المصادر:  


ثرب (مقاييس اللغة) [0]



الثاء والراء والباء كلمتان متبايِنَتا الأصل، لا فروع لهما. فالتثريب اللَّوم والأَخْذ على الذَّنب. قال الله تعالى: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ [يوسف 92] فهذا أصلٌ واحد والآخر الثَّرْبُ، وهو شحمٌ قد غَشَّى الكَرِشَ والأمعاءَ رقيقٌ؛ والجمع ثُرُوب.

ظهر (مقاييس اللغة) [0]



الظاء والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على قوّةٍ وبروز. من ذلك ظَهَرَ الشيءُ يظهرُ ظهوراً فهو ظاهر، إذا انكشفَ وبرزَ.
ولذلك سمِّيَ وقت الظُّهرِ والظَّهيرة، وهو أظهر أوقات النّهار وأَضْوَؤُها.
والأصل فيه كلّه ظهر الإنسان، وهو خلافُ بطنه، وهو يجمع البُروزَ والقوّة.
ويقال للرِّكاب الظَّهر، لأنَّ الذي يَحمِل منها الشيءَ ظهورُها.
ويقال رجلٌ مظهَّر، أي شديد الظَّهْر.
ورجلٌ ظَهِر: يشتكي ظهره.ومن الباب: أظهرْنا، إذا سرنا في وقت الظُّهْرِ.
ومنه: ظهرتُ على كذا، إذا اطلَّعتَ عليه.
والظَّهِير: البعير القويّ.
والظَّهيرِ: المُعين، كأنَّه أسندَ ظَهْرَه إلى ظهرك.
والظُّهور: الغَلبة. قال الله تعالى: فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِين [الصف 14].
والظَّاهرة: العين الجاحظة.
والظِّهار: قولُ الرَّجل لامرأته: أنتِ عَلَيَّ كظهرِ أُمِّي.
وهي كلمةٌ كانوا يقولونها، . . . أكمل المادة يريدونَ بها الفراق.
وإِنَّما اختصُّوا الظَّهْر لمكان الرُّكوب، وإلاَّ فسائر أعضائِها في التَّحريمِ كالظَّهْرِ.
والظُّهار من الرِّيش: ما يظهر منه في الجَناح.
والظِّهريُّ: كلُّ شيءٍ تجعله بظَهْرٍ ، أي تنساه، كأَنَّكَ قد جعلتَه خلف ظهرِكَ ، إِعراضاً عنه وتركاً لـه. قال الله سبحانه: وَاتّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً [هود 92].
وقد جعل فلانٌ حاجتي بظهرٍ، إذا لم يُقْبِل عليها، بل جعلها وراءه.
وقال الفرزدق:
تميمَ بنَ بدر لا تكوننَّ حاجتي      بظهرٍ فلا يَخْفَى عليكَ جوابُها

ومن الباب: هذا أمرٌ ظاهرٌ عنك عارُهُ. أي زائل، كأنَّهُ إذا زالَ فقد صارَ وراء ظهرك.
وقال أبو ذؤيب:
وعَيَّرَها الواشون أنِّي أحبُّها      وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها

ويقولون: إنَّ الظَّهَرَة: متاع البيت.
وأحسب هذه مستعارة من الظَّهر أيضاً؛ لأنَّ الإنسان يستظهِر بها، أي يتقوَّى ويستعين على ما نابَه.
والظَّاهرة: أن ترِدَ الإِبلُ كلَّ يومٍ نصفَ النَّهار.
ويقولون: سلكْنا الظًَّهْر: يريدون طريقَ البَرِّ، وذلك لظهورهِ وبروزه.
ويقولون: جاء فلانٌ في ظَهْرَته وناهضتِهِ، أي قومه.
وإِنّما سُمُّوا ظَهْرَةً لأنَّه يتقوَّى بهم.
وقريشُ الظَّواهِر سُمُّوا بذلك لأنهم ينزلون ظاهرَ مكة. قال:وأقران الظَّهْر: الذين يجيئون من ورائك.وحكى ابن دريد: "تظاهر القوم، إذا تدابَرُوا، وكأنَّه من الأضداد".وهذا المعنى الذي ذكره ابن دريد صحيح؛ لأنَّه أراد أنَّ كلّ واحدٍ منهما أدبَرَ عن صاحبهِ، وجعل ظهرَهُ إليهِ.
والله أعلم.