المصادر:  


برش (لسان العرب) [215]


البَرَش والبُرْشَةُ: لون مختلف، نقطة حمراء وأُخرى سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك.
والبَرَش: من لُمَعِ بياضٍ في لون الفرس وغيره أَيّ لون كان إِلا الشُّهْبَة، وخص اللحياني به البِرْذَوْنَ، وقد بَرِشَ وابْرَشَّ وهو أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ: الذي فيه أَلوان وخِلْط، والبُرْشُ الجمع.
والبَرَش في شعر الفرس: نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه، والفرس أَبْرَش وقد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً، وشاة بَرْشاءُ: في لونها نُقَط مختلفة.
وحَيَّة بَرْشاءُ: بمنزلة الرَّقْشاءِ، والبَرِيش مثله؛ قال رؤبة: وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي، وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ أَي فيه أَلوان.
والأَبرشُ: لقب جَذِيمَةَ بن مالك وكان به بَرَص فكنَوْا به عنه، وقيل: سمي الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه . . . أكمل المادة من أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، وقيل: لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول أَبْرَص فقالت أَبْرَش.
وفي التهذيب: وكان جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته العرب الأَبرَش؛ الأَبرَش: الأَرْقَط والأَنْمَر الذي تكون فيه بقعة بيضاء وأُخرى أَيّ لون كان، والأَشْيَم: الذي يكون به شَامٌ في جسده، والمُدَثَّر: الذي يكون به نُكَت فوق البَرَش.
وفي حديث الطرماح: رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قصيراً أُبَيْرِش؛ هو تصغير أَبرَش.
والبُرْشة: هو لون مختلط حمرة وبياضاً أَو غيرهما من الأَلوان.
وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ: ذو بَرَش.
وسنة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء: كثيرة العُشْب.
وقولهم: دخلنا في البَرْشاءِ أَي في جماعة الناس. ابن سيده: وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود والأَحمر، وما أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو.
وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ: كثيرة النبت مختلف أَلوانها، ومكان أَبْرَش كذلك.
وبنو البَرْشاءِ: قبيلة، سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قال النابغة:ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها وشَيْبَانَ، حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ وبُرْشان: اسم.
والأَبْرَشِيَّةُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً، وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ

البَرَشُ (القاموس المحيط) [210]


البَرَشُ، محرَّكةً،
والبُرْشَةُ، بالضم، في شَعَرِ الفرسِ: نُكَتٌ صِغارٌ تُخالِفُ سائِرَ لَوْنِهِ،
والفرسُ أبْرَشُ وبَريشٌ، وبَياضٌ يَظْهَرُ على الأظْفَارِ، وجَذيمَةُ الأَبْرَشُ مَلِكٌ، وكان أبْرَصَ، فهابَتِ العَرَبُ أن تقولَهُ، فقالتِ الأَبْرَشُ.
ومكانٌ أبْرَشُ: مُخْتَلِفُ الألْوانِ، كثيرُ النباتِ.
والأرضُ بَرْشاءُ. وسَنَةٌ بَرْشاء: كثيرةُ العُشْبِ.
والبَرْشاءُ: الناسُ، أو جَماعَتُهُم، ولَقَبُ أُمِّ ذُهْلٍ، وشَيْبَانَ وقَيْسٍ بني ثعلبةَ، لِبَرَشٍ أصابَها، أو لِما جَرَى بينها وبينَ ضَرَّتِها، وهم بنُو البَرْشاءِ.

برش (الصّحّاح في اللغة) [58]


البَرَشُ في شعر الفرس: نُكَتٌ صغارٌ تُخالف سائر لَونه.
والفرسُ أَبْرَشُ. وقد ابْرَشَّ الفرسُ ابْرِشاشاً.
وقولهم: دخلنا في البَرْشاءِ، أي في جماعة الناس. قال ابن السكيت: يقال: ما أدري أيًُّ البَرْشاءِ هو? أيْ أيُّ الناسِ هو?

ب ر ش (المصباح المنير) [56]


 بَرِشَ: "يَبْرَشُ" "بَرَشًا" فهو "أَبْرَشُ" والأنثى "بَرْشَاءُ" والجمع "بُرْشٌ" مثل برص برصا فهو أبرص وبرصاء وبرص وزنا ومعنى. 

برش (المعجم الوسيط) [56]


 برشا وبرشة اخْتلف لَونه فَكَانَت فِيهِ نقطة حَمْرَاء وَأُخْرَى سَوْدَاء أَو غبراء أَو نَحْو ذَلِك فَهُوَ أبرش يُقَال جلد أبرش وَفرس أبرش وَروض أبرش وَهِي برشاء (ج) برش 

الجِذْمُ (القاموس المحيط) [9]


الجِذْمُ، بالكسر: الأَصْلُ، ويُفْتَحُ
ج: أجْذامٌ وجُذومٌ، وبالتحريكِ: أرضٌ بِبلادِ فَهْمٍ.
وككتِفٍ: السريعُ.
وجَذَمَهُ يَجْذِمُهُ وجَذَّمَهُ فانْجَذَمَ وتَجَذَّمَ: قَطَعَهُ.
والجِذْمَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ من الشيءِ يُقْطَعُ طَرَفُه ويَبْقَى أصْلُه، والسَّوْطُ، وبالتحريكِ: الشَّحْمُ الأَعْلَى في النَّخْلِ، وهو أجْودُه،
ورجُلٌ مِجْذامٌ ومِجْذامةٌ: قاطِعٌ للْأُمورِ فَيْصَلٌ.
والأجْذَمُ: المَقْطوعُ اليَدِ، أو الذاهِبُ الأَنامِلِ،
جَذِمَتْ يَدُه، كفرِحَ،
وجَذَمْتُها وأجْذَمْتُها.
والجَذْمَةُ، ويُحَرَّكُ: مَوْضِعُ القَطْعِ منها، وبالضم: اسمٌ للنَقْصِ من الأَجْذَمِ.
وأجْذَمَ السَّيْرَ: أسْرَعَ فيه،
و~ الفَرَسُ: اشْتَدَّ عَدْوُهُ،
و~ عن الشيءِ: أقْلَعَ،
و~ عليه: عَزَمَ.
والجُذامُ، كغُرابٍ: عِلَّةٌ تَحْدُثُ من انْتِشارِ السَّوْداءِ في البَدَنِ كلِّه، فَيَفْسُدُ مِزاجُ الأَعْضاءِ وهَيْأتُها، ورُبَّما انتهى إلى تَأَكُّلِ الأعْضاءِ وسُقوطِها عن . . . أكمل المادة تَقَرُّحٍ.
جُذِم، كعُنِيَ،
فهو مَجْذومٌ ومُجَذَّمٌ وأجْذَمُ، ووَهِمَ الجوهريُّ في مَنْعِه.
وجُذامُ، كغُرابٍ: قبيلةٌ بجِبالِ حِسْمَى من مَعَدٍّ.
وكسفينةٍ: قبيلةٌ من عبدِ القَيْسِ،
النِسْبَةُ: جَذَمِيٌّ، محرَّكةً، وقد تُضَمُّ جيمُه.
ورجُلٌ مِجْذامَةٌ: سريعُ القَطْعِ للمَوَدَّةِ.
وجَذِيمَةُ الأَبْرَشُ: وهو ابنُ مالِكِ بنِ فَهمٍ مَلِكُ الحِيرَةِ، وهو صاحبُ الزَّبَّاءِ.
والجُذمانُ، بالضم: الذَّكَرُ، أو أصْلُه.
والجَذْماءُ: امرأةٌ كانتْ ضَرَّةً للبَرْشاءِ،
فَرَمَتِ الجَذْماءُ البَرْشاءَ بنارٍ فأحْرَقَتْها، فَسُمِّيَتِ البَرْشاءَ،
ثم وثَبَتِ البَرْشاءُ فَقَطَعَتْ يدَها، فَسُمِّيَتِ الجَذْماءَ.
والكَرَوَّسُ بنُ الأَجْذَمِ: شاعِرٌ.
والمِجذامُ: فَرَسٌ لرجلٍ من بَنيِ يَرْبوعٍ.
وشِعْبُ المُجَذَّمينَ: بمكةَ، شَرَّفَها الله تعالى.

جذم (لسان العرب) [5]


الجَذْم: القَطْع. جَذَمه يَجْذِمه جَذْماً: قطَعه، فهو جذِيم.
وجَذَّمه فانْجَذم وتَجَذَّم.
وجَذَب فلانٌ حَبْلَ وصاله وجَذَمه إذا قطَعه؛ قال البعيث: ألا أَصْبَحَت خَنْساءُ جاذِمةَ الوَصْلِ والجَذْمُ: سرعة القَطْع؛ وفي حديث زيد بن ثابت: أنه كتب إلى معاوية أن أَهل المدينة طال عليهم الجَذْم والجَذْبُ أي انْقِطاعُ المِيرة عنهم.
والجِذْمة: القِطْعة من الشيء يُقْطع طَرَفُه ويبقى جَِذْمُه، وهو أَصله.
والجِذْمة: السَّوْط لأنه يتقطع ممَّا يُضْرَب به.
والجِذْمة من السَّوْط: ما يُقْطع طرفُه الدَّقِيق ويبقى أَصله؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:يُوشُونَهُنَّ، إذا ما آنَسوا فَزَعاً تحت السَّنَوَّر، بالأعْقابِ والجِذَم ورجلٌ مِجْذامٌ ومِجذامةٌ: قاطع للأُمور فَيْصل. قال اللحياني: رجل مِجْذامة للحرب والسَّير والهَوَى أي يقطع هَواه ويَدَعُه. . . . أكمل المادة الجوهري: رجل مِجْذامة أي سريع القطع للمَوَدَّة؛ وأَنشد ابن بري: وإني لبَاقِي الوُدِّ مِجْذامةُ الهَوَى، إذا الإلف أَبْدَى صَفْحه غير طائل والأجْذَمُ: المقطوع اليَد، وقيل: هو الذي ذهبت أنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً وجَذَمها وأَجْذَمها، والجَذْمةُ والجَذَمةُ: موضع الجَذْم منها.
والجِذْمة: القِطعة من الحبل وغيره.
وحبل جِذْمٌ مَجْذومٌ: مقطوع؛ قال:هَلاَّ تُسَلِّي حاجةٌ عَرَضَتْ عَلَقَ القَرينةِ، حَبْلُها جِذْمُ والجَذَم: مصدر الأَجْذَم اليَدِ، وهو الذي ذهبت أَصابعِ كفيه.
ويقال: ما الذي جَذَّمَ يدَيه وما الذي أَجْذمه حتى جَذِم.
والجُذام من الدَّاء: معروف لتَجَذُّم الأَصابع وتقطُّعها.
ورجل أَجْذَمَ ومُجَذَّم: نَزَل به الجُذام؛ الأَوّل عن كراع؛ غيره: وقد جُذِم الرجل، بضم الجيم، فهو مَجْذوم. قال الجوهري: ولا يقال أَجْذَمَ.
والجاذِمُ: الذي وَلِيَ جَذْمَه.
والمُجذَّم: الذي ينزل به ذلك، والاسم الجُذام.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من تَعَلَّم القرآن ثم نَسِيه لَقِيَ اللهَ يومَ القيامة وهو أَجْذَم. قال أَبو عبيد: الأَجْذَم المَقْطوع اليد. يقال: جَذِمَت يدُه تَجْذَمُ جَذَماً إذا انقطعت فَذَهَبت، فإن قَطَعْتها أَنت قلت: جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْماً؛ قال.
وفي حديث عليّ مَنْ نَكَثَ بَيْعَتَه لَقِي الله وهو أَجْذم ليست له يد، فهذا تفسيره؛ وقال المُتَلَمِّسُ.
وهل كنتُ إلاَّ مِثْلَ قاطِعِ كَفِّه بِكَفٍّ له أُخْرى، فأَصْبَحَ أَجْذَما؟ وقال القتيبي: الأَجْذَم في هذا الحديث الذي ذهبت أَعضاؤه كلها، قال: وليست يَدُ الناسِي للقرآن أَولى بالجَذْم من سائر أَعضائه.
ويقال: رجل أَجْذَمُ ومَجْذوم ومُجَذَّم إذا تَهافَتَتْ أَطْرافُه من داء الجُذام. قال الأَزهري: وقول القتيبي قريب من الصواب. قال ابن الأَثير: وقال ابن الأَنباري ردّاً على ابن قتيبة: لو كان العقاب لا يقَعُ إلاَّ بالجارحة التي باشرت المعصية لَما عُوقب الزاني بالجَلْد والرَّجْم في الدنيا، وفي الآخرة بالنار؛ وقال ابن الأَنباري: معنى الحديث أَنه لَقِيَ اللهَ وهو أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لا لِسانَ له يتكلم به، ولا حجة في يده.
وقول عليّ: ليست له يد أَي لا حُجَّة له، وقيل: معناه لَقِيَه وهو منقطع السَّبَب، يدلُّ عليه قوله: القرآنُ سَبَبٌ بيدِ الله وسَبَبٌ بأَيديكم، فَمن نَسِيه فقد قَطع سَبَبَه؛ وقال الخطابي: معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأَعرابي، وهو أن من نَسِيَ القرآن لقي الله تعالى خاليَ اليد من الخير، صِفْرَها من الثواب، فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير، قال ابن الأثير: وفي تخصيص حديث عليّ بذكْر اليَدِ معنى ليس في حديث نسيان القرآن، لأن البَيْعَة تُباشِرُها اليد من بين سائر الأعضاء، وهو أن يَضَع المُبايِعُ يده في يد الإمام عند عقد البَيْعة وأَخذِها عليه؛ ومنه الحديث: كل خُطْبة ليس فيها شَهادة كاليد الجَذْماء أي المقطوعة.
وفي الحديث أنه قال لمَجْذُوم في وَفْدِ ثَقيفٍ: ارْجِعْ فيد بايَعْناك؛ المَجْذومُ: الذي أَصابه الجُذام، كأَنه من جُذِمَ فهو مَجْذوم، وإنما ردَّة النبي، صلى الله عليه وسلم، لئلا ينظر أصحابُه إليه فَيزْدَرُوه ويَرَوْا لأَنفسهم فضْلاً عليه، فيَدْخُلهم العُجْبُ والزَّهْو، أو لئلا يَحْزَن المَجْذومُ برؤية النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَصحابه وما فَضَلوا عليه فيَقِلّ شكره على بَلاء الله، وقيل: لأَن الجُذام من الأَمراض المُعْدِية، وكان العرب تتطيَّرُ منه وتَتَجَنَّبُه، فردَّه لذلك، أَو لئلا يَعْرِض لأَحدهم جُذام فيظنَّ أَن ذلك قد أَعْداه، ويَعْضُد ذلك حديثه الآخر: أَنه أَخذ بيد مَجْذوم فَوضعها مع يده في القَصْعة وقال: كُلْ ثِقَةً بالله وتَوكُّلاً عليه، وإنما فَعل ذلك ليُعْلِم الناسَ أَن شيئاً من ذلك لا يكون إلاَّ بتقدير الله عز وجل، ورَدَّ الأَوَّلَ لئلا يَأْثَم فيه الناسُ، فإنَّ يَقِينهم يَقْصُر عن يَقِينه.
وفي الحديث: لا تُدِيمُوا النظَر إلى المَجْذومين، لأنه إذا أَدام النظر إليه حَقَرَه، ورأَى لنفسه عليه فضلاً، وتأَذَّى به المَنْظور إليه.
وفي حديث ابن عباس: أَربعٌ لا يَجُزْنَ في البَيْع ولا النكاح: المَجْنونةُ والمَجْذومةُ والبَرْصاءُ والعفْلاء، والجمع من ذلك جَذْمى مثل حَمْقى ونَوْكَى.
وجَذِمَ الرجلُ، بالكسر، جَذَماً: صار أَجْذَمَ، وهو المقطوع اليَدِ.
والجِذْمُ، بالكسر: أَصل الشيء، وقد يفتح.
وجِذْمُ كل شيء: أَصلُه، والجمع أَجْذامٌ وجُذُومٌ.
وجِذْمُ الشجرة: أَصلُها، وكذلك من كل شيء.
وجِذْمُ القوم: أَصلُهم.
وفي حديث حاطِب: لم يكن رجُل من قُرَيْش إلاَّ له جِذْمٌ بمكَّة؛ يريد الأَهْلَ والعَشِيرةَ.
وجِذْمُ الأَسْنان: مَنابِتُها؛ وقال الحَرِث بن وَعْلة الذُّهْليُّ: أَلآنَ لمَّا ابيَضَّ مَسْرُبَتي، وعَضِضْتُ منْ نابي على جِذْمِ أي كَبِرت حتى أَكلْت على جِذْم نابي.
وفي حديث عبد الله بن زيد في الأَذان: أَنه رأَى في المنام كأَنَّ رجُلاً نزلَ من السماء فعَلا جِذْمَ حائط فأَذَّن؛ الجِذْمُ: الأَصلُ، أَراد بقيَّة حائط أو قِطْعة من حائط.
والجَذْمُ والخَذْمُ: القَطْعُ.
والانْجِذامُ: الانْقِطاعُ؛ قال النابغة:بانَتْ سُعادُ فأَمسى حَبْلُها انْجَذما، واحْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما (* في ديوان النابغة: وأَمسى بدل فأَمسى، والشَّرع بدل الشّرع، والأَجزاع بدل الاجراع).
وفي حديث قتادة في قوله تعالى: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم، قال: انْجَذَمَ أَبو سفيان بالعير أي انقطَع بها (* قوله «أي انقطع بها إلخ» عبارة النهاية: أي انقطع عن الجادة نحو البحر). من الرَّكْب.
وسارَ وأَجْذمَ السيرَ: أَسرع فيه؛ قال لبيد: صائب الجِذْمةِ من غير فَشَلْ ابن الأَعرابي: الجِذْمة في بيته الإسْراعُ، جعله اسماً من الإِجْذام، وجعله الأصمعي بقيَّة السَّوْط وأَصلَه. الليث وغيره: الإجْذامُ السرعةُ في السّير.
وأَجذم البعيرُ في سيره أي أَسرع.
ورجل مِجْذامُ الرَّكْض في الحرْب: سريعُ الرَّكْض فيها.
وقال اللحياني: أَجْذَمَ الفرسُ وغيره مما يَعْدُو اشْتَدَّ عَدْوُه.
والإجْذام: الإقْلاع عن الشيء (* قوله «والإجذام الاقلاع عن الشيء» ويطلق على العزم على الشيء أيضاً كما في القاموس والتكملة، فهو من الأضداد)؛ قال الربيع بن زياد: وحَرَّقَ قَيْسٌ عَليَّ البِلا دََ، حَتَّى إذا اضْطَرَمَتْ أَجْذَما ورجل مُجَذَّمٌ: مُجَرّب؛ عن كراع.
والجَذَمةُ: بَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ في قَمِع واحد، فمجموعها يقال له جَذَمةٌ.
والجُذامةُ من الزرع: ما بقي بعد الحَصْد.
وجُذْمان: نخلٌ؛ قال قيس بن الخَطِيم: فلا تَقْرَبُوا جُذْمانَ، إنَّ حَمامَهُ وجَنَّتَه تَأْذى بكم فَتَحَمَّلُوا وقوله في الحديث: أَنه أُتِيَ بتمر من تَمر اليَمامة فقال: ما هذا؟ فقيل: الجُذامِيُّ، فقال: اللهم بارِكْ في الجُذامِيّ؛ قال ابن الأَثير: قيل هو تمر أَحمرُ اللَّوْن، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة جدم، بالدال اليابسة، شيئاً من هذا.
والجَذْماء: امرأَة من بني شَيْبان كانت ضَرَّة للبَرْشاء، وهي امرأَة أُخرى، فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ بنار فأَحرقتها فسُمِّيَت البَرْشاءَ، ثم وثَبَتْ عليها البَرْشاءُ فقطعتْ يدَها فسُمِّيت الجَذْماءَ.
وبنو جَذيمَة: حيّ من عَبْد القَيْس، ومنازلهم البَيْضاءُ بناحية الخَطِّ من البَحْرين.
وجُذامُ: قبيلة من اليَمن تنزل بجبال حِسْمَى، وتَزْعُم نُسَّابُ مُضَرَ أَنهم من مَعَدٍّ؛ قال الكميت يذكر انتقالهم إلى اليَمن بنسَبهم: نَعَاءِ جُذاماً غير موتٍ ولا قَتْلِ، ولكن فِراقاً للدَّعائم والأَصْلِ ابن سيده: جُذامٌ حيّ من اليَمنِ، قيل: هم من ولد أَسَد بن خُزَيمة؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَن ثِقالَ المُزْن بين تُضارُعٍ وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ أَراد بَرْك من إبل جُذام؛ وخَصَّهم لأنهم أكثر الناس إبلاً كقول النابغة الجعْديِّ: فأَصْبَحَتِ الثِّيرانُ غَرْقى، وأَصْبحتْ نِساءُ تميم يَلْتَقِطْنَ الصَّياصِيا ذهب إلى أَن تَمِيماً حاكةٌ، فنِساؤهم يَلْتَقِطْن قُرونَ البَقر المَيْتَة في السَّيْل. قال سيبويه: إن قالوا وَلَدَ جُذامٌ كذا وكذا صَرَفته لأَنك قصدْت قَصْدَ الأَب، قال: وإن قلت هذه جُذامُ فهي كسَدُوسَ.
وجَذِيمةُ: قبيلةٌ؛ والنسب إليها جُذَمِيٌّ، وهو من نادر مَعْدول النسَب.
وجَذِيمةُ: مَلِك من ملوك العرب؛ قال الجوهري: جَذِيمةُ الأَبْرَشُ ملِك الحِيرة صاحبُ الزَّبَّاء، وهو جَذيمة ابنُ مالك بنِ فَهْم بن دَوْسٍ من الأَزْدِ. الجوهري: جَذيمة قبيلة من عبد القيس ينسَب إليهم جَذَمِيٌّ، بالتحريك، وكذلك إلى جَذيمةِ أَسَدٍ. قال سيبويه: وحدّثني بعضُ من أَثِق به يقول في بني جذَيمة جُذَميّ، بضم الجيم؛ قال أَبو زيد: إذا قال سيبويه حدّثني من أَثق به فإنما يَعْنِيني.
ويقال: ما سَمِعت له جُذْمة أي كلمة؛ قال ابن سيده: وليست بالثَّبَت اهـ.

رمش (لسان العرب) [3]


الرَّمَشُ: تَقَتُّلٌ في الشُّفْر وحمرةٌ في الجَفْن مع ماءٍ يَسيل، رجل أَرْمَشُ وامرأَة رَمْشاءُ وعينٌ رَمْشاءُ، وقد أَرْمَش؛ وأَنشد ابن الفرج: لهم نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُني، وأَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرامِشُ قال: مَرامِشُ غَضِيضةٌ من العداوة. ابن الأَعرابي: المِرْماشُ الذي يُحرّك عينَه عند النظر تحريكاً كثيراً وهو الرَّأْراءُ أَيضاً.
ورَمَش الشيءَ يَرْمُشُه ويَرْمِشُه رمْشاً: تَناوَله بأَطراف أَصابعه.
ورَمَشَه بالحجر رمْشاً: رَماه.
ومكان أَرْمَشُ: لغة في أَرْبَش.
وبِرْذَونٌ أَرْمَشُ: كأَرْبَش.
وبه رَمَشٌ أَي بَرَشٌ.
وأَرْمَشَ الشجرُ: أَورقَ كأَرْبَشَ.
وقال ابن الأَعرابي: أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص.
وأَرض رَمْشاء: كثيرة العُشْب كرَشْماء.
والرَّمْشُ: الطاقةُ من الحَماحِم الرَّيْحانِ ونحوه.
والرَّمْشُ: أَن تَرْعى الغنمُ شيئاً يسيراً؛ قال الشاعر:قد رَمَشَتْ شيئاً يسيراً فاعْجَلِ ورَمَشَت الغنم . . . أكمل المادة ترْمُش وترْمِشُ رَمْشاً: رَعَتْ شيئاً يسيراً.
وسنَةٌ رَبْشاءُ ورَمشاء وبَرْشاءُ: كثيرة العُشْب.
والأَرْمَش: الحسَنُ الخلق.

ش ر ع (المصباح المنير) [3]


 الشِّرْعَةُ: بالكسر الدين و "الشَّرْعُ" و "الشَّرِيعَةُ" مثله مأخوذ من "الشَّرِيعَةِ" وهي مورد الناس للاستقاء وسميت بذلك لوضوحها وظهورها، وجمعها "شَرَائِعُ" و "شَرَعَ" الله لنا كذا "يَشْرَعُهُ" أظهره وأوضحه، و "الْمَشْرَعَةُ" بفتح الميم والراء "شَرِيعَةُ" الماء قال الأزهري: ولا تُسَمّيهَا العرب "مَشْرَعَةٌ" حتى يكون الماء عدًّا لا انقطاع له كماء الأنهار ويكون ظاهرا معينا ولا يستقى منه برشاء فإن كان من ماء الأمطار فهو "الكَرَعُ" بفتحتينن والناس في هذا الأمر "شَرَعٌ" بفتحتين وتسكن الراء للتخفيف أي سواء، و "شَرَعْتُ" في الأمر "أَشْرَعُ" "شُرُوعًا" أخذت فيه، و "شَرَعْتُ" في الماء "شُرُوعًا" و "شَرْعًا" شربت بكفيك أو دخلت فيه، و "شَرَعْتُ" المال "أَشْرَعُهُ" أوردته "الشَّرِيعَةَ" ، و "شَرَعَ" هو يتعدى ولا يتعدى وفي لغة يتعدى بالهمزة، و "شَرَعَ" الباب إلى الطريق "شُرُوعًا" اتصل به، و "شَرَعْتُهُ" أنا يستعمل لازماً ومتعدياً ويتعدى بالألف أيضا فيقال "أَشْرَعْتُهُ" إذا فتحته وأوصلته، وطريق "شَاِرعٌ" يسلكه الناس عامة فاعلٌ بمعنى مفعولٍ مثل طريقٍِ قاصد أي مقصود والجمع "شَوَارِعُ" ، . . . أكمل المادة و "أَشْرَعْتُ" الجناح إلى الطريق بالألف وضعته، و "أَشْرَعْتُ" الرمح أملته و "شِرَاعُ" السفينة وزان كتاب معروفٌ. 

غفا (لسان العرب) [2]


الأَزهري: غَفَا الرجل وغيره غفوة إِذا نامَ نومَةً خَفيفة.
وفي الحديث: فَغَفَوْتُ غَفْوةً أَي نِمْتُ نَوْمةً خفيفة. قال: وكلام العرب أَغْفى.
وقلَّما يقال غَفا.ابن سيده: غَفَى الرجلُ غَفْيَةً وأَغْفى نَعَس.
وأَغْفَيتُ إِغفاءً نِمْتُ. قال ابن السكيت: ولا تقُلْ غَفَوْتُ.
ويقال: أَغْفى إِغْفاءً وإِغْفاءَةً إِذا نامَ. أَبو عمرو: وأَغْفى نامَ على الغَفا، وهو التِّبْنُ في بَيْدَرِه.
والغَفْيَةُ: الحُفْرة التي يَكْمُن فيها الصائد، وقال اللحياني: هي الزُّبيْة.
والغَفى: ما يَنْفونَه من إِبِلهم.
والغَفى، منقوصٌ: ما يُخْرَج من الطعام فيُرْمى به كالزُّؤان والقَصَل، وقيل: غفى الحِنْطةِ عيدانُها، وقيل: الغَفى حُطامُ البُرِّ وما تَكَسَّر منه، وقيل: هو كلُّ ما يُخْرَجُ منه فيُرْمى به. ابن الأَعرابي: يقال في الطَّعامِ حَصَلَة . . . أكمل المادة وغَفاءَةٌ، ممدود، وفَغاةٌ وحُثالَةٌ كل ذلك الرَّديءُ الذي يُرْمى به. قال ابن بري: والغَفا قِشْرُ الحنْطة، وتَثْنِيَتُه غَفَوان، والجمع أَغْفاءٌ، وهو سَقَطُ الطَّعام من عِيدانِه وقصبِه؛ وقول أَوس: حَسِبْتُمُ وَلَدَ البَرْشاءِ قاطِبَةً نَقْلَ السِّمادِ وتَسْلِيكاً غَفى الغِيَرِ (* قوله« الغير» هكذا في الأصل، وفي المحكم: العبر بالعين المهملة والياء المثناة.) يجوز أَن يُعْنى به هذا، ويجوز أَن يُعنى به السَّفِلة، والواحِدة من كلِّ ذلك غَفاةٌ.
وحِنْطة غَفِيَةٌ: فيها غَفًى على النَّسَب.
وغَفّى الطعامَ وأَغْفاه: نَقَّاه من غفاه.
والغَفى: قِشْرٌ صغِيرٌ يَعْلُو البُسْر، وقيل: هو التَّمْر الفاسِدُ الذي يَغْلُظ ويَصِيرُ فيه مثلُ أَجْنِحَة الجَرادِ، وقيل: الغفى آفةٌ تصيبُ النَّخْلَ، وهو شِبْهُ الغُبارِ يَقَع على البُسْر فيمْنعُه من الإِدْراك والنُّضْجِ ويَمْسَخ طَعْمَه.
والغَفَى: حُسافةُ التَّمْرِ ودُقاقُ التمر.
والغَفى: داءٌ يقع في التِّينِ فيُفْسِدُه؛ وقول الأَغلب: قَدْ سَرَّني الشيخُ الذي ساءَ الفَتى، إِذْ لم يَكُنْ ما ضَمَّ أَمْساد الغفى أَمْسادُ الغَفى: مُشاقَه الكَتَّانِ وما أَشْبَهَه. ابن سيده في غَفا بالأَلف: غَفا الشيءُ غَفْواً وغُفُوّاً طَفا فَوْقَ الماءِ.
والغَفْوُ والغَفْوَةُ جميعاً: الزُّبْيَة؛ عن اللحياني.

رشم (لسان العرب) [2]


رَشَمَ إليه رَشْماً: كتب.
والرَّشْم: خاتم البُر وغيره من الحبوب، وقيل: رَشْمُ كل شيء علامته، رَشَمَهُ يَرْشُمِهُ رَشْماً، وهو وضع الخاتم على فراء البُر فيبقى أََثره فيه، وهو الرَّوْشَمُ، سوادية. الجوهري: الروشم اللوح الذي يختم به البَيادر، بالسين والشين جميعاً. قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً يقول الرَّسْمُ والرَّشْمُ الأَثَرُ.
ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ أي كتب.
ويقال للخاتم الذي يختم البُرَّ: الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ.
والرَّشْم: مصدر رَشَمْتُ الطعام أَرْشُمُهُ إذا ختمته.
والرَّوْشَمُ: الطابَعُ، لغة في الرَوْسَمِ.
وقال أبو حنيفة: ارْتَشَمَ ختم إناءه بالرَّوْشَم.
والرَّشَمُ، بالتحريك، والرَّوْشَم: أوَّل ما يظهر من النبت. يقال: فيه رَشَمٌ من النبات.
وأَرْشَمَتِ الأرضُ: بدا نبتها.
وأَرْشَمَتِ المَهاةُ: رأَت الرَّشَمَ فَرَعَتْهُ؛ قال أبو الأَخْزَر الحماني: . . . أكمل المادة كم من كَعابٍ كالمَهاة المُرْشِمِ ويروى المُوشِم، بالواو، يعني التي نبت لها وَشْمٌ من الكَلإ، وهو أوّله، يشبَّه بوَشْمِ النساء.
وعامٌ أَرْشَمُ: ليس بجَيّد خَصيب.
ومكان أَرْشَمُ كأبْرَشَ إذا اختلفت أَلوانه. اللحياني: بِرْذَوْن أرْشَمُ وأرْمَشُ مثل الأبْرَشِ في لونه؛ قال: وأرض رَشْماءُ ورَمْشاء مثل البَرْشاء إذا اختلفت ألوان عُشْبها.
وأَرْشَمَ الشجرُ: أَخرج ثمره كالحمص؛ عن ابن الأعرابي.
وأرْشَمَ الشجرُ وأرْمَشَ إذا أَورق.
والأَرْشَمُ: الذي يتشَمَّمُ الطعام ويحرص عليه؛ قال البَعِيثُ يهجو جَريراً: لَقًى حملتهُ أمُّه، وهي ضَيْفَةٌ، فجاءَتْ بيَتْنٍ للضِّيافة أَرْشَما ويروى: فجاءت بنَزٍّ للنُّزالة أَرْشَما قال ابن سيده: وأنشد أبو عبيد هذا البيت لجرير، قال: وهو غلط. الجوهري: الرَّشَمُ مصدر قولك رَشِمَ الرجلُ، بالكسر، يَرْشَمُ إذا صار أَرْشَمَ، وهو الذي يتشمَّمُ الطعام ويحرص عليه.
وقال ابن السكيت في قوله أَرْشَما قال: في لونه بَرَشٌ يشوب لونَه لون آخر يدل على الريبة، قال: ويروى من نُزالة أرْشَما؛ يريد من ماء عبدٍ أَرْشَمَ.
والأَرْشَم: الذي به وَشْمٌ وخطوط.
والأَرْشَمُ: الذي ليس بخالص اللون ولا حُرِّهِ.
والأرْشَمُ: الشَّرِهُ.
وأَرْشَمَ البرقُ: مثل أَوْشَمَ.
وغيث أرْشَم: قليل مذموم.
ورَشَمَ رَشْماً (* قوله «ورشم رشماً» هذه عبارة المحكم وهي مضبوطة فيه بهذا الضبط كالأصل، ويخالفه ما تقدم قريباً عن الجوهري وهو الذي في القاموس والتكملة). كرَشَنَ إذا تَشَمَّمَ الطعام وحَرِصَ عليه.
والرَّشْمُ: الذي يكون في ظاهر اليد والذراع بالسواد؛ عن كراع، والأَعرف الوَشْمُ، بالواو. الليث: الرَّشْمُ أن تُرشمَ يد الكُرْدِيِّ والعِلْجِ كما تُوشَمُ يدُ المرأة بالنِّيل لكي تُعرف بها، وهي كالوَشْمِ.
والرُّشْمَةُ: سواد في وجه الضبع مشتق من ذلك، وضبع رَشْماءُ، والله أَعلم.

بغث (لسان العرب) [2]


البَغَثُ والبُغْثة: بياضٌ يَضرِبُ إِلى الخُضرة؛ وقيل: بياض يَضرِبُ إلىِ الحُمْرة، الذكر أَبْغَثُ، والأُنثَى بَغْثاء.
والأَبغَثُ: طائرٌ غَلَبَ عليه غَلَبَة الأَسماء، وأَصلُه الصفةُ للونه. التهذيب: البُغَاثُ والأَبغَثُ من طير الماء، كلون الرماد، طويل العُنق؛ والجمع البُغْثُ والأَبَاغِثُ؛ قال أَبو منصور: جَعَلَ الليثُ البُغاثَ والأَبغَثَ شيئاً واحداً، وجعلهما معاً من طير الماء، قال: والبُغاثُ، عندي، غيرُ الأَبغَثِ؛ فأَما الأَبغَثُ، فهو من طير الماء، معروف، وسمي أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه، وهو بياض إِلى الخُضرة؛ وأَما البُغاثُ: فكلُّ طائر ليس من جوارح الطير؛ يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ.
والأَبْغَثُ: قريبٌ من الأَغْبَر. ابن سيده: وبَغاثُ الطير وبُغاثها: أَلائِمها وشِرارُها، وما لا يصيد . . . أكمل المادة منها، واحدتُها بَغاثة، بالفتح، الذَّكر والأُنثى في ذلك سواء.
وقال بعضهم: من جعل البَغاثَ واحداً، فجمعه بِغْثانٌ، مثل غَزال وغِزلانٍ؛ ومنقال للذكر والأُنثى بَغاثة، فجمعه بَغاثٌ، مثل نَعامة ونَعام، وتكون النعامة للذكر والأُنثى؛ سيبويه: بُغاثٌ، بالضم، وبِغثانٌ، بالكسر.
وفي حديث جعفر بن عمرو: رأَيت وَحْشِيّاً، فإِذا شَيْخٌ مثلُ البَغَاثة: هي الضعيف من الطير، وجمعها بَغاثٌ.
وفي حديث عطاء: في بُغَاثِ الطيرِ مُدٌّ أَي إِذا صادَه المحرم: وفي حديث المُغِيرة يصف امرأَة: كأَنها بَغاثٌ؛ والبَغَاثُ طائرٌ أَبيض، وقيل: أَبْغَثُ إِلى الغُبْرى، بطيءُ الطيرانِ، صغير دُوَيْنَ الرَّخَمَة. قال ابن بري قول الجوهري عن ابن السكين: البَغاثُ طائرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرةِ دون الرَّخَمة، بطيءُ الطيران؛ قال: هذا غلط من وجهين أَحدهما أَنَّ البَغَاثَ اسم جنس، واحدته بَغاثة، مثل حَمام وحَمامة، وأَبْغَثُ صفة بدليل قولهم: أَبْغَثُ بَيِّنُ البُغْثَة، كما تقول: أَحْمَر بَيِّنُ الحُمْرة؛ وجمعه: بُغْثٌ، مثل أَحْمَر وحُمر؛ قال: وقد يجمع على أَباغِثَ لمَّا اسْتُعمِل استِعمالَ الأَسماء، كما قالوا: أَبْطَحُ وأَباطِحُ، وأَجْرَعُ وأَجَارِعُ؛ والوجه الثاني: أَن البُغَاثَ ما لا يصيد من الطير، وأَما الأَبْغَثُ من الطير، فهو ما كان لونه أَغْبَر، وقد يكون صائداً وغير صائد. قال النضر بن شميل: وأَما الصُّقورُ فمنها أَبْغَثُ وأَحْوَى، وأَخْرَجُ وأَبيض، وهو الذي يَصيدُ به الناسُ على كل لون، فجَعَل الأَبْغَثَ صفة لِمَا كان صائداً أشو غير صائد، بخلاف البَغاثِ الذي لا يكون منه شيءٌ صائداً؛ وقيل: البَغَاث أَولادُ الرَّخَم والغِرْبان.
وقال أَبو زيد: البَغاثُ الرَّخَمُ، واحدتُها بَغاثة؛ قال: وزعم يونس أَنه يقال له البِغاثُ والبُغاثُ، بالكسر والضم، الواحدة: بِغاثة وبُغاثة.
والبُغاثُ: طير مثلُ السَّوَادِقِ لا يصيد؛ وفي التهذيب: كالباشِقِ لا يَصِيدُ شيئاً من الطير، الواحدة بُغاثة، ويجمع على البِغْثان؛ قال عباس بن مِرْداس: بغاثُ الطَيْر أَكثَرُها فِراخاً، وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ وفي المثل: إِنَّ البِغاثَ بأَرضنا يَسْتَنْسِرُ يُضربُ مثلاً للَّئيم يرتفع أَمره؛ وقيل: معناه أَي من جاوَرَنا عَزَّ بِنا. قال الأَزهري: سمعناه بكسر الباء، قال: ويقال بَغاث، بفتح الباء؛ قال: والبَغاثُ الطير الذي يُصاد ويَسْتَنْسِرُ أَي يصير كالنَّسْر الذي يَصيدُ ولا يُصاد.
والبَغْثاءُ من الضأْن، مثل الرَّقْطاء: وهي التي فيها سواد وبياض، وبياضها أَكثر من سوادها.
والبَغِيثُ: الطعامُ المخلوطُ يُغَشُّ بالشَّعير كاللَّغِيثِ، عن ثعلب، وهو مذكور في موضعه؛ قال الشاعر: إِنَّ البَغِيثَ واللَّغيثَ سِيَّان والبَغْثاءُ: أَخلاطُ الناس.
ودَخَلَ في بَغْثاءِ الناس وبَرْشاءِ الناس أَي جماعتهم.
وبُغاثٌ: موضع، عن ثعلب. الليث: يومُ بُغاثٍ: يومُ وَقْعَةٍ كانت بين الأَوْس والخَزْرج؛ قال الأَزهري: إِنما هو بُعاث، بالعين، وقد مرَّ تفسيره، وهو من مشاهير أَيام العرب، ومن قال بُغاث، فقد صحَّف.
والأَبْغَثُ: مكانٌ ذو رمل وحجارة.

غول (لسان العرب) [1]


غاله الشيءُ غَوْلاً واغْتاله: أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر.
والغُول: المنيّة.
واغْتاله: قَتَله غِيلة، والأَصل الواو. الأَصمعي وغيره: قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية، وقيل: هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله؛ قال ذلك أَبو عبيد.
وقال ابن السكيت: يقال غاله يَغُوله إِذا اغْتاله، وكل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول، وقالوا: الغضب غُول الحلم أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله ويذهب به.
ويقال: أَيَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب.
وغالتْ فلاناً غُول أَي هَلَكَةٌ، وقيل: لم يُدْر أَين صَقَع. ابن الأَعرابي: وغال الشيءُ زيداً إِذا ذهب به يَغُوله.
والغُول: كل شيء ذهب بالعقل. الليث: غاله الموت أَي . . . أكمل المادة أَهلكه؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو زيد: غَنِينَا وأَغْنانا غنانا، وغالَنا مآكل، عَمَّا عندكم، ومَشاربُ يقال: غالنا حَبَسنا. يقال: ما غالك عنا أَي ما حبَسك عنا. الأَزهري: أَبو عبيد الدواهي وهي الدَّغاوِل، والغُول الداهية.
وأَتَى غُوْلاً غائلة أَي أَمراً منكَراً داهياً.
والغَوائل: الدواهي.
وغائِلة الحوض: ما انخرق منه وانثقب فذهب بالماء؛ قال الفرزدق: يا قيسُ، إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ، بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير وتَغَوَّل الأَمرُ: تناكر وتَشابه.
والغُول، بالضم: السِّعْلاة، والجمع أَغْوال وغِيلان.
والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يقال: تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت؛ قال ذو الرمة: إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلت بها الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعام السَّوارِحُ وتَغَوَّلت الغُول: تخيلت وتلوّنت؛ قال جرير: فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير ماضِيٍ، ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ (* قوله «غير ماضيٍ» هكذا في الأصل وفي ديوان جرير: فيوماً بجارين الهوى غير ماصِباً، وربما كان في الروايتين تحريف). قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فيوماً يُجارِيني الهَوى، ويروى: يوافِيني الهوى دون ماضي.
وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول.
وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق ولا تصلّوا عليها فإِنها مأْوى الحيات والسباع أَي ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا يدل على أَنه لم يرد بنفيها عدمَها، وفي الحديث: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا غُولَ؛ كانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تَراءَى للناس، فتَغَوَّلُ تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً فتضلهم عن الطريق وتُهلكهم، وقال: هي من مَردة الجن والشياطين، وذكرها في أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، ما قالوا؛ قال الأَزهري: والعرب تسمي الحيّات أَغْوالاً؛ قال ابن الأَثير: قوله لا غُولَ ولا صَفَر، قال: الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن، كانت العرب تزعم أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تغوّلاً أَي تتلوَّن تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبطله؛ وقيل: قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين الغُول ووُجوده، وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة واغْتياله، فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً، ويشهد له الحديث الآخر: لا غُولَ ولكن السَّعالي؛ السَّعالي: سحرة الجن، أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل.
وفي حديث أَبي أَيوب: كان لي تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ.
والغُول: الحيَّة، والجمع أَغْوال؛ قال امرؤ القيس: ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال قال أَبو حاتم: يريد أَن يكبر بذلك ويعظُم؛ ومنه قوله تعالى: كأَنه رؤوس الشياطين؛ وقريش لم تَرَ رأْس شيطان قط، إِنما أَراد تعظيم ذلك في صدورهم، وقيل: أَراد امرؤ القيس بالأَغْوال الشياطين، وقيل: أَراد الحيّات، والذي هو أَصح في تفسير قوله لا غُول ما قال عمر، رضي الله عنه: إِن أَحداً لا يستطيع أَن يتحوّل عن صورته التي خلق عليها، ولكن لهم سحرَة كسحرتكم، فإِذا أَنتم رأَيتم ذلك فأَذِّنوا؛ أَراد أَنها تخيّل وذلك سحر منها. ابن شميل: الغُول شيطان يأْكل الناس.
وقال غيره: كل ما اغْتالك من جنّ أَو شيطان أَو سُبع فهو غُول، وفي الصحاح: كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو غُول.
وذكرت الغِيلان عند عمر، رضي الله عنه، فقال: إِذا رآها أَحدكن فليؤذِّن فإِنه لا يتحوّل عن خلقه الذي خلق له.
ويقال: غالَتْه غُول إِذا وقع في مهلكه.
والغَوْل: بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال من يمرّ به؛ وقال:به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَه، بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ المِيلَهُ: أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره، وقيل: لأَنها تَغْتال سير القوم.
وقال اللحياني: غَوْل الأَرض أَن يسير فيها فلا تنقطع.
وأَرض غَيِلة: بعيدة الغَوْل، عنه أَيضاً.
وفلاة تَغَوَّل أَي ليست بيِّنة الطرق فهي تُضَلِّل أَهلَها، وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها.
والغَوْل: بُعْد الأَرض، وأَغْوالها أَطرافُها، وإِنما سمي غَوْلاً لأَنها تَغُول السَّابِلَة أَي تقذِف بهم وتُسقطهم وتبعِدهم. ابن شميل: يقال ما أَبعد غَوْل هذه الأَرض أَي ما أَبعد ذَرْعها، وإِنها لبعيدة الغَوْل.
وقد تَغَوَّلت الأَرض بفلان أَي أَهلكته وضلّلته.
وقد غالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا فيها؛ قال ذو الرمة: ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ، تَغُول مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا وهذه أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها وسعتها؛ قال العجاج: وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ، مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي ابن خالويه: أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة.
وامرأَة ذات غَوْل أَي طويلة تَغُول الثياب فتقصُر عنها.
والغَوْل: ما انهبط من الأَرض؛ وبه فسر قول لبيد: عَفَتِ الديارُ مَحَلّها، فمُقامُها، بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها وقيل: إِن غَوْلها ورِجامها في هذا البيت موضعان.
والغَوْل: التُّراب الكثير؛ ومنه قول لبيد يصف ثوراً يَحْفِر رملاً في أَصل أَرْطاةٍ: ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً، يَرى دُونَها غَوْلاً، من الرَّمْلِ، غائِلا ويقال للصَّقْر وغيره: لا يغتاله الشبع؛ قال زهير يصف صَقْراً: من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيةٍ، حُجْن المَخالِبِ لا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي لا يذهب بقُوّته الشبع، أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل عليه الأَلف واللام.
والغَوْل: الصُّداع، وقيل السُّكر، وبه فسر قوله تعالى: لا فيها غَوْل ولا هم عنها يُنْزَفون؛ أَي ليس فيها غائلة الصُّداع لأَنه تعالى قال في موضع آخر: لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزِفون.
وقال أَبو عبيدة: الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم؛ وأَنشد: وما زالت الخمر تَغْتالُنا، وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا عقولَنا. التهذيب: معنى الغَوْل يقول ليس فيها غيلة، وغائلة وغَوْل سواء.
وقال محمد بن سلام: لا تَغُول عقولهم ولا يسكَرون.
وقال أَبو الهيثم: غالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت بعقله أَو بصحة بدنه، وسميت الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولاً بما توصِّله من الشرِّ إِلى الناس، ويقال: سميت غُولاً لتلوُّنها، والله أَعلم.
وقوله في حديث عهدة المَماليك: لا داء ولا خِبْثَةَ ولا غائِلة؛ الغائلة فيه أَن يكون مسروقاً، فإِذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه أَي أَتلفه وأَهلكه. يقال: غاله يَغُوله واغْتاله أَي أَذهبه وأَهلكه، ويروى بالراء، وهو مذكور في موضعه.
وفي حديث بن ذي يَزَن: ويَبْغُون له الغَوائل أَي المهالك، جمع غائلة.
والغَوْل: المشقَّة.
والغَوْل: الخيانة.
ويروى حديث عهدة المماليك: ولا تَغْيِيب؛ قال ابن شميل: يكتب الرجل العُهود فيقول أَبيعُك على أَنه ليس لك تَغْيِيب ولا داء ولا غائلة ولا خِبْثة؛ قال: والتَّغْيِيب أَن لا يَبِيعه ضالَّة ولا لُقَطة ولا مُزَعْزَعاً، قال: وباعني مُغَيَّباً من المال أَي ما زال يَخْبَؤُه ويغيِّبه حتى رَماني به أَي باعَنِيه؛ قال: والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة، والغائلة المغيَّبة أَو المسروقة، وقال غيره: الداء العَيْب الباطن الذي لم يُطْلِع البائعُ المشتري عليه، والخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا يحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّية وجبت له، والغائلة أَن يكون مسروقاً، فإِذا استُحِق غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه؛ قال محمد بن المكرم: قوله الخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فيه تسمُّح في اللفظ، وهو إِذا كان حرّ الأَصل كان طيِّب الأَصل، وكان له في الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا.
والمُغاوَلة: المُبادرة في الشيء.
والمُغاوَلة: المُبادَأَة؛ قال جرير يذكر رجلاً أَغارت عليه الخيل: عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ، كأَنها طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا قال ابن بري: البيت للأَخطل لا لجرير.
ويقال: كنت أُغاوِل حاجة لي أَي أُبادِرُها.
وفي حديث عَمّار: أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت أُغاوِلُ حاجةً لي.
وقال أَبو عمرو: المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره، قال: وأَصل هذا من الغَوْل، بالفتح، وهو البعد. يقال: هوَّن الله عليك غَوْل هذا الطريق.
والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك: يذهب بك.
وفي حديث الإِفْك: بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير.
وفي حديث قيس بن عاصم: كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ، من غاله إِذا أَهلكه، ويروى بالراء وقد تقدم.
وفي حديث طهفة: بأَرض غائِلة النَّطاة أَي تَغُول ساكنها ببعدها؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ يصف حماراً وأُتُناً: إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْـ ـنَ أَرضاً، ويَغْتالُها باغْتِيال قال السكري: يَغْتال جريَها بِجَريٍ من عنده.
والمِغْوَل: حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً، وقيل: هو سيف دقيق له قَفاً يكون غمده كالسَّوْط؛ ومنه قول أَبي كبير: أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة، عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عبيد: المِغْول سوط في جوفه سيف، وقال غيره: سمي مِغْوَلاً لأَن صاحبه يَغْتال به عدوَّه أَي يهلكه من حيث لا يحتسبه، وجمعه مَغاوِل.
وفي حديث أُم سليم: رآها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبيدها مِغْوَل فقال: ما هذا؟ قالت: أَبْعَج به بطون الكفَّار؛ المِغوَل، بالكسر: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه، وقيل: هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقَفاً، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتِك على وسَطه ليَغْتال به الناس.
وفي حديث خَوَّات: انتزعت مِغْولاً فوَجَأْت به كبده.
وفي حديث الفيل حين أَتى مكة: فضربوه بالمِغْوَل على رأْسه.
والمِغْوَل: كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول منه وأَدقّ.
وقال أَبو حنيفة: المِغْوَل نَصْل طويل قليل العَرْض غليظ المَتْن، فوصف العرض الذي هو كمِّية بالقلة التي لا يوصف بها إِلا الكيفية.
والغَوْل: جماعة الطَّلْح لا يشاركه شيء.
والغُولُ: ساحرة الجن، والجمع غِيلان.
وقال أَبو الوفاء الأَعرابيُّ: الغُول الذكَر من الجن، فسئل عن الأُنثى فقال: هي السِّعْلاة.
والغَوْلان، بالفتح: ضرب من الحَمْض. قال أَبو حنيفة: الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبيه بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه وهو مرعى؛ قال ذو الرمة: حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره بغَوْلان حَوْضَى، فوق أَكْبادها العِشْر والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان، كلها: مواضع.
ومِغْوَل: اسم رجل.