المصادر:  


بطر (لسان العرب) [260]


البَطَرُ: النشاط، وقيل: التبختر، وقيل: قلة احتمال النِّعمة، وقيل: الدَّهَشُ والحَيْرَةُ. أَي أَدهشه؛ وقيل: البَطَرُ الطُّغيان في النِّعْمَةِ، وقيل: هو كراهة الشيء من غير أَن يستحق الكراهية. بَطِرَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ. الأَشَر، وهو شدّة المَرَح.
وفي الحديث: لا ينظر الله يوم القيامة إِلى من جرَّ إِزَارَه بَطَراً؛ البَطَر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى.
وفي الحديث: الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ؛ هو أَن يجعل ما جعله الله حقّاً من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل: هو أَن يتخير عند الحق فلا يراه حقّاً، وقيل: هو أَن يتكبر من الحق ولا يقبله.
وقوله عز وجل: وكم أَهلكنا من . . . أكمل المادة قرية بَطِرَتْ مَعِيشَتَها؛ أَراد بَطِرت في معيشتها فحذف وأَوصل؛ قال أَبو إِسحق: نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل، وتأْويله بَطِرَتْ في معيشتها. الرجلُ وبَهِتَ بمعنى واحد.
وقال الليث: البَطَرُ كالحَيْرَة والدَّهَشِ، والبَطَرُ كالأَشَرِ وغَمْطِ النعمة. بالكسر، يَبْطَرُ وأَبْطَرَه المالُ وبَطِرَ بالأَمر: ثَقُل به ودَهِشَ فلم يَدْرِ ما يُقَدِّم ولا ما يؤخر. حِلْمَهُ: أَدْهَشَهُ وبَهَتَهُ عنه. ذَرْعَهُ: حَمَّلَهُ فوق ما يُطيق، وقيل: قطع عليه معاشه وأَبْلَى بَدَنَه؛ وهذا قول ابن الأَعرابي، وزعم أَن الذَّرْعَ البَدَنُ، ويقال للبعير القَطُوفِ إِذا جارى بعيراً وَسَاعَ الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته: قد أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَي حَمَّلَهُ أَكثر من طَوْقِه؛ والهُبَعُ إِذا مَاشَى الرُّبَعَ أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ أَي استعان بِعُنُقه ليَلْحَقَهُ.
ويقال لكل من أَرْهَقَ إِنساناً فحمَّلَه ما لا يطيقه: قد أَبْطَرَه ذَرْعَه.
وفي حديث ابن مسعود عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه قال: الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ النَّاس؛ وبَطَرُ الحقِّ أَن لا يراه حقاً ويتكبر عن قبوله، وهو من قولك: بَطِرَ فلانٌ هِدْيَةَ أَمْرِه إِذا لم يهتد له وجهله ولم يقبله؛ الكسائي: يقال ذهب دمه بِطْراً وبِطْلاً وفِرْغاً إِذا بَطَلَ، فكان معنى قوله بَطْرُ الحقِّ أَن يراه باطلاً، ومن جعله من قولك بَطِرَ إِذا تحير ودَهِشَ، أَراد أَنه تحير في الحق فلا يراه حقّاً.
وقال الزجاج: البَطَرُ الطغيان عند النعمة. الحقِّ على قوله: أَن يَطْغَى عند الحق أَي يتكبر فلا يقبله. النِّعْمَةَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ: لم يشكرها.
وفي التنزيل: بَطِرَتْ معيشتها.
وقال بعضهم: بَطِرْتَ عَيْشَك ليس على التعدي ولكن على قولهم: أَلِمْتَ بَطْنَك ورَشِدْتَ أَمْرَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول. قال الكسائي: وأَوقعت العرب هذه الأَفعال على هذه المعارف التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها وهو لها، وإِنما المعنى بطرت مَعِيشَتُها وكذلك أَخواتها، ويقال: لا يُبْطِرَنَّ جهلُ فلان حلْمَكَ أَي لا يُدْهِشْكَ عنه.
وذهب دَمُه بِطْراً أَي هَدَراً؛ وقال أَبو سعيد: أَصله أَن يكون طُلاَّبُه حُرَّاصاً باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدراك الثَّأْر. الجوهري: وذهب دمه بِطْراً، بالكسر، أَي هَدَراً. الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْطِرُه بَطْراً، فهو مبطور وبطير: شقه. الشَّقُّ؛ وبه سمي البَيْطارُ بَيْطاراً والبَطِيرُ والبَيْطَرُ والبَيْطارُ والبِيَطْرُ، مثل هِزَبْرٍ، والمُبَيْطِرُ، مُعالجُ الدوابِّ: من ذلك؛ قال الطرمّاح: يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَميلَةٍ، كبَزْغِ الِبيَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ ويروى البَطِير؛ وقال النابغة: شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها، طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَد المدرى هنا قرن الثور؛ يريد أَنه ضرب بقرنه فريصة الكلب وهي اللحمة التي تحت الكتف التي تُرْعَدُ منه ومن غيره فأَنفذها.
والعَضَدُ: داء يأْخذ في العَضُد.
وهو يُبَيْطِرُ الدواب أَي يعالجها، ومعالجته البَيْطَرَةُ.
والبِيَطْرُ: الخَيَّاط؛ قال: شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ وفي التهذيب: باتَتْ تَجيبُ أَدْعَجَ الظَّلاَمِ، جَيْبَ البِيَطِرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال شمر: صَيَّر البيطار خَيَّاطاً كما صُير الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً.
ورجل بِطْرِيرٌ: متمادٍ في غَيِّه، والأُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر ما يستعمل في النساء. قال أَبو الدُّقَيْشِ: إِذا بَطِرَت وتمادت في الغَيّ.

بطر (الصّحّاح في اللغة) [221]


 البَطَرُ: الأَشَرُ، وهو شدَّة المرح.
وقد بَطِرَ بالكسر يَبْطَرُ. المالُ. يقال: بَطِرْتَ عيشتَك، كما قالوا: رَشِدْتَ أَمْرَكَ. أيضاً: الحَيْرَةُ والدَهَشُ. أي أدهشه. وأَبْطَرْتُ فلاناً ذَرْعَهُ، إذا كلّفتَه أكثَرَ من طوقه. الشيءَ أبطُرُهُ بَطْراً: شققْته؛ ومنه سُمِّيَ البَيْطارُ، وهو المُبَيْطِرُ.
وربما قالوا بَيْطرٌ.
وقال:
      شَقَّ البَيْطَرِ مِدْرَعَ الهُمامِ

ومعالجته البَيْطرةُ.
وذهب دمُه بِطْراً بالكسر، أي هَدَراً.

البَطَرُ (القاموس المحيط) [218]


البَطَرُ، محرَّكةً: النَّشاطُ، والأَشَرُ، وقِلَّةُ احْتمالِ النِّعْمَةِ، والدَّهَشُ، والحَيْرَةُ، أو الطُّغْيانُ بالنِّعْمَةِ، وكراهِيَةُ الشيءِ من غيرِ أن يَسْتَحِقَّ الكَراهَةَ، فِعْلُ الكُلِّ: كفَرِحَ.
وبَطَرُ الحَقِّ: أن يَتَكَبَّرَ عنهُ فلا يَقْبَلهُ.
وبَطَرَهُ، كنَصَرَهُ وضَرَبَهُ: شَقَّهُ.
والبَطيرُ: المَشْقوقُ، ومُعالِجُ الدوابِّ،
كالبَيْطَرِ والبَيْطارِ والبِيَطْرِ، كهِزَبْرٍ،
والمُبَيْطِرِ، وصَنْعَتُهُ: البَيْطَرَةُ.
وكهِزَبْرٍ: الخَيَّاطُ، وبهاءٍ: ثَلاثَةُ مَواضِعَ بالمَغْرِبِ.
والبِطْريرُ، كخِنْزيرٍ: الصَّخَّابُ الطويلُ اللِّسانِ، والمُتَمادي في الغَيِّ، وهي: بهاءٍ.
وأبْطَرَهُ: أدْهَشَهُ، وجَعَلَهُ بَطِراً. وأبْطَرَهُ ذَرْعَهُ: حَمَّلَهُ فَوْقَ طاقَتِهِ، أو قَطَعَ عليه مَعاشَهُ، وأبْلَى بَدَنَهُ.
وذَهَبَ دَمُهُ بِطْراً، بالكسر: هَدَراً.
ونَصْرُ بنُ أحمدَ بن البَطِرِ، ككَتِفٍ: محدِّثٌ.

ب ط ر (المصباح المنير) [214]


 بَطِرَ: "بَطَرًا" فهو "بَطِرٌ" من باب تعب بمعنى أشر أشرا وتقدم في الألف و "البَطْرُ" الشقّ وزنا ومعنى وسمي "البِيطَارُ" من ذلك وفعله "بَيْطَرَ" "بَيْطَرَةً" . 

بطر (المعجم الوسيط) [214]


 الشَّيْء بطرا شقَّه فَهُوَ مبطور وبطير بطر:  فلَان بطرا نشط وغلا فِي المرح والزهو وبالأمر ثقل بِهِ ودهش وحار فِيهِ فَهُوَ بطر وَالنعْمَة استخفها فكفرها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَكم أهلكنا من قَرْيَة بطرت معيشتها} وَالْحق أنكرهُ وَلم يقبله وَالشَّيْء كرهه دون أَن يسْتَحق كَرَاهَة 

ب - ر - ط (جمهرة اللغة) [213]


البَطْر: الشَّقّ في جلد أو غيره؛ بطَرْت الجرحَ أبطُره بطْراً وأبطِره، وهو أصل بناء البَيْطار. وقالوا: رجل بَيْطر وبِيَطْر ومبَيْطِر، وكلّه راجع إلى ذلك. وكل مشقوق فهو مَبطور وبَطير. والبَطَر: إفراط الأشَر؛ بَطِرَ يَبْطَر بَطَراً. وربطت الشيءَ أربِطه وأربُطه ربْطاً، إذا شددته. وربما سمِّيت جُملة الخيل رباطاً. قال الشاعر: فإن الرِّباطَ النُّكْدَ من آل داحس ... نَكِدنَ فلم يفْلِحْنَ يومَ رِهانِ والرِّباط: الحبل الذي يُربط به. والفَرَس الرَّبيط: المربوط الذي لا يَرود. ونعْمَ الربيط هذا الفرسُ. ومن أمثالهم: " أكْرَمْتَ فآرتبِط " ، أي أصبتَ فرساً كريماً فارتبِطه. والرِّباط: المقام في الثغور، وهي . . . أكمل المادة المرابَطة. والمرابِطة: القوم المرابِطون. وذكر قوم من أهل العلم أن قوله جلّ وعزّ: " ورابِطوا " ، أي اصبروا على الطاعة، والله أعلم. ومَرْبِط الفرس: موضعه الذي يربط فيه، بكسر الباء. وُيروى: قَرِّبا مَرْبِطَ النّعامة منّي ... لَقِحَتْ حرب وائلٍ عن حِيالِ والكلام الصحيح كسر الباء. وفلان رابط الجأش، إذا كان ثابت القلب عند الفزع. وتمر رَبيط، وهو أن يعبَّأ في إناء وُينضح عليه الماء حتى يبقى كالرُّطَب. والرَّطْب: ضدّ اليابس. والرطْب: الكلأ ما دام رطباً. والرُّطَب: معروف. وأرطب النخلً إرطاباًَ ورطَب ترطيباً. والرِّطاب جمع رُطبة، وهو ما اقتُضب من القَضْب رطباً فأكلته الماشية. والغصن الرطيب: اللَدْن الليِّن. ورطَّبت الثوبَ وغيره ترطيباً، إذا بللتَه. ويقال للمرأة: يا رَطابِ، شيء تُعاب به. والطرَب: أن يستخفك الفرح أو الحزنُ. قال الشاعر: وأراني طرِباً في إثرهم ... طَرَبَ الوالهِ أو كالمختبَلْ ورجل طَروب ومِطراب، إذا كان كثير الطرب. ومثل من أمثالهم: " الكريم طَروب " . وإبل طِراب: تَنْرع إلى أوطانها. والمطرِّب: الذي يمدّ صوتَه بقراءة أو غناء. قال الشاعر: يغرِّد بالأسحارِ في كل سدفَةٍ ... تَغَرُّدَ ميّاح النَّدامى المطرِّبِ والمَطارِب: طرق متفرقة.

بطر (مقاييس اللغة) [59]



الباء والطاء والراء أصلٌ واحد وهو الشَّقُّ.
وسُمّي البيطار لذلك.
ويقال له أيضاً المُبَيْطِر. قال النَّابغة:
شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأنْفَذَها      شَكَّ المُبَيْطرِ إذْ يَشْفِي من العَضَدِ

فالعضَدُ داءٌ يأخُذُ في العَضُد.ويُحمَل عليها البَطَر، وهو تجاوُزُ الحَدِّ في المَرَح.وأما قولهم: ذهب دَمُه بَِطْراً، فقد يجوز أن يكون شاذّاً عن الأصل، ويمكن أن يقال إنّه شقَّ مَجْراه شقّاً فذهب، وذلك إذا أُهْدِر.

برط (لسان العرب) [55]


ابن الأَعرابي: بَرِطَ الرجل إِذا اشتغل عن الحقّ باللهو؛ قال أَبو منصور: هذا حرف لم أَسمعه لغيره وأُراه مقلوباً عن بَطِرَ.

طرر (لسان العرب) [51]


طَرَّهم بالسيف يطُرُّهم طرّاً، والطَّرُّ كالشَّلّ، وطَرّ الإِبلَ يطُرُّها طَرّاً: ساقها سوقاً شديداً وطردَها.
وطَرَرْت الإِبلَ: مثل طَرَدْتها إِذا ضمَمْتها من نواحيها. قال الأَصمعي: أَطَرَّه يُطِرُّه إِطْرَاراً إِذا طرَدَه؛ قال أَوس: حتى أُتِيحَ له أَخُو قَنَص شَهْمٌ، يُطِرُّ ضَوارِياً كثبا ويقال: طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى من أَحد جانبيها ثم مِنَ الجانبِ الآخر ليُقوِّمَها.
وطُرَّ الرجلُ إِذا طُرِدَ.
وقولُهم جاؤوا طُرّاً أَي جميعاً؛ وفي حديث قُسّ: ومَزاداً المَحْشَر الخلقِ طُرّا أَي جميعاً، وهو منصوب على المصدر أَو الحال. قال سيبويه: وقالوا مررت بهم طُرّاً أَي جميعاً؛ قال: ولا تستعمل إِلا حالاً واستعملها خَصِيبٌ النصرانيّ المُتَطبِّب في غير الحال، وقيل له: . . . أكمل المادة كيف أَنت؟ فقال: أَحْمَدُ الله إِلى طُرِّ خَلْقِه؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو العلاء.
وفي نوادر الأَعراب: رأَيت بني فلان بِطُرٍّ إِذا رأَيتهم بأَجْمَعِهم. قال يونس: الطُّرُّ الجماعُة.
وقولُهم: جاءني القومُ طُرّاً منصوب على الحال. يقال: طَرَرْتُ القومَ أَي مررت بهم جميعاً.
وقال غيره: طُرّاً أُقيم مُقامَ الفاعل وهو مصدر، كقولك: جاءني القوم جميعاً.
وطَرَّ الحديدةَ طَرّاً وطُرُوراً: أَحَدَّها.
وسِنانٌ طَرِيرٌ ومَطْرُورٌ: مُحَدَّد.
وطَرَرْت السَّنانَ: حَدَّدْته.
وسَهْمٌ طَرِيرٌ: مَطْرُورٌ.
ورجلٌ طَرِيرٌ: ذو طُرّةٍ وهيئةٍ حسنَةٍ وجَمال.
وقيل: هو المُستقبل الشباب؛ ابن شميل: رجل جَمَِيلٌ طَرِيرٌ.
وما أَطَرَّه أَي ما أَجْمَلَه وما كان طَرِيراً ولقد طَرَّ.
ويقال: رأَيت شيخاً جميلاً طَرِيراً.
وقوم طِرارٌ بَيِّنُو الطَّرَارةِ، والطَّرِيرُ: ذو الرُّواء والمَنْظَرِ؛ قال العباس بن مرداس، وقيل المتلمس: ويُعْجِبُك الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيه، فيُخْلِفُ طَنَّكَ الرجلُ الطَّرِيرُ وقال الشماخ: يا رُبَّ ثَوْرٍ برِمالِ عالِجِ، كأَنه طُرَّةُ نجمٍ خارِجِ، في رَبْرَبٍ مِثْلَ مُلاءِ الناسجِ ومنه يقال: رجل طرير.
ويقال: اسْتَطَرَّ إِتْمام الشكير. . . (* هنا بياض بالأصل، وبهامشه مكتوباً بخط الناسخ: كذا وجدت وبإزائه مكتوباً ما نصه: العبارة صحيحة كتبه محمد مرتضى اهـ). الشعر أَي أَنبته حتى بلغ تمامَه؛ ومنه قول العجاج يصف إِبلاً أَجْهَضَتْ أَولادَها قبل طُرُور وبَرَها: والشَّدَنِيَّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ، خُوصَ العُيونِ مُجْهَضات ما اسْتَطَرْ، منهن إِتمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ، بِحاجبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ، مِنْهُنَّ سِيسَاءُ ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ اسْتَغْشَى: لَبِسَ الوَبَرَ، أَي ولا لَبِسَ الوبَرَ.
وطَرَّ حَوْضَه أَي طَيّنَه.
وفي حديث عطاء: إِذا طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ بِمَدَرٍ فيه رَوْثٌ فلا تُصَلِّ فيه حتى تَغْسِلَه السماءُ، أَي إِذا طَيَّنْته وزَيَّنْته، من قولهم: رجل طَرِيرٌ أَي جميل الوجه.
ويكون الطَّرُّ الشَّقُّ والقَطْعَ؛ ومنه الطَّرَّارُ.
والطَّرُّ: القطع، ومنه قيل للذي يقطع الهَمَايِينَ: طَرَّارٌ، وفي الحديث: أَنه كان يَطُرُّ شارِبَه؛ أَي يَقُصُّهُ.
وحديث الشعبي: يُقْطَعُ الطَّرَّار، وهو الذي يَشُقُّ كُمَّ الرجلِ ويَسُلّ ما فيه، من الطَّرّ وهو القطع والشَّقُّ. يقال: أَطَرَّ اللهُ يَدَ فلانٍ وأَطَنَّهَا فَطَرَّتْ وطَنَّتْ أَي سقطت.
وضربه فأَطَرَّ يدَه أَي قطعها وأَنْدَرَهَا.
وطَرَّ البُنيانَ: جَدَّده.
وطَرَّ النبتُ والشاربُ والوَبَرُ يَطُرُّ، بالضم، طَرّاً وطُرُوراً: طلَع ونبَت؛ وكذلك شعرُ الوحشيّ إِذا نَسَلَه ثم نبت؛ ومنه طَرَّ شاربُ الغلامِ فهو طارٌّ.
والطُّرَّى: الأَتانُ.
والطُّرَّى: الحِمارُ النشيط. الليث: الطُّرَّةُ طُرّةُ الثوبِ، وهي شِبْهُ عَلَمين يُخاطانِ بجانبي البُرْدِ على حاشيتِه. الجوهري: الطُّرَّةُ كُفّةُ الثوبِ، وهي جانِبُه الذي لا هُدْبَ له.
وغلام طارٌّ وطَرِيرٌ: كما طَرَّ شاربُه. التهذيب: يقال طَرَّ شاربُه، وبعضهم يقول طُرَّ شاربُه، والأَول أَفصح. الليث: فتًى طارٌّ إِذا طَرَّ شاربُه.
والطَّرُّ: ما طلَع من الوَبَر وشعَرِ الحِمار بعد النُّسول.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه قام من جَوْزِ الليل وقد طُرَّت النجومُ أَي أَضاءت؛ ومنه سيف مَطْرُور أَي صَقِيل، ومن رواه بفتح الطاء أَراد: طلَعت، من طَرَّ النباتُ يَطِرّ إِذا نبت؛ وكذلك الشاربُ.
وطُرَّةُ المَزادةِ والثوبِ: عَلَمُهما، وقيل: طُرَّةُ الثوب موضعُ هُدْبه، وهي حاشيته التي لا هدب لها.
وطُرَّةُ الأَرض: حاشيتُها.
وطُرَّةُ كل شيء: حرفُه.
وطُرّةُ الجارية: أَن يُقْطَع لها في مُقَدِّم ناصيتها كالعَلَم أَو كالطُّرّة تحت التاج، وقد تُتّخذ الطُّرَّة من رامَِكٍ، والجمع طُرَرٌ وطِرَارٌ، وهي الطُّرُورُ.
ويقال: طَرَّرَتِ الجاريةُ تَطْرِيراً إِذا اتخَذَت لنفسها طُرَّةً.
وفي الحديث عن ابن عمر قال: أَهْدى أُكَيْدِرُ دُومةَ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حُلَّةً سِيَراءَ فأَعطاها عُمَرَ، رضي الله عنه، فقال له عمرُ: أَتُعْطِينِيها وقد قلتَ أَمْسِ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قلتَ؟ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لم أُعْطِكَها لتَلْبَسَها وإِنما أَعْطَيتُكَها لِتُعْطِيهَا بعض نسائِكَ يَتّخِذْنها طُرَّاتٍ بينهن؛ أَراد يقطعنها ويتخذنها سُيوراً؛ وفي النهاية أَي يُقَطّعنها ويتخذنها مَقانِع، وطُرّات جمعُ طُرّة؛ وقال الزمخشري؛ يتخذْنها طُرّات أَي قِطَعاً، من الطَّرّ، وهو القطع.
والطُّرَّةُ من الشعر: سميت طُرّةً لأَنها مقطوعة من جملته.
والطَّرَّةُ، بفتح الطاء: المرّةُ، وبضم الطاء: اسمُ الشيء المقطوع بمنزلة الغَرْفةِ والغُرْفة؛ قال ذلك ابن الأَنباري.
والطُّرّتَانِ من الحمار وغيره: مَخَطُّ الجَنْبين؛ قال أَبو ذؤيب يصف رامياً رمَى عَيْراً وأُتُناً: فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ سَهْماً، فأَنْفَذَ طُرّتيهِ المَنْزَعُ والطُّرّة: الناصية. الجوهري: الطُّرّتَانِ من الحمار خطَّان أَسْوَدانِ على كتفيه، وقد جعلهما أَبو ذؤيب للثور الوحشي أَيضاً؛ وقال يصف الثور والكلاب: يَنْهَشْنه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي، عَبْل الشَّوَى بالطُّرّتَيْنِ مُولّع وطُرّةُ مَتْنِه: طريقتُه؛ وكذلك الطُّرّةُ من السحاب؛ وقول أَبي ذؤيب: بَعِيد الغَزاةِ، فما إِنْ يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحَا قال ابن جني: ذهب بالطُّرّتين إِلى الشَّعَر؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأَن الشَّعَر لا يكون مُضْطَمِراً وإِنما عَنَى ضُمْرَ كَشْحَيه، يمدح بذلك عبدالله بن الزبير. قال ابن جني: ويجوز أَيضاً أَن تكون طُرَّتاه بدلاً من الضمير في مُضْطَمِراً، كقوله عز وجل: جَنّاتِ عَدْنٍ مُفَتّحة لهم الأَبوابُ؛ إِذا جعلتَ في مُفَتّحةً ضميراً وجعلت الأَبواب بدلاً من ذلك الضمير، ولم تكن مُفَتّحةً الأَبوابُ منها على أَن تُخْلِيَ مفتحة من ضمير.
وطُرَرُ الوادِي وأَطْرارُه: نواحِيه، وكذلك أَطْرارُ البلادِ والطريق، واحدها طُرٌّ؛ وفي التهذيب: الواحدةُ طُرّةٌ.
وطُرّةُ كل شيء: ناحيتُه.
وطُرّةُ النهرِ والوادي: شفيرُه.
وأَطْرارُ البلادِ: أَطرافُها.
وأَطَرّ أَي أَدَلّ.
وفي المثل: أَطِرِّي إِنك ناعِلةٌ، وقيل: أَطِرِّي اجْمَعي الإِبل، وقيل: معناه أَدِلِّي: فإِن عليك نَعْلين، يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأْنيث لأَن أَصل المثل خُوطِبَت به امرأَة فيجري على ذلك. التهذيب: هذا المثل يقال في جَلادةِ الرجلِ، قال: ومعناه أَي ارْكَب الأَمرَ الشديد فإِنك قَوِيٌّ عليه. قال: وأَصل هذا أَن رجلاً قاله لِرَاعيةٍ له، وكانت ترعى في السُّهولة وتترك الحُزُونة، فقال لها: أَطِرِّي أَي خُذي في أَطْرارِ الوادي، وهي نواحيه، فإِنَّكِ ناعِلةٌ: فإِن عليك نعلين، وقال أَبو سعيد: أَطِرِّي أَي خُذي أَطْرارَ الإِبل أَي نواحيها، يقول: حُوطِيها من أَقاصيها واحفظيها، يقال طِرِّي وأَطِرِّي؛ قال الجوهري: وأَحسبه عَنى بالنَّعْلَين غِلَظَ جِلْدِ قَدَمَيْها.وجَلَبٌ مُطِرٌّ: جاء من أَطْرار البلاد.
وغَضَبٌ مُطِرٌّ: فيه بعضُ الإِدْلالِ، وقيل: هو الشديد.
وقولهم: غَضَبٌ مُطِرٌّ إِذا كان في غير موضعه وفيما لا يُوجِبُ غَضَباً؛ قال الحُطيئة: غَضِبْتُمْ عَلَينا أَن قَتَلْنا بِخَالِدٍ، بَني مالِكٍ، ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرْ ابن السكيت: يقال أَطَرَّ يُطِرُّ إِذا أَدَلَّ.
ويقال: جاء فلان مُطِرّاً أَي مُسْتَطِيلاً مُدِلاًّ.
والإِطْرارُ: الإِغْراءُ.
والطَّرَّةُ: الإِلْقاحُ من ضَرْبة واحدة.
وطَرَّتْ يداه تَطِرّ وتَطُرُّ: سقطَتْ، وتَرَّت تَتُِرّ وأَطَرَّها هو وأَتَرَّها.
وفي حديث الاستسقاء: فنشَأَت طُرَيْرةٌ من السحاب، وهي تصغير طُرَّةٍ، وهي قِطْعة منها تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة.
والطُّرَّةُ: السحابةُ تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة؛ ومنه طُرَّةُ الشعَرِ والثوابِ أَي طَرَفُه.والطَّرُّ: الخَلْسُ، والطَّرُّ: اللَّطْمُ؛ كلتاهما عن كراع.
وتكلم بالشيء من طِرَارِه إِذا اسْتَنْبَطَه من نفسه.
وفي الحديث: قالت صَفِيّةُ لعائشة، رضي الله عنهما: مَنْ فِيكُنَّ مِثْلي؟ أَبي نَبِيٌّ وعَمِّي نَبِيٌّ وزَوْجِي نَبِيٌّ؛ وكان علّمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذلك، فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس هذا الكلامُ من طِرارِكِ.
والطَّرْطَرةُ: كالطَّرْمذة مع كثرة كلام.
ورجل مُطَرْطِرٌ: من ذلك.
وطَرْطَر: موضع؛ قال امرؤ القيس: أَلا رُبَّ يوم صالحٍ قد شَهِدْته، بِتاذِفَ ذاتِ التلّ من فَوقِ طَرْطَرَا ويقال: رأَيت طُرّة بني فلان إِذا نظرت إلي حِلَّتِهم من بعيد فآنَسْتَ بيوتَهم. أَبو زيد: والمُطَرَّةُ العادةُ، بتشديد الراء، وقال الفراء: مخففة الراء. أَبو الهيثم: الأَيَطْلُ والطَّرّةُ والقُرُبُ الخاصرة، قيّده في كتابه بفتح الطاء. الفراء وغيره: يقال للطَّبقِ الذي يؤكل عليه الطعام الطِّرِّيانُ بوزن الصِّلِّيان، وهي فِعْليان من الطَّرّ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل طُرْطُرْ إِذا أَمَرْتَه بالمجاورة لبيت الله الحرام والدوامِ على ذلك.
والطُّرْطُورُ: الوَغْدُ الضعيفُ من الرجال، والجمع الطَّراطِيرُ؛ وأَنشد: قد عَلِمتْ يَشْكُرُ مَنْ غُلامُها، إِذا الطَّراطِيرُ اقْشَعَرَّ هامُها ورجل طُرْطُورٌ أَي دقيق طويل.
والطُّرْطورُ. قَلَنْسوة للأَعراب طويلة الرأْس.

دَئِصَ (القاموس المحيط) [5]


دَئِصَ، كفرحَ: أشِرَ، وبَطِرَ،
و~ المالُ: امْتَلأَ سِمَناً.

الهشرة (المعجم الوسيط) [5]


 البطر كالأشرة من الأشر الهشرة:  الشَّجَرَة يسْقط وَرقهَا سَرِيعا 

شبر (المعجم الوسيط) [5]


 الثَّوْب وَغَيره شبْرًا قاسه بشبره شبر:  شبْرًا بطر شبر:  الثَّوْب وَغَيره شبره 

أرن (المعجم الوسيط) [5]


 أرنا وإرانا وأرينا نشط ومرح وبطر فَهُوَ أرن وَفِي الْمثل (سمن فأرن) يضْرب لمن تعدى طوره وَهُوَ وَهِي أرون 

أفر (الصّحّاح في اللغة) [5]


أَفِرَ البعيرُ بالكسر يَأْفَرُ أَفَراً، أي سَمِنَ بعد الجهدِ.
ورجل أَشْرانُ أَفْرانُ، أي بَطِرٌ، وهو إتباعٌ له.
وأَفَرَ الظبيُ وغيره بالفتح يَأْفِرُ أُفوراً، أي شدَّ الإحْضارَ.
وأَفَرَ الرجلُ أيضاً، أي خفَّ في الخدمة.

فره (المعجم الوسيط) [5]


 فرها بطر وأشر فَهُوَ فره فره:  فراهة وفروهة جمل وَحسن وخف ونشط وحذق وَمهر فَهُوَ فاره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وتنحتون من الْجبَال بُيُوتًا فارهين} وَيجمع الفاره على فره وفره 

الرَّفْنُ (القاموس المحيط) [5]


الرَّفْنُ: البَيْضُ، وكخِدَبٍّ: الطَّويلُ الذَّنَبِ من الخَيْلِ.
والرافِنَةُ: المُتَبَخْتِرَةُ في بَطَرٍ. والرِّفانُ، ككِتابٍ: الرَّذاذُ من المَطَرِ.
والرُّفَأْنِينَة، كالطُّمَأْنِينَةِ: غَضَارَةُ العَيْشِ.
وارْفَأَنَّ ارْفِئْناناً: نَفَرَ ثم سَكَنَ، وضَعُفَ، واسْتَرْخَى،
و~ غَضَبُهُ: زال.

فره (لسان العرب) [5]


فَرُهَ الشيءُ، بالضم، يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قال: ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها، أَعْطَيْتُ فيها، طائِعاً أَوكارِها، حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها، وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الجوهري: فارِهٌ نادر مثل حامض، وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح.
ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار: فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ. قال ابن سيده: وأَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سيبويه، وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، قال: ولا يقال للفرس فارِِهٌ إنما يقال في البغل . . . أكمل المادة والحمار والكلب وغير ذلك.
وفي التهذيب: يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ، ويقال له رائع.
وفي حديث جريج: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس: فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه، يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل، وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قال الجوهري: كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله: فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حتى شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ قال: لم يكن له عِلْمٌ بالخيل. قال ابن بري: بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله: يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا وقول النابغة: أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد قال ابن سيده: إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب، والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ؛ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ.
ويقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ.
وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، وقال: فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول: جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة.
وغلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الوجه، والجمع فُرْه.
وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري: إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ.
وأَفْرَهَت الناقةُ، فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبي: فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً، تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ، على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابن سيده: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤيب: ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ ويروى: كما تَتايَع.
والفارِهُ: الحاذِقُ بالشيء.
والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ.
وفَرِهَ، بالكسر: أَشِرَ وبَطِرَ. فَرِهٌ: نَشيطٌ أَشِرٌ.
وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين، ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بري عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفي: لا أَسْتَكِينُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء: معنى فارِهِين حاذقِين، قال: والفَرِحُ في كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر. يقال: لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ. قال الله عز وجل: لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ؛ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء.
والفَرَهُ: الفَرَحُ.
والفَرِهُ: الفَرِحُ.
ورجل فارِهٌ: شديدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً.

أشر (لسان العرب) [5]


الأَشَرُ: المَرَح.
والأَشَرُ: البَطَرُ. أَشِرَ الرجلُ، بالكسر، يَأْشَرُ أَشَراً، فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ: مَرِحَ.
وفي حديث الزكاة وذكر الخيل: ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً؛ البَطَرُ. أَشَدُّ البَطَر. حديث الزكاة أَيضاً: كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والرواية: وأَبْشَرِه.
وفي حديث الشعْبي: اجتمع جَوارٍ فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ.
ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال: أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ، وجمع الأَشِر والأَشُر: أَشِرون وأَشُرون، ولا يكسَّران لأَن التكسير في هذين البناءَين قليل، وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى؛ أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بَعْدَ امْرِئٍ بوادي أَشائِنَ، إِذْلالَها كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه، وكافي . . . أكمل المادة العشِيرَةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ، إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بها، وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها، وهو بالزاي، وغَلِطَ بعضهم فرواه بالراء.
وإِذْلالها: مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها.
ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ، بغير هاء.
وناقة مِئْشِير وجَواد مِئْشِير: يستوي فيه المذكر والمؤَنث؛ وقول الحرث بن حلِّزة: إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً، فَساقَتْـ ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها.
وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه.
وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار، مهموز: نَشَرها، والمئشار: ما أُشِرَ به. قال ابن السكيت: يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار، وجمعه مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر، ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ.
وفي حديث صاحب الأُخْدود: فوضع المِئْشارَ على مَفْرَِقِ رأْسه؛ المِئْشارُ، بالهمز: هو المِنْشارُ، بالنون، قال: وقد يترك الهمز. يقال: أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً، ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً، ويجمع على مآشيرَ وموَاشير؛ ومنه الحديث: فقطعوهم بالمآشير أَي بالمناشير؛ وقول الشاعر: لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه، أَناشِرَ لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه أَراد: لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز وجل: خُلِقَ من ماء دافق؛ أَي مدفوق.
ومثلُ قوله عز وجل: عيشة راضية؛ أَي مَرْضِيَّة؛ وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له، بذلك أَتى الخبر، وإِياه حكت الرواة، وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً؛ قال ابن بري: هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله ناشرة، وهو الذي رباه، قتله غدراً؛ وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي، وناشرة عند رحله، فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب.
وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها: التحريز الذي فيها يكون خِلْقة ومُسْتَعملاً، والجمع أُشُور؛ قال: لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ، وغُرُّ ثَنَايا، لم تُفَلَّلْ أُشُورُها وأُشَرُ المِنْجَل: أَسنانُه، واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال: المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر، وهما على التشبيه.
وتأْشير الأَسنان: تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها.
ويقال: بأَسنانه أُشُر وأُشَر، مثال شُطُب السيف وشُطَبِه، وأُشُورٌ أَيضاً؛ قال جميل: سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها: حَزَّزتها.
والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما: التي تدعو إِلى أَشْر أَسنانها.
وفي الحديث: لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة. قال أَبو عبيد: الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها، وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكون لها أُشُر، والأُشُر: حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان؛ ومنه قيل: ثَغْر مؤُشَّر، وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث، تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بأُولئك؛ ومنه المثل السائر: أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ (* قوله: «أرجوك» كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح والقاموس والميداني سقوطها وهو الصواب ويشهد له سقوطها في آخر العبارة). بِدُرْدُرٍ؟ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه يوماً يرقصه ويقول: يا حبذا دَرادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها: أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر.
والجُعَلُ: مُؤَشَّر العَضُدَيْن.
وكلُّ مُرَقَّقٍ: مُؤَشَّرٌ؛ قال عنترة يصف جُعلاً: كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً هَدُوجاً، بَيْنَ أَقْلِبَةً مِلاحِ والتَّأْشِيرة: ما تَعَضُّ به الجَرادةُ.
والتَّأْشِير: شوك ساقَيْها.
والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ: عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما الأُشْرَتان.

أشر (المعجم الوسيط) [4]


 الْخَشَبَة وَغَيرهَا أشرا نشرها والأسنان حزها ورقق أطرافها أشر:  أشرا مرح ونشط وبطر واستكبر فَهُوَ أشر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {بل هُوَ كَذَّاب أشر} وَهُوَ أشران وَجمع هَذَا أشارى وأشرى والبرق تردد لمعانه والنبات ترعرع 

عرس (المعجم الوسيط) [4]


 عَن الشَّيْء عرسا عدل وَالْبَعِير شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك فَهُوَ عارس وعراس عرس:  فلَان عرسا بطر ودهش وَلزِمَ الْقِتَال فَلم يبرحه فَهُوَ عرس وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَيُقَال عرس الشَّرّ بَينهم لزم ودام وبالشيء لزمَه وألفه يُقَال عرس الصَّبِي بِأُمِّهِ 

غمط (الصّحّاح في اللغة) [4]


غَمِطَ النعمة بالكسر يَغْمَطُها. يقال: غَمِطَ عيشه وغَمَطَهُ أيضاً بالفتح يَغْمِطُهُ، غَمْطاً بالتسكين فيهما، أي بَطِرهُ وحَقَرَهُ.
وغَمْطُ الناسِ: الاحتقارُ لهم والازدراءُ بهم.
وفي الحديث: "إنَّما ذلك من سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناسَ"، يعني أن يرى الحقَّ سَفَهاً وجهلاً ويحتقر الناسَ.
وأغْمَطَتْ عليه الحمَّى: لغةٌ في أغْبَطَتْ.

غَمِطَ (القاموس المحيط) [4]


غَمِطَ الناسَ، كضَرَبَ وسَمِعَ: اسْتَحْقَرَهم،
و~ العافِيَةَ: لم يَشْكُرْها،
و~ النِّعْمَةَ: بَطِرَها، وحَقَرَها،
و~ الماءَ: جَرَعَه بِشِدَّةٍ،
و~ الذَّبِيحةَ: ذَبَحَها.
وسَماءٌ غَمَطَى، محركةً: غَبَطَى.
وأغْمَطَ: دامَ، ولاَزَمَ.
واغْتَمَطَه: حاضَرَه فَسَبَقَه بعدَما سُبِقَ أوَّلاً،
و~ فلاناً بالكلام: عَلاهُ فَقَهَرَه،
و~ الشيءُ: خَرَجَ فما رُئِيَ له عَيْنٌ ولا أثَرٌ.
والغَمْطُ: المُطْمَئنُّ من الأرضِ.
وتَغَمَّطَ عليه التُّرابُ: غَطَّاهُ.

بطن (المعجم الوسيط) [4]


 الشَّيْء بطونا خَفِي وَمن فلَان وَبِه صَار من بطانته والوادي وَالْبَيْت بَطنا توسطه وجال فِيهِ وَالْأَمر أَو الرجل خَبره وَعرف بَاطِنه وَالرجل أصَاب بَطْنه وَيُقَال بَطْنه الدَّاء بطن:  بَطنا أَصَابَهُ الْبَطن وبطر وَكثر مَاله فَهُوَ بطن بطن:  بطانة عظم بَطْنه وَيُقَال بطن الْمَكَان بعد فَهُوَ بطين بطن:  اعتل بَطْنه فَهُوَ مبطون 

جعظر (لسان العرب) [5]


الجِعْظارُ والجِعِظارَةُ، بكسر الجيم، والجِعْنْظار، كله: القصير الرجلين الغليظ الجسم، فإِذا كان مع غلظ جسمه أَكولاً قويّاً سمي جَعْظَرِيّاً؛ وقيل: الجعْظارُ القليل العقل، وهو أَيضاً الذي يَنْتَفِخُ بما ليس عنده مع قِصَرٍ، وأَيضاً الذي لا يَأْلَمُ رَأْسُه، وقيل: هو الأَكول السَّيِّءُ الخُلُقِ الذي يتسخط عند الطعام.
والجَعْظَرِيّ: القصير الرجلين العظيم الجسم مع قوّة وشدّة أَكل.
وقال ثعلب: الجَعْظَرِيُّ المتكبر الجافي عن الموعظة؛ وقال مرة: هو القصير الغليظ.
وقال الجوهري: الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ. الفراء: الجَظُّ والجَوَّاظ الطويل الجسم الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ؛ قال: وهو الجِعْظارُ أَيضاً، والجَعْظَرِيُّ مثله.
وفي الحديث: أَلا أُخبركم بأَهل النار؟ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ؛ الجَعْظَرِيُّ: الفَظُّ الغليظ . . . أكمل المادة المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده، وفي رواية أُخرى: هم الذين لا تُصَدَّعُ رؤوسهم. الأَزهري: الجَعْظَريُّ الطويل الجسم الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر، وهو الجِعْظارَةُ والجِعْظارُ. قال: وقال أَبو عمرو: الجَعْظَريُّ القصير السمين الأَشِرُ الجافي عن الموعظة.

الفَرَحُ (القاموس المحيط) [4]


الفَرَحُ، محرَّكةً: السُّرورُ، والبَطَرُ، فَرِحَ، فهو فَرِحٌ وفَروحٌ ومَفْروحٌ وفارِحٌ وفَرْحانُ، وهُمْ فَراحَى وفَرْحَى.
وامرأةٌ فَرِحَةٌ وفَرْحَى وفَرْحانَةٌ، وأفْرَحَه وفَرَّحَه.
والمِفْراحُ: الكثيرُ الفَرَحِ.
والفُرْحَةُ، بالضم: المَسَرَّةُ، ويُفْتَحُ، وما يُعْطيهِ المُفَرِّحُ لك.
وأفْرَحَهُ: أثْقَلَهُ.
والمُفْرَحُ، بفتح الراءِ: المُحْتاجُ المَغْلوبُ الفقيرُ، والذي لا يُعْرَفُ له نَسَبٌ ولا وَلاَءٌ، والقَتيلُ يوجَدُ بينَ القَرْيَتَيْنِ.
والفَرْحانَةُ: الكَمْأَةُ البَيْضاءُ.
والمُفَرِّحُ: دواءٌ م.

فرح (الصّحّاح في اللغة) [4]


فَرِحَ به: سُرَّ.
والفَرَحُ أيضاً: البَطَرُ. قوله تعالى: "إنَّ الله لا يحبُّ الفرِحين".
وأفْرَحَهُ: سِرَّهُ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُفْرِحٌ ومَفْروحٌ به، ولا تقل مَفْروحٌ.
والتفريح مثل الإفراح. أبو عمرو: أفْرَحَهُ الديْنُ: أثقله.
وأنشد:
وتحمِلُ أخرى أفْرَحَتْكَ الودائعُ      إذا أنت لم تَبْرح تؤدِّي أمـانةً

وتقول: لك عندي فَرْحَةٌ إن بشَّرتني، وفُرْحَةٌ.
والمِفْراحُ: الذي يَفْرَح كلَّما سرَّه الدهر.
والمُفَرِّحُ: دواء معروف.

فره (الصّحّاح في اللغة) [4]


الفارِهُ: الحاذِقُ بالشيء.
وقد فَرُهَ بالضم يَفْرُهُ فهو فارِهٌ، وهو نادرٌ مثل حامِضٍ، وقياسه فَريهٌ وحَميضٌ.
ويقال للبرذون والبغل والحمار: فارِهٌ بيِّن الفُروهَةِ والفَراهَةِ والفراهِيَةِ، وبراذينٌ فُرْهَةٌ وفُرْهٌ أيضاً.
ولا يقال للفرس فارِهٌ، ولكن رائعٌ وجَوَادٌ.
وأفْرَهَتِ الناقةُ فهي مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ، إذا كانت تُنتج الفُرْهَ.
ومُفَرِّهَةٌ أيضاً.
وفَرِهَ بالكسر: أشِرَ وبطِرَ. تعالى: "وتَنْحِتونَ من الجبالِ بُيوتاً فَرِهينَ" فمن قرأه: "فارِهينَ" فهو من فَرُهَ بالضم.

فكه (الصّحّاح في اللغة) [4]


 الفاكِهَةُ معروفةٌ، وأجناسها الفَواكِهُ.
والفاكِهانيُّ بالضم: الذي يبيعها.
والفُكاهَةُ بالضم: المُزاحُ.
والفَكاهَةُ بالفتح: مصدر فَكِهَ الرجلُ بالكسر، فهو فَكِهٌ، إذا كان طيِّب النفس مَزَّاحاً.
والفَكِهُ أيضاً: الأشِرُ البَطِرُ. "ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ"، أي أشرين.
و"فاكِهينَ" أي ناعمين.
والمُفاكَهَةُ: الممازحة.
وتَفَكَّهَ: تَعَجَّبَ، ويقال تَنَدَّم. قال تعالى: "فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ" أي تَندمون.
وتَفَكَّهْتُ بالشيء: تَمَتَّعْتُ به. أبو زيد: أفْكهَتِ الناقة، إذا دَرَّت عند أكل الربيع قبل أن تضع، فهي مُفْكِهَةٌ.

ف ر ح (المصباح المنير) [4]


 فَرِحَ: "فَرَحًا" فهو "فَرِحٌ" و "فَرْحَانُ" ويستعمل في معانٍ: أحدها: الأشر والبطر وعليه قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} ، والثاني: الرضا وعليه قوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ، والثالث: السرور وعليه قوله تعالى: فَرِحِينَ كتاب الفاء بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ، ويقال: "فَرِحَ" بشجاعته ونعمة الله عليه وبمصيبة عدوه فهذا "الفَرَحُ" لذة القلب بنيل ما يشتهي ويتعدى بالهمزة والتضعيف. 

ف ر ح (المصباح المنير) [4]


 فَرِحَ: "فَرَحًا" فهو "فَرِحٌ" و "فَرْحَانُ" ويستعمل في معانٍ: أحدها: الأشر والبطر وعليه قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} ، والثاني: الرضا وعليه قوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ، والثالث: السرور وعليه قوله تعالى: فَرِحِينَ كتاب الفاء بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ، ويقال: "فَرِحَ" بشجاعته ونعمة الله عليه وبمصيبة عدوه فهذا "الفَرَحُ" لذة القلب بنيل ما يشتهي ويتعدى بالهمزة والتضعيف. 

خجل (المعجم الوسيط) [4]


 خجلا وخجلة استحيا وَالْحَيَوَان وَجل فَبَقيَ متحيرا وَيُقَال خجل فلَان بأَمْره عي بِهِ فَلَا يدْرِي مَاذَا يصنع وَفُلَان ضجر وبرم وبطر ومرح والنبات كثر والتف وَيُقَال خجل الْوَادي وبالحمل ثقل عَلَيْهِ واضطرب وَيُقَال خجل على فرسه اضْطربَ عَلَيْهِ من سعته وَالثَّوْب وَنَحْوه كَانَ وَاسِعًا يضطرب على لابسه يُقَال ثوب خجل وَجل خجل وَالشَّيْء فسد وَيُقَال خجل الثَّوْب أخلق فَهُوَ خجل 

فَرُهَ (القاموس المحيط) [4]


فَرُهَ، ككَرُمَ، فَراهَةً وفَراهِيَةً: حَذَقَ،
فهو فارِهٌ، بَيِّنُ الفُروهَةِ
ج: فُرَّهٌ، كَرُكَّعِ وسُكَّرَةٍ وسُفْرَةٍ وكُتُبٍ.
والفارِهَةُ: الجارِيَةُ المَليحَةُ، والفَتِيَّةُ، والشَّديدَةُ الأَكْل.
وأفْرَهَتِ الناقَةُ، فهي مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ: إذا كانت تُنْتِجُ الفُرَّهَ،
كفَرَّهَتْ تَفْريهاً،
و~ فلانٌ: اتَّخَذَ غُلاماً فارِهاً.
وفَرِهَ، كفَرِحَ: أشِرَ، وبَطِرَ. وهو يَسْتَفْرهُ الأَفْراسَ: يَسْتَكْرِمُها.
وابن فِيرُّه، بكسر الفاءِ وضم الراءِ المشددة: أبو القاسِمِ الشاطِبِيُّ، رحمه الله تعالى، ومعناهُ: الجَديدَةُ بالمَغْرِبِيَّةِ.
وفَراهَةُ، كسَحابَةٍ: ة بِسِجِسْتانَ.

أشر (مقاييس اللغة) [4]



الهمزة والشين والراء، أصلٌ واحدٌ يدلّ على الحِدّة. من ذلك قولهم: هو أشِرٌ، أي بَطِرٌ مُتَسرِّعٌ ذو حِدّة.
ويقال منه أَشِر يَأْشَر.
ومنه قولهم ناقةٌ مِئْشِيرٌ، مِفعيل من الأَشَر. قال أوس:
حَرْفٌ أخوها أبوها من مُهَجَّنَةٍٍ      وعَمُّها خالُها وَجْنَاءُ مِئْشِِيرُ

ورجل أَشِرٌ وأَشُرٌ.
والأُشُر رقّة وحِدّةٌ في أطراف الأسنان: قال طرفة:
بَدّلَتْهُ الشَّمْسُ من مَنْبِتِهِ      برَداً أبْيَضَ مَصقُولَ الأُشُرْ

وأشَرت الخشبَة بالمئشار من هذا.

جظظ (لسان العرب) [4]


رجل جَظٌّ: ضخْم.
وفي الحديث: أَبْغَضُكم إِليَّ الجَظُّ الجَعْظُ؛ الفرّاء: الجَظُّ والجَوّاظُ الطويل الجَسِيم الأَكول الشَّرُوب البَطِرُ الكَفُور، قال: وهو الجِعْظارُ أَيضاً.
وروي عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه قال: أَلا أُنبئكم بأَهل النار؟ كلُّ جَعْظٍ جَظٍّ مُسْتكبر مَنّاع قلت: ما الجَظُّ؟ قال الضخْمُ، قلت: ما الجَعْظ؟ قال: العظيم في نفسه. ابن الأَعرابي: جَظَّ الرجلُ إِذا سمن مع قِصَره، وقال بعضهم: الضخم الكثير اللحم.
وفي نوادر الأَعراب: جَظَّه وشَظَّه وأَرَّه إِذا طَرَده.
وفلان يَجُظُّ ويَعُظُّ ويَلْعَظُ: كلُّه في العَدْو.

الهَشْرُ (القاموس المحيط) [4]


الهَشْرُ: خِفَّةُ الشيءِ، ورِقَّتُه.
والهَيْشَرُ: الرِّخْوُ الضعيفُ، ونباتٌ ضعيفٌ، أو كَنْكَرُ البَرِّ، أو شَجَرٌ رَمْلِيٌّ، أو الخَشْخاشُ.
والمِهشارُ من الإِبِلِ: التي تَضَع قَبْلَها، وتَلْقَحُ في أولِ ضَرْبَةٍ، ولا تُماجِنُ.
والمَهْشورُ: المُحْتَرِق الرِّئةِ منها.
وهَشَرَها: حَلَبَ ما في ضَرْعِها أجمَعَ.
وشَجَرَةٌ هَشُورٌ وهَشِرَةٌ: يَسْقُطُ ورقُها سَريعاً.
والهُشَيْرَةُ: تصغيرُ الهُشْرَةِ، وهي البَطَرُ كأنه أبدَلَ الهمزَةَ هاءً، والأصلُ: الأشْرَةُ، من الأَشَرِ.
وقولُ الجوهري: الهَيْشورُ: شَجَرٌ، وأنشد:
لُبايَةً من هَمِقٍ هَيْشورِ
تصحيفٌ، والصوابُ: هَيْشومِ، بالميم، والرَّجَزُ مِيميٌّ.

خجل (لسان العرب) [5]


الفراء: الخَجَل الاسترخاء من الحياء ويكون من الذُّلِّ. رجل خَجِل وبه خَجْلة أَي حياء.
والخَجَل: التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء.
وخَجِْل الرَّجلُ خَجَلاً: فَعَل فعلاً فاستحى منه ودَهِشَ وتَحَيَّر، وأَخْجَلَه ذلك الأَمر وخَجَّله.
وخَجِلَ البعيرُ خَجَلاً: سار في الطين فبقي كالمُتَحَيِّر؛ والبعيرُ إِذا ارْتَطَم في الوَحَل فقد خَجِل. الليث: الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي؛ وأَخْجَله غيره وقد خَجَّلْته وأَخجلته. ابن شميل: خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عليه أَمرُه. ابن سيده: الخَجَل أَن يلتبس الأَمر على الرجل فلا يَدْري كيف المَخْرج منه. يقال: خَجِلَ فما يَدْري كيف يصنع.
وخَجِل بأَمره: عَيَّ.
وخَجِل البعيرُ بالحِمْل: ثَقُل عليه واضطرب.
ورجل خَجِلٌ: يضطرب على الفرس من سَعَته.
وثوب . . . أكمل المادة خَجِلٌ: فَضْفَاض.
ويقال: جَلَّلْت البعيرَ جُلاًّ خَجِلاً أَي واسعاً يضطرب عليه.
والخَجِلُ: الثوب الواسع الطويل.
والخَجَل: كثرة تَشَقُّق الدَّنادِن؛ وأَنشد: عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِيث مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث والخَجَل: البَطَر. ابن سيده: الخَجَل سُوء احتمال الغنى كأَن يَأْشَرَ ويَبْطَر عند الغِنى، وقيل: هو التَّخَرُّق في الغِنى، وقد خَجِل خَجَلاً.
وفي الحديث: أَنه قال للنساء إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ. أَبو عمرو: الخَجَلُ الكَسَل والتواني عن طلب الرزق، قال: وهو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل يبقى ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم، ومنه قيل للإِنسان: قد خَجِل إِذا بقي كذلك، والدَّقَع: سوء احتمال الفقر؛ قال الكميت: ولم يَدْفَعُوا، عندما نابَهم لِوَقْعِ الحُروب، ولم يَخْجَلوا يقول: لم يَخْضَعُوا للحرب ولم يَستَكِينوا ولم يَخْجَلوا أَي لم يَبْقَوْا فيها باهتين كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ، ولكنهم جَدُّوا فيها؛ وقال غيره: لم يَخْجَلوا لم يَبْطَروا ولم يَأْشَروا؛ قال أَبو عبيد: وهذا أَشبه الوجهين بالصواب، قال: وأَما حديث أَبي هريرة أَن رجلاً ضَلَّت له أَيْنُقٌ فأَتى على واد خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فيه؛ الخَجِل في الأَصل: الكثير النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف.
وخَجِلَ الوادي والنباتُ: كثر صوت ذبابه لكثرة عُشْبه.
والخَجَل: البَرَمُ، خَجِل خَجَلاً وأَخْجَله.
والخَجَل: التواني عن طلب الرزق والكسلُ.
وخَجِل خَجَلاً: بقي ساكتاً لا يتكلم ولا يتحرك.
والخَجَل: الفَساد.
وخَجِل النَّبتُ خَجَلاً: طال والْتَفَّ.
وواد خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النبات، وقيل مُفْرِط النبات، والجمع خجل (* قوله «خجل» هكذا في الأصل غير مضبوط بالتحريك) وواد مُخْجِلٌ؛ قال أَبو النجم: تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التِّهَدُّل في رَوْض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل أَي حابس للإِبل من كثرته.
والحِفْراة: شجرة مَلْحاء مثل القُنْفُذة، قال: والذَّفْراء والرُّغْل شجرتان.
والخَجَل: الْتِفاف النبات وحُسْنُه.
والخَجِل: المكان الكثير العُشْب.
وحَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طويل؛ قال أَبو حنيفة: كَلأٌ مَخْجِل واسع كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فيه ولا يُجاوَز، وقيل: الخَجِل العُشْب إِذا طال وبَلَغ غايته.
وأَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طال والْتفَّ، فهو مُخْجِل.
وقال أَبو حنيفة: ثوب خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه فيَتَلبَّد فيه.
والخَجِل: الثوب الخَلَق، قال شمر: والخَجِل المَرِح؛ وأَنشد: قد يَهْتَدي لصَوْتيَ الحادي الخَجِل أَي المَرِح.
وفلان يَمْشِي الخَوْجَلى: وهو مشي للنساء بتَكَسُّر.

أ ش ر (المصباح المنير) [3]


 أَشِرَ: "أَشَرًا" فهو "أَشِرٌ" من باب تعب بَطِرَ وكفر النعمة فلم يشكرها و "أَشَرَ" الخشبة "أَشْرًا" من باب قتل شقَّها لغة في النون و "المِئْشَارُ" بالهمز من هذه والجمع "مَآشِيرُ" فهو "آشِرٌ" والخشبة "مَأْشُورَةٌ" قال الشاعر: أنَاشِرَ لا زالت يَمِينُكَ آشِرَهفجمع بين لغتي النون والهمزة قال ابن السّكيت في كتاب التوسعة: وقد نقل لفظ المفعول إلى لفظ الفاعل فمنه يدٌ "آشِرَةٌ" والمعنى "مَأْشُورَةٌ" وفيه لغة ثالثة بالواو فيقال "وَشَرْتُ" الخشبةَ "بالمِيشارِ" وأصله الواو مثل الميقات والميعاد و "أَشَرَتِ" المرأةُ أسنانها رققت أطرافها ونهي عنه وفي حديث: "لُعِنَت الآشِرةُ والمأشورَةُ" . 

الفَقَمُ (القاموس المحيط) [3]


الفَقَمُ، محرَّكةً: الامْتِلاءُ، وتَقَدُّمُ الثَّنايا العُلْيا، فلا تَقَعُ على السُّفْلَى.
فَقِمَ كَفرِحَ، فَقَماً وفَقْماً، فهو أفْقَمُ،
و~ فلانٌ: بَطِرَ، وأشِرَ،
و~ مالُه: نَفِدَ، أو كثُرَ، ضِدٌّ،
و~ الأمْرُ فَقْماً وفَقَماً وفُقوماً: لم يَجْرِ على اسْتِواءٍ، وعَظُمَ،
كفقُمَ، ككرُمَ،
وتَفاقَمَ.
والفَقْمُ، ويُضَمُّ: اللَّحْيُ، أو أحدُ اللَّحْيَيْنِ، وطَرَفُ خَطْمِ الكَلْبِ.
وفَقَمَه: أخذَ بِفَقْمِه،
كتَفَقَّمَه،
و~ المرأةَ: نَكحَها،
كفاقَمَها.
والفُقُمُ، بضمتينِ: الفَمُ.
وأفْقَمُ: اسمٌ،
و~ من الأمورِ: الأعْوجُ.
والنِسْبَةُ إلى فُقَيْمٍ كِنانَةَ: فُقَمِيٌّ، كعُرَنِيٍّ، وهُمْ نَسَأةُ الشُّهورِ في الجاهليَّةِ،
وإلى فُقَيْمِ دارِمَ: فُقَيْمِيٌّ.
ورجلٌ فَقِمٌ، ككتِفٍ: فَهِمٌ يَعْلُو الخُصُومَ.
وأكَلَ حتى فَقِمَ، كفرِحَ: بَشِمَ.

أشر (الصّحّاح في اللغة) [3]


الأَشَرُ: البَطَرُ. أشِرَ بالكسر يَأْشَرُ أشَراً، فهو أشِرٌ وأشْرانُ وقومٌ أُشارى. قال الشاعر:
وقد أزْهَفَ الطَعْنُ أبْطالها      وخَلَّتْ وُعولاً أشارى بهـا

ومنه ناقةٌ مِئْشِيرٌ، وجوادٌ مِئْشِيرٌ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث.
وتَأْشيرُ الأسنانِ: تَحْزيزُها وتحديدُ أطرافها والجُعَلُ مُؤَشَّرُ العَضُدين.
ويقال: بأسنانه أُشُرٌ وأُشَرٌ، مثال شُطُبِ السيفِ وشُطَبِهِ، وأُشورٌ أيضاً، قال جميل:
      سَبَتْكَِ بمصقولٍ تَرِفُّ أُشورُهُ

وفي المثل: أعْيَيْتَني بأُشُرٍ فكيف بِدُرْدُرٍ.
وأشَرْتُ الخشبةَ بالمِنْشارِ، مهموزٌ.
وقال الشاعر:
أناشِرَ لا زالَتْ يَميِنُكَ آشِرَهْ      لَقَدْ عَيَّلِ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهُ

أي مَأشورَةٌ، مثل عيشَةٍ راضِيَةٍ أي مَرْضِيَّةٍ.

جوظ (لسان العرب) [3]


الجَوَّاظُ: الكثير اللحم الجافي الغليظ الضخم المُخْتالُ في مِشْيَتِه؛ قال رؤبة: وسَيْفُ غَيّاظٍ لهم غَيَّاظا، يَعْلُو به ذا العَضَلِ الجَوَّاظا وقال ثعلب: الجَوَّاظُ المتكبِّر الجافي، وقد جاظَ يَجُوظ جَوْظاً وجَوَظاناً.
ورجل جَوَّاظةٌ: أَكول، وقيل: هو الفاجر، وقيل: هو الصَّيَّاح الشِّرِّير. الفرَّاء: يقال للرجل الطويل الجسيم الأَكُولِ الشَّرُوب البَطِر الكافر: جَوَّاظٌ جَعْظٌ جِعْظار.
وفي الحديث: أَهلُ النار كلُّ جَعْظَرِيّ جَوَّاظ. أَبو زيد: الجعظريُّ الذي يَنْتَفِخُ بما ليس عنده، وهو إِلى القِصَر ما هو.
والجَوَّاظُ: الجَمُوع المَنُوع الذي جمَع ومنَع، وقيل: هو القصير البَطِينُ.
والجَوَّاظ: الأَكول.
وفي نوادر الأَعراب: رجل جَيّاظٌ سمين سَمِج المِشْية. أَبو سعيد: الجُواظُ الضجَرُ وقِلّة الصبْر على الأُمور. يقال: ارْفُقْ . . . أكمل المادة بجُواظِك، ولا يُغْني جُواظُك عنك شيئاً.
وجَوِظَ الرجلُ وجَوَّظَ وتَجَوَّظَ: سَعى.

مَرِحَ (القاموس المحيط) [3]


مَرِحَ، كفَرِحَ: أشِرَ، وبَطِرَ، واخْتَالَ، ونَشِطَ، وتَبَخْترَ، والاسمُ: ككِتابٍ.
وهو مَرِحٌ ومِرِّيحٌ، كسِكِّينٍ، من مَرْحَى ومَراحَى ومِرِّيحينَ.
وفَرَسٌ مِمْرَحٌ ومِمْرَاحٌ ومَرُوحٌ.
وأَمْرَحَهُ الكَلأ.
والمَرَحانُ، محركةً: الفَرَحُ، والضَّعْفُ، وشِدَّةُ سَيَلاَنِ العينِ، وفَسَادُها، مَرِحَتْ، كفَرِحَتْ.
وقَوْسٌ مَرُوحٌ: يَمْرَحُ راؤُوها لحُسْنِهَا، أو كأنَّ بها مَرَحاً لِحُسْنِ إرْسالِها السَّهْمَ.
والمِمْرَاحُ من الأرض: السَّريعةُ النَّباتِ،
و~ من العَيْنِ: الغَزِيرةُ الدَّمْعِ.
ومَرْحى في: ب ر ح، واسمُ ناقةِ عبدِ الله بنِ الزَّبِيرِ الشاعرِ.
والتَّمْرِيحُ: تَنْقِيَةُ الطَّعامِ من العَفَا بالمَكَانِسِ، وتَدْهِينُ الجِلْدِ، ومَلْءُ المَزَادَةِ الجَدِيدَةِ ماءً لِيَذْهَبَ
مَرَحُها، أي: لتنْسَدَّ عُيونُها، وأن تصيرَ إلى مَرْحى الحَرْبِ، أُخِذَتْ من لَفْظِ المَرْحى، لا من الاشْتِقَاقِ.
ومَرَحَيّا، محركةً: لِلرامِي،
كمَرْحى، . . . أكمل المادة و ع
وكَرْمٌ مُمَرَّحٌ، كمُعَظَّمٍ: مُثْمِرٌ، أو مُعَرَّشٌ.
وكزُبَيْرٍ: أُطُمٌ بالمدينةِ لِبَنِي قَيْنُقَاعَ.
وككِتابٍ: ثَلاثُ شِعابٍ يَنْظُرُ بعضُهَا إلى بعضٍ.
والمِرْحَةُ، بالكسر: الأنْبَارُ من الزَّبِيبِ وغيرِهِ.

بَغَيْتُهُ (القاموس المحيط) [3]


بَغَيْتُهُ أبْغيهِ بُغاء وبُغًى وبُغْيَةً، بضَمِّهِنَّ، وبِغْيَةً، بالكسر: طَلَبْتُهُ،
كابْتَغَيْتُهُ وتَبَغَّيْتُهُ واسْتَبْغَيْتُهُ.
والبَغِيَّةُ، كَرَضِيَّةٍ: ما ابْتُغِيَ،
كالبُغْيَةِ، بالكسر والضم، والضالَّةُ المَبْغِيَّةُ.
وأبْغاهُ الشيءَ: طَلَبَهُ له،
كَبَغَاهُ إيَّاهُ، كَرَماهُ، أَو أَعانَهُ على طَلَبِهِ.
واسْتَبْغَى القَوْمَ فَبَغَوْهُ،
و~ له: طَلَبُوا له.
والباغِي: الطَّالِبُ
ج: بُغاةٌ وبُغيانٌ.
وانْبَغَى الشيءُ: تَيَسَّرَ، وتَسَهَّلَ.
وإنَّهُ لَذُو بُغايَةٍ، بالضم: كَسوبٌ.
وبَغَتِ الأَمَةُ تَبْغِي بَغْياً،
وباغَتْ مُباغاةً وبِغاءً، فهي بَغِيٌّ وبَغُوٌّ: عَهَرَتْ.
والبَغِيُّ: الأَمَةُ، أَو الحُرَّةُ الفاجِرَةُ.
وبَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: عَلاَ، وظَلَمَ، وعَدَلَ عن الحَقِّ، واسْتَطَالَ، وكذَبَ،
و~ في مِشْيَتِهِ: اخْتالَ، وأسرعَ،
و~ الشيءَ: نَظَرَ إليه كَيفَ هو، ورَقَبَهُ، وانْتَظَرَهُ،
و~ السَّماءُ: اشْتَدَّ مَطَرُها.
والبَغْيُ: . . . أكمل المادة الكثيرُ من البَطَرِ. وجَمَلٌ باغٍ: لا يُلْقِحُ.
وما انْبَغَى لَكَ أنْ تَفْعَلَ،
وما ابْتَغَى.
وما يَنْبَغِي وما يَبْتَغِي.
وفِئَةٌ باغِيَةٌ: خارِجَةٌ عن طاعَةِ الإِمامِ العادِلِ.
والبَغايا: الطَّلائِعُ، تكونُ قبلَ وُرودِ الجَيْشِ.
والمُبْتَغِي: الأَسَدُ.

أفر (لسان العرب) [3]


الأَفْرُ: العَدْوُ. أَفَرَ يَأْفِرُ أَفْراً وأُفُوراً: عَدَا وَوَثَبَ؛ وأَفَرَ أَفْراً، وأَفِرَ أَفَراً: نَشِطَ.
ورجل أَفَّارٌ ومِئفَرٌ إِذا كان وَثَّاباً جَيِّدَ العَدْوِ.
وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيره، بالفتح، يَأْفِرُ أُفُوراً أَي شَدَّ الإِحْضَارَ.
وأَفَرَ الرَّجلُ أَيضاً أَي خَفَّ في الخِدْمَةِ.
وأَفِرَتِ الإِبل أَفْراً واسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ وسَمِنَتْ.
وأَفِرَ البعيرُ، بالكسر، يأْفَرُ أَفَراً أَي سَمِنَ بعد الجَهْدِ.
وأَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً: اشتد غليانها حتى كأَنها تنِزُّ؛ وقال الشاعر: بَاخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغلي أَفْرا والمِئْفَرُ من الرجال: الذي يسعى بين يدي الرجل ويَخْدمهُ، وإِنه لَيَأْفِرُ بين يديه، وقد اتخذه مِئفَراً.
والمِئفَرُ: الخادم.
ورجل أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أَفْرانُ أَي بَطِرٌ، وهو إِتباع.
وأُفُرَّة الشَّرِّ (قوله «وأفرّة الشر إلخ» بضم أوله وثانيه . . . أكمل المادة وفتح ثالثه مشدداً، وبفتح الأول وضم الثاني وفتح الثالث مشدداً أيضاً، وزاد في القاموس أفرَّة بفتحات مشدد الثالث على وزن شربة وجربة مشدد الباء فيهما).
والحَرِّ والشِّتاء، وأَفُرَّتُه: شدَّته.
وقال الفراء: أُفُرَّة الصيف أَوّله.
ووقع في أُفُرَّةٍ أَي بلِية وشدة.
والأُفُرّة الجماعة ذاتُ الجَلَبَةِ، والناس في أُفُرَّة، يعني الاختلاطَ.
وأَفَّارٌ: اسم.

غمط (العباب الزاخر) [3]


الغَمْطُ: كالغَمْجِ؛ وهو جرعُ الماءِ بشدةٍ قاله الليث. وغَمَطَ النعمةَ يغمِطها بالكسر- وغَمِطَها -بالكسر- يغمطها غمطاً فيهما: أي بطرها وحقرها. وغَمْطُ الناسِ: الاحتقارُ لهم والإزراءُ بهم، وفي الحديث: وغَمِطَ الناس، ويروى: وغَمَصَ، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب غ م ص. وقال ابنُ دريدٍ: سماءٌ غَمَطَى وغَبَطى -مثالُ جَمَزى-: إذا أغمَطتْ في السحاب يومينِ أو ثلاثةً. والأغْمَاطُ والاغْباطُ: الملازمةُ، وفي الحديثِ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغْمَطَتْ عليه الحُمى في مرضه الذي مات فيه؛ ويروى: أغْبَطَتْ، وقال ابراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ نفسهَ:
ثَبْتٌ إذا كانَ الخَطِيْبُ كـأنـهُ      شاكٍ يَخافُ بكوزَ وردٍ مُغْمِطِ

ويروى: . . . أكمل المادة "مُغْبِط". وقال ابنُ عبادٍ: اغتمطتُ الرجُلَ: إذا حاضرتهَ فسبقته، بعدما سبقكَ، وكذلك في الكلام إذا قَهَرتهَ. وقال غيرهُ: اغْتَمَطْتُه بالكلامٍ واغْتَطَطَتهُ: إذا علوتهَ وقهرتهَ، ويكونُ بمعنى احتقرتهُ أيضاً. وقال أبو عمرو: الاغتماطُ: أن يخرجَ الشيءُ فلا يرى له عينٌ ولا أثرٌ، يقال: خرجتْ شاتُنا فاغتمِطتْ فما رأينا لها أثراً.

فقم (لسان العرب) [4]


الفَقَمُ في الفم: أن تدخل الأسنان العليا إلى الفم، وقيل: الفَقَم اختلافه، وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه، فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم، ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم، وقيل: الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه.
وقال أبو عمرو: الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى.
ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه: أخذ بفُقْمه.
وفَقَمْت الرجل فَقْماً، وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه. أبو زيد: بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه؛ قال شمر: أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه، قال: والفُقْمانِ هما اللَّحْيان.
وفي الحديث: من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دخل الجنة أي ما . . . أكمل المادة بين لَحييه؛ والفُقم، بالضم: اللحي، وفي رواية: من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة؛ يريد من حفظ لسانه وفرجه. الليث: الفَقَمُ رَدَّة في الذقن، والنعت أفْقَمُ.
وفي حديث موسى، عليه السلام: لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق.
وفي حديث الملاعنة: فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه.
وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: رجع ذقَنُه إلى فمه.
وفَقِمَ أَيضاً: كثر ماله.
وفَقِمَ الإناءُ: امتلأَ ماء.
ويقال: فَقِمَ الشيء اتسع، والفَقَمُ الامتلاء. يقال: أَصاب من الماء حتى فَقِم؛ عن أبي زيد.
والأَمر الأفْقَمُ: الأعوج المخالف.
وأمرٌ مُتَفاقِم، وتَفاقَمَ الأمر أي عَظُم.
وفَقُمَ الأمرُ فُقوماً: عظم، وفَقِمَ أيضاً فَقَماً.
وفَقِمَ الأمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم: لم يَجْره على استواء، مشتق من ذلك.
وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: بَطِرَ، وهو من ذلك لأن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء؛ قال رؤبة: فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ، من دائِه، حتى اسْتَقامَ فَقَمُهْ (* قوله «ترأمه» كذا بالأصل بميم، وفي المحكم ترأبه بالباء، والمعنى واحد). التهذيب: وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً؛ وأنشد: فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما، فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب: سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم، ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله.
وفي حديث المغيرة يصف امرأَة: فَقْماءَ سَلْفَعٍ؛ الفَقْماءُ: المائلةُ الحَنَك، وقيل: هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا.
والفَقْم والفُقْم: طَرَف خَطْم الكلب ونحوه، وقيل: ذقن الإنسان ولَحْييه، وقيل: هما فمه. التهذيب: وربما سَمَّوْا ذقن الإنسان فَقْماً وفُقْماً.
والمُفاقمة: البُضْع، وفي الصحاح: البِضاعُ؛ قال الشاعر: ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما وهذا الرجز للأَغلب العجلي، وقد تقدم في فَغَم.
وفَقَم المرأَةَ: نكحها.
وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً: نَفِدَ ونَفِقَ.
وفُقَيْم: بطن في كنانة، النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ؛ حكاه سيبويه، وفي الصحاح: والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ مثل هُذَليٍّ، وهم نَسَأَةُ الشهور.
وفُقَيْمٌ أيضاً في بني دارم النسب إليه فُقَيْمِيّ على القياس.
وأَفْقَمُ: اسم.

غمط (لسان العرب) [3]


غَمْطُ الناسِ: احْتِقارُهم والإِزْراءُ بهم وما أَشبه ذلك.
وغَمَطَ الناسَ غَمْطاً: احْتَقَرَهم واسْتَصْغَرهم، وكذلك غَمَضَهم، وفي الحديث: إِنّما ذلك مَن سَفِهَ الحقَّ وغمَط الناسَ، يعني أَن يرى الحقَّ سَفَهاً وجَهْلاً ويَحْتَقِرَ الناسَ أَي إِنما البغْيُ فِعْلُ مَن سَفِهَ وغمط، ورواه الأَزهري: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَطَ الناسَ؛ الغَمْطُ: الاسْتِهانة والاسْتِحقارُ، وهو مثل الغَمْصِ.
وغَمِطَ النِّعْمةَ والعافيةَ، بالكسر، يَغْمَطُها غَمْطاً: لم يَشْكُرها.
وغَمِطَ عَيْشَه وغَمَطَه، بالفتح أَيضاً، يَغْمِطُه غَمْطاً، بالتسكين فيهما: بَطِرَه وحَقَرَه.
وقال بعض الأَعراب: اغْتَمَطْتُه بالكلام واغْتَطَطْتُه إِذا عَلَوْتَه وقَهَرْتَه.
وغَمِطَ الحقَّ: جَحده.
وغَمِطَه غَمْطاً: ذَبحه.
والغَمْطُ: المطمئنُّ من الأَرض كالغَمْضِ.
وتَغَمَّطَ عليه ترابُ البيتِ أَي غَطَّاه حتى قتلَه.
والغَمْطُ والمُغامَطةُ في الشُّرْب: كالغَمْجِ، والفعل . . . أكمل المادة يُغامِطُ؛ قال الشاعر: غَمُط غَمالِيطَ غَمَلَّطات ورواه ابن الأَعرابي: غَمْج غَمالِيجَ غَمَلَّجات والمعنى واحد.
والإِغْماطُ: الدَّوامُ واللُّزومُ.
وأَغْمَطَت عليه الحُمَّى: كأَغْبَطَت.
وفي الحديث: أَصابَتْه حُمَّى مُغْمِطةٌ أَي لازِمةٌ دائمة، والميم بدل من الباء. يقال: أَغْبَطَت عليه الحمَّى إِذا دامت، وقيل: هو من الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ وسَتْرِها لأَنها إِذا غَشِيَتْه فكأَنما سَتَرت عليه.
وأَغْمَطَتِ السماء وأَغْبَطَت: دام مطرُها.
وسَماء غَمَطى: دائمة المطر كغَبَطى.

بحر (الصّحّاح في اللغة) [3]


البَحْرُ: خلاف البرِّ. يقال: سمِّي بحراً لعُمقه واتساعه.
والجمع أَبْحُرٌ وبِحارٌ وبُحورٌ.
وكلُّ نهرٍ عظيمٍ بَحْرٌ. قال عديّ:
لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَديرُ      سَرَّهُ مالُهُ وكَـثْـرَةٌ مـا يَمْ

يعني الفرات.
ويسمَّى الفرسُ الواسعُ الجري بَحْراً.
وماءٌ بَحْرٌ، أي مِلْحٌ.
وأَبْحَرَ الماءُ: مَلُحَ. قال نُصَيبٌ:
إلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ      وقد عادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فَـرَدَّنـي

ويقال: أَبْحَرَ فلانٌ، إذا ركب البحرَ.
والبَحْرُ: عُمقُ الرَحِمِ.
ومنه قيل للدم الخالصِ الحُمْرَةِ: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ.
والباحِرَ: الأحمق.
وبناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئن قُبُلَ الصَيف منتصباتٍ رقاقاً، بالحاء والخاء جميعاً.
والبَحْرَةُ: البلدةُ. يقال: هذه بَحْرَتُنا، أي بلدتنا وأرضنا.
ولقيته صَحرةَ بحرةَ، أي بارزاً ليس بينك وبينه شيء.
وبَحَرْتُ أُذُنَ الناقةِ بَحْراً: شققتها وخرقتها.
ومنه البَحيرَةُ. قال الفراء: وهي . . . أكمل المادة ابنة السائبة، وحكمها حكم أمِّها.
وتَبَحَّرَ في العلم وغيره، أي تعمّق فيه وتوسَّع. قال الأصمعي: بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً، إذا تحيَّر من الفزع، مثل بَطِرَ. أيضاً: بَحِرَ، إذا اشتدَّ عطشُه فلم يَرْوَ من الماء.

هشر (لسان العرب) [2]


الهَشْرُ: خِفَّة الشيء ورِقَّتُه.
ورجل هَيْشَرٌ: رِخْوٌ ضعيف طويل.
والهَيْشَرُ والهَيْشُور: شجر، وقيل: نبات رِخْوٌ فيه طول على رأْسه بُرْعُومَةٌ كأَنه عنق الرَّأْلِ؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النَّعام: كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ طارَتْ لَفائِفُه، أَوْ هَيْشَرٌ سُلُبُ أَي مَسْلُوبُ الورق؛ وقال الراجز: باتتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيم، لُبايَةً من هَمِقٍ هَيْشُور* قوله« لباية» بموحدة فمثناة تحتية بينهما ألف، كذا بالأصل ونسخة من القاموس شرح عليها السيد مرتضى وصوَّبها.
وفي نسخ من الصحاح والقاموس: لبابة بموحدتين.
وفي رواية: هَيْشُوم، وقيل: الهيشور شجر ينبت في الرمل يطول ويستوي وله كمأَة، البَزْرُ في رأْسه.
والسائفة: ما استرق من الرمل. غيره: الهَيْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ ينبت في الرمال. . . . أكمل المادة ابن الأَعرابي: الهُشَيْرَةُ تصغير الهُشْرَةِ، وهي البَطَرُ. النوادر: شجرة هَشُورٌ وهَشِرَةٌ وهَمُورٌ وهَمِرَةٌ إِذا كان ورقها يسقط سريعاً.
وقال أَبو حنيفة: من العُشْب الهَيْشَرُ وله ورقة شاكَةٌ فيها شَوْكٌ ضخم وهو يُسَمِّقُ، وزهرته صفراء وتطولُ، له قصبةٌ من وسطه حتى تكون أَطول من الرجل، واحدته هَيْشَرَةٌ.
والمِهْشارُ من الإِبل: التي تَضْبعُ قَبْلَها* قوله« التي تضبع قبلها» أي تشتهي الفحل قبل الابل.
ووقع في القاموس: التي تضع أي من الوضع قبلها أي بضمتين، وخطأه شارحه وصوّت ما في اللسان وصوّب وتَلْقَحُ في أَوّل ضَرْبَة ولا تُمارِنُ.
والمَهْشُورُ من الإِبل: المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ.

رفن (لسان العرب) [2]


فرس رِفَنٌّ، كرِفَلٍّ: طويل الذنب، بتشديد النون.
وبعير رِفَنٌّ: سابغ الذنب ذَيَّالُه؛ قال النابغة الجَعْدي: وهم دَلَفُوا بِهُجْرٍ في خَميسٍ رَحِيبِ السِّربِ، أَرْعَن مُرْجَحِنّ بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُو إلى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ (* قوله «وهم دلفوا إلخ» مثله في الصحاح، قال الصاغاني: وهو تصحيف ومداخلة، والرواية: وهم ساروا لحجر في خميس * وكانوا يوم ذلك عند ظني غداة تعاورته ثمّ بيض * رفعن إليه في الرهج المكنّ وهم زحفوا لغسان بزحف * رحيب السَّرب أرعن مرجحنّ ويروى: مرثعن وحجر بضم فسكون والمكن بضم فكسر). أَراد رِفَلاًّ، فَحوَّل اللام نوناً. ابن الأَعرابي: الرَّفْنُ النَّبض.
والرَّافِنَة: المتبخترة في بَطَرٍ. الأَصمعي: المُرْفَئِنُّ . . . أكمل المادة الذي نفر ثم سكن؛ وأَنشد: ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّ حتى تَرِنِّي، ثم تَرْفَئِنِّي وارْفأَنَّ الرجلُ، على وزن اطْمَأَنَّ، أَي نفر ثم سكن. يقال: ارفَأَنَّ غَضَبِي؛ وأَنشد ابن بري للعجاج: حتى ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ. المَجْوَلُ، مَفْعَل: من الجَوَلان.
وفي الحديث: أَنَّ رجلاً شكا إليه التَّعَزُّبَ فقال: عَفِّ شعرَك، ففعل فارْقَأَنَّ أَي سكن ما كان به. يقال: ارْفَأَنَّ عن الأَمر وارْفَهَنَّ. قال ابن الأَثير: ذكره الهروي في رفأَ على أَن النون زائدة، وذكره الجوهري في حرف النون على أَنها أَصلية، وقال ابن بري: حَقُّ رُفَهْنِية أَن تذكر في فصل رفه في باب الهاء، لأَنَّ الأَلف والنون زائدتان، وهي ملحقة بخُبَعْثِنَة، قال: وليس لرفهن هنا وجه وذكرها في فصل رفه، وقال: هي ملحقة بالخماسي.

الشِّبْرُ (القاموس المحيط) [2]


الشِّبْرُ، بالكسر: ما بين أعْلَى الإِبْهامِ وأعْلَى الخِنْصَرِ، مُذَكَّرٌ
ج: أشْبارٌ.
وقصيرُ الشِّبْرِ: مُتقارِبُ الخَلْقِ.
وقِبالُ الشِّبْرِ: الحَيَّةُ، وبالفتح: كَيْلُ الثوبِ بالشِّبرِ، والإِعْطاءُ،
كالإِشْبارِ، وحَقُّ النِّكاحِ، وطَرْقُ الجَمَلِ وضِرابُهُ، والنِّكاحُ، والعُمْرُ، ويكسرُ، والقَدُّ.
وشَبْرُ بنُ صَعْفوقٍ، ويُحَرَّكُ: صحابِيُّ.
وبِشْرُ بنُ شَبْرٍ: تابعيٌّ من أصحابِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي الله عنه.
وشَبْرُ بنُ عَلْقَمَةَ: تابِعيٌّ.
وشَبْرٌ الدارِمِيُّ: جَدٌّ لِهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وبالكسر: ابنُ مُنْقِذٍ الأعورُ، شاعرٌ تابعيٌّ، وبالتحريك: العَطِيَّةُ، والخيرُ، وشيءٌ يَتعاطاهُ النَّصارَى كالقُرْبانِ أو القُرْبانُ بعينِهِ، والأَجْسامُ، والقُوَى، والإِنْجِيلُ.
والمَشْبُورَةُ: السَّخِيَّةُ.
وكتَنُّورٍ: البُوقُ.
والمَشابِرُ: حُزُورٌ في ذِراعٍ يُتَبايَعُ بها، وأنهارٌ تَنْخَفِضُ فَيَتأدى إليها الماءُ من مَواضِعَ، جَمْعُ مَشْبَرٍ ومَشْبَرَةٍ.
والأُشْبُورُ، بالضم: سَمَكٌ.
وشَبِرَ، . . . أكمل المادة كفَرِحَ: بَطِرَ. وشَبَّرُ، كبَقَّمٍ،
وشَبِّيرٌ، كقَمِّيرٍ،
ومُشَبِّرٌ، كمحدثٍ: أبْناءُ هارونَ عليه السلامُ، قيلَ: وبأسمائهم سَمَّى النبي، صلى الله عليه وسلم، الحسنَ والحُسينَ والمُحَسِّنَ.
وشَبَّرَ تَشْبيراً: قَدَرَ،
و~ فلاناً فَتَشَبَّرَ: عَظَّمَهُ فَتَعَظَّمَ.
وتَشابَرَا: تَقارَبا في الحربِ.
وشَابُورُ: اسمٌ.
ورَجُلٌ شابِرُ الميزانِ: سارِقٌ.
وشَبْرَى، كسَكْرَى: ثلاثةٌ وخمسونَ مَوْضِعاً كلُّها بِمصْرَ، منها: عشرةٌ بالشرقِيَّةِ، وخَمْسَةٌ بالمُرْتاحِيَّةِ، وسِتَّةٌ بِجَزيرَةِ قُوَيْسِنا، وإِحدى عشرةَ بالغَرْبِيَّةِ، وسبعةٌ بالسَّمَنُّودِيَّةِ، وثلاثةٌ بالمَنُوفِيَّةِ، وثلاثةٌ بِجَزيرَةِ بَنِي نَصْر، وأربعةٌ بالبُحَيْرَةِ، واثنانِ بِرَمْسِيسَ، واثنانِ بالجِيزِيَّةِ.
وشَبَّرَةُ، كبَقَّمَةٍ: جَدُّ أحمدَ بنِ محمدٍ العابِدِ النَّيْسابورِيِّ.

عُرامُ (القاموس المحيط) [2]


عُرامُ الجَيْشِ، كغُرابٍ: حِدَّتُهُم، وشِدَّتُهُم، وكَثْرَتُهُم،
و~ من العَظْمِ والشَّجَرِ: العُراقُ، وما سَقَطَ من قِشْرِ العَوْسَجِ،
و~ من الرجُلِ: الشَّراسَةُ، والأذى.
عَرَمَ، كَنَصَرَ وضَرَبَ وكَرُمَ وعَلِمَ، عَرامَةً وعُراماً، بالضم، فهو عارِمٌ وعَرِمٌ: اشْتَدَّ،
و~ الصَّبِيُّ علينا: أشِرَ، ومَرِحَ، أو بَطِرَ، أو فَسَدَ.
ويَوْمٌ عارِمٌ: نهايَةٌ في البَرْدِ.
وعَرِمَ العَظْمَ: نَزَعَ ما عليه من لَحْمٍ،
كَتَعَرَّمَهُ،
و~ الصَّبِيُّ أُمَّهُ: رَضَعَها،
و~ الإِبِلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه،
و~ فُلاناً: أصابَهُ بِعُرامٍ.
وعَرِمَ العَظْمُ، كفَرِحَ: فَتِرَ.
والعَرَمُ، محرَّكةً،
والعُرْمَةُ، بالضم: سوادٌ مُخْتَلِطٌ ببياضٍ في أيِّ شيءٍ كانَ، أو هو تَنْقِيطٌ بِهِما من غير أن تَتَّسِعَ كلُّ نُقْطَةٍ، وبَياضٌ لِمَرَمَّةِ الشاةِ،
وهو . . . أكمل المادة أعْرَمُ، وهي عَرْمَاءُ.
(وبَيْضُ القَطا: عُرْمٌ).
والعَرْماءُ: الحَيَّةُ الرَّقْشاءُ.
والأَعْرَمُ: المُتَلَوِّنُ، والأَبْرَشُ، والقَطيعُ من ضَأْنٍ ومِعْزًى، والأَقْلَفُ
ج: عُرْمَانٌ
جج: عَرامينُ.
والعَرَمَةُ، محرَّكةً: رائِحَةُ الطَّبيخِ، والكُدسُ المَدُوسُ لم يُذَرَّ، ومُجْتَمَعُ الرَّمْلِ، وأرْضٌ صُلْبَةٌ تُتاخِمُ الدَّهْناءَ، ويُقابِلُها عارِضُ اليَمامَةِ.
وكفَرِحَةٍ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به الوادي
ج: عَرِمٌ، أو هو جَمْعٌ بلا واحدٍ، أو هو الأَحْباسُ تُبْنَى في الأَوْدِيَةِ، والجُرَذُ الذَّكَرُ، والمَطَرُ الشَّديدُ، ووادٍ،
وبِكُلٍّ فُسِّرَ قوله تعالى: {سَيْلَ العَرِمِ}، وبالتحريكِ: اللَّحْمُ.
والعُرْمانُ، بالضم: الأُكَرُ،
واحِدُها: عَرَمٌ وأعْرَمُ.
وعَرْمَى واللّهِ: لُغَةٌ في أما واللهِ.
وعارِمَةٌ: أرْضٌ م.
وعَرْمَانُ: أبو قَبيلَةٍ.
والعَرِيمُ: الداهِيَةُ، وسَمَّوْا: عارِماً وكغُرابٍ وحَمامٍ.
والعَرْمُ: الدَّسَمُ، وبَقِيَّةُ القِدْرِ.
وكجُهَيْنَةَ: رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزارَةَ.
والعارِمُ: فَرَسُ المُنْذِرِ بنِ الأَعْلَم.
وعَوارِمُ: هَضَبٌ وماء.
وسِجْنُ عارِمٍ: حَبَسَ فيه عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ مَخْرَجَ المُخْتَارِ بالكوفَةِ.
والتَّعْرِيمُ: الخَلْطُ.
والعَرَمْرَمُ: الشَّديدُ، والجَيْشُ الكَثيرُ.

البَطْنُ (القاموس المحيط) [2]


البَطْنُ: خِلافُ الظَّهْرِ، مُذَكَّرٌ
ج: أبْطُنٌ وبُطونٌ
وبُطْنانٌ، ودونَ القبيلةِ، أو دونَ الفَخِذِ، وفَوْقَ العِمارةِ
ج: أبْطُنٌ وبُطونٌ، وجَوْفُ كلِّ شيءٍ، والشِّقُّ الأطْولُ من الريشِ
ج: بُطْنانٌ، وعِشرونَ موضِعاً.
وككتِفٍ: الأشِرُ المُتَمَوِّلُ، ومَن هَمُّه بَطْنُه، أو الرَّغيبُ لا يَنْتَهي من الأكْل،
كالمِبْطانِ.
ورجلٌ بَطِينٌ: عظيمُ البَطْنِ، وقد بَطُنَ، ككَرُمَ.
وكمُعَظَّمٍ: ضامِرُ البَطْنِ.
ومَبْطونٌ: يَشْتَكِيه.
والبَطَنُ، محرَّكة: داءُ البَطْنِ.
وبَطَنَه،
و~ لَه،
وبَطَّنَهُ: ضَرَبَ بَطْنَهُ.
وبَطَنَ: خَفِيَ، فهو باطِنٌ
ج: بَواطِنُ،
و~ خبَرَهُ: عَلِمَه،
و~ من فلانٍ: صارَ من خواصِّهِ.
واسْتَبْطَنَ أمْرَهُ: وقَفَ على دَِخْلَتِه.
والبِطانَةُ، بالكسر: السَّريرَةُ، ووَسطُ الكورةِ، والصاحِبُ، والوَليجةُ،
و~ من الثوبِ: خِلافُ ظِهارَتِه، وقد بَطَّنَ الثوبَ تَبْطِيناً، . . . أكمل المادة وأبْطَنَهُ،
وع خارِجَ المدينةِ.
والباطِنُ: داخِلُ كلِّ شيءٍ،
و~ من الأرضِ: ما غَمَضَ
ج: أبْطِنَةٌ وبُطْنانٌ، ومَسِيلُ الماءِ في الغِلَظِ
ج: بُطْنانٌ.
وككِتابٍ: عَنْزُ سَوْءٍ، وفَرَسٌ، وهو أبو البَطينِ، وكِلاهُما لِمحمدِ بنِ الوليدِ، وحِزامُ القَتَبِ
ج: أبْطِنَةٌ وبُطْنٌ،
وع بينَ الشُّقُوقِ والثَّعْلَبِيَّةِ،
وع لهُذَيلٍ،
ود ببلادِ اليمنِ.
وأبْطَنَ البعيرَ: شَدَّ بِطانَهُ، كبَطَّنَهُ.
وعَريضُ البِطانِ: رَخِيُّ البالِ.
والبِطْنَةُ، بالكسر: البَطَرُ، والأشَرُ، والكِظَّةُ.
والبَطينُ: البعيدُ، وفَرَسُ محمدِ بنِ الوَليدِ بنِ عبدِ المَلِكِ، ولَقَبُ خارجيّ، ولَقَبُ مُسْلِمِ بنِ أبي عِمْرانَ المُحَدِّثِ الجليلِ.
وكزُبَيْرٍ: شاعرٌ، ومَنْزِلٌ للقَمَرِ ثلاثةُ كواكِبَ صِغارٌ، كأَنَّها أثافِيُّ،
وهو بَطْنُ الحَمَلِ.
وذو البُطَيْنِ: أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، رضي اللُّه تعالى عنه.
وكمُعَظَّمٍ: الأبْيَضُ الظَّهْرِ والبَطْنِ من الخَيْلِ.
والباطِنَةُ: ة بِساحِلِ بَحْرِ عُمانَ،
و~ من البَصْرةِ والكوفةِ: مُجْتَمَعُ الدُّورِ والأسْواقِ، والضاحِيَةُ: ما تَنَحَّى عن المساكِنِ وكان بارِزاً.
وذو البَطْنِ: الجَعْسُ.
وألْقَتْ ذا بَطْنِها: ولَدَت والدَّجاجة باضَتْ، والذِّئبُ يُغْبَطُ بِذي بَطْنِهِ)، لأنَّهُ لا يُظَنُّ بهِ الجوعُ أبَداً، وإنَّما تُظَنُّ بِهِ البِطنَةُ لِعَدوِهِ على النَّاسِ والماشِيَةِ.
وتَبطينُ اللحْيَةِ: أن لا يؤخَذَ، مما تَحتَ الذَّقنِ والحَنَكِ.

شحم (لسان العرب) [2]


الأَزهري: الشَّحَمُ البَطَرُ. ابن سيده: الشَّحْمُ جوهر السِّمَنِ، والجمع شُحُوم، والقطعة منه شَحْمةٌ، وشَحُمَ الإِنسانُ وغيرُهُ.
وفي الحديث: لعنَ اللهُ اليهودَ حُرِّمَتْ عليهم الشُّحُومُ فباعوها وأَكلوا أَثمانَها؛ الشَّحْمُ المحرّم عليهم: هو شَحْمُ الكُلى والكرش والأَمعاء، وأَما شَحْم الأَلْيَةِ والظُّهور فلا.
وشَحُمَ فهو شَحِيمٌ: صار ذا شَحْم في بدنه.
وقد شَحُم، بالضم، وشَحِمَ شَحَماً، فهو شَحِمٌ: اشْتَهى الشَّحْم، وقيل: أَكل منه كثيراً.
وأَشْحَمَ: كثر عنده الشَّحْمُ. ابن السكيت: رجل شَحِيمٌ لحيم أَي سمين.
ورجل شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى الشَّحْمِ واللَّحْم وهو يشتهيهما.
ورجل شاحِمٌ لاحِمٌ: ذو شَحْمٍ ولَحْمٍ على النَّسب كما قالوا لابِنٌ وتامِرٌ.
وشَحَم القومَ يَشْحَمُهم شَحْماً وأَشْحَمَهم: أَطْعَمهم الشَّحْم.
ورجل شاحِمٌ لاحِمٌ . . . أكمل المادة إِذا أَطْعم الناسَ الشَّحْمَ واللحم.
ورجل شَحَّامٌ: يبيع الشَّحْمَ.
والشَّحَّامُ: الذي يُكْثِرُ إِطْعامَ الناس الشَّحْمَ.
وأَشْحَم الرجلُ، فهو مُشْحِم إِذا كَثُرَ عنده الشَّحْم، وكذلك أَلْحَم، فهو مُلْحِمٌ.
وشَحِمَتِ الناقة وشَحُمَتْ شُحُوماً: سَمِنَت بعد هُزالٍ، والعرب تسمي سَنام البعير شَحْماً، وبياضَ البطن شَحْماً.
وشَحْمَةُ الأُذُن: ما لانَ من أَسفلها وهو مُعَلَّقُ القُرْطِ.
وفي الحديث: وفيهم من يَبْلُغُ العَرَقُ إِلى شَحْمة أُذنه، هو من ذلك، قال: هو موضع خَرْقِ القُرْطِ، وفي حديث ربيعة في الرجل: يرفع يديه إِلى شَحْمة أُذنيه.
وشَحْمَةُ العين: مُقْلَتُها، وفي الأَزهري: حَدَقَتُها؛ ويقال: هي الشحمة التي تحت الحَدَقة.
وطعام مَشْحوم وخُبزٌ مَشْحُوم: قد جُعِلَ فيه الشَّحْمُ.
وشَحْمة الأَرض: دودة بيضاء، وقيل: هي عَظاءَةٌ بيْضاء غيرُ ضَخْمةٍ، وقيل: ليست من العَظاء هي أَطْيَبُ وأَحْسَنُ، وقالوا: شَحْمةُ النَّقا، كما قالوا: بناتُ النَّقا.
وفي الصحاح: شَحْمَةُ الأَرض الكَمْأَةُ البيضاءُ. ابن سيده: وشَحْمَة النخلة الجُمَّارةُ، وشَحْمَةُ الرُّمَّانة الهَنَةُ التي تَفصِلُ بين حَبِّها.
ورُمَّانة شَحِمةٌ: غليظة الشَّحْمَةِ.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كُلُوا الرُّمان بشَحْمِه فإِنه دِباغُ المَعِدَة؛ قيل: هو ما في جوفه سوى الحب، وشَحْمُ الرمانة الأَصفر بين ظَهْرانَيِ الحَبِّ.
وعِنَبٌ شَحِمٌ: قليل الماء غَلِيظُ اللِّحاء.
وشَحْمَةُ الحَنْظَل: معروفة.
وشَحْمُ الحَنْظَل: ما في جوفه سوى حبه.
وأَبو شَحْمَةَ: رجل.

العَرْشُ (القاموس المحيط) [2]


العَرْشُ: عَرْشُ اللهِ تعالى، ولا يُحَدُّ، أو ياقوتٌ أحْمَرُ يَتَلأَلَأ من نورِ الجَبَّارِ تعالى، وسَرِيرُ المَلِكِ، والعِزُّ، وقِوامُ الأمرِ، ومنه: ثُلَّ عَرْشُه، ورُكْنُ الشيءِ،
و~ من البيتِ: سَقْفُه، والخَيْمَةُ، والبيتُ الذي يُسْتَظَل به،
كالعَرِيشِ ج: عُروشٌ وعُرُشٌ وأعْراشٌ وعِرَشَةٌ،
و~ من القومِ: رَئيسُهُم المُدَبِّرُ لأمرِهِمْ، والقَصْرُ، وأربعةُ كَواكِبَ صِغارٌ أسْفَلَ من العَوَّاءِ، ويقالُ لها: عَرْشُ السِمَاكِ، وعَجُزُ الأسَدِ، والجَنَازَةُ، قيل: ومنه:
"اهْتَزَّ العَرْشُ لموتِ سَعْدِ بنِ مُعاذٍ" واهْتِزَازهُ: فَرَحُهُ، والمُلْكُ، والخَشَبُ تُطْوَى به البئْرُ بعدَ أن تُطْوَى بالحِجَارَةِ قَدْرَ قامَةٍ،
و~ من القَدَمِ: ما نَتَأ من ظَهْرِ القَدَمِ، والمَظَلَّةُ، وأكثرُ ما يكونُ من القَصَبِ، والخَشَبُ الذي يقومُ عليه . . . أكمل المادة المُسْتَقِي،
و~ للطائِرِ: عُشُّهُ، وبالضم: لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتَانِ في ناحِيَتِي العُنُقِ، أو في أصْلِهَا، أو مَوْضِعا المِحْجَمَتَيْنِ، وعَظْمَانِ في اللَّهاةِ يُقيمانِ اللسانَ، وآخِرُ شَعَرِ العُرْفِ من الفَرَسِ، والأُذُنُ، والضَّخْمَةُ من النُّوقِ، كأنَّها مَعْروشةُ الزَّوْرِ، ومكةُ، أو بُيوتُها القديمةُ، ويُفْتَحُ، أو بالفتحِ: مكةُ،
كالعَرِيشِ، وبالضم: بُيوتُها،
كالعُروشِ، وما بينَ العَيْرِ والأصابعِ من ظَهْرِ القَدَمِ، ويُفْتَحُ
ج: عِرَشَةٌ وأعْراشٌ.
وقولُ سَعْدٍ: وفلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ، يعني مُعَاوِيَةَ مُقيمٌ بمكةَ.
وبَعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبَيْنِ: عَظيمُهُما.
وعُرِشَ الوَقودُ وعُرِّشَ، مَجْهُولَيْنِ: أُوقِدَ، وأُديمَ.
والعَريشُ: كالهَوْدَجِ، وما عُرِّشَ للكَرْمِ، وخَيْمَةٌ من خَشَبٍ وثُمَامٍ
ج: عُرُشٌ،
ود من أعْمالِ مِصْرَ خَرِبَتْ، وأنْ يكونَ في الأصْلِ الواحِدِ أرْبَعُ نَخَلاتٍ أو خَمْسٌ.
وعَرَشَ يَعْرِشُ ويَعْرُشُ: بَنَى عَريشاً،
كأعْرَشَ وعَرَّشَ،
و~ الكَلْبُ: خَرِق، ولم يَدْنُ للصيْدِ،
و~ الرَّجُلُ: بَطِرَ، وبُهِتَ،
كعَرِشَ، بالكسر، عَرْشاً وعَرَشاً،
و~ البَيْتَ: بناهُ،
و~ الكَرْمَ عَرْشاً وعُروشاً: رَفَعَ دوالِيَهُ على الخَشَبِ،
كعَرَّشَهُ،
و~ البِئْرَ: طَوَاهَا بالحِجَارَةِ قَدْرَ قامَةٍ من أسْفَلِهَا وسائِرُهَا بالخَشَبِ،
و~ فلاناً: ضَرَبَهُ في عُرْشِ رَقَبَتِهِ،
و~ بالمكانِ: أقامَ.
وعَرِشَ بغَرِيمِهِ، كسَمِعَ: لَزِمَهُ،
و~ عَنِّي: عَدَلَ.
و~ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: امْتَنَعَ.
وعَرَّشَ الحِمَارُ برأسِهِ تَعْرِيشاً: حُمِلَ عليه، فَرَفَعَ رأسَهُ وشَحا فاه،
و~ البَيْتَ: سَقَفَهُ،
و~ الأمْرَ: أبْطَأ به.
وتَعَرَّشَ بالبَلَدِ: ثَبَتَ،
و~ بالأمْرِ: تَعَلَّقَ،
كتَعَرْوَشَ.
واعْتَرَشَ العِنَبُ: عَلاَ على العريشِ،
و~ فلانٌ: اتَّخَذَ عَريشاً،
و~ الدابَّةَ: رَكِبَها، كاعْتَرَسَهَا
واعْرَوَّشَها وتَعَرْوَشَها.
والمُعَرْوِشُ: المُسْتَظِلُّ بِشَجَرَةٍ ونحوِها.

العَروسُ (القاموس المحيط) [2]


العَروسُ: الرجلُ والمرأةُ ما داما في إعْراسِهِما، وهُمْ عُرُسٌ، وهُنَّ عَرائِسُ، وحِصْنٌ باليمن.
وقولُهُم: "لا عِطْرَ بعدَ عَروسٍ"، أسماء بنتُ عبدِ اللهِ العُذْريَّةُ اسمُ زَوْجِهَا عَروسٌ، وماتَ عنها، فَتَزَوَّجَها رجلٌ أعْسَرُ أبْخَرُ بخيلٌ دَمِيمٌ، فلما أراد أن يَظْعَنَ بها، قالتْ: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي؟ فقال: افْعَلِي. فقالتْ:
أبْكِيكَ يا عَروسَ الأعْراسْ.
يا ثَعْلَباً في أهْلِهِ وأسَداً عندَ الناسْ.
مع أشْيَاءَ ليس يَعْلَمُها الناسْ.
فقال: وما تِلْكَ الأشياء؟ فقالت:
كانَ عن الهِمَّةِ غيرَ نَعَّاسْ.
ويُعْمِلُ السَّيْفَ صَبيحاتِ ابْناسْ.
ثم قالت:
يا عَروسُ الأغَرُّ الأزْهَرْ.
الطَّيِّبُ الخِيمِ الكريمُ المَحْضَرْ.
مع أشياء لا تُذْكَرْ.
فقال: وماتِلْكَ الأشياء؟ قالت:
كانَ عَيُوفاً للخَنَى والمُنْكَرْ.
طَيِّبَ النَّكْهَةِ غيرَ أبْخَرْ.
أيْسَرَ غيرَ أعْسَرْ.
فَعَرَفَ الزَّوْجُ أنها تُعَرِّضُ به. . . . أكمل المادة فلما رحَلَ بها، قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ، وقد نَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِهَا مَطْروحَةً.
فقالت: "لا عِطْرَ بَعْدَ عَروسٍ". أو تَزَوَّجَ رجلٌ امرأةً، فَهُدِيَتْ إليه، فوجَدَهَا تَفِلَةً. فقال: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه. فقال: "لاَ مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَرُوسٍ"، يُضْرَبُ لمن لا يُؤَخَّرُ عنه نَفيسٌ.
والعَرُوسَيْنِ: حِصْنٌ باليمن.
ووادي العَرُوسِ: ع قربَ المدينةِ.
والعِرْسُ، بالكسر: امرأةُ الرجل، ورَجُلُها، ولَبُؤَةُ الأسَدِ
ج: أعْراسٌ.
وابنُ عِرْسٍ: دويبَّةٌ أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ
ج: بناتُ عِرْسٍ، هكذا يُجْمَعُ الذَّكَرُ والأنْثَى.
والعِرْسِيُّ: صِبْغٌ.
وعَرَسَ البعيرَ: شَدَّ عُنُقَهُ إلى ذِرَاعِهِ،
وذلك الحَبْلُ: عِراسٌ، ككِتابٍ،
و~ عَنِّي: عَدَلَ.
والعَرْسُ: عَمودٌ في وَسَطِ الفُسْطَاطِ، والإِقامَةُ في الفَرَحِ، والحَبْلُ، والفَصِيلُ الصغيرُ، ويضمُّ
ج: أعْراسٌ، وبائِعُها:
عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، وحائِطٌ بين حائِطَيِ البيتِ الشَّتْوِيِّ، لا يُبْلَغُ به أقْصَاهُ، ويُسَقَّفُ ليكونَ أدْفَأَ وإنما يكون ذلك بالبلادِ البارِدَةِ، وذلك البيتُ: مُعَرَّسٌ.
والعَرَسُ، محركةً: الدَّهَشُ، عَرِسَ، فهو عَرِسٌ، وبالضم وبضمتين: طعامُ الوَلِيمَةِ
ج: أعْراسٌ وعُرُسَاتٌ، والنِّكَاحُ.
وككَتِفٍ: الأسَدُ.
وكالشُّهَداءِ: ع.
وكفرِحَ: بَطِرَ،
و~ به: لزِمَهُ،
كأعْرَسَهُ،
و~ على ما عندَهُ: امْتَنَعَ.
والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السائِقُ الحاذِقُ السِّياقِ، إذا نَشِطُوا سارَ بهم، وإذا كَسِلُوا عَرَّسَ بهم.
والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبهاء: مأْوَى الأسَدِ.
وذاتُ العرَائِسِ: ع.
وأعْرَسَ: اتَّخَذَ عُرْساً،
و~ بأهله: بنى عليها،
و~ القومُ: نَزَلُوا في آخِرِ الليلِ للاِسْتِراحَةِ،
كعَرَّسُوا، وهذا أكثر.
والموضعُ: مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
واعْتَرَسُوا عنه: تَفَرَّقوا.
وتَعَرَّسَ لامْرأتِهِ: تَحَبَّبَ إليها.
وليلةُ التَّعْرِيسِ: الليلةُ التي نامَ فيها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم.

شنع (لسان العرب) [2]


الشَّناعةُ: الفَظاعةُ، شَنُعَ الأَمرُ أَو الشيء شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً: قَبُح، فهو شَنِيعٌ، والاسم الشُّنْعةُ؛ فأَما قول عاتكة بنت عبد المطلب: سائِلْ بِنا في قَوْمِنا، ولْيَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ قَيْساً، وما جَمَعُوا لَنا في مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فقد يكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً، وقد يجوز أَن تريد شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبي ذؤيب: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ؟ من أَنه أَراد عيادتي فحذف التاء مُضْطَرّاً.
وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ: قَبِيحٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب: مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ بِبَلائه، واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ (* قوله «متحاميين المجد . . . أكمل المادة في شرح القاموس: يتناهبان المجد.) ومثله لمتمم بن نُويْرة: ولقد غُبِطْتُ بما أُلاقي حِقْبةً، ولقد يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ وفي حديث أَبي ذر: وعنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ. يقال: مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ.
وشَنَّع عليه الأَمرَ تشْنيعاً: قَبَّحَه.
وشَنِعَ بالأَمر (* قوله «وشنع بالامر في القاموس: ورأى امراً شنع به كعلم شنعأ بالضم اي استشنعه.) شُنْعاً واسْتَشْنَعه: رآه شَنِيعاً.
وتَشَنَّعَ القومُ: قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم؛ قال جرير: يَكْفِي الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم مَرُّ المَطِيِّ، إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا وتَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ له.
وتَشَنَّع الرجل: هَمّ بأَمْرٍ شَنِيعٍ؛ قال الفرزدق: لَعَمْري، لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا وشَنَعَه شَنْعاً: سَبَّه؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: اسْتَقْبَحَه وسَئِمَهُ (* قوله «وسئمه هو كذلك في الصحاح، والذي في القاموس: وشتمه.)؛ وأَنشد لكثير: وأَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ لَدَيْنا، ولا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها (* قوله «مقلية كتب بطرة الأصل في نسخة: معذورة.) والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه، وهو شَنِيعٌ أَشْنَعُ، وقصة شَنْعاءُ ورجل أَشْنَعُ الخلق؛ وأَنشد شمر: وفي الهامِ منه نَظْرةٌ وشُنُوعُ أَي قُبْح يتعجب منه.
وقال الليث: تقول رأَيت أَمراً شَنِعْتُ به شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه؛ وأَنشد لمرْوان: فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ، فإِنه سَيَكْفيكَ، لا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ أَي لا يَسْتَقْبِحُ رأَيَك مُسْتَقْبِحٌ.
وقد اسْتَشْنَعَ بفلان جَهْلُه: خَفَّ، وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا.
والمَشْنوع: المشهور.
والتَّشْنِيعُ: التَّشْمير.
وشَنَّع الرجلُ: شَمَّر وأَسْرعَ.
وشَنَّعَتِ الناقةُ وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ: شَمَّرَت في سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت، فهي مُشَنِّعةٌ؛ قال الراجز: كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ، وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ، جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه والتشنُّع: الجِدّ والانْكِماشُ في الأَمر؛ عن ابن الأَعرابي، تقول منه: تشَنَّعَ القومُ.
والشَّنَعْنَعُ: الرجل الطوِيلُ.
وتَشَنَّعْتُ الغارةَ: بَثَثْتُها، والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ: رَكِبْتُه وعَلَوْتُه، والسِّلاحَ: لَبِسْتُه.

فكه (لسان العرب) [3]


الفاكهةُ: معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ، وقد اختلف فيها فقال بعض العلماء: كل شيء قد سُمِّيَ من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً، قال: ولو حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً.
وقال آخرون: كلُّ الثِّمار فاكهةٌ، وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى: فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمّانٌ؛ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما، ومثله قوله تعالى: وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ وإبراهيمَ وموسَى وعيسى بن مريم؛ فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين ولم يَخْرُجوا منهم. قال الأَزهري: وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ ثِمارُها . . . أكمل المادة ليست من الفاكهة، وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن أَقاويل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين، والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ فيه. قال الله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ؛ فمن قال إن جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما بالتسمية بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر، لأَن الله تعالى نص على ذلك وبَيَّنه، وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله تعالى إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل، وهو خلافُ المعقول وخلافُ لغة العرب.
ورجلٌ فَكهٌ: يأْكل الفاكِهةَ، وفاكِهٌ: عنده فاكهة، وكلاهُما على النَّسَب. أَبو معاذ النحوي: الفاكه الذي كَثُرَتْ فاكِهتُه، والفَكِهُ: الذي يَنالُ من أَعراضِ الناسِ، والفاكهانِيُّ: الذي يَبِيعُ الفاكهةَ. قال سيبويه: ولا يقال لبائع الفاكهة فَكَّاه، كما قالوا لَبّان ونَبّال، لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ.
وفَكَّهَ القومَ بالفاكِهة: أَتاهم بها.
والفاكهة أَيضاً: الحَلْواءُ على التشبيه.
وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام: أَطْرَفَهُم، والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ، بالضم، والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ. الجوهري: الفَكاهةُ، بالفتح، مصدرُ فَكِهَ الرجلُ، بالكسر، فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس مَزّاحاً، والفاكهُ المزّاحُ.
وفي حديث أَنس: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ؛ الفاكهُ: المازحُ.
وفي حديث زيد بن ثابت: أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله؛ ومنه الحديث: أَربعٌ ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ، منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات؛ هم الذين يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين.
والفُكاهةُ، بالضم: المِزاحُ، وقيل: الفاكهُ ذو الفُكاهة كالتامر واللاَّبن.
والتَّفاكُهُ: التَّمازُحُ.
وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ، والمُفاكهَةُ: المُمازحَةُ.
وفي المثل: لا تُفاكِه أَمَهْ ولا تَبُلْ على أَكَمَهْ.
والفَكِهُ: الطَّيِّبُ النفس، وقد فَكِهَ فَكَهاً. أَبو زيد: رجل فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان، وهو الطيب النفس المزَّاحُ؛ وأَنشد: إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ، قليل الأَذَى، فيما يُرَى الناسُ، مُسْلِمُ وفاكَهْتُ: مازَحْتُ.
ويقال للمرأَة: فَكِهةٌ، وللنساء فَكِهات.
وتَفَكَّهْتُ بالشيء: تَمَتَّعْتُ به.
ويقال: تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه.
والفَكِهُ: الذي يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم.
وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه: عَجِبَ. تقول: تفَكَّهْنا من كذا وكذا أي تعَجَّبْنا؛ ومنه قوله عز وجل: فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون؛ أَي تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم.
وقوله عز وجل: فاكِهين بما آتاهُم رَبُّهم؛ أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه، ومن قرأَ فَكِهينَ يقول فَرِحِين.
والفاكِهُ: الناعم في قوله تعالى: في شُغُل فاكِهونَ.
والفَكِهُ: المُعْجب.
وحكى ابن الأَعرابي: لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ له أَي لما أَعجبك.
وقوله تعالى: في شُغُلٍ فاكهون؛ أَي مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فيه. الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة: في شُغُلٍ فاكهون، بالأَلف، ويقرأُ فَكِهُون، وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون؛ قال أَبو منصور: لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد.أَبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا وكذا؛ وأَنشد: فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ، إذا غَدتْ نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ والفَكِهُ: الأَشِرُ البَطِرُ. من التَّفَكُّهِ.
وقرئ: ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ، أَي أَشِرينَ، وفاكهينَ أَي ناعمين. التهذيب: أََهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين، وما في وصف أهل النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين. قال الفراء في قوله تعالى: إنَّ المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ؛ قال: مُعْجبين بما آتاهم ربهم؛ وقال الزجاج: قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً، والنصب على الحال، ومعنى فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين.
والتَّفَكُّهُ: التنَدُّمُ.
وفي التنزيل: فظَلْتُم تَفكَّهون؛ معناه تَنَدَّمُون، وكذلك تَفَكَّنُون، وهي لغة لِعُكْل. اللحياني: أَزْدُ شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون، وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون. ابن الأَعرابي: تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت.
وأَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ.
والمُفْكِه من الإبلِ: التي يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ، والفعل كالفعل.
وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع، فهي مُفْكِةٌ. قال شمر: ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ، وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها؛ قال الأَحْوص: بَنِي عَمِّنا، لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إنني أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمر: أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا نِتاجُها؛ وأَنشد: مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ، قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً، وحانَ أَنْ تَلِدْ أي حانَ وِلادُها. قال: وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإبل والخيل والحُمُر والشاء، وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها، وقوم يجعلون المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء.
وفاكهٌ: اسم.
والفاكهُ: ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن الوليد.
وفُكَيْهةُ: اسم امرأَة، يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد سيبويه: تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة فُكَيْهةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ؟ يريد: هلْ شيءٌ.

عرس (مقاييس اللغة) [3]



العين والراء والسين أصل واحد صحيح تعود فروعُه إليه ، وهو الملازمة. قال الخليل: عَرِس به، إذا لزِمَه. فمن فروع هذا الأصل العِرْس: امرأة الرَّجل، ولبُؤة الأسد. قال امرؤ القيس:
كذَبتِ لقد أُصِبي على [المرء] عِرسَه      وأمنعُ عرسي أن يُزنَّ بها الخالي

ويقال إنّه يُقال للرجُل وامرأتِه عرسانِ؛ واحتجُّوا بقول علقمة:ورجل عَرُوسٌ في رجال عُرُس، وامرأةٌ عروسٌ في نسوةٍ عرائس وعُرُس.
وأنشد:
جَرَّتْ بها الهُوج أذيالاً مظاهرة      كما تجرُّ ثياب الفُوَّةِ العُرُسُ

وزعم الخليل أنّ العَرُوس نعتٌ للرّجُل والمرأة على فَعُول وقد استويا فيه، ما داما في تعريسهما أياماً إذا عَرَّس أحدهما بالآخَر.
وأحسنُ [من] ذلك أن يقال للرجل مُعْرِس، أي اتَّخذَ . . . أكمل المادة عَروساً.
والعرب تؤنّث العُرُْس . قال الراجز:
إنا وجَدْنا عُرُس الحَناطِ      مذمومةً لئيمةَ الحُوَّاط

وقال في المُعْرِس:
يمشي إذا أخذ الوليدُ برأسِهِ      مشياً كما يمشي الهجين المُعْرِسُ

قال أبو عمرو بن العلاء. يقال: أعرَسَ الرّجلُ بأهله، إذا بَنَى بها، يُعرِس إعراساً، وعَرَّس يُعرِّس تعريساً.
وربَّما اتسعوا فقالوا للغِشْيان: تعريس وإعراس.
ويقال: تعرَّس الرّجلُ لامرأته، أي تحبَّب إليها. قال يونس: وهو ما يدلُّ على القياس الذي قِسناه. [و] عَرس الصبيُّ بأمِّه يَعْرَس، تقديره علِمَ يعلم، وذلك إذا أُولِعَ بها ولزِمَها.
وكذلك عَرِسَ الرّجلُ بصاحبه. قال المعقِّر:وذكر الخليل: عَرِسَ يَعرَسُ عَرَساً، إذا بَطِر، ويقال: بل أعيا ونَكَل.
وهذا إنِّما يصحُّ إذا حُمِل على القياس الذي ذكرناه، وذلك أنْ يَعرَس عن الشَّيءِ بالشَّيء. قال الأصمعيّ: عَرِسَتِ الكلابُ عن الثَّور، أي بَطِرَتْ عنه.
وهذا على ما ذكرناه كأنّها شُغِلَتْ بغيره وعَرِسَتْ.قال يعقوب: العِرْس من الرِّجال: الذي لا يبرح القِتال، مثل الحِلْس.
وقال غيره: رجل عَرِسٌ مَرِسٌ.
ومن الباب العِرّيسُ: مأوَى الأسد في خِيسٍ من الشجر والغِياض، في أشدِّها التفافاً. فأمّا قول جرير:فإِنَّه يعني منبِت أصلِه في قَومِه.
ويقال عِرِّيس وعِرِّيسة.
وتقول العرب في أمثالها:ومن الباب التَّعريس: نُزول القوم في سفَرٍ من آخِر الليل، يقعون وَقْعةً ثميرتحلون. قلنا في هذا: وإِنّ خَفّ نزولُهم فهو محمولٌ على القياس الذي ذكرناه، لأنَّهم لا بدَّ [لهم] من المقام. قال زهير:
وعرَّسُوا ساعةً في كُثْب أسْنُمَةٍ      ومنهمُ بالقَسُوميّاتِ مُعتَرَكُ

وقال ذو الرُّمَّة:
معرّساً في بياض الصُّبح وَقْعتُه      وسائر السَّير إلاّ ذاك مُنجذِبُ

ومن الباب: عَرَستُ البعيرَ أعرِسُهُ عَرْساً، وهو أن تشدَّ عنقه مع يديه وهو باركٌ.
وهذا يرجع إلى ما قلناه.وممّا يقرُب من هذا الباب المعرَّس: الذي عُمِلَ لـه عُرْس ، وهو الحائطُ يُجعَل بينَ حائِطَي البَيْت، لا يبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف العَرس الداخل إلى أقصى البيت، ويسقّف البيتُ كلُّه.ومن أمثالهم: "لا مَخْبأَ لعِطرٍ بعدَ عروس"، وأصله أن رجلاً تزوّجَ امرأةً فلمَّا بنَى بها وجدها تَفِلَة، فقال لها: أين الطِّيب؟ فقالت: خَبَأته! فقال: لا مخبأَ لعطرٍ بعدَ عَروس.

خنف (لسان العرب) [3]


الخِنافُ: لِينٌ في أَرساغِ البعير. ابن الأَعرابي: الخِنافُ سُرْعةُ قَلْب يَدَيِ الفرس، تقول: خَنَفَ البعير يَخْنِفُ خِنافاً إذا سار فقلَب خُفَّ يده غلى وحْشِيِّه، وناقة خَنُوفٌ؛ قال الأَعشى: أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْها النَّجاء، وراجَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْرَدا وفي حديث الحجاج: إن الإبل ضُمَّزٌ خُنُفٌ؛ هكذا جاء في رواية بالفاء جمع خَنُوفٍ، وهي الناقة التي إذا سارت قَلَبَتْ خُفَّ يَدِها إلى وحْشِيِّه من خارجٍ. ابن سيده: خَنَفَتِ الدابةُ تَخْنِفُ خِنافاً وخُنوفاً، وهي خَنُوفٌ، والجمع خُنُفٌ: مالت بيديها في أَحد شِقَّيها من النَّشاط، وقيل: هو إذا لَوى الفرسُ حافِره إلى وحْشيِّه، وقيل: هو إذا أَحْضَر وثَنى رأْسَه ويديه في شِقّ. . . . أكمل المادة أَبو عبيدة: ويكون الخِنافُ في الخيل أَن يَثْنِيَ يَدَه ورأْسه في شق إذا أَحْضَر.
والخِنافُ: داء يأْخذ في الخيل في العَضُد. الليث: صَدْر أَخْنَفُ وظَهر أَخْنف، وخَنَفُه انْهِضامُ أَحد جانبيه. يقال: خَنَفَتِ الدابة تَخْنِفُ بيدها وأَنْفِها في السير أَي تضرب بهما نَشاطاً وفيه بعضُ المَيْل، وناقة خَنُوفٌ مِخْنافٌ.
والخَنُوفُ من الإبل: اللَّيِّنةُ اليدين في السير.
والخِنافُ في عُنُق الناقة: أَن تُمِيلَه إذا مُدَّ بزِمامِها.
وخَنَفَ الفرسُ يَخْنِفُ خَنْفاً، فهو خانِفٌ وخَنُوفٌ: أَمالَ أَنفَه إلى فارِسه.
وخنَف الرجلُ بأَنفه: تكبّر فهو خانِف.
والخانِفُ: الذي يشمخ بأَنفه من الكِبْر. يقال: رأَيته خانِفاً عنِّي بأَنفه.
وخنَفَ بأَنفه عني: لواه.
وخنَفَ البعيرُ يَخْنِفُ خَنْفاً وخِنافاً: لَوى أَنفه من الزِّمام.
والخانِفُ: الذي يُميلُ رأْسه إلى الزمام ويفعل ذلك من نشاطِه؛ ومنه قول أَبي وجزة: قد قلتُ، والعِيسُ النَّجائبُ تَغْتَلي بالقَوْمِ عاصِفةً خَوانِفَ في البُرى وبعير مخْنَفٌ (* قوله «مخنف» ضبط في الأصل النون بالفتح.): به خَنَفٌ.
والمِخْنافُ من الإبل: كالعَقِيم من الرجال، وهو الذي لا يُلْقِحُ إذا ضرَب. قال أَبو منصور: لم أَسمعِ المِخْنافَ بهذا المعنى لغير الليث وما أَدري ما صحّته.
والخَنِيفُ: أَرْدَأُ الكَتَّان.
وثوب خَنِيفٌ: رَديء ولا يكون إلا من الكتان خاصَّة، وقيل: الخَنِيف ثوب كَتّان أَبيض غليظ؛ قال أَبو زبيد: وأَبارِيق شِبْه أَعْناق طَيْر الماء، قد جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيف شبَّه الفِدام بالجَيْبِ، وجمع كل ذلك خُنُفٌ.
وفي الحديث: أَنَّ قوماً أَتوا النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فقالوا: تَخَرَّقَتْ عنا الخُنُف وأَحْرقَ بطوننا التمرُ؛ الخُنُف، واحدها خَنِيفٌ، وهو جِنْس من الكتّان أَردأُ ما يكون منه كانوا يلبسونها؛ وأَنشد في صفة طريق: على كالخَنِيفِ السَّحْقِ تَدْعُو به الصَّدَى، له قُلُبٌ عادِيَّةٌ وصحونُ والخَنِيفُ: الغَزِيرةُ، وفي رجز كعب: ومَذْقةٍ كطُرَّةِ الخَنِيفِ المَذْقةُ: الشَّرْبةُ من اللبن الممزوج، شبَّه لَوْنها بطُرّة الخَنِيفِ.
والخَنْدَفةُ: أَن يَمشِي مُفاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كأَنه يَغْرفُ بهما وهو من التَّبَختُر، وقد خَنْدف، وخصَّ بعضهم به المرأَة. ابن الأَعرابي: الخُنْدُوفُ الذي يَتَبَخْتَرُ في مَشْيه كِبْراً وبَطَراً. الأُتْرُجّةَ وما أَشبهها: قطَعَها، والقِطْعَةُ منه خَنَفَةٌ.
والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَربع أَصابعَ وتَسْتَعِينُ معها بالإبهام، ومنه حديث عبد الملك أَنه قال لحالب ناقة: كيف تَحْلِبُ هذه الناقة أَخْنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطراً؟ ومِخْنَفٌ: اسم معروف.
وخَيْنَفٌ: وادٍ بالحجاز؛ قال الشاعر: وأَعْرَضَتِ الجِبالُ السُّودُ دُوني، وخَيْنَفُ عن شِمالي والبَهِيمُ أَراد البُقْعَة فترك الصَّرْفَ.وأَبو مِخْنَفٍ، بالكسر: كُنْيةُ لُوط بن يحيى رجل من نَقَلَةِ السِّيَرِ.

كبر (لسان العرب) [3]


الكَبير في صفة الله تعالى: العظيم الجليل والمُتَكَبِّر الذي تَكَبَّر عن ظلم عباده، والكِبْرِياء عَظَمَة الله، جاءتْ على فِعْلِياء؛ قال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى المتكبر والكبير أَي العظيم ذو الكبرياء، وقيل: المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عُتاةِ خَلْقه، والتاء فيه للتفرّد والتَّخَصُّصِ لا تاء التَّعاطِي والتَّكَلُّف.
والكِبْرِياء: العَظَمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بها إلا الله تعالى، وقد تكرر ذكرهما في الحديث، وهما من الكِبْرِ، بالكسر، وهو العظمة.
ويقال كَبُرَ بالضم يَكْبُرُ أَي عَظُمَ، فهو كبير. ابن سيده: الكِبَرُ نقيض الصِّغَرِ، كَبُرَ كِبَراً وكُبْراً فهو كبير وكُبَار وكُبَّار، بالتشديد إذا . . . أكمل المادة أَفرط، والأُنثى بالهاء، والجمع كِبارٌ وكُبَّارونَ.
واستعمل أَبو حنيفة الكِبَرَ في البُسْر ونحوه من التمر، ويقال: علاه المَكْبَِرُ، والاسم الكَبْرَةُ، بالفتح، وكَبُرَ بالضم يَكْبُر أَي عظم.
وقال مجاهد في قوله تعالى: قال كَبِيرُهم أَلم تعلموا أَن أَباكم؛ أَي أَعْلَمُهم لأَنه كان رئيسهم وأَما أَكبرهم في السِّنِّ فَرُوبِيلُ والرئيسُ كان شَمْعُونَ؛ قال الكسائي في روايته: كَبيرهم يَهُوذا.
وقوله تعالى: إنه لكبيركم الذي علَّمكم السِّحْرَ؛ أَي مُعَلِّمكم ورئيسكم.
والصبي بالحجاز إِذا جاء من عند مُعَلِّمه قال: جئت من عند كَبيري.
واسْتَكْبَر الشيءَ: رآه كبيراً وعَظُمَ عنده؛ عن ابن جني.
والمَكْبُوراء: الكِبَارُ.
ويقال: سادُوك كابِراً عن كابِرٍ أَي كبيراً عن كبير، ووَرِثُوا المَجْدَ كابِراً عن كابِرٍ، وأَكْبَرَ أَكْبَرَ.
وفي حديث الأَقْرَعِ والأَبْرَصِ: ورِثْتُه كابِراً عن كابِرٍ أَي ورثته عن آبائي وأَجدادي كبيراً عن كبير في العز والشرف. التهذيب: ويقال ورثوا المجد كابراً عن كابر أَي عظيماً وكبيراً عن كبير.
وأَكْبَرْتُ الشيءَ أَي استعظمته. الليث: المُلوك الأَكابِرُ جماعة الأَكْبَرِ ولا تجوز النَّكِرَةُ فلا تقول مُلوك أَكابِرُ ولا رجالٌ أَكابِرُ لأَنه ليس بنعت إِنما هو تعجب.
وكَبَّرَ الأَمْرَ: جعله كبيراً، واسْتَكْبَرَه: رآه كبيراً؛ وأَما قوله تعالى: فلما رَأَيْنَه أَكْبَرْنَه؛فأَكثر المفسرين يقولون: أَعظَمْنَه.
وروي عن مجاهد أَنه قال: أَكبرنه حِضْنَ وليس ذلك بالمعروف في اللغة؛ وأَنشد بعضهم: نَأْتي النساءَ على أَطْهارِهِنّ، ولا نأْتي النساءَ إِذا أَكْبَرْنَ إِكْباراً قال أَبو منصور: وإِن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وذلك أَن المرأَة أَوَّلَ ما تحيض فقد خرجت من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى حد الكِبَر، فقيل لها: أَكْبَرَتْ أَي حاضت فدخلت في حد الكِبَر المُوجِبِ عليها الأَمْرَ والنهي.
وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: سأَلت رجلاً من طَيِّء فقلت: يا أَخا طيء، أَلك زوجة؟ قال: لا والله ما تزوّجت وقد وُعِدْتُ في ابنة عم لي، قلت: وما سِنُّها؟ قال: قد أَكْبَرَتْ أَو كَبِرَت، قلت: ما أَكْبَرَتْ؟ قال: حاضت. قال أَبو منصور: فلغة الطائي تصحح أَن إِكْبارَ المرأَة أَول حيضها إِلا أَن هاء الكناية في قوله تعالى أَكْبَرْنَهُ تنفي هذا المعنى، فالصحيح أَنهن لما رأَين يوسف راعَهُنَّ جَمالُه فأَعظمنه.
وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: فلما رأَينه أَكبرنه، قال: حِضْنَ؛ قال أَبو منصور: فإِن صحت الرواية عن ابن عباس سلمنا له وجعلنا الهاء في قوله أَكبرنه هاء وقفة لا هاء كناية، والله أَعلم بما أَراد.
واسْتِكْبارُ الكفار: أَن لا يقولوا لا إِله إِلاَّ اللهُ؛ ومنه قوله: إِنهم كانوا إِذا قيل لهم لا إِله إِلا الله يستكبرون؛ وهذا هو الكِبْرُ الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن من كان في قلبه مِثْقالُ ذَرَّة من كِبْرٍ لم يدخل الجنة، قال: يعني به الشرك، والله أَعلم، لا أَن يتكبر الإِنسان على مخلوق مثله وهو مؤمن بريه.
والاستكبار: الامتناع عن قبول الحق مُعاندة وتَكَبُّراً. ابن بُزُرْجٍ: يقال هذه الجارية من كُبْرَى بناتِ فلان ومن صُغْرَى بناته، يريدون من صِغارِ بناته، ويقولون من وُسْطى بنات فلان يريدون من أَوساط بنات فلان، فأَما قولهم: الله أَكبر، فإِن بعضهم يجعله بمعنى كَبِير، وحمله سيبويه على الحذف أَي أَكبر من كل شيء، كما تقول: أَنت أَفضلُ، تريد: من غيرك.
وكَبَّرَ: قال: الله أَكبر.
والتكبير: التعظيم.
وفي حديث الأَذان: الله أَكبر. التهذيب: وأَما قول المصلي الله أَكبر وكذلك قول المؤذن ففيه قولان: أَحدهما أَن معناه الله كبير فوضع أَفعل موضع فَعِيل كقوله تعالى: وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي هو هَيِّنٌ عليه؛ ومثله قول مَعْنِ بن أَوس: لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِني لأَوْجَلُ معناه إِني وَجِل، والقول الآخر ان فيه ضميراً، المعنى الله أَكْبَرُ كَبيرٍ، وكذلك الله الأَعَزُّ أَي أَعَزُّ عَزيز؛ قال الفرزدق: إِن الذي سَمَكَ السماءَ بَنَى لنا بيتاً، دَعائِمُه أَعَزُّ وأَطْوَلُ أَي عزيزة طويلة، وقيل: معناه الله أَكبر من كل شيء أَي أَعظم، فحذف لوضوح معناه، وأَكبر خبر، والأَخبار لا ينكر حذفها، وقيل: معناه الله أَكبر من أن يُعْرف كُنْه كبريائه وعظمته، وإِنما قُدِّرَ له ذلك وأُوّلَ لأَن أَفعل فعل يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة كالأَكْبَر وأَكْبَر القَوْمِ، والراء في أَكبر في الأَذان والصلاة ساكنة لا تضم للوقف، فإِذا وُصِلَ بكلام ضُمَّ.
وفي الحديث: كان إِذا افتتح الصلاة قال: الله أَكبر كبيراً، كبيراً منصوب بإِضمار فعل كأَنه قال أُكَبِّرُ كَبيراً، وقيل: هو منصوب على القطع من اسم الله.
وروى الأَزهري عن ابن جُبَيْر ابن مُطْعِم عن أَبيه: أَنه رأَى النبي، صلى الله عليه وسلم، يصلي قال: فكَبَّرَ وقال: الله أَكبر كبيراً، ثلاث مرات، ثم ذكر الحديث بطوله؛ قال أَبو منصور: نصب كبيراً لأَنه أَقامه مقام المصدر لأَن معنى قوله الله أَكْبَرُ أَُكَبِّرُ اللهَ كَبيراً بمعنى تَكْبِيراً، يدل على ذلك ما روي عن الحسن: أَن نبي الله، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا قام إِلى صلاته من الليل قال: لا إِله إِلا الله، الله أَكبر كبيراً، ثلاث مرات، فقوله كبيراً بمعنى تكبيراً فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي، وقوله: الحمد لله كثيراً أَي أَحْمَدُ الله حَمْداً كثيراً.
والكِبَرُ: في السن؛ وكَبِرَ الرجلُ والدابةُ يَكْبَرُ كِبَراً ومَكْبِراً، بكسر الباء، فهو كبير: طعن في السن؛ وقد عَلَتْه كَبْرَةٌ ومَكْبُرة ومَكْبِرَة ومَكْبَرٌ وعلاه الكِبَرُ إِذا أَسَنَّ.
والكِبَرُ: مصدر الكبِيرِ في السِّنِّ من الناس والدواب.
ويقال للسيف والنَّصْلِ العتيقِ الذي قَدُمَ: عَلَتْهُ كَبْرَة؛ ومنه قوله: سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللاتي عَلَتْها، بِيَثْرِبَ، كَبْرَةُ بعد المُرونِ ابن سيده: ويقال للنصل العتيق الذي قد علاه صَدَأٌ فأَفسده: علته كَبْرَةٌ.
وحكى ابن الأَعرابي: ما كَبَرَني (* قوله« ما كبرني إلخ» بابه نصر كما في القاموس.) إِلا بسنة أَي ما زاد عَلَيَّ إِلا ذلك. الكسائي: هو عِجْزَةُ وَلَدِ أَبويه آخِرُهم وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه أَي أَكبرهم.
وفي الصحاح: كِبْرَةُ ولد أَبويه إِذا كان آخرهم، يستوي فيه الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، فإِذا كان أَقعدَهم في النسب قيل: هو أَكْبَرُ قومه وإِكْبِرَّةُ قومه، بوزن إِفْعِلَّة، والمرأَة في ذلك كالرجل. قال أَبو منصور: معنى قول الكسائي وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه ليس معناه أَنه مثل عِجْزَة أَي أَنه آخرهم، ولكن معناه أَن لفظه كلفظه، وأَنه للمذكر والمؤنث سواء، وكِبْرَة ضِدُّ عِجْزَة لأَن كِبْرة بمعنى الأَكْبَر كالصِّغْرَة بمعنى الأَصْغَر، فافهم.
وروى الإِيادي عن شمر قال: هذا كبْرَة ولد أَبويه للذكر والأُنثى، وهو آخر ولد الرجل، ثم قال: كِبْرَة ولد أَبيه بمعنى عِجْزة.
وفي المؤلف للكسائي: فلان عِجْزَةُ ولَدِ أَبيه آخرهم، وكذلك كِبْرَة ولد أَبيه، قال الأَزهري: ذهب شمر إِلى أَن كِبْرَة معناه عِجْزَة وإِنما جعله الكسائي مثله في اللفظ لا في المعنى. أَبو زيد: يقال هو صِغْرَةُ ولد أَبيه وكِبْرَتُهم أَي أَكبرهم، وفلان كِبْرَةُ القوم وصِغْرَةُ القوم إِذا كان أَصْغَرَهم وأَكبرهم. الصحاح: وقولهم هو كُبْرُ قومه، بالضم، أَي هو أَقْعَدُهم في النسب.
وفي الحديث: الوَلاءُ للكُبْرِ، وهو أَن يموت الرجل ويترك ابناً وابن ابن، فالولاء للابن دون ابن الابن.
وقال ابن الأَثير في قوله الولاء للكُبْر أَي أَكْبَرِ ذرية الرجل مثل أَن يموت عن ابنين فيرثان الولاء، ثم يموت احد الابنين عن أَولاد فلا يرثون نصيب أَبيهما من الولاء، وإِنما يكون لعمهم وهو الابن الآخر. يقال: فلان كُبْر قومه بالضم إِذا كان أَقعدَهم في النسب، وهو أَن ينتسب إِلى جده الأَكبر بآباء أَقل عدداً من باقي عشيرته.
وفي حديث العباس: إِنه كان كُبْرَ قومه لأَنه لم يبق من بني هاشم أَقرب منه إِليه في حياته.
وفي حديث القسامة: الكُبْرَ الكُبْرَ أَي لِيَبْدَإِ الأَكْبَرُ بالكلام أَو قَدِّموا الأَكْبَر إِرْشاداً إِلى الأَدب في تقديم الأَسَنِّ، ويروى: كَبِّر الكُبْرَ أَي قَدِّمِ الأَكبر.
وفي الحديث: أَن رجلاً مات ولم يكن له وارث فقال: ادْفعوا ماله إِلى أَكْبَرِ خُزاعة أَي كبيرهم وهو أَقربهم إِلى الجد الأَعلى.
وفي حديث الدفن: ويجعل الأَكْبَرُ مما يلي القبلة أَي الأَفضل، فإِن استووا فالأَسن.
وفي حديث ابن الزبير وهدمه الكعبة: فلما أَبرَزَ عن رَبَضه دعا بكُبْرِه فنظروا إِليه أَي بمشايخه وكُبَرائه، والكُبْرُ ههنا: جمع الأَكْبَرِ كأَحْمَر وحُمْر.
وفلان إِكْبِرَّة قومه، بالكسر والراء مشددة، أَي كُبْرُ قومه، ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. ابن سيده: وكُبْرُ وَلَدِ الرجل أَكْبَرُهم من الذكور، ومنه قولهم: الولاء للكُبْر.
وكِبْرَتُهم وإِكبِرَّتُهم: ككُبرهم. الأَزهري: ويقال فلان كُبُرُّ ولد أَبيه وكُبُرَّةُ ولد أَبيه، الراء مشددة، هكذا قيده أَبو اليثم بخطه.
وكُبْرُ القوم وإِكْبِرَّتُهم: أَقعدهم بالنسب، والمرأَة في ذلك كالرجل، وقال كراع: لا يوجد في الكلام على إِفْعِلٍّ إِكْبِرٌّ.
وكَبُرَ الأَمْرُ كِبَراً وكَبارَةً: عَظُمَ.
وكلُّ ما جَسُمَ، فقد كَبُرَ.
وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُونُوا حجارَةً أَو حديداً أَو خلقاً مما يَكْبُر في صدوركم؛ معناه كونوا أَشد ما يكون في أَنفسكم فإِني أُمِيتكم وأُبْلِيكم.
وقوله عز وجل: وإِن كانت لَكَبيرةً إِلا على الذين هَدَى اللهُ؛ يعني وإِن كان اتباعُ هذه القبلة يعني قبلة بيت المقدس إِلاَّ فَعْلَة كبيرة؛ المعنى أَنها كبيرة على غير المخلصين، فأَما من أَخلص فليست بكبيرة عليه. التهذيب: إِذا أَردت عِظَمَ الشيء قلت: كَبُرَ يَكْبُرُ كِبَراً، كما لو قلت: عَظُمَ يَعظُم عِظَماً.
وتقول: كَبُرَ الأَمْرُ يَكْبُر كَبارَةً.
وكُِبْرُ الشيء أَيضاً: معظمه. ابن سيده: والكِبْرُ معظم الشيء، بالكسر، وقوله تعالى: والذي تولى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم؛ قال ثعلب: يعني معظم الإِفك؛ قال الفراء: اجتمع القراء على كسر الكاف وقرأَها حُمَيْدٌ الأَعرج وحده كُبْرَه، وهو وجه جيد في النحو لأن العرب تقول: فلان تولى عُظْمَ الأَمر، يريدون أَكثره؛ وقال ابن اليزيدي: أَظنها لغة؛ قال أَبو منصور: قاسَ الفراء الكُبْرَ على العُظْمِ وكلام العرب على غيره. ابن السكيت: كِبْرُ الشيء مُعْظَمُه، بالكسر؛ وأَنشد قول قَيْسِ بن الخَطِيمِ:تَنامُ عن كِبْرِ شأْنِها، فإِذا قامَتْ رُوَيْداً، تَكادُ تَنْغَرِفُ وورد ذلك في حديث الإِفك: وهو الذي تَوَلَّى كِبْرَه أَي معظمه، وقيل: الكِبر الإِثم وهو من الكبيرة كالخِطْءِ من الخَطيئة.
وفي الحديث أَيضاً: إِن حسان كان ممن كَبَّر عليها.
ومن أَمثالهم: كِبْرُ سِياسَةِ الناس في المال. قال: والكِبْرُ من التَّكَبُّرِ أَيضاً، فأَما الكُبْرُ، بالضم، فهو أَكْبَرُ ولد الرجل. ابن سيده: والكِبْرُ الإِثم الكبير وما وعد الله عليه النار.
والكِبْرَةُ: كالكِبْرِ، التأْنيث على المبالغة.
وفي التنزيل العزيز: الذين يَجْتَنِبُون كبائرَ الإِثم والفَواحشَ.وفي الأَحاديث ذكر الكبائر في غير موضع، واحدتها كبيرة، وهي الفَعْلةُ القبيحةُ من الذنوب المَنْهِيِّ عنها شرعاً، العظيم أَمرها كالقتل والزنا والفرار من الزحف وغير ذلك، وهي من الصفات الغالبة.
وفي الحديث عن ابن عباس: أَن رجلاً سأَله عن الكبائر: أَسَبْعٌ هي ففقال: هي من السبعمائة أَقْرَبُ إِلا أَنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إِصرار.
وروى مَسْرُوقٌ قال: سُئِلَ عبد الله عن الكبائر فقال: ما بين فاتحة النساء إِلى رأْس الثلثين.
ويقال: رجل كَبِير وكُبارٌ وكُبَّارٌ؛ قال الله عز وجل: ومَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً.
وقوله في الحديث في عذاب القبر: إِنهما ليعذبان وما يُعَذَّبان في كَبير أَي ليس في أَمر كان يَكْبُر عليهما ويشق فعله لو أَراداه، لا أَنه في نفسه غير كبير، وكيف لا يكون كبيراً وهما يعذبان فيهف وفي الحديث: لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كِبر؛ قال ابن الأَثير: يعني كِبْرَ الكفر والشرك كقوله تعالى: إِن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين؛ أَلا تَرى أَنه قابله في نقيضه بالإِيمان فقال: ولا يَدْخُلُ النارَ من في قلبه مثل ذلك من الإِيمان؛ أَراد دخول تأْبيد؛ وقيل: إِذا دَخَلَ الجنةَ نُزِعَ ما في قلبه من الكِبر كقوله تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ؛ ومنه الحديث: ولكنّ الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ؛ هذا على الحذف، أَي ولكنّ ذا الكبر مَن بَطِرَ، أَو ولكنَّ الكِبْرَ كِبْرُ من بَطِر، كقوله تعالى: ولكنَّ البِرَّ من اتقى.
وفي الحديث: أَعُوذ بك من سُوءِ الكِبر؛ يروى بسكون الباء وفتحها، فالسكون من هذا المعنى، والفتح بمعنى الهَرَم والخَرَفِ.
والكِبْرُ: الرفعة في الشرف. ابن الأَنباري: الكِبْرِياء الملك في قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء في الأَرض؛ أَي الملك. ابن سيده: الكِبْر، بالكسر، والكبرياء العظمة والتجبر؛ قال كراع: ولا نظير له إِلا السِّيمِياءُ العَلامةُ، والجِرْبِياءُ الريحُ التي بين الصَّبا والجَنُوب، قال: فأَما الكِيمياء فكلمة أَحسبها أَعجمية.
وقد تَكَبَّر واستكْبَر وتَكابَر وقيل تَكَبَّرَ: من الكِبْر، وتَكابَر: من السِّنّ.
والتكَبُّر والاستِكبار: التَّعظّم.
وقوله تعالى: سأَصْرِفُ عن آياتيَ الذين يَتَكَبَّرون في الأَرض بغير الحق؛ قال الزجاج: أَي أَجْعَلُ جزاءَهم الإِضلال عن هداية آياتي؛ قال: ومعى يتكبرون أَي أَنهم يَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق وأَن لهم من الحق ما ليس لغيرهم، وهذه الصفة لا تكون إِلا لله خاصة لأَن الله، سبحانه وتعالى، هو الذي له القدرة والفضل الذي ليس لأَحد مثله، وذلك الذي يستحق أَن يقال له المُتَكَبِّر، وليس لأَحد أَن يتكبر لأَن الناس في الحقوق سواء، فليس لأَحد ما ليس لغيره فالله المتكبر، وأَعْلَم اللهُ أَن هؤلاء يتكبرون في الأَرض بغير الحق أَي هؤلاء هذه صفتهم؛ وروي عن ابن العباس أَنه قال في قوله يتكبرون في الأَرض بغير الحق: من الكِبَر لا من الكِبْرِ أَي يتفضلون ويَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق.
وقوله تعالى: لَخَلْقُ السموات والأَرض أَكبر من خلق الناس؛ أَي أَعجب. أَبو عمرو: الكابِرُ السيدُ، والكابِرُ الجَدُّ الأَكْبَرُ.
والإِكْبِرُ والأَكْبَرُ: شيء كأَنه خبيص يابس فيه بعض اللين ليس بشمع ولا عسل وليس بشديد الحلاوة ولا عذب، تجيء النحل به كما تجيء بالشمع.
والكُبْرى: تأْنيث الأَكْبَر والجمع الكُبَرُ، وجمع الأَكْبَرِ الأَكابِرُ والأَكْبَرُون، قال: ولا يقال كُبْرٌْ لأَن ههذ البنية جعلت للصفة خاصة مثل الأَحمر والأَسود، وأَنت لا تصف بأَكبر كما تصف بأَحمر، لا تقول هذا رجل أَكبر حتى تصله بمن أَو تدخل عليه الأَلف واللام.
وفي الحديث: يَوْم الحَجِّ الأَكْبَرِ، قيل: هو يوم النحر، وقيل: يوم عرفة، وإِنما سمي الحج الأَكبر لأَنهم يسمون العمرة الحج الأَصغر.
وفي حديث أَبي هريرة: سَجَدَ أَحدُ الأَكْبَرَيْنِ في: إِذا السماءُ انشَقَّتْ؛ أَراد الشيخين أَبا بكر وعمر.
وفي حديث مازِنٍ: بُعِثَ نبيّ من مُضَر بدين الله الكُبَر، جمع الكبرى؛ ومنه قوله تعالى: إِنها لإِحدى الكُبَرِ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره بشرائع دين الله الكُبَرِ.
وقوله في الحديث: لا تُكابِرُوا الصلاةَ بمثلها من التسبيح في مقام واحد كأَنه أَراد لا تغالبوها أَي خففوا في التسبيح بعد التسليم، وقيل: لا يكن التسبيح الذي في الصلاة أَكثر منها ولتكن الصلاة زائدة عليه. شمر: يقال أَتاني فلان أَكْبَرَ النهار وشَبابَ النهار أَي حين ارتفع النهار، قال الأَعشى: ساعةً أَكْبَرَ النهارُ، كما شدَّ مُحِيلٌ لَبُونَه إِعْتاما يقول: قتلناهم أَول النهار في ساعة قَدْرَ ما يَشُدّ المُحِيلُ أَخْلافَ إِبله لئلا يَرْضَعَها الفُصْلانُ.
وأَكْبَر الصبيُّ أَي تَغَوَّطَ، وهو كناية.
والكِبْرِيتُ: معروف، وقولهم أَعَزُّ من الكبريت الأَحمر، إِنما هو كقولهم: أَعَزُّ من بَيْضِ الأَنُوقِ.
ويقال: ذَهَبٌ كِبْرِيتٌ أَي خالص؛ قال رُؤْبَةُ ابنُ العَجَّاج بن رؤبة: هل يَنْفَعَنّي كذبٌ سِخْتِيتُ، أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ؟ والكَبَرُ: الأَصَفُ، فارسي معرب.
والكَبَرُ: نبات له شوك.
والكَبَرُ: طبل له وجه واحد.
وفي حديث عبد الله بن زيد صاحب الأَذان: أَنه أَخَذَ عوداً في منامه ليتخذ منه كَبَراً؛ رواه شمر في كتابه قال: الكبر بفتحتين الطبلُ فيما بَلَغَنا، وقيل: هو الطبل ذو الرأْسين، وقيل: الطبل الذي له وجه واحد.
وفي حديث عطاء: سئل عن التعويذ يعلق على الحائط، فقال: إِن كان في كَبَرٍ فلا بأْس أَي في طبل صغير، وفي رواية: إِن كان في قَصَبَةٍ، وجمعه كِبارٌ مثل جَمَلٍ وجِمالٍ.
والأَكابِرُ: إَحياء من بكر بن وائل، وهم شَيْبانُ وعامر وطلحة من بني تَيْم الله بن ثعلبة بن عُكابَة أَصابتهم سنة فانْتَجَعُوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونزلوا على بَدْرِ بن حمراء الضبي فأَجارهم ووفى لهم، فقال بَدْرٌ في ذلك: وَفَيْتُ وفاءً لم يَرَ الناسُ مِثْلَهُ بتِعشارَ، إِذ تَحْبو إِليَّ الأَكابِرُ والكُِبْرُ في الرِّفْعةِ والشَّرَف؛ قال المَرَّارُ: ولِيَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها، ولِيَ الهامَةُ فيها والكُبُرْ وذُو كِبار: رجل.
وإِكْبِرَةُ وأَكْبَرَةُ: من بلاد بني أَسد؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسيّ: فما شَهِدَتْ كَوادِسُ إِذْ رَحَلْنا، ولا عَتَبَتْ بأَكْبَرَةَ الوُعُولُ

فرح (لسان العرب) [1]


الفَرَحُ: نقيض الحُزْن؛ وقال ثعلب: هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً، ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح، عن ابن جني، وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة؛ قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه.
والفَرَحُ أَيضاً: البَطَرُ. تعالى: لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يحب الفَرِحينَ؛ قال الزجاج: معناه، والله أَعلم: لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة؛ وقيل: لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ، والمعنيان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ.
والمِفْراحُ: الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ، وهو الكثير الفَرَح؛ وقد أَفْرَحه وفَرَّحَه.
والفُرْحَة والفَرْحة: المَسَرَّة.
وفَرِحَ به: سُرَّ.
والفُرْحة أَيضاً: ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو . . . أكمل المادة تثيبه به مكافأَة له.
وفي حديث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى.
وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ: أَثقله؛ والمُفْرَحُ: المُثْقَلُ بالدَّين؛ وأَنشد أَبو عبيدة لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ: إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلاَّءَ، صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً، وتَحْمِلُ أُخْرَى، أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ ورجل مُفْرَحٌ: محتاج مغلوب؛ وقيل: فقير لا مال له.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا يُتْرَكُ في الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لا يترك في أَخلافِ المسلمين حتى يُوَسَّعَ عليه ويُحْسَنَ إِليه؛ قال أَبو عبيد: المُفْرَحُ الذي قد أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله ولا يجد قضاءه؛ وقيل: أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظهره. قال الزُّهريُّ: كان في الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار: أَن لا يتركوا مُفْرَحاً حتى يعينوه على ما كان من عَقْل أَو فِداء؛ قال: والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ، وكذلك قال الأَصمعي قال: هو الذي أَثقله الدين؛ يقول: يُقْضَى عنه دينُه من بيت المال ولا يُتْرَكُ مَدِيناً، وأَنكر قولهم مُفْرَج، بالجيم؛ الأَزهري: من قال مُفْرَحٌ، فهو الذي أَثقله العيال وإِن لم يكن مُداناً.
والمُفْرَح: الذي لا يُعرف له نسب ولا وَلاءٌ، وروى بعضهم هذه بالجيم.
وأَفْرَحه: سَرَّه، يقال: ما يَسُرُّني بهذا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به، ولا تقل مَفْرُوحٌ. الأَزهري: يقال ما يَسُرُّني به مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ، فالمَفْرُوح الشيء الذي أَنا به أَفْرَحُ، والمُفْرِحُ الشيء الذي يُفْرِحُني؛ وروي عن الأَصمعي: يقال ما يَسُرُّني به مُفْرِحٌ ولا يجوز مَفْرُوح، قال: وهذا عنده مما تَلْحَنُ فيه العامة؛ قال أَبو عبيد: ومن قال مُفْرَجٌ، فهو الذي يُسْلِمُ ولا يوالي أَحداً فإِذا جنى جنايةً كانت جنايته على بيت المال لأَنه لا عاقلة له.
والتَفْريح: مثل الإِفراح؛ وتقول: لك عندي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني، وفُرْحةٌ. قال ابن الأَثير: وأَفْرَحَه إِذا غَمَّه، وحقيقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَيْته إِذا أَزلت شَكْواه، والمُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلى أَن يخرج عنها، ويروى بالجيم، وقد تقدم ذكره؛ وفي حديث عبد الله بن جعفر: ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجعلت تُفْرِحُ له؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى: كذا وجدته بالحاء المهملة، قال: وقد أَضْرَبَ الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث، فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفْرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إِذا أَثقله، وإِن كانت بالجيم، فهو من المُفْرَجِ الذي لا عشيرة له، فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم؟ والمُفْرَحُ: القتيل يوجد بين القريتين، ورويت بالجيم أَيضاً.
وروى ابن الأَعرابي: أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني.
والفُرْحانةُ (* قوله «والفرحانة» بضم الفاء بضبط الأصل، وبفتحها بضبط المجد، واتفقا على ضبط القرحان بالقاف مضمومة.): الكَمْأَةُ البيضاء؛ عن كراع؛ قال ابن سيده والذي رويناه قرحان، بالقاف، وسنذكره.
والمُفَرِّحُ: دواء معروف.

بهت (لسان العرب) [1]


بَهَتَ الرجلَ يَبْهَتُه بَهْتاً، وبَهَتاً، وبُهْتاناً، فهو بَهَّات أَي قال عليه ما لم يفعله، فهو مَبْهُوتٌ.
وبَهَتَه بَهْتاً: أَخذه بَغْتَةً.
وفي التنزيل العزيز: بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم؛ وأَما قول أَبي النجم: سُبِّي الحَماةَ وابْهَتِي عليها (* قوله «وابهتي عليها» قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف وتحريف، والرواية وانهتي عليها، بالنون من النهيت وهو الصوت اهـ.» فإِنَّ على مقحمة، لا يقال بَهَتَ عليه، وإِنما الكلامُ بَهَتَه؛ والبَهِيتَةُ البُهْتانُ. قال ابن بري: زعم الجوهري أَنَّ على في البيت مقحمة أَي زائدة؛ قال: إِنما عَدَّى ابْهَتي بعلى، لأَنه بمعنى افتَرِي عليها.
والبُهْتانُ: افتراءٌ.
وفي التنزيل العزيز: ولا يَأْتِينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرِينَه؛ قال: ومثله مما عُدِّيَ بحرف . . . أكمل المادة الجَرِّ، حملاً على معنى فِعْل يُقاربه بالمعنى، قوله عز وجلّ: فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفُون عن أَمره؛ تقديره: يَخْرُجون عن أَمره، لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عن الطاعة. قال: ويجب على قول الجوهري أَنْ تجعل عن في الآية زائدةً، كما جعل على في البيت زائدة، وعن وعلى ليستا مما يزاد كالباء.
وباهَتَه: اسْتقْبله بأَمر يَقْذِفُه به، وهو منه بريء، لا يعلمه فَيَبْهَتُ منه، والاسم البُهْتانُ.
وبَهَتُّ الرجلَ أَبْهَتُهُ بَهْتاً إِذا قابلته بالكذب.
وقوله عز وجلّ: أَتأْخُذُونه بُهْتاناً وإِثماً مُبِيناً؛ أَي مُباهِتين آثِمِين. قال أَبو إِسحق: البُهْتانُ الباطلُ الذي يُتَحَيَّرُ من بُطْلانِه، وهو من البَهْتِ التَّحَيُّر، والأَلف والنون زائدتان، وبُهْتاناً موضعُ المصدر، وهو حال؛ المعنى: أَتأْخذونه مُباهِتين وآثِمِين؟ وبَهَتَ فلانٌ فلاناً إِذا كَذَب عليه، وبَهِتَ وبُهِتَ إِذا تَحَيَّر.
وقولُه عز وجل: ولا يأْتينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرينه؛ أَي لا يأْتين بولد عن معارضة من غير أَزواجهنّ، فيَنْسُبْنه إِلى الزوج، فإِن ذلك بُهْتانٌ وفِرْيةٌ؛ ويقال: كانت المرأَةُ تَلْتَقِطُه فتَتَبَنَّاه.
وقال الزجاج في قوله: بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم؛ قال: تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً.
والبَهُوتُ: المُباهِتُ، والجمع بُهُتٌ وبُهوتٌ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن بُهُوتاً جمع باهِت، لا جمع بَهُوت، لأَن فاعِلاً مما يجمع على فُعُول، وليس فُعُولٌ مما يُجْمَع عليه. قال: فأَما ما حكاه أَبو عبيد، مِن أَن عُذُوباً جمع عَذُوبٍ فغَلَطٌ، إِنما هو جمع عاذِبٍ، فأَما عَذوبٌ، فجمع عُذُبٌ.
والبُهْتُ والبَهِيتَةُ: الكَذِبُ.
وفي حديث الغِيبةِ: وإِن لم يكن فيه ما نقول، فقد بَهَتَّه أَي كذَبْتَ وافْتَرَيْتَ عليه.
وفي حديث ابن سَلام في ذكر اليهود: أَنهم قومٌ بُهْتٌ؛ قال ابن الأَثير: هو جمع بَهُوتٍ، مِن بناء المبالغة في البَهْتِ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ، ثم يسكن تخفيفاً.
والبَهْتُ: الانقطاعُ والحَيْرَة. رأَى شيئاً فبُهِتَ: يَنْظُرُ نَظَر المُتَعَجِّب؛ وأَنشد: أَأَنْ رأَيْتَ هامَتِي كالطَّسْتِ، ظَلِلْتَ تَرْمِيني بقَوْلٍ بُهْتِ؟ وقد بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الخَّصْمُ: اسْتَوْلَتْ عليه الحجَّة.
وفي التنزيل العزيز: فبُهِتَ الذي كَفَر؛ تأْويلُه: انْقَطَع وسكتَ متحيراً عنها. ابن جني: قرأَه ابن السَّمَيْفَع: فبَهَتَ الذي كفر؛ أَراد فبَهَتَ إِبراهيمُ الكافرَ، فالذي على هذا في موضع نصب. قال: وقرأَه ابن حَيْوَةَ فبَهُتَ، بضم الهاء، لغة في بَهِتَ. قال: وقد يجوز أَن يكون بَهَتَ، بالفتح، لغةً في بَهِتَ. قال: وحكى أَبو الحسن الأَخفشُ قراءة فبَهِتَ، كَخَرِقَ، ودَهِشَ؛ قال: وبَهُتَ، بالضم، أَكثر من بَهِتَ، بالكسر، يعني أَن الضمة تكون للمبالغة، كقولهم لَقَضُوَ الرجلُ. الجوهري: بَهِتَ الرجلُ، بالكسر، وعَرِسَ وبَطِرَ إِذا دَهِشَ وَتحَيَّر.
وبَهُتَ، بالضم، مثله، وأَفصحُ منهما بُهِتَ، كما قال عز وجل: فبُهِتَ الذي كَفَر؛ لأَِنه يقال رجل مَبْهُوتٌ، ولا يقال باهِتٌ، ولا بَهِيتٌ.
وبَهَتَ الفَحْلَ عن الناقة: نَحّاه ليَحْمِلَ عليها فَحْلٌ أَكرمُ منه.
ويقال: يا لِلْبَهِيتَةِ، بكسر اللام، وهو استغاثة.
والبَهْتُ: حِسابٌ من حِسابِ النجوم، وهو مَسيرها المُسْتوي في يوم؛ قال الأَزهري: ما أُراه عَرَبياً، ولا أَحْفَظُه لغيره.
والبَهْتُ: حَجَرٌ معروف.

زهف (لسان العرب) [1]


الإِزْهافُ: الكَذِبُ.
وفيه ازْدِهافٌ أَي كذب وتَزَيُّدٌ.
وأَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً: أَخبر القوم من أَمره بأَمر، لا يَدْرُون أَحَقٌّ هو أَم باطل.
وأَزْهَفَ إليه حديثاً وازْدَهَفَ: أَسْنَد إليه قولاً ليس بحَسَنٍ.
وأَزْهَفَ لنا في الخبر وازْدَهَفَ: زاد فيه.
وفي حديث صَعْصَعَةَ قال لمُعاوية، رضي اللّه عنهما: إني لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به؛ الإزْهافُ: الاستقدام.
وقيل: هو من أَزْهَفَ في الحديث إذا زاد فيه، ويروى بالراء وقد تقدّم.
وأَزْهَفَ بي فلان: وَثِقْتُ به فخانني. غيره: وإذا وَثِقْتَ بالرجل في الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً، وأَصل الازْدِهاف الكذب.
وحكى ابن الأَعرابي: أَزْهَفْتُ له حديثاً أَي أَتيته بالكذب.
والإزْهافُ: التزيين؛ قال الحطيئة: أَشاقَتْكَ لَيْلَى في اللِّمامِ، وما جَرَتْ بما أَزْهَفَتْ، يَومَ . . . أكمل المادة الْتَقَيْنا، وبَزَّتِ والزُّهُوفُ: الهَلَكةُ.
وأَزْهَفَه: أَهْلَكَه وأَوقَعَه؛ قال المَرّار:وجَدْتُ العَواذِلَ يَنْهَيْنَه، وقد كُنْتُ أُزْهِفُهُنَّ الزُّيُوفا (* قوله «الزيوفا» كذا في الأصل وشرح القاموس بالياء.) أَراد الإزْهافَ، فأَقام الاسم مُقام المصدر كما قال لبيد: باكَرْتُ حاجَتَها الدّجاجَ وكما قال القطامي: وبعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا والزاهِفُ: الهالِكُ؛ ومنه قوله: فلم أَرَ يَوْماً كان أَكْثَرَ زاهِفاً، به طَعْنةٌ قاضٍ عليه أَلِيلُها والأَليلُ: الأَنِينُ: ابن الأَعرابي: أَزْهَفَتْه الطعنةُ وأَزْهَقَتْه أَي هَجَمَتْ به على الموت، وأَزْهَفْتُ إليه الطعنة أَي أَدْنَيْتُها.
وقال الأَصمعي: أَزْهفت عليه وأَزْعَفْتُ أَي أَجْهَزْتُ عليه؛ وأَنشد شمر: فلمّا رأَى بأَنه قد دَنا لها، وأَزْهَفَها بعضَ الذي كان يُزْهِفُ وقال ابن شميل: أَزْهَفَ له بالسيفِ إزْهافاً وهو بُداهَتُه وعَجَلَتُه وسَوْقُه، وازْدَهَفْتُ له بالسيف أَيضاً.
وأَزْهَفَتْه الدابةُ أَي صَرَعَتْه، وأَزْهَفَه: قتله؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِمَيَّةَ بِنتِ ضِرارٍ الضَّبِّيّةِ تَرْثي أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بعدَ امْرئٍ بِوادي أَشائِين، أَذْلالَها كَريمٍ ثَناه وآلاؤه، وكافي العَشيرةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ، إذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالَها وخِلْتَ وُعُولاً أَشارى بها، وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها ولم يَمْنَعِ الحَيُّ رَثَّ القُوى، ولم تُخْفِ حَسْناء خَلْخالَها قوله أَشارى: جمع أَشْرانَ من الأَشَرِ وهو البَطَرُ. زَهَفَ للموت أَي دَنا له؛ وقال أَبو وجزة: ومَرْضى من دجاجِ الرِّيفِ حُمْرٍ زَواهِفَ، لا تَموتُ ولا تَطِيرُ وأَزْهَفَ العَداوةَ: اكْتَسَبها.
وما ازْدَهَفَ منه شيئاً أَي ما أَخذ.
وإنك تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَي تَكْتَسِبُها؛ قال بشر بن أَبي خازم: سائِلْ نُمَيْراً غَداةَ النَّعْفِ من شَطَبٍ، إذْ فُضَّتِ الخيلُ من ثَهْلانَ، ما ازْدَهَفُوا أَي ما أَخذوا من الغنائم واكتسبوا.
وفُضَّتْ: فُرِّقَتْ.
وحكى ابن بري عن أَبي سعيد: الازدهافُ الشدَّةُ والأَذى، قال: وحقيقته اسْتطارةُ القلبِ من جَزَعٍ أَو حزن؛ قال الشاعر: تَرْتاعُ من نَقْرَتي حتى تَخَيَّلَها جَوْنَ السَّراةِ تَوَلَّى، وهو مُزْدَهِفُ النَّقْرةُ: صُوَيت يُصَوِّتُونه للفرس، أَي إذا زجَرْتها جَرَتْ جَرْيَ حِمار الوَحْشِ؛ وقالت امرأَة: بل مَنْ أَحَسَّ بِرَيْمَيَّ اللَّذَيْنِ هُما قَلْبي وعَقْلي، فعَقْلي اليومَ مُزْدَهِفُ؟ والزَّهَفُ: الخِفَّةُ والنَّزَقُ.
وفيه ازْدِهافٌ أَي استِعجال وتَقَحُّمٌ؛ وقال: يَهْوينَ بالبيدِ إذا الليلُ ازْدَهَفْ أَي دخلَ وتَقَحَّم. الأَزهري: فيه ازْدِهافٌ أَي تَقَحُّمٌ في الشر.
وزَهِفَ زَهَفاً وازْدَهَف: خَفَّ وعَجِلَ.
وأَزْهَفَه وازْدَهَفَه: استعجله؛ قال: فيه ازْدِهافٌ أَيَّما ازْدِهافِ نصب أَيَّما على الحال؛ قال ابن بري: ليس منصوباً على الحال وإنما هو منصوب على المصدر، والناصب له فعل دل عليه ما تقدم من قوله قبله: قَوْلُك أَقوالاً مع الخِلاف كأَنه قال يَزْدَهِفُ أَيما ازْدهاف، ولكن ازدهافاً صار بدلاً من الفعل أَن تلفظ به، ومثله: له صوتٌ صوتَ حمار، قال: والرفع في ذلك أَقْيَسُ. الليث: الزَّهَفُ استعمل منه الازْدِهافُ وهو الصُّدُودُ؛ وأَنشد: فيه ازْدهافٌ أَيَّما ازدهاف قال الأَصمعي: ازْدِهافٌ ههنا استعجالٌ بالشرّ.
ويقال: ازْدَهَفَ فلان فلاناً واسْتَهَفَّه واسْتَهْفَاهُ واسْتَزَفَّه كلُّ ذلك بمعنى اسْتَخَفّه. أَبو عمرو: أَزْهَفْتُ الشيء أَرْخَيْتُه.
وأُزْهِفَ الشيءُ وازْدُهِفَ أَي ذُهِبَ به، فهو مُزْهَفٌ ومُزْدَهَفٌ.
وأَزْهَفَه فلان وازْدَهَفَه أَي ذهب به وأَهلكه، واللّه أَعلم.

غبن (لسان العرب) [1]


الغَبْنُ، بالتسكين، في البيع، والغَبَنُ، بالتحريك، في الرأْي.
وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته. غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فيه غَبْناً وغَبَناً: نسيه وأَغفله وجهله؛ أَنشد ابن الأَعرابي: غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا، وحُسْنَ الجِوارِ، وقُرْبَ النَّسَب.
والغَبْنُ: النِّسيان. غَبِنْتُ كذا من حقي عند فلان أَي نسيته وغَلِطْتُ فيه.
وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ به وهو مائلٌ فلم يره ولم يَفْطُنْ له.
والغَبْنُ: ضعف الرأْي، يقال في رأْيه غَبْنٌ.
وغَبِنَ رَأْيَه، بالكسر، إذا نُقِصَه، فهو غَبِين أَي ضعيف الرأْي، وفيه غَبانَة.
وغَبِنَ رأْيُه، بالكسر، غَبَناً وغَبَانة: ضَعُف.
وقالوا: غَبنَ رأْيَه، فنصبوه على معنى فَعَّلَ، وإن لم يلفظ به، أَو على معنى غَبِنَ في رأْيه، أَو على التمييز النادر. قال الجوهري: . . . أكمل المادة قولهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوَّلَ الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتشديد؛ هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضَرَبَ زيدٌ؛ وقال الفراء: لما حوِّل الفعل من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أَن السَّفَه فيه، وكان حكمه أَن يكون سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها، ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المُفَسِّرَ لا يَتَقَدَّم؛ ومنه قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً وطِبْتُ به نَفْساً، والمعنى ضاق ذَرْعِي به وطابَتْ نَفْسِي به.
ورجل غَبِينٌ ومَغْبُونٌ في الرأْي والعقل والدِّين.
والغَبْنُ في البيع والشراء: الوَكْسُ، غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَكثر أَي خدَعه، وقد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ، وقد حكي بفتح الباء (* قوله «وقد حكي بفتح الباء» أي حكي الغبن في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس).
وغَبِنْتُ في البيع غَبْناً إذا غَفَلْتَ عنه، بيعاً كان أَو شِرَاء.
وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء، وهو مثل الغَبْنِ. ابن بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شديداً وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ، ولا يقولون في الرِّبْح إِلاَّ رَبِحَ أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح؛ وقوله: قد كانَ، في أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون، وأَكْلكِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون، لِحَضَنٍ في ذاك عَيْشٌ مَغْبُون. قوله: مغبون أَي أَن غيرهم فيه (* قوله «أي أن غيرهم فيه» كذا بالأصل والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه.
وقوله «إلا أنهم لا يعيشونه» أي لا يعيشون به)، وهم يجدونه كأَنه يقول هم يقدرون عليه إلا أَنهم لا يَعِيشونه، وقيل: غَبَنُوا الناسَ إِذا لم يَنَلْه غيرُهم.
وحَضَنٌ هنا؛: حيٌّ.
والغَبِينَة من الغَبْنِ: كالشَّتِيمَة من الشَّتْم.
ويقال: أَرَى هذا الأَمر عليك غَبْناً؛ وأَنشد: أ َجُولُ في الدارِ لا أَراك، وفي الـ ـدّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ.
والمَغْبِنُ: الإِبِطُ والرُّفْغُ وما أَطاف به.
وفي الحديث: كان إذا اطَّلى بدأََ بمغابنه؛ المَغابِنُ: الأَرْفاغُ، وهي بَواطِنُ الأَفْخاذ عند الحَوالِب، جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه وعطفه، وهي مَعاطِفُ الجلد أَيضاً.
وفي حديث عكرمة: من مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ؛ أَمره بذلك استظهاراً واحتياطاً، فإِن الغالب على من يَلْمَسُ ذلك الموضعَ أَن تقع يده على ذكره، وقيل: المغابِنُ الأَرْفاغُ والآباط، واحدها مَغْبِنٌ.
وقال ثعلب: كلُّ ما ثَنَيْتَ عليه فخذَك فهو مَغْبِن.
وغَبَنْتُ الشيءَ إذا خَبَأْته في المَغْبِنِ.
وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ: مثل خَبَنْتُ.
والغابِنُ: الفاتِرُ عن العمل.
والتَّغَابُن: أَن يَغْبِنَ القومُ بعضهم بعضاً.
ويوم التَّغَابُن: يوم البعث، من ذلك، وقيل: سمي بذلك لأَن أَهل الجنة يَغْبِنُ فيه أَهلَ النار بما يصير إليه أَهل الجنة من النعيم ويَلْقَى فيه أَهلُ النار من العذاب الجحيم، ويَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه في الجنة مَنْ كان دُونَ منزلته، وضرب الله ذلك مثلاً للشراء والبيع كما قال تعالى: هل أدُلُّكُم على تجارة تُنْجيكم من عذاب أَليم؟ وسئل الحسن عن قوله تعالى: ذلك يومُ التَّغابُنِ؛ فقال: غَبَنَ أَهلُ الجنة أَهلَ النار أَي اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختيارهم الكفر على الإِيمان.
ونَظَر الحَسَنُ إلى رجل غَبَنَ آخر في بيع فقال: إن هذا يَغْبِنُ عقلَك أَي يَنْقُصه.
وغَبَنَ الثوبَ يَغْبِنُه غَبْناً: كفه، وفي التهذيب: طالَ فَثَناه، وكذلك كَبَنه، وما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ؛ وقال الأَعشى: يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ.
والغَبْنُ: ثَنْيُ الشيء من دَلْو أَو ثوب ليَنْقُصَ من طوله. ابن شميل: يقال هذه الناقة ما شِئْتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غير أَنها مَغْبُونة لا يعلم ذلك منها، وقد غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لم يَعْلَمُوا عِلْمَها.

مرح (لسان العرب) [1]


المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه؛ وقد أَمْرَحَه غيره، والاسم المِراحُ، بكسر الميم؛ وقيل: المَرَحُ التبختر والاختيالُ.
وفي التنزيل: ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً؛ وقيل: المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ؛ ومنه قوله تعالى: بما كنتم تَفْرَحونَ في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ.
وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً، ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى؛ ومِرِّيحٌ، بالتشديد، مثل سِكِّيرٍ، من قوم مِرِّيحينَ، ولا يُكَسَّرُ؛ ومَرِحَ، بالكسر، مَرَحاً: نَشِطَ.
وفي حديث عليّ: زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة؛ قال ابن الأَثير: هو من المَرَح، وهو النَّشاطُ والخِفَّة، والتاءُ زائدة، وهو من أَبنية المبالغة، وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر . . . أكمل المادة لفظه.
وفَرَسٌ مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ: نَشِيطٌ، وقد أَمْرَحه الكَلأُ.
وناقة مِمْراحٌ ومَرُوحٌ: كذلك؛ قال: تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم وقال الأَعشى يصف ناقة: مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ، تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ ابن سيده: المَرُوحُ الخَمْرُ، سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ؛ قال عُمارة: من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح وقول أَبي ذؤيب: مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ شَآمِيَةٌ، إِذا جُلِيتْ، مَرُوحُ أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها.
وقَوْسٌ مَرُوحٌ: يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها؛ وقيل: هي التي تَمْرَح في إِرسالها السهم؛ تقول العرب: طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوَح؛ الجوهري: قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها السهمَ.ومَرْحَى: كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب؛ قال ابن مقبل: أَقولُ، والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه: مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ أَبو عمرو بنُ العَلاءِ: إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل: مَرْحَى له وهو تعجب من جَوْدة رميه؛ وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ: يُصِيبُ القَنِيصَ، وصِدْقاً يقو لُ: مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي مَرْحى وأَيْحى: كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ، وإِذا أَخطأَ قيل له: بَرْحى ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً: أَخرجته.
وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر؛ الأَصمعي: المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها.
ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ: خرج سُنْبُله.
ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً: اشتدّ سَيَلانُها؛ قال: كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به، وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ وقيل: مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت؛ قال ابن بري: هذا البيت ينسب إِلى النابغة الجَعْدي، وقبله: تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه خَفِيًّا، وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني التواهُسُ: التسارُرُ؛ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه.
والغواني هنا: العوامل.
وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت الدَّمْعَ، وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ، والمعنى: أَنه لما بكى أَلمَتْ عينُه، فصارت كأَنها قَذِيَّة، ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى؛ وهذا كقول الآخر: بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى؛ فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ، أَسْبَلَتَا مَعَا وقال شمر: المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر؛ وقال عَدِيّ بن زيد: مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ الـ ـماءِ سَحًّا، كأَنَّه مَنْحُورُ وعين مِمْراح: سريعة البكاء.
ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً: فَسَدَتْ وهاجتْ.
وعين مِمْراحٌ: غريزة الدمع.
ومَرَّحَ الطعامَ: نَقَّاه من الغَبا (* قوله «تقاه من الغبا» عبارة القاموس وشرحه: والتمريح تنقية الطعام من العفا. هكذا في سائر النسخ.
وفي بعض الأمهات من الغبا اهـ.
ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا، ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء، شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره.) بالمَحاوِق أي المكانس.
ومَرَّحَ جِلْدَه: دَهَنَه؛ قال: سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى، مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها، مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله: سرت يعني قطاة. في رَعيل أَي في جماعة قَطاً. ذي أَداوَى يعني حواصلها. منوطة: معلقة. بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر؛ وقيل: التمريح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها وتنتفخ، والاسم المَرَحُ، وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً. قال أَبو حنيفة: ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ.
ويقال: قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عيونها ولم يسل منها شيء؛ ابن الأَعرابي: التمريح تطييب القربة الجديدة بأَذْخِرٍ أَو شيح، فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب، وبعضهم جعل تمريح المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها، فذلك مَرَحُها.
ومَرَّحْتُ القِرْبةَ: شَرَّبْتُها، وهو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز.
والمِراحُ: موضع؛ قال: تَرَكنا، بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ، أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى ومَرَحَيَّا: زَجْرٌ عن السيرافي.
ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ، وهي ساكنةٌ، باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا

شبر (لسان العرب) [1]


الشِّبْرُ: ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر، والجمع أَشْبارٌ؛ قال سيبويه: لم يُجاوزُوا به هذا البناء.
والشَّبْرُ، بالفتح: المصدر، مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه، وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع.
وهذا أَشْبَرُ من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً. الليث: الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ الفِعْل.وأَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه وفضَّله، وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَه: أَعطاه إِياه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً: وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ، كأَنَّه غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ ويروى: وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع؛ قال ابن بري: هو الصواب لأَنه يصف دِرْعاً لا سيفاً؛ وقبله: وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ، لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ . . . أكمل المادة الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ.
وسُلَمِيَّة: من صنعة سليمان بن داود، عليهما السلام والهالِكيُّ: الحداد، وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ، ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال: الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ كأَنه قال: أَعطى العَطِيَّة، ويروى: الحَبَرْ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده: فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَرْ قال: وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره.
والحَبَرُ: السرور؛ وقوله: إِن الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بسكون الباء، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه، والشَّبَرُ، بفتح الباء، اسمُ العطية؛ ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ، والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً، والخَبَطُ: اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ؛ ومثله النَّفْضُ والنَّفَضُ، النَّفَضُ هو المصدر، والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته؛ وكذلك جاء الشَّبْرُ في شعر عديّ في قوله: لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَرْ قال: ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى؛ وبعد بيت العجاج: مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ، وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ، وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ، بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ محمداً، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ فَمَا وَنى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ والشَّبَرُ: العطية والخير؛ قال عدي بن زيد: إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ لم أَخُنْه، والذي أَعْطَى الشَّبَرْ (* قوله: «من منعمر» كذا بالنون، وهذا الضبط بالأصل).
وقيل: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي: الشِّبْرَة العطية. شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه: أَعطيته، وهو الشَّبْرُ، وقد حُرِّك في الشعر. ابن الأَعرابي: شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا قَدَّرَ.
وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ. قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي قصر الله عُمْرَك وطُولَك. الفراء: الشَّبْرُ القَدّ، يقال: ما أَطول شَبْرَه أَي قَدَّه.
وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ.
والشَّبْرَة: القامة تكون قصيرة وطويلة. أَبو الهيثم: يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب. ابن الأَعرابي: أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال، وأَشْبَرَ: جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ.
وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه الشِّبْرَ.
والشَّبَرُ: شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به، وقيل: هو القُرْبانُ بعينِهِ.
وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح.
وفي دعائه لعلي وفاطمة، رضوان الله عليهما: جمع الله شَمْلَكُما وبارك في شَبْرِكُما؛ قال ابن الأَثير: الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح لأَن فيه عطاء.
وشَبْرُ الجمل: طَرْقُه، وهو ضِرَابه.
وفي الحديث: أَنه نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ. قال: ويجوز أَن يسمى به الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ؛ قال الأَزهري: معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل، وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ الفحل، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها: أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها: بضْعُها؛ وشَبْرُه: وَطْؤه إِياها؛ وقال شمر: الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر وعُقْرٍ.
وشَبْرُ الجمل: ثواب ضِرَابه.
وروي عن ابن المبارك أَنه قال: الشَّكْرُ القُوتُ، والشَّبْرُ الجماع. قال شمر: القُبُل يقال له الشَّكْرُ؛ وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة: صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ ابن الأَعرابي: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة. قال ابن سيده: فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل فكأَنه فسر الشيء بنفسه؛ قال: وذلك ليس بتفسير، وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ الفحل.
ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قالت الخنساء: معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى، قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ: نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن الأَرضِين. ابن الأَعرابي: قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ الحيَّة.
وقال أَبو سعيدْ: المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها، منها حز الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر مَشْبَرٌ.والشَّبُورُ: شيء ينفخ فيه، وليس بعربي صحيح.
والشَّبُّور، على وزن التَّنُّور: البُوقُ، ويقال هو معرّب.
وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له الشَّبُّور؛ قال ابن الأَثير: جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ، واللفظة عِبرانية. قال ابن بري: ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في اسم الحسن والحُسين، عليهما السلام؛ قال: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن، قال: وبها سَمَّى علي، عليه السلام، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً ومُحَسِّناً، رضوان الله عليهم أَجمعين.

أرن (لسان العرب) [1]


الأَرَنُ: النشاطُ، أَرِنَ يأْرَنُ أَرَناً وإرِاناً وأَرِيناً؛ أَنشد ثعلب للحَذْلميّ: مَتى يُنازِعْهُنَّ في الأَرِينِ، يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ وهو أَرِنٌ وأَرُونٌ، مثل مَرِحٍ ومروحٍ؛ قال حُميد الأَرْقَط: أقَبَّ ميفاءٍ على الرُّزون، حدّ الرَّبيع أَرِنٍ أَرُونِ والجمع آرانٌ. التهذيب: الأَرَنُ البطَرُ، وجمعه آرانٌ.
والإرانُ: النَّشاطُ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر يصف ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً، كأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون كفِّ المُوقِد وجمعه أُرُنٌ.
وأَرِنَ البعيرُ، بالكسر، يأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً، فهو أَرِنٌ أَي نشيطٌ.
والإرانُ: الثورُ، وجمعه أُرُنٌ. غيره: الإرانُ الثورُ الوحشيُّ لأنه يُؤارِنُ البقرةَ أَي يطلبُها؛ قال الشاعر: وكم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِيلَه، إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه . . . أكمل المادة وآرَنَ الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً وإراناً: طلبَها، وبه سُمِّي الرجل إراناً، وشاةُ إرانٍ: الثورُ لذلك؛ قال لبيد: فكأَنها هي، بعدَ غِبِّ كلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ، شاةُ إرانِ وقيل: إرانٌ موضعٌ ينسب إليه البقرُ كما قالوا: ليْثُ خفيَّةٍ وجنُّ عَبْقَر.
والمِئْرانُ: كِناسُ الثورِ الوحشيّ، وجمعُه الميَارينُ والمآرينُ. الجوهري: الإرانُ كِناسُ الوحش؛ قال الشاعر: كأَنه تَيْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَي مُنْبَتّ؛ وشاهد الجمع قول جرير: قد بُدِّلَتْ ساكن الآرام بَعْدهم، والباقِر الخِيس يَنْحينَ المَآرِينا وقال سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها، إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مآرِناً إلى ذُراها أَهْدَفَتْ.
والإرانُ: الجنازةُ، وجمعه أُرُنٌ.
وقال أَبو عبيد: الإرانُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إلى بعض تُحْمَل فيه الموتى؛ قال الأَعشى: أثَّرَتْ في جَناجِنٍ كإرانِ الـ ـمَيتِ عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ وقيل: الإران تابوت الموتى. أَبو عمرو: الإرانُ تابوتُ خشب؛ قال طرفة: أَمُونٍ كأَلواحِ الإرانِ نَسَأْتُها على لاحبٍ، كأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابن سيده: الإرانُ سرير الميت؛ وقول الراجز: إذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ تحتَ الإرانِ، سَلَبَتْه الظِّلاَّ يجوز أَن يعني به شجرةً شِبْه النعْش، وأَن يعني به النشاط أَي أَن هذه المرأَة سريعة خفيفة، وذلك فيهن مذموم.
والأُرْنةُ: الجُبن الرَّطْب، وجمعها أُرَنٌ، وقيل: حبٌّ يُلقى في اللبن فينتفخُ ويسمّى ذلك البياضُ الأُرْنةَ؛ وأَنشد: هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وحكي الأُرنى أَيضاً (* قوله «وحكي الأرنى أيضاً» هكذا في الأصل هنا وفيما بعد مع نقط النون، وفي القاموس بالباء مضبوطاً بضم الهمزة وفتح الراء والباء).
والأُرانى: الجُبن الرَّطبُ، على وزن فُعالى، وجمعه أَرانيّ. قال: ويقال للرجل إنما أَنتَ كالأُرْنةِ وكالأُرْنى.
والأُرانى: حبُّ بقْلٍ يُطرَح في اللبن فيُجبِّنُه؛ وقول ابن أَحمر: وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قيل: يعني السَّرابَ والشمس؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال ثعلب: يعني شعرَ رأْسه، وفي التهذيب: وتقنَّع الحرباء أُرْتَته، بتاءَين، قال: وهي الشَّعرات التي في رأْسه.
وقوله: هِدانٌ نَوَّامٌ لا يُصلِّي ولا يُبكِّر لحاجته وقد تَهَدَّن، ويقال: هو مَهْدونٌ؛ قال: ولم يُعَوَّدْ نَوْمةَ المَهْدُونِ الجوهري: وأُرْنةُ الحِرباء، بالضم، موضعه من العود إذا انتصب عليه؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر: وتَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقْرُ وكنى بالأُرْنة عن السَّراب لأَنه أَبيض، ويروى: أُرْبَته، بالباء، وأُرْبَتُه: قِلادته، وأَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء يُسْلَخ كما يُسلخ الحيّة، فإذا سُلخ بقي في عُنُقِهِ منه شيء كأَنه قلادة، وقيل: الأُرْنة ما لُفَّ على الرأْس.
والأَرُون: السّمُّ، وقيل: هو دماغُ الفيل وهو سمٌّ؛ أَنشد ثعلب: وأَنتَ الغَيْثُ ينفعُ ما يَليه، وأَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَي خالطه دماغُ الفيل، وجمعه أُرُنٌ.
وقال ابن الأَعرابي: هو حبُّ بقْلةٍ يقال له الأُراني، والأُراني أُصول ثمر الضَّعة؛ وقال أَبو حنيفة: هي جناتُها.
والأَرانيةُ: ما يطول ساقُه من شجر الحَمْض وغيره، وفي نسخة: ما لا يطول ساقُه من شجر الحمض وغيره.
وفي حديث اسْتسقاء عمر، رضي الله عنه: حتى رأَيت الأَرِينةَ تأْكلها صغارُ الإبل؛ الأَرينةُ: نبتٌ معروف يُشْبه الخِطميّ، وقد روي هذا الحديث: حتى رأَيْتُ الأَرْنبةَ. قال شمر: قال بعضهم: سأَلت الأَصمعي عن الأَرينة فقال: نبتٌ، قال: وهي عندي الأَرْنبة، قال: وسمعت في الفصيح من أَعراب سَعْد بن بكر ببطن مُرٍّ قال: ورأَيتُه نباتاً يُشبَّه بالخطميّ عريض الورق. قال شمر: وسمعت غيره من أَعراب كنانة يقولون: هو الأَرِين، وقالت أَعرابيَّة من بطن مُرٍّ: هي الأَرينةُ، وهي خِطْمِيُّنا وغَسولُ الرأْس؛ قال أَبو منصور: والذي حكاه شمر صحيحٌ والذي روي عن الأَصمعي أَنه الأَرْنَبة من الأَرانب غيرُ صحيح، وشمر مُتْقِن، وقد عُنِيَ بهذا الحرف وسأَل عنه غيرَ واحدٍ من الأَعراب حتى أَحكمه، والرُّواة ربما صحَّفوا وغيَّروا، قال: ولم أَسمع الأَرينةَ في باب النبات من واحد ولا رأَيته في نُبوت البادية، قال: وهو خطأ عندي، قال: وأحسب القتيبي ذكرَ عن الأَصمعي أَيضاً الأَرْنبة، وهو غير صحيح، وحكى ابن بري: الأَرين، على فَعِيل، نبتٌ بالحجاز له ورق كالخِيريّ، قال: ويقال أَرَنَ يأْرُنُ أُروناً دنا للحج. النهاية: وفي حديث الذبيحة أَرِنْ أَو اعْجَلْ ما أَنَهَر الدمَ؛ قال ابن الأَثير: هذه اللفظة قد اختُلف في ضبطها ومعناها، قال الخطابي: هذا حرف طال ما اسْتَثْبَتُّ فيه الرُّواةَ وسأَلتُ عنه أَهلَ العلم فلم أَجدْ عند واحد منهم شيئاً يُقْطعُ بصحته، وقد طلبت له مَخْرَجاً فرأَيته يتجه لوجوه: أَحدها أَن يكون من قولهم أَرانَ القوم فهم مُرينون إذا هلكت مواشيهم، فيكون معناه أَهلِكْها ذَبحاً وأَزْهِقْ نفْسَها بكل ما أَنَهَرَ الدمَ غير السنّ والظفر، على ما رواه أَبو داود في السُّنن، بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون، والثاني أَن يكون إئْرَنْ، بوزن أَعْرَبْ، من أَرِنَ يأْرَنُ إذا نَشِط وخَفَّ، يقول: خِفَّ واعْجَلْ لئلا تقتُلَها خَنْقاً، وذلك أَن غير الحديد لا يمورُ في الذكاة مَوْرَه، والثالث أَن يكون بمعنى أَدِمِ الحَزَّ ولا تَفْتُرْ من قولك رَنَوْتُ النظرَ إلى الشيء إذا أَدَمْتَه، أَو يكون أَراد أَدِمِ النظرَ إليه وراعِه ببصرِك لئلا يَزلَّ عن المذبح، وتكون الكلمة بكسر الهمزة (* قوله «وتكون الكلمة بكسر الهمزة إلخ» كذا في الأصل والنهاية وتأمله مع قولهما قبل من قولك رنوت النظر إلخ، فإن مقتضى ذلك أن يكون بضم الهمزة والنون مع سكون الراء بوزن اغز إلا أن يكون ورد يائياً أيضاً).
والنون وسكون الراء بوزن ارْمِ. قال الزمخشري: كلُّ مَن علاكَ وغَلَبكَ فقد رانَ بك.
ورِينَ بفلان: ذهبَ به الموتُ وأَرانَ القومُ إذا رِينَ بمواشيهم أَي هلكت وصاروا ذَوي رَيْنٍ في مواشيهم، فمعنى أَرِنْ أَي صِرْ ذا رَيْنٍ في ذبيحتك، قال: ويجوز أَن يكون أَرانَ تَعْدِيةَ رانَ أَي أَزْهِقْ نَفْسَها؛ ومنه حديث الشعبي: اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ أَي نَشِطْنَ، من الأَرَنِ النَّشاطِ.
وذكر ابن الأَثير في حديث عبد الرحمن النخعي: لو كان رأْيُ الناسِ مثلَ رأْيك ما ادِّيَ الأَرْيانُ، وهو الخراجُ والإتاوةُ، وهو اسم واحدٌ كالشيْطان. قال الخطابي: الأَشْبَهُ بكلام العرب أَن يكون الأُرْبانَ، بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة، وهو الزيادة على الحقّ، يقال فيه أُرْبانٌ وعُرْبانٌ، فإن كانت معجمة باثنتين فهو من التأْرية لأَنه شيء قُرّر على الناس وأُلْزِموه.

طبع (لسان العرب) [1]


الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان.
والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي: الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه.
والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه.
وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي طَبِيعةٌ؛ وأَنشد: له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه.
وطبَع . . . أكمل المادة اللهُ الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها.
وفي الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي يخلق عليها.
والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.
والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه.
والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت، والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها.
والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.
وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم.
والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة.
والطابِعُ والطابَعُ: مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ.
وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.
ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير.
وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره.
وفي الحديث: من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ.
وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم، يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.
وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع: مَلأَه.
وطِبْعُه: مِلْؤُه.
والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت.
وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه وتَدَفَّق.
والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال لبيد: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب.
والطِّبْعُ في بيت لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛ قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب.
وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها.
والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ.
وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي: عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ (* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.) قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره: أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟ وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟ ويروى الجَلنْفَعهْ.
وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها.
وقِربة مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب: فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير: وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ، وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ.
وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً: اتَّسَخَ.
ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء لا يستَحْيي من سَوأَة.
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ: لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ، وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛ قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية: ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ، وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة: وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا، منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم.
والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ، والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه.
وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.
وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ.
وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ: إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ، وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ، يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ، تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك.
وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.
وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ، وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.

سفه (لسان العرب) [1]


السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة: خِفَّةُ الحِلْم، وقيل: نقيض الحِلْم، وأَصله الخفة والحركة، وقيل: الجهل وهو قريب بعضه من بعض.
وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة: حمله على السَّفَهِ. قال اللحياني: هذا هو الكلام العالي، قال: وبعضهم يقول سَفُه، وهي قليلة.
وقولهم: سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه، كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوِّل الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتشديد؛ هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضرب زيدٌ.
وقال الفراء: لما حُوِّل الفعلُ من النفس . . . أكمل المادة إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليدل على أَن السَّفَه فيه، وكان حكمه أَن يكون سَفِه زيدٌ نَفْساً، لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها، ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المفسر لا يتقدَّم؛ ومثله قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً وطَبْتُ به نَفْساً، والمعنى ضاق ذَرْعي به وطابت نفسي به.
وفي التنزيل العزيز: إلاّ من سَفِهَ نَفْسَه؛ قال أَبو منصور: اختلف النحويون في معنى سَفِهَ نَفْسه وانتصابه، فقال الأَخفش: أَهل التأْويل يزعمون أَن المعنى سَفَّه؛ ومنه قوله: إلا من سَفِهَ الحقَّ، معناه من سَفَّه الحقَّ، وقال يونس النحوي: أُراها لغة ذهب يونس إلى أَن فَعِلَ للمبالغة كما أَنَّ فَعَّلَ للمبالغة، فذهب في هذا مذهب أَهل التأْويل، ويجوز على هذا القول سَفِهْتُ زيداً بمعنى سَفَّهْتُ زيداً؛ وقال أَبو عبيدة: معنى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها، وهذا غير خارج من مذهب يونس وأَهل التأْويل؛ وقال الكسائي والفراء: إن نفسه منصوب على التفسير، وقالا: التفسير في النكرات أَكثر نحو طِبْتُ به نَفْساً وقَرِرْتُ به عيناً، وقالا: إن أَصل الفعل كان لها ثم حوِّل إلى الفاعل؛ أَراد أَن قولهم طبت به نفساً معناه طابت نفسي به، فلما حول الفعل إلى صاحب النفس خرجت النفسُ مُفَسِّرة، وأَنكر البصريون هذا القول، وقالوا إن المفسرات نكرات ولا يجوز أَن تجعل المعارف نكرات، وقال بعض النحويين: إن قوله تعالى: إلاَّ من سَفِهَ نَفْسَه؛ معناه إلا من سَفِهَ في نفسه أَي صار سفيهاً، إلا أَن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع؛ قال الله تعالى: ولاجُناحَ عليكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم؛ المعنى أَن تسترضعوا لأَولادكم، فحذف حرف الجر من غير ظرف؛ ومثله قوله: نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً، ونَبْذُلُه إذا نَضِجَ القُدورُ المعنى: نغالي باللحم.
وقال الزجاج: القول الجيد عندي في هذا أَن سَفِهَ في موضع جَهِلَ، والمعنى، والله أَعلم، إلا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَي لم يُفَكِّرْ في نفسه فوضع سَفِهَ في موضع جَهِلَ، وعُدِّيَ كما عُدِّيَ، قال: فهذا جميع ما قاله النحويون في هذه الآية، قال: ومما يقوِّي قول الزجاج الحديث الثابتُ المرفوع حين سئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الكِبْر فقال: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ وتَغْمِطَ الناسَ، فجعل سَفِهَ واقعاً معناه أن تَجْهَلَ الحق فلا تراه حقّاً، والله أَعلم.
وقال بعض أَهل اللغة: أَصلُ السَّفَهِ الخُُِفَّةُ، ومعنى السفيه الخفيفُ العقل، وقيل أَي سَفِهَتْ نَفْسُه أي صارت سفيهة، ونصب نفسه على التفسير المحوّل.
وفي الحديث: إنما البَغْيُ من سَفِهَ الحقَّ أَي من جهله، وقيل: من جهل نفسه، وفي الكلام محذوف تقديره إنما البغي فِعْلُ من سَفِهَ الحقَّ.
والسَّفَهُ في الأَصل: الخِفَّة والطَّيْشُ.
ويقال: سَفِهَ فلانٌ رأْيه إذا جهله وكان رأْيه مضطرباً لا استقامة له.
والسَّفيه: الجاهل.
ورواه الزمخشري: من سَفَهِ الحَقِّ، على أَنه اسم مضاف إلى الحق، قال: وفيه وجهان: أَحدهما على أَن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كان الأَصلُ سَفِهَ على الحق، والثاني أَن يضمن معنى فعل متعد كجهل، والمعنى الاستخفاف بالحق وأَن لا يراه على ما هو عليه من الرُّجْحان والرَّزانة. الأَزهري: روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق. ابن سيده: سَفِهَ علينا وسَفُهَ جهل، فهو سَفِيهٌ، والجمع سُفَهاء وسِفَاهٌ، قال الله تعالى: كما آمنَ السُّفَهاء؛ أَي الجُهّال.
والسفيه: الجاهل، والأُنثى سفيهة، والجمع سَفِيهات وسَفائِهُ وسُفَّهٌ وسِفاهٌ.
وسَفَّه الرجلَ: جعله سفيهاً.
وسَفَّهَهُ: نسبه إلى السَّفَه، وسافَهه مُسافَهة. يقال: سَفِيه لم يَجِدْ مُسافِهاً.
وسَفَّه الجهلُ حِلْمَه: أَطاشه وأَخَفَّه؛ قال: ولا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها أَحلامَنا، وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ وسَفِهَ نفْسَه: خَسِرَها جَهْلاً.
وقوله تعالى: ولا تُؤْتوا السُّفَهاء أَموالكم التي جعل الله لكم قياماً. قال اللحياني: بلغنا أَنهم النساء والصبيان الصغار لأَنهم جُهّال بموضع النفقة. قال: وروي عن ابن عباس أَنه قال: النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء.
وفي التهذيب: ولا تؤتوا السفهاء أَموالكم، يعني المرأَة والولد، وسميت سفيهة لضعف عقلها، ولأَنها تُحْسِنُ سياسة مالها، وكذلك الأَولاد ما لم يُؤنَس رُشْدُهم.
وقولُ المشركين للنبي، صلى الله عليه وسلم: أَتُسَفِّه أَحْلامنا، معناه أَتُجَهِّلُ أَحْلامَنا.
وقوله تعالى: فإن كان الذي عليه الحقُّ سفيهاً أَو ضعيفاً؛ السفيه: الخفيفُ العقل من قولهم تَسَفَّهَتِ الرِّياحُ الشيءَ إذا استخفته فحركته.
وقال مجاهد: السفيه الجاهل والضعيف الأَحمق؛ قال ابن عرفة: والجاهل ههنا هو الجاهل بالأَحكام لا يحسن الإِملال ولا يدري كيف هو، ولو كان جاهلاً في أَحواله كلها ما جاز له أَن يُداين؛ وقال ابن سيده: معناه إن كان جاهلاً أَو صغيراً.
وقال اللحياني: السفيه الجاهل بالإملال. قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَو لا يَسْتطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ.
وسَفُه علينا، بالضم، سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ، بالكسر، سَفَهاً، لغتان، أَي صار سفيهاً، فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لم يقولوه إلاَّ بالكسر، لأَن فَعُلَ لا يكون متعدّياً.
ووادٍ مُسْفَه: مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ، فمُسْفَه على هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفيهاً؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاع: فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه، وإن تَراغَبَ، إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ: الخِفَّة.
وثوب سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف.
وتَسَفَّهَتِ الرياحُ: اضطَرَبت: وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ: حرَّكتها واستخفتها؛ قال:مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مالت به.
وناقة سَفِيهة الزِّمامِ إذا كانت خفيفة السير؛ ومنه قول ذي الرمة يصف سيفاً: وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه على ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يعني خفيفٍ زِمامُها، يريد أَن جديلها يضطرب لاضطراب رأْسها.
وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إذا خَفَّتْ في سيرها؛ قال الشاعر: أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الموطوء؛ قال ابن بري: وأَما قول خلف بن إسحق البَهْرانيّ: بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ، تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة، كقول الجَرْمي: تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ، فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ، وأَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل، والأَول أَظهر.
وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً: أَكثر شربه فلم يَرْوَ، والله أَسْفَهه إياه.
وحكى اللحياني: سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شربته بغير رِفْقٍ.
وسَفِهْتُ الشرابَ، بالكسر، إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ، وأَسْفَهَكَه الله.
وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ: قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة.
وسافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت فيه؛ قال الشَّمَّاخ: فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري: رجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديد العطش. ابن الأَعرابي: طعام مَسْهَفَة ومَسْفَهة إذا كان يَسْقِي الماءَ كثيراً.
وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ، كلاهما، شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ.
وسَفِهْتُ نصيبي: نَسِيتُه؛ عن ثعلب، وتَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه.
وتَسَفَّهْتُ عليه إذا أَسمعته.

عرس (العباب الزاخر) [1]


العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:
أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا     

أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً. وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس. وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً.
وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس.
وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ . . . أكمل المادة ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس. ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس. ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْـكَـبَـيْهِ      عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ

ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة -على ساكنيها السلام- مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم. والعروس: من حصون النِّجاد باليمن. وباليمن -أيضاً-: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين. والعِرْس -بالكسر-: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:
كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه      وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي

والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:
ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِـهِ      بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ

وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَـحْـسِ      أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ. وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ      أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ


وابن عِرْس: دُوَيبَة.
وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ "وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى.
وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون "وبنات ماء" وحَكى الأخفَش: "بنات عرس وبنو عِرس و" بنات نعش وبنو نعش. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس. وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ. وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه -بالضم- عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك.
واسمُ ذلك الحبل: العِراس -بالكسر-. والعَرْسُ -بالفتح-: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة. والعَرَس -بالتحريك-: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل -بالكسر- فهو عَرِس. وعَرِسَ به -أيضاً-: لَزِمَه. وعَرِسَ -أيضاً-: إذا بَطِرَ. وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ. والعَرِسُ -مثال كَتِفٍ-: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:
عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها      عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَـعْـتِـيْمُ

وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ -بالفتح-: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ.
والعَرْسُ -أيضاً-: الحَبْلُ. والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح. والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها. والعَرّاسُ -بالفتح والتشديد-: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ. والمِعْرَسُ -بكسر الميم-: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم. والمِعْرَسُ -أيضاً-: الكثير التزوُّج. والعُرَساء -مثال شُهَداء-: موضع. والعُرْسُ والعُرُسُ- مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ      وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآبـاطِ


وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ     



ويروى: "اجْتَمَعَ الناس"، ويروى: "مائَراتٌ" بَدَل "زَلَحْلَحَاتٌ"، ولُغَةُ دُكَيْنٍ "فاضَتْ" بالضاد، ولغة غيره "فاظَت" بالظّاء. وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات. والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:
إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم      مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي

وقال رؤبة:
مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا      أغْيالَها والأجَمَ العِـرِّيْسـا

وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُهـا أشِـبٌ      ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

وقال الطِّرِمّاح:
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِـهِ      يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ


وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:
لَهانَ عليها ما يقولُ ابْـنُ دَيْسَـقٍ      إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ

وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه. وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً. وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال:
يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّـسـا      أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا

والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ. وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه -رضي الله عنهم- فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:
لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَـمـاوِيّاً مَـوَارِدُهُ      من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي

وقال ذو الرمَّة:
مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ      وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ


وقال لَبيد -رضي الله عنه- يصف رفيقَه:
قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُـهُ      بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار. وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه. واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ. وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه.
وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو. وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها. والتركيب يدل على المُلازَمة.

عرم (لسان العرب) [1]


عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل: وإنا كالحَصى عَدداً، وإنا بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ وقال آخر: وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ والعَرَمة: جمعُ عارمٍ. يقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ.
وليلٌ عارمٌ: شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه، والجمع عُرَّمٌ؛ قال: وليلةٍ من اللَّيالي العُرَّمِ، بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ، تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ يعني من شدة بردها.
وعَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ وعَرُمَ عَرامةً، بالفتح وعُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْميُّ، وقيل هو لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي: أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي، وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ؟ وهو عارمٌ وعَرِمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد: إني . . . أكمل المادة امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي، بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ وفي حديث عليّ، عليه السلام: على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من الفِتَنِ أَي اشتدادٍ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَن رجلاً قال له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ، بالضم، أَي شَرِسٌ؛ قال شَبِيب بنُ البَرْصاء: كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ، دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ أَي خَبيثاتُها، ويروى: ذَرِبات.
وفي حديث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ.
والعُرَامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ والشَّراسةُ.
وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ.
وقيل: مَرِحَ وبَطِرَ، وقيل: فسَدَ. ابن الأَعرابي: العَرِمُ الجاهلُ، وقد عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ.
وقال الفراء: العُرامِيُّ من العُرامِ وهو الجَهْلُ.
والعُرامُ: الأَذى؛ قال حُمَيْدُ ابنُ ثور الهِلاليُّ: حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ، عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ والعَرَمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم.
وعُرامُ العظم، بالضم: عُراقُهُ.
وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه، وتَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه ونَزَع ما عليه من اللحم، والعُرامُ والعُراقُ واحد، ويقال: أَعْرَمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ.
وفي الصحاح: العُرامُ، بالضم، العُراقُ من العَظْمِ والشجر.
وعَرَمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه.
وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ.
وعُرَامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال: وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال: يقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ، وأَنشد الرجزَ.
وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها: مَصَّه.
واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ من يَعْرُمُها؛ قال: ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا مِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ يقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها، وربما رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها؛ وقال ابن الأَعرابي: إنما يقال هذا للمتكلف ما ليس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام (* قوله «أراد بذات الغلام إلخ» هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم الغلام). الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي؛ قال الأَزهري: ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من يَهْجُوه.
والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان، وقيل: تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عن السيرافي، الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ، وقد غَلَبَتِ العَرْماءُ على الحية الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ: أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْمِ الأَصمعي: الحَيَّةُ العَرْماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، ويروى عن معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ، وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ سُود. قال ثعلب: العَرِمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ، قال: والنَّمِرُ ذو عَرَمٍ.
وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَيْرَ أَزْواجِ عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك.
والعَرَمُ والعُرْمةُ: بَياضٌ بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كالصفة، وكذلك إذا كان في أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ العَرَمُ.
وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى؛ وقال يصف امرأَة راعية: حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ والأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْماءُ.
ودَهْرٌ أَعْرَمُ: مُتَلَوِّنٌ.
ويقال للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ.
والعَرَمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير.
والعَرَمُ والعَرَمَةُ: الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى، وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ. قال ابن بري: ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْمَةٌ، والصحيح عَرَمة، بدليل جمعهم له على عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه؛ قال الراجز: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ، دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عن كراع، وفي الصحاح: العَرِمُ المُسَنَّاة لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابن بري للجَعْدِيِّ: مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما قال: وهي العَرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو العَرَِمَةُ، قال: والعَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ.
والعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به الوادي، والجمع عَرِمٌ، وقيل: العَرِمُ جمعٌ لا واحد له.
وقال أَبو حنيفة: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط الأَوْدِيَةِ.
والعَرِمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهري: ومن أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ.
والعَرِمُ: السَّيْلُ الذي لا يُطاق؛ ومنه قوله تعالى: فأَرسلنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ؛ قيل: أَضافه إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ عليهم.قال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل: العَرِمُ اسم وادٍ، وقيل: العَرِمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما يَحْتاجُونَ إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر فغَرَّقَ جِنانَهم.
والعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ.
والعَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ.
ورجل أَعْرامُ أَقْلَفُ: لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ هنالك. أَبو عمرو: العَرَامِينُ القُلْفانُ من الرجال.
والعَرْمَةُ: بَيْضَة السِّلاح.
والعُرْمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِيمٌ وأَعْرَمُ، والأَولُ أَسْوَغُ في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً.
وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: كثير، وقيل: هو الكثير من كل شيء.
والعَرَمْرَمُ: الشديدُ؛ قال: أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه.
ورجل عَرَمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عن كراع.
والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم أَعْرَمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛ العُرْمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وقيل عَرِيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية. يقال: رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت العرب تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ، والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ.
والعَرِمُ والمِعْذار: ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَعرابي: العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة: وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ قال الأَزهري: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ اليمامة يقابلها، قال: وقد نزلتُ بها.
وعارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ معروفة؛ قال الراعي: أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا، عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا؟ والعُرَيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبني فَزارةَ؛ وأَنشد الجوهري لبِشْر بن أَبي خازم: إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ قال ابن بري: هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري، ويروى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وهي ماءٌ لبني فَزارة.
والعَرَمةُ، بالتحريك: مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بري: حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا، وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا، والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا ابن الأَعرابي: عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، وغَرْمى وحَرْمى، ثلاث لغات بمعنى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد: عَرْمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم، كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي وقال بعض النَّمِريِّين: يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ دَمالٍ، فقيل له: ما العَرَمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين حِمْلَ بقرتين. قال ابن بري: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثيِّر: تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ، بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وقد سَمَّوْا عارِماً وعَرَّاماً.
وعَرْمان: أَبو قبيلة.

عرس (لسان العرب) [1]


العَرَسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ.
وعَرِسَ الرجل وعَرِشَ، بالكسر والسين والشين، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، وقيل: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وقول أَبي ذؤيب: حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وقد عَرِسَتْ عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ ويتحرّف إِليها ليطعنُها.
وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ.
وعَرِسَ الشَّرُّ بينهم: لزِمَ ودامَ.
وعَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه.
وعَرِسَ عَرَساً، فهو عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه.
وعَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً: أَلِفَها ولزمها.
والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وقيل: طعامه خاصة، أُنثى تؤنثها العرب وقد تذكر؛ قال الراجز: إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ، نُدْعى مع . . . أكمل المادة النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ وتصغيرها بغير هاء، وهو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة أَحرف.
وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَيِّسٌ وقد تَمَعَّطَ شعرها؛ هي تصغير العَرُوس، ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً لقيام الحرف الرابع مَقامه، والجمع أَعْراسٌ وعُرُسات من قولهم: عَرِسَ الصبي بأُمه، على التَّفاؤل.
وقد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً.
وأَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها وكذلك إِذا غشيها، ولا تَقُلْ عَرَّسَ، والعامة تقوله؛ قال الراجز يصف حماراً: يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا، أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا وفي حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، وقال: قد علمت أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُعْرِسِين أَي مُلِمِّين بنسائهم، وهو بالتخفيف، وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى إِعراساً أَيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد بنائه عليها.
وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: أَعْرَسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: أَعْرَسَ الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، وأَراد به ههنا الوطء فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: ولا يقال فيه عَرَّسَ.
والعَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة، وفي الصحاح: ما داما في إِعْراسهما. يقال: رجل عَرُوس في رجال أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس في نسوة عَرائِس.
وفي المثل: كاد العَرُوس يكون أَميراً.
وفي الحديث: فأَصبح عَرُوساً. يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة، وهو اسم لهما عند دخول أَحدهما بالآخر.
وفي حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْس: يعني طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه. قال الأَزهري: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها، وكل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك، ثم تسمى الوليمة عُرْساً.
وعِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال: وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ سَوْقي، وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله، وهو أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه وإِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج: أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ، أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ أَي أَنجب بعل وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وهذا يدل على أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب عِرْسَيْن جُبِلا، لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال تقديم الصفة على الموصوف، وكأَنه قال: أَنْجَبُ رجل وامرأَة.
وجمع العِرْس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَعْراسٌ، والذكر والأُنثى عِرْسانِ؛ قال علقمة يصف ظَلِيماً: حتى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ، أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ قال ابن بري: تلافى تدارك.
والأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ.
وأَراد بالعِرْسَينِ الذكر والأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه.
والمَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً.
ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وقد استعاره الهذلي للأَسد فقال: لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ وأَعْراسُ قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ وقبله: يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ، في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ الرَّزَّام: الذي له رَزيم، وهو الزئير.
والفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ فَريسَتِه، ويسمى كل قَتْل فَرْساً.
والهزير: الضخْم الزُّبْرَة.
وذكر الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ: عند خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه.
ورقْمَهُ الوادي: حيث يجتمع الماء.
ويقال: الرقمة الروضة.
وأَجْرٍ: جمع جَرْوٍ، وهو عِرْسُها أَيضاً؛ واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال: كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ وقد عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً ودخل بها، وكذلك عَرَّس بها وأَعْرَس.
والمُعْرِسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْسُه وطَلَّتُه وقَعيدتُه؛ والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ العُرْسِ، والمرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت.
ومن أَمثال العرب: لا مُخْبَأَ لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة، فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عروس، وقيل: إِنها قالته بعد موته.
وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة عُرْس فليُجِب.
والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشجر الملتف، وهو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال رؤبة: أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا وصف به كأَنه قال: والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: وفي المثل: كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ وقال طرَفة: كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ فأَما قوله جرير: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّيسي فإَنه عنى منبت أَصله في قومه.
والمُعَرِّسُ: الذي يسير نهاره ويُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل، وقيل: التَعْريسُ النزول في آخر الليل.
وعَرَّس المسافر: نزل في وجه السَّحَر، وقيل: التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال زهير: وعَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ، ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ ويروى: ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ وقال غيره: والتَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع انفجار الصبح سائرين؛ ومنه قول لبيد: قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ وأَنشدت أَعرابية من بني نُمير: قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ، ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ وفي الحديث: كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً، وإِذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه.
وأَعْرَسُوا: لغة فيه قليلة، والموضع: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ.
والمُعَرَّسُ: موضع التَعْريس، وبه سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة، عَرَّس به، صلى اللَّه عليه وسلم، وصلى فيه الصبح ثم رحل.
والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، وهي الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ وعُرْسٌ. قال: وقال أَعرابي بِكَمِ البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها.
والمِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم والمِعْرَسُ: الكثير التزويج.
والعَرْس: الإِقامة في الفرحِ.
والعَرَّاس بائع العُرُسِ، وهي الحبال، واحدها عَريسٌ.
والعَرْسُ: الحبل.
والعَرْسُ: عمود في وسط الفُِسطاطِ.
واعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ وقال الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو.
والبيت المُعَرَّسُ: الذي عُمِلَ له عَرْسٌ، بالفتح.
والعَرْسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت ويسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، وما كان تحتَ الجائِز فهو المُخْدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر.
وعَرَّسَ البيتَ: عِمل له عَرْساً.
وفي الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذلك في البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية بيجه، قال: وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث.
وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً وهو بارك.
والعِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو العَكْسُ، واسم ذلك الحبل العِكاسُ.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب.
والإِعْراس: وضع الرحى على الأُخرى؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ على إِعْراسِه وبِنائِه وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً أَراد على موضع إِعْراسه.
وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ له ناب، والجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، معرفة ونكرة تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، ويجوز في المعرفة الرفع ويجوز في النكرة النصب؛ قاله المفضل والكسائي. قال الجوهري: وابن عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، ويجمع على بنات عِرْسٍ، وكذلك ابن آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء؛ تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون وبنات ماء، وحكى الأَخفش: بنات عِرْسٍ وبنو عِرْسٍ، وبنات نَعْش وبنو نعش.
والعِرْسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس الدابة.
والعَرُوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة.
والعُرَيْساء: موضع.
والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل: وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ، بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ وذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان رمالها يقال لها العَرائِسُ، ولم أَسمع لها بواحد.

بشر (لسان العرب) [1]


البَشَرُ: الخَلْقُ يقع على الأُنثى والذكر والواحد والاثنين والجمع لا يثنى ولا يجمع؛ يقال: هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَرٌ وهم بَشَرٌ. ابن سيده: البَشَرُ الإِنسان الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وقد يثنى.
وفي التنزيل العزيز: أَنُؤُمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا؟ والجمع أَبشارٌ.
والبَشضرَةُ: أَعلى جلدة الرأْس والوجه والجسد من الإِنسان، وهي التي عليها الشعر، وقيل: هي التي تلي اللحم.
وفي المثل: إِنما يُعاتَبُ الأَديمُ ذو البَشَرَةِ؛ قال أَبو حنيفة: معناه أَن يُعادَ إِلى الدِّباغ، يقول: إِنما يعاتَبُ مَن يُرْجَى ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ، والجمع بَشَرٌ. ابن بزرج: والبَشَرُ جمع بَشَرَةٍ وهو ظاهر الجلد. الليث: البَشَرَةُ أَعلى جلدة الوجه والجسد من . . . أكمل المادة الإِنسان، ويُعْني به اللَّوْنُ والرِّقَّةُ، ومنه اشتقت مُباشَرَةُ الرجل المرأَةَ لِتَضامِّ أَبْشارِهِما.
والبَشَرَةُ والبَشَرُ: ظاهر جلد الإِنسان؛ وفي الحديث: لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالي لِيَضْرِبُوا أَبْشاركم؛ وأَما قوله: تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً على بَشَرٍ، وآنَسَهُ لَبابُ قال ابن سيده: قد يكون جمع بشرة كشجرة وشجر وثمرة وثمر، وقد يجوز أَن يكون أَراد الهاء فحذفها كقول أَبي ذؤَيب: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ عِنادي على الهِجْرانِ، أَم هُوَ يائِسُ؟ قال: وجمعه أَيضاً أَبْشارٌ، قال: وهو جمع الجمع.
والبَشَرُ: بَشَرُ الأَديمِ.
وبَشَرَ الأَديمِ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَهُ: قَشَرَ بَشَرَتَهُ التي ينبت عليها الشعر، وقيل: هو أَن يأْخذ باطنَه بِشَفْرَةٍ. ابن بزرج: من العرب من يقول بَشَرْتُ الأَديم أَبْشِرهُ، بكسر الشين، إِذا أَخذت بَشَرَتَهُ.
والبُشارَةُ: ما بُشِرَ منه.
وأَبْشَرَه؛ أَظهر بَشَرَتَهُ.
وأَبْشَرْتُ الأََديمَ، فهو مُبْشَرٌ إِذا ظهرتْ بَشَرَتُه التي تلي اللحم، وآدَمْتُه إِذا أَظهرت أَدَمَتَهُ اليت ينبت عليها الشعر. الللحياني: البُشارَةُ ما قَشَرْتَ من بطن الأَديم، والتِّحْلئُ ما قَشرْتَ عن ظهره.
وفي حديث عبدالله: مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَليَبْشَرْ أَي فَلْيَفْرَحْ ولَيُسَرَّ؛ أَراد أَن محبة القرآن دليل على محض الإِيمان من بَشِرَ يَبْشَرُ، بالفتح، ومن رواه بالضم، فهو من بَشَرْتُ الأَديم أَبْشُرُه إِذا أَخذت باطنه بالشَّفْرَةِ، فيكون معناه فَلْيُضَمِّرْ نفسه للقرآن فإِن الاستكثار من الطعام ينسيه القرآن.
وفي حديث عبدالله بن عمرو: أُمرنا أَن نَبْشُرَ الشَّوارِبَ بَشْراً أَي نَحُفّها حتى تَبِينَ بَشَرَتُها، وهي ظاهر الجلد، وتجمع على أَبْشارٍ. أَبو صفوان: يقال لظاهر جلدة الرأْس الذي ينبت فيه الشعر البَشَرَةُ والأَدَمَةُ والشَّواةُ. الأَصمعي: رجل مُؤُدَمٌ مُبْشَرٌ، وهو الذي قد جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مع المعرفة بالأُمور، قال: وأَصله من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَتِهِ، فالبَشَرَةُ ظاهره، وهو منبت الشعر، والأَدَمَةُ باطنه، وهو الذي يلي اللحم؛ قال والذي يراد منه أَنه قد جَمع بَيْنَ لِينِ الأَدَمَةِ وخُشونة البَشَرَةِ وجرّب الأُمور.
وفي الصحاح: فلانٌ مُؤْدَمٌ مَبْشَرٌ إِذا كان كاملاً من الرجال، وامرأَة مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: تامَّةٌ في كُلّ وَجْهٍ.
وفي حديث بحنة: ابنتك المُؤْدَمَةُ المُبْشَرَة؛ يصف حسن بَشَرَتها وشِدَّتَها.
وبَشْرُ الجرادِ الأَرْضَ: أَكْلُه ما عليها.
وبَشَرَ الجرادُ الأَرضَ يَبْشُرُها بَشراً: قَشَرَها وأَكل ما عليها كأَن ظاهر الأَرض بَشَرَتُها.وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه أَي سَحْناءَه وهَيْئَتَه.
وأَبْشَرَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت نباتها.
وأَبْشَرَتِ الأَرضُ إِبْشاراً: بُذِرتْ فَظَهَر نَباتُها حَسَناً، فيقال عند ذلك: ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها؛ وقال أَبو زياد الأَحمر: أَمْشَرَتِ الأَرضُ وما أَحْسَنَ مَشَرَتَها.
وبَشَرَةُ الأَرضِ: ما ظهر من نباتها.
والبَشَرَةُ: البَقْلُ والعُشْبُ وكُلُّه مِنَ البَشَرَةِ.
وباشَرَ الرجلُ امرأَتَهُ مُباشَرَةً وبِشاراً: كان معها في ثوب واحد فَوَلَيِتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها.
وقوله تعالى: ولا تُباشِرُ وهُنَّ وأَنتم عاكفون في المساجد؛ معنى المباشرة الجماع، وكان الرجل يخرج من المسجد، وهو معتكف، فيجامع ثم يعود إِلى المسجد.
ومُباشرةُ المرأَةِ: مُلامَسَتُها.
والحِجْرُ المُباشِرُ: التي تَهُمُّ بالفَحْلِ.
والبَشْرُ أَيضاً: المُباشَرَةُ؛ قال الأَفوه: لَمَّا رَأَتْ شَيْبي تَغَيَّر، وانْثَنى مِنْ دونِ نَهْمَةِ بَشْرِها حينَ انثنى أَي مباشرتي إِياها.
وفي الحديث: أَنه كان يُقَبِّلُ ويُباشِرُ وهو صائم؛ أَراد بالمباشَرَةِ المُلامَسَةَ وأَصله من لَمْس بَشَرَةِ الرجل بَشَرَةَ المرأَة، وقد يرد بمعنى الوطء في الفرج وخارجاً منه.
وباشَرَ الأَمْرَ: وَلِيَهُ بنفسه؛ وهو مَثَلٌ بذلك لأَنه لا بَشَرَةَ للأَمر إذ ليس بِعَيْنٍ.
وفي حديث علي، كرّم الله تعالى وجهه: فَباشِرُوا رُوحَ اليقين، فاستعاره لروح اليقين لأَنّ روح اليقين عَرَضٌ، وبيِّن أَنَّ العَرَضَ ليست له بَشَرَةٌ.
ومُباشَرَةُ الأَمر: أَن تَحْضُرَهُ بنفسك وتَلِيَه بنفسك.
والبِشْرُ: الطَّلاقَةُ، وقد بَشَرَه بالأَمر يَبْشُرُه، بالضم، بَشْراً وبُشُوراً وبِشْراً، وبَشَرَهُ به بَشْراً؛ كله عن اللحياني.
وبَشَّرَهُ وأَبْشَرَهُ فَبَشِرَ به، وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً. يقال: بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ واسْتَبْشَر وتَبشَّرَ وبَشِرَ: فَرِحَ.
وفي التنزيل العزيز: فاسْتْبِشرُوا بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُمْ به؛ وفيه أَيضاً: وأَبْشِروا بالجنة.
واسْتَبْشَرَهَ كَبَشَّرَهُ؛ قال ساعدة بن جؤية: فَبَيْنَا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحِبِّها، عَلى حِينِ أَن كُلَّ المَرامِ تَرومُ قال ابن سيده: وقد يكون طلبوا منها البُشْرى على إِخبارهم إِياهم بمجيء ابنها.
وقوله تعالى: يا بُشْرايَ هذا غُلامٌ؛ كقولك عَصايَ.
وتقول في التثنية: يا بُشْرَبيَّ.
والبِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلاَّ بالخير، وإِنما تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعالى: فَبَشِّرْهُم بعذاب أَليم؛ قال ابن سيده: والتَّبْشِيرُ يكون بالخير والشر كقوله تعالى: فبشرهم بعذاب أَليم؛ وقد يكون هذا على قولهم: تحيتك الضَّرْبُ وعتابك السَّيْفُ، والاسم البُشْرى.
وقوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها أَن بُشْراهم في الدنيا ما بُشِّرُوا به من الثواب، قال الله تعالى: ويُبَشِّرَ المؤمنين؛ وبُشْراهُمْ في الآخرة الجنة، وقيل بُشْراهم في الدنيا الرؤْيا الصالحة يَراها المؤْمن في منامه أَو تُرَى له، وقيل معناه بُشْراهم في الدنيا أَن الرجل منهم لا تخرج روحه من جسده حتى يرى موضعه من الجنة؛ قال الله تعالى: إِنَّ الذين قالوا رَبُّنا اللهُ ثم استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهم الملائكةُ أَن لا تخافوا ولا تحزنوا وأَبْشِرُوا بالجنةِ التي كنتم توعدون. الجوهري: بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه، بالضم، بَشْراً وبُشُوراً من البُشْرَى، وكذلك الإِبشارُ والتَّبْشِيرُ ثلاثُ لغات، والاسم البِشارَةُ والبُشارَةُ، بالكشر والضم. يقال: بَشَرْتُه بمولود فَأَبْشَرَ إِبْشاراً أَي سُرَّ.
وتقول: أَبْشِرْ بخير، بقطع الأَلف.
وبَشِرْتُ بكذا، بالكسر، أَبْشَرُ أَي اسْتَبْشَرْتُ به؛ قال عطية بن زيد جاهلي، وقال ابن بري هو لعبد القيس بن خفاف البُرْجُميّ: وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى العلى غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مْمْحِلِ، فَأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بما بَشِرُوا بِهِ، وإِذا هُمُ نَزَلُوا بَضَنْكٍ فانْزِلِ ويروى: وايْسِرْ بما يَسِرُوا به.
وأَتاني أَمْرٌ بَشِرْتُ به أَي سُرِرْتُ به.
وبَشَرَني فلانٌ بوجه حَسَنٍ أَي لقيني.
وهو حَسَنُ البِشْرِ، بالكسر، أَي طَلقُ الوجه.
والبِشارَةُ: ما بُشِّرْتَ به.
والبِشارة: تَباشُرُ القوم بأَمر، والتَّباشِيرُ: البُشْرَى.
وتَبَاشَرَ القومُ أَي بَشَّرَ بعضُهم بعضاً.
والبِشارة والبُشارة أَيضاً: ما يعطاه المبَشِّرُ بالأَمر.
وفي حديث توبة كعب: فأَعطيته ثوبي بُشارَةً؛ البشارة، بالضم: ما يعطى البشير كالعُمَالَةِ للعامل، وبالكسر: الاسم لأَنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإِنسان.
والبشير: المبَشِّرُ الذي يُبَشِّرُ القوم بأَمر خير أَو شرٍ.
وهم يتباشرون بذلك الأَمر أَي يُبَشرُ بضعهم بعضاً.
والمبَشِّراتُ: الرياح التي تَهُبُّ بالسحاب وتُبَشِّرُ بالغيث.
وفي التنزيل العزيز: ومن آياته أَن يرسل الرياحَ مُبَشِّرات؛ وفيه: وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ بُشْراً؛ وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً، فَبُشُراً جَمعُ بَشُورٍ، وبُشْراً مخفف منه، وبُشْرَى بمعنى بِشارَةٍ، وبَشْراً مصدر بَشَرَهُ بَشْراً إِذا بَشَّرَهُ.
وقوله عز وجل: إِن الله: يُبَشِّرُكِ؛ وقرئ: يَبْشُرُك؛ قال الفرّاء: كأَن المشدّد منه على بِشاراتِ البُشَرَاء، وكأَن المخفف من وجه الإِفْراحِ والسُّرُورِ، وهذا شيء كان المَشْيَخَةُ يقولونه. قال: وقال بعضهم أَبْشَرْتُ، قال: ولعلها لغة حجازية.
وكان سفيان بن عيينة يذكرها فَلْيُبْشِرْ، وبَشَرْتُ لغة رواها الكسائي. يقال: بَشَرَني بوَجْهٍ حَسَنٍ يَبْشُرُني.
وقال الزجاج: معنى يَبْشُرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك.
وبَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه إِذا أَفرحته.
وبَشِرَ يَبْشَرُ إِذا فرح. قال: ومعنى يَبْشُرُك ويُبَشِّرُك من البِشارة. قال: وأَصل هذا كله أَن بَشَرَةَ الإِنسان تنبسط عند السرور؛ ومن هذا قولهم: فلان يلقاني بِبِشْرٍ أَي بوجه مُنْبَسِطٍ. ابن الأَعرابي: يقال بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه وبَشَرْتُ بكذا وكذا وبَشِرْت وأَبْشَرْتُ إِذا فَرِحْتَ بِه. ابن سيده: أَبْشَرَ الرجلُ فَرِحَ؛ قال الشاعر: ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَواماً، وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلالا وبَشَّرَتِ الناقةُ باللِّقاحِ، وهو حين يعلم ذلك عند أَوَّل ما تَلْقَحُ. التهذيب. يقال أَبْشَرَتِ الناقَةُ إِذا لَقِحَتْ فكأَنها بَشَّرَتْ بالِّلقاحِ؛ قال وقول الطرماح يحقق ذلك: عَنْسَلٌ تَلْوِي، إِذا أَبْشَرَتْ، بِخَوافِي أَخْدَرِيٍّ سُخام وتَباشِيرُ كُلّ شيء: أَوّله كتباشير الصَّبَاح والنَّوْرِ، لا واحد له؛ قال لبيد يصف صاحباً له عرّس في السفر فأَيقظه: فَلَمَّا عَرَّسَ، حَتَّى هِجْتُهُ بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ والتباشيرُ: طرائقُ ضَوْءِ الصُّبْحِ في الليل. قال الليث: يقال للطرائق التي تراها على وجه الأَرض من آثار الرياح إِذا هي خَوَّتْهُ: التباشيرُ.
ويقال لآثار جنب الدابة من الدَّبَرِ: تَباشِيرُ؛ وأَنشد: نِضْوَةُ أَسْفارٍ، إِذا حُطَّ رَحْلُها، رَأَيت بِدِفْأَيْها تَباشِيرَ تَبْرُقُ. الجوهري: تَباشِيرُ الصُّبْحِ أَوائلُه، وكذلك أَوائل كل شيء، ولا يكون منه فِعلٌ.
وفي حديث الحجاج: كيف كان المطرُ وتَبْشِيرُه أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه وتَبِاشِيرُ: ليس له نظير إِلاَّ ثلاثة أَحرف: تَعاشِيبُ الأَرض، وتَعاجِيبُ الدَّهرِ، وتَفاطِيرُ النَّباتِ ما يَنْفَطر منه، وهو أَيضاً ما يخرج على وجه الغِلْمَان والفتيات؛ قال: تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَى قَدِيماً، لا تَقاطِيرُ الشَّبابِ.
ويروى نفاطير، بالنون.
وتباشير النخل: في أَوَّل ما يُرْطِبُ.
والبشارة، بالفتح: الجمال والحُسْنُ؛ قال الأَعشى في قصيدته التي أَوَّلها: بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارَهْ، يا جارَتا، ما أَنْتِ جارهْ . قال منها: وَرَأَتْ بِأَنَّ الشَّيْبَ جَا نَبَه البَشاشةُ والبَشارَهْ ورجلٌ بَشِيرُ الوجه إِذا كان جميله؛ وامرأَةٌ بَشِيرةُ الوجه، ورجلٌ بَشِيرٌ وامرأَة بَشِيرَةٌ، ووجهٌ بَشيرٌ: حسن؛ قال دكين بن رجاء: تَعْرِفُ، في أَوجُهِها البَشائِرِ، آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ والآسانُ: جمع أُسُنٍ، بضم الهمزة والسين، وقد قيل أَسن بفتحهما أَيضاً، وهو الشبه.
والآفق: الفاضل.
والمُشَاجِرُ: الذي يَرْعَى الشجر. ابن الأَعرابي: المَبْشُورَةُ الجارية الحسنة الخلق واللون، وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها.
والبَشِيرُ: الجميل، والمرأَة بَشِيرَة.
والبَشِيرُ: الحَسَنُ الوجه.
وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَهُ: حَسَّنَه ونَضَّرَه؛ وعليه وَجَّهَ أَبو عمرو قراءَةَ من قرأَ: ذلك الذي يَبْشُرُ اللهُ عِبادَه؛ قال: إِنما قرئت بالتخفيف لأَنه ليس فيه بكذا إِنما تقديره ذلك الذي يُنَضِّرُ اللهُ به وُجوهَهم. اللحياني: وناقة بَشِيرَةٌ أَي حَسَنَةٌ؛ وناقة بَشِيرَةٌ: ليست بمهزولة ولا سمينة؛ وحكي عن أَبي هلال قال: هي التي ليست بالكريمة ولا الخسيسة.
وفي الحديث: ما مِنْ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّها إِلاَّ بُطِحَ لها يَوْمَ القيامة بِقَاع قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ ما كانَتْ وأَبْشَرِه أَي أَحْسَنِه، من البِشر، وهو طلاقة الوجه وبشاشته، ويروى: وآشَره من النشاط (* قوله «من النشاط» كذا بالأصل والأحسن من الأشر وهو للنشاط. ابن الأَعرابي: هم البُشَارُ والقُشَارُ والخُشَارُ لِسِقاطِ الناسِ.
والتُّبُشِّرُ والتُّبَشِّرُ: طائر يقال هو الصُّفارِيَّة، ولا نظير له إِلاَّ التُّنَوِّطُ، وهو طائر وهو مذكور في موضعه، وقولُهم: وقع في وادي تُهلِّكَ، ووادي تُضُلِّلَ، ووادي تُخُيِّبَ.
والناقةُ البَشِيرَةُ: الصالحةُ التي على النِّصْفِ من شحمها، وقيل: هي التي بين ذلك ليست بالكريمة ولا بالخسيسة.
وبِشْرٌ وبِشْرَةُ: اسمان؛ أَنشد أَبو علي: وبِشْرَةُ يَأْبَوْنا، كَأَنَّ خِبَاءَنَا جَنَاحُ سُمَانَى في السَّماءِ تَطِيرُ وكذلك بُشَيْرٌ وبَشِيرٌ وبَشَّار ومُبَشِّر.
وبُشْرَى: اسم رجل لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، للتأْنيث ولزوم حرف التأْنيث له، وإِن لم يكن صفة لأَن هذه الأَلف يبنى الاسم لها فصارت كأَنها من نفس الكلمة، وليست كالهاء التي تدخل في الاسم بعد التذكير.
والبِشْرُ: اسم ماء لبني تغلب.
والبِشْرُ: اسم جبل، وقيل: جبل بالجزيرة؛ قال الشاعر: فَلَنْ تَشْرَبي إِلاَّ بِرَنْقٍ، وَلَنْ تَرَيْ سَواماً وحَيّاً في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ

خرق (لسان العرب) [1]


الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره. التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في الأَصل مصدر.
والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه.
وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه.
ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق السِّرْبال.
وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس . . . أكمل المادة والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله: إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ، بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها، فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.
وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة.
وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل: ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ، يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن بري: والذي في شعره: كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور: بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ وأَنشد أَيضاً لزهير: مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها المواضعَ.
والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً.
والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ، وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة.
والخَرْقُ: البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.
وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.
والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم: اتَّسع.
والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ.
ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي: فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى، وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ: خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه، مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.
والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً صَحِبَه رجل كريم: أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر عند سيبويه.
والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.
وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ.
وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.
والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض عَرْضاً على غير طريق.
واختِراقُ الرِّياح: مُرورها.
ومنْخَرَقُ الرياح: مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض.
وريح خَرقاء: شديدة.
واخترَقَ الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته.
واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة: يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها.
وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً.
وفي التنزيل إنك لن تَخرِق الأَرض.
والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ البعيدة؛ ومنه قول عديّ: كالنَّابِئِ المِخْراقِ والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب.
وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه، وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.
ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً، وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.
والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه أَخْرَقُ.
وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله.
وبعير أَخْرَقُ: يقع مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة.
وناقة خَرْقاء: لا تَتَعَهَّد مواضع قوائمها.
وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛ وقال ذو الرمة: بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق، فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً.
وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق.
وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة يكتسِب بها.
وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق.
ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.
والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس.
والخُرْق: الحُمق؛ خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان، فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة أَحرف (* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء.
وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، وكذلك أَخواته.
والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء.
وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته.
وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش.
وخَرِق الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً: وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه، كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ توائمُه في جانِبَيه كأنها شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد، وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق.
وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.
وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض.
وقال الليث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ.
والخَرَقِ مصدر الأَخْدق، وهو الرفيق.
وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد خَرِق: لازِقٌ بالأرض.
ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم: كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال: أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً، كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب وهو عربي صحيح.
وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.
وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم.
والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله: وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف: عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً: أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع.
والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛ قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال: والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.
وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون ويتصرَّفون في وجُوه الخير.
والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى.
وخَرَق في البيت خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح.
والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛ قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ، خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ وجمعها خِرَق.
والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل: الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.
والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي: غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو، وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان.
وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله: لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها، جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن.
والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.
والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء لأَبي محمد الفَقْعَسِي: تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها، في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها (* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح الميم).
وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر يمدح قوماً: لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ، تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً، وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ، يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.
والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد: خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً، لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك. خربق: الخَرْبَقُ (* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر.
وقوله «ولا يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على آكله ولا يقتله.
وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ.
وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب وجَبَذَ.
وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته.
وخَرْبَق عَمَله: أَفسده.
وجدَّ في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ.
ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط.
وخَرْبَق النبتُ: اتصل بعضه ببعض.
والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.
والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ.
وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا كُلِّم.
ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد: صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.
واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع.
واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.
والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.
والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

صنع (لسان العرب) [2]


صَنَعَه يَصْنَعُه صُهْعاً، فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ: عَمِلَه.
وقوله تعالى: صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء؛ قال أَبو إِسحق: القراءة بالنصب ويجوز الرفع، فمن نصب فعلى المصدر لأَن قوله تعالى: وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحابِ، دليل على الصَّنْعةِ كأَنه قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً، ومن قرأَ صُنْعُ الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ الله.
واصْطَنَعَه: اتَّخَذه.
وقوله تعالى: واصْطَنَعْتُك لنفسي، تأْويله اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم؛ وقال الأَزهري: أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده.
وفي حديث آدم: قال لموسى، عليهما السلام: . . . أكمل المادة أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه؛ قال ابن الأَثير: هذا تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ.
والاصطِناع: افتِعالٌ من الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان.
وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تُوقِدُوا بليل ناراً، ثم قال: أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم؛ قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل الله.
ويقال: اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن يَصْنَع له خاتماً.
وروى ابن عمر أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اصطَنَعَ خاتماً من ذهب كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به، أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له، والطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد.
واسْتَصْنَعَ الشيءَ: دَعا إِلى صُنْعِه؛ وقول أَبي ذؤَيب: إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ، كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ صُنُوعُها قال بان سيده: صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً.
والصَّناعةُ: حِرْفةُ الصانِع، وعَمَلُه الصَّنْعةُ.
والصِّناعةُ: ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ؛ ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع، وأَما سيبويه فقال: لا يُكَسَّر صَنَعٌ، اسْتَغْنَوا عنه بالواو والنون.
ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ اليدين، بكسر الصاد، أَي صانِعٌ حاذِقٌ، وكذلك رجل صَنَعُ اليدين، بالتحريك؛ قال أَبو ذؤيب: وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه رواية الأَصمعي ويروى: صَنَعَ السَّوابِغَ؛ وصِنْعُ اليدِ من قوم صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي، وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً.
وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين، وتُفْرَدُ في المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي، وفي الصحاح: وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد صَناعُ اليد في المذكر؛ قال ابن بري: والذي اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد وامرأَة صَناعُ اليد، فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ؛ وقال ابن شهاب الهذلي: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بِفَرْجِها، جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه صَنَعُون لا غير، وكذلك صِنْعٌ؛ يقال: رجال صِنْعُو اليد، وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ، وقال ابن درستويه: صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ، والأَصل فيه عنده الكسر صَنِعٌ ليكون بمنزلة دَنِفٍ وقَمِنٍ، وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ بَطَراً، وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع؛ وأَنشد لحميد بن ثور: أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ، وبَيْنَ التي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا صَنِعٌ لأَنه لم يُسْمَعْ صَنِعٌ؛ هذا جميعُه كلا ابن بري.
وفي المثل: لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً؛ الثَّلَّةُ: الصوف والشعر والوَبَر.
وورد في الحديث: الأَمةُ غيرُ الصَّناعِ. قال ابن جني: قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دليل على مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث، فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو حسَن وحسَنة؛ قال ابن السكيت: امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها.
وامرأَة صَناعٌ: حاذقةٌ بالعمل: ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة، ورجل صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ اليدين، مكسور الصاد إِذا أُضيفت؛ قال الشاعر: صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وقال آخر: أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا وفي حديث عمر: حين جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني، فقال: غلامُ المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ، قال: الصَّنَعُ؟ قال: نعم. يقال: رجل صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بها.
ويقال: امرأَتانِ صَناعانِ في التثنية؛ قال رؤبة: إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا، أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ. قال الإِيادي: وسمعت شمراً يقول رجل صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ، بسكون النون.
ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ، يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن (* قوله« بين» في القاموس وشرحه: يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين) وهو على المثل؛ قال حسان بن ثابت: أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه، فيما أَراد، لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وقال الراجز في صفة المرأَة: وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ.
والمَصْنَعةُ: الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها؛ قال الراعي: ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيها قال الأَصمعي: يعني مَدْعاةً.
وصَنْعةُ الفرَسِ: حُسْنُ القِيامِ عليه.
وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً، وهو فرس صنِيعٌ: قام عليه.
وفرس صنِيعٌ للأُنثى، بغير هاء، وأرى اللحياني خص به الأُنثى من الخيل؛ وقال عدي بن زيد: فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا، ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وقوله تعالى: ولِتُصْنَعَ على عَيْني؛ قيل: معناه لِتُغَذَّى، قال الأَزهري: معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي. يقال: صَنَعَ فلان جاريته إِذا رَبّاها، وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه، وقال الليث: صَنع فرسه، بالتخفيف، وصَنَّعَ جاريته، بالتشديد، لأَن تصنيع الجارية لا يكون إِلا بأَشياء كثيرة وعلاج؛ قال الأَزهري: وغير الليث يُجِيز صنع جاريته بالخفيف؛ ومنه قوله: ولتصنع على عيني.
وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها.
وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه؛ قال عامر بن الطفيل: سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا، صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري: صَناعِيةٌ يصنعون المال ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف، وقد ذكرت الأَبيات كلها في ترجمة صلمع.
وفرَسٌ مُصانِعٌ: وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير له صَوْنٌ يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه.
والصنِيعُ: الثَّوْبُ الجَيِّدُ النقي؛ وقول نافع بن لقيط الفقعسي أَنشده ابن الأَعرابي: مُرُطٌ القِذاذِ، فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ، لا الرِّيشُ يَنفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ فسّره فقال: مَصْنَعٌ أَي ما فيه مُسْتَمْلَحٌ.
والتَّصَنُّعُ: تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به.
والتَّصَنُّعُ: تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ.
والصِّنْعُ: الحَوْضُ، وقيل: شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء، وقيل: خشبة يُحْبَسُ بها الماء وتُمْسِكُه حيناً، والجمع من كل ذلك أَصناعٌ.
والصَّنَّاعةُ: كالصِّنْع التي هي الخشبَة.
والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ: كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر.
والمَصانِعُ أَيضاً: ما يَصْنَعُه الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها؛ قال لبيد: بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ، وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ قال الأَزهري: ويقال للقُصور أَيضاً مَصانعُ؛ وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي، في المَصانِيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع مَصْنعةٍ، وزاد الياء للضرورة كما قال: نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور ومكاسِير.
وفي التنزيل: وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون؛ المَصانِعُ في قول بعض المفسرين: الأَبنية، وقيل: هي أَحباسٌ تتخذ للماء، واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ، وقيل: هي ما أُخذ للماء. قال الأَزهري: سمعت العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ، واحدها صِنْعٌ؛ وروى أَبو عبيد عن أَبي عمرو قال: الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ، والزَّلَفُ المَصانِعُ، قال الأَصمعي: وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها.وقال الأَصمعي: العرب تُسَمِّي القُرى مَصانِعَ، واحدتها مَصْنَعة؛ قال ابن مقبل: أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ، بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ: الحُصون؛ قال ابن بري: شاهده قول البعيث: بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً، مِنَ الحجارةِ، لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وفي الحديث: مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ؛ الصِّنْعُ، بالكسر: المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء، وجمعه أَصْناعٌ، وقيل: أَراد بالصِّنْع ههنا الحِصْنَ.
والمَصانِعُ: مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت، واحدتها مَصْنَعةٌ؛ حكاه أَبو حنيفة.
والصُّنْعُ: الرِّزْق.
والصُّنْعُ، بالضم: مصدر قولك صَنَعَ إِليه معروفاً، تقول: صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه، كلاهما: قَدَّمه، وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ.
والصَّنِيعةُ: ما اصْطُنِعَ من خير.
والصَّنِيعةُ: ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها، وجمعها الصَّنائِعُ؛ قال الشاعر: إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ صَنِيعةً، حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً، وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه.
وصانَعَه: داراه ولَيَّنَه وداهَنَه.
وفي حديث جابر: كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي يُصانِعُ قائدَهُ أَي يداريه.
والمُصانَعةُ: أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك شيئاً آخر، وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ.
وصانِعَ الوالي: رَشاه.
والمُصانَعةُ: الرَّشْوةُ.
وفي لمثل: من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ.
وصانَعَه عن الشيء: خادَعه عنه.
ويقال: صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه.
والصِّنْعُ: السُّودُ (* قوله« والصنع السود» كذا بالأصل، وعبارة القاموس مع شرحه: والصنع، بالكسر، السفود، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة، ووقع في اللسان: والصنع السود، ثم قال: فليتأمل في العبارتين؛) قال المرّارُ يصف الإِبل: وجاءَتْ، ورُكْبانُها كالشُّرُوب، وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يعني سُودَ الأَلوان، وقيل: الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه؛ عن ابن الأَعرابي.
وكلُّ ما صُنِعَ فيه، فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها.
وسيف صَنِيعٌ: مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ؛ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح معاوية: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها، تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ، كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وسهم صَنِيعٌ كذلك، والجمع صُنُعٌ؛ قال صخر الغيّ: وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ، ممدودة: ببلدة، وقيل: هي قَصَبةُ اليمن؛ فأَما قوله: لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة، والإِضافة إِليه صَنْعائي، على غير قياس، كما قالوا في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ، وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ، والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء؛ حكاه سيبويه، قال ابن جني: ومن حُذَّاقِ أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب، وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك: من وَّافِدِ، وإن وَّقَفْتَ وقفتُ، ونحو ذلك، قال: وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة، قال: وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا، قال: وكان يحتج في قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول: ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذِئْبٍ ذيب، وفي جُؤْنةٍ، وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه، فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه، وكذلك النون والهمزة.
والأَصْناعُ: موضع؛ قال عمرو بن قَمِيئَة: وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً، فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وقولهم: ما صَنَعْتَ وأَباك؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً لما كانا للاشتراك والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر، وإِنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد، فإِن وكدته رفعت وقلت: ما صنعت أَنت وأَبوك؟ واما الذي في حديث سعد: لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ينزل فيأْخذها؛ قال ابن الأَثير: كذا قال صُنُع، قاله الحربي، وأَظنه صِيغةً أَي مستوية من عمل رجل واحد.
وفي الحديث: إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ؛ قال جرير: معناه أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف مذهب الرياء، يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت؛ قال أَبو عبيد: والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سِياقتُه ولا لفظه على هذا التفسير، قال: ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمّ لترك الحياء، ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك أَمراً، ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله، صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار، والذي يراد من الحديث أَنه حَثَّ على الحياء، وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه؛ وقيل: هو على الوعيد والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك، وكقوله تعالى: اعملوا ما شئتم، وذكر ذلك كله مستوفى في موضعه؛ وأَنشد: إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي، ولمْ تَسْتَحْي، فاصْنَعْ ما تشاءُ وهو كقوله تعالى: فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ.
وقال ابن الأَثير في ترجمة ضيع: وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها، قال: ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إِنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة، قال: وكلاهما صواب في المعنى.

بحر (لسان العرب) [1]


البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف البَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ.
وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كثر؛ قال نصيب: وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني، إِلى مَرَضي، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ قال ابن بري: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: وسمي بَحْراً لملوحته، يقال: ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ، وأَما غيره فقال: إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه؛ ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن . . . أكمل المادة مقبل: ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به، وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ وقال جرير: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ، ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ، لو وَرَدَتْ ماءَ الفُراتِ، لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ وقال عديّ بن زيد: وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْـ ـرَفَ يوماً، وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْـ ـلِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات؛ وقال الكميت: أُناسٌ، إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ صَوادِي العَرائِبِ، لم تُضْرَبِ وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر.
وجاءَ في الكتاب العزيز: فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ؛ قال أَهل التفسير: هو نيل مصر، حماها الله تعالى. ابن سيده: وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً؛ قال: والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس. قال سيبويه: قال الخليل: كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان. قال عبدا محمد بن المكرم: شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته، لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها. قال السهيلي، رحمه الله تعالى: زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ، على غير قياس، وإِنه من شواذ النسب، ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل، رحمهما الله تعالى، وما قاله سيبويه قط، وإِنما قال في شواذ النسب: تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني، كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة، قال: وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه، قال: وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين، كأَنهم بنوا البحر على بحران، وإِنما أَراد لفظ البحرين، أَلا تراه يقول في كتاب العين: تقول بحراني في النسب إِلى البحرين، ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً، للعلم به وأَنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال: إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ، ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر. قال: ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل، أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب، وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال: هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه، والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ، وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها؛ قال: وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب: إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال، وعثرة لا لَعاً لها؛ قال: وكم له من هذا إِذا تكلم في النسب وغيره. هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي. ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ.
و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً.
ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً: إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي؛ قال أَبو عبيدة: يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه. قال الأَصمعي: يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث: أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس؛ سمي بحراً لسعة علمه وكثرته.والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ: الانبساط والسَّعة.
وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته.
ويقال: إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً.
والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ.
وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً: بَحِيرَةٌ.
وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. ابن سيده: بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وقيل: بنصفين طولاً، وهي البَحِيرَةُ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء، ويُحَلَّلُ للرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ؛ قال: وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً، ويقال: هي التي خُلِّيَتْ بلا راع، وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ، وجَمْهُها بُحُرٌ، كأَنه يوهم حذف الهاء. قال الأَزهري: قال أَبو إِسحق النحوي: أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً، بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى، وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها.
وجاء في الحديث: أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ؛ وقيل: البَحِيرَةُ الشاة إِذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فقال: من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ، فقال: هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ؟ يريد به جمع البَحِيرة.
وقال الفرّاء: البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة، وقد فسرت السائبة في مكانها؛ قال الجوهري: وحكمها حكم أُمها.
وحكى الأَزهري عن ابن عرفة: البَحيرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء، وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها، فإِذا ماتت حلت للنساء؛ ومنه الحديث: فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ؛ وأَنشد شمر لابن مقبل: فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ، هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ: الغِزارُ.
والأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ.
وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع: كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها، وقالوا: اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ، وإِن مات فَذَكيٌّ؛ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة، وكانوا إِذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها، ولم يُجَزّ وبَرُها، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ، فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أُمّها، وسَمّوْها البحِيرَةَ، وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر، نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ، على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة؛ قال: ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ، وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ، وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت.واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ: اتسع وكثر ماله.
وتَبَحَّرَ في العلم: اتسع.
واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ في القولِ؛ قال الطرماح: بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المديح، وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ وفي حديث مازن: كان لهم صنم يقال له باحَر، بفتح الحاء، ويروى بالجيم.
وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير: اتسع، وكلُّه من البَحْرِ لسعته.
وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ، وكذلك بَرِقَ إِذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير، وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ، ومثله خَرِقَ وعَقِرَ. ابن سيده: أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ.
ويقال للبَحْرِ الصغير: بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء، وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها، وأَنه (* قوله «وغور مائها وأنه إلخ» كذا بالأَصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام). علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء، وقد تقدم في هذا الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى.
وقوله: يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فسره ثعلب فقال: إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر، شبه الليل بالبحر.
وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ، وقد تقدم؛ وقال: معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق، وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه. قال: ويروى البحر، بالحاء، يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها.
والبَحْرُ: الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف.
وفَرسٌ بَحْرٌ: كثير العَدوِ، على التشبيه بالبحر.
والبَحْرُ: الرِّيفُ، وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل: ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ؛ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح؛ وقال الأَزهري: معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل؛ وقال الزجاج: معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار؛ وقول بعض الأَغفال: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ، مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، أَو البُحَيْرِ قال: يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية. قال: ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً.
وقوله: من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر، بإِعادة حرف الجر، ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين، والعرب تقول لكل قرية: هذه بَحْرَتُنا.
والبَحْرَةُ: الأَرض والبلدة؛ يقال: هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا.
وفي حديث القَسَامَةِ: قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ، البَحْرَةُ: البَلْدَةُ.
وفي حديث عبدالله بن أُبيّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ؛ البُحَيْرَةُ: مدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وهي تصغير البَحْرَةِ، وقد جاء في رواية مكبراً.
والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى: البحارَ.
وفي الحديث: وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم؛ أَي ببلدهم وأَرضهم.
وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ، وهو يعود سعد بن عُبادَةَ، وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ، فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال: لا تُغَبِّرُوا، ثم نزل النبي، صلى الله عليه وسلم، فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ، فقال له عبدُالله: أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه؛ ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟ قال كذا، فقال سعدٌ: اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك، ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه، يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ، فعفا عنه النبي، صلى الله عليه وسلم.
والبَحْرَةُ: الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض، الواحدة بَحْرَةٌ؛ وأَنشد لكثير في وصف مطر:يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ، وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة: البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة.
والبَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ؛ قال النمر بن تولب: وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها (* قوله «تخايل إلخ» سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل تخايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تخيل إليك أنها لون ثم تراها لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ ما قال).الأَزهري: يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ.
وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كثرت مناقع الماء فيها.
وقال شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء. ابن الأَعرابي: البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض.
وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً، فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير. قال الفراء: البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء. يقال: بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ؛ وأَنشد: لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفارِقُه، كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ قال: وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ. قال الأَزهري: الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء، هو النِّجَرُ، بالنون والجيم، والبَجَرُ، بالباء والجيم، وأَما البَحَرُ، فهو داء يورث السِّلَّ.
وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ.
ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد: وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ، وآبقٌ، مِن جَذْبِ دَلْوَيْها، هَجِرْ أَبو عمرو: البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ، والسَّحِيرُ: الذي انقطعت رِئَتُه، ويقال: سَحِرٌ.
وبَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ.
وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه.
وأَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته، وهو من قولهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء.
والباحِر، بالحاء: الأَحمق الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت، وقيل: هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهري: الباحِرُ الفُضولي، والباحرُ الكذاب.
وتَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه.
والباحرُ: الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة. يقال: أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْمَرُ قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ، بمعنى واحد.
وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم، فقال: تصلي وتتوضأُ لكل صلاة، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ: شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ، وهو اسم قعر الرحم، منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها، وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع؛ وقيل: نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته؛ ومن الأَول قول العجاج: وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ.
وفي الصحاح: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن سيده: ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف، وعم بعضُهم به فقال: أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره.
وبَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً، بالحاء والخاء، جميعاً. قال الأَزهري: قال الليث: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب، قال الأَزهري: وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ. قال أَبو عبيد عن الأَصمعي: يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات: بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ، بالباء والميم والخاء، ونحو ذلك قال اللحياني وغيره، وسنذكر كلاًّ منهما في فصله. الجوهري: بَحِرَ الرجلُ، بالكسر، يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ؛ ويقال أَيضاً: بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء.
والبَحَرُ أَيضاً: داءٌ في الإِبل، وقد بَحِرَتْ.
والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة: بُحْراناً، يقولون: هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس، فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدّة الحر في تموز، وجميع ذلك مولد؛ قال ابن بري عند قول الجوهري: إِنه مولد وإِنه على غير قياس؛ قال: ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة؛ ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي: باحِريُّ الدَّمِ مُرَّ لَحْمُهُ، يُبْرئُ الكَلْبَ، إِذا عَضَّ وهَرّ والباحُورُ: القَمَرُ؛ عن أَبي علي في البصريات له.
والبَحْرانِ: موضع بين البصرة وعُمانَ، النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ؛ قال اليزيدي: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ؛ الليث: رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ؛ قال: وهو موضع بين البصرة وعُمان؛ ويقال: هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ.
وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال: سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ: لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ؟ فقال الكسائي: كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين، قال وقلت أَنا: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر؛ قال الأَزهري: وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها، وماؤُها راكد زُعاقٌ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال: كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّقا وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر، وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ، فهو بَحْريٌّ.وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ، وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء، موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز، له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ.
وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ: أَسماء.
وبنو بَحْريّ: بَطْنٌ.
وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ: موضعان.
وبِحارٌ وذو بِحارٍ: موضعان؛ قال الشماخ: صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ، فَجاوَرَتْ، إِلى آلِ لَيْلى، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ