المصادر:  


ودق (لسان العرب) [210]


ودَقَ إلى الشيء وَدْقاً ووُدُوقاً: دنا.
ووَدَق الصيدُ يَدِقُ وَدْقاً إذا دنا منك؛ قال ذو الرمة: كانَتْ إذا وَدَقَتْ أَمثالُهُنَّ لَهُ، فبَعْضُهُنَّ عن الآلاف مُشْتَعِبُ ويقال: مارَسْنا بني فلان فما وَدَقُوا لنا بشيء أي ما بذلوا، ومعناه ما قَرَّبوا لنا شيئاً من مأْكول أو مشروب، يَدِقُون وَدْقاً.
ووَدَقْتُ إليه: دنوت منه.
وفي المثل: وَدَق العَيْرُ إلى الماء أي دنا منه؛ يضرب لمن خضع للشيء بحِرْصه عليه.
والوَدِيقةُ: حَرُّ نصف النهار، وقيل: شدة الحر ودُنُوّ حَمْيِ الشمس؛ قال شمر: سميت وَدِيقة لأنها وَدَقَتْ إلى كل شيء أي وصلت إليه؛ قال الهذلي أبو المثلم يَرْثي صَخْراً: حامي الحَقِيقةِ نَسَّال الوَدِيقة، مِعـْ تاق الوَسِيقة، لا . . . أكمل المادة نِكْس ولا وَكِل قال ابن بري: صوابه: لا نِكْس ولا واني؛ وقبله: آبي الهَضِيمة، نابٍ بالعَظِيمة، مِتْـ ـلاف الكَرِيمة، جَلْد غير ثُنْيانِ قال ابن بري: وأما بيته الذي رَوِيُّه لام فهو قوله: بمَنْسِرٍ مَصِعٍ يَهْدي أَوائِلَه حامِي الحَقيقةِ، لا وانٍ ولا وَكِل وفي حديث زياد: في يومٍ ذي وَدِيقةٍ أي حر شديد أشد ما يكون من الحر بالظهائر. ابن الأَعرابي: يقال فلان يَحْمي الحقيقة ويَنْسُل الوَدِيقةَ؛ يقال للرجل المُشَمِّر القويّ، أي يَنْسُل نَسَلاناً في وقت الحر نصف النهار، وقيل: هو الحَرُّ ما كان، والأول أَعْرَفُ، وقيل: هو دَوَمان الشمس في السماء أَي دَورَانها ودنوّها.
وودَقَ البطنُ: اتسع ودنا من السِّمَنِ.
وإبل وادِقةُ البُطون والسُّرَر: انْدَلَقَتْ لكثرة شحمها ودنت من الأَرض؛ قال: كُوم الذُّرَى وَادِقة سُرَّاتُها والمَوْدِقُ: المَأْتَى للمكان وغيره، والموضع مَوْدِقٌ؛ ومنه قول امرئ القيس: دَخَلْتُ على بَيْضاءَ جَمٍّ عِظامُها، تُعَفِّي بذَيْلِ المِرْطِ، إذ جِئْتُ مَوْدقي والمَوْدِقُ: مُعْتَرَكُ الشر.
والمَوْدِق: الحائل بين الشيئين.
ووَدَقْت به وَدْقاً: استأْنست به. في كل ذات حافر: إرادة الفحل، وقد وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً وودَاقاً ووُدُوقاً وأَوْدَقَتْ، وهي مُودِق، واسْتَوْدَقت وهي وَدِيق ووَدُوق. يقال: أتان وَدِيقٌ وبغلة ودِيقٌ، وقد وَدَقَتْ تَدِقُ إذا حَرَصت على الفحل، وبها وِداقٌ، وفرس وَدُوق.
وفي حديث ابن عباس: فتمثل له جبريل على فرس وَدِيقٍ؛ هي التي تشتهي الفحل؛ قال ابن بري: ذكر ابن خالويه أوْدَقَتْ فهي وادِقٌ، ولا يقال مُودِق ولا مُسْتَوْدِق؛ وشاهد الوِداقِ قول الفرزدق: كأَن رَبيعاً، من حِماية مِنْقَرٍ، أَتانٌ دعاها للوِداقِ حِمارُها ابن سيده: وقد يكون الوِداقُ في الظِّباء مثله في الأَتان؛ حكاه كراع في عبارة، قال: فلا أَدري أَهو أَصل أم استعمله.
ووَدَقَ به: أَنِسَ.
والوَدْقُ: المطر كله شديدهُ وهيّنُه، وقد وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً أي قَطَر؛ قال عامر بن جُوَيْن الطائي: فلا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها، ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقالها ومثله لزيد الخيل: ضَرَبْنَ بِغَمْرةٍ فخَرجْنَ منها، خُروجَ الوَدْقِ من خَلَلِ السَّحاب ووَدَقَت السماء وأَوْدَقَت.
ويقال للحَرْب الشديدة: ذاتُ وَدْقَيْنِ، تُشَبَّهُ بسحابة ذات مطرتين شديدتين.
ويقولون: سحابة وادِقةٌ، وقلما يقولون ودَقَتْ تَدِقُ.
ويقال: سحابة ذات وَدْقَيْن أي مطرتين شديدتين، وشبه بها الحرب فقيل: حَرْب ذات وَدْقَيْنِ؛ وفي حديث علي، رضوان الله عليه: فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ، بذاتِ وَدْقَيْنِ، لا يَعْفُو لها أَثَرُ أي حرب شديدة، وهو من الوَدْق والوِداقِ الحِرْصِ على طلب الفحل لأن الحرب توصف باللّقاح، وقيل: هو من الوَدْقِ المطر. يقال للحرب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ، تشبيهاً بسحاب ذات مطرتين شديدتين؛ قال أَبو عثمان المازني: لم يصح عندنا أَن علي بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، تكلم بشيء من الشعر غير هذين البيتين: تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَني، فلا وَرَبِّك ما بَرُّوا وما ظَفِرُوا فإن هلكتُ فرهنٌ ذِمَّتي لهُمُ، بذات رَوْقَيْنِ، لا يعفو لها أَثَرُ قال: ويقال داهية ذات رَوْقَيْنِ وذات وَدْقين، إذا كانت عظيمة؛ قال الكميت: إذا ذات وَدْقَيْنِ هابَ الرُّقا ةُ أَن يَمْسَحوها، وأَن يَتْفُلوا وقيل: ذات وَدْقَيْنِ من صفة الطعنة.
والوَدْقة والوَدَقةُ؛ الفتح عن كراع (* قوله «الفتح عن كراع» عبارة شرح القاموس: بالفتح، ويحرك، عن كراع وعليه اقتصر الصاغاني.) نقطة في العين من دم تبقى فيها شَرقة، وقيل: هي لحمة تعظُم فيها، وقيل: مرض ليس بالرَّمَد تَرِمُ منه الأُذن وتشتد منه حمرة العين، والجمع وَدَق؛ قال رؤبة:لا يشْتَكي صُدْغَيْهِ من داء الوَدَقْ وَدِقَتْ عينه، فهي وَدِقةٌ. الأصمعي: يقال في عينه وَدَقة خفيفةٌ إذا كانت فيها بَثْرَةٌ أو نقطة شَرِقة بالدم.
ويقال: وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت واسترخت.
ورجل وادِقُ السُّرَّةِ: شاخصها. والوِدَاقُ: الحديد؛ وأَنشد بيت أَبي قيس بن الأَسْلَت: أَحْفَزَها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ مُهَنَّدٍ، كالمِلْح، قَطَّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّه، ومُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرَّاعِ الوادِق: الماضي الضريبة.
ووَدَقَ السيفُ: حَدَّ، وأَنشد بيت أبي قيس أَيضاً: وادِقٍ حدُّه؛ قال ابن سيده: وحكاه أبو عبيد في باب الرماح وقد غلط إنما هو سيف وادِقٌ؛ وقد روي البيت الأَول: أَكْفَتهُ عَنّي بذي رَوْنَقٍ أَبيضَ، مثل المِلْح، قَطّاع قال: والدِّرْعُ إنما تُكْفَتُ بالسيف لا بالرمح.
وإنه لوَادِقُ السِّنَةِ أي كثير النوم في كل مكان؛ هذه عن اللحياني.
ووَدْقانُ: موضع. أبو عبيد في باب اسْتِخْذاء الرجل وخضوعه واستكانته بعد الإباء: يقال وَدَقَ العَيْرُ إلى الماء، يقال ذلك للمُسْتَخذي الذي يطلب السَّلام بعد الإباء، وقال وَدَقَ أي أَحَبَّ وأَراد واشتهى. ابن السكيت: قال أَبو صاعد: يقال وَدِيقةٌ من بَقْل ومن عُشْب، وحَلُّوا في وَديقةٍ منكَرة.

د - ق - و (جمهرة اللغة) [53]


قاد الرجلُ البعيرَ وغيرَه يقوده قَوْداً. والقَوْد: الخيل؛ يقال: مرّ بنا قَوْدٌ، أي مرّت بنا جماعة من الخيل. وفرس أقْوَدُ والأنثى قَوْداءُ والجمع قُود، وهو طول العنق في تطأمن. والقَوَد أن ينقاد القاتلُ فيُقتل بالذي قتله. قال الشاعر: لمّا رأى واشِقٌ إقعاصَ صاحبه ... ولا سبيلَ الى عقلٍ ولا قَوَدِ والقَدْوُ مصدر قَدِيَ اللحمُ يَقْدَى ويقدو قَدْياً وقَدْواً، وشمِمتُ قَداةَ اللحم، إذا شمِمتَ له رائحة طيّبة. وفلان قُدوة لفلان، إذا كان يتّبعه. والوَدْق: القطر الذي يخرج من خَلَل السّحاب محتفِلَ المطر الشديد؛ ودَقَتِ السماءُ وأودقت. والوَديقة: دَوَمان الشمس في كبد السماء في الهاجرة. والوَدْقَة: دم ينعقد في بياض العين؛ وَدِقَت عينُه . . . أكمل المادة تَوْدَق وتِيدَق وَدْقاً ووَدَقاً، إذا صار فيها ذلك الدم. وأتان وَدُوق ووَديق، لغتان فصيحتان، إذا أرادت الفحل، والاسم الوِداق. ووَدَقَ الشيءُ، إذا حان، أو دنا منك؛ تقول: وَدَقَ مني الشيءُ، إذا دنا. والمَوْدِق: موضع دُنُوّ الشيء. ووَدَقان: موضع. ويقال: بيني وبين فلان مَوْدِق، أي مُتَدانٍ، وقال أبو مالك: مَوْدِق: حائل، فكأنه من الأضداد. ووَدَقَتْ سُرَّتُه، إذا خرجت حتى يصير كالأبجر. ووَقَدَتِ النارُ تَقِدُ وَقْداً ووُقوداً، بضمّ الواو، وهو الاشتعال. والوَقود: ما أوقدتَ به النار. وأوقدتُ النارَ إيقاداً. والموضع الذي تتّقد فيه النار: المَوْقِد، وإن قلت المُوقَد فعربي صحيح. وكوكب وقّاد: مضيء. وقد سمّت العرب واقِداً ووقّاداً ووَقْدان، وهو أبو بطن منهم. ووَقْدَة الهاجرة: لَهَبُها.

جحدل (لسان العرب) [5]


جَحْدَله: صَرَعَه، وَقَذَهُ أَو لم يَقِذْه، وجحْدَلتْه صَرَعته؛ قال الشاعر: نحْنُ جَحْدَلْنا عيَاذاً وابنَه بِبَلاطٍ، بَينَ قَتْلَى لم تُجَن وفي الحديث: رأَت في المنام أَن رأْسي قد قُطِعَ فهو يَتَجَحْدَل وأَنا أَتْبَعه؛ قال ابن الأَثير: هكذا في مسند أَحمد والمعروف في الرواية يتدحرج، قال: فإِن صحت الرواية به فالذي جاء في اللغة أَن جَحْدَلتْه بمعنى صَرَعتْه.
والجَحْدَلة: الجَمْع.
وجَحْدَلَ الأَموالَ: جَمَعَها.
وجَحْدَل إِبِلَه: ضَمَّها، وجَحْدَلَها: أَكْرَاها؛ قال ابن أَحمر: عَجِيج المُذَكَّى شدَّه، بعدَ هَدْأَةٍ، مُجَحْدَل آفاق بعيد المَذَاهب الأَزهري: ابن حبيب تَجَحْدَلَتِ الأَتَانُ إِذا تَقَبَّض حَيَاؤها للوِدَاق؛ وأَنشد بيت جرير: وكَشَفْتُ عن أَيْرِي لها فَتَجَحْدَلتْ، وكذاك صاحبهُ الوِدَاقُ تَجَحْدَلُ قال: . . . أكمل المادة تَجَحْدُلُها تَقَبضُها واجْتِماعُها؛ وقال الوالبي ونسبه ابن بري للأَسدي: تَعَالَوْا نجْمَعِ الأَمْوالَ حتى نُجَحْدِلَ، من عَشِيرتِنا، المِئِينا وفي نسخة: مِئِينا.
والمُجَحْدِل: الذي يُكْرِي من قَرْية إِلى قرية أُخرى، قال: وهو الضَّفَّاطُ أَيضاً.
وحكى ابن بري: المُجَحْدِل الذي يُكْرِي من ماء إِلى ماء؛ قال الشاعر: إِلى أَيِّ شيءٍ يُثْقِلُ السَّيفُ عاتِقِي، إِذا قادَني، وَسْطَ الرِّفاقِ، المُجَحْدِلُ؟ والجَحْدَل: الحادر السَّمِين. ابن الأَعرابي: جَحْدَل إِذا استغنى بعد فقر، وجَحْدَل إِذا صار جَمّالاً.
وجَحْدَل إِناءَه: ملأَه.
وجحدل قربته: ملأَها. ابن بري: والجَحْدَلة من الحُدَاء الحَسَنُ المُوَلَّدُ؛ قال الراجز: أَوْرَدَها المُجَحْدِلون فَيْدا، وزَجَرُوها فَمَشَتْ رُويدا