المصادر:  


عضو (مقاييس اللغة) [0]



العين والضاد والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تجزئةِ الشَّيء. من ذلك العِضْو والعُضْو.
والتَّعضية: أن يُعَضِّيَ الذّبيحة أعضاء.
والعِضَةُ: القِطعة من الشيء، تقول: عَضّيْتُ الشيء أي وزَّعته. قال رؤبة:أي بالمفرَّق. قال الخليل: وقوله تعالى: الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ [الحجر 91]، أي عِضَة عِضة، ففرَّقوه، آمنوا ببعضه وكَفَرُوا ببعضه.
والاسم منه التَّعضية.
ومنه الحديث: "لا تَعْضِيَةَ في ميراث" أي لا تَقسِموا ما [لا] يحتمل القَسْم كالسَّيف والدّرَّة وما أشبَهَ ذلك.

عثي (مقاييس اللغة) [0]



العين والثاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على فَساد. يقال عثا يعثو، ويقال عَثِيَ يَعْثَى، مثل عاثَ. قال الله تعالى: وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة 60، الأعراف 74، هود 85، الشعراء 183، العنكبوت 36].

قدر (مقاييس اللغة) [0]



القاف والدال والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على مَبْلَغ الشَّيء وكُنهه ونهايته. فالقدر: مبلغُ كلِّ شيء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه.
وكذلك القَدَر.
وقَدَرتُ الشّيءَ أَقْدِرُه وأَقْدُرُه من التقدير، وقدَّرته أُقَدِّره.
والقَدْر: قضاء الله تعالى الأشياءَ على مبالغها ونهاياتها التي أرادَها لها، وهو القَدَرُ أيضاً. قال في القَدَر:
      وابْرُزْ بِبَرْزَةَ حيثُ اضطرَّكَ القَدَرُ

وقال في القَدْر بسكون الدال:
[وما صبَّ رِجلِي في حديدِ مجاشعٍ      مع القَدْرِ إلاَّ حاجةٌ لي أريدُها]

ومن الباب الأَقْدَرُ من الخيل، وهو الذي تقعُ رِجلاهُ مَوَاقِعَ يَدَيْه، كأن ذلك قدَّرَه تقديراً. قال:
وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ      كميتٌ لا أحَقُّ ولا شئيتُ

وقوله تعالى: ومَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام . . . أكمل المادة 91]، قال المفسرون: ما عظَّموا اللهَ حقَّ عظمته.
وهذا صحيحٌ، وتلخيصهُ أنَّهم لم يصفوه بصِفَته التي تَنْبَغِي له تعالى.وقولـه تعالى: وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ [الطلاق 7] فمعناه قُتِر.
وقياسه أنَّه أُعْطِيَ ذلك بِقَدْر يسير.
وقُدْرَةُ الله تعالى على خليقته: إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه ويريده، والقياس فيه وفي الذي قبلَه سواء.
ويقولون: رجلٌ ذو قُدرةٍ وذو مَقدِرة، أي يسار.
ومعناه أنه يبلُغُ بيسارِه وغِنائِه من الأُمور المبلغَ الذي يوافق إرادتَه.
ويقولون: الأقدر من الرِّجال: القصير العنُق؛ وهو القياسُ كأنَّ عُنقَه قد قُدِرت.ومما شذَّ أيضاً عن هذا القياس القِدر، وهي معروفةٌ.
والقَدِير: اللَّحمُ يُطبخ في القِدر.
والقُدَار فيما يقولون: الجَزّار، ويقال الطَّباخ، وهو أشْبَه.ومما شذَّ أيضاً قولُهم: القُدَار: الثُّعبان العظيم وفيه نظر.

رحم (مقاييس اللغة) [0]



الراء والحاء والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الرّقّة والعطف والرأفة. يقال من ذلك رَحِمَه يَرْحَمُه، إذا رَقَّ لـه وتعطَّفَ عليه.
والرُّحُْم والمَرْحَمَة والرَّحَْمة بمعنىً.
والرَّحِم: عَلاقة القرابة، ثم سمِّيت رَحِمُ الأنثى رَحِماً من هذا، لأنّ منها ما يكون ما يُرْحَمُ وَيُرَقّ لـه مِن ولد.
ويقال شاةٌ رَحُومٌ، إذا اشتكَتْ رحِمَها بعد النِّتاج؛ وقد رَحُمَتْ رَحَامَة، ورُحِمَت رَحْما.
وقال الأصمعيّ: كان أبو عمرو بن العلاء يُنشد بيتَ زُهير:
ومَن ضرِيبته التّقوَى ويَعصِمُه      مِن سيِّئ العَثَرات اللهُ والرُّحُمُ

قال: ولم أسمَعْ هذا الحرفَ إلاّ في هذا البيت.
وكان يقرأ: وَأَقْرَبَ رُحُماً [الكهف 81]، وكأن أبا عمروٍ ذهب إلى أنّ الرُّحُمَ الرَّحْمة.
ويقال إنّ مكّة كانت تسمَّى . . . أكمل المادة أمَّ رُِحْم.

قوت (مقاييس اللغة) [0]



القاف والواو والتاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ وحفظٍ وقُدرةٍ على الشَّيء. من ذلك قولُه تعالى: َوكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً [النساء 85]، أي حافظاً له شاهداً عليه، وقادراً على ما أراد.
وقال:
وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه      وكنتُ على إساءته مُقِيتَا

ومن الباب: القُوت ما يُمْسِكُ الرَّمَق؛ وإنَّما سُمِّي قُوتاً لأنَّه مِساكُ البَدَن وقُوَّتُه.
والقَوْت: العَوْل. يقال: قُتُّه قَوْتاً، والاسم القُوت.
ويقال: اقتَتْ لنارك قِيتةً، أي أطعِمْها الحَطَب. قال ذو الرُّمَّة:
فقلتُ له ارْفَعْهَا إليكَ وأَحْيِها      برُوحِكَ واقْتَتْهُ لها قِيتةً قَدْرا

فتي (مقاييس اللغة) [0]



الفاء والتاء والحرف المعتل أصلانِ: أحدهما يدلُّ على طَرَاوة وجِدّة، والآخرة على تبيين حكم.الفَتيّ: الطَّرِيّ من الإبل، والفَتَى من الناس: واحد الفِتْيان.
والفَتاء : الشباب، يقال فتىً بيِّن الفَتاء. قال:
إذا عاشَ الفتى مِائَتين عاماً      فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ

والأصل الآخر الفُتْيا. يقال: أفتى الفقيه في المسألةِ، إذا بيَّن حكمَها.
واستفتَيت، إذا سألتَ عن الحكم، قال الله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلالَةِ [النساء 176].
ويقال منه فَتْوى وفُتْيا.وإذا هُمِز خَرَج عن البابين جميعاً. يقال ما فَتِئْتُ وفَتَأتُ أذكرُه، أي مازِلت. قال الله تعالى: قَالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ [يوسف 85]، أي لا تزالُ تَذكرُ.

خسف (مقاييس اللغة) [0]



الخاء والسين والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على غموض وغُؤور، وإليه يرجعُ فُروع الباب. فالخَسْف والخَسَف. غموضُ ظاهرِ الأرض. قال الله تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ [القصص 81].ومن الباب خُسوفُ القَمَر.
وكان بعضُ أهل اللُّغة يقول: الخُسوف للقمر، والكُسوف للشمس.
ويقال بئرٌ خَسِيفٌ، إذا كُسِرَ جِيلُها فانهارَولم يُنتَزَحْ ماؤُها. قال:وانخسفَت العينُ: عمِيَتْ.
والمهزول يسمَّى خاسفاً؛ كأنّ لحمَه غارَ ودخَل.
ومنه: بات على الخَسْفِ، إذا باتَ جائعاً، كأنّه غاب عنه ما أرادَه مِن طعام.
وَرضِيَ بالخَسْفِ، أي الدنِيّة.
ويقال: وقَع النّاسُ في أخاسِيفَ من الأرض، وهي اللّينة تكاد تَغْمُِضُ لِلينها.وممّا حُمِل على الباب قولُهم للسحاب الذي [يأتي] بالماء الكثير خَسِيفٌ، كأنَّه شُبِّه بالبئر التي ذكرناها.
وكذلك . . . أكمل المادة قولهم ناقة خَسِيفة، أي غزيرة. فأمّا قولهم إنّ الخَسْفَ الجَوزُ المأكول* فما أدري ما هُو.

حرض (مقاييس اللغة) [0]



الحاء والراء والضاد أصلان: أحدهما نبت، والآخَر دليلُ الذَّهاب والتّلَف والهلاك والضَّعف وشِبهِ ذلك.أمَّا الأوّل فالحُرْض الأُشنان، ومُعالِجُه الحَرّاض.
والإحْرِيض: العُصْفُر. قال:والأصل الثاني: الحَرَض، وهو المُشرِف على الهلاك. قال الله تعالى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً [يوسف 85].
ويقال حَرَّضْتُ فلاناً على كذا. زعم ناسٌ أنّ هذا من الباب. قال أبو إسحاق البصريُّ الزَّجّاج: وذلك أنّه إذا خالف فقَدْ أفْسَد.
وقوله تعالى: حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ [الأنفال 65]، لأنهم إذا خالَفُوه فقد أُهلِكوا.
وسائر الباب مقاربٌ هذا؛ لأنَّهم يقولون هو حُرْضَة، وهو الذي يُنَاوَلُ قِدَاحَ الميسر ليضرب بها.ويقال إنّه لا يأكل اللحمَ أبداً بثَمن، إنّما يأكل ما يُعْطَى، فيُسمَّى حُرْضَةً، لأنه لا خَيرَ عنده.ومن . . . أكمل المادة الباب قولُهم للذي لا يُقاتِل ولا غَنَاء عِنْدَه ولا سِلاح معَه حَرَض. قال الطرِمّاح:ويقال حَرَض الشّيءُ وأحرضَهُ غيره، إذا فَسَد وأفسَدهُ غيرُه.
وأحْرَضَالرّجُل، إذا وُلِد له [ولَدُ] سَوء.
وربما قالوا حَرَضَ الحالبان النّاقَة، إذا احتلبا لبنَها كلَّه.

برح (مقاييس اللغة) [0]



الباء والراء والحاء أصلان يتفرّع عنهما فروعٌ كثيرة. فالأول: الزَّوال والبروزُ والانكِشاف.
والثاني: الشِّدَّة والعِظَم وما أشبههُما.أمّا الأول فقال الخليل: بَرَحَ يَبْرَحُ بَرَاحا إذا رَامَ مِن موضِعِه، وأبرحته أنا. قال العامريّ: يقول الرّجُل لراحلتهِ إذا كانت بطيئةً: لا تَبْرَحُ بَرَاحاً يُنْتَفَعُ به.
ويقول: ما برِحْتُ أفْعَلُ ذلك، في معنى مازِلْت. قال الله تعالى حكايةً عمَّن قال: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِِينَ [طه 91] أي لن نَزَالَ.
وأنشد:
فأبْرَحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمي      بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطِقاً مُجِيداً

أي لا أزال.
ومُجيدٌ: صاحبُ فرسٍ جَواد، ومُنْتطقٌ: قد شَدّ عليه النِّطاق.
ويقول العرب: "بَرَِحَ الخَفَاء" أي انكشَفَ الأمر.
وقال:قال الفرّاء: وبرَح بالفتح أيضاً، أي مضى، ومنه سُمِّيت البارحة. قالوا:البارحة . . . أكمل المادة الليلة التي قبلَ لَيْلَتِك، صفةٌ غالبةٌ لها. حتّى صار كالاسم.
وأصلها من بَرح، أي زال عَنْ موضعه.قال أبو عبيدة في* المثل:"ما أشْبَهَ اللّيْلَةَ بالبارِحة" للشيء ينتظرُه خيراً من شيءٍ، فيَجيءُ مِثْلَه.قال أبو عُبيد: البِرَاح المكاشَفة، يقال بَارَحَ بِراحاً كاشَفَ.
وأحسبُ أنّ البارحَ الذي هو خلافُ السّانح مِن هذا؛ لأنّه شيءٌ يبرُزُ ويَظْهر. قال الخليل: البُرُوح مصدر البَارح وهو خلافُ السَّانح، وذلك من الظِّباء والطير يُتشاءم به أو يُتَيَمَّن، قال:
وهنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا      وتَارَةً يأتِينَهُ سُنُوحَا

ويقول العرب في أمثالها: "هو كبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرَى". يُضْرَبُ لمن لا يكادُ يُرَى، أو لا يكونُ الشيءُ منه إلاّ في الزّمان مرّةً.
وأصلُهُ أنّ الأرْوَى مساكِنُها الجِبالُ وقِنانُها، فلا يكاد الناسُ يَرَوْنها سانحةً ولا بارحةً إلاّ في الدّهرِ مرّةً.
وقد ذَكَرْنا اختلافَ الناسِ في ذلك في كتاب السّين، عند ذكرنا للسّانح.
ويقال في قولهم: "هو كبارحِ الأرْوَى" إنّه مشؤوم من وجهين: وذلك أنّ الأروى يُتشاءَم بها حيث أتَتْ، فإذا بَرَحَتْ كانَ أعظَمَ لشُؤْمِها.والأصل الآخرُ قال أبو عُبيدٍ: يقال ما أبْرَحَ هذا الأمرَ، أي أعجَبَه.
وأنشد للأعشى:وقالوا: معناه أعظَمْتِ، والمعنى واحدٌ. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال أبْرَحْتُ بفلانٍ، أي حَمَلْتَه على ما لا يُطيق فَتَبَرَّحَ به وغَمَّه.
وأنشد:ابن الأعرابيّ: البَرِيح التَّعب. قال أبو وَجْزة:
على قَعُودٍ قد وَنَى وقد لَغِبْ      به مَسِيحٌ وَبرِيحٌ وصَخَبْ

المسيح: العَرَق. أبو عمرو: ويقال أبْرَحْتَ لُؤْماً وأبرَحْتَ كَرماً.
ويقال بَرْحَى له إذا تعجَّبتَ لـه.
ويقال: البعيرُ بُرْحَةٌ من البُرَح، أي خِيار.
وأعطِني مِنْ بُرَحِ إبلك، أي من خِيارها.قال الخليل: يقال بَرّح فلانٌ تَبْرِيحاً فهو مُبَرِّحٌ إذا أذى بالإلحاح؛ والاسم البَرْح. قال ذو الرُّمّة:والتّباريح: الكُلْفة والمَشَقّة.
وضربَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً.
وهذا الأمر أبْرَحُ عليَّ مِن ذَاكَ، أي أشق. قال ذو الرُّمة:
أنيناً وشَكْوَى بالنّهارِ كَثيرةً      عَلَيَّ وما يأتي به الليلُ أَبْرَحُ

أي أشَقّ.
ويقال لقيتُ منه البُرَحِين والبَرَحَين وبناتِ بَرْحٍ وبَرْحاً بارحاً.
ومن هذا الباب البَوارح من الرّياح، لأنّها تحمل التراب لشدّة هبوبها. قال ذو الرّمّة:
لا بلْ هو الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنُها      مَرّاً سحابٌ ومرّاً بارِحٌ تَرِبُ

فأمّا قول القائلِ عند الرّامي إذا أخطأ: بَرْحَى، على وزن فَعْلى، فقال ابنُ دريد وغيرُه: إنه من الباب، كأنه قال خُطّة بَرْحَى، أي شديدة.