المصادر:  


جَمِئَ (القاموس المحيط) [0]


جَمِئَ عليه، كَفَرِحَ: غَضِبَ.
وتجَمَّأ في ثيابِهِ: تَجَمَّعَ،
و عليه: أخَذَهُ فَوَارَاهُ،
و القَوْمُ: اجْتَمَعُوا.
والجَمَأُ والجَمَاءُ: الشَّخْصٌ.
وفَرَسٌ أجْمَأُ ومُجْمَأُ: أسيلَةُ الغُرَّةِ، والاسْمُ: الإِجْمِاءُ.

فدغم (الصّحّاح في اللغة) [0]


الفَدْغَمُ بالغين معجمةً من الرجال: الحسَنُ مع عِظمٍ. قال ذو الرمّة.
به الحربُ شَعْشاعٍ وأبيضَ فَدْغَمِ      لها كل مَشْبوحِ الذراعين تُتَّقـى

وخدٌّ فَدْغَمٌ، أي حسنٌ ممتلئٌ. قال الكميت:
يُزَيِّنَّ الفَداغِم بالأسـيلِ      وأدْنيْنَ البرودَ على خدودٍ

مسل (مقاييس اللغة) [0]



الميم والسين واللام. يقولون: المَسَل، والجمع مُسْلاَنٌ: خدٌّ في الأرض ينقاد ويستطيل.
وأمّا المسيل فالميم [فيه زائدة، وهو] من باب السين. [ومُسالاَ الرّجُل: جانبا لَحييه، الواحد مُسَال، يكون هذا مِن أسِيل فهو مُسَالٌ. فإن كان كذا فمكانُه غير هذا]. قال:
* فلو كان في الحيِّ النَّجِيِّ سوَادُهُ      لما مَسَحَت تلك المُسَالاتِ عامرُ

جمأ (العباب الزاخر) [0]


الجَمَأُ والجَمَاءُ: الشَّخص، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهمزةُ المَمدود غير مُنقَلِبَةٍ. والاجْمَاءُ: أن تكون غُرَّةُ الفَرَس أسِيْلَةً داخِلَةً، وفَرَس مُجْمَأُ الغُرَّة، قال:
إلى مُجْمَأتِ الهام صُعْرٍ خُدودُها      مُعَرَّقَةِ الأَلْحي سِباط المشافِرِ

أبو عمرو: التَّجَمُّؤُ: أن يَنْحَنيَ على الشيء تحت ثَوبه؛ والظَّلِيْمُ يَتَجَمَّأُ على بيضِه. ونَجَمَّأَ القوْمُ: اجتمعوا.

جدب (مقاييس اللغة) [0]



الجيم والدال والباء أصلٌ واحدٌ يدل على قلّة الشيء. فالجدب: خِلاف الخِصْب، ومكانٌ جدِيبٌ.ومن قياسه الجَدْبُ، وهو العَيْب والتنقُّص. يقال جدَبْتُه إذا عِبْتَه.
وفي الحديث: "جدَبَ لهم السَّمَرَ بعد العِشاء"، أي عابه. قال ذو الرمة:
فيا لكَ مِنْ خدٍّ أسيلٍ وَمنطقٍ      رخيمٍ ومِن خَلْقٍ تَعَلّلَ جادبُهْ

أي إنه تعلَّلَ بالباطل لمّا لم يجدْ إلى الحقِّ سبيلا.

أسل (لسان العرب) [0]


الأَسَل: نبات له أَغصان كثيرة دِقَاق بلا ورق، وقال أَبو زياد: الأَسَل من الأَغْلاث وهو يخرج قُضْباناً دِقَاقاً ليس لها ورق ولا شوك إِلا أَن أَطرافها مُحدَّدة، وليس لها شُعَب ولا خَشَب، ومَنْبِته الماء الراكد ولا يكاد ينبت إِلا في موضع ماء أَو قريبٍ من ماء، واحدته أَسلَة، تُتخذ منه الغَرابيل بالعراق، وإِنما سُمِّي القَنَا أَسَلاً تشبيهاً بطوله واستوائه؛ قال الشاعر: تَعدُو المَنايا على أُسامةَ في الـ ـخِيس، عليه الطَّرْفاءُ والأَسَلُ والأَسَل: الرِّماح على التشبيه به في اعتداله وطوله واستوائه ودقة أَطرافه، والواحد كالواحد.
والأَسَل: النَّبْل.
والأَسَلة: شوكة النخل، وجمعها أَسَل. قال أَبو حنيفة: الأَسَل عِيدانٌ تنبت طِوَالاً دِقَاقاً مستوية . . . أكمل المادة لا ورق لها يُعْمَل منها الحُصُر.
والأَسَل: شجر.
ويقال: كل شجر له شوك طويل فهو أَسَل، وتسمى الرماح أَسَلاً.
وأَسَلة اللسان: طَرَف شَبَاته إِلى مُسْتَدَقّه، ومنه قيل للصاد والزاي والسين أَسَلِيَّة، لأَن مبدأَها من أَسَلة اللسان، وهو مُسْتَدَقُّ طَرَفِهِ، والأَسَلة: مُسْتَدَقّ اللسان والذراع.
وفي كلام عليّ: لم تَجِفَّ لطُول المناجاة أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هي جمع أَسَلة وهي طَرَف اللسان.
وفي حديث مجاهد: إِن قُطِعَت الأَسَلة فبَيَّن بعض الحروف ولم يُبَيِّن بعضاً يُحْسَب بالحروف أَي تُقسم دية اللسان على قدر ما بقي من حروف كلامه التي ينطق بها في لُغَته، فما نَطَق به فلا يستحق ديته، وما لم ينطق به استحق ديته.
وأَسَلة البعير: طَرَف قَضيبه.
وأَسَلة الذراع: مُسْتَدَقّ الساعد مما يلي الكف.
وكَفٌّ أَسِيلة الأَصابع: وهي اللطيفة السَّبْطة الأَصابع.
وأَسْل الثَّرى: بَلَغ الأَسَلة.
وأَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه.
والمُؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شيء.
وروي عن عليّ، عليه السلام، أنه قال: لا قَوَد إِلا بالأَسَل؛ فالأَسَل عند عليّ، عليه السلام: كل ما أُرِقَّ من الحديد وحُدِّد من سيف أَو سكين أَو سِنان، وأَصل الأَسَل نبات له أَغصان دِقاق كثيرة لا وَرَق لها.
وأَسَّلْت الحديد إِذا رَقَّقْتَه؛ وقال مُزاحِم العُقَيلي: تَبارى سَدِيساها، إِذا ما تَلَمَّجَتْ شَباً مِثْلَ إِبزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل وقال عمر: وإِياكم وحَذْف الأَرنب (* قوله «واياكم وحذف الارنب» عبارة الاشموني في شرح الالفية: وشذ، التحذير بغير ضمير المخاطب نحو اياي في قول عمر، رضي الله عه: لتذك لكم الاسل والرماح والسهام واياي وان يحذف احدكم الارنب) بالعصا وليُذَكِّ لكم الأَسَل الرِّماح والنَّبْل؛ قال أَبو عبيد: لم يُرد بالأَسل الرماح دون غيرها من سائر السلاح الذي حُدِّد ورُقِّق، وقوله الرماح والنبل يردّ قول من قال الأَسل الرماح خاصة لأَنه قد جعل النبل مع الرماح أَسَلاً، والأَصل في الأَسل الرماح الطِّوال وحدها، وقد جعلها في هذا الحديث كنايةً عن الرماح والنبل معاً، قال: وقيل النبل معطوف على الأَسل لا على الرماح، والرماح بيان للأَسَل وبدل؛ وجمع الفرزدق الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فقال: قَدْ مات في أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ أَي في رماحنا.
والأَسَلة: طَرَف السِّنان، وقيل للقَنا أَسَل لِما رُكِّب فيها من أَطراف الأَسِنَّة.
وأُذُن مُؤَسَّلة: دقيقة مُحَدَّدة مُنْتَصبة.
وكل شيء لا عوج فيه أَسَلة.
وأَسَلة النعل: رأْسُها المسْتدِقّ.والأَسِيلُ الأَمْلس المستوي، وقد أَسُل أَسالة.
وأَسُل خَدُّه أَسالة: امَّلَسَ وطال.
وخدٌّ أَسِيل: وهو السهل الليِّن، وقد أَسُل أَسالة. أَبو زيد: من الخدود الأَسِيلُ وهو السهل اللين الدقيق المستوي والمسنون اللطيف الدقيق الأَنف.
ورجل أَسِيل الخَدِّ إِذا كان ليِّن الخدّ طويلَه.
وكل مسترسِلٍ أَسِيلٌ، وقد أَسُلَ، بالضم، أَسالة.
وفي صفته، صفيفيى الله عليه وسلم: كان أَسِيل الخد؛ قال ابن الأَثير: الأَسالة في الخدّ الاستطالة وأَن لا يكون مرتفع الوَجْنة.
ويقال في الدعاء على الإِنسان: بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم تَعْساً ونُكْساً.
وتَأَسَّل أَباه: نزَع إِليه في الشَّبْه كتأَسَّنَه.
وقولهم: هو على آسالٍ من أَبيه مثل آسانٍ أَي على شَبَه من أَبيه وعلامات وأَخلاق؛ قال ابن السكيت: ولم أَسمع بواحد الآسال.
ومَأْسَل، بالفتح: اسم رملة.
ومَأْسَل: اسم جبل.
ودارة مأْسل: موضع؛ عن كراع.
وقيل: مأْسل اسم جبل في بلاد العرب معروف.

سجح (الصّحّاح في اللغة) [0]


الإسجاحُ: حُسْنُ العفو. يقال: مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ.
ويقال: إذا سأَلتَ فاسْجِحْ، أي سَهِّلْ ألفاظك وارْفقْ.
ومِشْيَةٌ سُجُحٌ، أي سهلة.
والسَجيحَةُ: الطبيعة.
ووجه أَسْجَحُ بيِّنُ السَجَحِ، أي حسنٌ معتدلٌ. قال ذو الرمَّة:
وَوَجْهٌ كَمِرْآةِ الغَريبَةِ أَسْجَحُ      لَها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرى أَسِيْلَةٌ

ويقال: خَلِّ له عن سُجْحِ الطريق بالضم، أي عن وسطه.
وبنى القوم بيوتهم على سُجْحٍ واحد، وعلى سَجيحَةٍ واحدة، أي على قَدْرٍ واحد.

فدغم (لسان العرب) [0]


الفَدْغم، بالغين معجمة: اللَّحِيم الجسيم الطويل في عِظَم، زاد التهذيب: من الرجال؛ قال ذو الرمة: إلى كلِّ مَشْبوحِ الذِّهراعَيْنِ، تُتَّقَى به الحَرْب، شَعْشاعٍ وأبْيَضَ فَدْغَمِ قال ابن بري: صواب إنشاده: لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعين، أي لهذه الإبل كل عريض الذراعين يحميها ويمنعها من الإغارة عليها، والأُنثى بالهاء، والجمع فَداغِمة نادر لأنه ليس هنا سبب من الأسباب التي تلحق الهاء لها.
وخَدٌّ فَدْغَم أي حسن ممتلئ؛ قال الكميت: وأَدْنَيْنَ البُرُودَ على خُدودٍ يُزَيِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِيلِ

أسل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الأَسَلَةُ: مستدَقُّ اللِسان والذِراع. ورجلٌ أَسيلُ الخدِّ، إذا كان ليِّن الخدّ طويلَه.
وكلُّ مسترسلٍ أَسِيلٌ. أَسُلَ بالضم أَسالَةً.
وقولهم: هو على آسالٍ من أبيه، مثل آسانٍ، أي على شبهٍ من أبيه وعلاماتٍ وأخلاقٍ. أسن الآسِنُ من الماء، مثل الآجِنِ.
وقد أَسَنَ الماء يَأْسَنُ ويأْسُنُ أُسُوناً.
ويقال أيضاً: أسِنَ الماء بالكسر يأْسَنُ أَسَناً، فهو أسِنٌ.
وأَسِنَ الرجل أيضاً، إذا دخل البئر فأصابته ريح منتِنة من ريح البئر أو غير ذلك فغُشيَ عليه،أو دارَ رأسُه. قال زهير:
يَميدُ في الرمح مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ      يُغادِرُ القِرْنُ مصفرَّاً أَنـامِـلُـهُ

وتَأَسَّنَ الماء: تغيَّر. أبو زيد: تأَسَّنَ عليّ تَأَسُّناً، اعتلّ وأبطأ. أبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أباه، إذا أخذ أخلاقه.
وقال اللحيانيّ: إذا . . . أكمل المادة نزع إليه في الشّبَهِ. يقال هو على آسانٍ من أبيه، أي على شمائلَ من أبيه، أو على أخلاق من أبيه، واحدها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأخْلاقٍ.
والاسُنُ أيضاً: واحد الآسانِ، وهي طاقات النِسْعِ والحَبْلِ، عن أبي عمرو.
وأنشد الفراء أسعد بن زيدِ مناةَ بن تميم، ولَقَتُ سعدٍ الفِزْرُ:
فقد جعلّتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطّعُ      لقد كنتُ أَهْوى الناقِمِيَّةَ حِقْتَةً

والأَسُنُ أيضاً: بقيّة الشحم. يقال: سمنتْ ناقته عن أُسُنٍ، أي عن شحمٍ قديمٍ.
والجمع أَسانٌ.

جدب (الصّحّاح في اللغة) [0]


 الجَدْبُ: نقيض الخِصْبِ.
ومكانٌ جدبٌ أيضاً وجديبٌ: بَيِّنُ الجدوبة.
وأرضٌ جَدْبَةٌ وأرضٌ جُدوبٌ.
وفلانٌ جَديبُ الجَنابِ، وهو ما حوله.
وأَجْدَبَ القومُ: أصابَهُمُ الجَدْبُ.
وأجْدَبْتُ أرضَ كذا: وجدتُها جَدْبَةً.
والجَدْبُ: العَيبُ.و في الحديث: "أنه جَدَبَ السَمَرَ بعدَ العِشاءِ"، أي عابَهُ. قال ذو الرُمَّةِ:
رخيمٍ ومن خَلْقٍِ تَعَلَّلَ جادِبُهْ      فيا لك من خدٍّ أسيلٍ ومَنطقٍ

ديقول: لا يجد فيه عيباً يعيبه به، فيتعلَّل بالباطل. ابن السكيت: جادَبَتِ الإِبلُ العامَ، إذا كان العامُ مَحْلاً فصارت لا تأكل إلا الدِرينَ الأسودَ، دَرينَ الثُمامِ.

شرعب (لسان العرب) [0]


الشَّرْعَبُ: الطويل. رجُل شَرْعَبٌ: طويلٌ خفيفُ الجسمِ، والأُنثى بالهاءِ.
والشَّرْعَبِـيُّ: الطويلُ، الـحَسَنُ الجسمِ.
وشَرْعَبَ الشيءَ: طَوَّلَه؛ قال طفيل: أَسِـيلةُ مَجْرَى الدَّمْعِ، خُمْصانةُ الـحَشَى، * بَرُودُ الثَّنايا، ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ والشَّرْعَبةُ: شَقُّ اللحمِ والأَديمِ طُولاً.
وشَرْعَبَه: قطَعَه طُولاً.
والشَّرْعَبةُ: القِطْعةُ منه.
والشَّرْعَبِـيُّ والشَّرْعَبِـيَّةُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ؛ أَنشد الأَزهري: كالبُسْتانِ والشَّرْعَبَى، ذا الأَذْيال(2) (2 قوله «كالبستان إلخ» كذا هو في التهذيب) وقال رؤْبة يصف ناب البعير: قَدًّا بخَدّادٍ، وهَذًّا شَرْعَبَا والشَّرْعَبِـيَّةُ: موضع؛ قال الأَخطل: ولَقَدْ بَكَى الجَحَّافُ مـمَّا أَوْقَعَتْ * بالشَّرْعَبِـيَّةِ، إِذْ رَأَى الأَطْفالا

الجَعْدُ (القاموس المحيط) [0]


الجَعْدُ من الشَّعَرِ: خِلافُ السَّبْطِ، أو القَصيرُ منه.
جَعُدَ، كَكَرُمَ،
جُعودةً وجَعَادَةً، وتَجَعَّدَ وجَعَّدَهُ، وهو جَعْدٌ، وهي بهاءٍ.
وترابٌ جَعْدٌ: نَدٍ.
وتَجَعَّدَ: تَقَبَّضَ.
وحَيْسٌ جَعْدٌ ومُجَعَّدٌ: غَليظٌ.
ورجُلٌ جَعْدٌ: كَريمٌ، وبخيلٌ،
كجَعْدِ اليَدَيْنِ.
وجَعْدُ القَفَا: لَئِيمُ الحَسَبِ.
وجَعْدُ الأصابعِ: قَصِيرُها.
وخَدٌّ جَعْدٌ: غيرُ أسيلٍ. وبعِيرٌ جَعْدٌ: كثيرُ الوَبَرِ.
وجَعْدُ اللُّغامِ: مُتَرَاكِمُ الزَّبَدِ.
وأبو جَعْدَةَ وأبو جَعَادَةَ: كُنْيَةُ الذئبِ.
وبنو جَعْدَةَ: حَيٌّ، منهم: النابِغَةُ الجَعْديُّ.
وَوَجْهٌ جَعْدٌ: مُسْتَدِيرٌ قليلُ اللَّحْمِ،
والجَعْدَةُ: الرِّخْلُ.
والجَعاديدُ: شيءٌ أصْفَرُ غَلِيظٌ يابِسٌ، فيه رَخاوَةٌ وبَلَلٌ، يَخْرُجُ من الإِحْلِيلِ أوَّلَ ما يَنْفَتِحُ باللِّبَأ.
وسَمَّوْا: جَعْداً وجُعَيْداً.

جحشر (لسان العرب) [0]


الجُحاشِرُ: الضَّخْمُ؛ وأَنشد في صفة إِبل لبعض الرُّجَّازِ: تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزارِ الحاجِرِ، بِمُقْنِعٍ من رأْسِها جُحاشِرِ قال: والمُقْنِعُ من الإِبل الذي يرفع رأْسه وهو كالخِلْقَةِ والرأْسُ مُقْنِعٌ. أَبو عبيدة: الجَحشَرُ من صفات الخيل، والأُنثى جَحْشَرَةٌ، قال: وإِن شئت قلت جُحَاشِرٌ، والأُنثى جُحاشِرَةٌ، وهو الذي في ضلوعه قِصَرٌ، وهو في ذلك مُجْفِرٌ كإِجْفارِ الجُرْشُعِ؛ وأَنشد: جُحاشِرَةَ صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّها عُقابٌ، زَفَتْها الرِّيحُ، فَتْخاءُ كاسِرُ قال: والصَّتْمُ والصَّتَمُ الذي شَخَصَتْ محاني ضلوعه حتى ساوت بمتنه وغَرِضَتْ شهوته، وهو أَصْتَمُ العظام، والأُنثى صَتْمَةٌ. ابن سيده: الجَحْشَرُ والجُحاشِرُ والجَحْرَشُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجِسْمِ العَبْلَ المفاصل، وكذلك الجُحَاشِرَةُ؛ قال: جُحاشِرَةٌ هِمٌّ، كأَنَّ . . . أكمل المادة عِظامَهُ عَوَائِمُ كَسْرٍ، أَو أَسيلٌ مُطَهَّمُ وجَحْشَرٌ: اسْمٌ.

هرقل (لسان العرب) [0]


هِرْقِلُ: من ملوك الروم، وهِرْقِلُ، على وزن خِنْدِف: ملك الروم.
ويقال هِرَقْل على وزن دِمَشق، وهو أَول من ضرَب الدنانيرَ وأَول من أَحدث البَيعَة؛ قال لبيد: غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ، وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ أَراد هِرَقْلاً فاضطرَّ فغيَّر؛ وأَنشد ابن بري لجرير: وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت وداهِراً، ويَسْعَى لكم من آلِ كسْرَى النَّواصِفُ وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ: يراتب جما في أَسِيلٍ ومُقْلةٍ، كما شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ (* قوله «يراتب» هكذا في الأصل من غير نقط).
وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر: لما أُريد على بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية في حياة أَبيه قال جئتم بها هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة: أَراد . . . أكمل المادة أَن البَيعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم والعَجم.
والهِرْقِلُ: المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.

حط (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والطاء أصلٌ واحد، وهو إنزال الشيء من عُلوّ. يقال حطَطْت الشيءَ أحُطّه حَطّاً.
وقوله تعالى: حِطَّةٌ [البقرة 58، الأعراف 161]، قالوا: تفسيرها اللهم حُطّ عنا أوزارَنا.ومن هذا الباب قولهم جاريةٌ مَحْطوطة المتْنين، كأنما حُطّ مَتْنَاهَا بالمِحَطِّ. قال:
بيضاءُ مَحْطوطَةُ المتْنَين بَهْكَنَةٌ      رَيَّا الرّوادفِ لم تُمْغِل بأولادِ

ومن هذا الباب قولهم رجل حُطَائِطٌ، أي صغير قصير، كأنّه حُطَّ حَطَّا.ومن هذا الباب قولُهم للنّجيبة السريعة* حَطوطٌ؛ كأنها لا تزال تحطُّ رَحْلاً بأرض.
ومما شذّ عن هذا القياس الحَطَاط: بَثْرَةٌ تكون بالوجْه. قال الهذليّ:
ووجهٍ قد طرقْتُ أمَيْمَ صَافٍ      أَسيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذِي حَطاطِ

ويروى:

فلك (الصّحّاح في اللغة) [0]


فَلْكَةُ المِغزل سمِّيت لاستدارتها.
والفَلْكَةُ: قطعةٌ من الأرض أو الرمل تستدير وترتفع على ما حولها؛ والجمع فَلَكٌ. قال الكميت:
بِناظِرةٍ ولا فَلَكَ الأسـيلِ      فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها

ومنه قيل فَلَّكَ ثديُ الجارية تَفْليكاً وتَفَلَّكَ أي استدار. قال أبو عمرو: التَفْليكُ أن يجعل الراعي من الهُلب مثل الفَلْكَةِ ثم يجعله في لسان الفَصيل لئلاّ يرضع.
والفُلْكُ بالضم:السفينة، واحدٌ وجمعٌ. يذكّر ويؤنّث.
وقال تعالى: "في الفُلْكِ المَشْحونِ" فجاء به مذكَّراً موحَّداً.
وقال تعالى: "والفُلْكِ التي تجري في البحرِ" فأنَّث ويحتمل واحداً وجمعاً.
وقال تعالى: "حتَّى إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهم" فجمع.
والفَلَكُ: واحد أفْلاكِ النجوم. قال: ويجوز أن يجمع على فُعْلِ.
والفلكُ: موجُ البحر.
والفَيْلَكونُ: البَرْدِيُّ.

الذَّفَرُ (القاموس المحيط) [0]


الذَّفَرُ، محركةً: شِدَّةُ ذَكاءِ الرِّيحِ،
كالذَّفَرَةِ، أو يُخَصَّانِ بِرائحةِ الإِبْطِ المُنْتِنِ، ذَفِرَ، كفَرِحَ، فهو ذَفِرٌ وأذفَرُ، والنَّتْنُ، وماءُ الفحلِ.
ومِسْكٌ أَذْفَرُ وذَفِرٌ: جَيِّدٌ إلى الغايةِ.
والذِّفْرَى، بالكسر من جميع الحيوانِ: ما منْ لَدُنِ المَقَذِّ إلى نِصفِ القَذالِ، أو العَظْمُ الشاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ
ج: ذِفْرَيَاتٌ وذَفارَى، ويقال: هذهِ ذِفْرَى أسيلَةٌ، غيرَ مُنَوَّنَةٍ وقد تُنَوَّنُ، وتُجعلُ الألِفُ للإِلحاقِ بِدرهَمٍ.
والذِّفِرُّ، كطِمِرٍّ: العَظيمُ الذِّفْرَى من الإِبِلِ، وهي: بهاءٍ، والصُّلْبُ، والشديدُ، وتفتحُ الفاءُ، والعظيمُ الخَلْقِ، والشابُّ الطويلُ التامُّ الجَلْدُ.
والذِفِرَّةُ، كجِبِلَّةِ: الناقةُ النَّجيبةُ، والحِمارُ الغليظُ.
والذَّفْراءُ من الكتائِبِ: السَّهِكَةُ من الحديدِ، وبَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ.
ورَوْضَةٌ مَذْفورَةٌ: كثيرَتُها.
والذَّفِرَةُ، كزَنِخَةٍ: نباتٌ.
وخُلَيْدُ بنُ ذَفَرَةَ، . . . أكمل المادة محركةً: رَوَى.
وذَفِرانُ، بكسر الفاءِ: وادٍ قُرْبَ وادِي الصَّفْراءِ، أو هو تصحيفٌ لِدَقْرانَ.
وذو الذِفْرَيْنِ، بالكسر: أبو شِمْرِ بنُ سلامَةَ الحِمْيَرِيُّ.

خدم (لسان العرب) [0]


الخَدَم: الخُدَّمُ.
والخادِمُ: واحدُ الخَدَمِ، غلاماً كان أَو جارية؛ قال الشاعر يمدح قوماً: مُخَدَّمون ثِقالٌ في مَجالسهم، وفي الرِّجال، إِذا رافقتَهم، خَدَمُ وتَخَدَّمْتُ خادِماً أَي اتخذت.
ولا بد لمن لم يكن له خادمٌ أَن يَخْتَدِم أَي يَخْدُم نفسه.
وفي حديث فاطمة وعليّ، عليهما السلام: اسأَلي أَباكِ خادِماً تَقِيكِ حَرَّ ما أَنتِ فيه؛ الخادِمُ: واحد الخَدَم، ويقع على الذكر والأُنثى لإِجرائه مُجرى الأَسماء غير المأْخوذة من الأَفعال كحائض وعاتِق.
وفي حديث عبد الرحمن: أَنه طلق امرأَته فَمَتَّعها بخادم سَوداء أَي جارية.
وهذه خادِمُنا، بغير هاء، لوجوبه، وهذه خادِمتُنا غداً.ابن سيده: خَدَمَه يَخْدُمه ويَخدِمه؛ الكسر عن اللحياني، خَدْمةً، عنه، وخِدْمة، مَهَنَهُ، وقيل: الفتح المصدر، والكسر . . . أكمل المادة الاسم، والذكر خادم، والجمع خُدَّام.
والخَدَمُ: اسم للجمع كالعَزَبِ والرَّوَح، والأُنثى خادِم وخادِمة، عَرَبيَّتان فصيحتان، وخدَم نفسهَ يَخْدُمُها ويَخْدِمُها كذلك.
وحكى اللحياني: لا بدَّ لمن لم يكن له خادم أَن يَختَدِم أَي يخدُم نَفْسَه.
واستخدَمَه فأَخدَمَه: استوهَبَه خادِماً فَوَهَبَه له.
ويقال: اخْتَدَمْتُ فلاناً واسْتَخْدَمْتُه أَي سأَلتُهُ أَن يَخْدُمني.
وقومٌ مُخَدَّمُون أَي مَخْدُومُون، يراد به كثرةُ الخَدَم والخَشَم.
وأَخدمتُ فلاناً: أَعطيتُه خادماً يَخدُمُه، يقع الخادِمُ على الأَمة والعبد.
ورجل مَخْدُوم: له تابعة من الجنّ.
والخَدَمة: السير الغليظ المحكمُ مثل الحَلْقة، يُشدّ في رُسْغ البعير ثم يُشَدّ إِليها سَرائحُ نَعْلِها؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى: وطايَفْن مَشْياً في السَّرِيح المُخَدِّم والجمع خَدَمٌ، وفي التهذيب: خِدامٌ، وقد خَدَّم البعير.
والخَدَمةُ: الخَلْخالُ. هو من ذلك لأَنه ربما كان من سيور يُرَكَّبُ فيها الذهب والفضة، والجمع خِدامٌ، وقد تُسمِّى الساقُ خَدَمَةً حملاً على الخَلْخال لكونها موضعه، والجمع خَدَمٌ وخِدامٌ؛ قال: كيف نَوْمِي على الفراشِ، ولمَّا تَشْمَلِ الشأْمَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشيخَ عن بَنيهِ، وتُبْدي عن خِدامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ أَراد وتُبْدِي عن خِدامٍ العقيلة، وخِدام ههنا في نية عن خِدامها؛ وعدَّى تُبْدِي بعَنْ لأَن فيه معنى تكشف كقوله: تَصُدُّ وتُبْدِي عن أَسيلٍ وتَتَّقِي أَي تكشف عن أَسيلٍ أَو تُسْفِرُ عن أَسيلٍ. موضع الخَدَمَة من البعير والمرأَة؛ قال طفيل: وفي الظَّاعِنينَ القَلْبُ قد ذَهَبَتْ به أَسيلَةُ مَجْرى الدَّمْعِ، رَيَّا المُخَدَّمِ والمُخَدَّمُ من البعير: ما فوق الكعب. غيره: والمُخَدَّم والمُخَدَّمة موضع الخِدام من الساق.
وفي الحديث: لا يحول بيننا وبين خَدَمِ نِسائكم شيءٌ، جمع خَدَمَةٍ، يعني الخلخال، ويجمع على خِدامٍ أَيضاً؛ ومنه الحديث: كُنَّ يُدْلِجْنَ بالقِرَبِ على ظهورهن ويَسْقِينَ أَصحابه بادَيةً خِدامُهُنَّ.وفي حديث سلمان: أَنه كان على حِمار وعليه سَراويلُ وخَدَمَتاه تَذَبْذَبانِ؛ أَراد بخَدَمَتَيْه ساقَيْه لأَنهما موضع الخَدَمتين و هما الخَلْخالانِ، وقيل: أَراد بهما مَخْرَجَ الرجلين من السراويل. أَبو عمرو: الخِدام القيود.
ويقال للقيد: مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ. ابن سيده: والمُخَدَّم رِباطُ السَّراويل عند أَسفل رجل السَّراويل. أَبو زيد: إِذا ابْيَضَّت أَوْظِفَةُ النعجة فهي حَجْلاءُ وخَدْماءُ، والخَدْماءُ مثل الحَجْلاء: الشاة البيضاء الأَوْظِفَةِ أَو الوَظيفِ الواحد، وسائرها أَسود، وقيل: هي التي في ساقها عند موضع الرُّسْغِ بياض كالخَدَمةِ في سواد أَو سواد في بياض، وكذلك الوُعُولُ مشبّه بالخَدَم من الخلاخيل، والاسم الخُدْمةُ، بضم الخاء، ويسمون موضع الخَلْخال مُخَدَّماً؛ وقول الأَعشى: ولو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْس صَخْرَةٍ مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيِي الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعطاك ربُّ الناسِ مِفْتاحَ بابِها، ولو لم يكن بابٌ لأَعطاكَ سُلَّمَا يريد وَعْلاً ابْيَضَّتْ أَوْظِفَتُهُ.
وفرس مُخَدَّمٌ وأَخْدَمُ: تحجيلُه مستدير فوق أَشاعره، وقيل: فرس مُخدَّمٌ جاوز البياضُ أَرساغه أَو بعضها، وقيل: التَّخْديمُ أَن يَقْصُرَ بياض التحجيل عن الوَظيف فيستدير بأَرساغ رجلي الفرس دون يديه فوق الأَشاعر، فإِن كان بِرجْلٍ واحدة فهو أَرْجَلُ، وقد تسمى حَلْقَةُ القوم خَدَمَةً.
وفي حديث خالد بن الوليد إِلى مَرازِبةِ فارس: الحمد لله الذي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ؛ قال: فَضَّ الله خَدَمَتهم أَي فرق جماعتهم؛ الخَدَمة،بالتحريك: سير غليظ مضفور مثل الحَلْقة يشد في رُسْغِ البعير، ثم يشد إِليها سَرائِحُ نعله، فإِذا انْفَضَّتِ الخَدَمَة انْحَلَّت السَّرائِحُ وسقطت النعل، فضرب ذلك مَثَلاً لذهاب ما كانوا عليه وتفَرُّقِهِ، وشَبَّه اجتماع أَمر العَجَمِ واتساقه بالحلقة المستديرة، فلهذا قال: فَضَّ خَدَمَتكُم أَي فرقها بعد اجتماعها.
وقال أَبو عبيد: هذا مَثَلٌ، وأَصل الخَدَمَةِ الحلقةُ المستديرة المُحْكَمَةُ، ومنه قيل للخلاخيل خِدامٌ؛ وأَنشد: كانَ مِنَّا المُطارِدون على الأُخْـ ـرى، إِذا أَبْدَتِ العَذَارَى الخِدامَا قال: فَشَبَّهَ خالد اجتماع أَمرهم كان واستيثاقهم بذلك، ولهذا قال: فَضَّ الله خَدَمَتَكُمْ أَي فرقها بعد اجتماعها.
وابن خِدامٍ: شاعر قديم، ويقال: ابن خِذامٍ، بالذال المعجمة.

لمح (لسان العرب) [0]


لَمَحَ إِليه يَلْمَحُ لَمْحاً وأَلْمَحَ: اختلس النظر؛ وقال بعضهم: لَمَح نَظر وأَلمحَه هو، والأَول أَصح. الأَزهري: أَلمحتِ المرأَةُ من وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْمَحَ، تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي محاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها؛ قال ذو الرمة: وأَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ رِواءٍ، خَلا ما ان تُشَفَّ المَعَاطِسُ واللَّمْحَةُ: النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ؛ الفراء في قوله تعالى: كَلَمْحٍ بالبصر؛ قال: كخَطْفَة بالبصر.
ولَمَحَ البصَرُ ولَمَحه ببصره، والتَّلْماحُ تَفْعالٌ منه، ولَمَحَ البرقُ والنجم يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمَحاناً: كلمَع.
وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ؛ قال: في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ وقيل: لا يكون اللَّمْحُ إِلا من بعيد. الأَزهري: واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ، قاله ابن . . . أكمل المادة الأَعرابي. الجوهري: لَمَحَه وأَلْمَحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفيف، والاسم اللَّمْحة.
وفي الحديث: أَنه كان يَلْمَحُ في الصلاة ولا يلتفت.
ومَلامِحُ الإِنسان: ما بدا من مَحاسِن وجهه ومَساويه؛ وقيل: هو ما يُلْمَحُ منه واحدتها لَمْحةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَلْمَحة؛ قال ابن سيده: قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عن واحد مَلامِح؛ الجوهري: تقول رأَيت لَمْحةَ البرق؛ وفي فلان لَمْحة من أَبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر.
وقولهم: لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً (* زاد المجد: الألمحي: مَن يلمح كثيراً.).

رسن (لسان العرب) [0]


الرَّسَنُ: الحبل.
والرَّسَنُ: ما كان من الأَزِمَّة على الأَنف، والجمع أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ، فأَما سيبويه فقال: لم يكسَّر على غير أَفعال.
وفي المثل: مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الخيل؛ يضرب للأَمرْ يُسرع ويتتابع.
وقد رَسَنَ الدابَّة والفرس والناقة يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها، وقيل: رَسَنَها شدَّها، وأَرْسَنَها جعل لها رَسَناً، وحَزَمْتُه: شددت حِزامه، وأَحْزَمْته: جعلت له حِزاماً، ورَسَنت الفرس، فهو مَرْسُون، وأَرْسَنْته أَيضاً إذا شددته بالرَّسَنِ؛ قال ابن مقبل: هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ، أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن. قوله: قصير عذار اللجام، يريد أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مستطيل، وإذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام، ولم يصفه بقصر الخدّ وإنما وصفه بطوله بدليل قوله: طويل عذار الرَّسَن.
وفي . . . أكمل المادة حديث عثمان: وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه؛ المَرْسُون: الذي جعل عليه الرَّسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره؛ ويقال: رَسَنْت الدابة وأَرْسَنْتها؛ وأَجررته أَي جعلته يجرّه، يريد خليته وأَهملته يرعى كيف شاء، المعنى أَنه أَخبر عن مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وتركه التضييق على أَصحابه؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: قالت ليزيد بن الأَصم ابن أُخت مَيْمونة وهي تُعاتِبه: ذَهَبَتْ والله مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك على غاربك أَي خُلِّيَ سبيلك فليس لك أَحد يمنعك مما تريد.
والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ: الأَنف، وجمعه المَراسِنُ، وأَصله في ذوات الحافر ثم استعمل للإنسان. الجوهري: المَرْسِنُ، بكسر السين، موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس، ثم كثر حتى قيل مَرْسِن الإنسان. يقال: فعلت ذلك على رغم مَرْسِنه ومِرْسَنه، بكسر الميم وفتح السين أَيضاً؛ قال العجاج: وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا، وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وقول الجَعْدِيّ: سلِس المَِرْسَن كالسِّيِدِ الأَزَلّ أَراد هو سَلِس القِياد ليس بصلب الرأْس، وهو الخُرْطوم.
والرَّاسَن: نبات يشبه نبات الزنجبيل.
وبنو رَسْن: حيّ.

عطس (العباب الزاخر) [0]


العَطْسُ والعُطاس: مصدَر قولِكَ عَطَسَ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ، قال عَمَر بن الأشعَث بن لَجَإٍ:
يَقْلِبُ من أبو الِهِنَّ الرَّأْسـا      قَلْبَ العِبَاديِّ أرادَ العَطْسا

ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: إنَّ اللهَ يُحِبُ العُطاسَ ويكره التَثاؤب. ويقال: العَطْسَة عند الحديث تَصْديقه، قال الكُمَيْت يمدَح مَسْلَمَة بن هِشام:
بَلَغْتَ مُنى الرّاجِيْنَ وازْدَدْتَ فَوْقَها      وصَدَّقتَ بالفألِ الأُنوفَ العَوَاطِسا

وربَّما قالوا: عَطَسَ الصُّبْحُ إذا انْفَلَقَ. وظبيٌ عاطِسٌ: وهو الذي يَسْتَقْبِلُكَ من أمامِك.
وقال ابن دريد: كانت العرب تَتَشَأّمُ بالعُطَاسِ، وأنشد:
وخَرْقٍ إذا وَجَّهْتَ فـيه لِـغَـزْوَةٍ      مَضَيْتَ ولم تَحْبِسْكَ عنه العَوَاطِسُ

ويُروى: "الكَوَادِسُ". وقال الليث: سُمِّيَ الصُّبْحُ عُطَاساً، قال امرؤ القيس:
وقد أغْتَدي قبل العُطاسِ بِسابِحٍ      أقَبَّ كيَعْفُوْرِ . . . أكمل المادة الفَلاةِ مُحَنَّـبِ

ويُروى: "قَبلَ الشُّرُوْقِ"، وهذه أكثَر. والعَطّاس: فَرَسُ يزيد بن عبد المَدَانِ الحارِثيِّ، وفيه يقول:
يَبُوْعُ بِهِ العَطّاسُ رافِعَ أنْـفِـهِ      له ذَمَرَاتٌ بالخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ


وقال الليث: المَعْطَس: الأنف، الميم والطاء مفتوحتان كالمَدْمَع والمَضْحَك، قال: هذه حَجَّة مَنْ يقول يَعْطُسُ، والمَعْطِسُ -مكسورة الطاء- حُجَّةُ من يقول يَعْطِسُ، لأنَّ مَفْعِلاً من الفِعْلِ المكسور العين، ومَفْعَلٌ من الفِعْلِ المَضموم العين.
وَرَدَّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَة على الليث: المَعْطَس -بفتح الطاء-. قال ذو الرُّمَّةِ:
وألْمَحْنَ لَمْحاً عن خُـدُوْدٍ أسِـيْلَةٍ      روَاءٍ خلا ما أنْ تَشِفَّ المَعَاطِسُ

وقال ابن الأعرابي: العاطُوس دابَّة يُتَشأَّمُ بها. وقال أبو زيد: تقول العرب للرجل إذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ. وقال ابن عبّاد: وبعضهم يقول غَطَسَتْ -مُعجَمَة-: أي ذَهَبَت به المَنِيَّة. وقال: واللُّجْمَة: كُلُّ ما تَطَيَّرَت به، قال:
وإنّا أُناسٌ لا تَزالُ جَزُوْرُنا      لها لُجَمٌ من المَنِيَّةِ عاطِسُ

ويقال للموت: اللُّجَمُ العَطوس، قال رؤبة:
ألا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُـوْسـا     


الحَدُوْسُ: الذي يرمي بِنَفْسِهِ المَرامِي. ويقال: فلان عَطْسَةُ فلان: إذا أشْبَهَهُ في خَلْقِه وخُلُقِه. وقال ابن عبّاد: المُغَطَّس -يعني بفتح الطاء المشدَّدة-: الرّاغِمُ الأنفِ.

تأق (لسان العرب) [0]


التَّأَقُ: شدَّة الامْتِلاء. ابن سيده: تَئِقَ السِّقاء يَتْأَق تَأَقاً، فهو تَئِقٌ: امْتَلأَ، وأَتْأَقَه هو إتْآقاً.
وفي حديث علي: أتْأَقُ الحِياضَ بمواتِحه؛ وقال النابغة: يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها شَدُّ الرُّواةِ بماء، غير مَشْرُوبِ ماء غير مشروب: يعني العرَق، أَراد ينضَحن بماء غير مشروب نضحَ المَزادِ الوُفْر.
ورجل تَئِقٌ: مَلآن غَيْظاً أو حزناً أو سروراً، وقيل: هو الضيّق الخُلق، وقيل: تَئقَ إذا امتلأَ حزناً وكاد يبكي. أَبو عمرو: التَّأَقةُ شدة الغضَب والسُّرْعةُ إلى الشرّ، والمَأَقُ شدة البكاء.
ومُهْر تَئِقٌ: سريعٌ.
وأتأَقَ القوسَ: شدَّ نَزْعها وأَغرق فيها السهمَ.
وفرس تَئِقٌ: نشِيط مُمْتلئ جَرْياً؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ، مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا أَريَحِيٌّ: . . . أكمل المادة منسوب إلى أرْيَحَ أرض باليمن؛ إيّاها عنى الهُذلي بقوله: فلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيَحَ، إذْ باء بكَفِّي، فلم أَكَدْ أَجِدُ وقد تَئقَ تأَقاً، وتَئق الصبيُّ وغيره تأَقاً وتأَقةً؛ عن اللحياني، فهو تئق إذا أَخذه شبه الفُواق عند البكاء.
ومن كلام أُم تأَبّط شرّاً أَو غيرها: ولا أبتُّه تَئِقاً. أبو عمرو: التأَقة، بالتحريك، شدّة الغضَب والسرعةُ إلى الشر، وهو يَتْأقُ وبه تأَقةٌ؛ وفي مثل للعرب: أَنتَ تَئقٌ وأَنا مَئقٌ فكيف نَتَّفِق؟ قال اللحياني: قيل معناه أَنت ضيّق وأَنا خفيف فكيف نتفق، قال: وقال بعضهم أَنت سريع الغَضَب وأَنا سريع البكاء فكيف نتفق، وقال أَعرابي من عامر: أَنت غَضْبانُ وأَنا غضبان فكيف نتفق؟ الأَصمعي: في هذا المثل تقول العرب أَنا تئق وأَخي مئق فكيف نتفق؛ يقول: أنا ممتلئ من الغيْظ والحزن وأَخي سريع البكاء فلا يقع بيننا وِفاق.
وقال الأَصمعي: التَّئق السريع إلى الشرّ والمئق السريع البكاء، ويقال: الممتلئ من الغضب، وقال الأَصمعي: هو الحديدُ؛ قال عدي بن زيد يصف كلباً: أَصْمَعُ الكَعْبَين مَهْضُوم الحَشا، سَرْطَمُ اللَّحْيَيْن مَعَّاجٌ تَئِقْ والمِتْأَقُ أَيضاً: الحادُّ؛ قال زهير بن مسعود الضَّبِّي يصف فرساً: ضافي السَّبِيب أسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ، حابي الضُّلوعِ شَدِيدٌ أَسْرُه تَئِقُ الأَصمعي: وتَئِقَ الرجل إذا امتلأَ غضَباً وغَيْظاً، ومَئِقَ إذا أخذه شِبه الفُواق عند البكاء قبل أن يبكي؛ وقال الأَصمعي في قول رؤبة: كأنَّما عَوْلَتُها، من التَّأَقْ، عَوْلةُ ثَكلى ولْوَلَتْ بعد المأَقْ والمَأَقُ: نَشْيجُ البكاء أَيضاً، والتأَق: الامْتِلاء.
والمَأَقُ: نشيج البكاء الذي كأَنه نفَس يقْلَعه من صدره.
وقال أَبو الجرّاح: التَّئِق المَلآن شِبَعاً ورِيّاً، والمَئِقُ الغضبان؛ وقيل: التئق هنا الممتلئ حزناً، وقيل: النشِيط، وقيل: السّيِّء الخلق.
وفي حديث السِّراط: فيمُرّ الرجُل كشدّ الفرس التئِق الجَواد أَي الممتلئ نَشاطاً.

سجح (لسان العرب) [0]


السَّجَحُ: لِينُ الخَدِّ.
وخَدٌّ أَسْجَحُ: سهلٌ طويل قليل اللحم واسع؛ وقد سَجِحَ سَجَحاً وسَجاحةً.
وخُلُقٌ سَجِيح: لَيِّنٌ سهل؛ وكذلك المِشْيةُ، بغير هاء، يقال: مَشى فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً.
ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة؛ وورد في حديث عليّ،رضي الله عنه، يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال: وامْشُوا إِلى الموت مِشْيةً سُجُحاً؛ قال حسان: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً، إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ قال الأزهري: هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً.
ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل؛ قال ذو الرمة: لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ، ووجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِيبةِ، أَسْجَحُ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد، وأَنشد: «وخدٍّ كمرآة الغريبة» . . . أكمل المادة قال ابن بري: خص مرآة الغريبة، وهي التي لم تتَزوَّج في قومها، فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى إِصلاحه من عيب ونحوه، فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه فيها من رآها، فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة؛ قال: والرواية المشهورة في البيت «وخَدّ كمرآة الغريبة». الأَزهري: وفي النوادر يقال: سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى من المعاني.
وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه: مَحَجَّتُه لسهولتها.
وبَنَوْا بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد.
ويقال: خَلِّ له عن سُجحِ الطريق، بالضم، أَي وَسَطه وسَنَنه.
والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ: الخُلُق؛ وأَنشد: هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ قال أَبو الحسن: هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول. أَبو عبيد: السَّجِيحة السَّجِيَّة والطبيعة. أَبو زيد: يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه، وهو ما اختاره لنفسه من الرأْي فركبه.
والأَسْجَعُ من الرجال: الحَسَنُ المعتدل. الأَزهري: قال أَبو عبيد: الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن. الليث: سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت. قال: وربما قالوا مُزْجِح في مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ.
والسَّجْحاء من الإِبل: التامَّة طولاً وعظماً.والإِسْجاحُ: حُسْنُ العفو؛ ومنه المثل السائر في العفو عند المَقْدُِرَةِ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وهو مرويٌّ عن عائشة، قالته لعلي، رضي الله عنهما، يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس، فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام فأَجابته: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى المدينة؛ وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ: ملكت فأَسْجِحْ؛ ويقال: إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ.
ومِسْجَحٌ: اسم رجل.
وسَجاحِ: اسم المرأَة المُتَنَبِّئة، بكسر الحاء، مثل حَذامِ وقَطامِ، وهي من بني يَرْبُوعٍ؛ قال: عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا، ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا، قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا قال الأَزهري: كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً، واسمها سَجاحِ، وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما حديث مشهور.

وجر (لسان العرب) [0]


الوَجْرُ: أَن توجِرَ ماء أَو دواء في وسط حلق صبي. الجوهري: الوَجُورُ الدواء يُوجَرُ في وسط الفم. ابن سيده: الوَجُورُ من الدواء في أَيِّ الفَمِ كان، وَجَرَه وَجْراً وأَوْجَرَه وأَوْجَرَه إِياه وأَوْجَرَه الرُّمْحَ لا غير: طعنه به في فيه، وأَصله من ذلك. الليث: أَوْجَرْتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته في صدره؛ وأَنشد: أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثم قلتُ له: هَذِي المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِيقِ وفي حديث عبد الله بن أُنَيْسٍ، رضي الله عنه: فوَجَرْته بالسيف وَجْراً أَي طعنته. قال ابن الأَثير: من المعروف في الطعن أَوْجَرْتُه الرمح، قال: ولعله لغة فيه.
وتَوَجَّرَ الدواءَ: بلعه شيئاً بعد شيء. أَبو خَيْرَةَ: الرجل إِذا . . . أكمل المادة شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ والتَّكارُه.
والمِيجَرُ والمِيجَرَةُ: شبه المُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ، واسم ذلك الدواء الوَجُورُ. ابن السكيت: الوَجُورُ في أَيِّ الفم كان واللَّدُودُ في أَحد شقيه، وقد وَجَرْتُه الوَجُورَ وأَوْجَرْتُه.
وقال أَبو عبيدة: أَوْجَرْتُه الماء والرمح والغيظ أَفْعَلْتُ في هذا كله. أَبو زيد: وَجَرْتُه الدواء وَجْراً جعلته في فيه.
واتَّجَرَ أَي تداوَى بالوَجُور، وأَصله اوْتَجَرَ.
والوَجْرُ: الخوف.
وَجِرْتُ منه، بالكسر، أَي خفت، وإِني منه لأَوْجَرُ: مثل لأَوْجَلُ.
ووَجِرَ من الأَمر وَجَراً: أَشفَقَ، وهو أَوْجَرُ وَوَجِرٌ، والأُنثى وَجِرَةٌ، ولم يقولوا وَجْراءُ في المؤنث.
والوَجْرُ: مثل الكهف يكون في الجبل؛ قال تأَبط شرّاً: إِذا وَجْرٌ عظيمٌ، فيه شيخٌ من السُّودَانِ يُدْعَى الشَّرَّتَيْنِ (* قوله« يدعى الشرتين» كذا بالأصل. ) والوَجارُ والوِجارُ: سَرَبُ الضَّبُعِ، وفي المحكم: جُحْرُ الضبع والأَسد والذئب والثعلب ونحو ذلك، والجمع أَوْجِرَةٌ ووُجُرٌ، واستعاره بعضهم لموضع الكلب؛ قال: كِلابُ وِجارٍ يَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ، دُمُوسَ اللَّيالي، لا رُواءٌ ولا لُبُّ قال ابن سيده: ولا أبعد أن تكون الرواية ضِباعُ وِجارٍ، على أَنه قد يجوز أَن تسمى الضباع كلاباً من حيث سَمَّوْا أَولادها جِراءً؛ أَلا ترى أَن أَبا عبيد لما فسر قول الكميت: حتى غال أَوسٌ عِيالَها قال: يعني أَكل جِراءَها؟ التهذيب: الوِجارُ سَرَبُ الضبع ونحوه إِذا حفر فأَمْعَنَ.
وفي حديث الحسن: لو كنت في وِجار الضَّبِّ، ذكره للمبالغة لأَنه إِذا حفر أَمعن؛ وقال العجاج: تَعَرَّضَتْ ذا حَدَبٍ جَرْجارَا، أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا يَرْكُضُ في عَرْمَضِه الطَّرَّارا، تَخالُ فيه الكواكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً في الماءِ أَو مِسْمارَا، وخافَت الرامِينَ والأَوْجارَا قال: الأَوجار حفر يجعل للوحوش فيها مناجل فإِذا مرت بها عرقبتها، الواحدة وَجْرَةٌ ووَجَرَةٌ: حتى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمارَا رِيًّا، ولَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا يعني جمع غِمْرٍ، وهو حَرٌّ يَجِدْنَهُ في صدورهن.
وأَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ العطش.
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وانْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِها والضَّبُعِ في وِجارِها؛ هو جُحْرُها الذي تأْوي إِليه.
وفي حديث الحجاج: جِئْتُكَ في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي هو خطأٌ وإِنما هو في مثل جارِ الضبع. يقال: غَيْثٌ جارُ الضبع أَي يدخل عليها في وِجارِها حتى يخرجها منه، قال: ويشهد لذلك أَنه جاء في رواية أُخرى وجئتك في ماءٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ ويستخرجُها من وِجارِها. أَبو حنيفة: الوِجارانِ الجُرْفانِ اللذان حفرهما السيل من الوادي.ووَجْرَةُ: موضع بين مكة والبصرة، قال الأَصمعي: هي أَربعون ميلاً ليس فيها منزل فهي مَرْتٌ للوَحْشِ، وقد أَكثرت الشعراء ذكرها؛ قال الشاعر: تَصُدُّ وتُبْدي عن أَسِيلٍ وتَتَّقي بناظِرَةٍ، من وَحْشِ وَجْرَةَ، مُطْفِلِ

رجل (الصّحّاح في اللغة) [0]


الرِجْلُ: واحدة الأَرْجلِ.
وقولهم: كان ذلك على رِجْلِ فلان، أي في عهده وزمانه.
والرِجْلُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصَّةً، وهو جمعٌ على غير لفظ الواحد. قال أبو النجم يصف الحُمُرَ في عَدْوِها وتَطايُرِ الحصى عن حوافرها:
      رِجْلُ جَرادٍ طارَ عن خُذّالِها


قال الخليل: رِجْلُ القَوسِ: سِيَتُها السُفلى.
ويَدُهَا: سِيَتُها العليا.
ورِجْلُ الطائِرِ: ميسَمٌ.
ورِجْلُ الغراب: ضربٌ من صِرار الإبل، لا يقدر الفصيل على أن يرضَع معه، ولا ينحلُّ. قال الكميت:
سِ على من أراد فيه الفُجـورا      صُرَّ رِجْلَ الغرابِ مُلْكُكَ في النا

والرِجْلَةُ: بقلةٌ، وتسمَّى الحمقاءَ؛ لأنَّها لا تنبت إلاّ في مَسيلٍ. قولهم: هو أحمق من رِجْلَةٍ.
والرِجْلَةُ أيضاً: واحدة الرِجلِ، وهي . . . أكمل المادة مَسايِلُ الماء.
والرَجَلُ بالتحريك: مصدر قولك رَجِلَ بالكسر، أي بَقيَ راجِلاً.
وأَرْجَلَهُ غيره.
وأَرْجَلَهُ أيضاً، بمعنى أَمْهَلَهُ.
والرَجَلُ: أن تُرْسِل البَهْمَةَ مع أمِّها ترضعُها متى شاءت. يقالُ: بَهْمَةٌ رَجَلٌ وبَهْمٌ أَرْجالٌ. تقول منه: أَرْجَلْتُ الفصيلَ.
وقد رَجَلَ الفصيلُ أمَّه يَرْجُلُها رَجْلاً، أي رضَعها.
ورَجَلْتُ الشاةَ: علّقْتُها بِرِجلِها.
والأَرَجَلُ من الخيل: الذي في إحدى رِجْلَيْهِ بياضٌ، ويُكْرَهُ إلاّ أن يكون به وَضَحٌ غيره. قال الشاعر:
كُمَيْتٌ كلَوْنِ الصِرْفِ أرْجَلُ أَقْرَحُ      أسِيلٌ نبـيلٌ لـيس فـيه مَـعـابَةٌ

فَمُدِحَ بالرَجَلِ لمّا كان أَقْرَحَ.
وشاةٌ رَجْلاءُ كذلك.
والأرْجلُ أيضاً من الناس: العظيمُ الرِجْلِ.
والمِرْجَلُ: قِدْرٌ من نُحاسٍ.
والراجِلُ: خلاف الفارس؛ والجمع رَجْلٌ، ورَجَّالَةٌ ورَجَّالٌ.
والرَجْلانُ أيضاً: الراجِلُ، والجمع رَجْلى ورِجالٌ.
ويقال أيضاً: رَجِلٌ ورَجالى، مثل عَجِلٌ وعَجالى.
وامرأةٌ رَجْلَى مثل عَجْلَى، ونسوةٌ رِجالٌ مثل عِجالٍ، ورَجالى مثل عَجالى.
والرَجُلُ: خلاف المرأة، والجمع رِجالٌ ورِجالاتُ، وأَراجِلُ. قال أبو ذؤيب:
وقالوا تَعَدَّ واغْزُ وَسْط الأَراجِلِ      أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُمْ وشِـتـاؤُهُـمْ

يقول: أَهَمَّهُمْ نفقةُ صَيفِهم وشِتائِهم وقالوا لأبيهم: تَعَدَّ، أي انصرفْ عنا.
ويقال للمرأة رَجُلَةٌ.
وقال:
لم يُبالوا حُرْمَةَ الرَجْلَهْ      مَزِّقوا جَيْبَ فَتاتِـهـمُ

ويقال: كانت عائشة رضي الله عنها رَجُلَةَ الرأي.
وتصغير الرَجُلِ رُجَيْلٌ ورُوَيْجِلٌ أيضاً على غير قياس، كأنّه تصغير راجِلٍ.
والرُجْلَةُ بالضم: مصدر الرَجُلِ.
والراجِلُ والأَرْجَلُ؛ يقال رَجُلٌ بيّن الرُجْلةِ والرجولَةِ والرُجولِيَّةِ.
وراجِلٌ: جيِّد الرُجْلَةِ.
وفرسٌ أَرْجَلُ بيِّن الرَجَلِ والرُجْلَةِ. قال الأمويّ: إذا ولدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل: وَلَّدْتُها الرُجَيْلاءَ. قال أبو زيد: يقال رَجِلْتُ بالكسر رَجَلاً، أي بقيتُ راجِلاً.
والرَجيلُ من الخيل: الذي لا يَحْفى.
ورَجُلٌ رَجيلٌ، أي قويٌّ على المشي.
وحَرَّةٌ رَجْلاءُ، أي مستويةٌ كثيرةُ الحجارةِ يصعُب المشي فيها. قال ابن السكيت: شَعَرٌ رَجَلٌ، ورَجِلٌ، إذا لم يكن شديد الجُعودة ولا سَبِطاً. تقول منه: رَجَّلَ شعره تَرْجيلاً. أبو عمرو: ارْتَجَلْتُ الرَجُلَ، إذا أخذتَه برِجْلِهِ.
وارْتِجالُ الخطبة والشِعر: ابتداؤه من غير تهيئةٍ قبل ذلك.
وارْتَجَلَ الفرسُ، إذا خلط العَنَقَ بشيء من الهَمْلَجَةَ فراوَحَ بين شيءٍ من هذا وشيءٍ من هذا.
وارْتَجَلَ فلان، أي جمع قطعةً من الجراد ليشويها.
ومنه قول لبيد:
      كَدُخانِ مُرْتَجِلٍ يَشِبُّ ضِرامُها

وَتَرَجَّلَ في البئر، أي نزلَ فيها من غير أن يُدَلَّى.
وتَرَجَّلَ النهارُ، أي ارتفع. قال الشاعر:
عَصائبُ شَتَّى من كلابٍ ونابِلِ      وَهاجَ به لمَّا تَرَجَّلتِ الضُحـى

ذفر (لسان العرب) [0]


الذَّفَرُ، بالتحريك، والذَّفَرَةُ جميعاً: شِدَّةُ ذَكاء الريح من طِيب أَو نَتْن، وخص اللحياني بهما رائحة الإِبطين المنتنين؛ وقد ذَفِرَ، بالكسر، يَذْفَرُ، فهو ذَفِرٌ وأَذْفَرُ، والأُنثى ذَفِرَةٌ وذَفْرَاءُ، وروضة ذَفِرَةٌ ومِسْكٌ أَذْفَرُ: بَيِّنُ الذَّفَرِ، وذَفِرٌ أَي ذَكِيُّ الريح، وهو أَجوده وأَقْرَتُهُ.
وفي صفة الحوض: وطِينُهْ مِسْكٌ أَذْفَرُ أَي طيب الريح.
والذفر، بالتحريك: يقع على الطَّيِّبِ والكَرِيه ويفرق بينهما بما يضاف إِليه ويوصف به؛ ومنه صفة الجنة وترابها: مسك أَذفر.
وقال ابن الأَعرابي: الذَّفَرُ النَّتْنُ، ولا يقال في شيء من الطِّيبِ ذَفِرٌ إِلاَّ في المسك وحده. قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَن الَّفَر، بالدال المهملة، النَّتْنِ خاصة.
والذَّفَرُ: الصُّنَانُ وخُبْثُ الريح، رجل ذَفِرٌ وأَذْفَرُ . . . أكمل المادة وامرأَة ذَفِرَة وذَفْراءُ أَي لهما صُنان وخُبْثُ ريح.
وكَتِيبَة ذَفْرَاءُ أَي أَنها سَهِكَةٌ من الحديد وصَدَئِهِ؛ وقال لبيد يصف كتيبة ذات دُرُوع سَهِكَتْ من صَدَإِ الحديد: فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ، تُرْتَى بالعُرَى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ عدى ترتى إِلى مفعولين لأَن فيه معنى تُكْسَى، ويروى دَفْرَاءُ؛ وقال آخر: ومُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِهِ، فَتَرَكْتُه ذَفِراً كريح الجَوْرَبِ وقال الراعي وذكر إِبلاً رعت العُشْبَ وزَهْرَهُ، ووَرَدَتْ فَصَدَرَتْ عن الماء، فكلما صدرت عن الماء نَدِيَتْ جُلُودها وفاحت منها رائحة طيبة، فيقال لذلك فأْرَةُ الإِبِلِ، فقال الراعي: لها فأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كلَّ عَشِيَّةٍ، كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ وقال ابن أَحمر: بِهَجْلٍ مِنْ قَسَا ذَفِرِ الخُزَامى، تَدَاعَى الجِرْبِيَاءُ به حَنِينَا أَي ذكيّ ريح الخزامى: طيبها.
والذِّفْرَى من الناس ومن جميع الدواب: من لَدُنِ المَقَذِّ إِلى نصف القَذَالِ، وقيل: هو العظم الشاخص خلف الأُذن، بعضهم يؤنثها وبعضهم ينوّنها إِشعاراً بالإِلحاق، قال سيبويه: وهي أَقلهما. الليث: الذِّفْرَى من القفا هو الموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خلف الأُذن، وهما ذِفْرَيانِ من كل شيء. الجوهري: يقال هذه ذِفْرَى أَسيلة؛ لا تنوّن لأَن أَلفها للتأْنيث، وهي مأْخوذة من ذَفَرِ العَرَقِ لأَنها أَوّل ما تَعْرَقُ من البعير.
وفي الحديث: فمسح رأْس البعير وذِفْرَاهُ؛ ذِفْرَى البعير: أَصلُ أُذنه، والذِّفْرَى مؤنثة وأَلفها للتأْنيث أَو للإِلحاق، ومن العرب من يقول هذه ذِفْرًى فيصرفها كأَنهم يجعلون الأَلف فيها أَصلية، وكذلك يجمعونها على الذَّفَارَى، وقال القتيبي: هما ذِفْرَيانِ؛ والمَقَذَّان وهما أُصول الأُذنين وأَول ما يَعْرَقُ من البعير.
وقال شمر: الذِّفْرَى عظم في أَعلى العنق من الإِنسان عن يمين النقرة وشمالها، وقيل: الذِّفْرَيانِ الحَيْدَانِ اللذان عن يمين النقرة وشمالها.
والذِّفِرُّ من الإِبل: العظيم الذِّفْرَى، والأُنثى ذِفِرَّةٌ، وقيل: الذِّفِرَّةُ النجيبة الغليظة الرقبة. أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظيم من الإِبل. أَبو زيد: بعير ذِفِرُّ، بالكسر مشدد الراء، أَي عظيم الذِّفْرَى، وناقة ذِفِرَّةٌ وحمار ذِفِرٌّ وذِفَرٌّ: صلب شديد، والكسر أَعلى.
والذِّفِرُّ أَيضاً: العظيم الخَلْقِ. قال الجوهري: الذِّفِرُّ الشاب الطويل التامُّ الجَلْدُ.
واسْتَذْفَرَ بالأَمر: اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقَاع: واسْتَذْفَرُوا بِنَوًى حَذَّاءُ تَقْذِفُهُمْ إِلى أَقاصي نَواهُمْ، ساعَةَ انْطَلَقُوا وذَفِرَ النبت: كثر؛ عن أَبي حنيفة، وأَنشد: في وارِسٍ من النَّجِيلِ قد ذَفِرْ وقيل لأَبي عمرو بن العلاء: الذِّفْرَى من الذَّفَرِ؟ قال: نعم؛ والمِعْزَى من المَعَز؟ فقال: نعم؛ بعضهم ينوّنه في النكرة ويجعل أَلفه للإِلحاق بدرهم وهِجْرَعٍ؛ والجمع ذِفْرَياتٌ وذَفَارَى، بفتح الراء، وهذه الأَلف في تقدير الإِنقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم ذَفَارٍ مثل صحارٍ.
والذَّفْرَاءُ: بقلة رِبْعِيَّةٌ دَشتِيَّةٌ تبقى خضراء حتى يصيبها البرد، واحدتها ذَفْراءَةٌ، وقيل: هي عُشْبَةٌ خبيثة الريح لا يكاد المال يأْكلها، وفي المحكم: لا يرعاها المال؛ وقيل: هي شجرة يقال لها عِطْرُ الأَمة، وقال أَبو حنيفة: هي ضرب من الحَمْضِ، وقال مرة: الذَّفْرَاءُ عشبة خضراء ترتفع مقدار الشبر مدوّرة الورق ذات أَغصان ولا زهرة لها وريحها ريح الفُساءِ؛ تُبَخِّر الإِبل وهي عليها حراصٌ، ولا تتبين تلك الذَّفَرَةُ في اللبن، وهي مُرَّةٌ، ومَنابتها الغَلْظُ؛ وقد ذكرها أَبو النجم في الرياض فقال: تَظَلُّ حِفْرَاهُ، من التَّهَدُّلِ، في رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورعُلٍ مُخْجِلِ والذَّفِرَةُ: نبْتَةٌ تنبت وَسْطَ العُشْب، وهي قليلة ليست بشيء تنبت في الجَلَدِ على عِرْقٍ واحد، لها ثمرة صفراء تشاكل الجَعْدَةَ في ريحها.
والذَّفْرَاءُ: نبْتَةٌ طيبة الرائحة.
والذَّفْرَاءُ: نبتة منتنة.
وفي حديث مسيره إِلى بَدْرٍ: أَنه جَزَعَ الصَّفْرَاءَ ثم صَبَّ في ذَفِرَان؛ هو بكسر الفاء، وادٍ هناك.

لطم (لسان العرب) [0]


اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد، وفي المحكم: بالكفّ مفتوحة، لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً.
والمَلْطِمانِ: الخدّان؛ قال: نابي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه (* قوله «نابي» كذا في الأصل وشرح القاموس بالباء، والذي في المحكم: نائي).
وهما المَلْطَمانِ نادر. ابن حبيب: المَلاطِمُ الخدود، واحدها مَلْطَمٌ؛ وأَنشد: خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم ابن الأَعرابي: اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة.
واللَّطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة.
وفي المثل: لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني؛ قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها. الليث: اللَّطِيمُ، بلا فِعْلٍ، من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ.
وقال أَبو عبيدة: إِذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ، وقيل: . . . أكمل المادة اللَّطِيمُ من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه، يقال منه: لُطِمَ الفرس، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطِيمٌ؛ عن الأَصمعي.
واللَّطِيمُ من الخيل: الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ، والجمع لُطُمٌ، والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً، وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له، وقيل: اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة، وقيل: لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما، أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما.
وخَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد للكثرة.
واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة: هو التاسع من سوابق الخيل، وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق.
واللَّطِيمُ: الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل، وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك، ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها، ولهذا قالت العرب: إِذا طلع سُهيلْ، بَرَدَ الليلْ، وامتنع القَيْلْ، وللفصيل الوَيْلْ؛ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه. الجوهري: اللَّطيمُ فَصيلٌ إِذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له: أَتَرى سهيلاً؟ والله لا تذوق عندي قطرة ثم لَطَمه ونَحّاه. ابن الأَعرابي: اللَّطِيمُ الفصيل إِذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس، ثم يقال اغْرُبْ، فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً.
واللَّطِيمُ: الذي يموت أَبواه.
والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه.
واليتيمُ: الذي يموت أَبوه.
واللَّطِيم واللَّطِيمةُ: المِسْكُ؛ الأُولى عن كراع، قال الفارسي: قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ، وكان يستحسنها، وقال: ما قالها إِلاَّ بطالع سعد.
واللَّطِيمةُ: وِعاءُ المِسْك، وقيل: هي العير تحمله، وقيل: سُوقُه، وقيل: كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ، والميرة لما يؤكل؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد: إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها، تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ قال: العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب؛ وقال ابن بري: العسجدية التي تَحْمِل الذهب، واللَّطِيمُ: منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ، وهو جمع اللَّطيمة، وهي العيرُ التي تحمل المسك. ابن السكيت: اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ، والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ، والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ. الجوهري: اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار، وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ؛ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي: كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه لَطائمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو: اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك، ويقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر في اللَّطيمة المسك: فقتلُ: أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا؟ وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ وقال آخر في مثله: عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ وفي حديث بدر: قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها، وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل.
واللَّطيمة: الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة.
ولَطائمُ المِسْك: أَوْعِيتُه. ابن الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها، قال: ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وهي العير التي كان عليها (* قوله «وهي العير التي كان عليها إلخ» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وهي العير كان عليها حمل أو لم يكن) حِمْل أَو لم يكن، ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها؛ وقول أَبي ذؤيب: فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ، تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ إِنما عنى دُرَّة.
وقوله: ما شئت من لَطَمِيّة، في موضع الحال.
وتَلَطَّم وجهُه: ارْبَدّ.
والمُلَطَّم: اللئيم.
ولَطَّم الكتاب: ختَمه؛ وقوله: لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا، ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِيم يقول: لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه. الليث: اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات؛ وأَنشد:يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وقال في قول ذي الرمة: لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يعني أَوْعِيَة المسك. أَبو سعيد: اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها، وهي اللَّطَمِيّة، ويقال: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: كأَنَّ عليها بالةً لَطَمِيَّةً، لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا.
ويقال: أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة.
واللَّطِيمة في قول النابغة (* قوله «واللطيمة في قول النابغة إلخ» عبارة التهذيب: واللطيمة في قول النابغة السوق، سميت لطيمة لتصافق الأيدي فيها، قال: وأما لطائم المسك في قول ذي الرمة فهي الغوالي إلخ): هي الغوالي المُعَنْبَرة، ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها. الفراء: اللَّطِيمة سُوق العطّارين، واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ. أَبو عمرو: اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب.
ولاطَمَه فتَلاطما؛ والتطَمَت الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ وفي حديث حسّان:يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، وروي يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف.

حشط (العباب الزاخر) [0]


ابن الأعرابي: الحَشْطُ: الكَشطُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوسَ والوَرَقَ، وفي حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: أنه جلس إلى غُصنِ شجرة يابسة فقال بيده فَحَطَّ ورقها: أي حَثَّ. وحّطَّ -أيضاَ-: نَزَلَ.
والمَحطُّ والمحّطَّةُ: المَنْزِلُ؛ كالمَنْزلِة والمكان والمَكانَةِ وحَطَّه: أي حَدَرَه، قال امرؤ القيس:
مِكَرَّ مِفَر مُقْبِـلٍ مُـدْبِـرٍ مَـعَـاً      كَجلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ الَّيْلُ من عَلِ

والحَطُوْطُ: الحَدُوْرُ. والحطُوْطُ -أيضاً-: النّجِيبّةُ السرّيعةُ، قال االنابغةُ الذّبيْانّي:
فما وَجَدَتْ بمثْلك ذاتُ غَـرْبٍ      حَطُوطَ في الزّمامِ ولا لَجُونُ

وجاريةُ مَحْطُوْطةُ المتْنَين: أي مَرْدُوْدةُ مُستوِيةُ، قال القُطاميّ:  
بيضاءُ مَحْطُوْطةُُ المتْنَين بهْكنة      رَيّا الرّوادِفِ لم تُمِغلْ بأوْلادِ

وحُطّ البَعيرُ -على ما لم يسُم فاعلُه-: أي طَنيِ؛ وزادَ . . . أكمل المادة ابنُ عَبّادٍ: فَيُضْجعُ فَيمرّ وِتدً بين أضْلاعِه إمراراً لا يخَرق.وحط البَعيرُ حطَاطاً: إذا اعْتمدَ في زِمامِه، قال الشّماخُ:
إذا ضُرِبتْ على العلاتِ حَطتْ      إليك حِطَاطَ هادِيةٍ شَـنُـوْنِ

وقولُ عمرو بنِ الأهْتمِ:
ذَرِيْني وحُطّي في هوَايَ فاتَّني      على الحسبِ الزّاكي الَّفـيعِ

شَفيقُ أي: اعْتَمِدي في هَوايَ ومْيلي، وقال الأعْشى:
اَئنْ منُيِتَ بنا عن غِبّ معْركَةٍ      لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوْمِ نَنَتَفلُ


وقال ابنُ الأعْرابيّ:الأحَطّ: الأمْلُس المتْنَيْنِ. وقوله تعالى: (وقوْلوا حِطّة) قال ابنُ عَرِفَة: أي قُولوها حُطّ عنا ذُنوبنا؛ أمِرُوا أنْ يقولوا ذلك؛ لو قالُوها لحُطّتْ أوْزارُهم، وكان قد طوُطِئ لهم البابُ ليْدخُلوه سجّدا فبدّلوا قولً غير ذلك وقالوا: هطي سمهاثا: أي حِنْطَة حَمْراءَ، كذلك قال السّدي ومُجاهِد، وقال الزّجّاجُ: قُولوا ابنُ آبي عَبْلة وطاووسّ اليمَاني:"وقولوا حِطةَ" بالنْصب، وفيه وجْهان: أحدُهما -إعْمالُ الفعْلِ فيها وهو" قولوا" كأنه قال: وقولوا كلمة تَحُط عنكم أوْزاركُم، والثاني- أن تُنْصب على المصدَر بمعنى الدعاء والمسألِة: أي احطْطِ اللهم أوْزارَنا حِطّة؛ كما قال في سورة "16-ب" محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (فَضرْب الرّقابِ) أي اضْرِبوا الرّقابَ ضَرْباً. وقال الأزْهَرِيّ: سَمْعتُ أن شَهْر رَمَضانَ في الإنْجِيْلْ أو بعض الكاُبِك يُسمى حَطّةَ لأنه يحُط من وِزِرِ صائِميه.
ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: من ابْتلاه الله ببلاءٍ في جَسدِه فهو له حِطّة، أي عنه ذُنُوبه كما يُحَط الحملُ عن الدّابةِ. والحِطانُ: التّيسُ. وعمرَانُ بن حِطَانَ: شاعر. وحطان بن عوف: الذي شبب الأخنس بن شهاب التغلبي بابنته فقال: لابنه حطان بن عوف منازل
كما رقش العنوان في الرق كاتب     

وحِطّيْنُ -مَثَالُ سِجيِنْ-:قرَيْة بين أرْسُوْفَ وقَيسْارِيةَ بها قَبْرُ شُعَبْبٍ صَلَواتُ الله عليه.
والحَطَاطُ -بالفَتْح-: شَبِيْه بالُبُثُورِ يكونُ حَوْلَ الحُوْقِ، وأنْشَدَ الأصمعَّي:
بُمِكْفَهِرَّ اللّونِ ذي حَطَاطِ     


وقال رُوَبةُ:
ما غَثَ عَرّاً دامِيَ الحَطَاطِ     

الواحِدةُ: حَطَاطَة، وربما كانت في الوَجْه، قال المُتَنَخلُ الهذَليّ:
ووَحْهٍ قد رَأيْتُ أمَيْمَ صافٍ      أسِيْلٍ غيرِجَهْمٍ ذي حَطَاطِ

ويُقال للجارِيةِ الصّغيِرة: يا حَطَاطَةُ، وقال ابنُ دُريْدٍ: يقُال للشّيْءِ إذا اسْتَصْغَروه: حَطَاطةُ، فال أبو حاتمٍ: هو عَرَبيّ مُسْتَعْكلَ.
والحَطَاطُ -أيضاً-: زُبْدُ اللّبِن.
والحَطِيْطَةُ: ما يُحّط من الثّمن، يقُال: الحَطِيْطَةُ كَذا وكَذا. والكَعْبُ الحَطِيْطُ: الأدْرَمُ.
وقال ابنُ الأعرابيّ: الحُطُطُ -بضَمّتْيِن-: الأبْدَانُ النّاعِمَةُ. والحُطُطُ -أيضاً-:مَرَاكِبُ السّفَلِ، وقال الأزْهَرِي: أظُنه مَرَاتِبِ الّفَلِ.
ورَجُلَ حُطَائطَ -بالضّم-: أي صَغِيرّ قَصِير.
وحُطَائِطُ بن يَعْفُرَ النّهْشّلي: أخُو الأسْوَدِ بنِ يَعْفُر. وقال ابن عَبّادٍك حِرّ حُطَائط بُطائط -إتْباعّ- أي ضَخْمّ. قال: وحُطَائطةّ بُرّة حَمْراءُ صَغيرة، قال الصّغانيّ مُؤلَف هذا الكتابِ: هكذا قال: بُرة والصوابُ: ذَرةٍ فانه تقول صِبْيانُ الأعْرَابِ "17-أ" في أحَاجِيهم: ما حُطَائط بطُائط تَمْيسُ تَحْتَ الحائط؟ يعْنْونَ الذّرّةَ. والحُطَيّطّةُ والبُطَيطةُ مثِالا دُجَيجةٍ تَصْغِير دَجَاجَةٍ-: السّرْفَةُ.
ويحْطُوط -مثالُ يَعْسُوبٍ-: وادٍ مَعْروفّ، قال العَبّاسُ بنُ تَيحَانَ البوْلانيّ:
فلا أبالي يا أخا سَـلَـيْطِ      ألاّ تَعَشَى جانِبيْ يَحْطُوْطِ

والمحط -بالكسرْ-: الذي يوْشَمُ به، ويقالُ: هو الحَدِيْدَةُ التي تكون مع الخَرّازيْنَ يَنْقُشوْنَ به الأدْيَمَ، قال النِمرُ بن تَوْلَبٍ -رضي الله عنه- وذَكّر كِبَر سِنه:
كأنّ مِحَطـاً فـي يدَيْ حـارِثّـيةٍ      صَناَعٍ عَلَتْ منيّ به الحِلْدَ من عَلُ


وقيل: المحطّ: المصْقَلةُ وهو حَديْدةّ يُصْقَلُ بها الجلْدُ ليَلْينَ ويحْسُنَ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الحَطَنْطى: يُعَيُرةُ الرجلُ إذا نُسِبَ إلى الحَمقُ، ذَكَره مع حَبرْكيّ وقال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلّ حَطَوطيّ: أي نَزِقُ والحِطَّيْطى: -من الحط- كالخصّيصى: وقال ابنُ دُرَيدٍ: يقاُل أتانا بِطعامٍ فَحَطَطْنا فيه حَطَاً وحَطّطْنا تْطيْطاً: أي أكَلْناه.
وانْحطّ السعْرُ وغيرُه. خِلافُ ارْتَفَعَ، قال رُؤبةُ:
وقد رَأى الرّاؤونَ في المـحـاطِ      تَصَعَّدي في الحرْبِ وانْحِطاطي

وقال آخرُ:
رآها وكان دُوَيْنَ السّـمَـاءِ      فانْحَط من حيث لم يَرْهَبِ

وانْحَطّتِ الناقّةُ في سيرْها: أي أسْرَعَتْ واحْتَطّه: أي حَطّه، وأنْشَدَ الخارْزَنْحيّ: أيْقَنْتُ أن فارِساً مُحْتًطي وتقولُ: اسْتَحّطني فَلانّ من الثمنِ شَيْئاً: أي اسْتَنَقَصني. وقال ابنُ دُرَيْدٍك اَاحَطْحَطةُ: الُسرْعَةُ، يقالُ حَطْحَط في مَشْيه: إذا أسَرعَ، وكلُ شَيءٍ أخَذْتَ فيه من عَمَلٍ أو مَشْيٍ فأسْرَعْتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ.
وقال ابنُ عَبَادٍ: حَطَحَط: أي انْحَطّ.
والترْكيبُْ يدُلُ على إنْزَاَلِ الشيْءِ من عُلْوٍ، وقدج شَذّ عنه الحَطَاطُ: البَثْرة.

جعد (لسان العرب) [0]


الجعد من الشعر: خلاف السبط، وقيل هو القصير؛ عن كراع. شعر جعْد: بَيِّنُ الجُعودة، جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صاحبه تجعيداً، ورجل جعد الشعر: من الجعودة، والأُنثى جعْدة، وجمعهما جعاد؛ قال معقل بن خويلد: . . . .
وسُود جعاد الرقا بِ، مثْلَهُمُ يرهَبُ الراهِبُ (* قوله «وسود» كذا في الأصل بحذف بعض الشطر الأول). عنى من أَسرت هذيل من الحبشة أَصحاب الفيل، وجمع السلامة فيه أَكثر.
والجَعْد من الرجال: المجتمع بعضه إِلى بعض، والسبط: الذي ليس بمجتمع، وأَنشد: قالت سليمى: لا أُحب الجَعْدِين، ولا السٍّباطَ، إِنهم مَناتِين وأَنشد ابن الأَعرابي لفُرعان التميمي في ابنه مَنازل حين عقه: وربَّيْتُه حتى . . . أكمل المادة إِذا ما تركتُه أَخا القوم، واستغنى عن المسح شاربُه وبالمَحْض حتى آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً، إِذا قام ساوى غاربَ الفَحْل غارِبُه فجعله جعداً، وهو طويل عنطنط؛ وقيل: الجَعْدُ الخفيف من الرجال، وقيل: هو المجتمع الشديد؛ وأَنشد بيت طرفة: أَنا الرجلُ الجَعْدُ الذي تعرفونه (* في معلقة طرفة: الرجل الضَّرب).
وأَنشد أَبو عبيد: يا رُبَّ جَعْدٍ فيهمُ، لو تَدْرِينْ، يَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِيمْ قال الأَزهري: إِذا كان الرجل مداخَلاً مُدْمَج الخلق أَي معصوباً فهو أَشد لأَسره وأَخف إِلى منازلة الأَقران، وإِذا اضطرب خلقه وأَفرط في طوله فهو إِلى الاسترخاءِ ما هو.
وفي الحديث: على ناقة جَعْدة أَي مجتمعة الخلق شديدة.
والجَعْد إِذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أَحدهما أَن يكون معصوب الجوارح شديد الأَسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني أَن يكون شعره جعداً غير سبط لأَن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس، وجُعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب، فإِذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين.
وأَما الجعد المذموم فله أَيضاً معنيان كلاهما منفي عمن يمدح: أَحدهما أَن يقال رجل جعد إِذا كان قصيراً متردد الخلق، والثاني أَن يقال رجل جعد إِذا كان بخيلاً لئيماً لا يَبِضُّ حَجَره، وإِذا قالوا رجل جعد السبوطة فهو مدح، إِلاَّ أَن يكون قَطِطاً مُفَلْفَلاً كشعر الزَّنج والنُّوبة فهو حينئذ ذم ؛ قال الراجز: قد تَيَّمَتْنِي طَفْلَةٌ أُمْلُودُ بِفاحِمٍ، زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ وفي حديث الملاعنة: إِن جاءت به جَعْداً؛ قال ابن الأَثير: الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذمّاً، ولم يذكر ما أَراده النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديث الملاعنة هل جاء به على صفة المدح أَو على صفة الذم.
وفي الحديث: أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاريّ: ما فَعلَ النَّفَرُ السودُ الجِعاد؟ ويقال للكريم من الرجال: جعد، فأَما إِذا قيل فلان جَعْد اليدين أَو جعد الأَنامل فهو البخيل، وربما لم يذكروا معه اليد؛ قال الراجز: لا تَعْذُلِيني بِضُرُبٍّ جَعْد (* قوله «بضربّ» كذا بالأصل بالضاد المعجمة، وهذا الضبط.
ولعل الصواب بظرب، بالظاء المعجمة، كعتلّ وهو القصير كما في القاموس).
ورجل جَعْد اليدين: بخيل.
ورجل جعد الأَصابع: قصيرها؛ قال: من فائض الكفين غير جعد وقَدَمٌ جَعْدَةٌ: قصيرة من لؤمها؛ قال العجاج: لا عاجِز الهَوْءِ ولا جَعْد القَدَمْ قال الأَصمعي: زعموا أَن الجعد السخي، قال: ولا أَعرف ذلك.
والجعد: البخيل وهو معروف؛ قال كثير في السخاء يمدح بعض الخلفاء: إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابن عاتِكةَ الذي له فَضْلُ مُلْكٍ، في البرية، غالب قال الأَزهري: وفي شعر الأَنصار ذكر الجعد، وضع موضع المدح، أَبيات كثيرة، وهم من أَكثر الشعراء مدحاً بالجعد.
وتراب جعد نَدٍ، وثَرىً جعد مثل ثَعْد إِذا كان ليناً.
وجَعُدَ الثرى وتجعَّد: تقبض وتعقد.
وزَبَد جعد: متراكب مجتمع وذلك إِذا صار بعضه فوق بعض على خطم البعير أَو الناقة، يقال: جعد اللُّغام؛ قال ذو الرمة: تَنْجُوا إِذا جَعَلت تَدْمَى أَخِشَّتُها، واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ تنجو: تسرع السير.
والنجاء: السرعة.
وأَخشتها جمع خِشاش، وهي حَلْقة تكون في أَنف البعير.
وحَيس جَعْد ومُجَعَّد: غليظ غير سبط؛ أَنشد ابن الأَعرابي: خِذامِيَّةٌ أَدَتْ لها عَجْوَةُ القُرى، وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدا رماها بالقبيح يقول: هي مخلطة لا تختار من يواصلها؛ وصِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى جعدة بالغوا بهما. الصحاح: والجعد نبت على شاطئِ الأَنهار.
والجعدة: حشيشة تنبت على شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ.
وقيل: هي شجرة خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد، وقيل: في القيعان؛ قال أَبو حنيفة: الجعدة خضراء وغبراء تنبت في الجبال، لها رعْثَة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول يحشى بها المرافق؛ قال الأَزهري: الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأَنهار وليس لها رعثة؛ قال: وقال النضر بن شميل هي شجرة طيبة الريح خضراء، لها قضب في أَطرافها ثمر أَبيض تحشى بها الوسائد لطيب ريحها إِلى المرارة ما هي، وهي جَهيدة يَصْلُح عليها المال، واحدتها وجماعتها جَعْدة؛ قال: وأَجاد النضر في صفتها؛ وقال النضر: الجعاديد والصَّعارير أَوَّل ما تنفتح الأَحاليل باللبَإِ، فيخرج شيء أَصفر غليظ يابس فيه رخاوة وبلل، كأَنه جبن، فَيَنْدَلِصُ من الطُّبْي مُصَعْرَراً أَي يخرج مدحرجاً، وقيل: يخرج اللبأُ أَول ما يخرج مصمغاً؛ الأَزهري: الجَعْدة ما بين صِمْغَي الجدي من اللبإِ عند الولادة.
والجعودة في الخد: ضد الأَسالة، وهو ذم أَيضاً.
وخدٌّ جعد: غير أَسيل. جعد: كثير الوبر جعْده.
وقد كني بأَبي الجعد والذئب يكنى أَبا جَعْدة وأَبا جُعادة وليس له بنت تسمى بذلك؛ قال الكميت يصفه: ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بناته، جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا وقال عبيد بن الأَبرص: وقالوا هي الخمر تُكْنى الطلا، كما الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه أَي كنيته حسنة وعمله منكر. أَبو عبيد يقول: الذئب وإِن كني أَبا جعدة ونوِّه بهذه الكنية فإِن فعله غير حسن، وكذلك الطلا وإِن كان خاثراً فإِن فعله فعل الخمر لإِسكاره شاربه، أَو كلام هذا معناه.
وبنو جَعْدة: حيّ من قيس وهو أَبو حيّ من العرب هو جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم النابغة الجعدي.
وجُعادة: قبيلة؛ قال جرير: فَوارِسُ أَبْلَوْا في جُعادة مَصْدَقاً، وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ وجُعَيْد: اسم، وقيل: هو الجعيد بالأَلف واللام فعاملوا الصفة (* قوله «فعاملوا الصفة» كذا بالأصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة).

مرن (لسان العرب) [0]


مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه.
ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة.
ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ.
والمَرَانةُ: اللِّينُ.
والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ.
ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ.
ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ.
والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة.
وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح. قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ.
ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه. وجهُ الرجل على هذا الأَمر.
وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة: لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن . . . أكمل المادة بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف. يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده: أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ والمصدر المُرُونة.
ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه.
ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه. ابن سيده: مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال: قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ، وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب.
ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ.
والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك.
ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً، وقد مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ.
وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ.
وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه.
والمَرْنُ: ضرب من الثياب؛ قال ابن الأَعرابي: هي ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد للنمر: خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ، كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وقال الجوهري: المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر: كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها: ضربها به.
وما زالَ ذلك مَرِنَك أَي دَأْبَكَ. قال أَبو عبيد: يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك.
والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ: على خُلُقٍ مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جني: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ، والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له، وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِناً ما أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك. الجوهري: والمَرِنُ، بكسر الراء، الحالُ والخُلُق. يقال: ما زال ذلك مَرِِني أَي حالي.
والمارِن: الأَنف، وقيل: طَرفه، وقيل: المارِنُ ما لان من الأَنف، وقيل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة، وما لان من الرُّمْح؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه: هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً، ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة: لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف، وفي حديث النخعي: في المارِنِ الدِّيَةُ؛ المارِنُ من الأَنف: ما دون القَصبة.
والمارنان: المُنْخُران.
ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ، وقيل: هي التي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، وقيل: هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر عليها الفحل.
وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح.
ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفىً به.
والتَّمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ مَنسِم البعير: فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وقال أَبو الهيثم: المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها، وهو أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك.
وقال ابن حبيب: المَرْنُ الحَفاءُ، وجمعه أَمْرانٌ؛ قال جرير: رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران وناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قال الجوهري: والمُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ. يقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
والمَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ من البعير، وجمعه أَمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي: فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً: ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلْ قال: أَدلّ من الإِدلال؛ وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي: نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهري: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها؛ وقول ابن مقبل: يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا قال الفارسي: المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به، وقيل: هو موضع، وقيل: هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ، يريد لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر.
وقال الأَصمعي: المرانة اسم ناقة كانت هادية بالطريق، وقال: الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده.
ويقال: المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار، وقيل: المرانة مَعْرُِفتُها؛ قال الجوهري: أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها.
ومَرَّانُ شَنُوأَة: موضع باليمن.
وبنو مَرِينا: الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال: فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا، ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد، وليس مَرِينا بكلمة عربية.
وأَبو مَرينا: ضرب من السمك.
ومُرَيْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاري: تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة: موضع لبني عَقِيلٍ؛ قال لبيد: لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ (* قوله «فشرجه فالحبال» كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم.
وقول الجوهري: والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية البيت).
وهو في الصحاح مَرَانة، وأَنشد بيت لبيد. ابن الأَعرابي: يوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ، ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ.
ومَرَّان، بالفتح: موضع على ليلتين من مكة، شرفها الله تعالى، على طريق البصرة، وبه قبر تميم بن مُرٍّ؛ قال جرير: إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني، جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عنه الشعراء: وقوله حَرَّبَني أَغضبني؛ يقول: تميم بن مُرّ جاري الذي أَعْتَزُّ به، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من الشعراء لفخري بتميم؛ وأَما قول منصور: قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛ ومر أَبو جعفر المنصورُ على قبره بمَرّان، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة، فقال: صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً، عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ، فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً، أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قال: وروى: صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ

حطط (لسان العرب) [0]


الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ.
والحَطُّ: وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ، تقول: حَطَطْتُ عنها.
وفي حديث عمر: إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، وهي الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج على الخيل للغَزْو.
وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً: أَنزله.
وكلُّ ما أَنزله عن ظهر، فقد حطه. الجوهريّ: حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ وحَطَّ أَي نزَل.
والمَحَطُّ: المَنْزِلُ.
والمِحَطُّ: من الأَدواتِ، وقال في مكان آخَر: من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة معطوفة الطرَف، وأَدِيم مَحْطُوطٌ؛ وأَنشد: تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ، كأَنَّها أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه، في الدعاء: وضَعَه، مَثَلٌ بذلك، أَي خفَّفَ اللّه عن ظَهْرِكَ . . . أكمل المادة ما أَثْقَلَه من الوِزْر. يقال: حطّ اللّه عنك وزرك ولا أَنْقَضَ ظهرَك.
واستحَطَّه وِزْرَه: سأَله أَن يَحُطَّه عنه، والاسم الحِطَّةُ.
وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم: وقولوا حِطَّة، ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم.
وسأَله الحِطِّيطى أَي الحِطَّة. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: وقولوا حِطَّة، قال: معناه قولوا مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا، وكذلك القراءة، وارتفعت على معنى مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قال: ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في العربية كأَنه قيل لهم: قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها، وجملة ما قالوا أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ، وقال الفراء في قوله تعالى: وقولوا حطة، يقال، واللّه أَعلم: قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة، فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ، فذلك قوله تعالى: فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: وادْخُلُوا الباب سُجَّداً، قال: رُكَّعاً، وقولوا حطةٌ مغفرة، قالوا: حِنْطةٌ ودخلوا على أَسْتاهِهم، فذلك قوله تعالى: فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم؛ وقال الليث: بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم.
وقال ابن الأَعرابي: قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة، قال: وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي: لا إِله إلا اللّه.
ويقال: هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم.
وحَطَّه أَي حَدَرَه.
وفي الحديث: من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه، وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه.
وفي الحديث: إِن الصلاة تسمى في التوراة حَطُوطاً.
وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً: رَخُصَ، وكذلك انْحَطَّ حُطوطاً وكسر وانكسر، يريد فَتَر.
وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر، ولم يزد ههنا على هذا اللفظ.
والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ: الصغير وهو من هذا لأَن الصغير مَحْطُوط؛ أَنشد قطرب: إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط، كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط بُطائطٌ إِتباع؛ وقال مليح: بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه، تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ وقيل: هو القصير. أَبو عمرو: الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم؛ وأَنشد: والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ، والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ قال الأَزهري: وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم: ما حُطائطٌ بُطائط تَمِيسُ تحت الحائط؟ يعنون الذّرةَ.
والحَطاطُ: شِدّةُ العَدْوِ.
والكَعْبُ الحَطِيطُ: الأَدْرَمُ.
والحِطَّانُ: التَّيْسُ.
وحطّانُ: من أَسماء العرب.
والحُطائطة: بَثْرةٌ صغيرة حمراء.
وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن: ممدودَتُهما، وقال الأَزهري: ممدودة حسنَة مستوية؛ قال النابغة: مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ وأَنشد الجوهري للقطامي: بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ، رَيَا الرّوادِفِ، لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ: لا مَأْكَمةَ لها.
والحَطُوطُ: الأَكَمةُ الصَّعْبةُ الانْحِدار.
وقال ابن دريد: الحطوط الأَكَمةُ الصعبة، فلم يذكر ارتفاعاً ولا انحداراً.
والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْو، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ؛ وأَنشد: كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ قال الأَزهري: والفِعْل اللاّزم الانحطاط.
ويقال للهَبُوط: حَطُوطٌ.
والمُنْحَطُّ من المَناكِب: المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها.
والحَطاطةُ: بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ، والجمع حَطاطٌ؛ قال المتنخل الهذلي: ووجْهٍ قد رأَيْت، أُمَيْمَ، صافٍ، أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ، وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ.
والحَطاطةُ: الجاريةُ الصغيرة، تشبَّه بذلك.
وقال الأَصمعي: الحَطاطُ البَثْر، الواحدة حَطاطةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ: قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ، يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ، بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ قال ابن بري: الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه؛ وبعده: هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي، نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ، ذُو قوّةٍ، ليس بذي وباطِ فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ، ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقام عنها، وهو ذُو نَشاطِ، ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ وقال الراجز: ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ بذي حَطاطٍ، مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ والواحدة حَطاطةٌ، قال: وربما كانت في الوجه؛ ومنه قول المتنخل الهذلي: ووجْهٍ قد جَلَوْت، أُمَيْمَ، صافٍ، كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ وقال أَبو زيد: الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ، وهو الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ. قال ابن سيده: والحَطاط، بالفتح، مثل البَثْر في باطن الحُوق، وقيل: حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها.
وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ: اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه؛ قال ابن مقبل: برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه، أَسَرَّ حِطاطاً، ثم لانَ فبَغّلا وقال الشماخ: وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت، حَطّتْ إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ العِلاَّتُ: الأَعْداء، والهادِيةُ: الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في سيرها، والشَّنُونُ: التي بين السمينةِ والمَهْزُولة.
ونَجِيبةٌ مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ. الأَصمعي: الحَطُّ الاعتماد على السير، والحَطُوطُ النَّجِيبةُ السريعة، وناقة حَطُوطٌ، وقد حَطَّتْ في سيرها؛ قال النابغة:فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ، حَطُوطٌ في الزِّمامِ، ولا لَجُونُ ويروى: في الزِّماعِ، وقال الأَعشى: فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها تَخْدِي، وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ (* هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة، وهو في قصيدة الأَعشى مَرويّ على هذه الصورة: إني لَعمر الذي خطت مناسمُها * له، وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ الغُيُلُ ) حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ، يقال ذلك للنَّجِيبةِ السَّريعةِ.
وقال أَبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ.
وتقول: اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً، والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن.
والحَطاطُ: زُبْدُ اللَّبَن.
وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ، وقال اللحياني: حُطَّ البعيرُ الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه، وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ. الأَزهري: أَبو عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد.
وفي الحديث: جلس رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها؛ معناه فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره.
والحَطِيطةُ: ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ. يقال: حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية.
والحُطُطُ: الأَبدان النّاعمة.
والحُطُطُ أَيضاً: مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، والحِطَّةُ: نُقْصانُ المَرْتَبة.
وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً: سَطَرَه وصقَله ونقَشَه.
والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ: حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ ويَبْرُقَ.
والمِحَطُّ، بالكسر: الذي يُوشَمُ به، ويقال: هو الحديدة التي تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ؛ قال النَّمر بن تَوْلب: كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ صَناعٍ، عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية: فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ إِليه ونزلت بقلبها نحوه.
والحُطاطُ: الرائحة الخَبيثةُ، وحَطْحَطَ في مشيه وعمله: أَسرع.
ويَحْطُوط: وادٍ مَعْروف.
وعِمْرانُ بن حِطّانَ، بكسر الحاء، وهو فِعْلانُ.
وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ.

صبا (لسان العرب) [0]


الصَّبْوَة: جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل، ومنه التَّصابي والصِّبا. صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً وصَباءً.
والصِّبْوَة: جمع الصَّبيِّ، والصِّبْيةُ لغة، والمصدر الصِّبا. يقال: رأَيتُه في صِباهُ أَي في صِغَرِه.
وقال غيره: رأَيتُه في صَبائِه أَي في صِغَره.
والصَّبيُّ: من لَدُنْ يُولَد إِلى أَنْ يُفْطَم، والجمع أَصْبِيَةٌ وصِبْوةٌ وصِبْيَةٌ (* قوله «وصبية» هي مثلثة كما في القاموس.
وقوله «صبوان وصبيان» هما بالكسر والضم كما في القاموس).
وصَبْيَةٌ وصِبْوانً وصُبْوانٌ وصِبْيانٌ، قلبوا الواو فيها ياءً للكسرة التي قبلها ولم يعتدُّوا بالساكن حاجِزاً حَصيناً لضَعْفِه بالسكون، وقد يجوز أَن يكونوا آثَرُوا الياءَ لخِفَّتها وأَنهم لم يُراعوا قرْبَ الكسرة، والأَول أَحسنُ، وأَما قول بعضهم صُبْيانٌ، بضم الصاد والياء . . . أكمل المادة بحالها التي هي عليها في لغة من كَس، وتصغير، ففيه من النظر أَنه ضمَّ الصاد بعد أَن قُلِبَت الواوُ ياءً في لغة من كَسَر فقال صُبيان، فلما قُلِبَت الواوُ ياءً للكسرة وضمت الصاد بعد ذلك أُقِرَّت الياءُ صِبْيَة أُصَْيبِيَةٌ، وتصغير أَصْبِيَة صُبَيَّة، كلاهما على غير قياس؛ هذا قول سيبويه؛ وأَنشد لرؤبة: صُبَيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكا، ما إِنْ عَدا أَكْبَرُهم أَنْ زَكَّا قال ابن سيده: وعندي أَنَّ صُبَيَّة تصغي صِبْيَةٍ، وأُصَيْبِيَة تصغيرُ أَصْبِية، ليكون كلُّ شيءٍ منهما على بناء مُكَبَّره.
والصبيُّ: الغلامُ، والجمع صِبْيَة وصِبْيانٌ، وهو من الواو، قال: ولم يقولوا أَصْبِيَة استغناءً بصِبْيةٍ كما لم يقولوا أَغْلِمَة استغناءً بِغلْمة، وتصغير صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ في القياس.
وفي الحديث: أَنه رأَى حَسَناً يَلْعَبُ مع صِبْوةٍ في السِّكَّة؛ الصِّبْوة والصِّبْيَة: جمعُ صَبِيٍّ، والواو هو القياس وإِن كانت الياءُ أَكثر استعمالاً.
وفي حديث أُمِّ سَلَمَة: لمَّا خَطبها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، قالت إِني امرأَةٌ مُصْبِيةٌ مُوتِمَةٌ أَي ذاتُ صِبْيْانٍ وأَيتامٍ، وقد جاء في الشعر أُصَيْبِيَة كأَنه تصغيرُ أَصْبِيَةٍ، قال الشاعر عبد الله بن الحجاج التغلبي: ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهمْ حِجْلى، تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ، وُقَّعُ ويقال: صَبِيٌّ بيِّنُ الصِّبا والصَّباءِ، إِذا فتحت الصاد مدَدْت، وإِذا كسَرْت قصَرْت؛ قال سُوَيْدُ بن كُراع: فهلْ يُعْذَرَنْ ذُو شَيْبَةٍ بصَبائِه؟ وهلْ يُحمَدَنْ بالصَّبرِ، إِنْ كان يَصبِرُ؟ والجارية صَبيَّةٌ، والجمع صَبايا مثلُ مَطِيَّةٍ ومَطايا.
وصَبِيَ صِباً: فَعَلَ فِعْلَ الصِّبْيانِ.
وأَصْبَتِ المرأَة، فهي مُصْبٍ إِذا كان لها ولدٌ صَبيٌّ أَو ولدٌ ذكرٌ أَو أُنثى.وامرأَةٌ مُصْبِيَةٌ، بالهاء: ذاتُ صِبْيةٍ. التهذيب: امرأَةٌ مُصْبٍ، بلا هاءٍ، معها صَبيٌّ. ابن شميل: يقال للجارية صَبِيَّة وصبيٌّ، وصَبايا للجماعة، والصِّبْيانُ للغِلْمان.
والصِّبا من الشَّوْق يقال منه: تَصابَى وصَبا يصْبُو صَبْوةً وصُبُوّاً أَي مالَ إِلى الجهل والفُتوَّةِ.
وفي حديث الفِتنِ: لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّىً؛ هي جمعُ صابٍ كغازٍ وغُزّىً، وهم الذين يَصْبُون إِلى الفتنة أَي يميلون إِليها، وقيل: إِنما هو صُبّاءٌ جمع صابِئٍ بالهمز كشاهِدٍ وشُهَّادٍ، ويروى: صُبّ، وذكر في موضعه.
وفي حديث هَوازِنَ: قال دُرَيد ابنُ الصِّمَّة ثم الْقَ الصُّبَّى على مُتُونِ الخيل أَي الذين يَشْتَهُون الحَرْبَ ويميلون إِليها ويحبُّون التقدُّم فيها والبِراز.
ويقال: صَبا إِلى اللَّهْوِ صَباً وصُبُوّاً وصَبْوةً؛ قال زيدُ بنُ ضَبَّة: إِلى هنْدٍ صَبا قَلْبي، وهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي وفي حديث الحسن بن علي، رضي الله عنهما: واللهِ ما تَرَكَ ذَهَباً ولا فِضَّةً ولا شيئاً يُصْبَى إِليه.
وفي الحديث: وشابٌّ ليست له صَبْوةٌ أَي مَيْلٌ إِلى الهَوَى، وهي المَرَّةُ منه.
وفي حديث النخعي: كان يُعْجِبُهم أَن يكون للغلامِ إِذا نشَأَ صَبْوةٌ، وذلك لأَنه إِذا تاب وارْعَوَى كان أَشدّ لاجتهاده في الطاعة وأَكثرَ لنَدَمِه على ما فَرَط منه، وأَبْعَدَ له من أَنْ يُعْجَبَ بعمَله أَو يتَّكِلَ عليه.
وأَصْبَتْه الجاريةُ وصَبِيَ صَباءً مثلُ سَمِعَ سَماعاً أَي لَعِبَ مع الصِّبْيانِ.
وصَبا إِليه صَبْوةً وصُبُوّاً: حَنَّ.
وكانت قريشٌ تُسَمي أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، صُباةً.
وأَصْبَتْه المرأَةُ وتَصَبَّتْه: شاقَتْه ودَعَتْه إِلى الصِّبا فحَنَّ لها وصَبا إِليها.
وصَبِيَ: مالَ، وكذلك صَبَتْ إِليه وصَبِيَتْ، وتَصَبَّاها هو: دَعاها إِلى مِثْل ذلك، وتَصَبَّاها أَيضاً: خدَعها وفَتَنها؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لعَمْرُك لا أَدْنُو لأَمْر دَنِيَّةٍ، ولا أَتَصَبَّى آصراتِ خَليلِ قال ثعلب: لا أَتَصَبَّى لا أَطْلُب خديعَة حُرْمَة خَليلٍ ولا أَدْعوها إِلى الصِّبا، والآصِراتُ: المُمْسِكاتُ الثَّوابتُ كإِصارِ البَيْتِ، وهو الحبْلُ من حبال الخِباءِ.
وفي التنزيل العزيز في خبر يوسف، عليه السلام: وإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِليهنَّ؛ قال أَبو الهيثم: صَبا فُلان إِلى فلانة وصَبا لها يَصْبُو صَباً مَنْقُوصٌ وصَبْوةً أَي مالَ إِليها. قال: وصَبا يَصْبُو، فهو صابٍ وصَبِيٌّ مثل قادرٍ وقَديرٍ، قال: وقال بعضهم إِذا قالوا صَبيٌّ فهو بمعنى فَعول، وهو الكثير الإِتْيان للصِّبا، قال: وهذا خطأٌ، لو كان كذلك لقالوا صَبُوٌّ، كما قالوا دَعُوٌّ وسَمُوٌ ولَهُوٌّ في ذوات الواو، وأَما البكِيُّ فهو بمعنى فَعُولٍ أَي كثير البُكاء لأَن أَصْله بَكُويٌ؛ وأَنشد: وإِنَّما يأْتي الصِّبا الصَّبيُّ ويقال: أَصْبى فلان عِرْس فلان إِذا اسْتَمالها.
وصَبَتِ النَّخْلةُ تَصْبُو: مالتْ إِلى الفُحَّال البعيد منها.
وصَبَت الراعِيَةُ تَصْبُو صُبُوّاً: أَمالتْ رأْسَها فوضعَتْه في المرْعى.
وصابى رُمْحَه: أَماله للطَّعن به؛ قال النابغة الجعدي: مُصابينَ خِرْصانَ الوَشِيجِ كأَنَّنا، لأَعدائِنا، نُكْبٌ، إِذا الطعنُ أَفقَرا وصابى رمحه إِذا صَدَّر سِنانه إِلى الأَرض للطَّعن به.
وفي الحديث: لا يُصَبِّي رأْسَه في الرُّكُوعِ أَي لا يخفِضُه كثيراً ولا يُميلُه إِلى الأَرضِ، مِنْ صَبا إِلى الشيء يَصبُو إِذا مالَ، وصَبَّى رأْسه، شُدِّد للتكثير، وقيل: هو مهموز من صَبأَ إِذا خرج من دِين إِلى دين. قال الأَزهري: الصواب لا يُصَوِّبُ، ويروى لا يَصُبُّ.
والصَّبا: ريحٌ معروفة تُقابل الدَّبُور. الصحاح: الصَّبا ريحٌ ومَهَبُّها المُسْتَوِي أَن تَهُبَّ من موضع مطلع الشمس إِذا اسْتَوى الليلُ والنهارُ ونيِّحتُها الدَّبُور. المحكم: والصَّبا رِيحٌ تَسْتَقبلُ البيتَ، قيل: لأَنَّها تحِنُّ إِلى البيت.
وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الصَّبا من مطْلع الثُّرَيَّا إِلى بنات نَعْش، من تذكرة أَبي عليّ، تكون اسماً وصِفة، وتَثْنيته صَبَوانِ وصَبَيانِ؛ عن اللحياني، والجمع صَبَواتٌ وأَصْباءٌ.
وقد صَبت الريح تَصْبُو صُبُوّاً وصَباً.
وصُبيَ القومُ: أَصابَتْهُمُ الصَّبا، وأَصْبَوْا: دخلوا في الصَّبا، وتزعمُ العَرَب أَنَّ الدَّبُور تُزْعِج السَّحاب وتُشْخِصُه في الهواء ثم تسوقُه، فإِذا علا كشَفَتْ عنه واستقبلته الصَّبا فوزَّع بعضَه على بعض حتى يصيرَ كِسْفاً واحداً، والجَنُوبُ تُلْحِقُ روادفَه به وتُمِدُّه من المَدد، والشَّمالُ تمزِّقُ السَّحاب.
والصابيَة: النُّكَيْباءُ التي تجري بين الصَّبا والشَّمال.
والصَّبِيُّ: ناظرُ العَين، وعَزاه كراعٌ إِلى العامة.
والصَّبيَّان: جانِبا الرَّحْل.
والصَّبيَّان، على فعيلان: طَرَفا اللَّحْيَين للبَعِير وغيره، وقيل: هما الحرْفان المُنْخِيان من وسَط اللَّحْيَين من ظاهِرهِما؛ قال ذو الرمة: تُغَنِّيه، من بين الصَّبِيَّيْن، أُبْنَةٌ نَهُومٌ، إِذا ما ارْتَدَّ فيها سَحِيلُها الأُبْنَةُ ههنا: غَلْصَمَتُه.
وقال شمر: الصَّبِيَّان مُلْتَقى اللَّحْيَين الأَسْفَلين.
وقال أَبو زيد: الصَّبيَّان ما دَقَّ من أَسافِلِاللَّحْيَين، قال: والرَّأْدانِ هُما أَعْلى اللحْيَين عند الماضغتَين، ويقال الرُّؤْدانِ أَيضاً؛ وقال أَبو صدقة العجلي يصف فرساً: عارٍ منَ اللَّحْم صَبِيَّا اللَّحَيْينْ، مُؤَلَّلُ الأُذْن أَسِيلُ الخَدَّيْنْ وقيل: الصَّبيُّ رأْس العَظْم الذي هو أَسْفلُ من شَحمَة الأُذنِ بنحو من ثلاث أَصابعَ مَضْمُومة.
والصَّبِيُّ من السَّيف: ما دُون الظُّبَةِ قليلاً.
وصَبيُّ السيَّف: حَدُّه، وقيل: عَيْرُه الناتئُ في وَسَطِه، وكذلك السِّنانُ.
والصَّبِيُّ: رأْسُ القَدم. التهذيب: الصَّبيُّ من القَدم ما بين حِمارتِها إِلى الأَصابِع.
وصابى سيفَه: جعله في غِمْده مَقلوباً، وكذلك صابَيْتُه أَنا.
وإِذا أَغْمَد الرجلُ سَيفاً مقلوباً قيل: قد صابى سَيفَه يُصابيه؛ وأَنشد ابن بري لعِمْران بن حَطَّان يصف رجلاً: لم تُلْهِه أَوْبَةٌ عن رَمْيِ أَسْهُمِه، وسَيْفه لا مُصاباةٌ ولا عَطَل وصابَيْتُ الرُّمح: أَمَلْتُه للطَّعْن.
وصابى البيتَ: أَنْشَده فلم يُقِمْه.
وصابى الكلام: لم يُجْرِه على وجهه.
ويقال: صابى البعيرُ مشافِره إِذا قلبها عند الشُّرب؛ وقال ابن مقبل يذكر إِبلاً: يُصابِينَها، وهي مَثْنِيَّةٌ كَثَنْي السُّبُوت حُذينَ المِثالا وقال أَبو زيد: صابَيْنا عن الحَمْض عدَلْنا.

جدب (لسان العرب) [0]


الجَدْبُ: الـمَحْل نَقِيضُ الخِصْبِ.
وفي حديث الاسْتِسْقاءِ: هَلَكَتِ الـمَواشِي وأَجْدَبَتِ البِلادُ، أَي قَحِطَتْ وغَلَتِ الأَسْعارُ. فأَما قول الراجز، أَنشده سيبويه: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جَدَبَّا * في عامِنا ذا، بَعدَما أَخْصَبَّا فإنه أَراد جَدْباً، فحرَّكَ الدالَ بحركة الباءِ، وحذَف الأَلف على حدِّ قولك: رأَيت زَيْدْ، في الوقف. قال ابن جني: القول فيه أَنه ثَقَّلَ الباءَ، كما ثَقَّل اللام في عَيْهَلِّ في قوله: بِبازِلٍ وَجْناءَ أَوْ عَيْهَلِّ فلم يمكنه ذلك حتى حَرَّك الدال لَـمّا كانت ساكنة لا يَقعُ بعدها الـمُشدَّد ثم أَطْلَقَ كإِطْلاقه عَيْهَلِّ ونحوها.
ويروى أَيضاً جَدْبَبَّا، وذلك أَنه أَراد تثقيل الباء، والدالُ قبلها ساكنة، فلم يمكنه . . . أكمل المادة ذلك، وكره أَيضاً تحريك الدال لأَنّ في ذلك انْتِقاضَ الصِّيغة، فأَقَرَّها على سكونها، وزاد بعد الباءِ باءً أُخرى مُضَعَّفَةً لإِقامة الوزن. فإِن قلت: فهل تجد في قوله جَدْبَبَّا حُجَّةً للنحويين على أَبي عثمان في امْتناعه مـما أَجازوه بينهم من بنائهم مثل فَرَزْدَق من ضَرَبَ، ونحوه ضَرَبَّبٌ، واحْتِجاجِه في ذلك لأَنه لم يَجِدْ في الكلام ثلاث لامات مُتَرادفةٍ على الاتِّفاق، وقد قالوا جَدْبَبَّا كما ترى، فجمع الراجز بين ثلاث لامات متفقة؛ فالجواب أَنه لا حجة على أَبي عثمان للنحويين في هذا مِن قِبَل أَن هذا شيءٌ عرَضَ في الوَقْف، والوَصْلُ مُزِيلهُ.
وما كانت هذه حالَه لم يُحْفَلْ به، ولم يُتَّخذْ أَصلاً يُقاسُ عليه غيره. أَلا ترى إِلى إِجماعهم على أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حركة ثم لا يَفْسُد ذلك بقول بعضهم في الوقف: هذه أَفْعَوْ، وهو الكَلَوْ، من حيث كان هذا بدلاً جاءَ به الوَقْفُ، وليس ثابتاً في الوصل الذي عليه الـمُعْتَمَد والعَملُ، وإِنما هذه الباءُ المشدّدة في جَدْبَبَّا زائدة للوقف، وغيرِ ضَرورة الشعر، ومثلها قول جندل: جارِيةٌ ليست من الوَخْشَنِّ، لا تَلبَس المِنْطَقَ بالمَتْنَنِّ، إِلا ببَتٍّ واحـــــدٍ بَتَّـــــنِّ، كَأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها الـمُسْتَنِّ قُطْنُنَّةٌ من أَجْــــودِ القُطْنُنِّ فكما زاد هذه النوناتِ ضرورة كذلك زاد الباءَ في جَدبَبَّا ضرورة، ولا اعتِداد في الموضعين جميعاً بهذا الحَرْف الـمُضاعَف. قال: وعلى هذا أَيضاً عندي ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الراجز: لكِنْ رَعَيْنَ القِنْعَ حيث ادْهَمَّما أَراد: ادْهَمَّ، فزاد ميماً أُخرى. قال وقال لي أَبو علي في جَدْبَبَّا: إِنه بنى منه فَعْلَلَ مثل قَرْدَدَ، ثم زاد الباءَ الأَخيرة كزيادة الميم في الأَضْخَمَّا. قال: وكما لا حجة على أَبي عثمان في قول الراجز جَدْبَبَّا كذلك لا حجة للنحويين على الأَخفش في قوله: إِنه يُبْنَى من ضرب مثل اطْمأَنَّ، فتقول: اضْرَبَبَّ.
وقولهم هم اضْرَبَّبَ، بسكون اللام الأُولى بقول الراجز، حيث ادْهَمَّما ، بسكون الميم الأُولى، لأَنّ له أَن يقول إِن هذا إِنما جاءَ لضرورة القافية، فزاد على ادْهَمَّ، وقد تراه ساكن الميم الأُولى، ميماً ثالثة لإِقامة الوزن، وكما لا حجة لهم عليه في هذا كذلك لا حجة له عليهم أَيضاً في قول الآخر: إِنَّ شَكْلي، وإِنَّ شَكْلَكِ شَتَّى، * فالْزَمي الخُصَّ، واخْفِضي تَبْيَضِضِّي بتسكين اللام الوسطى، لأَن هذا أَيضاً إِنما زاد ضاداً، وبنى الفِعل بَنْيةً اقْتضاها الوَزْنُ. على أَن قوله تَبْيَضِضِّي أَشْبهُ من قوله ادْهَمَّمَا. لأَن مع الفعل في تَبْيَضِضِّي الياء التي هي ضمير الفاعل، والضمير الموجود في اللفظ، لا يُبنى مع الفعل إِلا والفعل على أَصل بِنائه الذي أُريد به، والزيادةُ لا تكاد تَعْتَرِضُ بينهما نحو ضرَبْتُ وقتلْتُ، إِلا أَن تكون الزيادة مَصُوغة في نفس المثال غير مُنْفَكَّةٍ في التقدير منه، نحو سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ واحْرَنْبَيْتُ وادْلَنْظَيْتُ.
ومن الزيادة للضرورة قول الآخر: باتَ يُقاسِي لَيْلَهُنَّ زَمَّام، والفَقْعَسِيُّ حاتِمُ بنُ تَمَّامْ، مُسْتَرْعَفاتٍ لِصِلِلَّخْمٍ سامْ يريد لِصِلَّخْمٍ كَعِلَّكْدٍ وهِلَّقْسٍ وشِنَّخْفٍ. قال: وأَمـّا من رواه جِدَبَّا، فلا نظر في روايته لأَنه الآن فِعَلٌّ كخِدَبٍّ وهِجَفٍّ. قال: وجَدُبَ المكان جُدُوبةً، وجَدَبَ، وأَجْدَبَ، ومكانٌ جَدْبٌ وجَدِيبٌ: بَيِّن الجُدوبةِ ومَجْدوبٌ، كَأَنه على جُدِبَ وإِن لم يُستعمل. قال سَلامةُ بن جَنْدل: كُنَّا نَحُلُّ، إِذا هَبَّتْ شآمِيةً، * بكلِّ وادٍ حَطيبِ البَطْنِ، مَجْدُوبِ والأَجْدَبُ: اسم للـمُجْدِب.
وفي الحديث: كانت فيها أَجادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ؛ على أَن أَجادِبَ قد يكون جمعَ أَجْدُب الذي هو جمع جَدْبٍ. قال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الأَجادِبُ صِلابُ الأَرضِ التي تُمْسِك الماءَ، فلا تَشْرَبه سريعاً.
وقيل: هي الأَراضي التي لا نَباتَ بها مأْخُوذ من الجَدْبِ، وهو القَحْطُ، كأَنه جمعُ أَجْدُبٍ، وأَجْدُبٌ جمع جَدْبٍ، مثل كَلْبٍ وأَكْلُبٍ وأَكالِبَ. قال الخطابي: أَما أَجادِبُ فهو غلط وتصحيف، وكأَنه يريد أَنّ اللفظة أَجارِدُ، بالراءِ والدال. قال: وكذلك ذكره أَهل اللغة والغريب. قال: وقد روي أَحادِبُ، بالحاء المهملة. قال ابن الأَثير: والذي جاءَ في الرواية أَجادِبُ، بالجيم. قال: وكذلك جاءَ في صحيحَي البخاري ومسلم.
وأَرض جَدْبٌ وجَدْبةٌ: مُجْدِبةٌ، والجمع جُدُوبٌ، وقد قالوا: أَرَضُونَ جَدْبٌ، كالواحد، فهو على هذا وَصْفٌ بالمصدر.
وحكى اللحياني: أَرضٌ جُدُوب، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منها جَدْباً ثم جمعوه على هذا.
وفَلاةٌ جَدْباءُ: مُجْدِبةٌ. قال: أَوْ في فَلاَ قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ، * مُجْدِبةٍ، جَدْباءَ، عَرْبَسِيسِ والجَدْبةُ: الأَرض التي ليس بها قَلِيلٌ ولا كثير ولا مَرْتَعٌ ولا كَلأٌ.
وعامٌ جُدُوبٌ، وأَرضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَديبُ الجَنَاب، وهو ما حَوْلَه.وأَجْدَبَ القَوْمُ: أَصابَهُمُ الجَدْبُ.
وأَجْدَبَتِ السَّنةُ: صار فيها جَدْبٌ.
وأَجْدَبَ أَرْضَ كَذا: وجَدَها جَدْبةً، وكذلك الرَّجُلُ.
وأَجْدَبَتِ الأَرضُ، فهي مُجْدِبةٌ، وجَدُبَتْ.
وجادَبَتِ الإِبلُ العامَ مُجادَبةً إِذا كان العامُ مَحْلاً، فصارَتْ لا تأْكُل إِلا الدَّرينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمامِ، فيقال لها حينئذ: جادَبَتْ. ونزلنا بفلان فأَجْدَبْناه إِذا لم يَقْرِهمْ.
والمِجْدابُ: الأَرضُ التي لا تَكادُ تُخْصِب، كالمِخْصاب، وهي التي لا تكاد تُجْدِبُ.
والجَدْبُ: العَيْبُ.
وجَدَبَ الشَّيءَ يَجْدِبهُ جَدْباً: عابَه وذَمَّه.
وفي الحديث: جَدَب لنا عُمَرُ السَّمَر بعد عَتَمةٍ، أَي عابَه وذَمَّه.
وكلُّ عائِبٍ، فهو جادِبٌ. قال ذو الرمة: فَيا لَكَ مِنْ خَدٍّ أَسِيلٍ، ومَنْطِقٍ * رَخِيمٍ، ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُه يقول: لا يَجِدُ فيه مَقالاً، ولا يَجِدُ فيه عَيْباً يَعِيبه به، فيَتَعَلَّلُ بالباطلِ وبالشيءِ يقولُه، وليس بِعَيْبٍ.
والجادِبُ: الكاذِبُ. قال صاحب العين: وليس له فِعْلٌ، وهو تصحيف.
والكاذبُ يقال له الخادب، بالخاءِ. أَبو زيد: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ.
وأَما الجادب، بالجيم، فالعائب.
والجُنْدَبُ: الذَّكر من الجَراد. قال: والجُنْدُبُ والجُنْدَبُ أَصْغَرُ من الصَّدى، يكون في البَرارِي.
وإِيَّاه عَنى ذو الرمة بقوله: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، * إِذا تَجَاوبَ، من بُرْدَيْهِ، تَرْنِيمُ وحكى سيبويه في الثلاثي: جِنْدَب(1) (1 قوله «في الثلاثي جندب» هو بهذا الضبط في نسخة عتيقة من المحكم.) ، وفسره السيرافي بأَنه الجُنْدب.
وقال العَدَبَّسُ: الصَّدَى هو الطائرُ الذي يَصِرُّ بالليل ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، والناس يرونه الجُنْدَبَ وإِنما هو الصَّدى، فأَمـَّا الجُنْدب فهو أَصغر من الصدى. قال الأَزهري: والعرب تقول صَرَّ الجُنْدَبُ، يُضرب مثلاً للأَمر يشتدّ حتى يُقْلِقَ صاحِبَه.
والأَصل فيه: أَن الجُنْدبَ إِذا رَمِضَ في شدّة الحر لم يَقِرَّ على الأرض وطار، فَتَسْمَع لرجليه صَرِيراً، ومنه قول الشاعر: قَطَعْتُ، إِذا سَمِعَ السَّامِعُون، * مِن الجُنْدبِ الجَوْنِ فيها، صَريرا وقيل الجُندب: الصغير من الجَراد. قال الشاعر: يُغالِينَ فيه الجَزْءَ لَولا هَواجِرٌ، * جَنادِبُها صَرْعَى، لَهُنّ فَصِيصُ(2) (2 قوله «يغالين» في التكملة يعني الحمير. يقول ان هذه الحمير تبلغ الغاية في هذا الرطب أي بالضم والسكون فتستقصيه كما يبلغ الرامي غايته.
والجزء الرطب.
ويروى كصيص.) أَي صَوتٌ. اللحياني: الجُنْدَبُ دابَّة، ولم يُحَلِّها(3) (3 أراد أنه لم يُعطها حليةً تميّزها، والحلية هي ما يرى من لون الشخص وظاهرهِ وهيئتهِ.).
والجُنْدَبُ والجُنْدُبُ، بفتح الدال وضمها: ضَرْبٌ من الجَراد واسم رجل. قال سيبويه: نونها زائدة.
وقال عكرمة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهِمُ الطُّوفانَ والجَرادَ والقُمَّلَ. القُمَّلُ: الجَنادِبُ، وهي الصِّغار من الجَراد، واحِدتُها قُمَّلةٌ.
وقال: يجوز أَن يكون واحد القُمَّلِ قامِلاً مثل راجِعٍ ورُجَّعٍ.
وفي الحديث: فَجَعَلَ الجَنادِبُ يَقَعْنَ فيه؛ هو جَمعُ جُنْدَب، وهو ضَرْبٌ مِن الجَراد.
وقيل: هو الذي يَصِرُّ في الحَرِّ.
وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: كان يُصَلي الظُّهرَ، والجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضاءِ أَي تَثِبُ.
وأُمُّ جُنْدَبٍ: الداهِيةُ، وقيل الغَدْرُ، وقيل الظُّلم.
وركِبَ فُلان أُمَّ جُنْدَبٍ إِذا رَكِبَ الظُّلْمَ. يقال: وقع القوم في أُمِّ جُنْدَبٍ إِذا ظُلِموا كأَنها اسمٌ من أَسماءِ الإِساءة والظُّلْمِ والداهِيةِ. غيره: يقال وقع فلان في أُمِّ جُنْدَبٍ إِذا وقَع في داهيةٍ؛ ويقال: وَقَع القوم بأُم جندب إِذا ظَلَموا وقَتَلُوا غيرَ قاتِلٍ.
وقال الشاعر: قَتَلْنا به القَوْمَ، الذين اصْطَلَوْا به * جِهاراً، ولم نَظْلِمْ به أُمَّ جُنْدَبِ أَي لم نَقْتُلْ غير القاتِلِ.

سمم (لسان العرب) [0]


السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ: القاتلُ، وجمعها سِمامٌ.
وفي حديث عليّ، عليه السلام، يذُمُّ الدنيا: غذاؤها سِمام، بالكسر؛ هو جمع السَّمِّ القاتل.
وشيءٌ مَسْمُوم: فيه سَمٌّ.
وسَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه بسَمِّها.
وسَمَّه أَي سقاه السمَّ.
وسَمَّ الطعام: جعل فيه السُّمَّ.
والسَّامَّةُ: الموتُ، نادر، والمعروف السَّامُ، بتخفيف الميم بلا هاء.
وفي حديث عُمير بن أَفْصَى: تُورِدُه السَّامَّةَ أَي الموت، قال: والصحيح في الموت أَنه السَّامُ، بتخفيف الميم.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: قالت لليهود عليكم السَّامُ والدَّامُ.
وأَما السَّامَّةُ، بتشديد الميم، فهي ذواتُ السُّمومِ من الهوامِّ، ومنه حديث ابن عباس: اللهم إِني أَعوذُ بك من كل شيطان وهامَّه، ومن كلِّ عَيْنٍ لامَّه، ومن شرِّ كل سامَّه.
وقال شمر: ما لا يَقْتُل . . . أكمل المادة ويَسُمُّ فهي السَّوامُّ، بتشديد الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلغ أَن تقتُل مثل الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما.
وفي الحديث: أُعِيذُكُما بكَلِمات الله التامَّه من كل سامَّه.
والسَّمُّ: سَمُّ الحية.
والسامَّةُ: الخاصَّة؛ يقال: كيف السَّامَّةُ والعامَّةُ.
والسُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قال رؤبة: ووُصِلَتْ في الأَقْربينَ سُمَمُهْ وسَمَّه سَمّاً: خصَّه.
وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت؛ قال العجاج: هو الذي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ، على البِلاد، رَبُّنا وسَمَّتِ وفي الصحاح: على الذين أَسْلَموا وسَمَّتِ أَي بَلَغت الكلَّ.
وأَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ والأَقارب، وأَهلُ المَنْحاة: الذين ليسُوا بالأَقارب. ابن الأَعرابي: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ، والمَعَمَّةُ العامَّةُ.
وفي حديث ابن المسيّب: كنا نقول إِذا أَصبَحْنا: نعوذُ بالله من شر السامَّة والعامَّة؛ قال ابن الأَثير: السَّامَّة ههنا خاصَّة الرجل، يقال: سَمَّ إِذا خَصَّ.
والسَّمُّ: الثَّقْبُ.
وسَمُّ كلِّ شيء وسُمُّه: خَرْتُه وثَقْبُه، والجمع سُمُومٌ، ومنه سَمُّ الخِيَاط.
وفي التنزيل العزيز: حتى يَلِجَ الجمَلُ في سَمِّ الخِياطِ؛ قال يونس: أَهل العالية يقولون السُّمُّ والشُّهْدُ، يَرْفَعُون، وتميم تفتح السَّمَّ والشَّهْدَ، قال: وكان أَبو الهيثم يقول هما لغتان سَمٌّ وسُمٌّ لخرق الإِبْرة.
وسُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها وما اتَّصل به من رَكَبِها وشُفْرَيْها.
وقال الأَصمعي: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها.
وفي الحديث: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً واحداً؛ أَي مَأْتىً واحداً، وهو من سِمام الإِبرة ثَقْبِها، وانْتَصَب على الظرف، أَي في سِمام واحد، لكنه ظرف مخصوص، أُجري مُجْرى المُبْهَم.
وسُمومُ الإِنسانِ والدابة: مَشَقُّ جِلْده (* قوله «مشق جلده» الذي في المحكم: مشاق).
وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه: فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه، الواحد سَمٌّ وسُمٌّ؛ قال: وكذلك السُّمُّ القاتل، يضم ويفتح، ويجمع على سُموم وسِمام.
ومَسامُّ الجسد: ثُقَبُه.
ومَسامُّ الإنسان: تَخَلْخُل بشرته وجلْده الذي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار باطنه منها، سمِّيت مَسامَّ لأَن فيها خُروقاً خفيّة وهي السُّموم، وسُمومُ الفَرس: ما رقَّ عن صَلابة العظْم من جانبي قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه، وهي مَجاري دموعه، واحدها سَمٌّ. قال أَبو عبيدة: في وجه الفرس سُمومٌ، ويستحب عُرْيُ سُمومِه، ويستدلّ به على العِتْق؛ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف الفرَس: طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ، عارٍ لَطيف موضع السُّمُومِ وقيل: السَّمَّانِ عِرْقان في أَنف الفرس.
وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي مطلَبَه، وهو بصير بسَمِّ حاجته كذلك.
وسَمَمْت سَمَّك أَي قصدت قَصْدَك.
ويقال: أَصبت سَمَّ حاجتك في وجهها.
والسَّمُّ: كل شيء كالوَدَعِ يخرُج من البحر.
والسُّمَّةُ والسَّمُّ: الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه، يستخرَجُ من البحر يُنْظَم للزينة، وقال الليث في جمعه السُّموم، وقد سَمَّه؛ وأَنشد الليث: على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُه يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما أَراد: وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. ابن الأَعرابي: يقال لِتَزاويقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان، وقال غيره: سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه، وكل خَرْق سَمٌّ.
والتَّسْمِيمُ: أَن يتخذ للْوَضينِ عُرىً؛ وقال حميد بن ثور: على كلِّ نابي المَحْزِمَيْنِ تَرى له شَراسِيفَ، تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما أَي الذي له ثلاث عُرىً وهي سُمُومُه.
وقال اللحياني: السَّمَّانُ الأَصْباغُ التي تُزَوَّقُ بها السقُوف، قال: ولم أَسمع لها بواحدة.
ويقال لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قال أَبو عمرو: يقال لِجُمَّارة النخلة سُمَّة، وجمعها سُمَم، وهي اليَقَقَةُ.
وسَمَّ بين القوم يَسُمُّ سَمَّاً: أَصْلَح.
وسَمَّ شيئاً: أَصلحه.
وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه: أَصلحته.
وسَمَمْت بين القوم: أَصْلَحْت؛ قال الكميت: وتَنْأَى قُعُورُهُمُ في الأُمُور على مَنْ يَسُمُّ، ومَن يَسْمُل وسَمَّه سَمّاً: شدَّه.
وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه سَمّاً: شدَدْتُه، ومثله رَتَوْتُه.
وما له سَمٌّ ولا حَمٌّ، بالفتح، غيرُك ولا سُمٌّ ولا حُمٌّ، بالضم، أَي ما له هَمٌّ غيرك.
وفلان يَسُمُّ ذلك الأَمر، بالضم، أَي يَسبُره وينظُر ما غَوْرُهُ.
والسُّمَّةُ: حصير تُتَّخذ من خوص الغَضف، وجمعها سِمامٌ؛ حكاه أَبو حنيفة. التهذيب: والسُّمَّةُ شِبْه سفرة عريضة تُسَفُّ من الخوص وتبسط تحت النخلة إِذا صُرِمت ليسقُط ما تَناثَر من الرُّطَب والتمر (* قوله «والتمر» الذي في التكملة: والبسر) عليهما، قال: وجمعها سُمَمٌ.
وسامُّ أَبْرَصَ: ضرب من الوَزَغ.
وفي التهذيب: من كبار الوَزَغ، وسامَّا أَبرصَ، والجمع سَوامُّ أَبْرصَ.
وفي حديث عِياض: مِلْنا إِلى صخرة فإِذا بَيْض، قال: ما هذا؟ قال: بيض السامِّ، يريد سامَّ أَبْرصَ نوع من الوَزَغ.
والسَّمُومُ: الريحُ الحارَّة، تؤنث، وقيل: هي الباردة ليلاً كان أَو نهاراً، تكون اسماً وصفة، والجمع سَمائم.
ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ؛ الأَخيرة قليلة عن ابن الأَعرابي. أَبو عبيدة: السَّمومُ بالنهار، وقد تكون بالليل، والحَرُور بالليل، وقد تكون بالنهار؛ يقال منه: سُمَّ يومُنا فهو مَسْمومٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمَّة: هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كانت تصوم في السفَر حتى أَذْلَقَها السَّمُومُ؛ هو حرُّ النهار.
ونَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ.
ويومٌ مَسْمُومٌ: ذو سَمومٍ؛ قال: وقد عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، يَسْفَعُني يوم قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم التهذيب: ومن دوائر الفرس دائرة السَّمامةِ، وهي التي تكون في وَسَط العُنُق في عَرضها، وهي تستحبُّ، قال: وسُمومُ الفَرس أَيضاً كل عظْم فيه مُخٌّ، قال: والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس، واحدها سَمٌّ، وفُروجُه عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه؛ وأَنشد: فنَفَّسْتُ عن سَمَّيْه حتى تَنَفَّسا أَراد عن مَنْخِريه.
وسُمومُ السيف: حُزوزٌ فيه يعلَّمُ بها؛ قال الشاعر يمدح الخَوارج: لِطافٌ بَراها الصومُ حتى كأَنَّها سُيوف يَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها يقول: بَيَّنَت هذه السُّموم عن هذه السيوف أَنها عُتُق، قال: وسُموم العُتُق غير سُموم الحُدْث.
والسَّمام، بالفتح: ضَرْب من الطير نحو السُّمانى، واحدته سَمامَة؛ وفي التهذيب: ضرب من الطير دون القَطَا في الخِلْقَة، وفي الصحاح: ضرب من الطير والناقة السريعة أَيضاً؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على الناقة السريعة: سَمام نَجَتْ منها المَهارَى، وغُودِرَتْ أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ وقولهم في المثَل: كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فقال: السَّماسِمُ طير يُشْبه الخُطَّاف، ولم يذكر لها واحداً. قال اللحياني: يقال في مثَل إِذا سُئل الرجل ما لا يَجِد وما لا يكون: كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ، وكلفتني بَيْضَ السَّماسِم، وكلفتني بيض الأَنُوق؛ قال: السَّماسِم طير مثل الخَطاطيف لا يُقْدَر لها على بيض.
والسَّمامُ: اللواء، على التشبيه.
وسَمامَةُ الرجُلِِ وكلِّ شيء وسَماوتُه: شخصُه، وقيل: سَماوتُه أَعلاه.
والسَّمامَةُ: الشخص؛ قال أَبو ذؤيب:وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما تُزَعْزِعُها، تحت السَّمامةِ، ريحُ وقيل: السَّمامة الطَّلْعة.
والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ، كله: الخفيف اللطيفُ السريعُ من كل شيء، وهي السَّمْسَمةُ.
والسَّمْسامةُ: المرأَة الخفيفة اللطيفة. ابن الأَعرابي: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً.
وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، وقيل: السَّمْسَم الذئب الصغير الجسم.
والسَّمْسَمَةُ: ضرب من عَدْوِ الثَّعْلب، وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ جميعاً من أَسمائه. ابن الأَعرابي: السَّمْسَمُ، بالفتح، الثَّعْلب؛ وأَنشد: فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة: دُوَيْبَّة، وقيل: هي النملة الحمراء، والجمع سَماسِم. الليث: يقال لدُّوَيْبَّة على خِلْقة الآكِلَة حمراء هي السِّمْسِمة؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها في البادية، وهي تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ وقال أَبو خيرة: هي السَّماسِم، وهي هَناتٌ تكون بالبصرة تَعَضُّ عَضّاً شديداً، لَهُنَّ رؤوس فيها طول إِلى الحمرة أَلوانُها.وسَمْسَم: موضع؛ قال العجاج: يا دارَ سَلْمَى، يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي بسَمْسَمٍ، أَو عن يمين سَمْسَمِ وقال طُفَيل: أَسَفَّ على الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ، وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ وقال ابن السكيت: هي رَمْلة معروفة؛ وقول البَعِيث: مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا قال: يعني السَّمَّ، قال: ومن رواه تَسَرَّبْنَ جعل سَمْسَماً رملة، ومساربُ الحيات: آثارها في السهل إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تجيء وتذهب، شبَّه عروقه بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية.
والسِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قال أَبو حنيفة: هو بالسَّراة واليَمَنِ كثير، قال: وهو أَبيض. الجوهري: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قال ابن بري: حكى ابن خالويه أَنه يقال لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كما قالوا لبائع اللُّؤلؤ لأْ آلٌ.
وفي حديث أَهل النار: كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى في كتاب مُسْلِمٍ على اختلاف طُرْقِهِ ونُسَخِه، فإِن صحَّت الرواية فمعناه أَن السَّماسِم جمع سِمْسِم، وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت وتُرِكَتْ ليؤخذ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها محترقة، فشبه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار، قال: وطالما تَطَلَّبْتُ معنى هذه اللفظة وسأَلت عنها فلم أَرَ شافياً ولا أُجِبْتُ فيها بِمُقْنِعٍ، وما أَشبه ما تكون مُحَرَّفةً، قال: وربما كانت كأَنهم عيدان السَّاسَمِ، وهو خشب كالآبنوس، والله أعلم.

دخل (لسان العرب) [0]


الدُّخُول: نقيض الخروج، دَخَل يَدْخُل دُخُولاً وتَدَخَّل ودَخَل به؛ وقوله: تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ، بين رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ، مثل الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِّ إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد للوقف، ثم احتاج فأَجرى الوصل مُجْرَى الوقف.
وادَّخَل، على افْتَعَل: مثل دَخَل؛ وقد جاء في الشعر انْدَخَل وليس بالفصيح؛ قال الكميت: لا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ موضعها، ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل وتَدَخَّل الشيءُ أَي دَخَل قليلاً قليلاً، وقد تَدَاخَلَني منه شيء.
ويقال: دَخَلْتُ البيت، والصحيح فيه أَن تريد دَخَلْت إِلى البيت وحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به، لأَن الأَمكنة على ضربين: مبهم ومحدود، فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين . . . أكمل المادة وشِمال وفوق وتحت، وما جرى مجرى ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام ووراء وأَعلى وأَسفل وعند ولَدُنْ ووَسَط بمعنى بين وقُبَالة، فهذا وما أَشبهه من الأَمكنة يكون ظرفاً لأَنه غير محدود، أَلا ترى أَن خَلْفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك؟ فأَما المحدود الذي له خِلْقة وشخص وأَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل والوادي والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار، ولا صليت المسجد، ولا نِمْت الجبل، ولا قمت الوادي، وما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف حرف الجر نحو دخلت البيت وصَعَّدت الجَبَل ونزلت الوادي.
والمَدْخَل، بالفتح: الدُّخول وموضع الدُّخول أَيضاً، تقول دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدْخَل، بضم الميم: الإِدْخال والمفعول من أَدْخَله، تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ.
والمُدَّخَل: شبه الغار يُدْخَل فيه، وهو مُفْتَعَل من الدُّخول. قال شمر: ويقال فلانَ حسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطريقة محمودُها، وكذلك هو حَسَن المَذْهَب.
وفي حديث الحسن قال: كان يقال إِن من النفاق اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية؛ قال: أَراد باختلاف المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطريقة وسُوءَ السِّيرة.
ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأَيمن من الرَّجُل إِذا ائتزر، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بجانبه الأَيمن فذلك الطَّرَف يباشر جسده وهو الذي يُغْسَل.
وفي حديث الزهري في العائن: ويغسل دَاخِلَة إِزاره؛ قال ابن الأَثير: أَراد يغسل الإِزار، وقيل: أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه، وقيل: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وقيل: أَراد به مذاكيره فكَنَى بالداخلة عنها كما كُنِي عن الفَرْج بالسراويل.
وفي الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يضطجع على فراشه فليَنْزِع داخلة إِزاره وليَنْفُض بها فراشه فإِنه لا يدري ما خَلَفه عليه؛ أَراد بها طَرَف إِزاره الذي يلي جَسدَه؛ قال ابن الأَثير: داخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وحاشيته من داخل، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دون خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بيمينه وشِماله فيُلْزِق ما بشِماله على جَسَده وهي داخِلة إِزاره، ثم يضع ما بيمينه فوق داخِلته، فمتى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سقوط إِزاره أَمسكه بشماله ودَفَع عن نفسه بيمينه، فإِذا صار إِلى فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بيمينه خارجة الإِزار، وتبقى الداخلة مُعَلَّقة، وبها يقع النَّقْض لأَنها غير مشغولة باليد.
وداخِلُ كلِّ شيء: باطنُه الداخل؛ قال سيبويه: وهو من الظروف التي لا تُسْتَعْمَل إِلاّ بالحرف يعني أَنه لا يكون إِلاّ اسماً لأَنه مختص كاليد والرجل.
وأَما دَاخِلة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها. يقال: ما في أَرضهم داخلةٌ من خَمَرٍ، وجمعها الدَّواخِل؛ وقال ابن الرِّقَاع: فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا، لما اسْتَتَبَّ بها ولم يَتَدَخَّل يقول: لم يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصيد ولكنه جاهرها كما قال: مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وكذلك الدُّخْلة، بالضم.
ويقال: هو عالم بدُخْلَته. ابن سيده: ودَخْلة الرجل ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه، لأَن ذلك كلَّه يداخِله.
وقال اللحياني: عرفت داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي باطنته الدَّاخِلة، وقد يضاف كل ذلك إِلى الأَمر كقولك دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، ومعنى كل ذلك عَرَفْت جميع أَمره. التهذيب: والدُّخْلة بطانة الأَمر، تقول: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي باطن أَمره.
ودَخيلُ الرجل: الذي يداخله في أُموره كلها، فهو له دَخِيل ودُخْلُل. ابن السكيت: فلان دُخْلُل فلان ودُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه، وفي الصحاح: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الذي يُدَاخِله في أُموره ويختص به.
والدوخلة: البطنة.
والدخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل، كله: المُداخِل المباطن.
وقال اللحياني: بينهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاص يُدَاخِلُهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا.
وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه، بفتح اللام: صفاء داخله.
ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته: بِطانتُه الداخلة.
ويقال: إِنه عالم بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم.
وقال أَبو عبيدة: بينهم دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ، وهو من الأَضداد؛ وقال امرؤ القيس: ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا قال: والدُّخْلُلون الخاصَّة ههنا.
وإِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّي مدخولاً ومسروفاً.
والدَّخَل: ما داخَل الإِنسانَ من فساد في عقل أَو جسم، وقد دَخِلَ دَخَلاً ودُخِلَ دَخْلاً، فهو مَدْخول أَي في عقله دَخَلٌ.
وفي حديث قتادة بن النعمان: وكنت أَرى إِسْلامه مَدْخولاً؛ الدَّخَل، بالتحريك: العيب والغِشُّ والفَساد، يعني أَن إِيمانه كان فيه نِفَاق.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثين كان دِينُ الله دَخَلاً؛ قال ابن الأَثير: وحقيقته أَن يُدْخِلوا في دين الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة.
وداءٌ دَخِيل: داخل، وكذلك حُبٌّ دَخِيل؛ أَنشد ثعلب: فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ، ويُشْفَى هَوًى، بين الضلوعِ، دَخِيلُ ودَخِلَ أَمرُه دَخَلاً: فسَدَ داخلُه؛ وقوله: غَيْبِي له وشهادتي أَبداً كالشمس، لا دَخِنٌ ولا دَخْل يجوز أَن يريد ولا دَخِل أَي ولا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصيدة فَعْلن بسكون العين، ويجوز أَن يريد ولا ذُو دَخْل، فأَقام المضاف إِليه مُقام المضاف.
ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف.
والدَّخْل: العيب والرِّيبة؛ ومن كلامهم: تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل، وما يُدْريك بالدَّخْل وكذلك الدَّخَل، بالتحريك؛ قال ابن بري: أَي ترى أَجساماً تامة حَسَنة ولا تدري ما باطنُهم.
ويقال: هذا الأَمر فيه دَخَل ودَغَلٌ بمعنًى.
وقوله تعالى: ولا تتخذوا أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَن تكون أُمَّة هي أَرْبَى من أُمَّة؛ قال الفراء: يعني دَغَلاً وخَدِيعةً ومَكْراً، قال: ومعناه لا تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم وكثرتكم أَو كثرتهم وقِلَّتِكم وقد غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها؛ وقال الزجاج: تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَي غِشّاً بينكم وغِلاًّ، قال: ودَخَلاً منصوب لأَنه مفعول له؛ وكل ما دَخَله عيب، فهو مدخول وفيه دَخَلٌ؛ وقال القتيبي: أَن تكون أُمَّة هي أَرْبى من أُمَّة أَي لأَن تكون أُمَّة هي أَغْنى من قوم وأَشرف من قوم تَقْتَطعون بأَيمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء.
والدَّخَل والدَّخْل: العيب الداخل في الحَسَب.
والمَدْخول: المهزول والداخل في جوفه الهُزال، بعير مدخول وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزال، ورجل مدخول إِذا كان في عقله دَخَلٌ أَو في حَسَبه، ورجل مدخول الحَسَب، وفلان دَخِيل في بني فلان إِذا كان من غيرهم فتَدخَّل فيهم، والأُنثى دَخِيل.
وكلمة دَخِيل: أُدْخِلت في كلام العرب وليست منه، استعملها ابن دريد كثيراً في الجمهرة؛ والدَّخِيل: الحرف الذي بين حرف الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كالصاد من قوله:كِلِيني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمة، ناصب سُمِّي بذلك لأَنه كأَنه دَخِيل في القافية، أَلا تراه يجيء مختلفاً بعد الحرف الذي لا يجوز اختلافه أَعني أَلف التأْسيس؟ والمُدْخَل: الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل في القوم؛ قال: فلئِن كَفرْتَ بلاءهم وجَحَدْتَهم، وجَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر، ظالماً، بالمُدْخَلين من اللئيم المُدْخَل والدَّخْل: خلاف الخَرْج.
وهم في بني فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم في نسبهم وليس أَصله منهم؛ قال ابن سيده: وأُرى الدَّخَل ههنا اسماً للجمع كالرَّوَح والخَوَل.
والدَّخِيل: الضيف لدخوله على المَضيف.
وفي حديث معاذ وذكرِ الحُور العِين: لا تُؤذِيه فإِنما هو دَخِيلٌ عندكِ؛ الدَّخِيل: الضيف والنَّزيل؛ ومنه حديث عديٍّ: وكان لنا جاراً أَو دَخِيلاً.
والدَّخْل: ما دَخَل على الإِنسان من ضَيْعته خلاف الخَرْج.
ورجل مُتَداخل ودُخَّل، كلاهما: غليظ، دَخَل بعضُه في بعض.
وناقة متداخلة الخلق إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها.
ودُخَّلُ اللحم: ما عاذ بالعظم وهو أَطيب اللحم.
والدُّخَّل من اللحم: ما دَخَل العَصَب من الخصائل.
والدُّخَّل: ما دخل من الكَلإِ في أُصول أَغصان الشجر ومَنَعه التفافُه عن أَن يُرْعى وهو العُوَّذ؛ قال الشاعر: تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم والدُّخَّل من الريش. ما دخل بين الظُّهْران والبُطْنان؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وهو أَجوده لأَنه لا تصيبه الشمس ولا الأَرض؛ قال الشاعر: رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل جوانحٌ سُوِّين غير مُيَّل، من مستطيلات الجناح الدُّخَّل والدُّخَّل: طائر صغير أَغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها، واحدتها دُخَّلة، والجمع الدَّخاخِيل، ثبتت فيه الياء على غير القياس.
والدُّخَّل والدُّخلُل والدُّخلَل: طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور يكون بالحجاز؛ الأَخيرة عن كراع.
وفي التهذيب: الدُّخَّل صغار الطير أَمثال العصافير يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ، وقيل للعصفور الصغير دُخَّل لأَنه يعوذ بكل ثَقْب ضَيِّق من الجوارح، والجمع الدَّخاخيل.
وقوله في الحديث: دَخَلَت العُمْرةُ في الحج؛ قال ابن الأَثير: معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه، قال: هذا تأْويل من لم يرها واجبة، فأَما من أَوجبها فقال: إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل في عمل الحج، فلا يرى على القارن أَكثر من إِحرام واحد وطواف وسعي، وقيل: معناه أَنها دَخَلَت في وقت الحج وشهوره لأَنهم كانوا لا يعتمرون في أَشهر الحج فأَبطل الإِسلام ذلك وأَجازه.
وقول عمر في حديثه: من دُخْلة الرَّحِم؛ يريد الخاصة والقرابة، وتضم الدال وتكسر. ابن الأَعرابي: الداخل والدَّخَّال والدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن، وهو الهِرْنِصان.
والدِّخال في الوِرْد: أَن يشرب البعير ثم يردّ من العطن إِلى الحوض ويُدْخَل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب؛ ومنه قول أُمية بن أَبي عائذ: وتلقى البَلاعِيم في برده، وتوفي الدفوف بشرب دِخال قال الأَصمعي. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالاً فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك الدِّخال، وإِنما يُفْعَل ذلك في قلة الماء؛ وأَنشد غيره بيت لبيد: فأَوردها العِراك ولم يَذُدْها، ولم يُشْفِق على نَغَص الدِّخال وقال الليث: الدِّخال في وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً حتى إِذا ما شربت جميعاً حُمِلت على الحوض ثانية لتستوفي شربها، فذلك الدِّخال. قال أَبو منصور: والدِّخال ما وصفه الأَصمعي لا ما قاله الليث. ابن سيده: الدِّخال أَن تدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين لم يشربا؛ قال كعب بن زهير: ويَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن بأَن لا دِخال، وأَن لا عُطُونا وقيل: هو أَن تحملها على الحوض بمَرَّة عِراكاً.
وتَداخُلُ المفاصل ودِخالُها: دخولُ بعضها في بعض. الليث: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها في بعض؛ وأَنشد: وطِرْفة شُدَّت دِخالاً مُدْمَجا وتَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض.
والدِّخْلة في اللون: تخليط أَلوان في لون؛ وقول الراعي: كأَنَّ مَناط العِقْد، حيث عَقَدْنه، لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّد قال: الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق في عنقه الوَدَع فشَبَّه الوَدَع في الرَّحْل بالودع في عُنُق الظَّبْي، يقول: جعلن الوَدَع في مقدم الرحل، قال: والظبي الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب واحد؛ ذكر ذلك كله عن ابن الأَعرابي.
وقال أَبو نصر: الدَّخِيلِيُّ في بيت الراعي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف؛ قال: وأَما قوله: هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودَخِيلا فإِن ابن الأَعرابي قال: أَراد هَمّاً داخل القلب وآخر قريباً من ذلك كالضيف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدخلوه فهو دَخِيل، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فهو جَنْبة؛ وأَنشد: وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعدما كان الزبير مُجاوِراً ودَخِيلا والدِّخال والدُّخال: ذوائب الفرس لتداخلها.
والدَّوْخَلَّة، مشدّدة اللام: سَفِيفة من خوص يوضع فيها التمر والرُّطَب وهي الدَّوْخَلَة، بالتخفيف؛ عن كراع.
وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم: فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها؛ هي سَفِيفة من خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يترك فيها الرُّطَب، والواو زائدة.
والدَّخُول: موضع.

عقد (لسان العرب) [0]


العَقْد: نقيض الحَلِّ؛ عَقَدَه يَعْقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً وعَقَّده؛ أَنشد ثعلب: لا يَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغا ءِ الخَيْرِ، تَعْقادُ التمائمْ واعتَقَدَه كعَقَدَه؛ قال جرير: أَسِيلَةُ معْقِدِ السِّمْطَيْنِ منها، وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا وقد انعَقَد وتعَقَّدَ.
والمعاقِدُ: مواضع العَقْد.
والعَقِيدُ: المُعَاقِدُ. قال سيبويه: وقالوا هو مني مَعْقِدَ الإِزار أَي بتلك المنزلة في القرب، فحذفَ وأَوْصَلَ، وهو من الحروف المختصة التي أُجريت مُجْرى غير المختصة لأَنه كالمكان وإِن لم يكن مكاناً، وإِنما هو كالمثل، وقالوا للرجل إِذا لم يكن عنده غناء: فلان لا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن هذا على هَوانِهِ وخفَّته؛ قال: فإِنْ تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاً حَلاً، تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها . . . أكمل المادة المُنْحَلاَّ أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حتى كأَنها تَعْقِدُ على نفسه الحبْل.
والعُقْدَةُ: حَجْمُ العَقْد، والجمع عُقَد.
وخيوط معقَّدة: شدّد للكثرة.
ويقال: عقدت الحبل، فهو معقود، وكذلك العهد؛ ومنه عُقْدَةُ النكاح؛ وانعقَدَ عَقْدُ الحبل انعقاداً.
وموضع العقد من الحبل: مَعْقِدٌ، وجمعه مَعاقِد.
وفي حديث الدعاء: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك أَي بالخصال التي استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة معناه: بعز عرشك؛ قال ابن الأَثير: وأَصحاب أَبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء.
وجَبَرَ عَظْمُه على عُقْدَةٍ إِذا لم يَسْتَوِ.
والعُقْدَةُ: قلادة.
والعِقْد: الخيط ينظم فيه الخرز، وجمعه عُقود.
وقد اعتقَدَ الدرَّ والخرَزَ وغيره إِذا اتخذ منه عِقْداً، قال عديَّ بن الرقاع: وما حُسَيْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا لِلبَيْنِ، واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً والمِعْقادُ: خيط ينظم فيه خرزات وتُعَلَّق في عنق الصبي.
وعقَدَ التاجَ فوق رأْسه واعتقده: عَصَّبَه به؛ أَنشد ثعلب لابن قيس الرقيات: يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه على جَبينٍ، كأَنه الذَّهَبُ وفي حديث قيس بن عَبَّاد قال: كنتُ آتي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ بن الخطاب، رضي الله عنه، وأُقيمت صلاة الصبح فخرج عمر وبين يديه رجل، فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني من الصف وقام مقامي ثم قعد يحدّثنا، فما رأَيت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِليه فقال: هلَك أَهلُ العُقَدِ وربِّ الكعبةِ، قالها ثلاثاً، ولا آسَى عليهم إِنما آسى على من يَهْلِكون من الناس؛ قال أَبو منصور: العُقَدُ الوِلاياتُ على الأَمصار، ورواه غيره: هلك أَهلُ العَقَدِ، وقيل: هو من عَقْدِ الولاية للأُمراء.
وفي حديث أُبَيّ: هلكَ أَهلُ العُقْدَة وربِّ الكعبة؛ يريد البَيْعَة المعقودة للولاية.
وعَقَدَ العَهْدَ واليمين يَعْقِدهما عَقْداً وعَقَّدهما: أَكدهما. أَبو زيد في قوله تعالى: والذين عقَدت أَيمانكم وعاقدت أَيمانكم؛ وقد قرئ عقدت بالتشديد، معناه التوكيد والتغليظ، كقوله تعالى: ولا تَنْقُضوا الأَيمانَ بعد توكيدها، في الحلف أَيضاً.
وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: والذين عاقَدَت أَيمانُكم؛ المُعاقَدَة: المُعاهَدة والميثاق.
والأَيمانُ: جمع يمين القَسَمِ أَو اليد. فأَما الحرف في سورة المائدة: ولكن يُؤاخذُكُم بما عَقَّدْتُم الأَيمان، بالتشديد في القاف قراءة الأَعمش وغيره، وقد قرئ عقدتم بالتخفيف؛ قال الحطيئة: أُولئك قوم، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا، وإِن عاهدوا أَوفَوْا، وإِن عاقَدوا شَدُّوا وقال آخر: قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم وقال في موضع آخر: عاقدوا، وفي موضع آخر: عَقَّدوا، والحرف قرئ بالوجهين؛ وعَقَدْتُ الحبْلَ والبيع والعهد فانعقد.
والعَقْد: العهد، والجمع عُقود، وهي أَوكد العُهود.
ويقال: عَهِدْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا، وتأْويله أَلزمته ذلك، فإِذا قلت: عاقدته أَو عقدت عليه فتأْويله أَنك أَلزمته ذلك باستيثاق.
والمعاقدة: المعاهدة.
وعاقده: عهده.
وتعاقد القوم: تعاهدوا.
وقوله تعالى: يا أيُها الذين آمنوا أَوفوا بالعُقود؛ قيل: هي العهود، وقيل: هي الفرائض التي أُلزموها؛ قال الزجاج: أَوفوا بالعُقود، خاطب الله المؤمنين بالوفاءِ بالعقود التي عقدها الله تعالى عليهم، والعقُودِ التي يعقِدها بعضهم على بعض على ما يوجبه الدين.
والعَقِيدُ: الحَليفُ؛ قال أَبو خراش الهذلي: كم مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ، ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا وعَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُه عَقْداً: أَلْزَقَهُ.
والعَقْدُ: ما عَقَدْتَ من البِناءِ، والجمع أَعْقادٌ وعُقودٌ.
وعَقَدَ: بنى عَقْداً.
والعَقْدُ: عَقْدُ طاقِ البناءِ، وقد عَقَّدَه البَنَّاءُ تَعْقِيداً.
وتَعَقَّدَ القوْسُ في السماء إِذا صار كأَنه عَقْد مَبْنّي.
وتَعَقَّدَ السَّحابُ: صار كالعقد المبني.
وأَعقادُه: ما تعَقَّدَ منه، واحدها عَقْد.
والمَعْدِدُ: المَفْصِلُ.
والأَعْقَدُ من التُّيوس: الذي في قَرْنِه الْتِواء، وقيل: الذي في قرنه عُقْدة، والاسم العَقَد.
والذئبُ الأَعْقَدُ: المُعْوَجُّ.
وفحل أَعْقَدُ إِذا رفع ذَنَبَه، وإِنما يفعل ذلك من النشاط.
وظبية عاقد: انعقد طرَفُ ذنبها، وقيل: هي العاطف، وقيل: هي التي رفعت رأْسها حذراً على نفسها وعلى ولدها.
والعَقْداءُ من الشاء: التي ذنبها كأَنه معقود.
والعَقَدُ: التواءٌ في ذنَب الشاة يكون فيه كالعُقْدة؛ شاةٌ أَعْقَدُ وكَبْشٌ أَعْقد وكذلك ذئب أَعقد وكلب أَعقد؛ قال جرير: تَبُول على القَتادِ بناتُ تَيْمٍ، مع العُقَدِ النَّوابحِ في الدِّيار وليس شيءٌ أَحَبَّ إِلى الكلب من أَن يبول على قَتادةٍ أَو على شُجَيْرَةٍ صغيرة غيرها.
والأَعْقَدُ: الكلب لانعقاد ذنبه جعلوه اسماً له معروفاً.
وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَعْقَدُ.
وعُقْدَة الكلب: قضيبه وإِنما قيل عُقدة إِذا عَقَدَت عليه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه.
والعَقَدُ: تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ له الثَّمْثَم، والثمثمُ كلب الصَّيْد، واللعوة: الأُنثى، وظَبْيَتَهُا: حَياؤُها.
وتعاقدت الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ وسمى جرير الفرزدقَ عُقْدانَ، إِما على التشبيه له بالكلب الأَعْقَدِ الذنبِ، وإِما على التشبيه بالكلب المُتعَقِّدِ مع الكلبة إِذا عاظَلَها، فقال: وما زِلْتَ يا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ، تُناجِي بها نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها وقال أَبو منصور: لقبه عُقْدانَ لِقِصَرِه؛ وفيه يقول: يا لَيْتَ شِعْرى ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ، ولم يَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا أَي أَعرَقَ في النَّزْع ولم يَدَعْ للصلح موضعاً.
وإِذا أَرْتَجَتِ الناقةُ على ماءِ الفحل فهي عاقِدٌ، وذلك حين تَعْقِدُ بذنبها فَيُعْلَمُ أَنها قد حملت وأَقرت باللِّقاحِ.
وناقة عاقد: تعقد بذَنَبِها عند اللِّقاح؛ أَنشد ابن الأَعرابي: جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، وبُزْلٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ وظَبْيٌ عاقِدٌ: واضِعً عُنَقَه على عَجُزه، قد عطَفَه للنوم؛ قال ساعدة بن جؤية: وكأَنما وافاكَ، يومَ لَقِيتَها، من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ والجمع العَواقِدُ؛ قال النابغة الذبياني: حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد وهي العواطِفُ أَيضاً.
وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لاوياً لها من الكِبْر.
وفي الحديث: من عَقَدَ لِحْيَتَه فإِن محمداً بَرِيءٌ منه؛ قيل: هو معالجتها حتى تَنْعَقِد وتَتَجَعَّد، وقيل: كانوا يَعْقِدونها في الحروب فأَمرهم بإِرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعُجْباً.
وعقدَ العسلُ والرُّبُّ ونحوُهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأَعْقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيد: غَلُظَ؛ قال المتلمس في ناقة له: أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مِعْقَدِ وكذلك عَقيدُ عَصير العنب.
وروى بعضهم: عَقَّدْتُ العسلَ والكلامَ أَعْقَدْتُ؛ وأَنشد: وكان رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدا قال الكسائي: ويقال للقطران والربّ ونحوه: أَعْقَدْتُه حتى تَعَقَّد.
واليَعْقِيدُ: عسل يُعْقَدُ حتى يَخْثُرَ، وقيل: اليَعْقِيدُ طعامٌ يُعْقَدُ بالعسل.
وعُقْدَةِ اللسان. ما غُلظَ منه.
وفي لسانه عُقْدَةٌ وعَقَدٌ أَي التِواء.
ورجل أَعْقَدُ وعَقِدٌ: في لسانه عُقْدَة أَو رَتَجٌ؛ وعَقِدَ لسانهُ يَعْقَدُ عَقَداً.
وعَقَّد كلامَه: أَعوَصَه وعَمَّاه.
وكلامٌ مُعَقَّدٌ أَي مُغَمَّضٌ.
وقال إِسحق بن فرج: سمعت أَعرابيّاً يقول: عَقَدَ فلانُ بن فلان عُنقَه إِلى فلان إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها.
وعَقَدَ قَلْبه على الشيء: لَزِمَه، والعرب تقول: عَقَد فلان ناصيته إِذا غضب وتهيأَ للشر؛ وقال ابن مقبل: أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِيالَه بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِينَ النَّواصِيا وفي حديث: الخيلُ مَعقودٌ في نواصيها الخيْرُ أَي ملازم لها كأَنه معقود فيها.
وفي حديث الدعاء: لك من قلوبنا عُقْدَةُ النَّدم؛ يريد عَقْدَ العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة.
وفي الحديث: لآمُرَنَّ براحلتي تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْدةً حتى أَقدَمَ المدينة أَي لا أَحُلُّ عزمي حتى أَقدَمَها؛ وقيل: أَراد لا أَنزل عنها فأَعقلها حتى أَحتاج إِلى حل عقالها.
وعُقْدَة النكاحِ والبيعِ: وجوبهما؛ قال الفارسي: هو من الشدّ والربط، ولذلك قالوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هذه الكلمة أَيضاً العَقْدُ، قيل إِملاك المرأَة كما قيل عقدة النكاح؛ وانعَقدَ النكحُ بين الزوجين والبيعُ بين المتبابين.
وعُقْدَةُ كلِّ شيءٍ: إِبرامه.
وفي الحديث: مَن عقدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِيءَ مما جاءَ به رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ عَقْدُ الجِزْيةِ كناية عن تقريرها على نفسه كما تعقد الذمة للكتابي عليها.
واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ واشتد.
وتَعَقَّد الإِخاءُ: استحكم مثل تَذَلَّلَ.
وتَعَقَّدَ الثَّرَى: جَعُدَ.
وثَرًى عَقِدٌ على النسَبِ: مُتجَمِّدٌ.
وعقدَ الشحمُ يعقِدُ: انبنى وظهر.
والعَقِدُ: المتراكِمُ من الرمل، واحده عَقِدَة والجمع أَعقادٌ.
والعَقَدُ لغة في العَقِدِ؛ وقال هميان: يَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا لكثرة المطر.
والعَقدُ: ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر.
وجمل عَقِدٌ: قويّ. ابن الأَعرابي: العَقِدُ الجمل القصير الصبور على العمل.
ولئيم أَعقد: عسر الخُلُق ليس بسهل؛ وفلان عَقِيدُ الكرَم وعَقِيدُ اللُّؤْمِ.
والعَقَدُ في الأَسنان كالقادِحِ.
والعاقِدُ: حريم البئر وما حوله.
والتَّعَقُّدُ في البئر: أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ ويدخل أَعلاه إِلى جِرابها، وجِرابُها اتساعها.
وناقة مَعْقُودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظهر؛ وجمل عَقْدٌ؛ قال النابغة: فكيْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ مُمَرٍّ، ليس يَنْقُضُه الخَو ون؟ المراد الحَبْلُ وأَراد به عَهْدَها.
والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ.
واعتَقَدَ أَيضاً: اشتراها.
والعُقْدة: الأَرض الكثيرة الشجر وهي تكون من الرِّمْثِ والعَرْفَجِ، وأَنكرها بعضهم في العرفج، وقيل: هو المكان الكثير الشجر والنخل؛ وفي الحديث: فعدلت عن الطريق فإِذا بعقدة من شجر أَي بقعة كثيرة الشجر؛ وقيل: العقدة من الشجر ما يكفي الماشية؛ وقيل: هي من الشجر ما اجتمع وثبت أَصله يريد الدوامَ.
وقولهم؛ آلَفُ من غُرابِ عُقْدَة؛ قال ابن حبيب: هي أَرض كثيرة النخيل لا يطيرُ غُرابُها.
وفي الصحاح: آلفُ من غُراب عُقْدة لأَنه لا يُطَيَّرُ.
والعُقْدَة: بقية المَرْعَى، والجمع عُقَدٌ وعِقادٌ.
وفي أَرض بني فلان عَقْدة تكفيهم سنتهم، يعني مكاناً ذا شجر يرعونه.
وكل ما يعتقده الإِنسان من العقار، فهو عقدة له.
واعتقد ضَيْعة ومالاً أَي اقتناهما.
وقال ابن الأَنباري: في قولهم لفلان عُقْدة، العقدة عند العرب الحائط الكثير النخل.
ويقال للقَرْية الكثيرة النخل: عُقْدة، وكأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه واستوثق منه، ثم صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه عُقْدة.
ويقال للرجل إِذا سكن غضبه: قد تحللت عُقَدُه.
واعتقد كذا بقلبه وليس له معقودٌ أَي عقدُ رأْي.
وفي الحديث: أَن رجلاً كان يبايع وفي عُقْدته ضعف أَي في رأْيه ونظره في مصالح نفسه.
والعَقَدُ والعَقَدانُ: ضرب من التمر.
والعَقِدُ، وقيل العَقَد: قبيلة من اليمن ثم من بني عبد شمس بن سعد.
وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من قريش.
وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من العرب.
والعُقُدُ: بطون من تميم.
وقيل: العَقَدُ قبيلة من العرب يُنْسَبُ إِليهم العَقَدِيُّ.
والعَقَدُ: من بني يربوع خاصة؛ حكاه ابن الأَعرابي. قال: واللبَّكُ بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً، وذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن حَنْظَلَة.
والعُنْقُودُ: واحد عناقِيدِ العنب، والعِنقادُ لغة فيه؛ قل الراجز: إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ والعُقْدَةُ من المَرْعَى: هي الجَنْبَةُ ما كان فيها من مَرْعَى عام أَوّلَ، فهو عُقْدَةٌ وعُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة، وقد يضطرُّ المالُ إلى الشجر، ويسمى عقدة وعروة فإِذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقدة ولا عروة؛ قال: ومنه سميت العُقْدَة؛ وقال الرقاع العاملي: خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبينَها، مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها وفي حديث ابن عمرو: أَلم أَكن أَعلم السباعَ ههنا كثيراً؟ قيل: نعم ولكنها عُقِدَت فهي تخالط البهائم ولا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ والطلمسات كما يعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم، يعني عُقِدت ومُنِعتْ أَن تضر البهائم.
وفي حديث أَبي موسى: أَنه كسا في كفَّارة اليمين ثوبين ظَهْرانِيًّا ومُعَقَّداً؛ المُعَقَّدُ: ضرب من برودِ هَجَرَ.

خيل (لسان العرب) [0]


خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر، فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخيار بين الإِعمال والإِلغاء؛ قال جرير في الإِلغاء: أَبِالأَراجيز يا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني، وفي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ قال ابن بري: ومثله في الإِلغاء للأَعشى: وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّة، عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا وفي الحديث: ما إِخالُك سَرَقْت أَي ما أَظنك؛ وتقول في مستقبله: إِخالُ، بكسر الأَلف، وهو الأَفصح، وبنو أَسد يقولون أَخال، بالفتح، وهو القياس، والكسر . . . أكمل المادة أَكثر استعمالاً. التهذيب: تقول خِلْتُه زيداً إِخَاله وأَخَاله خيْلاناً، وقيل في المثل: من يَشْبَعْ يَخَلْ، وكلام العرب: من يَسْمَعْ يَخَلْ؛ قال أَبو عبيد: ومعناه من يسمع أَخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه، ومعناه أَن المجانبة للناس أَسلم، وقال ابن هانئ في قولهم من يسمع يَخَلْ: يقال ذلك عند تحقيق الظن، ويَخَلْ مشتق من تَخَيَّل إِلى.
وفي حديث طهفة: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام؛ واستحال الجَهَام أَي نظر إِليه هل يَحُول أَي يتحرك.
واستخلت الرِّهَام إِذا نظرت إِليها فخِلْتَها ماطرة.
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.
وفلان يَمْضي على المُخَيَّل أَي على ما خَيَّلت أَي ما شبهت يعني على غَرَر من غير يقين، وقد يأْتي خِلْتُ بمعنى عَلِمت؛ قال ابن أَحمر: ولَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَيِّه، وإِخالُ صاحبَ غَيِّه لم يَرْشُد قال ابن حبيب: إِخالُ هنا أَعلم.
وخَيَّل عليه تخييلاً: وَجَّه التُّهمَة إِليه.
والخالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: باتت تَشِيم بذي هرون من حَضَنٍ خالاً يُضِيء، إِذا ما مُزْنه ركَدَا والسحابة المُخَيِّل والمُخَيِّلة والمُخِيلة: التي إِذا رأَيتها حَسِبْتها ماطرة، وفي التهذيب: المَخِيلة، بفتح الميم، السحابة، وجمعها مَخايِل، وقد يقال للسحاب الخالُ، فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَيَّمت قالوا قد أَخالَتْ، فهي مُخِيلة، بضم الميم، وإِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا هذه مَخِيلة، بالفتح.
وقد أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت للمطر فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وقع المطر ذهب اسم التَّخَيُّل.
وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة.
وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التهذيب: يقال خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ ولم تُمْطِر.
وكلُّ شيء كان خَلِيقاً فهو مَخِيلٌ؛ يقال: إِن فلاناً لمَخِيل للخير. ابن السكيت: خَيَّلَت السماءُ للمطر وما أَحسن مَخِيلتها وخالها أَي خَلاقَتها للمطر.
وقد أَخالتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخايَلَتْ إِذا كانت تُرْجى للمطر.
وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها إِذا رأَيتها مُخِيلة للمطر.
والسحابة المُخْتالة: كالمُخِيلة؛ قال كُثَيِّر بن مُزَرِّد: كاللامعات في الكِفاف المُخْتال والخالُ: سحاب لا يُخُلِف مَطَرُه؛ قال: مثل سحاب الخال سَحّاً مَطَرُه وقال صَخْر الغَيّ: يُرَفِّع للخال رَيْطاً كَثِيفا وقيل: الخالُ السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه.
وقول طَهْفة: تَسْتخيل الجَهام؛ هو نستفعل من خِلْت أَي ظننت أَي نظُنُّه خَلِيقاً بالمَطَر، وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها. التهذيب: والخالُ خالُ السحابة إِذا رأَيتها ماطرة.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان إِذا رأَى في السماء اخْتِيالاً تغيَّر لونُه؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فيها المَطَر، وفي رواية: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا رأَى مَخِيلة أَقْبَل وأَدْبَر وتغير؛ قالت عائشة: فذكرت ذلك له فقال: وما يدرينا؟ لعله كما ذكر الله: فلما رَأَوْه عارضاً مُسْتقبل أَودِيَتهم قالوا هذا عارض مُمْطِرنا، بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم. قال ابن الأَثير: المَخِيلة موضع الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة بالمطر، قال: ويجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِيلة التي هي مصدر كالمَحْسِبة من الحَسْب.
والخالُ: البَرْقُ، حكاه أَبو زياد ورَدَّه عليه أَبو حنيفة.
وأَخالتِ الناقة إِذا كان في ضَرْعها لَبَن؛ قال ابن سيده: وأُراه على التشبيه بالسحابة.
والخالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حين يَبْرُق، وفي التهذيب: تشبيهاً بالخال وهو السحاب الماطر.
والخالُ والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلة والمَخِيلة، كُلُّه: الكِبْر.
وقد اخْتالَ وهو ذو خُيَلاءَ وذو خالٍ وذو مَخِيلة أَي ذو كِبْر.
وفي حديث ابن عباس: كُلْ ما شِئْت والْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ: سَرَفٌ ومَخِيلة.
وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لا الخال. يقال: هو ذو خالٍ أَي ذو كِبر؛ قال العجاج: والخالُ ثوبٌ من ثياب الجُهَّال، والدَّهْر فيه غَفْلة للغُفَّال قال أَبو منصور: وكأَن الليث جعل الخالَ هنا ثوباً وإِنما هو الكِبْر.
وفي التنزيل العزيز: إِن الله لا يُحِبُّ كل مُخْتالٍ فَخُور؛ فالمُخْتال: المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الذي يَأْنَف من ذوي قَرابته إِذا كانوا فقراء، ومن جِيرانه إِذا كانو كذلك، ولا يُحْسن عِشْرَتَهم ويقال: هو ذو خَيْلة أَيضاً؛ قال الراجز: يَمْشي من الخَيْلة يَوْم الوِرْد بَغْياً، كما يَمْشي وَليُّ العَهْد وفي الحديث: من جَرّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه؛ الخُيَلاء والخِيَلاء، بالضم والكسر: الكِبْر والعُجْب، وقد اخْتال فهو مُخْتال.
وفي الحديث: من الخُيَلاء ما يُحِبُّه الله في الصَّدقة وفي الحَرْب، أَما الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السخاء فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفسُه ولا يَسْتَكثر كثيراً ولا يُعْطي منها شيئاً إِلا وهو له مُسْتَقِلّ، وأَما الحرب فإِنه يتقدم فيها بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان؛ ومنه الحديث: بئس العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه.
ورَجُلٌ خالٌ أَي مُخْتال؛ ومنه قوله: إِذا تَحَرَّدَ لا خالٌ ولا بَخِل قال ابن سيده: ورجلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ، على القَلْب، ومُخْتالٌ وأُخائِلٌ ذو خُيَلاء مُعْجب بنفسه، ولا نظير له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ لا يَقْبل قول أَحد ولا يَلْوي على شيء، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه يَقْطَعُها، وقد تَخَيَّل وتَخايَل، وقد خالَ الرجلُ، فهو خائل؛ قال الشاعر:فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا، وإِن كُنْتَ للخالِ فاذْهَب فَخَلْ وجمع الخائل خالةٌ مثل بائع وباعةٍ؛ قال ابن بري: ومثله سائق وساقة وحائك وحاكة، قال: وروي البيت فاذهب فخُلْ، بضم الخاء، لأَن فعله خال يخول، قال: وكان حقه أَن يُذكر في خول، وقد ذكرناه نحن هناك؛ قال ابن بري: وإِنما ذكره الجوهري هنا لقولهم الخُيَلاء، قال: وقياسه الخُوَلاء وإِنما قلبت الواو فيه ياء حملاً على الاخْتِيال كما قالوا مَشِيبٌ حيث قالوا شِيبَ فأَتبعوه مَشِيباً، قال: والشاعر رجل من عبد القيس؛ قال: وقال الجُمَيْح بن الطَّمَّاح الأَسدي في الخال بمعنى الاختيال: ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، وفَقَدْتُ راحِيَ في الشباب وخالي التهذيب: ويقال للرجل المختال خائل، وجمعه خالة؛ ومنه قول الشاعر: أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبه، وقد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه (* قوله «الخلبة» قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة). أَراد بالخالة جمع الخائل وهو المُخْتال الشابُّ.
والأَخْيَل: الخُيَلاء؛ قال: له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل واخْتالَت الأَرضُ بالنبات: ازْدانَتْ.
ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة ومُتَخايِلة إِذا بلغ نَبْتُها المَدى وخرج زَهرُها؛ قال الشاعر: تأَزَّر فيه النَّبْت حتى تَخَيَّلَتْ رُباه، وحتى ما تُرى الشاء نُوَّما وقال ابن هَرْمَة: سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخايِلُ ويقال: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وقد تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن يُرْعى.
والخالُ: الثوب الذي تضعه على الميت تستره به، وقد خَيَّلَ عليه.
والخالُ: ضَرْبٌ من بُرود اليَمن المَوْشِيَّة.
والخالُ: الثوب الناعم؛ زاد الأَزهري: من ثياب اليمن؛ قال الشماخ: وبُرْدانِ من خالٍ وسبعون درهماً، على ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز والخالُ: الذي يكون في الجسد. ابن سيده: والخالُ سامَة سوداء في البدن، وقيل: هي نُكْتة سوداء فيه، والجمع خِيلانٌ.
وامرأَة خَيْلاء ورجل أَخُيَل ومَخِيلٌ ومَخْيول ومَخُول مثل مَقُول من الخال أَي كثير الخِيلان، ولا فِعْلَ له.
ويقال لما لا شخص له شامَةٌ، وما له شخص فهو الخالُ، وتصغير الخالِ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ومَخْيول، وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول.
وفي صفة خاتم النبوَّة: عليه خِيلانٌ؛ هو جمع خال وهي الشامَة في الجسد.
وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: كثير خِيلانِ الوجه.
والأَخْيَل: طائر أَخضر وعلى جناحيه لُمْعَة تخالف لونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، قال: ولذلك وجَّهه سيبويه على أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال الأَسماء كالأَبرق ونحوه، وقيل: الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تقول العرب: أَسأَم من أَخْيَل؛ قال ثعلب: وهو يقع على دَبَر البعير، يقال إِنه لا ينقُر دَبَرة بعير إِلا خزل ظَهْره، قال: وإِنما يتشاءَمون به لذلك؛ قال الفرزدق في الأَخيل: إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ، فلُقِّيتِ من طير اليَعاقيبِ أَخْيَلا قال ابن بري: الذي في شعره من طير العراقيب أَي ما يُعَرْقِبُك (* قوله «أَي ما يعرقبك» عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب ارض معروفة) يخاطب ناقته، ويروى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بالرفع والنصب، والممدوح قَطَن بن مُدْرِك الكلابي، ومن رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن، ومن نصبه جَعَله بدلاً من الهاء في بلغتنيه أَو بدلاً من قَطَن إِذا نصبته؛ قال ومثله: إِذا ابن موسى بلالاً بلغته برفع ابن وبلال ونصبهما، وهو ينصرف في النكرة إِذا سَمِّيْت به، ومنهم من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة، ويجعله في الأَصل صفة من التَّخَيُّل، ويحتج بقول حسَّان بن ثابت: ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي، فما طائري فيها عليكِ بِأَخْيَلا وقال العجاج: إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل قال شمر: الأَخْيَل يَفِيل نصف النهار، قال الفراء: ويسمى الشاهين الأَخْيَل، وجمعه الأَخايل؛ وأَما قوله: ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، ومَعِي شَبابٌ كلهم أَخْيَل فقد يجوز أَن يعني به هذا الطائر أَي كلهم مثل الأَخيل في خِفَّتِه وطُموره. قال ابن سيده: وقد يكون المُخْتال، قال: ولا أَعرفه في اللغة، قال: وقد يجوز أَن يكون التقدير كُلُّهم أَخْيَل أَي ذو اختيال.
والخَيال: خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إِلى ظِلِّ نفسه فيرى أَنه صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يجد شيئاً، وهو خاطف ظِلِّه.
والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قال الراجز: أَشكو إِلى الله انْثِناءَ مِحْمَلي، وخَفَقان صُرَدِيَ وأَخْيَلي والصُّرَدان: عِرْقان تحت اللسان.
والخالُ: كالظَّلْع والغَمْز يكون بالدابة، وقد خالَ يَخال خالاً، وهو خائل؛ قال: نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً، تَشْكو الكَلال، وتشكو من أَذى الخال وفي رواية: من حَفا الخال.
والخالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو منصور: والخالُ اللِّواء الذي يُعْقَد لولاية والٍ، قال: ولا أُراه سُمِّي خالاً إِلاَّ لأَنه كان يُعْقَد من برود الخال؛ قال الأَعشى: بأَسيافنا حتى نُوَجِّه خالها والخالُ: أَخو الأُم، ذكر في خول.
والخالُ: الجَبَل الضَّخْم والبعير الضخم، والجمع خِيلانٌ؛ قال: ولكِنَّ خِيلاناً عليها العمائم شَبَّههم بالإِبل في أَبدانهم وأَنه لا عقول لهم.
وإِنه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له.
وأَخالَ فيه خالاً من الخير وتَخَيَّل عليه تَخَيُّلاً، كلاهما: اختاره وتفرَّس فيه الخير.
وتَخَوَّلت فيه خالاً من الخير وأَخَلْتُ فيه خالاً من الخير أَي رأَيت مَخِيلتَه.
وتَخَيَّل الشيءُ له: تَشَبَّه.
وتَخَيَّل له أَنه كذا أَي تَشَبَّه وتخايَل؛ يقال: تُخَيَّلته فَتَخَيَّل لي، كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر، وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق.
والخَيَال والخَيَالة: ما تَشَبَّه لك في اليَقَظة والحُلُم من صورة؛ قال الشاعر: فلَسْتُ بنازِلٍ إِلاَّ أَلَمَّتْ، برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب وقيل: إِنما أَنَّث على إِرادة المرأَة.
والخَيال والخَيالة: الشخص والطَّيْف.
ورأَيت خَياله وخَيالته أَي شخصه وطَلعْته من ذلك. التهذيب: الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل، وكذلك خَيال الإِنسان في المِرآة، وخَياله في المنام صورة تِمْثاله، وربما مَرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خَيال، يقال: تَخَيَّل لي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيال خَشَبة توضع فيلقى عليها الثوب للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان؛ وأَنشد: أَخٌ لا أَخا لي غيره، غير أَنني كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بلا فكر وراعِي الخَيال: هو الرَّأْل، وفي رواية: أَخي لا أَخا لي بَعْده؛ قال ابن بري: أَنشده ابن قتيبة بلا فَكْر، بفتح الفاء، وحكي عن أَبي حاتم أَنه قال: حدثني ابن سلام الجُمَحي عن يونس النحوي أَنه قال: يقال لي في هذا الأَمر فَكْرٌ بمعنى تَفَكُّر. الصحاح: الخَيال خَشَبة عليها ثياب سود تُنْصب للطير والبهائم فتظنه إِنساناً.
وفي حديث عثمان: كان الحِمَى سِتَّة أَميال فصار خَيال بكذا وخَيال بكذا، وفي رواية: خَيال بإِمَّرَةَ وخيَال بأَسْوَدَ العَيْن؛ قال ابن الأَثير: وهما جَبَلان؛ قال الأَصمعي: كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه؛ وقول الراجز: تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ، كأَنَّها خِيلانُ راع مُحْتَظِر أَراد بالخِيلان ما يَنْصِبه الراعي عند حَظِيرة غنمه.
وخَيَّل للناقة وأَخُيَل: وَضَع لولدها خَيالاً ليَفْزَع منه الذئب فلا يَقْرَبه.
والخَيال: ما نُصِب في الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فلا تُقْرَب.
وقال الليث: كل شيء اشتبه عليك، فهو مُخيل، وقد أَخالَ؛ وأَنشد: والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيل سَبِيلُه، والصِّدْق يَعْرِفه ذوو الأَلْباب وقد أَخالتِ الناقةُ، فهي مُخِيلة إِذا كانت حَسَنة العَطَل في ضَرْعها لَبن.
وقوله تعالى: يُخَيَّل إِليه من سحرهم أَنها تَسْعَى؛ أَي يُشْبَّه.
وخُيِّل إِليه أَنه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعله: من التخييل والوَهْم.
والخَيال: كِساء أَسود يُنْصَب على عود يُخَيَّل به؛ قال ابن أَحمر:فلما تَجَلَّى ما تَجَلَّى من الدُّجى، وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخَيَّل والخَيْل: الفُرْسان، وفي المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛ قال أَبو عبيدة: واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف.
وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك.
والخَيْل: الخُيول.
وفي التنزيل العزيز: والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها.
وفي الحديث: يا خَيْلَ الله ارْكَبي: قال ابن الأَثير: هذا على حذف المضاف، أَراد بافُرْسانَ خَيْلِ الله اركبي، وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها؛ وقول أَبي ذؤيب: فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وقوله بطل اللِّقاء أَي عند اللقاء، والجمع أَخْيالٌ وخُيول؛ الأَول عن ابن الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف.
وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه، ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً.
وقالوا: الخَيْل أَعلم من فُرْسانِها؛ يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء عنده فتجده على ما ظننت.
والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول.
والخَيال: نبت.
والخالُ: موضع؛ قال: أَتَعْرف أَطلالاً شَجوْنَك بالخال؟ قال: وقد تكون أَلفه منقلبة عن واو.
والخالُ: اسم جَبَل تِلْقاء المدينة؛ قال الشاعر: أَهاجَكَ بالخالِ الحُمُول الدَّوافع، وأَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع؟ والمُخايَلة: المُباراة. يقال: خايَلْت فلاناً بارَيْته وفعلت فعلَه؛ قال الكميت: أَقول لهم، يَوم أَيْمانُهم تُخايِلُها، في الندى، الأَشْمُلُ تُخايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وقول ابن أَحمر: وقالوا: أَنَتْ أَرض به وتَخَيَّلَتْ، فأَمْسى لما في الرأْسِ والصدر شاكيا قوله تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت.
وخَيَّل فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ عنهم؛ قال سلمة: ومثله غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كذا وكذا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَي على ما خَيَّلْت أَي على كل حال ونحو ذلك.
وقولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْت أَي على ما شَبَّهت.
وبنو الأَخْيَل: حَيٌّ من عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَليَّة؛ وقولها: نحن الأَخايلُ ما يَزال غُلامُنا، حتى يَدِبَّ على العَصا، مذكورا فإِنما جَمَعت القَبِيل باسم الأَخْيَل بن معاوية العُقَيْلي، ويقال البَيْت لأَبيها.
والخَيال: أَرض لبني تَغْلِب؛ قال لبيد: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ، فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟ والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية.
وخالَ يَخِيلُ خَيْلاً إِذا دام على أَكل الخِيل، وهو السَّذَاب. قال ابن بري: والخالُ الخائِلُ، يقال هو خالُ مالٍ وخائل مال أَي حَسَن القيام عليه.
والخالُ: ظَلْع في الرِّجْل.
والخال: نُكْتَة في الجَسَد؛ قال وهذه أَبيات تجمع معاني الخال: أَتَعْرِف أَطْلالاً شَجَوْنَك بالخالِ، وعَيْشَ زمانٍ كان في العُصُر الخالي؟ الخالُ الأَوَّل: مكان، والثاني: الماضي. لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ عليّ بعِصْيان الإِمارةِ والخال الخال: اللِّوَاء.
وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا، وللغَزِل المِرِّيحِ ذي اللَّهْوِ والخال الخال: الخُيَلاء.
وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ، وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذي الخال الخال: الشَّامَة. إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها، كما رَئِم المَيْثاءَ ذو الرَّثْيَة الخالي الخالي: العَزَب.
ويَقْتادُني منها رَخِيم دَلالِها، كما اقْتاد مُهْراً حين يأْلفه الخالي الخالي: من الخلاء. زَمانَ أُفَدَّى من مِراحٍ إِلى الصِّبا بعَمِّيَ، من فَرْط الصَّبابة، والخَال الخال: أَخو الأُم.
وقد عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا إِذا القوم كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخال الخالُ: المَنْخُوب الضعيف.
ولا أَرْتَدي إِلاَّ المُروءَةَ حُلَّةً، إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ والخال الخالُ: نوع من البُرود.
وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة، تَنَكَّبتْها واشْتَمْتُ خالاً على خال الخال: السحاب. فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب، وإِلاَّ تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خال من المُخالاة.
وما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى، كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخال الخالُ: الموضع.
وثالِثُنا في الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ لما يُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالي أَي قاطع.

رجل (لسان العرب) [0]


الرَّجُل: معروف الذكرُ من نوع الإِنسان خلاف المرأَة، وقيل: إِنما يكون رَجلاً فوق الغلام، وذلك إِذا احتلم وشَبَّ، وقيل: هو رَجُل ساعة تَلِدُه أُمُّه إِلى ما بعد ذلك، وتصغيره رُجَيْل ورُوَيْجِل، على غير قياس؛ حكاه سيبويه. التهذيب: تصغير الرجل رُجَيْل، وعامَّتهم يقولون رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء على غير قياس، يرجعون إِلى الراجل لأَن اشتقاقه منه، كما أَن العَجِل من العاجل والحَذِر من الحاذِر، والجمع رِجال.
وفي التنزيل العزيز: واسْتَشْهِدوا شَهِيدَين من رِجالكم؛ أَراد من أَهل مِلَّتكم، ورِجالاتٌ جمع الجمع؛ قال سيبويه: ولم يكسر على بناء من أَبنية أَدْنى العدد يعني أَنهم لم يقولوا أَرْجال؛ قال سيبويه: وقالوا ثلاثةُ رَجْلةٍ . . . أكمل المادة جعلوه بدلاً من أَرْجال، ونظيره ثلاثة أَشياء جعلوا لَفْعاء بدلاً من أَفعال، قال: وحكى أَبو زيد في جمعه رَجِلة، وهو أَيضاً اسم الجمع لأَن فَعِلة ليست من أَبنية الجموع، وذهب أَبو العباس إِلى أَن رَجْلة مخفف عنه. ابن جني: ويقال لهم المَرْجَل والأُنثى رَجُلة؛ قال: كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً، غيرَ جيران بني جَبَله خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم، لم يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله عَنى بجَيْبِها هَنَها وحكى ابن الأَعرابي: أَن أَبا زياد الكلابي قال في حديث له مع امرأَته: فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يعني نفسه وامرأَته، كأَنه أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلة فغَلَّب المذكر.
وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ: صارت كالرَّجُل.
وفي الحديث: كانت عائشة، رضي الله عنها، رَجُلة الرأْي؛ قال الجوهري في جمع الرَّجُل أَراجل؛ قال أَبو ذؤيب: أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم، وقالوا: تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَراجِل يقول: أَهَمَّهم نفقةُ صيفهم وشتائهم وقالوا لأَبيهم: تعدَّ أَي انصرف عنا؛ قال ابن بري: الأَراجل هنا جمع أَرجال، وأَرجال جمع راجل، مثل صاحب وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حذف الياء من الأَراجيل لضرورة الشعر؛ قال أَبو المُثَلَّم الهذلي: يا صَخْرُ ورّاد ماء قد تتابَعَه سَوْمُ الأَراجِيل، حَتَّى ماؤه طَحِل وقال آخر: كأَن رَحْلي على حَقْباء قارِبة أَحْمى عليها أَبانَيْنِ الأَراجيل أَبانانِ: جَبَلانِ؛ وقال أَبو الأَسود الدؤلي: كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه مَراغٌ، وآثارُ الأَراجِيلِ مَلْعَب وفي قَصِيد كعب بن زهير: تَظَلُّ منه سِباعُ الجَوِّ ضامزةً، ولا تَمَشَّى بِواديه الأَراجِيلُ وقال كثير في الأَراجل: له، بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا، مواطنُ، لا تَمْشي بهنَّ الأَراجلُ قال: ويَدُلُّك على أَن الأَراجل في بيت أَبي ذؤيب جمع أَرجال أَن أَهل اللغة قالوا في بيت أَبي المثلم الأَراجيل هم الرَّجَّالة وسَوْمُهم مَرُّهُم، قال: وقد يجمع رَجُل أَيضاً على رَجْلة. ابن سيده: وقد يكون الرَّجُل صفة يعني بذلك الشدّة والكمال؛ قال: وعلى ذلك أَجاز سيبويه الجر في قولهم مررت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، والأَكثر الرفع؛ وقال في موضع آخر: إِذا قلت هذا الرَّجُل فقد يجوز أَن تعْني كماله وأَن تريد كل رَجُل تكلَّم ومشى على رِجْلَيْن، فهو رَجُل، لا تريد غير ذلك المعنى، وذهب سيبويه إِلى أَن معنى قولك هذا زيد هذا الرَّجُل الذي من شأْنه كذا، ولذلك قال في موضع آخر حين ذكر ابن الصَّعِق وابن كُرَاع: وليس هذا بمنزلة زيد وعمرو من قِبَل أَن هذه أَعلام جَمَعَت ما ذكرنا من التطويل فحذفوا، ولذلك قال الفارسي: إِن التسمية اختصار جُمْلة أَو جُمَل. غيره: وفي معنى تقول هذا رجل كامل وهذا رجل أَي فوق الغلام، وتقول: هذا رَجُلٌ أَي راجل، وفي هذا المعنى للمرأَة: هي رَجُلة أَي راجلة؛ وأَنشد: فإِن يك قولُهمُ صادقاً، فَسِيقَتْ نسائي إِليكم رِجَالا أَي رواجلَ.
والرُّجْلة، بالضم: مصدر الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل. يقال: رَجُل جَيِّد الرُّجلة، ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة والرُّجْليَّة والرُّجوليَّة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وهي من المصادر التي لا أَفعال لها.
وهذا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما، أَو فيه رُجْلِيَّة ليست في الآخر؛ قال ابن سيده: وأُراه من باب أَحْنَك الشاتين أَي أَنه لا فعل له وإِنما جاء فعل التعجب من غير فعل.
وحكى الفارسي: امرأَة مُرْجِلٌ تلد الرِّجال، وإِنما المشهور مُذْكِر، وقالوا: ما أَدري أَيُّ ولد الرجل هو، يعني آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ: فيه صُوَر كَصُوَر الرجال.
وفي الحديث: أَنه لعن المُتَرَجِّلات من النساء، يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زِيِّهِم وهيآتهم، فأَما في العلم والرأْي فمحمود، وفي رواية: لَعَنَ الله الرَّجُلة من النساء، بمعنى المترجِّلة.
ويقال: امرأَة رَجُلة إِذا تشبهت بالرجال في الرأْي والمعرفة.والرِّجْل: قَدَم الإِنسان وغيره؛ قال أَبو إِسحق: والرَّجْل من أَصل الفخذ إِلى القدم، أُنْثى.
وقولهم في المثل: لا تَمْشِ برِجْلِ من أَبى، كقولهم لا يُرَحِّل رَحْلَك من ليس معك؛ وقوله: ولا يُدْرِك الحاجاتِ، من حيث تُبْتَغَى من الناس، إِلا المُصْبِحون على رِجْل يقول: إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام، لا المُتَزَمِّلون النِّيام؛ فأَما قوله: أَرَتْنيَ حِجْلاً على ساقها، فَهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ فقلت، ولم أُخْفِ عن صاحبي: أَلابي أَنا أَصلُ تلك الرِّجِلْ (* قوله «ألابي أنا» هكذا في الأصل، وفي المحكم: ألائي، وعلى الهمزة فتحة). فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل، فأَلقى حركة اللام على الجيم؛ قال: وليس هذا وضعاً لأَن فِعِلاً لم يأْت إِلا في قولهم إِبِل وإِطِل، وقد تقدم، والجمع أَرْجُل، قال سيبويه: لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك؛ قال ابن جني: استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة.
وقوله تعالى: ولا يَضْرِبْن بأَرْجُلِهن ليُعْلَم ما يُخْفِين من زينتهن؛ قال الزجاج: كانت المرأَة ربما اجتازت وفي رجلها الخَلْخال، وربما كان فيه الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت برِجْلها عُلِم أَنها ذات خَلْخال وزينة، فنُهِي عنه لما فيه من تحريك الشهوة، كما أُمِرْن أَن لا يُبْدِين ذلك لأَن إِسماع صوته بمنزلة إِبدائه.
ورجل أَرْجَل: عظيم الرِّجْل، وقد رَجِل، وأَرْكبُ عظيم الرُّكْبة، وأَرْأَس عظيم الرأْس.
ورَجَله يَرْجله رَجْلاً: أَصاب رِجْله، وحكى الفارسي رَجِل في هذا المعنى. أَبو عمرو: ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله.
والرُّجْلة: أَن يشكو رِجْله.
وفي حديث الجلوس في الصلاة: إِنه لجَفاء بالرَّجُل أَي بالمصلي نفسه، ويروى بكسر الراء وسكون الجيم، يريد جلوسه على رِجْله في الصلاة.
والرَّجَل، بالتحريك: مصدر قولك رَجِلَ، بالكسر، أَي بقي راجلاً؛ وأَرْجَله غيره وأَرْجَله أَيضاً: بمعنى أَمهله، وقد يأْتي رَجُلٌ بمعنى راجل؛ قال الزِّبْرِقان بن بدر: آليت لله حَجًّا حافياً رَجُلاً، إِن جاوز النَّخْل يمشي، وهو مندفع ومثله ليحيى بن وائل وأَدرك قَطَريّ بن الفُجاءة الخارجي أَحد بني مازن حارثي: أَمَا أُقاتِل عن دِيني على فرس، ولا كذا رَجُلاً إِلا بأَصحاب لقد لَقِيت إِذاً شرّاً، وأَدركني ما كنت أَرْغَم في جسمي من العاب قال أَبو حاتم: أَما مخفف الميم مفتوح الأَلف، وقوله رجلاً أَي راجلاً كما تقول العرب جاءنا فلان حافياً رَجُلاً أَي راجلاً، كأَنه قال أَما أُقاتل فارساً ولا راجلاً إِلا ومعي أَصحابي، لقد لقيت إِذاً شَرًّا إِن لم أُقاتل وحدي؛ وأَبو زيد مثله وزاد: ولا كذا أُقاتل راجلاً، فقال: إِنه خرج يقاتل السلطان فقيل له أَتخرج راجلاً تقاتل؟ فقال البيت؛ وقال ابن الأَعرابي: قوله ولا كذا أَي ما ترى رجلاً كذا؛ وقال المفضل: أَما خفيفة بمنزلة أَلا، وأَلا تنبيه يكون بعدها أَمر أَو نهي أَو إِخبار، فالذي بعد أَما هنا إِخبار كأَنه قال: أَما أُقاتل فارساً وراجلاً.
وقال أَبو علي في الحجة بعد أَن حكى عن أَبي زيد ما تقدم: فَرجُلٌ على ما حكاه أَبو زيد صفة، ومثله نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نحوها، ومعنى البيت كأَنه يقول: اعلموا أَني أُقاتل عن ديني وعن حَسَبي وليس تحتي فرس ولا معي أَصحاب.
ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلاً، فهو راجل ورَجُل ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلان؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ إِذا لم يكن له ظهر في سفر يركبه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: عَلَيّ، إِذا لاقيت لَيْلى بخلوة، أَنَ آزدار بَيْتَ الله رَجْلانَ حافيا والجمع رِجَالٌ ورَجَّالة ورُجَّال ورُجَالى ورُجَّالى ورَجَالى ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَراجل وأَراجيل؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: واغُزُ وَسْط الأَراجل قال ابن جني: فيجوز أَن يكون أَراجل جمع أَرْجِلة، وأَرْجِلة جمع رِجال، ورجال جمع راجل كما تقدم؛ وقد أَجاز أَبو إِسحق في قوله: في ليلة من جُمادى ذات أَنديةٍ أَن يكون كَسَّر نَدًى على نِداء كجَمَل وجِمال، ثم كَسَّر نِداء على أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قال: فكذلك يكون هذا؛ والرَّجْل اسم للجمع عند سيبويه وجمع عند أَبي الحسن، ورجح الفارسي قول سيبويه وقال: لو كان جمعاً ثم صُغِّر لرُدَّ إِلى واحده ثم جُمِع ونحن نجده مصغراً على لفظه؛ وأَنشد:بَنَيْتُه بعُصْبةٍ من ماليا، أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عاديا وأَنشد: وأَيْنَ رُكَيْبٌ واضعون رِحالهم إِلى أَهل بيتٍ من مقامة أَهْوَدا؟ ويروى: من بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري: وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تمشي، بها، الرُّجَّالُ خائفةً سِراعا قال: وقد جاء في الشعر الرَّجْلة، وقال تميم بن أَبي (* قوله «تميم بن أبي» هكذا في الأصل وفي شرح القاموس.
واأنشده الأزهري لأبي مقبل، وفي التكملة: قال ابن مقبل) : ورَجْلة يضربون البَيْضَ عن عُرُض قال أَبو عمرو: الرَّجْلة الرَّجَّالة في هذا البيت، وليس في الكلام فَعْلة جاء جمعاً غير رَجْلة جمع راجل وكَمْأَة جمع كَمْءٍ؛ وفي التهذيب: ويجمع رَجاجِيلَ.
والرَّجْلان أَيْضاً: الراجل، والجمع رَجْلى ورِجال مثل عَجْلان وعَجْلى وعِجال، قال: ويقال رَجِلٌ ورَجالى مثل عَجِل وعَجالى.
وامرأَة رَجْلى: مثل عَجْلى، ونسوة رِجالٌ: مثل عِجال، ورَجالى مثل عجالى. قال ابن بري: قال ابن جني راجل ورُجْلان، بضم الراء؛ قال الراجز: ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان، يَقي به اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان ورُجَّال أَيضاً، وقد حكي أَنها قراءة عبد الله في سورة الحج وبالتخفيف أَيضاً، وقوله تعالى: فإِن خِفْتم فرِجالاً أَو رُكْباناً، أَي فَصَلُّوا رُكْباناً ورِجالاً، جمع راجل مثل صاحب وصِحاب، أَي إِن لم يمكنكم أَن تقوموا قانتين أَي عابدين مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لخوف ينالكم فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التهذيب: رِجالٌ أَي رَجَّالة.
وقوم رَجْلة أَي رَجَّالة.
وفي حديث صلاة الخوف: فإِن كان خوف هو أَشدّ من ذلك صَلوا رِجالاً ورُكْباناً؛ الرِّجال: جمع راجل أَي ماش، والراجل خلاف الفارس. أَبو زيد: يقال رَجِلْت، بالكسر، رَجَلاً أَي بقيت راجِلاً، والكسائي مثله، والعرب تقول في الدعاء على الإِنسان: ما له رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فبقي راجلاً. قال ابن سيده: وحكى اللحياني لا تفعل كذا وكذا أُمُّك راجل، ولم يفسره، إِلا أَنه قال قبل هذا: أُمُّك هابل وثاكل، وقال بعد هذا: أُمُّك عَقْري وخَمْشى وحَيْرى، فَدَلَّنا ذلك بمجموعة أَنه يريد الحزن والثُّكْل.
والرُّجْلة: المشي راجلاً.
والرَّجْلة والرِّجْلة: شِدَّة المشي؛ خكاهما أَبو زيد.
وفي الحديث: العَجْماء جَرْحها جُبَار، ويَرْوي بعضم: الرِّجْلُ جُبارٌ؛ فسَّره من ذهب إِليه أَن راكب الدابة إِذا أَصابت وهو راكبها إِنساناً أَو وطئت شيئاً بيدها فضمانه على راكبها، وإِن أَصابته برِجْلها فهو جُبار وهذا إِذا أَصابته وهي تسير، فأَمَّا أَن تصيبه وهي واقفة في الطريق فالراكب ضامن، أَصابت ما أَصابت بيد أَو رجل.
وكان الشافعي، رضي الله عنه، يرى الضمان واجباً على راكبها على كل حال، نَفَحَتْ برِجلها أَو خبطت بيدها، سائرة كانت أَو واقفة. قال الأَزهري: الحدث الذي رواه الكوفيون أَن الرِّجل جُبار غير صحيح عند الحفاظ؛ قال ابن الأَثير في قوله في الحديث: الرِّجل جُبار أَي ما أَصابت الدابة برِجْلها فلا قَوَد على صاحبها، قال: والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقَوْدها وسَوْقها وما أَصابت برِجْلها أَو يدها، قال: وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله الخطابي من كلام الشعبي.
وحَرَّةٌ رَجْلاءُ: وهي المستوية بالأَرض الكثيرة الحجارة يَصْعُب المشي فيها، وقال أَبو الهيثم: حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حجارتها سُودٌ، والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لا تعمل فيها خيل ولا إِبل ولا يسلكها إِلا راجل. ابن سيده: وحَرَّة رَجْلاء لا يستطاع المشي فيها لخشونتها وصعوبتها حتى يُتَرَجَّل فيها.
وفي حديث رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى، هي بوزن دِفْلى، حَرَّةُ رِجْلى: في ديار جُذام.
وتَرَجَّل الرجلُ: ركب رِجْليه.والرَّجِيل من الخيل: الذي لا يَحْفى.
ورَجُلٌ رَجِيل أي قَوِيٌّ على المشي؛ قال ابن بري: كذلك امرأَة رَجِيلة للقوية على المشي؛ قال الحرب بن حِلِّزة: أَنَّى اهتديتِ، وكُنْتِ غير رَجِيلةٍ، والقومُ قد قَطَعوا مِتان السِّجْسَج التهذيب: ارْتَجَل الرجلُ ارتجالاً إِذا ركب رجليه في حاجته ومَضى.
ويقال: ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أَي اركب ما ركبت من الأُمور.
وتَرَجَّل الزَّنْدَ وارتجله: وضعه تحت رجليه.
وتَرَجَّل القومُ إِذا نزلوا عن دوابهم في الحرب للقتال.
ويقال: حَمَلك الله على الرُّجْلة، والرُّجْلة ههنا: فعل الرَّجُل الذي لا دابة له.
ورَجَلَ الشاةَ وارتجلها: عَقَلها برجليها.
ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وارتجلها: علَّقها برجلها.
والمُرَجَّل من الزِّقاق: الذي يُسْلَخ من رِجْل واحدة، وقيل: الذي يُسْلَخ من قِبَل رِجْله. الفراء: الجِلْد المُرَجَّل الذي يسلخ من رِجْل واحدة، والمَنْجُول الذي يُشَقُّ عُرْقوباه جميعاً كما يسلخ الناسُ اليومَ، والمُزَقَّق الذي يسلخ من قِبَل رأْسه؛ الأَصمعي وقوله: أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى، وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان (* قوله «أَيام ألحف إلخ» تقدم في ترجمة غضض: أيام أسحب لمتي عفر الملا ولعلهما روايتان). أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الملآن من الخَمْر، وغَضُّه شُرْبُه. ابن الأَعرابي: قال المفضل يَصِف شَعْره وحُسْنه، وقوله أَغُضّ أَي أَنْقُص منه بالمِقْراض ليستوي شَعَثُه.
والمُرَجَّل: الشعر المُسَرَّح، ويقال للمشط مِرْجَل ومِسْرَح.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن الترَجُّل إِلا غِبًّا؛ الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، ومعناه أَنه كره كثرة الادِّهان ومَشْطَ الشعر وتسويته كل يوم كأَنه كره كثرة التَّرفُّه والتنعم.
والرُّجْلة والترجيل: بياض في إِحدى رجلي الدابة لا بياضَ به في موضع غير ذلك. أَبو زيد: نَعْجة رَجْلاء وهي البيضاء إِحدى الرجلين إِلى الخاصرة وسائرها أَسود، وقد رَجِلَ رَجَلاً، وهو أَرْجَل.
ونعجة رَجْلاء: ابْيَضَّتْ رَِجْلاها مع الخاصرتين وسائرها أَسود. الجوهري: الأَرجل من الخيل الذي في إِحدى رجليه بياض، ويُكْرَه إِلا أَن يكون به وَضَحٌ؛ غيره: قال المُرَقِّش الأَصغر: أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليس فيه مَعابةٌ، كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كان أَقرح. قال: وشاة رَجْلاء كذلك.
وفرس أَرْجَل: بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة.
ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها (* قوله «ورجلت المرأة ولدها» ضبط في القاموس مخففاً، وضبط في نسخ المحكم بالتشديد) : وضَعَتْه بحيث خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عند الولادة، وهذا يقال له اليَتْن. الأُموي: إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل وَلَّدتُها الرُّجَيْلاء مثال الغُمَيْصاء، ووَلَّدتها طَبَقة بعد طَبَقة.
ورِجْلُ الغُراب: ضَرْب من صَرِّ الإِبل لا يقدر الفصيل على أَن يَرْضَع معه ولا يَنْحَلُّ؛ قال الكميت: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في النا س، على من أَراد فيه الفجورا رِجْلَ الغراب مصدر لأَنه ضرب من الصَّرِّ فهو من باب رَجَع القَهْقَرى واشتمل الصَّمَّاء، وتقديره صَرًّا مثل صَرِّ رِجْل الغُراب، ومعناه اسْتَحْكَم مُلكُك فلا يمكن حَلُّه كما لا يمكن الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل الغراب.
وقوله في الحديث: الرُّؤيا لأَوَّلِ عابر وهي على رِجْل طائر أَي أَنها على رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وقضاء ماضٍ من خير أَو شَرٍّ، وأَن ذلك هو الذي قَسَمه الله لصاحبها، من قولهم اقتسموا داراً فطار سهمُ فلان في ناحيتها أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج، وكلُّ حَركة من كلمة أَو شيء يَجْري لك فهو طائر، والمراد أَن الرؤيا هي التي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها كانت على رِجْل طائر فسقطت فوقعتْ حيث عُبِّرت، كما يسقط الذي يكون على رِجْل الطائر بأَدنى حركة.
ورِجْل الطائر: مِيسَمٌ.
والرُّجْلة: القُوَّةُ على المشي. رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَل رَجَلاً ورُجْلة إِذا كان يمشي في السفر وحده ولا دابة له يركبها.
ورَجُلٌ رُجْليٌّ: للذي يغزو على رِجليه، منسوب إِلى الرُّجْلة.
والرَّجيل: القَوِيُّ على المشي الصبور عله؛ وأَنشد:حَتى أُشِبَّ لها، وطال إِيابُها، ذو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ وامرأَة رَجِيلة: صَبُورٌ على المشي، وناقة رَجِيلة.
ورَجُل راجل ورَجِيل: قويٌّ على المشي، وكذلك البعير والحمار، والجمع رَجْلى ورَجالى.
والرَّجِيل أَيضاً من الرجال: الصُّلْبُ. الليث: الرُّجْلة نجابة الرَّجِيل من الدواب والإِبل وهو الصبور على طول السير، قال: ولم أَسمع منه فِعْلاً إِلا في النعوت ناقة رَجِيلة وحمار رَجِيل.
ورَجُل رَجِيل: مَشَّاء. التهذيب: رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة؛ وأَنشد أَبو بكر: وإِذا خَلِيلُك لم يَدُمْ لك وَصْلُه، فاقطع لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر، وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ، وَلْقى الهواجر ذاتِ خَلْقٍ حادر أَي سريعة الهواجر؛ الرَّجِيلة: القَوية على المشي، وحَرْفٌ: شبهها بحَرْف السيف في مَضائها. الكسائي: رَجُلٌ بَيِّن الرُّجولة وراجل بيِّن الرُّجْلة؛ والرَّجِيلُ من الناس: المَشّاء الجيِّد المشي.
والرَّجِيل من الخيل: الذي لا يَعْرَق.
وفلان قائم على رِجْلٍ إِذا حَزْبَه أَمْرٌ فقام له.
والرِّجْل: خلاف اليد.
ورِجل القوس: سِيَتُها السفْلى، ويدها: سِيَتُها العليا؛ وقيل: رِجْل القوس ما سَفَل عن كبدها؛ قال أَبو حنيفة: رِجْل القوس أَتمُّ من يدها. قال: وقال أَبو زياد الكلابي القوّاسون يُسَخِّفون الشِّقَّ الأَسفل من القوس، وهو الذي تُسميه يَداً، لتَعْنَت القِياسُ فَيَنْفُق ما عندهم. ابن الأَعرابي: أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت أَعاليها، وأَيديها أَسافلها، قال: وأَرجلها أَشد من أَيديها؛ وأَنشد: لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها من أَرْجُل قال: وطَرفا القوس ظُفْراها، وحَزَّاها فُرْضتاها، وعِطْفاها سِيَتاها، وبَعْدَ السِّيَتين الطائفان، وبعد الطائفين الأَبهران، وما بين الأَبهَرَين كبدُها، وهو ما بين عَقْدَي الحِمالة، وعَقْداها يسميان الكُليتين، وأَوتارُها التي تُشَدُّ في يدها ورجلها تُسَمَّى الوُقوف وهو المضائغ.
ورِجْلا السَّهم: حَرْفاه.
ورِجْلُ البحر: خليجه، عن كراع.
وارْتَجل الفرسُ ارتجالاً: راوح بين العَنَق والهَمْلَجة، وفي التهذيب: إِذا خَلَط العَنق بالهَمْلجة.
وتَرَجَّل أَي مشى راجلاً.
وتَرَجَّل البئرَ تَرَجُّلاً وتَرَجَّل فيها، كلاهما: نزلها من غير أَن يُدَلَّى.
وارتجالُ الخُطْبة والشِّعْر: ابتداؤه من غير تهيئة.
وارْتَجَل الكلامَ ارْتجالاً إِذا اقتضبه اقتضاباً وتكلم به من غير أَن يهيئه قبل ذلك.
وارْتَجَل برأْيه: انفرد به ولم يشاور أَحداً فيه، والعرب تقول: أَمْرُك ما ارْتَجَلْتَ، معناه ما استبددت برأْيك فيه؛ قال الجعدي: وما عَصَيْتُ أَميراً غير مُتَّهَم عندي، ولكنَّ أَمْرَ المرء ما ارْتَجلا وتَرَجَّل النهارُ، وارتجل أَي ارتفع؛ قال الشاعر: وهاج به، لما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى، عصائبُ شَتى من كلابٍ ونابِل وفي حديث العُرَنِيّين: فما تَرَجَّل النهارُ حتى أُتيَ بهم أَي ما ارتفع النهار تشبيهاً بارتفاع الرَّجُل عن الصِّبا.
وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِل ورَجْلٌ: بَيْنَ السُّبوطة والجعودة.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان شعره رَجِلاً أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما؛ وقد رَجِل رَجَلاً ورَجَّله هو ترجيلاً، ورَجُلٌ رَجِلُ الشَّعر ورَجَلُه، وجَمْعهما أَرجال ورَجالى. ابن سيده: قال سيبويه: أَما رَجْلٌ، بالفتح، فلا يُكَسَّرُ استغنوا عنه بالواو والنون وذلك في الصفة، وأَما رَجِل، وبالكسر، فإِنه لم ينص عليه وقياسه قياس فَعُل في الصفة، ولا يحمل على باب أَنجاد وأَنكاد جمع نَجِد ونَكِد لقلة تكسير هذه الصفة من أَجل قلة بنائها، إِنما الأَعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون، لكنه ربما جاء منه الشيء مُكَسَّراً لمطابقة الاسم في البناء، فيكون ما حكاه اللغويون من رَجالى وأَرجال جمع رَجَل ورَجِل على هذا.
ومكان رَجِيلٌ: صُلْبٌ.
ومكان رَجِيل: بعيد الطَّرفين موطوء رَكوب؛ قال الراعي: قَعَدوا على أَكوارها فَتَردَّفَتْ صَخِبَ الصَّدَى، جَذَع الرِّعان رَجِيلاً وطريق رَجِيلٌ إِذا كان غليظاً وَعْراً في الجَبَل.
والرَّجَل: أَن يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مع أُمِّه يَرْضَعها متى شاء؛ قال القطاميّ: فصاف غلامُنا رَجَلاً عليها، إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وأَرجلها: أَرسله معها، وأَرجلها الراعي مع أُمِّها؛ وأَنشد: مُسَرْهَدٌ أُرْجِل حتى فُطِما ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلها رَجْلاً: رَضَعها.
وبَهْمة رَجَلٌ ورَجِلٌ وبَهِمٌ أَرجال ورَجَل.
وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عليك شأْنَك فالْزَمْه؛ عن ابن الأَعرابي.
ويقال: لي في مالك رِجْل أَي سَهْم.
والرِّجْل: القَدَم.
والرِّجْل: الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد، والجمع أَرجال، وهو جمع على غير لفظ الواحد، ومثله كثير في كلامهم كقولهم لجماعة البقر صِوَار، ولجماعة النعام خِيط، ولجماعة الحَمِير عانة؛ قال أَبو النجم يصف الحُمُر في عَدْوها وتَطايُر الحصى عن حوافرها: كأَنما المَعْزاء من نِضالها رِجْلُ جَرادٍ، طار عن خُذَّالها وجمع الرِّجْل أَرجال.
وفي حديث أَيوب، عليه السلام: أَنه كان يغتسل عُرياناً فَخَرَّ عليه رِجْلٌ من جَراد ذَهَب؛ الرِّجل، بالكسر: الجراد الكثير؛ ومنه الحديث: كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد؛ ومنه حديث ابن عباس: أَنه دَخَل مكَّة رِجْلٌ من جَراد فَجَعل غِلْمانُ مكة يأْخذون منه، فقال: أَمَا إِنَّهم لو علموا لم يأْخذوه؛ كَرِه ذلك في الحرم لأَنه صيد.
والمُرْتَجِل: الذي يقع بِرِجْلٍ من جَرَاد فيَشْتَوي منها أَو يطبخُ؛ قال الراعي: كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلى تَلْعة، غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا وقيل: المُرْتَجِل الذي اقتدح النار بزَنْدة جعلها بين رِجْليه وفَتل الزَّنْدَ في فَرْضِها بيده حتى يُورِي، وقيل: المُرْتَجِل الذي نَصَب مِرْجَلاً يطبخ فيه طعاماً.
وارْتَجَل فلان أَي جَمَع قِطْعَة من الجَرَاد ليَشْوِيها؛ قال لبيد: فتنازعا سَبَطاً يطير ظِلالُه، كدخان مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها قال ابن بري: يقال للقِطْعة من الجراد رِجْل ورِجْلة.
والرِّجْلة أَيضاً: القطعة من الوحش؛ قال الشاعر: والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجَلْجَلَتْ وَسَناً، لرِجْلة من بَنات الوحش أَطفال وارْتَجَل الرجلُ: جاء من أَرض بعيدة فاقتدح ناراً وأَمسك الزَّنْد بيديه ورجليه لأَنه وحده؛ وبه فَسَّر بعضهم: كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ والمُرَجَّل من الجَراد: الذي ترى آثار أَجنحته في الأَرض.
وجاءت رِجْلُ دِفاعٍ أَي جيشٌ كثير، شُبّه برِجْل الجَراد.
وفي النوادر: الرَّجْل النَّزْوُ؛ يقال: بات الحِصَان يَرْجُل الخيلَ.
وأَرْجَلْت الحِصانَ في الخيل إِذا أَرسلت فيها فحلاً.
والرِّجْل: السراويلُ الطاقُ؛ ومنه الخبر عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه اشترى رِجْلَ سَراوِيل ثم قال للوَزَّان زِنْ وأَرْجِحْ؛ قال ابن الأَثير: هذا كما يقال اشترى زَوْجَ خُفٍّ وزوْجَ نَعْل، وإِنما هما زَوْجان يريد رِجْلَيْ سراويل لأَن السراويل من لباس الرِّجْلين، وبعضهم يُسَمِّي السراويل رِجْلاً.
والرِّجْل: الخوف والفزع من فوت الشيء، يقال: أَنا من أَمري على رِجْلٍ أَي على خوف من فوته.
والرِّجْل، قال أَبو المكارم: تجتمع القُطُر فيقول الجَمَّال: لي الرِّجْل أَي أَنا أَتقدم.
والرِّجْل: الزمان؛ يقال: كان ذلك على رِجْل فلان أَي في حياته وزمانه وعلى عهده.
وفي حديث ابن المسيب: لا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ على رِجْله من الجبابرة ما هَلَك على رِجْل موسى، عليه الصلاة والسلام، أَي في زمانه.
والرِّجْل: القِرْطاس الخالي.
والرِّجْل: البُؤْس والفقر.
والرِّجْل: القاذورة من الرجال.
والرِّجْل: الرَّجُل النَّؤوم.
والرِّجْلة: المرأَة النؤوم؛ كل هذا بكسر الراء.
والرَّجُل في كلام أَهل اليمن: الكثيرُ المجامعة، كان الفرزدق يقول ذلك ويزعم أَن من العرب من يسميه العُصْفُورِيَّ؛ وأَنشد: رَجُلاً كنتُ في زمان غُروري، وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ والرِّجْلة: مَنْبِت العَرْفج الكثير في روضة واحدة.
والرِّجْلة: مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السَّهلة. شمر: الرِّجَل مَسايِلُ الماء، واحدتها رِجْلة؛ قال لبيد: يَلْمُج البارضَ لَمْجاً في النَّدَى، من مَرابيع رِياضٍ ورِجَل اللَّمْج: الأَكل بأَطراف الفم؛ قال أَبو حنيفة: الرِّجَل تكون في الغِلَظ واللِّين وهي أَماكن سهلة تَنْصَبُّ إِليها المياه فتُمْسكها.
وقال مرة: الرِّجْلة كالقَرِيِّ وهي واسعة تُحَلُّ، قال: وهي مَسِيل سَهْلة مِنْبات. أَبو عمرو: الراجلة كَبْش الراعي الذي يَحْمِل عليه متاعَه؛ وأَنشد: فظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ، يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد أَي يَطْبُخ.
والرِّجْلة: ضرب من الحَمْض، وقوم يسمون البَقْلة الحَمْقاء الرِّجْلة، وإِنما هي الفَرْفَخُ.
وقال أَبو حنيفة: ومن كلامهم هو أَحمق من رِجْلة، يَعْنون هذه البَقْلة، وذلك لأَنها تنبت على طُرُق الناس فتُدَاس، وفي المَسايل فيَقْلَعها ماء السيل، والجمع رِجَل.
والرِّجْل: نصف الراوية من الخَمْر والزيت؛ عن أَبي حنيفة.
وفي حديث عائشة: أُهدي لنا رِجْل شاة فقسمتها إِلاّ كَتِفَها؛ تريد نصف شاة طُولاً فسَمَّتْها باسم بعضها.
وفي حديث الصعب بن جَثَّامة: أَنه أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، رِجْل حمار وهو مُحْرِمٌ أَي أَحد شقيه، وقيل: أَراد فَخِذه.
والتَّراجِيل: الكَرَفْس، سواديّة، وفي التهذيب بِلُغَة العجم، وهو اسم سَواديٌّ من بُقول البساتين.
والمِرْجَل: القِدْر من الحجارة والنحاسِ، مُذَكَّر؛ قال: حتى إِذا ما مِرْجَلُ القومِ أَفَر وقيل: هو قِدْر النحاس خاصة، وقيل: هي كل ما طبخ فيها من قِدْر وغيرها.
وارْتَجَل الرجلُ: طبخ في المِرْجَل.
والمَراجِل: ضرب من برود اليمن. المحكم: والمُمَرْجَل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المَراجل، فمُمَرْجَل على هذا مُمَفْعَل، وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً لقوله: بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل وجعل دليله على ذلك ثبات الميم في المُمَرْجَل، قال: وقد يجوز أَن يكون من باب تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فلا يكون له في ذلك دليل.
وثوب مِرْجَلِيٌّ: من المُمَرْجَل؛ وفي المثل: حَدِيثاً كان بُرْدُك مِرْجَلِيّا أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حديثاً وكنت تلبس العَبَاء؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي. الأَزهري في ترجمة رحل: وفي الحديث حتى يَبْنَي الناسُ بيوتاً يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل، ويعني تلك الثياب، قال: ويقال لها المراجل بالجيم أَيضاً، ويقال لها الراحُولات، والله أعلم.

جمن (لسان العرب) [0]


الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ على أَشكال اللؤلؤ من فضَّة، فارسي معرب، واحدته جُمانة؛ وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فقال يصف بقرة: وتُضِيء في وَجْهِ الظَّلامِ، مُنِيرةً، كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها. الجوهري: الجُمانةُ حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة؛ قال ابن سيده: وبه سميت المرأَة، وربما سميت الدُّرّة جُمانةً.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: يَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان، قال: هو اللؤلؤُ الصِّغارُ، وقيل: حَبٌّ يُتَّخذ من الفضة أَمثال اللؤلؤ.
وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ.
والجُمانُ: سَفيفةٌ من أَدَمٍ يُنْسَج فيها الخَرَزُ من كل لون تَتَوَشَّحُ به المرأَة؛ قال ذو الرمة: أَسِيلة . . . أكمل المادة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، وما جَرَى عليه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ.
وقيل: الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بماء الفضة.
وجُمانٌ: اسمُ جملِ العجّاج؛ قال: أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا والجُمُن: اسم جبل؛ قال تميم بن مُقْبِل: فقلت للقوم قد زالَتْ حَمائلُهم فَرْجَ الحَزِيزِ من القَرْعاءِ فالجُمُن (* قوله «من القرعا» كذا في النسخ، والذي في معجم ياقوت: إلى القرعاء). جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره.
وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك.
وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ، بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي: وماء ورَدْتُ على جِفْنِه، وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.
وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل: اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي: حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه، والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.
ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان (* قوله «دنيان») كذا في النسخ.
وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة: ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا، بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب. فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه، ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.
ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته.
وعياضُ بن جَبَل: من بني ثعلبة بن سعد.
وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل: ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.
وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته.
ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ.
ويقال: جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو اسحق.
واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء.
وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى: ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا. فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.
والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت.
والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ لذلك.
وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال: ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا: أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟ أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه إذا قبَره؛ قال الأََعشى: وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه، كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.
والجَنينُ: المقبورُ.
وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر: ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ.
وفي الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه.
ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.
والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ، وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه.
وقال ابن دريد: سمّيت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن ابن جني.
ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ.
وأَجَنَّ عنه واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛ وأَنشد لِعَدِيّ: كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي. الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها، ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد: ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما القلب كاتم).
ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر.
والهادي: المتقدّم، أَراد أَن القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ: فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي، ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا. فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ.
والجَنينُ: الولدُ ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه الحاملُ؛ وقول الفرزذق: إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها، أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم. عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها: حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ. يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.
والمِجَنُّ: الوِشاحُ.
والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ، بالفتح.
وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل ما شاءَ.
وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛ قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.
وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني التُّرْكَ.
والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.
والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ، والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم، يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم.
ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني.
والاجْتِنان؛ الاسْتِتار.
والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه. شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد: اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا. أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً.
وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري أَي أَكْنَنْتُه.
وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.
والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ.
والجُنَّةُ: خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه، وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي البُرْقُع.
وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.
والجُنَّةُ: الوِقايةُ.
وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ.
وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ اللباس.
وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛ قال ابن أَحمر: جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.
وروي: وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا. قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ: وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا. قال: جنانه عينه وما واراه.
والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة.
وفي التنزيل العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار.
والجِنِّيُّ: منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ.
والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى: من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى: قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري: الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى. جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد ابن بري: رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً، على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها، فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟ فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها وقال مُدرك بن حُصين: كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.
وقوله: ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟ إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر: ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً، ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ. أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ الجُنونُ أَيضاً.
وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد: من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.
والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال مُلَيح الهُذَليّ: فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً، من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.
وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.
وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل.
وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه.
والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ منه الواوُ؛ قال يصف الناقة: مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ، أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه، والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ. فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.
والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ.
والمَجَنَّةُ: الجِنُّ.
وأَرضُ مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله: على ما أَنَّها هَزِئت وقالت هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب. أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس به؛ قال الأَخطل في معناه: وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.
والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه.
والجانُّ: الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر.
وفي التنزيل العزيز: لم يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ.
وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال: وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز: خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا (* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح: يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).
وقوله: وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر: وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً، إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.
وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ: قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني. إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني: بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً.
وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ، قال الشاعر: فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.
وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً: يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.
وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين الإنس أَو من الجنِّ.
والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ.
وفي الحديث: أَنه نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها الجِنُّ.
وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال: أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ.
وفي حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ الشَّنْفَرى من هذا: فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.
وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه.
وفي حديث فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ، وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا ما تَتْلُو الشَّياطون.
ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر: هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه، لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.
والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً: أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا، وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.
وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى: تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو: الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً.
وفي حديث زمزم: أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر سليمان، عليه السلام: وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً، قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.
وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة، قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟ فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد، والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي، وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده صفةٌ له وهو في موضع نصب.
ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي: ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ فأَما قول الهذلي: أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ، أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر. فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه.
وقالت امرأَة عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ، والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛ يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك، كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي ابن زيد: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم، فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار. الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى: فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار. أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم؛ قال الشاعر: أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم، وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.
وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه.
ويقال: كان ذلك في جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته، وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله: لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا، إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا. قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال المتنخل الهذلي: كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ. يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا ينْصِبْكَ صَرْمُه.
ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها.
وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه، وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال: كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل.
وقال أَبو حنيفة: نخلة مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد: يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ. قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر: أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟ الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي: أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم، وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.
ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد ذهب عُشْبها كلَّ مذهب.
ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛ قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري، وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا. جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ.
وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه.
وجُنَّ الذُّبابُ أَي كثُرَ صوته.
وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم: وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ. أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه.
وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله: وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا. يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها أَحدٌ.
وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.
والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ جَنَّةً؛ قال زهير: كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ، من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.
والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص، ويقال للنخل وغيرها.
وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام العرب إلا وفيها نخلٌ وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ، وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.
والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ أَنه للبيد: دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً، مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم. قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ، فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.
والجِنِّيَّة: ثياب معروفة (* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب.
وقوله «والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما.
وفي القاموس: والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس).
والجِنِّيّةُ: مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء.
ومَجَنَّةُ: موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر: أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟ وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب: فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي. قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال: مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه، من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.
وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ أَسواقاً في الجاهليَّة.
والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب.
والجَناجِنُ: عِظامُ الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ الجُعْفِيّ: لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ، بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.
وقال الأعشى: أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.
واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة: ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.
وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب.
والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

سنن (لسان العرب) [0]


السِّنُّ: واحدة الأَسنان. ابن سيده: السِّنُّ الضِّرْسُ، أُنْثَى.
ومن الأَبَدِيّاتِ: لا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً، وفي المحكم: أَي ما بقيت سِنُّه، يعني ولد الضَّبِّ، وسِنُّه لا تسقط أَبداً؛ وقول أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ، واسمه هِنْدٌ، رَثَى رجلاً قتل من أَهل العالية فحكم أَولياؤُه في ديته فأَخذوها كلها إِبلاً ثُنْياناً، فقال في وصف إِبل أُخذت في الدية: فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ، لم أَرَ مِثْلَها سَنَاءَ قَتِيلٍ أَو حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ والذُّرَى، عِظامَ مَقِيلِ الرأْسِ جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْيِ أَي هي ثُنْيانٌ لأَن الثَّنِيَّ هو الذي يُلقي ثَنِيَّتَه، والظَّبْيُ لا تَنْبُتُ له ثَنِيَّة قط فهو ثَنِيٌّ أَبداً.
وحكى اللحياني عن المفضل: . . . أكمل المادة لا آتيك سِنِي حِسْلٍ. قال: وزعموا أَن الضب يعيش ثلثمائة سنة، وهو أَطول دابة في الأَرض عمراً، والجمع أَسْنانٌ وأَسِنَّةٌ؛ الأَخيرة نادرة، مثل قِنٍّ وأَقْنانٍ وأَقِنَّة.
وفي الحديث: إذا سافرتم في خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها، وإذا سافرتم في الجدب فاسْتَنْجُوا.
وحكى الأَزهري في التهذيب عن أَبي عبيد أَنه قال: لا أَعرف الأَسِنَّة إلاَّ جَمْع سِنان للرمح، فإِن كان الحديث محفوظاً فكأَنها جمع الأَسْنان، يقال لما تأْكله الإِبل وترعاه من العُشْب سِنٌّ، وجمع أَسْنان أَسِنَّة، يقال سِنّ وأَسْنان من المَرْعَى، ثم أَسِنَّة جمع الجمع.
وقال أَبو سعيد: الأَسِنَّة جمع السِّنان لا جمع الأَسنان، قال: والعرب تقول الحَمْضُ يَسُنُّ الإِبلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كما يقوِّي السِّنُّ حدَّ السكين، فالحَمْضُ سِنانٌ لها على رعي الخُلَّة، وذلك أَنها تَصْدُق الأَكلَ بعد الحَمْضِ، وكذلك الرِّكابُ إذا سُنَّت في المَرْتَع عند إِراحة السَّفْرِ ونُزُولهم، وذلك إِذا أَصابت سِنّاً من الرِّعْيِ يكون ذلك سِناناً على السير، ويُجْمَع السِّنَانُ أَسِنَّةً، قال: وهو وجه العربية، قال: ومعنى يَسُنُّها أَي يقوِّيها على الخُلَّة.
والسِّنانُ: الاسم من يَسُنُّ وهو القُوَّة. قال أَبو منصور: ذهب أَبو سعيد مذهباً حسناً فيما فسر، قال: والذي قاله أَبو عبيد عندي صحيح بيِّن (* قوله «صحيح بين» الذي بنسخة التهذيب التي بأيدينا: أصح وأبين).، وروي عن الفراء: السِّنُّ الأكل الشديد. قال أَبو منصور: وسمعت غير واحد من العرب يقول أَصابت الإِبلُ اليومَ سِنّاً من الرَّعِْي إذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً، ويجمع السِّنّ بهذا المعنى أَسْناناً، ثم يجمع الأَسْنانُ أَسِنَّةً كما يقال كِنٌّ وأَكنانٌ، ثم أَكِنَّة جمع الجمع، فهذا صحيح من جهة العربية، ويقويه حديث جابر بن عبدالله: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا سِرْتم في الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ أَسْنانَها؛ قال أَبو منصور: وهذا اللفظ يدل على صحة ما قال أَبو عبيد في الأَسِنَّة إنها جمع الأَسْنان، والأَسْنان جمع السِّنِّ، وهو الأَكل والرَّعْي، وحكى اللحياني في جمعه أُسُنّاً، وهو نادر أَيضاً.
وقال الزمخشري: معنى قوله أَعطوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها أَعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إذا أَحسن رَعْيَها سَمِنت وحَسُنت في عينه فيبخل بها من أَن تُنْحَر، فشبه ذلك بالأَسِنَّة في وقوع الامتناع بها، هذا على أَن المراد بالأَسنَّة جمع سِنَانٍ، وإن أُريد بها جمع سِنٍّ فالمعنى أَمْكنوها من الرَّعي؛ ومنه الحديث: أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها من السّنِّ أَي أَعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ وهو الرِّعْيُ.
وفي حديث جابر: فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً أَي تَرْعَى أَسْناناً.
ويقال: هذه سِنٌّ، وهي مؤنثة، وتصغيرها سُنَيْنة، وتجمع أُسُنّاً وأَسْناناً.
وقال القَنَاني: يقال له بُنَيٌّ سَنِينَةُ ابْنِك. ابن السكيت: يقال هو أَشبه شيء به سُنَّة وأُمَّةً، فالسُّنَّة الصُّورة والوجه، والأُمَّةُ القامة.
والحديدة التي تحرث بها الأَرض يقال لها: السِّنَّة والسِّكَّة، وجمعها السِّنَنُ والسِّكَكُ.
ويقال للفُؤُوس أَيضاً: السِّنَنُ.
وسِنُّ القلم: موضع البَرْيِ منه. يقال: أَطِلْ سِنَّ قلمك وسَمِّنْها وحَرِّفْ قَطَّتَك وأَيْمِنْها.
وسَنَنْتُ الرجل سَنّاً: عَضَضْتُه بأَسناني، كما تقول ضَرَسْتُه.
وسَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً: كسرت أَسنانه.
وسِنُّ المِنْجَل: شُعْبَة تحزيزه.
والسِّنُّ من الثُّوم: حبة من رأْسه، على التشبيه. يقال: سِنَّةٌ من ثُوم أَي حبَّة من رأْس الثوم، وسِنَّة من ثومٍ فِصَّةٌ منه، وقد يعبر بالسِّنّ عن العُمُر، قال: والسِّنُّ من العمر أُنْثى، تكون في الناس وغيرهم؛ قال الأَعور الشَّنِّيُّ يصف بعيراً: قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّى، لا فانِيَ السِّنِّ وقد أَسَنّا أَراد: وقد أَسنَّ بعضَ الإِسنان غير أَن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ، وذلك أَشدّ ما يكون البعير، أَعني إذا اجتمع وتمّ؛ ولهذا قال أَبو جهل بن هشام: ما تِنْكِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي؟ بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ سِنِّي (* قوله «بازل عامين إلخ» كذا برفع بازل في جميع الأصول كالتهذيب والتكملة والنهاية وبإضافة حديث سني إلا في نسخة من النهاية ضبط حديث بالتنوين مع الرفع وفي أخرى كالجماعة). إِنما عَنى شدَّته واحْتناكه، وإنما قال سِنّي لأَنه أَراد أَنه مُحْتَنِك، ولم يذهب في السِّنّ، وجمعها أَسْنان لا غير؛ وفي النهاية لابن الأَثير قال: في حديث علي، عليه السلام: بازل عامين حديثُ سِنِّي. قال: أَي إِني شاب حَدَثٌ في العُمر كبير قوي في العقل والعلم.
وفي حديث عثمان: وجاوزتُ أَسْنانَ أَهل بيتي أَي أَعمارهم. يقال: فلان سِنُّ فلان إذا كان مثله في السِّنِّ.
وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ: لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ العرب كَعْبَه؛ يريد ذوي أَسنانهم وهم الأَكابر والأَشراف.
وأَسَنَّ الرجلُ: كَبِرَ، وفي المحكم: كَبِرَتْ سِنُّه يُسِنُّ إِسْناناً، فهو مُسِنٌّ.
وهذا أَسَنُّ من هذا أَي أَكبر سِنّاً منه، عربية صحيحة. قال ثعلب: حدّثني موسى بن عيسى بن أَبي جَهْمَة الليثي وأَدركته أَسَنَّ أَهل البلد.
وبعير مُسِنّ، والجمع مَسانُّ ثقيلة.
ويقال: أَسَنَّ إذا نبتت سِنُّه التي يصير بها مُسِنَّاً من الدواب.
وفي حديث معاذ قال: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن فأَمرني أَن آخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً، ومن كل أَربعين مُسِنَّةً، والبقرَةُ والشاةُ يقع عليهما اسم المُسِنّ إذا أَثْنَتا، فإِذا سقطت ثَنِيَّتُهما بعد طلوعها فقد أَسَنَّتْ، وليس معنى إِسْنانها كِبَرَها كالرجل، ولكن معناه طُلوع ثَنِيَّتها، وتُثْني البقرةُ في السنة الثالثة، وكذلك المِعْزَى تُثْني في الثالثة، ثم تكون رَباعِيَة في الرابعة ثم سِدْساً في الخامسة ثم سَالِغاً في السادسة، وكذلك البقر في جميع ذلك.
وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أَنه قال: يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنَنْ، بفتح النون الأُولى، وفسره التي لم تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لم تُعْطَ أَسْناناً، كقولك: لم يُلْبَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً، ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ سَمْناً، وكذلك يقال: سُنَّتِ البَدَنة إذا نبتت أَسنانها، وسَنَّها الله؛ وقول الأَعشى: بحِقَّتِها رُبِطَتْ في اللَّجِيـ ـنِ، حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ. أَي نَبت وصار سِنّاً؛ قال: هذا كله قول القتيبي، قال: وقد وَهِمَ في الرواية والتفسير لأَنه روى الحديث لم تُسْنَنْ، بفتح النون الأُولى، وإنما حفظه عن مُحَدِّث لم يَضْبِطْه، وأَهل الثَّبْتِ والضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ، بكسر النون، قال: وهو الصواب في العربية، والمعنى لم تُسِنُّ، فأَظهر التضعيف لسكون النون الأَخيرة، كما يقال لم يُجْلِلْ، وإِنما أَراد ابن عمر أَنه لا يُضَحَّى بأُضحية لم تُثْنِ أَي لم تصر ثَنِيَّة، وإذا أَثْنَتْ فقد أَسَنَّتْ، وعلى هذا قول الفقهاء.
وأَدنى الأَسْنان: الإِثْناءُ، وهو أَن تنبت ثَنِيَّتاها، وأَقصاها في الإِبل: البُزُول، وفي البقر والغنم السُّلُوغ، قال: والدليل على صحة ما ذكرنا ما روي عن جَبَلة ابن سُحَيْم قال: سأَل رجل ابن عمر فقال: أَأُضَحِّي بالجَدَعِ؟ فقال: ضَحّ بالثَّنِيِّ فصاعداً، فهذا يفسر لك أَن معنى قوله يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنِنْ، أَراد به الإِثْناءَ. قال: وأَما خطأ القُتَيْبيّ من الجهة الأُخرى فقوله سُنِّنَتِ البدنة إذا نبتت أَسْنانُها وسَنَّها الله غيرُ صحيح، ولا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب، وقوله: لم يُلْبَنْ ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً وسَْناً خطأٌ أَيضاً، إنما معناهما لم يُطْعَمْ سمناً ولم يُسْقَ لبناً.
والمَسَانُّ من الإِبل: خلافُ الأَفْتاءِ.
وأَسَنَّ سَدِيسُ الناقة أَي نبت، وذلك في السنة الثانية؛ وأَنشد بيت الأَعشى: بِحِقَّتِها رُبِطَت في اللَّجِيـ ـنِ، حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ يقول: قيمَ عليها منذ كانتِ حِقَّةً إلى أَن أَسْدَسَتْ في إِطعامها وإِكرامها؛ وقال القُلاخُ: بِحِقِّه رُبِّطَ في خَبْطِ اللُّجُنْ يُقْفَى به، حتى السَّدِيسُ قد أَسَنّ وأَسَنَّها اللهُ أَي أَنْبَتها.
وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَنه خطب فذكر الربا فقال: إن فيه أَبواباً لا تَخْفى على أَحدٍ منها السَّلَمُ في السِّنِّ، يعني الرقيقَ والدوابَّ وغيرهما من الحيوان، أَراد ذوات السِّنّ.
وسِنُّ الجارحة، مؤَنثة ثم استعيرت للعُمُر استدلالاً بها على طوله وقصره، وبقيت على التأْنيث.
وسِنُّ الرجل وسَنينُه وسَنينَتُه: لِدَتُه، يقال: هو سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان قِرْنَه في السِّنّ.
وسَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته: أَحَدَّه وصَقَله. ابن الأَعرابي: السَّنّ مصدر سَنَّ الحديدَ سَنّاً.
وسَنَّ للقوم سُنَّةً وسَنَناً.
وسَنَّ عليه الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إذا صَبَّها.
وسَنَّ الإِبلَ يسُنُّها سَنّاً إذا أَحْسَن رِعْيَتها حتى كأَنه صقلها.
والسَّنَنُ: اسْتِنان الإِبل والخيل.
ويقال: تَنَحَّ عن سَننِ الخيل.
وسَنَّنَ المَنْطِقَ: حَسَّنه فكأَنه صقَله وزينه؛ قال العجاج: دَعْ ذا، وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً والمِسَنُّ والسِّنانُ: الحجَر الذي يُسَنُّ به أَو يُسنُّ عليه، وفي الصحاح: حجَر يُحدَّد به؛ قال امرؤُ القيس: يُباري شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، كَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ قال: ومثله للراعي: وبيضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ هَفْوَةً، يُداوى بها الصادُ الذي في النّواظِرِ.
وأَراد بالصادِ الصَّيَدَ، وأَصله في الإِبل داء يُصيبها في رؤوسها وأَعينها؛ ومثله للبيد: يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُباري ظِلَّهُ بأَسِيلٍ، كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ والزُّجُّ: جمع أَزَجَّ، وأَراد النعامَ، والأَزَجُّ: البعيد الخَطو، يقال: ظليم أَزجُّ ونعامة زَجَّاء.
والسِّنانُ: سِنانُ الرمح، وجمعه أَسِنَّة. ابن سيده: سِنانُ الرمح حديدته لصَقالتها ومَلاستها.
وسَنَّنَه: رَكَّبَ فيه السِّنان.
وأَسَنْت المرحَ: جعلت له سِناناً، وهو رُمح مُسَنٌّ.
وسَنَنْتُ السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسنون إذا أَحدَدْته على المِسنِّ، بغير أَلف.
وسَنَنتُ فلاناً بالرمح إذا طعنته به.
وسَنَّه يَسُنُّه سَنّاً: طعنه بالسِّنان.
وسَنَّنَ إليه الرمح تسْنيناً: وَجَّهه إليه.
وسَننْت السكين: أَحددته.
وسَنَّ أَضراسَه سَنّاً: سَوَّكها كأَنه صَقَلها.
واسْتَنَّ: استاك.
والسَّنُونُ: ما استَكْتَ به.
والسَّنين: ما يَسقُط من الحجر إذا حككته.
والسَّنُونُ: ما تَسْتنُّ به من دواء مؤَلف لتقوية الأَسنان وتَطريتها.
وفي حديث السواك: أَنه كان يَستنُّ بعودٍ من أَراك؛ الإستِنان: استعمالُ السواك، وهو افتِعال من الإسْنان، أَي يُمِرُّه عليها.
ومنه حديث الجمعة: وأَن يَدَّهِن ويَسْتنَّ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، في وفاة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فأَخذتُ الجَريدة فسَننْتُه بها أَي سَوَّكته بها. ابن السكيت: سَنَّ الرجلُ إبله إذا أَحسن رِعْيتها والقيامَ عليها حتى كأَنه صقلها؛ قال النابغة: نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيّاً من بني أَسَدٍ قاموا فقالوا: حِمانا غيرُ مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عنهم، وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزيبِ (* قوله «وتعزيب» التعزيب بالعين المهملة والزاي المعجمة أن يبيت الرجل بماشيته كما في الصحاح وغيره في المرعى لا يريحها إلى أهلها). يقول: يا معشر مَعَدٍّ لا يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رجل منكم يرعى إِبله كيف شاء، فإِن الحرث ابن حِصْن الغَسّاني قد عَتب عليكم وعلى حِصْن بن حُذيفة فلا تأْمنوا سَطوَته.
وقال المؤرّج: سَنُّوا المالَ إذا أَرسلوه في الرِّعْي. ابن سيده: سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إذا رعاها فأَسْمنها.
والسُّنّة: الوجه لصَقالتِه ومَلاسته، وقيل: هو حُرُّ الوجه، وقيل: دائرته.
وقيل: الصُّورة، وقيل: الجبهة والجبينان، وكله من الصَّقالة والأَسالة.
ووجه مَسْنون: مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم، وفي الصحاح: رجل مَسْنون: المصقول، من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إذا أَمررته على المِسنِّ.
ورجل مسنون الوجه: حَسَنُه سهْله؛ عن اللحياني.
وسُنَّة الوجه: دوائره.
وسُنَّةُ الوجه: صُورته؛ قال ذو الرمة: تُريك سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ ومثله للأَعشى: كَريماً شَمائِلُه من بني مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ وأَنشد ثعلب: بَيْضاءُ في المِرْآةِ، سُنَّتُها في البيت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ وفي الحديث: أَنه حَضَّ على الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة؛ السُّنَّةُ: الصورة وما أَقبل عليك من الوجه، وقيل: سُنّة الخدّ صفحته.
والمَسْنونُ: المُصوَّر.
وقد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إذا صوّرته.
والمَسْنون: المُمَلَّس.
وحكي أَن يَزيد بن معاوية قال لأَبيه: أَلا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يُشَبّبُ بابنتك؟ فقال معاوية: ما قال؟ فقال: قال: هي زَهْراءُ، مثلُ لُؤلؤةِ الغَوْ ـوَاص، مِيزَتْ من جوهرٍ مكنونِ فقال معاوية: صدق؛ فقال يزيد: إنه يقول: وإذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سَناءٍ، من المَكارم، دُونِ قال: وصدق؛ قال: فأَين قوله: ثم خاصَرْتُها إلى القُبَّةِ الخَضْـ ـراءِ، تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسنونِ قال معاوية: كذب؛ قال ابن بري: وتُرْوَى هذه الأَبيات لأَبي دهبل، وهي في شعره يقولها في رَمْلةَ بنت معاوية؛ وأَول القصيد: طالَ لَيْلي، وبِتُّ كالمَحْزونِ، ومَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها: عن يَساري، إذا دخَلتُ من البا ب، وإن كنتُ خارجاً عن يَميني فلذاكَ اغْترَبْتُ في الشَّأْم، حتى ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها: تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدْ دَ صلاةً لها على الكانُونِ منها: قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها، عندَ حدِّ الشِّتاءِ في قَيْطُونِ القَيْطُون: المُخْدَع، وهو بيت في بيت. ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ فبَكَتْ، خَشْيَةَ التَّفَرُّق للبَيـ ـنِ، بُكاءَ الحَزينِ إِثرَ الحَزِينِ فاسْأَلي عن تَذَكُّري واطِّبا ئيَ، لا تَأْبَيْ إنْ هُمُ عَذَلُوني اطِّبائي: دُعائي، ويروى: واكْتِئابي.
وسُنَّةُ الله: أَحكامه وأَمره ونهيه؛ هذه عن اللحياني.
وسَنَّها الله للناس: بَيَّنها.
وسَنَّ الله سُنَّة أَي بَيَّن طريقاً قويماً. قال الله تعالى: سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا من قبلُ؛ نَصَبَ سنة الله على إرادة الفعل أَي سَنَّ الله ذلك في الذين نافقوا الأَنبياءَ وأَرْجَفُوا بهم أَن يُقْتَلُوا أَين ثُقِفُوا أَي وُجِدُوا.
والسُّنَّة: السيرة، حسنة كانت أَو قبيحة؛ قال خالد بن عُتْبة الهذلي: فلا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها، فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً من يَسِيرُها وفي التنزيل العزيز: وما مَنَعَ الناسَ أَن يُؤمنوا إذا جاءهم الهُدى ويستغفروا رَبَّهم إلاَّ أَن تأْتيهم سُنَّةُ الأَوَّلين؛ قال الزجاج: سُنَّةُ الأَوَّلين أَنهم عاينوا العذاب فطلب المشركون أَن قالوا: اللهم إن كان هذا هو الحَقَّ من عندك فأَمْطِرْ علينا حجارةً من السماء.
وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها: سِرْتُها، وسَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها.
وفي الحديث: من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها وأَجْرُ من عَمِلَ بها، ومن سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يريد من عملها ليُقْتَدَى به فيها، وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل: هو الذي سَنَّه؛ قال نُصَيْبٌ: كأَني سَنَنتُ الحُبَّ ، أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ، إِذ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي (* قوله «إذ أحببت إلخ» كذا في الأصل، وفي بعض الأمهات: أو بدل إذ).
وقد تكرر في الحديث ذكر السُّنَّة وما تصرف منها، والأَصل فيه الطريقة والسِّيرَة، وإذا أُطْلِقَت في الشرع فإِنما يراد بها ما أَمَرَ به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، ونَهى عنه ونَدَب إليه قولاً وفعلاً مما لم يَنْطق به الكتابُ العزيز، ولهذا يقال في أَدلة الشرع: الكتابُ والسُّنَّةُ أَي القرآن والحديث.
وفي الحديث: إِنما أُنَسَّى لأِسُنَّ أَي إنما أُدْفَعُ إلى النِّسْيانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأُبَيِّنَ لهم ما يحتاجون أَن يفعلوا إذا عَرَضَ لهم النسيانُ، قال: ويجوز أَن يكون من سَنَنْتُ الإِبلَ إذا أَحْسنت رِعْيتَها والقيام عليها.
وفي الحديث: أَنه نزل المُحَصَّبَ ولم يَسُنَّهُ أَي لم يجعله سُنَّة يعمل بها، قال: وقد يَفْعل الشيء لسبب خاص فلا يعمّ غيره، وقد يَفْعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على حاله مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصلاة في السفر للخوف، ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف؛ ومنه حديث ابن عباس: رَمَلَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وليس بسُنَّة أَي أَنه لم يَسُنَّ فِعْلَه لكافة الأُمّة ولكن لسبب خاص، وهو أَن يُرِيَ المشركين قوّة أَصحابه، وهذا مذهب ابن عباس، وغيره يرى أَن الرَّمَلَ في طواف القدوم سنَّة.
وفي حديث مُحَلِّمِ ابن جَثَّامة: اسْنُنِ اليومَ وغَيِّرْ غداً أَي اعْمَلْ بسُنَّتك التي سَنَنْتها في القِصاصِ، ثم بعد ذلك إذا شئت أَن تغير فغير أَي تغير ما سَننْتَ، وقيل: تُغَيِّر من أَخذ الغِيَر وهي الدية.
وفي الحديث: إن أَكبر الكبائر أَن تُقاتل أَهل صَفْقَتِك وتُبَدِّلَ سُنَّتَك؛ أَراد بتبديل السُّنة أَن يرجع أَعرابيّاً بعد هجرته.
وفي حديث المجوس: سُنُّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب أَي خذوهم على طريقتهم وأَجْرُوهم في قبول الجزية مُجْراهم.
وفي الحديث: لا يُنْقَضُ عَهْدُهم عن سُنَّةِ ماحِلٍ أَي لا ينقض بسَعْيِ ساع بالنميمة والإِفساد، كما يقال لا أُفْسِدُ ما بيني وبينك بمذاهب الأَشرار وطُرُقهم في الفساد.
والسُّنَّة: الطريقة، والسَّنن أَيضاً.
وفي الحديث: أَلا رجلٌ يَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء. التهذيب: السُّنَّةُ الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل: فلان من أَهل السُّنَّة؛ معناه من أَهل الطريقة المستقيمة المحمودة، وهي مأْخوذة من السَّنَنِ وهو الطريق.
ويقال للخَطّ الأَسود على مَتْنِ الحمار: سُنَّة.
والسُّنَّة: الطبيعة؛ وبه فسر بعضهم قول الأَعشى: كَرِيمٌ شَمَائِلُه من بَنِي مُعاويةَ الأَكْرَمينَ السُّنَنْ.
وامْضِ على سَنَنِك أَي وَجْهك وقَصْدك.
وللطريق سَنَنٌ أَيضاً، وسَنَنُ الطريق وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه: نَهْجُه. يقال: خَدَعَك سَنَنُ الطريق وسُنَّتُه.
والسُّنَّة أَيضاً: سُنَّة الوجه.
وقال اللحياني: تَرَك فلانٌ لك سَنَنَ الطريق وسُنَنَه وسِنَنَه أَي جِهَتَه؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف سِنَناً عن غير اللحياني. شمر: السُّنَّة في الأَصل سُنَّة الطريق، وهو طريق سَنَّه أَوائل الناس فصارَ مَسْلَكاً لمن بعدهم.
وسَنَّ فلانٌ طريقاً من الخير يَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً من البِرِّ لم يعرفه قومُه فاسْتَسَنُّوا به وسَلَكُوه، وهو سَنِين.
ويقال: سَنَّ الطريقَ سَنّاً وسَنَناً، فالسَّنُّ المصدر، والسَّنَنُ الاسم بمعنى المَسْنون.
ويقال: تَنَحَّ عن سَنَنِ الطريق وسُنَنه وسِنَنِه، ثلاث لغات. قال أَبو عبيد: سَنَنُ الطريق وسُنُنُه مَحَجَّتُه.
وتَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَي عن وجهه. الجوهري: السَّنَنُ الطريقة. يقال: استقام فلان على سَنَنٍ واحد.
ويقال: امْضِ على سَنَنِك وسُنَنِك أَي على وجهك.
والمُسَنْسَِنُ: الطريق المسلوك، وفي التهذيب: طريق يُسْلَكُ.
وتَسَنَّنَ الرجلُ في عَدْوِه واسْتَنَّ: مضى على وجهه؛ وقول جرير: ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَننا لَدى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الريحِ صائِم عنى بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْي السَّرابِ، وقيل: موضع اشتداد حرها كأَنها تَسْتَنُّ فيه عَدْواً، وقد يجوز أَن يكون (* قوله «وقد يجوز أن يكون إلخ» نص عبارة المحكم: وقد يجوز أن يعني مجرى الريح). مَخْرَجَ الريح؛ قال ابن سيده: وهو عندي أَحسن إلاَّ أَن الأَول قول المتقدِّمين، والاسم منه السَّنَنُ. أَبو زيد: اسْتَنَّت الدابةُ على وجه الأَرض.
واسْتَنَّ دَمُ الطعنة إذا جاءت دُفْعةٌ منها؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة، تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَطَعَنه طَعْنةً فجاء منها سَنَنٌ يَدْفَعُ كلَّ شيءٍ إذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه؛ وقول الأََعشى: وقد نَطْعُنُ الفَرْجَ، يومَ اللِّقا ءِ، بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى السَّنَنْ قال شمر: يريدُ أُولى القومِ الذين يُسرعون إلى القتال، والسَّنَنُ القصد. ابن شميل: سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ وهِمَّتهُ.
واسْتَنَّ السَّرابُ: اضطرب.
وسَنَّ الإِبلَ سَنّاً: ساقها سَوْقاً سريعاً، وقيل: السَّنُّ السير الشديد.
والسَّنَنُ: الذي يُلِحُّ في عَدْوِه وإِقْباله وإِدْباره.
وجاء سَنَنٌ من الخيل أَي شَوْطٌ.
وجاءت الرياحُ سَنائِنَ إذا جاءت على وجه واحد وطريقة واحدة لا تختلف.
ويقال: جاء من الخيل والإِبل سَنَنٌ ما يُرَدُّ وجْهُه.
ويقال: اسْنُنْ قُرونَ فرسك أَي بُدَّهُ حتى يَسِيلَ عَرَقهُ فيَضْمُرَ، وقد سُنَّ له قَرْنٌ وقُرون وهي الدُّفَعُ من العَرَق؛ وقال زهير ابن أَبي سُلْمى: نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ تُسَنُّ، على سَنابِكِها، القُرونُ.
والسَّنينة: الريح؛ قال مالك بن خالد (* قوله «قال مالك بن خالد إلخ» سقط الشعر من الأصل بعد قوله الرياح كما هو في التهذيب: أبين الديان غير بيض كأنها * فصول رجاع زفزفتها السنائن ). الخُنَعِيُّ في السَّنَائن الرِّياحِ: واحدتها سَنِينةٌ، والرِّجَاعُ جمع الرَّجْعِ، وهو ماءُ السماء في الغَدير.
وفي النوادر: ريح نَسْناسة وسَنْسانَةٌ باردة، وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً.
ويقول: نَسْناسٌ من دُخان وسَنْسانٌ، يريد دخان نار.
وبَنى القومبيوتهم على سَنَنٍ واحد أَي على مثال واحد.
وسَنَّ الطينَ: طَيَّنَ به فَخَّاراً أَو اتخذه منه.
والمَسْنون: المُصَوَّرُ.
والمَسْنون: المُنْتِن.
وقوله تعالى: من حَمَأٍ مَسْنُونٍ؛ قال أَبو عمرو: أَي متغير منتن؛ وقال أَبو الهيثم: سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي تغير؛ وقال الزجاج: مَسْنون مَصْبوب على سُنَّةِ الطريق؛ قال الأَخفش: وإنما يتغير إذا أَقام بغير ماء جار، قال: ويدلك على صحة قوله أَن مسنون اسم مفعول جارٍ على سُنَّ وليس بمعروف، وقال بعضهم: مسنون طَوَّلَهُ، جعله طويلاً مستوياً. يقال: رجل مَسنون الوجه أَي حسن الوجه طويله؛ وقال ابن عباس: هو الرَّطْبُ، ويقال المُنْتِنُ.
وقال أَبو عبيدة: المَسنونُ المَصبوب.
ويقال: المسنون المَصْبوب على صورة، وقال: الوجه المَسنون سمِّي مَسنوناً لأَنه كالمخروط. الفراء: سمي المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحديد يُسَنُّ عليه أَي يُحَكُّ عليه.
ويقال للذي يسيل عند الحك: سَنِينٌ، قال: ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً، وقال في قوله: من حمَأٍ مَسنون؛ يقال المحكوك، ويقال: هو المتغير كأَنه أُخذ من سَنَنْتُ الحجر على الحجَر، والذي يخرج بينهما يقال له السَّنِينُ، والله أََعلم بما أَراد.
وقوله في حديث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ: وكان زوجها سُنَّ في بئر أَي تغير وأَنْتنَ، من قوله تعالى: من حمَأٍ مسنون؛ أَي متغير، وقيل: أَراد بسُنَّ أَسِنَ بوزن سَمِعَ، وهو أَن يَدُورَ رأْسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه.
وسَنَّتِ العينُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً: صبته، واسْتَنَّتْ هي: انصب دمعها.
وسَنَّ عليه الماءَ: صَبَّه، وقيل: أَرسله إرسالاً ليناً، وسَنَّ عليه الدرعَ يَسُنُّها سَنّاً كذلك إذا صبها عليه، ولا يقال شَنَّ.
ويقال: شَنَّ عليهم الغارةَ إذا فرّقها.
وقد شَنَّ الماءَ على شرابه أَي فرَّقه عليه.
وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبَّه عليه صبّاً سَهْلاً. الجوهري: سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أَي أَرسلته إِرسالاً من غير تفريق، فإِذا فرّقته بالصب قلت بالشين المعجمة.
وفي حديث بول الأَعرابي في المسجد: فدعا بدلوٍ من ماء فسَنَّه عليه أَي صبه.
والسَّنُّ. الصبُّ في سُهولة، ويروى بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره؛ ومنه حديث الخمر: سُنَّها في البَطْحاء.
وفي حديث ابن عمر: كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي كان يصبه ولا يفرّقه عليه.
وسَنَنْتُ الترابَ: صببته على وجه الأَرض صبّاً سهلاً حتى صار كالمُسَنّاة.
وفي حديث عمرو بن العاص عند موته: فسُنُّوا عليَّ الترابَ سَنّاً أَي ضعوه وضعاً سهلاً.
وسُنَّت الأَرض فهي مَسنونة وسَنِينٌ إذا أُكل نباتها؛ قال الطِّرِمّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيه، حَنِينَ الجُِلْبِ في البلدِ السَّنِينِ. يعني المَحْلَ.
وأَسْنان المنْجَل: أُشَرُهُ.
والسَّنُونُ والسَّنِينة: رِمالٌ مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض، وقيل: هي كهيئة الحِبال من الرمل. التهذيب: والسَّنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض، واحدتها سَنِينة؛ قال الطرماح: وأَرْطاةِ حِقْفٍ بين كِسْرَيْ سَنائن وروى المؤرِّج: السِّنانُ الذِّبّانُ؛ وأَنشد: أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً، وما بَيْنَ عَيْنَيهِ وَنِيمُ سِنانِ؟ قال: تأْزِيزاً ما رَمَتْه القدْر إذا فارت.
وسَانَّ البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً: عارضها للتَّنَوُّخ، وذلك أَن يَطْرُدَها حتى تبرك، وفي الصحاح: إذا طَرَدَها حتى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها؛ قال ابن مقبل يصف ناقته: وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى، وكأَنها فَنِيقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا يقول: سانَّ ناقتَه ثم انتهى إلى العَدْوِ الشديد فأَرْقَلَ، وهو أَن يرتفع عن الذَّمِيلِ، ويروى هذا البيت أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ؛ وقال الأَسدِيُّ يصف فحلاً: للبَكَراتِ العِيطِ منها ضاهِدا، طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَا. ذارعاً: يقال ذَرَعَ له إذا وَضَعَ يده تحت عنقِه ثم خَنَقه، والعاضِدُ: الذي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ يقول: يُطاوعه السِّنانُ كيف شاء.
ويقال: سَنَّ الفَحْلُ الناقة يَسُنُّها إذا كبَّها على وجهها؛ قال: فاندَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها، فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَي دفعها. قال ابن بري: المُسانَّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً؛ قال مالك بن الرَّيْبِ: وأَنت إِذا ما كنتَ فاعِلَ هذه سِنَاناً، فما يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ أَي فاعلَ هذه قهراً وابْتِساراً؛ وقال آخر: كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ ويقال: سَانَّ الفحلُ الناقَةَ يُسانُّها إذا كَدَمَها.
وتَسانَّتِ الفُحُولِ إذا تَكادَمت.
وسَنَنْتُ الناقةَ: سَيَّرتُها سيراً شديداً.
ووقع فلان في سِنِّ رأْسِهِ أَي في عَدَدِ شعره من الخير والشر، وقيل: فيما شاء واحْتَكَم؛ قال أَبو زيد: وقد يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الخير.
وقال أَبو الهيثم: وقع فلان في سِنِّ رأْسِه وفي سِيِّ رأْسه وسَواءِ رأْسِه بمعنى واحد، وروى أَبو عبيد هذا الحرف في الأَمثال: في سِنِّ رأْسه، ورواه في المؤلَّف: في سِيِّ رأْسه؛ قال الأَزهري: والصواب بالياء أَي فيما سَاوَى رَأْسَه من الخِصْبِ.
والسِّنُّ: الثور الوحشي؛ قال الراجز: حَنَّتْ حَنِيناً، كثُؤَاجِ السّنِّ، في قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ الليث: السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ. قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في الصادِقِ في حديثه وخبره: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ ويقوله الإِنسانُ على نفسه وإن كان ضارّاً له؛ قال الأَصمعي: أَصله أَن رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق، فقال المشتري: صَدَقَني سِنَّ بكره، فذهب مثلاً، وهذا المثل يروى عن علي بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، أَنه تكلم به في الكوفة.
ومن أَمثالهم: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى؛ يضرب مثلاً للرجل يُدْخِلُ نفسه في قوم ليس منهم، والقَرْعى من الفِصَال: التي أَصابها قَرَعٌ، وهو بَثْرٌ، فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَى نَزْوَها تَشَبَّهُ بها وقد أَضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ.
واسْتَنَّ الفَرَسُ: قَمَصَ.
واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ إذا جرى فين نَشاطه على سَنَنه في جهة واحدة.
والاسْتنانُ: النَّشَاطُ؛ ومنه المثل المذكور: اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتى القَرْعى، وقيل: اسْتَنَّتِ الفِصال أَي سَمِنَتْ وصَارَتْ جُلُودها كالمَسَانِّ، قال: والأَول أَصح.
وفي حديث الخيل: اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ؛ اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ اسْتِناناً أَي عدا لَمَرحه ونَشاطه شَوْطاً أَو شوطين ولا راكِبَ عليه؛ ومنه الحديث: إنّ فرس المُجاهِد ليَسْتَنُّ في طِوَله.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رأَيت أَباه يَسْتَنُّ بسَيْفِه كما يَسْتَنُّ الجملُ أَي يَمْرَحُ ويَخْطُرُ به.
والسِّنُّ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَةُ: حَرْفُ فَقْرةِ الظهر، وقيل: السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عظام الصدر، وهي مُشَاش الزَّوْرِ، وقيل: هي أَطراف الضلوع التي في الصدر. ابن الأَعرابي: السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ العِظامُ؛ وقال الجَرَنْفَشُ: كيف تَرَى الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّي سَناسِناً، كحَلَقِ المِجَنِّ أَبو عمرو وغيره: السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ وحُروفُ فقَارِ الظهر، واحدها سِنْسِنٌ؛ قال رؤبة: يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهري: ولحمُ سَناسِنِ البعير من أَطيب اللُّحْمَانِ لأَنها تكون بين شَطَّي السَّنَام، ولحمُها يكون أَشْمَطَ طَيّباً، وقيل: هي من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَةُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع.
وسُنْسُنُ: اسم أَعجمي يسمي به السَّوَادِيُّونَ.
والسُّنَّةُ: ضرب من تمر المدينة معروفة.

ربب (لسان العرب) [0]


الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ الـمُلوكِ والأَمْلاكِ.
ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ، قال: ويقال الرَّبُّ، بالأَلِف واللام، لغيرِ اللّهِ؛ وقد قالوه في الجاهلية للـمَلِكِ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة: وهو الرَّبُّ، والشَّهِـيدُ عَلى يَوْ * مِ الـحِـيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ والاسْم: الرِّبابةُ؛ قال: يا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، * سُقْيَا مَلِـيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ والرُّبوبِـيَّة: كالرِّبابة.
وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، على غير قياس.
وحكى أَحمد بن يحيـى: لا وَرَبْيِـكَ لا أَفْعَل. قال: يريدُ لا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً، لأَجْل . . . أكمل المادة التضعيف.
وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه.
ويقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له.
وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه. يقال: هو رَبُّ الدابةِ، ورَبُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الـحِجالِ؛ ويقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد المفضل: وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه * رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِـي الـحُظوظَ، ويَرْزُقُ وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن تَلِدَ الأَمَـةُ رَبَّها، أَو رَبَّـتَها. قال: الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ، والسَّـيِّدِ، والـمُدَبِّر، والـمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والـمُنْعِمِ؛ قال: ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه، عزّ وجلّ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِـيفَ، فقيلَ: ربُّ كذا. قال: وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى، وليس بالكثيرِ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر. قال: وأَراد به في هذا الحديثِ الـمَوْلَى أَو السَّيِّد، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فيكون كالـمَوْلى لها، لأَنـَّه في الـحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْـي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر في الناس، فتكثُر السَّراري.
وفي حديث إِجابةِ الـمُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِـبَها؛ وقيل: المتَمِّمَ لَـها، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها، والإِجابة لها.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لا يَقُل الـمَمْلُوكُ لسَـيِّده: ربِّي؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له، لـمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قوله تعالى: اذْكُرْني عند ربك؛ فإِنه خاطَـبَهم على الـمُتَعارَفِ عندهم، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به؛ ومنه قَولُ السامِرِيّ: وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل: حتى يَلْقاها رَبُّها؛ فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ، فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِـيها إِليها، وجَعْلُهم أَرْباباً لها.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ.
وفي حديث عروةَ بن مسعود، رضي اللّه عنه: لـمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه، دَخل منزله، فأَنكَر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِـيَ الربَّةَ، يعني اللاَّتَ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِـيفٌ بالطائفِ.
وفي حديث وَفْدِ ثَقِـيفٍ: كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه الـمُغِـيرةُ.
وقوله عزّ وجلّ: ارْجِعِـي إِلى رَبِّكِ راضِـيةً مَرْضِـيَّةً، فادْخُلي في عَبْدي؛ فيمن قرأَ به، فمعناه، واللّه أَعلم: ارْجِعِـي إِلى صاحِـبِكِ الذي خَرَجْتِ منه، فادخُلي فيه؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ.
وقوله عزّ وجلّ: إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال الزجاج: إِن العزيز صاحِـبِـي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال: ويجوز أَنْ يكونَ: اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ.
والرَّبِـيبُ: الـمَلِكُ؛ قال امرؤُ القيس: فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِـيبِـهم، * ولا آذَنُوا جاراً، فَيَظْعَنَ سالمَا أَي مَلِكَهُمْ.
ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه.
وطالَتْ مَرَبَّـتُهم الناسَ ورِبابَـتُهم أَي مَمْلَكَتُهم؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّـتْنِـي، فَضِعتُ، رُبوبُ(1) (1 قوله «وكنت امرأً إلخ» كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف.
وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.) ويُروى رَبُوب؛ وعندي أَنه اسم للجمع.
وإِنه لَـمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَـمَمْلُوكٌ؛ والعِـبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ، عزّ وجلّ، أَي مَمْلُوكونَ.
ورَبَبْتُ القومَ: سُسْـتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم.
وقال أَبو نصر: هو من الرُّبُوبِـيَّةِ، والعرب تقول: لأَنْ يَرُبَّنِـي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِـي فلان؛ يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِـي، وسَـيِّداً يَمْلِكُنِـي؛ وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَـيَّةَ، أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ، عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين، فقال أَبو سفيانَ: غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ وقال: بِـفِـيكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ يَرُبَّنِـي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ابن الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام: يكون الرَّبُّ المالِكَ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛ قال اللّه تعالى: فيَسْقِـي ربَّه خَمْراً، أَي سَيِّدَه؛ ويكون الرَّبُّ الـمُصْلِـحَ. رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه؛ وأَنشد: يَرُبُّ الذي يأْتِـي منَ العُرْفِ أَنه، * إِذا سُئِلَ الـمَعْرُوفَ، زادَ وتَمَّما وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير، رضي اللّه عنهم: لأَن يَرُبَّنِـي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِـي غيرُهم، أَي يكونون عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين، يعني بني أُمَيَّةَ، فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير. يقال: رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً.
وتَرَبَّـبَ الرَّجُلَ والأَرضَ: ادَّعَى أَنه رَبُّهما.
والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِـمَذْحِج وبني الـحَرث بن كَعْب، يُعَظِّمها الناسُ.
ودارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قال حسان بن ثابت: وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِـيَّةٍ، * وأَوْسِـيَّةٍ، لي في ذراهُنَّ والِدُ ورَبَّ ولَدَه والصَّبِـيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً، ورَبَّـبَه تَرْبِـيباً وتَرِبَّةً، عن اللحياني: بمعنى رَبَّاه.
وفي الحديث: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها، أَي تَحْفَظُها وتُراعِـيها وتُرَبِّـيها، كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه؛ وفي حديث ابن ذي يزن: أُسْدٌ تُرَبِّبُ، في الغَيْضاتِ، أَشْبالا أَي تُرَبِّي، وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ، بالتكرير الذي فيه.
وتَرَبَّـبَه، وارْتَبَّه، ورَبَّاه تَرْبِـيَةً، على تَحْويلِ التَّضْعيفِ، وتَرَبَّاه، على تحويل التضعيف أَيضاً: أَحسَنَ القِـيامَ عليه، وَوَلِـيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِـيَّةَ، كان ابْـنَه أَو لم يكن؛ وأَنشد اللحياني: تُرَبِّـبُهُ، من آلِ دُودانَ، شَلّةٌ * تَرِبَّةَ أُمٍّ، لا تُضيعُ سِخَالَها وزعم ابن دريد: أَنَّ رَبِـبْتُه لغةٌ؛ قال: وكذلك كل طِفْل من الحيوان، غير الإِنسان؛ وكان ينشد هذا البيت: كان لنا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف الـمُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور، كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو؛ قال: وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل.
والصَّبِـيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِـيبٌ، وكذلك الفرس؛ والـمَرْبُوب: الـمُرَبَّى؛ وقول سَلامَة بن جندل: ليس بأَسْفَى، ولا أَقْنَى، ولا سَغِلٍ، * يُسْقَى دَواءَ قَفِـيِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ يجوز أَن يكون أَراد بمربوب: الصبـيّ، وأَن يكون أَراد به الفَرَس؛ ويروى: مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ.
والأَسْفَى: الخفيفُ الناصِـيَةِ؛ والأَقْنَى: الذي في أَنفِه احْديدابٌ؛ والسَّغِلُ: الـمُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ والسَّكْنُ: أَهلُ الدار؛ والقَفِـيُّ والقَفِـيَّةُ: ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِـيُّ؛ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله، وهو: مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، * صافِـي الأَديمِ، أَسِـيلِ الخَدِّ، يَعْبُوب الـحَتُّ: السَّريعُ.
واليَعْبُوب: الفرسُ الكريمُ، وهو الواسعُ الجَـِرْي.وقال أَحمد بن يَحيـى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبـيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَرِبَّاءُ النبـيِّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، كأَنه جمعُ رَبِـيبٍ، فَعِـيلٍ بمعنى فاعل؛ وقولُ حَسَّانَ بن ثابت: ولأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لنا * يَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ، مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ، صافيةٍ، * مِـمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّـيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ.
والحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ، والهاءُ العائدةُ على مِـمَّا محذوفةٌ، تقديره مِـمَّا تَرَبَّـبَه حائرُ البحرِ. يقال: رَبَّـبَه وتَرَبَّـبَه بمعنى: والرَّبَبُ: ما رَبَّـبَه الطّينُ، عن ثعلب؛ وأَنشد: في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر والرَّبِـيبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها.
وغَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَريباً مِن البُـيُوتِ، وتُعْلَفُ لا تُسامُ، هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِـي أَنه لا صَدَقةَ فيها؛ قال ابن الأَثير في حديث النخعي: ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ. الرَّبائبُ: الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ، وليست بِسائمةٍ، واحدتها رَبِـيبَةٌ، بمعنى مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كان لنا جِـيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ، وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تَأْخُذِ الأَكُولَة، ولا الرُّبَّـى، ولا الماخضَ؛ قال ابن الأَثير: هي التي تُرَبَّـى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن؛ وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة، وجمعها رُبابٌ، بالضم.
وفي الحديث أَيضاً: ما بَقِـيَ في غَنَمِـي إِلاّ فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّـى.
والسَّحَابُ يَرُبُّ الـمَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ.
والرَّبابُ، بالفتح: سَحابٌ أَبيضُ؛ وقيل: هو السَّحابُ، واحِدَتُه رَبابةٌ؛ وقيل: هو السَّحابُ الـمُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب. قال ابن بري: وهذا القول هو الـمَعْرُوفُ، وقد يكون أَبيضَ، وقد يكون أَسْودَ.
وفي حديث النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء. قال أَبو عبيد: الرَّبابةُ، بالفتح: السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً، وجمعها رَبابٌ، وبها سمّيت الـمَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قال الشاعر: سَقَى دارَ هِنْدٍ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى، * مُسِفُّ الذُّرَى، دَانِـي الرَّبابِ، ثَخِـينُ وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه. قال الأَصمعي: أَحسنُ بيت، قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان، على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه؛ قال ابن بري: ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ: إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام، * فَـأَسْقَى وُجُوهَ بَنِـي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزيرَ السَّحاب، * هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، * وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّـمْـأَلِ كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَيْنَ السَّحاب، * نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّـيهِ.
والـمَرَبُّ: الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَـرًى؛ قال ذو الرمة: خَناطِـيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ، * مَرَبٍّ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ وهي الـمَرَبَّةُ والـمِرْبابُ.
وقيل: الـمِرْبابُ من الأَرضِـين التي كَثُرَ نَبْتُها ونَـأْمَتُها، وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ.
والـمَرَبُّ: الـمَحَلُّ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ.
والتَّرَبُّبُ: الاجْتِـماعُ.
ومَكانٌ مَرَبٌّ، بالفتح: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ؛ قال ذو الرمة: بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، * بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ قال: ومن ثَـمَّ قيل للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا.
وقال أَبو عبيد: سُمُّوا رباباً، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا منه، وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم، وتَحالفُوا عليه، وهم: تَيْمٌ، وعَدِيٌّ، وعُكْلٌ.
والرِّبابُ: أَحْياء ضَبّـةَ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت: رُبِّـيٌّ، بالضم، فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد، كما تقول في المساجِد: مَسْجِدِيٌّ، إِلا أَن تكون سميت به رجلاً، فلا تَرُدَّه إِلى الواحد، كما تقول في أَنْمارٍ: أَنْمارِيٌّ، وفي كِلابٍ: كِلابِـيٌّ. قال: هذا قول سيبويه، وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال: سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم؛ قال الأَصمعي: سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ، وتَعاقَدُوا، وتَحالَفُوا عليه.
وقال ثعلب: سُموا(1) (1 قوله «وقال ثعلب سموا إلخ» عبارة المحكم وقال ثعلب سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (أي بالكسر) على فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اهـ أي بالضم.) رِباباً، بكسر الراءِ، لأَنهم تَرَبَّـبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، وهم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً؛ ضَبَّةُ، وثَوْرٌ، وعُكْل، وتَيْمٌ، وعَدِيٌّ. الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله. .
وفلان مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم.
ومَرَبّ الإِبل: حيث لَزِمَتْه.
وأَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا: لَزِمَتْه وأَقامَتْ به، فهي إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ.
ورَبَّ بالمكان، وأَرَبَّ: لَزِمَه؛ قال: رَبَّ بأَرضٍ لا تَخَطَّاها الـحُمُرْ وأَرَبَّ فلان بالمكان، وأَلَبَّ، إِرْباباً، وإِلباباً إِذا أَقامَ به، فلم يَبْرَحْه.
وفي الحديث: اللهمّ إِني أَعُوذُ بك من غِنًى مُبْطِرٍ، وفَقْرٍ مُرِبٍّ.
وقال ابن الأَثير: أَو قال: مُلِبٍّ، أَي لازِمٍ غير مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ به ولَزِمَه؛ وكلّ لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ.
وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت.
وأَرَبَّتِ السَّحابةُ: دامَ مَطَرُها.
وأَرَبَّتِ الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه.
وأَرَبَّتِ الناقةُ بولدها: لَزِمَتْه وأَحَبَّتْه؛ وهي مُرِبٌّ كذلك، هذه رواية أَبي عبيد عن أَبي زيد.
ورَوْضاتُ بني عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن: الرِّبابَ.
والرِّبِّـيُّ والرَّبَّانِـيُّ: الـحَبْرُ، ورَبُّ العِلْم، وقيل: الرَّبَّانِـيُّ الذي يَعْبُد الرَّبَّ، زِيدت الأَلف والنون للمبالغة في النسب.
وقال سيبويه: زادوا أَلفاً ونوناً في الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تخصيصاً بعِلْم الرَّبِّ دون غيره، كأَن معناه: صاحِبُ عِلم بالرَّبِّ دون غيره من العُلوم؛ وهو كما يقال: رجل شَعْرانِـيٌّ، ولِحْيانِـيٌّ، ورَقَبانِـيٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر، وطول اللِّحْيَة، وغِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا نسبوا إِلى الشَّعر، قالوا: شَعْرِيٌّ، وإِلى الرَّقبةِ قالوا: رَقَبِـيٌّ، وإِلى اللِّحْيةِ: لِـحْيِـيٌّ.
والرَّبِّـيُّ: منسوب إِلى الرَّبِّ.
والرَّبَّانِـيُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابي: الرَّبَّانِـيُّ العالم الـمُعَلِّم، الذي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم قبلَ كِـبارها.
وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَـمّا ماتَ عبدُاللّه بن عباس، رضي اللّه عنهما: اليومَ ماتَ رَبّانِـيُّ هذه الأُمـَّة.
ورُوي عن علي، رضي اللّه عنه، أَنه قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِـمٌ ربَّانيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق. قال ابن الأَثير: هو منسوب إِلى الرَّبِّ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة؛ قال وقيل: هو من الرَّبِّ، بمعنى التربيةِ، كانوا يُرَبُّونَ الـمُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها.
والرَّبَّانِـيُّ: العالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ، وقيل: العالِم، العامِلُ، الـمُعَلِّمُ؛ وقيل: الرَّبَّانِـيُّ: العالي الدَّرجةِ في العِلمِ. قال أَبو عبيد: سمعت رجلاً عالماً بالكُتب يقول: الرَّبَّانِـيُّون العُلَماءُ بالـحَلال والـحَرام، والأَمْرِ والنَّهْي. قال: والأَحبارُ أَهلُ المعرفة بأَنْباءِ الأُمَم، وبما كان ويكون؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَب الكلمَة ليست بعربية، إِنما هي عِـبْرانية أَو سُرْيانية؛ وذلك أَن أَبا عبيدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِـيّين؛ قال أَبو عبيد: وإِنما عَرَفَها الفقهاء وأَهل العلم؛ وكذلك قال شمر: يقال لرئيس الـمَلاَّحِـينَ رُبَّانِـيٌّ(1) (1 قوله «وكذلك قال شمر يقال إلخ» كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ.)؛ وأَنشد: صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه، في قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِـيِّـينَ، قال: حُكَماءَ عُلَماءَ. غيره: الرَّبَّانيُّ الـمُتَـأَلِّه، العارِفُ باللّه تعالى؛ وفي التنزيل: كُونوا رَبَّانِـيِّـين.
والرُّبَّـى، على فُعْلى، بالضم: الشاة التي وضعَت حديثاً، وقيل: هي الشاة إِذا ولدت، وإِن ماتَ ولدُها فهي أَيضاً رُبَّـى، بَيِّنةُ الرِّبابِ؛ وقيل: رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من وِلادتِها، وقيل: شهرين؛ وقال اللحياني: هي الحديثة النِّتاج، مِن غير أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً؛ وقيل: هي التي يَتْبَعُها ولدُها؛ وقيل: الرُّبَّـى من الـمَعز، والرَّغُوثُ من الضأْن، والجمع رُبابٌ، بالضم، نادر. تقول: أَعْنُزٌ رُبابٌ، والمصدر رِبابٌ، بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْد بالولادة. قال أَبو زيد: الرُّبَّـى من المعز، وقال غيره: من المعز والضأْن جميعاً، وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً. قال الأَصمعي: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ: حَنِـينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها قال سيبويه: قالوا رُبَّـى ورُبابٌ، حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على هذا البناءِ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة، فقالوا جِفارٌ، إِلاَّ أَنهم ضموا أَوَّل هذا، كما قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ.
وفي حديث شريح: إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها.
وحكى اللحياني: غَنَمٌ رِبابٌ، قال: وهي قليلة.
وقال: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ، وقيل: إِذا عَلِقَتْ، وقيل: لا فعل للرُّبَّـى.
والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قال الأَعشى: حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ * سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع. والرَّبِـيبةُ: الحاضِنةُ؛ قال ثعلب: لأَنها تُصْلِـحُ الشيءَ، وتَقُوم به، وتَجْمَعُه.
وفي حديث الـمُغِـيرة: حَمْلُها رِبابٌ. رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ وِلادَتِها، وقيل: هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عليها شهران، وقيل: عشرون يوماً؛ يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير، وذلك مَذْمُوم في النساءِ، وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع، حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها.والرَّبُوبُ والرَّبِـيبُ: ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره، وهو بمعنى مَرْبُوب.
ويقال للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قال مَعْنُ بن أَوْس، يذكر امرأَته، وذكَرَ أَرْضاً لها: فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها: * رَبِـيبَ النَّبـيِّ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة، وهو ابنُ أُمِّ سَلَـمةَ زَوْجِ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، وأَبوه أَبو سَلَمَة، وهو رَبِـيبُ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ والأُنثى رَبِـيبةٌ. الأَزهري: رَبِـيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غيره.
وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ؛ يريد بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن. قال: والرَّبِـيبُ أَيضاً، يقال لزوج الأُم لها ولد من غيره.
ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها: رَبيبةٌ، وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ.
وفي الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم، وهو اسم فاعل، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه.
وفي حديث مجاهد: كان يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه، يعني امرأَة زَوْج أُمـِّه، لأنه كان يُرَبِّيه. غيره: والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم. قال أَبو الحسن الرماني: هو كالشَّهِـيدِ، والشاهِد، والخَبِـير، والخابِرِ.
والرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ.
وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِـيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً، حكاهما اللحياني، ورَبَّـبها: نَمَّاها، وزادَها، وأَتَمَّها، وأَصْلَحَها.
ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كذلك. أَبو عمرو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّـى يَتيماً.
وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْـتُه.
ورَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُه وأَجدتُه؛ وقال اللحياني: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بعض الرَّياحِـينِ؛ قال: ويجوز فيه رَبَّـبْتُه.
ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الـحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ.
والرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ وقيل: هو دبْسُ كل ثَمَرَة، وهو سُلافةُ خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ؛ والجمع الرُّبُوبُ والرِّبابُ؛ ومنه: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ، وأَصْلَحتَه به؛ وقال ابن دريد: رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ وأَنشد: كَشائطِ الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِـخَ حتى يكون رُبّاً يُؤْتَدَمُ به، عن أَبي حنيفة.
وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، والـحُبَّ بالقِـير والقارِ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً، ورَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ وقيل: رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه. قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته، وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً: فَإِنَّ عِراراً، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ، * فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ، ذا الـمَنْكِبِ العَمَمْ فإِن كنتِ مِنِّي، أَو تُريدينَ صُحْبَتي، * فَكُوني له كالسَّمْنِ، رُبَّ له الأَدَمْ أَرادَ بالأَدَم: النُّحْي. يقول لزوجته: كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِـيَ برُبِّ التمر، لأَنَّ النِّحْي، إِذا أُصْلِـحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه. يقال: رَبَّ فلان نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به، وهو نِحْيٌ مَرْبُوب؛ وقوله: سِلاءَها في أَديمٍ، غيرِ مَرْبُوبِ أَي غير مُصْلَحٍ.
وفي صفة ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ. الرُّبُّ: ما يُطْبَخُ من التمر، وهو الدِّبْسُ أَيضاً.
وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قيل: هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ.
والـمُربَّـبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، وهي الـمَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالـمُعَسَّلِ، وهو المعمول بالعسل؛ وكذلك الـمُرَبَّـياتُ، إِلا أَنها من التَّرْبيةِ، يقال: زنجبيل مُرَبّـًى ومُرَبَّبٌ.
والإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ.
والرِّبابةُ، بالكسر، جماعةُ السهام؛ وقيل: خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ؛ وقيل: خِرْقةٌ تُشَدُّ فيها؛ وقال اللحياني: هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ، شبيهة بالكِنانة، يكون فيها السهام؛ وقيل هي شبيهة بالكنانةِ، يجمع فيها سهامُ الـمَيْسرِ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار وأُتُنَه: وكأَنهنَّ رِبابةٌ، وكأَنه * يَسَرٌ، يُفِـيضُ على القِداح، ويَصْدَعُ والرِّبابةُ: الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ؛ وقيل: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الـحُرْضَةِ، وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِدح؛ وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِـبِه هَـوًى.
والرِّبابةُ والرِّبابُ: العَهْدُ والـمِـيثاقُ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ ومنه قيل للعُشُور: رِبابٌ.
والرَّبِـيبُ: الـمُعاهَدُ؛ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس: فما قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِـيبِـهِمْ وقال ابن بري: قال أَبو علي الفارسي: أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ، وهو العَهْدُ. قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِـيناً، وتُؤْلِفُ * الجِوارَ، ويُعْطِـيها الأَمانَ رِبابُها قوله: تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ.
والرِّبابُ: العَهْدُ الذي يأْخُذه صاحِـبُها من الناس لإِجارتِها.
وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ.
وقال شمر: الرِّبابُ في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ، وقال غيره: يقول: إِذا أَجار الـمُجِـيرُ هذه الخَمْر أَعْطَى صاحِـبَها قِدْحاً ليَعْلَموا أَنه قد أُجِـيرَ، فلا يُتَعَرَّض لها؛ كأَنَّـه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ الـمَيْسِر.
والأَرِبَّةُ: أَهلُ الـمِـيثاق. قال أَبو ذُؤَيْب: كانت أَرِبَّـتَهم بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجِوار، وكانوا مَعْشَراً غُدُرا قال ابن بري: يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم(1) (1 قوله «التقدير ذوي إلخ» أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه.)؛ وبَهْزٌ: حَيٌّ من سُلَيْم؛ والرِّباب: العُشُورُ؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب: ويعطيها الأَمان ربابها وقيل: رِبابُها أَصحابُها.
والرُّبَّةُ: الفِرْقةُ من الناس، قيل: هي عشرة آلافٍ أَو نحوها، والجمع رِبابٌ.
وقال يونس: رَبَّةٌ ورِبابٌ، كَجَفْرَةٍ وجِفار، والرَّبـَّةُ كالرُّبـَّةِ؛ والرِّبِّـيُّ واحد الرِّبِّـيِّـين: وهم الأُلُوف من الناس، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: واحدتها رَبَّةٌ.
وفي التنزيلِ العزيز: وكأَيِّنْ مِن نَبـيِّ قاتَلَ معه رِبِّـيُّون كثير؛ قال الفراءُ: الرِّبِّـيُّونَ الأُلوف.
وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيـى: قال الأَخفش: الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ. قال أَبو العباس: ينبغي أَن تفتح الراءُ، على قوله، قال: وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ، وهي الجماعة.
وقال الزجاج: رِبِّـيُّون، بكسر الراء وضمّها، وهم الجماعة الكثيرة.
وقيل: الربيون العلماء الأَتقياءُ الصُّـبُر؛ وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ.
وقال أَبو طالب: الربيون الجماعات الكثيرة، الواحدة رِبِّـيٌّ.
والرَّبَّانيُّ: العالم، والجماعة الرَّبَّانِـيُّون.
وقال أَبو العباس: الرَّبَّانِـيُّون الأُلوفُ، والرَّبَّانِـيُّون: العلماءُ.
و قرأَ الحسن: رُبِّـيُّون، بضم الراء.
وقرأَ ابن عباس: رَبِّـيُّون، بفتح الراءِ.
والرَّبَبُ: الماءُ الكثير المجتمع، بفتح الراءِ والباءِ، وقيل: العَذْب؛ قال الراجز: والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله؛ وقيل: برُبَّانِه: بجَمِـيعِه ولم يترك منه شيئاً.
ويقال: افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه؛ ومنه قيل: شاةٌ رُبَّـى.
ورُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قال ابن أَحمر: وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه، * وأَنْتَ، من أَفنانِه، مُفْتَقِر ويُروى: مُعْتَصِر؛ وقول الشاعر: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله. . خَلِـيلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، * أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه أَبو عمرو: الرُّبَّـى أَوَّلُ الشَّبابِ؛ يقال: أَتيته في رُبَّـى شَبابِه، ورُبابِ شَبابِه، ورِبابِ شَبابِه، ورِبَّان شَبابه. أَبو عبيد: الرُّبَّانُ من كل شيءٍ حِدْثانُه؛ ورُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه.
وقال أَبو عبيدة: الرَّبَّانُ، بفتح الراءِ: الجماعةُ؛ وقال الأَصمعي: بضم الراءِ.
وقال خالد بن جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَير اللاَّزِمُ، بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِـيقُ فلا يكاد يذهب، وقال: اللهم إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ، فقيل له: وما رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قال: طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه.
وقالوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثعلب: فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، وإِلاّ تَذَرْهُمُ * يُذيقُوكَ ما فيهم، وإِن كان أَكثرا قال وقالوا في مَثَلٍ: إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ.
وفي التهذيب: إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن رُبَّـى، أَزْرَكَ. يقول: إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ أَنتَ واسْتَرِحْ.
ورُبَّانُ، غير مصروف: اسم رجل. قال ابن سيده: أَراه سُمي بذلك.
والرُّبَّـى: الحاجةُ، يقال: لي عند فلان رُبَّـى.
والرُّبَّـى: الرَّابَّةُ.
والرُّبَّـى: العُقْدةُ الـمُحْكَمةُ.
والرُّبَّـى: النِّعْمةُ والإِحسانُ.
والرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَيْفِـيَّةٌ؛ وقيل: هو كل ما اخْضَرَّ، في القَيْظِ، مِن جميع ضُروب النبات؛ وقيل: هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم يُحَدَّ، والجمع الرِّبَبُ؛ قال ذو الرمة، يصف الثور الوحشي: أَمْسَى، بِوَهْبِـينَ، مُجْتازاً لِـمَرْتَعِه، * مِن ذِي الفَوارِسِ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ والرِّبَّةُ: شجرة؛ وقيل: إِنها شجرة الخَرْنُوب. التهذيب: الرِّبَّةُ بقلة ناعمةٌ، وجمعها رِبَبٌ.
وقال: الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات، لا تَهِـيج في الصيف، تَبْقَى خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً؛ ومنها: الـحُلَّبُ، والرُّخَامَى، والـمَكْرُ، والعَلْقى، يقال لها كلها: رِبَّةٌ.التهذيب: قال النحويون: رُبَّ مِن حروف الـمَعاني، والفَرْقُ بينها وبين كَمْ، أَنَّ رُبَّ للتقليل، وكَمْ وُضِعت للتكثير، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام؛ وكلاهما يقع على النَّكِرات، فيَخْفِضُها. قال أَبو حاتم: من الخطإِ قول العامة: رُبَّـما رأَيتُه كثيراً، ورُبَّـما إِنما وُضِعَتْ للتقليل. غيره: ورُبَّ ورَبَّ: كلمة تقليل يُجَرُّ بها، فيقال: رُبَّ رجلٍ قائم، ورَبَّ رجُلٍ؛ وتدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّتَ رجل، ورَبَّتَ رجل. الجوهري: ورُبَّ حرفٌ خافض، لا يقع إِلاَّ على النكرة، يشدَّد ويخفف، وقد يدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّ رجل، ورُبَّتَ رجل، ويدخل عليه ما، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده، فيقال: رُبما.
وفي التنزيل العزيز: رُبَّـما يَوَدُّ الذين كفروا؛ وبعضهم يقول رَبَّـما، بالفتح، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما، ورُبَتَما وَرَبَتَما، والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم، ولذلك إِذا صَغَّر سيبويه رُبَّ، من قوله تعالى رُبَّـما يودّ، ردَّه إِلى الأَصل، فقال: رُبَيْبٌ. قال اللحياني: قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن: رُبَّـما يودُّ، بالتثقيل، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش: رُبَما يَوَدُّ، بالتخفيف. قال الزجاج: من قال إِنَّ رُبَّ يُعنى بها التكثير، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب؛ فإِن قال قائل: فلمَ جازت رُبَّ في قوله: ربما يود الذين كفروا؛ ورب للتقليل؟ فالجواب في هذا: أَن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد.
والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل، فيقول له: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على فِعْلِكَ، وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ، ويقول: رُبَّـما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ، وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِـمَّا يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب، أَو كان الإِنسان يخاف أَن يَنْدَمَ على الشيءِ، لوجَبَ عليه اجْتِنابُه؛ والدليل على أَنه على معنى التهديد قوله: ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا؛ والفرق بين رُبَّـما ورُبَّ: أَن رُبَّ لا يليه غير الاسم، وأَما رُبَّـما فإِنه زيدت ما، مع رب، ليَلِـيَها الفِعْلُ؛ تقول: رُبَّ رَجُلٍ جاءَني، وربما جاءَني زيد، ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ ويقال: ربما جاءَني فلان، وربما حَضَرني زيد، وأَكثرُ ما يليه الماضي، ولا يَلِـيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً، كقوله تعالى: رُبَـما يَوَدُّ الذين كفروا، ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ، كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى، وإِن كان لفظه مُسْتَقْبَلاً.
وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ماوِيّ ! يا رُبَّتَما غارةٍ * شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِـيسَمِ قال الكسائي: يلزم مَن خَفَّف، فأَلقى إِحدى الباءَين، أَن يقول رُبْ رجل، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كما تقول: لِـمَ صَنَعْتَ؟ ولِـمْ صَنَعْتَ؟ وبِـأَيِّمَ جِئْتَ؟ وبِـأَيِّمْ جئت؟ وما أَشبه ذلك؛ وقال: أَظنهم إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فيها في قولهم: رُبَّتَ رجل، ورُبَتَ رجل. يريد الكسائي: أَن تاءَ التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً، أَو في نية الفتح، فلما كانت تاءُ التأْنيث تدخلها كثيراً، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث، وآثروا النصب، يعني بالنصب: الفتح. قال اللحياني: وقال لي الكسائي: إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً، فقد أَخبرتك. يريد: إِن سمعت أَحداً يقول: رُبْ رَجُلٍ، فلا تُنْكِرْه، فإِنه وجه القياس. قال اللحياني: ولم يقرأْ أَحد رَبَّـما، بالفتح، ولا رَبَما.
وقال أَبو الهيثم: العرب تزيد في رُبَّ هاءً، وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فلا يخفض بها ما بعد الهاءِ، وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ، بطل عَمَلُها؛ وأَنشد: كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه، * ورُبَّه عَطِـباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نصب عَطِـباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة.
وقولهم: رُبَّه رَجُلاً، ورُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر، ثم أَلزَمَتْه التفسير، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ، ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً وامرأَة.
وقال ابن جني مرة: أَدخلوا رُبَّ على المضمر، وهو على نهاية الاختصاص؛ وجاز دخولها على المعرفة في هذا الموضع، لـمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت على غير تقدّم ذكر، ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة، نحو رجلاً وامرأَةً؛ ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَـمَا احتاجت إِلى تفسيره.
وحكى الكوفيون: رُبَّه رجلاً قد رأَيت، ورُبَّهُما رجلين، ورُبَّهم رجالاً، ورُبَّهنَّ نساءً، فَمَن وَحَّد قال: إِنه كناية عن مجهول، ومَن لم يُوَحِّد قال: إِنه ردّ كلام، كأَنه قيل له: ما لكَ جَوَارٍ؟ قال: رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ.
وقال ابن السراج: النحويون كالـمُجْمعِـينَ على أَن رُبَّ جواب.
والعرب تسمي جمادى الأُولى رُبّاً ورُبَّـى، وذا القَعْدةِ رُبَّة؛ وقال كراع: رُبَّةُ ورُبَّـى جَميعاً: جُمادَى الآخِرة، وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية.
والرَّبْرَبُ: القَطِـيعُ من بقر الوحش، وقيل من الظِّباءِ، ولا واحد له؛ قال: بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى، ولا أُمَّ شادِنٍ، * غَضِـيضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ وقال كراع: الرَّبْرَبُ جماعة البقر، ما كان دون العشرة.