المصادر:  


قما (مقاييس اللغة) [54]



القاف والميم والحرف المعتلُّ كلمةٌ تدلُّ على حقارة وذُلّ. يقال: هو قَمِيٌّ بيّن القَماءة، أي الحقارة.
وأقْمَيْته أنا: أذللته.وإذا هُمِز كان لـه معنىً آخر، وذلك قولهم: تقمَّأْت الشَّيء، إذا طلبتَه، تَقَمُّؤاً.
وزعم ناسٌ أنَّ هذا من باب الإعجاب، يقال أقمأَني الشَّيءُ: أعجبني.
وأقْمَأَتِ الإبِلُ: سَمِنَتْ.
وتَقَمَّأْتُ الشَّيء: جمعته شيئاً بعد شيء. قال:
لقد قَضَيْتُ فلا تَستهزئا سَفَهاً      ممَّا تقمَّأْتُه من لذّةٍ وطَرِي

قَمَأَ (القاموس المحيط) [50]


قَمَأَ، كجمع وكَرُمَ، قَمْأَةً وقَماءةً وقُمْأةً، بالضم والكسر: ذَلَّ وصَغُرَ، فهو قَمِيءٌ،
ج: قِماءٌ وقُماءٌ، كجِبالٍ ورُخالٍ،
و~ الماشِيةُ قُموءاً وقُموأَةً وقَمْئاً وقَماءَةً وقَماءً: سَمِنَتْ، كاقْمَأَتْ،
و~ الإِبلُ بالمكان: أقامَتْ لخِصْبِه فَسَمِنَتْ.
وقَمَأَهُ، (كمنعه): قَمَعَه.
وأقْمَأهُ: صَغَّرَهُ وأذَلَّه، وأعْجَبَهُ،
(و~ المَرْعى الإِبلَ: وافَقَهَا فَسمَّنَها)،
و~ القومُ: سَمِنَتْ إِبِلُهم.
والقَمْأَةُ: المكانُ لا تَطْلُعُ عليه الشمسُ،
كالمَقْمَأَةِ والمَقْمُوءَةِ، والخِصْبُ، والدَّعَةُ ويُضَمُّ.
وما قامأَهُ: ما وافَقَه.
وعمرو بن قَميئَةَ، كَسفينةٍ: شاعرٌ.
وتَقَمَّأَ الشيءَ: أخَذ خِيارَه،
و~ المكانَ: وافَقَهُ فأقام به، كقَمَأََ.

قمأ (العباب الزاخر) [50]


قَمَأَتِ الماشِيَةُ تَقمَأُ قُمُوْءً وقُمُوءَةً وقَمُؤَت قَمَاءَةً: إذا سَمِنت. وقَمُؤَ الرَّجُلُ قَمَاءَةً وقَمَاءً: صار قِمِيأً وهو الصغير الذَّليل.
وعَمروُ بنُ قَمِيئَةَ الشاعر -على فَعِيلَةَ-. وقَمَأتُ بالمكانِ: أقَمتُ به. وقَمَأْتُ الرَّجُلَ: قَمعتُه. والقَمأَةُ-بالفتح- والمَقمَأَةُ والمُقمُؤَةُ: المكان الذي لا تطلُعُ عليه الشمسُ. وأقمَأْتُه: صَغَّرتُه وذَلَّلتُه. وأقمَأَ القومُ: سَمِنَت ابِلهم. وأقمَأَني الشيءُ: أعجَبَني. وتَقَمَّأتُ المكان: وافَقَني فَأَقَمتُ به. وتَقَمَّأْتُ الشيَْ: جَمَعتُه شيئاً بعد شيءٍ، قال تميم بن أُبيِّ بن مُقبل يُخاطب ابنَتَي عَصرٍ:
لقد قَضَتُ فلا تَستَهزِئا سَفَهاً      ممّا تَقَمَّأتهُ من لَذَّةٍ وَطَري

قمأ (لسان العرب) [50]


قَمَأَ الرَّجُلُ وغيرُه، وقَمُؤَ قَمْأَةً وقَمَاءً وقَمَاءة، لا يُعْنَى بقَمْأَةٍ ههنا المرَّة الواحدة البتَّة: ذَلَّ وصَغُرَ وصار قَمِيئاً.
ورجل قَمِيءٌ: ذليل على فَعِيلٍ، والجمع قِمَاءٌ وقُمَاءٌ، الأَخيرة جمعٌ عزيزٌ، والأُنثى قَميئةٌ.
وأَقْمَأْتُه: صَغَّرْتُه وذَلَّلته.
والصاغِرُ القَمِيءُ يُصَغَّر بذلك، وإِن لم يكن قصيراً.
وأَقْمَيْتُ الرجُلَ إِذا ذَلَّلْتَه.
وقَمَأَتِ المرأَةُ قَمَاءة، مـمدود: صغُر جِسمُها.
وقَمَأَتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءاً وقُمُوءة وقَمْأً، وقَمُؤَت قَمَاءة وقَمَاءً وقَمَأً، وأَقْمأَتْ: سَمِنَت.
وأَقْمَأَ القومُ: سَمِنَت إِبِلهم. التهذيب: قَمَأَتْ تَقْمَأُ، فهي قامِئةٌ: امتلأَتِ سِمَناً، وأَنشد الباهليُّ: وجُرْدٍ، طارَ باطِلُها نَسيلاً، * وأَحْدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصارا وأَقْمَأَني الشيءُ: أَعْجَبَنِي. أَبو زيد: هذا زمان تَقْمَأُ فيه الإِبل أَي يَحْسُن وَبَرُها وتَسْمَنُ.
وقَمَأَتِ الإِبل بالمكان: أَقامَتْ به . . . أكمل المادة وأَعْجَبها خِصْبُه وسَمِنَتْ فيه.
وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، كان يَقْمَأُ إِلى مَنْزِل عائشةَ، رضي اللّه عنها، كثيراً أَي يَدْخُل.
وقَمَأْتُ بالمكان قَمْأً: دخلته وأَقَمْتُ به. قال الزمخشري: ومنه اقْتَمَأَ الشيءَ إِذا جَمَعه.
والقَمْءُ: المكان الذي تُقِيمُ فيه الناقةُ والبَعِيرُ حتى يَسْمَنا، وكذلك المرأَةُ والرَّجلُ.
ويقال قَمَأتِ الماشيةُ بمكان كذا حتى سَمِنَتْ.والقَمْأَةُ: المكانُ الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ، وجَمْعُها القِمَاءُ.ويقال: المَقْمَأَةُ والمَقْمُؤَةُ، وهي المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ. أَبو عمرو: المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ: المكان الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ.
وقال غيره: مَقْناة، بغير همز.
وإِنهم لفي قَمْأَةٍ وقُمْأَةٍ على مثال قُمْعةٍ، أَي خِصْب ودَعةٍ.
وتَقَمَّأَ الشيءَ: أخذ خِياره، حكاه ثعلب، وأَنشد لابن مقبل: لقد قَضَيْتُ، فلا تَسْتَهْزِئَا، سَفَهاً * مـما تَقَمَّأْتُه مِنْ لَذَّةٍ، وطَرِي وقيل: تَقَمَّأْته: جمعتُه شيئاً بعد شيءٍ.
وما قامَأَتْهُم الأَرضُ: وافَقَتْهُم، والأَعرف ترك الهمز.
وعَمْرُو بن قَمِيئةَ: الشاعِرُ، على فَعِيلة. الأَصمعي: ما يُقامِينِي الشيءُ وما يُقانِينِي أَي ما يُوافِقُنِي، ومنهم من يهمز يُقاميني.
وتَقمَّأْتُ المكانَ تَقَمُّؤاً أَي وافقَني، فأَقَمْتُ فيه.

قمأ (الصّحّاح في اللغة) [50]


أبو زيد: قمَأتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءًا وقُموءةً، إذا سَمِنَتْ.
وقَمُؤَ الرجل بالضم قَماءً وقَماءةً صار قَميئاً.
وهو: الصغير الذليل.
وأقْمَأْتُهُ: صغَّرتُهُ وذلَّلتُه، فهو قَميءٌ على فعيلٍ.
وأقْمَأ القومُ، أي سَمنت إبلهم.
وأقمأني الشيءُ: أعجبني.
وتَقَمَّأتُ الشيء: جَمَعْتُه شيئاً بعد شيء. قال الشاعر:
مما تقَمَّأْتُه من لَذَّةٍ وطَري      لقد قضَيْتُ فلا تَسْتَهْزِئا سَفها

قمل (مقاييس اللغة) [50]



القاف والميم واللام كلماتٌ تدلُّ على حَقارةٍ وقماءة. رجلٌ قَمَليٌّ، أي حقير، والقُمَّل: صِغار الدَّبا.
وأقْمَلَ الرِّمْث، إذا بدا ورقُه صغاراً، كأنَّ ذلك شبِّه بالقُمَّل.

ق - م - و - ا - ي (جمهرة اللغة) [7]


قَمَأتِ الإبلُ بالمكان، إذا أقامت به فسمنت، وأقمأها المرعى فهي تقمَأ قُموءاً. وأقمأتُ الرجلَ إقماءً، إذا ذلّلته، والرجل قَميء والاسم القَماءة.

ض - ل - و (جمهرة اللغة) [6]


الضُّؤولة، مهموز، وهو قِلّةُ الجسمِ والقماءةُ؛ وتراه في باب الهمز.

جدم (مقاييس اللغة) [6]



الجيم والدال والميم يدلّ على القماءة والقِصَر. رجل جَدَمةٌ، أي قصير.
والشاة الجَدَمة: الرّدِيّة القَمِيئة.

قزم (الصّحّاح في اللغة) [5]


القَزَمُ بالتحريك: الدناءةُ والقماءةُ. رُذالُ الناس وسَفَلتهم. قال زياد بن منقذ:
فوارسُ الخليِ لا ميلٌ ولا قَزَمُ      وهم إذا الخيلُ جالوا في كَواثِبِها

يقال: رجلٌ قَزَمٌ، والذكر والأنثى والواحد والجمع فيه سواءٌ، لأنه في الأصل مصدر.
والقَزَمُ: أردأ المالِ.
وشاةٌ قَزَمَةٌ.
والقِزامُ: اللِثامُ.

القَزَمُ (القاموس المحيط) [4]


القَزَمُ، محرَّكةً: الدَّناءَةُ، والقَماءَةُ، أو صِغَرُ الجِسْمِ في المالِ، وصِغَرُ الأخْلاقِ في الناسِ، ورُذالُ الناسِ، للواحِدِ والجَمْعِ، والذَّكَرِ والأنْثَى، وقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ،
يقالُ: رجلٌ قَزَمٌ،
ورجُلانِ قَزَمَانِ،
وامرأةٌ قَزَمَةٌ،
ورِجالٌ أقْزامٌ وقُزامَى وقُزُمٌ،
وقد قَزِمَ، كفرِحَ،
فهو قَزْمٌ وككتِفٍ وعُنُقٍ وجَبَلٍ، وهي: بهاءٍ، وأرْدَأُ المال.
وككِتابٍ: اللئامُ.
وكغُرابٍ: الذي لا يَغْلِبُه أحدٌ، والمَوْت الوَحِيُّ.
وككتِفٍ وجَبَلٍ: الصَّغيرُ الجُثَّةِ اللئيمُ لا غَناءَ عندَهُ
ج: كعُنُقٍ وأصحابٍ.
ورجلٌ وامرأةٌ قَزَمَةٌ، محرَّكةً: قَصيرةٌ،
والاسمُ: القَزَمُ.
وقَزَمَهُ: عابَه.
وقُزْمانُ، بالضم: ابن الحَارِثِ العَبْسِيُّ المُنافِقُ الذي قال فيه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله لَيُؤَيِّدُ هذا الدينَ بالرَّجلِ الفاجِرِ".

جَيْرِ (القاموس المحيط) [4]


جَيْرِ، بكسر الراءِ، وقد يُنَوَّنُ، وكأيْنَ: يَمينٌ، أحَقَّاً، أو بمعنَى: نعمْ أو أجلْ.
ويقالُ: جَيْرِ لا أفْعَلُ،
ولا جَيْرِ لا أَفْعَلُ، أي لا حقَّاً،
والجَيَرُ، محرَّكَةً: القِصَرُ، والقَماءَةُ. والجَيَّارُ، مُشَدَّدَةً: الصَّاروجُ، وحَرَارَةٌ في الصَّدْرِ غَيْظاً أو جُوعاً،
كالجَائِرِ، وع بنَواحي البَحْرَيْنِ.
وجَيَّرٌ، كبقَّمٍ: كورَةٌ بمصْرَ.
وجَيِّرَةُ، ككَيِّسَةٍ: ع بالحِجَازِ لكِنانَةَ.
ويوسفُ بنُ جِيرَوَيْهِ، كنِفْطَوَيْهِ: محدِّثٌ.
وحَوْضٌ مُجَيَّرٌ: مُصَغَّرٌ، أو مُقَعَّرٌ، أو مُجَصَّصٌ.
وجيرانُ، بالكسر: ة بأَصْفَهَانَ، منها: محمدُ بنُ إبراهيمَ، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سَهْلٍ، والهُذَيْلُ بنُ عبدِ اللَّهِ الجِيرانِيُّونَ المحدِّثُونَ، وصُقْعٌ بين سيرافَ وعُمانَ.
وجَيْرُونُ، بالفتح: دِمَشْقُ، أو بابُها الذي بِقُرْبِ الجامِعِ، عن المُطَرِّزِيِّ، أو منسوبٌ إلى . . . أكمل المادة المَلِكِ جَيْرَونَ، لأِنَّهُ كان حِصْناً له، وبابُ الحِصْنِ باقٍ هائِلٌ.
فصل الحاء

قزم (لسان العرب) [3]


القَزَمُ، بالتحريك: الدَّناءَة والقَماءةُ. الحديث: أَنه كان يتعَوَّذ من القَزَم: هو اللُّؤم والشحُّ، ويروى بالراء، وقد تقدم.
والقَزَمُ: اللئيم الدَّنيء الصغير الجُثة الذي لا غناء عنده، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر، تقول العرب: رجل قَزَمٌ وامرأَة قَزَمٌ، وهو ذو قَزَم، ولغة أُخرى رجل قَزَم ورجُلان قَزَمان ورجال أَقْزامٌ وامرأَة قَزَمةٌ وامرأَتان قَزَمتانِ ونِساء قَزَمات، وقيل: الجمع أَقْزام وقَزامَى وقُزُمٌ.
وفي الحديث عن علي، عليه السلام، في ذمّ أهل الشام: جُفاة طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ؛ هو جمع قَزَمٍ.
والقِزامُ: اللِّئام؛ وقال: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ، تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ وقد قَزِمَ قَزَماً فهو قَزِمٌ وقُزُمٌ، والأُنثى . . . أكمل المادة قَزِمة وقُزُمة.
وشاة قَزَمة: رديئة صغيرة.
وغنم قَزَم أَي رُذال لا خير فيها، وإِن شئت غنم أَقْزام، وكذلك رُذالُ الإِبل وغيرها.
والقَزَمُ: أَردأُ المال.
وقَزَمُ المالِ: صغاره ورديئه. قال بعضهم: القَزَمُ في الناس صِغر الأخلاق، وفي المال صغر الجسم.
ورجل قَزَمة: قصير، وكذلك الأُنثى، والاسم القَزَم.
والقَزَمُ: رذال الناس وسَفِلَتُهم؛ قال زياد بن منقذ: وهُمْ، إِذا الخَيْلُ جالُوا في كَواثِبِها، فَوارِسُ الخيلِ، لا مِيلٌ ولا قَزَمُ ويقال للرذال من الأَشياء: قَزَم، والجمع قُزُمٌ؛ وأَنشد: لا بَخَلٌ خالَطَه ولا قَزَم والقَزَمُ: صِغار الغنم وهي الحَذَف.
وسُودَدٌ أَقْزَمُ: ليس بقديم؛ قال العجاج: والسُّودَدُ العاديُّ غَيرُ الأَقْزَم وقَزَمَه قَزْماً: عابه كَقَرَمَه.
والتَّقَزُّمُ: اقتحام الأُمور بِشدَّة.
والقُزامُ: الموت؛ عن كراع.
وقُزْمانُ: اسم رجل.
وقُزْمانُ: موضع.

طول (لسان العرب) [1]


الطُّولُ: نقيض القِصَر في الناس وغيرهِم من الحيوان والمَوات.
ويقال للشيء الطَّويلِ: طالَ يَطُولُ طُولاً، فهو طَويلٌ وطُوالٌ. قال النحويون: أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالاً بالاسم منه إِذا جاء على فَعِيل نحو طَويل، حَمْلاً على شَرُفَ فهو شَرِيف وكَرُمَ فهو كَريم، وجَمْعُهُما طِوال؛ قال سيبويه: صَحَّت الواو في طِوال لصِحَّتها في طَويل، فصار طِوال من طَويل كجِوار من جاوَرْت، قال: ووافَقَ الذين قالوا فَعِيل الذين قالوا فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه، وحكى اللُّغويون طِيال، ولا يوجبه القياس لأَن الواو قد صَحَّت في الواحد فحكمها أَن تصح في الجمع؛ قال ابن جني لم تقلب إِلا في بيت شاذ وهو قوله: تَبَيَّنَ . . . أكمل المادة لي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ، وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ، والجمع كالجمع، ولا يمتنع شيء من ذلك من التسليم.
ويقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال، وامرأَة طُوالة وطُوَّالة. الكسائي في باب المُغالَبة: طاوَلَني فَطُلْتُه من الطُّول والطَّوْل جميعاً.
وقال سيبويه: يقال طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنك تقول طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح، قال: ولا يكون طُلْته كما لا يكون فَعُلْتُه في شيء؛ قال المازني: طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة، الدليلُ على ذلك طَوِيلٌ وطُوال؛ قال: وأَما طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ، وفاعلها طائلٌ، لا يقال فيه طَويلٌ كما لا يقال في قائل قَويل، قال: ولم يؤْخذ هذا إِلا عن الثِّقات؛ قال: وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلى فَعِلْت وكانت فعِلْتُ أَولى بها لأَن الكسرة من الياء، كما كان فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضمة من الواو؛ وطالَ الشيءُ طُولاً وأَطَلْته إِطالةً.
والسَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن: سَبْعُ سُوَر وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأَنعام والأَعراف، فهذه ست سور متوالياتٌ واختلفوا في السابعة، فمنهم من قال السابعة الأَنفال وبراءَة وعدّهما سورة واحدة، ومنهم من جعل السابعة سورة يونس؛ والطُّوَل: جمع طُولى، يقال هي السّورة الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل؛ قال ابن بري: ومنه قرأْت السَّبْع الطُّوَل؛ وقال الشاعر: سَكَّنْته، بعدَما طارَتْ نَعامتُه، بسورة الطُّورِ، لمَّا فاتَني الطُّوَلُ وفي الحديث: أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل؛ هي بالضم جمع الطُّولى، وهذا البناء يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة.
وفي حديث أُمِّ سَلَمَة: أَنه كان يقرأَ في المغرب بطُولى الطُّولَيَيْن، هي تثنية الطُّولى ومُذَكَّرُها الأَطْوَل، أَي أَنه كان يقرأُ فيها بأَطْول السورتين الطويلتين، تَعْني الأَنعام والأَعراف.
والطويل من الشِّعْر: جنس من العَرُوض، وهي كلمة مُوَلَّدة، سمي بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه، وذلك أَن أَصله ثمانية وأَربعون حرفاً، وأَكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأَربعون حرفاً، ولأَن أَوتاده مبتدأ بها، فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً، لأَن أَول أَجزائه أَوتاد والزوائد أَبداً يتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه وَتِدٌ.
والطُّوال، بالضم: المُفْرِط الطُّول؛ وأَنشد ابن بري قول طُفَيل:طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً، يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب قال: ولا يُكَسَّر (* قوله «قال ولا يكسر إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والطوال، كرمان، المفرط الطول، ولا يكسر، انما يجمع جمع السلامة اهـ.
وبهذا يعلم ما لعله سقط هنا، فقد تقدم في صدر المادة أَن طوالاً كغراب يجمع على طوال بالكسر). إِنما يُجْمع جمع السلامة.
وطاوَلَني فَطُلْتُه أَي كنت أَشَدَّ طُولاً منه؛ قال: إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ، فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال وطالَ فلان فلاناً أَي فاقه في الطُّول؛ وأَنشد: تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالها أَي طاوَلَها فلم تَنَلْه.
والأَطْوَل: نقيضُ الأَقْصر، وتأْنيث الأَطْوَل الطُّولى، وجمعها الطُّوَل. الجوهري: الطُّوَال، بالضم، الطَّوِيلُ. يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ، فإِذا أَفرَط في الطُّول قيل طُوّال، بالتشديد.
والطِّوال، بالكسر: جمع طَويل، والطَّوَالُ، بالفتح: من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ الدَّهْر بمعنى.
ويقال: قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بمعنى.
والرِّجال الأَطاوِل: جمع الأَطْوَل، والطُّولىَ تأْنيث الأَطْوَل، والجمع الطُّوَل مثل الكُبْرَى والكُبَر.
وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالاً.
وفي الحديث: إِن القَصِيرة قد تُطِيل. الجوهري: والطُّولُ خِلاف العَرْض.
وطالَ الشيءُ أَي امتدَّ، قال: وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَويل، فنقلت الضمة إِلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين، قال: ولا يجوز أَن تقول منه طُلْتُه، وأَما قولك طَاولَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بذلك كنت أَطْولَ منه من الطُّول والطَّوْل جميعاً.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم، فهذ من الطُّول؛ قال ابن بري: وعلى ذلك قول سُبَيح بن رِياح الزِّنْجي، ويقال رياح بن سبيح، حين غَضِبَ لما قال جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق: لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغْلِبٍ، فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا فقال سبيح أَو رياح لما سَمِع هذا البيت: الزِّنْجُ لو لاقَيْتَهم في صَفِّهِمْ، لاقَيْتَ، ثمَّ، جَحَاجِحاً أَبْطَالاً ما بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا، أَنْ لم يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا؟ إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ، فليس تَنالُها الأَوْعالا (* قوله «الاوعالا» تقدم إيراده قريباً الأوعال بالرفع).
وقالت الخنساء: وما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ، من المَجْدِ، إِلاَّ والذي نِلْتَ أَطْوَلُ وفي حديث استسقاء عمر، رضي الله عنه: فطالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبَه في طُولِ القامة، وكان عمر طَويلاً من الرجال، وكان العباس أَشدَّ طُولاً منه.
وروي أَن امرأَة قالت: رأَيت عَبّاساً يطوف بالبيت كأَنه فُسْطاطٌ أَبيض، وكانت رأَت عَلِيَّ بن عبد الله بن العباس وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه راكب مع مُشَاةٍ فقالت: مَنْ هذا؟ فأُعْلِمَتْ فقالت: إِنّ الناسَ ليَرْذُلون، وكان رأْس علي بن عبد الله إِلى مَنْكِب أَبيه عبد الله، ورأْسُ عبد الله إِلى مَنْكِب العباس، ورأْسُ العباس إِلى مَنْكِب عبد المُطَّلِب.
وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت على النقصان والتمام بمعنى. المحكم: وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جعله طَويلاً، وكأَن الذين قالوا ذلك إِنما أَرادوا أَن ينبهوا على أَصل الباب، قال فلا يقاس هذا إِنما يأْتي للتنبيه على الأَصل؛ وأَنشد سيبويه: صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ، وقَلَّما وِصالٌ، على طُولِ الصُّدود، يَدُومُ وكلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ ونحوِه فقد طالَ، كقولك طالَ الهَمُّ وطال الليلُ.
وقالوا: إِنَّ الليل طَويلٌ فلا يَطُلْ إِلاَّ بخير؛ عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاء.
وأَطال الله طِيلَتَه أَي عُمْرَه.
وطالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك، ويقال غَيْبتك؛ قال القطامي:إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ، وإِن بَلِيتَ، وإِن طالَتْ بك الطِّوَلُ يروى الطِّيَل جمع طِيلة، والطِّوَل جمع طِوَلة، فاعْتَلَّ الطِّيَل وانقلبت ياؤه واواً لاعتلالها في الواحد، فأَما طِوَلة وطِوَل فمن باب عِنَبة وعِنَب.
وطالَ طُوَلُك، بضم الطاء وفتح الواو، وطالَ طَوَالُك، بالفتح، وطِيَالُك، بالكسر؛ كل ذلك حكاه الجوهري عن ابن السكيت.
وجملٌ أَطْوَلُ إِذا طالتْ شَفَتُه العُليا. قال ابن سيده: والطَّوَل طُولٌ في مِشْفَر البعير الأَعلى على الأَسفل، بعير أَطْوَل وبه طَوَلٌ.
والمُطاوَلة في الأَمر: هو التطويل والتَّطاوُلُ في مَعْنًى هو الاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر؛ قال: وهو في معنى آخر أَن يقوم قائماً ثم يَتَطاوَل في قيامه ثم يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه للنظر إِلى الشيء.
وطاوَلْته في الأَمر أَي ماطَلْته.
وطَوَّل له تَطْويلاً أَي أَمْهَله.
واسْتَطالَ عليه أَي تَطَاوَلَ، يقال: اسْتَطالوا عليهم أَي قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا، قال: وقد يكون اسْتَطالَ بمعنى طالَ، وتَطاوَلْت بمعنى تَطالَلْت.
وفي الحديث: إِن هذين الحَيَّين من الأَوس والخَزْرَج كانا يتَطاوَلانِ على رسول الله،صلى الله عليه وسلم، تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ على عَدُوِّه ويتباريانِ في ذلك ليكون كل واحد منهما أَبلغ في نصرته من صاحبه، فشُبِّه ذلك التَّباري والتغالُب بتَطاوُلِ الفحلين على الإِبل، يَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ عن إِبله ليظهر أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا.
وفي حديث عثمان: فتَفَرَّق الناسُ فِرَقاً ثلاثاً، فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غيره، ويروى من صَوْل غيره، أَي إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غيره.
ويقال: طالَ عليه واستطالَ وتَطاوَلَ إِذا علاه وتَرَفَّع عليه.
وفي الحديث: أَرْبى الرِّبا الاستطالةُ في عِرْضِ الناس أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم والوَقِيعةُ فيهم.
وتَطاوَلَ: تمدَّدَ إِلى الشيء ينظر نحوه؛ قال: تَطاوَلْتُ كي يَبدو الحَصِيرُ فما بَدَا لِعَيْني، ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائط: امتدَّ وارتفع؛ حكاه ثعلب، وهو كاسْتَطار.
والطِّوَلُ: الحَبْلُ الطويلُ جدًّا؛ قال طرفة: لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، ما أَخْطَأَ الفَتَى، لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى، وثِنْياهُ باليَدِ والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ، كُلُّه: حَبْلٌ طويل تُشَدُّ به قائمةُ الدابة، وقيل: هو الحبل تُشَدُّ به ويُمْسِك صاحبُه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى؛ قال مُزاحِم: وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها، كسِعْلاةِ بِيدٍ في خِلالٍ وتِطْوَل وقد طَوَّلَ لها.
والطِّوَل: الحبل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه، وكانت العرب تتكلم به (* قوله «وكانت العرب تتكلم به» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الليث الطويلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى، وكانت العرب تتكلم به اهـ) ؛ يقال: طَوِّل لفرسك يا فلان أَي أَرْخِ له حَبْلَه في مَرْعاه. الجوهري: طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه في المَرْعى؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع الطَّويلةَ بهذا المعنى من العرب ورأيتهم يُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلاَّ بكسر الأَول وفتح الثاني. غيره: يقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه، وهو الحَبْل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه، وأَنشد بيت طرفة: لَكَالطِّوَل المُرْخَى؛ قال: وهي الطَّويلة أَيضاً، وقوله: ما أَخْطَأَ الفَتَى أَي في إِخطائه الفَتى؛ وقد شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدي: تَعَرَّضَتْ لي بمَكَانٍ حِلِّ، تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّي، تَعَرُّضَ المُهْرَة في الطِّوَلِّ ويروى: عن قَتْلاً لي، على الحكاية، أَي عن قَوْلِها قَتْلاً له؛ قال الجوهري: وقد يفعلون مثل ذلك في الشِّعر كثيراً ويزيدون في الحرف من بعض حروفه؛ قال ذُهْل بن قريع، ويقال قارب بن سالم المُرِّي: كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ وأَنشده غيره: قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ قال ابن بري: وهذا هو صواب إِنشاده.
وفي الحديث: ورجُلٌ طَوَّل لها في مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها، وفي آخر: فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها؛ الطِّوَلُ والطِّيَلُ، بالكسر: هو الحبل الطويل يُشَدُّ أَحد طَرَفيه في وَتِدٍ أَو غيره والآخر في يد الفرس ليَدُور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.
وطَوَّلَ وأَطالَ بمعنىً أَي شَدَّها في الحبل؛ ومنه الحديث: لِطِوَل الفَرَس حمًى أَي لصاحب الفرس أَن يَحْمِي الموضع الذي يَدُور فيه فرسُه المشدودُ في الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له.
وفي الحديث: لا حِمى إِلاَّ في ثلاث: طِوَلِ الفرس، وثَلَّةِ البئرِ، وحَلْقةِ القوم؛ قوله لا حِمى يعني إِذا نزل رجل في عسكر على موضع له أَن يمنع غيرَه طَوِلَ فرسه، وكذلك إِذا حَفَر بئراً له أَن يمنع غيرَه مقدارَ ما يكون حَرِيماً له.
ومَطَاوِلُ الخيل: أَرسانُها، واحدها مِطْوَلٌ.
والطِّوَلُ: التمادي في الأَمر والتراخي. يقال: طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك، ساكنة الياء والواو؛ عن كراع، إِذا طال مُكْثُه وتمادِيه في أَمر أَو تَرَاخِيه عنه؛ قال طفيل: أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جاء طارِقاً، وقلنا له: قد طالَ طُولُك فانْزِلِ أَي أَمرُك الذي أَنت فيه من طُول السفر ومُكابدة السير، ويروى: قد طال طِيلُك؛ وأَنشد ابن بري: أَما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِيلُها والطَّوَالُ: مَدَى الدهرِ؛ يقال: لا آتِيك طَوَال الدَّهْر.
والطَّوْل والطائل والطائلة: الفَضْل والقُدْرة والغى والسَّعَة والعُلُوُّ؛ قال أَبو ذؤَيب: ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها، ولو عَلِموا لم يَأْشِبُوني بطائل وأَنشد ثعلب في صفة ذئب: وإِن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ، في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما (* قوله «وإن أغار إلخ» سبق إنشاده في ترجمة جمر: وإن أطاف ولم يظفر بطائلة * في ظلمة ابن جمير ساوَر الفطما) كذا أَنشده جُمَيْر على لفظ التصغير، وقد تَطَوَّل عليهم.
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ لم يَسْتَطِعْ منكم طَوْلاً (الآية)؛ قال الزجاج: معناه من لم يقدر منكم على مَهْرِ الحُرَّة، قال: والطَّوْلُ القدرة على المَهْر.
وقوله عز وجل: ذي الطَّوْل لا إِله إِلا هو؛ أَي ذي القُدْرة، وقيل: الطَّوْل الغِنى، والطَّوْلُ الفَضْل، يقال: لفلان على فلان طَوْلٌ أَي فَضْلٌ.
ويقال: إِنه لَيَتَطَوَّل على الناس بفضله وخيره.
والطَّوْل، بالفتح: المَنُّ، يقال منه: طالَ عليه وتَطوَّلَ عليه إِذا امْتَنَّ عليه.
وفي الحديث: اللهمَّ بك أُحاوِل وبك أُطاوِل، مُفاعَلة من الطَّوْل، بالفتح، وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء؛ ومنه الحديث: تَطَاوَلَ عليهم الرَّبُّ بفضله أَي تَطَوَّل، وهو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ في إِطلاقها على الواحد؛ ومنه الحديث: قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لحُوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يداً، فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زينبُ أَوَّلَهنَّ؛ أَراد أَمَدُّكُنَّ يداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من الطُّول، وكانت زينب تَعْمَل بيدها وتتصدق؛ قال أَبو منصور: والتَّطَوُّل عند العرب محمود يوضع موضع المَحاسِن، والتطاوُلُ مذموم، وكذلك الاستطالة يوضَعانِ موضع التكبر. ابن سيده: التَّطاوُلُ والاسْتِطالة التَّفَضُّل ورَفْعُ النفس، واشتقاق الطائل من الطُّول.
ويقال للشيء الخَسِيس الدُّون: هو بطائل الذَّكَرُ والأُنثى في ذلك سواءٌ؛ وأَنشد: لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائل الجوهري: هذا أَمر لا طائلَ فيه إِذا لم يكن فيه غَنَاءٌ ومَزِيّة، يقال ذلك في التذكير والتأْنيث.
ولم يَحْلَ منه بِطائلٍ: لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ في الجَحْد.
وفي الحديث: أَنه ذكر رجلاً من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن في كَفَنٍ غير طائلٍ أَي غير رَفيعٍ ولا نفيس، وأَصل الطائل النفع والفائدة.
وفي حديث ابن مسعود في قتل أَبي جهل: ضَرَبْته بسيف غير طائل أَي غير ماضٍ ولا قاطع كأَنه كان سيفاً دُوناً بين السيوف.
والطَّوائل: الأَوتار والذُّحُول، واحدتها طائلة؛ يقال: فلان يَطْلُب بني فلان بطائلةٍ أَي بوَتْرٍ كأَن له فيهم ثأْراً فهو يطلبه بِدَمِ قتيله.
وبيْنَهم طائلةٌ أَي عداوة وتِرَةٌ؛ وقول ذي الرمة يصف ناقته: مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها، كأَنَّها طالةٌ في دَفِّها بَلَق قال: الطَّالة الأَتان؛ قال أَبو منصور: ولا أَعرفه فلينظر في شعر ذي الرمة.
والطُّوَّل، بالتشديد: طائر.
وطَيِّلَةُ الرِّيح: نَيِّحتُها.
وطُوالة: موضع، وقيل بئر؛ قال الشَّمَّاخ: كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون قال أَبو منصور: ورأَيت بالصَّمَّان روضة واسعة يقال لها الطَّوِيلة، وكان عَرْضُها قدرَ مِيلٍ في طُول ثلاثة أَميال، وفيها مَساكٌ لماء السماء إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ والشهرين؛ وقال في موضع آخر: تكون ثلاثة أَميال في مثلها؛ وأَنشد: عادَ قَلْبي من الطَّوِيلة عِيدُ وبَنُو الأَطْوَل: بطن.

القميء (المعجم الوسيط) [0]


 الذَّلِيل وَالصَّغِير والحقير (ج) قماء وقماء 

قمؤ (المعجم الوسيط) [0]


 الرجل وَغَيره قماء وقماءة صغر وذل فِي الْأَعْين 

ثعر (مقاييس اللغة) [0]



التاء والعين والراء بناءٌ إنْ صحَّ دلَّ على قماءَةٍ وصِغَر. فالثُّعْرُورَانِ كالحلمتين تكتنِفان ضَرْعَ الشاة.
وعلى هذا قالوا للرجل القصير ثُعْرُور.

كزم (مقاييس اللغة) [0]



الكاف والزاء والميم أصيلٌ يدلُّ على قِصَرٍ وقَماءة. فالكَزَم: القِصَر في الأنْف، وكذلك في الأصابع. يقال أنف أكزَمُ ويد كَزْماء.
والكَزْم: الرّجُل الهَيَّبان، وسمِّي لانقباضِه عن الإقدام، والكَزُوم: التي لم يَبْقَفيها سِنٌّ من الهَرَم.
وكلُّ هذا قياسُه واحد.
وذكر أنَّ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم.
وهذا من باب الإبدال، والله بصحتّها أعلم.

جعس (العباب الزاخر) [0]


الجَعْس: الرَّجيع، وهو موَلَّد. وقال ابن دريد: الجَعْسُ: الرَّجيع عند العامة، وليس كما تنسُبُه إليه، وإنما هو اسم الموضع الذي يقع فيه الجُعْموس. قال والرَّجيع بعينه: جُعْموس.
وقال غيره: الميم فيه زائدة.
وأنشد ابن دريد:
إلاّ جَعاميسَكَ وَسْطَ المُسْتَحَمّْ     


والجُعسوس والجُعشوش -عن الأصمعي كلاهما-: القصير الدميم.
وقال ابن السكِّيت: رجل جُعسوس وجُعشوش: وذلك إلى قَماءة وصِغَرٍ وقِلَّةٍ، يقال: هذا من جعاسيس الناس، قال: ولا يقال هذا بالشين.
وقيل بالسين اللّئيم؛ وبالشين الدقيق الطويل.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم-: أنّه بعث عثمان بن عفان رضي الله عنه- رسولاُ إلى أهل مكة، فنزل على أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- وبلَّغهُ رسالته، فقال . . . أكمل المادة أهل مكة لأبي سفيان: ما أتاك به ابنُ عَمِّكَ؟ قال: أتاني بِشَرِّ؛ سألني أن أُُخلِيَ مكَّةَ لجَعاسيس يَثْرِب. قال غلفاء واسمه مَعْدِيْ كَرِب؛ وقيل: سَلَمَةُ:
تَدَاعَت حولَه جُشَمُ بنُ بَكـرٍ      وأسلَمَهُ جَعَاسِيْسُ الرِّبـابِ

وأسلَمَهُ جَعَاسِيْسُ الرِّبـابِ

وقال ابن عبّاد: الجَعَاعيس -في لُغة هُذَيل-: النَّخلُ. والجُعْموسَة: ماءةٌ لِبَني ضَبينَة. ورجل جُعامِس: يضع جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة.
وجَعْمَسَ الرجل: إذا وَضعَ جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وتجعَّسَ الرجل: إذا تعذَّرَ. والمتجَعّس: البذيء اللسان. والتركيب يدل على خساسة وحقارة ولؤم.

عمر (لسان العرب) [0]


العَمْر والعُمُر والعُمْر: الحياة. يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه، لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع أَعْمار.
وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى.
والعرب تقول في القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: العَمْرُ ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً.
وفي التنزيل العزيز: لَعَمْرُك . . . أكمل المادة إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون؛ لم يقرأْ إِلا بالفتح؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال: لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ (* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل). أَي لحم شريف كريم.
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَعَمْرُك أَي لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه وسلم.
وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة: أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً، عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟ قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد: عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا، وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله.
وقال الأَخفش في قوله: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ.
وقال أَهل البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة: عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال الأَزهري: وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء فقلت: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ، نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمارةً، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله نعتاً لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْرِك فلَعَمْرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال: الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم، كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم.
وقال المبرد في قوله عَمْرَك اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته وعَمْرِك (* قوله: بواو حذفته وعمرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير؛ وأَنشد فيه: عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا، هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟ يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَعَمْلُك، يريدون لَعَمْرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله، مرفوعة.
وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك، وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ.
وفي حديث لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه.
وقالوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على الفعل.
وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله بطول عُمْرِه؛ قال: عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي الكسائي: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِيَّاك. قال: ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ، وهو قبيح.
وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال لبيد:وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ، لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير: لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ، لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا ومنه قولهم: أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.
وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه.
وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً محدوداً.
وقوله عز وجل: وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من عُمُرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن عُمُرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُرِه، والهاء في هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.
والعُمْرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه.
وقال ثعلب: العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُرَك أَو عُمُرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.
وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي؛ والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى.
وفي الحديث: لا تُعْمِرُوا ولا تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي العُمْرَى والرُّقْبَى. يقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك.
وأَصل العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو إِبِلاً؛ قال لبيد: وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى، وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك.
ويقال: لك في هذه الدار عُمْرَى حتى تموت.
وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى العُمْر، وقيل: هو العُبْرِيّ من السدر، والميم بدل. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم، على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة: قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي، ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا (* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).
وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار.
وفي حديث محمد بن مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي (* قوله: «قال الراوي» بهامش الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة، فجعل كل واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل. يقال للسدر العظيم النابت على الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب.
ويقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً.
ومكان عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ.
ومكان عَمِيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف.
وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً.
وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق.
وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي مَعْمورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة.
وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل: أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم ويقال: عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ.
ويقال لساكن الدار: عامِرٌ، والجمع عُمّار.
وقوله تعالى: والبَيْت المَعْمور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.
والمَعْمورُ: المخدومُ.
وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته.
وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فيه: جعله يَعْمُره.
وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها.
والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛ قال طرفة بن العبد: يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو كبير: فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه، فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها بيت الكتاب: لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة.
ويقال: أَتَيْتُ أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً.
والعِمَارةُ: ما يُعْمَر به المكان.
والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة.
وأَعْمَرَ عليه: أَغناه.والعُمْرة: طاعة الله عز وجل.
والعُمْرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر، وأَصله من الزيارة، والجمع العُمَر.
وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ والعُمْرة لله؛ قال الزجاج: معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة.
والعُمْرة: مأَخوذة من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر.
وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة.
وفي حديث الأَسود قال: خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم.
والعَمَار والعَمَارة: كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك.
وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة، ويقال للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى: فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.
واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه قول أَعشى باهلة: وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ، وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة؛ وقول ابن أَحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء.
ويقال للاعْتِمار: القصد.
واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج: لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حين اعْتَمَرْ، مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً.
وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.
والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.
والعَمَارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَارٌ.
والعَمّارُ: الطَّيِّب الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، وهو الآس.
والعِمَارة والعَمارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا العمارا» أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل: العَمَارُ ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده «ووَضَعْنا العَمارا» فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا، هو الريحان أَو الدعاء أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا العمارا» هو العِمَامة؛ وقيل: معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل: العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
ورجل عَمّارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر، وهو المنديل أَو غيره، تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن العَمَرَ أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في كمها؛ وأَنشد: قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وحكى ابن الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي عابدٌ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم. ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام.
ورجل عَمّار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ: مأْخوذ من العَمِير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على العمل، قال: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، وهي العمامة، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، وهو البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى أَن يموت. قال: وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، وهي اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين.
والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عمائر؛ ومنه قول جرير: يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى لنا، حتى يُجاوزَها دَليل قال الجوهري: والعَمَارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي: لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس.
وفي الحديث: أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر والفتح، فمن فتح فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ.
والعَمْرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها النظم، وبها سميت المرأَة عَمْرة؛ قال: وعَمْرة مِن سَرَوات النسا ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها وقيل: العَمْرة خرزة الحُبّ.
والعَمْر: الشَّنْف، وقيل: العَمْر حلقة القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط.
والعَمَّار: الزَّيْن في المجالس، مأْخوذ من العَمْر، وهو القرط.
والعَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن.
وفي الحديث: أَوْصاني جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي؛ العُمُور: منابت الأَسنان واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد يضم؛ وقال ابن أَحمر: بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ، وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ والجمع عُمور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر.
وقد قيل: إِنه أَراد العُمْر.
وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف، وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً. اللحياني: دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن.
وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها.
والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة.والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان (* قوله: «العمرتان» هو بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني).
والعُمَيْمِرتان: عظمان صغيران في أَصل اللسان.
واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن، واحدها يَعْمور؛ قال أَبو زيد الطائي: ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً، مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَعْمورة شجرة، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.
والعُمْرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.
والعُمور: نخلُ السُّكَّر (* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد). خاصة، وقيل: هو العُمُر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي العَمْر، بالفتح، واحدتها عَمْرة، وهي طِوال سُحُقٌ.
وقال أَبو حنيفة: العَمْرُ نخل السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين.
والعَمْرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.
وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير العَمْر، والعَمْرُ نخل السُّكَّر، يقال له العُمُر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة حائط نخل: أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه، بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب الحلاوة.
والعُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها، ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه. ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قال الأَزهري: هكذا قال بالعين.
والعَمَرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ على عَمَرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في الغريبين وغيره.
وعَمِيرة: أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شاذ، وعَمْرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور؛ قال الفرزدق يفتخر بأَبيه وأَجداده: وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ، وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ الباذِخاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد.
وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي: فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة، دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر وأَما قول الشاعر: وممن ولَدُوا عامِـ ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر: قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه: مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟ تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ، قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر.
وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كلها: أَسماء؛ وقول عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمارا هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي.
وعُمارةُ بن عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً.
والعَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما: إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر وبَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما، جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أَبو علي.
والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري: العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه.
وروي عن قتادة: أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر خليفةٌ.
وعَمْرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر، وقال: عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه، ولم يشرطه المبرد.
ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَعْمَر لأَنه مثل يَذْهَب.
ويَعْمَر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب.
وأَبو عَمْرة: رسولُ المختار (* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).
وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به.
وأَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال: إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار وقال: حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو عَمْرة: كنية الجوع.
والعُمُور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما شَنٌّ: من قيس أَيضاً.
والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة.
وبنو عمرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي: لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قيل: معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث، وقيل: معناه من جاء العُمْرة.
واليَعْمَريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من الشَّرَبّة.
واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي: يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ (* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).
وأَبو عُمَيْر: كنية الفَرْج.
وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر، الأُولى نادرة: الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز: يا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى، مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى وقال الشنفرى: لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي: وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص، به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن يُخْدع بلين الكلام.