحاب هَمِعٌ: ماطر بنَوْئِه على صيغة هَطِلٍ. قال ابن سيده: ولا تَلتفت للهِمْيَعِ بالعين فإِنه بالغين، وإِن كان قد حكاه بالعين قوم، وبالعين والغين قوم آخرون، وفي التهذيب: قال الليث الهَيْمَعُ، بالياء . . . أكمل المادة والميم قبل العين، المَوْتُ الوَحِيُّ. قال: وذَبَحَه ذَبْحاً هَيْمَعاً أَي سَرِيعاً. قال أَبو منصور: هكذا قال الليث: الهَيْمَعُ، بالعين والياء قبل الميم؛ وقال أَبو عبيد: سمعت الأَصمعيّ يوقل الهِمْيَعُ الموْتُ؛ وأَنشد للهذلي: مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ، إِذا جَنَّه الليْلُ كالنّاحِطِ إِذا وَرَدُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا، مِنَ المَوْتِ، بالهِمْيَعِ الذاعِطِ هكذا روي بكسر الهاء والياء بعد الميم؛ قال أَبو منصور: وهو الصواب، والهَيْمَعُ عند البُصَراء تصحيف.
واهْتُمِعَ لَوْنهُ وامتُقِعَ لونه بمعنى واحد؛ قاله الكسائي وغيره، وقال أَبو زيد: هَمَعَ رأْسَه، فهو مَهْمُوعٌ إِذا شَجَّه.

هوس (لسان العرب) [3]


الهَوْس: الطَّوَفان بالليل والطلب بِجُرْأَة. هاسَ يَهُوس هَوْساً: طاف بالليل في جرْأَة.
وأَسد هَوَّاس وكذلك النَّمِر؛ قال: وفي يَدِي مِثْلُ ماء الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ، أَنَّى نَحَيْتُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ قال ابن الأَعرابي: أَراد الثَّغَب فسكن للضرورة، وأَما سيبويه فقال: الثَّغْب، بسكون الغين، الغَدير.
ورجل هَوَّاس وهَوَّاسَةٌ: شجاع مجرَّب.
والهَوْس: الإِفساد، هاسَ الذئب في الغنم هَوْساً.
والهَوْس: الدَّقُّ، هاسَه يَهُوسُه وهَوَّسه. الأَصمعي: هُسْتُه هَوْساً وهِسْتُه هيساً وهو الكسر والدقُّ؛ وأَنشد: إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا والتَّهَوُّس: المشي الثقيل في الأَرض الليِّنَة.
وهَوِسَ الناس هَوَساً: وقعوا في اختلاط وفساد.
وهَوِسَت الناقة هَوَساً، فهي هَوِسَةٌ: اشتدت ضَبَعَتُها، وقيل: ترددت فيها الضَّبَعَة.
وضَبَعٌ هَوَّاس: شديد؛ قال: يُوشِك أَن يُؤْنَسَ في . . . أكمل المادة الإِينَاسِ، في مَنْبِتِ البَقْل وفي اللُّسَاسِ، منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ والهَوِيس: النظر والفكر.
والهَوْس: الأَكل الشديد.
والهَوْس: شديد الأَكل.
والعرب تقول: الناس هَوْسَى والزمان أَهْوَس؛ قال: الناس يأْكلون طيّبات الزمان، والزمانُ يأْكلهم بالموت.
والهَوَّاس: الأَسد؛ قال الكميت:هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجَاعَةً، وفيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل والهَوْس: المَشي الذي يعتمد فيه صاحبه على الأَرض اعتماداً شديداً، ومنه سمي الأَسد الهَوَّاس.
والهَوْس: السوق اللين. يقال: هُسْت الإِبل فَهَاست أَي ترعى وتسير، وإِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَان الأَسد لأَنها تمشي خَطْوة خطوة وهي ترعى.
والهَوَس، بالتحريك: طَرف من الجنون.
وفي حديث أَبي الأَسود: فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ، يذكر في ترجمة هيس، واللَّه أَعلم.

سقف (لسان العرب) [4]


السَّقْفُ: غِماءُ البيت، والجمع سُقُفٌ وسُقُوفٌ، فأَما قراءة من قرأ: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبُيوتهم سَقْفاً من فِضَّة. فهو واحد يدل على الجمع، أَي لجعلنا لبيت كل واحد منهم سَقْفاً من فِضّة، وقال الفراء في قوله سُقُفاً من فضة: إن شئت جعلت واحدتها سَقِيفةً، وإن شئت جعلتها جمع الجمع كأَنك قلت سَقْفاً وسُقُوفاً ثم سُقُفاً كما قال: حتى إذا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ وقال الفراء: سُقُفاً إنما هو جمع سَقِيفٍ كما تقول كَثِيبٌ وكُثُبٌ، وقد سَقَفَ البيتَ يَسْقَفُه سَقْفاً والسماء سَقْفٌ على الأَرض، ولذلك ذكِّر في قوله تعالى: السماء مُنْفَطِرٌ به، والسَّقْفِ المرفوعِ.
وفي التنزيل العزيز: وجعلنا السماء سَقْفاً محفوظاً.
والسَّقِيفةُ: . . . أكمل المادة كل بناء سُقِفَتْ به صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مـما يكون بارِزاً، أُلْزِمَ هذا الاسمَ لِتَفْرِقةِ ما بين الأَشياء.
والسَّقْفُ: السماء.
والسّقيفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنه سَقِيفةُ بني ساعِدةَ.
وفي حديث اجتماع المهاجرين والأَنصار في سَقيفِة بني ساعدةَ: هي صُفّة لها سَقْف، فَعيلةٌ بمعنى مفعُولة. ابن سيده: وكل طريقةٍ دقيقةٍ طويلةٍ من الذهب والفِضة ونحوهما من الجوهر سَقِيفَةٌ.
والسّقِيفةُ: لَوْحُ السّفينةِ، والجمع سَقائفُ، وكلُّ ضريبةٍ من الذهب والفضة إذا ضُرِبَتْ دقيقةً طويلةً سَقِيفةٌ؛ قال بِشر بن أَبي خازم يصفُ سفينةً: مُعَبَّدةِ السَّقائِف ذات دُسْرٍ، مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ والسّقائِفُ: طوائفُ ناموسِ الصائد؛ قال أَوْس بن حَجَر: فَلاقَى عليها، من صباحَ، مُدمِّراً، لِنامُوسِه من الصّفِيحِ سَقائِفُ وهي كل خشَبة عَرِيضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ به قُتْرة. غيره: والسّقيفةُ كلُّ خشبة عريضة كاللوح أَو حجر عريض يُستطاع أَن يُسَقّفَ به قترةٌ أَو غيرها، وأَنشد بيت أَوس بن حجر، والصادُ لغة فيها.
والسّقائِفُ: عِيدانُ المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ منها سَقِيفة؛ قال الفرزدق: وكنت كَذِي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُها، إذا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقائِفِ الليث: السَّقِيفةُ خشبة عريضةٌ طويلة توضع، يُلَفُّ عليها البَوارِي، فوق سُطوحِ أَهل البصرة.
والسّقائفُ: أَضْلاعُ البعير. التهذيب: وأَضلاعُ البعير تسمى سَقائِفَ جَنْبَيْه، كل واحد منها سَقيفةٌ.
والسَّقَفُ: أَن تَمِيلَ الرِّجلُ على وحْشِيّها.
والسَّقَفُ، بالتحريك: طول في انحناء، سَقِفَ سَقَفاً، وهو أَسْقَفُ.
وفي مَقْتَلِ عثمان، رضي اللّه عنه: فأَقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَى بها إليه، أَي طويل، وبه سمِّي السَّقْفُ لِعُلُوِّه وطول جِدارِه.
والمُسَقّفُ: كالأَسْقَفِ وهو بَيِّنُ السَّقَفِ، ومنه اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النصارى لأَنه يَتَخاشعُ؛ قال المسيب بن علس يذكر غَوّاصاً: فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ نزعَتْ رباعيتاه الصَّبِرْ (* هكذا بالأَصل.) ونَعامة سَقْفاء: طويلة العُنق.
والأَسْقَفُ: المُنْحني.
وحكى ابن بري قال: والسقفاء من صفة النعامة؛ وأَنشد: والبَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفاء والأَسْقُفُّ: رئيس النصارى في الدِّين، أَعجمي تكلمت به العرب ولا نظير له إلا أُسْرُبٌّ، والجمع أَساقِفُ وأَساقِفةٌ.
وفي التهذيب: والأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النصارى.
وفي حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْل: أَسْقَفَه على نصارى الشام أَي جعله أُسْقُفاً عليهم وهو العالم الرئيس من عُلماء النصارى، وهو اسم سُرْيانيّ، قال: ويحتمل أَن يكون سمي به لخُضُوعه وانحنائِه في عِبادتِه.
وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أُسقُفٌّ من سقِّيفاهُ؛ هو مصدر كالخِلِّيفَى من الخِلافةِ، أَي لا يُمْنع من تَسَقُّفِه وما يُعانيه من أَمر دينه وتقْدِمَته.
ويقال: لَحْيٌ سَقْفٌ أَي طويل مُسْتَرْخٍ.
وقال الفراء: أَسْقُفُ اسم بلد، وقالوا أَيضاً: أُسْقُفُ نَجْرانَ.
وأَما قول الحجاج: إيايَ وهذه السُّقَفاء، فلا يعرف ما هو، وحكى ابن الأَثير عن الزمخشري قال: قيل هو تصحيف، قال: والصواب شُفَعاء جمع شَفِيعٍ لأَنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان فَيَشْفَعُون في أَصحاب الجَرائِم، فنهاهم عن ذلك لأَن كل واحد منهم يشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع في قوله: إيايَ وهذه الزَّرافاتِ.
وسُقْفٌ: موضع.

نظف (لسان العرب) [2]


النَّظافة: النَّقاوة.
والنَّظافة: مصدر التنظيف والفعل اللازم منه نظُف الشيءُ، بالضم، نَظافة، فهو نَظِيف: حَسُن وبَهُوَ. ينظِّفه تنظيفاً أَي نقّاه.
وفي الحديث: أَن اللّه تبارك وتعالى نَظِيف يُيحب النَّظافة. قال ابن الأَثير: نَظافةُ اللّه كناية عن تنزهه من سِمات الحدث وتَعاليه في ذاته عن كل نقص، وحُبُّه النظافة من غيره كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبةِ الأَهواء، ثم نظافة القلب عن الغِلِّ والحِقد والحسد وأَمثالها، ثم نظافة المَطعم والمَلبس عن الحرام والشُّبَه، ثم نظافة الظاهر بملابسة العبادات.
ومنه الحديث: نظِّفوا أَفواهكم فإنها طُرق القرآن أَي صُونوها عن اللَّغو والفُحْش والغِيبة والنميمة والكذب وأَمثالها، وعن أَكل الحرام والقاذورات والحث على . . . أكمل المادة تطهيرها من النجاسات والسؤال.
والتنظُّف: تكلُّف النظافة.
واستنظفت الشيء أَي أَخذته نظيفاً كله.
وفي الحديث: تكون فتنة تستنظف العرب أَي تَسْتَوْعِبهم هلاكاً، من استنظَفْت الشيء إذا أَخذته كله؛ ومنه قولهم: استنظفت ما عنده واستغنيت عنه.
والمِنْظفة: سُمَّهة تُتخذ من الخوص.
واستنظف الوالي ما عليه من الخراج: استوفاه، ولا يستعمل التَّنْظيف في هذا المعنى؛ قال الجوهري: يقال استَنْظفت الخراج ولا يقال نَظَّفْته.
ونظَف الفصِيلُ ما في ضَرْع أُمه وانْتَظفَه: شرب جميع ما فيه، وانتظفْته أَنا كذلك. قال أَبو منصور: والتَّنَظُّف عند العرب التَّنَطُّس والتَّقَزُّز وطلَبُ النَّظافةِ من رائحة غَمَرٍ أَو نَفْي زُهومة وما أَشبهها، وكذلك غَسْل الوسَخ والدَّرَن والدَّنَس.
ويقال للأُشْنان وما أَشبهه: نظِيف، لتنظيفه اليد والثوب من غَمَر المَرق واللحم ووضَر الودَك وما أَشبهه.
وقال أَبو بكر في قولهم نظِيف السراويل: معناه أَنه عفيف الفَرْج، يكنى بالسراويل عن الفرج كما يقال هو عفيف المِئزر والإزار؛ قال متمم بن نُوَيْرَة يرثي أَخاه: حُلْو شَمائلُه عَفيف المِئزَر أَي عفيف الفرج. قال: وفلان نَجِس السراويل إذا كان غير عفيف الفرج. قال: وهم يَكنون بالثياب عن النفْس والقلب، وبالإزار عن العفاف؛ وقال غيره:فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه وقال في قوله: فسُلِّي ثِيابي من ثِيابكِ تَنْسُلِ في الثياب ثلاثة أَقوال: قال قوم الثياب ههنا كناية عن الأَمر؛ المعنى اقطعي أَمري من أَمرِك، وقيل: الثياب كناية عن القلب؛ المعنى سُلِّي قلبي من قلبك، وقال قوم: هذا الكلام كناية عن الصريمة، يقول الرجل لامرأَته ثيابي من ثيابك حرام، ومعنى البيت إني في خُلُق لا تَرْضَيْنه فاصْرِميني، وقوله تنسُل تَبِين وتُقْطَع، ونسَلتِ السنُّ إذا بانت، ونسَل رِيش الطائر إذا سقط.

صفف (لسان العرب) [1]


الصَّفُّ: السَّطْرُ المُسْتَوي من كل شيء معروفٌ، وجمعه صُفُوفٌ.
وصَفَفْتُ القوم فاصْطَفُّوا إذا أَقمتهم في الحرب صَفّاً.
وفي حديث صلاة الخَوْفِ: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان مُصافَّ العَدُوِّ بعُسْفانَ أَي مُقابِلهم. يقال: صَفَّ الجيشَ يَصُفُّه صَفّاً وصافَّهُ، فهو مُصافٌّ إذا رَتَّبَ صُفُوفَه في مُقابِل صُفُوفِ العدوّ، والمَصافُّ، بالفتح وتشديد الفاء: جمع مَصَفٍّ وهو موضع الحرب الذي يكون فيه الصُّفُوفُ.
وصَفَّ القوم يَصُفُّونَ صَفّاً واصْطَفُّوا وتَصافُّوا: صاروا صَفّاً.
وتَصافُّوا عليه: اجتمعوا صَفّاً. اللحياني: تَصافُّوا على الماء وتَضافُّوا عليه بمعنى واحد إذا اجتمعوا عليه، ومثله تَضَوَّكَ في خُرْئِهِ، وتَصَوَّكَ إذا تَلَطَّخَ به، وصلاصِلُ الماء وضَلاضِلُه.
وقوله عز وجل: والصافَّاتِ صَفّاً؛ قيل: الصافَّاتُ الملائكةُ . . . أكمل المادة مُصْطَفُّونَ في السماء يسبحون اللّه تعالى؛ ومثله: وإنا لنحن الصَّافُّون؛ قال: وذلك لأَنَّ لهم مَراتِبَ يقومون عليها صُفُوفاً كما يَصْطَفُّ المُصَلُّون.
وقول الأَعرابية لبنيها: إذا لَقِيتُمُ العَدُوَّ فدَغَرى ولا صَفّاً أَي لا تَصُفُّوا صَفّاً.
والصَّف: موقف الصُّفوفِ.
والمَصَفُّ: الموْقفُ في الحرب، والجمع المَصافُّ، وصافُّوهم القِتالَ.
والصَّفُّ في القرآن المُصَلَّى وهو من ذلك لأَن الناس يَصْطَفُّون هنالك. قال اللّه تعالى: ثم ائْتُوا صَفّاً؛ مُصْطَفّين فهو على هذا حال. قال الأزهري: معناه ثم ائْتُوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتِكم. يقال: ائْتِ الصفَّ أَي ائْتِ المُصَلَّى، قال: ويجوز ثم ائْتُوا صفّاً أَي مصطفين ليكون أَنْظَم لكمْ وأَشدّ لهَيْبَتِكم. الليث: الصفُّ واحد الصُّفوف معروف.
والطير الصَّوافُّ: التي تَصُفُّ أَجْنِحتَها فلا تحركها.
وقوله تعالى: وعُرِضُوا على ربك صَفّاً؛ قال ابن عرفة: يجوز أَن يكونوا كلهم صَفّاً واحداً ويجوز أَن يقال في مثل هذا صَفَّاً يراد به الصُّفُوفُ فيؤدي الواحدُ عن الجميع.
وفي حديث البقرة وآل عمران: كأَنهما حِزْقانِ من طَيْر صَوافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها في الطيران، والصوافُّ: جمع صافّةٍ.
وناقة صَفُوفٌ: تَصُفُّ يديها عند الحَلَبِ.
وصفَّت الناقة تَصُفُّ، وهي صَفوفٌ: جمعت بين مِحْلَبَيْن أَو ثلاثة في حَلْبة.
والصف: أَن تَحْلُبَ الناقةَ في مِحْلبين أَو ثلاثة تَصُفُّ بينها؛ وأَنشد أَبو زيد: ناقةُ شَيْخٍ للإلهِ راهِبِ تصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِب: في اللَّهْجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِب اللَّهْجَمُ: العُسُّ الكبير، وعَنى بالهَنِ المُقارِبِ العُسَّ بين العُسَّيْنِ. الأَصمعي: الصَّفُوفُ الناقةُ التي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبة واحدة، والشَّفُوع والقَرُون مثلها. الجوهري: يقال ناقة صَفُوفٌ للتي تَصُفُّ أَقْداحاً من لبنها إذا حُلِبتْ، وذلك من كثرة لبنها، كما يقال قَرُونٌ وشَفُوعٌ؛ قال الراجز: حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ، تَخْلِطُ بَينَ وَبَرٍ وصُوفِ وقول الراجز: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ هو جمع فَرْقٍ.
والفَرْقُ: مِكْيالٌ لأَهل المدينة يسَعُ ستة عشر رِطلاً.
والصفُّ: القَدحانِ لإقرانِهما.
وصَفَّها: حَلَبَها.
وصَفَّتِ الطيرُ في السماء تَصُفُّ: صَفَّتْ أَجنحتها ولم تحركها .
وقوله تعالى: والطيرُ صافَّاتٍ؛ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها.
والبُدْنُ الصَّوافُّ: المصفوفة للنحر التي تُصَفَّفُ ثم تُنحر.
وفي قوله عز وجل: فاذكروا اسم اللّه عليها صَوافَّ؛ منصوبة على الحال أَي قد صَفَّتْ قَوائمها فاذكروا اللّه عليها في حالِ نحْرها صوافَّ، قال: ويحتمل أَن يكون معناها أَنها مُصْطَفّةٌ في مَنْحَرِها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى صوافّ، قال: قياماً.
وعن ابن عمر في قوله صوافّ قال: تُعْقَلُ وتقوم على ثلاث، وقرأَها ابن عباس صَوافِنَ وقال: معقولة، يقول: بسم اللّه واللّه أكبر اللهم منك ولك. الجوهري: صَفّتِ الإبلُ قَوائِمها، فهي صافَّةٌ وصَوافُّ.
وصَفَّ اللحمَ يَصُفُّه صَفّاً، فهو صَفِيفٌ: شَرَّحَه عِراضاً، وقيل: الصَّفِيفُ الذي يُغْلى إغْلاءَةً ثم يُرْفَعُ، وقيل: الذي يُصَفُّ على الحصى ثم يُشْوَى، وقيل: القَدِيدُ إذا شُرِّرَ في الشمس يقال صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً؛ قال امرؤ القيس: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ منْ بَينِ مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواء، أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ ابن شميل: التَّصْفِيف نحو التَّشْريحِ وهو أَن تُعرِّض البَضْعةَ حتى تَرِقّ فتراها تَشِفُّ شَفِيفاً .
وقال خالد بن جَنْبة: الصفِيفُ أَن يُشَرَّحَ اللحمُ غير تشريح القَدِيدِ، ولكن يُوَسَّعُ مثل الرُّغْفان، فإذا دُقَّ الصفِيفُ ليؤكل، فهو قَدِيرٌ، فإذا تُرِك ولم يُدَقَّ، فهو صَفيفٌ. الجوهري: الصَّفِيفُ ما صُفَّ من اللحم على الجمر لِيَنْشَويَ، تقول منه: صَفَفْتُ اللحمَ صَفّاً.
وفي حديث الزبير: كان يَتَزَوَّدُ صَفِيف الوَحْشِ وهو مُحْرِم أَي قَدِيدَها. يقال: صَففتُ اللحمَ أَصُفُّه صفّاً إذا تركته في الشمس حتى يجِفَّ.
وصُفّةُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ: التي تَضُمّ العَرْقُوَتَينِ والبِدادَينِ من أَعْلاهما وأَسفلهما، والجمع صُفَفٌ على القياس.
وحكى سيبويه: وصَفَّ الدابةَ وصفَّ لها عمل لها صُفَّةً.
وصَفَفْتُ لها صُفَّة أَي عَمِلْتُها لها.
وصَفَفْت السرْجَ: جعلت له صُفَّة.
وفي الحديث: نَهَى عن صُفَفِ النُّمُورِ؛ هي جمع صُفّة وهي للسرج بمنزلة المِيثرَة من الرَّحْل؛ قال ابن الأَثير: وهذا كحديثه الآخر: نَهى عن رُكوبِ جلود النُّمُورِ.
وصُفّةُ الدارِ: واحدة الصُّفَفِ؛ الليث: الصُّفّةُ من البُنْيانِ شبه البَهْو الواسِع الطويلِ السَّمْكِ.
وفي الحديث ذكر أَهْلِ الصُّفّة، قال: هم فُقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه فكانوا يَأْوُون إلى موضع مُظَلَّل في مسجد المدينة يسكنونه وفي الحديث: مات رجلٌ من أَهل الصُّفّة؛ هو موضع مظلَّل من المسجد كان يأْوي إليه المساكينُ وصُفّةُ البُنْيانِ: طُرَّته.
والصُّفَّةُ: الظُّلَّةُ. ابن سيده: وعذاب يوم الصُّفَّة كعذاب يوم الظُّلَّة. التهذيب: الليث وعذاب يوم الصفة كان قومٌ عَصَوْا رسُولَهم فأَرسل اللّه عليهم حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهم من فوقهم حتى هلكوا. قال أَبو منصور: الذي ذكره اللّه في كتابه عَذابُ يوم الظلة لا عذابُ يوم الصفة، وعُذِّبَ قوم شُعَيب به، قال: ولا أَدْري ما عذابُ يوم الصفَّة.
وأَرض صَفْصَفٌ: مَلْساء مُسْتَوِية.
وفي التنزيل: فََيَذَرُها فاعاً صَفْصفاً؛ الفراء الصَّفْصَفُ الذي لا نبات فيه، وقال ابن الأَعرابي: الصفصف القَرْعاء، وقال مجاهد: قاعاً صفصفاً، مستوياً. أَبو عمرو: الصفصف المستوي من الأَرض، وجمعه صَفاصِفُ؛ قال الشاعر: إذا رَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمّةً، وغَرَّدَ حادِيها لها بالصَّفاصِفِ والصَّفْصَفَةُ كالصَّفْصَفِ؛ عن ابن جني، والصفصَفُ: الفَلاةُ.
والصُّفْصُفُ: العُصْفور، في بعض اللغات.
والصَّفْصافُ: الخِلافُ، واحدته صَفْصافةٌ، وقيل: شجر الخِلاف شامِيّة.
والصَّفْصَفةُ دُوَيْبّة، وهي دخيل في العربية؛ قال الليث: هي الدويبة التي تسميها العجم السيسك، وروي أَن الحجاج قال لِطبّاخِه: اعْمَلْ لنا صفصافةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها، قال: الصَّفْصافةُ لغة ثَقِيفِيّةٌ، وهي السِّكْباجة. أَبو عمرو: الصَّفْصفةُ السِّكباجة والفَيْجَنُ السَّدابُ.
وفي حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: أَصْبَحْتُ لا أَملِك صُفَّةً ولا لُفَّةً؛ الصفَّةُ: ما يجعل على الرَّاحة من الحُبُوبِ، واللُّفّةُ اللُّقْمَة.
وصَفْصَفةُ الغَضَا: موضع، وذكر ابن بري في هذه الترجمة صِفُّونَ، قال: وهو موضع كانت فيه حَرْب بين عليّ، عليه السلام، وبين معاوية؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بن حُصَيْنٍ الأَسدي: وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ، من البَحْرِ، مَوقُوفٌ عليها سَفِينُها قال: وتقول في النصب والجر رأَيت صِفِّينَ ومررت بِصِفِّين، ومن أَعرب النون قال هذه صفينُ ورأَيت صفينَ، وقال في ترجمة صفن عند كلام الجوهري على صِفِّين، قال: حقه أَن يذكر في فصل صفف لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّونَ فيمن أعربه بالحروف.

ها (لسان العرب) [2]


الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري: الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح، تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة: ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ، فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ (* رواية الديوان، وهي الصحيحة: ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ) وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، . . . أكمل المادة تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛ قال الأَزهري: يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر: لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه، فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي.
وقال سيبويه: الهاء وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت مَقْصُورةٌ، لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال: ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ، لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني: وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد لعَبيد: ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا، فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس قال: وأَنشدني خَشَّافٌ: إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ (* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما لم يسم فاعله.) قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي: فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ: لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟ قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله: فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه، كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ وبعده: مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر: إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد: دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر: أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف؟ قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب، وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى إِلى قوله: أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ، بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ وقوله: كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً، خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه، ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر.
وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى بن الأَحْوَلِ: أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو، ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة، وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر: وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول الشماخ: لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ، إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة، ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام، ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ، وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي: لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي، وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول: عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال، وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ.
وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو، وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع الواو واواً؛ وأَنشد: وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها، وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو قاله؛ وأَنشد: وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ، فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ فأَسكن.
ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛ وأَنشد: دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ (* قوله« أو الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ والياء من هِيَّ؛ قال: أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر.
وتقول للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ المؤمنون، وليست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.
ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ.
ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال الهذلي: رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟ فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ وقول الشنفرى: فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً، وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي: لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ، فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب: عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ، لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر، وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما قولُ الشاعر: ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ، فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي وقول بنت الحُمارِس: هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ، أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟ فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل الكوفة؛ وأَنشد الفراء: يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال: دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه، بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ، إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة الشعر كما قال: هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ، إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا (* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.) فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي: هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب (* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛ قال الشاعر: وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما قَرُبَ.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً، وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام.
وقالوا: ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر: وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ وقال الآخر: ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ، لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين، وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا.
وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور.
وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟ قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك، وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ، والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ، ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ، والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري: أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع، قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا، بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير: تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً، فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ (* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً) وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ إِذاً، (* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.
وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ، ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.
وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري: قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم. ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في عِيشةٍ راضِيَةٍ.
وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ.
ويقال: هاءِ يا امرأَةُ، مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل، بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال: ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت: وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى، إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان، وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر، وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين، وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد: قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه، إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال: ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ: حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي (* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.) قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد.
وأَما الحديث الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء، فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ.
وقال الأَزهري في موضع آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ وهاتِ كما قال: وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك. الكسائي: يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله: أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت لكانتْ.
وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك.
ويقال: أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء: نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا، بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا، فها تَنْبِيه.

عقر (لسان العرب) [1]


العَقْرُ والعُقْرُ: العُقْم، وهو اسْتِعقْامُ الرَّحِم، وهو أَن لا تحمل.
وقد عَقُرَت المرأَة عَقَارةً وعِقارةً وعَقَرت تَعْقِرِ عَقْراً وعُقْراً وعَقِرَت عَقاراً، وهي عاقرٌ. قال ابن جني: ومما عدُّوه شاذّاً ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِلٌ، نحو عَقُرَت المرأَة فهي عاقِرٌ، وشَعُر فهو شاعرٌ، وحَمُض فهو حامِضٌ، وطَهُرَ فهو طاهِرٌ؛ قال: وأَكثر ذلك وعامَّتُه إِنما هو لُغات تداخَلَت فَتَركَّبَت، قال: هكذا ينبغي أَن تعتَقِد، وهو أَشَبهُ بحِكمةِ العرب.
وقال مرَّة: ليس عاقرٌ من عَقُرَت بمنزلة حامِضٍ من حَمُض ولا خاثرٍ من خَثُر ولا طاهِرٍ من طَهُر ولا شاعِرٍ من شَعُر لأَن كل واحد من هذه اسم الفاعل، وهو جارٍ على فَعَل، . . . أكمل المادة فاستغني به عما يَجْرِي على فَعُل، وهو فَعِيل، ولكنه اسمٌ بمعنى النسب بمنزلة امرأَة حائضٍ وطالَقٍ، وكذلك الناقة، وجمعها عُقَّر؛ قال: ولو أَنَّ ما في بَطْنِه بَيْنَ نِسْوَةٍ حَبِلْنَ، ولو كانت قَواعِدَ عُقّرا ولقد عَقُرَت، بضم القاف، أَشدَّ العُقْر وأَعْقَر اللهُ رَحِمَها، فهي مُعْقَرة، وعَقُر الرجلُ مثل المرأَة أَيضاً، ورجال عُقَّرٌ ونساء عُقَّرٌ.
وقالوا: امرأَة عُقَرة، مثل هُمَزة؛ وأَنشد: سَقَى الكِلابيُّ العُقَيْليَّ العُقُرْ والعُقُر: كل ما شَرِبه (* قوله: «والعقر كل ما شربه إلخ» عبارة شارح القاموس العقر، بضمتين، كل ما شربه إِنسان فلم يولد له، قال: «سقى الكلابي العقيلي العقر» قال الصاغاني: وقيل هو العقر بالتخفيف فنقله للقافية). الإِنسان فلم يولد له، فهو عُقْرٌ له.
ويقال: عَقَر وعَقِر إِذا عَقُر فلم يُحْمَل له.
وفي الحديث: لا تَزَوَّجُنَّ عاقِراً فإِني مُكاثِرٌ بكم؛ العاقرُ: التي لا تحمل.
وروي عن الخليل: العُقْرُ اسْتِبْراءُ المرأَة لتُنْظَرَ أَبِكْرٌ أَم غير بكر، قال: وهذا لا يعرف.
ورجل عاقرٌ وعَقِيرٌ: لا يولد له بَيْن العُقْر، بالضم، ولم نسمع في المرأَة عَقِيراً.
وقال ابن الأَعرابي: هو الذي يأْتي النساء فيُحاضِنُهنّ ويُلامِسهُنّ ولا يولد له.
وعُقْرةُ لعهدهم: النِّسْيانُ: والعُقَرة: خرزة تشدُّها المرأَة على حَِقْوَيْها لئلا تَحْبَل. قال الأَزهري: ولسنا العرب خرزةٌ يقال لها العُقَرة يَزْعُمْن أَنها إِذا عُلِّقَت على حِقْوِ المرأَة لم تحمل إِذا وُطِئت. قال الأَزهري: قال ابن الأَعرابي العُقَرة خرزةٌ تعلَّق على العاقر لتَلِدَ.
وعَقُر الأَمرُ عُقْراً: لم يُنْتِجْ عاقِبةً؛ قال ذر الرمة يمدح بلال بن أَبي بردة: أَبوكَ تَلافَى الناسَ والدِّينَ بعدما تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّين مُنْقطِع الكَسْر فشدَّ إِصارَ الدِّينِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ ورَدَّ حُروباً لَقِحْن إِلى عُقْرِ الضمير في شدَّ عائد على جد الممدوح وهو أَبو موسى الأَشعري.
والتَّشائِي: التبايُنُ والتَّفَرُّق.
والكَسْرُ؛ جانب البيت.
والإِصَارُ: حَبْل قصير يشدّ به أَسفلُ الخباء إِلى الوتد، وإِنما ضربه مثلاً.
وأَذْرُح: موضع؛ وقوله: وردَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إِلى عُقْرِ أَي رَجَعْن إِلى السكون.
ويقال: رَجَعَت الحربُ إِلى عُقْرٍ إِذا فَتَرَتْ.
وعَقْرُ النَّوَى: صَرْفُها حالاً بعد حال.
والعاقِرُ من الرمل: ما لا يُنْبِت، يُشَبَّه بالمرأَة، وقيل: هي الرملة التي تُنْبِت جَنَبَتَاها ولا يُنْبِت وَسَطُها؛ أَنشد ثعلب: ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها وخَصَّ الأَلاء لأَنه من شجر الرمل، وقيل: العاقر رملة معروفة لا تنبت شيئاً؛ قال: أَمَّا الفُؤادُ، فلا يَزالُ مُوكَّلاً بهوى حَمامةَ، أَو بِرَيّا العاقِر حَمامَةُ: رملة معروفة أَو أَكَمَة، وقيل: العاقِرُ العظيم من الرمل، وقيل: العظيم من الرمل لا ينبت شيئاً؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: صَرَّافةَ القَبِّ دَموكاً عاقِرا فإِنه فسره فقال: العاقِرُ التي لا مثل لها.
والدَّمُوك هنا: البَكَرة التي يُسْتقى بها على السانِية، وعَقَرَه أَي جَرَحَه، فهو عَقِيرٌ وعَقْرَى، مثَّل جريح وجَرْحَى والعَقْرُ: شَبِيهٌ بالحَزِّ؛ عَقَرَه يَعْقِره عَقْراً وعَقَّره.
والعَقِيرُ: المَعْقورُ، والجمع عَقْرَى، الذكر والأُنثى فيه سواء.
وعَقَر الفرسَ والبعيرَ بالسيف عَقْراً: قطع قوائمه؛ وفرس عَقِيرٌ مَعْقورٌ، وخيل عَقْرى؛ قال: بسِلَّى وسِلِّبْرَى مَصارعُ فِتْيةٍ كِرامٍ، وعَقْرَى من كُمَيْتٍ ومن وَرْدِ وناقةٌ عَقِيرٌ وجمل عَقِير.
وفي حديث خديجة، رضي الله تعالى عنها، لما تزوجت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، كَسَتْ أَباها حُلَّةً وخَلَّقَتْه ونَحَرَتْ جزوراً، فقال: ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا العَقِيرُ؟ أَي الجزور المنحور؛ قيل: كانوا إِذا أَرادوا نَحْرَ البعير عَقَرُوه أَي قطعوا إِحدى قوائمه ثم نَحرُوه، يفْعل ذلك به كَيْلا يَشْرُد عند النَّحْر؛ وفي النهاية في هذا المكان: وفي الحديث: أَنه مَرَّ بحِمارٍ عَقِيرٍ أَي أَصابَه عَقْرٌ ولم يَمُتْ بعد، ولم يفسره ابن الأَثير.
وعَقَرَ الناقة يَعْقِرُها ويَعْقُرها عَقْراً وعَقَّرَها إِذا فعل بها ذلك حتى تسقط فَنَحَرَها مُسْتمكناً منها، وكذلك كل فَعِيل مصروف عن مفعول به فإِنه بغير هاء. قال اللحياني: وهو الكلام المجتمع عليه، ومنه ما يقال بالهاء؛ وقول امرئ القيس: ويومَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتي فمعناه نحرتها.
وعاقَرَ صاحبَه: فاضَلَه في عَقْر الإِبل، كما يقال كارَمَه وفاخَرَه.
وتعاقَر الرجُلان: عَقَرا إِبلِهَما يَتَباريَان بذلك ليُرَى أَيُّهما أَعْقَرُ لها؛ ولما أَنشد ابن دريد قوله: فما كان ذَنْبُ بنِي مالك، بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبَّ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ يَقُطُّ العِظامَ ويَبْرِي العَصَبْ فسره فقال: يريد مُعاقرةَ غالب بن صعصعة أَبي الفرزدق وسُحَيم بن وَثِيل الرياحي لما تَعاقَرَا بِصَوْأَر، فعقر سحيم خمساً ثم بدَا له، وعَقَر غالبٌ أَبو الفرزدق مائة.
وفي حديث ابن عباس: لا تأْكلوا من تَعاقُرِ الأَعراب فإِني لا آمَنُ أَن يكون مما أْهِلَّ به لغير الله؛ قال ابن الأَثير: هو عَقْرُهم الإِبل، كان الرجلان يَتَباريانِ في الجود والسخاء فيَعْقِر هذا وهذا حتى يُعَجِّزَ أَحدُهما الآخر، وكانوا يفعلونه رياءً وسُمْعة وتفاخُراً ولا يقصدون به وجه الله تعالى، فشبَّهه بما ذُبح لغير الله تعالى.
وفي الحديث: لا عَقْرَ في الإِسلام: قال ابن الأَثير: كانوا يَعْقِرون الإِبل على قبور المَوْتَى أَي يَنْحَرُونها ويقولون: إِن صاحبَ القبر كان يَعْقِر للأَضياف أَيام حياته فتُكافِئُه بمثل صَنِيعه بعد وفاته.
وأَصل العَقْرِ ضَرْبُ قوائم البعير أَو الشاة بالسيف، وهو قائم.
وفي الحديث: ولا تَعْقِرنّ شاةً ولا بَعِيراً إِلاَّ لِمَأْكَلة، وإِنما نهى عنه لأَنه مُثْلة وتعذيبٌ للحيوان؛ ومنه حديث ابن الأَكوع: وما زِلْتُ أَرْمِيهم وأَعْقِرُ بهم أَي أَقتُلُ مركوبهم؛ يقال: عَقَرْت به إِذا قتلت مر كوبه وجعلته راجلاً؛ ومنه الحديث: فَعَقَرَ حَنْظَلةُ الراهب بأَبي سُفْيَان بن حَرْب أَي عَرْقَبَ دَابّته ثم اتُّسِعَ في العَقْر حتى استعمل في القَتْل والهلاك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لمُسَيْلِمةَ الكذّاب: وإِن أَدْبَرْتَ ليَعْقرَنَّك الله أَي ليُهْلِكَنّك، وقيل: أَصله من عَقْر النخل، وهو أَن تقطع رؤوسها فتَيْبَس؛ ومنه حديث أُم زرع: وعَقْرُ جارِتها أَي هلاكُهَا من الحسد والغيظ.
وقولهم: عَقَرْتَ بي أَي أَطَلْت جَبْسِي كأَنك عَقَرْت بَعِيرِي فلا أَقدر على السير، وأَنشد ابن السكيت: قد عَقَرَتْ بالقومِ أُمُّ خَزْرج وفي حديث كعب: أَن الشمس والقَمَرَ ثَوْرانِ عَقِيران في النار؛ قيل لمّا وصَفَهما الله تعالى بالسِّبَاحة في قوله عز وجل: وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون، ثم أَخبر أَنه يجعلهما في النار يُعَذِّب بهما أَهْلَها بحيث لا يَبْرَحانِها صارا كأَنهما زَمِنان عَقِيران. قال ابن الأَثير: حكى ذلك أَبو موسى، وهو كما تراه. ابن بزرج: يقال قد كانت لي حاجة فعَقَرَني عنها أَي حَبَسَنِي عنها وعاقَنِي. قال الأَزهري: وعَقْرُ النَّوَى منه مأْخوذ، والعَقْرُ لا يكون إِلاَّ في القوائم. عَقَرَه إِذا قطع قائِمة من قوائمه. قال الله تعالى في قضيَّة ثمود: فتاطَى فعَقَرَ؛ أَي تعاطَى الشقِيُّ عَقْرَ الناقةِ فبلغ ما أَراد، قال الأَزهري: العَقْرُ عند العرب كَشْفُ عُرْقوب البعير، ثم يُجْعَل النَّحْرُ عَقْراً لأَن ناحِرَ الإِبل يَعْقِرُها ثم ينحرها.
والعَقِيرة: ما عُقِرَ من صيد أَو غيره.
وعَقِيرةُ الرجل: صوتُه إِذا غَنّى أَو قَرَأَ أَو بَكى، وقيل: أَصله أَن رجلاً عُقِرَت رجلُه فوضع العَقِيرةَ على الصحيحة وبكَى عليها بأَعْلى صوته، فقيل: رفع عَقِيرَته، ثم كثر ذلك حتى صُيِّر الصوتُ بالغِنَاء عَقِيرة. قال الجوهري: قيل لكل مَن رفع صوته عَقِيرة ولم يقيّد بالغناء. قال: والعَقِيرة الساقُ المقطوعة. قال الأَزهري: وقيل فيه هو رجل أُصِيبَ عُضْوٌ من أَعضائه، وله إِبل اعتادت حُداءَه، فانتشرت عليه إِبلُه فرفع صوتَه بالأَنِينِ لِمَا أَصابه من العَقْرِ في بدنه فتسمَّعت إِبلُه فحَسِبْنه يَحْدو بها فاجتمعت إِليه، فقيل لكل من رفع صوته بالغناء: قد رفع عَقِيرته.
والعَقِيرة: متهى الصوت؛ عن يعقوب؛ واسْتَعْقَرَ الذئبُ رَفَع صوتَه بالتطريب في العُواء؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد: فلما عَوَى الذئبُ مُسْتَعِقْراً، أَنِسْنا به والدُّجى أَسْدَفُ وقيل: معناه يطلب شيئاً يَفْرِسُه وهؤلاء قومٌ لُصوصٌ أَمِنُوا الطلب حين عَوَى الذئب.
والعَقِيرة: الرجل الشريف يُقْتَل.
وفي بعض نسخ الإِصلاح: ما رأَيت كاليوم عَقِيرَةً وَسْطَ قوم. قال الجوهري: يقال ما رأَيت كاليوم عَقِيرةً وَسْطَ قوم، للرجل الشريف يُقْتَل، ويقال: عَقَرْت ظهر الدابة إِذا أَدْبَرْته فانْعَقَر واعْتَقَر؛ ومنه قوله: عَقَرْتَ بَعِيري يا امْرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ والمِعْقَرُ من الرِّحالِ: الذي ليس بِواقٍ. قال أَبو عبيد: لا يقال مِعْقر إِلاَّ لما كانت تلك عادته، فأَمّا ما عَقَر مرة فلا يكون إِلاَّ عاقراً؛ أَبو زيد: سَرْجٌ عُقَرٌ؛ وأَنشد للبَعِيث: أَلَدُّ إِذا لافَيْتُ قَوْماً بِخُطَّةٍ، أَلَحَّ على أَكتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ وعَقَرَ القَتَبُ والرحل ظهر الناقة، والسرجُ ظهرَ الدابة يَعْقِرُه عَقْراً: حَزَّه وأََدْبَرَه.
واعْتَقَر الظهرُ وانْعَقَرَ: دَبِرَ.
وسرجٌ مِعْقار ومِعْقَر ومُعْقِرٌ وعُقَرَةٌ وعُقَر وعاقورٌ: يَعْقِرُ ظهر الدابة، وكذلك الرحل؛ وقيل: لا يقال مِعْقَر إِلاَّ لما عادته أَن يَعْقِرِ.
ورجل عُقَرة وعُقَر ومِعْقَر: يَعقِر الإِبل من إِتْعابِه إِيّاها، ولا يقال عَقُور.
وكلب عَقُور، والجمع عُقْر؛ وقيل: العَقُور للحيوان، والعُقَرَة للمَواتِ.
وفي الحديث: خَمْسٌ مَن قَتَلَهُنّ، وهو حَرامٌ، فلا جُناح عليه. العَقْرب والفأْرة والغُراب والحِدَأُ والكلبُ والعَقُور؛ قال: هو كل سبع يَعْقِر أَي يجرح ويقتل ويفترس كالأَسد والنمر والذئب والفَهْد وما أَشبهها، سمّاها كلباً لاشتراكها في السَّبُعِيَّة؛ قال سفيان بن عيينة: هو كل سبع يَعْقِر، ولم يخص به الكلب.
والعَقُور من أَبنية المبالغة ولا يقال عَقُور إِلاَّ في ذي الروح. قال أَبو عبيد: يقال لكل جارحٍ أَو عاقرٍ من السباع كلب عَقُور.
وكَلأُ أَرضِ كذا عُقَارٌ وعُقَّارٌ: يَعْقِر الماشية ويَقْتُلُها؛ ومنه سمِّي الخمر عُقَاراً لأَنه يَعْقِرُ العَقْلَ؛ قاله ابن الأَعرابي.
ويقال للمرأَة: عَقْرَى حَلْقى، معناه عَقَرها الله وحَلَقها أَي حَلَقَ شَعَرها أَو أَصابَها بوجع في حَلْقِها، فعَقْرى ههنا مَصْدَرٌ كدَعْوى في قول بَشِير بن النَّكْث أَنشده سيبويه: وَلَّتْ ودَعْلأاها شديدٌ صَخَبُهْ أَي دعاؤُها؛ وعلى هذا قال: صَخَبُه، فذكّر، وقيل: عَقْرى حَلْقى تَعِقْرُ قومها وتَحْلِقُهم بشُؤْمِها وتستأْصلهم، وقيل: العَقْرى الحائض.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين قيل له يوم النَّفْر في صَفِيَّة إِنها حائضٌ فقال: عَقْرَى حَلقى ما أُراها إِلاَّ حابِسَتَنا؛ قال أَبو عبيد: قوله عَقْرى عَقَرَها اللهُ؛ وحَلْقى خَلَقَها اللهُ تعالى، فقوله عَقَرَهَا الله يعني عَقَرَ جسدَها، وحَلْقى أَصابَها الله تعالى بوجعٍ في حَلْقِها؛ قال: وأَصحاب الحديث يروونه عَقْرى حَلْقِى، وإِنما هو عَقْراً وحَلْقاً، بالتنوين، لأَنهما مصدرا عَقَرَ وحَلَقَ؛ قال: وهذا على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إِرادة لوقوعه. قال شمر: قلت لأَبي عبيد لم لا تُجِيزُ عَقْرى؟ فقال: لأَنّ فَعْلى تجيء نعتاً ولم تجئ في الدعاء. فقلت: روى ابن شميل عن العرب مُطَّيْرى، وعَقْرى أَخَفّ منه، فلم يُنْكِرْه؛ قال ابن الأَثير: هذا ظاهرُه الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة، وهو في مذهبهم معروف.
وقال سيبويه: عَقَّرْته إِذا قلت له عَقْراً وهو من باب سَقْياً ورَعْياً وجَدْعاً، وقال الزمخشري: هما صِفتان للمرأَة المشؤومة أَي أَنها تَعْقِرُ قومَها وتَحْلِقُهم أَي تستأْصِلُهم، من شؤمها عليهم، ومحلُّها الرفع على الخبرية أَي هي عَقْرى وحَلْقى، ويحتمل أَن يكونا مصدرين على فَعْلى بمعنى العَقْر والحَلْق كالشَّكْوى للشَّكْوِ، وقيل: الأَلف للتأْنيث مثلها في غَضْبى وسَكْرى؛ وحكى اللحياني: لا تفعل ذلم أُمُّك عَقْرى، ولم يفسره، غير أَنه ذكره مع قوله أُمك ثاكِلٌ وأُمُّك هابِلٌ.
وحكى سيبويه في الدعاء: جَدْعاً له وعَقْراً، وقال: جَدَّعْتُه وعَقَّرْته قلت له ذلك؛ والعرب تقول: نَعُوذُ بالله من العَواقِر والنَّواقِر؛ حكاه ثعلب، قال: والعواقِرُ ما يَعْقِرُ، والنَّواقِرُ السهامُ التي تُصيب.
وعَقَرَ النخلة عَقْراً وهي عَقِرةٌ: قطع رأْسها فيبست. قال الأَزهري: وعَقْرُ النَّخْلة أَنُ يُكْشَطَ لِيفُها عن قَلْبها ويؤخذ جَذَبُها فإِذا فعل ذلك بها يَبِسَتْ وهَمَدت. قال: ويقال عَقَر النخلة قَطَع رأْسَها كلَّه مع الجُمّار، فهي مَعْقورة وعَقِير، والاسم العَقَار.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بأَرضٍ تسمى عَقِرة فسماها خضِرَة؛ قال ابن الأَثير: كأَنه كرِه لها اسم العَقْر لأَن العاقِرَ المرأَةُ التي لا تحمل، وشجرة عاقر لا تحمل، فسماها خَضِرة تفاؤلاً بها؛ ويجوز أَن يكون من قولهم نخلة عَقِرةٌ إِذا قطع رأْسها فيبست.
وطائر عَقِرٌ وعاقِرٌ إِذا أَصاب ريشَه آفةٌ فلم ينبت؛ وأَما قول لبيد: لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ، رَفَعَ القَوادِمَ كالعَقِير الأَعْزلِ قال: شبَّه النَّسْرَ، لمّا تطاير ريشُه فلم يَطِرْ، بفرس كُشِفَ عرقوباه فلم يُحْضِرْ.
والأَعْزَلُ المائل الذنب.
وفي الحديث فيما روى الشعبي: ليس على زانٍ عُقْرٌ أَي مَهْر وهو للمُغْتَصَبةِ من الإِماء كمَهْرِ المثل للحُرَّة.
وفي الحديث: فأَعْطاهم عُقْرَها؛ قال: العُقْرُ، بالضم، ما تُعْطاه المرأَة على وطء الشبهة، وأَصله أَن واطئ البِكْر يَعْقِرها إِذا اقْتَضَّها. فسُمِّيَ ما تُعْطاه للعَقْرِ عُقْراً ثم صار عامّاً لها وللثيّب، وجمعه الأَعْقارُ.
وقال أَحمد بن حنبل: العُقْرُ المهر.
وقال ابن المظفر: عُقْرُ المرأَة دبةُ فرجها إذا غُصِبَت فَرْجَها.
وقال أَبو عبيدة: عُقْرُ المرأَة ثَوابٌ تُثابُه المرأَةُ من نكاحها، وقيل: هو صداق المرأَة، وقال الجوهري: هو مَهْرُ المرأَة إِذا وُِطِئت على شبهة فسماه مَهْراً.
وبَيْضَةُ العُقْرِ: التي تُمْتحنُ بها المرأَةُ عند الاقْتِضاض، وقيل: هي أَول بيضة تبَِيضُها الدجاجة لأَنها تَعْقِرها، وقيل: هي آخر بيضة تبيضها إِذا هَرِمَت، وقيل: هي بيضة الدِّيك يبيضها في السنة مرة واحدة، وقيل: يبيضها في عمره مرة واحدة إِلى الطُّول ما هي، سميِّت بذلك لأَن عُذْرةَ الجارية تُخْتَبَرُ بها.
وقال الليث: بَيْضةُ العُقْر بَيْضةُ الدِّيك تُنْسَبُ إِلى العُقْر لأَن الجارية العذراء يُبْلى ذلك منها بِبَيْضة الدِّيك، فيعلم شأْنها فتُضْرَبُ بيضةُ الديك مثلاً لكل شيء لا يستطاع مسُّه رَخاوةً وضَعْفاً، ويُضْرَب بذلك مثلاً للعطية القليلة التي لا يَرُبُّها مُعْطِيها بِبِرّ يتلوها؛ وقال أَبو عبيد في البخيل يعطي مرة ثم لا يعود: كانت بيْضَة الدِّيك، قال: فإِن كان يعطي شيئاً ثم يقطعه آخر الدهر قيل للمرة الأَخيرة: كانت بَيْضةَ العُقْر، وقيل: بيضة العُقْر إِنما هو كقولهم: بَيْض الأَنُوق والأَبْلق العَقُوق، فهو مثل لما لا يكون.
ويقال للذي لا غَنَاء عنده: بَيْضَة العقر، على التشبيه بذلك.
ويقال: كان ذلك بَيْضَة العقر، معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانية لها.
وبَيْضةَ العقر، معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانية لها.
وبَيْضة العُقْر: الأَبْترُ الذي لا ولد له.
وعُقْرُ القوم وعَقْرُهم: مَحَلّتُهم بين الدارِ والحوضِ.
وعُقْرُ الحوض وعُقُره، مخففاً ومثقلاً: مؤخَّرُه، وقيل: مَقامُ الشاربة منه.
وفي الحديث: إِني لِبعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ الناس لأَهل اليَمَنِ؛ قال ابن الأَثير: عُقْرُ الحوض، بالضم، موضع الشاربة منه، أَي أَطْرُدُهم لأَجل أَن يَرِدَ أَهلُ اليمن.
وفي المثل: إِنما يُهْدَمُ الحَوْضُ من عُقْرِه أَي إِنما يؤتى الأَمرُ من وجهه، والجمع أَعقار، قال: يَلِدْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنَّها نِساءُ النَّصارى، أَصْبَحَتْ وهي كُفَّلُ ابن الأَعرابي: مَفْرَغُ الدَّلْو من مُؤَخَّرِه عُقْرُه، ومن مُقَدَّمِه إزاؤه.
والعَقِرةُ: الناقةُ التي لا تشرب إِلاَّ من العُقْرِ، والأَزِيَة: التي لا تَشْرَبُ إِلاَّ من الإِزاءِ؛ ووصف امرؤ القيس صائداً حاذقاً بالرمي يصيب المَقاتل: فَرماها في فَرائِصِها بإِزاءِ الحَوْضِ، أَو عُقُرِهْ والفرائِصُ: جمع فَرِيصة، وهي اللحمة التي تُرْعَدُ من الدابة عند مرجع الكتف تتّصل بالفؤاد.
وإِزاءُ الحوض: مُهَراقُ الدَّلْوِ ومصبُّها من الحوض.
وناقةٌ عَقِرةٌ: تشرب من عُقْرِ الحوض.
وعُقْرُِ البئر: حيث تقع أَيدي الواردة إِذا شربت، والجمع أَعْقارٌ.
وعُقْرُ النار وعُقُرها: أَصلها الذي تأَجَّجُ منه، وقيل: معظمها ومجتمعها ووسطها؛ قال الهذلي يصف النصال:وبِيض كالسلاجِم مُرْهَفات، كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيج الكاف زائدة. أَراد بيض سَلاجِم أَي طِوَا لٌ.
والعُقْر: الجمر.
والجمرة: عُقْرة.
وبَعِيجٌ بمعنى مبعوج أَي بُعِج بِعُودٍ يُثارُ به فشُقَّ عُقْرُ النار وفُتِح؛ قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري وقال: قال الهذلي يصف السيوف، والبيت لعمرو ابن الداخل يصف سهاماً، وأَراد بالبِيضِ سِهاماً، والمَعْنِيُّ بها النصالُ.
والظُّبَةُ: حدُّ النصل.
وعُقْرُ كلِّ شيء: أَصله.
وعُقْرُ الدار: أَصلُها، وقيل: وسطها، وهو مَحلّة للقوم.
وفي الحديث: ما غُزِيَ قومٌ في عُقعرِ دارهم إلاَّ ذَلُّوا؛ عقْر الدار؛ بالفتح والضم: أَصلُها؛ ومنه الحديث: عُقْرُ دارِ الإِسلام الشامُ أَي أَصله وموضعه، كأَنه أَشار به إِلى وقت الفِتَن أَي يكون الشأْم يومئذٍ آمِناً منها وأَهلُ الإِسلام به أَسْلَمُ. قال الأَصمعي: عُقْرُ الدار أَصلُها في لغة الحجاز، فأَما أَهل نجد فيقولون عَقْر، ومنه قيل: العَقَارُ وهو المنزل والأَرض والضِّيَاع. قال الأَزهري: وقد خلط الليث في تفسير عُقْر الدار وعُقْر الحوض وخالف فيه الأئمة، فلذلك أَضربت عن ذكر ما قاله صفحاً.
ويقال: عُقِرَت رَكِيّتُهم إِذا هُدِمت.
وقالوا: البُهْمَى عُقْرُ الكلإِ.
وعُقَارُ الكلإِ أَي خيارُ ما يُرْعى من نبات الأَرض ويُعْتَمَد عليه بمنزلة الدار.
وهذا البيت عُقْرُ القصيدة أَي أَحسنُ أَبياتها.
وهذه الأَبيات عُقارُ هذه القصيدة أَي خيارُها؛ قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَبو مَحْضة قصيدة وأَنشدني منها أَبياتاً فقال: هذه الأَبيات عُقَارُ هذه القصيدة أَي خِيارُها.
وتَعَقَّرَ شحمُ الناقة إِذا اكْتَنَزَ كلُّ موضعٍ منها شَحْماً.
والعَقْرُ: فَرْجُ ما بين كل شيئين، وخص بعضهم به ما بين قوائم المائدة. قال الخليل: سمعت أَعرابيّاً من أَهل الصَّمّان يقول: كل فُرْجة تكون بين شيئين فهي عَقْرٌ وعُقْر، لغتان، ووضَعَ يديه على قائمتي المائدة ونحن نتغدَّى، فقال: ما بنيهما عُقْر.
والعَقْرُ والعَقارُ: المنزل والضَّيْعةُ؛ يقال: ما له دارٌ ولا عَقارٌ، وخص بعضهم بالعَقار النخلَ. يقال للنخل خاصة من بين المال: عَقارٌ.
وفي الحديث: مَن باع داراً أَو عَقاراً؛ قال: العَقارُ، بالفتح، الضَّيْعة والنخل والأَرض ونحو ذلك.
والمُعْقِرُ: الرجلُ الكثير العَقار، وقد أَعْقَر. قالت أُم سلمة لعائشة، رضي الله عنها، عند خروجها إِلى البصرة: سَكَّنَ الله عُقَيْراكِ فلا تُصْحِريها أَي أَسكَنَكِ الله بَيْتَك وعقَارَك وسَتَرَكِ فيه فلا تُبْرِزيه؛ قال ابن الأَثير: هو اسم مصغَّر مشتق من عُقْرِ الدار، وقال القتيبي: لم أَسمع بعُقَيْرى إِلاَّ في هذا الحديث؛ قال الزمخشري: كأَنها تصغير العَقْرى على فَعْلى، من عَقِرَ إِذا بقي مكانه لا يتقدم ولا يتأَخر فزعاً أَو أَسَفاً أَو خجلاً، وأَصله من عَقَرْت به إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه، كأَنك عَقَرْت راحلته فبقي لا يقدر على البَراحِ، وأَرادت بها نفسها أَي سكِّني نفْسَك التي حقُّها أَن تلزم مكانها ولا تَبْرُز إِلى الصحراء، من قوله تعالى: وقَرْنَ في بُيوتِكُنّ ولا تَبَرَّجْن تَبرُّجَ الجاهلية الأُولى.
وعَقَار البيت: متاعُه ونَضَدُه الذي لا يُبْتَذلُ إِلاَّ في الأَعْيادِ والحقوق الكبار؛ وبيت حَسَنُ الأَهَرةِ والظَّهَرةِ والعَقارِ، وقيل: عَقارُ المتاع خيارُه وهو نحو ذلك لأَنه لا يبسط في الأَعْيادِ والحُقوقِ الكبار إِلاَّ خيارُه، وقيل: عَقارُه متاعه ونَضَدُه إِذا كان حسناً كبيراً.
وفي الحديث: بعث رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عُيَيْنَةَ بن بدر حين أَسلم الناس ودَجا الإِسلام فهجَمَ على بني علي بن جُنْدب بذات الشُّقُوق، فأَغارُوا عليهم وأَخذوا أَموالهم حتى أَحْضَرُوها المدينةَ عند نبي الله، فقالت وفُودُ بني العَنْبرِ: أُخِذْنا يا رسولُ الله، مُسْلِمين غير مشركين حين خَضْرَمْنا النَّعَمَ، فردّ النبي، صلى الله عليه وسلم، عليهم ذَرارِيَّهم وعَقَار بُيوتهم؛ قال الحربيّ: ردّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ذَرارِيَّهمْ لأَنه لم يَرَ أَن يَسْبِيهَم إِلاَّ على أَمر صحيح ووجدهم مُقِرّين بالإِسلام، وأَراد بعَقارِ بيوتهم أَراضِيهَم، ومنهم مَنْ غلّط مَنْ فسّر عَقارَ بيوتهم بأَراضيهم، وقال: أَراد أَمْتِعةَ بيوتهم من الثياب والأَدوات.
وعَقارُ كل شيء: خياره.
ويقال: في البيت عَقارٌ حسنٌ أَي متاع وأَداة.
وفي الحديث: خيرُ المال العُقْرُ، قال: هو بالضم، أَصل كل شيء، وبالفتح أَيضاً، وقيل: أَراد أَصل مالٍ له نماءٌ؛ ومنه قيل للبُهْمَى: عُقْرُ الدار أَي خيرُ ما رَعَت الإِبل؛ وأَما قول طفيل يصف هوادج الظعائن: عَقَارٌ تَظَلُّ الطَّيرُ تَخْطِفُ زَهْوَه وعالَيْن أَعْلاقاً على كل مُفْأَم فإِنَّ الأَصمعي رفع العين من قوله عُقار، وقال: هو متاع البيت، وأَبو زيد وابن الأَعرابي رَوياه بالفتح، وقد مر ذلك في حديث عيينة بن بدر.
وفي الصحاح والعُقارُ ضَرْبٌ من الثياب أَحمر؛ قال طفيل: عقار تظل الطير (وأَورد البيت). ابن الأَعرابي: عُقارُ الكلإِ البُهْمى؛ كلُّ دار لا يكون فيها يُهْمى فلا خير في رعيها إِلاَّ أَن يكون فيها طَرِيفة، وهي النَّصِيّ والصَّلِّيان.
وقال مرة: العُقارُ جميع اليبيس.
ويقال: عُقِرَ كلأُ هذه الأَرض إذا أُكِلَ.
وقد أَعْقَرْتُكَ كلأَ موضعِ كذا فاعْقِرْه أَي كُلْه.
وفي الحديث: أَنه أَقطع حُصَيْنَ بن مُشَمّت ناحية كذا واشترط عليه أَن لا يَعْقِرَ مرعاها أَي لا يَقْطعَ شجرها.
وعاقَرَ الشيءَ مُعاقرةً وعِقاراً: لَزِمَه.
والعُقَارُ: الخمر، سميت بذلك لأَنها عاقَرت العَقل وعاقَرت الدَّنّ أَي لَزِمَتْه؛ يقال: عاقَرَه إِذا لازَمَه وداوم عليه.
وأَصله من عُقْر الحوض.
والمُعاقَرةُ: الإِدمان.
والمُعاقَرة: إِدْمانُ شرب الخمر.
ومُعاقَرةُ الخمر: إِدْمانُ شربها.
وفي الحديث: لا تُعاقرُوا أَي لا تُدْمِنُوا شرب الخمر.
وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ؛ هو الذي يُدْمِنُ شربها، قيل: هو مأْخوذ من عُقْر الحوض لأَن الواردة تلازمه، وقيل: سميت عُقَاراً لأَن أَصحابها يُعاقِرُونها أَي يلازمونها، وقيل: هي التي تَعْقِرُ شارِبَها، وقيل: هي التي لا تَلْبَثُ أَن تُسكر.، ابن الأَنباري: فلان يُعاقِرُ النبيذَ أَي يُداوِمهُ، وأَصله مِنْ عُقْر الحوض، وهو أَصله والموضع الذي تقوم فيه الشاربة، لأَن شاربها يلازمها مُلازمةَ الإِبل الواردةِ عُقْرَ الحوض حتى تَرْوى. قال أَبو سعيد: مُعاقَرةُ الشراب مُغالبَتُه؛ يقول: أَنا أَقوى على شربه، فيغالبه فيغلبه، فهذه المُعاقَرةُ.
وعَقِرَ الرجلُ عَقَراً: فجِئَه الرَّوْعُ فدَهشَ فلم يقدر أَن يتقدم أَو يتأَخر.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لمَّا مات قرأَ أَبو بكر: رضي الله عنه، حين صَعِدَ إِلى مِنْبره فخطب: إِنّكَ ميَّتٌ وإِنهم مَيَّتون؛ قال: فعَقِرْت حتى خَرَرتْ إِلى الأَرض؛ وفي المحكم: فعَقِرْت حتى ما أَقْدِرُ على الكلام، وفي النهاية: فَعقِرْت وأَنا قائم حتى وقعت إلى الأَرض؛ قال أَبو عبيد: يقال عَقِر وبَعِل وهو مثل الدَّهَشِ، وعَقِرْت أَي دَهِشْت. قال ابن الأَثير: العَقَرُ، بفتحتين، أَن تُسْلِمَ الرجلَ قَوائِمُه إِلى الخوف فلا يقدر أَن يمشي من الفَرَق والدَّهَش، وفي الصحاح؛ فلا يستطيع أَن يقاتل.
وأَعْقَرَه غيرُه: أَدْهَشَه.
وفي حديث العباس: أَنه عَقِرَ في مجلسه حين أُخْبِر أَن محمداً قُتِل.
وفي حديث ابن عباس: فلما رأَوا النبي، صلى الله عليه وسلم، سَقَطَتْ أَذْقانُهم على صدورهم وعَقِرُوا في مجالسهم.
وظَبْيٌ عَقِيرٌ: دَهِشٌ؛ وروي بعضهم بيت المُنَخَّل اليشكري: فلَثَمتُها فتنَفَّسَت، كتنَفُّسِ الظَّبْيِ العَقِيرْ والعَقْرُ والعُقْر: القَصْرُ؛ الأَخيرة عن كراع، وقيل: القصر المتهدم بعضه على بعض، وقيل: البنَاء المرتفع. قال الأَزهري: والعَقْرُ القصر الذي يكون مُعْتَمداً لأَهل القرية؛ قال لبيد بن ربيعة يصف ناقته: كعَقْر الهاجِرِيّ، إِذا ابْتَناه بأَشْباهٍ حُذِينَ على مثال (* قوله: «إِذا ابتناه كذا في الأَصل وياقوت.
وفي الصحاح وشارح القاموس إِذا بناه).
وقيل: العَقْرُ القصر على أَي حال كان.
والعَقْرُ: غيْمٌ في عَرْض السماء.
والعَقْرُ: السحاب الأَبيض، وقيل: كل أَبيض عَقْرٌ. قال الليث: العَقْر غيم ينشأُ من قِبَل العين فيُغَشِّي عين الشمس وما حواليها، وقال بعضهم: العَقْرُ غيم ينشأَ في عرض السماء ثم يَقْصِد على حِيَالِه من غير أَن تُبْصِرَه إِذا مرّ بك ولكن تسمع رعده من بعيد؛ وأَنشد لحميد بن ثور يصف ناقته: وإِذا احْزَ أَلَّتْ في المُناخِ رأَيْتَها كالعَقْرِ، أَفْرَدَها العَماءُ المُمْطِرُ وقال بعضهم: العَقْرُ في هذا البيت القصرُ، أَفرده العماء فلم يُظلِّلْه وأَضاء لِعَينِ الناظر لإِشراق نُورِ الشمس عليه من خَلَلِ السحاب.
وقال بعضهم: العَقْر القطعة من الغمام، ولكلٍّ مقال لأَن قِطَعَ السحاب تشبَّه بالقصور.
والعَقِيرُ: البَرْق، عن كراع.
والعَقّار والعِقّيرُ: ما يُتَداوى به من النبات والشجر. قال الأَزهري: العَقاقِير الأَدْوية التي يُسْتَمْشى بها. قال أَبو الهيثم: العَقّارُ والعَقاقِرُ كل نبت ينبت مما فيه شفاءٌ، قال: ولا يُسمى شيء من العَقاقِير فُوهاً، يعني جميع أَفواه الطيب، إِلا ما يُشَمُّ وله رائحة. قال الجوهري: والعَقاقِيرُ أُصول الأَدْوِية.
والعُقّارُ: عُشْبة ترتفع قدر نصف القامة وثمرُه كالبنادق وهو مُمِضٌّ البتَّة لا يأْكله شيء، حتى إِنك ترى الكلب إِذا لابَسَه يَعْوي، ويسمى عُقّار ناعِمَةَ؛ وناعِمةُ: امرأَة طبخته رجاء أَن يذهب الطبخ بِغائِلته فأَكلته فقتلها.
والعَقْر وعَقاراء والعَقاراء، كلها: مواضع؛ قال حميد ابن ثور يصف الخمر:رَكُودُ الحُمَيّا طَلّةٌ شابَ ماءَها، بها من عَقاراءِ الكُرومِ، ربِيبُ أَراد من كُرومِ عَقاراء، فقدّم وأَخّر؛ قال شمر: ويروى لها من عُقارات الخمور، قال: والعُقارات الخمور. رَبيب: مَن يَرُبُّها فيَمْلِكُها. قال: والعَقْر موضع بعينه؛ قال الشاعر: كَرِهْتُ العَقْرِ، عَقْرَ بني شُلَيْلٍ، إِذا هَبَّتْ لِقارِبها الرِّياح والعُقُور، مثل السُّدُوس، والعُقَير والعَقْر أَيضاً: مواضع؛ قال: ومِنَّا حَبِيبُ العَقِر حين يَلُفُّهم، كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِيمة أَخْطَبُ قال: والعُقَيْر قرية على شاطئ البحر بحذاء هجر.
والعَقْر: موضع ببابل قتل به يزيد بن المهلب يوم العَقْر.
والمُعاقَرةُ: المُنافرةُ والسِّبابُ والهِجاء والمُلاعنة، وبه سمَّى أَبو عبيد كتاب المُعاقرات.
ومُعَقِّر: اسم شاعر، وهو مُعَقِّر بن حمار البارِقيِّ حليف بني نمير. قال: وقد سمر مُعَقِّراً وعَقّاراً وعُقْرانَ.

عرق (لسان العرب) [2]


العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع، هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً.
ورجل عُرَقٌ: كثير العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ، وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا.
وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه: أَجريته ليعرق.
وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى.
وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح به من الشراب وغيره مما فيها.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم . . . أكمل المادة وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد عَرِق عَرَقاً.
والعرَقُ: الثواب.
وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي، وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً، والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه أَخذ من مالك (* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده: ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي لأَن قبله: سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو، إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال والعَرقُ في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على التشبيه بمَعارِق الحيوان.
والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ: تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ والرواية المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله: إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً، فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.
وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن.
ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب.
وما أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها.
وفي حديث عمر:أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة: تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها، وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد لابن أَحمر الباهلي: لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها وقد أُبْلَغتْ إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل: لَقِيت منه عَرَقَ القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة: كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة، وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى حملها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة.
وعَرَقُ التمر: دِبْسه.
وناقة دائمة العَرَقِ أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن.
وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن ابن الأَعرابي.
وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث: أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت.
وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم.
وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر؛ قال: جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ، تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً.
ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً كريماً.
والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي: العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين.
وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح.
وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق.
وفي الحديث: إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.
والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق.
وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض.
وفي المحكم: امتدَّت عُروقه بغير تقييد.
والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.
وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه.
ويقال في الدعاء عليه: استأْصل الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك، شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث: العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي أَقوى.
والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال الأَزهري: والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها.
وفي حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ.
وعُروقُ الأَرضِ: شحمها، وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها.
وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ: تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ وقول امرئ القيس: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.
ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير.
والعِرْقُ: الأَرض المِلْح التي لا تنبت.
وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.
واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر.
وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ.
وإِبل عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس.
والعِراقُ: بقايا الحَمْض.
وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض.
وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.
والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ: ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه، بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي: ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛ قال: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها، أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟ حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني.
والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء، والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة.
وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ بقلَّة ماء ولا كثرة.
وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً.
وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء.
وفي حديث إِحيْاء المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛ قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فيه.
وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر، والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.
والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز: حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها أَي تبري اللحم عن العظم.
وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ.
وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها، ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر. يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً.
وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأَته: ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ، ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم، عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال: أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال: ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.
والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم (* قوله «جردت من اللحم» يعني من معظمه.) تسمى عُراقاً.
وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو مَرْمَاتَيْنِ.
وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة الوَذَرِ؛ وأَنشد: ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ، بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد: يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ، وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.
وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما عليه.
والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب: يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط منها ومنهم أَي من هذه الإِبل.
وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد.
وفرس مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون مَعْروقَالخدّين؛ قال: قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من علامات عِتْقها.
وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.
والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة.
والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه: إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.
وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال: أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وقوله أَنشده ثعلب: أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير، وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً.
والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير: نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى، ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ.
وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.
وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه.
والعَرَقُ: السَّفِيفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً.
والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ.
والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في السماء، وهي عَرَقة أَيضاً.
والعَرَقُ: السطر من الخيلِ والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل: كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين: مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه.
ورفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ.
والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط.
والعَرَقةُ: خشيبة تُعَرَّضُ على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط.
وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة.
والعَرَقةُ: آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال: وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ: النِّسْعةُ.
والعَرَقاتُ: النُّسوع. قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال: يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ، والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ، بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ، وعارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛ قوله: وعارض كجانب العِراقِ العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة فقال: فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى، كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى: وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ، مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنى فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا: تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو: العِراقُ تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها.
وعَرَقْت المزادة والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً.
وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من اللحم.
وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.
والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.
والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل: سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ، وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل والشجر، فعربَ فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم العِراقَ اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق، وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد: ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة، ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر: وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ، ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟ واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً (* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق.
والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله: أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.
وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ.
وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قال الممزَّق العبدي: فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ، وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى العِرَاقِ الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ.
والعِرَاقُ: مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر.
ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ في بلد العِرَاقِ. قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر.
وفي حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً والصواب التخفيف.
وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.
وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .
والعَرَقُ: الزبيب، نادر.
والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.
والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه: حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال: احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر من جناحها للانْقِضاضِ.
وعَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً: فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها، بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي، خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ.
وفي الحديث: رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع عَرْقُوة الدلو.
وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص: لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.
والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من أَرض مستوية مشرف على ما حوله.
والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة، وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً.
والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال: الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل، وهي العِرْقُ أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ: ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق.
والعَراقي عند أَهل اليمن: التَّراقي.
وعَرَقَ في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها.
وفي الحديث: قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ في الأَرض إِذا ذهب فيها.
وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً قليلاً.
والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل.
وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.
وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع.
وفي الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم. قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية.
وفي حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله: لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ، لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ.
وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.