المصادر:  


وشح (لسان العرب) [208]


الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ: كله حَلْيُ النساءِ، كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به، ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه، والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ؛ قال ابن سيده: وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء؛ قال كثير عَزَّةَ: كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا، نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته؛ وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه، وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ. الجوهري: الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها؛ وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له: أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ، وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني . . . أكمل المادة الوُشاحَ، وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر؛ وأَورده الأَزهري: وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال: فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا. ابن سيده: والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب، ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره؛ وقد أَشَّحَه الثوبَ؛ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي: أَبا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً، أَبا مَعْقِلٍ، فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور: التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع، وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ؛ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة؛ ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه: ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي، إِذ غَدَوْتُ، لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته، فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ، وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً.
وفي الحديث: أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به، والأَصل فيه من الوشاح.
ومنه حديث عائشة: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني.
وفي حديث آخر: لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ؛ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء: ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا، أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني (* قوله «ألا إِنه من بلدة» كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة.) قال ابن الأَثير: كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به، وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم؛ وفيه كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ. ابن سيده: والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً، عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ: القوسُ. من الظباء والشاء والطير: التي لها طرّتان من جانبيها؛ قال: أَو الأُدْم المُوَشَّحة، العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز: السوداء المُوَشَّحة ببياض.
وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ؛ قال الطرماح: ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ: وذلك لوَشْيٍ فيه، حكاه ابن سيده عن اللحياني.
ووَشْحَى: موضع؛ قال: صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ: موضعٌ هنالك؛ عن كراع.
وواشِحُ: قبيلة من اليمن.

وشح (الصّحّاح في اللغة) [55]


الوِشاحُ: شيء ينسج من أديمٍ عريضاً ويرصَّع بالجواهر، وتشد}ه المرأة بين عاتقَيها. يقال: وِشاحٌ وإشاحٌ ووُشاحٌ وأُشاحٌ؛ والجمع الوُشُحُ والأوْشِحَةُ.
ووَشَّحْتُها تَوْشيحاً فتوَشَّحَتْ هي، أي لبِسَته.
وربَّما قالوا: تَوَشَّحَ الرجل بثوبه وبسيفه.
والوَشْحاءُ من العنز: المُوَشَّحة ببياض.

الوُشاحُ (القاموس المحيط) [54]


الوُشاحُ، الوِشاحُ، بالضم والكسرِ: كِرْسانِ من لُؤْلُؤٍ وجوهرٍ مَنْظومانِ، يُخالَفُ بينهما معطوفٌ أحدُهُما على الآخَرِ، وأديمٌ عَريضٌ يُرَصَّعُ بالجَوْهَرِ، تَشُدُّهُ المرأةُ بينَ عاتِقها وكَشْحَيْها،
ج: وُشُحٌ وأوْشِحَةٌ ووَشائِحُ.
وقد تَوَشَّحَتِ المرأةُ واتَّشَحَتْ، ووَشَّحْتُها تَوْشيحاً.
وهي غَرْثَى الوِشاحِ. هَيْفاءُ.
وتَوَشَّحَ بِسَيْفِهِ وثَوْبِهِ: تَقَلَّدَ.
والوِشاحُ، بالكسر: سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيِّ.
وذُو الوِشاحِ: من بَنِي سَوْمِ بنِ عَدِيٍّ، وسَيْفُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي الله عنه.
والوِشاحَةُ، بالكسر: السَّيْفُ.
وواشِحٌ: بَطْنٌ من الأَزْدِ.
ووَشْحى، كسَكْرَى: ماءٌ لِبَنِي عَمْرِو بنِ كلابٍ.
والوَشْحاءُ: العَنْزُ المُوَشَّحَةُ بِبياضٍ.

الموشح (المعجم الوسيط) [50]


 التوشيح وَمن الديكة مَا لَهُ خطتان كالوشاح وثوب موشح موشى 

وشح (مقاييس اللغة) [50]



الواو والشين والحاء: كلمة واحدة الوِشاح.
وتوشَّحَ بثَوبِه، كأنَّه جعَلَه وِشاحَهُ، وكذا اتَّشَحَ به.
وَشَاةٌ مُوشَّحَة: بجَنْبيها خَطّانِ.

الوشحاء (المعجم الوسيط) [7]


 العنز السَّوْدَاء الموشحة ببياض 

عطا (لسان العرب) [2]


العَطْوُ: التَّناوُلُ، يقال منه: عَطَوْت أَعْطُو.
وفي حديث أَبي هريرة: أَرْبَى الرِّبا عَطْوُ الرجُلِ عِرْضَ أَخِيه بغَير حَقٍّ أَي تَناوُلُه بالذَّمِّ ونحوه.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: لا تَعْطُوهُ الأَيْدِي أَي لا تَبْلُغُه فتَتناوَلَه.
وعَطا الشيءَ وعَطا إِليه عَطْواً: تَناوَله؛ قال الشاعر يصف ظبية: وتَعْطُو البَرِيرَ، إِذا فاتَها، بِجِيدٍ تَرَى الخَدِّ منه أَسِيلاَ وظَبيٌ عَطُوٌّ: يَتطاوَلُ إِلى الشَّجَر ليَتناولَ منه، وكذلك الجَدْي، ورواه كُراع ظَبْيٌ عَطْوٌ وجَدْي عَطْوٌ، كأَنه وصفَهُما بالصدر.
وعَطا بيدِه إِلى الإِناء: تَناوَله وهو محمولٌ قَبل أَن يُوضَع على الأَرض؛ وقول بشر بن أَبي خازم: أَو الأُدْم المُوَشَّحةَ العَواطِي بأَيْدِيهِنَّ مِنْ سَلَمِ النِّعافِ يعني الظِّباء وهي تَتطاوَلُ . . . أكمل المادة إِذا رَفَعت أَيْدِيها لتَتَناوَل الشَّجَر، والإِعْطاءُ مأْخوذٌ من هذا. قال الأَزهري: وسَمِعتُ غير واحدٍ من العَرَب يقول لراحِلَته إِذا انْفَسَحَ خَطْمُه عن مِخْطَمِه أَعْطِ فيَعُوجُ رأْسه إِلى راكبه فيُعِيدُ الخَطْمَ على مَخْطِمِه.
ويقال: أَعْطَى البعِيرُ إِذا انْقادَ ولم يَسْتَصْعِبْ.
والعَطاء: نَوْلٌ للرجُلِ السَّمْحِ.والعَطاءُ والعَطِيَّة: اسمٌ لما يُعْطَى، والجمع عَطايا وأَعْطِيَة، وأَعْطِياتٌ جمعُ الجَمع؛ سيبويه: لم يُكَسَّر على فُعُل كراهية الإِعْلالِ، ومن قال أُزْرٌ لم يقل عُطْيٌ لأَن الأَصل عندَهم الحركة.
ويقال: إِنَّه لَجَزيلُ العَطاء، وهو اسمٌ جامِعٌ، فإذا أُفرِد قيلَ العَطيَّة، وجمعُها العَطايا، وأَمَّا الأَعطية فهو جَمْع العَطاء. يقال: ثلاثةُ أَعْطِيةٍ، ثم أَعْطِياتٌ جمعُ الجمعِ.
وأَعطاه مالاً، والاسمُ العَطاء، وأَصله عَطارُ، بالواو، لأَنه من عَطَوْت، إِلا أَنَّ العرب تَهْمِزُ الواوَ والياء إِذا جاءتا بعد الأَلف لأَنَّ الهمزة أَحْمَل للحركة منهما، ولأَنهم يستثقلون الوقف على الواو، وكذلك الياءُ مثل الرداءِ وأَصله رِدايٌ، فإِذا أَلْحقوا فيها الهاء فمنهم من يهمزها بناءً على الواحد فيقول عَطاءَةٌ ورِداءَةٌ، ومنهم من يَرُدُّها إِلى الأَصل فيقول عَطاوة ورداية، وكذلك في التثنية عطاءَان وعطاوان ورداءَان وردايان، قال ابن بري في قول الجوهري: إِلا أَن العرب تهمز الواوَ والياء إذا جاءَتا بعد الأَلف لأنّ الهمزة أَحْمل للحركة منهما، قال: هذا ليس سبَب قَلْبِها، وإِنما ذلك لكَوْنها متَطَرِّفة بعد أَلِفٍ زائدة، وقال في قوله في تثنية رداء ردايان، قال: هذا وهَمٌ منه، وإنما هو رِداوانِ بالواو، فليست الهمزةُ تُرَدُّ إِلى أضصْلِها كما ذَكَر، وإِنما تُبْدل منها واوٌ في التثنية والنسَب والجمعِ بالأَلف والتاءِ.
ورجلٌ مِعْطاءٌ: كثيرُ العَطاءِ، والجمعُ مَعاطٍ، وأَصلُّه معاطِييُ، اسْتَثْقلُوا الياءَيْن وإِن لم يكونا بعد أَلِفٍ يَلِيانِها، ولا يمتَنع مَعاطِيّ كأَثافيّ؛ هذا قول سيبويه.
وقومٌ مَعاطِيُّ ومَعاطٍ؛ قال الأَخفش: هذا مثلُ قولِهِم مَفاتِيح ومَفاتِح وأَمانيّ وأَمانٍ.
وقولهم: ما أَعْطاهُ للمال كما قالوا ما أَولاه للمَعْروف وما أَكْرَمَه لي وهذا شاذّ لا يَطرّد لأَن التعجّب لا يدخل على أَفْعَلَ، وإنما يجوز من ذلك ما سُمِع من العرب ولا يقاسُ عليه: قال الجوهري: ورجلٌ مِعطاءٌ كثير العَطاء، وامرأة مِعْطاءٌ كذلك، ومِفْعالٌ يَسْتَوِي فيه المذكَّر والمؤنَّث.
والإِعْطاء والمُعاطاةُ جميعاً: المُناوَلة، وقد أَعْطاهُ الشيءَ.
وعَطَوْتُ الشيءَ: تَناوَلْته باليَدِ.
والمُعاطاة: المُناوَلة.
وفي المَثل: عاطٍ بغَيرِ أَنْواط أَي يَتَناوَلُ ما لا مَطْمَع فيه ولا مُتَناوَل، وقيل: يُضْرَب مثلاً لمن يَنْتَحِلُ عِلْماً لا يقومُ به؛ وقول القُطامي: أَكُفْراً بعدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّي، وبعدَ عَطائِكَ المِاثَةَ الرِّتاعَا؟

الموشحة (المعجم الوسيط) [0]


 من الظباء وَالشَّاء وَالطير الَّتِي لَهَا طرتان مسبلتان من جانبيها وَالْقَصِيدَة من الشّعْر الْجَارِيَة على نظام التوشيح الأندلسي 

همج (الصّحّاح في اللغة) [0]


الهَمَجُ: جمه هَمَجَةٍ، وهو ذبابٌ صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعيُنِها.
والهَمَجَةُ أيضاً: الشاة المهزولة.
وقول أبي ذؤيب:
مُوَشَّحةٌ بالطرَّتَيْنِ هَمـيجُ      كأنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ يومَ لَقيتُها

قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج.
ويقال للرَعاعِ من الناس الحَمْقى: إنَّما هم هَمَجٌ.
وقول الراجز:
      وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ


قالوا: سوءُ التدبير في المعاش.
وقيل الهَمَجُ: الجوعُ.
وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيدٌ له، كقولك ليلٌ لائِلٌ.
وهَمَجَتِ الإبلُ من الماء تَهْمَجُ هَمْجاً، بالإسكان، إذا شربت دفعةً واحدةً حتَّى رَوِيَتْ.
وأَهْمَجَ الفرسُ، أي جدَّ في جريه.

عثج (لسان العرب) [0]


عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجاً، وعَثِجَ، كلاهما: أَدمَنَ الشُّرْب شيئاً بعد شيء.
والعُثْجَة: كالجُرْعة.
والعَثْجُ والعَثَجُ: جماعة الناس في السفر؛ وقيل: هما الجماعات؛ وفي تلبية بعض العرب في الجاهلية: لا هُمَّ، لولا أَن بَكْراً دُونَكا، يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجُرونَكا، ما زالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتُونَكا ويقال: رأَيت عَثْجاً وعَثَجاً من الناس أَي جماعة.
ويقال للجماعة من الإِبل تجتمع في المرعى: عَثَجٌ؛ يقال الراعي يصف فحلاً: بناتُ لَبُونه عَثَجٌ إِليه، يَسُقْنَ اللِّيتَ فيه والقَذالا قال ابن الأَعرابي: سألت المفضل عن معنى هذا البيت؛ فأَنشد: لم تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِها، ومَضَتْ على غُلَوَائِها فقلت: أُريد أَبْيَنَ من هذا؛ فأَنشأَ يقول: خُمْصانَةٌ، قَلِقٌ مُوَشَّحُها، رُؤْدُ الشَّبابِ، غَلاَ بِها عَظْمُ يقول: . . . أكمل المادة من نَجابة هذا الفحل ساوَى بناتُ اللَّبون من بناته قَذَاله لحسن نَباتِها.
والعَثْجَجُ: الجمع الكثير.
والعَثَوْثَجُ والعَثَوْجَجُ: البعير الصخم السريع المجتمع الخلْق.
وقد اعْثَوْثَجَ واعْثَوْجَجَ اعْثيجاجاً؛ ومرَّ عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ أَي قطعة.
واثْعَنْجَجَ الماءُ والدَّمعُ: سالا.

تيس (العباب الزاخر) [0]


التَّيس: الذَّكَرُ من الظَّباء والمَعَزِ والوعول، والجمع: تُيُوس وأتياس وتِيَسَة، قال مالك بن خالد النخاعي يصف رأسَ شاهِقَة:
من فوقه أنسُرٌ سودٌ وأغْرِبَةٌ      وتَحتَهُ أعْنُزٌ كُلْفٌ وأتياسُ

وقال أبو زيد: إذا أتى على وَلَدِ المِعزي سَنَةٌ فالذَّكَرُ تَيْسٌ. والتَّيّاسُ: الذي يُمسِكُ التَّيْسَ، ومنه قول عبد الله بن صفوان بن أُميّة لأبي حاضر الأُسَيِّدِي: عُهَيْرَةٌ تَيّاسٌ.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ه ر. والوليد بن دينار: التَّيّاس البصريُّ؛ عن الحسن البصريِّ، حديثُه مُنقَطِعٌ، ذَكَرَهُ البخاري في تاريخِه. والمَتْيُوْساءُ: التُّيُوْسُ. وعَنْزٌ تيساءَ بين التَّيسِ -بالتحريك-: وهي التي يُشبِهُ قرناها قَرنَي الوعل الجبلي في طولهما. وتِيَاس -بالكسر-: موضِع التقى به بنو سعد وبنو عمرو، فكان الظَّفَرُ . . . أكمل المادة لبني عمرو، قال أوس بن حجر:
ومثل ابنِ عَثْمٍ إنْ دخولٌ تُذُكِّرَتْ      وقتلى تِياسٍ عن صِلاحٍ تُعَرِّبُ

تُعَرِّبُ: أي تُفْسِد. وقيل: تِياسَان: علمان كل واحد منهما يسمّى تِياساً شماليَّ قَطَنٍ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
من بعد ما نَزَّ تُزْجِيهِ موَشَّحَة      أخلى تِياسٌ عليها فالبَراعِيمُ

ويقال: التياسان نجمان، وأنشد ابن الأعرابي:
يَلْقَحُها المِجْدَحُ أيَّ لَقْحِ     


المِجْدَحُ: الدَّبَران، والنَّطح: أوَّل منازل القمر. ويقال: في فلان تَيْسِيَّة، وناس يقولون: تَيْسُوْسِيَّة وكَيْفُوْفِيَّة والأُولى أَوْلى.
ورِجْلَةُ التَّيْسِ: موضع بين الكوفة والشَّامِ. وتِيْسِي: كلمة تقال في معنى الإبطال للشيء. ويقال للضَّبْعِ: تِيْسِي جَعَارِ، فكأنه قال لها: كَذَبْتِ يا خارِئةُ. وقال أبو زيد: يُقال: احْمُقي وتِيْسِي؛ للرَّجُلِ إذا تكلَّمَ بحُمْقٍ أو بما لا يُشبهُ شيئاً. وقال ابنُ فارس: تِيسِي: لَعنَةٌ أو سُبَّةٌ. وقال ابنُ عبّاد: يقال في زجر التَّيْسِ لِيَرْجِعَ: تِسْ تِسْ.
وتَيَّسَ الرجُل فَرَسَه: أي راضه وذلَّله، وكذلك تيَّسَ جمله.
وفي حديث عَليٍّ -رضي الله عنه-: أنّه لمّا غَلَبَ على البصرة قال أصحابُه: بِمَ تَحِلُّ لنا دِماؤهم ولا تَحِلُّ لنا نِساؤهم وأموالهم، فَسَمِعَ بذلك الأحنف فدخل عليه فقال: إنَّ أصحابك قالوا كذا وكذا، فقال: لأَيْمُ الله لأُتَيِّسَنَّهُم عن ذلك. أي لأرُدَّنَهُم ولأبطِلِنَّ قولهم، وكأنَّه من قولهم: تِيْسِي جَعَارِ، لِمَن أتى بكلمة حمق: أي كُوني كالتَّيسِ في حُمقِه.
والمعنى: أتَمَثَّلَنَّ لهم بهذا المثل ولأقولنَّ لهم هذا بعينه، كما يقال: فديته وسقيته: إذا قلت له فدّيْتُك وسقاك الله، وتَعْدِيَتُه ب"عَنْ" لِتَضَمُّن معنى الرَّدِّ. ويقال: اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ؛ كما يُقال: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واسْتَضْرَبَ العَسَلُ واسْتَنْسَرَ البُغِاثُ: أي صارَت كالتَّيْسِ في جُرأتِها وحركتها، يُضْرَب للرجُل الذليل يتعزَّزُ. وقال ابنُ عبّاد: بين القوم مُتَايَسَةٌ وتِيَاسٌ: أي مُمَارَسَةٌ ومُكابَسَةٌ ومُدافَعَةٌ.

همج (لسان العرب) [0]


هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، وهي هامِجةٌ: شربت منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ.
والهَمَجُ: جمع هَمَجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحُمُرِ وأَعينها.
وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ؛ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الهَمَجُ صغار الدواب. الليث: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة الناس: هَمَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب.
والهَمَجُ، في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال لرذال الناس: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الهَمَجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا جاع . . . أكمل المادة عاش، وإِذا شبع مات.
والهَمَجُ: الجوعُ.
وهَمَجَ إِذا جاع؛ قال الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الهَمَلُ الذين لا نِظَامَ لهم.
وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ.
وقالوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ: يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه، يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ.
ويقال للرَّعاع من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز المُحارِبي: قد هلكت جارتنا من الهَمَج قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض.
والهَمَجُ: رُذالُ الناس.
ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج.
وقومٌ هَمَجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور: هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ، نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى يعني الولد نتيج ثلاث بغيض.
ورجل هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى بالهاء لا غير، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة: في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سعيد: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والهَمَجُ: جمع الهَمَجة.
والهَمَجة: الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج.
ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ.
والهَمَجةُ: النعجة.
والهَمِيجُ من الظباء: الذي له جُدَّتانِ على ظهره سِوَى لونه، ولا يكون ذلك إِلاَّ في الأُدْمِ منها، يعني البِيضَ، وكذلك الأُنثى بغير هاءِ، وقيل: هي التي لها جُدَّتانِ في طُرَّتَيْها؛ وقيل: هي التي هَزَلَها الرَّضاعُ؛ وقيل: هي الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الجسم؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية:موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هميج ومعنى قوله هميج: هي التي أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها. يقال: اهْتَمَجَ وَجْهُه أَي ذَبُلَ.
والهَمِيجُ: الخَمِيصُ البطن.
واهْتَمَجَتْ نفْسُ الرجل: ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه.
وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً في جَرْيه، فهو مُهْمِج ثم أَلْهَبَ في ذلك، وذلك إِذا اجتهد في عَدْوِه.
وقال اللحياني: يكون ذلك في الفرس وغيره مما يَعْدُو؛ وأَنشد شمر لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري: وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ بِمِتْفال، ولا هَمْجَى الكَلامِ قال: يريد الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قال: وقال ابن الأَعرابي: الإِهْماجُ والإِسْماجُ.
وهَمَجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، بالتسكين، إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتى رَوِيَتْ.

غلا (لسان العرب) [0]


الغَلاءُ: نَقيضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ وغيرُه يَغْلُو غَلاءً، ممدود، فهو غالٍ وغَلِيٌّ؛ الأَخيرة عن كراعٍ.
وأَغْلاهُ الله: جَعَلَه غالِياً.
وغالى بالشيءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ.
وغالى بالشيءِ وغَلاَّه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قال الشاعر: نُغالي اللَّحمَ للأَضْيافِ نِيئاً، ونُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَديرُ فحذف الباء وهو يريدُها، كما يقال لَعِبْتُ الكِعابَ ولَعِبْتُ بالكِعابِ، المعنى نُغالي باللحمِ.
وقال أَبو مالك: نُغالي اللحمَ نَشتَريه غالياً ثم نَبْذُلُه ونُطْعِمُه إِذا نَضِجَ في قُدُورِنا.
ويقال أَيضاً: أَغْلى؛ قال الشاعر: كأَنَّها دُرَّة أَغْلى التِّجارُ بها وقال ابن بري: شاهدُ أَغْلى اللحمَ قول شَبيب بن البَرْصاء: وإِني لأَغْلي اللحمَ نِيئاً، وإنَّني لمُمْسٍ بهَيْنِ اللحم، وهو نَضِيجُ الفراء: غالَيْتُ اللحمَ وغالَيتُ باللحم جائز.
ويقال: غالَيتُ . . . أكمل المادة صَداق المرأَة أَي أَغْلَيته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: لا تُغالوا صُدُقات النساء، وفي رواية: لا تُغالوا صُدُقَ النساء، وفي رواية: في صَدُقاتِهنَّ، أَي لا تُبالِغُوا في كثرة الصَّداقِ، وأَصلُ الغَلاء الارتفاعُ ومُجاوَزة القَدْرِ في كلِّ شيء.
وبِعْتُه بالغَلاءِ والغالي والغَلِيّ؛ كلهنَّ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى، لأَعْطَيْنا به ثَمَناً غَلِيَّا وغَلا في الدِّينِ والأَمْر يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه.
وفي التنزيل: لا تَغْلُوا في دينِكم؛ وقال الحَرِث بن خالد: خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها، رُؤْد الشَّبابِ غَلا بها عَظْمُ التهذيب: وقال بعضهم غَلَوْت في الأَمر غُلُوّاً وغَلانِيَةً وغَلانِياً إِذا جاوزْتَ فيه الحَدّ وأفْرَطْت فيه؛ قال الأَعشى: أَنشده ابن بري: أَوْ زِدْ عليه الغَلانِيا وفي التهذيب: زادوا فيه النونَ؛ قال ذو الرمة: وذو الشَّنْءِ فاشْنَأْه، وذو الوِدِّ فاجْزِه على وِدِّه، وازْدَدْ عليه الغَلانِيا زاد فيه النونَ.
وفي الحديث: إِياكم والغُلُوَّ في الدين أَي التَّشَدُّدَ فيه ومجاوَزة الحَدِّ، كالحديث الآخر: إِنَّ هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرفْقٍ، وقيل: معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عن عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ ومنه الحديث: وحاملُ القرآن غيرُ الغالي فيه ولا الجافي عنه، إِنما قال ذلك لأَنَّ من آدابه وأَخلاقِه التي أَمرَ بها القَصْدَ في الأُمورِ، وخيرُ الأُمورِ أَوْساطُها.
و: كلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ والغُلُوُّ: الإِعْداءُ.
وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا وغالَى به غِلاءً: رَفَع يدَه يريد به أَقْصَى الغاية وهو من التجاوزِ؛ ومنه قول الشاعر: كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغالي وقال الليث: رمى به؛ وأَنشد للشماخ: كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي والمُغالي بالسِّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ.
ورجلٌ غَلاَّءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي يصف حَلْبَة: أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلاَّءْ وغَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع في ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى، وكذلك الحجَر، وكلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ؛ وأَنشد: من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال وكلُّه من الارتفاعِ والتَّجاوزِ، والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ.
وفي الحديث: أَهْدَى له يَكْسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ؛ الغِلاء، بالكسر والمدّ: من غالَيْته أُغالِيه مُغالاةً وغِلاءً إِذا رامَيْتَه، والقِترُ سَهْم الهَدَف، وهي أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ الفَرَسِ وشوْطِه، والأَصلُ الأَول.
وفي حديث ابن عمر: بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوةٌ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ رَمْيةٍ بسَهْمٍ، وقد تُسْتَعْمَل الغَلْوة في سِباقِ الخَيْل، والغَلْوَةُ الغاية مقدار رَمْيةٍ.
وفي المثل: جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ.
والمِغْلاةُ: سهمٌ يُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة، ويقال له المِغْلَى، بلا هاءٍ؛ قال ابن سيده: والمِغْلى سَهْمٌ تُعْلى به أَي تُرْفَعُ به اليَدُ حتى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذلك.
وسهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ: السهمُ الذي يقدَّر به مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ التي يُسْتَبَقُ إِليها. التهذيب: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوَةً.
والغُلُوُّ في القافِية: حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ، والغالي: نونٌ زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشادِ من أَنشده هكذا: وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُخْتَرَقِنْ فحركة القافِ هي الغُلُوُّ، والنونُ بعد ذلك هي الغالي، وإنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذي هو التجاوُزُ لقدر ما يحبُ، وهو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّي، وقد ذكرنا التَّعَدِّيَ في الموضع الذي يَليق به، ولا يُعْتَدُّ به في الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد تَناهَى قبلَه، جعلوا ذلك في آخرِ البيت بمَنْزلة الخَزْمِ في أَوَّله.
والدابَّة تَغْلُو في سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلي بخفَّةِ قوائمِها؛ وأَنشد:فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي ابن سيده: وغَلَتِ الدابة في سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلت ارْتَفَعَت فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر؛ قال الأَعشى: جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا والاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قال الشاعر: كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ، وقد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟ وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قال رؤبة: تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ الهاء للمُخْتَرَق، وهو المفازة.
وغَلا بالجارِية والغلام عَظْمٌ غُلُوًّا: وذلك في سرعة شبابهما وسَبْقِهِما لداتِهِما، وهو من التجاوُزِ.وغُلْوانُ الشَّبابِ وغُلَواؤُه: سُرْعَتُه وأَوَّله. أَبو عبيد: الغُلَواءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ وأنشد قول ابن الرُّقَيَّات: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، ومَضَتْ على غُلَوائِها وقال آخر: فَمَضَى عَلى غُلَوائِهِ، وكأَنَّه نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا وقال طُفَيْل: فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ، في غُلَوائِها، مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ وفي حديث علي، رضي الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوائِه؛ غُلَواءُ الشبابِ: أَوَّلُه وشِرَّتُه؛ وقال ابن السكيت في قول الشاعر: خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها، رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ قال: هذا مثلُ قول ابن الرقيات: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، ومَضَتْ على غُلَوائِها وكما قال: كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ وقال غيرُه: الغالي اللّحْمُ السَّمِينُ، أُخِذَ منه قوله: غَلا بها عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ وقال أَبو وجْزَة السَّعْدي: تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ، وزانَها مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ، به الذَّيْلُ يَلْمَعُ أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الذي أَجَنَّتْه في رَحِمِها من ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق في سنامِها.
ويقال للشيء إذا ارْتَفَع: قد غَلا؛ قال ذو الرمة: فما زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا، ويَزْدادُ حتى لم نَجِدْ ما نَزِيدُها وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قال لبيد: فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ ، وأَطْفَلَتْ، بالجَلْهَتَيْنِ ، ظِباؤُها ونَعامُها وكذلك تغالى واغْلَوْلَى؛ قال ذو الرمة: مِمَّا تَغَالَى مِنَ البُهْمَى ذَوائِبُه بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ وأَغْلى الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نوامِيهِ وطالَ، وأَغْلاهُ: خَفَّفَ من وَرَقِه لِيَرتَفِعَ ويَجُودَ.
وكلّ ما ارْتَفَع فقدْ غَلا وتَغالى.
وتَغالى لَحْمُه: انْحَسر عند الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التهذيب: وتَغالى لحمُ الدابَّة أَو الناقة إذا ارتفع وذهَب، وقيل: إذا انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِير؛ قال لبيد: فإذا تَغالى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ، وتقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها تغالى لَحْمُها أَي ارْتفَع وصارَ على رُؤوس العِظام، ورواه ثعلب بالعين غير المعجمة.
والغُلَواءُ: الغُلُوُّ.
وغَلْوى: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ.
وغَلَتِ القِدرُ والجَرَّةُ تَغْلي غَلْياً وغَلَياناً وأَغْلاها وغَلاَّها، ولا يقال غَلِيتْ؛ قال أَبو الأَسود الدُّؤَ : ولا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِيتْ، ولا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ أَي أَني فَصِيح لا أَلْحَنُ. ابن سيده: قال ابن دريد وفي بعْضِ كلامِ الأَوائِلِ أَنَّ ماءً وغَلِّه، قال: وبعضهم يرويه: أُزَّ ماءً وغَلِّه.والغالِيَةُ من الطِّيب: معروفة وقد تَغَلَّى بها؛ عن ثعلب ، وغَلَّى غَيرَه. يقال: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بذلك سليمانُ بنُ عبدِ المَلكِ، ويقال منها تَغَلَّلتُ وتَغَلَّفْتُ وتَغَلَّيْت، كله من الغالية.
وقال أَبو نصر: سألت الأَصمعي هل يجوز تغَلَّلت؟ فقال: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ أَدْخَلْتَه في لِحْيَتِك أو شارِبك فجائِزٌ.
والغَلْوى: الغالية في قول عَديّ ابن زيد: يَنْفَحُ من أَرْدانِها المِسْكُ والـ ـعَنْبَرُ والغَلْوى ولُبْنى قَفُوص وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِيةِ؛ قال: هو نوعٌ من الطِّيب مَرَكَّبٌ من مِسْكٍ وعَنْبَرٍ وعُودٍ ودُهْنٍ، وهي معروفة، والتَّغلُّف بها التَّلَطُّخ.

نبط (لسان العرب) [0]


النَّبَط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، وقد نبَطَ ماؤها ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً.
وأَنبطنا الماءَ أَي استنبطناه وانتهينا إِليه. ابن سيده: نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها واسْتَنْبَطها ونبّطها؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: أَماهَها.
واسم الماء النُّبْطةُ والنَّبَطُ، والجمع أَنْباط ونُبوط.
ونبطَ الماءُ ينْبُطُ وينْبِط نُبوطاً: نبع؛ وكل ما أُظهر، فقد أُنْبِط.
واسْتَنْبَطه واستنبط منه علماً وخبراً ومالاً: استخرجه.
والاسْتنْباطُ: الاستخراج.
واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمِه. قال اللّه عزّ وجلّ: لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم؛ قال الزجّاج: معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه، وأَصله من النبَط، وهو الماء الذي يخرج من البئر أَوّل ما تحفر؛ ويقال من ذلك: أَنْبَطَ في غَضْراء أَي . . . أكمل المادة استنبطَ الماء من طين حُرّ.
والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي يَنْبُِطُ من قعر البئر إِذا حُفرت؛ قال كعب بن سعد الغَنَوِيُّ: قَريبٌ ثَراه ما يَنالُ عَدُوُّه له نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ (* قوله «عند الهوان» هو هكذا في الصحاح، والذي في الاساس: آبي الهوان.) ويروى: قريب نَداه.
ويقال للرِكيّة: هي نَبَطٌ إِذا أُميهتْ.
ويقال: فلان لا يُدْرَكُ له نَبَطٌ أَي لا يُعْلَمُ قَدْرُ علمه وغايَتُه.
وفي الحديث: مَن غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ أَجْنِحَتَها، أَي يُظهره ويُفْشِيه في الناس، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ ينبط إِذا نَبعَ.
ومنه الحديث: ورجلٌ ارْتَبط فرساً ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب نَسْلها ونِتاجَها، وفي رواية: يَسْتَبْطِنها أَي يطلب ما في بطنها. ابن سيده: فلان لا يُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهياً لا يُدْرَك له غَوْر.
والنبَط: ما يتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق يخرج من أَعْراض الصخر. أَبو عمرو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطين، فإِذا بلغ الماء قيل أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الماء قيل أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بلغ الرّملَ قيل أَسْهَبَ.
وأَنبَط الحَفّارُ: بلغ الماء. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا كان يَعِدُ ولا يُنْجِزُ: فلان قريب الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ.
وفي حديث بعضهم وقد سُئل عن رجل فقال: ذلك قريب الثرى بعيدُ النَبط، يريد أَنه داني المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز.
وفلان لا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ والمَنَعةِ حتى لا يجد عدوُّه سبيلاً لأَن يتَهَضَّمَه.
ونَبْطٌ: واد بعينه؛ قال الهذلي: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ، فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بالضم: بَياض تحت إِبْط الفَرس وبطنِه وكلّ دابّة وربما عَرُضَ حتى يَغْشَى البطن والصدْر. يقال: فرس أَنْبَطُ بيِّن النَّبَط، وقيل الأَنْبطُ الذي يكون البياض في أَعلى شِقّي بطنه مما يليه في مَجْرى الحِزام ولا يَصعَد إِلى الجنب، وقيل: هو الذي ببطنه بياضٌ، ما كان وأَين كان منه، وقيل هو الأَبيض البطن والرُّفْغ ما لم يصعَد الى الجنبين، قال أَبو عبيدة: إِذا كان الفرسُ أَبيضَ البطن والصدر فهو أَنبط؛ وقال ذو الرمة يصف الصبح: وقد لاحَ للسّارِي الذي كَمَّل السُّرَى، على أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً، تَمايَل عنه الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ شبّه بياضَ الصبح طالعاً في احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه جُلُّه فبان بياضُ إِبْطه.
وشاة نَبْطاء: بيضاء الشاكلة. ابن سيده: شاةٌ نَبطاء بيضاء الجنبين أَو الجنب، وشاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ، فإِن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد، وإِن كانت سوداء فهي نبطاء ببياض.
والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير: جِيلٌ يَنْزِلُون السواد، وفي المحكم: ينزلون سواد العراق، وهم الأَنْباطُ، والنَّسَبُ إِليهم نَبَطِيٌّ، وفي الصحاح: ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين. ابن الأَعرابي: يقال رجل نُباطيّ، بضم النون (* قوله «بضم النون» حكى المجد تثليثها.)، ونَباطِيٌّ ولا تقل نَبَطِيٌّ.
وفي الصحاح: رجل نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مثل يَمنيّ ويمَانيّ ويمان، وقد استنبطَ الرجلُ.
وفي كلام أَيُّوبَ بن القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا.
ويقال: تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمى إِلى النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما يخرج من الأَرضين.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا أَي تَشبَّهوا بمَعَدٍّ ولا تشبَّهوا بالنَّبط.
وفي الحديث الآخر: لا تَنَبَّطُوا في المدائن أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ والمِلْك.
وفي حديث ابن عباس: نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى رَبّاً، قيل: إِن إِبراهيم الخليل ولد بها وكان النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، رضي اللّه عنهم، فقال: أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه؛ أَراد أَنه في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها.
وفي حديث ابن أَبي أَوْفى: كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام، وفي رواية: أَنْباطاً من أَنْباط الشام.
وفي حديث الشعبي: أَن رجلاً قال لآخر: يا نَبَطيّ فقال: لا حَدّ عليه كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة.
وحكى أَبو علي: أَن النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط، فأَنباط في نَبَط كأَجْبال في جبَل.
والنبِيطُ كالكليب.
وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامان المذاب يجعل لَزُوقاً للجرح.
والنَّبْطُ: الموْتُ.
وفي حديث علي: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا؛ قال ثعلب: النَّبْطُ الموت.
وَوَعْساء النُّبَيْطِ: رملة معروفة بالدّهْناء، ويقال وعساء النُّمَيْطِ. قال الأَزهري: وهكذا سماعي منهم.
وإِنْبِط: اسم موضع بوزن إِثْمِد؛ وقال ابن فَسْوةَ: فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه مُباحٌ لها، ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ

ذهب (لسان العرب) [0]


الذَّهابُ: السَّيرُ والـمُرُورُ؛ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً وذُهوباً فهو ذاهِبٌ وذَهُوبٌ.
والـمَذْهَبُ: مصدر، كالذَّهابِ.
وذَهَبَ به وأَذهَبَه غيره: أَزالَه.
ويقال: أَذْهَبَ به، قال أَبو إِسحق: وهو قليل. فأَمـَّا قراءة بعضهم: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، فنادِرٌ.
وقالوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ، فعَدَّوْهُ بغيرِ حرفٍ، وإِن كان الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بالمكان الـمُبْهَم، إِذ كان يَقَعُ عليه المكانُ والـمَذْهَبُ.
وحكى اللحياني: إِنَّ الليلَ طوِيلٌ، ولا يَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا، أَي لا ذَهَب.
والـمَذْهَب: الـمُتَوَضَّـأُ، لأَنـَّهُ يُذْهَبُ إِليه.
وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلّم، كان إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ في الـمَذْهَبِ، وهو مَفْعَلٌ من الذَّهابِ. الكسائي: يقالُ لـمَوضع الغائطِ: الخَلاءُ، والـمَذْهَب، والـمِرْفَقُ، والـمِرْحاضُ.
والـمَذْهَبُ: الـمُعْتَقَد الذي يُذْهَبُ إِليه؛ . . . أكمل المادة وذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَي لـمَذْهَبِه الذي يَذْهَبُ فيه.
وحَكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرَى له أَينَ مَذْهَبٌ، ولا يُدْرَى لَهُ ما مَذْهَبٌ أَي لا يُدْرَى أَين أَصلُه.
ويقال: ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً.
وقولهم به: مُذْهَب، يَعْنون الوَسْوَسَة في الماءِ، وكثرة استعمالِه في الوُضوءِ. قال الأَزْهَرِيُّ: وأَهلُ بَغدادَ يقولون للـمُوَسْوِسِ من الناس: به الـمُذْهِبُ، وعَوَامُّهم يقولون: به الـمُذْهَب، بفَتح الهاء، والصواب الـمُذْهِبُ.والذَّهَبُ: معروفٌ، وربما أُنِّثَ. غيره: الذَّهَبُ التِّبْرُ، القِطْعَةُ منه ذَهَبَة، وعلى هذا يُذَكَّر ويُؤَنَّث، على ما ذُكر في الجمعِ الذي لا يُفارِقُه واحدُه إِلاَّ بالهاءِ.
وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهه: فبَعَثَ من اليَمَنِ بذُهَيْبَة. قال ابن الأَثير: وهي تصغير ذَهَبٍ، وأَدْخَلَ الهاءَ فيها لأَنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث، والـمُؤَنَّث الثُّلاثيّ إِذا صُغِّرَ أُلْـحِقَ في تصغيرِه الهاءُ، نحو قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ؛ وقيل: هو تصغيرُ ذَهَبَةٍ، على نِـيَّةِ القِطْعَةِ منها، فصَغَّرَها على لفظِها؛ والجمع الأَذْهابُ والذُّهُوبُ.
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه تعالى وجهه: لو أَرادَ اللّه أَن يَفْتَحَ لهم كنوزَ الذِّهْبانِ، لفَعَل؛ هو جمعُ ذَهَبٍ، كبَرَقٍ وبِرْقانٍ، وقد يجمع بالضمِّ، نحو حَمَلٍ وحُمْلانٍ.
وأَذْهَبَ الشيءَ: طلاه بالذَّهَبِ.
والـمُذْهَبُ: الشيءُ الـمَطْليُّ بالذَّهَب؛ قال لبيد: أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ، على أَلْواحِهِ * أَلنَّاطِقُ الـمَبْرُوزُ والـمَخْتُومُ ويروى: على أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ، وإِنما عَدَل عن ذلك بعض الرُّواةِ اسْتِـيحاشاً من قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل، وهذا جائِزٌ عند سيبويه في الشِّعْرِ، ولاسِـيَّـما في الأَنْصافِ، لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ.
وأَهلُ الـحِجازِ يقولون: هي الذَّهَبُ، ويقال نَزَلَت بلُغَتِهِم: والذين يَكنِزُونَ الذَّهَبَ والفضة، ولا يُنْفِقونها في سبيل اللّه؛ ولولا ذلك، لَغَلَبَ الـمُذَكَّرُ الـمُؤَنَّثَ. قال: وسائِرُ العَرب يقولون: هو الذَّهَب؛ قال الأَزهري: الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب، ولا يجوزُ تأْنِـيثُه إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لذَهَبَةٍ؛ وأَما قوله عزَّ وجلَّ: ولا يُنْفِقُونَها، ولم يَقُلْ ولا يُنْفِقُونَه، ففيه أَقاويل: أَحَدُها أَنَّ المعنى يَكْنزُون الذَّهَبَ والفِضَّة، ولا يُنْفِقُونَ الكُنُوزَ في سَبِـيلِ اللّه؛ وقيل: جائِزٌ أَن يكونَ مَحْمولاً على الأَمْوالِ فيكون: ولا يُنْفِقُونَ الأَموال ؛ ويجوز أن يَكونَ: ولا يُنْفِقُونَ الفِضَّة، وحذف الذَّهب كأَنه قال: والذين يَكْنِزُونَ الذَّهَب ولا يُنْفِقُونَه، والفِضَّة ولا يُنْفِقُونَها، فاخْتُصِرَ الكَلام، كما قال: واللّه ورسولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه، ولم يَقُلْ يُرْضُوهُما.
وكُلُّ ما مُوِّهَ بالذَّهَبِ فقَدْ أُذْهِبَ، وهو مُذْهَبٌ، والفاعل مُذْهِبٌ.
والإِذْهابُ والتَّذْهِـيبُ واحدٌ، وهو التَّمويهُ بالذَّهَب.
ويقال: ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ.
وفي حديث جرير وذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حتى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يَتَهَلَّل كأَنـَّه مُذْهَبَةٌ؛ كذا جاءَ في سنن النسائي وبعضِ طُرُقِ مُسْلم، قال: والرواية بالدال المهملة والنون، وسيأْتي ذكره؛ فَعَلى قوله مُذْهَبَةٌ، هو من الشيءِ الـمُذْهَب، وهو الـمُمَوَّه بالذَّهَبِ، أَو هو من قولهم: فَرَس مُذْهَبٌ إِذا عَلَتْ حُمْرَتَه صُفْرَةٌ، والأُنْثَى مُذْهَبَة، وإِنما خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ لأَنـَّها أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً.
ويقال: كُمَيْتٌ مُذْهَب للَّذي تَعْلُو حُمْرَتَه صُفْرَة، فإِذا اشتَدَّتْ حُمْرَتُه، ولم تَعْلُه صُفْرَةٌ، فهو الـمُدَمَّى، والأُنْثى مُذْهَبَة.
وشيءٌ ذَهِـيبٌ مُذْهَبٌ؛ قال: أُراه على تَوَهُّم حَذْفِ الزِّيادَةِ؛ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ: مُوَشَّحَة الأَقْرابِ، أَمـَّا سَرَاتُها * فَمُلْسٌ، وأَمـَّا جِلْدُها فَذَهِـيبُ والـمَذَاهِبُ: سُيُورٌ تُـمَوَّه بالذَّهَبِ؛ قال ابن السّكيت، في قول قيس بن الخَطِـيم: أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرَادِ الـمَذَاهِبِ الـمَذاهِبُ: جُلُودٌ كانت تُذْهَب، واحِدُها مُذْهَبٌ، تُجْعَلُ فيه خُطوطٌ مُذَهَّبة، فيرى بَعْضُها في أَثرِ بَعْضٍ، فكأَنها مُتَتابِعَةٌ؛ ومنه قول الهذلي: يَنْزِعْنَ جِلْدَ الـمَرْءِ نَزْ * عَ القَينِ أَخْلاقَ الـمَذَاهِبْ يقول: الضِّباع يَنزِعْنَ جِلْدَ القَتِـيل، كما يَنزِعُ القَين خِلَل السُّيُوف. قال، ويقالُ: الـمَذاهِبُ البُرود الـمُوَشَّاةُ، يقال: بُرْدٌ مُذْهَبٌ، وهو أَرْفَعُ الأَتحَمِـيِّ.
وذَهِبَ الرجلُ، بالكسر، يَذْهَبُ ذَهَباً فهو ذَهِبٌ: هَجَمَ في الـمَعْدِن على ذَهبٍ كثير، فرآه فَزَالَ عقلُه، وبَرِقَ بَصَره من كثرة عِظَمِه في عَيْنِه، فلم يَطْرِفْ؛ مُشْتَقٌّ من الذهب؛ قال الرَّاجز: ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها تَزْمُرَهْ وفي رواية(1) : (1 قوله «وفي رواية إلخ» قال الصاغاني في التكملة الرواية: «ذهب لما أن رآها تزمرة» وهذا صريح في أنه ليس فيه رواية أخرى.) ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها ثُرْمُلَهْ، وقال: يا قَوْمِ، رأَيتُ مُنْكرَهْ: شَذْرَةَ وادٍ، ورأَيتُ الزُّهَرَهْ وثُرْمُلَة: اسمُ رجل.
وحكى ابن الأَعرابي: ذِهِبَ، قال: وهذا عندنا مُطَّرِدٌ إِذا كان ثانيهِ حَرْفاً من حُروفِ الـحَلْقِ، وكان الفعْل مكسور الثاني، وذلك في لغة بني تميمٍ؛ وسمعه ابن الأَعرابي فظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ في لغتِهِم، فلذلك حكاه.
والذِّهْبةُ، بالكسر، الـمَطْرَة، وقيل: الـمَطْرةُ الضَّعيفة، وقيل: الجَوْدُ، والجمع ذِهابٌ؛ قال ذو الرُّمة يصف روضة: حَوَّاءُ، قَرْحاءُ، أَشْراطِـيَّة، وكَفَتْ * فيها الذِّهابُ، وحفَّتْها البراعيمُ وأَنشد الجوهري للبعيث: وذي أُشُرٍ، كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه * ذِهابُ الصَّبَا، والـمُعْصِراتُ الدَّوالِـحُ وقيل: ذِهْبةٌ للـمَطْرة، واحدَةُ الذِّهاب. أَبو عبيد عن أَصحابه: الذِّهابُ الأَمْطارُ الضَّعيفة؛ ومنه قول الشاعر: تَوَضَّحْنَ في قَرْنِ الغَزَالَةِ، بَعْدَمَا * تَرَشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، في الاستسقاء: لا قَزَعٌ رَبابُها، ولا شِفّانٌ ذِهابُها؛ الذِّهابُ: الأَمْطارُ اللَّـيِّـنة؛ وفي الكلام مُضافٌ محذوف تقديرُه: ولا ذَاتُ شِفّانٍ ذِهابُها.
والذَّهَب، بفتح الهاءِ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهْلِ اليَمَن، والجمع ذِهابٌ وأَذهابٌ وأَذاهِـيبُ، وأَذاهِبُ جمع الجمع.
وفي حديث عِكرمة أَنه قال: في أَذاهِبَ من بُرٍّ وأَذاهِبَ من شَعِـيرٍ، قال: يُضَمُّ بعضُها إِلى بعضٍ فتُزَكَّى. الذَّهَبُ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهلِ اليمنِ، وجمعُه أَذهابٌ، وأَذاهِبُ جمعُ الجمع.
والذِّهابُ والذُّهابُ: موضعٌ، وقيل: هو جبلٌ بعَيْنه؛ قال أَبو دواد: لِـمَنْ طَلَلٌ، كعُنْوانِ الكتابِ، * ببَطْنِ لُواقَ، أَو بَطْنِ الذُّهابِ ويروى: الذِّهابِ.
وذَهْبانُ: ابو بَطْنٍ.
وذَهُوبُ: اسم امرأَةٍ.
والـمُذْهِبُ: اسمُ شيطانٍ؛ يقالُ هو من وَلد ابليسَ، يَتَصَوَّر للقُرَّاءِ، فيَفْتِنهُم عند الوضوءِ وغيرِه؛ قال ابن دُرَيْد: لا أَحسبُه عَرَبِـيّاً.